العدد العاشر

منار القران 

تأويل سورة القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا اقسم بيوم القيامة * ولا اقسم بالنفس اللوامة  * أيحسب الإنسان ألن نجمع  عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه  * بل يريد الإنسان ليفجر إمامه * يسئل ايان يوم القيامة * فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لاوزر * إلى ربك يومئذ المستقر * ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم واخر * بل الإنسان على نفسه بصيره  * ولو ألقى معاذيره ) في هذا العدد المبارك من صحيفتنا نتناول في باب التأويل سورة القيامة المباركة الشريفة حتى نبين ارتباطها بالأمام المهدي (راوحنا لمقدمه الفداء ) حيث نبدأ بتاويل الآيات تباعا : - 

(لا اقسم بيوم القيامة ): - حيث أن يوم القيامة في التأويل هو يوم قيامة الإمام المهدي (ع) يمثل الله تبارك وتعالى في الأرض (كما ذكرنا ذلك في تأويل سابق في ذكر القيامة الصغرى والساعة الصغرى والواقعة الصغرى ) وحيث ورد في تفسير قوله تعالى : (وأشرقت الأرض بنور ربها ) قال الإمام الصادق (ع) أشرقت بنور المهدي (ع) .

(لا اقسم بالنفس اللوامة ) :- وهم أصحاب الإمام المهدي (ع) الذين يلومون أنفسهم باستمرار واحساسهم الدائم بالتقصير نجاه الإمام المهدي (ع) .

(أيحسب الناس ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه ):- وهو الإنسان الداعي لنصرة الإمام المهدي (ع) الذي يهيئ ويدعوا لقضية الإمام المهدي (ع) وهو أمير جيش الغضب , و(ألن نجمع عظامه ) والعظام من العظمة والقوة والعظام تعني الجيش و(بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) يعني أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجمع له جيش وهو (جيش الغضب ) وهو العشرة الاف مقاتل , وقد ورد في كتاب إلزام الناصب ج2 عن أبي عبد الله (ع) قال( لا يخرج القائم من مكة حتى تستكمل الحلقة , قلت وما الحلقة , قال: عشرة الاف ,جبرئيل عن يمينة وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلبة ويسير بها فلا يبقى احد في المشرق والمغرب إلا بلغها ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة ) . وهنا مجموع البنان (الانامل ) وهي عشرة في ايدي الإنسان وجيش الغضب عشرة الاف مقاتل وهذا هو وجه من التأويل . والوجه الأخر هو : أيحسب الإنسان الذي طغى وتجبر وسفك الدماء وهتك الأعراض وغير دين الله أن لا يرجع إلى الدنيا , بل انه سيرجع ومعه أصحابه الذين بايعوه وناصروه على افعاله القبيحة فان المولى جل وعلا سيرجعهم رجعة روحية في الحياة الدنيا حتى يعذبهم في الدنيا قبل الآخرة .

(بل يريد الإنسان ليفجر إمامه )   : - أن الإنسان الظالم والطاغي وهو المصدر على الخطأ والرذيلة إذا مات يبعثه الله تعالى على وضعه الذي مات عليه فيبعثه في رجعة روحية فتكون نفس الصفات السيئة التي حملها في حياته قبل مماته تعود معه في رجعته الروحية , وقد ورد عن أهل البيت العصمة (ع) في ذكر الرجعة الروحية أن الله سبحانه وتعالى سيعيد من محض الإيمان محضا ومن محض الكفر محضا .

(يسئل ايان يوم القيامة ) وهو تكذيب قيام الإمام المهدي (ع) وهم الذي تطول عليهم مدة الإمام (ع) فتقسوا قلوبهم وبذلك يشكون ويكذبون قيام الإمام المهدي (ع) بعد تكذيبهم لدعوته ومحاربتهم بشتى السبل للقضاء عليها وعلى حاملها الإمام المهدي (ع) .

(فإذا برق البصر ) وهو يعني ظهور علامة من علامات الإمام المهدي (ع)  وهذا العلامة تحدث في القمر حيث تجد ابصار الخلائق كلها متوجهة نحو السماء باتجاه القمر وهي شاخصة مندهشة وفزعة فقد ورد في كتاب الغيبة للنعماني قال أبي عبد الله (ع) : ( العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب ) سئل : وما هي ؟قال (ع) : وجه يطلع في القمر , ويد بارزة ) وقد ذكر بعض الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أن ذلك الوجه وهو وجه أمير المؤمنين علي(ع) وبذلك فهو يمثل وجه وزير الإمام المهدي (ع)  , حيث أن الإمام المهدي (ع)  يمثل رسول الله (ص) ووزيره اليماني يمثل الإمام علي (ع) ومن هذا نعرف معنى الصيحة التي يقوم فيها جبرائيل (ع) الحق كل الحق مع علي وشيعته .

(وخسف القمر ) :- وهي علامة من علامات ظهور الإمام المهدي (ع)  فقد ورد في غيبة النعماني عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) : ( أن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس .....) هذا من جانب ومن جانب أخر أن القمر يمثل الوزير والشمس تمثل الإمام المهدي (ع) كما ذكرنا في الأعداد السابقة وهنا (خسف القمر ) وهو القتل المعنوي لوزير الإمام المهدي (ع)  وذلك بتكذيب دعوة الإمام المهدي (ع)  التي يعلنها على الملأ وبالتالي محاربته ومحاولة قتله بل وحتى اعلان البرائة منه .

( وجمع الشمس والقمر ) :-وتحدث علامة من علامات ظهور الإمام المهدي (ع) تخص الشمس والقمر وقد ورد في غيبة النعماني عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: ( أن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشره وذلك في شهر رمضان ، وعنده يسقط حساب المنجمين ) هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان الشمس تمثل الإمام المهدي (ع)  (ع) والقمر يمثل وزير الإمام المهدي (ع)  وهواجتماعهما سويا أمام الناس وقبل قيام الإمام المهدي (ع)  فقد ورد في معجم الملاحم والفتن ج4 عن الإمام الصادق (ع) متكلما عن السفياني وجيشه : ( ويبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويهرب (المهدي والمنصور ) منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك احد إلا حُبس ....)وهذا ينفي عن ماورد من المفسرين بخصوص هذه الآية أي انه يوم القيامة تجمع الشمس مع القمر لان الشمس والقمر لا يجتمعان في القيامة الكبرى بل تتعرض الشمس للانكدار والقمر للانشقاق .

(يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) :- وهنا يكون المعنى أين المفر من سطوة الإمام المهدي (ع) وسلطته الواسعة التي تطول المشرق والمغرب فكل من ظلم وتجبر وطغى واكل حق الإمام (ع) وحقوق الناس سيكون هدفا لجيش الإمام (ع) فلا مهرب لهم اينما يذهبوا لان الإمام (ع) يتبعهم اينما كانوا , وقد ورد في الروايات عن أهل البيت (ع) أن جماعة من الشرق يهربون إلى المغرب فيبعث في طلبهم الإمام (ع) .

(كلا لاوزر ) :- أي معناها لا مؤازرة للهاربين من عدل الإمام (ع) ويطالب بهم ولا يستطيع احد أن يحميهم من الإمام أو يؤازرهم عليه (ع) فلا ملجأ ولا مهرب منه ومن عدله .

(إلى ربك يومئذ المستقر ) :-أي يكون المستقر إلى الإمام المهدي (ع) وفي هذا المعنى هو رب ذلك اليوم وليس رب الارباب كما فصلنا في بحوثنا السابقة وفي تأويل بعض السور .

(ينبؤا الإنسانُ يومئذ بما قدم وأخر) حيث أن الإمام المهدي (ع)  سيخبرهم بكل صغيرة وكبيرة قد اقترفوها ويحكم فيهم بحكم داود (ع) فلا يحتاج إلى بينة , فقد ورد في إلزام الناصب ج2 عن أبي عبد الله (ع) قال : ( سيأتي من مسجدكم هذا – يعني مكة – ثلائمائة وثلاثة عشر يعلم أهل مكة أنهم لم يلدهم اباؤهم ولا اجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة تبعث الريح فتنادي : هذا المهدي يقضي بقضاء داود لا يسأل عليه بينة .

(بل الإنسان على نفسه بصيرة ) : - أي أن الإنسان يعلم ما في نفسه من حجة بالغة حيث انه مهما يظهر فهو في باطنه يعترف بفعله وحقيقة عمله .

(ولو ألقى معاذيره ) :- فهو لو يعطي ألف عذر فلا فائدة من الاعتذار فقد فات الاوان وانتهى الزمان .

والحمد لله رب العالمين

************************************************************************************ 

تابوت السكينة سلاح الإمام المهدي (ع)في التأويل 

قال تعالى  : ( وقال لهم نبيهم أن آية ملكه أن ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وال هارون تحمله الملائكة أن في ذلك لاية أن كنتم مؤمنين ) البقرة 248 . لقد ورد في تفسير هذه الآية المباركة من سورة البقرة في تفسير العياشي عن أبي جعفر (ع) في قوله ( أن ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية  مما ترك آل موسى وال هارون تحمله الملائكة ) قال(ع) : ( رضاض الالواح فيها العلم والحكمة , العلم جاء من السماء فكتب في الالواح وجعل في التابوت ) أن هذه الآية وردت في سورة  البقرة وهذه السورة قد ذكرها أهل البيت (ع) بأنها على كل العلم , وهذا وقد جاء في تسمية محمد بن علي (ع) بالباقر كونه بقر العلم بقرا , وهنا فان التابوت يمثل العلم والحكمة التي انزلها الله تبارك وتعالى في الواح نبي الله موسى (ع) . ورد في الكافي ج1 عن سعيد السمان قال : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) إذا دخل عليه رجلان من  الزيدية فقلا له افيكم أمام مفترض الطاعة ؟ قال (ع) : فقالا له قد اخبرنا عنك الثقات انك تفتي وتقر وتقول به ونسمهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذب فغضب أبا عبد لله (ع) فقال: ما امرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا وقال لي اتعرف هذين قلت نعم  هما من أهل  سوقنا وهم من الزيدية وهما يزمعان أن سيف رسول الله عند عبد الله بن الحسن فقال فكذبا لعنهم الله والله ما رأه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة  من عينيه ولا راه ابوه إلا أن يكون راه عند علي بن الحسين (ع) فان كانا كنا صادقين فما علامة في مقبضه وما اثر في موضع مضربه وان عندي لسيف رسول الله (ص) وان عندي راية رسول الله (ص) ودرعه ولامته ومغفره فان كانا صاديقين فما علامة في درع رسول الله (ص) وان عندي لراية  رسول الله(ص) المغلبة وان عندي الواح موسى وعصاه وان عندي خاتم سليمان به داود وان عندي الطست الذي كان موسى يقرب به القربان وان عندي الاسم الذي كان رسول الله (ص) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين تشابه وان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة ومثل السلاح فينا كمثل التابوت على ابوابهم اوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا اوتي الإمامة ولقد لبس أبي درع رسول الله (ص) فخطت على الأرض خطيطة ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من ذا لبسها ملئها أن شاء الله ) نلاحض أن الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) غضب من ادعاء رجلين من الزيدية أن سيف رسول الله (ص) عندغير الإمام الصادق الإمام المعصوم (ع) حيث أن السلاح هو من دلائل الإمامة وان الإمام الصادق المصدق (ع) يذكر في هذه الرواية مواريث الأنبياء التي يتوارثها الأئمة المعصومين (ع) واحدا تلو الأخر , وهنا يمثل السلاح بتابوت السكينة . وهناك رواية أخرى عن أبي عبد الله (ع) قال : ( الإمام يعرف بثلاث خصال انه اولى بالذي قبله وعنده سلاح رسول الله (ص) وعنده الوصية  وهو الذي قال الله تعالى ( أن الله يامركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ) وقال السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح كما كان يدور حيث كان يدور التابوت ) . وهنا تدل هذه الرواية على أن السلاح يمثل العلم وكما هو التابوت الذي كان يحوي الواح موسى ومواريث النبي فقد ورد في بحار الأنوار ج13 أن التابوت الذي انزله الله على موسى ووضعت فيه أمه والقته في اليم وكان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى  الوفاة وضع فيه الاواح ودرعه وما كان عند من آيات النبوة واوعده يوشع بن نون ووصيه فلم يزل التابوت بيهم حتى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بني إسرائيل عز وشرف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي واستخوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سالوا النبي وبعث الله إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال تعالى ( أن آية ملكه أن ياتيكم التابوت فيه سكنة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وال هارون تحمله الملائكة ) قال البقية ذرية الأنبياء وقوله فيه سكينة من ربكم فان التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين فتخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان ) . هذا وورد عن الإمام الرضا (ع) قال : ( السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان – إلى أن قال – فأوحى الله إلى نبيهم أن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى (ع) وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب (ع) واسمه داود بن ايشا وكان ايشا راعيا وله عشرة ابناء ودود اصغرهم سنا – إلى أن قال- وكان داود شديد البطش قويا في بدنه شجعا فلما جاء إلى طالوت البسه درع موسى فاستوى عليه ) وهو بذلك شانه شان الإمام المهدي (ع) الذي يرتدي درع رسول الله (ص) فيكون ملائما له تماما حيث أن المهدي (ع) تجري عليه سنن الأولين وقد ورد في كتاب الملاحم والفتن عن الإمام الصادق (ع) : ( أن الإمام المهدي (ع) يخرج موتورا غضبا اسفا لغضب الله على هذا الخلق , يكون عليه  قمص رسول الله (ص) الذي عليه يوم احد وعمامته السحاب ودرعه درع رسول الله السابغة ( أي تامة طوله ) , وسيفه ( سيف رسول الله (ص) ذو الفقار ....) وقد ورد في عجم الملاحم والفتن ج1: ( أن المهدي (ع) يبعث بعثا لقتال الروم فيرسل معه تستخرج تابوت السكينة من غار انطاكيا فيه التواراة الذي انزل الله على موسى , والإنجيل الذي انزل الله على عيسى يحكم بين أهل التوارة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بانجيلهم ) وهذا يثبت أن الإمام المهدي (ع) عندما يخرج معه سلاح رسول الله (ص) واضافة إلى ذلك فهو معه العلم والعلم الواسع الذي يطغى على كل شيء فقد ورد عن أبي عبد الله قال : ( العلم سبعة وعشرون جزءا , فجميع ما جاءت به الرسل هو جزاءان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين فإذا قام القائم اخرج الخمسة والعشرين جزءا فبثها في الناس وضم إليه الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا ) وبذلك يتبن لنا أن الإمام المهدي (ع) سيتخرج تابوت السكينة ليس فقط من الناحية الزمانية والمكانية بل هو اخراجه لسلاح رسول الله (ص) واخراجه للعلم الذي يحمله (ع) وبذلك نستطيع القول أن التابوت يعني السلاح والعلم , وبهذا لا يستطيع أي احد أن يدعي مقام الإمام المهدي (ع) إلا بخراجه لسلاح رسول الله (ص) واستخراجه للعلم الوفير الذي يحويه الإمام (ع)هذا من جانب ومن جانب أخر فقد ذكر في بحار الأنوار ج13 عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: ( ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعي انه موسى بن عمران ....) وعن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله (ع) قال: ( ..... لترفعن اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ؟ قال: فبكيت فقال ما يبكيك يا عبد الله المفضل ؟ فقالت جعلت فداك وكيف لا ابكي وانت تقول اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ؟ قال وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال(ع) ابينت هذه فقال نعم قال : أن أمرنا أبين من هذه الشمس ) . 

ولقد ذكرنا بالبراهين  الساطعة من اعدادنا السابقة أن السنن الأنبياء التي تجري على الإمام المهدي (ع) تكون جريانها على وزير الإمام المهدي (ع) وموضع سره السيد اليماني وقد ذكرنا أن له سنة من موسى (ع) فانظر أخي المؤمن اللبيب إلى هاتين الروايتين وتامل بهما بدقة فيتبين لك أن هناك من يدعي الولاية لأهل البيت (ع) والنصرة الإمام المهدي (ع) والتمهيد له وهو بذلك كاذب ومخادع فهم بذاك يتقمصون شخصية أمير جيش الغضب الممهد الرئيسي للإمام المهدي (ع) كذبا وزورا , وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) عندما سال عن معرفة الممهد الرئيسي والحقيقي للإمام المهدي (ع) وكيف نعرفه قال : سوله عن عضائم الأمور فلا يجيب إلا مثله ) وعظائم الأمور هذه التي يعرفها وزير الإمام المهدي(ع) السيد اليماني هي من علم الإمام المهدي (ع) كما لا يخفى وهي إثبات لاتصاله المباشر بالأمام (ع) هذا وقد ورد في غيبة النعماني عن المفضل بن صالح عن جابر قال : حدثني من رأى المسيب بن نجبة و قال : ( وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) ومعه رجل يقال له ابن السوداء فقال له يا أمير المؤمنين أن هذا يكذب على الله ورسوله ويستشهدك فقال أمير المؤمنين (ع) : لقد اعرض واطول يقول ماذا ؟ فقال يذكر جيش الغضب فقال خلي سبيل الرجل أولئك قوم ياتون في أخر الزمان قزع كاقزع الخريف الرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسع , أما والله إني لأعرف اميرهم واسمه ومناخ ركابهم ثم نهض وهو يقول : باقر   باقر  باقر  ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا ) نستنتج من هذا أن الإمام المهدي (ع) يظهر جزاءا معينا من العلم (علم التابوت ) حيث ذكرنا أن التابوت يعني السلاح والعلم يظهر هذاالعلم على يدي وزيره وامير جيش الغضب والذي يذكره أمير المؤمنين بالقول ثلاثة باقر باقر باقر وانه يبقر الحديث بقرا لكونه قد بقر العلم الذي علمه الإمام المهدي (ع) ولقد ذكرنا في البداية أن سورة البقرةتحوي على كل العلم , وايضا في علة تسمية الإمام الهمام محمد بن على بالباقر (ع) لكونه بقر علم النبيين فان أمير جيش الغضب يذكره الإمام علي (ع) بالباقر لنفس السبب في بقره للعلم الذي يتعلمه من الإمام المهدي(ع) والحمد لله رب العالمين.

************************************************************************************* 

إشكالات قرآنية

حل الإشكال : كان الإشكال حول الآية 23 من سورة  البقرة ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا أتوا بسورة من مثله ودعوا شهدائكم من دون الله أن كنتم صادقين ) ولاية 38 من سورة يونس ( أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله ودعوا من استطعتم من دون الله أن كنتم صادقين ) فقد ذكر المولى تبارك وتعالى في الآية الأولى رقم 23 من سورة البقرة (من ) ولم يذكرها في الآية 38 من سورة يونس وذلك القران الكريم يضم في داخله عدة كتب كما قال تعالى ( رسول من الله يتلو عليكم صحف مطهرة فيها كتب قيمة ) البينة 2-3 وقد ورد عن عبد الله بن سنان  قال سالت أبا عبد الله (ع) ( عن القران والفرقان فقال القران جملة الكتاب والفرقان المحكم الذي يعمل به وكل محكم فهو فرقان ) ولما تبين ذلك أقول من المقصود من الآية الأولى التي ذكر فيها ( من ) أن الله يتحدى الكاذبين بان ياتوا بسورة من نفس هذه السورة (البقرة ) التي ذكرت فيها الآية 23 أي من نفس الكتاب أما الآية الثانية الخالية من (من ) أنما يتحدى فيها المولى الكاذبين أن ياتوا بسورة من نفس جنس السورة التي ذكرت فيها الآية وهي سورة يونس فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال : ( اعطيت السور الطوال مكان التوارة واعطيت المئين مكان الإنجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ) وان من الواضح أن سورة البقرة من السور الطوال وان سورة يونس من المثاني وبهذا يتبين وجه الاختلاف بين الايتين الشريفتين . 

الإشكال الأتي :

قال تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم .......) والاشكال مفاده ... لماذا هذا التردد الظاهر في قوله تعالى ( أفان مات أو قتل ) والله هو العلم والذي لا يخفى عليه شيء في السماء والأرض ؟! 

*************************************************************************************

الموعود 

قضية المهدي وارتباطها بعالم الأسماء 

قد ذكرنا سابقا أن الخلق يمرون بعدة عوالم حتى يصلوا إلى عالمنا هذا علم الملك والشهادة حيث أن كل المخلوقات منطوية فيها اسماء الله ولكن تلك الأسماء تقوى في بعض المخلوقات وتضمحل في غيرها بل أن نفس الفرد الواحد تجد أن قسم من اسماء الله تقوى فيه وتضمحل أخرى أو بالعكس ومما يؤكد هذا المعنى ما جاء في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (ع) قال  : (  نحن والله الأسماء الحسنى ) وقد قال تعالى ( والله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) الحشر (22-23 -24 ) . فــ ( الرحمن ) وهو صيغة مبالغة في الرحمة وهو أمير المؤمنين (ع) حيث وسع الكافر والمؤمن, و( الرحيم ) فاطمة الزهراء وهو من الرحمة الخاصة بالمؤمنين من الشيعة حيث ورد أن من أذى فاطمة فقد أذى رسول الله (ص) ومن احبها فقد أحب رسول الله (ص) وأنها (ع) تلتقط شيعتها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الرديء كما جاء في الأخبار والروايات . و( الملك )الإمام الحسن (ع) حيث أن الملك سيكون في ذرية الإمام الحسن (ع) فان من ذرية الحسن يخرج في أخر الزمان أي في دولة الإمام المهدي (ع) السيد الحسني اليماني الذي جاء وصفه في الروايات بالملك فقد ورد في الرواية عن الإمام المعصوم (ع) : ( يظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن )بحار الأنوار . و( القدوس) هو الإمام الحسين (ع) ومعناه الطاهر المنزه الذي وصل بشهادته (ع) اعلى مراتب القدس . و (السلام ) هو الإمام زين العابدين (ع) حيث اختلفت دوره عن دور ابيه الإمام الحسين (ع) لقد سلك مبدأ التقية وعدم مناهضة القوى الظالمة عسكريا بل استخدم أسلوب الدعاء في نشر علوم أهل البيت (ع) واظهار مظلوميتهم حتى عرف عنه انه مسالم لا يريد القتال . و ( المؤمن ) هو الباقر حيث انه سمي بالباقر لاكثرة علمه وخاصة علوم القران والحديث حيث كان يظهر باطن الأحاديث وتاويل الآيات فالباقر (ع) من البقر وهو شق الباطن واظهاره وهذا لا يتأتى إلا من حباه الله درجة عالية من الإيمان والتقوى فغير المؤمن لا يستطيع اطلاقا الوصول إلى باطن القران وتأويله ومعرفة الأحاديث لذلك فقد كان اسم الله المؤمن منطويا فيه بوضوح تام وكبير . و ( المهيمن ) الصادق (ع) فقد هيمن بعلمه على جميع العلوم وبشخصه على جميع العلماء حتى كان الإمام الصادق(ع) معلم جميع العلماء حتى عرف المذهب باسمه(  المذهب الجعفري  ) ولا يستطيع شخص الوصول إلى ما وصل إليه الإمام الصادق (ع) إلا أن يكون له صفة الهيمنة على جميع العلوم . و ( العزيز ) وهو الكاظم (ع) وذلك للشبه بينه وبين يوسف النبي (ع) من ناحية السجن حيث أن المولى تبارك وتعالى جعل يوسف (ع) عزيزا على مصر وملكا قال تعالى ( فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجة فأوفِ لنا الكيل وتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين )  يوسف 88 . وإنما كان له هذه الصفة وهي صفة العزة لأنه تعرض للسجن حيث أن في السجن غالبا توجد الذلة ويأبى الله لوليه الذلة فان الله حباه والبسه ثوب العزة فهو العزيز (ع)  . و (الجبار ) وهو الرضا (ع) ومعناه السلطان فان الإمام الرضا (ع) هو الوحيد من الأئمة (ع) الذي كان سلطان حيث جعله المأمون لعنه الله وليا للعهد . و ( المتكبر ) وهو الجواد(ع) وانما خصه الله بهذا الاسم لأنه كان صغيرا جدا حينما آل أمر الإمامة إليه فلابد أن ينزل عليه الله رداء الهيبة ليكون كبيرا في نظر الآخرين . و ( الخالق ) وهو الهادي (ع) لأنه هو الذي قام بخلق الهداية المهدوية حيث هو من بدا بالتمهيد لغيبة المهدي (ع) حيث بدا الهادي (ع) بالاستتار عن الشيعة شيئا فشيئا فجعل له سفراء بينه وبين الشيعة فهو من خلق هذا الأمر واوجده . و( الباري) وهو العسكري (ع) الذي اولد المهدي وبرأه . و ( المصور) وهو الإمام المهدي (ع)  الذي تعرض عليه اعمال العباد فيصورها . وان الناس عند ظهوره يتقسمون إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فهو من يقوم بتصورهم وختمهم , فمن نصره فطوبى له ومن عاده وخذله فجهنم له وساءت مصيرا . وعلم عزيزي القارئ أن هذه الأسماء هي الأسماء الحسني إضافة إلى لفظ الجلالة و (الله ) الذي ينطبق على محمد (ص) وذلك كما جاء في نهاية الآية المتقدمة قال تعالى ( له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) وما دلت عليه الأخبار والروايات الكثيرة كالرواية التي ذكرناها عن الإمام الصادق (ع) ( نحن والله الأسماء الحسنى ) كما أن هذه الأسماء الحسنى التي انطوى كل اسم منها في أماما واحد كما بينا موجدة ومنطوية جميعها في كل أمام من الأئمة (ع) ولكن يبرز احدها أكثر من الأسماء الاخرى بحسب دور الإمام وما يتلائم مع سيرته والمهم من هذه الأسماء عند الظهور المقدس للإمام المهدي (ع) والمهم من هذه الأسماء عند الظهور المقدس للإمام المهدي (ع) هو اسم الله ( الهادي) فعلى قدر انطواء هذا الاسم في الشخص تكون الهداية لولاية الإمام المهدي (ع)   ونصرته ولقد سمي المهدي (ع) بالمهدي لانطواء ذلك الاسم به (ع) وكذلك وزير  الإمام (ع) سمي أيضا بالمهدي لانطواء الاسم فيه ولكن نفسه اقل من الإمام المهدي (ع)  وذلك النقبائ وباقي الاصحباب الثلاثمائة والثلاثة عشر فعلى قدر انطواء هذا الاسم فيهم تكون هدايتهم ونصرته فقد ورد في الأخبار والروايات عن أهل بيت العصمة (ع) أن بعد المهدي يكون اثنا عشر مهديا وفي الاكمال قال الإمام الصادق(ع) : ( يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا فقال : أنما قال أثنى عشر مهديا ولم يقل أثنى عشر أماما ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالا تنا ومعرفة حقنا ). 

*************************************************************************************

     

المهدي يدعو إلى أسلام جديد 

الحلقة السابعة 

عصر الجاهلية 

ونحن نعيش عصر تطور العلوم وازدهارها وانتشار العلم حتى أصبح العسير سهل يسير وراح العلماء يتسابقون بلا هوادة في  اكتشافات حتى اصلنا إلى ما وصلنا ليه اليوم من التقنية والتكلنوجيا التي لم تعد خافية على الناس وها هو علم الطب يقطع شوطا لا نضير له في معالجة الامراض واكتشاف اسبابها والى غير ذلك من العلوم التي تطورت تطورا ملحوظ في القرنين الآخرين , ولكن وللأسف الشديد فان هذا التطور الهائل قد شمل بعض الجوانب التي تتعلق بحياة الإنسان واهمل جوانب أخرى مهمة بل هي اهم الجوانب وهو التي تجعل الإنسان إنسان أي أنها تحفظ للإنسان  إنسانيته لتميزه عن باقي المخلوقات ففي اكبر البلدان واكثرها تطورا نجد جوانب مهمة في حياة الإنسان ما زالت مهملة لم يطالها التطور الحاصل في تلك البلدان حيث نجد أن اغلب تلك الشعوب ما زالت تجهل الكثير عن الأديان السماوية ولاعتقادات الإلهية فهي تعيش حالة الجاهلية فلا مبادئ يسيرون وفقها ولا اسس يتعاملون بها ولا قيم يرتبطون بها ولو نظرنا أيضا إلى واقع البلاد الإسلامية ورغم انتشار العلم فيها ولكن الكثير من أهلها يعيشون جاهلية جديدة فقد تركوا مبادئهم وانحرفوا وراء الثقافات إلاجنبية تاركين لأرثهم العظيم ودينهم القويم لاهثين وراء عالم المادة والانحلال كما كان العرب قبل الإسلام في عصر الجاهلية حيث لم تكن لهم قيم يسيرون وفقها ولا مبادئ يرجعون ليها ولم يكن لهم هم لا إشباع غرائزهم ولم تكن ثقافتهم سواء الافتخار بأنسابهم  واحسابهم  فاشتعلت بذلك نار العصبية بيهم وتأججت الحمية الجاهلية بينهم حتى وصلت بهم الحال إلى قتل بناتهم خوفا من العار وفي هذا الزمن الصعب والجاهلية في اوجها جاء الدين الجديد حيث بعث فاطر السماوات والأرض محمد بن عبد الله (ص)  رسولا واهاديا ومبشرا ونذيرا والقى المولى سبحانه وتعالى على عاقه مسؤولية اصلاح ذلك المجتمع وانهاء تلك الجاهلية الجلاء وما كان من رسول (ص) إلا أن يشمر عن ساعديه راضيا قنعا بما انيط به من مسؤولية . فقد بدا رسول الله (ص) صراعه مع أولئك القوم حتى نجح في إزالة الكثير من أمور الجاهلية واخلاقها وهكذا ولما كانت دعوة الإمام المهدي (ع) مشابه لدعوة جده رسول الله (ص) فلابد أن تسبق الإمام المهدي (ع) جاهلية تمر بها الناس حيث ينحرفون عن مبادئ الدين  الإسلامي الحقيقي تتأجج نار العصبية القبلية فيما بينهم كما كانت في عصر الجاهلية الأولى وما إلى ذلك من أخلاق الجاهلية فقد جاء عن الإمام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) قال (ع) أي سيكون أخرى ) . وهذا مما يؤكد ما قلنا من انه لابد حصول جاهلية أخرى أو ثانية ولا فلماذا قال تعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) , ونحن نعلم أن الجاهلية الأولى هي قبل الإسلام حيث قضى عليها الإسلام ومما يؤكد هذا المعنى من وجود جاهلية ثانية أو أخرى ما ورد عن أئمة الهدى (ع) من أن المهدي (ع) يدعو إلى أسلام جديد وكتاب جديد وهذا معناه أن قبل ظهور الإمام المهدي (ع)   توجد جاهلية ولا لو كان هناك أسلام حقيقي فما الحاجة يا ترى لدعوة إلى أسلام جديد أو كتاب جديد فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال ( الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقلت اشرح لي هذا اصحك الله فقال يستانف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا رسول الله (ص) ) . فمن هذا الرواية الشريفة يتبين أن المهدي (ع) يقوم بدعوة وان تلك الدعوة تكون دعوة جديدة مشابه لدعوة جده رسول الله (ص) واجملا فان هذا الرواية تؤكد وتثبت الشبه الكبير بين بداية الإسلام وبداية دعوة النبي (ص) وبين السلام في أخر الزمان ودعوت المهدي (ع) , وعن عبد الله بن عطاء عن أبي عبد الله (ع) قال ( سالته عن سيرة المهدي كيف سيرته قال يصنع ما صنع رسول الله (ص) يهدم ما كان قبلة كما هدم رسول الله (ص) أمر الجاهلية وستانف الإسلام جديدا ) فان ا الإمام المهدي (ع)   يهدم الجاهلية التي تسبق قيامه المقدس كما فعل رسول (ص) وهدم الجاهلية التي سبقت الإسلام . وعن الفضيل عن أبي عبد الله (ع) قال : ( أن قائمنا ذا قام استقبل من جهل الناس اشد مما استقبله رسول الله (ص) من جهال الجاهلية فقلت وكيف ذلك ؟ قال أن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوته وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتاول عليه كتاب الله ويحتج عليه به ثم قال أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ) . فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن الجاهلية الثانية اشد من الأولى واخطر فان الناس آنذاك كانوا يعبدون الأصنام الحجرية ولكنهم في زمن الظهور يعبدون الأصنام البشرية الذي يخرجون على الإمام (ع) ويتاولون  عليه كتاب الله , وعن سيدتنا ومولاتنا أم الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء ( صلوات ربي عليها ولعن الله من ظلمها واذاها ونبراء إلى الله منهم ) جاء في احد خطبها حيث كانت تخاطب المهاجرين والأنصار ( فلا هجرة إلا ألينا ولا نصرة إلا لنا ولا أتباع احسان إلا بنا ومن ارتد عنا فالى الجاهلية ) أي لا تقولوا أنا مهاجرين أو أنصار وتابعين بحسان إلا من يعملون وفق مبادئ أهل البيت (ع) ويدينون بدينهم وياخذون احكامهم من  أئمة أهل البيت (ع) وبهذا يتبين أن كل من لا يسير بسيرة أئمة الهدى هم من أهل الجاهلية وما أكثرهم في زمننا هذا فليس كل من ادعا التشيع أو السلام كان كذلك بل أن الشيعة الحقيقيون هم من يعملون وفق ما جاء عن الأئمة المعصومين (ع) وان الإسلام الحقيقي هو أسلام أهل البيت (ع) لا غيرهم وعن محمد بن مسلم قال( سالت أبا جعفر (ع) عن القائم (عج) إذا قام بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال بسيرة ما سار به رسول الله (ص) حتى يظهر الإسلام قلت : وما كانت سيرة رسول الله (ص) ؟ قال ابطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل وكذلك القائم (ع) إذا قام يبطل ما كان في الهدنه مما كان في أي ايدي الناس ويستقبل بهم العدل ) . والحقيقة أن في الرواية المتقدمة لشيء غريب فلو لحضنا قول الباقر (ع) في الرواية حتى يظهر الإسلام وهذا يعني أن الإسلام قبل ظهور الإمام المهدي (ع)  يكاد يمحى ويندرس لولا فضل الله بخروج الإمام (ع) وقد صدق رسول الله (ص) حينما قال( أخر الزمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القران إلا رسمه ) كما يظهر من الرواية عن غيبة الإمام (ع) المعبر عنها بالهدنة هي الجاهلية الثانية وان الإمام (ع)سوف يبطل ما فيها من أمور واخلاق ويأتي بالدين الحقيقي كما ابطل الرسول  الكريم (ص) ما كان في الجاهلية وبعد أن وبعد أن تبين لنا وجود الجاهلية الثانية الاخرى كما جاء في تفسير الآية القرآنية ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) وما جاء في الروايات الواردة عن أئمة الهدى ( صلوات الله عليهم اجمعين ) بقية علينا أن نثبت ذلك بالحس والوجدان فقد كان الناس في الجاهلية الأولى يعيشون حالة من العصبية القبلية فكانوا منصهرين تماما في القبلية وكانوا يتفاخرون باحسابهم وانسابهم على حساب الحق والهدى والتقوى وما إلى ذلك من الأمور الغير خافية على اغلب مجتمعاتنا الإسلامية لكن وللأسف اليوم صرنا نعيش نفس تلك الحالة حيث عادت العصبية القبلية من جديد وصارت التفاضل والتفاخر بالعشيرة والاهل على حساب الدين والتقى فواحد يقول أنا من بني فلان المعروف عنا كذا وكذا ..... وأخر يقول نفس قوله ويمجد عشيرته وأخر يقول أني من عائل فلان وأخر يقول أنا من بيت فلان وما إلى ذلك حتى وصل هذا الحال إلى العلماء والمتعلمين فلا يكون طالب العلم مجتهدا حتى لو تفوق على اقرانه وبان اجتهاده إلا أن يكون من عائلة علمية معروفة وهذه هي الجاهلية بعينها فقد جاء عن السكوني عن أبي عبد الله (ص) قال رسول الله (ص) ( من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية ) . ومن الأمور والطبائع والعادات التي ترجع إلى الجاهلية هو الحكم بغير ما انزل الله أو بغير حك الله وما اكثره  اليوم فان القبائل العربية والعراقية والحكومات التي وضعت لنفسها القوانين الواضعية لا تحكم بحك الله بل أنها تحكم باحكام جاهلية ووضعية لا تمت إلى الله بصلة بل أن الكثير من العلماء لا يعملون بالاحكام الإلهية بل أن اغلب احكامهم ظنية ربما اخطئوا فيها أو اصابوا ولو حكموا بحكم واحد فقط لا يطابق الواقع فان إذن حكموا بحكم الجاهلية فعن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال ( الحكم حكما حكم الله وحكم الجاهلية فمن اخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية)  .

