العدد الرابع

منار القران 
سورة الجمعة على حسب التأويل 
هذه السورة تتحدث عن ظهور الإمام المهدي وإرهاصات المخالفين له
(يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلوة  من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرا لكم أن كنتم تعلمون ) .
قبل البدا في تأويل سورة الجمعة المباركة لا بد من ذكر مقدمة وهي أن الأسماء الحسنى للمولى أنما تنطبق على الأئمة المعصومين أو قل أن أهل البيت هم الأسماء الحسنى لله كما جاءت به الرواية الشريفة الصادرة عن الصادق (ع) ( نحن والله الأسماء الحسنى ) وقد قال الله تعالى في نهاية سور ة الحشر ( هو الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشاهدة هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون , هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) الحشر 22  , 23 , 24 , .
ومحمد هو الله وعلي هو الرحمن وفاطمة هو الرحيم والحسن هو الملك والحسين هو القدوس والسجاد هو السلام والباقر هو المؤمن والصادق المهيمن والكاظم العزيز والرضا الجبار والجواد المتكبر والهادي الخالق والعسكري البارئ والحجة المهدي هو المصور , وبعد أن أتم الله تعالى ذكر الأسماء قال وله الأسماء الحسنى وهذه أذن هي الأسماء الحسنى وأما ما يخص العزيز الحكيم وهذا الاسم يختلق فهو مركب من اسمين كما يتضح هذا الاسم المركب هو لصاحب هذا الأمر المهدي (ع) في مرحلة الظهور قبال القيام حيث أن الإمام المهدي (ع) في مرحلة القيام المقدس ينطبق عليه اسم الله المصور كما بينا وهذا المعنى في دعاء الافتتاح الوارد عن الإمام المهدي (ع) حيث انه بدا بالصلاة على النبي (ص) ثم الإمام علي (ص) ثم فاطمة الزهراء (ع) ثم الأئمة واحد بعد الأخر  وأتمها بالصلاة عليه ثم عاد وصلى على القائم بصورة خاصة حيث قال (القائم المؤمل و العدل المنتظر) حيث جعل الأسم مركب من أسمين أو صفتين كما في العزيز الحكيم و من هنا يرد تساؤلين الأول ما علاقة سورة الحشر بتأويل سورة الجمعة و جعل الأيات الأخيرة منها مقدمة لتأويل سورة الجمعة و قبل طرح التساؤل الأخر لابد من أيضاح السبب في وضع هذه المقدمة و هو : أن سورة الحشر من المسبحات كما ورد في الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) و الجمعة أيضا من المسبحات و المسبحات مختصة بالأمام المهدي (ع) لأنها ترتبط بمقام الخلافة و الاستخلاف في الأرض كما ورد في سورة البقرة الآية 30 قال تعالى ( و اذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال أني أعلم ما لا تعلمون ) ومن المعلوم والواضح أن الملائكة منزهين عن الخطأ فهم لم يخطئوا في قولهم و لكنهم نظروا إلى أدم وأبنائه كيف يقتل أحدهما الأخر و كيف يسفك الدم ويفسد ، و الله عز وجل ينظر إلى الخلافة الخاتمة التي لا فساد فيها و لا سفك للدماء سوى التسبيح لله وحده لا شريك له و هي خلافة الأمام المهدي (ع) في الأرض و قال تعالى ( وعد الله الذين أمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور 55 . و قد أجمع المفسرين أن الآية في المهدي (ع) و خلافته في أخر الزمان في الأرض و أصحابه ، و التسبيح لا يكون تاما كاملا ألا في خلافة الأمام المهدي (ع) .
تأويل سورة الجمعة :
يوم الجمعة هو يوم الأمام المهدي (ع) كما ورد في الأخبار فعن الصقر بن أبي دلف قال : ( لما حمل المتوكل سيدنا علي بن محمد النقي إلى سر من رأى جئت أسأل عن خبره – إلى أن قال – يا سيدي حديث يروى عن النبي (ص) لا أعرف معناه قال : و ما هو ؟ قلت : قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه ؟ فقال : نعم الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض فالسبت أسم رسول الله (ص) و الأحد أمير المؤمنين (ع) و الأثنين الحسن و الحسين (ع) و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد (ع) و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس أبني الحسن (ع) و الجمعة أبن أبني و أليه تجتمع عصابة الحق ، قال تعالى (.... يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله و يعمل صالحا يكفر عن سيئاته و يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) التغابن 9 .
و هو يوم الأمام المهدي (ع) حيث يجتمع المؤمنون في صعيد واحد و يجتمع الكافرون في صعيد واحد فقد ورد في الرواية الشريفة عن ابان بن تغلب قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ( لا تذهب الدنيا حتى ينادي منادي من السماء : ( يا أهل الحق اجتمعوا) فيصيرون في صعيد واحد ، قلت : فيستطيع هؤلاء أن يدخلوا في هؤلاء ؟ قال : لا والله ) و ذلك يوم الجمعة .
قوله تعالى (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) التسبيح هو تنزيه المولى سبحانه و تعالى و تمجيده عن الباطل كله ، و ينقسم التسبيح إلى قسمين القسم الأول هو التسبيح اللفظي (الذكري) و القسم الثاني الفعلي العملي و هنالك فرق بين التسبيحين فالتسبيح اللفظي الذكري يكون في الأقوال العبادية من صلاة و دعاء وذكر وغيرها ، قال تعالى ( حكاية عن موسى ... ، كي نسبحك كثيرا ، و نذكرك كثيرا ) طه 33 – 34 . فأن الفرق بين التسبيح الفعلي اي التسبيح بالأفعال و الأعمال و بين التسبيح اللفظي الذكري حيث ( ونذكرك كثيرا) هو تسبيح لكنه ذكري فقط و قال تعالى : حكاية عن الملائكة ( و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) البقرة 30 . و من المعلوم أن تسبيح الملائكة ليس تسبيح قولي بل هو تسبيح عملي فعلي فهم يسبحون الله من خلال تنفيذهم أوامر الله سبحانه و طاعتهم له دون سواه و بذلك يتضح الفرق بين التسبيحين ( ما في السماوات والأرض) أي جميع الموجودات في الأرض من مخلوقات سواء كانت بشرية أو حيوانية أو نباتية أو جمادية فقد ورد في الأخبار المتكاثرة عن أهل البيت (ع) بأن كل شيء يسبح لله و يذكره حتى الحجر و المدر و الحيتان في البحر و الآية يستفاد منها العموم أي أن الجميع يسبح لله و لا يكون ذلك ألا في زمن الخلافة الخاتمة خلافة الأمام المهدي (ع) في الأرض لأنه لم يحصل أن الجميع سبح لله وأطاعه و لم يكن ذلك حتى ولو في نوع واحد من الأنواع التي ذكر منها حيث أن الإنسان يظلم أخيه الإنسان و كذلك بالنسبة لباقي المخلوقات و الموجودات ألا في زمن الأمام المهدي (ع) حيث جاءت الروايات الشريفة تؤكد هذا المعنى و تنص عليه ففي زمانه سلام الله عليه يصلح كل شيء و يعم العدل و يرفع الظلم و الفساد و كما ورد أن الحجر يخاطب المؤمنين في حربهم مع الكافرين و اليهود فيقول ( يا مؤمن خلفي كافر أو يهودي فأقتله ) كما ورد أيضاً أن في زمن الأمام (ع) ( يلعب الطفل بالحية والعقرب فلا تؤذيه و يرعى الشاة الذئب فلا يأكلها و تأمن الناس السباع ) و يكون الصلاح في كل بقعة من الأرض و قوله تعالى ( الملك القدوس العزيز الحكيم ) و كما بينا أن الملك هو الحسن  والقدوس هو الحسين عليهما السلام و العزيز الحكيم هو المهدي صاحب الأمر و هنا أشارة أن الخليفة الذي يكون التسبيح في خلافته على أتمه وأكمله هو من ولد الحسن و الحسين (ع) فقد ورد عن الرسول الكريم (ص) ( قال لفاطمة منهما مهدي هذه الأمة أي من الحسن والحسين ) و العزيز الحكيم قد بينا أن العزيز هو الأمام الكاظم (ع) و ليس المراد الحقيقي هو الأمام الكاظم (ع) بل أن المقصود من ذلك النبي موسى (ع) و لكن كان الأمام الكاظم (ع) كحلقة الوصل لما بينه و بين النبي موسى من تشابه في الأسم و الدور فأنه واجه فرعون زمانه حكومة بني العباس و سجن و جرى عليه ما لم يجري على باقي الأئمة الذين عاصروا تلك الحكومة كما أن موسى واجه فرعون فقد ورد في الرواية الشريفة عن أهل البيت (ع) (أن بني العباس آل فرعون ) و الحكيم أشارة إلى نبي الله عيسى بن مريم (ع) الذي سوف ينزل و يكون مؤيدا و ناصرا للأمام المهدي (ع) و الحكيم هو أسم من أسماء الطبيب و من المعلوم أن النبي عيسى (ع) كان قد أتى بما عجز عنه الأطباء فكان يشفي الأبرص و الأكمه و الأعمى ويحيي الموتى و قد وصفه الله بالحكمة و تعاليمها قال تعالى ( و يعلمه الكتاب و الحكمة و التوراة والأنجيل ) أل عمران 48 . 
كما أن كتابه الذي أنزله الله عليه هو الإنجيل كان ( حـكـم ) أما لماذا هذين النبيين موسى و عيسى عليهما السلام أقول ذلك يرجع إلى سببين ، الأول أن أكبر السنن التي تجري على المهدي (ع) تكون قد جرت على هذين النبيين و الثاني أن المهدي (ع) سوف يقوم بدعوة اليهود و النصارى فلذلك يكون مؤيداً بهذين النبيين و يكون ممثلاً لهما لأنهما كما لا يخفى نبيين هاتين الأمتين .
الآيـــة الثانية : مختصة برسول الله (ص) و بعثته 
قوله تعالى ( ود اخرين منهم لما يلحقوا بهم و هو العزيز الحكيم ) فقد ورد في الروايات على أنها في المهدي (ع) و أصحابه و هو الصحيح فالآخرين هم أصحاب المهدي و أنصاره و العزيز الحكيم هو صاحب الأمر كما قلنا . قوله تعالى (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ) فكما هو واضح أن المولى تعالى أستعمل أسم الأشارة البعيد في أشارة إلى أمر الأمام المهدي (ع) و نصرته فهو أخر الأئمة و الخلفاء لأنه كما ورد أن أفضل الأصحاب هم أصحاب المهدي (ع) و أن افضل دولة دولته فالفضل كل الفضل في ذلك الزمان و تلك الدولة العالمية المهدية .
قوله تعالى ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ...) كما هو معروف أن القران نزل على طريقة أياك أعني وأسمعي يا جارة فأن أكثر من ثلث القران يتحدث عن بني أسرائيل و لكنه يقصد المسلمين الذين شابهت أفعالهم بني أسرائيل و قد وردت في هذا المعنى روايات كثيرة تؤكد ذلك و لو كان المقصود نفس بني أسرائيل لتعطل القران و لم يكن سوى كتاب قصصي يذكر لنا قصة قوم عاشوا قبل ألاف السنين و المراد من الآية الشريفة الذين حملوا القران و علموا القران و لكنهم لم يعملوا بما فيه من تعاليم و مبادئ و أسس منهم قوم تعلموا فلم يعملوا فهم في هذا الحال كالحمار الذي يحمل الأشياء الثقيلة على ظهره و لا يستفيد منها شيئاً و قد عبر بالأسفار أشارة إلى الكتب الإلهية و العلمية التي تحوي علوما مختلفة فهم وان كانوا يحملون علوما و نجدهم علماء لكنهم غير عاملين بتلك العلوم و غير أخذين بتلك الكتب فهم في ذلك و الحمار سواء لأنهم لم ينتفعوا بعلمهم كما لم ينتفع الحمار من حمله و مثلهم المولى سبحانه و تعالى بالحمار و لم يمثلهم بالحصان أو الجمل و غير ذلك من الأنعام لأن الحمار كما ثبت علميا أنه من أغبى الحيوانات و اقلها إدراكا . و هؤلاء العلماء الغير عاملين سيواجهون دعوة الأمام المهدي (ع) في أخر الزمان و يكذبونها و هم في ذلك كله يعلمون بأحقية تلك الدعوة وصدقها و أن عليهم السير في ركابها و تسليم الأمر لقادتها و نصح الناس بأتباعها لكنهم يفعلون العكس فتراهم يثبطون الناس عن نصرة الأمام المهدي (ع) و يضلون الناس عن أتباع الحق و الهدى بل أنهم سوف يصدرون الفتاوى الباطلة ضد تلك الدعوة و قادتها فقد قال تعالى : ( أن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) لقمان 19 . أن هذه الفتاوى التي يصدرها أمثال هؤلاء الحمير ضد الأمام المهدي (ع) و ممهديه و حركته هي أنكر الفتاوى على الأطلاق فبدل أن يأمروا الناس بأتباع الأمام و نصرته فأنهم سيأتون بشر منكر أنهم يأمرون الناس بالمنكر بدل أن يأمروهم بالمعروف لكن الأمام سوف يقتلهم و يفرق جمعهم كما يفعل الأسد في قطيع حمير الوحش أذا شد بها ، فقد قال المولى ذلك في كتابه ( فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ صحفاً منشرة ) المدثر 49-50-51-52 . فأنهم سوف يعرضون عن دعاة النصرة للأمام المهدي (ع) الذين يخرجون في زمان يذكرون الناس بالأمام و أمره لكن هؤلاء العلماء المضلين في أخر الزمان يعرضون عن ذلك كما تعرض الحمير عن الأسد و تفر منه و ليس ذلك ألا طمعا منهم في المناصب و القيادة فأن كل واحد منهم لا يريد أن يكون مأموماً لأنهم اعتادوا على أن يكونوا أئمة الناس فكيف ينقادون إلى غيرهم كل واحد منهم يريد أن يكون هو الممهد للأمام (ع) أو هو قائد جيش الأمام وأنصاره و يريد أن يكون متبوعا لا تابعا و لسان حاله يقول لماذا أكون أنا المتبوع أو القائد أو الممهد للأمام .
و أن الله لا يهدي هؤلاء القوم بسبب ظلمهم للناس و أضلالهم المجتمع بفتاويهم الباطلة و أفكارهم المنحرفة فلا يوفقون لنصرة الأمام جراء ما كسبت أيديهم و ليس الله بظلام للعبيد .
و قوله تعالى ( يا أيها الذين هادوا ...) أي أنتم يا من تعلمتم العلم و درستم الكتاب و صرتم أئمة على الناس إذا كنتم كما تقولون و توحون للناس بأنكم أولياء الله الزاهدين العابدين المتقين بما تمارسون من رياء ظاهر أذا كنتم كما تقولون و تزعمون فلماذا لا تتمنوا الموت وانتم على هذا الحال لماذا تخافون الموت أليس المؤمن العابد المخلص الزاهد المتقي المرضي عند الله يكون مصيره السعادة الأخروية في جنان الخلد فلماذا قعدتم عن نصرة الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لماذا لا تعملون لخدمة الدين حتى لو كلفكم ذلك أنفسكم ألستم صادقين في زعمكم ، بلا و الله أنكم لكاذبون و لو كنتم صادقين كما تزعمون لبرزتم للموت غير خائفين . أن من الأمثلة على ذلك كثير في المذهب الشيعي و العلماء الصالحين الصادقين في الحوزة العلمية فها نحن نرى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر كيف تحدى الظالمين و تصدى لهم و قام بنصرة الدين غير خائفا من الموت الذي كان متأكداً منه في قوله و فعله لذا فقد تمنى الموت و لم يخف و لم يخشى و قوله تعالى ( و لا يتمنونه أبدا بما قدمت ..) أنهم لم يتمنوا الموت لأنهم يخافون الحساب فقد ضلوا وأضلوا ولم يعملوا بما يعملوا و قد ظلموا الناس الذين وثقوا بهم وأقتدوا بهم فقد قصروا عن قول الحق و أتباعه بل أنهم أكلوا أموال الناس بالباطل و تجاوزوا على حقوق أئمتهم . 
والأيات الأخرى واضحة في المعنى لا تحتاج إلى بيان قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا أذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ..) الخطاب موجه للمؤمنين بالأمام المهدي (ع) و الذين يعتقدون بظهوره وقيامة أذا سمعتم النداء أو الصوت أو الصيحة كما ورد في الروايات الشريفة على أختلاف اللفظ بالنصرة للأمام المهدي (ع) لأن الصلاة هي الصلة بين العبد و ربه و الأمام هو الصلة بين العبد وربه أيضاً من يوم الجمعة و هو اليوم الذي يقع فيه النداء أو تكون فيه الصيحة أو الصوت في ليلة القدر في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان كما ورد في الرواية عن الباقر (ع) (يكون الصوت في شهر رمضان ليلة جمعة ليلة ثلاث و عشرين ...) أو أن يوم الجمعة هو اليوم الذي يقوم فيه الأمام (ع) في مكة كما صرحت بذلك الروايات المعصومية المتكاثرة .
و ملخص الكلام : 
أيها المؤمنون بالمهدي أذا النداء أو الصوت و الصيحة في يوم الجمعة للنصرة للأمام (ع) فأسعوا إلى ذلك و هبوا لنصرة الله و الأمام (ع) وأتركوا الدنيا و ما فيها فأن في ذلك خيركم و سعادتكم و نجاتكم أن كنتم تعلمون . و قوله تعالى ( فأذا قضيت الصلاة ...) فأذا أديتم ما عليكم من البيعة لأمامكم و العمل في خدمته و أتممتم ما كلفتم به فتفرقوا إلى منازلكم و بلادكم و أطلبوا الرزق لكم و لعيالكم وأرجعوا إلى أعمالكم و لكن بشرط هو ذكر الله كثيراً لكي لا تنحرفوا و تغريكم الدنيا فأن في ذكر الله كثيراً فلاحكم ، و معنى ذلك أنكم وأنتم في حال ممارستكم لأعمالكم المعيشية و طلبكم لرزقكم لا تنسوا قضية أمامكم و نصرته في حال دعوته لكم و ليكن ذلك دوما في حسبانكم .
و قوله تعالى ( و أذا رأوا تجارة أو لهو ..) فأن الكثير من الناس عند قيام الأمام (ع) و اعلانه لثورته المباركة من عند بيت الله في مكة المكرمة يتركوا الألتحاق بالأمام و جيشه وأنصاره و ينشغلوا بالتجارة واللهو و يعرضوا عن أمامهم و نصرته ، قال تعالى ( أقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثا ألا أستمعوه وهم يلعبون ) الأنبياء 1 – 2 . و هل الحساب الأول هو القيامة الصغرى ألا على يد الأمام (ع) حيث يعذب الكافرين و المنافقين والمضلين ... نعم أن هذا النموذج من الناس ساعين وراء الدنيا و ملذاتها لا يروق لهم القتال في سبيل الله و الجهاد مع الأمام أنهم سيتركون الأمام (ع) قائما و هم بذلك منشغلون بالدنيا و متاعها ولهوها و يحسبون أن القائم و أصحابه سيحتضنهم الناس و لن ينتصروا و حتى لو كان النصر حليفا للأمام (ع) فهو بن رسول الله (ص) الذي بعثه الله رحمة للعالمين و لم يعوا ما قال الأمام الباقر(ع) في رواية طويلة ( أما لو قام القائم – إلى أن قال – لأن الله تبارك وتعالى بعث محمد رحمة و يبعث القائم نقمة ) . 
    

صاحب الزمان بين الإنجيل والقران 
ويشبه ملكوت السماوات عشر عذارى حملن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس وكان خمس منهن جاهلات وخمس عاقلات فحملت الجاهلات مصابيحهن , وما أخذن معهن زيتا , وأما العاقلات فأخذن مع مصابيحهن زيتا في وعاء , وإبطا العريس فنعسن جميعا ونمن , وعند نصف الليل علا الصياح .جاء العريس , فأخرجن للقائه  فقامت العذارى العشر وهيأن مصابيحهن , فقالت  الجاهلات للعاقلات : أعطينا من زيتكن لان مصابيحنا تنطفئ , فأجابت العاقلات ربما لا يكفي لنا ولكن , فأذهبن إلى البياعين واشترين حاجتكن , وبينما هن ذاهبات ليشترين وصل العريس , فدخلن معه المستعدات أي مكان العريس وأغلق الباب , وبعد حين رجعت العذارى الأخر فقلن يا سيد ....يا سيد , أفتح لنا فأجابهن العريس الحق أقول لكن .. أنا لا أعرفكن , فأسهروا أذن لأنكم لا  تعرفون اليوم والساعة .
وقال تعالى : ( يوم يقول المنافقين والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) الحديد 13 .
فالمنافقون والمنافقات  هم العذارى الجاهلات والذين امنوا هم العذارى العاقلات ,انظروا نقتبس من نوركم هو قول العذارى الجاهلات للعاقلات أعطينا من زيتكن لا مصابيحنا تنطفئ , قيل أرجعوا وراءكم فلتمسوا نورا , هو قول العاقلات للجاهلات : فأذهبن إلى البياعين واشترين حاجتكن فضرب بينهن بسور له باب هو دخول العاقلات المستعدات مع العريس وإغلاق الباب , باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب هو قبول العريس للعاقلات و أدخالهن معه ورفضه للجاهلات وعدم معرفته بهن .
والعريس هو الإمام المهدي (ع) فان المؤمنين المنتظرين المستعدين للقائه وأستقباله ونصرته والذين اهتدوا بنورهم الذي خصهم به الله تعالى هم من يدخلون معه في أمره ويقبلهم وهم العقلاء حقا . أما الجاهلون الذين لم يستعدوا للقاء الإمام ونصرته فهم من سوف يرجعون ولا يوفقون لنصرته وحتى لو جاءوا بعد أن يظهر فانه لا يستقبلهم ولايدخلهم معه بل أن مصيرهم القتل والعذاب فانه لا يعرف إلا المؤمنين الصادقين الممحصين وهم قليلين , فيا لها من حكمة اوصاها الله إلى نبيه عيسى ونبيه محمد عليهما السلام .فلنتهيأ و نهيأ المصابيح والزيت ولنسهر منتظرين لخروج الإمام (عج) وأما الدليل على هذا الكلام الجميل فأقول أن العريس هو المهدي (ع) فقد ورد في الملاحم ص 179 الباب ( أن المهدي (ع) لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية , فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فيأتي الناس المهدي فيزفونه كما تزف العروس ليلة عرسها ....) .
هذا أولا وثانيا أن اليوم والساعة هو أيضا الإمام المهدي أيضا (ع) فأما اليوم فقد ورد عن صقر بن ابي دلف قال لمل حمل المتوكل – آل أن قال – ثم قلت يا سيدي حديث روي عن النبي (ص) لا اعرف معناها قال : وما هو ؟ قلت , قوله (ص) إلا تعدوا الأيام فتعاديكم  ما معها ؟  فقال : نعم الأيام نحن  بنا قامت السماوات والأرض , فالسبت اسم رسول الله (ص) و الأحد أمير المؤمنين – إلى أن قال – والخميس ابني العسكري والجمعة ابن ابني واليه يجتمع عصابة الحق .....فبهده الرواية الصادرة عن الإمام الجواد (ع) وغيرها الكثير من الروايات اعرضنا عنها مراعاة للاختصار يثبت أن الإمام المهدي (ع) هو اليوم ,وأما الساعة فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال ( أن الليل اثنتا عشر ساعة والنهار اثنتا عشرة ساعة والشهور اثنتا عش شهرا والأئمة اثنا عشر أماما والنقباء اثنا عشر نقيبا وان علي ساعة من اثنتي عشر ساعة ....)  أذن فمعنا هذا الحديث أن كل أمام من الأئمة الاثنا عشر هو ساعة فعليه يكون الإمام المهدي (ع) ساعة أيضا . وأما قول عيسى (ع) فاسهروا إذا لانكم تعرفون اليوم والساعة معناه بما اننا لا نعرف الإمام المهدي (ع) فعلينا السهر الانتظار وعدم النوم والغفلة خوفا من أن يأتي ونحن نائمين غافلين عن نصرته غير مستعدين . أذن علينا أن نكون ساهرين مستعدين لدينا نورا يضئ لنا الطريق في الظلام الليل (غيبة الإمام ) لكي نستطيع الوصول إلى الإمام (ع) .


















