العدد السادس
مـنـار القرآن
سـورة الكـهـف حسـب التأويل المـعاصـر
إن لسورة الكهف علاقة بالإمام المهدي (ع) فقد ورد في الصلاة على محمد و آل محمد ( اللهم صل على محمد و آل محمد الكهف الحصين و غياث المضطر المستكين ) فأنه من الواضح إن آل محمد هم الكهف و قد سـمـيت بـهم تلك السورة في الحقيقة و التأويل كما أن كما أن موقع سورة الكهف حسب ترتيبها في القران في وسطه و كذلك الإمام المهدي (ع) مكانه وسط الأئمة الأطهار (ع) الذين هم عدل القران و الثقل الثاني الذي أوصى به الرسول (ص) إضافة للقرآن ، فقد ورد في حديث المعراج عن رسول الله (ص) عندما رأى أهل بيته قال ( رأيتهم و قائمهم في وسطهم كأنه كوكب دري ) .
كما قد ذكر في بداية سورة الكهف ( قيما لينذر بأساً شديداً من لدنه ) الكهف 2 . و في ذلك إشارة إلى قيام الإمام (ع) و حربه ضد الظلمة و الظالمين حيث أن حربه حرب لدنية أي أن الله هو في الأرض و الحرب ستكون من قبل أعداء دعوة الإمام (ع) ضد الله سبحانه و تعالى كما ورد في قوله تعالى ( و علمناه من لدنا علما ) أو قوله تعالى ( حنانا من لدنا ) فأن هناك أمور لدنية من الله عز و جل و بدون واسطة و هذه الحرب لم تكن مع الأنبياء و الأوصياء فحروب النبي (ص) و الإمام علي (ع) ليست حروبا لدنية قال تعالى ( فوجدا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما ) و العبودية لله تعالى هي المعرفة بحسب درجاتها للمولى سبحانه فلا تكون عبادة إلا بمعرفة كما ورد في تفسير قوله تعالى ( و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون ) قال الإمام الصادق (ع) : ليعرفون .
فلا يصل الإنسان إلى ساحة رحمته تعالى إلا بالعبودية و لا تكون عبودية إلا بالمعرفة و الرحمة المقصودة هم محمد و آل محمد قال تعالى ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) كما أن من المعروف أن اللون الأخضر مأخوذ من نور آل محمد و منه نور جبرائيل و الخضر لذلك سمي بهذا الأسم .
( و علمناه من لدنا علما ) و معناه العلم اللدني و المقصود منه العلم من الله من دون واسطة كما يكون مع الكثير من الأنبياء حيث أن علمهم يكون بواسطة الوحي و الملائكة ، فعلم سيدنا الخضر عليه السلام علم لدني حيث انه يعمل و يتحرك بتصرف المولى تعالى و هو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال و تأويلها إلا بعد تحققها و هذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله تعالى .
( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) و هو أن نبي الله و كليمه موسى (ع) طلب التعلم على يد الخضر (ع) و كما كان الخضر وزيرا للإمام المهدي (ع) كذلك أنصار الإمام (ع) سيتعلمون على يدي الخضر (ع) و لهم بذلك سنة من موسى (ع) و ذلك لأسباب كثيرة أهمها أن الإمام المهدي (ع) سوف يأتي بتاويل القرآن و يتعامل ببواطن الأشياء و حقائقها الملكوتية فلا بد أن يتوفر في أصحابه تلك المعرفة و هي العلم بالتأويل و معرفة حقائق الأشياء الملكوتية و أن كانت تلك المعرفة بدرجات متفاوتة كل حسب أستعداده و أندفاعه للتعلم و التحصيل لنصرة الإمام المهدي (ع) و من أهم مايقوم به الخضر (ع) في طور التعليم و المعرفة و الأعداد هو أن يعلمهم الصبر و الطاعة و التسليم و عدم تكرار الخطأ و معرفة أن أفعال الإمام كلها من الله و إلى الله .
فنبدأ بتوفيق الله تعالى بالصفة الأولى التي يجب توفرها في أصحاب الإمام (ع) :
1 – الصبر :
قال تعالى حكاية عن موسى ( ستجدني أنشاء الله صابرا و لا أعصي لك أمرا ) و قد قال ذلك موسى بعد أن بين له الخضر (ع) ضرورة أن يتحلى بالصبر أن أراد أن يسير معه و هذا مما يجب توفره في أصحاب الإمام (ع) لأجل مسيرتهم معه فهو سيد الخضر و أن علم الخضر من علم محمد و آل محمد كالقطرة في البحر المحيط كما ورد في الأخبار ، فلا بد أن توجد هذه الصفة في أصحاب الإمام (ع) لأنه سوف تحدث بعض الأمور عند قيام الإمام (ع) لا يمكن تحملها إلا ممن محصوا و اعتادوا على الصبر فقد ورد عن الباقر (ع) ( إذا ظهر القائم ظهر براية رسول الله و خاتم سليمان و حجر موسى و عصاه ثم يأمر مناديه ينادي إلا لا يحملن رجل منكم طعاما و لا شراب و لا علف فيقول أصحابه : أنه يريد أن يقتلنا و يقتل دوابنا من الجوع و العطش فيسير و يسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام و شراب و علف فيأكلون و يشربون و دوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ) و كما هو واضح يظهر أن بعض أصحاب الإمام لا يصبرون على هذا الأمر فيظهر منهم الضجر .
2 – الطاعة :
قال تعالى حكاية عن موسى (ع) في نفس الآية المتقدمة ( ... و لا أعصي لك أمرا ) فلا بد من توفر هذه الصفة أيضا فأنهم أن لم يكونوا مطيعين فأن قضية الإمام سوف تتعثر لا سامح الله و لا يمكن سير خطة الإمام (ع) و تنفيذها على الشكل المطلوب ، فقد ورد في صفتهم في الرواية عن الإمام الصادق (ع) قال في رواية طويلة ( ... رهبان في الليل ليوث في النهار هم أطوع من الآمة لسيدها ...) و قد ورد في البحار ج 52 أن راية المهدي مكتوب عليها أسمعوا و أطيعوا .
3 – التسليم و الانقياد للإمام (ع) :
قال تعالى ( فأن أتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) فلا بد من أن تتوفر فيهم هذه الصفة و هي التسليم لأمر الإمام (ع) و الانقياد له في كل الأحوال و الظروف و عدم الأعتراض على تلك القرارات فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قال : ( يقبل القائم حتى يبلغ السوق فيقول له رجل من ولد أبيه : أنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله (ص) أو بماذا ...) .
4 – عدم تكرار الخطأ :
فقد فارق الخضر موسى (عليهما السلام) عندما خالف لثلاث مرات قال تعالى ( قا لهذا فراق بيني و بينك ..) فأن الإمام لا يسمح بأرتكاب الخطأ من قبل أصحابه مهما كانت درجة قربهم منه فهو يتركهم مرة و مرتين و في المرة الثالثة لا يتركهم و كل ذلك بشرط أن لا يكون الخطأ متعمداً و أن كان كذلك فهو لا يسمح به أطلاقاً فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر و ينهى إذ قال : أديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا يبق في الخافقين شيء إلا خافه ) .
5 – معرفة أن أمر الإمام من أمر الله :
فتصرفات الإمام وافعاله لدنية من الله سبحانه وتعالى فلا يفعل ذلك من عن امره , فافعاله ليس كما هو المتعارف من صدور الأمر عن طريق الدماغ أي الجهاز العصبي بل هي أفعال لدنية من المولى سبحانه وتعالى فلو علم وايقن أصحاب الإمام من ذلك لأمكنهم من حمل افعاله وعدم الشك بهم فقد ورد عن الصادق قال ( كأني باقائم (ع) على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان ( الجيب ) قبائه كتابا مختوما من ذهب فيفكه فيقرا على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجئ حتى يرجعون إليه واني لعرف الكلام الذي يتكلم به).
وهذه هي اهم الأمور التي يجب توفرها في أصحاب الإمام المهدي (ع) وذلك من خلال تأويل قصة موسى و الخضر عليهم السلام التي وردت في سورة الكهف .
سفينة نوح هي راية المهدي (ع) على حسب التأويل
فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين
أن قصة النبي نوح (ع) وتفاصيلها غير خافية على قرائنا الاعزاء على الاقل نقاطها المهمة وعناوينها وبما أننا نؤمن بالنظرية التي تقول أن القران كله يحكي للإمام المهدي (ع) ولانه وارث الأنبياء والمرسلين والذي علي يديه يمكن الله الدين ليظهره على الدين كله ومن هذا المنطلق تكون حركات وخطوات الأنبياء المذكورة في القران هي رسم لحركات الإمام (ع) وخطوات دعوته .خصوصا من ذكر أن للمهدي (ع) سنة منه , وممن اكدت الروايات أن للقائم (ع) سنة من النبي نوح (ع) كما جاء في الرواية عن زين العابدين (ع) : ( في القائم سنة من سبع انبياء ... وسنة من نوح ) ومما يثبت عندنا أن سفينة نوح في التأويل هي راية الهدى للمهدي (ع) ما جاء عن أبو ذر عن رسول الله (ص) ( أنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها ههلك وسمعت رسول الله (ص) يقول اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الراس من الجسد ومكان العينين من الراس فان الجسد لا يهتدي إلا بالراس ولا يهتدي الراس إلا بالعينين ) وهذا ما يؤكد على أن سفينة المهدي (ع) هي سفينة هداية وراية هدى وقبل الدخول في صلب الموضوع نبرز اهم نقاط التشابه بين نوح النبي (ع) ونوح أخر الزمان المهدي (ع) ومن هذه النقاط :
أولا : (المشابه بالتسمية ) فقد ذكر أن سبب تسمية نوح بهذا الاسم لكثرة نياحه على قومه . وقد اشتهر عن الإمام المهدي (ع) في الاخبار المروية عن أبائه (ع) والروايات الكثيرة انه من اعظم البكائيين والنائحين على جده الحسين (ع) وخير شاهد على الزيارة الواردة عنه (ع) والمعروفة بزيارة الناحية المقدسة حيث يقول في احد فقراتها مخاطبا جده الحسين (ع) : ( لاندبنك صباحا ومساء ولابكين بدل الدموع دما ).
ثانيا : ( طول العمر ) فقد اكدت الروايات أن عمر نوح يزيد على ألف سنة وكذا المهدي (ع) حيث أن عمره الشريف الآن يناهز 1169 سنة .
ثالثا : ( التشريع ) فقد اكدت الروايات على أن أول من جاء مشرعا من الأنبياء هو نوح (ع) فقد قال تعالى في محكم كتابه ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوح ....) الشورى آية 13 فنرى أن حركة التشريع في العالم بدأت من الكوفة مع بدأ رسالة نوح (ع) والتي انتشرت في باقي الأرض مع انتشار الرسالات للأنبياء (ع) حتى استقرت بعد هذه المسيرة في مكة في عهد رسالة النبي (ص) وبعدها عاد التشريع إلى الكوفة بانتقال الرسالة في عهد أمير المؤمنين (ع) إلى الكوفة فجعلها عاصمة الدولة الإسلامية ولذلك فهي تشابه رحلة سفينة نوح (ع) من انطلاقها وطوافها بمكة وعودتها إلى الكوفة وهي بذلك تشابه في التأويل راية الهداية للإمام المهدي (ع) حيث تبدأ من الكوفة دعوتها وتمهيدها للإمام وتهيئة الأنصار في نصرة الإمام المهدي (ع) وستعود بعد خروجها من الكوفة في طوفان الفتن إلى مكة حيث خروج الإمام المهدي (ع) وبعد توجه الإمام (ع) بجيشه إلى الكوفة تعود سنة أمير المؤمنين وهي مشابهة لعودة سفينة نوح إلى الكوفة فتكون عاصمة الإمام التشريعية للعالم . ومما يؤكد هذا المعنى قول أمير المؤمنين (ع) ( في ذكر مسجد الكوفة منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وان سفينة نوح كانت مامورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم اتت منى في ايامها ثم رجعت السفينة إلى مسجد الكوفة المكان الذي انطلقت منه مما يؤكد عودة راية الهدى إلى الكوفة ما جاء عن المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (ع) ( أن يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح(ع) على الجودي وهذا هو نفس اليوم الذي سيخرج فيه الإمام المهدي (ع) فجاء في الرواية ( يوم نيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة ) وهذا شاهد مهم على التشابه ما بين سفينة نوح واستقرار راية الهدى في الكوفة .
رابعا : ( العذاب بالطوفان ) جاء في معنى الطوفان هو ( طفى الماء على كل شيء) وقد كان الطوفان عذاب لقومين هما : قوم نوح والشاهد عليه قوله تعالى ( ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) . العنكبوت 14 .
وقوم فرعون الذي دلت عليه الآية الكريمة ( فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ...) الاعراف 33 . حيث ابتلاهم الله بهذا النوع من العذاب بسبب تكبرهم وسوء اعمالهم وقد كان الطوفان هو جزء من عذابات
قد نزلت بهم ولكن في طوفان نوح كان العذاب الاكبر كما هو الحال في طوفان الفتن في عصر المهدي (ع) فيكون طوفان من الدم والفتن قبال طوفان نوح بالماء والشاهد ما روي عن الإمام الصادق(ع) ( اربعة بقاع من الأرض ضجت إلى الله تعالى في أيام طوفان نوح من استيلاء الماء عليها فرحمها الله تعالى وانجاها من الغرق وهي البيت المعمور فرفعها الله إلى السماء والغري وكربلاء وطوس والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الامم المتمردة من أول الدهر إلى اخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان
اهلها إلا بالسيف ) وهذا بيان واضح من الإمام الصادق (ع) في وصف طوفان زمن المهدي (ع) بأنه طوفان دم وفتن لانه ناتج عن استخدام السيف .
ولعل ارقى ما قيل في وصف هذه الفتن بلسان احد شعراء أهل البيت وهو جرير ( ره) :
طوفان آل محمد في الأرض غرق جهلها
وسفينهم حمل الذي طلب النجاة واهلها
فاقبض بكفك عروة لا تخشى منها فصلها
ومن يتتبع قصة نوح (ع) يجد انه بدأ دعوته في الكوفة والشاهد على ذلك مقامه في مسجدها ومكان سفينته ومكان صنعها وكل هذا مؤكدا في الروايات الواردة عن الأئمة (ع) وبعد أن أتم نوح النبي (ع) دعوته وانذار قومه بتماديهم وكفرهم فحق عليهم العذاب فامره الله أن يركب ومن معه السفينة فقال تعالى ( ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون ) ( فانجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها ايه للعالمين ) العنكبوت آية 15 . والمعروف والثابت أن السفينة انطلقت من الكوفة لتجوب الأرض ثم طافت حول موضع الكعبة في مكة ثم رجعت لتستقر في الكوفة ويمكن رسم خارطة لحركة السفينة في رحلتها فنجدها مرتكزة على ثلاث نقاط .النقطة الأولى والاخيرة هي الكوفة والوسط هي مكة وتعود إلى الكوفة ) ولم تكن هذه الحركة للسفينة خاصة لنوح (ع) وانما من الله كانت هذه الحركة حاكية ومعبرة عن حركة المهدي (ع) وانصاره فمن الكوفة يبدأ دعوته في التمهيد واعداد الأنصار ثم ينطلق ليقوم من مكة واخيرا يعود إلى الكوفة ليؤسس عاصمته التي منها يبدأ التشريع . وكما قدمنا في نقاط التشابه أن عذاب هذه الأمة طوفان من الفتن مقابل طوفان الماء فكذلك أن المهدي (ع) يصنع سفينة للمؤمنين به لتنجيهم من طوفان الفتن . وكان صنع السفينة لنوح (ع) من الخشب لانه الوحيد الذي يطفو على الماء وان سفينة المهدي (راية الهدى ) ستصنع بالهداية لانها الوحيدة القادرة على أن تطفوا فوق طوفان الفتن كما جاء في وراية أبي ذر السابقة الذكر . ولا تكون هذه السفينة إلا راية هدى يرفعها بين الناس ويدعوهم إلى الالتحاق بها ولكن اكثرهم للحق كارهون كما فعل ابائهم واجدادهم من قبل .ولا يخفى انه (ع) في الوقت الذي يصنع به سفينته تكون هناك عدة سفن راسيات وكل من هذه السفن تمثل دعوة اصحابها وعندما تنطلق سفينة الإمام (دعوته ) تبدأ السفن بالانطلاق ولكن ما الفائدة من انطلاقها حيث أن جميع السفن ستغرق في طوفان السفن بسبب رفع رايات باطلة ودعوات مظللة للناس وذاك لانها لم تبن على الهداية الحقيقية لأهل البيت (ع) وانه لا سفينة إلا سفينة الإمام (ع) هي التي ستنجو من غرق طوفان الفتن وذلك لانها ستطفو على الفتن لانها راية الهدى ودعوة الحق والسبب في ذلك يعود إلى كيفية قيادة السفينة وسط امواج الفتن حيث أن للسفينة كما نعلم قبطان يكون المسئول عن قيادتها في وسط امواج البحر وبهذا فان لسفينة المهدي (ع) ( راية الهدى ) قبطان متصل بالله والامام المهدي (ع) قادرة على ادارة دفة السفينة بتسديد من الله وتوجيه مباشر من الإمام المهدي (ع) وهذا الشخص لا يكون وزيره الخاص والممهد الرئيسي لدعوته وصاحب امره فبسبب قربه من الإمام يكون هذا القائد بارع ومتمكن على قيادة دفة السفينة وسط امواج الفتن المتلاطمة فيتحكم بمسيرته وسط الاهوال ويحرك شراعها بتجاه الريح إذا كانت عاتية ويتحرك بالسفينة وسط امواج الفتن بدلا من أن يستطم بها فهو يعمل كل ما يمكن من شانه أن يضمن نجاة سفينة القائم (ع) وقد جاء في الرواية عن المفضل بن عمر الجعفي : ( روي عن أبي عبد الله (ع) اياكم والتنويه أما والله ليغبن سبتا من دهركم وليخملن حتى يقال : مات , هللك بأي وادي سلك ؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين , وليكفأن تكفؤ السفينة في امواج البحر , فلا ينجو إلا من اخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وايده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي ) وهنا إشارة واضحة إلى ظهور رايات ( سفن ) تدعو لنفسها تكون قبال راية الهدى ولكنها في النهاية ستغرف في طوفان الفتن لانها رايات باطلة وغير مسددة من الله تعالى . وخير شاهد على ذلك ما نقرأه في الدعاء في الصلاة الشعبانية ( اللهم صل على محمد وال محمد الفلك الجاري في اللجج الغامرة يامن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتخلف عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ....) وهذا بيان واضح في تأويل حركة السفينة (الدعوة ) حيث ورد في الدعاء الصلاة على محمد وال محمد ومعنى الصلاة هنا عند أهل البيت : هي الصلة بالأمام المهدي (ع) والتي هي الصلة بالله عز وجل وشبه أهل البيت بالفلك الجاري أي ( السفن المتحركة بسرعة والعلة بسرعتها لارتباطها الوثيق بقضية الإمام الحسين (ع) والشاهد على ذلك حديث المعصومين ( ع)( كلنا سفن نجاة وسفينة الحسين اسرع ) فان هذه السفينة والتي هي ( راية هداية ) عند تحركها تتصف بالسرعة في انجاز أهدافها الإلهية ) في اللجج الغامرة ( أي الامواج العالية المغرقة ) حيث أنها تغمر كل السفن التي ليس لها تحصين من الغرق والذي هو ( الهداية ) في عصر ظهور المهدي (ع) وهنا توضيح مهم في المعنى من حيث تفصيل أنواع الغارقين وسبب غرقهم فقد قال المعصومين (ع) في الصلاة الشعبانية أن التارك لسفينة آل محمد المتمثلة بسفينة المهدي (ع) هو الغارق وهذه صفة المعاندين الذين يصدون الناس عن الصعود في سفينة الهداية المحمدية وأما الصنف الثاني فهم المارقين عن خط أهل البيت (ع) والذين هم مرقوا عن أمر الله المتمثل بالمهدي (ع) أي أنهم ادعوا الحق ولبسوا جلبابه الظاهري وتصدوا لدعاته الحقيقين وجعلوا أنفسهم قادة لأمر الله بدل عن صاحبه الحقيقي الإمام المهدي (ع) فقد جاء في الرواية ( أن لنا راية من تقدمها سرق ومن تاخر عنها زهق ) فهم سارقين لحق الإمام المهدي (ع) فاصبحوا كسراق الكعبة حيث خانوا الامانة واغتصبوا حق الإمام مستغلين غيبته الشريفة في تكوين راياتهم التي لا تدعوا إلا لاصاحبها ) فهؤلاء هم المتقدمين على الحقيقين (أهل البيت )فاصبحوا خارجين عن الدين والحق يتضح من المعنى أنهم من يتصدى للحق باسم الدين يوهمون الناس في ترك راية الهدى للإمام المهدي (ع) بتقمصهم القيادة عنه (ع) . وأما الصنف الثالث فهم المتاخرين عن دعوة الإمام (ع) والذين لم يلتحقوا ويركبوا سفينة النجاة والهداية للمهدي (ع) فهم زاهقين بسبب تخلفهم عن نصرة الإمام وتصديق دعوته . ( قل جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا ) فلا يهم أنهم تركوا قضية الإمام وتنصلوا الحق وحاربوا انصاره واتباعه فهم اخير زاهقين والحق يعلوا ولا يعلى عليه .وهذه هي لاصناف الثلاثة التي تمثل السفن الخاسرة قبال سفينة الهداية للإمام المهدي (ع) فلم يبق إلا الصنف الفائز وهم الملتحقين بالحق والسابقين في نصرة الإمام المهدي (ع) والداخلين تحت راية الهدى التي رفعها المهدي (ع) والركبين لسفينة هدايته العاملين تحت لوائه والممهدين لامره .
إشكالات قرآنية
نتيجة للارباك والجهد المتواصل بعد أن وفقنا الله تعالى لطرح الصحيفة بــ (12) صفحة بدل آلـ (8) صفحات فقد وردت بعض الاخطاء في زاوية (الإشكالات القرآنية ) وخصوصا الآيات الكريمة بل حصل خطأ في طرح الاشكال وعليه فنسأل الله تعالى العفو والمغفرة ونعتذر من الاخوة القراء وسنطرح الاشكال بالشكل الصحيح قال تعالى ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) سورة فاطر 12 .
الإشكال : لماذا قال الله تعالى ( وترى الفلك فيه ) وهو يتحدث سبحانه عن بحران وليس بحر واحد ؟
حل الإشكال : قال بعض المفسرون (فيه ) يعود إلى الجنس (جنس الشيء ) وهذا غير صحيح . بل أن الصحيح أن (فيه ) تعود على البحر المالح وذلك على قاعدة اعادة الضمير على واحد .وهذا إشارة من الله تبارك وتعالى إلى صحة القاعدة الفيزياوية فكلما زادت نسبة الاملاح في الماء زادت سرعة حركو الاجسام الطافية على سطح الماء وقد عبر عنها عز وجل (مواخر ) وهو يعني سرعة انطلاق الجسم على الماء وشقه للماء شقا حثيثا ( متواصل مما يؤدي إلى بروز مؤخرة الجسم .
الإشكال الأتي :
قال تعالى: ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت ابوابها .....) الآية 71 سورة الزمر .
وقال عز من قال ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت ابوابها .......)
والتساؤل هنا عن الفرق بين قوله تعالى (فتحت ابوابها ) عند ذكر حالة دخول الكافرين إلى جهنم في الآية (71) وبين قوله تعالى (وفتحت ابوابها ) عندما ذكر حالة دخول المتقين إلى الجنة في الآية (73) فتم ذكر حرف الواو في الثانية ولم يذكره في الأولى .
الموعود
أصحاب الإمام المهدي
أن من الثابت علميا أن معرفة الشيء متوقفة على معرفة مقدماته كما أن العلم بالكل متوقف على العلم باجزائه فمن الصعب أن نتعرف على الاشياء مالم نعلم ممن تتكون وما هي اجزائها وحيثياتها وما إلى ذلك .....) لذا ومن باب أننا نسعى لأجل نصرة الإمام المهدي (ع) وبما انه غائب عنا لا نعرف شخصه كما أن الاعم الاغلب لا يعرف ماهية حركته وقضيته وكيفية ظهور امره وسير خطته ومن هم أصحابه وانصاره ومن هم اعدائه وما إلى ذلك من الأمور الغامضة على الكثير منا أقول : لذا فانه لابد لنا من معرفة قضية الإمام المهدي (ع) عسى أن نوفق لمعرفة الإمام والفوز بلقائه ونصرته ومن هذه المقدمات المهمة جدا والتي لو تعرفنا عليها وتمسكنا بها لاستطعنا التعرف على قدر كبير ومهم من أمر الإمام المهدي (ع) . أن هذه المقدمة ( هي معرفة أصحاب الإمام (ع) ) الذين ذكروا في القران والاحاديث النبوية الشريفة والروايات والاخبار الواردة عن أهل البيت (ع) .
صفات أصحابه :
الصفة الأولى : أنهم شباب فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد واقل الزاد الملح ) وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) انه قال : ( بينما شباب الكوفة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد فيصبحوا بمكة ) غيبة النعماني . ومن هاتين الروايتين الشريفتين وغيرهما من الروايات يتبن لنا أن أصحاب الإمام المهدي (ع) وهم الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا هم من الشباب وان القليل منهم والمعبر عنهم ( بالكحل في العين أو الملح في الزاد ) هم من الكهول والكهل كما عرفه أهل البيت هو الرجل الذي يكون عمرة من الثلاثين إلى الاربعين ومن بلغ الأربعين واكثر فهو شيخ فقد ورد بهذا المعنى عن الإمام الصادق (ع) قال : ( من بلغ العشرين إلى الثلاثين فهو شاب ومن بلغ الثلاثين إلى الاربعين فهو كهل ) أذن يتضح من هاتين الروايتين أن أصحاب الإمام (ع) شباب الاالقليل منهم يكونون من الكهول وهذا ما ثبت في تاريخ الشعوب والثورات فان الشباب هم من يستطيعون التغيير وقلب الأمور وتحريك عجلة الحياة فان طموحهم تنتصر على كل الظروف وتستطيع مواجهة اصعب الازمات كما أن المفهوم من هاتين الرواتين أن كل الفئات العمرية غير الشباب إلا ( قليلا جدا من الكهول ) حتما هم ليسوا من ضمن الأصحاب حتى لو كانوا علماء أو فقهاء أو مثقفين أو مؤمنين إلا أن يكونوا ضمن هذه الفئة العمرية وان كان لا يحتمل لانه سيأتي من خلال البحث في صفات أصحاب الإمام المهدي (ع) ما يخرجهم من خانة الأصحاب .
الصفة الثانية : ( غير معروفين بكثرة العبادة وما يتصف به المتدينون في أخر الزمان ) حكاية عن قوم نوح ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا بادئ الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين )) هود / 27 . وفي الحقيقة أن اغلب أتباع الأنبياء والرسل والاوصياء (ع) هم مما قيل فيهم ذلك فأنهم لم يكونوا معروفين بكثرة العبادة أو العلم أو الجاه وما إلى ذلك من الأمور بل كانوا يعدون في نظر الناس اراذل وعبيد وخدم وليس عندهم من العلم أو الجاه أو المال شيئا ولو رجعنا إلى الوراء وتمعنا في الذين امنوا بالرسول الكريم (ص) في إثناء دعوته بمكة لوجدناهم فقراء ومساكين وعبيد وليس لهم حظ من علم أو مال أو جاه فقد ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله (ع) ( إذا قام القائم يخرج من هذا الأمر من يرى أنه من أهله ويدخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) وبهذا يتضح جليا أن أصحاب الإمام (ع) أو انصاره ليسوا من الناس الذين يراهم الناس أنهم وحدهم من ينصروا الإمام (ع) لأنهم عابدين زاهدين عالمين مؤمنين متعلمين متقين فان هؤلاء في الحقيقة سيخرجون عن نصرة الإمام (ع) لما اشركوا بالله ولما انطوت عليهم سرائرهم من الخبث والرياء والنفاق والعجب والكبر وان الذين سنصرونه الإمام ويدخلون في امره هم من يراهم الناس ليسوا من أهل الدين وليسوا مؤمنين بل هم شبه عبدة الشمس والقمر كما ذكر في الرواية الشريفة وليس معنى ذلك أنهم يعبدون غير الله لكن الناس تراهم هكذا ومن المحتمل أن يكون السبب في ذلك هو إتباعهم للحق ونصرتهم الإمام (ع) واعدادهم وتمهيدهم له قبل ظهوره المقدس لانه كما ورد أن الممهدين للإمام (ع) وأصحابه من امنوا بهم وصدقوهم سوف يحاربون من اغلب الناس وسوف يكذبون ويتهمون ويعتبرون خارجين عن الدين ومدعين كذبا ومنحرفين عن الحق ولكن الحق والصواب عكس ذلك كما قد تبينوا إذا فالذي نستفيد من هذه النقطة ومن خلال الآيات القرآنية والروايات الشريفة أن صفة التدين والعبادة والعلم والثقافة الظاهرية ليست من صفات أصحاب الإمام (ع) بل أن صفتهم تكاد تكون عكس ذلك فهم في نظر الناس منحرفين عن الحق كما أن عبادة الشمس والقمر منحرفين عن الحق .