ومن أحكام الجاهلية أيضا والتي نعيشها اليوم ونمارسها بكثرة هو الاكل عند المصيبة أو ما يسمى بــــ ( مجلس الفاتحة ) وصرف الأموال الطائلة وكل ذلك من اجل التفاخر والمنسوبية وامور ما انزل الله بها من سلطان والعجيب كيف يجلس رجال الدين والمؤمنين في تلك المجالس وياكلون من ذلك الطعام افلم يقروا ما جاء عن الإمام الصادق (ع) : (الاكل عند أهل المصيبة من عمل الجالية والسنة العث ليهم بالطعام كما أمر به النبي (ص) في آل جعفر بن أبي طالب (ع) لما جاء نعيه ) . ومن أحكام الجاهلة أيضا هو قتل النبات أو ميسمى بوئد البنات قال تعالى ( وإذا المؤدة سالت بأي ذنب قتلت ) حيث كانوا يقتلون بناتهم خوفا من العار وما إلى ذلك من الشكوك الواهية وهذه الحالية منتشرة كثرة في مجتمعاتنا خاصة من احفاد أهل قريش وهم السادة من بني هاشم الذي لا يزوجون بناتهم إلا للسادة والسادة معرضين عن بنات عمهم مما يتسبب في بقاء تلك النسوة بدون زواج مدى الحياة أو يتقدم بها العمر كثيرا حتى تحصل على فرصة زوج وهذا لعمري قتل لتلك النسوة وقتل لمعاني فيهن بل الكثير منهن يفضلن الموت على البقاء في بيوت ابائهن يخدمن فقط . قال أبو خديجة فقلت لأبي عبد الله (ع) متى كان هذا فقال كان في الجاهلية وكان يقتلون البنات مخافت أن يسبين فيلدن في قوم اخرين . 

كما أن من  أحكام الجاهلية القسم بالاب كان يقول كلا وابيك وبلى وابيك وهو مما ساد في مجتمعنا وانتشر كثير ومثاله قولهم ( وروح والدك ) أو ( وروح والدي ) و ( وداعتك ) وما إلى ذلك وكله من أحكام الجاهلية , فعن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال ( أن أهل الجاهلية  كان من قولهم كلا وابيك وبلى  وابيك فامروا أن يقوما لا والله كلا والله ) . واعلم عزيزي القارئ أن من صفات الجاهلية هو التحزب والاختلاف بين القبائل حيث نجد أن القبائل العربية متحاربة فيما بينها يغزوا بعضها البعض ويغير  بعضها على البعض كما أننا نلاحض أن بعض القبائل قد تحزبت ضد قبائل أخرى وهكذا بالنسبة للباقين ومن الشواهد على ذلك ما قام به أهل مكة (قريش ) واليهود والقبائل العربية الاخرى التي تألفت فيما بيها لحرب الإسلام والمسلمين في معركة الاحزاب وها نحن نعيش المشهد ثانية فالاسلام الذي دعنا إلى الوحدة والتوحيد ونبذ الخلافات والفرقة والسير في طريق واحد من اجل هدف واحد وضمن مبادئ واحدة لا نختلف عليها وهي المبادئ الإسلامية التي جاء بها الرسول الكريم محمد (ص) وسار عليها الأئمة المعصومين (ع) . 

أقول هنا نحن نعيش المشهد الثاني عصر الجاهلية الثانية حيث أصبح المسلمون احزابا وفرقا متفرقين لا يجتمعون وليس له إلا ارضاء أنفسهم الأمارة بالسوء والسير بما يلائم أهوائهم ورغباتهم , فهذه هي الجاهلية حيث أنهم تركوا الإسلام ومبادئه الحقة ووضعوا لهم قوانين ودساتير ما انزل الله بها من سلطان يريدون أن يحكموا بها بلدان شتى وقد قال تعالى ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون ) وبهذا يتبين لنا بما لا يقبل الشك أن الجاهلية اثنتان فواحدة وهي الجاهلية الأولى التي سبقت الإسلام فقضا عليها الرسول (ص) حيث حاربها ورفض الكثير من احكمها والثانية وهي الجاهلية الاخرى التي تأتي في زمن الظهور حيث تسبق قيام الإمام المهدي (ع) والتي تكون نهايتها على يد الإمام المهدي (ع) حيث ينهي تلك الأحكام التي لا تمت إلى الأحكام الإسلامية بصلة لا من بعيد ولا من قريب . 

*************************************************************************************

سلسلة الأبحاث المثيرة والإسرار الخطيرة 

صاحب هذا الأمر 

ورد في الآيات المفسرة بالإمام المهدي (ع) عن ابان بن تغلب عن الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ) النحل 1 قال : ( أن أول من يبايع القائم جبرائيل (ع) ينزل عليه في صورة طير ابيض فيبايعه ثم يضع رجلا على البيت الحرام ورجلا على بيت المقدس ثم ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق : أتى أمر الله فلا تستعجلوه ( أي مجيء القائم (ع) تفسير العياشي ج2 فان الواضح من الرواية الشريفة أن الإمام المهدي (ع)   هو أمر الله ولكن هناك بعض الروايات وهي كثيرة تذكر لنا صاحب هذا الأمر وعندما نتامل فيها نراها لا تتلائم مع شخص الإمام (ع) وحركته مع أنها روايات صحيحة السند وقوية ذكرها أكثر علمائنا في كتبهم واليك بعض منها فقد جاء في الرواية عن أبي خالد الكابلي قال:  لما مضى علي بن الحسين (ع) دخلت على محمد بن علي(ع) فقلت له : ( جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى ابيك وانسي به ووحشتي من الناس قال صدقت يا أبا خالد تريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك لقد وصف لي ابوك صاحب هذا الأمر بصفة لوا رايته في بعض الطرق , لاخذت بيده قال : فتريد ماذا يا أبا خالد ؟ قلت : أريد أن تسمه لي باسمه حتى اعرفه باسمه فقال : سألتني عن أمر ما كنت محدثا به احد , ولو كنت محدثا به احد لحدثتك , ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة . وعن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول سال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) فقال : ( اخبرني عن المهدي ما اسمه فان حبيبي عهد الي أن لا احدث باسمه حتى يبعثه الله , قال : فاخبرني عن صفته , قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر , يسيل شعره على منكبيه , ونور وجهه يعلو سواد لحيته وراسه بابي ابن خير الإماء ) فمن هاتين الروايتين يتبين لنا النهي عن تسمية صاحب هذا الأمر المهدي ولكن من المعلوم والمعروف والذي ذكرته الأحاديث والاخبار والروايات الواردة عن الرسول الكريم (ص) وأهل بيته الطاهرين أن الإمام المهدي (ع)   اسمه محمد بن الحسن وهو مما لا يخفى على عمر الذي سمع من النبي (ص) الكثيرة من الأحاديث عن المهدي (ع) كما أن ذلك لا يخفى ع احد أصحاب الأئمة المقربين جدا كابي خالد الكابلي حتى  راح يلح ويسئل الإمام الباقر (ع) عن اسم صاحب هذا الأمر ثم وان كان قد خفي فلماذا لا يذكر الإمام أمير المؤمنين (ع) والأمام الباقر (ع) اسمه وهو الذي صرحت به احاديث النبي وأهل البيت (ع) كما أننا لو لاحظنا الرواية الواردة عن أبي جعفر (ع) والتي تتحدث عن سؤال عمر لأمير المؤمنين لو جدنا الإمام يصف المهدي بصفة هي ليست صفة للإمام المهدي (ع) فان صفة الإمام المهدي (ع)  كما جاء في الرواية اسمر الوجه ضخم الجسد طويل القامة فعن  رسول الله (ص) قال: ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي ( أي اسمر اللون ) وجسمه جسم اسرائيلي ) أذن يتبين من هاتين الروايتين أن المراد بصاحب هذا الأمر في الرواية الأولى وبالمهدي في الرواية الثانية هو شخص أخر غير الإمام المهدي (ع)   والمتيقن والحق أن المقصود بتلك الروايات هو اليماني الموعود صاحب الأمر وهو المهدي كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول الكريم (ص) ( يخرج المهدي من قرية باليمن يقال بها كرعة ) وقد  ذكر الشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور أن المقصود بالمهدي هو وزير الإمام المهدي (ع)   اليماني الذي يكون خروجه من اليمن فان الإمام كما لايخفى يخرجم من مكة المكرمه بين الركن والمقام وان المقصود بصاحب هذا الأمر هو صاحب الإمام المهدي (ع)   فان الإمام (ع) هو أمر الله كما جاء في تفسير الآية في بداية هذا البحث واليماني هو صاحبه  والذي يقوم بالدعوة والتمهيد له قبل قيامه (ع) كما انه جاء في الرواية الشريفة عن يزيد الكناسي قال سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول : ( صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف ابن أمه سوداء يصلح الله امره في ليلة ) والمقصود بالشبه من يوسف السجن كما جاء في الروايات والاخبار عن أئمة الهدى (ع) وان من الأكيد الذي لايخفى أن الإمام المهدي (ع)   لا يسجن ولكن الذي تجري عليه سنة يوسف (ع) ويسجن هو اليماني الموعود وأما قول الباقر (ع) ابن أمه سوداء فهذا من اوضح الواضحات إذ أن أم  الإمام المهدي (ع)   كما لا يخفى سيده رومية ابنة  قيصر ملك الروم وهي غاية في الجمال والحسن كما ذكرت ذلك الروايات التي تصفها وبهذا يتبين أن المقصود في صاحب هذا الأمر غير الإمام المهدي (ع)   وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال : ( انه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به أنما هي  محنة من الله عز وجل امتحن الله بها خلقه ) ولا يمكن أن نتصور أن الشيعة يرجعون عن الاعتقاد بامامة الإمام المهدي (ع)   نتيجة لتلك الغيبة  وها نحن وفي هذا الزمان الصعب حيث كثرت الموجات والحملات ضد الإسلام والمسليمن وما زال المسلمين وخاصة الشيعة على اعتقادهم بامامهم لكن الظاهر أن المقصود من الرواية هو شخص أخر وليس الإمام المهدي (ع)   وهو اليماني كما قلنا يختفي ويغيب لبعض الوقت بسبب مطاردة بعض الحكومات الظالمة له كحكومة بني العباس السفياني فيرجع عند ذلك عنه وعن دعوته من كان قد لتحق به وامن بدعوته كما جاء في الرواية عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول في رواية طويلة : ( أن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف ي(ع) –إلى أن قال – فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله بحجته كما فعل بيوسف , أن يمشي في اسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله ....) ومن المعلوم أن الإمام (ع) لا يظهر إلا عند القيام المقدس . بين الركن والمقام فكيف نتصور أن يكون ظاهرا  قبل ذلك ويزور الآخرين في بيوتهم في الاسواق , وعن المفضل بن عمر قال : ( سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ( لصاحب هذا الأمر غيبتان :  احدهما يرجع منها إلى أهله والاخرى يقال هلك في أي واد سلك ...) ومما لا يخفى أن الإمام (ع) وان كان له غيبتان لا انه عندما انتهت الغيبة الصغرى دخل في الغيبة الكبرى مباشرة ولم يرجع إلى أهله ثم أن الإمام (ع) في ذلك الوقت بعد انتهاء الغيبة الصغرى لم يكن لديه أهل ليرجع إليه ولم يقل احد عن الإمام في غيبته الكبرى أنه مات أو هلك في أي واد سلك ولا يمكن أن نتصور أن يقول ذلك احد من الشيعة أما بالنسبة لسنة فأنهم لا يامنؤن بان الإمام غائب بل أنهم يعتقدون انه يولد في أخر الزمان . وهذه الروايات وغيرها من الروايات التي تركنها مراعاة للاختصار تؤكد لنا وبما لا يقبل الشك أن صاحب هذا الأمر هو السيد اليماني وزير الإمام المهدي (ع)   وليس هو الإمام المهدي (ع)    .

*************************************************************************************

تحقيقات 

المصلح العالمي في الأديان والمذاهب 

الزبور , المزامير , المزمور 37 : أما الاشرار فسيهلكون .واما المنتظرون فسيوثهم الله الأرض ... 

التوارة , كتاب النبي اشعيا , فصل 11 : ... سيحكم على الضعفاء بالعدل . وسيسكن الذئب مع الحمل , وسينام الفهد إلى جانب المعزى ولن يمس الفساد والضرر جميع جبلي المقدس ...                       كتاب دانيال النبي , فصل 12 : ما اسعد الذين ينتظرونه ... كتاب حبقوق النبي , فصل 2 انتظروه وان تاخر وهو سيأتي حتما ولن يتوانى ... 

الإنجيل ,  انجيل لوقا فصل 12: ... فكونوا انتم مستعدين . لأنه في ساعة لا تضنون يأتي ابن الإنسان ... أو بانيشاد , ص373 من الكتب الهندية المقدسة : ... كالكي , وهو المظهر العاشر لــ : ويشنو , يظهر بعد الانقضاء العام أم عصر الحديد راكبا على جواد ابيض , حاملا سيفه البراق كما الشهاب المذنب . فيهلك الاشرار ويجدد الحياة ويعيد الطهر والبراءة .... 

شابوهرجان , من الكتب المانوية المقدسة : ... خرد شهر ايزد , لابد أن يظهر في أخر الزمان وينشر العدل في العالم .... 

سوشيا نت , من الكتب الزرادشتية المقدسة : .... استوت ارت  , سوشيا نت أو المنقذ العظيم . سوشيا نس , أو موعود أخر الزمان .... وسيلة وعلاج جميع الالم به , يقتل جذور الالم والمرض والعجز والظلم والكفر , يهلك ويسقط الرجال الانجاس ... 

رسالة جاماسب , ص121 : .... سينشر ( سوشيانت , المنقذ ) الدين في العالم فكرا وقورا وسلوكا  

الصينيون , اوبانيشاد . المقدمة ص54 ..... حيمنا يمتلئ العالم بلظلم يظهر الشخص الكامل الذي يسمى ( يترتنكر : المبشر ) ليقضي على الفساد ويأسس للعدل والطهر .... سينجي  كريشنا  العالم حيمنا يظهر البراهمايتون , ريك ودا , ماندا لأي , 4 و 24 ..... يظهر ويشنو بين الناس .. يحمل بيده سيفا كما في الشهاب المذنب ويضع في اليد الاخرى خاتما براقا حينما يظهر تكسف الشمس ويخسف القمر وتهتز الأرض ...

الاسينيون والسلاف والسلتيون والالمانيون والصربيون والاسكندنافيون ينتظرون موعوديهم الذي  يحملون الأسماء التالية : .... ارثر , اودين , كالويبرك , ماركوكر اليويج , بوخص  , بورينان بوروبهم .... ويعتقدون أنهم حينما يظهرون سينشرون العدالة في الأرض . أما كلام الوحي القراني فقد كان صريحا كل الصراحة  بتحقيق الانتصار النهائي للدين الإسلامي على جميع الأديان فقال تعالى( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) نعم ليست الأديان المذاهب غير الإسلامية قد قالت بذلك فحسب ولكن صريح القران وجمال تعبيره قد اكد البشارة والوعد للصالحين ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم  )  .

*************************************************************************************

قمر بني هاشم (ع)  والعصمة 

أن من الممكن جدا وليس بمحال على الله تعالى أن ينشأ كيانا لا تقترب منه العيوب أو يخلق انسانا لا يعترف الذنوب , اوجد جل شأنه ذواتا مقدسة ونفوسا طاهرة وجبت فيهم العصمة من الاثام وتنزهوا عن كل رجس ( أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم  تطهيرا ) وقد اتفق ارباب الحديث والتراجم على حصر هؤلاء المنزهين بالخمسة أصحاب الكساء وهم ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ) عليهم أفضل الصلاة والسلام فقد ثبت امكان أن يخلق الله تعالى ذوات مقدسة منزهة عن الارجاس معصومة عن الخطأ وقد يجب ذلك كما في الهداة المعصومين لكي يهدي بهم الناس . وأما في غيرهم فلا يجب ولكنه غير ممتنع فمن الممكن أن يمنح الباري سبحانه وتعالى افذاذ من البشر فيكونوا قدوة لمن هم دونهم وتكون بهم الاسوة في عمل الصالحات وان كانوا في مرتبة متدنية عن مرتبة الأنبياء والمعصومين فأنهم وان بلغوا بسبب التفكير والذكر المتواصل حيث لا يبارحون طريق الطاعة ولا يسلكون إلى العصمة طريقا لكنهم بحاجة إلى من يسلك بهم السبيل الواضح ويميز لهم موارد الطاعة عن مساقط العصيان والتهلكة وبخلاف الحجج المقيضين لانقاذ البشر المعنيون بالعصمة , فمن كانت عصمته واجبة كما في المعصومية سميت عصمة استكفائية لأنه لا يحتاج في سلوكه إلى الغير لكونه في غنى عن أي حجة لتوفر ما افيض عليهم من العلم والبصائر ومن لم تكن فيه العصمة واجبة وكان محتاجا إلى غيره في سلوكه وطاعته سميت عصمته  في استكفائية على تفاوت في مراتبه من حيث المعرفة والعلم واليقين. وحينئذ ليس من البدع إذا قلنا أن قمر بني هاشم (ع) كان متحليا بهذه الحلية بعد أن يكون مصانا من نور القداسة الذي لا يمازجه أي شيء وعلى هذا كان راي الشيخ محمد طه فانه قال بترجمة العباس من كتاب اتقان المقال ص 75  ( هو اجل من أن يذكر في المقام المناسب أن يذكر أهل بيته المعصومين (ع) فتراه لم يقل عند ذكر رجالات أهل بيته الاعاظم بل اثبت المعصومين منهم وليس هذا العدول إلا لأنه يرتاي أن يجعله في صفه ويعده منهم وتابعه على ذلك ميرزا محمد على الاوردبادي فقال في قصيدته :

اجل العباس الكتاب والهدى         والعلم والدين وأصحاب العبى 

عن أن يطيش سهمه فينتشى       والاثم قــــــد اثــم منـــكبا 

لم نشترط ابن النبي عصمة         ولا تقل انه قـــد أذنـــبا 

ومما يريدنا بصيرة في عصمته قول الإمام الصادق (ع) (لعن الله امة استحلت منك المحارم وانتهكت في قتلك حرمة الإسلام )فان حرمة الإسلام لاتنتهك بقتل أي مسلم مهما كان اثره في الإسلام إلا أن يكون هو الإمام المعصوم فلو لم يبــــــــــــلغ العبــــــــــاس المراتب الإسلامية في العلم لمقام أهل البيت لما استحق هذا الخطاب وهذا معنى العصمة نعم هي غير واجبة ومما نستشهد به العصمة له قول السجاد (ع) ( وان لعمي العباس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة ) وإذا كان العباس غير معصوم كيف يغبطه المعصوم على ما اعطي من رفعة ومقام عالي لان المعصوم لايغبطه غير المعصوم .

*************************************************************************************

التمييز والغربلة والتمحيص في شيعة نبي الله نوح (ع) 

في الكافي عن أبي عبد الله (ع) قال : لما اظهر الله نبوة نوح (ع) وايقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى ووثبوا إلى نوح بالضرب المبرح حتى مكث في بعض الاوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من اذنيه ثم افاق وذلك بعد ثلاثمائة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ويدعوه سرا فلا يجيبون ويدعوهم علانية فيولون فهم بعد ثلاثمائة سنة في الدعاء عليهم وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة املاك فسلموا عليه ثم قالوا له يا نبي الله حاجتنا أن تاخر الدعاء على قومك فأنها أو سطوة لله في الأرض قال قد اخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى وعاد إليهم وصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى إذا انقضت ثلائمائه سنة أخرى وياس من إيمانه جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة فسلموا عليه وسالوه مثلما ساله الوفد الأول فاجابهم مثل ما اجاب أولئك ثم عاد وقومه بالدعاء حتى انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسالوه الدعاء بالفرج فاجابهم إلى وصلى ودعى فهبط جبرائيل (ع) فقال : أن الله تبارك وتعالى قد اجاب دعوتك فقل للشيعة  ياكلوا التمر ويغرسوا  النوى ويراعوه حتى يثمر فإذا اثمر فرجت عنهم , فعرفهم ذلك فاستبشروا ففعلوا ذلك وراعوه حتى اثمر ثم سالوه أن ينجز لهم الوعد فسال الله ذلك فأوحى الله إليه : ( قلهم كلوا هذا التمر واغرسوا فإذا اثمرت فرجت عنكم ) , فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد عنهم الثلث وبقي الثلثان فاكلوا ألتمر وغرسوا النوى حتى إذا اثمر أتوا به نوحا فسالوه أن ينجز لهم الوعد فسال الله عز وجل عن ذلك فأوحى الله إليهم : ( قل لهم كلوا التمر واغرسوا النوى ) فارتد الثلث الأخر وبقي الثلث فاكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أتوا به نوحا (ع) فاخبروه وقالوا لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على انفسنا بتاخر الفرج أن نهلك فصلى نوح (ع) فقال يا رب لم يبق من اصحابي إلا هذه العصابة واني لا خاف عليهم العذاب أن تاخر الفرج فأوحى الله عز وجل إليه : ( قد اجبت دعوتك فاصنع الفلك فاكان بين اجابة الدعاء والطوفان خمسون سنة أقول ورد في سبب تأخير العذاب تصفية المؤمنين من الكفار والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويسرون الكفر .

************************************************************************************

نداء إلى العالم الإسلامي والانساني لنصرة صاحب الزمان 

لا اله إلا الله والحمد الله , وصل الله على الهادي الامين محمد (ص) سيد الساجدين والمقربين , وعلى الأئمة المكلفين الحماة في الشريعة الجامعة وأهل الخطاب في الدعوة , وعلى انوار الشريعة , والى أهل العراق جمعا وسجودا , والى العالم بكل طوائفه ومراتبه , وان الله على كل شيء قدير ,وقد اقترب الاوان الاعلى  في الدفاع عن الشريعة ونصرة القائد الاعلى المهيمن العالم المهدي (ع) القائم , العادل البريء , وان الظهور لاحت علائم البشرى فيه ,وبدات  مراحل التمهيد الكبرى , وان زمان الخلود الأكبر , وهيهات للباطل من جولة وهيهات ينتصر الظالمين في البلاد ومراجع الحق العظيم , وان الله اظهر النور في المشريقين والمغربين وبانت البيعة العالية وظهر الأمر المقدس إلا من ناصر يرتجى إلا من موعدا قادم يهز عرش الظالمين إلا من بزوغ نور العلا في كمال المعمورة  إلا من وقفة الأنصار تنتظر الرجوع إلا من مشهد اعلى يلوح في الافقين الأ من سجدة لكل أبيِ ناصر والله جاء اليوم الموعود في وحدة الجمع المبين والله أن أنصار الحق بدءوا الصبيحة الكاملة والله أن الحق بدا الروابي عدلا والله أن لله سر الأمور وان قائم بنيانه صورة موقعة في الاذان والنصر المبارك وإنا رواد الحق في النازال المرتقب ألا ياليت قومي يعلمون ألا ياليت يوم البأس العظيم تظهر بوادره في التسامي قد قامت العلائم وبشر أهل الحق في المنازل وظهر الله سر الوجود الاعظم إلا من صدق مأثر الأنبياء يا أهل المعمورة ويا أصحاب الورود أن اوان الفصل ات وان النفوس إرادة العلو وان الله يظهر أمر واليه فوق كل معتقد وقد وقع الحكم فوق كل جامعة , قد وقعت الحجة فلا طاعة إلا ببيان معلوم وإنا أنصارا قامت معالمنا بالأعتناق والمراودة ونحن القلعة الابية فوق كل ناصية ونحن زكاة الايتام ونحن صيحة الإمام ونحن نصر الله المبين ونحن القدوة الخالدة ونحن الوفاء العامر ونحن المدن العامرة ونحن مأوى الصادقين ونحن نجاة المقربين ونحن شاهدة الحق الواضح والله حقت على الناس بوادرنا فما اصعب الظهور وما اقدر الحظوظ وما اكمل المناصب ألا  من ساعة تظهر فيها الشواهد المقيمة ألا من ساعة تصاحبها الكرامات العظمية ألا من ساعة تصعق الافئدة ألا من ساعة موحدة ألا من ساعة تسال الناس فيها عن البيعة وان الله في امره معظم وفي علمه ومقدم وفي اشعاره موجود وفي وجوده قادر وفي قدرته سائل وفي سواله واحد وفي الظهور عالم وفي العلم حاسم وفي الحسم عادل وفي العدل قادر , أيها الناس في كل وادِ وسهل وفي جبل ومحل وفي بادرة عظيمة وفي كل قائمة سلمية آن اوان القيام لانصرة الإمام وان الله مقدر كل عمل وصاحب الموعد والبركان ونحن أهل النجوى والتسامح ونحن أنصار المذهب والدين الوقع والشراع الناجي وسعادة المؤملة والدولة الباقية , فيا ليت الأنصار يتقدموا ويا ليت الاقوام تبدي بوادرها ويا ليت النفوس ترى وضوح المبادرة فان العصر في مشهد واقع وان الإسلام نصره كبير وان العراق رايته سائدة وان الامصار معددة وان الريح قادمة وان الكرامة مقدمة وان الشهادة فتح القين وان النصر قوام المؤمنين سلام على أنصار الحق والتابعين الاعلام سلام من القادمين في الأحكام سلام من السائرين الصيام سلام من الكاديحين في العلوم سلام من العادلين في الهموم سلام من الاوائل في الزعامة سلام من القادمين في الكرامة سلام من أهل الصولة سلام من روح العلوم ,أيها الناس هذا يوم البشرى والحكم هذا يوم الافاق السعيدة هذا يوم الدولة التليدة هذا يوم النهوض الأكبر , أيها الناس ما ظهر الأمر إلا ساعة الوقوف ولا حكم إلا في قرار ولا قرار إلا في بيعة  ولا بيعة إلا  يومها وارد أن الله يريد بكم اليسر وهو القاضي في الرعية وهو صاحب العلائم الميسرة وهو الرب الرحيم أن الظلم استبد زمانه وكان كالشوكة وان الناس استرجعة خلود آل محمد (ص) فجاءت المطالب على بكرة أبيها يا ابنا الخير أن الخير سيرت مراكبه علما بنواصينا يا ابناء العلوم أن الأيام تزينت لمهدينا يا ابناء الصروح أن الله أعلن صحف السلام فوق كل رابية هيهات أن تقوم قائمة للظلم بعد النداء هيهات أن تظهر الأحكام المزيفة فوق صدق العارفين هيهات أن يظهر الفساد بعد الرجعة هيهات أن يخرج الطواغيت بعد يوم المهدي (ع) هيهات أن يعربد أهل الفجور بعد بوم الفتح أن الله مظهر الفلاح سراجا عظيما وان للاسلام ساعة حاسمة في قيام القائم ووقفة الصائم وصولة الحاكم وان كربلاء فتحها قريب ليوم اعلى وان العراق بكمال  محمد (ص) واله فكان يومه ممتثل للايام ومقامه مصحب للظهور وان خير الناس من نفع المؤمنين وان خير العلماء من نادى للظهور وان خير الرعية من طهر معتقداته بالعلم المنصور وان العلم مفتاحه الهدى وان الهدى مورد الأحكام العظمية وان الحق بيانه واضح ودليله ناصع وساحته كوثرية وشهادته علوية وان بوادر الظهور قد اكملت على عهد ويقين وان الله ينصر من كان ساجدا في بيان التقوى وان العالم قد اضاء الله فيه شواهد النعم وان النصر موطئ الحق وان الحق فيه الاتباع وان النور جرأة الوجود وإن الجنان بوادرها عاجلة وان الحكمة سراج كل قائم ومورد كل عالم ومنزل كل حكيم ومقعد كل ذاكر وان الفتح خير للرازقين وان الضياء عصمة المتطهرين قد جل الله القيام يوم دعوى المهدي (ع) وان من سجد للحق اظهر الله سلطانه وان من توحد في النفوس قامة زمانه وان من بايع الهدى اظهرت جرأته والله أن لله عهدا شفيعا يظهر فيه كل صادق والله أن لله مسعى الصفياء ومناهل الحكماء أيها الناس اسألوا من في الحق منصت أيها الناس أن الدنيا دارت باهل الدوائر وتجندت احكامها على مهلة شاهدة وظهر الفساد في كل غربة وبتهل أهل الدعاة للحكمة وقام المسلمون سجودا وانتظام يظاهرهم أمر معلموم ويكتنفهم من لا يعي القدرة والله أن لله البيعة ولمحمد (ص) الصولى وللقائم الاختيار وللعراق الانتظار والى كربلاء الرجعة والى الحسين الشهادة والى الأنصار الخلود والله أن الأيام على مرأى الحوادث وموقع المشتكى وساعة في انتظار وان انتظار في احتضار واحتضار في رحمة ورحمة في اعتماد واعتماد في وضوح والله أن للاسلام صولة ظاهرة وصولة عامرة وصولة  مستديمة وصولة  كريمة وان الوفاء للخالدين والله أن العراق فيه خروج الرايات وصحية القائم وظهور وان  الصولة الحاكمة ايامها قادمة وان الثار للحسين (ع) والشفاعة وقائعها صادقة وان العهد في خير الانتظار قيامه وان للعراق صولة البلدان وان العهد في اوان مرتقب وان أصحاب الحق بواردرهم مشهودة وايامهم معهودة وان للدين فتح مهيمن وقيام منظم ونظام متبع وان الناس تراود الاعراف فوق كل المصاعب وان يوم الفتح الاعظم ظهر بيانه سرا ظاهرا على احكم العهود وان الله اكرم المؤمنين بخير الانباء واكرم أصحاب السؤال ظهور العظمة فلا شاهد غير الذي تسجد له البصائر واسعة ظهورها وراية مؤازرة ليوم الحكم والاجتماع وان يوم العطاء المحمود سعادة المتقين .