إشكالات قرآنية 
ورد في القران الكريم وصف المولى عز وجل لأهل الجنة و حليتهم فيها في اربع أيات و هن الآية 31 من سورة الكهف و الآية 53 من سورة الحج و الآية 33 من سورة فاطر و هذه الثلاث أيات كلها تقول يحلون بأساور من ذهب ما عدا الآية الرابعة و هي الآية 21 من سورة الإنسان فقد قال تعالى ( و حلوا أساور من فضة ..) و في هذه الآية الكريمة كما يظهر أن هناك تعارض في أيات الكتاب الحكيم .
حل الأشكال : 
و الحقيقة أنه ليس هناك تعارض في آيات الكتاب فأن الآيات الثلاث الأولى تتحدث عن حلية أهل الجنة جميعا فأن حليتهم فيها أساور من ذهب أما الآية الأخيرة فأنها تتحدث عن حلية أهل البيت (ع) فأن الله جعل حليتهم في الجنة أساور من فضة و الدليل على ذلك أن سورة الإنسان نزلت في حق أهل البيت (ع) فجعل حليتهم فيها من فضة ليـمـيـزهـم عن غيرهم من أهل الجنة و أن هذه الفضة التي حباهم الله بها هي أفضل من الذهب بأنواعه .
و سنطرح الأشكال التالي : 
قال الله تعالى حكاية عن  لوط النبي (ع) ( قالوا يا لوط أنا رسل ربك لن يصلوا أليك فأسر بأهلك بقطعاً من الليل و لا يلتفت منكم أحدا ألا أمرآتك أنه مصيبها ما أصابهم أن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) هود 83 .
أن الله سبحانه و تعالى أمر نبيه لوط بأن يسير ليلاً و أمره بأن لا يلتفت منهم أحدا فما هذه الملازمة بين الالتفات و مسيرة أهل لوط وأهل القرية و التحذير من ذلك بالرغم أن مسيرتهم كانت في الليل و هو ساتر لهم و لا أحد يراهم في الظلام ؟








الموعود 
سنن الأمام المهدي من الأنبياء
سـنـتـه مـن مـوسـى (ع)
1 – خفاء الولادة :
 كان بنو أسرائيل موعودون بمولود يولد منهم من ذرية يعقوب يكون خلاصهم من فرعون على يديه و أنتشر هذا الأمر في بني أسرائيل و كانوا يتباشرون بذلك و ينتظرون ولادة ذلك المولود و لما شاع الخبر و أنتشر و سمع فرعون بذلك وأن بني إسرائيل تقو لان هلاك فرعون و اصحابه على يد هذا المولود و كان فرعون قد قرر أن يقتل ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون و فرق بين الرجال و النساء و  حبس الرجال في المحابس و قد وكل بنساء بني أسرائيل نساء من القبط يحفظنهنفلما حملت أم موسى (ع) لم يظهر حملها ألا عند وضعه و لما وضعته نظرت أليه و أغتمت و قالت يذبح الساعة فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه فقالت لأم موسى ما لك قد أصفر لونك فقالت أخاف أن يذبح ولدي فقالت لا تخافي .
و الأمام المهدي (ع) له سنة من موسى كليم الله (ع) في ولادته حيث وعد الشيعة بمولود من نسل الحسن العسكري (ع) يكون خلاصهم على يده من الظلم و الأضطهاد و لما كان الأمر معروفاً و منتشراً فقد سمع به الخليفة العباسي فرعون ذلك العصر فأرسل نساء قصره لمراقبة جواري الأمام العسكري (ع) و زوجاته ، و لما حملت السيدة الطاهرة نرجس أم الأمام المهدي (عليها السلام ) به خفي حملها و لم يظهر عليها ما يظهر على النساء الحوامل حتى بلغ ذلك أن السيدة حكيمة عمة الأمام (ع) لم تكن تعلم بحملها لأنهم كانوا يخشون عليه من بطش الدولة الحاكمة أنذاك و لما وضعته أمه أخذه والده الأمام العسكري (ع) و أخفاه و لم يكن يراه ألا بعض المخلصين من الشيعة لتطمئن بذلك القلوب و تسكن النفوس .
2 -  صفاته الجسمانية :
كان بني أسرائيل يعرفون بضخامة أجسامهم فكانوا طوال القامة و كان موسى (ع) أسمر طويل القامة ضخم البنية قوي في بدنه فقد ورد عن الرسول (ص) في حديث المعراج ( ... ثم صعدنا إلى السماء السادسة وأذا بها رجل أدم طويل ) وأدم يعني أسمر اللون و البشرة كما هو معروف و هذه من صفات المهدي (ع) الجسمانية حيث أنه يشابه بني أسرائيل من ناحية لون البشرة و ضخامة الجسم فهو بذلك له سنة من موسى (ع) فقد ورد في كتاب ألزام الناصب ج 2 عن الصادق (ع) أسمر يعتروه مع سمرته صفرة من سهر الليل ) وورد عن أهل السنة لونه لون عربي و جسمه جسم أسرائيلي في طول القامة و عظم الجثة .
3 – ثقلاً في لسانه : 
قال تعالى عن موسى (ع) و أحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) طه 27-28 وقال تعالى حكاسة عن نبيه موسى (ع) وأخي هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي رداء يصدقني أني أخاف أن يكذبون ) القصص 34 فكما هو واضح وظاهر أن نبي الله موسى (ع) كان في لسانه ثقلا فقد ورد عن رسول الله (ص) في وصف المهدي (ع) قال ( ...... ثقلا في لسانه وضرب بفخذيه اليسرى بيده اليمنى إذا ابطا عليه الكلام , اسمه اسمي وابيه اسم أبي ) 
4 – الخوف :
قال تعلى ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ....) القصص 18 فان موسى كان قد خرج من مصر خائفا بعد قتله للقبطي ووأئتمارهم به و هذا مايجري على المهدي (ع) حيث تجري عليه هذه السنة بعينها فأنه يخرج من المدينة خائفا إلى مكة عندما يتوجه جيش السفياني إلى المدينة بحثاً عن المهدي (ع) للقبض عليه ، وحتى غيبته (ع) كانت بسبب الخوف من ألقاء القبض عليه فقد ورد في البحار عن الباقر(ع) يصف حال الأمام عند خروجه من المدينة إلى مكة ( يخرج المهدي منها خائفاً يترقب حتى يقدم  مكة ) فعن أبي جعفر (ع) يقول ( في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أنبياء : سنة من موسى ....الى أن قال ... فأمامن موسى فخائف يترقب ) ولا يخفى على القراء سبب خوف موسى والمهدي(ع) فان ذلك راجع إلى ما يحملونه من أمانة ألاهية وملقات على عواتقهم يريدون الحفاظ عليها ,
5 – الغيبة :
فأنها جرت على كثير من الأنبياء ومنهم موسى (ع) فقد غاب عن قومه فعن عبد الله بن أبي سنان عن أبي عبد الله (ع) قال ( للقائم سنه من موسى بن عمران فقلت وما سنته من موسى بن عمران ؟ قال : خفاء مولده وغيبته عن قومه . فقلت : وكم غاب مويى عن أهله ؟ قال ثمانية وعشرون سنه ) وكما هو معلوم أن الإمام المهدي (ع) غائب ولا يحتاج إلى ذكر الأدلة على ذلك لان هذا ما جرى اعتقادنا عليه فهو بذلك تجري عليه سنن الأنبياء في غيبتهم وسنه موسى في غيبته كما تبين . 
6 – يصلح الله امره في ليلة :  
فان موسى بعد أن نرجع من غيبته في مدين ومعه أهل وكان في ليلة الشتاء الممطرة وقد اصاب زوجته الطلق وكانت حاملا فارد أن سصنع لهم نارا يتدفئوا عليها فلم يستطيع لان كل شيئا كان مبتلى فرأى نارا بعيدة , قال تعالى حكاية عن موسى ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب  الطور نارا قال لأهل اني انست نارا لعلكم أتيكم منها بخبر أو جدوة من النار لعلكم تصطلون *فلما أتاها نودي من الشاطي الوادي الايمن في البقة المباركة من الشجرة قالنا يا موسى اني أنا الله رب العالمين  )القصص 29-30 وهذه الآيات تحكي لنا قصة بعث موسى وختياره نبيا وبعثه إلى فرعون وملائة فد اصلح الله امره في ليلة وجتباه وجعله نبيا مرسلا وايده بالايات والبينات كما سوف يحصل مع المهدي(ع) حيث انه بعد أن يكون غائبا خائفا ليس له انصار يستعين بهم يصله الله امره في ليلة وقد اجتمع له اصحابه في ليلة واحدة على غير ميعاد فيبابعونه فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (ع) ( المهدي (ع) منا أهل البيت يصله لله امره في ليلة .
7 – النقباء : 
فقد اختار موسى من بني إسرائيل اثنا عشر نقيا له وهم المقربين منهم وتلامذته والمخلصين في عبادة الله وطاعته وطاعة نبيه موسى , والمهدي (ع) له نقباء أيضا كما كان لموسى نقباء وهم قريبين منه مخلصين له مؤمنين ممحصين وهم اثنا عشر نقيبا الوزير واحد عشر نقيبا فقد ورد عن الصادق (ع) ( كاني بالقائم (ع) على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما من ذهب فيفكه فيقرءه على الناس فيجفلون عنه اجفال الغنم فلم يبقى إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجاء حتى ياتوا إليه واني لعرف الكلام الذي يتكلم به .
8 – مواجهته لفرعون : 
فان موسى واجه فرحون حث أن فرعون ادعى الربوبية فقد قال تعالى مخاطبا نبيه موسى واخيه هارون ( اذهبا إلى فرعون انه طغاء فذهب إليه موسى وهارون وحاججوه واقاموا الأدلة والبينات والحجج على نبوة موسى وانه رسول من الله لينقذ بني إسرائيل من فرعون ومالئه فقد كانوا يستضعفونه ويستسحون نسائهم والقى الله بفرعون وجنوده في البحر ونجا بين اسرائل من كيده وهكذا يفعل الإمام المهدي (ع) فان سوف يواجه فرعون زمانه الذي استضعف الناس وفرقهم وافسد النساء والشباب فان الإمام المهدي سيعلن الحرب عليه وعلى كل من سار في ركابه سهل سعيه وان الله سوف يهلكهم على يد موسى العصر (الإمام المهدي ) فان الإمام يطهر العالم من الظلم والظالمين ويقتل أعداء الله اينما وجدوا  .











الإمام المهدي(ع) يدعو إلى الإسلام جديد
الحلقة الأولى :
ورد في الاخبار الصادرة عن أهل البيت النبوي إلا أن المعصومين (ع) بان الإمام المهدي (ع) يأتي بكتاب جديد وامر جديد وقضاء جديد فقد جاء عن عبد الله بن عطاء , قال ( سالت ابا جعفر الباقر (ع) , فقلت : إذا قام القائم (ع) باي سيرة يسير ؟ فقال يهدم ما قبله كما صنع رسول (ص) ويستأنف الإسلام جديد . وعن أبي بصير قال : قل ابو جعفر (ع) ( يقوم القائم بامر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد ...) , وعن أبي حمزة الثمالي في رواية طويلة : سمعت ابو جعفر الباقر (ع) يقول ( لو قد خرج القائم من آل محمد –إلى أن قال – يقوم بامر جديد وسنه جديدة وقضاء جديد ) علن عبد الله بن عطاء المكي عن الشيخ الفقهاء – يعني ابا عبد الله (ع) قال : سألت عن سيرة المهدي يكيف سيرته ؟ قال يصنع كما صنع رسول الله (ص) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (ص) أمر الجاهلية ويستنف الإسلام جديدا)  .
من هذه الروايات المعصومي  الشريفة يتبين لنا أن لللامام المهدي (ع) دعوة اسلامية جديدة وأحكاما اسلامية جديد ة وقضاء جديد فكما ورد عن أبي جعفر (ع) في رواية طولة ( ....ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالانجيل  وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القران بالقران ) عن أبي جعفر (ع) قال :  (يقضي القائم (ع)بقضايا ينكرها بعض اصحابه ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء ادم (ع) ويقدمه فيضرب اعناقة ثم يقضي الثانية فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (ع) فيقدمهم فيضرب اعناقهم , ثم يقضي الثالث فينكارها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء موسى (ع)فيقدمهم ويضرب اعناقهم ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد (ص) فلا ينكرها احد عليه .ومن هذه الرويات الشريفة يتبين لنا أن للامام المهدي  دعوة وان هذه الدعوة جديدة بالنسبة لوكت ظهوره علما انها لا تختلف في مضمونها وطرحها عن الدعوة الاسلامية المحمدية والدين المحمد يالاسلامي الذي جاء به رسول الله (ص) ولكن التساؤل الذي يتردد في داخلي أن الإمام المهدي (ع) كما سمعت وقرت انه يقوم باسيف من المكرمة في يوم الجمعة في العاشر من محرم الحرام وقد وردت الروايات الكثيرة الصادرة عن ائمة أهل الهدى تؤكد هذا المعنى وتصرح به فقد ورد عن محمد بن مسلم قال : سالت ابا جعفر (ع) عن القائم (ع) إذا قام في اي سيرة يسير في الناس ؟ فقال في سيرة ما سار به رسول الله (ص) حتى يظهر الإسلام , قلت : وما سيرة رسول الله (ص).؟ قال : ابطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل وكذلك القائم (ع)إذا قام يبطل  ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل . وكما يظهر من الرواية الشريفة أن الإمام المهدي (ع) يبطل ما كان من أمر الدين في زمن الغيبة المعبر عنه في الروية بالهدنة وما ذلك لا بسبب النحراف الذي اصاب الدين حيث أن المتدينين في اخر الزمان ينحرفون بالدين بعيدا عما أتى به الرسول (ص) من تعاليم سماوية أصلية لذا فان ما يأتي به الإمام (ع) حتما سيكون جديدا بالنسبة إلى مجتمع لم يتعود هذه الأحكام المختلفة عن الأحكام والتعاليم التي اعتادوا عليها وعملوا بها وفقا لري علمائهم . 
وما يؤكد المعنى الذي ذكرناه أن القائم (ع)يقوم بالسيف ماورد عن حسن بن هارون : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) جالسا فساله معلى بن خليس اي يسير القائم بخلاف سيرة علي (ع) ؟ قال : نعم , وذلك أن عليا عليه السلام  سار بالمن والكف لانه علم أن شيعته سيظهر عليه وان القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي , وذلك يعلم أن شيعته لم يظهر عليه من بعده ابدا ) . وعن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال ( قلت له صالح من الصالحين سمه لي اريد القائم (ع) فقال اسمه اسمي قلت ايسير بسيرة محمد (ص)قال هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسرته قال جعلت فداك لما قال أن رسول الله (ص) سارة في امته بالمن ( اللين ) كان يتالف الناس والقائم يسير بالقتل بذك أمر بالكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستبب إحدى ويل لمن ناواه .
وعن محمد بن مسلم قال :سمعت ابا جعفر يقول ( ولو يعلم الناس ما يصنع لا أحب أكثرهم أن لا يرونه مما يقتل من الناس أما انه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها لا السيف ولا يعطيها لا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم .
وعن أمير المؤمنين (ع) يقول : يخرج الله الفتن برجل منا يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا السيف يضع السيف على عاتقة ثمانية اشهر حرجا حتى يقول والله ما هذا من ولد فاطمة (ع) ولم كان من ولدها لرحمنا يعري بني العباس وبني امية .
وعن رفيد مولى بن هبيرة قال : قلت لابي عبد الله جعلت فداك يابن رسول الله يسير القائم بسيرة علي بن أبي طالب (ع) في أهل السواد؟ قال : لا يرفيد أن علي سار في أهل السواد بما في الجفر الابيض وان القائم يسير في العرب بما في الجفر الاحمر , قال : قلت : جعلت فداك وما الجفر الاحمر ؟ قال : فأمر اصبعه  على حلقة فقال هكذا يعني الذبح .ثم قال يا رفيد أن لكل أهل بيت نجيبا شاهد عليه شافعا لمثاله .
وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين الفرس إلا السيف الايأخذها الابالسيف ولا يعيطيها إلا به .
وهناك الكثير من الروايات نكتفي بهذا الخبر من اخبارهم (ع) بعد أن تبين أن الإمام (ع) عند قيامه المقدس لا يستخدم اسلوبا سوى القتل والذبح ولا يقبل توبه من لم يؤمن به قبال قيامه ويتبع مهديه ويكون من انصاره ولكن ثم تسائل اخر لما تبين أن الإمام (ع) لا يقوم إلا بالسيف إذا كيف ورد في الروايات أن الإمام يستأنف دعاء جديدا؟ وانه يدعو إلى اسلام جديد  وامر جديد وكتاب جديد فمتى تكون هذه هذه الدعوة ياترى ؟ وكيف تكون ؟ وما هي ماهية تلك التدعوة ؟ وكل ذلك نجيب عليه في الاسطر التالية :
فان للأمام المهدي (ع) دعوة قبل قيامة مشابهه لدعوة جده رسول الله (ص) من ناحية المراحل التي تمر بها وكيفية ظهروها وأعلنها , فعن أبي بصير عن كامل عن أبي جعفر (ع) انه قال ( أن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا ليه رسول الله (ص) وان الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا  كما بدأ  فطوبى للغرباء.
عن أبي بصير (ع) عن أبي عبد الله (ع) قال ( الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت اشرح لي هذا أصلحك الله فقال : مما يستأنف الداعي منا دعا جديد ا كما دعا رسول الله (ص) ونكتفي بهذا العدد مت الروايات مراعاة للاختصار فان دعوة الإمام المهدي (ع) كما يتضح من الروايات الشريفة عن أهل بيت العصمة (ع) مشابه لدعوة جده رسول الله من حث ظهورها وإعلانها وانتشارها والمراحل التي تمر بها وبعد أن تبين ذلك أقول لابد من معرفة ماهية الدعوة والمراحل التي تمر بها فقد مرت الدعوة الإسلامية المحمدية بعدة مراحل فالمرحلة الأولى هي( الدعوة السرية )  والمرحلة الثانية ( الدعوة العلنية ) ثم تأتي مرحلة الهجرة ثم الفتح فهذه هي المراحل التي مرت بها دعوة الرسول وقبل الخوض في تلك المراحل لابد من معرفة ماهية دعوة الإمام المهدي (ع) فأقول : 
ماهية الدعوة : 
أن دعوة النبي محمد (ص) الدعوة الإسلامية كانت مبتنية على أمور متعددة  وأهمها وجوهرا التوحيد) فقد كانوا الناس يعبدون الأصنام التي صنعوها من الخشب والحجارة وكانوا يؤمنون بان تلك الأصنام لها مدخليه في حياتهم فقد كانوا يعتقدون بان تلك الأصنام تقربهم من الله زلفا فلحقيقة أنهم كانوا مشركين وان قريش كانت تشرك عبادة الأصنام مع عبادة الله  فقد كانوا مؤمنين بعبادة الله ويعتقدون أن وراء هذه الأصنام هو الله بدليل قولهم ( بسمك أللهم ) وما يؤكد هذا المعنى قوله تعالى ( ما نعبدهم إلا يقربونا إلى الله زلفى ) الزمر 3 .
لذا فان الدعوة المحمدية الإسلامية جاءت لكي تدعو إلى التوحيد حيث لا عبادة ولا طاعة الا لله الواحد الفرد الصمد ونبذ عبادة الأصنام وترك الإشراك بالله جل وعلا هكذا يتبين لنا أن الإمام المهدي (ع)يدعو إلى التوحيد كما دعر جده رسول الله (ص) وبين ذلك الروايات أهل البيت (ع) ويظهر من ذلك أن الإمام المهدي (ع) يخرج في زمان يكون أهله مشركين ويعبدون الأصنام فقد ذكر هذا المعنى في روايات الأئمة الأطهار ليس المعني في ذلك عبادة الأصنام المصنوعة من الحجار والخشب لكن عبادة الأصنام البشرية 
فقد ورد في الروايات عن أبي الجار ود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) وأما أحبارهم ورهبانهم فأنهم أطاعوهم وخذوا بقولهم واتبعوا ما أمروهم به ودانوا بهم بما دعوهم ليه فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم وتركهم ما أمر الله وكتبه ورسوله فنبذوه وراء ظهورهم وما أمرهم به الأحبار والرهبان  اتبعوه واطاعوهم وعصوا الله ) تفسير القمي ج1 ص 288 . وعن أبي بصير عن عبد الله (ع) في قوله تعالى ( اتخذوا أحبارهم  ...) قال : أما والله ما صاموا لهم ولا صلوا ولكن احلوا لهم حراما وحرموا له حلالا فتبعوهم . تفسر العياشي ج2 ص86 . 
وفي نفس المصدر عن أبي بصير قال ابو عبد الله (ع) ( ما دعوهم إلى عبادة انفسهم ولو دعوهم إلى عبادة انفسهم ما اجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرموا حلالا فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون ) نفس المصدر , وروى هذا المعنى في عدة مصادر كما في مجمع البيان ج3 وتفسير البرهان ج2 وتفسير الصافي ج2 وتفسير نور الثقلين ج2 وتفسير الميزان ج9 .
إذن فقد تبين من خلال هذه الروايات أن طاعة العالماء في كل شيء وهم ( المعرضون للخطأ) كما يقرون بذلك على انفسهم تعد عبادة من دون الله وطاعة من دون الله وهم بذلك يكونون كالاصنام ولكن بشكل اخر فهم اصنام بشرية, فقد ورد أيضا عن العقيل بن يسار قال سمعت ابا عبد الله يقول ( أن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية قالت وكيف ذاك ؟ قال : أن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة , وان قائمنا إذا قام أتى الناس ولكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به .. ) وهذا مما يؤكد قولنا فقد جعل الإمام الصادق (ع)    الذين يتأولون الكتاب على الإمام (ع) من العلماء المضلين في قبال الأصنام ونزلهم منزلة الأصنام كما لا يخفى ما روي عن رسول الله (ص) ( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وهي تعبد الأوثان ) وعن الإمام أمير المؤمنين في رواية طويلة يذكر فيها علامات الإمام المهدي (ع) قال ( ..... وقتل الأصلع صبرا في بيعة الأصنام ) وفي هذه الرواية عدة من علامات الإمام (ع) أي أنها تكون من زمن قيام المقدس ومعنى أن هناك أصنام في ذلك الوقت تعبد وأنها أصنام بشرية وذلك يظهر من كلمة ( بيعة ) فان الأصنام الحجرية كما هو معروف لا تأخذ لها البيعة أنما البيعة للبشر كما هو معلوم ثم أن عبادة الأصنام الحجرية انقرضت واختفت وبعد أن تبين ذلك ثبت لنا بما لا يقبل الشك أن الزمن الذي يظهر فيه المهدي (ع) يكونوا الناس فيه مشركين منحرفين عن تعاليم الدين الحنيف , وان كانوا يعتقدون أنهم مؤمنين متدينين لكن الحق خلاف ذلك لذا فان دعوة المهدي تتركز على التوحيد ونبذ الشرك وترك عبادة الأصنام وهم الناس الذين يطاعون من دون الله والأمام (ع) وبهذا تم بيان ماهية الدعوة وندخل في مراحل الدعوة :
الدعوة السرية : فقد بدأت دعوة النبي محمد (ص) بهذه المرحلة حيث اتخذت الدعوة جانب السري فبدأ رسول (ص) بدعوة بشكل فردي يلتقي ببعض الأفراد من أهل مكة ويبشرهم بنبوته واستمر على هذا الحال ثلاث سنوات تقريبا وهذه المرحلة تمر بها معظم الدعوات وخاصة دعوات الحق فلا بد من كسب الأنصار وتقوية الشوكة ثم يأتي بعد ذلك الإعلان لان الإعلان بشكل مباشر يتسبب بإجهاض تلك الدعوات لذلك وبعد أن علم رسول(ص) انه لا يخرج من مكة غير من امن به خلال هذه السنوات الثلاث وبعد أن صنع من أولئك النفر القليل الذين اتبعوه وصدقوا قوم موحدون أقوياء لا تأخذهم في الله لومت لأم أشداء في الحق اخبرهم بوجب إعلان الدعوة وعليهم أن يستعدوا لذلك . 
وهكذا فان دعوة الإمام المهدي (ع) لابد أن تمر بهذه المرحلة وهي مرحلة الدعوة السرية لكسب الأنصار وأعدادهم وصنع قوم موحدون في تلك المجتمعات المشركة لان الإمام (ع) لا يخفى على احد لا يستطيع أن يظهر بصورة مباشرة من دون وجود انصار ويعلن عن نفسه (ع) لان في ذلك خطر عليه وهو الإمام المعد لا قامة العدل فلا بد أذن من اتخاذ الجانب السري في بث الدعوة ولابد أن يكون ذلك في مكان مشابه للمكان الذي بدأت به دعوة الرسول (ص) لا من حيث الموقع الجغرافي  ولكن من حيث أن يكون ذلك المكان تتوجه ليه انظار المسلمين وخاصة الشيعة المنتظرين للأمام (ع) ويكون محلا للعبادة ومهوى قلوب الشيعة ولابد أن تبدأ الدعوة بكبار وقادة المجتمع الشيعي لا بعوام الناس فقد بدأ رسول الله (ص) في قريش وهم سادة العرب كما هو معلوم وسادة أهل مكة وزعمائها قال تعالى ( وأنذر عشيرتك الاقربين ) وكذا بالنسبة للمهدي (ع) فانه يبدأ بعشيرته وهم الشيعة بصورة عامة والعلماء بصورة خاصة أي لابد  أن تبدأ دعوة الإمام في الوسط العلمي لكي تعرف بين الناس وتظهر قوتها لان عوام الناس يمكن أن يخدعوا لكن أهل العلم لا يمكن خداعهم بسهولة. 