الصفة الثالثة : (كونهم من عامة الناس وليسوا من خاصتهم بل أنهم قوم مستضعفين ) فقد قال تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) فقد اجمع المفسرون على أن الآية في الإمام وأصحابه فأنهم هم المستضعفين الذين يرثون الأرض وما عليها . إذا فعلينا أن نعرف المستضعفين وهم الذين لا ناصر لهم ولا معين إلا الله وهم حتما قلة ليسوا من أهل الأموال بل هم فقراء مساكين قد حاربهم المجتمع لا يملكون من القوة ما يمكنهم في الدفاع عن أنفسهم فتراهم يتقون الناس للحفاظ على أنفسهم وبالتالي الحفاظ على مبادئهم وقضيتهم وهم على ما اعتقد من خلال التمعن في القران والروايات الواردة عن أهل البيت (ع) من عامة الناس لامن خاصتهم بل أنهم منكرون عند الغالبية العظمى من الناس لذا أن الله وعدهم بجعلهم أئمة للناس بعد أن كانت الناس تستضعفهم كما أن الله جل وعلا سيجعلهم الوارثين للارض بعد أن كانوا فقراء لا يملكون مالا وجاها . ومن خلال التفكر في الآية الكريمة يتبين لنا ما يلي : فان الآية كما هو معلوم نزلت في بني إسرائيل فقد كانوا مستضعفين من قبل فرعون وملئه فقد كانوا فقراء يعملون في مزارع قوم فرعون كما أن الله بعد أن امنوا بموسى واتبعوه وصدقوه اهلك فرعون وملئه وجعل من بني إسرائيل أئمة وانبياء كما واورثهم ارض واموال فرعون وملائه ومعنى ذلك أن هؤلاء المستضعفين الذين هم من عامة الناس كما ذكرنا سيكونون أئمة وقادة على الناس وان الله سيورثهم الأرض وما عليها لنجاحهم في التمحيص وفوزهم بنصرة الإمام وصبرهم وجهادهم في سبيل الله ومن هنا يتبين لنا أن من كانوا أئمة على الناس قبل ظهور الإمام (ع) فهم ليسوا من الأصحاب حتما لان الله وعد أصحاب المهدي (ع) بجعلهم أئمة وجعل الشيء كما لا يخفى بعد أن لم يكن شيئا . أذن فان من كان ذو جاه أو مال أو منصب سواء كان تاجرا أو كبيرا لقوم أو فقيها أو عالما أو غيرهم ممن كان لديهم انصار وأتباع غير مشمولين بهذه الآية يمعنى أنهم مهما كانوا ليسوا من أصحاب الإمام (ع) ولن يكونوا من أصحابه لاننا نجد التجار أصحاب اموال طائلة وتجارات كبيرة ولهم الكثير من الناس الذين يكونون في خدمتهم ياتمرون بامرهم وينتهون بنهيهم ومثلهم في ذلك كمثل قارون في قوم فرعون حيث انه كان صاحب اموال طائلة واراضي واسعة وتجارة كبيرة ولكنه حارب موسى (ع) وكذب به رغم انه من بني إسرائيل ومن اقارب موسى كما أن العلماء لا يمكن أن يكونوا من ضمن أصحاب الإمام المهدي (ع) بأنه كانوا قبل ظهوره أئمة على الناس فنرى الناس اليوم تسمي العلماء ( الإمام الفلاني أو امامنا الفلاني وهكذا ) كما أنهم يملكون من الأموال والجاه والاتباع ما يخرجهم من خانة الاستضعاف بل يكونوا بذلك أئمة لان الناس تأتم بهم وتاخذ باقوالهم في جمع الحوال والظروف علما أن الكثير من العلماء كبيري الاعمار وقلما نجد عالما دون سن الاربعين وقد بينا أن أصحاب الإمام شباب لا كهول فيهم علما انه ممن الممكن أن يكون بعضهم من ضمن الأنصار وهم غير الأصحاب كما لا يخفى بشرط التوفيق من الله . كما أن الحكام ليسوا من أصحاب الإمام حتما لأنهم كما هو واضح أئمة وقادة للدول والله سبحانه وتعالى أنما قال ونجعلهم أئمة أنهم لم يكونوا أئمة سابقا لان جعل الشيء كما قلنا بعد أن لم يكن شيئا , وقد يكون من الحكام اناس مؤمنين متدينين ولكن مع ذلك فأنهم ليسوا من أصحاب الإمام (ع) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المهدي يدعو إلى أسلام جديد
أنصار وأعداء دعوة المهدي
الحلقة الثالثة
أن لكل دعوة سواء أكانت دعوة حق أم باطل انصارا ومريدين واعداءا ومكذبين وهكذا بالنسبة لدعوة المهدي (ع) فان لها انصارا , وهم كما يتضح من الروايات اقل بكثير من العداء ولها أعداء مكذبين بها غير راضين عنها ولكلا هذين الطرفين صفات خاصة يتصفون بها تميزهم عن بعضهم وعن غيرهم فان لانصار الإمام المهدي (ع) صفات خاصة ذكرت في القران وروايات أهل البيت (ع) وهناك صفات خاصة بعداء الله ورسوله أعداء الإمام المهدي (ع) .
صفات الأنصار :
أولا : ( الاستضعاف ) قال تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) اجمع أهل التفسير على أن الآية في المهدي وأصحابه فهم المستضعفين الذين يجعلهم الله أئمة للناس ويورثهم الأرض وما عليها , فهم كما يظهر اناس بسطاء من عامة الناس لا من خاصتهم كما أن الناس لا تعرفهم بل يكونوا منكرين عند الاغلب فيسوا من أهل العلم حتى يعرفوا ولا من أهل المال أو الجاه ولا هم من أهل المناصب الدينية أو الدنيوية وذلك يظهر من الآية الشريفة حيث قال تعالى ( ونجعلهم أئمة فلظاهر أنهم كانوا قبل ذلك من عامة الناس ثم أن الله جعلهم بعد قيام الإمام(ع) بما امنوا ونصروا أئمة وقادة وحكاما على الناس ومعنى هذا أن من كان قبل قيام الإمام (ع) أماما يتبع أو حاكما يطاع أو ذو جاه يسمع لا يكون في عداد أصحاب الإمام (ع) لان هؤلاء ليسوا مستضعفين فهم يملكون من الأموال ما يخرجهم من خانة الاستضعاف كما أن لديهم أتباع كثيرون يطيعونهم ويأتمرون بامرهم وينتهون بنهيهم .
ثانيا : ( الخــوف) قال تعالى ( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون )النور 55 . ويظهر من الآية أن من صفات أنصار الإمام المهدي (ع) الخوف حيث تجدهم خائفين وجلين ممن حولهم من الناس ولا يعني ذلك خوفهم على أنفسهم بل ذلك الخوف يكون على ما يحملونه من اعتقاد ومبدأ لذا فان الناس لاتعرف لهم مكاننا يسكنون فيه ولا محلا لعملهم ولك ذلك راجع على معتقدهم بعملهم بالتقية , فالظاهر أنهم قلة قليلة لا يملكون ما يدفعون به عن أنفسهم والا لو كانت عندهم عدة وعدد لما خافوا كما لا يخفى وايضا أم من المحتمل أنهم يكونوا متهمين مكذبين من قبل المجتمع الذي يعشون فيه نتيجة دعوتهم ونصرتهم للإمام المهدي (ع) فان الناس يومئذ لا يصدقونهم ويعتقدون أن كل من يدعو للإمام المهدي أنما هو كاذب وهذا الاتهام فاشي نتيجة خروج بعض المدعين كذبا على الإمام المهدي (ع) .
ثالثا : ( الشباب ) فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله الصادق(ع) : ( بينما شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد فيصبحون بمكة ) غيبة النعماني . و قد ورد عن أمير المؤمنين (ع) ( أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح ) فيظهر من هاتين الروايتين أن أصحاب الإمام (ع) و أنصاره تغلب عليهم صفة الشباب بل أن قسم قليل جدا منهم ما هو كهل و ليس شيخ .
و بهذا يتبين أن الناس كبيري الأعمار ليسوا من ضمن الأصحاب أو الأنصار إلا القليل منهم ، هذه هي أهم الصفات الظاهرية لأنصار و أصحاب الأمام المهدي (ع) . أما بالرجوع إلى الوراء حيث دعوة رسول الله (ص) نجد أن أنصار الدعوة المحمدية كانومستضعفين و فقراء و مساكين و عبيد فهؤلاء هم من أمن و صدق بدعوة رسول الله (ص) كما أنهم شباب و لم يؤمن من شيوخ مكة ألا نفر قليل جدا كما أنهم طوال بقائهم في مكة كانوا خائفين لا يستطيعون الجهر بأيمانهم و من يقع منهم في قبضة قريش يتعرض لأشد العذاب و منهم من يقتل في التعذيب ...
و قد أثبتنا في الحلقات الماضية من نفس الموضوع في الأعداد السابقة أن لدعوة الإمام (ع) شبه من دعوة جده رسول الله (ص) ، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( الإسلام بدأ غريباً و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء من أمتي ) فقلت أشرح لي هذا أصلحك الله ، فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (ص) ) . و قد بينا الشبه الكبير بين دعوته عليه السلام و دعوة جده الرسول (ص) من حيث المراحل التي تمر بها الدعوتين كالمرحلة السرية و العلنية و مرحلة الهجرة ثم الفتح بعد ذلك . و بالعودة إلى دعوات الأنبياء نجد أن من أمن بهم و صدقهم هم الفقراء و المساكين و المستضعفين الذين لا حول لهم و لا قوة .
صـفـات الأعـداء : -
إن المتتبع للروايات الواردة عن أهل البيت (ع) يجد أن أعداء الإمام المهدي (ع) كثيرين جداً و من مختلف المذاهب و الديانات و من مختلف الطبقات فمنهم اليهود و منهم المسيحيين و منهم أهل العامة و منهم الشيعة و غير ذلك الكثير و لكن أقوى الأعداء و أكثرهم خطراً هو السفياني ، و السفياني ينقسم إلى قسمين : سـفـيـاني الفتوى و سفياني السيف فأما سفياني الفتوى فهم علماء السوء المضلين المحسوبين على الشيعة و علماء السنة الذين يكذبون بدعوة الإمام المهدي (ع) و يحاربونها من خلال فتاويهم الباطلة التي يضلون الناس بها و يكونوا سبباً لتخلف الكثير منهم و قعودهم عن نصرة الإمام (ع) حيث أنهم يقومون بأصدار الفتاوى الضالة ضد دعوة الإمام (ع) و يتهمونها بشتى التهم و يلفقون عليها الأكاذيب و التهم مستغلين بذلك محبة الناس لهم و أنقيادهم و أتباعهم لهم و جهل عامة الناس بأمر الإمام (روحي له الفدى) .
فقد جاء في الرواية الشريفة عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين (ع) ( يا مالك كيف انت أذا أختلفت الشيعة هكذا ؟ و شابك بين أصابعه و أدخل بعضها في بعض . فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال : الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله و رسوله فيقتلهم ، ثم يجمعهم (أي الشيعة) على أمر واحد ) و قد ذكر الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور معلقاً على هذه الرواية ( أنه يقتل سبعين رجلا من أهل الفتنة و الاختلاف داخل الشيعة و يبدوا أنهم من علماء السوء المضلين) .
و الظاهر أن سفياني الفتوى يكون من الشيعة بدليل هذه الرواية و روايات أخرى كثيرة فقد جاء في الرواية عن الإمام الصادق (ع) ( لا يخرج القائم حتى يقرأ كتابان كتاب في البصرة و كتاب في الكوفة بالبرائة من علي ) و من المعلوم أن البصرة و الكوفة من المدن الشيعية و من المستبعد و غير المتصور أن يتبرءون من علي (ع)و لكن الظاهر انه تخرج فتوى من بعض علماء السوء المضلين بالبرائة من أحد الممهدين للإمام المهدي (ع) و من المحتمل أنه السيد الحسني اليماني الممهد الرئيسي للإمام المهدي (ع) الذي يقوم بالدعوة للإمام المهدي (ع) و نصرته و الدعوة إلى الحق و التوحيد قبل القيام المقدس للإمام (ع) .
أما سفياني السيف فهو من المحتمل أن يكون من أهل السنة و الخلاف و هو العدو الأكبر للإمام المهدي (ع) الذي يعد و يجيش الجيوش لقتال الإمام (ع) و تكون نهايته على يديه الشريفتين .
سلسلة الأبحاث المثيرة و الأسرار الخطيرة
الحلقة الأولى
من هو مات أو هلك بأي وادٍ سلك ؟!!
لقد غصت كتب المسلمين بالأحاديث و الروايات التي تكلمت عن الإمام المهدي (ع) و كل ما يتعلق به من حيث ولادته و غيبته إلى قيامه المقدس و ظهور دولة الحق على يديه الشريفتين ، و لكن نجد أن الكثير من الأخبار غامضة و بعضها يعارض بعضاُ أذا نظرت إلى ظاهر هذه الأخبار و من الروايات التي أستوقفتني ما ورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : ( قال لي :يا أبا الجارود ، إذا دار الفلك و قالوا مات أو هلك ، و بأي وادٍ سلك ، و قال الطالب له : أنى يكون ذلك و قد بليت عظامه فعند ذلك فأرتجوه و إذا سمعتم به فأتوه و لو حبوا على الثلج ) غيبة النعماني .
و هنا يرد تساؤل كيف يمكن تصور أن الشيعة يقولون مات أو هلك ، في أي وادٍ سلك ؟ فهذه الرواية كما بينا أنها تتحدث عن الشيعة بدليل الرواية الثانية حينما سئل الإمام عن معنى استدارة الفلك ، فأجاب (أختلاف الشيعة بينهم ) أي المراد بالفلك هم الشيعة ثم أننا لا يمكن تصور أن المراد غير الشيعة من المسلمين فأن المسلمين الآخرين لا يعتقدون بولادة الإمام فضلا عن الغيبة بل أعتقادهم يتلخص بأن الإمام (ع) يولد في أخر الزمان . إذن فكيف يقول الشيعة ذلك يا ترى ؟ و هم يعتقدون أن الإمام (ع) غائب و أنه موجود يقوم في أخر الزمان و هذا القول خلاف لما عليه من الاعتقاد الذي مضى عليه الشيخ الكبير و تربى عليه الطفل الصغير ... و لكن المنظور و المحتمل بل هو الحق أن المراد في هذه الرواية و الذي يقال عنه مات أو هلك بأي وادٍ سلك هو شـخـص أخر غير الإمام المهدي (ع)بدليل أن الرواية تقول ( و إذا سمعتم به فأتوه و لوا حبوا على الثلج ) و هذه المقولة وردت في الحديث الشريف في البرهان عن ثوبان قال : قال رسول الله (ص) ( تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم و لوا حبوا على الثلج ) و عن رسول الله (ص) قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها و لوا حبواً فأن فيها خليفة الله المهدي ) . إذن يتضح إن المقصود بـ( مات أو هلك ..) هو قائد الرايات السود التي تأتي من خراسان و الذي يسمى أيضا خليفة الله المهدي و هـو المهدي الحسني و ليس الإمام المهدي (ع) لان الإمام المهدي يخرج من مكة و ليس من خراسان كما هو معلوم ، ثم أنه ورد في الرواية عن المفضل بن عمر قال : ( سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : أن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في أحدهما إلى أهله ، و الأخرى يقال : هلك في أي وادٍ سلك ...) و هذا يؤكد ما ذهبنا أليه حيث إن الإمام المهدي (ع) له غيبتين ( الصغرى و الكبرى ) و لكنه لم يرجع في الأولى إلى أهله بل أنه بعد أنتهاء الغيبة الصغرى و موت السفير الرابع السمري (رض) وقعت الغيبة الكبرى مباشرةً فلم يعد إلى أهله و لم يكن له أهل (ع) حتى يعود أليهم ، و بالنظر إلى رواية المفضل بن عمر المروية عن الصادق (ع) لا يمكن أن نتصور الشيعة يتكلمون بمثل هذا الكلام عن الإمام المهدي (ع) بأنه مات أو هلك .... و أما القول الفصل في هذه المسألة الرواية الواردة من أمير المؤمنين (ع) حيث قال ( العجب كل العجب بين جمادي و رجب فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ، فقال (ع) : ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية ( يا أيها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يأس الكفار من أصحاب القبور ) فإذا أشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي وادٍ سلك ) فالرواية كما هو واضح يتحقق مصداقها بين جمادي و رجب و قد عد هذا الأمر كعلامة لظهور الإمام (ع) و العلامات كما هو معلوم تسبق قيام الإمام المهدي (ع) و فيها دلالة لقرب القيام المقدس هذا أولاً .
أما ثانياً إن الإمام أمير المؤمنين (ع) يخبرنا في الرواية عن وجود قتال و قتل و أثناء هذا القتال يغيب الشخص المقصود فعندئذٍ يقال عنه مات أو هلك بأي وادٍ سلك أي أنهم يتساءلون هل قتل في الحرب أم أنه أسر أو هرب و الظاهر و الحق أنه يغيب في هذا الوقت عند نشوب القتال و هذا ما لا يستقيم مع حمل الرواية على الإمام المهدي (ع) لأنه عليه السلام في هذا الوقت غائب كما أنه لا يخرج ثم يغيب مرة أخرى فلم يذكر لنا أهل البيت (ع) و لو في رواية واحدة مصداق لهذا القول .
و من هذا يتبين لنا و يتأكد أن الشخص المقصود هو شخص أخر غير الإمام المهدي (ع) فمن هو يا ترى؟ . و الظاهر و المتيقن منه أن الشخص المقصود هو صاحب دعوة الإمام (ع) السيد اليماني الذي يقوم بأعلان الثورة في الكوفة و يفتح الكوفة و يقوم بالثورة على الظالمين من بني العباس فهو وزير الإمام المهدي (ع) الذي تجري عليه الكثير من السنن و هو أمير جيش الغضب فهو من تطلبه دولة بني العباس و تحاول قتله أو القبض عليه مما يضطره للاختفاء و الغيبة في أثناء أندلاع القتال ، ثم يظهر مع الإمام (ع) في المدينة و هو المعبر عنه بالمنصور .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تـحـقـيـقـات
بشارة التوراة و الإنجيل بظهور النبي محمد (ص)
و مبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد
الحلقة الأولى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
1 – سفر التكوين الاصحاح 17: 20 : مباركة اسماعيل (ع) , سفر التكوين الاصحاح 21 : 13 (ابن الجارية ) اسماعيل (ع) ( سأجعله امة ) امة الإسلام محمد (ص) هو النبي الوحيد من نسل اسماعيل (ع).
2 – سفر التكوين الاصحاح 49 : 10 ( شيلون ) كلمة عبرية الاصل تعني ( المرسل ) وباليونانية تعني ( الذي له الكل ) والبسريانية تعني (الذي هو له ) وبالاتينية تعني ( الذي سيرسل ) من الواضح أنها تدل على شخص وليس المكان الذي في سفر ارمياء الاصحاح 7: 12 ومواقع أخرى لا تنطبق على موسى (ع) لقد كان أول من نظم اسباط بني إسرائيل الاثنا عشر ولم يظهر قبله أي نبي أو ملك من سبط يهوذا ولا تنطبق على داود (ع) فقد كان أول ملك نبي ينحدر من سبط يهوذا ولا تنطبق على المسح عيسى (ع) لانه نفسة رفض الفكرة القائلة بان المسيح التي كانت تنتظره بني إسرائيل كان احد ابناء داود (ع) كما في ( انجيل متى الاصحاح 22 :41 -45 /وفي انجيل لوقا الاصحاح 20 :41 -44 )
كما أن المسح عليه السلام لم يكتب قانونا مكتوبا ولم يكن ملكا , لقد انقرض سبط يهوذا منذ مئات السنين فاين شيلون أذن ؟
3 – سفر التثنية الاصحاح 18 : 15 وجاء مثلها أيضا في اعمال الرسل الاصحاح 3 : 22 وفي اعمال الرسل الاصحاح 7 : 37 ( من وسطك ) يهود المدينة المنورة حيث اسس محمد(ص) أو ل دولة اسلامية.
( اخوتك ) العرب فهم ابناء اسماعيل (ع) اخ اسحاق عليه السلام كما في سفر التكوين الاصحاح 16 : 12 لو كان المقصود من بني إسرائيل لقال منكم )
(مثلي ) تنطبق على محمد (ص) لن كل من موسى ومحمد (ع) :
أ – له أم واب وليس لعيسى (ع) اب .
ب – ولدتهما طبيعية أي بوجود الزوج والزوجة بينما ولد عيسى عليه السلام بكلمة من الله .
ج – تزوجا وانجبا بينما عيسى عليه السلام لم يتزوج ولم ينجب .
د – كلاهما نبي وحاكم أما المسيح عليه السلام فلم يات بشريعة جديدة ولم يحكم قومه .
هـ - كلاهما ميتة طبيعية ودفنا في الأرض بينما رفع عيسى عليه السلام .
على النصارى أن يضيفوا إلى ذلك زعمهم الوهية المسيح عليه السلام (ستخفر الله العظيم ٍ) ولا تنطبق على يوشع كما يدعي أهل الكتاب لانه عاش زمن موسى ولا تنطبق على عيسى (ع) رغم زعم كتاب الإنجيل انه قال ذلك في يوحنا 46:5 فقد جاء في سفر التثنية لاصحاح 10:34 لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى ).
4 – سفر التثنية الاصحاح 22-18 :18 .
مثلك لاتنطبق على عيسى (ع) فهو ليس كموسى كما سبق ذكره .
(اجعل كلامي في فمه القران الكريم كلام الله سبحانه وتعالى (بكل ما اوصيه به الشريعة الإسلامية )
ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا اطالبه وجوب أتباع محمد صلى الله عليه واله وسلم وعقاب من لا يفعل ذلك يتكلم به باسمي تبدأ كل سورة في القران الكريم باسم الله الرحمن الرحيم ,
فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب ولم يحدث ولم بطغيان تكلم ته النبي فلا تخف منه ) لقد اثبتت الاكتشافات العلمية العديد من المعجزات في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة كما تحقق معظم نبوآت محمد (ص) وسيتحقق باقيها مع مرور الزمن أن شاء الله تعالى رفض اليهود الاعتراف بالمسيح وبمحمد عليهما السلام وبذلك لم يتحقق وعد الله سبحانه وتعالى بزعمهم وما زالوا ينتظرون .
5 – سفر التثنية الاصحاح 21: 32 .
6 – وجاء مثلها أيضا في ورمية 19:10 .
(بما ليس شعبا ) كان العرب قبل الإسلام قبائل متفرقة .
(امة غبية ) العرب في الجاهلية وليس اليونانيين فقد كانوا ذوي علوم وفنون كما ثبت في كتب التاريخ .
7 – سفر التثنية الاصحاح 33 : 2-3
(الرب) تعني كلمة الله سبحانه وتعالى أو امره احيانا يقول الله سبحانه وتعالى أنا افعل مع انه اناب بشرا للقيام بالعمل كما في التثنية 32 : 41-42 .
(سيناء ) صحراء في مصر وهي مكان تلقى موسى (ع) التوراة فيه .
(ساعير ) جبال في فلسطين حيث تلقى عيسى (ع) الإنجيل .
(فاران ) مكة المكرمة حيث سكن اسماعيل وامه كما في سفر التكوين الاصحاح 21 : 21 ولم يكن لبني إسرائيل أية علاقة بها وهي مكان تلقي محمد (ص) اجزاء من ألقران الكريم .
( نار شريعة ) الإسلام وهو الوحيد في الجزيرة العربية .
(القديس ) تعني المؤمن كما في رسالة بولس إلى أهل فيليبي الاصحاح 1 :1
(اقوالك ) القران الكريم
8 – المزمور 84 : 4-6
(بيتك ) المسجد الحرام , (وادي البكاء ) أن بكة اسم أخر لمكة المكرمة كما ورد في القران الكريم ,
( يصيرونه ينبوعا ) بئر زمزم .
9 – نشيد الانشاد الاصحاح 5 : 10-16
(معلم بين ربوة ) كان على ظهر سيدنا محمد (ص) علامة ختم النبوة .
(مشتهيات ) المعنى العبري الاصلي لكلمة مشهيات ( أحمد) .
10 – سفر اشعياء الاصحاح 21 : 7-17
(ركاب حمير ركاب جمال ) وصف قافلة للعرب , من الطريف أن النصارى يفسرون (ركاب الحمير ) على أنها ترمز إلى دخول عيسى (ع) القدس وهو يركب حمارين معا كما في انجيل متى الاصحاح 21 : 2-7 .
( وحي من جهة بلاد العرب في الوعر بلاد العرب ) نبوة محمد (ص) الوحيدة في بلاد العرب .
( العطشان والهارب بخبزه ) هو (ص) عندما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة .
( فأنهم من أمام السيوف قد هربوا (أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هربا من بطش قريش عندما تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه .
*************************************************************************************
محمد بن عبد الله بن الحسن الدفاس
( ذو النفس الزكية )
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عبد الله وامه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى بن قصي ويقال :صريح قريش لانه لم يقم عنه أم ولد في جميع أبائه وامهاته وجداته ولد في المدينة المنورة وعاش حياته نهاية الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية وكان من أفضل أهل بيته واكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وباسه حتى لم يشك احد انه المهدي وشاع ذلك له في العامة وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب وال العباس وسائر بني هاشم ثم ظهر من الإمام جعفر الصادق (ع) قول في انه لا يملك وان الملك يكون في بني العباس .
وخرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الخليفة الاموي الوليد بن يزيد و اختلاف كلمة بني مروان وكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب (ع) وولده وما لحقهم من القتل والخوف والتشريد فإذا استتب لهم الأمر ادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه فلما ظهرت الدعوة لني العباس وملكوا حرص السفاح والمنصور على الظفر بمحمد وابراهيم بما في اعناقهم من البيعة لمحمد وتواريا فلم يزالا يتنقلان في الأستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى حتى ظهرا فقتلا (ع) .
ما ذكر في تسميته بالمهدي :
أن فاطمة بنت الحسين (ع) كانت تقبل نساء بنيها واهل بيتها حتى قال لها بنوها خشينا أن نسمى بني القابلة , فقالت : أن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت يا بني إني اطلب امرا وظفرت به فلست بعائدة بعد اليوم أنشاء الله فهي التي اوقعت ذكره .ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة عظيما وكان يقال له المهدي وكان يقال له صريح قريش وهو المهدي , وقد قال فيه الشاعر الجهني :
أن الذي يروي الرواة لبين إذا ما ابن عبد الله تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره وفيه علامات من البر والهدى
أنا لنرجو أن يكون محمد أماما به يحيا الكتاب المنزل
به يصلح الإسلام بعد فساده ويحيا يتيم بائس ومعول
ولما ولد محمد بن عبد الله سر به آل محمد وكانوا يروون عن النبي (ص) أن اسم المهدي محمد بن عبد الله فأملوه وسروا به ووقعت عليه المحبة وجعلوا يتذاكرونه في المجالس وتباشرت به الشيعة وفي ذلك يقول الشاعر :
ليهنكم المولود آل محمد أمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم أمي الذل من بعد عزها وال بني العاص الطريد المشرد
فيقتلهم قتلا ذريعا وهذه بشارة جديه علي واحمد
هما أنبأنا أن ذلك كائن برغم انوف من عداة وحسد
امية صبرا طال ما اطرت كائن بنو هاشم آل النبي محمد
كان محمد بن عبد الله يقول : أن كنت لاطلب العلم في دور الأنصار حتى لا توسد عتبة احدهم فيوقظني الإنسان فيقول : أن سيدك قد خرج إلى الصلاة ما يحسبني إلا عبده عن عمير بن الفضل والخثعمي قال : رأيت أبا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له اسود وابو جعفر ينتظره ولما خرج وثب با جعفر فاخذ بردائه حتى ركب ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد فقلت : وكنت حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا , من هذا الذي اعظمته هذا الاعظام حتى اخذت بركابه وسويت عليه ثيابه قال : اوما تعرفه قلت : لا قال هذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت . عن احمد بن عبد الله بن موسى قال : حدثني أبي : أن جماعة من علماء أهل المدينة اتوا على بن الحسن فذكروا له هذا الأمر فقال : محمد بن عبد الله اولي بهذا مني فذكر حديثا طويلا قال : ثم اوقفني على احجار الزيت فقال : ها هنا تقتل النفس الزكية ,قال فرأيناه في ذلك الموضع الذي اشار إليه مقتولا ( رضوان الله عليه وسلامه ) .
عن مسلم بن بشار قال : كنت مع محمد بن عبد الله عند غنائم خشرم فقال لي : ها هنا تقتل النفس الزكية قال :فقتل هناك عن المدائني عن سحيم بن حفص قال : أن نفرا من بني هاشم اجتمعوا بالابواء من طريق مكة فيهم ابراهيم الإمام العباس والسفاح والمنصور وصالح بن علي وعبد الله بن الحسن وابناه محمد وابراهيم ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان وقال لهم صالح بن علي : إنكم القوم الذين تمتد اعين الناس إليهم فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا على بيعة احدكم فتفرقوا في الافاق وادعوا الله لعل الله أن يفتح عليكم وينصركم فقال أبو جعفر المنصور العباسي : لأي شيء تخدعون انفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى احد اميل اعناقا ولا اسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى يعني محمد بن عبد الله , قالوا قد ولله صدقت وأنا لنعلم هذا فبايعوا جميعا محمدا وبايعه ابراهيم الإمام العباسي والسفاح والمنصور وسائر من حظر فذلك الذي اغرا القوم لمحمد للبيعة التي كانت في اعناقهم . فلما استلم أبو جعفر المنصور الخلافة قتل محمد ( النفس الزكية ) في المدينة بعد أن أعلن أن خلافة بني العباس باطلة ولا يجوز طاعتهم .
عن حماد بن يعلى قال : قلت لعلي بن عمر بن علي بن الحسين امتع الله بك اسمعت جعفرا يذكر في محمد وابراهيم شيئا .قال : سمعته حين امره أبو جعفر المنصور أن يسير إلى الربذة فدخل على أبا جعفر وقمت انتظره فخرج علية جعفر الصادق وعيناه تذرفان قال لي يا علي ما لقيت من ابن الخبيثة والله لأمضي ثم قال : رحم الله ابني هند انهما كانا لاصابرين كريمين والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس .
خرج محمد بن عبد الله لليلتين بقيتا من جمادي سنة خمس واربعين ومائة وعليه قلنسوة صفراء وعمامة قد شد بها حقويه متوشحا سيفا وهو يقول لأصحابه : لا تقتلوا لا تقتلوا وتعلق والي المدينة ( رياح ) في مشربه في دار مروان وامر بالدرجة فهدمت فصعدوا إليه وانزلوه وحبسوا اخاه العباس بن عثمان وابن مسلم وبن عقبة في دار مروان .دخل محمد المسجد قبل الفجر فخطب الناس ثم حضرته الصلاة فنزل وصلى وبايعه الناس طوعا إلا اناس ( ارسل أليهم ). لما ظهر محمد بن عبد الله دعا أبو جعفر المنصور عيسى بن موسى العباسي فقال له قد ظهر محمد فسر إليه فسار عيسى بن موسى العباسي إلى المدينة ومعه اربعة الاف وبلغ محمد مسيره فخندق على المدينة خندق رسول الله (ص) وخندق على افواه السكك .قال المدائني : واقبل عيسى بن موسى إلى المدينة فكان أول من لقيهم ابراهيم بن جعفر الزبيري على بنية فعثر فرسه فسقط وقتل وسلك عيسى بطن فراة حتى ظهر على الجرف فنزل قصر سليمان بن عبد الملك صبيحة اثنا عشر ليلة من شهر رمضان سنة خمس واربعين ومائة فعاجلهم عيسى بالقتال فلم يشعر أهل المدينة يوم إلاثنين لنصف من شهر رمضان إلا بالخيل قد احاطت به حين اسفروا فامر عيسى بن موسى القائد العباسي احد قادته وهو عيسى بن زيد بالقتال والهجوم على المدينة فقاتل محمد ( ذو النفس الزكية )هو وأصحابه قتالا شديدا وكان ازاء محمد حميد بن قحطبة احد قادة عيسى بن موسى العباسي وكان محمد بن عبد الله بن الحسن طويلا وضخما وكان اثناء قتاله يرفس خصمة قبل أن يقتله بطول قامته فسمي ( بالدفاس أو الرفاس ) فاقتتلوا إلى الظهر ورماهم أهل خراسان بالنشاب واكثروا فيهم الجراح وتفرقوا عن محمد فاتى دار مروان فصلى الظهر فيها واغتسل وتحنط فقال عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة : انه لا طاقة لك فلحق بمكة قال : لو خرجت من المدينة وفقدوني لقتلوا أهل المدينة كقتل أهل الحرة وانت مني في حل يا أبا جعفر فأذهب حيث شئت قال عيسى بن موسى لحميد بن قحطبة عند العصر : اراك قد ابطأت القتال في أمر هذا الرجل فولي حربه حمزة بن مالك قال :والله لو رمت أن ذلك ما تركتك احين قتلت الرجال ووجد ريح الفتح , ثم جد في القتال وهم يواجهون مقاومة شديدة وأصحابه رغم قلة العدة والعدد حتى بدأ أصحاب محمد يتساقطون الواحد تلو الأخر ومحمد معهم يقاتل قتال شديد ويدير المعركة حتى احتوشوهم وضرب رجل محمد بسيف دون شحمة اذنه اليمنى وسال الدم واجهده القتال واعياه ذلك فبرك لركبتيه وتعادوا عليه وصاح حميد بن قحطبة لا تقتلوه وكفوا عنه حتى جاء حميد فاحتز رأسه لعن الله حميدا وغضب عليه وبعد مقتل محمد الدفاس نقل جسده وراسه إلى أبو جعفر المنصور (لع) وبعد بقائه عدة أيام القي جسده في نهر دجلة وخذه جاري الماء حتى جنوب العراق حيث مدينة العمارة حيث دفن هناك وظهرت له كرامات عديدة ولعنه الله على أعداء محمد وال محمد .
بعد الاستعراض التاريخي من خلال المصادر لشخصية هذا الشهيد البطل ذات النسب الرفيع محمد بن عبد الله (الدفاس ) نقول أنما ذكر من الشبهات حول هذا الشهيد من انه داعى الإمام المهدي فهي غير صحيحة وهو لم يدعي ذلك وانما قالوا فيه المهدي أي انه الذي يهدي الناس إلى احيقة آل البيت (ع) هذا أولا وثانيا أن وزير الإمام المهدي الذي يدعوا الناس إلى الإمام المهدي ويسبقه في الظهور هو حسني النسب ويكون من ذرية الدفاس محمد ذو النفس الزكية لذلك اكتسب صفة المهدي لوجود نطفة المهدي
*************************************************************************************
قصة أصحاب السبت
قال الله تعالى (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناهم نكالا لما بين يديها وخلفها وموعظة للمتقين ) ورد في تفسير علي بن ابراهيم ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) فأنها قرية كانت لبني إسرائيل على البحر وكان الماء يجري في المد والجزر فيدخل انهارهم وزروعهم ويخرج السمك من البحر حتى يبلغ أخر زروعهم , وقد كان الله تعالى حرم عليهم الصيد يوم السبت ويوم الأحد فنهاهم علماؤهم عن ذلك فمسخوا قردة وخنازير ,وكانت العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين وغيرهم كان يوم الجمعة فخالف اليهود وقالوا عيدنا السبت فحرم الله عليهم الصيد يوم السبت وعن أبي جعفر (ع) قال : أوحى الله إلى طائفة منهم أنما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وكلوها فيما سوى ذلك من الأيام فقالت: طائفة منهم الآن تصطادونها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم العقوبة أن تتعرضوا بخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فتنكبت فلم تعظهم فقالت للطائفة إني وعظتهم (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا فقالت الطائفة التي وعظتهم (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون )فقالت الطائفة التي وعظتهم لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا منهم من المدينة ونزلوا قريبا منها فباتوا تحت السماء فلما أصبح اولياء الله المطيعون غدوا لينظروا ما حال هؤلاء أهل المعصية فاتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس احد بل سمعوا اصوات كالهواء لا تشبه اصوات الناس فوضعوا سلما على سور المدينة ثم اصعدوا رجلا منهم فاشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ولها اذنان فكسروا الباب فعرفت القردة انسابهم من الانس ولم تعرف الانس انسابها من القردة فقال القوم للقردة الم ننهكم ؟
وقال الإمام علي (ع) والله الذي فلق الحبة وبرء النسمة إني لا عرف انسابهم من الأمة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما امروا به فتفرقوا وقد جاء في مناقب ابن شهر اشوب المازندراني عن هارون بن عبد رفعه إلى احدهم قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين (ع) في الكوفة وقالوا يا أمير المؤمنين أن هذه الجراري تباع في اسواقنا فتبسم أمير المؤمنين (ع) ضاحكا ثم قال قوموا لا ريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا فقاموا معه فاتوا شاطئ الفرات فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجرية رافعة راسها فاتحة فاها فقال لها أمير المؤمنين : من أنت الويل لك ولقومك فقالت: من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البحر وبعضنا في البر فأما الذين في البحر فنحن الجراري وأما الذين في البر فالضب واليربوع ثم قالت والذي بعث محمد (ص) بالنبوة لنحيض كما تحيض نسائكم .
*************************************************************************************
بحوث مستلة
السياسة العمرانية في دولة الإمام المهدي (ع)
بحث مستل من موسوعة الإمام المهدي (ع) للسيد الشهيد محمد الصدر (قدس)
ونحن نرى نتائج هذه السياسة واضحة فيما سمعناه من الاخبار فبيوت الكوفة تتصل بكربلاء والحيرة ويكون الجميع بلدة واحدة وهي من السعة بحيث لو ركب الشخص بغلته سفواء – أي سريعة السير- من صبح يوم الجمعة قاصدا المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة ظهرا لأجل حضور هذه الصلاة لم يدركها وإذا كان هذا الشخص قد توجه من احد اطرافها الأخر بل في وسطها ومن هنا نعرف أن هذه المسافة التي يمشيها هذا الرجل ببغلته السريعة ليست إلا قسما من البلدة ولا يمثل اكثرها فضلا عن جميعها وهذا أيضا من التنبؤات الطريفة في الاخبار فان سعة المدن بهذا المقدار لم تكن معروفة بأي حال في الزمن القديم , بل لعل مجرد تصويرها كان فوق الخيال . وأما الآن فهو أمر طبيعيا خاصة في العواصم الاخرى كيف والكوفة ستصبح عاصمة للعالم كله تحت راية الدولة المهدوية فمن الطبيعي لها أن تتسع بهذا المقدار ولعلنا نستطيع أن نفهم من هذا .. مقدار تركيز الدولة واهتمامها بالعمران في سائر البلدان وليس في العاصمة فقط فلئن كانت العاصمة بالتحديد الذي سمعناه يزيد طولها على الثمانين كيلو متر فليكن غيرها مقاربا لذلك أو بمقدار نصف مثلا..... حسب ظروف كل بلد وموقعها الجغرافي واهميتها الاجتماعية وستنال المساجد أهتماماً خاصا من قبل الإمام المهدي(ع) باعتبارها مراكز اسلامية رئيسية . فالمسجد الحرام الذي فيه الكعبة المشرفة في مكة المكرمة سوف يشطب على كل توسيعاته ويهدمها ويرد المسجد إلى اساسه الذي كان عليه في صدر الإسلام احتراما لهذا الاساس الذي كان في زمن رسول الله(ص) . وستترتب على هذا التغيير بعض النتائج التي سنشير اليها في خاتمة هذا الفصل . ويحول المهدي (ع) مقام إبراهيم (ع) من موضعه الحالي ويرده إلى مكانه الذي كان عليه ملاصقا للكعبة المشرفة .بعد أن كان قد فصل عنها عدة امتار , ولا زال مفصولا عنها إلى العصر الحاضر .
أن فكرة مقام إبراهيم (ع) اساسا , تعني المكان الذي وقف عليه إبراهيم الخليل (ع) حين بنى الكعبة المشرفة وبطبيعة الحال يقف الباني إلى جانب الجدار الذي يبنيه , ولا معنى لان يقف بعيدا عنه بعدة امتار ومعه الموضع الطبيعي لمقام إبراهيم (ع) هو جوار الكعبة المشرفة ,كما تقتضيه طبائع الاشياء .وهو أيضا يهدم في الكوفة اربعة مساجد من دون تجديد , على ما هو ظاهر باعتبارها لم تبن على التقوى الذي هو الشرط الأساسي لمشروعية بناء المسجد في الإسلام , فإذا بني على غير التقوى وجل هدمه لا محالة .المصلحة إيجاد مثل هذا المسجد الضخم ليسد هذه الحاجة الإسلامية الملحة ومن هنا ذكرت الاخبار أن الإمام المهدي (ع) في أول جمعة من وروده إلى العراق يخطب خطبته الأولى هناك .وهي التي سبق وان تعرضنا لها قال الخبر( فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس: يا ابن رسول الله الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله والمسجد لا يسعنا فيقول : ( أنا مرتاد لكم فيخرج إلى الغري فيخط مسجد له ألف باب يسع الناس ) والمسجد الذي لا يسع المصلين ,هو جامع الكوفة الكبير الذي كان أمير المؤمنين (ع) يصلي فيه , والغري هو النجف الاشرف الواقع جنوب الكوفة . وقوله: مرتادكم . أي طالب ومترقب لاجابة طلبكم ومن هنا نعرف أن هذا المسجد يكون من اولي منجزاته العمرانية في العالم وهو يهتم في كل مسجد أن يطبق عليه الحكم الإسلامي الصحيح حتى لو كانت استحبابيا غير الزامي حيث ينبغي أن يتربى المجتمع تدريجيا على الالتزام بالواجبات والمستحبات معا لنبلغ في نهاية المطاف درجة العصمة المطلوبة فهو (ع) يهدم كل مسجد عالي البناء ويقتصر منه على المقدار الراجح في الشريعة العادلة قال الخبر : ( ولم يبقى على وجه الأرض له شرف الاهدمها وجعلها جماء ) . ومن جملة الأعمال العمرانية للمهدي (ع) في دولته انه يوسع الطريق الاعظم والمراد به الطريق الرئيسي الذي يصل بين البلدتين وليس في الخبر إشارة إلى طريق معين وانما المراد انه يقوم بتوسيع الطرقات المهمة التي تصل بين المدن عموما واننا في عصرنا الحاضر لندرك اهمية هذا التوسيع وجسامة العمل المنتج له أكثر من أي وقت مضى ومن تشريعاته العمرانية انه يمنع الاجنحة إلى الطرقات ويهدم الموجد منها والجناح في اللغة هو الروشن أو الكوة فيكون المراد بها الشبابيك التي تطل من المنازل على الطرق فتكشف ما في داخل المنزل ما لا يصح كشفه في الشريعة العادلة .فيكون الواجب ازالتها وابدال سبب التهوية بشيء جديد وقد يفهم من الجناح أمر أخر وهو البروز الذي يجعل عادة في البناء إلى جانب الطريق أو الشارع أما عن طريق الاعمدة أو بدونها وهذا انسب باستعارة الجناح ذوقا وان لم ينص عليه لغة والمفهوم تقليديا أن المهدي (ع) يحرم هذا النوع من البناء غير انه ليس من معاني الجناح لغة ومن تشريعاته العمرانية كما نص الخبر : انه يبطل أي يمنع الكنف والمازيب إلى الطرقات والكنف بضمتين جمع كنيف وهو البالوعة والمراد بها مواسير المياه القذرة والمازيب جمع ميزاب وهو معروف وكلاهما مستعمل بكثر في عصرنا الحاضر وهما موجبان لا تساخ الطرق وازعاج المارة ومن هنا يقوم الإمام (ع) بمنعها ولابد لأهل البيوت من تصريف مياههم باساليب أكثر نظافة وتهذيبا .
روايات اليماني بين الندرة والرمزية
بحث مستل من كتاب (اليماني راية هدى ) لكاتبه السيد محمد علي الحلو الصادر من مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (ع) برعاية السيد السيستاني
تواجه الباحث عن شخصية ( ازمة )الندرة في الروايات الكاشفة عن شخصية فضلا عن الزمرية التي تتصف بها تلك الروايات .
أما الرمزية فهي الظاهر التي تكاد أن تكون عامة في بحوث الملاحم والفتن فهذا الظاهرة لها مبرراتها , إذ حالة التقية والكتمان إحدى دواعي سلوكية الرواة مراعاة لظرف التلقي بل وظروف المتلقي أما ظرف التلقي فان حالة التوجس التي يعيشها النظام السياسي تكاد نضفي بظلالها على الوضع الفكري العام فتحيد انسيابية المعلومة أو تداول المفردة المعلوماتية تحدد ضمن سياقات الحاكم أو الدوائر الثقافية التابعة له . وبالتالي فستصادر تلك المعلومات بمحاولات ( مسخية ) تمسخ واقعية المعلومات الواردة من منابعها فضلا عن ملاحقة رواتها واستئصالهم لذا فقد عمد أئمة أهل الهدى (ع) على التحفظ بقدر كافي عند القاء هذه الملاحم بمحاولات رمزية لا تستهدف النظام السياسي بالظاهر أو بشكل مباشر جلي وبهذا الأسلوب حفظت الكثير من روايات الملاحم والفتن استطاعت الوصول إلى أيدينا بشكل يحفظ سلامتها عن التحريف والتشويه فضلا عن التلف والضياع .
هذه مجمل دواعي الرمزية التي امتازت بها اخبار الملاحم والفتن ومن ضمنها روايات اليماني . أما حالة الندارة التي تعانيها روايات اليماني فهي ظاهرة تستحق التوقف والتأمل عندها . فقد عمد أهل البيت (ع) إلى محاولة التحفظ على شخصية اليماني وتخفي ملامحه بشكل واضح يثير التساؤل , وربما يمكن درج اسباب ذلك في المبررات التالية :
أولا : عمد أهل البيت (ع) إلى اسباغ حالة الكتمان على شخصيات عصر الظهور التي ستكون تحت قيادة الإمام المهدي (ع) أو التي ستوظف لنصرته , وذلك خشية على سلامة هذه الشخصية وابعادها عن الملاحقة والمطاردة من قبل السلطات المتربصة لها . لذا فانك تجد الاشارة المقتضبة لهذه الشخصيات أمثال اليماني والحسيني والخراساني والهاشمي .
ثانيا : محاولة اضفاء أكثر من تسمية على هذه الشخصيات ليهام القوات المناوئة لها من تشخيصها وبالتالي ملاحقتها فمثلا : اطلق على اليماني القحطاني في روايات , وفي أخرى المنصور , وفي غيرها الخليفة اليماني وفي , الملك اليماني وفي رابعة الحارث , كما اطلق عليه الخراساني في بعض الروايات وعمدت أخرى إلى تعرفه بالحسني وفي الثالثة بالهاشمي وفي أخرى بصاحب الرايات السود .
ثالثا : محاولة التداخل في التسميات والمصطلحات فلعل اليماني مر اطلق عليه الحسني والحسيني ووصف بالخراساني , ومرة على الحسني اطلق الخراساني , وعلى الخراساني وصف بالهاشمي , وهكذا تتداخل الأسماء على مسميات مختلفة يضطرب فيها الباحث لتشخيص أيها اصدق بل تشددت بعضها أكثر من ذلك في السرية والتكتم فلم تصف اليماني في أي صفة بل اشارت بموصوفاته وفي حديث عمار بن ياسر(رض) قال ( إذا انسابت عليكم الترك وجهزت الجيوش ليكم وما خليفتكم الذي يجمع الأموال ...... إلى أن يقول ......ويحصر الناس بدمشق ويخرج أهل المغرب وينحدرون إلى مصر , فإذا دخلوا فتلك امارة السفياني, ويخرج قبل ذلك من يدعوا إلى آل محمد .....الى أخر الحديث) وخروج رجل قبل السفياني يدعوا إلى آل محمد (ص) ينطبق على اليماني , وهذه اقصى غايات السرية والكتمان والتحرز عن ذكر شخصيات الظهور المناصرة لحركة الإمام (ع) .
رابعا يستفاد من حالة الاضطراب الاولي في المعلومات إلى قطع الطريق على الحركات والدعاوي الفاسدة من أن تتمثل في هذه الحركات الاصلاحية وأيقاف حالات التجني والدعوات الكاذبة لبعض الاشخاص من تقمص هذه الشخصيات الاصلاحية ومحاولات ابتزاز السجذ من الناس واستغلال هذه التسميات للأستفادة منها بينما حالات عدم التشخيص تساعد على سرعة اكتشاف هذه الدعوى الكاذبة فورا ومعرفة زيف مدعيها . وبالمقابل فان شخصيات الظهور السلبية ) قد عمد اله أهل البيت (ع) إلى كشفها بشكل لا يخفى على احد وذلك لدواعي التالية :
أولا : أن شخصيات الظهور السلبية هي في عداد الخطر المداهم للجميع , ومعرفة مشخصاتها يوجب معرفة هذا الخطر والتحفظ منه ومحاولة معرفة وتعرية هذه الشخصيات سيقطع الطريق على محاولات زيف ودجل هذه العناصر المناوئة لحركة الإمام (ع) والمعرقلة لظهوره .
ثانيا : عمدت روايات الظهور إلى الإعلان عن اسماء هذه الشخصيات والاشارة ليها لمحولة ابعاد إتباعهم عن الانخراط في صفوف تنظيماتهم بعدة محاولة هذه الشخصيات من اعداد نفسها وظهورها بشكل تنظيمي وبدعاوى اصلاحية عادلة وقد تحاول تغطية أهدافها البشعة بشعارات اصالحية براقة تستثير حفيظة البعض للنخراط لتشكيلاتها .فقد اشارت روايات السفياني إلا أن اسمه عثمان بن عنبسة وهو اموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية وبعضها نسبته هكذا : هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس .., وحاولت بعض الروايات الاشارة إلى السفياني الاول وهو كالممهد للسفياني الثاني : حيث شخصت هذه الروايات إلى أن السفياني الاول رجل مرواني ينتسب إلى البلاد الشامية .بل اشارت الروايات إلى أن السفياني الثاني وهو الذي سيكون له شان ( سلبي ) في احداث الظهور هو من الوادي اليابس وتشخيص الوادي اليابس جغرافيا يعين المتتبع على معرفة نشوب حركته ومحاولات تفادي خطره أو الانظمام إليه وإذا حاولنا أن نضع بين أيدينا نماذج للروايات الواصفة لشخصية الخطيرة والاشارة إلى التحرز منها ولكن بعد معرفتها: فعن الحارث بن عبد الله قال : يخرج رجل من ولد أبي سفيان في الوادي اليابس في رايات حمر ، دقيق الساعدين والساقين طويل العنق شديد الصفرة به اثر العبادة وفي رواية أخرى عن ارطاة قال : يدخل الازهر ابن الكلبية الكوفة فتصيبه قرحة , فيخرج منها فيموت في الطريق , ثم يخرج رجل منهم بين الطائف ومكة , أو بين مكة والمدينة من شبب وطباق وشجر بالحجاز ,مشوه الخلق مصفح الراس حمش الساعدين غائر العينين في زمانه تكون هدة على أن هذه الاخبار ترجع في مآلها إلى النبي (ص) إلا أن الراوي يرويها بما وعاها عن غيره وكانه يرسلها ارسال المسلمات وهذه إحدى خواص اخبار الملاحم حيث يتعهد الراوي بذكر ما يكون في مستقبل الزمان مرتكزا لديه صحة ما يرويه وعدم الحاجة لذكر من يروي عنه ويتلقاها الناس منه على اساس الخبرة والدراية بهذه الإحداث والفتن فان المتلقي مستعد لتلقيه اياها دون حاجته لمعرفة ممن صدرت ومن اين وردت .
فتن في عصر الظهور
فتنة المعترضين والخارجين على الإمام المهدي (ع)
بحث مستل من كتاب فتن في عصر الظهور لمؤلفه الشيخ عبد الحليم الغزي
في هذه الوقفة أيها المحب الودود سأستعرض لك اهم ما جاء من الأحاديث بهذه الفتنة ما يرتبط بمضمونها ومعناها , واليكها هي :
1 – من حديث المفضل بن عمر (ره) عن إمامنا الصادق (ع) قال المفضل : يا سيدي يقيم في مكة ؟ قال : لا يامفضل بل يستخلف منها رجلا من أهله فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه فيرجع ليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون وتضرعون ويقولون يا مهدي آل محمد التوبة ,التوبة , فيعضهم وينذرهم ويحذرهم ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير فيثبون عليه بعده فيقتلونه ,فيرد إليهم انصارهم من الجن والنقباء ويقول : ارجعوا فلا تبقوا فيهم بشرا إلا من امن , فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شيء وانا تلك الرحمة لرجعت ليهم معكم ,فقد قطعوا الاعذار بيهم وبين الله , وبيني وبينهم فيرجعون ليهم فاولله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله والا من ألف واحد ) .
2 – من حديث إمامنا الباقر (ع) الذي رواه شيخنا أبو النظر العياشي ( ره ) : ...... ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش , وهو قول علي بن أبي طالب (ع) : والله لودت قريش – أي عندها – موقفا واحدا جزر جزور لكل ما ملكت وكل ما اطلعت عليه الشمس أو غربت ثم يحد حدثا فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : اخرج بنا إلى هذا الطاغية , فاولله لو كان محمديا ما فعل ولو كان علويا ما فعل ولو كان فاطميا ما فعل فيمنحهم الله اكتافه فيقتل المقتل ويسب الذرية ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلا ليس قتل الحرة اليها بشيء .
3 – ما رواه الشيخ المفيد (ره ) من حديث إمامنا وسيدنا باقر العترة الطاهرة (ع) , إذا يقول : إذا قام القائم (ع) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون بالتبرية عليهم السلاح فيقولن له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على اخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلوها حتى يرضى الله عز وجل ) .
4 – مما رواه شيخنا أبو جعفر الطوسي (ره) من حديث دخول إمامنا (ع) الكوفة وهدم المساجد الأربعة فيها , إلى أن يقول : ( ثم لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة عشرة الاف شعارهم : يا عثمان يا عثمان فيدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم احد ......) .
5- ما رواه شيخنا الأجل أبو تجعفر الصفار (ره ) : ( عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن يونس ابن ظبيان قال: سمعت أبو عبد الله (ع) يقول : أول خارجة حرجت على موسى بن عمران بمرج وانق وهو بالشام وخرجت على المسيح بحران وخرجت على أمير المؤمنين بالنهروان ويخرج على القائم بالدسكرة دسكرة الملك , ثم قال لي : كيف مالح ديربين ما , يقال : الدسكرة إلى عند ديربين ما ) .
بيان : ربما تكون هذه الرواية والتي قبلها تتحدثان عن مجموعة مارقة واحدة كالذين مرقوا عن طاعة سيد الاوصياء (ص) وهم أخر مجموعة من مجاميع الخوارج لعنة الله عليهم جميعا , وربما يكون الذي رواه المؤرخ المسعودي (ره) في مروج الذهب موافقا لما نحن فيه إذ ينقل عن أمير المؤمنين(ع) بعد واقعة النهروان ن: ( ثم ركب ومر بهم وهم صرعى فقال : لقد صرعكم من غركم قيل : ومن غرهم ؟ قال الشيطان وأنفس السوء فقال أصحابه : قد قطع الله دابرهم إلى أخر الدهر فقال كلا والذي نفسي بيده وانهم لفي اصلاب وارحام النساء لا تخرج خارجة الاخرجت بعدها مثلها حتى تخرج خارجة بين الفرات ودجله مع رجل يقال له الاشمط , يخرج إليه رجل منا أهل البيت فيقتله ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة )
6 – يحدثنا الصحابي الجليل الأكرم عبد الله بن أبي يعفور (ره) فيقول : ( دخلت على أبي عبد الله (ع) وعنده نفر من أصحابه فقال لي يابن أبي يعفور هل قرأت القران ؟ قال: قلت : نعم هذه القراءة , قال : عنها سألتك ليس عن غيرها , قال : فقلت نعم جعلت فداك , ولما ؟ قال : لان موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم . ولان عيسى (ع) حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه , فقاتلهم , فقتلهم وهو قول الله عز وجل ( فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين امنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) وان أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه , فيقاتلكم , فيقتلكم , وهي أخر خارجة تكون ).
وقد علق شيخنا المجلسي (ره) على هذا الخبر الشريف حين اورده فقال : ( بيان قوله ( ولم ) أي ولم لم تسألني عن غير تلك القراءة وهي المنزلة والتي ينبغي أن يعلم , فاجاب ( ع) بان القوم لا يحتملون تغير القران ولا يقبلونه والاستشهاد بما ذكر) انتهى كلامه رفع مقامة . والتفت أيها العزيز إلى قوله (ع) مخاطبا بن أبي يعفور : ( يحدثكم .... لا تحتملونه .... تخرجون عليه ..... فتقتلونه , فيقاتلكم , فيقتلكم ) فانك تجد الضمائر في هذه العبارات كلها ضمائر مخاطبة وهذا يشير إلى أن الفتنة هذه في الشيعة ومن الشيعة – نعوذ بالله تعالى وامام زماننا صلوات الله عليه منها - . ومما يناسب المقامين الروايتين اللتين رواهما شيخنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ره) في الكافي الشريف :
1 – عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن (ع) قال : ( قلت له جعلت فداك أنا نسمع الآيات في القران ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟ فقال : لا اقروا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم ) .
2 – عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وانا استمع حروف من القران ليس على ما يقرؤها فقال أبو عبد الله (ع) : كف عن هذه القراءة , اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم , فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) فقال اخرجه علي (ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه , فقال لهم هذا كتاب الله عز وجل كما انزله الله إلى محمد (ص) فقد جمعته من اللوحين , فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القران لا حاجة لنا فيه فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا ابدا , أنما كان علي أن اخبركم حين جمعته لتقرئوه).
7 – من حديث إمامنا باقر العلوم والمعارف (ع) : ( فبينما صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن إذا خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه , فيقول لأصحابه انطلقوا فيلحقونهم في التمارين فيأتونه بهم اسرى فيامر بهم فيذبحون وهي أخر خارجة تخرج على قائم آل محمد (ع) .
بيان : ليس هناك من تعارض بين ماجاء في الرواية الرابعة والخامسة وما تم ذكره في البيان بعدهما مع ماجاء في الرواية السادسة والسابعة , إذ ربما يكون المراد من أخر خارجة في البيان المذكور بعد الروايتين الرابعة والخامسة هم أخر من بقي من الخوارج الذين عرفوا بهذا الاسم منذ واقعة صفين إذ لا زالت لهم بقايا إلى يومنا هذا , منهم من يقطن في بلاد عمان ومنهم من يقطن في شمال افريقيا ومنهم من يقطن في غيرهما وهناك احتمال وجيه أن يخرج على الإمام (ع) من الشيعة أو غيرهم ويرفعون من الشعارات ما رفعه الخوارج في وجه أمير المؤمنين (ع) فيشربون من نفس العين النجسة الاسنة التي شرب منها القوم لعنة الله عليهم .
وأما المراد من أخر خارجة في الرواية السادسة والسابعة على تقدير أن الروايتين المذكورتين تتحدثان عن مضمونين لحيثيتين مختلفتين لواقعة واحدة هو أنها أخر خارجة تخرج على الإمام (ع) مطلقا وعلى أي مذهب كانوا , ومن أي مشرب وردوا أفلا تنظر إلى ما تقوله الرواية الشريفة السابعة : ( وهي أخر خارجة تخرج على قائم آل محمد(ع) من دون نظر إلى أي صفة كانت تميز هذه الخارجة عن غيرها والله ورسوله وامام زماننا اعلم . ومع هذا كله فاننا لاننكر صحة وجود احتمال أن الرواية السادسة تتحدث عن خارجة غير الخارجة التي تتحدث عنها الرواية السابعة وحتى مع هذا الفرض والتقدير فالامر سهل ولا يتجافى عن الذي تم بيانه قبل قليل .