*************************************************************************************

بحوث مستلة 

ادب العلاقة مع الإمام المهدي (عج) 

أن الارتباط بائمة أهل البيت (ع) ليس مجرد ارتباط عاطفي أو وجداني يندرج في اطار الحب والمودة والتفاعل العاطفي أو النفسي ولم يرد الله لنا أن تكون علاقتنا بالنبي (ص) أو بائمة أهل البيت (ع) مجرد علاقة حب ومودة بقدر ما هي علاقة فكرية وعقيدية وعملية تتصل بما جعله الله لهم من موقع مقدس في الإسلام والعقيدة (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ,

على أن الارتباط بالأمام الحجة المهدي (عج) ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية بل بانسان كامل حي جسدا وروحا يعيش بيننا يرانا ونراه يعرفنا ولا نعرفه يسددنا ويوجهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة وهو أمام الانس  والجن بل أمام الكون وقوامه , فلولا وجود الإمام لساخت الأرض باهلها , فهو امان لأهل الأرض كما أن النجوم امان لأهل السماء كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم (ع) وهذا يعني أن الإمام لو سحب الطافة ولم يتدخل في بعض الشؤون , ولم يعمل على رعاية الأمة وتسديدها في حركتها ومواقفها فالله وحده يعلم كيف سيصبح حال المجتمع الإسلامية والى أي درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل... فقد كتب الإمام (عج) مخاطبا الشيخ المفيد ومن وراءه كل المؤمنين : )) ....  أنا غير مهملين لمراعاتكم ,ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أي الشدائد واصطلمكم الأعداء , فاتقوا الله جل جلاله , وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد انافت عليكم , يهلك فيها من حم اجله ويحمى عنها من ادرك امله (وقد ورد بعض الأحاديث أن اعمالنا تعرض عليه فيحزن لسيئها ويفرح لما حسن منها .ولذلك علينا أن نطهر نفوسنا ونراقب اعمالنا لتكون بمستوى رضا الله ورضا الإمام الحجة (عج) .

يقول الإمام الخميني (قده) : علينا أن ننظر في صحيفة اعمالنا قبل أن تصل إلى محضر الله ومحضر صاحب الزمان (عج) . وبعد النظر في صحيفة الأعمال ومن اجل أن تكون المؤمن بالمستوى اللائق في محضر الإمام (عج) لابد من مراعاة جملة من آداب العلاقة معه والارتباط به , وهي تلك الآداب التي وردت في الأحاديث عن أئمة أهل البيت (ع) والتي تذكر منها هنا ما يلي : 

1- مبايعته : فقد ورد في دعاء العهد : ( اللهم إني اجدد له صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا )

2- إظهار الشوق لرؤيته : حيث ورد أن أمير المؤمنين (ع) ذكر المهدي (عج) من ولده فأوما إلى صدره شوقا إلى رؤيته .

وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال وهو يتشوق لرؤيته ) ... لو ادركته لخدمته أيام حياتي ) . وعلمنا أهل البيت (ع) أن ندعو الله لرؤيته ففي دعاء العهد (( اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة , واكحل ناظري بنظرة مني إليه )) وفي دعاء الندبة (واره سيده يا شديد القوى ...) وفيه أيضا (... هل إليك يا ابن احمد سبيل فتلقى )). وورد في دعاء العمريم عنده(عج) : اللهم إني أسالك أن تريني ولي امرك ظاهرا نافذ الأمر . وفي بعض الادعية ورد (( اللهم ارنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون )) وهنا لابد من الاشارة إلى أن رؤية الإمام (ع) في زمن الغيبة الكبرى ممكنة بل وميسرة لخواص المؤمنين.وقد تشرف بعض علمائنا برؤيته صلوات الله عليه فقد نقل عن السيد بحر العلوم انه جاء إليه رجل وساله عن امكان رؤية الإمام الحجة (ع) في زمن الغيبة الكبرى . فسكت السيد عن جوابه وطاطا رأسه وخاطب نفسه ... وما أقول في جوابه ؟ وقد ضمني صلوات الله عليه إلى صدره . ( جنة المأوى ص15 ) . كما ورد في وصية السيد ابن طاووس لولده : والطريق مفتوحة إلى أمامك لمن يريد الله جل شأنه عنايته به وتمام احسانه إليه . أما الروايات التي تكذب من ادعى رؤيته فليس المقصود بالرؤية فيها ما أشرنا إليه بل هي تشير إلى معنى أخر وهو ما نقله الشيخ الاشتهاردي عن الإمام الخميني (قده) حيث يقول .... والاخبار الدالة على تكذيب رؤيته منزلة على دعوى رؤيته بدعوى نيابته الخاصة من قبله (ع) كنيابة الحسين بن روح وغيره من النواب الأربعة (تنقيح الاصول ج3 ص139 ) . 

3- الثبات على ولايته : فعن الإمام الباقر (ع) انه قال : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم . طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان , أن ادنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جل جلاله فيقول : عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي  فأبشروا بحسن الثواب مني , أي عبيدي وإمائي حقا منكم اتقبل وعنكم أعفو ولكم إغفر , وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء , لولاكم لانزلت عليهم عذابي (البحار :ج52 ص145 ) .

4- الاغتمام والبكاء على فراقه : فقد ورد في الكافي الشريف عن الإمام الصادق (ع) انه قا ل: ( نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح ) وعنه (ع) أيضا ( والله ليغيبن امامكم سنينا من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ) كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين . يعني الحجة (عج) .

5- الدعاء له : لا سيما دعاء ( اللهم عن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا ...) .وورد عن الإمام الحسن العسكري(ع) في دعاءه له (عج) (( اللهم  اعذه من شر كل طاغ وباغ , ومن شر جميع خلقك واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واحرسه وامنعه أن يصل إليه بسوء واحفظ فيه رسولك وال رسولك واظهر به العدل وايده بالنصر (البحار ج94 ص78 ). وقد ورد التاكيد على الدعاة له بتعجيل الفرج ففي التوقيع الشريف المروي عنه (عج) : ( واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم ) ( الاحتجاج ج2 ص 384 ) . وروي عن الإمام الحسن العسكري (ع) انه قال : ( والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الأمن ثبته الله عز وجل على القول بامامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه (كمال الدين ج2 ص 284 ) . 

6- زيارته : لاسيما زيارة آل ياسين الواردة عنه (عج) حيث يعلمنا فيها كيف نشعر بحضوره فنقول : السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد , السلام عليك حين تقرأ وتبين , السلام عليك حين تصلي وتقنت , السلام عليك حين تركع وتسجد . 

7- التوسل به إلى الله سبحانه : سواء في أمور الحياة الدنيا كما توسل به الإمام القائد السيد علي الخامنئي ( دام ظله الوارف ) في مسجد جمكران من اجل نصر المقاومة الإسلامية في عدوان نيسان , أو في أمور الآخرة شفيعا لنا كما في دعاء التوسل .وقد ورد في بعض الروايات توسل بالأمام صاحب العصر والزمان (عج) منها : اللهم إني أسالك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان إلا اعنتني به على جميع اموري وكفيتني به مؤنة كل مؤذ وطاغ وباغ واعنتني به فقد بلغ مجهودي وكفيتني كل عدو وهم وغم ودين وولدي وجميع أهلي واخواني ومن يعنيني امره وخاصتي , امين رب العالمين ( بحار الأنوار : ج94 ص 35 ) . 

8- القيامة عند ذكر اسمه :  لا سيما عند ذكر لفظ (القائم ) فقد ورد انه ذكر اسمه المبارك (عج) في مجلس الإمام الصادق (ع) فقام تعظيما واحتراما له . 

وفي تنزيه الخاطر : أن الإمام الصادق (ع) سئل عن سبب القيام عند ذكر القائم من القاب الحجة (عج) فقال (ع) : لأن له غيبة طولانية (منتخب الأثر :ص 506 ) وروي أيضا عن الإمام الرضا (ع) انه قام في مجلس بخراسان عند ذكر لفظة القائم ووضع يده على رأسه الشريف وقال (( اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه ))( منتخب الأثر ص506 وفي كتاب مشكاة الأنوار قال : لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الرضا (ع) وذكره (عج) وضع الرضا (ع) يده على رأسه وتواضع قائما ودعا له بالفرج ( منتخب الأثر : ص 506 .

9- الصلاة عليه : فقد ورد استحباب الصلاة عليه في أكثر من مورد كما في دعاء الافتتاح . وكالصلاة الواردة عن الإمام العسكري (ع) ( اللهم صل على وليك وابن اوليائك ولي الأمر المنتظر الحجة بن الحسن , اللهم صل على وليك وابن اوليائك الذين فرضت طاعتهم ...) ( مكيال المكارم : ج2 ص 264 ) وورد في مصباح الزائر ص 420 :  اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته وتوضح بها بهجته وترفع بها درجته وتؤيد بها سلطانه وتعظم بها برهانه وتشرف بها مكانه , وتعلي بها بنيانه , وتعز بها نصره , وترفع بها قدره وتسمي بها ذكره وتظهر بها كلمته , وتكثر بها نصرته وتعز بها دعوته , وتزيده بها اكرما , وتجعله للمقين بها أماما , وتبلغه منا تحية وسلاما . 

10- التصدق عنه : فقد ورد في دعاء التصدق حين السفر : اللهم أن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد (عج) , وصل عليه بين اسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره . 

*************************************************************************************

معنى الانتظار 

نعيش اليوم في مرحلة الانتظار للإمام المهدي (ع) وقد تكون هذه المرحلة اطول مرحلة في تاريخ الإسلام فما هو الانتظار ؟ في ضوء ما تعطيه اللغة العربية لمعنى الانتظار حيث تحدده بالترقب والتوقع والرصد ... قد يتصور بعض الناس خطأ أن علينا نعيش في مرحلة الغيبة الكبرى للإمام المهدي مترقبين للظهور وعلاماته ولليوم الموعود الذي يبدؤه الإمام المنتظر (عج) بالقضاء على الكفر والانحراف والفساد وبالقيام بتطبيق الإسلام , من دون أن يكون لنا دور في الأعداد والتمهيد والقيام بمسؤولية تحكيم الإسلام في حياتنا وفي كل مجالاتها وخاصة في مجالها السياسي بحجة أن مسؤولية تحكيم الإسلام وتطبيق تشريعاته في كل مجالات الحياة هي وظيفة الإمام المهدي (عج) في مرحلة زمنية مقبلة وليس من وظيفتنا الآن . إلا أن هذا الفهم السلبي للانتظار يتنافى تمام المنافاة مع مفاهيم الإسلام واحكامه وتشريعاته العامة التي يجب على المسلمين تطبيقها في كل عصر وزمان . يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه القيم عقائد الامامية . ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد. ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي , أن يقف المسلمون مكتوفي الايدي فيما يعود إلى الحق ومن دينهم , وما يجب عليهم من نصرته , والجهاد في سبيله , والاخذ باحكامه , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... بل المسلم ابدا مكلف بالعمل بما انزل من الأحكام الشرعية وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة أليها حقيقة , وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) . ولا يجوز له التاخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي , فان هذا لا يسقط تكليفا ولا يؤجل عملا . ولا يجعل الناس هملا كالسوائم . ويقول الشيخ والصافي الكلبايكاني في كتابه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عج) : وليعلم أن معنى الانتظار ليس تخلية سبيل الكفار والاشرار , وتسليم الأمور إليهم , والمراهنة معهم , وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,  والاقدامات الاصلاحية . فانه كيف يجوز ايكال الأمور إلى الاشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك , والمراهنة معهم , وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وغيرها من المعاصي التي دل عليها العقل والنقل واجماع المسلمين , ولم يقل احد من العلماء وغيرهم باسقاط التكاليف قبل ظهوره يعني الإمام المنتظر , ولا يرى منه عين ولا اثر في الأخبار ..نعم .. تدل الآيات والأحاديث الكثيرة علة خلاف ذلك ,بل تدل على  تاكد الواجبات والتكاليف والترغيب إلى مزيد من الاهتمام في العمل بالوظائف الدينية كلها في عصر الغيبة . وهذا توهم لا يتوهمه إلا من لم يكن له قليل من البصيرة والعلم بالاحاديث والروايات .

× فأذن ما هو التفسير الصحيح للانتظار ؟ 

أن الذي يستفاد من الروايات والأحاديث الواردة عن النبي (ص) وائمة أهل البيت (ع) في هذا المجال , هو أن المراد من الانتظار هو : وجوب التمهيد والتوطئة والاعداد لظهور الإمام المنتظر (عج) فقد روي عن النبي (ص) أنه قال ( يخرج رجل يوطئ ( أو قال : يمكن ) لآل محمد , كما مكنت قريش لرسول الله (ص), وجب على كل مؤمن نصره ( أو  قال : اجابته ) .... ) . وروي عنه (ص) أيضا ( يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ) وعنه أيضا ( يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود , فسيسألون الخير فلا يعطونه , فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوه , فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملئوها جورا فمن ادرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ) . ونستفاد من الروايات أن التوطئة والتمهيد لظهور الإمام المنتظر (عج) والتاسيس لمشروعه الإلهي العالمين يكون عبر خطوات كثير منها : 

1- التزام بتعاليم الإسلام وقيمه وأحكامه , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والجهاد في سبيل الله ضد الأعداء ومواجهة الظالمين والمستكبرين .

2- العمل على نشر الإسلام وتعريف الناس به وتقديم  لشعوب العام كطرح بديل ومنقذ وكخيار وحيد لاخراج الناس من الظلمات إلى النور وتقديم صورة مشرقة نقية وصافية واصيلة عن الإسلام للعالم من خلال سلوكنا ومواقفنا وجهادنا . 

3- السعي لإقامة الحكومة الاسلامية  التي تمثل القاعدة التي تحكم بالإسلام . 

4- اعداد جيل مؤمن واعي مخلص ومضحي وبحجم المسؤولية يتولى نصرة الامام والاعداد لظهوره وعيا وايمانا وتنظيما وقوة . 

5- تربية الأمة وخصوصا شيعة الإمام واللتزام باوامره والتقيد التام بتوجيهاته وقد ورد في صفات أنصار الإمام أنهم اطوع للإمام من بنانه . 

وعلى أساس ما تقدم ننتهي إلى النتيجة التالية وهي : أن الانتظار ليس هو الرصد السلبي للظهور وللاحداث المتوقعة من دون أن يكون لنا دور فيه سلبا أو ايجابا ... كما نرصد خسوف القمر وكسوف الشمس ..وانما هو حركة وفعل وجهد وجهاد وعطاء وتضحية وامر بمعروف ونهي عن منكر , وهذا المفهوم الايجابي للانتظار هو الذي يستحق هذه القيمة الكبيرة التي تعطيها النصوص الإسلامية له كقول الرسول (ص) : ( أفضل اعمال أمتي الانتظار ) , وقوله ( انتظار الفرج عبادة ) , أو ( المنتظر لامرنا كالمتشحط بدمه ) . 

***********************************************************************************

واحة المرأة 

امرأة ترد على الزرقاوي 

لما رأيت العلماء والحكماء تقوقعوا والشجعان تبرءوا والرجال تنصلوا والكل يقول ما لنا والزرقاوي خوفا من أن تصل إلى بيوتهم قرقعة المتفجرات أو تصل إلى صدورهم رصاصات الموت . خرجت أنا ملثمة بلثام الرجال وناطقة باوضح البيان ومهلهلة بلساني احيي الجنازات جعلت قلمي سيفا أصول فيه ضد الكفر والارهاب واقول كما قالت المرأة التي كانت مع الإمام الحسين (ع) ( إني عجوز خاوية ضعيفة اضربكم ضربة عنيفة دون بني فاطمة الشريفة ) واثبت بالدليل إنكم لا قيمة عندكم للانسانية ولا صلة لكم بالشريعة الإسلامية الحنيفة ولا تحملون من الرجولة والشهامة مقدار حبة خردل لانكم تقتلون الاعزل والشيخ والطفل والنساء علما أن كل هذا ليس من أخلاق العرب وعاداتهم لذلك سوف اصرخ صرخة الحق بوجهكم واقول لا تحملون من أخلاق الحرب شيئا وليكم لدليل والبرهان : 

1- ورد عن  نبي الرحمة محمد (ص) حرمة الغدر بالكافر فكيف به في المسلم حيث قال رسول الله (ص) ( يجيء كل غادر بامام يوم القيامة مائلا شدقه حتى يدخل النار) . 

2- عدم الشروع بالقتال حتى يبدأ العدو فينبغي أن يمسك عن الحرب بعد ذلك كله حتى يبدأ العدو لتقع الحجة عليه ويتقلد بذلك البغي . وانتم لا مراعاة لكم لكل هذا حيث تقتلون الاعزل والبريء والفاضل .

3- حرمة قتل النساء والاطفال وانتم أيها الأنجاس تقتلون كل من هب ودب ولا تاخذكم رأفة بالاطفال والنساء وعمدتم إلى هتك حرمة النساء وستحيائهن . 

4- اعطاء الامان : حيث ورد عن النبي (ص) انه قال ( لو أن قوما حاصروا مدينة  فسألوهم الامان فقالوا لا فظنوا أنهم قالوا نعم , فنزلوا ليهم كانوا امنين ) وانتم ياخوة عاد تمسكون بالابرياء والمسلمين ويطلبون منكم الامان والرحمة ويتوسلون لكم بمحمد (ص) والأئمة الأطهار (ع) ولا يجدون منكم  أذنا  ألا لعنة الله على الظالمين .

5- حرمة التمثيل بالقتلى : ورد عن رسول الله (ص) لا يجوز المثلة ولو بالكلب العقور ) . فكيف بكم أيها النواصب وانتم تقلعون عيون القتلى وتقطعون اعناقهم وتمثلون باطرافهم وتسلبون ممتلكاتهم وملابسهم ولا الومكم لان لكن اسوة بهند زوجة أبي سفيان ... 

6- عدم جواز هدم مساكن العدو : لا يجوز هدم واحرق الدور والممتلكات للعدو . والشواهد لكم بذلك كثيرة حيث المفخخات والمتفجرات التي تحرق الأخضر واليابس وهذه منافية لقوانين الحروب والقتال . 

7- عدم جواز قطع الماء : قال رسول الله (ص) ( لا تمعو أحدا ماء ) ونحن بين فترة وأخرى نلمس مواهبكم في التفنن بقطع الماء وحتى محاولاتكم لرمي السموم القاتلة داخل احواض التصفية ... إنكم في الحقيقة بافعالكم هذه خارجين عن الدين بل انتم كفرة ولستم مسلمين بل أن الكفر لا يفعلون ما فعلتموه ألا لعنة الله عليكم ونبرأ إلى الله من افعالكم . 

*************************************************************************************

نصائح الإمام علي (ع)

يقول الإمام علي أمير المؤمنين (ع) لم أرى شياً انفع وجدانا واضر فقدانا من الصبر تداوي به الأمور .   وقال (ع) : الصبر على ثلاثة وجوه فصبر على معصية , وصبر على الطاعة وصبر على المصيبة .       وعنه (ع) انه قال :-                                                                                                إني وجدت وفي الأيام تجربة        للصبر عافية محمودة الأثر                                                 وكل من جد في أمر يطالبه          فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر                                            وقال (ع) في الكذابين والمخادعين والمتملقين :-                                                                 دع الكذوب فلا تكن له صاحبا      أن الكذوب لبئس حل يصحبُ                                                 وقال ليث الله الغالب (ع) في ترك الدنيا وفاتنها : -                                                               تزود من التقوى فانك راحل      وسارع إلى الخيرات فيما يسارع                                               فما المال والاهلون إلا وادائع     ولابد يوما أن ترد الودائع                                                       وهنا لابد من أن شير إلى سوء عاقبة مناوئي العترة الطاهرة وذرايهم :-                                       ابتلى الله تعالى  مناوئي عترة الرسول (ص) وذريته بالخزي في الدنيا والاخرة وهذا أمر محسوس ومشاهد بالعيان ولم يزل هذا الأمر يزداد وجلاء ووضوحا على مرور الأيام فعن الإمام الباقر (ع) : - يقول سمعت أبي زين العابدين (ع) يقول سمعت أبي الحسين (ع) يقول : سمعت أبي علي بن أبي طالب (ع) يقول سمعت رسول الله (ص) يقول ( نحن بنو عبد المطلب ما عادانا بيت إلا وقد ضرب ولا عادانا كلب إلا وقد جرب ومن لم يصدق فليجرب )) . 

*************************************************************************************

مختارات 

من كلام الشيخ العارف محيي الدين بن عربي  ( أن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله (ص) من ولد فاطمة(ع) يواطئ اسمه اسم رسول الله (ص) , جده الحسين بن علي (ع) يبايع بين الركن والمقام يشبه برسول الله (ص) في الخلق –بفتح الخاء – وينزل عنه في الخلق –بضم الخاء – اسعد الناس به أهل الكوفة يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يضع الجزية على الكفار ويدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص , اعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه ائمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي , له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه ولولا  أن السيف بيده لا فتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير ايمان ويضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم  فيهم بغير مذهب أئمتهم انه على ضلال في ذلك لأنهم يعتقدون أن خطهم  الذي انشاؤه هو الصحيح , وأما من يدعي التعريف الإلهي بالاحكام الشرعية فهو عندهم مجنون فاسد الخيال . 

************************************************************************************* 

ماء جامع براثا هو العين التي شربت منها مريم (ع) 

عن علي بن الحسين (ع) قال أمير المؤمنين (ع) لما رجع من وقعة الخوراج اجتازوا بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها فان الخسف اسرع أليها من الوتد في النخاله فلما اتي يمنة السواد اهبوا براهب في صومعة له فقال له الراهب لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال ولم قال لأنها لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي يقاتل في سبيل الله عز وجل هكذا نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين (ع) أنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء فقال له الراهب فانت إذا اصلع قريش ووصي محمد (ص) فقال له أمير المؤمنين (ع) أنا ذاك فنزل الراهب إليه فقال له خذ على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وانك تنزل ارض براثا بيت مريم وارض عيسى (ع) فاتى أمير المؤمنين موضعا فدكزه برجله فان برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه عين مريم التي انبعت لها ثم قال اكشفوا ها هنا على سبعة عشر ذراعا فكشفوا  فإذا هي بصخرة بيضاء فقال علي (ع) على هذه الصخرة وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ها هنا ثم قال ارض براثا هذه بيت مريم (ع) . عن علي بن الحسين (ع) في التهذيب في قوله تعالى ( فانتبذت به مكانا قصيا ) قال خرجت من دمشق حتى اتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين (ع) ثم رجعت ليلتها .

دور المرأة في دولة الإمام المهدي (ع) 

سيدتي لكي نهيء  انفسنا لتلك الدولة التي إنشاء الله سيجعل ابوابها مشرعة قريبا بإذن الله تعالى أمام المؤمنين والمؤمنات المخلصين منهم والمخلصات لتستقطبهم وتخلصهم من الظلم والجور حتى يملكهم الله أرضه وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفلى كقوله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ولكن يا ترى هل هيأت واستعدت لقدوم هذا المخلص الذي بشرت به جميع الأديان السماوية والكتب المنزلة على الأنبياء والمرسلين في الإنجيل والتوراة والزبور والقران الكريم وفي مصادر كتب جميع المذاهب فتعالي معا لنتعرف من هو المخلص والتي تنادي به الآن الناس جميعا من شمال الكرة الارضية إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ليخلصهم من الفوضى والظلم والطغيان إلا وهو الإمام المهدي وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع) وقد جاءت الكثير من الروايات والأحاديث للرسول الاعظم وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام . 

*************************************************************************************

البكاءون الخمسة ( ادم  ,  يعقوب  , يوسف  , فاطمة بنت محمد , علي بن الحسين (ع) 

فأما ادم فبكى على الجنة حتى صار خداه أمثال الاودية وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره واما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا به أما تبكي وتسكت بالنهار وأما تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحدة منهما وأما فاطمة (ع) فبكت على رسول الله حتى تاذى بها أهل المدينة فقلوا لها قد اذيتنا بكثرة بكائك فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف وأما علي بن الحسين (ع) فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له  جعلت فداك إني اخاف أن تكون من الهالكين قال أنما اشكوا حزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون إني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة . 

و الآن يا أيها المدعون الإسلام لما تجعلون الإمام المهدي (ع) يغضب ويبكي الإسلام الذبيح باعمالكم فانه يبكي اجداده يبكي الحسين وذراريه وما آل بهم ويبكي اباءه الذين قتلوا بغير ذنب والان يبكي على هذه الأمة الجريحة الذبيحة وما حاق بالمستضعفين من المؤمنين من الرجال والنساء لماذا كلما ارسل رسولا منه ليمهد الطريق إليه تحاربون وسوله وتلفقون التهم وتكذبونه كما كذب الرسل من قبل أن الإمام المهدي (ع)غضبان على قومه اسفا لأنهم في غيبته رجعوا إلى عبادة الأصنام ولكن أي عبادة واي اصنام أنها اصنام بشرية وعبادة الاهواء النفسية وحب الدنيا وانهم يرفعون حق المعرفة بان ظهوره قريب ويقولوها بالسنتهم لكن لا تستيقنها عقولهم فويل لهم من شر قد اقترب ويقول المهدي المنتظر (ع) يالثارت الحسين ودماء الحسين بركان ثائر في صدر المهدي ليس لأنهم قتلوه في يوم الطف ولكن لأنهم يقتلونه كل يوم من يدعون بحبه ومن شيعته باعمالهم الشنيعة وبحربهم لوزيره ورفضهم للحق الذي يزاح عنه الغبار يوما بعد يوم لكي لا يكون للناس حجة إلا ظهور الأمر واقامة الحد فلا تلومن أيها الناس إلا انفسكم وما على الرسول إلا البلاغ والقائم خير بلاغ . 

خواطر 

زينب والحسين 

بحثت في كتب السنين , عن أخوة صادقة في الدين , فأصطدمت ابحاثي بقصة أخوة يوسف الحزين , فحتى بيوت الأنبياء لا تخلوا من الالم والانين , فتركت بحثي في كتب الزمان وأتجهت اقرأ في صحف النور المبين , لعلي احصل على مرادي واصل إلى أخوة اليقين , فارتسم لي اشعاع نور من صفحة المتقين , ومن سطر سمي سطر المفلحين فأرتحلت لاول كلمة في سطر العاشقين فدخلت في جنة الفتح المبين , وإذا هي كربلاء الحسين , فعرفت أو قصة في حياتي زينب حبيبة الحسين , وهذه هي أخوة العارفين , فان لزينب عينين رميت برمحين , فعين لاخيها العباس كفيل عيال النبي الامين , والاخرى هي لنور العين , لحبيب اله العالمين ( حسين ... حسين... فأبصر الاخوان بعينى زينب اليوم بعد طول السنين , وبعد أن ابصرت العيون لم يبقى إلا أن يأتي قائم الدين . 

رسالة إلى سادة الطغيان 

يا سادة الحرمان, يا محرفي الكلم عن مواضعه في القران , يا مؤيدي جبروت السلطان , مالكم تحالفتم مع الشيطان , فجهرتم بالكفر بالله والعصيان , تصورتم أن لنا جهنم ولكم الجنان , وابتدعتم كل بدعة في اغتصاب حق صاحب الزمان , ودنستم بعهركم كل عرض ووجدان ,وتأخيتم مع قادة الطغيان , واستورثتم الأرض في ضنكم وبدأتم بتوزيع صكوك الغفران , مالكم كيف تحكمون ؟ اليس في الأرض خليفة الرحمن , سيسقيكم شراب الموت ويرد كرامة القران , فأهربوا أين ما تهربون فأن سيفه سيمزق الابدان , ويطهر كل الاكوان , ولن يكون لكم راي ولا يكون لكم بعد اليوم سلطان , يا سادة الطغيان . 

قمر بني هاشم

يا قمر بني هاشم . أين اليوم سيفك الصارم , أين رمحك وسيلك العارم , نحن ألعطاشا على مر الزمان يا مولاي فاليكن ماء جودك علينا قادم , ونحن الصائمون فهل من قرص شعير تفطر به الصائم , ولقد بنوا على اكتافنا قصورنا فهل يأتي على سلطانهم زلزلك الهادم , يا مولاي أين صوتك الصاعق حتى توقض كل نائم , متى يأتي نور بدرك حتى يجلي عنا سواد ليلهم القاتم , يا قمر بني هاشم , متى يتفجر بركان ثورتك على كل حاكم ظالم , ومتى ننتفع من عذب ماء كفيك بشريان الوفاء الدائم, فأننا أصبحنا كالذي في بطن الحوت وهو في البحر عائم . 

يا سيد الضياء 

يا جوهر الضياء , من رب الأوصياء , ويا مصدر السناء من معدن الأنبياء , كم باعد الزمان بيني وبينك يا خليفة الاولياء , من بعد وحيلك عني ضمئت ولم يروني كل مافي الأرض من ماء, سوى إني بقيت منتظر كل العمر انظر إلى السماء , لعلم ربي يسقني بقطر الحب من غيمة العشق لفخر الاولياء , فحياتي من بعدك سيدي هباء في هباء تخالط بذرها رمال البيداء , واني لا علم أن بعودة أبي ساكون في جنة الاحباء وسارتوي من حبه حتى وان امسكت عن شرب الماء , شكرا لرب الاصفياء .

يا ابتي يا أبا الجوادين 

جد لي من جودك يا أبا الجواد , فانت لكل قلب أنت الوداد , وانت السيف المشهور بوجه أهل العناد , وانت قبلتي في البلاد , وانت صومي وصلاتي وانت لي المهاد , قالوا لي أن لك أم واب قلت لا ورب العباد , بل أن اهلي وعشيرتي هم أهل الجواد , نسبوني والقبوني ولم يعلموا أن اسمي ولقبي هو عبد الجواد , قالوا كفرت بل أنت عبد رب الجواد , قلت لهم وما الضير أن اكون عبد لعبد الجواد , فانه باب الله وهو الامان ف البلاد وهو السجين الذي قهر الجلاد وهو الإمام الذي ارخى سدول السواد , واضاء للشمس ضيائها فخجلت أن تشرق بعدها في البلاد . 

************************************************************************************

دراسات أسلامية 

فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف 

فرقة المزيدية 

ذكرنا في الأعداد السابقة في باب فرق الضلالة فرقتي البترية والمرجئة وبينا افكارهم ومعتقداتهم وسبب انحرافهم عن مبدأ أهل البيت (ع) وهما من فرق الضلالة التي تخرج من الكوفة واثبتنا بعدة نقاط اتصفت بالضلالة وتعد من فئات الشيعة المنحرفة في زمن الظهور المقدس للإمام المهدي (ع) وكيف أنها ستواجه الإمام وكيفية القضاء عليها من قبل جيشه الضرغام (ع) . 

واليوم نتعرض في بحثنا هذا إلى فرقة أخرى منحرفة ضالة عن جادة الهدى والصواب وأنها من الانحراف الشديد بسبب كونها ليس من الشيعة فقط بل أنها من جيش السيد الحسني نفسه الذي يقاتل ويضحي من اجل فتح الكوفة وتسليم الراية للإمام المهدي (ع) ومبايعته فيأبى نفر من جيشه تسليم الأمر للإمام المهدي (ع) ويرفضون البيعة له وهذه الفرقة تسمى ( المزيدية ) أو ( الزيدية ) على اختلاف الروايات , ولهذا سنبحث هذه الفرقة بكل تفاصيلها حتى تتبين لنا ماهية الفتنة التي تحصل في جيش السيد الحسني رغم ما قدموه من تضحيات وجهاد في فتح الكوفة . ومن حيث التسمية فلا فرق أن تكون التسمية بــ (المزيدية أو الزيدية ) حيث أن هذه التسمية جاءت من معنى أنهم زيدوا في الكتاب وحرفوا به كما نصت الروايات عليه ومما يؤيد هذه التسمية فقد جاء عن الصادق (ع) ( ..... فيقول الحسني : الله اكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه , ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بــ ( الزيدية ) , فأنهم يقولون ما هذا  إلا سحر عظيم , فيختلط العسكران فيقبل المهدي (ع) على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرا فيامر بقتلهم فيقتلون جميعا , ثم يقول لأصحابه : لا  تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها  لم يعملوا بما فيها ) . فهنا إشارة اواضحة من صادق أهل البيت (ع) على أن الزيدية في أخر الزمان هم ممن حرف الكتاب وفشل في الاختبار والتمحيص الذي جعله الله عليهم في مبايعة الإمام المهدي (ع) بعد ما كانوا من الجند الذين يمهدون الطريق للإمام المهدي (ع) تحت راية السيد الحسني وهذا دليل أخر وواضح على أن الزيدية أو المزيدية في عصر ظهور الإمام المهدي (ع) وقيامه هم ليسوا طائفة الزيدية في عهد الإمام زين العابدين(ع) والباقر(ع) بل أن تشابه افعالهم وطريقة تحديد وتوجيه اعتقاداتهم وانحرافها لسبب مهم في اطلاق هذه التسمية ونود الاشارة إلى أمر مهم جدا حيث أن من العلوم أم من ينصر الإمام المهدي (ع) هم الشيعة الامامية وليس طائفة الزيدية فهم أساسا لا يعتقدون بالامامة  من بعد الإمام علي بن الحسين (ع) واعتقدوا بزيد الشهيد فكيف لمثل هذه الفرقة أن تكون من أنصار الإمام المهدي (ع)وفي جيش السيد الحسني وتضحي من اجل تحرير الكوفة  وفتحها وهي لا تؤمن بامامة الأئمة (ع) من الباقر (ع) إلى الإمام المهدي (ع) .وان هذه النقاط المهمة في بحث التسمية تقودنا إلى النتيجة الحتمية أن تسمية ( المزيدية أو الزيدية ) ما عرفنا سابقا أنهم زيدوا في الكتاب وتشابهت أفعالهم مع أفعال الطائفة الزيدية وعليه سنبدأ بعرض صفات الفرقة المزيدية ونقاط تشابهها الزيدية في عصر الأئمة (ع) حتى يكون البحث متكامل . ولكن قبل الخوض في صفات التشابه يبقى لنا وقفة مهمة من مقدمات البحث إلا وهو العدد الذي ينحرف ويرفض التسليم للإمام المهدي (ع) حيث أن الرواية السابقة وعلى لسان الإمام الصادق (ع) يذكر فيها ( أن العدد هو اربعون ألفا ) في حين جاءت الروايات الأخرى تشير إلى أن العدد هو (أربعة ألاف ) وهذا نصه ( في الكافي عن بكير بن اعين عن أبي عبد الله (ع) ( ..... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض   يجعلها له معقلا ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا ليه حتى تنظروا من هو وما يريد وهو يعلم أنه والله المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه أربعة الألف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي (ع) اسألوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج أصحاب الحسين (ع) إلى عسكر المهدي (ع) فيقول أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا .... فيبايعه الحسين (ع) وسائر عسكره إلا الأربعة الالف من أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون بــ ( الزيدية ) فأنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم . والحقيقة أن الذين سوف يرتدون من جيش السيد الحسني والذي يدعون بالزيدية هم أربعة الالف وليست أربعين ألف وذلك لان الرواية الأولى  التي ذكرنا هي من الروايات التي فيها تصحيف في بيان عدد الأفراد المرتدين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى مانطقيا أن الروايات ذكرت جيش السيد الحسني الذي سيفتح الكوفة زهاء سبعين ألف فهل يعقل أن جيش عقائدي وفيهم من الأنصار الذين قلوبهم كازبر الحديد وهو ليوث في النهار ورهبان بالليل يرتد  أكثر من نصف الجيش وهو ( الاربعين ألف ) فكيف هو تركيبة العقيدة في هؤلاء الذي يحاربون تحت راية الحسني لنصرة المهدي (ع) ولا يسلمون الراية له (ع) ويكونون بهذا العدد فهو غير معقول . من صفات الفرقة المزيدية وتشابهها مع الزيدية في زمن الإمام الباقر (ع) :

أولا : من حيث التسليم أن الزيدية قد سلموا للإمام زين العابدين (ع) علي بن الحسين ولكن لم يسلموا للإمام الباقر (ع) واختاروا زيد بن علي (رض)  في حين أن الزيدية في عصر قيام الإمام المهدي (ع)  يسلمون للحسني ولا يسلمون للإمام الحسيني (ع) . 

ثانيا : هم من زودوا في الكتاب وحرفوا به ولم يعملوا بما فيه وذلك نتيجة إلى انحرافهم عن مبدا أهل البيت (ع) ولم يسلموا له ولم يطيعوهم وهذا ماسيحصل مع الفرقة التي ستظل في جيش السيد الحسني وعدم مبايعتها للإمام المهدي (ع).

ثالثا : أن من الحتم في ذلك الوقت توجد نسبة من الذين انحرفوا ونسبوا أنفسهم بهتانا إلى زيد بن علي الشهيد (رض) قد شاركوا في ثورة زيد ضد الامويين ثائر للحسين (ع) ولكن قد فشلوا وانحرفوا وضلوا بعد ذلك من الاعتراف والاعتقاد بامامة الباقر (ع) وهذا مشابه لما تذكره الرواية أن جيش السيد الحسني يفتح الكوفة طاردا جيش السفياني منها , فهو يحارب الباطل ولكن بعد أن يستتب الأمر لجيشه في الكوفة يرفض هؤلاء التسليم للإمام المهدي (ع) . وبعد أن اكملنا اوجه التشابه بين الفرقتين في الماضي الزيدية في عهد الأئمة (ع) والمزيدية في زمن قيام الإمام المهدي (ع)  نبين الاسباب التي ادت إلى انحراف هذه الفئة رغم تعلقها الظاهري بالقران ورغم أنها في جيش السيد الحسني وهو ممن شارك في فتح الكوفة ونبينها كالاتي : 

1- عد معرفة الإمام المهدي (ع)  : حيث أن هذه الفئة الضالة قد وقعت في الضلالة بسبب مهم إلا وهو عدم معرفة الإمام (ع) فالذي لا توجد عنده معرفة قلبية و روحية وعقائدية بالأمام وشخصه (ع) وحتى وان سار في طريق الله لا يستطيع من الوصول لان الإمام (ع) هو باب الله عز وجل وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم فالاعمى كيف له أن ينظر إلى الباب والعاجز كيف له أن يتمسك بحبل الله تعالى والتائه كيف له أن يتعدى على الصراط المستقيم , فقد جاء في الدعاء عن المعصوم (ع) ( للهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك  لم اعرف نبيك , اللهم عرفني رسولك فانك أن لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك , اللهم عرفني حجتك فانك أن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) وهذا بيانا واضح في دعاء أهل البيت في أن الذي لا يعرف حجة الله لا يستطيع معرفة الله والنبي (ص) حيث أن الإمام (ع)هو مفتاح المعرفة ورسول الإمام هو مفتاح المعرفة بالأمام (ع) فهذا دليل أن المنحرفين الزيدية هم لم يعرفوا السيد الحسني حق معرفته فضلوا الطريق في معرفة الإمام المهدي (ع)  .

2- عدم التسليم للقائد وهو السيد الحسني : حيث أننا وستنادا إلى النقطة السابقة نعلم انه لا يكونون  مسلمين لسيد الحسني اصل فكيف يسلمون الأمر للإمام المهدي (ع) ويتضح من الروايات الشريفة أنهم اتبعوا قياداتهم الجزئية والفرعية التي قادتهم إلى الضلالة ولم يطيعوا السيد الحسني عندما امرهم بمايعة الإمام المهدي (ع)  .

3- حب الدنيا وحطامها : حيث أن هؤلاء المنحرفين قد اعلنوا عصيانهم لله عز وجل وللإمام المهدي (ع)  لا لشيء إلا لتعلقهم وحبهم للدنيا واملهم في تحصيل مراكز ورئاسات في الكوفة وغيرها فكيف يسلمون الأمر لله و الإمام المهدي (ع)  .

4- عدم الاقتناع بمظهر الإمام (ع) : حيث أن من ضمن الاختبارات التي يوقعهم بها الله عز وجل هي مظهر الإمام (ع) عندما يأتي إلى الكوفة من حيث البساطة في الملبس والمظهر المتواضع حيث لا يصدقون ما يرون من توضع الإمام المهدي (ع)  .

5- زيدوا في كتاب الله وحرفوا به ولم يعملوا بما فيه من الأحكام . 

6- لم يدخلوا في باب حطة ولم يسجدوا للباب لكي يحط الله من ذنوبهم . وكما علمنا سابقا في باب حطة انه عن رسول الله (ص) ( أن مثل أهل بيتي فيكن كمثل باب حطة في بني إسرائيل ) أن باب حطة ينطبق على أهل البيت (ع) الذين أولهم علي (ع) وأخرهم المهدي (ع) والقرية هي الدين والإسلام الحقيقي .حيث أن حطة هو الإمام المهدي (ع)  حيث لا تنفع الولاية عنده أنما الأعمال أولا ثم تكتمل بالولاية ثانيا. ففي زمان الإمام المهدي (ع)  سوف يدخل الشيعة الذين هم أصحاب الولاية في غربلة وتمحيص وامتحان حتى يخرج من ولايته اناس كثيرة فلا ينفعهم إلا العمل الصالح وتزكية النفس ثم يدرك الولاية الحقيقية وهي ولاية المهدي (ع) حتى تكون له الطاعة العمياء وهو مرحلة السجود لباب( حطة ) كما ن وصفهم في الروايات (اطوع له من الامه لسيدها ) وبهذا نعرف أن مرحلة ولاية الإمام علي (ع) فقط الدخول بالايمان وان مرحلة ولاية المهدي (ع) الرسوخ بالايمان .

7- كان معهم من أنصار الإمام (ع) الذين فشلوا في الاختبار والتمحيص وغرتهم الاماني فكانوا من طليعة المخالفين بسبب أنهم يعتبرون أنفسهم أحق بالامر من التسليم للإمام (ع) ( فلا تمنن تستكثر ) المدثر 8 .

8-  انحراف القادة في جيش السيد الحسني حيث أن لوجود الانحراف والشذوذ في القادة أدى إلى الشذوذ في من اتبعهم بالضلالة كما جاء في الرواية عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) يقول : ( الزم الأرض ...الى أن قال : واياك والشذاذ من آل محمد فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ).

9- قد زيدوا في كتاب الله ولم يعملوا به بل أنهم غيروا وارادوا تنفيذ غير الذي قيل لهم , فقد زاد الله في بلائهم كما زيدوا في الكتاب .

************************************************************************************* 

المهدي (ع) وأهل السنة 

الأحاديث الدالة على انه من ولد فاطمة (ع) 

الحلقة الثالثة 

1- صحيح أبي داود 3 : 307 /4384 حدثنا احمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة ورواه بن ماجة في سننه في الجزء الثاني في باب خروج المهدي من ابواب الفتن بسنده عن سعيد بن المسيب قال كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول الله (ص) يقول المهدي(ع) من ولد فاطمة . ورواه التاج الجامع للاصول(  ج5 ص 364 ) وفي الصواعق في الآية الثانية عشر من الآيات الواردة فيهم وفي مصباح السنة في باب اشراط الساعة إلا انه ذكر من أولاد فاطمة وفي اسعاف الراغبين (ب3 ص 432 ) عن مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وفي ينابيع المودة في (ص 432 ) عن صاحب جواهر العقدين وقال اخرجه مسلم عن مشكوة المصابيح عن أبي داود إلا انه ذكر (من أولاد فاطمة ) ورواه في الجامع الصغير عن الحاكم وأبي داود عن أم سلمة وصحيحه (ج1 934) ورواه في كتاب البيان وفي منتخب كنز العمال(ص 30 ج 6 ) عن مسلم وأبي داود وفي البرهان في علامات أخر الزمان عن أبي داود وأبن ماجة والطبراني والحاكم ورواه الشيخ في كتاب الغيبة بسندين عن أم سلمة ,وفي جميع البيان في تفسير قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) عن أبي الحسن عبيد الله بن محمد بن احمد عن الإمام أبي بكر احمد البيهقي عن أبي علي الرود بادي عن أبي بكر بن راشة عن أبي داود بسناد عن سعيد عن أم سلمة .

1- اخرج نعيم بن حماد عن قتادة قال : ( قلت لسعيد بن المسيب : المهدي حق هو ؟ قال : نعم , قلت : من هو ؟ قال : من ولد فاطمة ابنت النبي (ص) .

2- اخرج نعيم بن حماد عن الزهيري قال : ( المهدي رجل من ولد فاطمة ابنت النبي (ص) , وما الخلافة إلا فيهم ) . 

3- واخرج أيضا عن علي (ع) قال : ( المهدي رجل منا من ولد فاطمة ) .

4- اخرج أبو نعيم , عن الحسين (ع) أن النبي (ص) قال لفاطمة : ( يا بنية المهدي من ولدك ) . 

5- و اخرج ابن عساكر , عن الحسين (ع) أن النبي (ص) قال : ابشري يا فاطمة المهدي منك ) 

6- اخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة قالت : ( سمعت رسول الله (ص) يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) . 

7- سنن بن ماجة ج3 دار الكتب العلمية بيروت – لبنان – الحديث 4086 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا احمد بن عبد الملك ثنا أبو المليح الدقي عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب : قال كنا عند أم سلمة – فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول الله (ص) يقول المهدي من والد فاطمة .

************************************************************************************

من كربلاء نستلهم العبر 

لقد كانت كربلاء مدرسة للاجيال ينهل من معين ماءها كل ضمآن يروي عطشه من تلك الدروس التي سطرها لنا اساتذتها الافذاذ . أن كربلاء بكل تفاصيلها ومعطياتها تحكي لنا قصة العبد مع ربه , قصة الموالي مع وليه والماموم مع إمامه تحكي لنا قصة الجندي والمقاتل المتفاني مع قائده , أنها ترسم لنا طريق الحق ومعالمه وتبين لنا طريق النجاة واهله وبين الامس والغد نرى تكرار المشهد فقد عاش الشيعة في زمن الإمام الحسين (ع) اياما عصيبة ومروا بامتحانات  صعبة . وها هو الإمام الحسين (ع) يريد الثورة  على الطاغية يزيد (ع) . ها هو المولى  أبا عبد الله (ع) يريد أن يعيد للدين هيبته ومجده بعد أن فعل يزيد ما فعل , وها هم الشيعة في العراق خاصة يريدونهم الثورة أيضا على ذلك الظالم الذي اذاهم وقتلهم وظلمهم وهم يتطلعون إلى إمامهم الحسين (ع) لكي يقودهم في تلك الثورة لأجل القضاء على الظلم والطاغين فقد راحوا يرسلون الكتاب تلوة الكتاب يطلبون منه قيادتهم ويعلننون له عن بيعتهم ويدعونه للخروج وإعلان الحرب ضد الطغاة والجبابرة  ولما رأى الإمام الحسين (ع) اصرارهم ولحاحهم عليه بعث لهم أخي وابن عمه مسلم بن عقيل رضوان لله عليهم اجمعين لكنهم وبدلا من أن ينصروه ويعينوه ويتبعوه تركوه وحيدا في ازقة الكوفة لا يهتدي إلى طريق ولا يجد من يدعوه للمبيت عنده بل لم يقفوا عند هذا الحد فان قسم منهم خروجواعليه واسرواه وسلموه إلى الطاغية عبيد الله بين زياد بل انه قاموا باكثرمن ذلك فقد زحفوا مع عساكر يزيد (ع) بحرب الإمام الحسين (ع) حتى  عدوا عليه وقتلوه عطشانا وقتلوا أهل بيته  وأصحابه وسبوا نسائه إلا لعنة الله عليهم وتبرئ الله من فعلهم وفي هذه الدراسة المتواضعة احاول أن اسلط الضوء على الاسباب والدوافع التي جعلت أهل الكوفة وهم محبي أهل البيت (ع) والذين بايعوا الإمام الحسين (ع) وكاتبوه وعاعدوه على الخروج على إمامهم ومقاتلته وقتله كما احاول أيضا أن السلط الضوء على الاسباب التي تؤدي بالكثير من الشيعة إلى التخلي عن نصرة الإمام المهدي (ع) بل أن قسم منهم يخرجون عليه كما فعل اجدادهم من قبل مع جده الإمام الحسين (ع) ووجه التشابه بين أهل العراق والكوفة في عصر الإمام الحسين (ع) وبين احفادهم وذراريهم الذين يخرجون على أمام الزمان (ارواحنا لتراب مقدمه فداء ) فأقول : - لابد من الاشارة إلى مقدمة بسيطة وهي أن أهل الكوفة الذين خرجوا على إمامهم أبو عبد الله الحسين (ع) وبعثوا له بالكتب التي بلغت على اقل التقادير ثمانية عشر ألف كتاب فقد كان غالبية سكان الكوفة من الشيعة الموالين لأمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده ويشهد على ذلك أن اغلب الأسماء المعروفة ممن خرجوا على الإمام الحسين (ع) وقادوا الجيوش ضده الجيوش ضده هم ممن كانوا تلاميذ عند أمير المؤمنين (ع) وممن حاربوا أهل الشام وأهل البصرة والخوارج تحت قيادة الإمام علي (ع) وتحت رايته علما أن أهل الشام والبصرة والخوراج هم من ابناء العامة أو مايعرف بــ (السنة ) الذين كانوا يتبعون سيرة الشيخين كما  لا يخفى وبهذا يتبين كذب من يدعى أن أهل الكوفة الذين قاتلوا الإمام الحسين (ع) هو من السنة ولو تنزلنا جدلا وصدقنا بقولهم فاين الشيعة يا ترى يومئذ هل أن تعدادهم فقط سبعون رجلا أم ماذا ؟ ! ولكن الحق هو ما قلناه من أن أهل الكوفة هم من يدعون التشيع وهم من المحبين لأهل البيت (ع) ولكنهم خرجوا على الإمام (ع) والان سوف احاول بتوفيق المولى تبارك وتعالى أن اشير إلى الاسباب والدوافع التي جعلت أهل الكوفة المتشيعين يخرجون على أمام عصرهم المولى أبا عبد الله الحسين (سلام الله عليه ) فهناك عدة اسباب :

الأول : -عدم ايمانهم المطلق بقضيتهم والا لو كانوا مؤمنين بان قضيتهم لابد أن تقع ولابد من مواجهة الظلم والتضيحة في سبيل إقامة العدل واحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح في أمه المصطفى (ص) لما توانوا عن نصرة الحق المتمثل بشخص الإمام الحسين (ع) . 

الثاني :حبهم للدنيا وميلهم لها وخوفهم من الموت وعدم الانتصار على جيش الطاغية يزيد عليه اللعنة خاصة وانهم كانوا ناقمين على يزيد ليس من اجل ما فعله من هتك الحرمات وهتك حرمة الدين وما إلى ذلك ولكن نقمتهم كانت بسبب ما يجري عليهم من ظلم وتعسف ومنعهم من حقوقهم وعطائهم فقد كانوا لا يريودون حكم الطاغية يزيد بسبب ما يجري عليهم من ضيق في معيشتهم . 

الثالث :خوفهم من حكومة الطاغية يزيد وبيد الله بن زياد فقد أمر يزيد جلاوزته ببث الدعايات التي تؤكد على أن جيش جرار قادم من الشام باتجاه الكوفة يقتل ويسجن ويسبي نساء كل من التحق بدعوة سفير الحسين (ع) مسلم بن عقيل (ع) حتى راح الاب يلحق بولده فيرده عن مسلم والام تاخذ ولدها والزوجة زوجها إلى أن تركوا مسلما وحده ليس له ناصر ينصره .

الرابع : الطمع في حطام الدنيا واموالها : فقد راح عبيد الله بن زياد يأمر من يزيد يقرب وجهاء الكوفة وسادتها ورؤساء عشائرها ورجالات دينها فيعطيهم العطايا ويمنحهم الهدايا ويخذرهم من اللحوق بالحسين ويحملهم مسؤولية من يلتحق بالحسين (ع) من ابناء عشائرهم أو إتباعهم فهذا هي اهم الاسباب التي ادت إلى ذلك والحقيقة أننا نستطيع أن نجمل هذه الاسباب ونجعلها سببين رئيسين وهما الخوف والطمع فقد انقسم أهل الكوفة بين خائف من جيش يزيد وعبيد الله لعنه الله عليهما وبين طامع بعطايا الخليفة والأمر وهذا ما يعرف عند خلفاء نبي امية وخاصة معاوية لعنه الله عليهم اجمعين بسياسة (السوط والدرهم )  واورد أن اشير إلى الاخوة القراء بان هذه الاسباب هي نفسها التي تكون وراء خروج أهل الكوفة على  الإمام المهدي (ع)فان من المؤكد أن قضية الإمام المهدي (ع) لها شبه كبير بقضية جده الإمام الحسين (ع) فان الإمام المهدي (ع) كما لا يخفى يخرج من مكة كما خرج جده الحسين (ع) منها وذلك بعد أن بعث له الشيعة بالكتب والعهود والبيعة ولكن ظاهر تلك الكتب والعهود والبيعات ليس كظاهر الكتب التي تعثت إلى الإمام الحسين (ع) فان كتبنا هذه المرة لحسين العصر (المهدي (ع) ) هو الدعاء حيث نشاهد المؤمنين يتضرعون إلى الله ويسألونه خروج الإمام المهدي (ع) كالدعاء في القنوات أو في اعقاب الصلوات ( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ....الخ )وأما اعطاء العهود والبيعات فهو ما قوم به المؤمنين كل صباح من قراءة دعاء العهد ومبايعة الإمام (ع) وهذا كله لا يخفى على الإمام (ع) الذي تعرض عليه اعمالنا كما صرحت بذلك الأخبار الواردة عن أبائه (ع) وكما هو معلوم فان الإمام المهدي (ع) سوف يرسل أنا رسولا وسفيرا كما حصل  مع الحسين (ع) عندما ارسل ابن عمه مسلم بن عقيل (ع) رسولا وسفيرا عنه إلى أهل الكوفة فان الإمام المهدي (ع) سوف يرسل لنا ابن عمه السيد الحسني اليماني رسولا وسفيرا عنه (ع) وسيفعل معه أهل الكوفة والعراق كما فعل أهل الكوفة والعراق مع مسلم (ع) فأنهم سوف يخذلونه ولا ينصرونه بل أنهم سوف يخرجون على أمام زمانهم الحجة بن الحسن (ع) فيقاتلونه وهذا ما دلت عليه الأخبار والروايات الواردة عن أئمة الهدى (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن الإمام زين العابدين قال واصوفا لمسير الإمام المهدي (ع) ( ثم يسير –أي المهدي – حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني ) بحار الأنوار ج52 . وهذا لعمري ما فعلوه أهل الكوفة  مع الحسين (ع) فقد بايعوا جد السفياني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنهم الله واخزاهم ومما يؤكد كون الكثير من أهل الكوفة يقفون بوجه المهدي(ع) ويحاولون ارجاعه وعدم السماح له ولااصحابه بدخول الكوفة وان المهدي سوف يقاتلهم ويقتلهم ما اخرجه الشيخ المفيد في الارشاد عن أبي الجارود عن أبي جعفر(ع) في حديث طويل جاء فيه ( إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر نفس يدعون البترية فيقولون له ارجع من حيث اتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة , فيضع فيهم السيف حتى يأتي على اخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل فيها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل ماقتليها حتى يرضى الله عز وجل ) وعن الإمام الصادق (ع) قال ( ثم يتوجه إلى الكوفة " أي المهدي " وينزل بها ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب ) غيبة الطوسي , ويبدوان هذه القبائل الكوفية هي من بايعت السفياني عدو الإمام المهدي (ع) كما فعل اجدادهم مع الإمام الحسين(ع) . لقد قلنا أن الاسباب والدوافع التي تكون وراء خروج أهل الكوفة على المهدي (ع) هي نفس الاسباب والدوافع التي ادت إلى خروج ابائهم على الإمام الحسين (ع) فان لعامل الخوف والطمع اثر كبير وبالغ في خروجهم على أمام زمانهم (ع) فان قوات السفياني حفيد يزيد ومعاوية سوف تدخل الكوفة وذلك قبل قيام الإمام المهدي (ع) وان هذه القوات سوف تثير الرعب في قلوب الناس فلا احد يقوى على الخروج لنصرة الإمام (ع) والتمهيد له والالتحاق بدعوته التي يقوم بها اليماني الموعود ,فان لسياسة السفياني الصارمة في العراق والكوفة بالتحديد سبب واضح وقوي ليس فقط في التخلي عن نصرة الإمام (ع) بل في تادية البيعة لسفياني والخروج لحرب المهدي (ع) كما فعل اجدادهم من قبل حينما بايعوا  يزيد وقاتلوا الحسين (ع) .لقد فعل  أهل الكوفة في ذلك الزمان الكثير فقد كانوا يوشون ويخبرون عن كل من يساعد مسلم بن عقيل أو يلتحق بدعوته وأن أهل الكوفة سيقومون بنفس هذا الفعل فيما بينهم عندما يبعث المهدي (ع) رسوله وسفيره اليماني له حيث أنهم سيخبرون ويوشون عن كل من يلتحق منهم باليماني وينصره فان هؤلاء هم الشيعة الحقيقيون فان من لاينصر المهدي (ع) ليس شيعيا وان كان يعرف بذلك من قبل , فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله (ع) قال ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه : من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم , فيثيب الجار عل جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه وياخذ ألف درهم ) بحار الأنوار ج52 ومن المعلموم أن جيمع سكان الكوفة من الشيعة الامامية ولكن المقصود من قول الإمام الصادق (ع) في الرواية المتقدمة ( من جاء برأس شيعة علي ) أي الشيعة الحقيقيون وهم أنصار الإمام المهدي (ع) فما عداهم ليسوا من شيعة  علي وان كانوا يعرفون بذلك والدليل على ذلك أيضا هو قوله ( هذا منهم ) أي من أنصار الإمام المهدي (ع) والا فان السفياني يعلم أن  أهل الكوفة كلهم متشيعون ما معنى يثيب الجار على جاره ؟ 

ومن هذه الرواية المتقدمة يتبين لنا ما لساسة السفياني من اثرسحري في قلوب هؤلاء المرضى من أهل الكوفة فان السفياني يقوم بما قام به جده يزيد من قبل مع أهل الكوفة حيث انه يوزع الأموال ويعطي الدنانير والدراهم ونتيجة لهذين العاملين (عامل الخوف وعامل الطمع) يخرج أهل الكوفة على الإمام المهدي (ع) ويقاتلونه ولكنهم لن يفلحوا هذه المرة فان سهامهم لن تجد لها طريقا إلى قلب الحسين (ع)  وان خيولهم اللعينة لن تطأ صدر الحسين (ع) وان غدرهم الموعود لن ينال من مسلم ولن يخرق سهمهم الجائر قربة العباس (ع) ولن تسبى زينب (ع) فان المهدي (ع) سينتصر ويبيدهم عن بكرة ابيهم وسيحصدهم والله حصدا فالحذر يا اخواني المؤمنين من أن نخطأ كما اخطأ أهل الكوفة من قبل وارتكبوا جريمتهم النكرى التي اقشعرت لها اضلة العرش وبكت من هولها السماء وسكانها والتي لن تمحى من صفحات التاريخ ابدا  فان ما جرى على المولى أبا عبد الله الحسين (ع) سبقى ماثلا أمام اعيننا وان حرارتها في قولنا لن تبردحتى يمن الله علينا بقيام إمامنا (ع) سألين المولى سبحانه وتعالى أن يجعلنا من انصاره واعوانه ومن الطالبين بثأر جده الحسين (ع) معه وبين يديه والله ولي التوفيق . 

***********************************************************************************

علوم 

الإنسان وخلقه في راي الإمام الصادق (ع)

كان من راي الإمام جعفر الصادق (ع) كغيره من المسلمين أن الإنسان خلق من تراب ولكن التوضيح الذي أتى به لم يقل به غيره من المسلمين لاقبله ولا بعده في العصور المتعاقبة ,ولم يقم احد بشرح افكار الإمام الصادق (ع) بشان الكيان البشري ومصدر كل حاسة وخواصها فان وجدنا شرحا في العصور التالية للإمام فهو من صنع تلاميذه أو رواد مدرسته يقول الإمام الصادق (ع) أن جسم الإنسان يتكون من نفس العناصر الموجدة في الأرض ولكن بنسب متفاوتة فهناك عناصر توجد في جسم الإنسان بنسبة اكبر من نسبة وجودها في الأرض , وهناك عناصر أخرى توجد بنسبة اقل منها . كما كان يقول أن هناك أربع اشياء توجد في جسم الإنسان بصورة اكبر من سواها كما أن هناك ثمانية اشياء تأتي في مرحلة ثانية وثمانية اشياء هي اقل مما في القسمين الأولين .

ولا ريب أن هذه النظرية غريبة وبعيدة عن فهم الإنسان في عصرنا الحاضر , وان المرء ليتساءل تلقاءها : هل كان للإمام الصادق علم باطني (غيبي ) كما تقول الشيعة ؟ وهل استنبط هذه النظرية بعلم الإمام دون العلم البشري ؟ 

وفي راينا أن من العسير التوصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية دون مختبرات علمية عصرية ولكن هذا هو ما تناهي إليه علم الصادق قبل اثني عشر قرنا ,ولا غرو فالعباقرة اقدر من سواهم  على استنباط ما تعجز عنه العقول , لان عيونهم تحترق الظلمات وترى ما لا يراه غيرهم من المبصرين .

وثمة نظرية مؤداها أن المعارف والمعلومات كامنة في الشعور الباطني للناس جميعا , ولكن هناك حجابا يحول دون ادراك الشعور الظاهري لما هو كامن في الشعور الباطني غير المحدود , فان استعصى على الإنسان العادي أن ينتفع بهذه الذخير في باطنه فان العباقرة قادرون على النفاذ إلى الباطن واستنباط ما هو مدخر فيه من معلومات ومعارف كامنة وقد ذهب الفيلسوف هنري برجسون إلى القول بأنه كما أن الذرة وجدت منذ بدء الخليقة واجتمعت فيها جميع المعلومات المختلفة , فان خلايا الجسم الموجودة في الكائن الحي , احرى بها أن تنطوي على جيمع المعلومات الخاصة بهذا العالم منذ بداية الخليقة والى يومنا هذا . وإذا كان العلماء قد اطلقوا على الاحساس الداخلي اسم (الشعور الباطني أو الغيبي ) فان الفيلسوف بجرسون قد سماه (اندفاعة الحياة تزيد على حظوظ غيرهم وانهم اقدر من سواهم على الاستفادة من ذاكرة خلايا اجسامهم ففي راي الشيعة أذن أن الإمام الصادق (ع) كان يرى بعلم الإمامة أما القائلون بالشعور الباطني غير المحدود فيقولون انه انتفع بهذا الشعور , في حين أن برجسون يرى أن الصادق (ع) كان يرى يتمتع باندفاعة قوية للحياة .ولا ريب في أن ما قاله الإمام الصادق (ع) عن تشريح جسم الإنسان , يكتب له بين المعاصرين له من المشتغلين بعلم الأحياء منزلة النبوغ ,ولا سيما وقد برهن التمحيص العلمي الدقيق لنظرية الإمام الصادق (ع) بعد اثني عشر قرنا ونصف قرن على أنها نظرية صحيحة , حتى وان كان الإمام لي يعط اسماء معينة لاجزاء الجسم والمواد التي يحتوي عليها ,وقد قا ل الإمام الصادق (ع)أن العناصر الموجودة في الأرض وعددها مائة واثنان موجودة في جسم الإنسان بدرجات متفاوتة , وان بعضها يذهب من القلة مذهبا يحول دون تعيين مقداره وحجمه بالدقة المطلوبة .ربما قيل أن الإمام الصادق (ع) لم يات باعجاز فكري ,لأن الإسلام يقول أن الإنسان قد خلق من تراب , وقد ثبتت عقيدة المسلم على هذا منذ ما جاء القران وفاين هو الجديد الذي أتى به الصادق (ع) حين قال أن المواد الموجودة في التراب موجودة أيضا في جسم الإنسان ؟ نعم ولكن نبوغ الإمام الصادق (ع) يتجلى في انه قسم هذه المواد والعناصر إلى ثلاثة اقسام يتضمن القسم الأول منها العناصر الأربعة التي توجد بوفرة وتضمن الثاني ثمانية عناصر توجد في جسم الإنسان بدرجة اقل , ويتضمن الثالث ثمانية عناصر أخرى هي اقلها توافرا .والعلم الحديث في عصرنا اليوم يثبت ما قاله الإمام الصادق (ع) , إذ أن العناصر الثمانية التي توجد في جسم الإنسان بمقدار ضئيل هي: ( الموليبدنوم والسلنيوم والفلور والكوبلت والمنغنيز واليود والنحاس والرصاص الخالصين ).واما العناصر الثمانية التي توجد في جسم الإنسان بكمية اكبر قليلا فهي (المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والكلور والكبريت والحديد ) . أما العناصر الأربعة التي توجد في جسم الإنسان بوفرة فهي ( الاوكسجين والكاربون والهيدروجين والازوت ( النتروجين ) صحيح أن الإمام الصادق (ع) لم يسم هذه العناصر باسمائها تمييزها بعقله المستنير .في حين أن العلماؤ المحديثين لم يتسن لهم الاهتداء أليها إلا بعد بحث وتحقيق علميين وتجارب واسعة وعمليات تشريح دقيقة استمرت منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي وكان لفرنسا والنمسا دور ريادي في اوربا في علم التشريح .وبسبب الحظر التام الذي فرضته الكنيستان الكاثوليكية والارثوذكسية على تشريح الجثث ,وقد سايرتهما في هذا الكشف العلمي على فرنسا والنمسا دون الدول الأخرى .وحتى في هاتين الدولتين كانت عمليات التشريح تجري خفية خوفا من معارضة الكنيسة حتى جاء الطبيب الفرنسي (مارا ) وطالب بضرورة التشريح خدمة للانسانية ولعلم الطب , واشترك مع العلامة الشهير الكيمائي (لا فوازييه ) في تحليل الأنسجة والخلايا في جسم الإنسان للوقوف على اسرارها ومكوناتها وبعد وفاة مارا, اسمترت التجارب والتحاليل على جسم الإنسان يجريها تلامذته والمتاثرون به , وظلت هذه التجارب تجري طوال القرن التاسع عشر والى مطلع القرن العشرين واليوم أصبح التشريح امرا مالوفا في جميع دول اوربا وسواها من دول العالم , واصبحت التجارب والتحاليل امرا عاديا في اطار التدريس في كليات الطب في العالم باسره وفي مراكز العلوم ,رغبة في اكتشاف مزيد من البيانات عن العناصر التي يتالف منها جسم الإنسان وكمياتها وكيفياتها , ولئن تشابهت نتائج هذه الأبحاث فان الارقام قد تنطوي على تفاوت جزئي , أما العناصر الهامة في جسم الإنسان فلا خلاف عليها والمؤكد أن تقسيم العناصر الموجودة في جسم الإنسان والنسب الخاصة بكل منها تتفق فيها اراء الإمام الصادق (ع) مع التجارب التي اجريت في المراكز العلمية في دول العالم كله . وعلى سبيل التوضيح نذكر أن الإنسان الذي يزن (459) كيلو غراما , يحتوي جسمه على كيلو غرام من الكربون ,وهي عنصر من العناصر الأربعة التي توجد في الجسم بوفرة . كذلك يوجد في جسم الإنسان (4,5 ) كيلو غرام من الهيدروجين , متى كان سليما , فان اعتل , نقصت كمية الهيدروجين , وتتساوى مقادير العناصر الأربعة, وهي الاوكسجين والكربون والهيدروجين والازوت , في اجسام الناس جميعا سواء اكانوا من البيض أم السواد أم من الذين اختلطت انواعهم وجذورهم , تلي هذه العناصر الأربعة ثمانية عناصر أخرى متوسطة المقدار تليها العناصر الثمانية الضئيلة القدر , وتتساوى نسب هذه العناصر في جسم الإنسان , سواء أكان يعيش في القطب الشمالي أم في المنطقة الاستوائية و لا فرق بين أي اثنين في هذا إذا ما تساويا في الوزن والعمر ,ة وهكذا جاءت التجارب العلمية التي اجريت في فترة بربو على مائة وخمسين عاما مؤكدة النظرية التي أتى بها الإمام الصادق (ع).

نظرية المشابهة بين الدواء والداء 

أن علم الطب من العلوم الشريفة الموازية لعلم الأديان وذلك لما له من اهمية في بقاء الفرد الانساني وان عملية المعالجة من قبل الطبيب أنما هي إحياء للفرد وخصوصا إذا كان المرض قاتلا فيمكن أن ينطبق عليه من احيى نفسا كانما احيا الناس جميعا وان النظريات الطبية لمعالجة الناس قديما وحديثا هي نظريات قائمة على المذهب التجريبي أي التجربة والمقايسة ,لكن المتتبع كلام أهل البيت (ع) ويجدهم يؤكدون أن مصدر تعلم العلاج ووصف الدواء هو من قبل الله عز وجل كما اشكل الإمام الصادق (ع) على الطبيب الهندي بان من هذا الذي يستطيع أن يبحث في كل البلدان ويذوق جميع الاشجار ويجرب المواد السامة القاتلة وكيف عرف وجرب خلط (الاهليج من الهند والمصطكي من الروم والمسك من تبت والدارسين من الصين وهكذا إلى اخره , واخيرا اثبت له الإمام (ع) أن هذا العلم ليس ناتجا عن التجربة أنما هناك علم يتعلمه الإنسان من الله عز وجل . والان وقبل مدة من الزمن وجدت أهل البيت (ع) يعالجون عن طريق نظرية المشابهة بين الداء والدواء وهو مصداق لحديث الرسول (ص) : ( تداووا فما انزل الله من داء إلا انزل معه الدواء إلا السام فانه لا دواء له )   فهنا يستوجب السؤال عن كيفية معرفة الدواء إلى الداء مما يؤدي إلى الشفاء كما قال الإمام الصادق (ع) بان الادوية والعلاجات منتشرة في كل الكرة الارضية فلا يمكن لأي احد أن يحبط بها إلا الله اومن يعلمه الله فالان سوف نفتح باب النظرية على بركة الله .ان الله جل جلاله خلق الإنسان وجعله مشابها للكون بل بينهما تطابق وهذا بين للمتأمل بل ورد عن الإمام الصادق (ع) مثله فهذا التشابه يكشف مدى اتصاله وعلاقة الكون بالانسان فان معنى الإنسان هو الكون المنطوي ومعنى الكون هو الإنسان المنفتح والمتفتح والمبعثر قال الإمام علي (ع) : ( اتحسب نفسك جرما صغيرا وفيك انطوى العالم الأكبر )الانسان يجد في الخارج من نباتات وحيوانات وجمادات حاكية عن باطنه ومشابهة لاعضائه ومقاربة لكيفياته بل انه خلق تلك الاشياء من اجل الإنسان وبذلك سوف نعرف سر هذا التشابه لاننا نرى اللوبيا كأنها كلى الإنسان وحب الصنوبر كقلب الإنسان وسن الثوم كسن الإنسان مما يؤكد وجود علاقة بينية بين هذه الاشياء والاعضاء الجسمية ومن هذا نكتشف أن وجود هذه الاشياء أنما هي علاج لمشابهاتها لان الله عز وجل لم ينزل داء إلا وانزل له دواء وإنما هذه المشابهة بين هذا العضو المصاب وبين النبتة المخلوقة والمنزلة من قبل الله تعالى على هيئة تكشف حملها لعناصر وصفات وحالات ذلك العضو سوف أبين ذلك على شكل مراحل : 

المرحلة الأولى : (معنى المرض ) أن معنى المرض هو  نقص أو زياد بالعناصر الكيميائية داخل جسم الإنسان مما يؤدي الى وجود انفعالات وحالات تعيق العضو عن الحركة المرسومة له أو الحالة المتخذة له وللمرض حالتان أو صفتان :

1- الحالية الكيميائية  : وهي الصفة  الجوهرية المهمة التي لها مدخليه وطيدة بالعناصر الكيميائية داخل الجسم من ناحية الزيادة والنقصان . 

2- الحالة الفزيولوجية : ( الصفات الفيزيائية ) وهي الصفة الظاهرية التي لها مدخليه بشكل المرض المتعلق بالعضو الانساني من ناحية  من ناحية الترقح والالتهاب وغيرها من الحالات المرضية . 

المرحلة الثانية : ( معنى العلاج ) هو إرجاع الميزان القيوم للجسم الانساني أو داخل  العضو الجسماني عن طريق وجود العقاقير الطبية التي لها مدخليه بسد النقص من المواد الكيميا ئية أو تقليل الزيادة  فيها أو تسكين الهائج  أو تهييج الساكن وما شبه من الأمور . 

المرحلة الثالثة : ( معرفة العلاج ) نسب الدواء إلى الداء لمعرفة كيفية العلاج تتطلب شرحا قصيرا للأمراض ألتي تصيب الانسام بشكل عام على ألتصنيف الجديد الذي يكشف ما له مدخليه بالكون حيث أن الامراض بصورة عامة تنقسم إلى قسمين :

1- جـــسـمـانـي : هي الامراض التي لها مدخليه بجسم الإنسان من ناحية الزيادة والنقصان . 

2- روحــــانـــي : هي التي لها مدخليه بالحالة النفسية والروحية للإنسان من ناحية الضيق والالتواء والانبساط . 

ثم أن هذا المرض الجسماني ينقسم على قسمين رئيسيين هما مرض بري ومرض بحري ومعنى المرض البري هو الذي يتعلق بالاعضاء الجسمانية والمادة الصلبة داخل جسم الإنسان . أما البحري هو الذي يتعلق بالدورة الدموية والمادة السائلة داخل جسم الإنسان . ثم أن كلا القسمين ينقسمان على ثلاثة اقسام ( جمادي – نباتي – حيواني ) فتكون الاقسام عندنا ستة وهي ( المرض البري الجمادي – المرض البري النباتي – المرض البري الحيواني ) و( المرض البحري الجمادي – المرض البحري النباتي – المرض البحري الحيواني ) . 

ومعنى المرض الجمادي : هو المرض الذي له علاقة بالحالة الجسمانية وله مدخليه بالاعضاء الصلبة داخل الجسم كالعظام وغيرها  . 

ومعنى المرض النباتي : هو المرض الذي له علاقة بالصفة النباتية داخل الجسم من ناحية الغذاء والنمو والتنمية داخل الاعضاء بل خصوصات النباء الجسماني ومدى علاقة الدم باهذه الاعضاء . 

ومعنى المرض الحيواني : هو ذلك المرض الذي له علاقة بالحالة الحيوانية والصفة الحيوية داخل جسم الإنسان لما له مدخليه بالترابط الوثيق بين الاعضاء ومدى استجابة كل مواحد لللاخر أو وجود الصفة الحيوانية  داخل الاعضاء من ناحية اختيار الغذاء الذي له مدخليه ببناء ذلك العضو أو افساده , وهذا كله على سبيل الاختصار لضيق المقام والا أن هذا الكلام لم يصدر على نحو التحقيق والتدقيق أنما هو مجر د عرض وبيان واليك الأدلة علة هذه التظرية من الكتاب والسنة وأخر ماتوصل ليه العلم والحديث والطب السليم .... 

1- قال تعالى ( فنبذناه في العراء وهو سقيم وانبتنا عليه شجرة من يقطين ) فهذه الآيات تحكي عن يوسف عندما دخل في بطون الحوت فخرج فانسلخ جلده نتيجة حرارة بطن الحوت فخرج جسمه محترقا فاستخدم له الله جل جلاله شجرة اليقطين علاجا لحرق جسمه فلو تاملنا في هذه الآية نجد أن ورق شجرة اليقطين الناعم مشابه بدرجة كبيرة للجلد الانساني وكانما استعمل مكان الشاش الطبيي الحدي ث المستعمل للحروق وفيه الشارة إلى صحة نظرية المشابهة بين الداء والدواء أي ورق اليقطين الناعم يشبه الجلد الإنساني . 

2- وما ورد عن الإمام الصادق (ع) قال ( الدبا يزيد في العقل والدماغ وهو جيد لوجع القولنج ) فان الإمام الصادق يصف الدبا أو ما يسمى بالمصطلح العامي ( قرنابيط ) إلى زيادة العقل والدماغ ونلاحظ أن داخل الدبا كانه مخ الإنسان مما يشير إلى صفة المشابهة بين الداء والدواء .

3- ماورد عن الإمام الصادق (ع) ( أن علاج الكلى بحب اللوبيا ) فنلاحظ أن حبة اللوبيا تشبه الكلى وهذا كما قال الصادق (ع) حينما سال الطبيب الهندي قال لهم ( فلم كانت  الكلية كحبة اللوبيا ) مما يشير إلى صحة النظرية التي بينتها وهناك روايات كثيرة تثبت هذا لاكننا راعينا إلا ختصار .

4- ما ورد عن الطب التجريبي والعلم القائم الآن  من أن الخرنوب يستخرج منه علاج للاتهابات الكلى فلو لحضنا الخرنوب لوجدناه مشابه للكلى. د

وايضا ما ورد بالتجربة عن سن اثوم علاجا لوجع الاسنان نلاحظ أن سن الثوم يشبه سن الإنسان وخصوصا إذا ضع في الشمس لفترة طويلة واخيرا أقول أن من فوائد هذه النظرية هي :

 1- سوف نجد لجميع الامراض علاجا حتى الغريبة والخبيثة وأنا شخصيا وجدت علاجا للسرطان وغيره لأنه ما انزل الله من داء والا وانزل له دواء 

2- سوف نتخلص من التاثير الغير مباشر للعقاقير الطبية التي تحتوي على المواد الكيميائية المصنوعة بالمصانع هي تعالج من جهة وتفسد من جهة أخرى لان هذه المواد الكيمائية لها مدخليه بالميزان الكيمائي داخل الجسم الإنساني .

3- سوف نثبت للعالم الغربي والمجتمع الإسلامي عظمة الدين الإسلامي ووجود وحدانية الله وبوحدانية خلقه والتشابه بين الكتاب التكويني والكتاب الإنساني قال تعالى ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب )).

**********************************************************************************

فلسفة مهدوية 

فلسفة الانتظار 

اختلف الباحثين في معنى الانتظار وفلسفته وتضاربت فيه الاراء والاطروحات فقد جاءت بعض الاراء مخالفة للقواعد العامة للدين الإسلامي وكل ذلك نتيجة للقصور في فهم الأحاديث والروايات الواردة عن الرسول الكريم محمد (ص) وأهل بيته الأئمة المعصومين (ع) فمنهم من قال أن على الفرد أن يكون منعزلا في بيته منشغلا باصلاح نفسه في زمن الغيبة الكبرى إلى يقوم الإمام المهدي (ع) ومنهم من رد هذا القول ولم يقبله لأنه مخالف للقواعد الإسلامية العامة لكنه لم يأتي بما هو مقنع في معنى الانتظار , وفي محاولة لفهم الانتظار وفلسفته ابدا هذا البحث سائلا المولى تبارك وتعالى أن يسددنا في القول والعمل وان يهدينا إلى الحق الذي لا تشوبه شائبة فأقول : أن الانتظار قسمين الأول (الانتظار السلبي ) و( الانتظار الايجابي ) والاول غير صحيح ومخالف للقواعد العامة للدين الإسلامي والثاني هو الصحيح الذي اراده الأئمة (ع) وقبل البدء في الحديث عن كلا القسمين لابد أولا من سرد الأخبار الدالة على الانتظار : ففي الكافي عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر (ع) يا بن رسول الله , هل تعرف مودتي لكم – إلى أن يقول الإمام – والله لاعطينك ديني ودين ابائي الذين ندين الله عز وجل به : شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله – إلى أن يقول – انتظار قائمنا .

فانظر عزيزي القارئ ما لأهمية انتظار القائم (ع) عند أهل البيت حيث عد الإمام الباقر (ع) انتظار القائم (ع) من الدين الذي يدينون الله به . وعن أمير المؤمنين (ع) قال : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فان أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج . وروي عن الإمام الصادق (ع) وهو يعد الدين الحق : الورع والعفة والصلاح – إلى أن قال – وانتظار الفرج . وعن الإمام الباقر (ع) في ذكر الدين الذي يقبل فيه العمل قال :  شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له – إلى أن قال – وانتظار قائمنا . وعن الإمام الرضا قال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج . وهذه نبذة مختصرة من الروايات الحاثة على الصبر وانتظار فرج قائم آل محمد (ع) وسياتي في نهاية البحث سرد الأخبار والروايات التي تذكر فضل المنتظرين والانتظار لأمر الإمام (ع) . والان نتحدث عن كلا القسمين للانتظار ونبدأ بـ : 

الانتظار السلبي : - وهو ما يقوم به بعض فئات المجتمع الامامي سواء كانوا علماء أو باحثين أو مثقفين ومتعلمين أو من عامة الناس وهو جلوسهم في بيوتهم منعزلين عن الناس وقضايا الأمة والمجتمع لا يتفاعلون مع ما يجري حولهم ولا يشعرون به ولا يحركون ساكنا مهما يجري كل ذلك بحجة أنهم منتظرين لأمر الإمام المهدي (ع) تاركين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعيين مواطن الفساد في المجتمع ومعالجة قضايا الآخرين وحتى لو حصل وانهم تحركوا ودبت فيهم الحياة فأنهم يتحركون ضمن نطاق خاص بهم ودائرة ضيقة لاتكاد تتعدى حدودها معارفهم ومصالحهم فان ناقشتهم سلقوك بالسنة حداد ومعتبرين أنفسهم أهل الحق ودعاته المنتظرين لأمر المهدي (ع) وهم في الحقيقة منشغلين بلذاتهم واهوائهم لاهثين وراء احلامهم المريضة التي سولتها لهم أنفسهم الأمارة بالسوء . مخالفين بعملهم هذا مبادئ الدين الحنيف وسيرة الرسول (ص) والأئمة المعصومين (ع) وتاركين العمل بفروع الدين الإسلامي بعذر أو أخر ينظرون إلى المجتمع يهوى إلى منحدر الرذيلة والتسافل وهم ساكتين لاهم إحياء ولا اموات حيث تجد الفرد العادي منهم يرى أصدقائه واقربائه يعملون المنكر وهو ساكت لا يحرك ساكنا وعذره في ذلك اشغاله باصلاح نفسه وعدم التدخل في حياة الآخرين وتجد الباحث أو المثقف أو العالم يرى الفساد قد استشرى في المجتمع وهو لا يبالي غالقا بابه عليه ليس همه إلا السمعة والجاه وكثرة الصلاة التي لا تنفع قال تعالى(( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ....)) فالصلاة التي لا تجعل من صاحبها ناهيا عن المنكر ليست بصلاة بصريح الآية المتقدمة فالمولى سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى ركوعنا وسجودنا وذكرنا بل هو ينظر إلى ما قدمنا من اصلاح المجتمع ومحاربة الفساد والرذيلة والمنكر , لقد خرج الحسين (ع) بسبعين رجلا وهو يعلم انه مقتول ولم يجلس في داره متعبدا بل خرج من اجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح في أمة جده رسول الله (ص) كما صرح هو بذلك ثم أن هؤلاء لو حدثتهم أو سئلتهم عن أمر الإمام المهدي (ع) تجدهم يجهلون الكثير عنه وعن كيفية ظهوره ودعوته وقيامه وما إلى ذلك ولو طالبتهم بالتمهيد للإمام (ع) لقلوا أن الإمام ليس بحاجة ألينا فهو منصور والله يحفه بالملائكة وإذا ما خرج فاننا سوف ننصره هذا وهو الانتظار السلبي الذي نراه اليوم في الذي نراه اليوم في مجتمعنا الشيعي الامامي بكثرة فلا تجد من يحاول التمهيد لأمر الإمام (ع) وتثقيف الناس بقضية الإمام(ع) وان قاموا باصدار بعض الكتب والكتيبات نتيجة الضغط المتواصل من قبل الشباب المؤمن وجدت تلك المؤلفات سطحية أو تتحدث عن أمور أصبحت من المسلمات التي لا حاجة للاطالة فيها وقد تناولها اكابر العلماء والمتقدمين واشبعوها تأليفا وبحثا كغيبة الإمام (ع) أو طول العمر أو انه من ولد الحسن العسكري (ع)  أو ما إلى ذلك وقلما نجد من يؤلف لنا بحثا لمعرفة علامات الإمام (ع) وما تحقق منها وما لم يتحقق وما هي فائدتها وكيف يكون التميد للإمام (ع) ومن هم الممهدين له وكيفية معرفة الدعاة الحقيقيون من الدعاة الكذبون وكيفة الوصول للإمام ونصرته وما إلى ذلك من المواضيع التي يجهلها الاعم الاغلب من الناس بل حتى من المثقفين والعلماء أنفسهم . 

الانتظار الايجابي : وهو العمل بما يوافق القواعد العامة للشريعة الإسلامية وعدم تعريض النفس للقتل أو الخوض في الفتن التي لا طائل من وراءها ولا مصلحة للمجتمع فيها وليست من أهداف حقة وصحيحة فيها والانعزال عنها مع ملاحظة عدم مخالفة سيرة المصطفى والأئمة (ص) والعمل بما جاء عنهم في مثل هذه الإحداث والامور مع راعة عدم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . بل لابد من التفاعل مع المجتمع وخاصة في قضاياه المصيرية والشعور بالمسؤولية على كل فرد من افراد المجتمع وعدم الانعزال وترك الاصلاح في الأمة السلامية لعذرواخر بل لابد لهؤلاء المنتظرين من التمهيد لقيضية الإمام (ع) والعداد لنصرته وتثقيف المجتمع بأمر الإمام المهدي (ع) من خلال المحاضرات وتاليف الكتب واعداد الكتيبات وما إلى ذلك من الأمور التي تهم في عملية تسهيل خروج الإمام (ع) وقيامه والاسراع بها ومحاولة اعداد النفس والآخرين لأجل نصرة الإمام (ع) فانه كما جاء في الأخبار أن الإمام (ع) لا يقوم حتى يوجد ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا هم ممن يكونوا النواة الأولى لاعداد باقي الأنصار , وذلك من خلال فهمهم لأمر الإمام والتمهيد له في المجتمع ومواجهة الظلم والظالمين ولكن ليست المواجهة المقصودة هنا المواجهة العسكرية بل المواجهة الفكرية والعقائدية التي تكشف زيف الظلمة والمنحرفين المتزينين بدين الإسلام والايمان , وكما انه لابد من حفظ النفس وعدم الانخراط وراء كل ناعق والخوض في الفتن التي تسبق قيام الإمام (ع)  نعم قد وردت بعض الروايات التي تؤكد على الجلوس في البيت والانعزال عن المجتمع ففي حديث عن الفتنة  سؤل رسول الله (ص) من بعض الصحابة قالوا : فما تامرنا ؟ قال : كونوا احلاس بيوتكم . واخرج الصدوق في اكمال الدين عن الإمام الباقر (ع) حين يسأله الراوي فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان – يعني زمن الغيبة – قال : حفظ اللسان ولزوم البيت . واخرج النعماني في الغيبة عن الإمام الباقر (ع) في حديث قال : وإذا كان ذلك , فكونوا احلاس بيوتكم . واخرج الشيخ  الطوسي في غيبته عن الإمام الصادق (ع) انه قال : فإذا كان ذلك فالزموا احلاس بيوتكم . وإنما امروا بذلك وهو لزوم البيوت في حال الفتن التي تسبق قيام الإمام(ع)  وليس المقصود من ذلك طول زمن الغيبة فان ذلك مخالف للقواعد العامة الإسلامية كما أثبتنا . ولكن الحقيقة أن هذه الروايات تتحدث عن فترة معينة لا طول الغيبة فانه لايخفى على الله والأمام أن الغيبة طويلة جدا فهل يعني ذلك أن على المسلمين أن يجلسوا في بيوتهم طوال هذه المدة من الزمن أي مدة الغيبة ويتركون المجتمع ينحدر إلى مهاوي الظلم والفساد والرذيلة لا يامرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ساكتين اتجاه ظلم الحكام وتغطرسهم وهذا منافي بطبيعة الحال للقواعد الإسلامية العامة ولكن الحق أن تلك الروايات تتحدث كما قلنا عن فترة معينة وهو الفترة التي تسبق قيام الإمام المهدي (ع) بقليل والتي تنشب فيها الفتن كما ذكرت ذلك الأخبار الواردة عنهم (ع) ويكون الهرج والمرج وما إلى ذلك من النزاعات والخلافات التي يكون جميع اطرافها من طلاب الدنيا والمصالح الدنيوية وأهل الباطل البعيدين كل البعد عن الحق ودعاة في هذه الفترة جيب على الإنسان أن يكون حلسا من احلاس بيته في محاولة حفظ نفسه للإمام (ع) جهد الإمكان لينال بذلك رضا الله والأمام (ع) . أما الروايات ففي فضل الانتظار والمنتظرين فهي كثير نذكر منها : ما رواه الصدوق في اكمال الدين عن الإمام علي بن الحسين (ع) في حديث له عن المهدي (ع) ( أن أهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لان الله تبارك وتعالى اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان ( أي هؤلاء المقصودون هم من يعمل على ذكر الإمام دائما والتمهيد والاعداد له الذين يعيشون والأمام نصب اعينهم دائما ولا يعملون عملا أو يقولون قولا إلا أن يتيقنوا من رضا الإمام(ع) فيه )وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) بالسيف أولئك المخلصون حقا ..... والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا فانظر عزيز القارئ إلى الفقرة الأخيرة من الرواية حيث قال الإمام (ع) (أولئك المخلصون حقا ...والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا ) فان  الملاحظ أن هؤلاء وان كانوا قد لزموا احلاس بيتوهم إلا أنهم كانوا احلاس بيوتهم في حال ظهور الفتن ونشوب المعارك . أما في باقي الاحوال والزمان فهم دعاة إلى دين الله ونصرة الإمام المهدي (ع) سواء كان ذلك في السر أو الجهر وقد ذكر الشيخ الطوسي في الغيبة عن النبي (ص) انه قال : ( سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له اجر خمسين منكم قالوا : يا رسول الله نحن كنا معك ببدر واحد وصفين ونزل فينا القران . فقال : إنكم لو تحملون لما حملوا لم تصبروا صبرهم ) وعن الإمام الصادق (ع) : ( من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطة إلى رواق القائم , بل بمنزلة من يضرب معه بالسيف , بل بمنزلة من استشهد معه بل بمنزلة من استشهد  مع رسول الله (ص) ) وقد اخرج أيضا ( من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم (ع) . وقبل أن اختم هذا البحث لابد من الاشارة إلى ما جاء في الرواية الواردة  في الكافي في الجزء الأول عن يمان التمار قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) جلوسا فقال لنا : ( أن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد – ثم قال: هكذا بيده – فايكم يمسك القتاد بيده ؟ ثم اطرق مليا , ثم قال : أن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه ) . والظهر أن المقصود بالتحديد من هذه الرواية هو الوقت الذي يسبق قيام الإمام (ع) حيث تشتد الفتن والبلاءات على أصحاب الإمام وأنصاره والمنتظرين له (ع) . 

*************************************************************************************

فلسفة الخفاء 

أن القضايا والمهام الصعبة وخاصة الإلهية منها وفي الكثير من الاوقات والازمان تحاط بشيء من السرية والكتمان وذلك كله للحفاظ على الأمر وصحاب الأمر كالانبياء والاوصياء احيطوا  بنوع من تلك السرية فهذا نبي الله إبراهيم (ع) لما اخبر النمرود بان نهاية ملكة تكون على يد مولود يولد هذا العام أمر بقتل كل من يولد في تلك السنة وكانت أم إبراهيم (ع) قد حملت بع فلما ولدته اخذته ووضعته في غار في احد الجبال وكذلك حصل نفس الشيء مع النبي موسى (ع) حيث أمر فرعون بقتل كل من يولد وشق بطون الحبالى فما كان من أم موسى إلا أن وضعته في تابوت والقته في البحر وهذا ما جرى أيضا على الإمام المهدي (ع) حيث كانت الحكومة المتمثلة بالخليفة العباسي وحاشيته تطلب الإمام تريد القضاء عليه وكانت الحكومة بين الحين والأخر تكبس دار الإمام الحسن العسكري (ع)ة بحثا عن أي مولد جديد للإمام (ع)وكانت تضع الحكومة آنذاك العيون على النساء على زوجات الإمام الحسن العسكري (ع) وجواريه ولكن الله بمشيئته اخفى حمل أمه السيدة الجليلة نرجس كنا اخفى ولادته (ع) فلما وضعته أمه اخفاه الإمام العسكري (ع)ة ولم يطلع عليه إلا خاصة ابيه من خلص الشيعة  حتى وقعت الغيبة وكان الخفاء حيث اختلفت ماهية الخفاء هذه المرة فقد صار من الثابت الذي لا يقبل الشك بحسب اعتقاد الشيعة الامامية أن الإمام (ع) مولود وهو ابن الإمام الحسن العسكري (ع) ةولكن التساؤل عن كيفية الخفاء وماهيته وفلسفته وكان من المعروف لدى جميع العلماء والباحثين وبحسب ما صرحت به الأخبار والروايات الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم اجمعين أن خفاء الإمام (ع)في زمن الغيبة بخفاء شخصه عن الناس فهو يرى الناس ولا يرونه وهذا ما جاءت به اغلب الروايات عن الريان بن صلت , قال : سمعت يقول : ( سئل أبو الحسن الرضا (ع) عن القائم (ع) فقال لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه ) واكمال الدين للشيخ الصدوق . واخرج أيضا باسناده عن جعفر بن محمد الصادق (ع) في حديث قال : ( الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه لا يحل لكم تسميته ) . واخرج أيضا باسناده عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ( يفقد الناس إمامهم فيشهد المواسم ويراهم ولا يرونه ) وهذه الروايات استدل منها الفقهاء والباحثين على خفاء الشخص وانه سلام الله عليه يرى الناس ولايرونه . ويغيب عن الناس شخصه وهذا مما لا نقاش فيه لدى الشيعة الامامية ولكن ظهرت في السنوات الأخيرة اطروحة جديد في مسئلة خفاء الإمام المهدي (ع) وهي اطروح خفاء العنوان حيث أن أول من قال بها هو السيد الشهيد الصدر (قدس سره الشريف ) ومعناه أن الناس ترى الإمام (ع)بشخصه لكنها غير ملتفتة إلى حقيقته أي أنهم يرون شخصا ويحسبونه كباقي الناس ولكنه في الحقيقة هو الإمام (ع) وهم لا يعرفونه وقد استدل السيد على هذه المسألة في عدة روايات فقد اخرج الشيخ الطوسي في الغيبة عن السفير الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري انه قال : ( والله أن لصاحب هذا الأمر ليحضر المواسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وفي الرواية دلالة واضحة على عدم اختفاء الشخص . وهذا الكلام هو عين الحقيقة ونحن نعتقد بهذا الأمر . ولكن لنا انطباع خاص بنا وهو أن الاطروحينين خفاء الشخص وخفاء العنوان يمارسها الإمام (ع) في كل وقت من الاوقات ونحن نقول أن الاطروحتين صحيحتين وواقعيتين ولكن الإمام (ع) يعيش في كل وقت باطروحة معينة , وأما حال الإمام المهدي (ع) الآن وكيف يعيش وباي اطروحة من الاطروحتين خفاء الشخص أم العنوان فان هذا من الأسرار التي لانستطيع الكشف عنها حفاظا على سر الإمام(ع) وخوفا على شخصه من الأعداء . 

*************************************************************************************

معلومات عامة 

ثلاثة اكتشافات فرعونية في مصر 

اكتشاف غرف دفن جديدة في هرم ميدوم قرب القاهرة : أعلن المؤتمر العالمي الثامن لعلماء الاثار المصرية عن عدة اكتشافات  تاريخية مهمة في مصر وقال علماء أثار فرنسيون أنهم اكتشفوا بقايا هرم قرب القاهرة يعود لملكة فرعونية عمره أربعة الالف عام ويقع هرم الملكة عنخ سن بيبي , زوجة الملك الفرعوني بيبي في مقبرة ملكية على بعد 32 كيلو متر جنوب القاهرة . 

دعاء ملكة في قبر ملك : وعثر  فريق من علماء الاثار بقيادة جان لا سلانت على نص دعاء خاص منقوش على حجر في غرفة دفن الملكة يحمي الاموات ويعينهم وفي رحلتهم في الحياة والاخرة ويعتبر العثور على مثل هذه النصوص في مقبرة ملكة لغزا من الألغاز . لأنه كان يعثر عليه في السابق في مقابر الملوك الذكور فقط .

قبر في  وادي المومياوات : تمثال مربية واربعة امرأة يعرض لاول مرة واعلن في المؤتمر العالمي للاثار الذي حضره حوالي ألف وخمسمئة عالم أثار في العاصمة المصرية القاهرة عن العثور على قبر في الصحراء الغربية يحتوي على رسوم تعود لحضارة سادت في القرن السادس قبل الميلاد كانت تستورد النبيذ إلى وادي النيل . وقال عالم الاثار المصري زاهي حواس أن القبر , الذي سيبدأ الحفر فيه الاسبوع القادم , يحتوي على تابوت صخري يبلغ طوله أربعة امتار ويتوقع أن يحتوي على مومياء ويقع القبر في وادي المومياوات الذهبية , على بعد 344 كيلوا مترا في جنوب غرب القاهرة , المنطقة التي سلطت عليها الاضواء العام الماضي اثر العثور على 105 مومياوات في مقبر كبيرة تعود للعهد اليوناني الروماني .

الغرفة اللغز : وعثر فريق من العلماء المصريين والفرنسيين على غرفتين كبيرتين اضافيتين وممر في هرم ميدوم المنهار على بعد 90 كيلو مترا جنوب القاهرة يعود إلى عام 2600 قبل الميلاد ولم يتسن لأحد بعد الدخول إلى الغرفتين ولكن العلماء تمكنوا من مشاهدة محتوياتها عبر منظار ادخل في ثقب بين الصخور ويعتقد العلماء أن الهدف من بناء الغرفتين هو التخفيف من الثقل والواقع على غرف الدفن تحتها .

************************************************************************************

تسلسل  أهم عشرة اكتشافات لعام 2004 

تصدر اكتشاف المركبات الجوالة التي ارسلتها وكالة ناسا الأمريكية للفضاء أثار المياه على كوكب المريخ قائما اهم عشر اكتشافات في عام 2004 وكان وضع هذه القائمة دائما محل خلاف بين العلماء , ولم تخل قائمة هذا العام أيضا من هذا الخلاف في الرأي . والى جانب هذا الكشف جاء في قائمة أهم عشرة اكتشافات علمية لعام 2004 اكتشاف بقايا سلالة من البشر الاقزام في اندونيسيا . وقال دونالد كيندي , رئيس تحرير مجلة ساينس التي تنشر كل عام هذه القائمة , أن اختيار اهم الاكتشافات لهذا العام لم يكن صعبا . ولكن هذا الرأي لم يكن راي الجميع , فالبعض راي أن الإعلان في فبراير / شباط الماضي عن نجاح علماء كوريين جنوبيين في استنساخ اجنة بشرية كان هو الحدث العلمي الاهم في هذا العام . وقال البروفوسور كريستوفر هجنز مدير مركز العلوم الطبية لمجلس الأبحاث العالجية في لندن : " لهذا الاكتشاف اهمية كبرى فهو يعني حدوث تطور مهم " . وقال : " قيام العلماء الكوريين بهذا الانجاز يضعهم على رأس القائمة قبل اكتشاف أثار المياه على سطح المريخ , فهم لم يعثروا على اثر للحياة هناك ولو كانوا قد اكتشفوا أثار للحياة لكان ذلك كشفا مثيرا " . ويمثل الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء الكورييون خطوة كبيرة على طريق الاستنساخ البشري لغرض العلاج لكن البروفسور هجنز يرى في الكشف العلمي وجها فلسفيا فهو يقول : " حقيقة أن الاستنساخ البشري تنقلنا إلى مرحلة الكشف عن أسرار كثيرة تحيط بالكائن البشري , مثل فكرة وجود الروح , والتي تبين أنها مجرد خيال " . وقال : " وهذا الكشف يخذنا إلى مبدا أن مجرد نوع من الحيوانات , فالعلم يوشك على معرفة اصولنا الحيوية وما هو هدفنا في هذه الحياة " . وقال : " استنساخ الاجنة البشرية يثير الكثير من الاسئلة ربما لا تعجب البشر فيما يتعلق بهدف الوجود البشري ولكنني اعتقد أن لاتزال على درجة من الاهمية " أما الكشف المهم عن أن سلالة من الاقزام قد عاشت في اندونيسيا إلى ما قبل ثلاثة عشر ألف سنة مضت فقد جاء في المركز التالي لارسال المركبة الفضائية إلى المريخ . وقال كينيدي في مقاله بمجلة ساينس أن هذا الاكتشاف قد استولى على خيال الكثيرين لكنه قال في الوقت نفسه اثير الكثير من التساؤلات والجدل وقال كنيدي : " لا زالت الجمعجمة والبقايا البشرية التي عثر عليها الباحثون قيد البحث ولا نزال في انتظار ما ستسفر عنه الدرسات " . كما اشارت المجلة إلى الكشف عن أن شريط الحامض النووي الذي لا يحوي صافت جنية ليس عديم الاهمية كما كان العلماء يعتقدون في الماضي وان له اثر في التنوع الحيوي في النبات والحيوان . لكن الكاتب سيمون سينج يرى أن الصورة التي التقطها باحثون فضائيون في شيلي لكوكب يدور حول نجم كانت من المفترض أن تكون على رأس الاكتشافات العلمية لعام 2004 . و قال الدكتور سينج : " لقد عثرنا على العشرات من الكواكب خارج مجوعتنا الشمسية وقد غير ذلك في حد ذاته من نظرتنا إلى الكون الذي  نعيش فيه وقال : " نحن نعرف الآن وبوجود كواكب أخرى خارج مجموعتنا الشمسية وكنا نعرف ذلك من اثارها على النجوم الأخرى وعلى الرغم من اختلاف المريخ عن كوكبنا إلا أن رويته بشكل مباشر أمر غير تقليدي " واضاف " انه أمر غير تقليدي , ليس فقط لاننا نملك التقنية اللازمة لروية هذا الكوكب ولكن لأنه يوحي بامكانية روية كواكب تشبه كوكب الأرض وربما حتى نرى اثرا لوجود حياة " وقال " أنا أرى أن هذه الصور تعتبر صورة تاريخية ولا اصدق أن هذا الكشف لم يتصدر الصحف والمجلات حول العالم . 

ترتيب مجلة ساينس لاهم الكشوف في عام 2004 :                                                               المركز الأول اكتشاف : اكتشاف مركبات سبيريت وابور تيونيتي التي ارسلتها وكالة الفضاء الأمريكية ناس إلى كوكب المريخ لاثار مياه مالحة وحمضية على سطح الكوكب الاحمر . 

المركز الثاني : القزم الاندونيسي عثور فريق من علماء الاثار على سلالة من الاقزام كانت تعيش في جزيرة فلورز بندونيسيا كان الفرد فيها لا يزيد طوله عن متر واحد .

المركز الثالث : استنساخ الاجنة البشرية : أعلن الباحثون الكورييون الجنوبيون عن تمكنهم من استناخ اجنة بشرية وهو ما يعد الدليل الأول على امكانية استنساخ البشر . 

المركز الرابع : فهم سر الغازات فائقة البرودة : حقق العلماء في عام 2004 سبقا علما كبيرا في التعرف على طبيعة الغازات فائقة البرودة والتي يطلق عليها اسم المكثفات وهو ما يلق الضوء على إحدى معضلات علم الطبيعة . 

المركز الخامس : كنوز الحامض النووي الخفية : تبينت اهمية الحامض النووي الذي لا يحمل صفات وراثية فقد اكتشف العلماء دورها في تحول الجينات في الوقت المناسب إلى المكان المناسب . 

المركز السادس : اكتشاف الزوج النجمي النيوتروني : وهو أول زوج من النجوم النيترونية الدوارة والتي تطلق دوفقات من الاشعاعات الكونية . 

المركز السابع : اكتشاف انخفاض التنوع الحيوي في النبات والحيوان : ظهر ت في هذا العام انباء عن تقلص التنوع الحيوي للحيوانات والنباتات , وذلك من خلال دراسات اجرت على البرمائيات والفراشات ونباتات وطيور مختلفة .

المركز الثامن : نتائج جديدة عن السوك التركيبي والكيميائي للماء . وهو ما قد يحدث ثور في علم الكيمياء والطبيعة . 

المركز التاسع : ادوية العالم الفقير : ظهرت الشراكة بين القطاعيين العام والخاص كقوة جديدة في عام 2004 وهو ما من شانه أن يسهل وصول الادوية إلى الدول الفقيرة , 

المركز العاشر : جينات في قطر ماء في عام 2004 تمكن العلماء من التعرف على اشكال متناهية الصغر من الحياة , حيث جمعوا عينات من الماء من اماكن مختلفة ودرسوا ما تحمله قطرات الماء من مورثات . *************************************************************************************

هل تعلم ؟؟؟

جائتنا مشاركة من الاخ القارئ علي البيضائي يقول فيها : 

السلام عليكم مشاركة 

18 – هل تعلم أن الإمام علي (ع) هو أول المبادرين آلى جمع القران وتدوينه وتفسيره واعرابه ؟         - هل تعلم أن أول من كتب بالقلم هو نبي الله ادريس (ع) ؟                                                      شكرا للاخ المرسل على هذه المشاركة .                                                                           × هل تعلم لا يظهر القائم حتى يتغنى بالقران ؟ حيث قال أمير المؤمنين (ع) لا يظهر القائم حتى يكون أمر الصبيان وتضيع حقوق الرحمن وتغنة بالقران .                                                                    × هل تعلم انه لا يتثبت على القول بامامة المهدي (ع) في غيبته الأمن امتحن الله قلبه بالايمان ؟ حيث قال رسول (ص) : (  المهدي من ولدي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الأمن امتحن الله قلبه للأيمان  ) . 

اليابانيون يطورون أول امرأة الية تشبه البشر 

كشف علماء يابانيون النقاب عن امرأة إليه تحاكي البشر في الشكل والحركات وردود الافعال واطلق العلماء عليها اسم " ريبلي كيو1 " وتتمتع ريبلي كيو1 بجلد من السلكون المرن بدلا من اللدائن كما يوجد بها عدد من اجهزة  الاستسعار والمحركات التي تمكنها من اصدار ردود أفعال تحاكي  ردود أفعال البشر . كما يمكنها فتح وغلاق حوجبها وتحريك يديها مثل البشر بل ويمكنها أن تبدو كأنها تتنفس ويقول البروفسور هيروشى ايشيجورو من جامعة اوساكا انه يوما ما قد ينخدع البشر في مظهر الروبوتات فيحسبونهم بشر عاديين . صممت لحاكي البشر ولا تشبه ريبلي كيو1 أي إنسان الي أخر إذ صممت لكي تبدو كانسانة عادية ورغم أنها لايمكنها حاليا اداء شيء غير الجلوس فان النصف العلوي من جسدها يحتوي على 31 جهاز تحكم تستمد الطاقة من ضاغط هواء تم برمجته بطريقة تسمح لها بالحركة مثل البشر . وقال البروفسور ايشيجورو الذي صمم ريبلي كيو1 لبي  بي  سي  (لقد طورت كثيرا من الروبوتات من قبل لكني سرعان ماادركت اهمية مظهرهم الخارجي . المظهر الشبه بالبشر يمنح الإنسان الالي حظورا قويا . وقبل تصميم ريبلي كيو1 طور البروفسور ايشيجورو " ريبلي ار 1 " التي تتخذ هيئة فتاة يابانيا في الخامسة من  العمر ويمكن لريبلي ار 1 أن تحرك رأسها في تسع اتجهات كما يمكنها التلوح بذراعها ووضعت  أربعة اجهزة استشعار عالية الحساسية اسفل جلد ذراعها الأيسر وهو مايجعل رد فعلها يختلف باختلاف قوة الضغط على الذراع . أما الإنسان الالي الذي تلى ريبلي ار 1 فقد اتخذ شكل سيدة يابانية . ولبرمجة حركتها استخدم حاسب الي في تحليل حركات البشر واستخدم كاساس للطريقة التي تتحرك بها ريبلي كيو1 . ويمكن لريبلي كيو1 أن تحاكي حركات شخص يرتدي اجهاز استشعار لتسجيل الحركات , أو أن تتحرك بطريقة مستقلة . وقال البروفسور ايشجورو" يمكن  لريبلي كيو1  التفاعل مع البشر . يمكنها الاستجابة للبشر الذين يلمسونها" ويعتقد البروفسور ايشيجورو انه قد يكون بالامكان تصميم إنسان الي يبدومثل البشر ولو كان ذلك لفترة وجيزة . وقال : " قد ينجح الإنسان الالي لمحاكات البشر لفترة  قصيرة من خمس إلى عشر ثواني لكن إذا اخترنا الموقف بعناية فيمكننا أن نمد هذه الفترة إلى عشر دقائق .

*************************************************************************************

اكتشاف كوكب جديد في المجموعة الشمسية 

قالت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مساء امس أن العلماء اكتشفوا جرما سماويا اضخم من كوكب بلوتو يدور حول الشمس في المناطق الطرفية من النظام الشمسي . واعلن الاكتشاف عالم الكواكب مايك براون من معهد كاليفورنيا للتكلنوجيا في باسادينا بولاية كاليفورنيا الذي يمول بحثه جزئيا وكالة ناسا . وقال براون أن الحجم الضخم للجرم بالنسبة للكواكب التسعة المعروفة في المجموعة الشمسية يعني انه يمكن تصنفه بأنه كوكب وقدر حجمه بأنه يبلغ حجم كوكب بلوتو بمقدار مرة ونصف المرة واضاف براون في نشرة صحفية اصدرتها ناسا " نحن واثقون مئة في المئة بان هذا أول كوكب اكبر من  بلوتو يتم العثور عليه خارج المجموعة الشمسية " . والكوكب يبعد عن الشمس بمقدار 97 مرة عن المسافة بين الشمس والأرض وهو ابعد شيء معروف في المجموعة الشمسية وهو ثالث أكثر الاجرام ضياء في حزام كويبر . وقد كتشف الكوكب باستخدام تلسكوب صامويل اوشين في مرصد بالومار قرب سان دييجو بولاية كاليفورنيا . وقام بالاكتشاف براون مع زميليه تشاد تروجيللو من مرصد جيميني في ماونا كي بهاواى وديفيد رابينووينز من جامعة يالى بمدينة هافن بولاية كونيكتيكت . وكان العلماء الثلاثة صوروا  الكوكب الجديد في 31 تشرين الأول / اكتوبر عام 2003 إلا أن الكوكب كان بعيدا جدا لدرجة أن حركته لم تكتشف حتى اعادوا تحليل المعلومات في كانون الثاني / يناير من العام الحالي . وفي الشهور السبعة الأخيرة قام العلماء بدراسة الكوكب بالنسبة لتقديرات أفضل لحجمه وحركته وفق لنشرة ناسا واقترح المكتشفون اسما للكوكب الجديد على الاتحاد الفلكي الدولي وما زالوا يتنظرون قرارا حول اقتراحهم . 

*************************************************************************************

أعظم اكتشافات القرن الخريطة الوراثية للنبات 

توصل مجموعة من العلماء الدولين من اليابان واوربا وامريكا إلى الأسرار الوارثية لأحد النباتات الاولية 

 " الذي ينتمي إلى مجمعوعة الصليبات ذات Arabidopsis thaliana وهو نبات " ارابيدوبسيس ثاليانا 

Cruicifer   الفلقنين

ويستطيع العلماء من خلال هذا الكشف المذهل رسم خريطة جينية كاملة للنباتات كالخريطة الواثية للإنسان كما أن جينات هذا النبات تشارك جيمع الكائنات الحية على كوكب الأرض ويقرر الباحثون البريطانيون أن معرفة التركيب الجيني للنبات اهم بكثير من معرفة التركيب الجيني للإنسان , وذلك لان النبات اساس للنظام البيئي في العالم اجمع . وسيأثر هذا الاكتشاف في جميع الاشياء التي لها علاقة بالنبات مثل الطعام والملبس والوقود والطاقة والصبغات والعطور والادوية وغيرها ويقدر عدد النباتات المعروفة  بــ 250 ألف نبات حول العالم وبذلك يعتبر هذا النبات مرجع لكل الانواع الأخرى وسيتمكن الباحثون أيضا من انتاج محاصيل  معدلة وراثيا اوفر انتاجا والذ طعما واكثر مقاومة للجفاف والامراض والحشرات بل والتغيرات المناخية . بمعنى أخر سيفسر هذا الاكتشاف جيمع القواعد الجينية التي تحدث في النباتات المعدلة وراثيا . أما لعلماء التطور فسيوضح هذا الاكتشاف كيف تطورت جيمع النباتات على   “P.Mike Bevanu”     ظهر الأرض . والنقطة المهمة هي التي تتعلق بالانسان حيث يقول 

المنسق الاوربي لنبات الارابيدوبسيس : أن هناك 100 جين نباتي متعلق بامراض جينية عند الإنسان مثل الصمم الوراثي والعمى والسرطانات .

وبختصر سيكون الأمر مفيد للغاية لصحة الإنسان وامراض سوء التغذية التي يتحكم فيها النبات هذا فضل عن أن النباتات المزهرة تنتج 100 ألف مادة لا توجد في الحيوان تستخدم في الادوية ومن ثم سيكون هذا الاكتشاف فتحا جديدة في عالم الادوية  . وهذا النبات له تركيب جيني سهل وبسيط 20 / 1 من التركيب الجيني لنبات الذرة كمثال , واصغر 25 مرة من التركيب الجيني عند الإنسان كما أن دورة حياة قصيرة ولا يتأثر تركيبه الجيني بتعاقب اجياله لألالف السنين وهو متواجد على نطاق واسع في المناطق المعتدلة في اوربا وشرق افريقيا واسيا واليابان . كل هذه الاسباب جعلت من الانسب لهذه الأبحاث وادخلته التاريخ بهذا الكشف المميز . 

 الحلزونية وبذلك يستطيع العلماء     DNA قرأ العلماء 115 مليون حرف كيميائي سجل على شرائط ال

معرفة أي جين خلال 18 شهرا بعدما كان يستغرق الأمر على الاقل 10 سنوات . 

 الخبر على واجهة عددها الصادر يوم 14 Nature Magazineولقد نشرت مجلة الطبيعة العالمية 

ديسمبر 2000 واحصت  المواضيع العلمية التي نشرت حول هذا الموضوع والتي وصلت إلى 1700 في هذا العام فقط . وهكذا يؤكد العلماء أن علم النبات سيتغير شكله بعد معرفة الأسرار الكاملة لجينات الارابيدو بسيس اهم واشهر نبات على الكرة الارضية الآن . 

*************************************************************************************

الرأي و الرأي المعاكس

حوار بين باحثين احدهما يعتقد أن معرفة الإمام المهدي (ع)تكون بالمعجزة والأخر  يعتقد أن  معرفته (ع) تكون بالبينة 

قبل البدء بالحوار لابد من معرفة وايضاح معنى البيئة والبيئة هي العلامة التي تدل وتفيد في معرفة الشيء أي بمعنى أخر الأدلة التي يظهر بها الإمام المهدي (ع) ويتحصن منها معرفة شخصه بما لا يقبل الشك وانه هو الإمام الحجة بن الحسن (ع) , أما المعجزة فهي خرق لنواميس الطبيعة كما جاء في تعريفها كامسألة عدم احراق النار لابراهيم (ع) وعصى موسى (ع) وتكلم عيسى (ع) في المهد وقلع الشجرة لمحمد (ص) وغيرها من المعجزات التي ورد ذكرها في القران وقصص الأنبياء وكتب التواريخ .  فبدا بالسؤال الشيخ حيدر الشمخي قالا : - إلا تعتقد يا سيد الإمام المهدي (ع) يؤيده الله بالمعجزات عند قيامه المقدس ؟ 

اجاب السيد الموسوي قالا : ليس صعبا على الله أن يؤيد واليه بذلك لكن المعجزة تكون ضمن ظروف خاصة ولا يأتي بها الله عتباطا فان من المعلوم أن المعاجز التي ايد الله انبياه كانت بما يتلائم وحال مجتمعاتهم فقد كانت معجزة موسى (ع) العصى التي تتحول إلى ثعبان فقد كان مشتهر في زمن موسى السحر , وكان هو العلم السائد آنذاك فمن اجل إثبات صحة نبوة موسى (ع) وغلبته على علم  السحر والسحرة اعطاه الله تلك العصى , ولما رأى فرعون اذعن في أول الأمر لكن وزرائه اشاروا عليه بان يجمع كل سحار عليم فكان الموعد يوم الزينة عند الضحى واجتماع الناس وانتصرت المعجزة على السحر بفضل الله تبارك وتعالى وكانت معجزة عيسى (ع) عندما بعثه الله نبيا ورسولا ( علم الطب ) فقد كان هو السائد بين قومه آنذاك حيث أنهم وصلوا إلى مراتب متقدمة في هذا المجال , ولكن الله ايد وليه بان جعله يحي الموتى ويبرئ الاكمه والابرص الذي لم يكن لهما دواء ومعروف وكانت معجزة النبي الخاتم محمد (ص) حيث كان سائدا في عصره آنذاك الشعر والبلاغة التي كان لها الأثر البالغ في انفس الناس حتى وصل بهم الحال إلى تعليق قصائدهم على جدار الكعبة والتي سميت بالمعلقات وقد ايد المولى تبارك وتعالى حبيبه ونبيه (ص) بالقران الذي انزل من السماء والذي تحدى شعرائهم وكبارء البلغاء فيهم والذين عجزوا أن ياتوا بسورة مثله وبهذا يتبين لنا أن الإمام المهدي (ع) لا يأتي بما يعتقده الناس من معجزات كان يحي الموتى مثلا أو يشفي المرض وما إلى ذلك .

قال الشيخ متسائلا : إذا قلنا أن الإمام لا يأتي بالمعجزات فكيف يمكننا التعرف على شخصه خاصة وقد ورد في الروايات أن هناك اشخص سوف يدعون مقام الإمامة ؟ 

فقال السيد : يعرف الإمام بعلمه بعظائم الأمور التي لا يعرفها غيره .

فقال الشيخ : من جئت بهذا الكلام فانه لابد من دليل على ذلك ؟

فأجاب السيد قائلا : ورد في كتاب الغيبة لشيخ النعماني عن الإمام الصادق (ع) إذا ادعى مدع فاسألوه عن العظائم التي لا يجب عنها إلا من هو مثله . )

وقال الشيخ : وما المقصود من العظائم ؟ فأجاب السيد قائلا أن القران العظيم هو من العظائم وفيه علوم كثيرة وعظيمة ولا يلم بها إلا المعصوم كما أن علوم الأئمة المعصومين هو الرديف الملازم للقران فيكون على معرفة تامة بالقران وعلومه إضافة إلى معرفة علوم أهل البيت التي تخص كافة  المجالات .

اجاب السيد الموسوي : نعم هناك دلائل مهمة وخصال محددة يختص بها الإمام دون غيرة من الناس فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال ( الإمام يعرف بلاث خصال انه اولى الناس بالذي قبله وعنده سلاح رسول الله وعنده الوصية وهو الذي قال الله تعالى ( أن الله يامركم أن تادوا الامانات إلى أهلها ) . 

فسال الشيخ قالا : هل أنت مقتنع أن عامة الناس سوف تعرف الإمام (ع) بهذه الخصال التي ذكرت ولا يلتبس عليهم الأمر ؟

اجاب السيد الموسوي : ليس بهذه الخصال وحدها يخرج الإمام المهدي (ع) بل هناك دلائل وبينات مهمة يظهرها الإمام (ع) والدليل على ذلك ما ورد في بحار الأنوار ج53 عن أبي عبد الله (ع) قال( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت فصيح يا آل محمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الظريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولن يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفى أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر ا المهدي (ع) ويقولون يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا؟ فيقول : اخروجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرف ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول أن كنت مهد ي آل محمد فاين هراوة جد رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته الدلدل وحماره اليوعفو ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم يخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلا أن  يعرى  أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك بابن رسول الله حتى نبيعك فيمد يده فيبايعه ويبيعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا الاربعن إلا فا .....) 

فرد الشيخ قائلا : اليست هذه بمعجزغرس هراوة الإمام في الحجر الصلد ومن ثم تورق ؟ 

اجاب السيد : 1- عندما التقى السيد الحسني بالأمام(ع) لم يسألوه عن معجزة فلو كانت معرفة الإمام بالمعجزة لبادره بالسوال عنها والا ما احتاج إلى هذا التكلف حيث أن  السيد الحسني سال الإمام أن يظهر له مواريث النبي محمد (ص) واخرج الإمام هذه البينات المذكورة اعلاه , وهذا هو الدليل إلى معرفة الإمام (ع) ولو ادعى مدعي مقام الإمام فيجب عليه احضار كل هذه البينات .

2- عندما طلب الحسني من الإمام المهدي (ع) كل هذه البينات لأجل أن يراى أصحابه فضل المهدي على شخص الحسني ليطيعوه ويبايعوه ثم اعلم عزيزي الشيخ وكما لا يخفى على سماحتكم أن الإمام المهدي (ع) أول خروجه يكون لشيعة الموالين لأهل البيت (ع) , نعم أن رسالته عالمية ولكل الشعوب ولكن ذلك يكون عبر مراحل زمنية  واول خروجه لشيعة كما أن من المعلوم بنظر إلى تاريخ الأنبياء وسيرهم مع  اقوامهم أن الذين طلبوا المعجزات منهم  لم يكونوا مؤمنين ولم يطلبوها ليؤمنوا أنما طلبوا ذلك لأجل اعجاز الأنبياء وتكذيبهم وكل ذلك كان عنادا وكفرا وبدليل أن الأنبياء لما أتوا بالمعجزات لم يصدهم هؤلاء القوم بل كذبوهم وكفروا بهم وزادوا عنادا لهم فهل ينزل الحال بالشيعة ويصلوا إلى هذا المستوى من التسافل وهم المؤمنين بظهور إمامهم والمعتقدين به , نعم من حقهم أن يعرفوا هذا المدعي ولكن لم يذكر لنا دليل واحد من القران أو السنة أن معرفة الإمام المهدي (ع) متوقفة على المعجزة بل ذكرت لنا الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار (ع) أمور أخرى قد ذكرنا بعضها .

فرد الشيخ متسألا : أنت قلت أن الإمام المهدي (ع) سوف يظهر معه العلم إضافة إلى موارث النبي (ص)  فما نوع ذلك العلم ؟ ونحن نرى في هذا اليوم مدى  العلوم المتطورة التي اشتهرت خصوصا في الغرب من علوم فلك وكيمياء وفيزياء وغيرها من العلوم الأخرى ؟ 

اجاب السيد قائلا : أن جيمع هذه العلوم التي ذكرتها هي علوم تحصيلية كما لا يخفى على سماحتكم فبأستطاعت أي شخص ذو موهلات أن يتعلمها وان يتفوق فيها وهذا مما لا يخفى على احد وهذا لا يعني أن الشخص المتفوق في هذه العلوم متصل بالله سبحانه وتعالى فضلا عن انه أمام مفترض الطاعة لكن المقصود من العلم الذي يظهر به الإمام (ع) علم الدين خاصة إضافة إلى العلوم الأخرى والتي يتفوق بها الإمام (ع) على كل العلوم الموجودة في الساحة فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال ( العلم سبعة وعشرون جزءا فجميع ما جاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين فإذا قام القائم اخرج الخمس والعشرين جزءا فبثها في الناس وضم إليه الجزيئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا ) .

فيرد الشيخ الشمخي : أنت قلت أن الإمام المهدي (ع) لا يخرج بعلوم تحصيلية والكثير من العلوم الدينية هي علوم تحصيلية . فأجاب السيد قائلا نحن لا نقول أن الإمام المهدي (ع) سيأتي بالعلوم الدينية التحصيلية بل يأتي بالعلوم الدينية الربانية والتي هي اصل الدين والتشريع , فهناك الكثير من المجتهدين برزوا بعلميتها الفائقة في العلوم الحوزوية ولكن ذلك لا يثبت الاتصال بالله سبحانه وتعالى .

فسال الشيخ : ما هي العلوم الربانية التي تقصدها . فأجاب السيد قائلا 1 – علوم القران وخاصة تأويله وباطن القران لقد قال تعالى ( لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) والراسخون في العلم كما ورد في التفاسير هم الأئمة (ع) .

2- تأويل الأحاديث وتاويل الرؤيا الذي لا يكون إلا بالاجتباء  من الله وقد قال تعالى ( ويجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) فقد ورد عن رسول الله (ص) اعلمكم اعلمكم بالقران ) . 

فرد الشيخ متسألا : صحيح أن الإمام المهدي (ع) هو اعلم الناس بالقران ولكن من أين جاء هذا التخصيص بتاويل القران ؟ فأجاب السيد الموسوي: كما ذكرت  في البداية أن الله سبحانه وتعالى عندما ارسل الأنبياء ارسل معهم الذي يتفوقون به على أهل زمانهم ومن المعروف أن في أخر الزمان ستكثر وتزدهر علوم القران ولذلك فان الإمام المهدي (ع) سيظهر ومعه علم تأويل القران , فان في أخر الزمان يخرج عليه الكثر من رجال الدين وعلماء السوء الذين يحاربون الإمام بالقران ويتاولون عليه القران ويحاولون رد عوته لما تحصل لديهم من علوم حوزوية فقد ورد في رواية عن الإمام الصادق (ع) : ( أن القائم يلقى في حربه مالم يلق رسول الله (ص) لان رسول الله اتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وان القائم يخرجون عليه فيتاولون عليه كتاب الله ويقاتلونه به ) وهذه الرواية مذكورة في بحار الأنوار ج52 المعروف أن الفقهاء هم سادة القوم في هذا الزمان والناس ترجع إليهم وتتاثر بهم كما كان الحال في قريش عند انبثاق دعوة الرسول الأكرم (ص) فكان في صدارة القوم والناس تتاثر بهم وتقدمهم وتوقرهم وتتناقل كلامهم وقصائدهم ولما كان الفقهاء هم الشعراء حيث أن الله تبارك وتعالى انزل القران ليفحم الشعراء وأهل البلاغة في زمن الرسول (ص) فلابد أن يكون أسلوب الإمام المهدي (ع) في مواجهة شعراء أخر الزمان ( الفقهاء) هو الاحتجاج عليهم بالقران وتأويله كونهم يعتبرون أنفسهم وتعدهم الناس اعلم الموجودين في علوم القران وسنة أهل البيت (ع) , فقد ورد عن الصادق المصدق (ع) في تأويل قوله تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون وانهم يقلون ما لا يفعلون ) حيث قال (ع) : ( من ريتهم من الشعراء يتبع ؟ أنما عني هؤلاء الفقهاء الشعراء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل فهم الشعراء الذين يتبعون ) , فقد ورد أيضا عن الإمام الباقر (ع) في قوله عز وجل ( يتبعهم الغاوون ) قال ( هل ريت شاعرا يتبعهو احد ؟ أنما هم  قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا واضلوا ) . 

*************************************************************************************

اراء المجتمع في قضية 

السؤال هل يوجد من الشيعة من لا ينصرون الإمام المهدي (ع) ؟ 

أين باب الله الذي منه يوتى أين وجه الله الذي ليه يتوجه الاولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب بذحول الأنبياء وبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء . 

قمنا باستطلاع كافة شرائح المجتمع وفي مناطق مختلفة وطرح السؤال التالي ( هل يوجد من الشيعة من لا ينصرون الإمام المهدي (ع) ؟ فقد جاءت الاجوبة متباينة :

* أم محمد / بغداد                                                                                                      الشيعة عند ظهور الإمام (عج) يحاربونه حبا بالدنيا وطمعهم وان اعلام الدين يخافون على مناصبهم التي مسكوها لأنه يظهر بدين جديد ويقولون له ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا فيك , وعند ظهوره يقضي على الجشع والطمع وينصر المظلوم ويقضي على الظالم ويساوي بين الغني والفقير وبين القوي والضفيف وينصر امة الإسلام .

* مريم أم مهدي/ بغداد                                                                                                ليس جميع الشيعة مناصرين للإمام المهدي (ع) لان الإمام يأتي بسلام جديد وسنة جديدة  ويامرهم بأمر التقليد واتباعه وطاعته وكثير من اعلام الشيعة سوف يحاربون هذا الشيعة لأنهم ينظرون إلى  الدينا وليس للاخرة واليوم هناك اناس يسايرون هؤلاء الاعلام وحتى تصل إلى درجة الشرك بالله ويعبدونهم عبادة عمياء فنعد ظهور الإمام يحاربه الاعلام والناس لأنه يكفر هؤلاء الاعلام ويقتلهم ويحارب الباطل وهو يأتي بالسيف لأنه ارسل ممهدين له يفتحون عقول الناس وينورن ابصارهم بالحق وان الإمام المهدي (ع) يأتي رحمة لانصاره ونقمة على اعداه .

* هاشم المالكي / النجف                                                                                              بالطبع نعم اعتقد أن فئة كثيرة لاتنصر الإمام المهدي (ع) لان الكوفة هي مدينة الإمام ومصدر العلم ومع ذلك تخرج منها فئات كثير تحارب الإمام كما ورد في الروايات يخرج على الإمام من يتاول عليه القران ويقلون ارجع يابن فاطمة وبما أننا لان في هذا الوقت نتبع العلماء في كل الأمور حتى العقائدية والمعروف أن العقائد لا تقليد فيها وحتى الناس الآن في غفلة عن الأمام (ع) يركضون وراء دنياهم . 

* أم أمير / النجف                                                                                                    نعم يوجد من الشيعة من لاينصر الإمام باعتبار الإمام هو يد الله في الأرض وهو يمثل الله في الأرض وان قضية الإمام يشترط فيها أن تكون العبادة خالصة لله جل جلاله لان الكثير من الناس لم يصلوا إلى الاخلاص الحقيقي إلى الله تعالى , فنرى أن الناس لم يتساعدوا في أمور الدنيا ولم يعن بعضهم بعضا فكيف يعينون الإمام وينصرونه . 

* أبو زهراء المنصوري / النجف                                                                                   تنقسم الشيعة إلى خمسة اقسام بحسب الطبقات 1- الشيعة الحقيقيون : الذين ضلوا على نهج محمد وال محمد وهم قليلون جدا كالكبريت الاحمر بل اندر فهؤلاء من عاهد الإمام في عالم الذر وتعهدوا بتصرته وهم من ذكرتهم الروايات . 2- الشيعة التي تضن أنها على خط محمد واله الطاهرين ويحسبون أنهم يحسنون صنعا فتبعوا كبرائهم وساداتهم فضلوا عن الصراط المستقيم وهؤلاء ياخذون بكلام ساداتهم فان قلوا لهم اقتلوا هذا الشخص قتلوه وان كان علي بن أبي طالب 3- الشيعة التائهة الذين لا يعرفون أي من أي فهؤلاء الله اعلم بحالهم ولعلمهم في نهاية الأمر يكونون منن ينتهض لنصرة الإمام (ع) 4- الشيعة الذين لم يتبعوا احد ولكنهم ولسوء حضهم سيحاربون عدوة الإمام (ع) ويسعون في خرابها ولا يعلمون أنها دعوة الإمام (ع) فهؤلاء عرفوا الحق ثم كفروا به فلهم سوء العاقبة والعياذ بالله فسيحاربون الإمام (ع) لا قصدا منهم . 

* جاسم البغدادي / بغداد                                                                                             نعم ينصرون الإمام المهدي (ع) لان امره من أمر الله سبحانه وتعالى ونصرته هي مرضات الله سبحانه وتعالى .

* أبو ضياء / بائع دهون / بغداد                                                                                    كلا أنهم ينصرون الإمام المهدي (ع) لأنه من كان يؤمن بالله ورسوله والأئمة الاثني عشر ينصر الإمام المهدي (ع) ولكن من كان ليس على الطريق المستقيم ولا يرعى حدود الله وكان مشعوذا لا ينصر الإمام المهدي (ع) والحمد لله رب العالمين .

* الشيخ محمد عبد الكاظم / بابل / طالب في الحوزة العلمية                                                      أن الاعم الاغلب من الشيعة لا ينصرون الإمام المهدي (ع) بل الانكى من ذلك يقفون بوجه الإمام ويقالونه كونهم لا يتبعون ( طريق ذات الشوكة ) وهو طريق المستضفين بل يستسهلون طريق الرفاهية والملذات الدنيوية الزائفة ويتبعون علماء السوء الذين يظهرون في أخر الزمان والذي يقولن لامام المهدي (عج) بلك صلافة ووقاحة : رجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا بك حسبنا القران يكفينا , هذا وورد عن أهل البيت الأطهار (ع) : أن المهدي (ع) يعاديه الفقهاء ومقلدة  الفقهاء ) وان كثير من الشيعة من يدعون المولات لمحمد (ص)  واله الطاهرين (ع) ولكنهم في الحقيقة كاذبون وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : ( لو قام القائم بدا بكذابي الشيعة فقتلهم ) فهم في ذلك يمشون على خطى اسيادهم ( علماء السوء) والذين اتخذوهم أربابا من دون الله , وهناك الكثير الكثير من الشيعة الذين يدعون نصرة الإمام (ع) كذبا وزورا وهم بذلك يريدون الإمام أن يحقق لهم ما تبتغيه أنفسهم من اماني الدنيا وشهواتها ولكن هيهات هيهات لما يتمنون وقد ورد عن أبي عبد الله(ع) قال : لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا وسيخرج من لغربال خلق كثير ) ولذلك أن اغلب الشيعة ستخرج من غربال التميز والتمحيص ليتلقها سيف القائم البتار ولا يبقى منهم إلا القليل ممن باعوا الدنيا وشروا الآخرة بنصرة أمام الزمان وشريك القران الإمام المهدي (ع) وقل جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا . 

* حسن اليساري / كربلاء                                                                                            أن اغلب أنصار الإمام المهدي (ع) من الشيعة الحقيقيين لا هؤلاء الذين يدعون التشيع الذين اخذت الشهوات الغرازية والاهواء النفسية وضلوا أنفسهم عن طريق الحق والهداية وهو طريق الإمام المهدي (ع) .

* أبو سجاد الشاوي / كربلاء                                                                                       أنا اعتقد أن اغلب الشيعة لا ينصرون الإمام المهدي (ع) بسبب انجرارهم وراء القليد الأعمى وتلسم امورهم إلى الفقهاء الذين يعتقدون بانهم سوف ياخذون بايديهم إلى الإمام (ع) فبينما نلاحض من خلال معايشتنا مع هؤلاء الفقهاء باهم لا يسرون بسيرة أهل البيت (ع) وقد جربت أنا شخصيا سيرتهم التي تخالف أهل البيت (ع) والله يشهد على  ما أقول . 

* سيد سعد الحيدري/ كاسب / كربلاء                                                                               أن أكثر الشيعة لا ينصرون القائم وبالخص رجال الدين والعلماء الذين يقفون بوجه الإمام وقضيته فهؤلاء الناس سوف تقودهم العلماء إلى حرب الإمام (ع) وانهم سوف يرضخون للإمام بالقوة والسيف . 

* علاء الفتلاوي / كربلاء                                                                                            نعم يوجد من يقف بوجه الإمام المهدي (ع) لأنهم باطل 

* عباس / كربلاء : أكثر الشيعة لانصرون الإمام المهدي (ع) 

* الشيخ حسن الحسناوي / النجف / طالب في الحوزة العلمية                                                   اعتقد أن أكثر الشيعة لا ينصرون الإمام المهدي (ع) وذلك لان الشيعة اليوم مثلهم كمثل أهل الشام في زمن معاوية لعنه الله حيث قال معاوية للإمام علي (ع) ( جئتك برجال لا يميزون بين الناقة والجمل ) وسبب اضلال الناس هم العلماء الذين ساروا بسيرة معاوية من ناحية الترف والدهاء وكذلك وكلائهم وان وجد إنسان شريف ويعرف ويميز الحق عن الباطل اشتروا ضميره وكلمته بالموال واسكتوه وان لم يقدروا على شراء ذمته بثوا عليه الدعايات والاكاذيب وفسقوه حتى لا يؤخذ برأيه .

* فارس موحان / النجف /  الكوفة                                                                                   أن الاعتقاد السائد أن نصرة الإمام المهدي (ع) تأتي من الشيعة ولكن ليس كل الشيعة بالتاكيد وذلك لان أهل الحق قليلون حيث قال تعالى ( واكثرهم للحق كارهون ) ولذلك فان نسبة قليلة من الشيعة هم الذين ينصرون الإمام المهدي (ع) وذلك أن دين الحق واتباعه عددهم قليل حيث قال الإمام الصادق ( أن أمرنا صعب مستصعب لا تحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد امتحن الله بالايمان ) وهذا دليل على أمر الإمام (ع) ليس سهلا كما يصوره أهل المنابر للناس وسيق بوجه الإمام المهدي (ع) خلق كثير من الشيعة , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين .

* عثمان عبد الحليم المصري / كربلاء                                                                             الآن الكل تقول أننا أنصار الإمام المهدي (ع) ولكن عندما يظهر الكثير لا ينصروه .

* السيد عبد الحسين الموسوي / طالب في الحوزة العلمية في النجف الاشرف                                  أن أنصار الإمام من الشيعة فهم من ينصرون المهدي (ع) وهناك من ينصره من ابناء السنة وحتى من الديانات الأخرى ولكن أكثر انصاره من الشيعة علما أن انصاره قليلين جدا كما دلت على ذلك الروايات الواردة عن الأئمة (ع) ومع ذلك فان الكثير من الشيعة أو قل الاعم الاغلب منهم لن ينصروا الإمام بل يحاربونه كما حاربوا الإمام الحسين (ع)  من قبل وغدروا به وخاصة من أهل الكوفة كما ذكرت انه يبايعون السفياني عدو الإمام المهدي (ع) وانهم يخرجون على الإمام الفرقة بعد الأخرى وكن على يقين وثقة لو كنا صالحين ومخلصين نحن الشيعة لظهر الإمام (ع) ولم يبقى لحد الآن فقد جاء عن أهل البيت (ع) في ما معناه لا يحضرني نص الرواية الآن ( لو اكتملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وثلاثة عشر لكان الذي تريدون لكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحنائه بدنه ) أي أننا بس حجي .

* أبو سارة / بغداد                                                                                                    أن اغلب الشيعة تناسوا الإمام المهدي (ع) كليا وتجهوا إلى الدنيا والذين يقومون بالحمد والثناء على المراجع دون ذكر الإمام(ع) أو حتى  يتحدثون عن الإمام ويكذبون الرؤيا والمشاهدة لامام بل يكذبوا حتى أنصار الإمام ويقاتلونهم ويحاربونهم بكل الوسائل .

* أبو زهراء / بغداد                                                                                                  أن اغلب الشيعة يقاتلون الممهدين للإمام (ع) الذين هو اساس ظهور الإمام (ع) وليس هناك ظهور بدون تمهيد ويتجاهلون علامات الظهور المبينة بالشخصيات التاريخية مثال اليماني السفياني والخراساني .

* حسام صادق                                                                                                       الاعم الاغلب أول من يهارب الإمام هم من هذه الشريحة ( الشيعة ) لأنهم أكثرهم يرتبطون بمصالح شخصة ودنيوية ولا يعرفون عن جوهر المذهب سوء الطم والبكاء .

* أم حسين                                                                                                             أن غلب الشيعة سيحاربون الإمام عن جهل ولا  يعرفون حقيقة الإمام ومن هم انصاره الممهدين له (ع) قبل قيام عملية الظهور ولذلك  لا يفرقون بين ظهور وقيام الإمام .

* زينب حيدر / ربت بيت                                                                                              ليس معظمهم بل جزء بسيط 

* أم احمد                                                                                                              الممحصين من الشيعة الذين كما قال الصادق (ع) الذين اخذ عليهم العهد في عالم الذر .

* مريم محمد                                                                                                          ليس كل الشيعة لأنهم من هيئة نفسه لهذا الشيء ومنهم من كان يرى انه من أهله لكنه عندما يظهر الإمام سينكره وما يأتي به .

* أم صهيب                                                                                                              لا يكونون مع الإمام المهدي (ع) فقط  الاشخاص النظيفي السريرة . 

* امال فاضل                                                                                                          الشيعة هو كل من ولاى ولي العصر في زمن الإمام أما الشيعة الآن فهم شيعة بالهوية فقط .

* احمد                                                                                                                 يوليه لربما اناس ليسوا من الإسلام بشيء .

* مهند هادي                                                                                                          الشيعة الآن يؤمنون بظهور الإمام بالكلام ولكن اشعر عندما يظهر لم يتبعه إلا المستضعف .

مشاركات القراء 

عالمية الإسلام وقضايا العصر 

الحلقة الأولى 

( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصلحون ) 

خلق الله سبحان وتعالى الخلق ابتداعا وخترعهم بمشيئته اختراعا ويعلمهم عن طريق محبيه وعدالته لا يملكون تأخير لما قدمهم إليه ولا يملكون تقديما لما اخرهم عنه ثم قسم الله سبحانه وتعالى معايشهم ووضعهم في الدنيا مواضع وزودهم بفطرة لا ترتوي إلا بذكر الله وركب فيهم العقول وجعل فيهم انوار الإيمان في القلوب ولم يتركهم هكذا وإنما زودهم هذا العطاء بعطاء يمده وينسجم معه ارسل الأنبياء والكتب لتكون لله الحجة البالغة على خلقه فلا حجة لأحد على الله سبحانه وتعالى بعد هذا التفضيل على الخلق ارسل الرسل والأنبياء ثم بدا القران الكريم بارشاد الناس وهدايتهم وصار يبشر أهل العقل والفهم الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه ويركز على القلة القليلة من المؤمنين التي تحرك ايمانهم قوانين الغيب في الكون ويذم الكثرة الغوغائية التي لا سبيل لها للهداية أنما ارداة لنفسها هذا الطريق . 

لاحض عزيزي االقارئ الكريم حت قال عز من قال ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) وفي كتاب صحاح المسلمين من مات ولم يعرف أمام زمانيه مات ميتة جاهلية . أن الإنسان في سكرت الموت يسال عن إمامه وايضا في القبر سؤال منكر ونكير من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ من امامك ؟ - وفي ساحة المحشر كذلك ( اليوم ندعوا كل اناس بامامهم ) أن المسالة واضحة وانت تعيش في الحياة وعمرك طويل والسؤال  موجه لك ولي عزيزي القارئ -  والقران الكريم يتحدث عن امامك وهنا يجب أن نعرف من إمامنا لكن الناس غافلون عن الحقيقة التي أريد أن اقولها لكم أن ثلاثة ارباع العالم لا يؤمنون بالله فهل يعني أن الله غير موجود ؟ وان ثلاثة ارباع العالم لا يؤمنون بيوم القيامة فهل يعني لايوجد يوم الحساب ؟ وهل يعني أن الجنة والنارغير موجودات ؟ ابدا أن كفر الناس وجهلهم لا يلغي الحقائق ونحن نتحدث في عصر انقلبت فيه الموازين والمقاييس بالكامل . فالرسول اكد في حياة على ولاية أهل البيت (ع) واكد على ولاية الأئمة الاثني عشر وتقراء هذه الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم وكتب أخرى على ولاية الإمام علي (ع) حتى يصل الرسول في حديثه إلى أن الإمام الثاني عشر الإمام المهدي (ع) فيكثر عنه الحديث في مواصفاته ويتحدث عن ملامح وجهه وعن علامات أخر الزمان وكذلك يتحدث عن العلامات التي تظهر في السماء والأرض ويتحدث عن الجيوش في زمن قيام ولده المهدي (ع) ( جيش اليماني , جيش السفياني , جيش الدجال ) ويتحدث عن قتل النفس الزكية , ويتحدث عن الإمام المهدي (ع) إذا ظهر يقف بين الركن والمقام فيخطب في الناس فيسمعه كل من على وجه الأرض وفي كل اللغات , ويتحدث الرسول عن الصيحة التي في السماء ومن ثم يعطي مواصفاتع وان الإمام (ع) يخرج حين يخرج  وهو ابن الاربعين سنة فيصف علامات وجهه ( اقنى الانف , شامة على خده الأيمن ......) كل هذا من الأخبار التي تكلم عنها رسول الله (ص) والتي انملئت فيها كتب الحديث لم نسمع احد يتحدث عن الإمام المهدي (ع) في خطبة يوم الجمعة ولا نسمع احد يتحدث عن الإمام المهدي (ع) في اذاعة أو تلفزيون لا محطة فضائية ونحن في عصر الظهور المقدس . 

الإمام المهدي وعلماء أخر الزمان 

رأيت من على شاشة إحدى الفضيائيا منظر يثير الدهشة والاستغراب وهو ظهور احد علماء الدين والمراجع حيث كان يجلس من إحدى المذيعات المتبرجات الفاسقات وهو يتحدث عن الحكومة والوضع في العراق ويقول العراق بخير وان الامريكان سيخرجون من ولم يتكلم عن سبب مجيء الامريكان الحقيقي بصفته رجل عقائدي ونسي روايات أهل البيت (ع) أن لم يكن مطلعا  أساسا عليها بخصوص الروم ودخولهم إلى العراق وبقي يتكلم بالمصطلحات الحديثة حتى يكسب اعجاب الناس بأنه رجل سياسي ويحقق كسب اعلامي لمبتغاه الدنيوي وهذا حال كل علماء اليوم فلم نرى احد من العلماء وخصوصا المراجع قدم يحثا مفصلا أو جزئيا على شاشات الفضائيات عن اسباب دخول الامريكان إلى العراق واقصد الاسباب العقائدية بصفتهم علماء عقائد أكثر ما هم علماء سياسة والسبب واضح وهو انشغالهم بحب المناصب والشهرة والحسد فيما بينهم وجمع الأموال المؤيدين فإذا جاء الإمام (ع) جردهم عن مناصبهم وهذا ما لا يقبلون به فيقولون له ارجع  يابن فاطمة كما اكدت الروايات على ذلك وهناك شاهد أخر على عدم حرصهم على الدين حيث لم يامروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر فهذه قضية الوهابية النواصب حيث أنهم يقتلون الابرياء بلا ذنب ولا احد من المراجع يحرك ساكن فالكل يحجم عن المواجهة بحجة الوحدة الإسلامية كذبا وبهتانا والدم الشيعي ينزف أكثر في كل يوم وحتى الذين يقبض عليهم من قبل اجهزة الأمن العراقية ويرمون في السجون لم نجد عالم يطالب بالقصصاص منهم واعدامهم وكان شيء لم يكن فقد اكتفوا بالاستنكار والانزعاج وهذا مسطلح سياسي وليس ديني فإذا كان العلماء لا يتكلمون بالقصاص ولو بافواههم فمن الذي يقوم بالقصاص ؟ فإذا كنتم لا تستطيعون رد المظالم عنا فلماذا تقفون بوجه قدوم الإمام المهدي (ع) فهو الذي سيرد عنا شر النواصب وهو الذي يقوم بالقصاص وهو املنا  ومقتدانا ومنقذنا , ونحن نقول إذا لم تستطيعوات من ادارة الأمور فاتركوا الأمر إلى أهله الحقيقين واتركوا تشبثكم بمناصب هي ليست لكم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين . 

*************************************************************************************

(((( في معاشرة الناس ))))

قال النبي محمد (ص) :عليكم بالعزلة فأنها عبادة .وروي عن سفيان الثوري قال قصدت بن محمد فأذن لي بالدخول فوجدته في سرداب ينزل أثنى عشر مرقاة  فقلت يابن رسول الله أنت في هذا  مع حاجة الناس أليك  ثم قال يا سفيان فسد الزمان وتنكر الأخوان وتقلبت الأعيان فاتخذنا الوحدة سكناً أمعك شيء تكتب قلت نعم فقال اكتب ( لا تجزع عن الوحدة وتفرد ومن التفرد في زمانك فازدد ذهب الإخاء فليس ثمة أخوة ألا التملق بالسان واليد وعنه (ع) : أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الوحيد الذي يطير في ارض القفا ويأكل من رؤوس الأشجار ويشرب من ماء العيون فإذا كان الليل أوى وحده ولم يؤوى مع الطيور استأنس البرية واستوحش من الطيور وجاء في وصية الأمام موسى بن جعفر (ع) لهشام بن الحكم يا هشام إياك ومخالطة الناس والأنس بهم الاان تجد منهم عاقلا مأمونا فانس به يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغب فيما عند ربه وكان انسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العيلة وعزه من غير عشيرة.

*************************************************************************************

يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 

قال الإمام الصادق (ع) : ( أن قلنا لكم في الرجال منا قولا فلم يكن فيه وكان في ولده وولد ولده فلا تنكروا ذلك . أن الله اوحى إلى عمران اني واهب لك ذكرا  مباركا يبرئ الاكمه والابرص ويحي الموتى باذني وجاعله رسولا إلى بني اسرائيل فحدث عنه امراته بذلك فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فلما وضعتها انثى قالت رب اني وضعتها انثى فلما وهب الله لمريم عيسى (ع) كان هو الذي بشر الله به عمران ووعده اياه ولما ولدت مريم كفل زكريا تربيتها . 

وفي تفسير الراوندي باسناده إلى محمد بن طلحة قال قلت للامام الرضا (ع) اياتي الرسل عن الله بشيء ثم تاتي بخلاف قال نعم أن شئت حدثتك به وان شئت اتيت به من كتاب الله تعالى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم , فما دخلوها ودخل ابناء ابنائهم وقال عمران أن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا في سنتي هذه وشهري هذا ثم غاب وولدت امراته مريم وكفلها زكريا فقالت طائفة صدق نبي الله وقالت اخرى كذب فلما ولدت مريم عيسى (ع) قالت طائفة التي اقامت على صدق عمران هذا الذي وعدنا الله 

*************************************************************************************

رسائل القراء الكرام ومقترحاتهم 

 * وردت الينا رسالة من احد القراء سال فيها هذا السؤال ( هل هناك علامات قبل خروج السفياني (لع) ؟ وبدورنا نشكر صاحب هذه الرسالة ونجيب على سؤاله الاجابة التالية : نعم هناك علامات قبل خروج السفياني فقد جاء في الرواية عن الإمام الصادق ( قبل السفياني مصري ويماني ) وقيام دولة بني العباس وحكم الشهور .

* بعث الينا الاخ العزيز صادق شنا نابيات شعرية يقول فيها : ملينة الظلم يالمهدي منتظرين , يمتة اتصلي جمعة بمسجد الكوفة , وعن شخصك اتعرف انته مهدي الناس بيدك ذو الفقار بعينة انشوفة .

ونرد عليه بالشكر والتقدير ونقول قرب يوم اليصلي وكلنة منتظرين ,شبل المصطفى وطلعته المعروفة , ابشرط اخلاص بيه ودوم  متهيئين نسحك على الظلم ونكطع اجفوفة . 

* ارسل احد قرائنا الاعزاء رسالة نصها : ( السلام على القائم وعلى انصار القائم وعلى مؤسسة القائم , قبل يومين ظهرت على شاشة التلفزيون الغدير حلقات نسائية يجودن القران ويجهرن باصواتهن على مسامع الرجال الدين هل يجوز هذا يا أهل الحق ؟ 

وعليكم السلام ونرد التحية كما هي ونشكر الاخ على اهتمامه باخلاق أهل البيت (ع) وسعيه على الوقوف بوجه كل ما هو صحيح . ونقول أن في الرد على هذه الحالة نقطتين الأولى هي أن في جميع الرسائل العملية للفقهاء تثبت كراهية الجهر بالقراءة في الصلاة للمراة امام الاجنبي فكيف الحال حيث تكون المراة جاهرة في قرائتها للقران امام الاجنبي وهو ينصت لصوتها , اما النقطة الثانية حيث أن من علامات ظهور الإمام المهدي (ع) هو التغني بالقران لاسيما أن صوت المراة يثير الفتنة داخل نفس المستمع علما أن انماط قراءة القران في الوقت الحاضر اشبه بتلحين الاغاني . 

*************************************************************************************

دراسات حسابية في الآيات القرآنية

علم الأبجدية في القران :

أن علم الأبجدية من العلوم الغريبة التي استعملها الأئمة والنبياء وهو من العلوم الشريفة ويعود اصل هذا العلم الى نبي الله شيث (ع) وهناك روايات كثيرة عن النبي (ص) والائمة الاطهار(ع) تحث على تعلم هذا العلم لما له مدخلية في القران والكون وكان هذا العلم عند اهل البيت (ع) من علوم الباطن والتأويل كما جاء عن الامام الباقر (ع) حينما اول بعض الايات القرانية لاحد اصحابه وقال له ان هذا من الباطن وله توايل اخر وقد ورد عن الرسول الاعظم (ص) قال: (ويل لعالم جهل علم الابجدية ) حيث ان هذا العلم له مدخلية وطيدة في علم الجفر الذي هو من مختصات اهل البيت (ع) وخصوصا الامام الصادق (ع) ومعنى هذا العلم ان الحروف التي يتكون منها الكلام والتي يكون مقدارها ثمانية وعشرين حرفا لكل حرف رقم خاص به وهذا العلم على اقسام والظاهر والمشهور منها: - 1 (الابجد الكبير ) وهو كالاتي 

ا

ب

ج

د

هـ

و

ر

ح

ط

ي

ك

ل

م

ن

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

20

30

40

50

س

ع

ف

ص

ق

ر

ش

ت

ث

خ

ذ

ض

ظ

غ

60

70

80

90

100

200

300

400

500

600

700

800

900

1000

وهناك قسم اخر اقل شهرة يستخدمة اهل الفلك والنجوم وهو الذي ينتج من تقسيم ارقام الابجد الكبير على عدد(12) الذي هو عدد الابراج والباقي من قسمة ذلك العدد يكون رقم للحروف, ويسمى بالابجد الصغير الذي هو :-

ا

ب

ج

د

هـ

و

ر

ح

ط

ي

ك

ل

م

ن

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

8

6

4

2

س

ع

ف

ص

ق

ر

ش

ت

ث

خ

ذ

ض

ظ

غ

0

10

8

6

4

8

0

4

8

0

4

8

0

4

فوجد في هذا العلم أسرارا كبيرة في القران فجعلته احد البطون السبعة للقران . ووجدت الابجد الصغير له مدخلية وطيدة في علاقة اهل البيت (ع) بالقران. 

واليك بعض العلامات التي انتخبت في بحث كامل في هذا المجال حيث ورد في الروايات عن طريق تفسير بعض الايات القرانية  هناك تشابه بين الامام على (ع) وطالوت , قال تعالى ( ان الله بعث طالوت ملك ) فلو احصينا حروف علي (ع) نجدها تساوي حروف طالوت بالابجد الصغير .

علي = ع +ل + ي 

26 =10+ 6+ 10

طالوت =ط + ا +ل + و+ ت

26= 9 + 1 +6 + 6+ 4 

وكذلك فان تشابه في الروايات بين علي (ع) وصي الرسول (ص) وبين يوشع وصي موسى (ع):-

علي =ع + ل + ي 

26=10+ 6 + 10 

يوشع =ي + و +ش +ع 

26=10 + 6 + 0 + 10 

وكذلك وردعن الرسول (ع) بان كل لفظ يا بني اسرائيل يعني ( يا بني علي ) في القران الكريم , فلو احصينا عدد حروف (اسرائيل ) لظهر ان تساوي (26) وهو كما ظهر يساوي عدد حروف علي (ع) كما مبين  :

اسرائيل = ا + س + ر + ا + ي + ل

26= 1+ 0 + 8  + 1 + 10 + 6 

وكذلك ورد بان  سيدة نساء العالمين لها شيه بسيدة نساء بني اسرائيل مريم  كما مبين في الروايان ولو احصينا كلا الاسمين لوجدنا النتيجة متساوية :

فاطمة = ف + ط + م  + ة  

26= 8+ 1 +9 +4+ 4 

مريم = م+ ر + ي + م 

26= 4 + 8 + 10 + 4 

ورد في الروايات بان سبب تسمية الحسن والحسين (ع) على غرار اسمي هارون وزير موسى (ع) وهما شبر وشبير  (ع) فلو احصينا  كلا الاسمين لوجدنا النتيجة متساوية : 

حسن =ح +س + ن 

10= 8+ 0 +2 

شبر =ش + ب + ر 

10 =0 + 2 + 8 

حسين =ح + س + ي + ن 

20 =8+ 0 + 10 + 2 

شبير =ش +ب +ي +ر 

20 =0 + 2 + 10 + 8 

وقد روية في الحديث عن النبي قال اول ما خلق الله نوري ونشطر نوري الى علي وفاطمة فتصبح النتيجة ( محمد + علي ) =( محمد + فاطمة ) والكل يساوي محمد فلو احصينا كلمة محمد بالابجد الصغير لكانت تساوي ( 92) وبلاخير فهي تساوي الكل محمد باكبير وهي كالاتي :

محمد = م+ ح + م + د

92=40 + 8 + 40 + 4 

و(محمد ) بالابجد الصغير :

م + ح + م + د = محمد 

4+ 8 + 4 + 4 =20 

وثبت عندنا ان علي (ع) بالاصغير = ( 26 ) وفاطمة الاصغير = (26 ) ...وبما ان نور النبي محمد (ص) انشطر الى بصفين فان نور محمد كنصفين هو : 

بالصغير  علي + محمد =46  

26 + 20 = 46 

فاطمة +  محمد   =46

26 + 20 = 46 

والمجموع  

46 + 46 = 92 وهو محمد بالكبير . 

وان هذه العلوم لها مدخلية في كتشاف العناصر الكيميائية بال لها مدخلية في اكتشاف القنبلة الذرية  والاشعاع النووي وتوجد اسرار في هذا العلم  لها مدخلية بالاعداد الذرية للعناصر واليك هذه الحقيقة ان اثقل الذرات المكتشفة هو عنصر اليورانيوم الذي له مدخلية في صنع القنبلة الذرية عن طريق الانشطار النووي حيث ان العدد الذري لليورانيوم =( 92 ) الكترون يسبح حول النواة ونحن نعرف ان اثقل نور هو نور محمد (ص) فلذلك حينما اراد الرسول (ص) الصعود على كتف علي (ع) لتكسير الاصنام لم يستطيع امير المؤمنين(ع)حمله (ص) علما ان علي (ع) قالع باب خيبر الذي لم يستطع حمله (40)  شخصا  بعد ان اقتلعه امير المؤمنين (ع)  وذلك ان ثقل النبي (ص) يعود الى ثقله ألاهي وهو النور الذي حمله صلوات الله عليه واله وسلم ) وبهذا شاهد على مشابهة العدد الذري لليورانيوم الذي هو (92) الكترون  وعدد حروف  اسم محمد (ص) الذي هو (92) وهنا يوجد شاهدان :

الاول : ان اليورانيوم هو العنصر الوحيد من العناصر الذي له القابلية على الانشطار ....كما عبر الرسول (ص) عن انشطار نوره فكان من نوره ( علي وفاطمة ) (ع) وفي هذين النورين ظهرت الاعاجيب الكونية كما ظهر من انشطار اليورانيوم بعض الاعاجيب وبهذا شاهد على علم النبي (ص) حيث انه (ص) عرف الانشطار النوراني قبل العلم الحديث 

الثاني : ان اليورانيوم حينما سلط علية (على النواة ) حزمة من الاشعاع انشطر الى ثلاثة اشعاعات وهي ( الفا  و بيتا   وجاما ) فاحدها صار على الايمين والاخر على عن اليسار والاخير في الوسط وهذا له علاقة بالحروف الابجدية وذلك ان(الفا ) تشير الى حرف الالف و(بيتا ) الى حرف الباء و(جاما) الى حرف الجيم علما ان هذه التسميات لكلمات باللغة الانكليزية  فما سر هذا الارتباط الوثيق ؟ 

اصل هذا العلم والدليل عليه ومعرفة بيانه واقسامه انه ينقسم الى قسمين الاول يسمى بالابجد الكبير والثاني يسمى بالابجد الصغير الذي معناه هو الناتج من تقسيم العدد على (12)  والباقي منه يكون عدداً  للحرف بالابجد الصغير فمثلا لو قسمنا عدد الحرف  ك =  20/ 12 =1 والباقي 8 الخاص بالكاف يصبح 8 ويسمىى بالابجد الصغير . ( ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم  وال عمران على العالمين ) (ذرية بعضا  من بعض ) . 

ان ذرية في الحديث معناها اما فاطمة او علي فان لفظ ذرية يساوي لفظ فاطمة او علي .

 ذ+ ي + ر + ة = ذرية 

4+ 8 + 10 +4 = 26 

ف+ ا +ط +م +ت = فاطمة 

8+1 +9 +4 + 4 =26 

فوردت في الحديث الشريف للرسول الله (ص) بان فاطمة بضعة مني اذا ان بعضها ( فاطمة ) من بعض (محمد ) . 

ب +ع + ض +هـ + ا  =بعضها 

2 +10 +8 +5 +1 =26 

ب +ع +ض = بعض 

2 +10 +8 = 20 ( يعني فاطمة من محمد) قد ورد في الحديث عن الرسول الكريم (ص) قال : حسين مني وانا من حسين . وقد وقع كلام كثير حول هذا الحديث كيف ان الرسول (ص) من الحسين  علما ان  الحسين من محمد  فلو حسبنا ارقام حروف كلا الاسمين  نجدها متساوية مما يشير الى وجود جامع بينهما .

م +ح +م +د =محمد 

4 +8 + 4 +4 =20 

ح +س +ي +ن =حسين 

8 +0 +10 + 2 =20  اذا حسين  من محمد  ومحمد من حسين لكن محمدا  اشرف من الحسين . 

حكمة الرسم القراني...

هناك رسم في داخل القران للكلمات والحروف حيث نجد بعض الكلمات يسقط منها حرف او حرفان بلا علة لغوية نحوية او بلاغية مما حير الكثير من الباحثين والمفسرين لعدم كشفهم سر وجود هذه الرسوم القرانية فمثلا (الصلوة) ونجد لفظ الليل في كل القران بلفظ (اليل ) علما انه لا توجد علة نحوية او بلاغية او صرفية لمثل هذه الزيادة او النقيصة والان سوف ابين حكمة الرسم القراني بلفظ الليل . قال الله تعالى (تولج اليل في النهار وتولج النهار في اليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ) فهنا جاء بكتابة الليل  بلفظ (اليل ) في كل القران فلو احصينا حروف (اليل ) لوجدناها مرتبطة بلفظ النهار لانه مقابل له واليك الشاهد :

ا +ن + هـ +ا +ر =النهار 

1+ 6 + 2 + 5 + 1+ 8 =23 

ا +ل +ي +ل = اليل 

1+ 6 + 10 +6 =23  فلو كانت الـــــلام موجودة لما خرجت النتيجة متساوية وكلنا يعرف بان عدد ساعات اليوم هم 24 ساعة ولكن النتيجة خرجت 23  مما  يشير الى قول امير المؤمنين بان هنالك ساعتين  لا هي  من النهار ولا هي من الليل وتسمى ساعة الغفلة او ساعتي الغفلة وكانما  اراد القران ان يشير الى هذه المسألة حينما جاء برسم الليل  بلا  لام من اجل تساوي الحساب بين الليل والنهار لانهما في الواقع متساويان . وكذلك في الاية القرانية ذكر الاخراج من الحي والميت من الحي )مما يشير الى التطابق وهو بفس ( تولج اليل في النهار وتولج النهار من اليل ) فلو احصينا حروف  كلا  اللفظين  نجدهما متساويين .

ا + ل +ح + ي =الحي 

1+6 +8 + 10 =25 

ا +ل +م +ي +ت = الميت 

1+ 6+ 4 + 10 +4 =25 

السبع المثاني واهل  البيت (ع) 

ان السبع المثاني هي فاتحة الكتاب التي هي سورة الحمد وهي سبعة ايات وهي مثاني باختلاف معنى المثاني حيث المشهور انها من التثنية فان معاني الحمد  مثناه في الكتاب المقدس لكن المهم هنا هو ان هذه السورة مرتبطة ارتباطا وثيقا با اهل البيت (ع) فقد ورد في الحديث ان السبع المثاني في الظاهر الحمد وفي الباطن معناها اهل البيت فعن ابي عبد الله (ع) قال : (ان ظاهرها الحمد وباطنها ولد الوليد والسابع منها القائم عجل الله فرجة وعن سماعة بن مهران قال :  سألت ابا عبد الله (ع) في قوله تعالى ( ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم ) قال : فقال لي نحن والله السبع المثاني ونحن وجه الله نزول بين أظهركم من عرفنا فقد عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين يعني الموت والشاهد على هذا الكلام . ان اسماء  اهل البيت هي اربعة عشر وهي (محمد/ علي / فاطمة / حسن / حسين / علي / محمد/ جعفر / موسى / علي / محمد  / علي / حسن / محمد) فعند مزج المتكررات في اسمائهم  بنحوها تساوي سبعا فهي مثاني  لانها  الاثنينية  والاقتران فيبقى ( محمد/ فاطمة /  علي / حسن / حسين / جعفر / موسى ) فخرج الناتج انهم سبعة ثم ان هذه الاسماء  اذا حصينا ارقامها على حسب الابجد الصغير نجدها تعادل عدد حروف الحمد حيث ان عدد حروف الحمد هي 140 حرفا ومن الملاحظ ان حرف الالف  الذي هو في  بسم الله الرحمن الرحيم فان اصله  بأسم  فالالف  لم تظهر لانه يشير الى الوحدانية والوحدانية حتى ورد عن الامام الرضا (ع) بان حرف الالف له شبه بالله تعالى من ناحية انه اصل الاعداد  ولا يقبل القسمة وغيرها من الامور  اما في الباطن فقد وجدنا الحرف قد ظهر حيث ان عدد ارقام اسماء السبعة من اهل البيت يساوي 141 بالابجد الصغير .

محمد 4+ 8+ 4+ 4=20 

فاطمة 8+ 1+9+4+4=26 

علي 10 +6+10=26 

حسن 8 +0+2=10

حسين 8 +0 +10 +2=20

جعفر 3+10+8+8=29 

موسى 4+6+0=10 

المجموع 141 فسبحان الله الذي جعل الظاهر باطنا والباطن ظاهرا والمخفي حجة والظاهر حجة والحمد لله رب العالمين .

*************************************************************************************

القائم بين السائل والمجيب 

سيرة الإمام المهدي (ع) بين السائل والمجيب 

س1 / هل يسير الإمام المهدي (ع) بسيرة جده محمد (ص) ؟ 

كما بينا لقرائنا الاعزاء أن للإمام المهدي (ع) دعوة ومن ثم قيامه بالسيف محاسبا لذا فيكون الجواب على شقين : الأول نعم يسير بسيرة رسول الله  (ص) في دعوته والتي يعلنها اليماني , فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : ( الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء , فقلت اشرح لي هذا اصلحك الله فقال ( ع) يستانف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (ص) . فيتبين لنا من الرواية المشابه بين دعوة الإمام المهدي (ع) ودعوة رسول الله (ص) . اما الشق الثاني من الجواب : أن الإمام المهدي (ع) لايسير بسيرة جده رسول الله (ص) عند القيام المقدس له وخروجه بالسيف محاسبا فقد ورد في الرواية عن زرارة عن أبي جعفر (ع) فقال : ( قلت له صالح من الصالحين سمه لي – اريد القائم (ع) – فقال اسمه اسمي . قلت : ايسير بسيرة محمد (ص) قال :  هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته , قلت جعلت فداك لم ؟ قال: أن رسول الله (ص) سار في امته بالمن كان يتالف الناس والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتب احدا ويل لمن ناواه ) غيبة النعماني بحار الانوار ج52 , وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال : ( اذا تمنى احدكم القائم  فليمنه في عافية فان الله بعث محمد (ص) رحمة ويبعث القائم نقمة ) روضة الكافي . 

س2 / هل يسير الإمام المهدي (ع) بسيرة ابائه (ع) وبالأخص سيرة جده أمير المؤمنين (ع) ؟ 

كلا لا يسير بسيرة ابائه ولا بسيرة جده أمير المؤمنين (ع) حيث من المعلوم أن لكل امام دورا منوطا به يختلف عن ادوار باقي الأئمة حيث يكون ذلك الدور بما يناسب عصره والظرف الذي يمر به ,فقد ورد في الرواية عن الحسين بن هارون بياع الانماط قال : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) جالسا فساله المعلي بن خنيس : ايسير القائم اذا قام بخلاف سيرة علي (ع) فقال (ع) : نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده وان القائم اذا قام سار فيهم بالسيف والسبي وذلك انه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا ) غيبة النعماني بحار الانوار ج52 .

س3 / لما تبين أن سيرة الإمام المهدي (ع) بخلاف ابائه وكان أمير المؤمنين لايقتل المولي والمدبر والجريح فهل يفعل ا الإمام المهدي (ع) ذلك ؟

نعم أن الإمام المهدي (ع) يفعل ذلك فان هدف الإمام هو القضاء على الظلم والظالمين والمنافقين وعدم تركهم يعيثوا في الأرض فسادا حيث أنه هو المكلف من الله تعالى بانشاء دولة العدل الالهي التي وعد الله بها على لسان الانبياء والمرسلين  والتي ينتظرها الخلق اجمعين , فقد ورد عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( أن عليا (ع) قال : كان لي أن اقتل المولي واجهر على الجريح ولكني تركت ذلك للعاقبة من اصحابي أن جرحوا لم يقتلوا والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح ) غيبة النعماني . 

س4 / كيف جار للامام أن يقتل كل هذه الاعداد الغفيرة من الناس ألا يكتفي باعداد قليلة ؟

أن الظالمين يكونون كثيرين في اخر الزمان والباطل قد ملا الافاق فلابد من قتل كل الظالمين والطغاة وأهل الباطل لاحقاق الحق وازهاق الباطل وان الإمام (ع) هو الحق كما ورد عن أهل بيت العصمة في قوله تعالى: ( واكثرهم للحق كارهون ) وبما أن هدف الإمام اقامة العدل والقضاء على الظلم والجور وان مقتض العدل هو قتل كل هؤلاء الظلمة الذين اقترفوا الفواحش وارتكبوا المعاصي واستحقوا بذلك تنفيذ القصاص العادل بهم ,وقد جاء في تفسير قوله تعالى : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ) عن الإمام الصادق (ع) : ( ذلك قائم ال محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (ع) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا , وقوله فلا يسرف  في القتل لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا ثم قال (ع) يقتل والله ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال ابائهم ) كامل الزيارات . 

س5 / لماذا يقتل الإمام المهدي (ع) قتلا ماديا ولا يكون قتلا معنويا أي قتل النفوس ؟ 

أن الإمام المهدي (ع) يقوم بكلا القتلين المادي والمعنوي , والقتل المعنوي هو قتل النفوس يكون في حالة الدعوة للامام قبل خروج الإمام بشخصه حيث أن الإمام يرسل رسوله وسفيره اليماني ممهدا وداعيا وهاديا للناس ومقتضى الهداية ونصرة الإمام المهدي (ع) اما القتل المادي فيكون عند قيام وخروجه بشخصه الشريف حيث دلت الاخبار والروايات على ذلك بكثرة منها : عن محمد بن مسلم قال: ( سمعت ابا جعفر (ع) : ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم اذا خرج لاحب اكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , اما انه لا يبدا ألا بقريش فلا يخذ منها ألا السيف ولا يعطيها ألا السيف حتى يقول الكثير من الناس ليس هذا من  ال محمد ولو كان من ال  محمد لرحم) غيبة النعماني , بحار الانوار ج52 . وعن أبي بصير عن أبي عبد الله انه قال : ( اذا خرج القائم (ع) لم يكن بينه وبين العرب وقريش ألا السيف ما يخذ منها ألا السيف وما يستعجلون بخروج القائم ؟ ووالله مالباسه ألا الغليظ وما طعامه ألا الشعير الجشب وما هو ألا السيف والموت تحت السيف ) غيبة النعماني وقدورت روايات كثيرة بهذا الخصوص .

س6 / ما يكون لباس الإمام المهدي (ع) وطعامه اذا خرج ؟

أن لباسه (ع) كلباس جده رسول الله (ص) فهو يخرج بعمامة رسول الله (ص) وقميصه وبردته , واما طعامه كطعام جده أمير المؤمنين (ع) , فقد ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( اذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش ألا السيف , وما ياخذ منها ألا السيف , وما يستعجلوه بخروج القائم ؟ والله ما لباسه ألا الغليظ وما طعامه ألا الشعير الجشب وما هو السيف , والموت تحت ظل السيف) غيبة النعماني , وورد في الكافي ج6 عن أبي عبد الله (ع) قال : ( أن عليا (ع) كان عنده فاتى بني ديوان واشترى ثلاثة اثواب بدينار والقميص إلى فوق الكعب والازار إلى نصف الساق والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى اليتيه ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله , ثم قال : هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه , قال ابو عبد الله (ع) : ( ولكن  لا يقدرون أن يلبسوه هذا اليوم ولو فعلناه لقالوا مجنون ولقالوا مرائي والله تعالى يقول وثيابك فطهر قال وثيابك ارفعها ولا تجرها واذا قام قائمنا كان هذا اللباس ) . 

س7 / هل يسير الإمام مع عماله بالرفق واللين وما هي سيرته مع الرعية؟ 

أن الإمام المهدي (ع) لايسير مع عماله بالرفق واللين بل يسير مع عماله بالشدة ويسير مع الرعية بالرفق واللين . 

س8 / هل يفتح الله له البلدان باليسر أم بالجهاد والعناء ؟ 

لاتفتح له البلدان ألا بالجهاد والعناء وخصوصا الكوفة فتخرج عليه عدة خوارج وقبائل  و ايضا بين المقدس حيث يخوض في المحلمة العضمى ضد دول الغرب ثم بعد ذلك يتوجه اصحاب الإمام (ع) لفتح القسطنطينية وبلاد الروم فيفتحونها بالتسبيح والتكبير , وورد في غيبة النعماني عن الإمام الباقر (ع) قال : ( اذا قام القائم بعث في اقليم الأرض –إلى أن قال – ويبعث جندا إلى القسطنطينية فاذا بلغوا الخليج كتبوا على اقدامهم شيئا ومشوا على الماء فاذا نظر اليهم الروم يمشون على الماء قالوا هؤلاء اصحابه يمشون على الماء فكيف هو ؟ فعند ذلك يفتحون لهم ابواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يشاؤون) 

س9 / كيف يقسم الإمام المهدي (ع) الاموال بين الرعية ؟ 

أن الإمام (ع) يحثوا المال حثوا ولا يعده عدا فيجيء اليه رجل فيقول له خذ ما شئت من المال, وقد ورد عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله (ص) قال: ( يكون في اخر امتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده عدا ) .

س10 / اذا كان الإمام المهدي (ع) يحثي المال حثيا ولا يعده عداً ألا يكون ذلك خلافا للعدل في تقسيم المال؟

لا يكون ذلك خلافا للعدل وذلك للأسباب التالية : 1- أن الإمام المهدي (ع) معصوم ولا يصدر منه الخطأ ولا يعمل ألا بالعدل . 2- كما في كتاب الملاحم والفتن للسيد أبن الطاووس قال رسول الله (ص) :  ( ابشركم بالمهدي – إلى أن قال – يقسم المال صحاحا قلنا وما الصحاح ؟ قال : بالسوية بين الناس.

س11 / هل يستخدم الإمام المهدي (ع) قانون السبي أو لا ؟ 

نعم يستخدم الإمام المهدي (ع) قانون السبي فقد ورد عن الحسن بن هارون بياع الانماط قال : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) جالسا , فسأله المعلى بن خنيس : ايسير القائم اذا قام بخلاف سيرة علي (ع) ؟ فقال : نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف , لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده وان القائم اذا قام سار بالسيف والسبي , وذلك انه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا ) . غيبة النعماني بحار الانوار ج 52 . 

س12 / هل الإمام يستتيب احداً وهل يجوز التوبة أم لا ؟ 

أن الإمام لا يستتيب احدا ً عند قيامه وخروجه بشخصه فقد ورد في الرواية ( فعن زراره عن أبي جعفر (ع) قال : ( قلت له : صالح من الصالحين سمه لي – اريد القائم (ع) – فقال اسمه اسمي. قلت ايسير بسيرة محمد (ص) قال : هيهات هيهات يا زرارة  ما يسير بسيرته قلت جعلت فداك لم ؟ قال : أن رسول الله (ص) سارفي امته بالمن كان يتالف الناس , والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب احداً ويل لمن ناواه ) غيبة النعماني / بحار الانوار ج5 ) نعم يجوز التوبة فقط في حال دعوته التي يعلنها وزيره اليماني ولكن بعد قيامه المقدس لا تجوز التوبة بتاتا , فمن لم ينصرالامام فهو عدو له . 

س13 / هل يسير الإمام (ع) بقانون البينة على من ادعى  واليمين على من انكر ؟ 

كلا لا يسير الإمام المهدي (ع) بهذا القانون بل يسير بحكم داود بين الناس لا يسأل احد البينة حيث أن الإمام المهدي (ع) ينظر إلى الباطن ويحكم عليه , فقد ورد في الكافي  ج1 باسناده عن ابان ابن تغلب قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ( لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل من يحكم بحكم داود لا يسأل البينة يعطي كل نفس حقها) . 

اسئلة وصلتنا من قرائنا الاعزاء 

وقد وردتنا من الاخت بنت الزهراء من محافظة الناصرية عدة اسئلة وهي : 

س1 / كيف يكون تحدث المراة مع الإمام المهدي (ع) عند خروجه ؟

الجواب / يكون تحدثها مع الإمام بصورة طبيعية كما كانت المراة تتحدث مع الرسول(ص) ومع الأئمة من ابائه (ع) . 

س2 / هل يوجد عند الإمام (ع) جهاز اتصال ؟ 

الجواب/ نعم وذلك على نحوين الأول الاتصال الرباني والثاني الاتصال التكنولوجي المتطور بحث يفوق كل هذه الاجهزة الموجودة حاليا ً .

س3 / يكون الإمام (ع) في حال خروجه مشغولا في مهمة اقامة العدل والقضاء على الظلم والظالمين واصلاح الكون وبحسب هذا الحال يصعب رؤيته لكثرة انشغاله فهو يرى عن طريق محطات التلفزة ؟ 

الجواب / بالرواية لا من احد في المشرق والمغرب ألا رآه بحار الانوار( ورد في الاخبار أن جيمع سكان الأرض يشاهدون الإمام (ع) وينتهي زمن نقل اخبار الإمام (ع) واحواله وسيرته بل أن الناس بانفسهم سوف يشاهدون ذلك فلا يحتاجون إلى من ينقل لهم اخبار الإمام واحواله وسيرته .

س4 / ما دور المراة عند ظهور الإمام (ع) ؟ هل تكون جلسية الدار فقط تسمع ولا تستطيع فعل شيء أم ماذا ؟ 

الجواب / أولا أن المرأة تشترك في جانب التمهيد للإمام (ع) والاعداد لنصرته فان قبل قيامه المقدس سيتصل بالكثير من النساء والصالحات اللواتي يقمن بالتمهيد له (ع) كما أن من ضمن اصحابه الإمام وقواده الثلاثمائة والثلاثة عشر خمسون امرأة وقد ورد أيضا أن المرأة في زمن الإمام (ع) تفتي وهي جالسة في بيتها .

س5 / ما هو زي الإمام (ع) وما هي الوسيلة التي يستخدمها في الانتقال وما هي الاسلحة التي يستخدمها الإمام (ع) في حروبه ؟ 

الجواب/ تقدمت الاجابة عن زي الإمام (ع)ة في الاجابة على سؤال رقم 9 فان زي الإمام (ع) هو زي رسول الله (ص) ولباسه وعمامته لكن ليست كالعمامة المعروفة حاليا انما هي العمامة العربية كما أن لونها صفراء في حال الحرب وخضراء في باقي الايام . اما الوسيلة في انتقاله (ع) فتكون عن طريق وسائط نقل متطورة جداً تفوق وسائط النقل المعروفة حيث انه يستخدم مركبات لا ترى ألا كالنور . وبخصوص الاسلحة التي يظهر بها (ع) فهي اسلحة متطورة جدا ليس لها مثيل في عالمنا هذا وذلك نتيجة لما عند الإمام من علوم متطورة في جميع المجالات كما انه قد ورد أيضا في الاخبار عن أهل بيت العصمة (ع) انه يخرج بسيف ذي الفقار . وللمزيد من المعلومات حول اسلحة الإمام (ع) نرجوا مراجعة موضوع اسلحة الإمام المهدي (ع)الذي نشر في العدد (الثالث )في صحيفة القائم (ع) . 

************************************************************************************* 

هرمجدون الملحمة العظمى بين الأمام المهدي والغرب

ما يزال الكثير من شعوب العالم وحكوماتهم ينتظرون هرمجدون تلك المعركة الكبيرة والملحمة ألعظيمة التي تسمى بملحمة الملاحم وخاصة أهل الديانات اليهودية والمسيحية والمسلمين وكل منهم يحمل منها انطباعات معينة ومختلفة لا تتلائم مع ما يحمل الباقين حيث يعتقد اليهود أن معركة هرمجدون تقع عند عودة المسيح ثانية حيث يقيم لهم بعد ما ينتصر المملكة الكبرى التي تفرض سيطرتها على كل العالم تبقى الى الابد لا تزول وهم يعتقدون أن عودة المسيح (ع) لا تكون حتى يؤسسوا له دولة في فلسطين تكون نواة الى تلك المملكة وهذا ما وافقهم عليه طائفة الميسوديت الطائفة المسيحية التي ينتمي لها الرئيس الامريكي جورج بوش ورئس الوزراء البريطاني توني بلير , فأن الميسوديت التي تضم قساوسة متشددين ومتطرفين يؤمنون بالمسيحية الصهيونية وهذه الطائفة المعبر عنها (بالتحالف الصهيوني _ المسيحي ) تعتبر أرض أسرائيل هي البقعة المباركة في هذا العالم وأن المسيحية الحقة لا بد أن تقوم على أساس التحالف بين اليهود والمسيحيين وأن العالم لا بد أن يسير على أساس من التوراة والانجيل فأن الكتاب المقدس الميسوديت مزيج مشترك يجمع بين التوراة والانجيل وقد تصاعد في السنوات الاخيرة الاعتقادات بأن معركة هرمجدون باتت قريبة وأن الاجيال الحالية ستدركها , ففي عام 1980 تحدث (ريجان) الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية مع المذيع الانجيلي( جيم بيكر ) عن معركة هرمجدون في مقابلة تلفزيونية وكان مما قاله :( أننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون ) وفي تصريح أخر عن هذه المعركة قال ( أن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون ) وقال المبشر (جيمي سواجارت) في برنامج تلفزيوني أذيع في 22 سبتمبر 1985 :( أنني أومن بأن معركة هرمجدون مقبلة , وستقع هذه المعركة في سهل مجدو ...أنها قادمة...وأن التوقيع على اتفاقيات السلام لن يتحقق حتى يأتي المسيح المخلص ) وقد صرح القس (بيلي جرهام )بأن نابليون عندما شاهد مجدو : قال: أن هذا المكان سيكون مسرحاً لاعظم معركة في العالم وهي معركة هرمجدون ) كما صرح المبشر (جيري فالويل ) قائلاً : (أننا نعتقد أننا نعيش في الايام الخيرة التي ستسبق مجيء المسيح ...وأنا لا أعتقد أنه بقي أمامنا 50 سنة أخرى , أنني لا أعتقد أن أطفالي سيعيشون حياتهم كاملة ) قال (أوين ) المبشر المسيحي : ( أن أرهابيين يهودا سينسفونه المكان الاسلامي المقدس (المسجد الاقصى )وسينسفون بذلك العالم الاسلامي للدخول في الحرب المقدسة المدمرة مع اسرائيل (معركة هرمجدون )والتي سترغم المسيح المنتظر على التدخل لأنقاذ اسرائيل ) وقد الف اليهود والمسيحين كتباً كثيرة عن معركة هرمجدون وعلامات قريبة منها والنبؤات الواردة فيها كما توجد الكثير من التصريحات لكبراء القساوسة والاحبار حولها وحول قرب تحققها ولكن مراعاً للاختصار أكتفينا ببعض ما قال عنها من اعتقادات . أما بالنسبة للمسلمين وانطباعهم تجاهها واعتقاداتهم بها فأما السنة فأنهم يعتقدون أن معركة هرمجدون قد وقعت في زمن خلافة عمر بن الخطاب وهي المعركة  المعروفة (اليرموك ) واما الشيعة فلا يكاد يذكرها أحد بل أن الاعم الاغلب يجهل عنها الكثير بل يجهلها نفسها .

وقبل الخوض في تفاصيلها ورأينا بها وهل أنها حدثت أم لا ؟وان كانت لم تقع بعد فكيف تقع ومتى وقت حدوثها ؟ وعلى يد من تكون ؟ وما الى ذلك . لا بد من معرفة بعض التفاصيل عنها كمفهوم عام وماذا تعني ؟ فاقول : ( هر ) أو ( هار ) ومعناها الجبل , و( مجدون ) هو اسم وادي في فلسطين يقع في مرج أبن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و 20 ميلاً جنوب شرق حيفا , وعلى بعد 15 نيلاً من شاطيء البحر المتوسط وتعرف ( مجدو ) أو مجدون ) الان باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون تعني جبل مجدون أو جبل مجدو , واما ما ذهب اليه اهل السنة من أنها قد وقعت وهي معركة اليرموك التي حدثت في زمن خلافة عمر بن الخطاب فهذا غير صحيح ومخالف لما نقل عنهم من أحاديث نبوية فقد ورد عن عبد الله بن مسعود عن النبي محمد (ص) قال ( يكون بين المسلمين وبين اليهود هدنة وصلح _ الى أن قال فيقولون أن العرب تمددت بنا ونهن اكثر منهم عدة وأشد منهم قوة فأمرنا نقاتلهم فيقول ما كنت لأغدر بهم قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا فياتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غاية )أي سفينة ) تحت كل غاية اثنى عشر الفاً في البحر ( أي يكون عددهم مليون ومئتي الف جندي ) ويقول لهم صاحبهم : أذا ارسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم, فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها _ الى أن قال فيقول يا جبرائيل أغث عبادي فينزل جبرائيل في مائة الف من الملائكة , ويقول ياميكائيل أغث عبادي , فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة , ويقول ياسرافيل أغث عبادي ,فينحدر اسرافيل في ثلاثمائة من الملائكة وينزل الله نصره على المؤمنين ,وينزل بأسه على الكفار فيقتلون ويهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتو عمورية وعلى سورها خلق كثيرون يقولون ما رأينا شيئاً أكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها يقولون :امنونا على أن نودي اليكم الجزية فيأخذون الامان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ), ومن هذا الحديث الشريف يتبين أن هذه المعركة الكبيرة والملحمة العظيمة بين المسلمين والروم لم تقع بعد حيث تكون المعركة حرباً عالمية كبرى ويكون فيها نهاية الروم وحكم الاسلام حيث يكون تعداد جنود الروم فيها مليون وماتئي الف جندي وهو مالم يحصل في معارك الروم مع المسلمين لافي اليرموك ولا غيرها , وهذه المعركة هي معركة هرمجدون التي تكون نهاية الروم والمسيحين فيها وأنتشار الدين الاسلامي في كل قارات العالم . وعن كعب قال : ( يحضر الملحمة الكبرى اثنا عشر ملكاً من ملوك الاعاجم أصغرهم ملكا وأقلهم جنوداً صاحب الروم ولله في اليمن كنزاً جاء باحمها يوم اليرموك كانت الازد يومئذ ثلث الناس , ويجيء بالاخر يوم الملحمة العظمى سبعون الفاً حمائل سيوفهم المسك ) وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن معركة اليرموك ليست هي هرمجدون  بل أن هرمجدون هي المعركة المعبرة عنها في الحديث بالملحمة العظمى تكون على يد طرفها الأول الأمام المهدي (ع) او المسلمين وخاصة اليماني وجيشه والطرف الأخر هي الروم ومما يؤكد ان معركة هرمجدون الملحمة العظمى تكون على يد الأمام المهدي (ع) هو ماجاء في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : وفد اهل اليمن على رسول الله (ص) فقال النبي (ص) : ( جاءكم اهل اليمن يبسون بسيساً – الى ان قال – قوم رقيقة قلوبهم راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين الف ينصر خلفي و خلف وصيي حمائل سيوفهم المسك ) فبالنظر الى الحديثين الشريفين يتبين لنا ا ن اهل اليمن في الحديث الأول الذين يبلغون سبعين الفاً وحمائل سيوفهم المسك هم انفسهم جيش اليماني الذين يبلغون سبعون الفا ً وحمائل سيوفهم المسك كما يظهر من الحديثين وبذلك يتبين كما لا يقبل الشك ان الملحمة العظمى تكون في زمن الأمام المهدي (ع) وذلك عندما يفتح القدس,  ويقتل اليهود وينزل عيسى المسيح ويصلي خلفه عليه السلام فعند ذلك الروم قواتها لحرب الامام (ع) فتقع الملحمة العظمى او الحرب العالمية التي تسمى خروجدون  التي جأء ذكرها في التورات والانجيل . وقد جاء في سفر حبقوق ( الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران ) وقد فس البعض من المسلمين بانه مجيء النبي محمد (ص) من ارض الجنةب من مكة باتحديد ولكن الحق ان المقصود بذلك ليس شخص النبي (ص) فان الموجود في السفر شخصين وليس شخصاً واحد وفيه اشارة الى ظهور اليماني وزير الامام المهدي (ع) حيث ان تيمان هي ارض اليمن واليمن تقع في الجنوب واليماني كما لايخفى يكون خروجه منها أي من اليمن اما القصود من القدوس فهو الامام المهدي (ع) الذي يخرج من مكة لان فاران جبل من جبال مكة . 

اما بالنسبة لاعتقاد اليهود والمسيحين من ان هرمجدون تلك الملحمة العظمى ةالتي يسميها رجال العصر الغربيين (الحرب العالمية الثالثة) من انها تقع في اخر الزمان عند نزول عيسى المسيح (ع) وبحسب توقعاتهم تكون في هذه السنوات القليلة المقبلة وان اعتقادهم هذا صحيح فان هذه الحرب هي التي تكون بين المهدي (ع) واعيسى (ع) والمسلمين من جهه وبين اليهود والمسيحين العبر عنهم بالروم حيث انهم يعتقدون ان المسيح الى جانبهم سيكون لانهم وبسبب اعتقدهم يمثلون جانب الحق وان لهم الحقية في انشاء المملكة العظمى والتي تبدء من ارض فلسطين ولكن بعد ان يعرف وان المسيح نزل ليصلي خلف المهدي (ع) ويكون تابعاً ويامر جميع اليهود والمسيحيين بأتباع حفيد النبي العربي محمد (ص) تأخذهم العزة بألاثم  والعناد وعدم التسليم والانقياد لنبيهم المنتظر المسيح فيحاربونه ويحاولون قتله  والقضاء عليه كما فعل أجدادهم من قبل حينما أرادوا قتله ولكن الله رفعه وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم . وقد جاء عن عن الانبياء في كتنهم التعرض لهذه الملحمة والمعركة ومصير اليهود والمسيحيين فيها فقد قال النبي دانيال (ع) (وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السماء مملكته لا تخرب ابداً , ولا يغلب سلطانها شخص أخر فتسحق وتفنى جميع تلك المماليك وهي تثبت الى الابد )) والمقصود بالمملكة في كلام دانيال (ع) العالمية التي لا تخرب أبداً الى قيام الساعة حيث أن الأمام المهدي (ع) ينهي جميع المملكات ويسيطر على جميع البلدان اما من قال أن تلك الدول كانت على يد رسول الله (ص) فهذا غير صحيح فأن دولة رسول الله (ص) اقتصرت على منطقة معينة ولم تنهي كل الممالك كما أنها لم تبقى الى الابد فقد حوربت الدولة الاسلامية  وسيطرت الدول الاستعمارية على بلاد المسلمين مئات السنين . وأما الدليل على تلك الدولة والمملكة هي دولة الأمام المهدي (ع) الدولة اليهودية أو المسيحية هو ما ورد في  كتاب النبي دانيال (ع) حيث قال( شعب أخر ) أي غير الشعب اليهودي الذي كان دانيال منه .وقد ورد ايضا في الكتاب المقدس يشير إلى أمه وجيشه وأنصاره فيقول ( ويصفر لها فتخف مسرعة من أقصى الارض . لا يتعب فيها أحد ولا يكل ولا ينام ولا ينعس ولا يحل حزامه ولا يفك رباط حذائه .سهامها مسنونه وكل قسيها مشدودة . حوافر خيلها كالصوان وعجلات مركباتها كالزوبعة .لها زئير اللبوه وكالاشبال تزار وتزمجر وتخطف الفريسة ولا من ينقذ في ذلك اليوم تزمجر تلك الامة على شعب أسرائيل كزمجرالحجر فأذا السواد والضيق في أرضها والنور تحجبه الظلمة ) وهذا الكلام ينطبق على أنصار الأمام المهدي (ع) الذين وصفوا بالاحاديث والروايات الواردة عن النبي محمد (ص) واهل بيته الاطهار (ع) بأنهم كالليوث رهبان في الليل أي لا ينامون وليوث في النهار حيث أنهم من  يخرج اليهود من بيت المقدس من يحملون الرايات السود وهم جيش الغضب حيث جاء في كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس (رحمه الله )(لتخرجن من خراسان راية سوداء حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لها (أي فلسطين ) وأخرج المجلسي في بحاره بأسناده الى الفضيل بن يسار عن أبي  عبد الله (ع) قال(رجال كأن قلوبهم زبر الحديد _ إلى أن قال يكفونه ما يريد يبيتون قياماً  على أطرافهم ويصبحون على خيولهم , رهبان بالليل ليوث بالنهار ) فأنظر عزيزي القارىء إلى تشابه الكلام ,حيث اراد بقوله يصفر لها (الصيحة او النداء )الذي ينادي به جبرائيل فيهب أنصار الأمام (ص) وأصحابه الى نصرته وقوله ( لا يتعب ولا يكل )أراد به قوة أصحاب الأمام (ع) حيث ورد أن الله يعطي الواحد منهم قوة أربعين رجلاً. وقوله (لا ينعس ) أشارة الى ما ورد في الرواية يبيتون على أطرافهم ويصبحون على خيولهم رهبان بالليل , وأما قوله (لها زئير اللبوه ) وتزمجر على شعب أسرائيل أي تثور على اليهود ويهجمون عليهم ويخرجونهم من فلسطين ويفتحون بيت المقدس وقوله (فأذا السواد والضيق في أرضها )أشارة  إلى راياتهم السود التي يركزونها في بيت المقدس والضيق عن شدة غضبهم للحق .

وبهذا يتبين للقراء الاعزاء أن معركة هرمجدون أو ما تسمى بالملحمة العظمى أو المعركة العالمية الثالثة ستكون بين الأمام المهدي (ع) وأنصاره من جهة وبين معسكر الغرب المتحالف ضد الأمام  من جهة أخر وأن النصر سيكون حليف الأمام (ع) وجيشه حتى يعم السلام كل أنحاء العالم ولا يكون الا الدين الاسلامي الخالص فلا يهودية بعد ذلك ولا مسيحية بل ديناً قيماً حنيفاً دين المهدي (ع) بقي أن نشير إلى عدة جوانب مهمة حصلت في العصر الحديث وهي أن الروم ومن منطلق أيمانهم بأن عيسى المسيح لا يعود الا بعد تأسيس مملكة موجودة له لكي يقوم بحكمها وينطلق بعد ذلك ومن خلال هذه المملكة إلى فتح العالم كله ليكون مملكة واحدة يحكمها هو وشعبها اليهود المسيحيين وذلك من خلال معركة هرمجدون التي يعتقدون أن النصر فيها سيكون حليفهم ويقضون بها على المسلمين وكل شعوب العالم التي لا تدين بديانتهم من أجل هذا كله أسسوا ما يسمى اليوم (بالاتحاد الاوربي ) وقاموا بتوحيد عملتهم بعملة واحدة اسموها (اليورو) وهذه المملكة بحسب أعتقادهم هي أخر ممالك الروم وأضعفها حيث أن وحدتها ليست جوهرية بل هي وحدة ظاهرية زائفة لا تتعدى االتسمية والعملة الجديدة التي تسمى (اليورو) وهي المعبرة عنها في رؤيا الملك التي فسرها دانيال (ع) بالقدمين الذين من حديد وزخف وفيه اشارة إلى أن هذه المملكة غير متجانسة فالجديد لا يتجانس مع الخزف ولا يتصل به بل يبقى منفصلاً عنه فقد ورد  في الاصحاح الثاني ان نبوخذ نصر الملك في السنة الثانية حلم حلماً فسره له دانيال (ع) فقد جاء في الاصحاح الثاني ما هذا نصه ((أنت أيها الملك رأيت فأذا بتمثال عظيم هال كثير البهاء كان واقفاً امامك وكان منظره رهيباً وكان رأسه من ذهب خالص وصدره وذراعه من فضة وبطنه وفخذاه من نحاس وساقاه من حديد وقدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف وبينما أنت تنظر اليه أنقطع حجر من الجبل من دون أن تلمسه يد فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معً وصارت كلها كتبن البيدر في الصيف فحملتها الريح وما وجد لها أثر , اما الحجر الذي ضرب التمثال , فصار جبلا كبيراً وملأ الأرض كلها , هذا هو الحلم اما تفسيره فاخبرك به ايها الملك وهبك الملك والعزة والقدرة والجلال وكل ما يسكنه بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء وهبه لك وسلطك عليه جميعاً فانت الرأس الذي من ذهب وبعدك تقوم مملكة اخرى اصغر من مملكتك , ثم مملكة ثالثة سلاحها من نحاس فتتسلط على كل الأرض ثم مملكة رابعة يكون سلاحها صلبا كالحديد لأن الحديد يسحق ويطحن كل شئ فكما ان الحديد يحطم كذلك تسحق هذه الممالك وتحطم جميع تلك الممالك , كما رأيت بعض القدمين والأصابع من خزف الفخار والبعض الأخر من حديد فلذلك تكون المملكة منقسمة ولكن فيها قسوة الحديد لأن الحديد مثلما رأيت مختلط بخزف من الطين وكما ان اصابع القدمين بعضها من حديد وبعضها من خزف فكذلك يكون بعض المملكة صلبا والبعض سريع الأنكسار – الى ان قال – ورأيت حجرا انقطع من جبل من دون ان تلمسه يد فصحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب )) وهذه الرؤيا وتفسير النبي دانيال (ع) لها يبين لنا أن أقوى الممالك وأهمها هي خمسة وأن أخرها المعبر عنها بالقدمين التي من حديد وخزف حيث تكون هذه المملكة أضعف تلك الممالك كلها لأنها تكون منقسمة وهي المملكة القائمة ألان مملكة الروم (ألاتحاد الاوربي ) حيث أنهم متحدين في الظاهر كما قلنا ولكنهم في الحقيقة منقسمين وأن الحجر الذي سيضربهم هو الأمام المهدي (ع) حيث أنه سوف يسحقهم ولا يبقى لهم أثر وأنه يصبح كالجبال يملأ الارض أي تعلو دولتهم وتكبر وتتسع حتى تشمل الارض كلها . وأعلم عزيزي القارىء أن الحلم الذي فسره دانيال (ع) أشارة الى ممالك الروم والمملكة الاخيرة هي التي ضربها الحجر . والنتيجة أننا نختلف مع المسلمين من أن هرمجدون قد مضت ونتفق مع اليهود والمسيحيين من أن هرمجدون قريبة جداً ولكننا نختلف معهم في نتيجة تلك الملحمة العظيمة والحرب العالمية التي سينتصر فيها الأمام المهدي (ع) ومعه عيسى المسيح (ع) على اليهود والمسيحيين ويخرجهم من بيت المقدس ويسيطر على مملكتهم وينهي نفوذهم الى الابد حيث لا مملكة ولا دولة الا دولة ال محمد دولة الأمام المهدي (ع).