القتل المعنوي للأمام المهدي (ع) 
أن لكل حرب جانبان مادي ومعنوي فلجانب المادي التي تستخدم فيه آلة  الحرب ومختلف أنواعها والتي تسبب القتل الجسدي والدمار الظاهري , وأما الجاني لمعنوي فهو الذي يركز على النفس حيث يكون للدعية ولإعلان أثر واضح في ذلك وهذا لعمري أشد تأثيرا في الناس من القتل المادي الذي يهلك فيه والجسد فانه سبب سريع للفشل وانتصار صاحب هذه الحرب المعنوية حيث انه يقتل أعداءه ويشل حركتهم من خلال بثه للدعايات المناهضة لهم والتي تسبب هزيمة معنوية داخل النفس الإنسانية وقد كان هذا الأسلوب في المواجه قديما ولم يكن حديثا كما يتصور البعض بل أن الشعوب كانت تعول عليه في حروبها مع بعضها فقد استخدم هذا الأسلوب وهو الحرب المعنوية أو قل القتل المعنوي وهو قتل الشخصيات والرموز القيادية في مجتمع حارب ضد الأنبياء والرسل فهذا القران يحدثنا كيف أن أقوام الأنبياء واجهوهم بهذا النوع من القتل حيث كانوا عاجزين عن القتل المادي أو قل بذلك أن هناك أتباع الأنبياء لا ينفع مهم قتل النبي ماديا فهم بذلك يزيدون إصرارا في عقيدتهم لذا فأنهم لاجوا إلى القتل المعنوي حيث نسبوا للأنبياء التهم والأباطيل ووصفوهم بأوصاف غير لائق بشخصياتهم ونسبوا لهم أخلاق ذميمة بعيدة كل البعد عن أخلاقهم الحميدة فقد وصفوهم بالكذب والسفاهة والسحر والجنون  والجنه وما إلى ذلك من الأباطيل فنجحوا بقتل الشخصية فإذا ما استطاعوا أن يقنعوا احد ما في أباطيلهم نجحوا في قتل شخصية النبي الفلاني فلقد نسبوا إلى نوح (ع) الكذب واتهموه به حشاه من ذلك ووصفوه بلظلالة قال تعالى حكاية عنهم ( قال الملأ من قومه أنا لنراك في ظلال مبين ) الاعراف 60 . وقالوا عن هود (ع) انه سفيه حاشاه من ذلك ولعنهم الله وخزاهم فقد قال تعالى ( أنا لنراك في سفاهة وانا لنظنك من الكاذبين وقالوا عن  موسى (ع) انه ساحر عظيم قال تعالى ( قال الملأ من قوم فرعون أن هذا لسحر عليم ) الاعراف 109 , كما أنهم اتهموا عيسى (ع) بشتى الاتهامات التي لا يقوى اللسان على لفضها وقالوا كيف نصدق انك ولدت من غير اب وغير ذلك من الأباطيل والتهم التي حاولوا بها قتل شخصيات الأنبياء وتسقسطهم في نظر الناس معنويا ( حاشاه من ذلك) وقد اتهم رسول الله (ص) وخاتم النبين بشتا الاتهامات فبعد أن كان يعرف في قريش بالصادق الامين اطلقوا عليه ظلما وتعسفا وسمه كذاب اشر وقد قالوا مجنون وشاعر وساحر وبه جنه . لقد حاولوا بذلك قتل شخصية رسول الله (ص) والحط منه في نظر الناس واتباعه لكي لا يأمنوا به وهذا من  أشد ما لاقاه الأنبياء من اقوامهم لكنهم صبروا وتحملوا في سبيل الله وهذا مما سوف يحصل مع حامل موارث الأنبياء والرسل والذي تجري عليه سننهم ولا يكون شيئا جرى على الأنبياء إلا وقد يجرى على الإمام (ع) فأنهم سوف يحاولون قتل شخصيته سيحاولون قتله معنويا لأنهم لا يستطيعوا أن ينالوا منه ماديا نعم فأنهم سوف يتهمونه بالكذب وانه ليس الإمام المهدي (ع) بل هو مدعي كذبا وهم يعلمون انه حق وسوف يقمون بلعن رايته كما جاء في الرواية عن الإمام الباقر (ع)  ( له راية إذا رفعها لم يبق احد في المشرق والمغرب إلا ولعنها ) بل الانكى من ذلك أنهم سيتهمونه بما اتهم به عيسى ابن مريم (ع) فقد جاء في رواية عن الإمام الباقر (ع) ( له شبه من عيسى سيقال فيه ما قيل في عيسى) ويتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث أنهم يقتلون ممهديه وانصاره قتلا معنويا باتهامهم ورميهم لهم بالاباطيل وما يؤكد هذا المعنى ما ورد في الرواية الشريفة عن أبي سعيد الخراساني قال : قلت لابي عبد الله (ع) المهدي والقائم واحد ؟ فقال نعم فقلت لي شيء سمي المهدي ؟ قال لانه يهدي إلى كل أمر خفي وسمي القائم لانه يقوم بعدما يموت انه يقوم بامر عظيم ) وليس المراد هنا موت الإمام ماديا لان الإمام كما عليه عقيدتنا حي غائب ثم يقوم بامر الله العظيم وانما المراد الموت المعنوي الذي هو ما يصبه (ع) من اقاويل الادعياء واباطيلهم حتى يموت ذكره بينهم كما ورد في الرواية عن الإمام الجواد (ع) حيث في رواية طويلة حيث قال ( ..... أن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر ...بابن رسول الله ولما سمي القائم ؟ قال : لانه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بامامته فقلت له : ولما سمي المنتظر ؟ قال : لان له غيبة يكثر ايامها ويطول امدها فينتظر خروجه المخلوصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون  ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلمون ) .
انظر عزيزي القارئ كيف ينكر امامنا القائم ويستهزئ به ويكذب اليس هذا قتل الشخصية  وود في تفسير قوله تعالى ( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا اساطير الاولين ) في البحار يعني تكذيبه لقائم  آل محمد إذ يقول له : لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمد (ص) .
فقد ورد عن أهل بيت العصمة (ع) ( أن القائم يلقى في حربه اشد مما لقى رسول الله (ص) ومن المعلوم لدى الجميع ما لقي محمد (ص) من قريش وتكذيبهم له واتهاماتهم له بشتى الاتهامات . 














تقارير منوعة 
كنز عيسى وكنز الحواريين 
في كتاب بحار الانوار عيسى (ع) جمع بعض الحواريين في بعض سياحتهم فمروا على بلد فلما قربوا منه وجدوا كنز على الطريق ائذن لنا يا روح الله أن نقيم هاهنا ونحوز هذا الكنز لئلا يضيع فقال لهم أقيموا ها هنا وانا ادخل البلد ولي كنزا اطلبه فلما دخل البلد وجال فيه رأى دارا خربة فدخلها فوجد فيه عجوز فقال لها أنا ضيفك هذه الليلة وهل في الدار احد غيرك قالت نعم لي ابن صغير مات ابوه وبقي يتيما في حجري وهو يذهب إلى الصحاري ويجمع الشوك ويبيعه ونتعيش به فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه انوار الصلاح والهدى فأغتنم صحبته وخدمته ودخل الابن على عيسى (ع) و أكرمه .
فلما كان في بعض الليل سأل عيسى (ع) الغلام عن حاله ومعيشته وغيرها وتفرس في اثار العقل والاستعداد للترقي على مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم فقال يا غلام أرى قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك . فلما بالغ عيسى (ع) قال نعم في قلبي هم لا يقدر على دواءه إلا الله تعالى فقال اخبرني به لعل الله يلهمني ما يزيله عنك فقال الغلام اني كنت يوما احمل الشوك إلى البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلى القصر ووقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي وهو يزداد كل يوم ولا أرى لذلك دواء إلا الموت فقال عيسى (ع) أن كنت تريدها أنا احتال حتى تتزوجها فجاء الغلام إلى أمه واخبرها بقوله فقالت امه يا ولدي اني لا اظن هذا الرجل يعد بشيء لا يمكنه الوفاء به فأسمع له وأطعه في كل ما يقول فلما اصبحوا قال عيسى للغلام أذهب إلى باب الملك فإذا أتى خواص الملك ليدخلوا عليه قل لهم أبلغوا الملك عني اني جئته خاطبا كريمته ثم اتيني واخبرني بما يجري بينك وبين الملك .
فأتى الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا على الملك وقالوا بما قال الغلام مستهزئين به فأستحضره الملك فلما دخل على الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به لا اعطيك ابنتي إلا أن تاتيني من اللئالئ والياقوت والجواهر كذا وكذا ووصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا فقال الغلام أنا اذهب و أتيك بجواب هذا الكلام فرجع إلى عيسى فاخبره بما جرى فذهب به عيسى (ع) إلى خربه فيها احجار ومدر كبار فدعى الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك و أحسن منها فقال خذ منها ما تريد واذهب به إلى الملك فلما أتى الملك تحير الملك و أهل المجلس في أمره فقالوا لا يكفينا هذا فرجع إلى  عيسى (ع) فاخبره فقال اذهب إلى الخربة وخذ منها ما تريد واذهب بها إليهم فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم وقال الملك أن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام  وأستخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه وبين عيسى (ع) فقال قل لضيفك يأتني ويزوجك ابنتي فحضر عيسى (ع) وزوجه منها وبعث الملك ثيابا فاخرة للغلام فألبسها اياه وجمع بينه وبين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام كلمه فوجده عاقلا فاهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده ووارث ملكه و أمر خواصه واعيان مملكته ببيعته و طاعته فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فاجلسوا الغلام على سرير الملك واطاعوه وسلموا إليه خزانته فاتاه عيسى (ع) في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم أن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحدة منها و لكن عرض في قلبي أمر لم تجبني عنه لم أنتفع بشيء مما حصلتها لي فقال : و ماهو ؟ فقال الغلام أنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لا تفعل هذا لنفسك و أراك في تلك الحالة ، فلما أحفى في السؤال قال له عيسى (ع) أن العالم بالله و بدار ثوابه و كرامته و البصير بفناء الدنيا و خستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل و أن لنا في قربه تعالى و معرفته و محبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدنيا و أفاتها و نعيم الآخرة و درجاتها قال الغلام فلي عليك حجة أخرى لم أخترت لنفسك ما هو أولى وأحرى و أوقعتني في هذه البلية الكبرى فقال عيسى (ع) أنما أخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك و ذكائك و ليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر و أوفى و تكون حجة على غيرك فترك الغلام الملك و لبس أثوابه البالية و تبع عيسى (ع) فلما رجع إلى الحواريين قال فذا كنزي الذي كنت أظنه في هذا البلد فوجدته و الحمد لله .
















تأملات و تفكر
بينما كنت جالساً يوماً في البستان تأملت جيدا حولي حيث كانت الأدغال تحيط بزرع رب الأرض و تحاصره من كل الجهات فقد كان صاحب الأرض في سفر أضطره إلى ترك الأرض و ما فيها من زرع و قد تسبب ذلك في هذا المنظر الذي أشاهده فقد بات الزرع مصفرا كأنه يعاني من مرض و تبين لي أنه صغيرا جدا و لم ينمو كما هي عادة الزروع التي يداريها صاحبها بعد أن عرفت أنه قد مضى على زرعها فترة كافية لكي تثمر و لكن الذي حصل أن غياب صاحب الأرض و الزرع عنها هو الذي أدى إلى هذا المشهد فقد نبتت الأدغال التي لا فائدة فيها مع الزرع و قامت بأخذ غذائها حتى نمت و كبرت على حسابه و شوهت المنظر الجميل لذلك البستان و منعت الزرع من النمو و الأثمار و بعد أيام عاد رب الأرض إلى أرضه و كان بحسب خبرته في الأرض و الزرع يتوقع ذلك و كان يتألم لحال أرضه و زرعه و لكنه كان في أمر مهم لا يستطيع تركه و لما عاد أسرع حاملاً لمنجله و مسحاته و توجه إلى أرضه فألقى نظرة سريعة إلى ذلك المنظر و كيف كثرت تلك الأدغال و علت حتى بات لا يرى الزرع أثر ، رمى المنجل جانبا فأنه لم يعد نافعا مع تلك الأدغال حيث كان المنظر مؤلما بالنسبة له مع ما كان يتوقعه لقد عمد إلى تلك الأدغال بمسحاته فأجتثها من الأرض لكي لا تنبت من جديد و بعد أن أتم عمله وسط أرضه تنفس الزرع من جديد و دبت فيه الحياة حيث لا أحد يأخذ غذائه و مائه منه و ما هي ألا أياماً قلائل حتى أثمر الزرع و هكذا الحال مع صاحب الزمان (ع) رب الأرض فقد غاب عن أرضه و زرعه (بلاده و أنصاره) لأمر مهم لا يعلمه ألا الله فكثر في الأرض الأدغال (أهل الضلالة والسوء والفساد التي لا فائدة ترجو منها فقد راح هؤلاء الناس يأكلون و يستحلون أموال الناس بالباطل ويأخذون ما ليس لهم كما تفعل الأدغال بالزرع لقد اعتدوا على حقوق الإمام المهدي (ع) في أرضه فقد جلسوا في مكانه و أخذوا خيرات الأرض التي هي حقه و أصبحت الأرض لا تسر الناظرين لما يجري فيها من ظلم و انحراف و ضلالة وأكل حقوق اليتامى المساكين و الفقراء و المستضعفين و أما هؤلاء فأنهم أصبحوا مقهورين مظلومين محتاجين أذا رأيتهم حسبتهم مرضى و ما بالقوم من مرض ليس لهم هم سوى الصبر و الانتظار للأمام (ع) ليخلصهم مما هم فيه كأن الإمام (ع) حينما يأتي سيعمد إلى الأدغال فيجتثها من الأرض و هم هؤلاء الضالين المضلين يقتلهم ذبحاً بذي الفقار و لا يستتيب أحدا كما قال الإمام الباقر (ع) في الرواية الواردة (يقوم القائم بأمر جديد و قضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف و لا يستتيب أحدا و لا تأخذه في الله لومت لائم) بحار الأنوار ج 52 .
و عن مالك بن ضمرة عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ و شبك بين أصابعه و ادخل بعضها في بعض ، فقلت ياامير المؤمنين أفي ذلك الزمان من خير . قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله و رسوله فيقتلهم . ثم يجمعهم (الشيعة) على أمرا واحد ) و قد ذكر الشيخ الكوراني معلقا على الرواية في كتابه عصر الظهور ص 149 نقلاً عن بحار الأنوار ج 52 قائلاً ( و تذكر الرواية التالية انه يقتل سبعين رجلا هم أهل الفتنة و الاختلاف داخل الشيعة ، ويبدو أنهم علماء السوء المضلين ) انتهى كلام الشيخ .
أعاذنا الله منهم و أخذ الله بأيدي علمائنا الصالحين لنصرة الإمام المهدي (ع) و الحمد لله الذي انعم علينا بالتفكر في آياته و مخلوقاته و الحمد لله على حمده و نحن العاجزين عن شكره .
السير في ركاب الحسين (ع)
في الكافي ج 5 بأسناده عن جابر عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : ( يكون في أخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمر بمعروف و لا نهيا عن منكر ألا إذا امنوا الضرر يطلبوا لانفسهم الرخص و المعاذير يتبعون زلاة العلماء و فساد عملهم ، يقبلون على الصلاة والصيام ما لا يكلمهم ( أي لا يضرهم) في نفس و لا مال و لو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم رفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقوم الفرائض : هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار  و الصغار في دار الكبار ، أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، و منهج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب و تحل المكاسب و ترد المظالم و تعمر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر ،فأنكروا بقلوبكم و ألفظوا بألسنتكم و صكوا (أي اضربوا) بها جباهكم و لا تخافوا في الله لومت لائم ، فأن أتعظوا و إلى الحق رجعوا فلا سبيل لهم ( أنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم ) هناك فجاهدوهم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا و لا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يتفيؤوا إلى أمر الله و يمضوا على طاعته قال : و أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (ع) إني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم ، فقال (ع) : يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله عز و جل إليه : داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي .
أقول اخوتي الأخيار لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيعذبكم الله و قد خاب من حمل ظلما فقد أصبح المنكر في كل مكان و الكل مسؤول عن ذلك فما فائدة الصلاة و الصوم و العبادة إذا تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال تعالى ( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ) فليست بصلاة و لا قبول أن لم تحثنا عباداتنا على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يا محبي الحسين يا من جعلتم الحسين علما لكم و منارا لا تنسوا شعار الحسين (ع) و هدفه عندما توجه إلى الكوفة لحرب الطاغية يزيد حيث قال ( و الله ما خرجت أشراً و لا بطراً و لا ظلماً و لا مفسداً أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ) .
هذا ندائي إلى جميع أبناء ديني من علماء و فقهاء و حكماء وطلبة وحكام و مثقفين و عوام فل نسعى جميعا للسير في ركاب الحسين (ع) و ليس لنا هدف ألا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يا أخوة الدين لا تداهنوا الظالمين فتخسروا الخسران المبين ، قال تعالى ( و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .



راية المهدي يلعنها الناس 
  يعتقد البعض أن الناس في أخر الزما ن سوف تستقبل الإمام المهدي (ع) بالورود فرحين مستبشرين و لكن و للأسف الشديد و من خلال الرجوع إلى الأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة (ع) يتبين لنا العكس فأن أكثر الناس كما يظهر يحاربون المهدي (ع) و يكذبون دعوته و يقفون بوجهه رافضين خروجه و قيامه فعن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول : ( أن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر ، لقي من الناس ما لقي رسول الله (ص) و أكثر ) . و من خلال التفكر و التأمل و مراجعة روايات أهل البيت (ع) توصلت إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى ذلك المنزلق الخطير و الانحراف الذي لا عودة منه و العياذ بالله و مجمل الاسباب ينحصر في حب الدنيا و الميل لها و الأنخراط في شهواتها على حساب الدين الحقيقي الذي أراده الله و رسوله و الأئمة الطاهرين عليهم الصلاة و السلام و بين الأنقياد وراء علماء سوء منحرفين مضلين يخرجون في أخر الزمان يتسببون في اضلال الناس و انحرافهم عن جادة الحق و الهداية فعن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) قال : ( شر الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال أئمة مضلون ) .
وأن من الأمور التي أوقفتني كثيرا أزائها و التي تحيرت بها و لولا أنها صدرت من الأئمة المعصومين كنت حتما لا أصدقها هي الرواية الواردة الصحيحة السند فعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في حديث ذكر فيه راية القائم (ع) و قال : ( فإذا هو قام نشرها فلم يبق في المشرق و المغرب أحد إلا لعنها ) غيبة النعماني . و الحقيقة أني لا أعرف كيف يمكن لأحد أن يلعن راية الأمام المهدي (ع) و بحثت عن حل مقنع لهذا الأمر و اثناء البحث عثرت ايضاً على روايتين أخريين بنفس المعنى ، فعن أبان بن تغلب قال سمعت الصادق (ع) يقول( إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق و اهل المغرب . أتدري لم ذلك ؟ قلت : لا قال : للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه ) الغيبة للنعماني و ورد أيضا عن أبي عبد الله (ع) أنه قال ( أذا نشرت راية الحق لعنها أهل الشرق و الغرب (المشرق و المغرب ) قلت له : لم ذلك ؟ قال : مما يقولون من بني هاشم ) . 
و عند ذلك أطمئنت نفسي بأن هذا الشيء لا بد أن يقع و يكون فقد ذكرته الروايات الصحيحة السند و لكن كررت البحث و التقصي عن السبب الذي يؤدي إلى ذلك فأن من المعلوم أن الذي ينتظر الأمام المهدي (ع) هم المسلمون سنتهم و شيعتهم و كلا الفريقين يعتقدون بظهور المهدي (ع) و هم منتظرين لأمره و دولته كما ذكر أهل البيت (ع) في رواياتهم و كلامهم  يخاطبون المسلمين و غير المسلمين كما يقولون أن المنطقة التي يظهر فيها الأمام (ع) هي المنطقة العربية و خصوصا الجزيرة العربية و العراق و أيران و بلاد الشام لذا فأننا نرى أن أكثر الروايات التي تتحدث عن أمر الأمام (ع) تقع أحداثها و مجرياتها في هذه المنطقة بالتحديد فعليه يتبين أن لعن راية الأمام سيكون من قبل المسلمين و للأسف الشديد و ينفي السؤال كيف يكون ذلك يات ترى ؟!! 
و قبل الأجابة لا بد لنا أن نعرف ما المقصود من راية الأمام المهدي (ع) ؟ و ما المقصود من لعنها ؟ و غير ذلك ... 
قال السيد الشهيد الصدر أعلى الله مقامه في كتابه موسوعة اامام المهدي (ع) ج 3 قال : ( و المقصود من راية الحق : دعوة المهدي (ع) العامة المتمثلة بأة الكاملة ، و نشرها أو رفعها : أعلانها في العالم كما أن المقصود من لعنها : الغضب عليها و الأشمئزاز منها من قبل أهل الشرق و الغرب و هم أكثر سكان العالم . و من المؤكد أن يكون المقصود من بني هاشم و أهل بيته شيئاً واحداً سواء ذلك على المستوى الصريح أو الرمزي ) انتهى كلام السيد (قدس) .
و هو كلام صحيح ووجيه فأن الراية بما هي راية لا يمكن لنا أن نتصور لعنها ... اذاً يتضح من خلال كلام السيد الشهيد أن للإمام المهدي (ع) دعــوة و أن هذه الدعوة تعلن و تنشر للعالم و أنها سوف تكذب و تحارب بل تلعن هي و قادتها من قبل المسلمين الذين هم أهل الشرق كما لا يخفى و يكون ذلك اللعن و التكذيب بسبب رجال الدين من بني هاشم كما هو واضح من كلام السيد الشهيد (قدس) في نفس الكتاب المذكور و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا عن دعوة الأمام المهدي (ع) متى تكون؟ فأن من المعلوم لدينا أن الإمام المهدي (ع) يقوم بالسيف في مكة المكرمة و يجتمع أليه اصحابه و كما يظهر من الروايات أنه يبدأ القتال و فتح المدن الإسلامية فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج القائم (ع) لم يكن بينه وبين العرب إلا السيف لا يأخذها إلا بالسيف و لا يعطيها إلا به ) البحار ج 52 ، و عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه و بين العرب و قريش إلا السيف و ما يأخذ منها إلا بالسيف ) غيبة النعماني . 
إذا متى تكون دعوة المهدي (ع) ؟ الحقيقة أن المقصود من دعوته (ع) هي حركة الممهدين التي تسبق قيامه (عج) ، و قد ورد في الروايات الشريفة أنه يخرج قبل المهدي (ع) من يمهد له و يدعو إليه كالخراساني و اليماني و شعيب بن صالح و أن كانت الدعوة الحقيقية المتمثلة بالإمام (ع) لا تنحصر إلا بحركة اليماني كما ورد عن الباقر (ع) (  ... و ليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم ، و إذا خرج اليماني فأنهض إليه ، فإن رايته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليها فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق و طريق مستقيـم ) بحار الأنوار ج 52 .
و كما يظهر من الرواية الشريفة إن دعوة اليماني التي عبر عنها الإمام الباقر (ع) براية اليماني و هذا ما يؤكد المعنى الذي ذهب إليه السيد الشهيد الصدر (قدس) في تفسير راية الحق هي أهدى الدعوات و مما يدل على إن اليماني صاحب دعوة الإمام المهدي (ع) ما ذكر في الرواية الشريفة حيث كرر الباقر (ع) كلمة (( يـــدعــــو)) مرتين فقال ( يدعو إلى صاحبكم ) و الثانية ( يدعو إلى الحق و طريق مستقيم ) . و قد ذكر الشيخ الكوراني تعليقاً في كتابه عصر الظهور عن هذا الكلام بقوله : ( المرجح أن يكون السبب الأساسي في إن ثورة اليماني (أهـــدى) أنها تحظى بشرف التــوجـيـه المباشـر من الإمام (ع) و تكون جزءاً مباشراً من خط حركـتـه (ع) ، و إن اليماني يـتـشـرف بـلـقـائـه و يأخذ تـوجـيهـه مـنـه (ع) ) انتهى كلام الشيخ .. و هذا الكلام يؤكد على إن ثورة اليماني تحظى بأشراف الإمام المهدي روحي له الفداء و تكون دعوة منه للعالم لأن الدعوة كما عرفنا جزء من الحركة المهدية كما يتضح ذلك من خلال أتصال الأمام المهدي (ع) باليماني و لقاءه به و لا يكون ذلك إلا لأنه يكون ممثلاً له (ع) في الدعـوة .
و لما تبين ذلك نعود للإجابة عن كيفية لعن دعوة الإمام و تكذيبها علما إن التعجب و الاستغراب قد زال بعض الشيء لأن التكذيب سوف يلاقى به اليماني و هذا ممكن تصوره و إن كان منهياً عنه من قبل أهل البيت (ع) و صرحت الروايات بحرمة الالتواء عليه و أن مصير من يكذب اليماني و يلتوي عليه فهو من أهل النار و العياذ بالله .
و الظاهر و المتصور أن الناس سوف لن تصدق اليماني في دعوته و سيتهم بالتكذيب لا بل من الواضح أنه سيلعن هو و دعوته و أتباعه لأن الناس سوف تعتقد إن اليماني مفتري على الإمام كذباً و لا يكون ذلك من تلقاء أنفسهم فقد صرحت الروايتين الثانية و الثالثة بأن اللعن نتيجة ما يلقاه الناس من أهل بيته في الرواية الثانية و من بني هاشم في الثالثة الذين هم شيء واحد كما قال السيد الصدر (قدس) وهؤلاء حتماً ليس لهم أثر في ذلك الفعل إذا كانوا من عامة الناس لكن المتصور أنهم قادة الناس آنذاك أي أنهم الفقهاء الذين ترجع إليهم الناس في أمور دينهم و لكنهم من فقهاء أخر الزمان و علماء السوء المضلين الذين يكذبون بدعوة الإمام المهدي (ع) المتمثلة باليماني و سوف يصدرون الفتاوى التي تكذب تلك الدعوة بل ربما يصدرون فتاوى بلعن تلك الدعوة و أتباعها فلا يكون من الناس إلا تصديقهم و إتباعهم في ذلك أعاذ الله علمائنا الصالحين و إخواننا المؤمنين من الانزلاق في هذا المنزلق الخطير .













دراسات أسلامية
فـلـسفـة صـلاح الكون
(الحلقة الأولى)
لقد ثبت إن هنالك ترابط بين أفعال الإنسان و ما يحصل و يقع في المحيط  الذي يعيش فيه فأن في الكون نظاماً عجيباً و تناسقاً ليس له مثيل و لكن بين الحين والأخر هنالك من يعبث بذلك النظام و يحصل ذلك من خلال أعمال الإنسان و أفعاله فقد قي لإذا صلحت حال العباد صلحت البلاد و إذا فسدت العباد فسدت البلاد فما معنى ذلك و ما علاقة صلاح الكون و فساده بصلاح و فساد العباد .
نرجع إلى الوراء حيث بدأت الحياة على وجه الأرض و وجد البشر حيث كان آدم ابو البشر و أمنا حواء جنباً إلى جنب يعبدون الله خالق كل شيء يصلحون و لا يفسدون لقد من الله عليهم بالأولاد و طول مدة عيشهم تجد أن هابيل و قابيل يعيشون وسط الحيوانات التي تسمى في وقتنا الحالي بالحيوانات المفترسة حيث كانوا يلعبون مع تلك الحيوانات فلا تأكلهم و يلعب الأطفال بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاة مع الذئب فلا يأكلها و الصلاح في كل مكان فالحيوانات تعيش بسلام و النباتات مثمرة و مباركة و الأرض عامرة خضراء صالحة كل شيء كان جميلاً ما دام أبني آدم صالحين و في ذات يوم عندما قتل قتل الأخ أخاه ( قتل قابيل هابيل ) فقد تحقق الفساد و الظلم و فسدت نفس قابيل و ظلم أخيه فما الذي جرى يا ترى؟ لقد نفرت الحيوانات من بعضها و راح يفترس بعضها البعض صار الأطفال يخافون الحية و العقرب لأنها تؤذيهم ، فسد الزرع في الأرض فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : ( كانت الوحوش و الطير و السباع و كل شيء خلق الله عز و جل مختلطا بعضه ببعض فلما قتل أبن آدم أخاه نفرت و فزعت فذهب كل شيء إلى شكله ) .
و هنالك روايات كثيرة في هذا الصدد لاحاجة للإطالة في ذكرها و نكتفي فيما ذكر و هذه الرواية التي ذكرتها تؤكد بوضوح الترابط بين أفعال العباد و صلاح و افساد البلاد أما علة ذلك الترابط و تلك العلاقة فتعود إلى التلاعب بالميزان الذي وضعه الله حينما خلق الخلق قال تعالى ( و السماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان ) فأن المولى تبارك و تعالى لم يخلق خلقه و تركهم من غير قانون أو دستور أو معادلة تكفل لهم الإصلاح و العيش بهناء فقد وضع الله تعالى لهم ما هو كفيل بسعادتهم و صلاحهم من قوانين إلهية و مبادئ سماوية سماها الميزان ، قد حذر سبحانه من الطغيان بالميزان لأن ذلك يتسبب في أختلال النظم و بالتالي فساد الكون و البلاد و لكن للأسف الشديد أن الناس قاموا باستبدال الأوزان الإلهية بالأوزان الشيطانية و أثروا الميزان الشيطاني على الميزان الإلهي مما تسبب في أفساد الكون و انحراف المجتمعات و قلة الخيرات و ذهاب البركات لذا فأن من مقتضى رحمة الله بالعباد و البلاد دعا الله سبحانه و تعالى إلى أرسال الرسل من أجل أصلاح تلك الموازين و اعادتها إلى وضعها الطبيعي الذي ارادها الله عليه فيحصل بذلك اصلاح الكون قال تعالى ( و لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ) و كل ذلك من أجل الصلاح الذي لا يكون إلا عن طريق هؤلاء الرسل و الأنبياء الذين يدعون الناس للهداية لان الصلاح المطلوب و المنشود لا يكون إلا بصلاح الناس عن طريق هدايتهم و رجوعهم إلى الله و اخذهم بتعاليمه و مبادئه السماوية التي هي كفيلة بإصلاح الميزان و أعتدال الكفة و لكن و لما كان المهتدين قليلين و جزء من المجتمع و ليس الكل فأن الإصلاح يكون جزئيا و قد استمر الحال إلى زمن الرسول الخاتم (ص) فقد عظم الإصلاح في الكون بعظم الإسلام و مبادئه و انتشاره و تطبيق تعاليمه لكن النتيجة و المحصلة الأخيرة أن الإصلاح بقى جزئيا و استمر الحال إلى  يومنا هذا فأن الإصلاح المنشود الكلي لا يكون إلا بصلاح كل البشر و انتشار العدل في كل مكان و إزالة الظلم و الفساد فمتى ما تحقق ذلك صلح الكون كله وأخرجت الأرض كنوزها و عادت البركة إلى محالها ومن المعلوم أن ذلك لا يكون إلا في زمن الإمام المهدي (ع)الذي سوف يأتي ليصلح الميزان الإلهي الذي انقلب و للأسف بسبب الطغيان الكبير فيه فقد ورد هذا المعنى في أحاديث أهل البيت (ع) التي تصف أهل ذلك الزمان و كيف أنهم تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لم يكتفوا يأمروا بالمنكر و ينهوا عن المعروف بل تعدى ذلك إلى أن صاروا يرون المعروف منكرا و المنكر معروفا فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال النبي (ص) ( كيف بكم إذا فسدت نسائكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر فقيل له أيكون ذلك يا رسول الله ؟  فقال (ص) : نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله أيكون ذلك ؟ فقال (ص) : نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا ) . كما أنهم اصبحوا يصدقون الكاذب و يكذبون الصادق و يعملون بالقوانين الوضعية الارضية و يتركون القوانين الإلهية السماوية فقد جاء عن الأصبغ بن نباتة قال :سمعت علياً (ع) يقول : ( أن بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب و يقرب فيها الماحل و في حديث ( وينطق فيه الرويبضة) فقلت : و ما الرويبضة ؟ و ما الماحل ؟ قال : أو ما تقرأون القرآن قوله : و هو شديد المحال ) يريد المكر ، فقلت : و ما الماحل ؟ قال : يريد المكار )) و بعد ذكر هذه الأمثلة أقول بربكم أليس هذا قلباً للموازين الإلهية و أليس هذا يعني انكفاء الميزان الإلهي نتيجة الطغيان الحاصل في المجتمعات الإسلامية أليس هذا معناه انتشار الظلم و الفساد و لم يعد هناك مجال للعمل الصالح إلا يعني هذا أننا و للأسف تركنا العمل بالقوانين الإلهية و التعاليم السماوية و المبادئ السامية و في خضم هذا الصراع نرفع أيدينا إلى سيدنا و مولانا و خالقنا داعين منيبين راجين الصلاح الذي لا يكون إلا على يد الإمام المهدي (عج) المصلح الكوني و نمد أيدينا إلى مولانا صاحب العصر و الزمان و نقول هلم ألينا يا بن فاطمة فأن دين جدك حرف وكتاب ربك هجر و المؤمنين مستضعفين منتظرين خائفين وجلين هلم ألينا و أصلح نفوسنا و أهلينا و ما حولنا فأن الإصلاح منوط بك وحدك لأنك وحدك من يستطيع أن يعيد الميزان إلى وضعه الحقيقي و يعيد للكون توازنه بما تأتي به من تعاليم ألهية تتكفل بهداية المهتدين و قمع الكافرين و المنافقين فيسود الأرض العدل ويعم القسط ويزال الظلم والجور وبذلك يصلح الكون حتى يعود الصبيان يلعبون بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاه مع الذئب فلا تأكلها وتأمن الناس من السباع فقد ورد عن  ابن عباس في تفسير قوله تعالى ( وقاتل المشركين لا يبقى صاحب ملة لا صار إلى السلام حتى تامن الشاة من الذئب والبقر والغنم و الإنسان من الحية حتى لا تقرض الفأرة جرابا وذلك عند قيام القائم . عن رسول الله (ص) في حديث طويل (......حتى يدخل الوليد يده في حجر الحية فلا تظره وتنظر الوليدة الاسد فلا يضرها ويكون الذئب في المغنم كانه كلبها ولا يكون ذلك لا بسبب صلاح الناس وهدايتهم وسيرتهم وأتباعهم للحق فيعتدل لذلك الميزان الالهي فيصلح الكون كله من جديد كما كان عليه في زمن ادم (ع) . 
علم التوسم 
يعتبر هذا العلم من العلوم الغريبة  المختصة باهل بيت العصمة ومعنا هذا العلم معرفة باطن العلوم عن طريق معرفة الباطن من السمات والسمة ومعناها العلاقة أو الدلالة . وأليك شرح هذا الأمر .
أن الكون كله مترابط وحاكي عن معانيه وبواطنه وهناك علاقة وطيدة بين الظاهر والباطن وهناك نظرية تقول يوجد تطابق بين الكون والانسان والقران وبما أن القران له ظاهر وباطن كذلك الكون له ظاهر وباطن وكلهم حاكي عن الأخر فان باطن القران هو التاويل وكذلك لباطن  الكون والإنسان  أيضا تأويل ومعنى التاويل هو رجوع المتشابه إلى اصله أي ارجاع الفرع إلى الاصل حسب دلالاات يعرفها المتوسم .
أذن هي علاقة عالم الملك بالملكوت  حيث عن طريق السمات الملكية يستنتج دلالات ملكوتية وقد استخدم أهل البيت هذا العلم في كثير من الامور لكننا لم نكن نعرف معناه مثل توسم أمير المؤمنين في الاوز حينما خرج من بيته ليلة الجرح ( ضربة العين ابن ملجم ) فصاحت الاوزات بوجه المبارك فقال (ع) صوائح تتبعها نوائح . وكذلك عندما خرج من الباب تعلق رداءه في باب بيته قال (ع) : اشدد حيازيمك للموت فان الموت أتيك . 
فنرى هنا توسم أمير المؤمنين بالاوز هي نساء تبكي وتصيح عليه لان إلاوز يشير بالتاويل إلى النساء , وتوسم بتعلق الرداء الموت لان الإنسان حيمنا يموت يغطى برداء يسمى الكفن وحصل عنده شبه النهي عن الخروج لكنه قدر مقدر من الله تعالى ومن عند هذا العلم يعرف كل شيء, حيث يعرف حقائق البشر صالح أو طالح عن طريق السمات الظاهرية خصوصا في الوجه والجسم مطلقا حيث دلالات العيون سواء كانت كبير أو صغيرة المتوسم يعرف ما معناها وهيئة الفم والانف ولون البشرة والشامات على الوجه الجسم كل ذلك له دلالات لذلك ورد في الحديث أن من علامات الامامة هو علم التوسم لمعرفة الصالح او الطالح حتى يصل الحال عن طريق الصوت , في الكافي بسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال ( سلته عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان بن داود (ع) فقال نعم أن ذلك رجل سأله عن مسالة فأجابه فيها فسأله أخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأولى ثم سأله أخر فاجب بغير جواب الاولين ثم قال هذا عطائنا فأمنن أو اعط بغير حساب وهكذا هي قراءة علي قال : قلت أصلحك الله فحين اجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام ؟ قال : سبحان الله أما تسمع الله يقول ( أن في ذلك لآية للمتوسمين ) وهم الأئمة ( وانها لسبيل مقيم ) لا يخرج منها ابدا ثم قال لي : نعم أن الإمام إذا ابصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وان سمع كلامه من خلف حاط عرفه وعرف ما هو أن الله يقول ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم والوانكم أن في ذلك للآيات للعالمين) وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم (ع) بالذي يجيبهم وقد ذكر الله تعالى التوسم في كتابه القران في عدة آيات منها : 
1 – ( أن في ذلك لآيات لمتوسمين ) فقد ورد في الروايات أن المتوسمين هم إلائمة الاطهار وخاصة الإمام المهدي (ع)  ففي الارشاد عن الصادق (ع) قال ( إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف واليه من عدوه بالتوسم ) قال تعالى (أن في ذلك لآيات للمتوسمين وأنها لسبيل مقيم ) وفي كمال الدين عن أبي عبد الله الصادق (ع)( إذا قام القائم لم يقيم بين يديه احد من خلق الرحمن ألا عرفه صالح هو أم طالح لان فيه آية المتوسمين وهي سبيل مقيم ) .
2 – ( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام ) عن أبي عبد الله (ع) قال الله يعرفهم ولكن هذه انزلت في القائم وهو يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو واصحابه خبطا ) وعن معاوية الدهني عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى ( يعرف المجرمون بسيماهم .....) فقال (ع) يا معاوية ما يقولون  في هذا ؟ قالت يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيامر بهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم فيلقون في النار .فقال لي (ع) : وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشئهم وهو خلقهم ؟ فقلت جعلت فداك وما ذلك ؟ قال ذلك لو قام قائمنا اعطاءه السيماء فيامر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا وقراءة ابو عبد الله (ع) هذه جهم التي كنتم بها تكذبان تصليانها ولا تموتان ولا تحييان . 
3 – قال تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا سيماهم في وجوهم.......) فهنا بين الله تعالى أن المؤمن له سيماء واصحاب الرسول (ص) كانت سيماهم في وجوههم من أثر السجود .
4 – قال تعالى ( وعلى الاعراف رجالا يعرفون كلا بسيماهم ...) فقد جعل الله تعالى معرفة هؤلاء رجال الاعراف للناس عن طريق التوسم والسيماء حيث قال يعرفون كلا بسيماهم أي يعرفون سيماء الصالحين فيدخلونهم الجنة وسيماء الطالحين ويدخلونهم النار .
ثم أن هذا العالم من مختصات قائم آل محمد وهو من مميزاته عن الاخرين حيث حينما يظهر سوف يعرف عدوه من صديقه بالتوسم كما توضح لك في الروايات السالفة وهو حين ظهوره يعلمه إلى اصحابه ويتوسمون معه في قتل المنافقين ومعرفة الصالحين .
قال الإمام الباقر (ع) ( كاني انظر إلى القائم (ع) وأصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قسيهم قد أثر السجود بجباههم ليوث بالنهار رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة أربعين رجلا ويعطيهم صاحبهم التوسم لا يقتل احد منهم لا كافرا أو منافقا ) فقد وصفهم الله بالتوسم في كتابه ( أن في ذلك لآيات للمتوسمين ) .