واحة المرأة
الدعاء وأثاره ودعاء الإمام الهادي (ع)
عن الصادق (ع) : ( أن الدعاء هو العبادة ) ثم تلا هذه الآية ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم أن الذين استكبروا عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) وقال : ( هي والله العبادة هي والله العبادة ) ومن ناحية أخرى تعطي هذه الآية صورة الدعاء المقابلة لصورة الاستكبار وصورتان متضادتان تعكس الأولى خصائص العابد العارف لحق ربه تعالى وتعكس الثانية ملامح عاصي عنيد بعيد عن ادراك كل تلك المعني وهذا هو الذي يفسر لنا النصوص الواردة عن المعصومين والتي تفيد أن أفضل العبادة هو الدعاء والتقرب إلى الله تعالى وتذلل إليه لان حاجة المرء بيد خالق السماوات والأرض الذي لا معطي لما منع ولا مانع لما اعطى ولا تدافع لما قدر لا هو فا لدعاء وسيلة لتجلي هذه المعاني فعن الإمام علي (ع) ( أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء ) , وعن زرافة حاجب المتوكل وكان شيعيا موالي لأهل البيت (ع) انه قال ( كان المتوكل لحظوة الفتح بن خاقان عند وقربه منه دون الناس جميعا ودون ولده واهله وارد المتوكل أن يبني موضعه عندهم فامر جميع مملكته من الاشراف من أهله وغيرهم والوزراء والامراء والقادة وسائر العساكر ووجوه الناس أن يخرجوا مشاة بين يديه وان لا يركب احد إلا هو والفتح أبن خاقان حاصة بسر من رأى ومشى الناس بين ايديهم على مراتبهم رجالة وكان يوما قائظا شديد الحر واخرجوا في جملة الاشراف أبا الحسن الهادي (ع) وشق عليه ما لقيه من الحر قال زرافة : اقبلت إليه وقلت يا سيدي يعز والله علي ما تلقى من هذه الطغات وما قد تكلفته من المشقة واخذ بيدي وتوكأ علي وقال : يا زرافة ما ناقة صالح عند الله باكرم مني أو قال بأعظم قدرا مني . ولم ازل اسأله واستفيد منه واحادثه إلى أن نزل التوكل من الركوب وامر الناس بالانصراف فقدمت لهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم , وقدمت ببغلة إلى الإمام الهادي فركبها وركبت معه إلى دار فنزل وودعته وانصرفت إلى داري . ولودي امؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل وكانت لي عادة باحضاره عند الطعام فحظر عند ذلك وتجارينا الحديث وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ومشي الأشراف وذو الاقدار بين ايديهم وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد (ع) وما سمعته من قوله ( ما ناقت صالح عند الله بعظم مني قدرا ) وكان المؤدب ياكل معي فرفع يده وقال بالله انك سمعت هذا الافض منه فقلن والله إني سمعته بقوله فقال لي اعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاث أيام فانظر في امرك واحرز ما تريد احرازه وتأهب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك اموالكم بحادثة تحدث أو شيء يجري فقلت له من اين لك ذلك فقل لي ما قرات القران في قضية الناقة وقوله تعالى ( تمتعوا في داركم ثلاث أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ولا يجوز أن تبطل قول الإمام (ع) قال زرافة : فاولله ماجاء اليوم الثالث حتى هجم المنتصر على المتوكل فقتلوه وقطعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعة قطعة حتى لم يعرف احدهم من الأخر وازال الله نعمته ومملكته فلقيت الإمام أبا الحسن (ع) بعد ذلك وعرفته ما جرى مع المؤدب وما قاله , فقال : صدق , انه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوز لنا نتوارثها عن ابائنا هي اعز من الحصون والسلاح فدعيت الله عليه فأهلكه الله تعالى وهذا الدعاء هو ( دعاء المظلوم على الظالم ) وهو دعاء طويل موجود في الكتب المعتبرة .
أذن فالدعاء مهم جدا إذا كان بإخلاص وبشروطه ومن شروطه الموالاة لمحمد وال محمد عليهم السلام والزم الدعاء في وقتنا الحاضر هو الدعاء للقائم (ع) بالفرج والقيام وهذا المعنى ورد في الروايات أيضا .
قصة أصحاب الأخدود
في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى ( قتل أصحاب الاخدود ) قال سببهم أن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذانوس وهو أخر ملك من ملوك حمير تهود وجتمع معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف ثم أخر أن بنجران بقايا قوم على دين النصراني وكان على دين عيسى (ع) وعلى حكم الإنجيل وراس ذلك الدين عبد بن ياس وحمله أهل دينه على أن يسير إليه ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها فسار حتى قدم نجران فجمع ما كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وعلى الحرس كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل فخد لهم اخدودا وجمع فيه الحطب واشعل فيه النار منهم من احرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل واحرق في النار عشرين ألف ألف رجل .
*************************************************************************
قصة عاطفة الأمومة
قرر رجل عربي الذهاب إلى المدينة وزيارة الرسول (ص) وأثناء مسيره إلى المدينة شاهد الرجل بعض فراخ الحمام فحمله معه ليقدمها هدية لنبي (ص) . وفي تلك الاثناء وصلت أم الفراخ وعندما رأت فراخها في يد الرجل تبعته فكان الرجل يسير على الأرض والحمامة ترفرف باجنحتها فوق رأسه . وصل الرجل إلى المدينة وذهب بعد دخولها إلى المسجد ووفق لزيارة الرسول (ص) واهدى له الفراخ , وهنا اخذت الحمامة تحبط بسرعة من الجو إلى الأرض وتحوم حولها وبعد أن طارت عادت من جديد وفيه منقارا شيء من الغذاء فوضعته في فم احد الفراخ وطارت بسرعة وكان الرسول (ص) والأصحابة ينظرون ما تصنع تلك الحمامة . ومضت برهة كانت فيها الفراخ وسط المسجد والمسلمون يحيطون بها , فشاهدوا الحمامة تهبط فجأة بسرعة حاملة في منقارها غذاء قليلا فوضعته في فم واحد أخر من فراخها دون أن بعباء لخطر وقوعها في الاسر هي الاخرى وفي هذه اللحظات أمر الرسول الأكرم (ص) بطلاق سراح الفراخ ثم التفت إلى أصحابه وقال لهم : ( اريتم شفقة هذه الحمامة على اافرخها وعطفها عليهم فجاب الصحابة : حقا لقد رأينا عجبا فقال النبي (ص) والله الذي بعثني نبيا, لرحمت الله ولطفه بعباده أكثر الاف المرات مما رأيتم الآن . سر الصحابة وفرحوا بما سمعوا وشكروا لله تعالى .
*************************************************************************
فاطمة الزهراء والعلم
لقد عرفت الزهراء بأنها كانت اقرب انسان إلى رسول الله (ص) وان اتصالها بالنبي اتصال الجز بالكل وارتباط بعض الشيء بالبعض الأخر , فالحب والعطف والانسجام والعلاقات الودية قد بلغت إلى اقصى درجة فكان رسول الله (ص) يعلم ابنته أفضل الأعمال ويرشدها إلى أحسن الاخلاق والزهراء (ع) تتلقى العلوم الربانية من ذلك النبع العذب تمتص رحيق الحقيقة من مهبط الوحي فيملئ قلبها الواعي الواسع بانواع الحكمة ويساعدها عقلها الوقاد وذكاؤها المفرد على فهم المعاني وادراك المفاهيم وحفظ المطلب على أتم وجه واكمل صورة .
لقد سمعت من ابيها الرسول (ص) الكثير الكثير من العلوم وتعلمت منه القسط الوافر من الأحكام والادعية والاخلاق والحكم , هذا وبالاضافة إلى ما الهمها الله من العلم والمعرفة ولقد مر عليك بعض التفصيل عند التحدث عن اسمها (المحدثة ) . وروي عن جابر عن رسول الله قال : أن الله جعل عليا وزوجته وابنائه حجج الله على خلقه وهم ابواب العلم في امتي من اهتدى بهم هدي إلى الصراط المستقيم ) لاكن من المؤسف حقا أنه قد روي عنها القليل حسب ظروفها الخاصة ولما ستعرفه قريبا , ولو كانت الزهراء (ع) تعيش أكثر مما عاشت مع فسح المجال امامها لملأت الدنيا علما وثقافة ومعرفة ,وليس هذا ادعائا فرغا بل هو الواقع الذي لا شك فيه فقد وجدت السيدة الزهراء المجال في حياتها ساعتين فقط ساعة خطبت فيها في مسجد ابيها رسول الله (ص) وساعة خطبي في بيتها في جمع النساء اللاتي حضرن لعيادتها , فما رايك لو كانت الزهراء (ع) تعيش حتى تبلغ الخمسين والستين من العمر مع فسح المجال لكانت تترك للامة الإسلامية اعظم ثروة فكرية وعلمية في شتى المواضيع والفنون . ولكي ايتها القارئة الكريمة ما روي عنها في الأحاديث الشريفة :
أولا : عن تفسير الإمام العسكري (ع) قال : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء (ع) فقالت أن لي والدة ضعيفة وقد لبس ( أي اشتبه ) عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليك اسلك فأجابتها فاطمة (ع) عن ذلك , فثنيت فأجابت ,ثلثت إلى أن عشرت ( أي سألت عشر مرات ) فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا اشق عليك يا ابنت رسول الله فقالت فاطمة : هاتي وأسألي عن ما بدا لك اريت من ا كتري ( أي استؤجر) يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه فقالت : لا فقالت :اكتريت أنا لكل مسألة باكثر من ملئ ما بين الثرى إلى العرش لؤلوا , فاحرى أن لا يثقل علي سمعت أبي ( ص) يقول أن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرمات على قدر كثيرة علومها وجددهم في ارشاد عباد الله حتى يخلق على الواحد منهم ألف ألف حلة ثم ينادي منادي ربنا عز وجل أيها الكافرون ايتام آل محمد (ص) الناعشون لهم عند اباءهم الذين هم ائمتهم هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من أولئك الايتام على قدر ما اخذوا عنهم من العلوم .
************************************************************************
المرأة في الحضارات
لا يخفى أن ما منحه الإسلام للمرأة من الحقوق والمكتسبات لا تبرر إلا بعد القاء نظرة ولو كانت سريعة على الاوضاع التي عاشت فيها المرأة قبل الإسلام عند مختلف الديانات والحضارات من النواحي الروحية والاجتماعية , لذا سنتعرض لذلك وباختصار :
1 – في الحضارة المصرية ( الفراعنة القديمة ) :
يبدوا أن نساء الطبقة العامة لم يكن لهن خارج الاسرة أي دور يذكر من النشاط الاجتماعي أو النفوذ والتأثير في حين كان لغيرهن من الاسر الحاكمة أو المرموقة تعلم القراءة والشعر والتقرب من الآلهة (الأصنام ) واداء الطقوس وتقديم القرابين اليها . لذا تقلدت بعضهن درجة الكاهنة ومنها إلى دفة الحكم في ما بين القرنين الحادي عشر والسابع عشر قبل الميلاد وكانت علاقة الفتيات بالفتيات مطلقة , تسودها الفوضى بل كانت المرأة هي التي تقوم بالخطبة وكان عقم المرأة سببا مجوزا لطلاقها وأما من الناحية الاقتصادية فكان لها الحق في التصرف في اموالها ,
2 – المرأة عند السومريين :
يظهر أن السومريين قد عرفوا شيئا من حقوق المرأة كحق اشتغالها بالتجارة أو أي تصرف أخر في اموالها , وكان لها الحق في حال عمقها شراء جارية لزوجها حتى تلد له الاطفال وكان تعداد الازواج للمرأة مباحا إلا أن حرمه الامير السومري ( اوركاجينا 2378-2371 ق.م ) أما زواج البنت فقد كان يتم بارادة الوالدين دون أن يكون لها حق الاعتراض .
3 – المرأة في الحضارة البابلية :
كانت المرأة عند البابليين كسفط المتاع تباع وتشتري في كثير من الاحوال . ولم تسلم اماكن عبادتهم من الفوضى الجنسية بل كانت الدعارة المقدسة متبعة في ارض بابل , حتى الغاها قسطنطين حوالي (325 ق.م) وحتى شريعة حمرابي المشهور بالدقة التشريعية والانصاف وقد سمحت للرجل بيع زوجته أو رهنا بدليل المادة :117 /من شريعة حمورابي .
4 – المرأة في الحضارة الاشورية :
انتقصت حال المرأة الاشورية عند البابلية ومع ذلك اعترف لها باهلية التصرف في اموالها , وكان هناك بالاضافة إلى الزواج العادي زواج موقت عند المرأة الاشورية وكان عندهم الحجاب والاحتشام من الأمور الواجبة علة المرأة ورمزا للعفة في حين أن الجارية إذا لبست حجاب كان جزاءها قطع الاذنين ومصادرة ثيابها .
5 – المرأة عند الفرس :
لم تكن المرأة الفارسية اسعد حظا من اخواتها في الحضارات الاخرى بل كانت اتعس واشقى وكانت الفوضى الجنسية السمة البارزة لعلاقة الرجل بالمراة وكان تعداد الزوجات مباح بدون قيد أو شرط بل الزواج من المحارم الأم والبنت والاخت وكان جائزا عندهم . وتحسنت اوضاع المرأة نوعا ما في أيام ( زردشت ) من حيث الاحترام والاعتراف بشيء من الحقوق المالية ثم انحطت مرة أخرى بعد موته .
6 – المرأة في الحضارة الهندية :
لم تكن المرأة الهندية تختلف كثير من الأمة التي تباع وتشتري , حيث كان الرجل ينظر اليها نظرة ازدراء واحتقار وكانت عليها أن تخاطب زوجها بخضوع ( يا مولاي , يا سيدي ) وما كانت تمتلك شيئا في تشريع ما وكان احراق الزوجة بعد وفاة زوجها شائعا عندهم واحيانا قبل احراق جثته كان انتشار الزنا عن طريق المعابد التي كان يمارس الفحش المقدس من النساء المقدسات حسب تعاييرهم .
7 – المرأة في الصين :
لم تكن للمرأة الصينية الاهلية الدينية بدخول المعابد وتقديم القرابين إلى الإباء والاسلاف وحتى ( كونتشيوس ) الحكيم الذي يعده الصينيون بمثابة نبيهم : ( أن هناك اسبابا كثيرة ادت إلى شقاء الإنسانية مصدرها المرأة ) ولذلك كانوا يرون في ولادة البنت عبثا ثقيلا وما كانت العوائل الفقيرة ترى ذنبا في رمي المولودة الجديدة في ليقضي البرد أو تاكلها الحيوانات الضارية .وسنذكر لك المرأة في الحضارات الاخرى في العدد القادم .
الصحابة الأولى خديجة بنت خويلد
من الوفاء لهذه السيدة الجليلة ولعظيم حقها على جميع المسلمين ارتاينا أن يكون موضوع هذا العمود في عددنا هذا الاسبوع هو عن أم الزهراء وجدة الأئمة الاثني عشر (ع) التي ساهمت في بناء ساهمت في بناء الإسلام بمالها وجاهها وتحملت في سبيل ذلك كل أنواع الاذى والاضطهاد واستقبلت الدعوة بقلب مفتوح لكل تعاليمها وايمان راسخ بان الله لن يخذل نبيه (ص) . وحينما جاءنا في اللحضات الأولى من نزول الوحي عليه (ص) حاولت أن ترد إليه السكينة والامن وان تكون له خير عون , وهل كان لزوجه غير خديجة (رض) من أن تستقبل دعوته التاريخية منة غار حراء بمثل ما استقبله خديجة من حنان مستثار وايمان قوي دون أن يساورها في صدقه ادنى ريب أو يتخلى عنها يقينها بان الله غير مخزيه ابدا , ومع أنها كانت غنية مترفه منعمه قبلت أن تتخلى برضى عن كل ما الفت من راحة ورفاء ونعمة لتقف إلى جانب زوجها في اصعب واحلك اوقات المحنة وتشركه في اشد الوان الاذى وصنوف الاضطهاد في سبيل ما تؤمن به كلا بل هي وحدها التي اعدت الاقدار لتملأ حياة النبي ولتكون له ثقة وطمأنينة وسلام لقد ولدت خديجة بنت خويلد (رض) زوجة النبي (ص) الأولى من ابوين قرشيين كلاهما من اعرق الاسر في الجزيرة العربية وقد بلغت من النسب الرفيع والذكر الطيب والخلق الكريم والصفات الفاضلة من علو شانها وحسن سمعتها . فأنها قبل أن تتزوج بالنبي (ص) كانت تعرف بالطاهرة وبسيدة نساء قريش وهي مع ذلك من اثرياء قريش واوسعهم جاها لقد اعطت خديجة (رض) لرسول الله حبا وهي بأنها تعطي بل تأخذه فيه كل السعادة واعصته ثروتها ونفسها من اجل ثروة الآخرة وحسن العاقبة ورضى ربها وزوجها قدمت كل ما تمكنت من تقديمة حتى أن الرسول الكريم قد مدح موقفها في الإسلام ونصرته واقامة شرائعه حيث ورد عن النبي الأكرم (ص) انه قال : ( ما قام الإسلام إلا بسيف علي ومال خديجة ) وكذلك أن الرسول (ص) عاملها بالمثل فقد اعطاها عمره وشبابه ولم يتزوج بغيرها حتى توفت وكان يقول في حقها ( لا والله ما ابدلني خيرا منها امنت بي إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس) فقد كانت عائشة تقول ( ما حسدت أحدا حسدت خديجة وما تزوجني الابعد موتها بثلاث سنين ) وما احوجنا أن نقتدي بهذه السيدة العظيمة ونحن في هذه الأيام التي ننتظر فيها خروج قائمنا المهدي (ع) ولتكن كل واحدة منا خديجة .
*************************************************************************
خواطر
في قلب الزمن الصعب نبحث عن زمن المعصوم وفي زمن قلب الحدث فلنصل إلى المعصوم . فالذي ينتظر الشتاء من اجل المطر لابد أن يصبر على حر الصيف حتى يصل , والذي ينتظر الفجر حتى يعانق ضوء الصباح لا بد أن يصبر على الليل في جفائه المظلم والذي يريد الوصول إلى الشمس لابد أن يسير تحت ضوء القمر ,وإذا كانت غيوم السماء تحجب الشمس فان الضياء يشع على الحقول الخضراء .
****
أيتيم ينادي قباب ابيه , كم من الوقت ماضى وهو حزين زمان طال في غيبة الاحباب فلا من انيس إلا عند حضوره في قدس ابيه فند حضرة النور يأتي اليقين ينادي النفس بنتظار ابن النبي الامين يا أبا الايتام يا أبا الايتام يا ليث الوغى متى سيف ابنك يرعب الكافرين, يتيم ينادي بحضرة الولي أمير المؤمنين , أريد الشفاعة منك لنصرة قائم الدين .
****
إلى عرين البوادي إلى انيس النفوس إلى ليث الوغى إلى من كان للحق الزوج العروس إلى قضيم قريش , إلى أبي الليوث كم زاد الشوقي وزاد الحنين الابنك المهدي فينا لبنك المأمول , هل لي رجاء عندك بحق البتول , أن تكتب اسمي في خدمة القائم المأمول ووزيره المنصور , ويطول عمري في عافية وسرور فانت الوالي علينا وانت الامين ,
*************************************************************************
دراســــات أسلامية
المعقول واللامعقول في سيرة المهدي (ع)
لقد تناول الكثير من العلماء والباحثين سيرة الإمام المهدي (ع) في كتبهم وابحاثهم التي كتبوها حول الإمام (ع) وسيرته عند قيامه المقدس وقد ذكروا عدة اطروحات لذلك, فمنهم من قال أنه يسير بسيرة أبائه (ع) ومنهم من قال بخلاف ذلك ومنهم من قال أن قسم من سيرته تكون بسيرة أبائه (ع) وقسم أخر يختلف عنها وما إلى ذلك من الأقوال.
لكن الصحيح والفيصل والحكم في ذلك كله أن نرجع في تحديد سير الإمام (ع) إلى الأحاديث المروية عن رسول الله (ص) والاخبار والروايات الواردة عن أبائه الأئمة الطاهرين لذا فاني اعتمدت ذلك وهو الرجوع إلى احاديث النبي (ص) وروايات الأئمة الاطهار في بيان سيرة الإمام (ع) سألا المولى سبحانه وتعالى بيان الحقيقة .
1 – فعن زرارة عن أبي جعفر قال : ( قلت له : صالح من الصالحين سمه لي – أريد القائم (ع) – فقال اسمه اسمي قلت : ايسير بسيرة محمد (ص) قال : ةهيهات هيهات يازرارة ما يسير بسيرته قلت جعلت فداك لم ؟ قال : أن رسول الله (ص) سار في امته بالمن كان يتالف الناس والقائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتابة الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتبب احد ويل لمن ناواه ) غيبة النعماني / بحار الأنوار ج5 .
2 – وعن الحسن بن هارون بياع الانماط : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) جالسا , فسأله المعلي بين خنيس ايسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي (ع) ؟ فقال : نعم وذاك أن عليا سار بالمن والكف . لانه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده ,وان القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي . وذلك انه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا ) غيبة النعماني / بحار الأنوار ج52 .
3 – عن أبي بصير قال : ( قال أبو جعفر (ع) : يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف ولا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم ) غيبة النعماني / إثبات الهداة ج3 / بحار الأنوار ج52 .
4 – وعن محمد بن مسلم قال : ( سمعت أبا جعفر(ع) يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لاحب اكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , أما انه لا يبدأ إلا بقريش فلا ياخذ منهم إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف , حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد , ولو كان من آل محمد لرحم ) غيبة النعماني / بحار الأنوار ج52 / بشار الإسلام .
5 – وعن أبي بصير , عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ما ياخذ منها إلا السيف , وما يستعجلون بخروج القائم ؟ والله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الشعير الجشب , وما هو إلا السيف , والموت تحت ظل السيف ) غيبة النعماني .
6 – وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول : ( لوقد خرج قائم آل محمد (ص) –إلى أن قال – يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب احد ولا تأخذه في الله لومت لائم ) غيبة النعماني / إثبات الهداة ج3 بحار الأنوار 52 .
7 – وعن بشر بن غالب الاسدي قال : ( قال لي الحسين بن علي (ع) : يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب اعناقهم صبرا ثم قدم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا ثم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا قال :قلت له أصلحك الله , ايلغون ذلك ؟فقال الحسين بن علي (ع) : أن مولى القوم منهم .قال : فقال بشير بن غالب اخو بشر بن غالب : اشهد أن الحسين بن علي (ع) عد على اخي ست عدات ) غيبة النعماني / إثبات الهداة ج3 البحار ج5
8 – وعن أبي عبد الله (ع) ( ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وامأ بيده إلى حلقه ) غيبة النعماني / بحار الأنوار ج52 وعن الحارث الاعور الهمداني قال : ( قال أمير المؤمنين (ع) بابي خير الإماء – يعني القائم (ع) من ولده – يسومهم خسفا , ويسقيم بكاس مصبره, ولا يعطيهم الاالسيف هرجا فنعد ذلك تتمنى فجرة قريش لو أن لها مفادا الدنيا وما فيها ليغفر لها لا نكف عنهم حتى يرضى الله) غيبة النعماني / إثبات الهداة ج3 الملاحم والفتن .
9 – وعن مالك بن ضمرة قال( (أمير المؤمنين (ع) : يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وادخل بعضها في بعض - ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال الخير كله عند ذلك يا مالك , عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد ) غيبة النعماني /بحار الأنوار ج52 / إثبات الهداة ج3 .
10 – عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : أن لصاحب هذا الأمر بيتا يقال له بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف لا يطفئ ) غيبة النعماني / بحار الأنوار ج52 .
11 – عن أبي بصير : سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول في صاحب الأمر سنة من اربعة انبياء : سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) – إلى أن قال – قلت وما سنة محمد (ص) ؟ قال إذا قام سار بسيرة رسول الله (ص) إلا انه يبين أثار محمد (ص) ويضع السيف على اعتقه ثمانية أشهر هرجا مرجا حتى يرضا الله ) غيبة النعماني -/ كمل الدين ج 16
12 – وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) :قال ( إذا تمنى احدكم القائم فليتمنه في عافية فان الله بعث محمد (ص) رحمة ويبعث القائم نقمة ) روضة الكافي ,
ومن هذه الروايات الشريفة الكثيرة وغيرها التي تركنا ذكرها رعاية للأختصار تتبين لنا سيرة الإمام المهدي (ع) واضحة جلية وذلك عند قيامه المقدس فانه (ع) يقوم كما قام جده رسول الله (ص) بالسيف يعلن الثورة على الظلم والظالمين وانه (ع) سيتخذ من القتل اسلوبا ومنهجا يسير عليه كما أن إذا خرج لا يقبل توبة احد ولا يقبل عذرا منت احد ومن الرواية الأولى يظهر لنا أن للإمام (ع) كتابا من جده رسول الله (ص) يبين له ماهية دوره إذا افضت إليه الإمامة واسلوبه ومنهجه في العمل وقد ورد عنهم (ع) ( في الكتاب الذي معه العهد المعهود إليه من رسول الله باملائه (ص) وخط عليا (ع) وفيه مما ورد اقتل ثم اقتل ولا تستتيب أحدا ) .
ويظهر من الرواية الثانية أن المهدي (ع) يسير بالقتل والسبي فانه (ع) سوف يسبي نساء أعداءه ومناوئيه كما انه يظهر من الرواية الثالثة أن الإمام (ع) يأتي باحكام وتعاليم اسلامية وقضايا جديدة لا يقبل بها العرب المسلمون ولا يستسيغونها . ومن الرواية الرابعة يتبين لنا أن الإمام (ع) في أول قيامة يبدأ بقتل السادة من بني هاشم الذين تعبر عنهم بقريش وليس يعني ذلك عامة السادة أنما هم قادة المجتمع وكبرائهم الذين يكذبون دعوة الإمام المهدي (ع) ويقفون بوجهه .كما يظهر من الرواية ذاتها أن الناس سوف تتهم الإمام (ع) نتيجة ذلك الفعل ويقولون عنه انه ليس من آل محمد (ص) لأنهم يعتقدون أن آل محمد لا يفعلون ذلك أنما هم رحمة وهذا يعني أنهم سوف يعتقدون أنه ليس الإمام المهدي (ع) بل هو كذبا ( حاشاه من ذلك ) ولعنهم الله واخزاهم . كما يتضح من الرواية الخامسة أن الإمام يكون شديد جدا مع العرب وقريش ومن الرواية السابعة يتبين لنا أن المقتولين من قريش هم ممن يحاربون الإمام (ع) وهم كبراء ورؤساء المجتمع لان قريش في زمن رسول الله (ص) كانوا سادة العرب وكبرائهم . كما يتضح من الرواية الاخيرة أن الإمام (ع) يقتل سبعين عالما من علماء الشيعة المظلين الذين يتسببون في فرقة الشيعة ومذهب أهل البيت (ع) كما يظهر من الرواية الثانية عشر أن الإمام سيكون نقمة وليس رحمة لانه لابد ينهي على الظلم ويقضي على الظالمين المنافقين ويملئ الأرض قسطا وعدلا ولا يكون ذلك إلا بالسيف والقتل حتى لا يبقى على وجه الأرض سوى الصالحين .
ومن العجب ما قراته لأحد العلماء في احد كتبه حيث يقول تحت عنوان ( اعمال تقرب من الإمام المهدي (ع) وتزيد من محبته ) في النقطة الثالثة : ( الاعتقاد بان الإمام (ع) يظهر رحمة للناس وشفقة عليهم كجده المصطفى (ص) الذي ارسل رحمة للعالمين لذا ارسل رحمة للعالمين لذا فهو سينشر دعوته بالاقناع والحوار لا بالسيف خصوصا وان شعوب العالم ستكون واعية ومثقفة ومدركة لظلم المستكبرين ومرتاحة لدعوة الإمام (ع) ومن يعتقد انه (لا يبقى ولا يذر ) فهو واهم بل سيتورط في تنفير الناس من الإمام (ع) ونشر بغضه في القلوب (واليعاذ بالله ) وانما يستعمل السيف في الضرورة القصوى ...... إلى أخر الكلام ) والحقيقة انني لاعجب كيف أن هذا العالم يقول بهذا القول الذي يلزم احد امرين لا ثالث لهما أما الرد على الأئمة الطاهرين وذروة الروايات الصحيحة الواردة عنهم والتي سقنا بعضها للقراء الاعزاء وهذا الأمر معروفة عاقبته وأما انه جاهل بالروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع)وهذه مثل اختها . ارجوا الالتفات أن المقصود بالجاهل للروايات هو الغير عالم بها . وأما بيان عدم صحة قوله فأقول : أن اعتقادنا بالأمام المهدي (ع) وسيرته وقيامه ناشئ من رجوعنا إلى القران الكريم واحاديث الرسول (ص) والروايات الصحيحة للائمة الاطهار (ع) واعتقدنا من خلال الآيات القرآنية والاحاديث النبوية والروايات المعصومية أن الإمام (ع) يظهر نقمة وليس رحمة وانه يقوم بالسيف ويتخذ من أسلوب القتل منهجا يسير عليه حتى تستتب له الأمور ويملئ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا كما أن العقل يقول بذلك لان الإمام (ع) وطول هذه الفترة من الغيبة أنما اخره الله لاقامة العدل والقضاء على الظلم والظالمين واماتت الجور وانهاء النفاق والمنافقين , ولا يكون ذلك إلا بستخدام السيف واتخاذ القتل منهجا في تحقيق هذه الغاية ,لأنه لو كان العكس لا ستطاع الأئمة (ع) تحقيق ذلك ولكانوا قد حققوا اليوم الموعود وملؤا الأرض قسطا وعدلا . وأما قولك يا شيخ (أن شعوب العالم ستكون ........الخ )فيرد عليه أن الإمام (ع) هو الحجة بن الحسن الذي يعمل بما الهمه الله وخطه له رسول الله (ص)لابما تقول الشعوب فليست الشعوب من تسير الأئمة (ع) في اداء ما منوط بهم ثم من قال أن الشعوب سترتاح لدعوة الإمام (ع) فالذي يظهر من الروايات أن اغلب المسلمين سيكذبون بدعوة الإمام (ع) كما أن من الشيعة من يشكون بالأمام وشخصه ودعوته كما مر علينا في الروايات الشريفة التي ذكرنها في بداية البحث . والحقيقة يا شيخ انك واهم في قولك هذا وانك تورطت فعلا فيما ذهبت إليه من الاعتقاد الخاطئ ونسال الله المغفرة انه الغفور الرحيم .وهناك العديد من الأمور التي توصف بالامعقول في سيرة الإمام المهدي (ع) فقد ورد عن الإمام الصادق قال( ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها , ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب )غيبة الطوسي وعن الإمام الصادق (ع) ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهي إذا أمر بضرب عنقه فلا يبقى بين الخافقين شيء إلا خافه ) غيبة النعماني – ويظهر من هذه الرواية أنه(ع) يستخدم أسلوب القتل والشدة حتى مع أصحابه واوليائه كما أنه ينظر إلى باطن الإنسان وسريرته ويحاسب ويعاقب عليه فقد ورد عن المعصوم (ع) ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهي لا يعلم الناس له ذنب إذ قال الإمام اديروه فاضربوا عنقه فلا يبقى شيئا في الخافقين إلا خافه ) . كما جاء في الرواية عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : ( يقضي القائم يقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن ضرب قدامة بالسيف وهو قضاء ادم (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد (ص) فلا ينكرها احد عليه ) . بشارة الإسلام .