الإمام المهدي بين عقدتي الشيعة والسنة 
بسم الله الرحمن الرحيم 
وصلى الله على محمد وعلى آل الطيبين الطاهرين وسلام الله عدد ذرات الرمل وقطر المطر على بقية الله في أرض وحجته على خلق المهدي المنتظر(ع) .
في الحقيقة عن أي جانب من جوانب الحركة المهدية هو حديث متشعب قويم وآنا لنا أدراك سر من اسرار الله تعالى , وقد ورد في زيارة السيدة فاطمة الزهراء (ع) (السلام على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها ) ... 
 ارتأينا طرح قضية مهمة متعلقة بهذا الموضوع و هي الأحاديث الواردة في حق الإمام المهدي (ع) عند الشيعة والسنة ، في وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية بل العالم بأسره إلى القائد المنقذ المخلص ليجمع شتاتها في أحلك الظروف التي تواجهها من هجمة الاستكبار العالمي .
أن الاعتقاد بوجود الإمام المهدي (ع) هو من ضروريات مذهب الأمامية الأثنى عشرية بالاشتراك مع الشيعة الزيدية الاسماعيلية فضلا عن السنة واعتقادنا في الإمام المهدي (عج) انه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع) مولده في سامراء سنة 255 هـ وهو من نسل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).
وان هذه العقيدة لم تأتي من فراغ أو انها جاءت نتجة الاضطهاد السياسي للشيعة وعلى مر العصور , وكأنها محاولة منهم لتعويض عن هذا الابعاد السياسي من الساحة بانتظار هذا المنقض كما حاول البعض تصويره وهو أمر مرفوض من اساسه مردود على أهل لان البعد السياسي والتصدي للامامة ظاهرية فرضته الظروف وعليه ارتى أئمة أهل البيت (ع) أبتداء بامير المؤمنين علي (ع) التغاضي عن ذلك حفاظا على  بيضة الإسلام هذا من جانب والجانب أخر أن الأدلة على امامة الإمام المهدي (ع) ثبتتها جملة من الأدلة المتمثلة  بالآيات والاحاديث النبوية الشريفة فضلا عن احاديث الأئمة المعصومين .
أذن الشيعة لم يات  أيمانهم بالامام  المهدي (ع) من فراغ قط . أما بالنسبة للقران الكريم فان هنالك جملة من الاحاديث صرحت بوجوده (عج) وانه يخرج في أخر الزمان ليقيم دولة العدل الإلهي وينشر الدين الاسلامي الحنيف على كل ارجاء الكرة الارضية وخير مثال على ذلك هو قول الله تعالى ( ليظهر على الدين كله ولو كره المشركون ) ومن المعلوم أن الدين الاسلامي لم يظهر على الدين كله لحد الان وما زالت الديانات اليهودية والمسيحية وغيرها من اديانات متواجدة واتباعها الظاهريون هم من يسطرون على مقاليد الامة ويستضعفون المسلمين ويسمونهم سوء العذاب وعليه ظهور الدين الإسلامي لا يكون إلا في حالة ظهور الإمام المهدي (عج) . 
أما الأحاديث النبوية الشريفة والروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) فهي كثيرة جدا ومتواترة وتنقسم ما بين احاديث وروايات تسلط الضوء حو ل مولده وصفاته وحتمية ظهوره , وما بين احاديث ورايات مبينة لحركة ظهوره المقدس وعلامته والاحداث الموافقة له .
فقد قال الرسول الأكرم (ص) ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي وروية عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة الكثير في هذا السياق .كما ذكر عن الرسول الأكرم محمد(ص) عن حتمية ظهوره منها قوله (ص) ( لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطال الله ذلك اليوم حتى يظهر الإمام المهدي . وقال الإمام الصادق (ع) ( وكذلك القائم تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ويصفوا الإيمان من الكدر ) .
أما عن حركة ظهوره المقدس فقد قال أمير المؤمنين ومولى الموحدين (ع) ( فأنظروا أهل بيت نبيكم فأن لبدوا فلبدوا وان استنصروكم فانصروهم فليفرجا الله بغتة برجل منا أهل البيت بأبي أبن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا موضوعا على عاتقه ثمانية اشهر حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ) .
كما ذكر الإمام الباقر(ع) جانبا من حركة ظهوره  المقدس وكيفيتها قالا ( القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل دينه ولو كره المشركون , فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمر وينزل روح الله عيسى بن مريم (ع) فيصلي خلفه ) 
فضلا عن ذلك صرحت الروايات الشريفة الواردة من طرق أهل البيت (ع) بذكر ما له من مقام رفيع عن الله تعالى واشتياق أباه له ولظهوره (ع) منها قول الرسول (ص) ( نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعلي والحسن والحسين والمهدي ) .
كما روي عن الإمام الصادق انه لو ادرك ظهور الإمام المهدي (ع) لتمنا انه يخدمه بنفسه هذا مع العلم أن الإمام الصادق (ع)أمام معصوم وهو من سلسلة اجداده المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين وما  هو إلا دليل على عظم مكانة الإمام المهدي (ع) ومنزلته الرفيعة ،
وإذا تركنا الروايات والاحاديث الشريفة بشانه (ع) وعن طريق ابائه (ع) وانتقلنا إلى الجانب التاريخي لنجد أن الأئمة (ع) كانوا يذكرون الإمام المهدي (عج) في اشد الحالات والمصائب مثل ذلك قول الإمام زين العابدين (ع) في خطبته في الشام وقوله اكرمنا بست وفضلنا بسبع ( منا النبي المختار ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا اسد الله واسد رسوله ومنا سيدة النساء ومنا سبطا هذه الامة ومنا مهديها ) وكأنه (ع) فضلا عن تبيانه فضل أهل البيت ومكانتهم اراد أن يركز في اذهان الناس وعلى مر العصور هذا الترابط الوشيج بين ثورة الإمام الحسين وبين الإمام المهدي (عج) وحركة ظهوره وانه لابد أن يظهر ليخذ بثأر الإمام الحسين (ع) ليس لانه جده او انه يرتبط به في الدم واللحم بال لاجل الانتماء والترابط الديني والعقيدي بين الحركين من حيث أن الإمام الحسين (ع)قام من اجل أعلاء كلمة الدين والحق ضد الجور والظلم وهي المبادئ ذاتها ينشدها ويطبقها الإمام المهدي (ع) 
كما أننا نجد أن هذه العقيدة بظهوره (ع)واخذ بثار الإمام الحسين على لسان عقيلة الطالبين زينب الحوراء (ع) في قولها ( ولو يخاف فوت الثأر ) إذا الثار لابد أن يدرك وان حركة الإمام الحسين (ع) رسخت عقيدة الإمام المهدي (ع) وحتمية ظهوره ،
أما أهل السنة فأنهم يعتقدون بالامام المهدي (ع) وحتمية ظهوره وكثر من علماء  السنة من تطرق لهذا الموضوع قديما وحديثا على سبيل المثال لا الحصر الحافظ نعيم بن حماد المرزوي صاحب كتاب الفتن و الملاحم و هو أقدم مؤلف لأهل السنة تطرق لقضية الأمام المهدي (ع) و الذي عاصر المؤلف الشيعي فضل بن شاذان صاحب كتاب الغيبة و هو من أقدم المؤلفات الواردة في غيبته (ع) و هناك غير واحد من علماء السنة ممن عقد في كتيبه فصلا ذكر فيه الأمام المهدي (عج) و الأحاديث الواردة فيه مثل أبن كثير و أبن حجر العسقلاني و أبن قيم الجوزية و السيوطي و أبن أبي الحديد المعتزلي و أبن خلدون و غيرهم.
أن الروايات الواردة بحق الأمام (ع) من أهل السنة كثيرة تصل إلى حد التواتر بل و نجد روايات تطابق و تكاد تطابق نصا مضمونا من الروايات الواردة عند الشيعة بل الأكثر من ذلك أن بعض علماء و فقهاء أهل السنة كأحمد بن حنبل و غيره ذهبوا إلى تكفير من ينكر الإمام المهدي (ع) و لا يعترف بحتمية ظهوره و ساقوا جملة من الآيات و الأحاديث الشريفة في هذا المعنى منها ما ذكره أبن حجر في الصواعق المحرقة في تفسير قوله تعالى ( و أنه لعلم للساعة) عن مقاتل بن سليمان قوله أن هذه الآية نزلت في الإمام المهدي (عج) .
أما الأحاديث و الروايات الواردة في حتمية ظهوره و التي ساقها علماء السنة فهي كثيرة أيضا منها ما ذكره ابن حماد في الفتن و الملاحم ( تأوي إليه امته كما تاوي النحلة إلى يعسوبها ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول ) . و تطابقت بعض روايات أهل السنة مع ما ورد من أحاديث الشيعة حول حتمية و علامات الظهور و مقدمتها كحديثي الرايات السود المقبلة من خراسان و رواية خروجه (ع) في أخر الزمان .
من ذلك اخرج أبن ماجة في سننه عن عبد الله بن مسعود عن الرسول محمد (ص) قال ( حتى يأتي قوم من أهل المشرق و معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا ) .
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده رواية عن الرسول محمد (ص) ( إذا رأيتم الرايات السود قد اقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فأن فيها خليفة الله المهدي ) . كما ذكر علماء السنة عن سيادة العدل و القسط في ايامه و رحمته بالمساكين من ذلك قول أبن حماد الذي يذكر فيه حديث للرسول (ص) ( يرضى عنه سكان السماء و سكان الأرض ، لا تدع السماء من قطرها شيئا ألا صبته ، و لا الأرض من نباتها ألا اخرجته ، حتى يتمنى الأحياء الأموات ) . و قوله (ص) ( علامة المهدي : أن يكون شديدا على العمال جوادا بالمال رحيما بالمساكين ) بيد أن هناك اوجه اختلاف بين السنة والشيعة في عقيدة الأمام المهدي (ع) من ذلك أن السنة يعتقدون في الإمام انه لم يولد لحد الآن و أنه سوف يولد فيما بعد و يتحقق الوعد الإلهي على يده و على ذلك جملة من علمائهم من أهل الحديث . و شاركهم حتى المعتزلة في ذلك مثال ذلك قول ابن أبي الحديد المعتزلي ( و أكثر المحدثين على انه من ولد فاطمة عليها السلام و اصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، و قد صرحوا بذكره في كتبهم و أعترف به شيوخهم ، ألا أنه عندنا لم يخلق بعد و سيخلق و إلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث ايضاً ) .
أن هذا الأشكال الوارد عن عدم ولادته سلام الله عليه تفنده جملة من الآيات و الأحاديث الشريفة التي تؤكد على وجود أمام معصوم في كل زمان و مكان و أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه من ذلك قوله تعالى ( أنا انزلناه في ليلة القدر و ما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة و الروح فيها سلام هي حتى مطلع الفجر ) أن ليلة القدر لم ترفع بعد وفاة الرسول الأكرم محمد (ص) و لو سئل سائل أيضا على من تتنزل الملائكة من بعده ؟ 
الجواب على ذلك : على أوصيائه و خلفاءه من بعده الأئمة الأثنى عشر أولهم الأمام علي و أخرهم الإمام المهدي (ع) و أذا كان الإمام غير مولود إلى الآن فعلى من تتنزل الملائكة ليلة القدر ؟ ثم أن هذه الإشكالية ضرب لمبدأ العصمة و ولاية أهل البيت (ع) لان ولادته (ع) فيما بعد لو سمعنا بها فأن ذلك يعني انقطاع العصمة و سلسلة الأئمة المعصومين (ع) و أولي الأمر من بعد رسول الله (ص) مصداق قوله ( و أطيعو الله و اطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ... وهم علي (ع) و الأئمة من ولده (ص) الحسن و الحسين و التسعة المعصومين من نسل الحسين (ع) وعليه لا يبقى معنى لدعوى أنه لم يولد بعد .
و للحديث فارق زمني بين أخر المعصومين و هو الحسن العسكري (ع) و بين الأمام المهدي (ع) و لبقى الناس بدون حجة شاهد عليهم أمام الله كما قال المولى تعالى ( يوم ناتي من كل امة فوج ) و لظل الناس من دون حجة شاهد عليهم أمام الله تعالى . كما قال و قوله الحق ( يوم ناتي من كل أمة بشهيد ) ... أذن لا بد من وجود حجة في زمان ليكون شاهد على أقوال الناس و افعالها ثم ترد ألينا احاديث تؤكد على أئمة أهل البيت (ع) و أن الأثنى عشر أمامتهم متصلة لا انقطاع لها من ذلك قوله (ص) ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا و أنهما لن يفترقها حتى يردا علي الحوض) و انه (ص) قال ( من مات و لم يعرف امامه مات ميتة جاهلية ) و قوله (ص) ( الأئمة من بعدي اثنى عشر كلهم من قريش ) أي أن الأئمة أهل البيت هم سلسلة متصلة و سبب واصل بين السماء و الأرض لا انقطاع له .
و قد عددهم الرسول (ص) ذكر اسمائهم كما ورد ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أذن إذا لم يولد الأمام (عج) بعد فهذا يعني أنقطاع العصمة و افتراق بين الكتاب و العترة كما مبين في حديث الثقلين و هذا ما لا يحدث ابدا وأما حديث من مات و لم يعرف أمام زمانه تعني وجود أمام في كل زمان فمن يكون أمام هذا الزمان إذا لم يولد الإمام المهدي بعد ؟ الجواب أن الأمام المهدي (ع) هو أمام هذا الزمان وابتداء من تسلمه زمام الإمامة بوفاة والده الأمام العسكري (ع) .
 الوجه الأخر لهذا الاختلاف بين السنة و الشيعة هو قول السنة أن المهدي من ولد الأمام الحسن بن علي (ع) ... من ذلك قول ابن قيم الجوزية عن الإمام المهدي (عج) انه رجل من أهل بيت النبي (ص) من ولد الحسن بن علي يخرج في أخر الزمان و قد أمتلات الأرض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا و أكثر الاحاديث على هذا تدل .
و هذا القول يخالف ما ذهب إليه الشيعة من أن الإمام المهدي (ع) من ولد الحسن (ع) و ضربا لعصمة الأئمة عليهم السلام و أنهم أثنى عشر أمام . و تحريف لخط الإمامة الحقة التي أرادها الله لعباده من بعده رسوله محمد (ص) . و سبق أن اشرنا إلى وجود أحاديث تؤكد أنهم أثنى عشر و ذكرت أسمائهم و أن الأمام من بعد الحسين (ع) لولده من بعده و أخرهم الأمام المهدي (ع) كما ذكر الأمام علي (ع) في نهج البلاغة حديثا صرح فيه أن الإمام المهدي من ولد الحسين (ع) فضلا عن هذا وذاك ذكر في الأثر أن للأمام الحسين (ع)ثلاث مميزات اكرمها الله بها و هي أن في تربته الشفاء و تحت قبته يستجاب الدعاء و أن الأئمة من ولده . 
ألا أن المخالفين لهذه العقيدة قديما و حديثا كرسوا طاقاتهم و اقلامهم و سياساتهم إلى القول بأن المهدي (عج) من ولد الحسن (ع) لا الحسين (ع) من ذلك ما حدث في ايام دولة بني العباس من دعوى أن محمد ذو النفس الزكية هو المهدي المنتظر كما أن العباسيين أنفسهم حاولوا سحب الرايات السود و تطبيقها عليهم و سمي أبو جعفر المنصور ولده محمد و لقبه بالمهدي ثم جاء من بعدهم قوم ساروا على نهجهم كالقرامطة و الفاطميين و أدعائهم أن المهدي منهم .
من هنا نقول أن لا غرابة أن يظهر أشخاص يدعون المهدوية . بل صرحت العديد من الروايات الواردة من أهل البيت (ع) أن قبيل ظهوره المبارك يظهر أشخاص يدعي أن كل منهم هو المهدي (ع) . ألا أن أمر آل محمد واضـح (صلوات الله عليهم أجمعين) ، و كما صرح بذلك الأمام الصادق (ع) أبين من الشمس و يعني بذلك الأمام الحجة المنتظر (ع) و أن له علامات لا تجتمع لغيره ألا له بها يفرح الأولياء و يدحض الأعداء . و سلام الله و ملائكته المقربين و أنبيائه و رسله و أئمته أجمعين و سلامنا علـيـك سيدي و مولاي يا ابا صالح يوم ولدت و يوم تظهر و تظهر دين الله الحق الذي أرتضاه و تملئها قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا .










واحـــة المـــرآة 
الرضاعة السليمة في رأي الأمام الصادق (ع) 
من مظاهر عبقرية الإمام الصادق (ع) رأيه بالرضاعة السليمة و توجيه الأمهات إلى إرضاع الطفل و هو راقد إلى الناحية اليسرى من أمه . و طوال قرون متعددة ظلت الحكمة من هذه النصيحة خافية على الكثيرين الذين كانوا يعتبرونها تدخلا فيما لا يعنيه و تزيدا لا لزوم له .
و عندما سئل الأمام الشافعي محمد بن ادريس ، الذي بعد وفاة الصادق (ع) بعامين عن (رضاعة الطفل) و هي الأسلم أن يرضع الطفل و هو راقد إلى الجانب الأيمن من أمه أو إلى جانبها الأيسر رد قائلاً : لا فرق بين الأيمن و الأيسر و للأم أن ترضع طفلها كما تشاء .
و رأى البعض أن الإمام جعفراً (ع) قد خالف ما جرت عليه الأمهات من وضع الطفل من الناحية اليمنى عند أرضاعه وأن من الأكرم للأم و الطفل أن يكون ناحية الميمنة عند الرضاع . و هكذا خفيت الحكمة من هذه النظرية في الشرق و الغرب ، حتى في عصر النهضة و التجديد ، لم يقع احد على الفوائد المرتجاة من تطبيقها عمليا عند الرضاعة .
و في القرن الثامن عشر الميلادي و هو عصر النهضة و التجديد أنشئت جامعة كورنيل المشهورة في ولاية نيويورك و الذي أسسها عزراكونيل الذي عانى في صغره عناءا شديدا من مشكلات الرضاعة و متاعبها و من هنا أعتزم أن يلحق بالجامعة مستشفى و أن يلحق بالمستشفى معهدا لدراسة مشكلات الرضاعة و الطفولة .
وبدأ هذا المعهد من دراسة كل ما يتعلق بالرضاعة والطفولة و خرج بأسلم النتائج العلمية و قد يندهش المرء أذا علم أن هذا المعهد عني بدراسة اللوحات الزيتية التي رسمها كبار الفنانين للأطفال و التي تقتنيها المتاحف الرئيسية ، و لوحظ أن معظم هذه الصور كانت تمثل الأم حاملة طفلها من الناحية اليسرى و أن عدد الصور التي درست كان 466 صورة تبين أن 373 صورة منها تمثل أمهات يحتضن أطفالهن إلى الناحية اليسرى .
و أثبتت التجارب في هذا المعهد و التقارير و الملفات الخاصة بأن الطفل في أيامه الأولى يكون أهدأ و أقل بكاءا لو نام إلى جانب أمه الأيسر . أما أ نام إلى الناحية اليمنى فهو يستيقظ في فترات قصيرة متقطعة و ينخرط في البكاء .
و أكتشف الأطباء برؤية الطفل في رحم أمه و تصويره بأن ضربات قلب الأم تحدث أمواجا تنتشر في جسمها و تصل إلى سمع الطفل . و بعد أن عرف الأطباء أن توقف قلب الأم معناه الموت للأم و للطفل معا لأن الطفل هو جنين يتغذى من الشريان (الأورطي) المتصل بقلب الأم و يتأثر بنبضات قلبها . و لأن الطفل أعتاد على سماع قلب أمه منذ أن كان جنينا في الرحم فهو يتعلق و يرتبط بأمه و يشعر بهدوء و راحة بالقرب من نبضات قلبها .
وهذا ما قاله الأمام الصادق (ع) منذ قرون لكن أبتعادنا عن أتباع أهل البيت (ع) هو سبب كل المشاكل التي تمر بها البشرية عبر العصور لكن بدأت هذه المشاكل تزول عند الغربيين لأنهم أخذوا علم أهل البيت و نحن غفلنا عنه .




















الآداب العامة في الإسلام
أما آن الأوان أن نتكامل في أخلاقنا لأننا مما يتبع سبيل أهل البيت (ع) أما آن الأوان أن نكون كما يريدنا صادق آل محمد (ع) عندما قال ( شيعتنا كونوا لنا زينا و لا تكونوا علينا شينا ) أما آن الأوان لنتادب بأدب أهل البيت (ع) متآسيين بقوله (ص) ( أن الله أدبني فأحسن تأديبي )أما آن الأوان ألأن لا نكون اسما بلا عنوان وأن نكون نحن المفهوم و المصداق لرضا آل محمد (ص) .
أما آن الأوان أن نسعى لنكونن من أنصار قائم آل محمد (ص)... و يسعنا المقام ألا أن نكونن متكاملين في الإسلام حتى نصل إلى هذه الدرجة من الولاء و الوفاء لله عز وجل و لا سبيل إلى ذلك ألا من خلال تطبيق أخلاق أهل البيت (ع) في حياتنا لنكون قدر المسؤولية التي من الله بها علينا من حق آل محمد و نصرتهم في أخذ الثأر لآل محمد (عليهم السلام ) 
ألا و أن الوقت قد حان لتكون أخلاقنا كأخلاق أصحاب الحسين (ع) حينما نأخذ بثأره و كأخلاق الأنبياء حينما نريد أن نكون أولياء للمهدي (ع) .. وفي هذا الموضوع نرجو تقديم خدمة بسيطة إلى القارئ العزيز في ضوء التكامل المنشود للفرد على طريق القائم (ع) أملين رضا الله عز وجل و خدمة الأمام المهدي (عج) و تعجيلا لفرجه الشريف .
و من اهم الثمار التي نقطفها اليوم من ادب أهل البيت (ع) هي أدب الصحبة ....  فللصحبة الأثر البالغ في تكامل أداب العشرة للمسلم مع أخيه المسلم و مجتمعه و حتى نغيره في الخلق ... و لذلك نرى الرسول (ص) يبين لنا الآداب بين المؤمنين في أعلى صوره الحسية الجميلة حينما قال ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد أذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) فهذه الخصال النبوية المحمدية الأصيلة التي تقود الفرد إلى السعادة الأبدية و إلى الرحمة الإلهية .
وهنا يأتي العنصر المهم في بناء قاعدة الأيمان التام و النصرة للأمام المهدي (ع) في اكتمال العدة و العدد اللازم لهذه القاعدة فأصبح المؤمنون جسدا واحدا و البناء واحد كما قال الرسول (ص) ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) و هكذا تبين لنا الأوجه واضحة في عمق العلة ما بين المؤمنين الحقيقيين و تلاحم أرواحهم في حب الله عز وجل كما بين رسول الله (ص) ( للأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف و ما تناكر منها أختلف ) .
و هكذا فأن التوفيق الإلهي هو الباعث الحقيقي في كينونة العبد فإذا اراد الله بالعبد خيرا وفقه لمعاشرة أهل الصلاح و الدين و نزهه عن صحبة أهل الأهواء كما قال رسول الله (ص) ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخلل) .  و عن أمير المؤمنين (ع) قال :
و لا تصحب أخا الجهل و أياك وأياه                 فكم من جاهل أردى حليما حين يلقاه 
يقاس المرء بالمرء أذا ما هو ماشاه                و للشيء على الشيء مقاييس و اشباه 
                              و للقلب على القلب دليل حين يلقاه .   

فهذه النصوص الصريحة تعطينا أبلغ المعاني و أسماها في الصحبة و أهميتها في حياة المسلم و الترابط الاجتماعي و السلوك الأخلاقي في العشرة ما بين المسلمين للوصول إلى غاية الرضا الالهي و أهل البيت و الحبوة في التوفيق لنصرة القائم (ع) و يجدر بنا أن نتصفح الآن في مدرسة أهل البيت (ع) أوجه الصحبة الحقيقية للمسلم في حياته اليومية .
الوجه الأول : الصحبة مع الله تعالى ...
فمع الله سبحانه تكون صحبة المؤمن في حياته بأتباع أوامره و ترك نواهيه و دوام ذكره و درس كتابه و مراقبة أسرار العبد أن يختلج فيها ما لا يرضاه مولاه و الرضا بقضائه و الصبر على بلاءه و الرحمة و الشفقة على خلقه و حفظ دينه من الضياع و الآفات و الضعف و تحمل المسؤولية في نشر و بعث الرسالة الإلهية الملقاة على عاتق العبد المؤمن في حياته من نصرة الدين و عدم الخذلان أو الخيانة .
الوجه الثاني : صحبة النبي و أهل بيته ...
و هذه من ضمن الأمانة الإلهية التي نص الله عليها و أوجبها لكل من اراد رضاه سبحانه و تعالى و لعل اهم المصاديق قوله تعالى ( و لكم في رسول الله أسوة حسنة ) و ذلك بالتآسي بحياة رسولنا الكريم (ص) و أتباع أوامره و ترك ما نهى عنه لأنه (ص) ( و ما ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى ) فأراد الله عز وجل بهذه النصوص الشريفة أن يبين لنا أنه لا رضا ألا بمحمد (ص) و لا قبول عند محمد (ص) إلا بولاية علي بن أبي طالب (ع) و لا موافقة إلا بالوفاء للأئمة المعصومين (ع) و لا تصديق إلا بنصرة قائم آل محمد (ع) فمن هنا نرى عظيم شأن هذه الصحبة لرسول الله و أهل بيته (صلوات الله عليهم) و خاصة أذا ما اطلعنا على حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ) .
الوجه الثالث : صحبة أولياء الله .. 
 وذلك بالخدمة لهم و الأحترام لشخصهم و تصديق أخبارهم و دفع الأذى عنهم و حفظ كرامتهم و قضاء حوائجهم فقد روي عن النبي (ص) أن الله تعالى يقول من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ).
الوجه الرابع : صحبة الأهل و الولد .. 
و تلك الصحبة تكون عن طريق المبادرة بحسن الخلق و المداراة و سعة الصدر و تمام الشفقة و تعليم الأدب و الإحسان و المساهمة و كظم الغيظ و حملهم على الطاعة و الصفح عن عثراتهم و الغض عن المسيء لهم في غير أثم أو معصية كما قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ) و كقول رسول الله (ص) ( المرآة كالضلع أن أقمتها تكسرها و أن داريتها تعش معها على عوج ).
الوجه الخامس : صحبة الأخوان ..
أما مع الأخوان بدوام البشر و بذل المعروف و نشر المحاسن و ستر القبائح و أستكبار برهم أياك و أستقلال برك إياهم و أن كثر مساعدتهم بالمال و النفس و مجابلة الحقد و الحسد و البغي و ما يكرهون من جميع الوجوه و ترك ما يعتذر منه و بذل النصيحة له و تقبلها منه و عدم جرحه و الغض عن المساوئ قدر الأمكان و الأيثار بالمواقف و التنزه عن المحاسبة و غلظ الكلام وفقنا الله جميعا لأخلاق أهل البيت (ع) .



















نحو حياة دافئة
للوصول إلى حياة دافئة يأمها الأيمان و الفرح و الحب و السعادة علينا اولا بتنظيم أسرة تنتظم أول انتظامها من زوج و زوجة و كل واحد منهما يعد نصفا للأخر و يعد شقا و مصرعا للأخر فيكون الزوج مكمل للزوجة و الزوجة مكملة لزوجها و توافق الشقان و كمل المصرعان و أتفاق احدهما مع الأخر حد للنوازل و دفع للحياة السامية ، و عظيم أمر الإسلام حيث أنه حد لهذه الأمور حدودا و خط له خطوط غاية في الدقة من البدء إلى الختم و في كل خطوة على كل حال فلم يغفل عن صغيرة أو كبيرة إلا احصاها استتبابا لنظام العائلة و تهذيبا لنفوس الأفراد و ترقية لمستقبل الأجيال و أن الإسلام يريد الهدوء و دفء الحياة بالنسبة للزوجين و هو كذلك يريد سلامة الأولاد من الأمراض و العاهات و طهارة أنفسهم و رقة عواطفهم و حسن أدبهم و نشاط روحهم و يريد و يريد رقي المحيط و سلامة المجتمع من الفقر و المرض و الجهل و حفظه من الفساد و الألتواء و الزيغ و كل ذلك يتحقق بالزواج اولا وبأنتفاء كل من الزوجين ثانيا .
فعلى سبيل المثال أن مرض الزهري و الفساد و الألتواء الخلقي تنشأ غالباً من العزوبة ، و العيش الرغيد و الحب و الدفء و سلامة الأولاد و طهارتهم تنشأ من الحالات الصحيحة من جراء الأنتقاء الحسن الحسن و الكفاءة في الزوجين و عندما يتحقق الزواج الصحيح هناك حقوق للرجل على المرآة و للمرآة على الرجل فللمرآة احترامها البالغ و للرجل احترامه المؤكد و كل منهما كما تعبر الآية الكريمة مرتبط بالأخر ارتباط اللباس بالبدن فقد قال تعالى ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) البقرة  187 أي أن كل منهما بالنسبة للآخر كاللباس بالنسبة للجسد فهو يقيه الحر و البرد و يحفظ سوآته و يتمتع به و لذلك أمر الإسلام برعاية الحقوق بين الزوجين و الله تعالى كتب على الرجل الجهاد و المرآة الجهاد فجهاد الرجل أن يبذل ماله و دمه و جهاد المرآة أطاعة زوجها فيما يرضي الله تعالى و رسوله و أعداد اسرة طيبة مؤمنة كما جاء بالحديث الشريف ( جهاد المرآة حسن التبعل ) فعلى المرأة أطاعة الزوج كما قال رسول الله (ص) ( لو كنت أمر أن يسجد لأحد لأمرت المرآة بالسجود لزوجها ) و لقد أوجب سبحانه و تعالى على المرآة طاعة زوجها فيما لا يكون فيه معصية الخالق ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) و لقد بين الحديث الشريف الرجل و عظيم حق الزوجة عليه من حيث توفير كل متطلبات الحياة الكريمة لها و القيام بواجبات و متطلبات الحياة و توفير مستلزماتها و قد جعل الله تعالى في الزواج رابطة المحبة فقال ( و من آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا أليها و جعل بينكم مودة و رحمة ) و كذلك خلق الله الزوجين من نفس واحدة كما جاء في الآية الشريفة (و خلقناكم من نفس واحدة) .
فالمرآة الصالحة هي التي تستطيع جعل البيت مسكناً للأسرة تشيع فيه المودة و الحب . و عن الأمام علي (ع) قال سمعت رسول الله (ص) يقول ( أيما امرآة هجرت زوجها و هي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون و هامان و قارون في الدرك الأسفل من النار إلا أن تتوب و ترجع ) و مثال ذلك قول الأمام الصادق (ع) ( أي أمرآة باتت و زوجها عليها ساخط في حق لم تقبل لها صلاة حتى يرضى عنها ) فحتى الطاعة و العبادة التي تقدمها الزوجة لله أن لم تقترن بطاعة الزوج فيما هو حق لن تقبل منها .
 ومن حقوق الرجل على المرآة أن لا تخرج إلا بأذنه و لا تقوم طوعا إلا بأذنه و أن لا تدخل أحد البيت إلا بأذنه و أن لا تتزين لسواه و أن لا يرى منها قبيح و أن تستفقد طعامه و مشربه و منامه و أن تبر والديه و أهله و أقاربه فالرجل عندما يتزوج يريد الأستقرار و يريد زوجه تراعي شعوره تقف بجانبه عند مرضه و أن تحزن لحزنه و تفرح لفرحه و ما أجمل تلك الوصية التي أوصتها أم عظيمة لأبنتها ليلة زفافها قائلة : لا تفرحي عند حزنه و لا تحزني عند فرحه و لا تقع عينيه على قبيح و لا يشم منك إلا طيب الريح .
فيجب أن نقتدي بهذه المرآة و بزوجات الأنبياء و الأئمة المعصومين (ع) كيف ساندت أزواجهن و نقتدي بفاطمة (ع) كيف كانت تطع الإمام علي (ع) و ربت ابنائها (عليهم السلام) أحسن تربية و صبرت و تحملت العناء و الجوع مع أولادها و كانت تشور الأمام علي (ع) في كل صغيرة و كبيرة و لا تخرج إلا بأذنه . و لكن هذا لا يعني أن الإسلام ظلم المرآة و لم يعطها حقها فكما أوجب الله على المرآة الطاعة لزوجها أوجب على الرجل الرفقة الحسنة و المعاملة الطيبة فقال رسول الله (ص) ( خيركم خيركم لأهله ) و دعا الإسلام إلى حفظ حرمة الزوجة بالذات لأنها عادةً ما تكون ضعيفة الحال مسلوبة الحقوق في شتى المجالات و المرآة في نظر أمير المؤمنين (ع) بمثابة ريحانته التي يستنشق منها الريح الطيب فقال لأبنه الحسن (عليهما السلام) ( لا تملك المرآة من الأمر ما جاوز نفسها فأن ذلك أنعم لحالها و أرضى لبالها و أدوم لجمالها ، فأن المرآة ريحانة و ليس بقهرمانة فدارها على كل حال و أحسن الصحبة لها ليصفو عيشك ..... انتهى 











المرآة في حياة الأنبياء و الأولياء (عليهم السلام)
كان للمرآة دور كبير و خطير في حياة قادة الأنسانية فقد ساهمت المرآة على مرور الزمن في حياة الأنبياء والأولياء (ع) في مسيرة الدعوة الإلهية و الحركة الفكرية و السياسية و تحملت التشريد و التعذيب و القتل و ضيق المعاناة كلها و الإرهاب الفكري و السياسي .
فأعلنت عن رأيها بكل حرية ووقفت ضد الطواغيت و انضمت إلى الدعوات الإلهية رغم ما أصابها من خسارة مادية و نفسية لذا فأن القرآن الكريم أثنى على المرآة كما على الرجل .
و منهن مريم بنت عمران أم المسيح عيسى (ع) التي عظمها الله تعالى و قدمها في القرآن مثلاً على الرجال و النساء ليقتدي بها و بسلوكها و أستقامتها الفكرية و شخصيتها العبادية .
فلو درسنا تاريخ المرآة في الدعوة الإلهية لوجدناها وقفت إلى جانب الرجل و من أهم الأمثلة هي سارة زوجة النبي أبراهيم (ع) التي وقفت معه في دعوته رفيقة لجهاده و صاحبته في الهجرة إلى الشام ثم إلى مصر و لم تتخلى عنه رغم المصاعب .
وزوجته الثانية هاجر و مشاركتها معه التي هاجرت معه إلى مكة و قصتها من أشهر القصص و أعظمها كفاحاً و صبراً و كما تحدث القرآن عن أم موسى (ع) و التوجيه الالهي الذي ألقي في نفسها لتحفظ موسى (ع) من ظلم فرعون (لعنه الله ) و تكون أم النبي المنقذ الذي هدم أعتى طاغوت في تاريخ البشرية .
و كما كان للمرآة دور في حياة الأنبياء أبراهيم و موسى و عيسى (ع) نجد دورها واضح في حياة النبي الخاتم محمد (ص) و أهل بيته (ع) فسيدتنا الكريمة خديجة بنت خويلد (ع) التي تزوجها رسول الله (ص) كانت نعم الزوجة التي وقفت مع الرسول (ص) و أزرته و آمنت به و صدقته و بذلت عليه ما لديها لنصرته من مال و جاه و لاقت صنوف العذاب و الأذى .
و قد تحدث الرسول (ص) عن أبنته فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و مساندتها للأمام علي (ع) في مسيرته ، و كان لحياة مولاتنا و قدوتنا الحوراء زينب (ع) الدور الفعال في نهضة ثورة الإمام الحسين (ع) حيث وقفت موقف تحدي لطغيان يزيد اللعين و صبرت صبراً جميلاً عندما قتل الحسين (ع) و كانت المرآة الصالحة سمية أم الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رض) الذي قتلها قائد الشرك أبو سفيان (لعنه الله) مثالاً للمرآة الصابرة المجاهدة في سبيل المبدأ و العقيدة فضحت بحياتها للأسلام و واجهت الطاغوت .
فحبذا يا أخواتي المؤمنات أن نقتدي بالزهراء (ع) و الحوراء (ع) و زوجات الأنبياء (ع) في بناء المجتمع و نصرة الإمام المهدي (ع) و الوقوف إلى جانب الرجل لنصرة الدعوة الإلهية المهدوية لأنها أمتداد لمسيرة الأنبياء (ع) فيجب أن نبني أنفسنا البناء الصحيح للوقوف ضد الطواغيت في هذا الزمان و أن نبذل النفس لنصرة هذه القضية و أن نضحي بأرواحنا فداءا للأمام (عج) .
 ويجب أن تدفعي زوجك و أبوك و أخوك إلى نصرة الإمام المهدي (ع) فأنتبهي اختي المؤمنة و أصبري و رابطي و كوني زيناً على أهل البيت و لا تكوني شيناً ، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه و المسارعين أليه في قضاء حوائجه و الممتثلين لأوامره و المستشهدين بين يديه برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على نبيه و اله المعصومين المنتجبين و سلم تسليماً كثيراً .




















حقائق و تحقيقات
جهاز الاستخبارات لدى الإمام المهدي (ع) 
أصبح ثابتا وشائعا لدى المتخصصين بالعلوم والدارسات العسكرية ان قوة كل دولة مهما بلغ حجم تسليحها وتطور أسلحتها لا تكتمل ألا بتوفر جهاز استخبارات متطور حتى  أصبحت الدولة المتقدمة ترصد مبالغ  طائلة وتخصص ميزانيات هائلة لأجل استخباراتها لا تقل أهمية عن المبالغ المرصودة لتجهيز قواتها مما أدى إلى التنافس الحثيث بين هذه الأجهزة والجدير بالذكر ان عمل هذه الأجهزة يعتمد على نظريات علمية أخرى تجريبية تتفاوت هذه النظريات بين دولة  وأخرى حسب تطور هذه الدولة عن تلك وأصبح يقاس قوة كل دولة عسكرية عن أخرى وبقوة استخباراتها وذلك لعدة أمور وممارسات تتبعها هذه الأجهزة فتؤدي الغرض المطلوب ومن هذه الممارسات : 
أولا:- كلما كان جهاز الاستخبارات متطورا او استطاع النفوذ في صفوف الخصم كلما تمكن من رصد تحركاتهم ومخططاتهم ونقلها إلى بلده واتخاذ الخطط السريعة لإحباطها .
ثانياً:- تقوم هذه الأجهزة بسرقة التكنولوجيا وأخر ما توصل إليه الخصم في مجال صناعة الأسلحة على اقل التقادير لكي يتمكن المقابل من تصنيع أمثالها أو تصنيع مضادات لها للوقاية منها والحد من تأثيرها .
ثالثا :- شراء الضمائر لأجل التأثير على صناعة القرار عند الخصم بما يخدم مصالح من يعمل الاستخبار يون لهم .
رابعا :- بث التفرقة والتناحر في صفوف الخصم للوصول إلى النتيجة الأهم وهو أضعاف المقابل .
وغير ذلك من النقاط المهمة التي حققت نتائج عالمية مشهورة ومما يذكر بين المتخصصين في هذا المجال ان الاتحاد السوفيتي السابق استطاع أن ينتج احدث طائرة في العالم آنذاك ( سوخوي ) بعد سرقة المعلومات حول تصنيعها  من الدول الأوربية بواسطة جهاز استخباراته المتطور آنذاك الكي جي بي  و منها حادثة الصورايخ المفقودة التي اشتهرت اثناء حرب بريطانيا والأرجنتين حول جزر (الفوكلند ) وملخص الحادثة أن لبريطانيا أسطولا بحريا متطورا أشيع عنه انه لا يمكن لأي سلاح اختراقه وإذا دخل معركة ألا وقد ربحها , وفي بداية نشوب الحرب على الجزر المذكورة أعلاه توجه هذا الأسطول لبسط السيطرة في المنطقة فوجب على القوات الأرجنتينية  من ردعه وفي هذا الإثناء تمكنت فرنسا من أنتاج صواريخ قادرة على خرق أجهزة حماية هذا الأسطول وبالتالي تدميره , الا أنها لم تجربه في الواقع ولذا باعته الى الأرجنتين بسعر زهيد وبكمية محدودة جدا لا تتعدى (ثلاث صواريخ ) لكي تتأكد فرنسا من نجاح هذه الصواريخ أولا ومن ثم تتحكم بالأسعار في حال نجاحها آنذاك . وبعد ان استعملت القوات الأرجنتينية هذه الصواريخ استطاعت أن تحدث صدمة عالمية آنذاك وهي مفاجأة للقوات البريطانية ولو قدر وحصلت القوات الأرجنتينية على الدفعة الثانية من الصواريخ لتكبد بريطانيا خسائر مادية ومعنوية كبيرة لذا سارعت الأرجنتين الى شراء الدفعة الثانية من الصواريخ وبعدد كبير وبسعر اكبر بعشرة أضعاف عن السعر الأول وبعد وصول هذه الحمولة وانطلاقها من قبرص اختفت الباخرة المحملة بهذه الصواريخ ولم يعرف مصيرها إلى يومنا هذا ولكن أقوى التقارير التي طرحت آنذاك نصت على أن أجهزة استخبارات الولايات المتحدة تدخلت وسيطرت على الباخرة في البحر وغيرت اسمها وهيئتها الخارجية وأخذتها الى جهة مجهولة الأمر الذي اقتضى استقالة الرئيس الأرجنتيني بعد خسارته الحرب .
وعلى نفس النمط والأسلوب من الاعتماد على الأجهزة الاستخباراتية تقوم دول الاستكبار العالمي كأمريكا وغيرها بصناعة الحروب بين باقي الدول اعتمادا على عملائها من رؤساء الدول ومن ثم بيع الأسلحة المنتهية فوائدها عندهم والتي أكل الدهر عليها وشرب للاستفادة من أموالها لتصنيع أسلحة جديدة ومتطورة . وهذا لا يتحقق ألا بالحروب بين دول العالم المختلفة كما يعبرون , فبالتالي تصبح بداية الحرب ونهايتها بأيدهم لأنهم الممولون للأسلحة  فمتى ما أكتفوا من بيعها ضغطوا على الأطراف المتناحرة في منع تصدير الأسلحة لهم لإنهاء الحرب في الوقت الذي أرادوه , فمثلا بعد تشجيعهم لكلبهم في الخليج الطاغية صدام للحرب مع إيران قاموا باتخاذ مجموعة من الإجراءات  كاستصدار قرار دولي لمنع تصدير الأسلحة لهذين البلدين بعد أن جهزوا صدام بأحدث الأسلحة وبدأت تنفذ ذخيرة القوات الإيرانية ألا أن عزيمة الشعب الإيراني وأيمانهم بقضيتهم وقائدهم السيد الخميني (ره) آنذاك بددت النتائج المتوقعة لذا اتخذوا الأسلوب ألاستخباراتي  اعتمادا على القرار المذكور , فبدأوا بتجهيز صدام بمصانع أنتاج الأسلحة داخل بلده . في حين يلاحقون الشركات التي تجهز إيران بالأسلحة حتى أنها تعرضت (إيران) للعديد من عمليات النصب من الشركات العالمية مما اضطر الحكومة الإيرانية لإعداد جهاز استخباراتي متطور يتمكن من شراء الأسلحة بطريقة سرية غاية في الدقة والتعقيد والتخلص من الطوق المفروض عليها حتى انه نشر في الصحف ووسائل الإعلام في بداية التسعينات العديد من التقارير المسربة من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والتي تكشف عن عجز هذه الأجهزة من ملاحقة أجهزة المخابرات الإيرانية وأخر تقرير رفع في عام 1996 تضمن عبارة ( أصبح البحث عن أجهزة الاستخبارات الإيرانية في العالم كالبحث عن أبره في كومة قش ) ويستشهد صاحب هذا التقرير بحادثة صواريخ مضاد للطائرات محمولة على الكتف صينية الصنع مهمة جدا صدرت من الصين الى كوريا ومن كوريا الى قبرص اختفت لتظهر عند حزب الله في جنوب لبنان بعد أن زودته بها القوات الإيرانية مما أحدث ضجة في حينها لدى الأوساط الإسرائيلية  ومثل هذه الحوادث والتجارب كثيرة جدا عند أهل الاختصاص في العلوم العسكرية والاستخباراتية والغريب أن هذه الأجهزة بدأت مؤخراً تعتمد على الظواهر الغريبة والأشخاص المتنبئون والمتكهنون والمتميزون في علم (الباراسايكولوجي)  وتقاريرهم الى قادتهم تثبت  أهمية هذا الجانب من وسائل الاستخبارات التي لا تقل أهمية عن الأقمار الصناعية , وبعد هذه المقدمة يبرز تساؤل مهم هل أن الأمام (ع) يمتلك جهازاً استخباري يفوق هذه الأجهزة ويستثمر وسائط وأدوات أكثر تطوراً وعلى كفاءة وقدرة ام لا ؟ 
والجواب طبعاً الموافق لعقيدتنا هو نعم ولكن ما الأدلة على ذلك ؟ وعليه أسوق بحثا مختصراً في هذا المقام بما يلائم ويراعي مقولة لكل مقام مقال ...
قبل الخوض في جهاز الأمام (ع) ألاستخباري  لابد من إيضاح أن الكثير من هذه الفوائد والخدمات تسخر للقادة الذين يعملون للأمام (ع) لأنه (ع) في غنى عن الكثير منها .ولا استطيع أن اثبت أنه (ع) يعتمد على البشر في نقل المعلومات أو  أضعاف معنويات العدو أو غير ذلك مما تؤديه أجهزة المخابرات العالمية, بل أنه يستخدم أصنافا أخرى منها الأجهزة المتطورة التي أشرت لها في موضوع أسلحة الأمام المهدي (ع) وذكرت هناك رواية تدل على ذلك أما هنا فالتركيز يكون على استخدام القوى الخفية وما وراء الطبيعة بأنواعها المعروفة الان والأخرى الغير معروفة , والمعروف الان ما تطرقنا أليه سابقا من التخاطر وأمثاله في علم (الباراسايكولوجي) ويضأ الملائكة والجن كما تؤكد ذلك العديد من الروايات بعد الايت المفسرة والمؤولة في هذا الخصوص , لقد أكدت العديد من الروايات عن النبي واله (ص) أن الله يؤيد القائم بالملائكة المسومين وغيرها كما سيأتي ان شاء الله , وكذلك أكدت الروايات على انه (ع) له أنصار من الجن كما أن له أنصار من الأنس والملائكة بل جاءت بعض الروايات انه له قادة وأصحاب من الجن وعددهم (313) مثلهم في الأنس والملائكة وكل من هؤلاء تحت أمرته أعداد هائلة من الجند يعتقدون بالأمام(ع) وهم له سامعون مطيعون وبعد ان نذكر هذه الروايات نقول كيف يؤدون مهامهم وما هي إمكانياتهم ؟وأبدأ بأضعف هذه الأصناف حسب الاعتبارات السماوية وهم الجن .
الجن :- فهم وان كانت خفية على اغلب الناس إمكاناتهم وأحوالهم الا أننا كمسلمين نؤمن بوجودهم استنادا ًللقران والسنة ومن القران والسنة علمنا بعض هذه الإمكانيات وهي كافية لإحداث الخلل في توازن القوى بين (قوات الأمام (ع) وأعدائه وتفوقه عليهم ومن هذه الإمكانات قابلياتهم على اختراق المادة والنفوذ من الجدران بانواعها وبعبارة اخرى عدم خضوعهم الى قوانين المادة الأمر الذي يمكنهم من التنقل بسرعة هائلة تفوق كل إمكانات البشر العادي ودخول أي مؤسسة للعدو سوى كانت عسكرية أو سياسي  وستراق المعلومات أولا بأول  ونقلها بنفس ألحظة  بل وبعضهم له القابلية على المداخلة الفكرية ومعرفة ما يدور في فكر الإنسان حينها بل وإمكانية التأثير عليهم بإيجاد أفكار أخرى وتقويتها وترجيحها في نفسه من حيث لا يشعر بل معتقداً أنها من نفسه حتى تؤدي به ألا اتخاذ قرارات وخطوات عكسية تخدم الأمام (ع) وجيشه بل ولهم القابلية على أضعاف المعنويات وبث التفرقة في صفوف الخصم بل وحتى لهم القابلية على نقل المعدات المهمة من جيوش العداء وذلك موافق لما حدث مع النبي سليمان (ع) .
ولا يتصور اللبيب أن مهمة سليمان (ع) بأعظم من مهمة المهدي (ع) فالأمام هو المؤمول في أقامة العدل والصلاح في الكون كله وإظهار دين  الله على كل الأديان الأخرى وهذا ما لم يسند إلى سليمان (ع) والى غيره من الأنبياء وليس سليمان (ع) بأكرم على الله الأمام المهدي (ع) بل أن هناك العديد من الأدلة التي تؤكد أفضلية  أهل البيت (ع) على سائر أنبياء بني إسرائيل . 
أما    الملائكة :- فأن إمكانياتهم تفوق إمكانيات الجن بكثير حتى أن الواحد منهم يستطيع أن يحدد الجن بمكانهم ويحتجزهم فلا يستطيعون حراكاً . ومن إمكانيات الملائكة هي معرفتهم لما يهم الإنسان بفعله مستقبلا أي أكثر مما تعرفه الجن وكلا هذين المخلوقين على التمثل والتشكل بالهيئات والأشكال الأخرى أي أنهم يمكنهم أن يتمثلوا بهيئة إنسان أخر وهم وسط الأعداء وأداء دوره بما يخدم الأمام (ع) ومما يدل على هذه القابلية الآية (17) من سورة مريم (......فأرسلنا أليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا).أو في حديث الإسراء عن النبي (ص) ما يثبت  هذا المعنى وهو قابلية التمثل أما ما ذكرته من قابليتهم على قابلية نقل المعدات وما شابهها مستند إلى أحداث سليمان (كما جاء في سورة النمل اية 39 ) حكاية عن عفريت من الجن بعد أن طلب النبي سليمان من أتباعه أن يتصدى منهم من يحظر عرش بلقيس بما فيه من إلية ومعدات وهو الموصوف بالضخامة فنهض العفريت قائلا (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوي أمين )النمل 39 .
ومما سخره الله سبحانه وتعالى لسليمان (ع) الشياطين الغواصين وهؤلاء يمكن الاستفادة منهم ضد الغواصات في أعماق البحر فقد قال تعالى في كتابه الحكيم( ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا له حافظون ) الأنبياء 82 .وبقليل من التأمل في هذه الآيات الشريفة يمكن للقارئ أن يتصور النتائج التي تحصل من خلال استعمال هذه القوى .
أمل ما هو مشهور عن انه(عج) مؤيد بعظماء الملائكة مثل( جبرائيل,ميكائيل,اسرافيل) وغيرهم (ع) فلا يخفى على احد من المسلمين وغيرهم من الأديان السماوية الأخرى في مدى إمكانيتهم وقواهم الخارقة وخير شاهد ما حصل مع قوم لوط (ع) في اقتلاعهم لتلك البلاد من تخوم الأرض السابعة السفلى والارتفاع بها إلى عنان السماء ثم قلبها على الأرض .
وهنالك العديد من الروايات التي تؤكد على انه (ع) مؤيد بملائكة الرعب وأن الرعب يمشي قدامه بشهر, وكذا من جهاته الأربعة ,واليك بعض من الروايات التي تؤكد تسخير الملائكة والجن لخدمة الأمام المهدي (ع) ..في الوافي جزء2, ص112 عن ابي جعفر الباقر قال : (كأني بالقائم (ع)على نجف الكوفة قد سارة أليها من مكة في خمسة ألاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد )
وفي غيبة النعماني ص234عن ابي حمزة الثمالي قال.سمعت ابي جعفر يقول: ( لو قد خرج قائم ال محمد (ع) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين يكون جبرائيل أمامه وميكائيل على يمينه واسرافيل عن يساره.....)
وفي نفس المصدر ص244 قال ابو عبد الله قال: اذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة الألف ثلاث على خيول شهب وثلاث على خيول بلق ,وثلاث على خيول حو ,قلت وما الحو؟قال : هي الحمر .
وفي بشارة الإسلام ص226 قال المفضل ابن عمر نقلا عن ابي عبد الله(ع)  ( .....ثم يسير المهدي إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف وعنده أصحابه في ذلك اليوم ست وأربعون ألف من الملائكة وستة ألاف من الجن والنقباء وثلاث مائة وثلاث عشر نفساً . 
ومثل هذه الروايات كثر اكتفي بهذا القدر ولا يفوتنا التنبيه إلى أن أصحابه (ع) إل (313 )من البشر يفوقون الباقين في كفاءتهم بعد أن يلتقي بهم (ع) ويعدهم فيصبحون ممن عندهم من علم الكتاب ولا يخفى أن صاحب سليمان (ع) الذي كان عنده علماً من الكتاب (اصف ابن برخيا ) تمكن من إحضار عرش بلقيس بأسرع من عفريت الجن بكثير ومما لا يقاس معه لأنه احضره قبل ارتداد البصر, وعندنا ما يثبت أن المؤمنين العادين في زمانه تخدمهم الملائكة فضلا عن الأصحاب فمثلا  جاء في دلائل الإمامة عن الرضا قال : أذا قام القائم يمر الله الملائكة بسلام على المؤمنين والجلوس معهم في مجالسهم فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة ان يحمله ,فيحمله الملك حتى يأتي القائم فيقضي حاجته , ثم يرده ,ومن المؤمنين من يسر في السحاب ومنهم من يطير مع الملائكة ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً ومنهم من يسبق الملائكة ومنهم من يتحاكم الملائكة أليه والمؤمن أكرم على الله من الملائكة....) وكل هذا وغيره من المخلوقات المعلومة لدينا  أما باقي المخلوقات الغير معلومة لنا والغير مذكورة في القران ألا أنها وردت في السنة الشريفة ومها ما جاء عن الأمام الصادق (ع) ومنها ما جاء عن أمير المؤمنين يؤكد أن هناك مخلوقات لا هم من الجن ولا هم من الملائكة  ولا هم من الأنس ولأكن خلق أخر من خلق الله مستدل (ع) بقوله ( يخلق ما تعلمون وما لا تعلمون ) وكل ما أقوله في أخر هذا البحث أن ما خفي كان أعظم وأن الأمام (ع) لا يكشف سره لكل الناس .

