وهذه الرواية لا تحتاج إلى مزيد من التعليق فهي واضحة الدلالة على أن الإمام (ع) يحكم بما في الكتب السماوية السابقة وان تعاليمها وشرائع الأنبياء السابقين تكون سارية في زمن الإمام (ع) كما انه يقتل الكثير من أتباعه الذين قاتلوا بين يديه ونصروه وذلك بسبب عدم قبولهم أو عدم ايمانهم بحكمه بالكتب وشرائع الأنبياء (ع) وقد ورد عن أبي الجارود قال ( قال أبو جعفر محمد بن علي (ع) : ( إذا ظهر القائم (ع) ظهر براية رسول الله وخاتم سليمان ، وحجر موسى وعصاه , ثم يأمر مناديه فينادي : إلا لايحملن رجل منكم طعاما ولا شرابا ولا علفا , فيقول أصحابه : انه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسر ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف ,فياكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ) غيبة النعماني / البحار ج13 كمال الدين ج 17 . وعن أبي جعفر (ع) قال : ( أول ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسرها , ويامر بها فيجعل عريشا كعريش موسى ) الفقيه ج1 . وعن أبي الحسن أمير المؤمنين (ع) قال : ( إذا رأى المحاريب في المساجد كسرها فيقول كأنها مذابح اليهود ) الفقيه ج1 وعن أبي بصير قال : (قال أبو عبد الله (ع) إذا قام القائم (ع) هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى اساسه وحول المقام للموضع الذي كان فيه ....) الوافي ج2 . وعن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل انه قال : ( إذا قام القائم (ع) سار إلى الكوفة فهدم بها اربعة مساجد .ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الاعظم . وكسر كل جناح خارج في الطريق ,وابطل الكنف والمازيب إلى الطرقات ، ولا يترك بدعه إلا ازلها ولا سنة إلا اقامها ) . كما ورد في الرواية ( ويهدم المنار التي في المساجد فقلت لم يا بن رسول الله ؟ قال : لانها مبدعة) .
والعجب مما عليه المسلمين اليوم في بنائها للمساجد والمنار كيف يبنونها بهذه الطريقة مع ما ورد من الروايات الكثيرة عن أهل البيت (ع) التي تذكر أن الإمام (ع) يهدمها عند قيامه لأنها مبتدعة لم يبنها نبي أو وصي نبي . وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( لو قام القائم بدا بكذابي الشيعة فقتلهم ) رجال الكشي .وعن الباقر (ع) قال : ( لو قد قام قائمنا بدا بالذين ينتحلون حبنا فيضرب اعناقهم ) معجم احادث الإمام المهدي (ع) ج3 ومن هذه الروايات يتبين لنا أن الإمام (ع) سيبدأ انزال عقابه بالقريبين إليه وهم ممن يدعون التشيع والولاء لأهل البيت وهم في الحقيقة منافقين مرائين وعن الصادق (ع) قال : (أن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس اشد مما استقبله رسول الله (ص) من جهال الجاهلية قلت وكيف ذلك ؟قال (أن رسول الله ( ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به ثم قال أما والله ليدخلن عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ) غيبة النعماني . وقد ذكر في كتاب الامتحان الأخير ص49 الصادر من مركز باء للدراسات ( ولا شك فان الوجدان والتجارب الماضية والحاضرة من سيرة الناس مع الأئمة (ع) يحكمان بان الذي يمتلك القدرة على التأويل ليس هم البقال أو الحمال أو .........انما وهو من يمتلك حظا من علم ولا ريب انه من علم الدين أيضا اكان حقا أم باطلا) .
ويظهر من هذه الرواية الشريفة وما توصل إليه مركز باء أن بعض علماء الشيعة وللأسف الشديد يخرجون عن طاعة الإمام (ع)ويقفون بوجهه ولا يصدقون دعوته ويتأولون عليه القران والروايات الواردة عن أهل البيت (ع) ونقلا عن كتاب نور الأنوار للمحدث أبو الحسن المرندي قال : ( فإذا خرج القائم من كربلاء واراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه فيقول : الذين من حوله من المنافقين انه ليس من ولد فاطمة والا لرحمهم فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منه من باب النخيلة محاذية قبر هود وصالح (عليهما السلام ) استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعا فلا ينجوا منهم احد ) ومن هنا يظهر لنا أن هناك ستة عشر ألف رجل دين وعلم يخرجون على الإمام (ع) فما يكون من الإمام (ع) إلا أن يقتلهم كما أن الناس يشكون به ولا يعتقدون انه الإمام المهدي (ع) كما أن الاغرب من ذلك هو خروج سبعين ألف رجل من الكوفة على الإمام (ع) ومن المعلوم أن أهل الكوفة شيعة فلا ادري كيف يحصل ذلك ؟!!!
العرب وموقفهم من الإمام المهدي (ع)
عندما نتتبع روايات أهل البيت (ع) نجد أن العرب له قسم الاكبر من التهديد والزجر والوعيد والعذاب على يد الإمام المهدي (ع) منها : عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف لا يستتب احد ولا تأخذه في الله لومة لائم ) . وعن كتاب إثبات الهداة مسنودا عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( مع القائم من العرب شيء يسير ,قيل له : أن من يصف منهم هذا الأمر لكثير فقال : لابد من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير ) وعن أبي جعفر (ع) قال ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لاحب اكثرهم أن لا يروه مما يقتل في الناس ,أما انه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول الكثير من الناس : ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم ) يعني أن الكثير من العرب يصفون أمر الإمام (ع) ويدعون نصرته ولكنهم سيكونون أعداء له ولذلك مجموعة من الاسباب منها :
أولا : النفاق في ادعائهم لنصرة الإمام في الظاهر ولكنهم يضمرون عكس ما يظهرون . ثانيا : منهم علماء السوء الذين يكونون في أخر الزمان فيقومون باضلال الناس عن طريق فتاويهم الباطلة التي يطلقونها ضد دعوة الإمام (ع) فهم ومن تبعهم في الظلم سواء.
ثانيا : أصحاب السلطة والجاه والذين لا يتمنون تغيير الحقائق على الأرض بما لا يتماشى مع توجهاتهم وهم الذين تصفهم الرواية التالية بطغاة العرب فعن أبي عبد الله (ع) قال ( ويل لطغات العرب من شر قد اقترب .
رابعا : منهم من يريد أن يكون التمهيد والنصرة للإمام (ع) من خلاله فقط وبخلاف ذلك يرفض كل من يأتي عن طريق الإمام (ع) وبذلك يتحول شيئا فشيئا إلى عدو للإمام وقضيته .
خامسا : وهناك قسم منهم يتمنون نصرة الإمام (ع) فقط بقول اللسان وهم لا بتناهون عن فعل المنكر وتسوقهم شهواتهم إلى طريق الهلاك وبذلك تحول افعالهم القبيحة دون ذلك أو قد يكونوا من الظالمين الذين اكلوا حقوق اليتامى والارامل بل حتى حقوق الإمام (ع) حيث أن الإمام طاهر لا يجاور الجيف امثالهم .
وهناك من العرب من يكون عدائهم صريح وواضح لال البيت (ع) وهو أتباع المذهب التكفيري ومن لف لفهم . وبهذا فان اغلب العرب سيكونون أعداء للإمام المهدي (ع) وقد ورد عن رسول الله (ص) قال : ( تفترق امتي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )وكما هو معلوم أن العرب هم اغلب امة محمد (ص) وقد نزل كتاب الله عز وجل بين ظهرانيهم وان العرب لا يكتفون بعدائهم لدعوة الإمام (ع) وتكذيب الممهد الرئيسي لها بل الامكى من ذلك أنهم يتجاسرون على الإمام ويقاتلونه بعد قيامه. وقد ورد في كتاب بشرة الإسلام عن عبد الاعلى الحلبي قال قال أبو جعفر (ع) فحديث طويل عن الإمام المهدي (ع) ثم يدخل المدينة قول علي بن أبي طالب (ع) والله لودت قريش أي عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس وغربت ثم يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية فوالله أن لو كان من آل محمد ما فعل ولو كان علويا ما فعل ولو كان فاطميا ما فعل فمنحه الله اكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ثم ينطلق حتى ينزل الشطرة فيبلغه انه قد قتل عامله فيرجع ليهم فيقتلهم مقتلا ليس قتلى الحرة ليها بشيء ) .
ولازال الإمام كما ورد عن روايات أهل العصمة (ع) لا زال يقتل ثم يقتل ثم يقتل في العرب ولا يستتب أحدا إلى أن يجتث اصول الكفر والضلالة من جذورها حيث أنها استفحلت ولا ينفع معها إلا الاستئصال , وقد يبرز لديك اخي المؤمن سؤالا ملحا إلا وهو كيف يكونون اغلب العرب هم أعداء للإمام (ع) والمفروض هم مسلمون (ومنهم الشيعة)ومقربون لقضية الإمام (ع) أكثر من بقية القوميات والاديان السماوية كلها , للاجابة على هذا السؤال نذكر هذا الحديث الذي اورده في كتاب تفسير القمي قال رسول الله (ص) : ( لتركبن سنة من كان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقهم شبر بشبر وذرارع بذراع وباع بباع حتى لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟ قال (ص) : فمن اعني ! لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون دينكم الإمامة واخره الصلاة ) .
يظهر من هذا الحديث الشريف أن امة محمد (ص) تسير على سيرة الامم السابقة اليهود والنصارى وقد ضجت بطون الكتب بفعال اليهود وتكذيبهم لانبياء الله وقتلهم اياهم وجحودهم لوحدانية الله عز وجل وكذلك النصارى الذين غيروا أمر الله حسب اهوائهم وكيف أنهم يسيرون في ركاب جبابرتهم .
أما الذين يتشرفون بتصديق دعوة الإمام ونصرته دعوة الإمام ونصرته من القلة القليلة من العرب والتي وصفتهم الروايات الصادرة عن آل بيت الرسول (ص) ( بالشيء اليسير ) وهم الذين يمرون بمراحل من الاختبارات الروحية والجسدية وهي مراحل التمحيص والتمييز والغربلة وقد ورد في كتاب يوم الخلاص عن الإمام الباقر (ع) قال ( يخرج النجباء من مصر والإبدال من الشام وعصائب أهل العراق رهبان بالليل ليوث بالنهار كأن قلوبهم زبر الحديد فيبايعونه بين الركن والمقام ) وبذلك يتضح لنا أن الذين ينصرون الإمام (ع) من العرب وينهضون بدعوته هم أنفسهم الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة التي ذكرها الرسول الأكرم محمد (ص) وهم الغرباء الذين ذكرهم رسول الله (ص)كذلك حين قال ( بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء من امتي ) .
جعلنا الله واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , ووفقنا لنصرة قائم آل محمد والثبات على ذلك والحمد لله الذي قال في كتابه الكريم ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ).
*************************************************************************
علوم
اسلحة حرب النجوم
الحلقة الثانية
(ترجمة حسن الشهواني عن مجلة بيلد دير فينشانت الالمانية)
1 – أشعة الجسيمات :
خطى فن تعجيل الجزيئات المشحونة بالاكترونات والبروتونات والأيونات بطاقة عالية خطوات طويلة إلا أن صعوبة هذا السلاح كامنة في نقل ونصب اجهزة الصيانة الضرورية إلى الفضاء كما ليس من السهولة تبؤر الجزيئات المشحونة لأنها تصطدم الواحدة بالاخرى .ويدور الآن النقاش حول توليد قناة من الذرات المتأينة في طبقات الجو العليا من خلال شعاع ليزر يرسل مسبقا وتؤدي هذه القناة إلى شعاع قتالي , ويدور الجدال أيضا حول امكانية تحديد ايونات معجلة من خلال ابدال شحناتها ولكن هناك مشكلة اساسية للأشعاع الجزيئي تكمن بتقدير القذيفة وبما أنه لا يمكن تدمير الهدف اليا بل ابطال توجيهه فانه يصعب اختبار نجاح القذيفة وعلى سبل المثال لا نستطيع معرفة إذا كان الهدف قد اصيب إلا في حالة عدم انفجاره
Kinetic kill vehicle بطاقة حركية بصواريخ دافعة طوعية 2 –
ويطلق عليها احيانا ( اجسام مقاتلة حركية ) وهي اجسام طائرة مقاتلة كلاسيكية تعمل من خلال منظومة تفجير تشتعل عند الاقتراب من الهدف وتساعد مجسات وحاسبات التوجيه على التسديد الدقيق على الأهداف بحيث ينطلق الجسم الطائر نحو الهدف مباشرة . كما وتزيد مضلات فولاذية من دقة التسديد وفي حالة السرعة العالية لا توجد حاجة إلى منضومة تفجير بالوزن القليل يسهل عملية انطلاق الصواريخ الاصغر والاسرع , يمكن اطلاق المركبات القاتلة الحركية من الأرض أو الطائرة أو مراكز مقامة في الفضاء ويمكن تشغيلها في المرحلة النهايئة أو المرحلة الوسطية .
Rail gun 3 – مدافع القضبان
بما أن الطاقة الحركية لكل جسم تتناسب طرديا مع مربع سرعته فتكفي قذائف بوزن بضعة كيلوا غرامات لتدمير صواريخ أو روؤس حربية فقذيفة بوزن 8 كيلو غرامات بسرعة 10 كيلو مترات في الثانية (36000 كيلو متر في الساعة ) تمثل على سبيل المثال مادة تفجيرية قدرها 100 كيلوغرام المدافع القضيبية تطلق قذائف بمثل هذه
التي توجه طوعيا بواسطة مجسات Smart rocks السرعة الهائلة وإذا ما استخدمت القذائف الذكية
نظام توجيه يتوجب عليها في هذه الحالة للحفاظ على تعجيلها العالي جدا ولا فان دقة اصابة الهدف تكون ضعيفة على هذه المسافة البعيدة ويمكن لمدافع القضبان الاستقرار في الفضاء في مرحلة الدفع إلا أن المشاكل الرئيسية هي التزود بالطاقة وسلسلة الاطلاق السريعة والعطب وأما المدافع القضيبية فلا تختلف عن الصواريخ .
6 – الاصابات القاتلة :
ثلاث وسائل تستطيع ابطال تأثير ( مفعول ) الاسلحة المهاجمة فهذه الوسائل تؤدي إلى :
أولا : التدمير بالاصطدام :
وهو الأسلوب التقليدي للقذائف ويمكن الخلال بتوازن الهدف من خلال صدمة عنيفة ومن ثم تدميره وتعمل الاسلحة الحركية حسب هذا المبدا .
ثانيا : التدمير الحراري :
صهر السطح الخارجي للهدف بالحرارة المستمرة المتتالية وينبغي التركيز البؤري لطاقات بحجم 10 كيلو جول في السنتمتر الربع الواحد للسطح الخارجي وتحدد هذه الحزمة القاتلة مقدار ما يقدمة الليزر من جهد ( حسب بعد العدسة).
ثالثا : التدمير الداخلي :
إذا تستطيع موجات الميكروويف والاشعة السينية والاشعاع الجزئي اختراق باطن الهدف حتى بطاقة منخفضة نسبيا ( بضع مئات من ميكا فولت الالكتروني لكل جزيئة )تخترق باطن الهدف فتدمر الاجزاء الالكترونية , ومن ثم تعطل توجيه انظمة الهجوم أو تشعل فتيل الانفجار لينفجر عشوائيا .الا أن المشكلة تكمن بعدم امكانية التحقق من الاصابة المؤثرة .
الاجراءات المضادة :
هناك وسائل عديدة لبطال مفعول هذه الاسلحة في حين يتغافل مؤيدو حزب حرب النجوم على الردود العكسية لهذه الاجراءات المضادة التي تستخدم ضد المهاجم وفي ما يأتي اهم الاجراءات المضادة :
1 – الصلادة : تعرقل الجدران السميكة للصاروخ في عمل الليزر إلا أنها من الناحية الاخرى تزيد من وزن الصاروخ ومن ثم يقل عدد الرؤوس الحربية التي يحملها وينقلها كما تزيد الصواريخ الدوارة بسرعة عالية من مساحة الانصهار إلا أن انطلاقها سيكون معقد ودقة التسديد اقل .
2 – التضليل : بما أن كل الاجسام تطير في المرحلة الوسطية بالاسلوب نفسه لذا يتوجب اطلاق اكبر عدد ممكن من الرؤوس الكاذبة مع الرؤوس الحربية الحقيقية لكي لا تشكل هذه الصواريخ الكاذبة عبأ على الحمولة يمكن استخدام مناطيد على أن تكون قريبة الشبه إلى الرؤوس الحقيقية ليسهل اقناع العدو بها ويمكن وضع الرؤوس الحربية الحقيقية في المناطيد لتبدو للعدو أنها كاذبة .
3 – الاشباع : يتفكك كل دفاع عندما يهاجم العدو باعداد كثيرة من الاسلحة في حين يمكن اصابة الأهداف المهاجمة بسهولة وبصواريخ اقل عدد إلا أن الكلفة العالية التي تولفها الرؤوس الحربية (بضمنها الجزء الصاروخي أيضا )
4 – الافلات : يمكن تقليص مرحلة الدفع كثيرا بحث يمكن حدوثها ضمن الغلاف الجوي لان الليزر السيني والاشعاع الجزيئي والقذائف الطوعية تكون في هذه المرحلة تكون بدون تاثير , ويمكن أن ترهق الاجسام العائدة المناورة الدفاع في المرحلة النهائية .marv
5 – الأعماء : بما أن مجسات الاشعاع حساسة فيمكن اعماؤها دائما أو وقتيا من خلال اشعاع موجة لذا ينبغي صنع مجسات مقاومة إذ يمكن أن يكون الاعماء بواسطة انفجارات نووية في المرحلة النهائية عكسيا بالنسبة للمهاجم (أي يرجع فيصيبه هو نفسه ).
6 – الهجوم : قد يقوم المهاجم بعد استخدام وسيلة الاعماء بنجاح محاولة الهجوم المباشر ضد الاجزاء الاساسية بنظمة الدفاع وبلخصوص تلك الانظمة المنصوبة في الفضاء لكونها مراقبة لمدة طويلة ويمكن استخدام الألغام الفضائية التي تنفجر بالقرب منها بالاضافة إلى التوابع القاتلة والأسلحة الاخرى المضادة للتوابع .ويكفي المهاجم فتح ثغرة بالدرع الدفاعي مع ضرورة اتخاذ اجراء دفاعي ضد هذه الهجمات . لو دمر المدافع كل الصواريخ المهاجمة البالستيقية فأن للعدو اسلحة أخرى قد يستخدمها للهجوم فمثلا صواريخ كروز ذات الطيران المنخفض إضافة إلى صواريخ تطلقها التوابع من مدارات منخفضة أو أسلحة نووية هربت سرا إلى الأرض المعادية ( قنبلة عن طريق الحقيبة الدبلوماسية مثلا ) لذا يتوجب وجود نظام دفاعي لمجابهة مثل هذه الحالات .
: -Optic component التجهيزات البصرية
لتبؤر و توجيه أشعاع الليزر لابد من ضرورة وجود مرآة مستقرة في محطة فضائية إذ أن لأكبر المراقب (تلسكوب) الأرضية في العالم مرآة لا يزيد قطرها على خمسة أمتار و يحسب نظريا لكل زاوية أنفتاح شعاع قدره 1,21 ضعف طول الموجة نسبة إلى قطر المرآة و لأنتاج بقعة قطرها 30 سم بواسطة ليزر كيمياوي لطول موجة 2,7 أوم من بعد 1000 كيلومتر نحتاج إلى مرآة قطرها عشرة أمتار و هذا أحد أسباب فائدة الليزر ذي طول الموجة القصير . أما الليزر الثنائي الذرة لموجة طولها 0,25 أوم على سبيل المثال فتكفي مرآة بقطر متر واحد للتبؤر نفسه و أذا كانت المرايا أكبر فأنها تناسب المسافات الأبعد و ينبغي العمل بشكل أدق على سطح المرآة حتى في الأشعاع القصير الموجة . بعد التشويش بواسطة أختراق شعاع للغلاف الجوي من مشاكل البصريات . ففي هذه الحالة يعوض التشويش بواسطة مرآة لها قابلية التكيف و يستخدم شعاع مرسل مسبقا ليناسب ما هو موجود انياً .
التكنولوجيا الأساسية : -
لا بد أن تعمل بعض أنظمة الدفاع في أشد الظروف ففي المرحلة النهائية على سبيل المثال تهدد أنفجارات نووية في طبقات الجو العليا بواسطة رؤوس حربية أشتعلت فتائلها قبل موعدها لذا ينبغي أن تكون أساسياتها الألكترونية بدلا من السيلكون gallium arsenide مقاومة للأشعاع فنصف الموصل في القاعدة يصنع من الغاليوم أرسنايد
بسبب سرعة عمل الأولى و في مشاريع أخرى تستخدم مواد محشوة بلدائن لزيادة متانتها بحيث تقاوم الضغط العالي خاصة بالأجزاء الهابطة من الفضاء كما تستخدم المواد السيراميكية لمقاومة الحرارة .
الأدارة القتالية : -
و للسيطرة على تدفق المعلومات ينبغي أجراء التقديرات من الموقع أن أمكن من منظومة المجسات على سبيل المثال و لكن يجب أيصال المعلومات المهمة إلى الحاسبات لمعالجتها و لضمان وصولها فأنها ترسل بطرق عديدة لتلافي أي خلل أو خطأ يحدث أما في مركز القيادة فتصل المعلومات الملتفة جدا التي تحتاج إلى قرارات و هذه يعاد أرسالها و معها المعلومات اللازمة إلى المنظومات الفرعية من خلال قنوات مختلفة أيضا لذا ينبغي تطوير و تحسين الحاسبات السريعة جدا و لا يتطلب الأمر حاسبة موجهة ذات أختصاص عالي بل معالجات أعتيادية تحل الواجبات الفرعية بشكل متوازي و عندما يطالب بتطوير هذه الحاسبات ينبغي أن يطور مصمموها أنفسهم أيضاً . و ثمة صعوبة أخرى تكمن بربط الحاسبات مع بعضها و مع الأجزاء الأخرى و مع المجسات و الأسلحة و هنا تلعب قوة النقل و البث العالية دورا مهما إضافة إلى مقاومة التشويش و تفيد هنا الألياف الزجاجية التي تنقل المعلومات فيها بواسطة شعاع الليزر و هي\za تقنية المستقبل . و هنا لا بد من التطرق إلى قضية التزود بالطاقة في الفضاء إذ تحتاج الأسلحة المنصوبة في الفضاء إلى جهد كبير أثناء كل أطلاق فهي تحتاج إلى عدة ميكاواطات و التي لا يمكن توفيرها بواسطة الخلايا الشمسية لذا ينبغي تطوير مفاعل ذري (300 كيلو واط) ليعمل في الفضاء إلى أن يتم أيجاد أمكانات بديلة و مكملة لخزن الطاقة و أستغلالها بشكل سريع أما بخصوص نظام النقل في الفضاء فبأستطاعة مكوك الفضاء نقل ما حمولته 30 طنا إلى المدار الخارجي كما أن بأمكان السفن الفضائية نقل ما زنته 100 طن ليتم هناك بعيداً عن الأرض تجميع المنظومة المطلوبة .
*************************************************************************
علم الباراسايكولوجي و ارتباطه بالإمام المهدي (ع) و أصحابه
لقد مرت الحياة البشرية على هذا الكوكب بمراحل عديدة و تطورات متنوعة و لكل جيل من الأجيال البشرية تطوره و رقيه الخاص به و التي تلائم حياته بما يتناسب مع البيئة التي تحيط به وقد حاول الإنسان تسخير الطبيعة ومواردها لخدمته لما يتلائم ومقتضيات عصره وقد يرى المفكرون والباحثون والاختصاصيون كلا في ميدانه أن الثورة الصناعية والمكتشفات الحديثة هي تتويج لمراحل حياة بني ادم ابتداءا من مرحلة الصيد والرعي ثم الزراعة حتى وصلت إلى ما وصلت ليه من العلوم الفيزيائية والكميائية والاحيائية وكل هذه الاكتشافات والعلوم التي قدمت للانسان خدمات أنسانية جليلة استندت على أسس و قوانين علمية و أصبحت نظريات و قوانين علمية و أصبحت نظريات راسخة موضوعية لها أثرها المادي و الملموس و بشكل ممنهج و هذا يكون مقبولا للعقل البشري في زمان و بين أبناء جيله و لو فرضنا جدلا أننا طرحنا هذه النظريات أمام ابناء ما قبل قرنين أو أكثر و تحدثنا لهم بهذه العلوم لم يستطيعوا أستيعاب ذلك و يعتبرونها من الخوارق و هكذا كل جيل أو قرن من القرون لا يستوعب مما يقبله عقله في زمانه و كذلك الحال لو أستقبنا الزمان نحو المستقبل فلا نستطيع أن نتقبل ما ينقل ألينا و بأحسن حالات الحكم على ذلك نعتبر المواضيع القادمة ألينا من المستقبل مؤجلة و غير محسوسة علميا بما يتناسب و قدراتنا الفكرية و نعتبره من الخوارق و هكذا حال الأجيال البشرية تعيش حاضرها و تتطلع على ماضيها و تطمح لمستقبلها بما يكون مقبولا عقلا أما أذا حدثت قفزة فكرية أو علمية فتكون المواقف تجاهها متباينة و مختلفة و كل يعكس ما يحمل من فكرة أو معرفة .
و من المبادئ الأساسية لدى صحيفتنا هو نشر كل ما يتصل بقضية الإمام (ع) من بعيد أو قريب في مختلف العلوم و الأبحاث و الأفكار فأردنا اليوم طرق أحد الأبواب ذات الجدل الواسع و المثير جدا منذ ظهوره إلى اليوم بين الأوساط العلمية ألا و هو علم الباراسايكولوجي و هو مختصر (علم الظواهر الخارقة ) قبل الحديث عن هذا العلم يجب ذكر علم النفس السايكولوجي لأنه المدخل إلى هذا العلم حسب النظريات المطروحة للساحة بخصوص هذا العلم الغريب حسب قولهم .
أن أنبثاق علم النفس كنظرية علمية مسلمة ذات أسس راسخة كانت على يد العالم النمساوي سيجموند فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي الذي سبر أغوار النفس البشرية بما يتناسب و بيئته و عصره و جيله و قد ظلت هذه النظرية صامدة إلى يومنا هذا بنسبة عالية أمام جميع الأطروحات الحديثة رغم الثغرات التي ظهرت عليها و الذي يخص موضوعنا أستطاع سيجموند فرويد الكشف عن قوة العقل الباطني و التمييز بينه و بين العقل الواعي و ماله من حيز كبير في حياة الأنسان و قد أستفاد العلماء بعد فرويد من الخوض في ميدان العقل الباطني للأنسان و أستطاعوا شفاء أمراض مستعصية عن طريق محاكاة العقل الباطني ، حيث أن له سلطة و رغبات خاصة مستترة تظهر أحيانا بشكل اعراض مرضية جسمانية ونفسية مختلفة دون أن يوجد لذه الأعراض أي مبرر تشريحي أو مرضي ، حيث دخل علم النفس مرحلة مهمة و هي مرحلة العلاج بالتداوي الأيحائي و بما يعرف (التنويم المغناطيسي) و من خلاله تبين أن للأنسان طاقات غير طبيعية باطنة تعمل بأتجاهين أيجابي و سلبي و سنركز الحديث على الأتجاه الأيجابي و كيفية تطويرة على أساس النظرية السالفة الذكر و على أساس ما أفاض به الرسول الأكرم (ص) و أل بيته الأطهار في أحاديثهم و أدعيتهم الشريفة و أستخدامه بما يخدم الغاية التي أرادها الله سبحانه و تعالى لخلافة أدم (ع) و للأرض و تتويجها بمرحلة خاتم أوصياء الرسول (ص) .
الأدراك الحسي الفائق :
أنه ذلك الأدراك المتجاوز للحواس التقليدية أي لا نشعر به من خلال الحواس المألوفة كالبصر و الشم و الملمس و السمع ، يقول البروفسور ( ميلان ريزل) المتخصص في ميدان علم الباراسايكولوجي : أن هذا العلم يتجاوز الحواجز الزمكانية حيث أنه بخلاف الأدراك الحسي الطبيعي ، يشير الحس الفائق إلى بعض الملامح الغريبة إذ تدل الحالات التي رصدت فيها ظهور هذا الأدراك أنه مستقل عن الظرف الفيزياوي المتغير و بوسعة التأثير عبر مسافات بعيدة جداً ، أنه ينفذ من خلال حواجز و جدران لا مرئية ويمتد و هذا يثير الدهشة الكبيرة ليتجاوز الزمن أيضا .
التخاطر و الأستبصار :
و يطلق في العادة مصطلحات التخاطر و الأستبصار على الأدراك الحسي الفائق الذي يحدث أثره في الوقت نفسه و يتجاوز مسافات مكانية فقط (أدراك حسي فائق معاصر) و بخلاف ذلك تستخدم مصطلحات السبق المعرفي أو أستباق المعرفة و استعادة المعرفة بالنسبة للأدراك الحسي الفائق الذي يؤدي مفعوله في الزمن و يقدم معلومات عن الأحداث المستقبلية و الماضية و بوسع استقبال المعرفة أو أستعادة المعرفة أن يحصلا بصيغة التخاطر أو الأستبصار .
و تعتمد هذه العلوم على الأرادة و التخيلو التفريغ الفكري و الأستعداد النفسي و الثقة بها و أختيار الموضوع و قوة الشعور و تنشيط القوة الكامنة ذاتيا و يستمرهذا العلم صعودا حيث قوة التركيز و يستمر بمراحل أعلى وصولا آلى (حرب العقل ) حيث أنتقال الطاقة (الهالة) من مرسلها إلى المكان المراد الوصول أليه و قد تستخدم هذه المرحلة سلبا و في الجهد الأستخباراتي التجسسي و حتى في الأغتيال و القتل و مؤثرات باطنية شديدة التأثير . و قد أنشأت مراكز و مؤسسات لهذا العلم فأن أبان الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي و الغربي و قد أحتضن رجال السياسة أصحاب هذا العلم و العاملين فيه و من توفرت فيهم هذه القدرات و الأستفادة منهم في الأمور الأستخباراتية (السياق المعرفي) و تجسس كل جهة على الأخرى ، حيث يرى رجال الساسة أن دفة الأمور في الدول ستدار في الخفاء من قبل المخابرات لأثرها الكبير في الأمن و الأقتصاد و هذه أهم ركيزتين في العلم اليوم . و بعد أن استطاع المعسكر الغربي تحجيم دور الأتحاد السوفيتي ثم تفكيكه أصبحت روسيا ذات دور غير فعال في صنع القرار في العالم ، بدأت امريكا و أوربا الغربية بالبحث عن أعداء محتملين لمستقبلهم السياسي في العالم و يعدون العدة لذلك و بمختلف الوسائل و من ضمنها هذا العلم الذي نتحدث عنه ( الباراسايكولوجي) حيث أعتمد الغرب على تنبؤات (نوستر أداموس) بالرغم من مضي عدة قرون على نبؤاته و لا زالت لها أثرها عند رجال السياسة في الغرب و كان الإمام المهدي (ع) حصة مؤثرة لنبوءاته في نفوس الغربيين و الشعور بالخطر القادم من بلاد المشرق و سنورد بعض هذه النبوءات :
القرن الخامس / النبوءة الخامسة و الخمسين : ( في منطقة الجزيرة العربية سيلد حاكم مسلم قوي هذا الحاكم سينهك و يرهق أسبانيا عند فتحه لمدينة غرناطة و أيطاليا أيضاً عن طريق البحر ). يصف هنا ظهور المهدي في الجزيرة العربية وكيف أنه سيفتح أسبانيا و التي تعني امريكا و سيفتح أيطاليا (فيها الفاتيكان) قبلة العالم المسيحي ).
القرن الثالث / النبوءة الرابعة و التسعين : ( لمدة خمسمائة سنة أخرى ، سوف ينتبهون إليه فهو زينة عصره ، ثم سيبعث فجأة وحي عظيم ، يجعل أناس ذلك القرن مسرورين ) . يصف هنا ظهور المهدي (ع) و كيف أن الناس ستتنبه إلى وجوده لأن نوستر اداموس يقول أن الناس سينتبهون أليه بعد خمسمائة سنة أخرى أي أنه في زمان نوستر اداموس كان موجوداً و لكن لا أحد ينتبه أليه ) .
القرن الثالث / النبوءة الحادية و الستين : ( جماعات كبيرة و طوائف اسلامية مناوئة للمسيح سوف تنشأ في العراق و سوريا قرب نهر الفرات مع قوة من الدبابات ، ستعتبر القانون المسيحي عدوه) يصف هنا جيوش الإمام (ع) التي ستحرر العراق و سوريا من جيش السفياني و عن انضمام الناس إلى جيش المهدي (ع) .
القرن الأول / النبوءة الثالثة و السبعين : ( ستهاجم فرنسا من خمسة جوانب بسبب الأهمال ، أيران تستنفر الجزائر و تونس ، ليون و سيغيل ، وبرشلونة تستسلم و لن ينقذها الجيش الأيطالي ) . يصف هنا هجوم جيش الإمام (ع) على فرنسا من عدة جهات و أحتلال عدة مدن و لن يستطيع الجيش الأيطالي أنقاذها ، ذكر هنا إيران هي التي ستعطي الأوامر للقوات الإسلامية في الجزائر و تونس لأحتلال فرنسا لأن أنطلاقة جيش الإمام المهدي و نواته هي في خراسان .
نكتفي بهذا القدر من التنبؤات الخاصة بالأمام المهدي (ع) و الذي نفهمه أن الأعداء المحتملين الذي تبحث عنهم امريكا والغرب بدخولها الشرق الأوسط بأحتلال العراق و قبلها وضع الغدة السرطانية إسرائيل في المنطقة للإجهاز على حركة الإمام (ع) في مهدها .
التخاطر في القرآن الكريم : -
قلنا فيما سبق أن وجود هذه الطاقة الكامنة عند الإنسان من الممكن أستخدامها بالأتجاهين السلبي و الأيجابي لمجرد تطوير المهارات الفردية أو استخدام قوى خفية أو استخدام العلوم القديمة هذا من جانب و من الجانب الأخر و الأهم هو علوم أهل البيت (ع) . و قد ورد علم التخاطر (الأيحاء) في القرآن بالأتجاهين ، قال تعالى ( فأما ترين من البشر أحدا فقولي أني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم أنسياً ) مريم 26 . فقد نذرت مريم (ع) صوم عن الكلام و بنفس الوقت أمرها ربها بأن تقول لأي أحد من البشر بأنها لا تتكلم نتيجة الصوم عنه لنذر نذرته أذاً كيف يتم ذلك الصوم عن الكلام و الأخبار عن هذا الصوم ؟ ذلك يتم عن طريق ( التخاطر الأيحائي) و أذا قال أحد معنى ذلك فأنها تشير أشارة و ليس أيحاء فنقول قد ورد هذا المعنى ( فأشارت أليه) بالتعبير عن الأشارة . هذا في الجانب الأيجابي من الأيحاء الذي ذكر في القرآن ، أما الأيحاء السلبي ما ورد في القرآن حكاية عن نبيه لوط (ع) ( فأسر بأهلك بقطع من اليل و لا يلتفت منكم أحدا ) فما هي الملازمة بين السير بالليل و الحذر من الالتفات خوفاً من اكتشاف أمرهم من قبل القوم ؟؟
نـقـول أن للأنفعال الوجداني (الفرح ، الحزن) أثره على الدماغ بقوة التركيز فتنبعث منه أشارات أيحائية صادرة من أمرآة لوط و التي لها أرتباط وجداني معهم لأن ( شبيه الشيء منجذب أليه) فيستلم هذه الأشارات قومها فيكشف أمرهم و لكن الله في سابق علمه أستثنى في الآية الكريمة ( إلا أمرآتك أنه مصيبها ما أصابهم ) و لكن بعد فعلها ، و بالفعل خالفت الأمر الإلهي فأنزل عليها العذاب لأن الله متم أمره .
نتناول في العدد القادم أرتباط هذا العلم بالأمام (ع) و أصحابه .
الإمام الصادق (ع) أول من يكتشف
بأن الهواء مركب
أكتشف الإمام الصادق (ع) و هو شاب بان الهواء ليس عنصرا بسيطا بل هو مركب من أجزاء و عناصر شتى بعد أن كان الاعتقاد السائد بان العناصر أربعة لا تقبل التجزء هي ( التراب ، الهواء ، الماء ، النار) و أول من قرر هذه النظرية (العناصر الأربعة) هو أرسطو في حين أن الإمام الصادق (ع) قال أن الهواء مركب من عناصر و أن عناصره ضرورية للتنفس ولبقاء الحياة ، و في منتصف القرن التاسع عشر صحح العلماء رأيهم في الأوكسجين بعد ماتبين أن هذا العنصر المهم اللازم لتنقية الدم و أستمرار الحياة عند الإنسان ليس على هذه الدرجة من الفائدة و النفع للكائنات الأخرى إذ تبين أن هناك كائنات حية لا تقوى على أستنشاق الأوكسجين الخالص لفترة طويلة لأن خلايا أجهزتها التنفسية تتأكسد و تتأكل بفعل تفاعلها مع الأوكسجين أي أن هذه الخلايا تحترق بفعل الأوكسجين الخالص و الأوكسجين في حد ذاته لا يحرق و لكنه يساعد على الأحتراق فإذا تعرض له جسم أو مادة و كان هذا الجسم أو المادة مما يقبل الأحتراق كان نتيجته الأحتراق فعلا و أذا تنفست الخلايا الموجودة داخل رئة الإنسان أو الحيوان الأوكسجين الخالص فترة طويلة أحترقت هذه الخلايا و مات الإنسان أو الحيوان و لهذا يوجد الأوكسجين في الهواء مختلطا بغازات أخرى كفيلة بمنع أثره السيء و الضار على حياة الإنسان و الحيوان . و بالوصول إلى هذه الحقيقة العلمية صح ما ذهب إليه إمامنا جعفر الصادق (ع) من أن الهواء مفيد للأنسان بمجموع أجزائه بما في ذلك أجزائه من الغازات الأخرى التي يوجد منها مقدار ضئيل فيه و من قبيل المثال ، نذكر أن لغاز الأوزون خواصا كيمياوية مشابهة لخواص الأوكسجين و قوام جزيء هذا الغاز ثلاث من ذرات الأوكسجين ، وإذا كان الظاهر أن غاز الأوزون لا يقوم بدور هام بالتنفس فواقع الأمر أن له أثر فعال في تثبيت الأوكسجين عند دخوله الدورة الدموية أي انه يحافظ على الأوكسجين في الدم و لا يدعه يذهب هباء ، و هذا يؤيد ما ذهب أليه صادق أهل البيت (ع) من أن الهواء بكل اجزائه ضروري للحياة ، و هي حقيقة اميط عنا اللثام منذ منتصف القرن التاسع عشر و من خواص الجسيمات الموجودة في الهواء أنها تمنع الأوكسجين من أن يؤثر تأثيرا سلبيا في الكائنات و من أن يحرق الرئتين و الجهاز التنفسي و قد برهنت التجارب العلمية على أن غاز الأوكسجين هو أثقل الغازات و الجسيمات الموجودة في الهواء و لولا أن الأوكسجين مختلط بالغازات و الجسيمات الأخرى الموجودة في الهواء لثقل وزنه و رسب إلى الطبقة السفلى ، وهو أمر لو حدث لجعل الأوكسجين يملأ سطح الأرض إلى أرتفاع معين و لأتخذت الغازات الأخرى أيضا مكانها فوق الأوكسجين ، كل غاز منها حسب وزنه و ثقله و لأدى هذا الخلل إلى الأضرار بالجهاز التنفسي للأنسان و الحيوان و النبات ايضاً ، لأن النبات يحتاج بدوره إلى الأوكسجين و معه الكاربون ، و لو حدث هذا الخلل لباتت حياة الإنسان و الحيوان و النبات مهددة بأشد المخاطر غير أن وجود غازات أخرى مختلط بالأوكسجين في الهواء يحول دون أنفصال الأوكسجين و رسوبه و يمد بالتالي في الحياة للأنسان و الحيوان و النبات .
فـلـسـفـات مـهـدويــة
فــلـسـفة الرجـعـة الروحـيـة
تسالم لدينا مذهب أهل البيت (ع) من صحة الرجعة و هذا ما جرى عليه أعتقادنا و ليس المقصود من الرجعة هو التناسخ أو الحلول . و الذي نريد أن نوضحه و نبينه في هذا الطرح من خلال صحيفتنا و التي تنشر كل ما يتصل بالأمام المهدي (ع) من قريب أو بعيد و كل ماهو غير مطروح نستله من آيات القرآن و أحاديث أهل البيت (ع) هو أن الرجعة تنقسم إلى قسمين رجعة روحية و رجعة مادية و المادية كما عليه أعتقاد الشيعة أنها تكون بعد قيام الإمام المهدي (ع) . أما الرجعة الروحية و التي يتركز عليها محور البحث هذا فتكون قبل قيام الإمام المهدي (ع) و إثنائه .
مــاذا تـعني الرجعـة الروحيـة ؟ تعني رجوع أرواح الذين محضوا الأيمان محضا و تقوم هذه الأرواح بتسديد أصحاب القائم ، مثلما ينزل الله تعالى ارواح ملكوتية يؤيد بهم من يشاء (وأيدهم بروح منه) كذلك تكون أرواح من البشر تسدد البشر و أما الأدلة على ذلك فهي كالتالي :
1 – روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال : ( يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبع و عشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى (ع) ( الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون) و سبعة من أهل الكوفة و يوشع بن نون و سلمان و أبو دجانة الأنصاري و المقداد و مالك الأشتر فيكونون بين يديه انصاراً و حكاماً ) و يتبين من هذه الرواية الشريفة أن هؤلاء الأشخاص المذكورين يرجعون و ينصرون الإمام (ع) و أنه يبعثهم في الأقاليم حكاماً . و قد ورد عن المفضل بن عمر : قال الصادق (ع) : ( كأني انظر إلى القائم على منبر الكوفة ، و حوله أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر و هم أصحاب الألوية و هم حكام الله في أرضه على خلقه ) فأنه كما يظهر من الرواية أن أصحاب الإمام (ع) الثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا يبعثهم الإمام المهدي (ع) حكاماً على الأقاليم و قد ورد في الروايات أن هؤلاء الأصحاب مع مكانتهم و قربهم من الإمام (ع) فأنهم يتركونه في بعض المواقف فلا يبقى معه إلا نقبائه .
في الكافي عن أبي عبد الله (ع) : كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوماً بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون إجفال الغنم فلم يبقى إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه و أني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به .
فلو كانت الرجعة مادية و هؤلاء المذكورين في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر الذين يخرجون مع القائم (ع) لا بد أن يكونوا من ضمن أصحابه الثلاثمائة و ثلاثة عشر فمن غير الممكن أنهم يتفرقوا عن الإمام و يتركوه و لا يتحملوا كلامه الذي يقرأه عليهم و هم أصحاب رسول الله (ص) و أمير المؤمنين (ع) و أصحاب الأنبياء و أوصيائهم و قد عرفوا حقائق المور فكيف لنا أن نتصور أنهم يتركون الإمام و أن الله قد أرجعهم لأجل نصرة الإمام (ع) . أذن لا يمكن قبول هذا المعنى إلا أن تكون الرجعة روحية ، هذا من جانب ، أما من جانب أخر فأننا نقول لو كانت الرجعة مادية كيف ورد عن الإمام في رواية المفضل بن عمر ( أنهم يخرجون من ظهر الكوفة) علما أن أماكن موتهم و دفنهم متفرقة و ليست في ظهر الكوفة كما ورد في الرواية و لو كانت الرجعة مادية للزم أن يخرجهم كلا من موضع قبره الذي دفن فيه و بهذا يتبين أن الرجعة روحية .
2 – عن أبي الجارود عمن سمع علياً (ع) يقول : العجب كل العجب بين جمادي و رجب فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية ( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) فإذا اشتد القتل قلتم مات أوهلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا .
أن هذ الرواية عدت علامة من علامات قرب ظهور الإمام (ع) و من خلال قول أمير المؤمنين (ع) و عجبه من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و هي تدل على أن اروح تسدد أنصار الإمام الذين يخوضون الحرب كما تصف الرواية و عقيدتنا في الرجعة المادية هي أنها تكون بعد قيام الإمام المهدي (ع) و أحداث هذه الرواية هي قبل قيام الإمام (ع) ، ففي تفسير العياشي عن رفاعة بن موسى قال : قال أبو عبد الله (ع) : ( أن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي (ع) و أصحابه و يزيد بن معاوية و أصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ، ثم قال أبو عبد الله (ع) ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم باموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا ) فبدليل هذه الرواية يتضح أن المقصود بالرجعة في الرواية التي وردت عن أبي الجارود عن الإمام علي (ع) و التي تتحدث عن العجب هو الإمام الحسين (ع) و ذلك بدليل الآية الشريفة ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكمم باموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا ) فقد وردت هذه الآية في الروايتين ، أذن يتبين من ذلك أن الرجعة روحية و ليست مادية .
3 – ( .... و تقبل رايات شرق الأرض ليست بقطن و لا كتان و لا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد (ص) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهرا و يخلف ابناء سعد السقا بالكوفة طالبين بدماء أبائهم و هم أبناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين (ع) يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر أصحاب بواكي ... و يسير الصديق الأكبر براية الهدى و السيف ذي الفقار ...) .
إذا كان مع هذه الرايات محمد (ص) و علي (ع) و همم يعرفون كيف لا يلتحقون معهم و كيف يكون رسول الله و أمير المؤمنين تحت راية ولدهما الإمام المهدي (ع) ؟؟!! أذن تكون الرجعة روحية و ليست مادية .
4 – في الكافي عن بكير بن اعين عن أبي عبد الله (ع) : ( ... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة و قد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها لها معقلا ثم يتصل به و بأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا إليه حتى تنظروا من هو و ما يريد و هو يعلم و الله انه المهدي (ع) و أنه ليعرفه و أنه لم يرد بذلك الأمر ألا الله فيخرج الحسين (ع) و بين يديه أربعة ألاف رجل في أعناقهم المصاحف و عليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي (ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو و ماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين (ع) إلى عسكر المهدي فيقول أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله و من صاحبكم و ماذا يريد فيقول أصحاب المهدي (ع) هذا مهدي آل محمد (ع) و نحن انصاره من الجن و الأنس و الملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني و بين هذا فيخرج أليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) أن كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدي رسول الله (ص) و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه و ناقته العضباء و بغلته دلدل و حماره يعفور و نجيبه البراق و تاجه و المصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (ع) .... يقول الحسين (ع) يا بن رسول الله أسألك أن تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد و تسأل الله أن ينبتها فيه و لا يريد بذلك إلا أن يرى أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه و يبايعوه و يأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا و تفرع و تورق حتى تظل عسكر الحسين (ع) فيقول الحسين (ع) الله أكبر يابن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين (ع) و سائر عسكره إلا أربعة ألاف ....) و يتبين لنا من الرواية لأول وهلة أن الإمام الحسين (ع) يكون مطيعاً للإمام المهدي (ع) و يكون بصفة التابع و المتبوع و هذا ما لا يقبله الإمام المهدي لأبيه الحسين (ع) ثم أن أتباعه إذا كانوا مؤمنين بأن قائدهم الإمام الحسين (ع) و الذي يكون قوله و فعله و تقريره حجة عليهم و هو الإمام المفترض الطاعة فما معنى أن الإمام الحسين (ع) يطلب من المهدي اليقين و المعجزة و أن يظهر مواريث الأنبياء كان من الممكن أن يخبرهم أن صاحب العسكر المقابل هو الإمام المهدي (ع) و عليهم مبايعته و طاعته و يكتفون بقول المعصوم و لا حاجة إلى تلك المسائل ، و لو كاموا يعتقدون انه الإمام الحسين (ع) فكيف أن الأربعة ألاف يعصون أمره ؟!! يتضح من ذلك كله أن صاحب هذا الجيش المسمى بالرواية بالحسين ليس هو الإمام الحسين (ع) بشخصه أنما صاحب هذا المعسكر هو المـمـهـد الرئـيـسـي للإمام المهدي (ع) السـيـد الحـسـني اليماني المسدد بروح الإمام الحسين (ع) و أليك الدليل على ذلك :
5 – فقد ورد في بحار الأنوار ج 53 : ( ثم يخر ج الحسني الفتى الصبيح الذ نحو الديلم يصيح بصوت فصيح يال احمد اجيبوا الملهوف و المنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضه و لا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب و لم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة و قد صفا أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به و بأصحابه خبر المهدي (ع) و يقولون يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟و ما يريد ؟ و هو و الله يعلم انه المهدي وأنه ليعرفه و لم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول ك أن كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدك رسول الله (ص) و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه اليربوع و ناقته العضباء و بغلته الدلدل و حماره اليعفور و نجيبه البراق و مصحف أمير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد و تورق و لم يرد بذلك إلا أن يرى أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله أكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه و يبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفاً ...) .
أنظر أخي القارئ المؤمن تطابق الروايتين فلا بد من حمل الرواية السابقة على هذه الرواية فيكون المقصود من الحسين في تلك الرواية هو السيد الحسني اليماني ، و ما الحسين إلا مسدداً له برجعته الروحية . و قد وردت كثير من الروايات التي تؤكد أن الذي يقود الرايات القادمة من المشرق هو الحسني اليماني و أن أختلفت التسميات فتارة ترد الروايات بذكر الحسين و أخرى اليماني و أخرى الحسني .
فــــأقــــول : أن الحسين الوارد ذكره في الروايات الذي يؤدي البيعة للإمام المهدي (ع) و يسلم له الراية هو السيد اليماني الحسني وزير الإمام المهدي (ع) حيث انه يكون مسددا بروح الإمام الحسين (ع) و أليك الدليل على ذلك حيث وردفي بحار الأنوار ج 53 ( و خروج السفياني براية ... يبعث السفياني مائة و ثلاثين ألفا إلى الكوفة ... و تقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن و لا كتان و لا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد (ص) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها في المغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب امامها شهرا و يخلف ابناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء أبائهم و هم أبناء الفسقة حتى يهجم على عليهم خيل الحسين (ع) يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر بواكي و قوارح ...) حيث يتضح من هذه الرواية الشريفة أن الحسين و جيشه القادم من خراسان يتسابق مع السفياني و جيشه لدخول الكوفة و من الثابت لدينا في الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أن اليماني هو من يتسابق مع السفياني لدخول الكوفة ، فقد ورد في غيبة النعماني عن هشام عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( اليماني و السفياني كفرسي رهان ) و من خلال الرجوع إلى الروايات يتبين لنا أن الذي يحكم من بعد الإمام المهدي (ع) هو وزيره السيد الحسني اليماني الذي ورد وصفه بالروايات بالفتى ، و الفتى لغة ما كان عمره من العشرين إلى الثلاثين ، و قد و رد في غيبة الطوسي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( أن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين و مائة سنة و يظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة ) و لا يتصور أحد أن المقصود في هذه الرواية هو الإمام المهدي (ع) فقد صرحت الكثير من الروايات انه يخرج في سن الأربعين .
لقد تبين لك أيها المحب اللبيب أن هناك رجعة روحية قبل و أثناء قيام الإمام المهدي (ع) أما الرجعة المادية هي بعد قيام الإمام (ع) و عليه عقيدة الشيعة و أراء معظم العلماء .
فـلـسـفــة الاقتصاد في يوم الصلاح
لقد دأبت المجتمعات و منذ القدم إلى بناء نظام أقتصادي لحياة أفرادها و بعد تطور انماط تلك الحياة الأقتصادية لتشمل السيطرة على مجريات أمور الحياة لأنها العصب الرئيسي في حركة الشعوب و الشريان المغذي للحضارات ، و من ضمن الأدلة على ذلك ما نعرفه من قصة يوسف (ع) مع فرعون مصر و كيف أصبح امينا على خزائن الدولة لكي يقود مصر إلى الأمان و السلام في اصعب مرحلة قحط و جوع مرت بها مصر آنذاك ، و عندما نرى حياة الأنبياء نرى بجلاء اهتمامهم بحياة الناس الأقتصادية و اكساء العريان و اشباع الجائع ... ألخ
و في حياة الرسول (ص) وضعت الأسس التامة للمنهج الأقتصادي في الدولة الإسلامية في المدينة و تم أنشاء بيت مال المسلمين و تبعه في ذلك أمير المؤمنين (ع) عند أستلامه الخلافة للمسلمين فكان العطاء يصل إلى جميع افراد المجتمع بالتساوي و كان لقول أمير المؤمنين (ع) : ( أأقنع نفسي أن يقال لي أمير المؤمنين و لعل في اليمامة أو الحجاز من ليس له عهدا بالقرص ) البيان الصريح على عظيم عدالة سياسة الإمام علي (ع) فساوى في العطاء حتى مع الأسرى و أل الذمة في المجتمع الأسلامي و لعل حادثة عقيل بن أبي طالب لهي خير دليل على تلك العدالة عندما وضع الإمام علي (ع) الجمرة في يد عقيل عندما أراد الزيادة في العطاء .
و من أهم الشواهد التي يمكننا الأستشهاد بها في صحة سياسة الإمام علي (ع) ستة توصيات عندما اصدرت منظمة التنمية العالمية في الأمم المتحدة بنشر دراسة في حزيران عام 2002 توصي الشعوب و الدول بأتباع سياسة علي بن أبي طالب (ع) فيما بينها كسبيل وحيد للعيش في سلام و رخاء و في عصرنا الحاضر تميزت الثورة الأقتصادية بأندلاع الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر فبدأت النزاعات الأقتصادية و التنافس بين الأنظمة و المؤسسات حتى برز منها حركة الأستعمار العالمي بسبب ثورة الموارد الأولية للصناعة و قلة الطلب على المنتوجات مما أدى آلى خلل في أقتصاد الدول في العالم و خاصة الأوربية فأتجهت لأستعمار الدول الفقيرة عيشاً الغنية في مواردها . و في مطلع القرن العشرين بدأ أندلاع الحرب العالمية بسبب التأثيرات الأقتصادية فبرزت المعسكرات أمثال المعسكر الرأسمالي و الأشتراكي و لكن فشلها في الوصول بالمجتمعات إلى الرفاهية بل زادت نسبة المجاعات في العالم و كثرة الاستكبار من أقطاب الشر في هذا العالم و بعدها سقط المجتمع الأشتراكي بسبب الحرب الأقتصادية من المعسكر الرأسمالي فأنفردت أمريكا كراعية لهذا المعسكر و انتجت نظاما جديدا هو العولمة . و هذا ملخص لأثر الأقتصاد في حياة الشعوب وبعد هذه المقدمة نستطيع من معرفة الفلسفة الاقتصادية الحقيقية الإسلامية في دولة المهدي (ع) والتي تتكون من :
أولا : توفر الموارد :
قال رسول الله(ص) : وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا , تأمن البهائم والسباع وتلقي الأرض افلاذ كبدها .قال : قلت : وما افلاذ كبدها ؟ قال أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة .
وفي هذا الحديث يتبين لنا أن من مصادر التمويل لدولة الإسلامية وتوفر الموارد الاقتصادية هو من صلاح الكون حيث طبقا لفلسفة صلاح الكون ونظرية التأثير المادي ما بين الموجودات والانسان يتضح لنا طريقة تحصيل وخروج تلك الثروات بعد صلاح المجتمعات ودخول شعوب الأرض في الإسلام وتحت راية التوحيد يبدأ الكون بالصلاح والأرض بالعطاء لان الإنسان أصبح طاهرا في الأرض وتكون النتائج لمصلحة البشر من توفر الموارد ونماء العطاء للارض والسماء وان اوجه هذه الموارد تكمن في جانب التعدين .
ثانيا : التنمية :
عن أبي جعفر (ع) : ( ...... ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين (ع) نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف ويعمل على فوهته القناطير والرحاء .وكاني بالعجوز على راسها مكتل فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كري ) وهذا يؤكد أن الإمام المهدي (ع) يبدأ مرحلة من التنمية الاقتصادية لنشاء مشاريع كبرى وبشتى المجالات (الزراعية والصناعية والتجارية ......الخ )وفي الرواية الشريفة السابقة نرى انه (ع) قد أمر بنشاء مشروع زراعي لاحياء الاراضي الصحراوية وما بين كربلاء والنجف وهي صعبة الاستصلاح في وقتنا الحاضر لعدم توفر الماءالا بطريقة الابار الارتوازيية في حين أن الرواية تذكر أن الإمام (ع) ينشئ نهرا ويبني عليه المشروع الزراعي في تعمير الأرض .
ثالثا : خروج الكنوز :
قال رسول الله (ص) ( أن ذا القرنين كان عبدا صالحا ... وان الله سيجري سنته في القائم من ولدي ... ويظهر الله له كنوز الأرض ومعادن....) وهنا تشير الرواية الشريفة إلى التسديد الالهي من فتح خزائن الأرض للإمام المهدي (ع) بأمر من الله عز وجل . وهذا مؤكد جدا فكيف لا تخرج الأرض كنوزها لخليفتها الذي يعمرها ويطهرها من الكفر .
رابعا : عن الباقر (ع) : ( القائم منا منصور ...ولا يبقى في الأرض خراب إلا عمر ) ومن الثابت أن الأرض عند خروج الإمام المهدي (ع) قد خربت من الظالمين بسبب فسادهم من جهة ومن جهة أخرى في اندلاع حروب التحرير لجيوش الإمام لجيوش الإمام المهدي (ع) في طرد وانهاء جيوش الباطل فمن المتعارف جدا أن جميع المدن والدول التي تحدث فيها المعارك والحروب ستتعرض إلى الخراب والدمار , فتبدا مرحلة الاعمار بشتى مظاهرها الحياتية فينتج الازدهار الاقتصادي للشعوب على يد الإمام المهدي (ع) ,
خامسا : السياسة المالية :
قال رسول الله (ص) ( تخرج لها الأرض افلاذ اكبادها ويحثوا ولا يعده عدا ) وهذا مما لا نستغربه بسبب كرم شخص الإمام المهدي (ع) حيث لا يسعنا إلا أن نقول هو ابن من ؟ وامه من هي ؟ فهو ابن الاطائب الاكرمين وابن النجباء الذين يغادرهم الفضل يوما فنرى أن لسبب كرمه على العباد ينتج صلاح البلاد بين يديه ومن اوجه هذا الصلاح ما يخبرنا به رسول الله (ص) ( لا تقوم الساعة –وعد علامات كثير-حتى قال : وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته .وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه : لا آرب لي به ) . وهذا يؤكد لنا أن السياسة المالية للإمام (ع) قد أثرت تأثيرا بالغا وتاما في غنى النفوس وان صاحب الزكاة أو الصدقة لا يجد مستحقيها لدفها لهم فيعم الرخاء في كل في كل كجالات الحياة وتنعم الشعوب وتنتهي المجاعات التي نراها اليوم في الدول الفقيرة وتنتهي حياة البذخ والتبذير التي نراها في الشعوب الكافرة . وعن الباقر (ع) قال: ( إذ قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية فمن اطاعه فقد اطاع الله ومن عصاه فقد عصا الله ) والحمد لله رب العالمين .
ثقافة عامة
الطب والعلاج عند محمد وال محمد
علاج مرض البلغم
لقد تعدد في زمننا الحاضر وكثرت انواعه وقد ثبت فشل الكثير من الادوية وذلك لأنها كانت تداوي العضو المريض ولكنها تسبب تلف جزة أخر من الجسم وهذا ما ثبت في نظريات الطب الحديث فانت ترى بين الحين والاخر يصدر دواء جديد لمرض معين وبعد فترة يغير وهكذا وتجد أن الكثير من الادوية باتت لا تعالج الإنسان حتى وان شربها واكثر منها والسبب في ذلك هو المكتشف لهذا العلاج لم يستطع تشخيص الدواء المناسب للمرض فلا يعرف العلة إلا اصحابها , فمعرفة الاطباء والمكتشفين جزئية للمرض ,ولكن يوجد من يعرف المرض لأنه هو الذي اوجده وهو الله تبارك وتعالى (الذي يمرضني ويشفيني ) فسبب المرض هو الله تعالى وهو منزله بقدرته فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( قال موسى(ع) يا رب من أين الداء ؟ قال : مني قال :فالشفاء ؟ قال مني : قال فما يصنع عبدك بالمعالج ؟ قال : يطيب بانفسهم فيومئذ سمي المعالج طبيب)روضة الكافي88/8 . إذا الله تبارك وتعالى هو الذي يشفي الإنسان فقد اودع هذا السر (سر الشفاء )عند اوليائه وانبيائه وخصوصا عند محمد وال محمد فترى أنت إلى حد الآن كثير من الامراض ليس لا علاج منها مرض السرطان فلحد الآن لم يجدوا لها علاج مشافي ومنها مرض السكر غيرها كثر فان هذه الادوية وان كانت مصنوعة من بعض الاعشاب ولكن باضافة مواد كيمياوية بحيث يتم التأثير من خلالها على أعضاء الجسم الاخرى فلابد من الذهاب إلى الطبيب الفاهم العالم المشخص الوضع للدواء الصحيح للمرض فبحثنا فلم نجد امهر واعلم من طب محمد وال محمد فهو مجرب وعليه المعول وذلك لأنهم اخذوه من الله تعالى مسبب الاسباب . فقد وردت عندنا روايات واحاديث كثيرة تدل على أن أهل البيت (ع) عالجوا الكثير من الناس وامراضهم شتى وذكروا احاديث فيها دواء للامراض . لكنهم لم يعتمدوا على الدواء المادي دائما بل ذكروا عدة أمور للشفاء منها الدعاء والصدقة وقراءة القران , فعن أبي جعفر عن أبائه قال : رسول الله (ص) (داووا مرضاكم بالصدقة ).(ودخل رجل على الإمام موسى بن جعفر الصادق (ع) : وشكى ليه انني في عشرة نفر من العيال كلهم مريض ,فقال له الإمام (ع) داوهم بالصدقة فليس شيء اسرع اجابة من الصدقة لا اجدى منفعة للمريض من الصدقة )طب الأئمة ص23 . وايضا الدعاء احد الادوية المهمة جدا للشفاء فعن أبي عبد الله (ع) قال (عليك بالدعاء فانه شفاء من كل داء) الكافي 47/2 وتعتبر التربة الحسينية وتراب أهل البيت (ع) وغيرها من الادوية المستخدمة عندهم وسوف نتعرض له في حلقة أخرى .
أما مرض الحمى فليس له علاج مادي (الاعشاب) بل عن طريق القران والدعاء وغيره .فقد استخدم أهل البيت (ع) لعلاج الامراض عدة طرق منها السعوط والحجامة والنورة والحقنة والقيء فعن أبي عبد الله (ع) قال ( الدواء اربعة: السعوط والحجامة والنورة والحقنة ) الفقية 126/1 وعن الباقر (ع) قال : طب العرب في سبع ......والقيء وشربة عسل واخر الدواء الكي ).
وسأذكر عزيزي القارئ في هذه الحلقة علاج مرض (البلغم ) بالاحاديث والروايات الواردة عن أهل البيت (ع) لعلاج مرض البلغم عدة أمور :
1 – السواك : عن أبي عبد الله (ع) قال : ( في السواك عشر خصال مطهر للفم ومرضاة للرب ومفرحة للملائكة وهو من السنة ويشد اللثة ويجلو البصر ويذهب بالبلغم ويذهب بالحفر )الكافي 495/6 .
2 – قراءة القران : عن أبي عبد الله (ع) قال : ( السواك وقراءة القران مقطعة للبلغم )المحاسن 563/2 .
3 – تسريح الشعر : عن أبي عبد الله(ع) في حديث قال ( تسريح الشعر تذهب البلغم )
4 - وصفة وصفها الإمام الصادق (ع) قال :يأخذ جزء من علك رومي وجزء من رعتر وجزء من نانخواه وجزء من شونيز اجزاء سواء يدق كل واحدة دقا ناعما ثم تنخل وتعجن وتجمعه وتسحق حتى تختلط ثم تجمع بعسل وتاخذ منه في كل يوم وليلة بندقة عند المنام نافع أن شاء الله .طب الأئمة 29 .
النظر إلى المرأة الجميلة : عن أبي عبد الله (ع) قال : ( المرأة الجميلة تقطع البلغم والمرأة السوداء تهيج المرة السوداء , وشكى إليه بعض أصحابه من البلغم فقال له : امالك جارية تضحك ؟ قال : قالت: لا قال : فاتخذها فان ذلك يقطع البلغم .....انتهى .
*************************************************************************
هل يصبح زيت عباد الشمس وقود المستقبل ؟
باحثون بريطانيون يقولون أن زيت عباد الشمس يمكن استخدامه كوقود للسيارات ومصدر للطاقة في المنازل والمصانع .
ذكر باحثون بريطانيون نجحوا في ابتكار أسلوب جديد لاستخراج الهيدروجين من زيت عباد (دوار ) الشمس لاستخدامه في خلايا الوقود أن (طاقة الزهور ) قد تصبح مصدر للطاقة النظيفة في المستقبل ,واوضح الباحثون أن زيت عباد الشمس يمكن استخدامه لا في الطهي فحسب بل كوقود للسيارات ومصدر للطاقة في المنازل والمصانع .وتوليد خلايا الوقود الطاقة إثناء عملية تحويل الهيدروجين والاوكسجين إلى ماء . وتعتبر تلك الخلايا من أكثر أنواع التكنولوجيا تبشيرا بتحول في مجال الطاقة لكن من عيوبها أن الهيدروجين الذي تحتاج إليه يأتي عادة من أنواع الوقود الحفري الذي ينتج عن احتراقه تلوث للبيئة وانبعاث الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري .ويقول فريق الباحثون في جامعة ليدز البريطانية أن الحل يحتمل أن يكون في استخدام زيت عباد الشمس . وتقول فاليري دينون رئيسة الفريق ( يحتمل أن يوفر انتاج الهيدروجين من زيت عباد الشمس بديلا لا يسبب تلوث البيئة عن طريق تقليل الانبعاثات الضارة ومصدرا وفيرا وقليل التكاليف ومتجددا يقلل الاعتماد على النفط ) ابتكر الباحثون في جامعة ليدز مولدا تجريبيا للهيدروجين لا يستخدم سوى زيت عباد الشمس والهواء وبخار الماء مع عنصرين كيميائيين مساعدين من نوع خاص وقالت ديبون في اجتماع للجمعية الكيميائية الأمريكية في فيلادلفيا أن المولد التجريبي يعتمد على نفس نوع الزيت المستخدم في الطهي وتتلخص التجربة في ضخ الماء وزيت عباد الشمس إلى المولد حيث يمران عبر جهاز للتسخين ليتحولا إلى بخار .ومن خلال عملية تسمى اعادة تكوين البخار يتكسر الخليط في وجود الحرارة إلى ثاني اكسيد الكربون الهيدروجين والميثان واول اكسيد الكربون . وتساعد تفاعلات كيميائية أخرى داخل المولد على زيادة انتاج الهيدروجين وفي تحويل أول اكسيد الكربون السام إلى ثاني اكسيد الكربون . وينتج التفاعل كمية من الهيدروجين تبلغ درجة نقائه 90 في المئة وهي تزيد كثيرا عن نسبة نقاء الهيدروجين المنتج بالوسائل المعروفة حاليا التي لا تتجاوز 70 في المئة تستخدم الكهرباء في المولد الجديد لانتاج الحرارة اللازمة للتفاعل لكن النماذج الجديدة منه ينتظر أن تولد الحرارة اللازمة لها ذاتيا . ويقول الباحثون أن المولد الجديد يمكن استخدامه في محطات الوقود لتزويد خلايا الوقود في السيارات بالهيدروجين .
هل يحفظ القمر أسرار الأرض في حالة حدوث كارثة ؟
علماء أوربيون يختارون القمر كمخزن لحفظ البصمات الوراثية للتنوع الحيوي ليكون بمثابة سفينة نوح جديدة .اختار العلماء في وكالة الفضاء الأوربية القمر كمخزن لحفظ الوراثية للتنوع الحيوي الموجود في الأرض وذلك لاعادة الحياة في حال حدوث كارثة عالمية بدلا من البدء من جديد , وقال الباحثون الأوربيون أن القمر قد يكون بمثابة سفينة نوح مصغرة لاعادة الحياة إلى الأرض بعد حدوث كارثة بيئية كطوفان أو زلزال مدمر بحث يقدم فرصة ثانية لامكانية الحياة من جديد وقد جاء العلماء الامريكيون بفرضية مماثلة لانقاذ البشر والحضارة المدنية التي ايدت طوال السنوات الماضية ما يعرف بالملجأ القمري للحافظة على ما في الأرض من حياة في حال تعرض الكوكب للدمار . وفسر علماء الفضاء الأوربيون أن (سفينة نوح ) التقليدية شملت انواعا مختلفة من الكائنات الحية ولكن الاحتفاظ بحديقة حيوان كاملة لن يكون عمليا,لان الجاذبية الجزئية للقمر غير مناسبة لنمو وتطور الكثير من المخلوقات لذا فان البديل هو الاحتفاظ بسجلات المادة الوراثية المحمولة في الحمض النووي (دي أن ايه ) بحيث يمكن تنزيلها عند الحاجة وتكون العينات على شكل خلايا أو انسجة حية تحتوي على هذا الحمض الوراثي , لأنها ستكون أكثر فائدة من الحمض الخام المجرد لاعادة إحياء أو استنساخ الكائنات المختلفة . ويرى الخبراء أن القمر يمثل أفضل بقعة لحفظ مثل هذه الخلايا خصوصا وان اقرب كوكب للارض وهو المريخ بعيد جدا ولا يمكن الوصول إليه بسهولة كما أن للمريخ حياته الداخلية الخاصة التي قد تتأذى وتنقرض في حال انتقاله مورثات جينية جديدة إليه بينما لا توجد أي حياة على القمر وبالتالي فهو أفضل الاختيارات واكثرها امانا .
*************************************************************************
انف صناعي يشم المرض من رائحة النفس !
نجح العلماء في جامعة ستراثكلايد الاسكوتلاندية مؤخرا في ابتكار انف صناعي خاص يحدد مرض الإنسان من خلال رائحة نفسه فقط ! واوضح هؤلاء أن رائحة المريض استخدمة في التشخيص الطبي للأمراض منذ قرون طويلة وقد تبين حديثا أنها تمثل وسيلة مفيدة تساعد الاطباء في تحديد المرض أو الداء واشار الباحثون إلى أن (الانف الطيفي )الجديد سيستخدم علوم الكيمياء المتقدمة للكشف عن الرواح المختلفة , ثم يقوم جهاز حاسوب بفرز هذه الروائح وتمييز تلك الخاصة في المريض , وتحديد المرض المصاب به , ويجري حالا تطوير جهاز مكتبي يمكن استخدامه في المستشفيات والمختبرات وعيادات الاطباء إلى جانب نوذج يدوي محمول يمكن استعماله في المنازل أو المجال الميداني .
ولفت العلماء إلى أن هذه الاجهزة لا تزال في مرحلة التطوير وستساعد في الكشف عن الامراض ,التي تصحبها رائحة مميزة كطريقة تشخص سريعة , واستعرض هؤلاء العلماء بعض الروائح المصاحبة لمراض مختلفة منها , رائحة التفاح الفاسد أو العفن أو الاسيتون أو قطرات الاجاص المصاحبة لامراض السكري بانواعه , رائحة الخراف المصاحبة لمرض الجدري , رائحة الريش الخاصة بالحصبة , ورائحة محلات الجزارين , التي تدل على مرض الحمى الصفراء , ورائحة السمك , التي تدل على تبول الدم الناتج عن الفشل الكلوي , الذي يسبب الغيبوبة , ورائحة والسمك العفن أو التعتق المصاحبة لقصور الكبد ,ورائحة كريهة مصاحبة لوجد دمل رئوي أو انسداد معوي , ورائحة الخبز الاسمر الطازج التي تدل على الاصابة بالتيفوئيد , ورائحة البيرة الخاصة بمرض التدرن الرئوي أو السل .
التلفزيون على هاتفك النقال حقيقة لا خيال
بحلوب عام 2007 ستصبح مشاهدة التلفزيون عبر الهواتف المحمولة
أمرا واقعا بفضل التكنولوجيا المتقدمة
كان مجرد الحديث عن فكرة هاتف نقال امرا يثير العجب والدهشة عبر عقد مضى ثم جاءت الهواتف التي بوسعها ارسال واستقبال رسائل نصية والابحار عبر الانترنت والتقاط الصور . إلا أن الهواتف الخلوية ستقفز قفزتها العتيدة بعد سنتين من الآن حينما تصبح أيضا اجهزة تلفزيونية شديدة الوضوح .
وفيما فرت شركتا (سبرينت ) و( ابه تي أند تي ) القدرة على التقاط البث التلفزيوني بصورة ما على اجهزة الهواتف الخلوية فان معظم الصور المنقولة على هذا النحو يتعين اعادة تشكيلها وتهيئتها للبث الخلوي .وافضل ما يستطيع هذا النوع من التكنولوجيا توفيره من طرق للعرض هو مابين 10 إلى 15 اطارا في الثانية في حين أفضل طريقة لمشاهدة الفيديو هي ما بين 23 إلى 30 اطارا في الثانية وقد اعلنت شركة (تكساس إنسترومينتس ) وهي واحدة من كبريات الشركات الالكترونية وقرها مدينة دالاس بولاية تكساس أن رقاقة م السيليكون بمقدورها أن تبث صورا تلفزيونية عالية الجودة إلى هاتفك الخلوي ستكون متوفرة بحلول 2007 ويقول الآن نوغي , وهو محلل شركة (إن ستات /أم دي آر ) وهي واحدة من اكبر الشركات في مجال ابحاث الاتصالات لقد تركز هذا الإعلان على امكانية فك شيفرة التلفزيون الرقمي بفضل رقاق واحدة من السيليكون , وهي عملية كانت تتم قبل ذلك عبر عدة رقاقات وهذا النمط من دمج عمليات متعددة في عملية واحدة أمر شديد الاهمية للاجهزة الاستهلاكية مثل الهواتف لأنه يؤدي إلى خفض الاسعار ولكي تكون ايه تكنولجيا استهلاكية شعبية وواسعة الانتشار يتعين عليها أن تكون رخيصة الثمن . وفيما يقترب عدد المشتركين في خدمات الهاتف الخلوي في العالم من ملياري مشترك , فان اعلان شركة ( تكساس انسترومينتس ) يعد خبرا شديد الاهمية تقدر شركة ( أن ستات / أم دي ار ) أن عدد ثلاث ارباع هذه الكمية لتحل محل اجهزة قديمة يقول نوغي ( وبسبب قاعدة احلال الجديد بدلا عن القديم وهي قاعدة استهلاكية راسخة حيث أن المستهلك يستبدل هاتفه مرة كل سنتين أو في فترة اقل , فان الانواع الجديدة وما تقدمة من مزايا ستكتسب شعبية واسعة سريعا ولهذا السبب لا اظن أن التلفزيون ستزيد من مبيعات الهاتف الخلوي زيادة كبيرة لان هذه المبيعات كبيرة اصلا لكنني اظن انه سيتم إضافة خدمة التلفزيون المتنقل إلى الكثير من اجهزة الهاتف الخلوي بعد طرحها في الاسواق بوقت قصير في ضوء ذلك يمكن القول أن التلفزيون سيحتل جيبك بيد أن السؤال الاكثر الحاحا هو : هل يمكن اعتبار ذلك امرا جيدا ؟ فطرح التلفزيون المتنقل قد يتسبب في اضرار للاذن عند البعض , كما أن الكثير من مسافري القطارات الساخطين وغيرهم ممن يقفون على مقربة من مستخدمي اجهزة الهاتف الخلوي يشعرون بضيق شديد جراء اضطرارهم لسماع محادثات اخرين , وفكرة المزيد مت الضوضاء غير المرغوب فيها قد تقلقهم وتزعجهم أكثر . يقول ستيف غينزبيرغ وهو مؤلف ومحاضر محترف : قد يكون شخص ما جالسا إلى جانب شخص في الحافلة فيما يشاهد الأخير التلفزيون وسيكون الصوت عاليا في حين أن الشخص الجالس لا يريد أن يسمعه . وسيضطرنا ذلك لعزل انفسنا أكثر فاكثر , أو أننا سنكون طرفا وسببا في المزيد من حوداث السير . يرد نوغي على ذلك قائلا أن التلفزيون الخلوي قد يحد من الضوضاء لان (المستخدم يستمع للتلفزيون لكنه لا يتحدث ) . لقد حضي الهاتف الخلوي اصلا بقبول واسع بوصفه ظاهرة علمية غير أن احدث الاضافات إلى قدرات الاجهزة الخلوية تثير طائفة جديدة من الاسئلة بالنسبة لصناعة الهاتف الخلوي على الصعيديين التكنولوجي والاجتماعي وهذا التطور جلي خاصة في بلدان مثل الولات المتحدة حيث يزيد عدد المشتركين في خدمات الهاتف الخلوي عن 170 مليون مشترك , وفي باكستان حيث يزيد العدد عن ستة ملايين مشترك وهو ما يفوق عدد المشتركين في خطوط الهاتف الثابت التي لا يتجاوز عددهم 4,5 مليون مشترك . وتضع جاكلين ويتمور المتحدثة الرسمية باسم شعبة ادب استخدام الهاتف في شركة ( سبرينت) هذا الأمر نصب اعينها , وتحث العامة على التقيد بادب استخدام الهاتف الخلوي . تقول ويتمور : "بالتأكيد أنا مدافعة عن الحق في استخدام التكنولوجيا طالما أن الأمر إلا يلقي بضلاله على العلاقات الاجتماعية , وطالما أن مستخدمي هذه التكنولوجيا لا يضايقون الاخرين أو يعطلونهم " .
ويواجه الاداريون ومجالس ادرة المدارس المحلية مشكلة معقدة فاستخدام هواتف الكامرا للغش في ايداء الواجبات المدرسية مشكلة قائمة لكن تخيل كيف سيشعر الطالب بوسعه تشغيل جهاز تلفزيون متنقل متجاهلا مدرسيه بالكامل . إضافة إلى ذلك وفيما تحاول مجالس الادارة في المدارس في ارجاء امريكا حذر استخدام الهاتف الخلوي في الفصول المدرسية , فان الإباء يقدمون لأبنائهم اجهزة خلوية لتعامل مع حالات الطوارئ ويمكن اعتبار اداب استخدام الهاتف الخلوي دون المستوى في الولايات المتحدة . أما على الصعيد العالمي فثم محاولات لتبني حل أكثر بساطا : الصمت , إذ يتم تشغيل اجهزة تشويش على الهواتف الخلوية في دور السينما أو دور العبادة , وحتى البرلمان الهندي تبنى اجراءات في هذا الصدد للحد من الاتصالات التي تعطل جلساته واعماله .
كما تضرعت العديد من الشركات بحجة الامن والحفاظ على أسرار العمل لتطبيق هذه الخطة , وجنت الثمار المتأتية عن صمت اجهزة الهاتف الخلوي في مقارها . لقد اقرت ولاية نيويورك وواشنطن العاصمة قوانين تحضر استخدام اجهزة الهاتف دون سماعات إثناء قيادة السيارات , غير أن الاثار المستقبلية لمشاهدة سائقي السيارات لمحطة "أي اس بي أن " الرياضية أو قناة "أم تي في "الموسيقية إثناء قيادتهم سياراتهم قد تكون قاتلة .وهناك بالفعل بعض القيود على مشاهدة التلفزيون إثناء قيادة السيارات في بعض الولايات , غير أنها قد لا تمنع البعض من استخدام هواتفهم الخلوية لشاهدة برامج في الاوقات غير الملائمة , وحينما يتعلق الأمر بمستقبل تكنولوجيا الهواتف الخلوية فانه يتعذر توقع ما سيكون عليه هذا المستقبل , إلى أن نوغي يعتقد بان المفتاح لفهم الابداعات في مجال الهواتف الخلوية يتوقف على الزاوية التي ينظر من خلالها إلى الأمور , ويقول :" أن اردت أن تكون في موقع من يترقب التطورات في التوجهات التكنولوجية فعليك أن تركز على تكنولوجيا خدمات وتحديد المواقع , فلقدرات في هذا المجال ستتطور بشكل لافت في المستقبل وسنرى أمورا مثل تنظيم الالعاب التفاعلية , وحتى الاعلانات وفقا لمكان تواجدك " ويبدو أنه سيتم استخدام الهواتف الخلوية لكل الاغراض عدا المحادثات الهاتفية .
*************************************************************************
هل تعلم
1 – هل تعلم أن كلمة الفجر في سورة الفجر هي القائم (ع) . فعن أبي عبد الله (ع) قال في قوله تعالى ( والفجر ) الفجر هو القائم (ع) والليالي العشر الأئمة (ع) من الحسن إلى الحسن والشفع أمير المؤمنين (ع) وفاطمة (ع) والوتر هو الله وحده لا شريك له (واليل إذا يسر) هي دولة حبتر فهي تسري إلى دولة القائم (ع) فقال وما المقصود بدولة حبتر قال دولة بني العباس في أخر الزمان التي تكون بوجه القائم (ع) .
2 – هل تعلم بان على جناح الهدهد مكتوب بالسريانية ( آل محمد خير البرية ) فعن أمير المؤمنين (ع) قال (في جناح كل هدهد خلقه الله تعالى مكتوب بالعمرانية (آل محمد خير البرية ) .
3 – هل تعلم أن راية المهدي(ع) مكتوب عليها (اسمعوا واطيعوا ) , ورد في الرواية عن الفضل بن شاذان انه قال : بان راية المهدي مكتوب فيها اسمعوا واطيعوا ) البحار ج52 .
4 – هل تعلم أن القائم إذا قام يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين ( ورد في كتار اعلام الورى لشيخ الطبرسي " إذا قام القائم....يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين " )
5 – هل تعلم ما هي ( الحبة التي انبتت سبع سنابل )؟ فعن الفضل بن محمد الجعفي قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قوله تعالى ( حبة انبتت سبع سنابل ) "قال الحبة فاطمة والسبع السنابل سبع من ولدها سابعهم قائمهم " أقول : هؤلاء السبعة من جملة الاثنا عشروليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح , ولعل المراد بالسابع من الصادق (ع) لأنه هو المتكلم بهذا الكلام .
*************************************************************************
عجائب وغرائب
1 – تستطيع البومة أن تدير رأسها في الاتجاهين بزاوية 270 درجة .
2 – منارة أو مئذنة الكتبية التي اقيمت في مدينة مراكش المغربة منذ ثمانية قرون مزج في مواد نبائها 900 كيس من المسك , بحيث تظل دائما عابقة بعطره .
3 – سرطان الرمل الاسترالي يتنفس من خلال ارجله عندما ينتقل على ارض جافة .
4 – تضع انثى الاخطبوط 60 ألف بيضة ثم تلزم مخبأها ولا تغادره حتى تموت جوعا .
5 – يمكن لقطعة عظم بشرية بحجم علبة الكبريت أن تتحمل وزن 9 اطنان أي اربعة اضعاف تحمل كتلة خراسانية .
6 – يوجد على سطح كوكب عطارد بحيرات متجمدة رغم أن الجانب الموجه للشمس تصل حرارته الى427 درجة مئوية أي ما والمدهش أن الصرصور بعد احتكاكه بالانسان يسارع إلى مخبئه لتنظيف نفسه .
*************************************************************************
الكشف عن حقيقة شخصيات عصر الظهور الشريف
الحسني , اليماني , الخراساني , الحسين
توجه القارئ والباحث في شخصيات عصر الظهور وخاصة الممهدين للإمام المهدي (ع) مسألة صعبة جدا وهي ندرة الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) والتي تتحدث عن الممهدين والرمزية التي تتصف بها تلك الروايات , ونحن الآن في صدد البحث عن الاسباب التي ادت إلى ذلك لان هدفنا من هذا الحث الكشف عن حقيقة بعض المهدين لكي يكون للقارئ المؤمن الذي يبحث عن امامه المنتظر على بينة من امره وتكون جمع الإحداث والشخصيات واضحة امامه فيرتفع في ذلك ما يدعه بعض الباحثين من أن في الروايات اضظراب واضح وتعارض , فــــأقـــول أن من اهم ما يجب علينا البحث عنه هو شخصية اليماني الموعد التي لم ترد في ذكره بهذا اللفظ إلا روايات قليلة جدا ولا تكشف لنا عن حقيقة اليماني التي لابد من التعرف عليه فقد ورد الروايات بمدحه , كما أنه قد ثبت عندنا انه يقوم بالدعوة والاعداد للإمام (ع) وان دعوته اهدى الدعوات وانه متصل بالأمام ويأخذ توجيهاته منه (ع) كما أن المتخلف عن نصرته واجابته والمكذب له من أهل النار فعن الإمام الباقر (ع) قال : ( وليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم, فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم , وإذا خرج اليماني فانهض إليه فان رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه , فمن فعل فهو من أهل النار , لأنه يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم , ) ففي هذه الرواية يظهر واضحا أن اليماني يدعو إلى نصرة الإمام (ع) كما انه يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم وان من لا يلتحق بدعوته سيكون عقابه النار كما أمر الإمام المعصوم وقد حث الإمام على وجوب اللتحاق بالدعوة حينما قال :( فهض إليه ) وقد ورد في الرواية " يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة " وقد ذكر الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احديث الإمام المهدي (ع) في الجزء الاول منه " فالقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة أشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة أم كريمة " وبهذا يتضح ا ن اليماني هو وزير الإمام المهدي (ع) وانه صاحب دعوته وانه يسلم الراية والأمر إلى الإمام (ع) عند القيام المقدس فهو اقرب الممهدين للإمام(ع) وانه يتشرف بلقائه قبل قيامه المقدس وهذا مما هو ثابت لايحتاج إلى بيان لاكننا نجد في بعض الروايات أن هناك شخصية تظهر لنا على ساحة الإحداث وهي شخصية السيد الحسني ، فقد ورد في بحار الأنوار ج53 ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم فيصيح بصوت له فصيح يا آل احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الظريح فتجيبه كنوز الطلقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفى أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وباصحابه خبر المهدي (ع) ويقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : أن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (ص) و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه اليربوع و ناقته العضباء و بغلته الدلدل و حماره اليعفور و نجيبه البراق و مصحف أمير المؤمنين (ع) فيخرج له ذلك ثم يخرج الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد و تورق ، ولم يرد بذلك إلا أن يرى أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه ...) و في الملاحم و الفتن ( و يلحقه الحسني في أثني عشر ألفا فيقول له : أنا أحق بهذا الأمر منك فيقول له : هات علامات دالة فيومي إلى الطير فيسقط على كتفه و يغرس القضيب الذي بيده فيخضر و يعشوشب ، فيسلم أليه الحسني و يكون على مقدمته ) . فكما يظهر من الروايات أن الحسني يعرف الإمام (ع) جيدا و لكنه فعل ذلك من أجل بيان فضل المهدي لكي يسلموا أليه و يبايعوه ، ثم أن الإمام المهدي (ع) يجعل الحسني على مقدمته و هذين الأمرين : الحسني و معرفته بالأمام و جعل الإمام (ع) للحسني على مقدمته من الأمور التي توجد في شخص اليماني حيث هو الوحيد من الممهدين يعرف الإمام (ع) و أنه هو وحدهمن يكون على مقدمة قوات الإمام فهو وزيره كما ورد .
كما أن عسكر و جيش الحسني قد ذكر تعداده في الروايات أثنى عشر ألفا كما أن جيش الغضب الذي يكون بقيادة اليماني هو أثنى عشر ألف و هذا معناه أن الحسني هو اليماني فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا قام القائم أتى رحبة الكوفة فقال برجله هكذا و أومأ بيده إلى موضع ثم قال أحفروا ها هنا فيحفرون فيستخرجون أثنى عشر ألف درع و أثنى عشر ألف سيف و أثنى عشر ألف بيضة لكل بيضة و جهان ثم يدعو أثنى عشر ألف رجل من الموالي من العرب و العجم فيلبسهم ذلك ثم يقول من لم يكن مثل ما عليكم فقتلوه ) وهؤلاء كما لا يخفى هم جيش الغضب الجيش والحرس الخاص بالأمام (ع) . كما ورد أيضا عن الإمام أمير المؤمنين (ع) في كتاب الملاحم والفتن لأبن طاووس ( أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ) وقال ( انه يماني قرشي وانه أمير الغضب ) وكما هو واضح أن السيد اليماني هو أمير جيش الغضب وهو من يكون على مقدمة الإمام المهدي (ع). ولما عرفنا أن اليماني هو من يقوم بالدعوة للإمام المهدي (ع) ولابد لصاحب الدعوة أن يكون حاملا لعلوم أهل البيت وبعض اسرارهم وذلك للحاجة إلى تلك العلوم للمحاججة والمناظرة لأجل إثبات صحة دعوت كما انه قد تبين في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (ع) أن أمير جيش الغضب هو اليماني فقد سئولة أمير المؤمنين عن جيش الغضب فقال ..... أولئك قوم يأتون في أخر الزمان – إلى أن قال – إني لعرف اميرهم واسمه ومناخ ركابهم , ثم نهض وهو يقول : باقرا باقرا باقرا , ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا ) كما يظهر من الرواية الشريفة أن أمير جيش الغضب السيد اليماني يكون عالما في الحديث وروايات أهل البيت (ع) وعلومهم لذلك وصفه أمير المؤمنين (ع) ( بباقرا ) كما وصف الإمام أبو جعفر الباقر (ع) بالباقر لكثر علمه وغزارته . وقد ورد عن رسول الله (ص) الحسن معدن علمي والحسين خازن وحي ) ومعنى ذلك أن في ذرية الحسين (ع) سيكون الوحي والاسرار الربانية حيث يكون الأئمة من ذرية الحسين هم خزنة تلك الاسرار , ومن الحسن (ع) سيظهر السيد الحسني الذي هو صاحب دعوة الإمام (ع) وهو اليماني الذي يبقر الحديث بقرا , فالعلم الذي كان معدنه الإمام الحسن (ع) سيكون قسم كبير كنه لدى حفيده السيد الحسني اليماني فهو اعلم الناس بعد الإمام المهدي (ع) وبذلك تتضح لدينا الرواية الواردة عن رسول الله (ص) التي يقول فيها ( كأني بالحسني والحسيني قد قادها فيسلمها الحسني للحسيني ) حيث أن الحسني الذي يرجع نسبه إلى الإمام الحسن (ع) هو السيد اليماني والذي يسمى بالحسني والحسيني هو الإمام المهدي (ع) كما يتضح من الحديث أن القيادة ستكون بين الحسني والحسيني إلى أن يسلمها اليماني الحسني إلى الإمام المهدي الحسيني ونحن نعلم أم من يسلم الأمر للإمام (ع) هو اليماني وهو وزير الإمام (ع) ومن تكون له القيادة قبل قيام الإمام (ع) كما انه يتضح لنا الحديث الذي ورد عن الرسول الكريم منهما مهدي هذه الأمة ) أي من الحسن والحسين (ع) وكما هو واضح أن الإمام الحجة بن الحسن (ع) يلقب بالمهدي وان اليماني يلقب بالمهدي أيضا كما جاء في الرواية التي تقول يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ) والمقصود من خروج اليماني الذي يلقب بالمهدي أيضا وبهذا ومراعات للاختصار يتبين لنا أن السيد اليماني هو السيد الحسني المهدي وهو وزير الإمام (ع) كما اشار إلى ذلك السيد محمد علي الحلو صاحب كتاب ( اليماني راية هدى ) في سلسلة شخصيات عصر الظهور الحلقة الثانية الصادرة عن مركز الدراسات التخصصية عن الإمام المهدي (ع) التابع لسيد علي السيستاني (حفظه الله ) حيث قال في الصفحة 29 "فلعل اليماني مرة اطلق عليه الحسني والحسني وصف بالخراسني ومرة على الحسني اطلق الخراساني " وقد يتفاجأ القارئ كيف أن الخراساني هو الحسني والحسني يماني فــأقــــول : قد ورد في الرواية عن عمر بن حنضلة عن أبي عبد الله(ع) انه قال : للقائم خمس علامات ظهور السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء ) وهذه هي العلامات الحتمية لقيام الإمام المهدي (ع) , وقد ورد في الرواية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال ( قل جعلت فداك متى خروج القائم – إلى أن قال – أن قدام هذا الأمر خمس علامات اولهن الندا في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء انظر عزيزي القارئ أن الإمام الصادق (ع) قد ذكر بهذه الرواية العلامات الحتمية للإمام (ع) ولم يذكر اليماني علما أن اليماني من العلامات الحتمية التي صرحت بها الكثير من الرويات ولكن الصحيح أن الإمام الصادق (ع) قد ذكره بلفظ الخراساني والمقصود منه اليماني فانه سوف يبدأ تحركه العسكري ونطلاقه نحو الكوفة من خراسان لذلك لقب بالخراساني .
أذن يتبين لنا من الجمع بين الروايتين أن الخراساني هو اليماني الحسني كما ذهب إليه السيد محمد علي الحلو في كتابه كما بينا ولقب بالخراساني لأنه سوف يقدم من خراسان ويتوجه الى الكوفة بالرايات السود , وقد ورد عن رسول الله (ص) ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا فان فيها خليفة الله المهدي ) وليس المقصود من خليفة الله المهدي هو الإمام (ع)لان خروج الإمام سيكون كما هو معلوم من مكة وكان مراد من الرواية أن الخليفة المقصود هو المهدي اليماني الحسني كما بينا, وهناك دليل أخر على ذلك كما في الرواية التي تقدم ذكرها , عن أمير المؤمني (ع) والتي وردت في كتاب الملاحم والفتن حث جاء فيها ( ......بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ) ومعنى ذلك أن المقصود في الرواية التي تتحدث عن خروج الرايات السود من خراسان هو اليماني فانه خروجه سوف يكون من هناك وبذلك يتضح للقراء والعزاء سبب تسمية اليماني بالخراساني كما انه قد ورد في بعض الروايات أن السفياني واليماني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان وفي روايات أخرى أن الخراساني والسفياني يتساقان إلى الكوفة كفرسي كرهان فقد ورد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) ( اليماني السفياني ) وجاء عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل يقول فيه ( ..... حتى يخرج عليهم الخراساني السفياني هذا من المشرق وهذا المغرب يستبقان إلى الكوفة كافرسي رهان وهذا مما يؤكد ما اثبتناه من كون الخراساني هو السيد اليماني الحسني وليس معنا ما تقدم انه لا يوجد في المهديين شخص يدعى الخراساني بل أن الخراساني اثنان احدهم هو اليماني الذي تنطبق عليه بعض الروايات ومنها ما ذكرناها واخر هو خراساني يمهد أيضا للإمام (ع) تكون خراسان بلده في الواقع . ثم انه قد وردت بعض الروايات التي تتحدث عن شخصية أخرى وهي شخصية (القحطاني ) وهو نفس السيد اليماني الحسني حيث ورد في الرواية (.....ويخرج القحطاني من بلاد اليمن )وقد ذكر محمد الحلو في كتابه ص29 قال( فمثلا اطلق على اليماني القحطاني في روايات وفي أخرى المنصور وفي غيرها الخليفة اليماني وفي بعضها االملك اليماني ....) ثم جاءت بعض الروايات تصريح بان الحسين (ع) يجمع جيشا ويبايع الإمام المهدي (ع) فقد ورد في الكافي عن بكير ابن اعين عن أبي عبد الله (ع) ( ...... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي فيقول له يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا إليه حتى تنظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي (ع) فيقول اسألوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين إلى عسكر المهدي فيقول أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي (ع) هذا مهدي آل محمد ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني وبين هذا فيخرج إليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) أن كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدي رسول الله ونجيبه البراق وتاجه والصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (ع) ....يقول الحسين (ع) يا ابن رسول الله اسالك أن تغرس هراوة جدك رسول الله (ص) بهذا الحجر الصلد وتسأل الله أن ينبتها فيه ولا يريد بذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه ويأخذ المهدي الهراوة فيغرسها فتنبت)وبهذا يتضح أن المقصود هنا ليس الإمام الحسين (ع) بل أن المقصود هو السيد الحسني اليماني بدليل الرواية التي ذكرناها في بداية البحث التي جاء ذكرها في بحار الأنوار ج53 التي تتحدث عن الفتى الحسني الصبيح فان كل ما ورد فيها قد ورد في الرواية التي ذكر فيها الحسين ومن ذلك يتبين أن المقصود من الحسين هو السيد الحسني اليماني واليك دليلا أخر على ذلك فقد ورد في الرواية التي تقدم ذكرها عن أبي عبد الله (ع) ( اليماني السفياني كفرسي رهان ) كما ورد أيضا في بحار الأنوار ج53 في رواية طويلة (......يهجم عليهم خيل الحسين (ع) يستبقان كأنهما فرسي رهان ) ومن هذا يتبين لنا واضحا أن الحسين هو اليماني الحسني كما ورد في الرواية أن اليماني اسمه حسن أو حسين وهذه الرواية التي ورد فيها لفظ الحسين (ع) أنما فيها إشارة إلى الرجعة الروحية التي تكون مع أصحاب الإمام المهدي (ع) فان الظاهر أن روح الإمام الحسين (ع) تكون مسدد للسيد اليماني الحسني وزير الإمام (ع).
*************************************************************************
الكشف عن حقيقة الاعور الدجال
الفرق بين الاعور الدجال أو المسيح الدجال والدجال
في كل زمن من الازمنة توجد حالات حرجة يمر بها الناس وامور صعبة يبتلون بها وقد نبه النبي واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين من هذه الأمور الصعبة والاحداث الخطيرة ومن اخطر الحركات في دولة الإمام المهدي (ع) هي حركة الدجال التي جاء التنبيه من النبي واهل البيت (ع) عليها كثيرا وورد عليها تأكيد ا قويا وحذروا منها كثيرا وهي حركة الاعور الدجال وفي كتب ابناء العامة وكتب الشيعة حتى تواترت الروايات بذكره وظهوره واكثر العلماء والباحثين في تاليف الكتب والابحاث حوله ومن هذا المنطلق وخدمة للإمام المهدي (ع) ومذهب أهل البيت ولبيان اللبس عن شخصيات دولة الإمام المهدي (ع) وحركته وثورته سنسلط الضوء على حركة الأعور الدجال ومحاولة الكشف عن نقابها ومعرفة اسرارها لكي تتضح الأمور على مريدي الإمام المهدي (ع) ومحبيه فنبدأ البحث بعد طلب التوفيق منه تعالى : فأقول لقد ذكر بعض العلماء والباحثين في قضية الإمام المهدي (ع) أن الدجال هو امريكا أو حركة معينة تعادي الإمام المهدي (ع) وكان هذا القول منم اطروحة محتملة مالوا اليها نتيجة لغموض الروايات التي تتحدث عن الدجال وللرمزية المحاطة بها حركة الدجال في الإحداث والروايات . ومعنى الدجال أو الدجل هو التغيير والتغير والتمويه والطلاء ومعناه الكذاب أذن فالدجال يقوم بتغيير الكثير من العقائد الإسلامية والاحكام الشرعية بما يلائم معتقداته وهواه وبما ينسجم وطموحاته ورغباته ونزعاته النفسية والدجال كما نعتقد هو (شخص ) يخرج بعد قيام الإمام (ع) وليس كما قال البعض بأنه حركة أو انه امريكا واليك الأدلة على ذلك :
1 -عن الاصبغ بن نباتة سأل أمير المؤمنين (ع) فقال يا أمير المؤمنين من الدجال ؟ فقال : إلا أن الدجال صائد بن صائد)بحار الأنوار ج52 – اكمال الدين ومن هذه الرواية يتبين لنا أن من صفة الدجال انه صائد وابن صائد وهي كما لا يخفى صفة شخص وليس لحركة أو الدولة .
2 -عن رسول الله (ص) قال يمكث أبو الدجال وامه ثلاثون عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام اعور )معجم الملاحم والفتن ج2 وهذا واضح من سابقتها حيث نجد ان للدجال ابوين وانه ولد بعد فترة طويلة من زواجهما .
3 – وعن رسول الله (ص) قال ( إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوه أن المسيح الدجال رجل قصير افحج اعور مطموس العين ) معجم الملاحم والفتن ج2 ومن هذا يتضح لنا كيف أن البعض يتصورون أن الدجال ليس شخصا بل هو حركة أو دولة كامريكا حيث أن المواصفات التي ذكرت في الروايات من الصعوبة والغموض بحيث لا يمكن حملها على شخص بسهولة فان النبي كما يظهر من الحديث قد حدثهم عن المسح الدجال ولكنهم لم يعقلوا ذلك الكلام الذي كان غريبا وغير متصور لديهم كما جاء في الحمار الذي يكون بين اذنيه اربعون ذراعا وغيرذلك فاراد الرسول (ص)أن يرفع عنهم هذا اللبس فقال لهم (..... خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح رجل ......) فقد بين انه لا يلتبس عليكم الأمر فان المسيح الدجال رجل ومواصفاته كذا وكذا وبذلك يتبين لنا جليا واضحا أن الدجال رجل وليس حركة .
4 – وعن رسول الله (ص)قال : ( الدجال اعور العين اليسرى جفال الشعر .....) وهذا يعني انه شخص وانه اعور وان له شعر وهذا لا ينطبق على حركة أو دولة فأنها لا توصف بأنها اعور أو أن لها شعر .
5 – وعن رسول الله (ص) قال ( إلا انه مطموس العين كأنها عين عبد العزى بن قطن الخزاعي .....) وهذه الرواية فيها دلالة واضحة على أن الأعور الدجال شخصا لان النبي قد شبهه بشخص أخر وهو عبد العزى قطن الخزاعي كما ورد في الحديث .
6 – عن رسول الله (ص) قال ( يخرج من قبل المشرق يتبعه حشارة العرب وسفلة الموالي .....) فكما هو واضح أن خروج الدجال سيكون من المشرق وان امريكا من المغرب كما لا يخفى .
7 – وقيل انه دخل على الباقر (ع) خراساني فقال له ( يا خراساني اتعرف وادي كذا ؟ قال نعم قال : تعرف صدعا في الوادي صفته كذا وكذا قال : نعم قال : من ذاك يخرج الدجال ) ومن كلام الإمام (ع) يتبين لنا أن الدجال يخرج من المشرق من بلاد خراسان وان امريكا كما هو معلوم بدا ظهورها وخروجها من بلاد الغرب كما لا يخفى .
8 – عن رسول الله (ص) في حديث طويل (....وسائر ايامه كايام الناس ويقتله عيسى بن مريم بباب لد ) ومن الواضح أن عيسى (ع) يقتل رجلا وليس حركة أو دولة فقد ورد انه يطعنه بحربة .
9 – ثم انه من الثابت عندنا أن الدجال يظهر بعد الإمام (ع) وان الذي يقتله عيسى بن مريم (ع) وعيسى ينزل بعد قيام الإمام (ع) ودخوله الكوفة وفتحه لبيت المقدس ومن هذا يتبين أنا ما ذهب إليه بعض الباحثين (كاطروحة ) في هذا الأمر لم يتوصلوا لحقيقة الدجال في قولهم أن امريكا هي الدجال لان امريكا موجودة قبل قيام الإمام (ع) وهذا ما ينفي كونها هي الدجال .
الأعور الدجال والمسيح الدجال :
فقد ورد في الروايات تحت عنوان الدجال انه في بعض الروايات يذكر الأعور الدجال وفي روايات أخرى بلفظ المسيح الدجال وفي ثالثة بلفظ الدجال فقط فهل يعني أنهم ثلاث اشخاص دجالين احدهم اعور والاخر المسيح الدجال والاخر دجال فقط أم أن هذه الالفاظ تعود لشخص واحد أو لشخصين يا ترى والحقيقة كما تبين الروايات أن الأعور الدجال والمسيح الدجال هما لفظان لحقيقة واحدة وشخص واحد , أما الدجال فهو عنوان لشخص كذاب غير ذلك الأعور الدجال واليك الأدلة على ذلك :فعن رسول الله (ص) قال : ( انه لم يكن نبي إلا وقد انذر الدجال امته واني انذركموه , انه اعور ذو حدقة جاحظة –إلى أن قال – يا أيها الناس أن هذا المسيح الدجال .....) فكا واضح من الروايات أن الأعور الدجال هو نفسه المسيح الدجال وقد سمي الأعور لأنه اعور العين اليسرى وسمي المسيح الدجال لأنه يدعي انه هو المسيح عيسى بن مريم (ع) وانه يقوم بالتمويه والكذب على انه يشفي الاكمه والابرص ويحيي الموتى وذلك نتيجة ما يقوم به من سحر وشعوذة فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال ( وانه يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى ويقول للناس أنا ربكم .......) ونتيجة لهذه الاسحار انه يدعي عيسى بن مريم الذي ينزل في أخر الزمان , وما دمنا قد اشرنا إلى ادعائه هو المسيح فلا باس أن نتطرق إلا قوله ( أنا ربكم الاعلى ) فقد ادعى ذلك من قبل فرعون , والربوبية غير الالوهية كما ذكر في الروايات وكما اثبت ذلك علماء الكلام في كتبهم فان فرعون لم يامرهم بعبادته بدلا عن الخالق بل امرهم بطاعته المطلقة بمعنى أن يتبعوه ويطيعوه في كل شيء فياتمرون بامره وينتهون بنهيه كما ورد في تفسير قوله تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ففي الكافي باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) فقال : ( أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما اجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) تفسير الميزان ج9 . ومن هنا يتبين لنا معنى ادعائه وقوله (أنا ربكم الاعلى ) لأنه سوف يدعي انه المهدي الذي يخرج في أخر الزمان والذي يجب على المسلمين طاعته وبيعته والذي هو رب الأرض فقد ورد في تفسير قوله تعالى (اشرقت الأرض بنور ربها ) عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ( يقول : أن قائمنا إذا قام اشرقت الأرض بنور ربها ....)فان المهدي كما لا يخفى هو رب الأرض ووارثها ومالكها لذا فهو عندما يدعي انه المهدي (ع) فانه يدعي انه رب الناس وقد استعمل ذا المعنى كثيرا قال تعالى حكاية عن يوسف ( وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك ....)يوسف 42 , فانه عبر عن عزيز مصر بالرب وهذا المعنى وارد بكثرة في استعمالات العرب واطلاقاتهم . وأما بالنسبة للدجال فالمقصود منه احد الدعاة الكاذبين الذين يدعون أنهم أصحاب مقامات عالية وهذه المقامات في الحقيقة خاصة بالأمام المهدي (ع) وهذا الدجال الكذاب من المتشيعين لأهل البيت (ع) أما الأدلة على ذلك فقد ورد عن الإمام علي (ع) ( اياكم والدجالين من ولد فاطمة فان من ولد فاطمة دجالين واول الدجالين من البصرة ) وعن الإمام الصادق (ع) : ( أن القائم يقتل الدجال ويصلبه على كناسة الكوفة ) كما ورد عنه (ع) : ( يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة) من هذا يتبين ويتأكد أن هذا الدجال من الشيعة فان خروجه يكون من البصرة وهي مدينة شيعية كما لا يخفى وان امره ودعوته ستكون في الكوفة التي تعتبر أم المدن الشيعية كلها وأما بالنسبة لقتله من قبل الإمام المهدي (ع) وذلك لان الدجال يدعي مقامات ومكان الإمام (ع) في الشيعة لذا فان الإمام يقتله بيده الشريفة لاثبات كذبه وكذلك بالنسبة لقتل عيسى (ع) للمسيح الدجال فذلك لان الأعور الدجال سوف يدعي انه هو المسيح لذا فان الله سبحانه وتعالى ينزل المسيح عيسى بن مريم (ع) لكي يقتل بيده ويثبت بطلانه وكذب دعوته .
كما ان المتتبع للاحداث والاخبار الواردة عن النبي واله صلوات الله عليهم يجد أن أكثر أتباع الدجال هم من المسلمين ومن الصعب أن نتصور أن المسلمين يؤمنون بان الله ينزل إلى الأرض أو انه ياكل أو يشرب أو يمشي لان ذلك من الأمور المستعبدة جدا مهما كان انحرافهم وضلالتهم ولكن الحق ما بيناه كما أننا لو تمعنا في الرواية التالية يتبين لنا صحة ما ذهبنا إليه فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) في رواية عن الدجال (....هذه جنة لمن سجد لي , ومن أبي ادخلته النار ! كذب عدو الله انه اعور وربكم ليس باعور ) وعن رسول الله (ص) ( أيها الناس ما بعث الله نبيا إلا وقد انذر قومه الدجال , وان الله قد اخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم في امره فان ربكم ليس باعور ....) فان الواضح أن الله لا يوصف بالجسمية وان له عين سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ولا يمكن أن نتصور أن النبي واهل بيته (ع) أنهم يقصودون بذلك المولى سبحانه وتعالى وانما أرادوا من كلامهم ذلك الإمام المهدي (ع) فانه ليس باعور بل هو اعين أي واسع العينين كما ورد في وصفه فان الإمام (ع) كما عليه عقيدتنا في الأئمة منزهين عن النقص لذا فان الروايات قد ذكرت بان ربكم أي مربيكم الإمام المهدي (ع) رب الأرض ليس باعور.
تأويل الأحاديث والروايات التي تصف الأعور الدجال :
فقد ورد عن رسول الله (ص) في وصف الدجال ( انه يخرج على حمار عرض ما بين اذنية أربعين ذراعا أي أن لديه طائر يتنقل فيها أو يستقل الطائرة في تنقله وذلك من خلال قول النبي (عرض ما بين اذنيه ) أي عرض ما بين جناحي الطائر أربعين ذراعا أما أن ( رأس الحمار كالجبل العظيم ) وذلك مقدمة الطائرة التي تشبه قمة الجبل حيث تكون مدببة – أما قوله في الحمار أن ظهره يناسب جسمة فهذا واضح في الطائرة التي تكون مستوية تقريبا ( ولون حماره اقمر ) إشارة إلى لون اغلب الطائرات التي يكون لونها قريبا من لون القمر .اما ( طول الحمار سبعون ذراعا ) ففيه إشارة أيضا إلى طول الطائرة كما أن ( خطوته ميلا ) إشارة إلى أول انطلاقها على المدرج قبل ارتفاعها في الهواء فهي تقطع ما يقارب هذه المسافة وهي تحاول الانطلاق في الهواء .
( تطوى له الأرض منهلا منهلا إشارة إلى سرعة الحركة وهي الطيران حيث ترى أن الأرض تطوى له .كما جاء في وصف حماره ( انه يمشي على الماء كما يمشي على الأرض ولا يكون هذا إلا في الطائرة حيث أن طيرانها فوق الأرض كطيرانها على الماء فقد ورد في المستدرك ( قلنا يا رسول الله وما اسرعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ) وفي هذا إشارة إلى سرعة انتقال الطائرة في الجو بمساعدة الريح كما يتسارع الغيث بمساعدة الريح , وذكر هذا الرأي صاحب كتاب يوم الخلاص كامل سليمان في ص626 حيث قال : " وتصوير حماره بهذا الشكل العجيب أن هو إلا رمز لمركبة حديثة يركبها , عريض ما بين جناحيها كالطائرة أو مركبة يصنعها مشعوذ في أخر الزمان لها هذا الشكل العجيل " أما أن بين يديه جنة ونار فان في ذلك إشارة إلى المال الذي يعطيه لأتباعه , والموت الذي يسوقه لأعداه فقد ورد انه يقول هذه جنة لمن سجد لي أي( المال لمن اطاعني ونصرني وتبعني ) ومن ابى ادخلته النار ومعنى ذلك انني اعذب واقتل كل من لم يؤمن بي ويصدقني وينصرني . وقد ورد أيضا في هذا المعنيى ( عن يمنه جبل اخضر وعن شماله جبل اسود يسران ويقفان بوقوفه , ويقول : هذه جنتي , وهذه ناري .من اطاعني ادخلته جنتي ومن عصاني ادبته بسيف نقمتي ) .وهذا ما يؤكد من كون الجنة والجبل الاخضر هما ما يعطيه من اموال وعطايا لمن يطيعه وينصره وأما بالنسبة للنار والجبل الأسود ففيه إشارة إلى من لا ينصره ويطيعه فانه يقتلهم ويعذيهم وقد ورد في وصفه أيضا ( فجنته نار ونار جنته ) ومعنى هذا أن في طاعته نصرته وموالاته العذاب المهين من قبل الله سبحانه وتعالى أما نار جنته فان من يحاربه ويقف في بوجهه يذوق العذاب والقتل على يديه لكنه يحضى برضا الله وجنته .
أتباعه وانصاره :
ذكرت الروايات أن أتباع الأعور الدجال اليهود و اولاد الزنا كما ذكرت أن الاعراب والنساء من اتباعه أيضا فقد ورد في كتاب اكمال الدين ( أكثر اتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل افاق الأرض كلها إلا مكة ولا بيتها والمدينة ولا بيتها ) وفي بحار الأنوار ج 52 ( إلا وان أكثر اشياعه يومئذ اولاد الزنا .....) وهناك من الروايات التي تذكر وتتحدث عن اتباعه وانصاره والظاهر من الروايات أن أنصار الأعور الدجال هم اليهود والاعراب والنساء و اولاد الزنا . فأما اليهود : فليس المقصود منهم اليهود أصحاب الديانة اليهودية فهؤلاء ينتظرون النبي ايليا علما أنهم لا يصدقون حتى بالمسيح عيسى (ع) كما صرحت بذلك الرواية كما أن اليهود شديدي التعصب لديانتهم وحركة الأعور الدجال كما لا يخفى اسلامية الظاهر وان كان الإسلام بريء منهم ومن حركتهم واتباعه أذن فان المقصود غير هؤلاء والظاهر والمحتمل أن المراد منهم الخوارج من المسلمين الذين ينحرفون ويضلون ضلالا بعيدا فيكونون اشبه بالهيود بل هم يهود لا محالة وهم يهود أمه محمد (ص) وقد قال اليهود أنهم شعب الله المختار وان اليهودية هو الدين الذي يجب أن تدين به كل الامم وكذلك أتباع الدجال فأنهم يعتقدون أنهم هم المؤمنين فقط وان مذهبهم ودينهم هو الدين الصحيح وان ما عداهم كافرين وليسوا مسلمين وبسبب تكفيرهم هذا للمسلمين وعصبيتهم يخرجون عن ملة الإسلام ويكونون يهودا . أما الاعراب : فيتأثرون بالدجال لأنه يمارس الشعوذة والسحر لان هذه الفئة لا تفقه من العلم شيئا وذلك عندما يرون كيف يحيي لهم الاموات بعد أن يقتلهم أو يمثل لهم الشيطان يصورة ابائهم واخوانهم ولهذا السبب تتبعه النساء ونحن نعلم جيدا كيف أن النساء تميل لهذه الأمور وتتعلق بها ايما تعلق أما أن اتباعه اولاد الزنا فهذا ما بيناه في العدد الرابع من الصحيفة حيث أثبتنا أن أتباع الفكر التكفيري كلهم اولاد زنا والحقيقة أن هؤلاء التكفيريون الوهابيون خاصة وأتباع حركة طالبان هم أتباع الأعور الدجال الذين يتبعونه ويؤمنون بفكره وحركته أما من يقول أن اولاد الزنا هم الغربيين فهذا الأمر غير صحيح لأنه لا يصح أن نطلق عليهم اولاد الزنا لأنهم لايؤمنون بالعقود التي تؤمن المسلمون بها حيث أن الزواج لا يصح عندنا إلا باجراء العقد بل هم كفارا لا يقرون أن الإسلام دين سماوي . وبعد أن أصبحت الصورة واضحة وثبت لنا بالأدلة التي لا تقبل التأويل أن الأعور الدجال شخص وليس حركة وان الروايات الغامضة والغريبة والمحيرة اصبحت مفهومه وواضحة المقصود وان اتباعه قد عرفت صفتهم واصبحت ظاهرة . أقول أن أتباع حركة ( طالبان) هم اتباعه حركة الأعور الدجال حيث أنهم كاليهود لأنهم يكفرون جميع المسلمين ويحرفون العقائد الإسلامية كما يفعل الدجال واتباعه كما انه قد وصفتهم الروايات وصفا دقيقا فقد ورد عن رسول الله (ص) قال : ( أن الدجال يخرج من ارض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه اقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ) وفي البحار ج51 ( ويظهر الدجال يخرج من المشرق من سجستان ) وسجستان تقع في إيران محاذية إلى افغانستان التي كان يحكمها الطالبان كما أن المجان المطرقة ينطبق على وجوه أهالي افغانستان , فان لوجوههم هذه الصفة حيث تكون وجوههم مستوية كالمجان كما لا يخفى على الكثيرين , وقد جاء في وصف الدجال في حديث طويل عن رسول الله (ص) ناخذ منه موضع الحاجة (اعمش ) أي صغار العيون (ابخر الفم ) أي توجد في افواههم رائحة , ( لا شعر في جسده ), ( طويل العنق )فالذي يشاهد الملا عمر يجده طويل العنق , ( شانئ) أي سيئ الخلق , ( عالي الاكتاف ) , ( طارح الجبهة أي أنها بارزة إلى الإمام ( لحيته بشاخين يصل صرته ) أي لحيته تكون طويلة جدا وكثافة شعرها يكون من الجانبيين أكثر مما في الوسط ,, ( عبوس شروس ) أي انه عابس الوجه أي شرس وشديد واكثر هذه الصفات تنطبق على أهل افغانستان حيث تجدهم صغار العيون بخر الافواه تخرج من افواههم رائحة كريهة كما أن اجسامهم خاليه من الشعر كما هو معروف , أذن فاتباع الدجال يكون اكثرهم من الافغان التابعين لحركة الطالبان ونحن نحتمل احتمالا قويا أن الملا عمر هو الأعور الدجال علما أننا لا نجزم بذلك فان مواصفات الأعور الدجال منطبقة عليه فهو اعور العين اليسرى ونحن نعتقد أن الملة عمر (الأعور الدجال ) مختفي الآن في خراسان إيران في الجبال ويبدأ تحركه وخروجه من ذلك المكان بعد قيام الإمام (ع) وعلى ما احتمل انه الآن يمارس عمل الشعوذة السحر فان هذه الأمور تحتاج إلى خلوة وهذه الخلوة مع بعض أصحابه في الجبال , وهذه الأمور هي التي يستعين فيها بدعوته وهو كما يبدو يستخدم مجموعة من الطرائق التي يستخدمها أصحاب الطرائق ( كالكسنزانية ) وامثالها , الشائع عنها ( الدروشة ) الذين ينتشرون في عدد من البلاد مثل الاعظمية فانه كما يظهر في الروايات انه يقطع الرجال بالمنشار ثم يحييه فقد ورد عن رسول الله (ص) قال في حديث ( .... يدعو رجلا لا يسلطه الله عليه فيقول : ما تقول في ؟ فيقول : أنت عدو الله وانت الدجال الكذاب , فيدعو بالمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع على الأرض ثم يحيه......) وهذه الافعال كما لا يخفى هي من أفعال أصحاب الطريقة الشائع عنها بالدروشة كما انه يستعين بالاموال من اجل انجاح دعوته فانه يخرج في زمان قحط كما صرحت بذلك الروايات وانه يستخدم السيف أيضا فمن امن به وصدقه واتبعه اعطاه من المال ومن كفر به وكذبه وحاربه عذبه وقتله بالسيف كما ذكر ذلك في الروايات فهو كما يبدو يقتل كل من لم يصدق به وينصره .
تعليقات
إرسال تعليق