الحجر الاسود يشهد علينا 
أن الكثير من الناس من يعتقد بان هذا الحجر (الحجر الاسود ) الموجود الآن في الكعبة هو حجر موضوع من اجل زينة الكعبة أو من اجل فخامة الكعبة أو غيرها من الامور التي تمر على العقل الساذج لكنه أعمق من هذا بكثير حيث يوجد في الحجر الاسود سحر رباني قد استودعه الله فيه وان الكثير من الروايات نطقت وصرحت بهذا  السر حيث أن الاسود كان ملك من ملائكة أو كان من ضمن الشهود وعند الأشهاد ( اخذ العهد منا في عالم الذر ) قال أبو جعفر الباقر (ع) ( أن الله استودع ابراهيم الحجر الابيض وكان بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني ادم ) أي انه كان ملكا وانزله الله درة بيضا إلى الأرض ولا يصح القول بانه جحر لا ينفع ولا يضر لان عقيدتنا متصلة اتصالا كليا بالقوانين الربانية وجمع القوانين موضوعة لمصلحة معنوية أو مادية قال تعالى ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) الدخان 38 وعن عبد الله الحلبي عن أبو جعفر وأبي عبد الله  (ع) قال ( حج عمر اول سنة من الحج وهو خليفة فحج في تلك السنة المهاجرين والانصار وكان علي (ع) قد حج في تلك السنة بالحسن والحسين عليهم السلام وبعبد الله بن جعفر قال : فلما احرم عبد الله لبس الإزار والرداء مصبوغتين بطين المشق ثم أتى إليه عمر وهو يلبي وعليه الإزار والرداء وهو يسير بجانب علي (ع) فقال عمر من خلفهم ما هذه البدعة التي في الحرم ؟ فألتفت أليه علي (ع) فقال له يا عمر لا ينبغي لأحد أن يعلمنا السنة فقال عمر : صدقت يا أبا الحسن لا والله ما علمت إنكم هم , قال : فكانت تلك في واحدة في سفر لهم فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال : أما والله إني لأعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أن رسول الله (ص) استلمك فقال له علي (ع) ( مه) يا أبا حفص لا تعمل فان رسول الله (ص) لم يستلم إلا  لأمر عمله ولو قرات القران فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت انه ينفع ويضر له عينان وشفتان ولسان ذلق يشهد لمن وافاه بالموافاة فقال له عمر فاوجدني ذلك في كتاب الله يا أبا الحسن ؟ فقال علي (ع) قوله  تعالى ( وإذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم فاشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ) فلما اقروا بالطاعة بانه الرب وانهم العباد واخذ عليهم الميثاق ثم خلق الله رق ارق من الماء فقال للقلم اكتب فوافاه الرق ثم قال الحجر : اهبط وأشهد لعبادي بالموافاة فهبط الحجر مطيعا لله يا عمر أو ليس إذا استلمت الحجر قلت امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فقال عمر اللهم نعم ) وورد في الكافي في هذا المعنى عن محمد بن يحيى وغيره عن احمد عن موسى بن عمير عن ابن سنان لأي علة وضع الله الحجر الأسود بالركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ؟ ولاي علة يقبل ؟ولأي علة اخرج من الجنة ؟ ولاي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في غيره ؟ وكيف السبب في ذلك ؟ اخبرني جعلني الله فداك فان تفكيري فيه لعجيب ؟ قال : فقال : سألت وعضلت في المسألة واستمعت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ سمعك انشاء الله أن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة اخرجت من الجنة إلى ادم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك انه لما أخذ من بني ادم  ظهورهم    ذريتهم حين اخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان تراءت لهم وهبط الطير على القائم (عج) فاول من يبدأ معه ذلك الطير هو جبرائيل وعلى ذلك المقام يسند القائم (ع) ظهره وهو الحجة والدليل على القائم (ع) وهو الشاهد لمن وافى في ذلك المكان والشاهد على من أدى أليه الميثاق والعهد الذي اخذه الله عز وجل على العباد فأما القبلة و الاسلام فلعله تجديدا لذلك العهد والميثاق فيأتوه في كل سنة ويأدوا له ذلك العهد والامانة الذي اخذ عليهم إلا ترى انك تقول : ( امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة) والله لا يؤدي ذلك احد غير شيعتنا ولا يحفظ ذلك العهد والميثاق إلا هم فينكرهم ويكذبهم وذلك لانه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم فهو الحجة البالغة من الله يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الأولى تعرفه الخلق ولا تنكره يشهد لم وافاه وجدد الميثاق والعهد عنده يحفظ العهد والميثاق بالكفر والانكار , وما علة اخراج الحجر من الجنة فهل تدري ما كان الحجر ؟ قالت لا قال : كان ملك من عظماء الملائكة عند الله فلما اخذ الله من الملائكة الميثاق كان اول من اقر بذلك فأتخذه الله أمينا على جمع خلقه فألقمه الميثاق واودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنه الاقرار بالميثاق والعهد الذي اخذه الله عليهم ثم جعله الله مع ادم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الأقرار في كل سنة فلما عصى ادم واخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي اخذه الله عليهم وعلى ولده محمد (ص) ولوصيه علي(ع) وجعله تائها حيرانا فلما تاب تاب الله على ادم حول ذلك الملك إلى صورة بيضاء فرماه من الجنة إلى ادم في وهو بأرض الهند فلما نظر إليه انس ليه وهو لا يعرف بانه أكثر من جوهرة وانطقه الله عز وجل فقال له يا ادم أتعرفني قال لا قال : اجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك ثم تحول إلى صوره مع ادم (ع) وذكر الميثاق وبكى وجدد الاقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله إلى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضيء فحملها ادم على عاتقه اجلالا وتعظيما فكان إذا عيا حمله جبرائيل (ع) حتى اوفي به بمكة فما زال يانس به بمكة وبجدد الإقرار له كل يوم وليلة ثم أن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لانه تبارك وتعالى حين اخذ الميثاق من ولد ادم كان في ذلك المكان ولذلك وضع في ذلك الركن وتنحى ادم من مكان البيت إلى الصفا وهوى إلى المروة ووضع الحجر في ذلك الركن فلما نظر ادم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة والتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا فان الله اودعه العهد والميثاق دون غيره من الملائكة لان الله عز وجل لما اخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة ولعلي (ع) بالوصية اصطكت فرائص الملائكة فأول من اسرع بالاقرار ذلك الملك ولم يكن فيهم اشد حبا لمحمد وال محمد منه فلذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق وهو يأتي يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ويشهد لك بالموافاة إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق .








منهم  شقي وسعيد 
قال تعالى في كتابه الكريم ( أن في ذلك لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود , وما نؤخره إلا لأجل معدود , يوم يات لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) هود 103 , 104 , 105 وهذه هي نتيجة النهائية التي يحصل عليها العبد من جراء عماله فأما الشقاء والعياذ بالله في نار جهنم خالدا فيها وأما السعادة الابدية في الجنان مع النبيين والصديقين وهذا حتما لا يكون حتى بسبب بعض الذنوب حتى وان كانت من الكبائر لان ذلك ممكن  أن يغفر للعبد ولا يصل الحال إلى ما وصفه في الآية المباركة ولكن أن هذه النتيجة النهائية وضعت لامر مهم جدا وهو الذي يحدد عاقبة الإنسان ونهايته فأما أن يكون شقيا خالدا في نار جهنم وأما أن يكون سعيدا فائزا بالجنان ولكن ما هو هذا الأمر يا ترى ؟ والحقيقة أن القران عظيم ويستمد عظمته من خالقه ولا يستطيع الخوض في العظيم إلا العظيم فالذي يكشف لنا عن الأمر الذي يؤدي إلى تلك النتيجة هم أهل البيت (ع) فهم الراسخون في العلم وهم حملة الكتاب واهله وهم عدل الكتاب كما اخبر الرسول (ص).  وقبل الرجوع إلى أئمة الهدى ( صلوات الله عليهم ) لا بد من تحديد السؤال وهو:
أولا : من هؤلاء الذين يكون منهم الشقي والسعيد ؟ والحق يقال أن جميع من لا يوالي أمير المؤمنين (ع) فمصيره الشقاء في النار لانه قد تواترت الإخبار الواردة عن رسول الله (ص) بذلك الأمر وان كان مصليا صائما عابدا زاهدا متصدقا فان ذلك لا ينفع من دون الموالاة لامير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده والبرائة من اعدائهم فلم يبقى لدينا إلا الشيعة وهنا يعني أن الآية عموما في جميع الخلق , ولكن خاصة في الشيعة فان منهم من يشقى ومنهم من يسعد لان غير الشيعة كلهم في اشقياء بلا استثناء إذا فلتقسيم هنا والتمايز بين الشيعة أو المتشيعين بالتحديد ولكن  ما هو السبب الذي يؤدي إلى هذه النتيجة يا ترى ؟ قلنا أن الجواب لا يستطيع معرفته إلا الأئمة الاطهار وبالرجوع إلى رواياتهم يتبين لنا أن السبب المؤدي للوصول إلى هذه النتيجة سواء كانت ايجابية أو سلبية هو أمر الإمام المهدي (ع) فان نصرة الإمام (ع) هي التي تقود إلى السعادة وخذلان الإمام أو محاربته أو ترك نصرته هي التي تجعل الإنسان شقيا والعياذ بالله . ولذلك يتبين لنا من خلال الرواية الشريفة عن منصور عن أبي عبد الله (ع) قال ( يا منصور أن هذا الأمر لا يأتيكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ) ومن هذه الرواية يتبين لنا ما يؤكد  المعنى الذي تطرقنا إليه من هذه النتيجة تكون في مجتمع المتشيعين من حيث قول الإمام الصادق (ع) لمنصور وهو من اصحابه وشيعته ( يا منصور أن هذا الأمر لا يأتيكم ) أي انتم الشيعة وأما ما يثبت أن السبب المؤدي إلى النتيجة المذكورة وهي الشقاوة والسعادة هو أمر الإمام المهدي (ع) فواضح من الرواية أن الإمام الصادق (ع) يتحدث عن أمر الإمام المهدي (ع) ويختم كلامه بان نتيجة التمييز والتمحيص فيكم أيها الشيعة أن يكون بعضكم اشقياء بسبب خذلانهم للأمام المهدي (ع) وعدم نصرتهم له أو بمحاربتهم اياه كما فعل أهل الكوفة مع الحسين (ع) وبعضهم الأخر يكونوا سعداء بسبب نجاحهم في التمحيص ونصرتهم للأمام المهدي (ع) .


الفكر التكفيري أسلامي الظاهر بريطاني المحتوى 
أن نهاية الوهابية ستكون علي يد الإمام المهدي (ع) 
محمد بن عبد الوهاب يوقع اعترافا ببطلان دعوته  
لا يخفى أن أعداء  الإسلام لم يتوانوا في حربهم ضد الإسلام وقد وضعوا الخطط واكثروا الدراسات والابحاث في ذلك ورصدوا لأجل ذلك الاموال الطائلة . فقد حاربوا الإسلام وحاولوا أن يوقفوا المد الاسلامي نحو بلاد الغرب ولكنهم لسنوات طويلة من الحرب ادركوا أن اسلوبهم هذا لا يجدي وبدئوا بالبحث عن اسلوب جديد وقد اجتمع رأيهم على أسلوب الحرب الداخلية ومعنى ذلك ايجاد غدة سرطانية في جسم الإسلام بمعنى أخر ايجاد حركة ظاهرية الإسلام وباطنها العمالة للغرب وغايتها تحقيق الأهداف التي تسعى لها دول الغرب والكفر لتحقيقها في حربها ضد الإسلام . وأما الأسلوب والطريقة التي يجب العمل وفقها من اجل نجاحهم في الحرب وتحقيق مأربهم وأهدافهم فكانت معتمدة على إيجاد عالما مسلما منسجما مع افكارهم وتلتقي مصلحته مع مصالحهم . فيقود حركة ظاهرها الإسلام وباطنها الحرب ضد الإسلام وتشكيك المسلمين بعقائدهم ودينهم وقد افلحوا في العثور على هكذا شخص فقد كان ( محمد ابن عبد الوهاب ) الذي ولد في عام 1115 هــ  في قرية ( عيينه ) إحدى القرى التابعة إلى نجد . ابنا للشيخ عبد الوهاب الذي كان من علماء الحنابلة , وكان محمد منذ شبابه يستقبح كثير من الشعائر الدينية التي كان يمارسها أهالي نجد والمدينة المنورة فقد كان يستنكر على الذين يتوسلون برسول الله (ص) عند مرقده المقدس . ثم رحل بعد فترة إلى البصرة وبدأ يستنكر على أهل البصرة شعائرهم وقد تتلمذ محمد علي يدي والده الشيخ عبد الوهاب ولما رأى ولده منه انه يستنكر الكثير من الشعائر الدينية قام بمواجهته ورده , فوقع بينهم خلاف ونزاع واستمر ذلك الحال حتى وفاة والده عند ذلك خلا الجو لمحمد بن عبد الوهاب فراح يعلن عن عقائده الشاذة . أقول قد كان محمد عبد الوهاب هو الشخص الذي وقع اختيار بريطانيا عليه لتنفيذ مأربهم ومخططاتهم فقد كان صيدا سهلا بما كان يحمله من افكار شاذة وعقائد منحرفة وأهواء ونوازع نفسية وميول دنيوية فقد التقى مستر همفر الجاسوس البريطاني في دولة الإسلام مع محمد بن عبد الوهاب في  البصرة في دار رجل صديق لهما وقد ذكر مستر همفر في مذكراته حيث قال في الكتاب الموسوم ( لقد عقدت بيني وبين محمد  أقوى الصلاة والروابط ,وكنت انفخ فيه باستمرار وابين له أكثر موهبة من ( علي بن أبي طالب , وعمر ) وان الرسول لو كان حاضرا لاختارك خليفة له  دونهم وكنت أقول له دائما أأمل إلى تجديد الإسلام على يدك فأنك المنقذ الوحيد الذي يرجى به انتشال الإسلام من هذه السقطة ) وقد قررت مع محمد أن نناقش في تفسير القران على ضوء افكارنا الخاصة لا على ضوء فهم الصحابة والمذاهب والمشايخ وكنا نقرأ القران ونتكلم عن نقاط – كنت اقصد من وراءها ايقاع محمد في الفخ – وكان هو يسترسل في قبول ارائي ليظهر نفسه بمظهر المتحرر وليجلب ثقتي أكثر فاكثر قلت له ذات مرة : الجهاد ليس واجبا قال : وكيف وقد قال الله (جاهد الكفار ) قلت : الله يقول (جاهد الكفار والمنافقين ) , فإذا كان الجهاد واجبا فلماذا لم يجاهد الرسول (ص) المنافقين , قال :جاهدهم الرسول بلسانه ,قلت : إذا فجهاد الكفار أيضا واجب باللسان قال:  لكن الرسول حارب الكفار قلت حرب الرسول كانت دفاعا عن النفس حيث إن الكفار أرادوا قتل الرسول فدفعهم , فهز محمد رأسه علامة للرضا , وقلت له ذات مرة ( متعة النساء جائزة )ة قال :كلا قلت : فالله يقول ( فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن ) قال عمر حرم المتعة قائلا (متعتان كانتا على عهد رسول الله وانا احرمهما واعاقب عليهما )قلت : أنت تقول أنا اعلم من عمر فلماذا تتبع عمر ثم إذا قال عمر : انه حرمهما والرسول حللهما فلماذا تترك رأي القران ورأي الرسول وتأخذ برأي عمر ؟ فسكت . وكما وجد سكوته دليل الاقتناع , وقد أثرت فيه الغريزة الجنسية ولم تكن له أنذاك زوجة قلت له : إلا نتحرر أنا و أنت نتخذ متعة نستمتع بها ؟ فهز رأسه علامة الرضا , وقد اغتنمت أنا هذا الرضا اكبر اغتنام وقررت موعدا لاتي إليه بامرأة ليتمتع بها , وكان همي أن اكسر خوفه من مخالفة الناس لكنه اشترط على أن يكون الأمر سرا بيني وبينه وان لا أخبر المرأة باسمه فذهب فورا إلى بعض النساء المسيحيات اللاتي كن مجندات من قبل المستعمرات لإفساد الشباب المسلم ونقلت لها كامل القصة وجعلت لها اسم ( صفية ) وفي يوم الموعد ذهبت بالشيخ محمد إلى دارها وكانت الدار خالية إلا منها فقرأنا أنا والشيخ صيغة العقد لمدة اسبوع وامهرها الشيخ نقدا ذهبيا فاخذت أنا من الخارج وصفية من الداخل نتراوح على توجيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونكتفي إلى هنا بما نقلناه عن مذكرات مستر همفر وبنفس الطريقة من المغالطات في الناقش بين الجاسوس البريطاني همفر والشيخ محمد فقد أقنعه بشرب الخمر هو وصفية وكانت اهداف بريطانية من وراء ذلك : 
أولا : تكفير كل المسلمين واباحة قتلهم وسلب اموالهم وهتك اعراضهم وبيعهم في اسواق النخاسة وحلية جعلهم عبيدا ونسائهم جواري .
ثانيا: هدم الكعبة باسم أنها أثار وثنية أن أمكن ومنع الناس عن الحج و إغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم .
ثالثا : السعي لخلع طاعة الخليفة والاغراء لمحاربته وتجهيز الجيوش لذلك ومن اللازم أيضا محاربة (اشراف الحجاز ) بكل الوسائل الممكنة والتقليل من نفوذهم .
رابعا : هدم القباب والاضرحة والاماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها باسم انها وثنية وشر والاستهانة بشخصية النبي محمد(ص) وخلفائه ورجال الإسلام ومما يتيسر .
خامسا : نشر الفوضى والارهاب في البلاد حسب ما يمكنه ذلك .
سادسا : نشر قران فيه تعديل الذي ثبت في الاحاديث م زيادة ونقيصة .
هذه النقاط الستة هي اهداف بريطانية في حربها ضد الإسلام كما صرح بذلك مستر همفر في مذكراته ولاجل تحقيق هذه الاهداف حددت وزارة المستعمرات نقاط الضعف والقوة عند المسلمين وذكر الأدلة الكافية لكيفية توسع نقاط الضعف وطمس نقاط القوة ,  وان نقاط الضعف كما ذكرت  في نفس الكتاب هي :
1 – الاختلاف بين السنة والشيعة .
2 – الجهل والامية التي تكاد تستوعب كل المسلمين إلا نادرا .
3 – خمول الروح وذبول المعرفة وفقدان الوعي .
4 – ترك الدنيا كليا والتعلق بالاخرة والعمل لها وحدها .
5 – دكتاتورية الحكام والاستبداد الشامل .
6 – عدم أمن الطريق وانقطاع المواصلات إلا بقدر قليل .
7 – تدهور الصحة العامة .
8 – خراب البلاد واتساع الصحاري وانسداد الانهر وقلة المزارع .
9 -  الفوضى في كل  شؤون الادارة فلا نظام ولا مقاييس ولا موازين ولا قوانين .
10 – تدهور الاقتصاد تدهورا مشينا .
11- عدم وجود جيوش نظامية .
12 – احتقار المرأة وهضم حقها .
13 -  الوساخة والقذارة في الأسواق والشوارع . 
وهذه النقاط قد حواها كتاب  مؤلف من ألف صفحة الفته الحكومة البريطانية يتحدث عن الدين الإسلامي والمسلمين وكل ما يتعلق بالاسلام والمسلمين والحلول اللازمة لقمع المسلمين وتشكيكهم في دينهم وقد ذكر الكتاب نقاط الضعف والقوة التي ذكرها وما يمكن أن يعمل من اجل توسيع نقاط الضعف فقد اوصى الكتاب من أجل ذلك بعدة نقاط:
1 – أن الاختلافات يمكن تركيزها بتكثير سوء الظن بين الفئات المتنازعة ونشر الكتب التي تطعن في هذه الفئة وتلك الفئة واللازم بذل  المال الكافي في سبيل التخريب والفرقة .
2 – والجهل يمكن ايقاعهم عليه بالمنع من فتح المدارس ونشر الكتب .
3 و 4 – ويمكن ايقاعهم في حالة اللاوعي بتزيين الجنة أمامهم وانهم غير مكلفين في الحياة الدنيا .
5 – يمكن تقوية دكتاتورية الحكام . 
6 – يمكن الإبقاء على عدم أمن السبل بإلهاء الحكام عن معاقبة اللصوص واعطائهم السلاح واغرائهم بالعمل بهذا الطريق .
7 – يمكن الإبقاء على حالتهم اللاصحية لنشر مذهب ( القدر ) فيهم وان كل ذلك من الله لا فائدة بالعلاج .
8 – الإبقاء على العزوبة .
9 – يمكن الإبقاء على الفوضى .
10 -  أما تدهور الاقتصاد فهو نتيجة طبيعية لما تقدم من التدهورات . 
11 – ويمكن الهاء الحكام في الفساد والخمر والقمار وتبذير الأموال        
12 -  ويمكن إشاعة أن الإسلام احتقر المرأة .           
13 -  أما الوساخة والقذارة فهي نتيجة طبيعية لشحة الماء فاللازم الحيلولة دون زيادة الماء في البلاد بأي اسم كان .                                                                                                     أما ما وصاه الكتاب من طمس نقاط القوة كما يأتي : 
1 – بلزوم إحياء النعرات القومية والإقليمية واللغوية واللونية وغير ذلك في المسلمين .
2 – كما يلزم اشاعة الأمور الأربعة التالية الخمر والقمار والبغاء ولحم الخنزير وان جهر أو سرا .
اوصى الكتاب بلزوم التعاون الوثيق مع اليهود والنصارى والمجوس والصائبة الذين يقطنون في بلاد الإسلام في سبيل إحياء هذه الأمور .
3 و 4  - إدخال بعض العملاء بزي العلماء . 
5 – يلزم التشكيك بأمر الجهاد . 
6 – يلزم إخراج فكرة نجاسة (الكفار ) عن نفوس أهل الشيعة .
7 – ويلزم أن يعتقد المسلمون أن مقصود الرسول (ص) الإسلام دين سواء كانت يهودية أو نصرانية لا المحمدية بدليل أن القران يسمي كل أهل دين مسلما .
8 – كيف تهدم الكنائس والرسول وخلفائه لم يهدموها بل احترموها .
9 – يجب التشكيك في حديث ( اخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) وحديث ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ) .
10 – يلزم صرف المسلمين عن العبادات والتشكيك في جدواها . 
11 – يجب التشكيك في الخمس .
12 -  اللازم توهين صلة المسلمين بالإسلام بالتشكيك في العقيدة واتهام الإسلام بأنه دين التخلف والفوضى.
13 – الفصل بين  الإباء والأبناء حتى يخرج الأبناء من تحت تربية الإباء .
14 – يلزم إغراء المرأة بإخراجها عن العباءة والحجاب .
15 – يجب تحطيم صلاة الجماعة .
16 – أما المقابر فاللازم هدمها .
17 – أما آل الرسول فاللازم الطعن في نسبهم والتشكيك في انتسابهم إلى الرسول (ص) واللازم تلبس غير آل الرسول بالعمة السوداء والخضراء ليختلط الأمر على الناس ويسيئوا الظن بآل الرسول (ص) .
18 – الحسينيات يجب اتهامها بأنها بدعة وضلالة .
19 – اللازم أشراب الحرية إلى نفوس المسلمين .
20 – ويجب تحديد النسل وان لا يتراوح الرجل أكثر من زوجة واحدة ووضع القيود على الزوج .
21 – ويجب أن يمنع منعا باتا التبشير بالإسلام .
22 – والسنن الحسنة يجب تضيق نطاقها .
23 -  كما أن اللازم التشكيك بالقران ونشر قرائيين مزيفة فيها زيادات ونقائص بحجة أن القران زيد فيه ونقص منه .
وبملاحظة ما يجري الآن في المجتمعات الإسلامية نجد أن المخططات البريطانية الوهابية واهدافهم الدنيئة وللاسف الشديد قد تحقق ونحن الان نتذوق مرارتها فان المسلمين اليوم أصبحوا فرقا وطوائف يعيشون صراعات قومية وطائفية وغير ذلك فقد نجحت بريطانيا من نشر الخمور والفجور والقمار في البلاد الإسلامية وقد نجحوا أيضا بادخال بعض العملاء بزي العلماء وزرعهم في المجتمعات الدينية كما أنهم نجحوا في أمر الجهاد فلا نجد أحدا من العلماء مع أهل الكتاب أو معاشرتهم أصبحنا وللاسف أصحابا وأصدقائنا لهم فصارت مصالحنا وإياهم واحدة وأهدافنا مشتركة .
وفيما يخص اليهود وبقائهم في البلاد الإسلامية فلا ضير فيه كما يعتقد كثير من المسلمين أما بالنسبة لعبادة المسلمين فقد بات واضحا كيف ميعوا الشباب المسلم وأبعدوهم عن العبادة وقد نجحوا في إشاعة أن دين الإسلام مدعاة للتخلف كما أنهم فصلوا بين الإباء والأبناء , فلا الإباء يرحمون الأبناء ولا الأبناء يطيعون الإباء , وقد تمكنوا من أن يجعلوا الكثير من  النساء المسلمات مقلدات للنساء اليهوديات والمسيحيات فخرجن بذلك من عفة الإسلام وتركن الحجاب ,وقد نفذ الوهابيون فعلتهم الدنيئة التي أطاعوا فيها ساداتهم الانكليز في تهديمهم لقبور أئمة البقيع ومهاجمتهم لكربلاء والنجف وتكفيرهم وقتلهم للشيعة كما أنهم تمكنوا من أن يدخلوا الكثير من الناس العوام في نسب السادة العلويين حتى جعلوا بعضهم قادة للناس بإعطائهم المناصب الدينية الرفيعة بحجة أنهم أولاد الرسول (ص) و استغلال احترام الناس لهم و تعاطفهم مع السادة في نجاح مخططهم هذا كما أنهم قد نجحوا في الكثير من المخططات الرامية لهدم الإسلام . و قد صدرت وثيقة من وزارة المستعمرات في اربعة عشر بندا تتعرض للخطط الرامية إلى تحطيم الإسلام و المسلمين حاصلها ما يلي :
1 – التعاون الأكيد مع قياصرة روسية للاستيلاء على المنطقة الإسلامية .
2 – التعاون الأكيد مع فرنسا و روسيا في وضع خطة شاملة لتحطيم العالم الإسلامي من الداخل و الخارج .
3 – إثارة النزاعات و الخلافات الشديدة بين الدولتين التركية والفارسية و إذكاء نار الطائفية و العرقية بين الجانبين .
4 – إعطاء قطع من البلاد الإسلامية بيد غير المسلمين .
5 – التخطيط لتطبيع حكومتي الإسلام التركية و الفارسية إلى أكبر عدد ممكن من الحكومات المحلية الصغيرة .
6 – زرع الأديان والمذهب المزيفة في جسم بلاد الإسلام .
7 – نشر الفساد بين المسلمين بالزنا وللواط والخمر ,والقمار .
8 – الاهتمام بزرع الحكام الفاسدين في البلاد بحيث يكونون آلة بيد الوزارة يأتمرون بأوامرها وينتهون عن زواجرها .
9 – منع اللغة العربية حسب الإمكان .
10 – زرع العملاء حول الحكام وإيصالهم  إلى رتبة المستشارين لهم حتى يتسنى للوزارة النفوذ فيهم عبر المستشارين . 
11-  توسع نطاق التبشير بإدخال المبشرين بكل صنف .
12 – تمييع شباب المسلمين بنات وأولاد وتشكيكهم في دينهم وإفساد أخلاقهم عن طريق المدارس والكتب والنوادي والنشرات والأصدقاء من غير المسلمين الذين يهيئون لهذا الشأن .
13 -  إشعال الحروب والثورات الداخلية .
14 – تحطيم كل أنواع اقتصادياتهم من مزارع ومعاش وتهديم السدود وغير ذلك .
وبهذا أصبح من الواضح و الأكيد ما لبريطانيا من دور رئيسي في صنع محمد عبد الوهاب وحركته الوهابية التي تنسب إليه وطوال هذه الفترة كانت بريطانيا تعمل من اجل أن تجد شخصا أخر إلى جنب محمد بن عبد الوهاب ليكون له عونا ولبريطانيا عملا أخر في تنفيذ وتحقيق أهدافها وهكذا استطاعت بريطانيا أن تجد الشخص المناسب وقد وقع اختيارها على ( محمد ابن سعود ) وقد ذكر ناصر السعيد  صاحب كتاب آل سعود في نفس الكتاب الجزء الاول أن آل سعود ليس من القبائل العربية بل يرجع اصلهم إلى يهود المدينة وقد اثبت ذلك بالادلة الكثيرة التي اوردها في كتابه هذا وقد كان لليهود وبريطانيا دور رئيسي في سيطرة آل سعود على الحكم في السعودية فقد ورد في كتاب تاريخ آل سعود عن رئيس بريطانيا قوله ( أريد أن أرى ابن سعود سيدا على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق على أن يتفق معكم أولا (يا مستر حاييم ) ومتى تم هذا عليكم أن  تأخذوا منه ما تريدون أخذه ) ومستر حاييم هو أول  رئيس لدولة إسرائيل في فلسطين وقد قال هذا الأخير في مذكراته ( مذكرات الدكتور حاييم وايزمن ) ( إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الاول ......والمشروع الثاني من بعده إنشاء الكيان   الصهيوني بواسطته )ويقول مستر همفر في مذكراته ( بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب ( محمد بن سعود ) إلى جانبنا فارسلوا إلى رسولا يبين لي ذلك ويظهر وجوب التعاون بين المحمدين فمن ( محمد الوهابي ) الدين ومن ( محمد سعود ) السلطة ليستولوا على قلوب الناس و أجسادهم فان التاريخ قد اثبت أن الحكومات الدينية أكثر دواما واشد نفوذا وارهب جانبا ....قال في موضع أخر –وكان ( المحمدان) يسيران على ما نضع لهما من الخطط) .
وبهذا فان بريطانيا قد جمعت للمحمدين لعنة الله عليهم السلطتين التشريعية والتنفيذية فقد كان محمد بن عبد الوهاب مشرعا ومحمد بن سعود منفذا وقام محمد بن عبد الوهاب بعلان دعوته بعد أن جمع انصارا لا بأس بهم وقد أظهر الدعوة في سنة 1143هـــ وقد قامت بريطانيا بتزويدهما أي (المحمدان ) بالمال والسلاح فأخذوا يغرون الناس بالأموال لكي يتبعوهم وأما من يقاومهم ويرفض معتقداتهم فان مصيره القتل فأخذوا بتدمير البلاد وقتل الناس وهتك الأعراض وسبي النساء  وشق بطون النساء وغير ذلك من الظلم والجور وقد قاومتهم العشائر العربية ولكن لم يفلحوا لان هذه الحركة كانت مدعومة من بريطانيا واليهود بالاموال والأسلحة وغير ذلك وهذا دليل كافي على انحراف عقيدتهم وكذب دعوتهم وبطلان أرائهم وحركتهم حيث أن الدعوات الحقة تكون مستضعفة وقادتها يكونون مستضعفين لكي لا يدخل الناس في الدعوة من غير اعتقاد بل طلبا للمال أو خوفا من القتل وقد انتشرت هذه الحركة بسرعة وقامت بالاتساع لتشمل الكثير من بلدان الشرق الاوسط وما ذلك لا لكونها دعوة باطلة منحرفة و إلا فان الدعوات الحقة لا بد أن تلقي صعوبة وتواجه ويكون أنصارها قليلين مستضعفين لقد قال تعالى ( واكثرهم للحق كارهون ) فأن أتباع الحق دوما قليلين وأتباع الباطل  في كل زمن كثيرين بل أن أتباع محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وهم الوهابية ( ابنا زنا ) كما صرحت بذلك الروايات الشريفة الصادرة عن أهل البيت فقد قامت  هذه الحركة بتكفير الشيعة وبغض أئمة الهدى أمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده ونصب العداء لهم ولشيعتهم فقد قاموا بمهاجمة كربلاء والنجف وقتل الآلاف من الشيعة هناك ونهب وسرقة الأموال والهدايا والتحف التي كانت موجودة في تلك الأضرحة المقدسة ومن عداءهم لأهل البيت هو هدمهم لقبور أئمة البقيع (ع)  واعلانهم أن الشيعة كفرة مشركين لا بد من حربهم وقتلهم .
كما أن هذه الحركة الوهابية اتصفت بافعال وتصرفات مشينة تنافي الإسلام الحقيقي والاعراف والاخلاق العامة من ابرز ما اتصفوا فيه قطهم رؤوس سجناهم وخصومهم بل طبخ تلك الرؤوس ووضعها في موائد الطعام والأمر من ذلك إرغام أرحام اصحاب هذه الرؤوس المقطعة الجلوس على تلك الموائد والاكل من تلك الرؤوس وقد دونت هذه الحوادث في كتب ومصادر متعددة منها ماذكره( حافظ وهبة في كتابه جزيرة العرب )عن الملك عبد العزيز فقال : ( عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ) ( لقد قاومت دعوتنا كل القبائل اثنا قيامها وكان جدي سعود الاول قد سجن عدد من شيوخ قبيلة (مطير ) فجاه عدد أخر من القبيلة يتوسطون لطلاقهم ولكن سعود الاول أمر بقطع رؤوس السجناء ثم احظر الغداء ووضع الرؤوس فوق الاكل وطلب من ابناء عمهم أن ياكلوا ولما رفضوا الاكل أمر سعود الاول بقتلهم ) وقد اكد هذا المستشار السعودي في كتابه المذكور هذه القصة ( فقد قال لقد قص هذه القصة الملك عبد العزيز على شيوخ قبيلة مطير ) وامام هذه الافعال المشينة والاجرائم الوحشية وامثالها التي صدرت عن هذا التحالف الملعون اندلعت ثورة ( ابناء يام )من أهل نجران وقبيلتي العجمان وبني خالد الذين تحالفوا على مقاومة الاحتلال السعودي وسحق ابن سعود وابن عبد الوهاب وكان من ابرز قادة الثورة حسن بن هبة الله قائدا لنجران , ( عرعر الخالدي قادا لبني خالد و العجمان من الحساء . وفلا سارت الجموع ولكن السيد حسن هبة الله وصل إلى ضواحي الدرعية قبل وصول العجمان وبني خالد وتمكن من سحق الجند السعودي الوهابي واسروا الأحياء منهم فاختفى ابن سعود وكاد ينتهي أمر دخيل في جزيرة العرب لو لم يلجأ محمد عبد الوهاب إلى المكر والخداع فقرر هذا الأخير على أن يقف راية الصلح ( على أن يقف اهالي نجران  عند حدهم ولا يقتحم الدرعية ويعيد الأسرى مقابل أن يدفع كل من محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود عشرة الاف جنيه ذهب  كتعويض لأهالي نجران وان لا يتعدى ابن سعود وابن عبد الوهاب حدود الدرعية وان لا يرفعوا راية هذه الدعوة الباطلة مرة أخرى وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران ) وللأسف أن هذا الاتفاق وهذه الحيلة أفشلت أول خطة ثورية للقضاء على هذه البؤرة السرطانية ولم يكن سبب فشلها إلا التصرفات الفردية لشيخ حسن بن هبة الله ! .
مضت الأيام و جاء ابن سعود الأكبر و هو عبد العزيز بن سعود الأكبر ليتابع المسير في خدمة الأنكليز رافعين راية الباطل من جديد (باسم الله ) و الله منهم و من دعوتهم براء و هنا تحرك اليهود لنصرة هذه الدعوة من جديد و كان تحركهم عن طريق تاجر يهودي يدعى (ألياهو كوهين ساسون ) و الجدير بالذكر أن عبد العزيز تزوج ابنة محمد عبد الوهاب و أنجب منها خبيثاً جديدا أسمه سعود و بأسم هذا الطفل واصل ابن عبد الوهاب زحفه على العراق بقيادة حفيده سعود بن عبد العزيز فأحتلوا كربلاء عام 1216 هــ و هدموا مساجدها و هدموا قبة الحسين (ع) و نهبوا الأموال و أعتدوا على النساء و أخذوا منهن سبايا و بقروا بطون الحوامل فما أشبه اليوم بالأمس فها هي الأفعال تتكرر على يدي احفاد تلك الزمرة الخبيثة و بأساليب جديدة في التنفيذ قديمة في الفكر والمعتقد و هو البغض لآل محمد (ص) و أتباعهم و شيعتهم .
و قد قامت حركة الوهابية على التوحيد كما يزعمون وأنهم تمسكوا بظاهر بعض الآيات و قالوا بكفر و شرك كل من لم ينطبق عمله على ذلك الظاهر كما أنهم حكموا على الناس بالكفر و الشرك على ظاهر أعمال أولئك الناس و تغافلوا عن حقيقة تلك الأفعال و المقصود من ورائها فقد كفروا كل من يزور القبور أو يتوسل و يتشفع بالأنبياء و الأئمة و الأولياء و غير ذلك الكثير الذي لا يخفى على القراء الأعزاء من أفكارهم المنحرفة . كل ذلك بغضاً منهم و حنقاً لآل محمد (ص) و شيعتهم و بهذا العداء ثبت أن جميع من آمن بالوهابية و أعتقد بالفكر التكفيري فهو أبن زنا و قد صرحت بذلك الروايات الكثيرة عن النبي و الأئمة الطاهرين (ع) فقد ورد عن رسول الله (ص) مخاطباً أمير المؤمنين (ع) : ( يا علي لا يبغضك إلا ابن حيض أو أبن زنا ) و قد يتساءل البعض هل يعني ذلك أن جميع الوهابية و معتنقي الفكر التكفيري أبناء غير شرعيين و أن أمهاتهم قد مارست الزنا ؟ فأقول : أن الكثير منهم ينطبق عليه هذا الأمر و لكن هناك أمر أخر يقصد من وصفهم بأبناء الزنا و هو كون الشيطان إبليس عليه اللعنة له شركة معهم فقد أكدت الروايات الكثيرة أن المنحرفين عن الحق و دعاة الباطل حينما يواقعون نساءهم فأن إبليس يكون معهم مشترك في تلك المواقعة فأنه يكون جنباً إلى جنب مع الرجل عندما يواقع زوجته كما أنهم في بداية حركتهم قد اعتدوا على النساء المسلمات و أخذوهن سبايا و تملكوهن ظلماً و طغياناً بغير وجه شرعي فهن مسلمات لا يجوز فعل ذلك معهن فكان أن أنجبوا منهن الأولاد و هم كما لا يخفى بحسب هذا الحال أولاد زنا و ما كان تصريح النبي (ص) و الأئمة من بعده (ع) بأن أتباع السفياني و الدجال أو بالأحرى ناصبي العداء لآل الرسول (ص) هم أولاد الزنا ألا تحذيراً و ترهيباً للناس من الانخراط في هذا الخط القائم على نصب العداء لأمير المؤمنين (ع) و الأئمة من ولده صلوات الله عليهم أجمعين .
نهاية الوهابية و الوهابيين :
إن الباطل لا بد أن ينتهي يوما من الأيام مهما طال به الأمر لأن الحق يعلو و لا يعلى عليه و المتتبع للأحاديث النبوية الشريفة و روايات أهل البيت (ع) يجد و يتبين له أن نهاية هؤلاء و حركتهم ستكون على يد الأمام المهدي (ع) فأن هؤلاء الزمرة سيقوم الكثير منهم بأتباع السفياني و حركته و الأيمان بدعوته و لذلك سيقفون بوجه الإمام المهدي (ع) لأن السفياني كما لا يخفى هو العدو الكبر للأمام عليه السلام و من المعلوم أن الإمام المهدي (ع) سوف يخوض حربا ضد السفياني و قواته تكون نتيجتها لصالح الإمام (ع) و ينهزم السفياني و أصحابه و يقتل منهم الإمام و جيشه مقتلة عظيمة و يقتل قائدهم السفياني عليه اللعنة . وأما من يتبقى منهم و من لم يلتحق بالسفياني في تلك المعركة فأنه سوف يكون بجانب الدجال الذي يظهر و يتحرك ضد الإمام المهدي (ع) بعد القيام المقدس له . و أيضاً فأن الإمام (ع) سوف يقضي على الدجال وأعوانه نهائيا و لا يبقى منهم أحدا و يطهر الأرض منهم و من فسادهم و قد جاءت الروايات الكثيرة التي تؤكد أن أتباع السفياني و الدجال هم أولاد زنا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون