العدد الخامس والثلاثون

منار القرأن
الكشف عن مفهوم اهل البيت (عليهم السلام) في القرآن
لو تتبعنا الأحاديث النبوية الشريفة والأخبار والروايات المعصومية التي تتحدث عن عظيم الشرف الذي ناله أهل البيت واردنا حصرها لأحتاج الامر الى مجلدات عديدة لكي يتم ذلك ،فأهل البيت نزل فيهم القرآن ، فقد روي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال : ( نزل القرآن أرباعاً فربع فينا وربع في عدونا وربع سُيّر وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن ) بحار الانوار ج36ص117 .وفي رواية أخرى عن الامام الصادق(ع) يقول ثلث القرآن، وعندما يتكلم أحدنا ويقول اهل البيت ، يتبادر الى أذهان الجميع بأن المقصود من أهل البيت هو الاربعة عشر المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وذلك مؤكد انهم هم أهل البيت ، ولكن هذا القول ليس شاملاً لمفهوم أهل البيت فهنالك إطلاق وتخصيص لهذا المفهوم ، والذي سنقوم بحول الله وقوته من خلال هذا البحث بتبيانه مع توضيح معنى البيت ومن هم أهله.
تأريخ نشوء البيت
قال الامام الباقر (ع) : ( ان الله سبحانه لما أراد ان يخلق الارض أمر الرياح ان تهب على سطح البحار من كل النواحي والاطراف حتى يصل من الامواج الزبد كالجبل العظيم في المكان الذي البيت فيه ، ثم دحيت سائر الارض من تحته ) وقد جاء في تفسير القمي عن الامام الصادق (ع) انه قال : ( لما بلغ اسماعيل مبلغ الرجال أمر الله ابراهيم ان يبني البيت فقال : يا رب في أي بقعة ؟ قال في البقعة التي أنزلت بها على آدم القبة ، فأضاء لها الحرم فلم يدر ابراهيم في أي موضع يبنيه ، فأن القبة التي انزلها الله على ادم كانت قائمة الى ايام الطوفان ايام نوح فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وبقي موضعها لم يغرق ولهذا سمي البيت العتيق ، لأنه اعتق من الغرق ، فبعث الله جبرائيل فخط له موضع البيت فأنزل عليه القواعد من الجنة وكان الحجر لما انزله الله على ادم أشد بياضاً من الثلج فلما مسته أيدي الكفار إسود ، فبنى ابراهيم (ع) البيت ونقل اسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه في السماء تسعة اذرع ثم دله لى موضع الحجر فأستخرجه ابراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الان ، فلما بني جعل له بابين باباً الى المشرق وباباً الى المغرب والباب الذي الى المغرب يسمى المستجار ثم ألقى عليه الشجر الأذخر وعلقت هاجر على بابه كساء كان معه وكانوا يكنون تحته).
ومن بركة هذا البيت ان العرب التفت حول اسماعيل حينما وضعه ابوه ابراهيم عليهما السلام مع امه هاجر بأمر من الله تعالى ودلالة جبرائيل (ع) وظهور ماء زمزم لهما ، فأستأذنت القبائل العربية من هاجر ان تنزل بقربها لتؤنس وحشتها ووحشة ابنها ولوجود الماء الذي يفتقدون اليه ، فأذنت لهم بعد نيل رضا زوجها وولدها ، ثم تقربت القبائل من اسماعيل (ع) بعد ان بلغ سن الرشد فأرشدها ، الى دين أبيه ابراهيم (ع) ، فعلم الناس التوحيد وعبادة الله تعالى والحج والطواف ، وشرع لهم الختان وغيره من التشريعات الحنفية الابراهيمية الشريفة . وبقي ذلك سارياً مدة متطاولة من الزمن الى أن بدأت الجاهلية والوثنية تمحو آثاره شيئاً فشيئاً حيث وصل العرب الى ضلالهم المعهود.
الايات القرآنية التي ذكرت البيت
1- { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125.
2- {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127.
3- {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }البقرة158.
4- {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران96.
5- { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97.
6- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً  }المائدة2.
7- {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المائدة97.
8- {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }الأنفال35.
9- {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }هود73.
10- {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }الحج26.
11- {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ }الحج33.
12- { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33.
13- {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}الطور44-5.
14- {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ }قريش3.
يتبين من ذلك ان البيت هو بيت الله ، الذي قصده ابرهه الحبشي لهدمه ، ووقف عبد المطلب حينها أمامه مطالباً بإبله التي استحدوذ عليها جيشه الغازي ، فرد ابرهة متعجباً أتطالب بالابل ولا تطلب منا عدم هدم بيتك الذي تعبد ؟ فرد عليه عبد المطلب بمقولته المشهودة : أنا رب أغنامي وإبلي وللبيت رب يحميه.
المفهوم المطلق لأهل البيت
ان اهل البيت (ع) هم أهل بيت الله أي ان الالف واللام عهدية فهو البيت المعهود في القرآن ، والمفهوم المطلق الشامل لا يتحدد عند الاربعة عشر المعصومين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بل يتعداه بشكل أوسع وأعم ، فيبدأ بأبراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام) وهما أول من بنيا البيت ورفعا قواعده أي انهما أهل بيت الله بدليل قوله تعالى : {رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }هود73. وقد ورد عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : ( {يوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} فأصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى الله عليه وهو قول الله عز وجل {رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ  إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }- والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ) تفسير نور الثقلين . وقد جاء في تفسير البرهان عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر (ع) قال : مر أمير المؤمنين (ع) بقوم فسلم عليهم فقالوا : عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقال لهم امير المؤمنين (ع) : لا تجاوزا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا ابراهيم {رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} . أي ان ذرية اسماعيل(ع) هم اهل البيت ،  وبمعنى اخر ان ذرية اسحاق (ع) ليسوا  من اهل البيت . قال عز وجل {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127. وهناك الكثير من الاحاديث والروايات التي أكدت على شمولية لفظة اهل البيت وانها غير منحصرة بالاربعة عشر المعصومين (عليهم السلام) ومن هذه الاحاديث والروايات:-
1- ورد في المأثور عن رسول الله (ص) انه قال : ( سلمان منا اهل البيت) وقد جاء في نهج البلاغة ج18ص34 عن ابي البختري عن علي (ع) انه سئل عن سلمان فقال : ( علم العلم الاول والعلم الآخر ذاك بحر لا ينزف وهو منا اهل البيت).
2- عن ابي سعيد الخدري في حديث طويل قال : ( قال رسول الله (ص) لفاطمة (ع) : يا بنية انا اعطينا اهل البيت سبعاً لم يعط أحد قبلنا نبينا خير الانبياء وهو ابوك ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم ابيك حمزة ومنا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين ومنا والله الذي لا اله الا هو مهدي هذه الامة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم ، ثم ضرب بيده على منكب الحسين (ع) فقال من هذا ثلاثاً ....) غيبة الطوسي 191، وفي رواية اخرى عن ابي ايوب الانصاري عن النبي (ص) انه قال لفاطمة (ع) : ( شهيدنا افضل الشهداء وهو عمك ومنا من جعل الله له جناحين يطير بها مع الملائكة وهو ابن عمك ) بحار الانوار ج22ص273. وقد ذكر الامام السجاد (ع) في خطبته التي خطبها في قصر الطاغية يزيد فقال : ( ايها الناس اعطينا ستاً وفضلنا بسبع اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمداً ومنا الصديق ومن الطيار ومنا اسد الله واسد رسوله ومنا سبطا هذه الامة ....) البحار ج45 ص137.
3- كان امير المؤمنين (ع) يقول في الزبير : ( ما زال الزبير منا اهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فأفسده) شرح نهج البلاغة ج4ص79.
4- قال امير المؤمنين (ع) عن الراهب الذي ترك صومعته التي في الرقة والتحق بجيش الامام بعد ان بانت له الدلائل والحجج وقاتل معه واستشهد في معركة صفين ، فقال عنه : ( اطلبوه فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال هذا منا اهل البيت واستغفر له مراراً ) والقصة كاملة في شرح نهج البلاغة ج3ص122.
المفهوم الخاص لأهل البيت
ان المفهوم الخاص لأهل البيت هو الاربعة عشر المعصومين (عليهم السلام) وقد جاء هذا التخصيص في حديث الكساء الذي ينقله الفريقين . فقد ورد عن المصادر الشيعية العديد من الاحاديث والروايات التي تذكر ذلك، ومنها ما يأتي:-
1- ورد عن سليم عن امير المؤمنين (ع) مخاطباً الناس فقال : ( ايها الناس أتعلمون ان الله عز وجل انزل في كتابه {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فجمعني وفاطمة وابني حسناً وحسيناً ثم ألقى علينا كساء ، وقال اللهم ان هؤلاء اهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ، ويجرحني ما يجرحهم ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . فقالت ام سلمة : وأنا يا رسول الله (ص) ؟ فقال : أنتِ الى خير ، انما نزلت فيَّ وفي أخي وفي ابني وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا احد غيرنا ، فقالوا كلهم نشهد ان ام سلمة حدثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله (ص) فحدثناكما حدثتنا ام سلمة ) بحار الانوار ج31 - ص413.
2- ورد عن زيد بن علي عن ابيه عن جده (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) قال : ( كان رسول الله (ص) في بيت ام سلمة فأتى بحريره فدعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (ع) فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبر ثم قال :{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}فقالت ام سلمة وانا معهم يا رسول الله ؟ قال انت الى خير ) بحار الانوار ج25 - ص213.
3- جاء في تفسير القمي عن ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }قال : نزلت هذه الاية في رسول الله (ص) وعلي بن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين وذلك في بيت ام سلمة زوجة النبي (ص) دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ثم ألبسهم كساء له خيبرياً ودخل معهم فيه ثم قال : اللهم هؤلاء اهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فنزلت هذه الآية . فقالت ام سلمة وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : ابشري يا ام سلمة فأنك الى خير ) بحار الانوار ج35 - ص206.
ومن المصادر السنية ورد ما يلي:-
1- ورد عن العطاء بن يسار عن ام سلمة (رض) انها قالت : ( ... ثم في بيتي نزلت هذه الاية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} قالت : فأرسل رسول الله (ص) الى علي وفاطمة والحسن والحسين (رض) أجمعين فقال : اللهم هؤلاء اهل بيتي . قالت ام سلمة : يا رسول الله ما أنا من اهل البيت ؟ قال : انك الى خير وهؤلاء اهل بيتي اللهم اهلي أحق ) كتاب المستدرك على الصحيحين ج2 ص451 الحديث 3558.
2- عن أم سلمة قالت:( إن رسول الله (ص) دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء ثم قال :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 - قالت : وفيهم نزلت ) المعجم الاوسط ج4 ص134 - الحديث 3799.
3- عن عطاء بن أبي رباح قال : حدثني من سمع أم سلمة تذكر : ( إن النبي (ص) كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت عليه فقال لها : أدعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامه على دكان تحته كساء له خيبري ، قالت : وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فأومى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب هنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . قالت فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله قال : إنك إلى خير ) مسند أحمد ج6 ص292 الحديث 26551.
لقد تخصص  مفهوم أهل البيت على أهل الكساء وجاء التخصيص على طهارتهم في قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } - ونسبة إلى القاعدة المنطقية في منطق أرسطو : مطلق الشيء والشيء المطلق ومطلق الشيء هو الذي يتحقق بتحقق أي فرد من أفراده ، أما الشيء المطلق فهو الذي لا يتحقق إلا بتحقق جميع أفراده ، وعليه فقوله ( تطهيراً) هو إرادة الله تعالى للطهارة المطلقة التي لا تتحقق إلا بتحقق جميع أفرادها ، وليس المراد من ذلك مطلق الطهارة التي تتحقق عند تحقق أي فرد من أفرادها ، ومثال ذلك قوله تعالى { وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164  -وقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56.
وأما قوله ( الرجس) في هذه الآية الكريمة فالمقصود به الرجس المعنوي وليس المادي ، بدليل قوله تعالى {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }يونس100 - وقوله تعالى { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ }الحج30 - وقوله {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة125 - وقد ذهب إخواننا السنة بعيداً عندما قالوا إن هذه الآية تخص أو تشمل زوجات النبي (ص) ولو كان كذلك لقال ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيراً ولكان الكلام مؤنثاً كما قال : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ }الأحزاب34 - أو بقوله :{ ولا تبرجن .......} أو  بقوله : {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء }الأحزاب32 - هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إن كانت نساء النبي (ص) هن المقصودات بآية التطهير أو المشمولات فيها لما قال رسول الله (ص) لأم سلمة (رض) وهي من خيرة زوجاته عندما أرادت الدخول معهم تحت الكساء أو شمولها مع أهل البيت فقال (ص) :أنتِ على خير أو أنتِ إلى خير ، ولكنها ليست منهم .
 إن أهل البيت الذين خصهم الله تعالى هم أصحاب العهد ، وأصحاب العهد هم الذين سأل عنهم إبراهيم (ع) في قوله تعالى { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124 -و{ لا ينال عهدي الظالمين } يعني بذلك إن الإمامة لا تصلح لمن عبد صنماً ، أو شرك بالله طرفة عين ، وإن أسلم بعد ذلك والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك قال تعالى :{ َيا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13 وقد جاء في الكافي عن الإمام الصادق (ع) إنه قال :( إن الله تبارك وتعالى إتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخه خليلاً وإن الله إتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً فلما جمع له الأشياء قال : إني جاعلك للناس إماماً قال فمن عظمها في عين إبراهيم قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ، قاال لا يكون السفيه  إمام التقي ، وعنه (ع) قال : ( من عبد صنماً أو وثناُ لا يكون إماماً ) وفي العيون عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل :( إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل (ع) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفها بها واشاد بها ذكره فقال عز وجل :{ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} فقال الخليل (ع) سروراً بها ومن ذريتي قال الله عز وجل { لا ينال عهدي الظالمين } فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة}.
تطهير البيت لا يكون إلا في زمن القائم (ع)
قال تعالى : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125- وقوله تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }الحج 26
إن بيت الله لم يتطهر بالمفهوم المطلق للتطهير ولن يكون ذلك إلا بقيام القائم المهدي (ع) الذي سيطهر البيت من الظلم والظالمين وسيقوم بتحطيم الأصنام البشرية التي أظلت الناس عن طريق الحق والهداية ومما يثبت ذلك ما روي عن رسول الله (ص) إنه قال :( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وهي تعبد الأوثان ) وعنه (ص) :( لا تقوم الساعة حتى تنصب الأوثان) والمقصود بالطبع ليس الصنم الحجري بل الصنم البشري من ( علماء السوء ) في آخر الزمان الذين يلبسون الحق بالباطل وسيكونون أعداء للإمام المهدي (ع) الذي سيقتلهم شر قتلة ويخلص الناس منهم ومن ظلمهم الذي يتعدى كل الحدود . والحمد لله رب العالمين.

الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من ابراهيم(ع)
لقد شاء الله سبحانه وتعالى ان يكون المهدي “ع” هو الشخصية التي تتولى القيادة في اخر الزمان فهو القائد المعد لاقامة العدل الالهي في شرق الارض وغربها وهو القائد الذي بوجوده يكون اليوم الموعود اليوم الذي بشرت به الانبياء وسعت من اجل مجيئه الرسل واليوم الذي ذكرته كل الكتب السماوية والذي يكون فيه خلاص البشر كل البشر من الظلم والاستبداد والاحكام التي غيرت الحقيقة الانسانية وشوهت تلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها ففي اليوم الموعود يتحرر الانسان من تلك القوانين التي وضعها الانسان والتي تسببت في ايجاد الظلم والباطل ومع عظمة ذلك اليوم ومايتاتي به فان عظمة القائد المهدي “ع” هي التي كانت وراء تحقق ذلك اليوم فانه لولا القائد المعصوم المعد من الله والذي رعته يد السماء وربته تجارب الانبياء لم يكن ليولد ذلك اليوم الموعود ان المسؤولية التي تنتظر المهدي “ع” عظيمة جدا عظيمة بعظمة المبادئ التي ياتي بها وبعظمة المهمة التي انيطت به دون غيره من الانبياء والاوصياء”ع” وبعد ان عرفنا ان جميع الانبياء كانوا يعدون الى ذلك اليوم الموعود فقد كان الاعداد تدريجيا من ادم”ع” مرورا بالانبياء وصولا الى نبينا محمد”ص” واستمر الاعداد من الاوصياء والائمه الطاهرين حتى ال الامر الىالامام  المهدي ”ع” فغاب بامر الله عن الناس لكي يكون هذا الاعداد مستمرا وحتى يعود القائد المؤهل لاقامة العدل الالهي في ذلك اليوم وتستمر الغيبة وتتغير احوال الناس من جيل الى جيل فلا تبقى امة من الامم الماضية واقوام الانبياء والاوقد سارت امة محمد “ص” على نهجها واتبعت طريقتها حتى اذا جاء  جيل اخر سار بسيرة امة اخرى وهكذا تتغير ادوار الامام المهدي “عج” فمرة يكون ممثلا لادم”ع” فتجري عليه السنن التي جرت على ادم “ع” ومرة ممثلا لنوح واخرى لابراهيم وهكذا وما ذلك الا حكمة من الله فان الامام المهدي “ع”حامل مواريث الانبياء وهو الذي يتم ما بدأه الانبياء عليهم السلام وماعملوا من اجله فلا بد ان تجر ي على المهدي”ع” السنن ، فعن الامام الصادق “ع” قال “ان سنن الانبياء بما وقع بهم من الغيبات حادثه في القائم من اهل البيت حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة” وقد ورد في كتاب الزام الناصب ج2 “ القائم اسند ظهره الى الكعبة ويقول يامعشر الخلائق الا من اراد ان ينظر الى ادم وشيت فها انا ادم وشيت الا من اراد ان ينظر الى نوح وولده سام فهاانا نوح وسام الاومن اراد ان ينظر الى ابراهيم واسماعيل فها انا ذا ابراهيم   واسماعيل الاومن اراد ان ينظر الى موسى ويوشع فها انا ذا موسى ويوشع   الاومن اراد ان ينظر الى عيسى وشمعون فها انا ذا عيسى وشمعون الاومن اراد ان ينظر الى محمد”ص” وامير المؤمنين “ع” فها انا ذا محمد وامير المؤمنيين الاومن اراد ان ينظر الى الحسن والحسين “ع”فها انا ذا الحسن والحسين الا ومن اراد ان ينظر الى الائمة من ولد الحسين “ع” فها انا ذا الائمه وهناك ايضا الكثير من الروايات التي تؤكد على سنن الانبياء تجري على الامام المهدي “ع”وان يكون ممثلا لهم وحاملا لمواريثهم ومبادئهم التي جاهدوا من اجلها وسنبدا بحثنا هذا بسنته من ابراهيم خليل الرحمن “ع ”   فقد ورد عن الامام زين العابدين “ع” انه قال “في القائم سنة من سبعة انبياء : سنه من ادم “ع” وسنة من نوح وسنة من ابراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من ايوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم “ وهكذا يثبت من خلال كلام الامام ان للمهدي “ع” سنة من ابراهيم “ع” سوف نوضح ذلك في عدة نقاط :
1-التسمية : فقد ورد في كتاب النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين نقلا عن الشيخ الصدوق يقول سمي ابراهيم ابراهيم لانه هم فبرأ وقيل انه هم بالاخرة فبرىء من الدنيا فان ابراهيم “ع” لم يكن له هم الا الاخرة واعرض عن الدنيا فقد كان عندما حطم الاصنام في السنة السادسة عشرة من عمره ثم انه كان ينفق كل ماله من اجل اطعام الضيوف وترك الدنيا ومافيها وهاجر في سبيل الله الى الجزيرة العربية حيث مكة المكرمة التي لم تكن مبنية بعد وترك زو جته وولده هناك في ارض لايوجد فيها زرع او ماء ولا يمر بها بشر هكذا كان هم ابراهيم  برضا الله والاخرة واعراضه عن الدنيا ومافيها منذ ان كان فتى وهذا بعينه ماجرى على المهدي “ع” فانه في السنة الخامسة من عمره ترك الدنيا ومافيها من اجل رضا الله سبحانه وتعالى وطلبا للاخرة فكانت الغيبة الصغرى حيث لم يكن يراه الاالسفراء او بعض المخلصين من الشيعة الموالين عاش سلام الله عليه بعيدا عن الناس والمدن وتحمل كل شيء في سبيل رضا الله ثم جائت الغيبة الكبرى وها قد مضى على غيابه سلام الله عليه اكثر من الف ومئه وسبعون سنة لايرى الناس ولايرونه الامن ارتضى الله وخصه بالكرامة عاش طول هذه الفترة في الجبال والصحارى وفي القرى والارياف متنقلا من مكان الى مكان وحقه مغصوب وهو صابرا محتسبا معرضا عن الدنيا وزخرفها لقد عاش وهمه الاخرة ويعمها بل همه الله ورضاه فنراه الله من الدنيا وابعده عنها الى ان ياذن سبحانه وتعالى  وهذا الشبه الكبير بين النبي ابراهيم عليه السلام وبين الامام المهدي”ع” ماهو الا سنة جرت على ابراهيم وهي تجري اليوم على المهدي “ع” .

الخروج عن ملة الإسلام
لم يترك المولى تبارك وتعالى أمراً إلا وبينه في كتابه أو من خلال نبيه محمد (ص)قال تعالى {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38 كما إنه عز وجل جعل لكل أمر وقضية ميزان وضابطة وحده بحدود وجعل له معالم لتمتاز بعض الأمور عن البعض الاخر ويعرف كل أمر بحدوده ومعالمه التي وضعها الله عز وجل وأنبيائه عليهم السلام أو الأئمة المعصومين (ع) فلا تختلط الأمور بعضها بالبعض الآخر ، لكي يمتاز الحق عن الباطل ولا يشتبها ببعضهما . ومن هذه الأمور التي بينها المولى عز وجل هي ملة الشخص أو دينه حيث وضع الله تبارك وتعالى لكل دين أو ملة حدوداً ومعالم يعرف بها معتنقي هذا الدين أو أتباع تلك الملة ومن هذا نَعرف معنى قوله تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78 - فقد بين الله عز وجل في هذه الأية الشريفة . إن المسلم حقيقة هو من كان على ملة إبراهيم (ع) فلا يكفي فيمن يدعي إنه مسلم أن يعمل ويقول ببعض أعمال المسلمين ما لم يكن على ملة إبراهيم (ع) ويكون من الموحدين الحقيقين فإن ملة إبراهيم هي التوحيد كما لا يخفى هذا من أهم الأمور الواجب توفرها في الشخص المسلم إلا إن هناك أمر آخرلا يقل عن هذا الأمر من ناحية الأهمية وكأن هذين الأمرين ككفتي ميزان لمن أراد أن يعرف حاله وعقيدته فالشخص لا يكون مسلماً مهما كان فعله إن كان مرضياً عند اليهود والنصارى فكل من يرضى عنه اليهود والنصارى ويكون ممدوحاً عندهم لا بد لنا أن نشك في دينه وعقيدته وموالاته للإسلام.
 بل ربما يكون خارجاً عن الإسلام خاصة إذا ما عرضناه على القرآن الذي قال الله تعالى فيه {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ ملتهم  }البقرة120 - فالذي يفهم من هذه الآية الشريفة إن اليهود والنصارى لا يرضون عن شخص حتى يتبع ملتهم ،وإذا كان ذلك الشخص متبعاً لملتهم فهو حتماً خارجاً عن الإسلام وبعيداً كل البعد عن مضامينه وأسسه ومبادئه الحقة . ومن هنا بات علينا الحذر ونحن نتعامل مع هكذا أشخاص مهما كانت قرابتهم منا أو مناصبهم أو وضعهم الإجتماعي إذا ما رأيناهم يمدحون من قبل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى الذين يريدون بالإسلام وأهله السوء . وعلى هؤلاء الناس أن ينتبهوا إلى أنفسهم وإلى حالهم وإلى أين وصل بهم المطاف من حيث يشعرون أو لا يشعرون أما من يحاول التشكيك بهذه المفاهيم فنقول له ليس هناك شخص أعظم من رسول الله (ص) فهو خاتم النبيين وسيد المرسلين وأفضلهم على الإطلاق ورغم كل ذلك فنكاد نجزم بأنه (ص) أكثر من تعرض للإساءة من قبل اليهود والنصارى وآخرها الرسوم الكاريكاتورية التي عرضتها بعض المجلات والصحف الأوربية أضف إلى ذلك ما قام به بعض كبار رجالات اليهود والنصارى من محاولة الإساءة له (ص) وتشويه صورته لدى المجتمعات الغربية ونأخذ على سبيل المثال ما قاله القس روبرسون صاحب امبراطورية الدعوة والذي رشح نفسه للرئاسة الأمريكية آخر الثمانينات من القرن العشرين حيث قال :( محمد لص وقاطع طريق) ألا لعنة الله على من قال ذلك أو رضي به . وقد تجاوز جيري فوريل أحد زعماء الحركة المسيحية الصهيونية ومن المقربين جداً من جورج بوش والذي منحته إسرائيل ورئيس حكومتها آريل شارون أرفع الأوسمة التي لا حدود لها عندما تطاول على شخص النبي الخاتم (ص) بكلمات بذيئة لا ينبغي ذكرها . ومن هنا فمن غير المعقول أن ترضى اليهود والنصارى عن شخص يتخذ من رسول الله أسوء له ويسير على منهاجه ويتبع ملته ملة أبيه إبراهيم (ص) إلى أن يكون في الواقع مختلف تماماً عن مبادئ الرسول (ص) وتعاليم الإسلام ، ونأخذ مثالا على ذلك وهو السيد الشهيد الصدر (قدس) فالكل منا يعلم جيداًً كيف إن إسرائيل وامريكا حاولا وبكل السبل بتحجيم دوره وبالقضاء عليه ومحاولة تشويه صورته وحركته ولم يكن ذلك لولا إنها عرفته جيداً إنه نموذج للمسلم الحقيقي الذي لا يتخلى عن دينه وملته مهما بلغت الأسباب . ومن هنا يتبين لنا إن كل من ترضى عنه إسرائيل وأمريكا وحلفائها من دول الكفر والضلالة ويكون ممدوحاً من قبلهم فهو أما خارجاً عن الإسلام أو بعيداً ومنحرفاً عن الإسلام الحقيقي.

كيف نعرف
أمر الامام المهدي(ع)
يتفق جميع الاصوليين من علماء وفقهاء الشيعة ان العقائد لا يجوز فيها التقليد فلا يجوز التقليد في الامامة مثلاً وهذا الشيء صحيح لا غبار عليه الا ان الكثير من المؤمنين اما تجاهلوا ذلك او انهم لا يلتزمون به فالامور العقائدية يجب على المكلف ان يحرز دليله بنفسه لا أن يقلد غيره فيها لأن هذا الشيء غير صحيح وغير مقبول وللأسف ان البعض لا يميزون بين الامور العقائدية وغيرها وهذا الامر  سوف يكون سبباً قوياً ومباشراً في اعراض الناس عن نصرة الامام المهدي (عليه السلام) في أخر الزمان لأنهم سوف يتبعون علماء وفقهاء اخر الزمان في وقوفهم بوجه المهدي (ع) وردهم وتكذيبهم لدعوته فان الوارد في الاحاديث والروايات ان فقهاء وعلماء السوء المضلين سيقفون بوجه الامام (ع) في اخر الزمان ويتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه كما دلت الروايات بل ان الاحاديث والروايات بينت انه (ع) سيقوم بقتالهم وقتلهم ونتيجة جهل الناس وظنهم الحسن بأولئك العلماء ومقلديهم واتباعهم لهم في كل شيء سيقفون الى جانبهم ضد الامام المهدي (ع) الذي يحاول اولئك المضلين تكذيب دعوته والتشكيك بشخصه فيصدقهم الناس فيقاتلون المهدي (ع) ظناً منهم انه مدعي كذباً ومفتري أثماً حاشاه من ذلك . ومن هنا ارتأينا ان نبين للناس ان هناك فرق بين اصول الدين وفروعه فلا يجوز التقليد في كل الامور فلا تقليد في الاصول والعقائد بل لا يعتمد على كلام الاخرين اطلاقاً بل على الانسان في مثل هذه الامور وخاصة امر الامام المهدي (ع) الرجوع الى كتاب الله عز وجل والسنة الشريفة كما بين لنا ذلك الامام الصادق (ع) في الرواية الشريفة الواردة عنه (ع) والتي جاء فيها : ( من دخل في هذا الدين بالرجال اخرجه منه يعتمد كما ادخلوه فيه ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل ان يزول ) غيبة النعماني - فالذي يتبين لنا واضحاً من هذه الرواية ان الامام (ع) يوصي في مسألة العقيدة والاصول بعدم الرجوع الى الرجال مهما كانوا لأنه كما دخل الانسان في هذا الامر من خلال التأثير عليه ببعض اراء الغير فمن الممكن ان يخرج منه ببعض الاراء الاخرى لبعض الرجال الا ان من دخل في امر عقائدي من خلال كتاب الله والسنة الشريفة لا يمكن ان تزيله اراء الغير مهما بلغوا لأنه لا قيمة لأراء الرجال واقوالهم في قبال قول الله عز وجل وقول نبيه (ص) واقوال الائمة المعصومين لأن كل شخص مهما بلغ غير النبي (ص) والائمة (ع) فهو يخطأ لا محالة ومعرض الى ذلك في كل وقت واعلم العلماء قد اقروا على انفسهم بالخطأ فما بالك بغيرهم هذا اولاً ، أما الامر الثاني والذي يؤكد ما ذهبنا اليه هو ورود الكثير من الاحاديث النبوية والروايات المعصومية التي تدل على ان علماء اخر الزمان هم شر العلماء وهم من يقفون بوجه الامام المهدي (ع) فقد جاء عن السكوني عن ابي ابي عبد الله (ع) قال : ( قال رسول الله (ص) : سيأتي زمان على امتي لا يبقى من القرآن الارسمه ،ولا من الاسلام الا اسمه يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ) بحار الانوار ج52 . وفي الحديث الشريف عن رسول الله (ص) قال : ( غير الدجال اخوف عليكم عندي من الدجال أئمة مضلون ) معجم أحاديث الامام المهدي (ع) - وعن ابي عبد الله الصادق (ع) انه قال : ( ان القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) لان رسول الله (ص) أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشب المنحوتة وان القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه ) بحار الانوار ج52.
والحقيقة فانه ليس باستطاعة كل احد ان يتأول كتاب الله بل ان اولئك من علماء السوء المضلين . وعن اخر الزمان وعلماءه يحدثنا الصادق (ع) فيقول : ( ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة ورأيت الناس مع من غلب ) الكافي ج8 . وفي كتاب بيان الائمة ج3 يذكر لنا الشيخ زين العابدين النجفي في كلام طويل : ( ...... اذا خرج الامام المهدي فليس له عدو مبين الا الفقهاء خاصة ولولا السيف بيده لأفتي الفقهاء بقتله ....) ويصف لنا أمير المؤمنين (ع) فقهاء اخر الزمان فيقول : ( ترد على احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله - الى ان نقول - والههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ام نهاهم عنه فعصوه ام انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على اتمامه ام كانوا شركاء له فلهم ان يقولوا وعليه ان يرضى ؟ ام انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (ص) عن تبليغه وادائه والله سبحانه يقول : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء ))) نهج البلاغة.
ويذكر لنا امامنا الباقر (ع) هذه الرواية وهو يصف حركة المهدي (ع) فيقول : ( ... ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر الفاً من البترية شاكين في السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعملهم النفاق وكلبهم يقول يا ابن فاطمةارجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر الى العشاء فيقتلهم اسرع من جزر جزور فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه احد دماؤهم قربان الى الله تعالى ) بيان الائمة ج3. أفبعد كل هذه الاحاديث والروايات الشريفة وغيرها الكثير التي تركناها مراعاة للاختصار يأتي احد مثلاً في اخر الزمان ليقول يجب علينا الرجوع الى العلماء والفقهاء في معرفة الامام المهدي (ع) واتباع دعوته وحركته  وهذا غير صحيح اطلقاً بل العكس هو الصحيح وعلينا الحذر من علماء اخر الزمان علماء السوء والفتن.

المقاومة الفكرية
المقاومة من دون فكر ومبادئ قيمة وسامية ليست مقاومة بل هي حركات الهدف منها الحصول على بعض المصالح الشخصية
خلطت أمريكا الحابل بالنابل فحصدت الرصاص والقنابل
رُب سائل يسأل لماذا هذا التحدي للأمريكان وهل يجب ان نتبع سياسة التحدي هذه ألا يمكن أن نحيا حياة هادئة من دون تحديات ومشاكل ألا يكفينا ما رأينا من مشاكل ورب قائل يقول لقد أنقذنا الامريكان من صدام وظلمه فعلام نتحداهم والجواب اننا يمكننا العيش بدون مشاكل ولكننا لن نعيش ( كسادة) يحترمنا الاخرين ويمكن ان نعيش بهدوء ولكنه هدوء العبد والخادم مع سيده الظالم لا يقول الا نعم حتى وان أمتهنت كرامته واسيء اليه ، وهكذ حالنا اليوم .
أيها الاخوة البعض منا فرحين اليوم بما نحظى به من حرية في ممارسة طقوسنا في عاشوراء وفرحين في شتم بعضنا بعضا بدعوة الحرية والديمقراطية المزعومة التي جاءت بها امريكا ولنسأل أنفسنا هل ان ما نقوم به من طقوس وممارسة شتمنا لبعضنا يشكل تهديد لجذور الفساد والافساد في بلدنا وهل فيما نقوم به يشكل تهديداً للأحتلال في بلدنا كلا لو شعر الامريكان للحظة بأن ما نقوم به يشكل تهديداً ضئيلاً لوجودهم لما سمحوا لنا بالقيام بهذا حتى هذه الحرية التي نباهي بها العرب اليوم انما هي حرية نشتم بها بعضنا ونفسق بها بعضنا لهذا تركونا نمارسها لكننا عندما نستخدمها لكشف الفساد الذي الحقه الاحتلال بنا فأننا سنصطدم حتماً بفيتوا امريكي كما فعلوا بنا في مواقف سابقة ان البغل الامركي سيبقى مستمراً على تلنا وجائماً على صدورنا ما دمنا منشغلين بما يديم بقاءه من فرقة وخلاف وتناحر .
عندما دخل القائد الانكليزي المحتل الى بغداد ايام الاحتلال الانكليزي للعراق وكان الوقت ظهراً سمع اصوات الناس مكبرة بأذان الظهر فسئل الضابط الانكليزي من معه ما هذه الاصوات فقيل له انه اذان المسلمين فسئل مرة اخرى وهل في ذلك ضرر على وجودنا فقيل له كلا انه عادة درج عليها المسلمين منذ مئات السنين فقال القائد الانكليزي فليؤذنوا اذن ما شاؤوا وهكذا هو حالنا اليوم على وجه الدقة لقد نهبوا بلدنا وجائنا من يحمل معه قالباً لا يناسبنا ولا يناسب عاداتنا ليشكلنا حسب مقياسه  ونحن نريد ان نتعافى ايها الاخوة ونشفى ولا يشفينا الا ان نملك زمام امرنا بأيدينا ونشكل قوالبنا الخاصة بنا ولا يجب ان يرى الامريكان منا هوادة في نيل مطالبنا .
ورأيناهم كيف يعاملون أسرانا في سجونهم وكيف يسلطون شواذهم على رجالنا ونساءنا فيعرون وتربط الحبال في رؤوسهم كما يعاملون الكلاب لا بل الكلاب تحظى برعايتهم وعنايتهم اكثر منا فهل تحلوا لكم الحياة ايها العراقيون هكذا وكيف يقتلون ابناءنا دون تردد ورحمة وكيف كذبوا علينا في التنصل عن عشرات الوعود التي وعدنا بها والشواهد تؤكد صدق ما قلناه واني والله لأتعجب من الزيف الذي يمارسه هؤلاء المحتلين معنا ولا أدري هل يعتقد هؤلاء ان شعبنا من الغباء بحيث يصدق كل ما يقولونه وان كان زيفاً . فعن أي حرية وديمقراطية ومنجزات يتحدثون ان الامريكان يفقدون مصداقيتهم يومياً وبوتيرة متسارعة واذا ظن الامركيان ان صمتنا رضا فهم واهمون . اننا كعرب ومسلمين وعراقيين لا يمكننا عزل انفسنا عن محيطنا العربي والاسلامي حتى لو صاغتنا امريكا ذهباً من رؤوسنا وحتى اقدامنا لأن الكرامة اغلى من الذهب .
سيبقى يؤلمنا ما يجري في فلسطين خاصة ونحن نرى اليوم قوات الاحتلال تمارس معنا ذات الاساليب التي يمارسها الكيان الصهيوني مع ابناء شعبنا افلسطيني من اقامة حواجز التفتيش واهانة كرامتنا عند كل حاجز وحتى الشرطة التي شكلها الامريكان انفسهم لم تسلم من الاهانة والتفتيش ان امريكا لواهمة عندما تتصور انها قادرة على شراء صمتنا وواهمة عندما تعتقد ان الشعب العراقي كغيره من الشعوب التي غزتها يسكت على ذل او هوان ان العراقي من شدة وفاءه انه يجازي الاحسان بالاحسان ولن تنتظر امريكا من العراقيين وفاءاً ولا احساناً لسببين اولهما ان امريكا اصلاً لم تحسن الينا وبعد مرور سنة من الاحتلال وحالنا ما زال من سيء الى اسوء بالاضافة الى ما سرقته وستسرقه من ثرواتنا التي كانت السبب في غزوها والسبب الثاني هو انها سلطت علينا في مراكز صنع القرار من لا يرحمنا عبر خلطها الحابل بالنابل وتنصيبها اناس غير جديرين او لربما يقدمون مصلحة المحتل ومصلحتهم على مصلحة الشعب في بعض اجهزة الدولة الجديدة مما يمكن هذه العناصر من السيطرة على زمام الامور بعد حين فكأنها ما غيرت شيء فأي احسان قدمته امريكا لنا  حتى نجازيها بالاحسان وهي تهين شعبنا بكامله عبر تسليط جنودها من الشاذين اخلاقياً ليفعلوا بسجنائنا ما فعلوا مما نقلته وسائل الاعلام العالمية .
ان من العسير علينا ان نفهم كيف قتل الابرياء منا علي ايدي القوات المحتلة ليس ارهاباً بينما دفاع الابرياء عن انفسهم يكون ارهاباً وكيف ان الديمقراطية تمنع أي دعوى تقيمها المحاكم العراقية بحق أي تجاوز واعتداء على حرماتنا وحقوقنا ما دام المعتدي امريكياً والمظلوم عراقياً لذا على امريكا ان تفهم اننا لن نصدق ما تقوله وتدعيه بل نصدق ما تفعله وتمارسه عملياً على ارضنا فلقد كان صدام يقول شيئاً ويفعل بضده وكل عراقي اصبح يفهم اليوم وبشكل جيد ان لا فرق بين صدام وامريكا الا فرق واحد هو ان صدام كان يقتل شعبنا سراً وامريكا اليوم تقتله علانية لذا على امريكا اذا كانت حريصة على بقايا مصداقيتها التي انهارت ان لا تعاملنا بأزدواجية المعايير وان تعامل العراقيين وفق معاييرهم العراقية لا وفق المعايير الامريكية الغربية عنا وتعيد النظر في سياستها عموماً وان استخدام الامريكان لأسلوب العنف والغلظة في تعاملها مع المواطن العراقي سيزيد في كراهيتنا لها فأذا كان المواطن الامريكي قد نشأ على تحمل الذل عبر طرحه ارضا والسحق على صدره بالبسطال الامركي مع كونه داخل حدود الشبهه فقط فأن كرامة واباء العراقي يمنعه ان يضع يده في يد من يسحقه ببسطال ومع من يعتقد انه افضل منه لأنه امريكياً مهما كان الثمن ولتفهم امريكا ان العراقي يهون عليه الموت ولا يهون عليه ان يهان بهذا الشكل وان تفهم ان العراق ليس أفغانستان وسيكون عصياً عليها اذا لم تحسن التصرف وعليها ان تفهم جيداً ان بقاءها في العراق لن يطول ولن يدوم.



الاسلام والتهديد الامريكي
تسعى امريكا وحليفاتها من دول الكفر والضلالة ومنذ زمن بعيد للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط في اطار حربها ضد الاسلام الا انها استخدمت التمويه والخداع وتحاول اخفاء الحقيقة المسمومة والنوايا المبيتة التي تسعى لأجل انجازها فليس خفياً على المتتبع للسياسة الامريكية والتحركات العسكرية لقواتها وما تفعله في العراق وافغانستان وما تقوم به حليفتها وابنتها المدللة اسرائيل من قتل وسجن وتعذيب وانتهاكات وتشويه للحقائق بل تعدت امريكا الى اكثر من ذلك فهي تحاول تشكيك المسمين بدينهم او حلحلة الروابط التي تجعلهم متمسكين بالاسلام كدعوتهم الى الديمقراطية الوضعية والعولمة وغيرها من الاساليب والطرق الخبيثة التي ليس لها هدف الا النيل من الاسلام وابناءه . ان هَّم امريكا الوحيد وقادتها من فئران البيت الاسود هو تمزيق الرداء الاسلامي الناصع البياض وجعله رثاً اسوداً لا سامح الله وزرع الفرقة والطائفية واثارت النزاعات المذهبية بين المسلمين لاجل اضعافهم وزجهم في حروب اهلية فهي تسعى الى ذلك ومنذ زمن ليس بالقصير وبكل ما لديها من طاقات كما نراها في العراق ولبنان وحتماً فهي لا تكتفي بهذين البلدين بل انها تسعى الى اكثر من ذلك واعظم فهي تريد السيطرة على المنطقة برمتها وليس على جزء او اجزاء معينة منها انها تريد ان تضع لها في كل مكاناً قاعدة عسكرية او استخباراتية كما انها تحاول وبكل ما لديها من جعل حكام المنطقة من حلفائها ومرتزقتها لكي يخدمو اهدافها وتطلعاتها في الشرق الاوسط المسلم ان امريكا لا يهدأ  لها بال ولا يقر لها قرار حتى تحقق ما تسعى اليه او تندحر خاسئة خائبة هي وحليفاتها ولا يكون ذلك حتماً الا بعد اجتماع كلمتنا على ما يرتضيه الله عز وجل ويرتضيه الدين الاسلامي الحنيف ونبيه الكريم (ص) وما فيه خدمة لنا كمسلمين ومنفعة في الدنيا والاخرة اذن ولكي نهزم امريكا وحلفائها ونرفع راية الاسلام عالية علينا ان نتفق لما فيه مصلحتنا كافة بحيث لا يخالف اتفاقنا اي مبدأ من مبادئ ديننا الحنيف فنحفظ بذلك الاسلام المحمدي الاصيل ونحفظ اوطاننا وثرواتنا من ايدي المحتلين والطامعين الذين كشروا عن انيابهم التي ما زالت تقطر دماً من اجساد من مضى من ابائنا واجدادنا الذين قدموا انفسهم فداء للاسلام واعلاء لكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله . ان امريكا اليوم تريد  السيطرة على العالم بأسره والدول الاسلامية بشكل خاص الا اننا وللأسف الشديد وهذه هي نقطة ضعفنا اصبحنا بعيدين كل البعد عن الشعور بالمسؤولية الملقاة على عواتقنا من قبل المولى تبارك وتعالى ومن قبل نبينا (ص) ومن قبل ظمائرنا التي باتت شبه الميتة لا تشعر وتدري بما يحدث قربها وما يحاك ضدها فلا ادري ايطول ذلك السكون والصمت ام ينتفض الدم العربي والمبدأ المحمدي فينا ؟ الى متى يا ترى يستمر بنا الحال هكذا ؟ اما آن لنا ان نصحوا فندفع عن انفسنا وديننا تلك السهام العاديات التي استهدفت قلب اسلامنا الذي لم يندمل جرحه والذي اصيب به في فلسطين بل انه ما زال يقطر وينزف دماً عربيا مسلماً الى يومنا هذا . حينما يتحدث احدنا عن تاريخه وحضارته يذكر وبأعتزاز تلك الدولة العظيمة التي اسسها محمد (ص) والتي عرفت بالدولة الاسلامية الكبرى لكن لماذا لا نستفيد من ذلك الماضي المشرف في صنع حاضر ومستقبل يليق بالاسلام والمسلمين فهل من الصحيح الاتكاء على تراثنا وماضينا وما فعله اباءنا والرضا بذلك دون محاولة النهوض من جديد بواقع الامة الاسلامية الى ما يليق بها وما هو من شأنها الذي يجب ان نتحلى به في كل الاوقات والازمنة وعلينا ان نتذكر دائماً قول الشاعر :
ليس الفتى من قال كان أبي 
                   لكن الفتى من قال ها أنا ذا
للتاريـخ لـسـان
بالعودة الى حرب الخليج الثالثة وما رافقها من انتهاكات امريكية للقرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي بما فيها القرار 1441 وما مارسته من خرق لبنود تلك المعاهدة على القوات المتحالفة بأعتبارها قوة احتلال ويتمثل هذا الخرق في تأمين الحماية اللازمة لمرتزقة بعض الانظمة  وأقرانهم من مرتزقة بعض الشخصيات السياسية الذين تم تدريبهم بمباركة امريكية في معسكرات خاصة في بودابست بالمجر على القيام بأعمال السلب والنهب خاصة تلك التي طالت المتاحف العراقية والمكتبات في بغداد وبابل ونينوى والبصرة ناهيك عن ما تعرضت له بنى العراق التحتية في وقت كانت فيه هذه القوات الغازية مؤهلة لحماية العراق كل العراق وليس مركز وزارة النفط في بغداد وقبلها ابار النفط العراقية في الموصل وكركوك والبصرة ان وصفا كهذا الذي أوجزناه نرجوا ان لا يجعلنا بمنأى عن ما أحدثته  قوات الغزو الغاشمة من خراب ودمار نتج عن استباحة دماء الاف المدنيين العراقيين وإساءتهم لمعاملة الأسرى العراقيين بحرب خليج  الثانية والثالثة ونحن نعتقد بما يقول المثل العربي فاقد الشئ لا يعطيه فالولايات المتحدة الأمريكية ليس لها أرث حضاري غير ما حفظوه عن( بلطيجة ال كابوني ) غير مجبرة على ان تاتي بالفضيلة وان ادارتها التي ادمنت تعاطي  الكذب مع ما تتنفسه من هواء هي نتاج رديء لتلك الامة التي افرزت(ريتشارد قلب الاسد) مهندس الحرب الصليبية الاولى على الاسلام والمسلمين ولكي نعطي لكل ذي حق حقه فلا بد لنا ان نتكأ على وقائع التاريخ البعيد لنعرض شيئاً من ارثنا الاسلامي بعدما جئنا على وقائع التأريخ الحديث ولو على عجالة لكي نسلم بأن الذي أمتهن الرذيلة قبل عشرات القرون ليس من السهل عليه ان يركب موجة الفضيلة لذلك فأننا ننبه العراقيين لخطورة ما ستعمد اليه الادارة الامريكية في العراق من انتهاكات كبيرة تطال قوانين الاحوال المدنية في العراق والتي ستملئ على العراقيين بموجبها قبول أشكال الرذيلة التي تحكم قوانين الاحوال المدنية في امركيا وبعض الدول الاوربية ( الغربية والشرقية) ومن بينها اجازة عقد نكاح الرجل للرجل او الامرأة للأمرأة أو مباركتها للعلاقات المشبوهة والمنحرفة بين الام وأبنها والاخت وأخيها ..الخ هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فأننا ندعوا العراقيين الغيارى الى التصدي للأملاءات الامريكية بتبني مناهج دراسية في موضوعات ( الدين والتاريخ والتربية الوطنية) على أوجه الخصوص يتم فيها تغييب الثقافة القومية والاسلامية واعتماد ثقافة جديدة قائمة على تذويب معطيات ديننا الحنيف كما اننا ننبه من انتهاز بعض اعضاء الـ CIA )جهاز المخابرات الامريكية) الفرصة لتمرير المخططات التبشيرية والتي كانوا قد حضروا لها في اعوام خلت ووفق ما دعت اليه مراكز الابحاث الاستراتيجية الامريكية التي تديرها العقول الصهيونية المتطرفة هناك وهذا الذي جئنا عليه وبأيجاز شديد يمثل ثمالة الرذيلة الامريكية والذي يشكل أبشع اشكال الارهاب لأدارة تداعي الحرب على الارهاب وتكره ان يعقد مؤتمر لتعريف الارهاب لكي لا يفتضح امر دعمها للأرهاب الصهيوني في فلسطين ولكي تنأى بنفسها عن تهمة الارهاب التي هي اول من تبناه في هيروشيما وناكازاكي وفيتنام والصومال وغوانتانامو والبلقان ولبنان والعراق وافغانستان وبقاع اخرى من عالم عصر العولمة الامريكية ، هؤلاء هم وبأيجاز شديد وهذا هو ارثهم فما هو ارثنا نحن ابناء محمد (صلى الله عليه واله وسلم) .

بحوث مستلة
الرجعه بحث مستل من موسوعة الامام المهدي (ع) للسيد الشهيد محمد صادق الصدر قدس
حين ننظر إلى المفهوم على سعته ، يحتمل أن يكون له أحد عدة معان:
المعنى الأول: ظهور المهدي نفسه ،فإنه قد يصطلح عليه بالرجعة ، باعتبار رجوعه إلى الناس بعد الغيبة ،أو باعتبار رجوع العالم إلى الحق والعدل بعد الإنحراف ، وهذا المعنى حق صحيح ، إلا أن اصطلاح الرجعة عليه غير صحيح ، لأنه يوهم المعاني الاخرى الآتية التي هي محل الجدل والنقاش ،ونحن في غنى عن هذا الإصطلاح  بعد إمكان التعبير عن ظهور المهدي بمختلف التعابير ،وقد مشينا في هذا الكتاب على تسميته (بالظهور).
المعنى الثاني : رجوع بعض الأموات إلى الدنيا ، وإن لم يكونوا من الأئمة المعصومين .وخاصة من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً.
 المعنى الثالث : رجوع بعض الأئمة المعصومين (ع) كأمير المؤمنين علي والحسين ،وربما قيل برجوع النبي أيضاً .وهم يرجعون على شكل يختلف عن حال وجودهم الأول في الدنيا من حيث الترتيب ومن حيث الفترة الزمنية أيضاً.
المعنى الرابع : رجوع كل الأئمة (ع) بشكل عكسي ، ضد الترتيب الذي كانوا عليه في الدنيا ، فبعد المهدي يظهر أبوه الإمام الحسن العسكري وبعده يظهر أبوه الإمام علي الهادي وهكذا.
ويمارسون الحكم في الدنيا ما شاء الله تعالى حتى إذا وصل الحكم إلى أمير المؤمنين كان هو دابة الأرض ، وكانت نهاية البشرية بعد موته بأربعين يوماً.
والمعنيان الأخيران، قائمان على الفهم الإمامي للإسلام كما هو واضح .كما أن المعاني الثلاثة الأخيرة التي وقعت محل الجدل والنقاش في الفكر الإسلامي ، وينبغي لنا 
أولاً :أن نسرد الأخبار الدالة على ذلك ،ونحن نختار نماذج مهمة ولا نقصد الإستيعاب.
أخرج المجلسي في البحار بالإسناد عن محمد بن مسلم قال: سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعاً - قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث-  أنهما سمعا أبا عبد الله (ع) يقول: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي .وإن الرجعة ليست بعامة ،وهي خاصة ، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً. وبهذا الإسناد عن بكر بن أعين ، قال: قال لي من لا أشك فيه ، يعني أبا جعفر(ع) : أن رسول الله (ص) وعلياً سيرجعان. “ويوم نحشر من كل أمة فوجاَ" فقال : ليس أحداً من المؤمنين قتل إلا وسيرجع حتى يموت ،ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل. وفي رواية أخرى عنه (ع)  يقول فيها: فلم يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا ردهم جميعاً إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي على بن ابي طالب أمير المؤمنين(ع) وفي رواية أخرى عن حمران عن أبي جعفر ، قال: إن أول من يرجع لجاركم الحسين (ع) ، فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر. وعن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) ، قال:
انتهى رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) وهو نائم في المسجد، وقد جمع رملاً ووضع رأسه عليه. فحركه برجله ثم قال : قم يادابة الله . فقال رجل من أصحابه : يارسول الله ، أنسمي بعضنا بعضاً بهذا الإسم ؟ فقال : لا والله ما هو إلا له خاصة ،وهو الدابة التي ذكر الله في كتابه :" وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ،أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
 ثم قال : ياعلي ، إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة  ومعك ميسم تسم به أعدائك ...إلى أن قال :فقال الرجل لأبي عبد الله (ع) : إن العامة تزعم أن قوله :" ويوم  نحشر من كل أمة فوجاً  عنى في القيامة، فقال أبو عبد الله(ع) فيحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجاً ويدع الباقين؟ لا . ولكنه في الرجعة ، وأما آية القيامة "وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً.
وعن الحسن بن الجهم ، قال: قال المأمون للرضا  (ع) : يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة ؟ فقال:
إنها الحق ، قد كانت في الأمم السالفة ونطق بها القرآن . وقد قال: رسول الله (ص) : يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقال (ع) إذا خرج المهدي من ولدي ، نزل عيسى بن مريم فصلى خلفه . وقال (ع) :إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، فطوبى للغرباء . قيل : يارسول الله . ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله. 
وعن عبد الله بن سنان ، قال: قال أبو عبد الله (ع) قال رسول الله (ص):
لقد أسري بي ربي عز وجل ، فأوحى إلي من وراء حجاب ما أوحى وكلمني ما كلم به ،وكان مما كلمني به...  يامحمد ، عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمة (ع) وهو الدابة التي تكلمهم..... الخبر.
وفي البحار أيضاً عن الإرشاد : روى عبد الكريم الخثعمي عن أبي عبد الله (ع) قال:
إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب ، لم تر الخلائق مثله .فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ،وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ، ينفضون شعورهم من التراب.
وقال المجلسي بعد سرده للأخبار:
اعلم يا أخي أني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت لك في القول بالرجعة التي اجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار .... وكيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار فيما تواتر عنهم من مأتي حديث صريح  ، رواها نيف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الأعلام ، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم ، ثم عدهم المجلسي واحداً واحداً.
وهذا الكلام من المجلسي يواجه عدة مناقشات.
المناقشة الأولى: أن إجماع الشيعة وضرورة المذاهب عندهم ، لن تثبت على الإطلاق ، بل المسألة عندهم محل الخلاف والكلام على طول الخط . والمتورعون منهم يقولون: أن الرجعة ليست من أصول الدين ولا من  فروعه ولا يجب الإعتقاد بشيء بل يكفي إيكال علمها إلى أهله. فهل في هذا الكلام  - وهو الأكثر شيوعاً - اعتراف بالرجعة.
وإنما اعتراف من اعترف بالرجعة وأخذ بها ، نتيجة لهذه الأخبار التي ادعى المجلسي تواترها ، إذاً ، فالرأي العام المتخذ حولها - ولا أقول الإجماع - ناتج من هذه الأخبار، ولا يمكن أن تزيد قيمة الفرع على الأصل.
المناقشة الثانية: أنه من الواضح أن مجرد النقل لرواية لا يعني الإلتزام بمضمونها والتصديق بصحتها ، من قبل الناقل أو الراوي .إذاً فهؤلاء الأربعون الناقلون لهذه الروايات لا يمكن أن نعدهم من المعترفين بالرجعة.
المناقشة الثالثة: أن هؤلاء الرواة الإثنين والأربعون الذين عددهم المجلسي لم يجتمعوا في جيل واحد. فلو رويت أخبار الرجعة من قبل أربعين شخصاً في كل جيل حتى يتصل بزمن المعصومين (ع) ،لكانت أخبار الرجعة متواترة .ولكن يبدو من كلام المجلسي نفسه ،وهو أوسع الناس إطلاعاً في عصره ، أن مجموع الناقلين لأخبار الرجعة من المؤلفين في كل الأجيال الإسلامية إلى حين عصره لا  يعدو  النيف والأربعين راوياً .فلو أخذنا المعدل وهو عملية لا مبرر لها الآن ، لرأينا أنه يعود إلى كل  جيل حوالي أحد عشر مؤلفاً، لأن المجلسي عاش في القرن الحادي عشر الهجري ،وهو عدد لا يكفي للتواتر.
المناقشة الرابعة : إن عدد المؤلفات التي ذكرها المجلسي ، لا تثبت عن مؤلفيها ، أو لم تصلنا عنهم بطريق صحيح مضبوط  ،أو أن روايته عن مؤلفه ضعيفة أساساً .كتفسير علي بن ابراهيم ،وكتب أخرى لا حاجة إلى تعدادها.
المناقشة الخامسة : إن الروايات التي نقلها هؤلاء ، ليست كلها صريحة وواضحة ، وسنعرف عما قليل أنها مشوشة قد لا تدل على الرجعة أصلاً وقد تدل على الرجعة بالمعنى العام المشترك بين الإحتمالات الثلاثة السابقة ،وقد تدل على واحد منها بعينه وتنفي الإحتمالات  الأخرى .وهكذا.
إذاً فالتواتر المدعى ليس له مدلول معين ، ومعنى ذلك: أن الأخبار لم تتواتر على مدلول بعينه. وسنحاول إيضاح هذه النقطة أكثر.
ومعه، فكلام المجلسي يحتوي على شيء من المبالغة في الإثبات على أقل تقدير وأما مناقشات مداليل الأخبار، فنشير إلى المهم منها:
المناقشة الأولى : عدم اتحاد الأخبار بالمضمون . فإن مداليلها مختلفة اختلافاً شديداً . حتى لا يكاد يشترك خبران على مدلول واحد تقريباً.
والمداليل التي تعرب عنها الأخبار عديدة:
المدلول الأول: رجوع من محض الإيمان محضاً ورجوع من محض الكفر محضاً.
المدلول الثاني: رجوع كل مؤمن على الإطلاق .لأنه إن كان قد مات فهو يرجع ليقتل ،وإن كان قد قتل فيرجع ليموت.
المدلول الثالث : رجوع الأنبياء جميعاً.
المدلول الرابع : رجوع رسول الله (ص).
المدلول الخامس: رجوع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
المدلول السادس : رجوع الحسين بن علي (ع).
المدلول السابع: رجوع جماعة من كل أمة.
المدلول الثامن: رجوع عدد من المؤمنين في الجملة.
المدلول التاسع : رجوع بعض الأئمة المعصومين (ع) إجمالاً.
المدلول العاشر: رجوع الحق إلى أهله ،وهو ليس قولاً بالرجعة كما عرفنا.
وليس شيء من هذه المداليل متواتر في الأخبار بكل تأكيد.
نعم، هناك مدلول مشترك إجمالي بين الأخبار الدالة على المداليل التسعة الأولى.
وهو رجوع بعض الأموات إجمالاً إلى الدنيا قبل يوم القيامة.وهو ما تتسالم عليه كثير من الأخبار . ومن هنا يكون قابلاً للإثبات ، إلا أنه لا ينفع القائلين بالرجعة ، على ما سنقول.
المناقشة الثانية : إن الإلتزام بصحة المداليل التسعة جميعاً ، أي القول بصحة الرجعة على إطلاقها ،مما لا يمكن ، لضعف الأخبار الدالة على كثير منها .وأما الإلتزام بها إجمالاً ، بالمعنى الذي أشرنا إليه، فهو لا ينفع القائلين بالرجعة ، لأن القول بالرجعة من الناحية الرسمية يتضمن أحد المعاني الثلاثة التي ذكرناها في أول الفصل . وهذا المعنى الإجمالي لا يعني واحداً منها . بل ينسجم مع افتراضات أخرى كما هو واضح. فهي لا تتعين في حدوثها بعد وفاة المهدي (ع) مباشرة ، ولا أنها على نطاق واسع. ولا تتعين في أحد المعصومين (ع) ولا من محض الإيمان محضاً ،ولا غير ذلك نعم، هناك مداليل تتكرر في الأخبار  ،واوضحها رجوع الإمام أمير المؤمنين (ع) بصفته دابة الأرض التي نص عليها القرآن االكريم .إن هذه المداليل لا ترد عليها هذه المناقشة ، وهي قابلة للإثبات من زاويتها.
المناقشة الثالثة : إن القول بالرجعة يتخذ سمة عقائدية ، فإنه على تقدير صحته يعتبر أحد العقائد - وإن لم يكن من أصولها ـ وليس هو من الفروع والتشريعات على أي حال.
وقد نص علماء الإسلام بأن العقائد لا تثبت بخبر الواحد وإن كان صحيحاً ومتعدداً ،ما لم يبلغ حد التواتر، وقد علمنا أن الأخبار في المداليل التسعة والمعاني الثلاثة غير متواترة ، فلا تكون الأخبار قابلة لإثبات أي منها حتى لو كان المضمون متكرراً في  الأخبار ، ما لم يصل إلى حد التواتر. وأما المضمون الإجمالي المتواتر ، فقد عرفنا أنه لا ينفع القائلين بالرجعة ،وسنزيد هذا إيضاحاً.
المناقشة الرابعة : إن المعنى الأخير من المعاني الأربعة التي ذكرناها أولاً ، وهو رجوع الأئمة المعصومين (ع) بشكل عكسي، لعله من أكثر أشكال الرجعة تقليدية ورسوخاً في الأذهان المعتقدة بها .وقد وجدنا أنه ليس هناك ما يدل عليها على الإطلاق ولا خبر واحد ضعيف بل ليس هناك أي خبر يدل على رجوع جميع الأئمة المعصومين على التعيين ،ولو بشكل مشوش، إلا بحسب إطلاقات أعم منها بكثير ، ككونهم ممن محض الإيمان محضاً.
بل أن هناك ما يدل على نفي هذا المعنى التقليدي ، كقوله في الخبر: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي .... فإنه لو صح ذلك لكان أول من يرجع هو الإمام الحسن العسكري (ع) وليس الحسين (ع). وأما دلالة القرآن الكريم على الرجعة : فإما أن نفهمه على ضوء الأخبار المفسرة له ، وإما أن نفهمه مستقلاً. أما فهمه على ضوء الأخبار ،وهو باستقلاله غير ظاهر بذلك المعنى ، فهذا لا يعدو قيمة الخبر الدال على هذا الفهم ،ويواجه نفس الإشكالات التي واجهناها في الأخبار .ومن ثم يكون من اللازم الإستقلال في فهم الآيات. وإذا نظرنا إلى الآيات المذكورة للرجعة ،وجدنا لكل منها معنى مستقلاً لا يمت إلى الرجعة بصلة ، حتى بذلك المعنى الإجمالي العام، أي أنها لا تدل على إحياء بعض الموتى قبل يوم القيامة ،ولا أقل من احتمال ذلك المسقط  لها عن الإستدلال عن الرجعة.  وقد استدل البعض بأكثر من ثلاثين آية في هذا الصدد ،وهو تطرف ومبالغة في الإستدلال بكل تأكيد ،وإنما نود أن نشيرهنا إلى ثلاث آيات فقط تعتبر هي الأهم بهذا الصدد ، لنرى مقدار دلالتها على الرجعة:
الآية الأولى : قوله تعالى: " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ، فاعترفنا بذنوبنا ، فهل إلى خروج من سبيل.
وطريقة فهم الرجعة منها :أن الآية تشير إلى حياتين وموتين للناس .ونحن لا نعرف إلا حياة واحداً وموتاً واحد، فأين الثاني منهما؟ وجوابه :إن ذلك إنما يكون في الرجعة فإنها تتضمن حياة ثانية وموتاً بعدها ، فإذا أضفناها إلى الحياة المعاصرة والموت الذي  يليها ، كان المجموع اثنين اثنين.
غير ان هذا الفهم إنما يكون صحيحاً  بأحد أسلوبين:
الأسلوب الأول: أن تصح الأخبار الدالة عليه .وقد عرفنا مناقاشاتها.
الأسلوب الثاني : أن يكون فهماً منحصراً ، بحيث لا يوجد مثله أو أظهر منه في سياق الآية، فإن وجد ذلك ، لم يكن الإعتماد على هذا الفهم.
وهذه الآية تتضمن معاني محتملة غير الرجعة.
المعنى الأول: أن يكون الموت يشير إلى ما قبل الميلاد ، حال وجود النطفة مثلاً ، وأن تكون الحياة الثانية هي الحياة في يوم القيامة.فإذا أضفناها إلى الحياة والموت المعهودين كانا كما قالت الآية الكريمة.
المعنى الثاني: أن يكون المشار إليه. هو حياة وموت آخر يكون في عالم البرزخ أي ان الميت يحيى بعد موته إلى عهد قريب من يوم القيامة. ثم يموت بنفخة الصور الأولى حين يصعق من في السموات والأرض، وأما الأحياء ليوم القيامة فهو زمن التكلم وكأنه غير داخل في الحساب.
إلى معاني أخرى محتملة ، ولعل أكثرها ظهوراً هو المعنى الأول ، دون معنى الرجعة والمعاني الأخرى .فلا تكون الآية دالة على الرجعة بحال.
ولعل أوضح ما يقرب المعنى الأول الرجعة ، هو أن المعنى الأول عام لكل الناس ، والرجعة خاصة ببعضهم، وظهور الاية هو العموم.
الآية الثانية : قوله تعالى : (ويوم نحشر من كل امة فوجاً)
وقد أشار أحد الأخبار التي سمعناها  إلى طريقة فهم الرجعة من هذه الآية .أن الله تعالى يحشر في يوم القيامة الناس جميعاً ، لا أنه يحشر بعضاً ويدع بعضاً : وهو المشار إليه في قوله تعالى " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً"، إذاً فهي لا  تشير إلى حشر يوم القيامة،وإنما تشير إلى حشر آخر هو الحشر في الرجعة.  وإنما سمي حشراً باعتبار أنه يتضمن الحياة بعد الموت لجماعات كثيرة ، مشابهاً من هذه الجهة لحشر يوم القيامة.
ونحن إذا نظرنا إلى الآية الكريمة باستقلالها ، لن نجدها دالة على الرجعة بحال ولا اقل من احتمال معنى آخر بديل لمعنى الرجعة ، لا تكون الآية دالة عليه أقل من دلالتها على معنى الرجعة.
وهذا المعنى هو الحشر التدريجي .فإن الحشر والحساب في يوم القيامة له أحد أسلوبين محتملين:
الأسلوب الأول: الحشر الدفعي او المجموعي. بمعنى أن يحشر الناس كلهم من أول البشرية إلى آخرها سوية، ويحاسبون على أعمالهم.
وهذا هو المركوز في الأذهان عادة ، غير أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ، وترد عليه بعض المناقشات لسنا الآن في صددها.
الأسلوب الثاني : الحشر التدريجي ، جيلاً بعد جيل أو ديناً بعد، أو مجموعة بعدد معين بعد مجموعة وهكذا. وحتى يتم حساب الدفعة الأولى تحشر الدفعة الثانية وهكذا
فقد تكون الآية التي نحن بصددها دالة على هذا الأسلوب من الحشر. حيث يقول :" ويوم نحشر من كل أمة فوجاً " . لأن حشر الجيل الواحد يتضمن أن يعود إلى الحياة جماعة من كل مذهب ودين :" من كل أمة" كما كان عليه الحال في الدنيا .وهو لا يريد إهمال الآخرين ، بل هو يشير إلى دفعة واحدة من الحشر التدريجي ،وأما الدفعات الأخرى فيأتي دورها تباعاً .ولن تكون مهملة بدليل قوله تعالى :"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " أي أن الحشر التدريجي سيستوعب في النتيجة كل البشرية من أولها إلى آخرها.
إذا ، فكلتا الآيتين تشير إلى يوم القيامة ،ولا تمت إلى الرجعة بصلة ،ولا أقل من احتمال ذلك بحيث تكون دلالتها على الرجعة غير ظاهرة.
الآية الثالثة: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم  أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)
وطريقة دلالتها على الرجعة بأحد أسلوبين:
الأسلوب الأول : أن حادثة خروج دابة الأرض تكون عند الرجعة ، فهي تخرج مع الراجعين لتقوم بوظيفتها بينهم. إلا أن هذا الأسلوب غير صحيح بكل وضوح ، لأن الآية لا تشير إلا إلى خروج دابة الأرض ، وأما أنها تخرج في جيل طبيعي في جيل الرجعة ، فهذا  ما لا تشير إليه الآية إليه بحال.
الأسلوب الثاني : أنها تشير إلى رجعة دابة الأرض نفسها أعني حياتها بعد الموت ، فهي تشير إلى رجعة شخص واحد لا أكثر. وإذا أمكن ذلك في شخص أمكن في عديدين.
وهذا يتوقف على أن نفهم من"دابة الأرض" أنه إنسان سبق له أن عاش في هذه الحياة .وفي الآية قرينة على بشرية هذه الدابة وهي قوله : "تكلمهم" فإن الكلام يكون من البشر دون غيره .ويتوقف على أن نفهم من قوله "أخرجنا " معنى ؛ : أرجعنا إلى الحياة بعد الموت ، لا أن هذا الإنسان يولد في حينه. وقد يجعل قوله تعالى : " إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون" ، دليلاً على ذلك ، لأن الآية إنما تكون بالرجوع بعد الموت ،وأما لو كان يولد في زمانه ، لما حدثت  الآية ،وقد قامت الأخبار التي سمعنا طرفاً منها ، بتعيين هذا الإنسان بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
والإنصاف أن فكرة الأسلوب الثاني هي المستفادة من الآية الكريمة . فدابة الأرض هو إنسان بعينه ، وقوله أخرجنا دال على الإيجاد غير الطبيعي لا على مجرد الولادة . إذاً، فالآية الكريمة دالة على رجعة هذا الإنسان.
غير أنها لا تدل على أي معنى آخر للرجعة ، لا العام ولا الخاص ،ومن المحتمل بل المؤكد أن هناك مصلحة في حكمة الله تعالى لرجوع دابة الأرض ، لا تتوفر في أي بشري آخر ،ومعه لا يمكن القول بالتعميم منه إلى رجعة أي شخص آخر. ومجرد الإمكان في قدرة الله عز وجل ، وهو مما لا شك فيه ، لا يدل على الوقوع الفعلي. وإذا وصلنا إلى هذه النتيجة ،استطعنا أن نستنتج نتيجة أخرى مهمة ، هي التوحيد بين مدلول القرآن ومدلول الأخبار .فإنناعرفنا أن الأخبار لا يمكنها أن تثبت إلا المعنى الإجمالي الذي تواترت الأخبار عليه ،وهو رجوع بعض الأموات إلى الحياة قبل يوم القيامة، بشكل  يناسب أن يكون هذا الراجع واحداً لا أكثر .وهذا صالح للإنطباق على ما دل عليه القرآن الكريم من رجعة دابة الأرض .فإن هذا المعنى الإجمالي لم يثبت انطباقه بدليل كاف إلا على دابة الأرض فيتعين فيه ، بعد ضم الدليلين إلى بعضهما.
ومعه في الإمكان القول: إن المقدار الثابت في السنة الشريفة ، ليس أكثر مما دل عليه القرآن الكريم .كما أن ما دل عليه القرآن الكريم  هو بعينه ما ثبت في السنة.
ومعه ، فلم يثبت أي معنى من معاني الرجعة  ولا احتمالاتها السابقة ،وإنما لا بدلنا كمسلمين ،أن نتعبد بخروج دابة الأرض التي نطق بها القرآن الكريم .وفي الإمكان أن نسمي ذلك بالرجعة إلا أنه على خلاف اصطلاحهم.
فهذا هو نبذة الكلام حول الرجعة.

معلومات عامة ومشاركات
إن من لا وفاء له لا دين له
إن الذين يحملون بين اضلعهم الايمان بالله فأن كل تصرفاتهم تصبح من نوع أيمانهم جميلة وناصحة وأنسانية فالذي يحمل معه الايمان يحمل معه الضمير ، والضمير يقوم بأعمال البوصلة الفكرية التي تهدي الزبائن الى المرفأ المقصود ولنا في قصة التي سنذكرها خير شاهد على ذلك لعل فيها العبرة لنا وللاخرين .
هنالك قصة ذلك الشاب الذي دفعه الايمان للوفاء بعهده في وقت كان ذلك يكلفه حياته واليك تفاصيلها :
حدث مرة أن النعمان بن المنذر أحد ملوك العرب قام برحلة صيد الى الصحراء ومن بعيد تراءى له صيداً سميناً فأستهواه وفيه أنشغل فضيع طريقه وتاه في البيداء الصحراء وحاول عبثاً الحصول على علامة توصله الى المدينة او على الاقل الى جماعته ولكنه لم يوفق وبمرور الوقت هبط الليل وفقد الامل بالعثور على الطريق فقام يقود الفرس بلا هدف وبدون أتجاه ومن بعيد ترائه له خيمة كأنها رمال سوداء تغطي وجه الصحراء فأسرع اليها بعد ان مزقه العطش والجوع لعله يجد فيها ما يروي غليله او يسعفه من الجوع ولدى الاقتراب اليها رأى امراة عجوز تخرج اليه مرحبة فبادلها قائلاً اماه انا جائع هل لديك طعام فأجابته على الرحب والسعة انزل بارك الله فيك ان الضيف ينزل برزقه ويذهب بذنوب اهل الدار وقبل ان يدخل الخيمة طالباها بالماء فسقته من كوزاً بارد ثم دخلت الخيمة وبدء النعمان يعرفها بنفسه قائلاً انا صياد من اهل المدينة انقطع بي الطريق وضعت والان أطلب منك الطعام فرحبت به وأخبرته ان ابنها الاكبر سيأتي بعد حين وأنه سيتولى ذبح الحمل الوحيد الذي تمتلكه لتقدمه عشاءاً له بينما كان النعمان والعجوز ينتظران ان يعود ابنها الاكبر واذا بفارس معه جمل بلا راكب طرق باب الخيمة وصاح بمن فيها الا وان ولدكم قد مات وهذا جمله أخذته اليكم ظهر ان الابن قد سقط في البئر ومات ولكن العجوز لم تقل شيء انما فقط طلبت من الراكب ان يتعاون معها في ذبح الجمل لتصنع منه طعام لضيفها وبعد لحظات كان كل شيء متهيأن الطعام والماء والفراش ، ولما أصبح الصباح وعزم النعمان على المسير دلته العجوز على الطريق وأعطته زاداً للطريق وودعته خير وداع وفي اللحظة الاخيرة أخبرها النعمان انه سلطان البلاد وأن بأستطاعتها ان تزوره في بلاده ليرد جميلها مضت الايام وشب ابن العجوز الاصغر ومرت المنطقة بفترة قحط واشرفت العجوز على الهلاك فطلبت ابنها وذكرت له قصة تلك الليلة التي أنقذت فيها السلطان من الجوع والعطش والموت وطلبت منه ان يذهب الى بلاده ويطالبه برد الجميل لعلهما ينقذان نفسيهما من الهلاك فشد الولد الرحال وقصد بلاد النعمان والامل الحريري يمشي امامه ويرسم له الف صورة وصورة ليس يذهب السلطان وليس هذا السلطان قد قضى ليلة ممتعة في خيمة امي اذن فلا بد ان يكون في جميله ما يكفيهم لعام كامل هكذا فكر الشاب وهو يقترب الى المدينة ولدى بوابة المدينة رأى جمهرة من الناس ينتظرون السلطان فازاد فرحاً اذا اصبح بأستطاعته ان يلتقي بالسلطان بلا انتظار لدى الباب ومن بعيد تراء موكب فلم يستطيع ان يملك نفسه فانطلق نحوه وهو يصيح ايها السلطان انا ابن العجوز التي أوتك في خيمتها جئتك لتنقذنا ، ولدى الاقتراب من فرس السلطان أنهال عليه الجلاوزة وأمسكوه وحملوه الى النعمان فتأواه النعمان وتأسف لان الشاب دخل عليه في وقت غير مناسب جداً ذلك ان النعمان كانت له حبيبتان جميلتان ماتتا في ليلة واحدة فقسم ان يعتبر موتهما يوم الحزن الاكبر وان يخرج الى قبرهما ويقتل في اول من يلاقيه ومن سوء حظ الشاب انه التقى بالسلطان في ذات الوقت الذي كان يذهب الى قبر حبيبته وكان اول من التقى به هكذا حلت عليه اللعنة فقد قال له النعمان يا ولدي بئس الوقت الذي اتيت فيه انني لا أنسى جميل أمك فقد أوتني وانا جائع ودلتني وانا ضائع وروتني وانا عطشان ولكن لا استطيع ان أتركك لان قسمي سابقاً لا اخلفه ولا بد ان اقتلك غير اني مستعد لتقيم ما تريد كل شيء افعله تحت تصرفك ولكن لابد من قتلي اياك فقال النعمان لابد ان يتنفذ ما أقسمت به فقال الشاب ايها السلطان لقد جئتك لترد علينا جميلنا فاجعل جميلك ان تتركني وشأني فقال النعمان لا يمكن لابد من قتلك فعرف الشاب ان السلطان مصمم على قتله اذا كان ولا بد فاسمح لي ان ارجع الى امي فقد تركتها منذ خمسة عشر يوم في الصحراء لا ماء عندها ولا طعام دعني أستخبرها وعهداً لك عندي العودة على رأس الشهر فقال النعمان هل لديك ضامن فقال الشاب لا اعرف هنا احد ولكني صادق في وعدي فقال النعمان هذا لا يكفي فبدا الشاب ينظر الى الجمع المتحشد فرأى رجلاً يبدو عليه اثار الصلاح ينظر اليه بعطف فتقدم اليه قائلاً هل يمكنك ان تضمنني حتى اذهب الى امي واعود فرق قلب الرجل وضمنه وقبل ان يبدأ الشاب رحلة العودة الى امه واعلن السلطان انه سيقتل الضامن اذا لم يعد الشاب في رأس الشهر وتفرقوا ومرت الايام ولم يظهر اي اثر للشاب كان الياس يمزق الضامن وكانت الساعات وكانها القرون وفي اليوم المحدد جمع النعمان حاشيته وذهب بهم الى قبر عشيقتيه وامر بأحظار الضامن وينتظر حتى الظهر ولم يظهر اي اثر للشاب اراد النعمان ان يقتل الضامن بدلاً عنه فأستمهلوه الوزراء على اساس التحديد يعني الانتظار الى المغرب انتهي العصر كانت الشمس تميل الى الغروب وكانت شحنات الامل تتجدد اما عيني الضامن الذي كان يتطلع على الصحراء في يأس وفي ما كان السلطان يامر جلاوزته ان يفرشوا النطع ويقيدوا الضامن ظهر شبح انسان قادم من الصحراء على عجل فأمر النعمان ان ينتظروا السياق ومع اقتراب الشبح تبين انه هو الشاب كان يلهث من الركض وعليه اثار الارهاق الشديد وعندما وقف امام النعمان فقال له الان نفذ في قسمك فقد ودعت امي فأندهش النعمان من وفاء الشاب فقال له عجيب امرك جئتنا تطلب الدنيا فاردناك للموت وقررت فلماذا اتيت اليه برجليك فضحك الشاب وقال ان ايماني هو الذي دفعني الى ذلك واضاف .
ان ايماني يخبرني (( ان من لا وفاء له لا دين له )) فأطرق النعمان برأسه وخاطب ضميره اذا ايمان هذا الشاب يدفعه امام الموت فلماذا اكون عاجزاً عن الرفع عنه وهكذا قرر ان يتحول يوم الحزن الاكبر الى يوم عيد ودقت الاجراس واكرم الشاب اكراماً عجيباً .

الامثال
قال العرب في الامثال ( إلي ما يشوف من وراء المنخل عمتَ عينه!....)
هل يوجد انسان لا يرى الشمس وهي ساطعة تصل الى اعماق البحار وظلماتها فكيف الذي فوق اليابسة لا يراها فهذا هو الاعمى الذي يبصر ما حوله الا الحق فانه يغض بصره كي لا يراه ويخرس لسانه كي لا يقوله ويصم اذانه كي لا يسمعه فبهذا لا يستوي اصحباب الجنة واصحاب النار واصحاب الجنة هم الفائزون كونهم رأوه وقرأوه وأيقنته قلوبهم قال الامام الصادق (ع) للمفضل بن عمر ( ولترفعن اثنتا عشر راية مشتبهه لا يدري أي من أي قال فبكيت ثم قلت له كيف نصنع فقال يا ابا عبد الله ، ثم نظر الى الشمس داخلة ... أترى هذه الشمس ؟ فقلت نعم ، فقال : والله لامرنا ابين من هذه الشمس ) غيبة النعماني ص154 .
فقد فعل هذا من قبل الاحتلال البريطاني فأنه فرق العراق بكثرة الاحزاب كي يسود هو واتباعه واليوم امريكا تحذوا حذوهم فانهم فرقوا الكلمة وشرذموا الشعب تحت رايات كثيرة بأسم الاحزاب وجعلوا البلد ساحة للنزاعات الطائفية والحزبية بأسم الديمقراطية فهم اليوم يتناحرون ويقتتلون فيما بينهم وكل منهم يكفر الاخر ويخطيء وكلهم يدعون الوطنية والوطنية تهدم والوطن يخرب وهم يتحاربون على المناصب وهذا شغلهم الشاغل لا يعون ولا يعرفون غيره وأمريكا بهذا الغطاء الدخاني والجعجعة تنفذ مخططاتها وتقوي شوكتها كي تقطع الطريق على الامام المنتظر (عج) كونها تعلم ان هذا زمنه وقرب يومه الموعود فأباحة الدماء الشيعية وضرب مقدساتها هذا اكبر دليل على ذلك فلا تغضوا ابصاركم وتبدلوا الحق بالباطل فهذا الكتاب وهذه السنة وهذه الروايات لأهل بيت النبوة المعصومين وهذه الساحة وانتم تعيشون بها لا تحتاجون الى العدسات المكبرة لأن الشمس اينما تكون تراها فدرك نفسك كي لا تحشر اعمى وانت بصيرا.

زلازل إيران...(بـم) ليست آخر ضحية
على تآكل الصخور وشحنها بطاقات عظيمة. أما الطبقة الخارجية المعروفة بالقشرة فمكونة من مجموعة من "الألواح" الصخرية العملاقة.. كل لوح منها يحمل قارة من القارات أو أكثر.. وتحدث عمليات الشحن واندفاع الطاقة بشكل أساسي عند التقاء هذه الألواح بعضها ببعض ويطلق عليها "الصدوع" وهي تمثل مركز الزلزال.
إذن فالزلزال تبسيطًا هو اهتزاز الأرض الناتج عن إنتاج الشحنات الحرارية العالية عند تصدع الصخور بسبب تآكلها الطبيعي. والطريف أن الزلازل ليست كلها مساوئ فهذه الطاقة الحرارية هي التي تتسبب في رفع الجبال، أوتاد الأرض.
ولو حاولنا الاستفادة من هذه المعلومات لتوضيح الظاهرة في إيران لوجدنا أن أكثر ما يميز أراضي إيران (1.648 كم2) الجبال الممتدة على معظم أراضيها، أشهر هذه السلاسل الجبلية هي سلسلة جبال "زاجروس" الممتدة على نطاق واسع غربًا عند الحدود مع العراق.. وسلسلة جبال "البرز" في الشمال عند بحر قزوين...وهي امتداد لجبال الألب في جنوب أوربا مرورًا بتركيا.. هذه السلاسل الجبلية التي تجعل البلاد عرضة دائمًا لمخاطر الزلازل الشديدة إلى المعتدلة (ما بين 7.9 إلى 5.9 بمقياس ريختر) متأثرة بالحزام الزلزالي الممتد من الألب، ويتقابل هنا "اللوح" العربي مع "اللوح" الفارسي في باطن الأرض تحت الجبال وهو الذي يرفع بطاقته السلاسل الجبلية هذه.
والحقيقة أن موقع إيران يجعلها تطفو فوق منطقة شاسعة من التصدعات والشقوق الأرضية تجعلها معرضة دائمًا للزلازل، والتي تشكل 76% من كوارثها الطبيعية.
زلازل ما زالت في الأفق
لم ينته الأمر عند هذا الحد فالجغرافيون يؤكدون أن طهران نفسها محاصرة بالشقوق... وهي تقع جنوب سلاسل "البرز" والتي

أسلحة الضغط الحراري
حلقة جديدة من الإجرام
المستخدم في هذا النوع من السلاح عادة ما يكون أكسيد الإثلين أو أكسيد البروبلين الشديدين السميّة.
وفي تقرير آخر للوكالة نفسها تقول: إن موجة الضغط لا تؤثر غالبا على أنسجة المخ وبالتالي؛ فإنه من المحتمل أن ضحايا هذا السلاح لا يفقدون الوعي، بل يتعذبون عدة ثوانٍ أو دقائق بينما يختنقون.
وفي كل الأحوال؛ فإن هناك ثلاث مناطق واقعة تحت تأثير هذا السلاح المدمر: المنطقة الأولى: هي مركز الانفجار؛ حيث يموت جميع الأشخاص الموجودين به بسبب السحق أو بسبب الاحتراق، المنطقة الثانية: هي الواقعة على أطراف الانفجار، ويحدث للموجودين داخلها إصابات شديدة من حروق وكسور وإصابات من الأشياء المتطايرة وعمى. كما أن الإصابات الناتجة عن سحق بعض الأعضاء قد تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية بالهواء، أو إلى ارتجاج في المخ، أو إلى نزيف داخلي في الكبد والطحال، أو إلى خروج العينين من تجويفها، أو انفجار في طبلة الأذن، أما الأشخاص الواقعون في المنطقة الثالثة: فمع أنهم غالبا في حماية إلى حد ما من الأشياء المتطايرة إلا أن موجة الضغط غالبا ما تؤثر عليهم وعلى أعضائهم الداخلية، بالإضافة إلى إصابتهم بحروق، ولكن من الممكن حماية العينين في هذه المنطقة بمجرد لبس النظارات الواقية.
السلاح مُستخدَم في الشيشان
يمتلك هذا السلاح: الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، والصين، وبلغاريا، وروسيا. وتُعتَبَر روسيا هي الرائدة في استخدام سلاح الضغط الحراري؛ حيث استخدمته في أفغانستان لقتل المجاهدين داخل الكهوف في الجبال، ثم في حربها مع الشيشان بين عامي 1994-1996 خارج مدينة جروزني، ضد القرى والمقاتلين المختبئين في الجبال، ثم في عام 1999 استخدمت روسيا سلاح الضغط الحراري في بعض القرى بـ"داغستان"، وبعد ذلك استخدمته لقتل المجاهدين داخل المباني بمدينة "جروزني" الشيشانية.
اسم سلاح الضغط الحراري الذي يستخدمه الروس هو RPO-A Shmel (الطنّانة)، والذي بدأ تصنيعه عام 1984 وتم قَبوله بالجيش الروسي عام 1988. تزن الطنّانة 11 كجم، ويتم إطلاقها من على الكتف. يبلغ مدى آثارها التدميرية 80 مترًا مكعبًا داخل المباني، أما في حالة استخدامها ضد جنود في ساحة مفتوحة؛ فيبلغ مدى آثارها القاتلة 50 مترًا مربعًا. وأقصى مدى للطنّانة 1000 متر، وتُستخدَم في درجات حرارة تتراوح بين -50 إلى +50 درجة مئوية. ويبلغ طول السلاح 920مم، ويمكن نقل السلاح من وضعه فوق الظهر في أثناء الترحيل إلى وضع الإطلاق وإطلاقه بالفعل في 30 ثانية فقط.
ملصق على السلاح تعليمات واضحة لاستخدامه، وحسبما يقول الجيش الروسي: فإنه لا يستغرق أكثر من دقيقتين؛ لتعليم أي شخص كيفية استخدامه، وساعتين لتعليم الشخص دقة التصويب .

بحوث وتحقيقات
أدوار وحقيقة الظهور المقدس للإمام المهدي (ع)
إن الكثير من الناس وبالرغم من قرأتهم الكثيرة وإهتمامهم بقضية الإمام المهدي (ع) وإطلاعهم على المصادر العديدة التي تخص دعوة الإمام المهدي (ع) ، لكنهم ومع الأسف لم يفكروا بعمق ظهور شيء بعد خفاءه بعد مئات السنين، وكيف ستكون هذه الولادة وهذا الظهور . فتجد أكثر الناس المنتظرين لأمر سماوي كالأقوام التي سبقتهم ينظرون إلى قضية ظهور ذلك المرسل أو النبي على أن يكون عن طريق المعجزة وهذا خارج عن المألوف وما جاء به الأنبياء من قبل وغفلوا عن كون الله تعالى لا يفعل هذا الشيء بالمعجزة وإلا لما إحتاج أن يرسل الأنبياء والمرسلين ، وهو قادر على أن ينشر دينه على أرضه ويجعل الناس جميعاً مؤمنين وان يقضي على الشر والشيطان بلمح البصر وينصر دينه (( بكن فيكون )) بدون الحاجة إلى إرسال الرسل والأنبياء والأولياء والصالحين ويتعرضون بعد ذلك للتكذيب والتعذيب والمجابهة من قبل المعاندين للحق . ولو أراد الله لهدى الناس جميعاً ولكنه سبحانه شاء أن يمتحن خلقة ويمررهم بهذا الإختبار وبهذه الإبتلاءات والتمحيص ويرسل الرسل ليلقوا الحجة على الناس ويتركهم يختارون الطريق {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3 -فعلى الإنسان أن يختار ويبحث بنفسه ويقاسي ويمر بأمتحانات وتمحيصات حتى يصل إلى الحقيقة بنفسه فيكون وجوده مع هذا الشخص الإلهي وجود بكل ما تعنيه الكلمة من الوجود المتكامل ويكون حينئذ إستعداده فكريا ًوروحيا وجسدياً مما يجعل الحكمة الإلهية لأختيار هذا المرسل وبالتأكيد ستكون هذه الفئة التي تتبع هذا المرسل السماوي قليلة في عددها لأنهم بالتأكيد سيكونوا مُحاربين مرفوضين من قبل بقية الناس الذين لم يهيئوا انفسهم ولم يسعوا إلى هذا التكامل والذين ينكرون دعوة الحق لأن هذا الداعي لم يكن كما أرادوا فأن اختياره سيكون من قبل الله عز وجل { مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68  وإن الإعتراض على الإختيار الإلهي  حدث كثيراً على مر العصور وأول المعترضين كان إبليس عندما إعترض على اختيار الله تعالى لآدم (ع) أن يكون خليفته ، فبدأت الحرب منذ ذلك اليوم وحتى اليوم الموعود وهو يوم قيام الإمام المهدي (ع) ليحز رقبته عندما يجثو اللعين على ركبتيه بين يد الإمام (ع) . وهذا الإعتراض والرفض أستمر في كل زمان ومع مجيء أي مرسل من الله تعالى وهذا ما ذكره الباري عز وجل في كتابه { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87 فنلاحظ كيف تحارب هذه الدعوات من قبل ضعفاء النفوس الذين يريدون علواً في الأرض واتكباراً ويريدون أن ياتي الرسل بما تشتهي أنفسهم ودائماً يتوقعون بأن هذا المرسل من الله إلى الناس لا بد أن يكون صاحب منصب أو جاه أو أو .......الخ {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31 - وعندما يكتشفون بانه إنسان بسيط في الهيئة وذات عيشة بسيطة ولا ينظرون إلى ما يملك من طاقة روحية وفكرية وعقائدية { قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} فيبدءون بمحاربته وإستنكاره واتهامه بابشع الإتهامات .   وإن دعوة الإمام (ع) ستمر بنفس المراحل التي مرت بها الرسالات السابقة وبما إن الإمام (ع) سياتي بنفس ما أتي به الأنبياء والرسل وسيمر بنفس التكذيب وسيحارب أنصاره كما حوربوا أنصار الأنبياء السابقون . ولكن من المؤسف إن الشائع بين الناس إن ظهور الإمام (ع) وإعلانه سيقوم به لوحده وهم فقط ينتظرون أن يسمعوا الصيحة من السماء ويعلن عن نفسه في مكة المكرمة وعندها سيجمع له أنصاره وهذا خطأ فضيع . أفلم يسالوا أنفسهم كيف سيعلن الإمام عن نفسه ولا يوجد معه جيش ولم يتهيأ له العدد الكافي الذي يقاتل بين يديه . الم نسأل أنفسنا عندما يتحدث الناس وخاصة المختصون منهم في التلفاز وفي الكثير من المحاضرات عندما يقولون نحن الآن في عصر الظهور أن نعلم ماذا تعني هذه الكلمة ؟ إنها تعني إننا داخلون فيه وهل تسائل أحد أين هذا الظهور وإن كان هذا عصر الظهور فأين الإمام المهدي (ع) وكيف سيجمع أنصاره وهل سألتم أنفسكم هل إنه سيأتي بجيشه من السماء أم من عامة الناس.
إن لدعوة الإمام (ع) مراحل وهذه المراحل ستكون مشابهة لمراحل ولادة الجنين بعد أن يمر بمرحلة الخفاء ثم الإستعداد للظهور في وسط الرحم دون أن يشعر الآخرون ومن ثم علامات الولادة ومن ثم المخاض ومن ثم سياتي اليوم الموعود لنزول هذا الجنين ودخوله إلى هذا العالم وكيف سيكون إستقبال الناس اليه بين رافض ومتعجب ومستعد لمجيئه . هكذا سيكون نجاح هذه الولادة بقدر الإستعداد التام والتهيئة الكاملة لهذه الولادة بمساعدة الممهدين لها هل سأل أحد نفسه إن كنا نعيش عصر الظهور إذا أين الممهدين الذين قالت عنهم الأحاديث الشريفة هل سألتم أنفسكم أين الرايات التي ترفع قبل ظهوره وأين الرايات المعادية له فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) (خروج السفياني واليماني والخراساني في يوم واحد في شهر واحد في سنة واحدة نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون الباس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني - الى ان يقول-  وإذا خرج اليماني فانهض اليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فيجب أن ننتبه لدعوة اليماني والتي هي دعوة حق لأنه سيدلنا بصاحبنا ألا وهو الإمام المهدي (ع) واليماني هو الشخص الذي سيختاره الله سبحانه وتعالى من بين الناس ليكون رسول الإمام (ع) إلى الناس ليجمع الجيش للإمام وقادته ال313 الذين سيبايعون الإمام (ع) بين الركن والمقام عند قيامه المقدس . إن الإمام المهدي (ع) له ظهوران مثلما كانت له غيبتان فالله سبحانه وتعالى جعل للإمام (ع) غيبتان بدأت الغيبة الثانية بموت سفيره وإعلان الغيبة الكبرى وهنا علينا أن نسال أنفسنا فيما إذا قطعت أحدى الدول علاقتها بدولة أخرى وسحبت السفير فهل من الممكن أن يرجع علاقته مع هذه الدولة بدون أن يفتح سفارته من جديد في تلك الدولة حتى يمهد لمجيئه وزيارته لها . كذلك الإمام المهدي (ع) كيف يعتقد بعض الناس بل أكثرهم بان الإمام المهدي (ع) سيأتي مباشرة دون أن يفتح سفارته من جديد ويتصل بالعالم بعد غيبة طويلة هكذا دون أن يرسل سفيراً عنه يبلغ العالم والبشرية ويهيئ له الطريق ويجمع له المستقبلين والمنتظرين له ويعطي فرصة للناس حتى ينتبهوا إلى إن هذا الشخص الذي غاب عن أعينهم هذه الأعوام الطويلة والتي أمتدت مئات السنين بأنه آت ومع ذلك سينكرون هذا المرسل الذي سيبعثه الإمام (ع) وسيكذبونه ويحاربونه ويفعلون به كما فعلت الأمم السابقة بالممهدين للأنبياء واتهموهم بشتى الإتهامات وطالبوهم بالمعجزات وهم يعلمون جيداً إن المعجزات ليست بيد الأنبياء والرسل بل هي  لا تكون إلا بأذن الله وهناك بعض الانبياء لم تكن لهم معجزات بتاتاً مثل نبي الله نوح وهود وغيرهم من الانبياء عليهم السلام وإنما وزير الإمام الذي يعتبر سفيره إلى العالم سيحاجج الناس بعلم القرآن ويدعو الناس إلى الإمام مما يدل على صدق دعوته إلى الحق ونكون بذلك قد إخترقنا أحد الحجب التي توصلنا إلى يوم الولادة أي ولادة أمر الإمام المهدي (ع) وهذا ما نسميه بالظهور الأصغر وبدأ ساعات المخاض والتي تتحقق فيها علامات الولادة الكبرى وهنالك سيندم المستهزئون بالرسل كباقي الأقوام الذين عاصروا الرسل السابقين واستهزئوا بهم وحاربوهو وحاربوا كل من تبعهم واتهموهم بشتى الإتهامات لأنهم نظروا إلى دعوة الإمام من منظار ضيق وظنوا إن الظهور سيحصل وهم منعمون لمجرد إنهم قالوا عجل الله فرج الإمام وجعلنا من أنصاره فهل إن دعوة الحق بهذه البساطة وهل كل من قالها بلسانه وكذبها بفعله سينال درجة الرفيعة لأصحاب الإمام الذين هم أفضل من أصحاب الإمام الحسين (ع).
وبما إن للإمام المهدي (ع) سنة من الأنبياء حيث إن له سنة من جده محمد (ص) ألا وهي مرحلة الدعوة والتي سيلتحق بها الناس فيقول عنهم آخرون كما قالت قريش عند أنصار الرسول ومتبعيه{ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ}حيث أنكروا دعوة الرسول (ص) وقالوا هل يختار الله تعالى هذا النبي الأمي اليتيم من بين أظهرنا ونحن كبراء قريش وساداتها وعلمائها وهذا الموقف مر به إبليس (لع) الذي كان يعبد الله خمسمائة الف سنة وبعدها خسر كل شيء لأنه لم يسلم أمره لله لعدم سجوده لآدم (ع) وهو عصياناً لأمر الله سبحانه وتعالى إذا ما فائدة عبادته هذه . وكذلك يكون موقف الظلمة والطغاة والمتكبرين على دعوات الحق في زمن كل نبي وسيمر وزير الإمام ألا وهو اليماني الموعود بنفس مراحل التكذيب التي مر بها الرسل السابقين وستطلق نفس الكلمات التي أطلقت على المرسلين في الأمم السابقة وعلى أنصار دعوة الحق وسيتهمونهم بشتى التهم الباطلة وسيطردون كل من يتبعوه من أهاليهم كما طردوا أنصار الرسول من قبل أهاليهم ومجتمعهم واتهموهم بالجنون والسحر حيث ورد عن الصادق (ع) قوله ( يلاقي القائم من أمته أشد مما لاقى رسول الله من قريش...).

فضائل علي بن ابي طالب (ع) في كتب اله السنة
دئمأ عندما يتكلم أحدا بأي فضيلة من فضائل علي (ع) يخطر الى الذهن انة من شيعة علي فإذا كان المستمعون من أهل السنة ظنوا ذلك و أن كانوا شيعة أيضا ظنوا ذلك لكن لو نراجع أو راجع إخواننا أهل السنة كتبهم و خاصة مذاهبهم الرئيسية لوجدوا أنها مليئة كما ذكره الرسول(ص) عن على و فضلة عند أهل السماء قبل أهل الأرض , فرأيت من المناسب أن نذكر أنفسنا و إخواننا في الدين بكتابة هذه السطور التي تحوي أحاديث من كتب أخوانا أهل السنة ذكرها الرسول(ص) في على (ع).
ففي (كفاية الطالب) للكنجي الشافعي (ص142-143) أخرج ثلاثة أحاديث في الموضوع منها حديثين في قضية أحد و قول النبي (ص) لعلي (ع) :(أنة مني و أنا منه وقول جبرائيل و أنا منكما) عن أبي رافع و عن جابر . و الحديث الثالث حديث أبن جنادة المتقدم نقله و لفظه كلفظ علي المتقي في كنز العمال , ثم أخرجه الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة أبن جنادة السلولي بطرق شتى بزيادة لفظ وهذا نصه قال أبن جنادة سمعت رسول الله (ص) يقول : علي مني و أنا منة ولايؤدي عني ألا أنا أو علي) .  و اخرج الكنجي الشافعي حديثا أخر عن أبى بردة عن أبيه عن النبي (ص) أنة قال(علي مني و أنا منه) ثم قال هذا حيث حسن رواه ابن السماك في الجزء الرابع من مسنده وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير بطرق شتى.
قوله (صلى الله عليه وأله وسلم) أنت مني بمنزلة هارون من موسى هذا حديث مشهور لا ريب فيه أخرجه علماء الفريقين في أسفار خاصة مفصلة وهو معروف بحديث المنزلة وهو من جملة الأحاديث التي كتب فيها العلامة الكبير السيد حامد الهندي صاحب العبقات  مجلد ضخما  يوجد في أغلب المكتبات , و في مكتبة الأمام المهدي (ع) العامة الواقعة في سامراء . هذا وقد أخرجه البخاري  و غيره من علماء ألسنة (صحيح البخاري ص 386) أخرجه بسنده أنه(صلى الله عليه وأله وسلم) قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى .(كنز العمال 6/152) من صحيح مسلم و جامع الترمذي و سنن أبن ماجه عن سعد و عن جابر قال رسول الله (ص) لعلي (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ألا أنك لست بنبي أنه لا ينبغي لي أن أذهب ألا و أنت خليفتي . (وفيه أيضا) 6-154 من المعجم الكبير للطبراني عن أسماء بنت عميس و عن مالك بن الحسن بن مالك أخرج حديثين , فلفظ مالك أنه (صلى الله عليه وأله وسلم) قال يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا أنه لا نبي بعدي و قوله (صلى الله عليه وأله وسلم) لعلي : أنت تؤدي ديني ...الخ. فلا يخفى على أهل الفضل و العلم أن لفظ هذا الحديث و مضمونه ورد في ضمن أحاديث كثيرة منها ما في كنز العمال 6/155 أخرج بسنده عن الرسول (ص) قال  لعلي : يا علي أنت تغسل جثتي و تؤدي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمتي و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة.
(الجامع الصغير للسيوطي الشافعي 2/56 )قال الرسول (ص) لعلي أنت تؤدي ديني.
(كنز الحقائق بهامش ص20 من الجامع الصغير 2/20) قال الرسول (ص) علي يقضي ديني (وفيه أيضا) علي ينجز عدتي و يقضي ديني.
(ينابيع الموده ص231) أخرج من مسند أحمد حديث عن سلمان المحمدي و عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه و أله وسلم قال (أن وصيي و موضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب . (وفية أيضا ص208 )أخرج من مناقب أحمد بن حنبل عن أنس أنه صلى الله عليه وأله وسلم قال (أن وصيي ووارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب).
(.كنز العمال 6/395)من مسند عمر عن أبن عباس قال قال عمر بن الخطاب كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فأني سمعت رسول(ص) يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحده منهن أحب ألي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة الجراح  ونفر من أصحاب رسول الله (ص) و النبي متكئ على علي بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال أنت يا علي أول المؤمنين أيمانا و أولهم إسلاما .( ثم قال ):أنت مني بمنزلة هارون من موسى وكذب على من زعم أنه يحبني ويبغضك .(الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء و الحاكم في الكنى و الألقاب و الشيرازي في الألقاب و أبن النجار).
(في الصواعق ص77)قال:أخرج أحمد بن حنبل في المناقب عن علي قال : طلبني النبي (ص) في حائط فضربني برجله وقال : قم فوالله لأرضينك أنت أخي و أبو ولدي تقاتل على سنتي من مات على عهدي فهو في كنز الجنة و من مات على عهدك فقد قضى نحبه و من مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن و الأيمان ما طلعت شمس أو غربت.

شواهد التداعي
من بين اهم الشواهد التي تدل على تداعي الامم علينا كمسلمين بالقول الصريح والفعل القبيح بعض ما جاء على لسان العديد من دهاقنة (المسيحية الصهيونية) في الولايات المتحدة والعالم والتي تعتقد بضرورة بسط نفوذ اسرائيل على كل فلسطين بما فيها القدس الشرقية والغربية وهدم المسجد الاقصى كبشرى بعودة السيد المسيح عليه السلام الى الارض ثانية وبكل الوسائل المتاحة ومنها استخدام سلطة القوة وارهاب الشعوب وكأنهم في الذي ذهبوا اليه يريدون ان يصوروا رسول الحب والسلام عيسى بن مريم عليه السلام وكأنه داع للقتال ورسولاً للارهاب ( والحق نقول ) : إن مجلس الكنائس في العديد من دول العالم يتقاطع مع مفاهيم (هذه الحركة ):
1- الحرب الامريكية على العراق متوقعة منذ عشرات السنين وهي حرب تلمودية قائمة على اساس الثار للسبيين البابليين وهي حرب مؤجلة وقد جاء في التلمود : اجعلوها خراباً لا يسكنها الا الفئران حتى لا يجد بدوي فيها مكاناً يربط فيه ناقته.
2- قال رئيس وزراء اسرائيل السابق ( نتن ياهو ) في كتابه ( سلام الردع ) : سنجعل العراق مثالاً مرعباً لكل من تسول له نفسه ان يرمي اسرائيل بوردة .
3- كتب في صحيفة نيوزويك في ايلول عام 2001 م مقالاً جاء فيه : نريد حرباً داخل الاسلام.
4- ما يزال مشروع الرئيس الامريكي الاسبق (ترومان) في ( إقامة امبراطورية العالم الامريكية) قائماً كما جاء في كتابه ( الحرب العالمية الرابعة) وهو يريد حرباً على الاسلام.
5- يقول القس الامريكي ( فرانكلين كريم) الصديق الروحي لرئيس الادارة الامريكية جورج بوش : ان الدين الاسلامي دين شرير وخبيث.
6- قامت دول الاتحاد الاوربي وبمباركة أمريكا في مؤتمر ( بروكسل) ( حوار الحضارات) بتبني عدد من القرارات التي تدعو الى مراقبة المسلمين في اوربا ومضايقتهم والتعامل معهم على اساس انهم اعداء.
 7- قال الرئيس الامريكي الاسبق ( رونالد ريغن) وهو أحد اعضاء حركة ( المسيحية الصهيونية) : اتمنى ان يكرمني الله بالضغط على الزر النووي لأعجل بعودة السيد المسيح عليه السلام ( وهو يشير في ذلك الى معركة هرمجدون التي ستحدث على ارض فلسطين بين المسلمين واليهود والتي يعتقدون أنها بشرى عودة السيد المسيح عليه السلام الى الارض).
8 في عام 1649م وجه ( اللاهوتيون) المتطرفون رسالة الى الحكومة البريطانية يدعونها فيها الى وجوب ان تحوز بريطانيا شرف اعادة اليهود الى فلسطين.
9- يقول (ديفد فرونكين) في كتابه ( سلام ما بعد سلام ) :- عندما احتلت بريطانيا العراق عام 1917 أنعش ذلك الاحتلال ( بريطانيا لويس جورج) لأحتلال القدس مباشرة بما تمثله لهم من عظيم مما ألهمهم احتلالها في نفس العام.
10- من بين احد أهم زعماء الحركة المسيحية الصهيونية ( جيري فوريل) والذي كان قد تطاول على نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بكلمات (نستحي من بذيء الكلام) ، هذا الفوريل وهو أقرب المقربين للرئيس الامركي جورج بوش كرمته اسرائيل ( أرييل شارون) بأرفع ألاوسمة.
11- قال الرئيس الفرنسي ( فرانسوا ميتران) : لو وصل الاسلاميون كرسي الحكم في الجزائر لتدخلت فرنسا عسكرياً.
12- كان الرئيس الامركي الاسبق ( رونالد ريغن) أول من دعى الى أمبراطورية العالم الامريكية بعد الرئيس الامريكي ( ترومان) الذي هو أول من امر بضرب هيروشيما وناكازاكي بالقنبلة النووية.
13- تقول (كريس هايس) كاتبة خطابات الرئيس الامريكي السابق ( لندن جونسن) ومؤلفه كتاب ( النبوة والسياسة عام 1979م انها تعرضت لضغوط كثيرة لأنها أرادت ان تكشف عن الوجه القبيح للمسيحية الصهيونية بعد ان قررت فك أرتباطها بها.
14- قال ( روبرت كريستون) أحد أشهر الزعماء المحافظين في الحركة المسيحية الصهيونية بعد حرب الخليج الثالثة : ان العلاقة بين الادارة ( يقصد الادارة الامريكية والحركة الصهيونية ) منسجمة وهو سعيد لتوجيه ضربة للعراق ( والمحزن في الامر ) : ان احد اقطاب ما يسمى بالمعارضة العراقية ( كنعان مكية) كتب يقول : الضربات الصاروخية على بغداد كانت اجمل معزوفة موسيقية سمعتها في حياتي.
15- قال المرشح للرئاسة الامريكية ( جوزيف ليبرمان) : ان افضل حل لنا مع الدول العربية والاسلامية ان نعرض عليها النظم والقيم التي نراها ضرورية فتقبلها ( ومن المؤسف حقاً) ان الامير بندر سلطان سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن قد قال في اكثر من مناسبة : اذا اصيبت أمريكا بالبرد فنحن نصاب بالتدرن.
16- بعد حرب الخليج الثالثة : قال شاؤول موفاز وزير دفاع الكيان الصهيوني : ان اهم اهداف هذه الحرب اخراج العراق من دائرة العداء لأسرائيل … وقبله قال وزير الخارجية للولايات المتحدة ( كولن باول) نريد اراحة اسرائيل من العراق … أما صحيفة التايمز اللندنية فقد قالت : عندما يتفرغ الامريكان من الملف العراقي فأنهم سيقومون بتحرير العالم على الطريقة الامريكية … لكن نائب الرئيس الامركي ( ديك شيني) قد سبقهم جميعاً في اعلان العداء اذ قال عام 1991م : الاسلام عدو لنا.
17- يقول دهانقة ( المراكز الاستراتيجية الامريكية) المعنية بصنع القرار في واشنطن ان نفط العراق يكفي أمريكا لقرن قادم ...أما الكاتبة السياسية البريطانية ان لا زالي فتقول :- ان هذا القرن قرن أمريكا.
18- وفي ضرورة التقاء المصالح الامريكية والبريطانية يقول رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ( ونستون تشرشل) :- ينسى الكثيرون ان الامركيين والبريطانيين يتحدثون لغة واحدة وهي الانكليزية.
19- في 3 / 5 / 2003 م نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً لتوماس فريدمان بعنوان طفلنا الجديد بغداد جاء فيه : لقد تبنينا طفلاً اسمه بغداد علينا رعايته ( وقد انطوى المقال على سخرية واضحة).
20- قال فوكوياما : نريد حربا داخل الاسلام نريد تغيير الاسلام الى اسلام علماني يقبل الحداثة.
21- جاء في كتاب الجاسوسة الامريكية لمؤلفه (هـ.تولي ) : اذا اردنا ان نأتي بحاكم عربي فأننا نختاره الاسوأ ، لقد كان (تولي) صادقاً في قوله فأدارة البيت الاسود الامريكي أحكمت قبضتها على كل مفاصل العالم العربي بعد ان أمتلكت حق تعيين حكام العرب الذين خرج بعضهم من خيمة بريطانية والبعض الاخر جاء على دبابة أمريكية بعد أن تختاره الادارة الامركية مما حدا بهؤلاء الحكام ان يختصروا كل شيء في شخصهم.
22- لقد أتهموا الاسلام زوراً وبهتاناً بالارهاب وألصقوا به هذه التهمة وأختصروا صورة ذلك الارهاب بأسامة بن لادن متناسين أنهم هم الذين أمدوا ابن لادن بأسباب البقاء في ثمانينات القرن الماضي في افغانستان تحقيقاً لمصالحهم الخاصة.
الاخيرة
اطروحة معاصرة حول رجعة الحسين (ع) في اخر الزمان
عرفت الرجعة واشتهرت في الامم السابقة وتحدثت الكتب السماوية عنها كما ان المولى تبارك وتعالى تحدث عنها في القران ودلت الكثير من الايات القرانية على ان وقوعها في الامم السابقة وقد اشارت بعض الايات على امكان وقوعها مجدداً وصرحت بعض الاحاديث والروايات بذلك الا ان تلك الاحاديث والروايات وردت عن طريق الشيعة فقط فهم من امن بالرجعة وصدق بها اما بالنسبة لاهل السنة فهم ينكرون وقوعها في المستقبل . وتحدثت اكثر تلك الروايات الشيعية عن رجعة الامام الحسين (ع) في اخر الزمان الى الحياة الدنيا بعد الموت فقد جاء في الرواية الواردة عن رفاعة بن موسى قال : قال ابو عبد الله عليه السلام ان اول من يكر الى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام واصحابه ، ويزيد بن معاوية واصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ، ثم قال ابو عبد الله عليه السلام : {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } بحار الانوار ج53- وعن محمد بن مسلم قال : سمعت حمران بن اعين وابا الخطاب يحدثان جميعاً قبل ان يحدث ابو الخطاب ما احدث (1) انهما سمعا ابا عبد الله عليه السلام يقول : اول من تنشق الارض عنه ويرجع اى الدنيا الحسين بن علي (عليه السلام) وان الرجعة ليست بعامة ، وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضاً او محض الكفر محضاً ، بحار الانوار ج53 - وعن يونس بن ظبيان عن ابي عبد الله (عليه السلام ) قال :ان الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (عليهما السلام) فأما يوم القيامة فأنما هو بعث الى الجنة وبعث الى النار ، بحار الانوار ج53 - وعن حران ، عن ابي جعفر عليه السلام قال : ان اول من يرجع لجاركم الحسين بن علي عليه السلام فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر ، بحار الانوار ج53 –
وعن المعلى بن خنيس قال : قال لي ابو عبد الله عليه السلام : اول من يرجع الى الدنيا ، الحسين بن علي عليهما السلام فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ، بحار الانوار ج53 - وعن المعلى بن خنيس وزيد الشمام ،عن ابي عبد الله عليه السلام قالا : سمعناه يقول : ان اول من يكر ف الرجعة الحسين بن علي (عليهما السلام) ويمكث في الارض اربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه ، بحار الانوار ج53 - وعن احمد بن عقبة ، عن ابيه عن ابي عبد الله عليه السلام سئل عن الرجعة احق هي ؟ قال : نعم فقيل له : من اول من يخرج ؟ قال : الحسين يخرج على اثر القائم عليهما السلام ، قلت : ومعه الناس كلهم ؟ قال : لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }النبأ18 . قوم بعد قوم ، بحار الانوار ج53 - وعنه (ع) : ويقبل الحسين عليه السلام في اصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران ،فيدفع اليه القائم عليه السلام الخاتم ، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته ، بحار الانوار ج53 - ومن هذه الروايات يتبين لنا ان الحسين عليه السلام يرجع الى الحياة الدنيا بعد الموت في زمن ظهور الامام المهدي (عليه السلام) وانه يخلف الامام المهدي (ع) في الخلافة وهو من يلي غسل الامام وتكفينه ودفنه (صلوات الله وسلامه عليه) وهذا ما ذهب الى القول به الكثير من الشيعة حيث يعتقدون برجعة الحسين (ع) وخروجه بعد ان تنشق الارض عنه عليه السلام وقد قال العلامة المجلسي بعد ذكره لهذه الروايات :( اعلم يا اخي اني لا اظنك ترتاب بعدما مهدت واوضحت في القول الرجعة التي اجمعت الشيعة عليها في جميع الاعصار واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار ...وكيف يشك مؤمن بحقيقة الائمةبعد ان تواترت عنهم من مأتي حديث صريح ، رواها نيف واربعون من الثقات العظام والعلماء الاعلام ، في ازيد من خمسين من مؤلفاتهم ) بحار الانوار ج53. وقداورد السيد الشهيد محمد صادق الصدر (اعلى الله مقامه) كلام العلامة المجلسي هذا في الجزء الثالث من موسوعة الامام المهدي (ع) وعلق عليه قائلاً : ( وهذا الكلام من المجلسي يواجه عدة مناقشات :
المناقشة الاولى :- ان اجماع الشيعة وضرورة المذهب عندهم ، لمتثبت على الاطلاق ، بل المسألة عندهم محل الخلاف والكالم على طول الخط ، والمتورعون منهم يقولون : ان الرجعة ليست من اصول الدين ولا من فروعه ولا يجب الاعتقاد فيها بشيء بل يكفي ايكال علمها الى اهله . فهل في هذا الكلام - وهو الاكثر شيوعاً - اعتراف بالرجعة - ثم اورد السيد الشهيد(قدس) عدة مناقشات حتى قال في المناقشة الخامسة : ان الروايات التي نقلها هؤلاء ، ليست كلها صريحة بالمعنى العام - ثم ثال - اذاً ، فالتواتر المدعي ليس له مدلول معين ومعنى ذلك ان الاخبار لم تتواتر على مدلول بعينه ) - وقال ايضاً في موضوع اخر( ومعه فلم يثبت اي معنى من معاني الرجعة وإحتمالاتها السابقة ، وانما لا بد لنا كمسلمين ، ان نتقيد بخروج دابة الارض التي نطق بها القران الكرم . وفي الامكان  ان نسمي ذلك بالرجعة الا انه على خلاف اصلاحهم . فهذا هو نبذة الكلام حول الرجعة ) والذي يفهم واضحاً من كلام السيد محمد صادق الصدر(قدس) ان القول بالرجعة مما لم يقم الدليل الكافي عله وليس هناك تواتر في الاخبار التي تحدثت عن الرجعة كما قال السيد 0قدس) اما بالنسبة لدابة الارض فلا بأس بقبولها ما دام قد نطق بها القرآن واكدتها السنة الشريفة . ونظيف الى كلام السيد الشهيد (اعلى الله مقامه) كلاماً اتماماً لما ذكر وهو الذي تسالم عليه اصحاب الفكر التقليدي في مسألة الرجعة انها تكون بعد القائم (عليه السلام) الا اننا لو لاحظنا بعض الاخبار لوجدناها تتحدث عن رجوع بعض الاموات الى الحياة الدنيا بعد الموت قبل قيام القائم وان كان بقليل او متصلاص به واناء قيامه (عليه السلام) وهذا مما لم يقل به القائلون بالرجعة بل انهم اجمعوا على ان الرجعة تقع بعد وفاة الامام المهدي(ع) واليك طائفة من الروايات تؤكد هذا القول فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي الجارود عمن سمع علياً (ع) يقول: ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب فقام رجل فقال : يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال : ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته وذلك تاويل هذه الاية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }الممتحنة13  . فاذا اشتد القتل والقتال قلتم مات او هلك في اي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الاية {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }الإسراء6، بحار الانوار ج53- وعنه عليه السلام ايضاً قال :( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تكرره في خطبك كأنك تحب ان تسأل عنه ؟ قال :ويحك يا صعصعة ما لي لا اعجب من اموات يضربون هامات الاحياء من اعداء الله واعدائنا فكأني انظر اليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتبابين في فضل اهل البيت (ع) فقال صعصعة : يا امير المؤمنين اموات الدين ام اموات القبور ، قال : لا والله يا صعصعة بل اموات القبور يكرون الى الدنيا معنا لكأني انظر اليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثارات الحسين ) نوائب الدهور ج3. وهذا الامر الذي اشار اليه امير المؤمنين (ع)في الروايتين وهو العجب الذي يقع بين جمادي ورجب فذكر من ضمن العلامات التي تسبق وتدل على قيام الامام المهدي (ع) وهذا ما لا يختلف عليه اثنان ومعنى هذا ان هؤلاء الراجعين والذين اشارت لهم الروايتين يرجعون قبل قيام الامام المهدي (ع) وهذا مخالف لما عليه القائلون بالرجعة من الشيعة من انها تكون بعد قيام الامام المهدي (ع) وبالتحديد عند وفاته (ع) وهذا مما يجعل بالرجعة مضطرباً ومشوشاً الا على القول بالرجعة الروحية كما ذكرنا سابقاً .وجاء في الكافي عن بكير بن اعين عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( .... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلاً ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي (ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين (ع) الى عسكر المهدي فيقولون ايها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي (ع) هذا مهدي آل محمد (ع) ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلو بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) ان كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين(ع) … ثم يقول الحسين (ع) يابن رسول الله أسألك ان تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه .ويأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين (ع) فيقول الحسين (ع) الله اكبر يابن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين (ع) وسائر عسكره الا اربعة الاف ....) وهنا عدة نقاط النقطة الاولى : يتبين من هذه الرواية رجوع الحسين (ع) الى الحياة الدنيا بعد الموت والظاهر ان رجوعه قبل ظهور الامام المهدي (ع) بدليل ورود المهدي (ع) متأخراً عن ورود الحسين (ع) واصحابه وهذا ايضاً كسابقه من انه مخالف لما عليه الشيعة من رجعة الحسين (ع)بعد وفاة الامام المهدي (ع) او في اواخر عمره الشريف عليه السلام ، النقطة الثانية : كيف يمكن لنا ان نتصور ان اصحاب الامام الحسين (ع) وهو قد ارجعه الله عز وجل الى الحياة الدنيا وهو الامام المعصوم يتركون العمل بقوله وامره ويخرجون عليه وعلى الامام المهدي(ع) وهل يعقل هذا ؟ وهل يبقى مجالاً للشك في امر الامام المهدي(ع) عند جميع المسلمين اذا ما علموا ان الحسين (ع) قد خرج من قبره وان الارض انشقت عنه فضلاً عن ان يصل الامر بأربعة الاف من اصحابه الى عصيان امره والخروج عن طاعته .ثم كيف جاز ان يكون الامام الحسين (ع) مأموماً وتابعاً لولده الامام المهدي (ع) وهل يصح او يعقل ان الامام المهدي (ع) يأمر جده الامام الحسين (ع) ويكلفه ببعض الامور والقضايا علماً ان الثابت لدى المسلمين ان الامام الحسين (ع) افضل من الامام المهدي (ع) اضف الى ذلك ان اهل البيت مثالاً في الخلق والادب فكيف نتصور ان الامام المهدي (ع) يوجه الاوامر لأبيه الامام الحسين (ع) ، ثم ان المعروف والذي نطقت به الاحاديث والروايات ان الامام المهدي (ع) يخرج ثائراً لجده الحسين (ع) ويقتل ذراري قتلة الحسين (ع) فلو ان الحسين (ع) يرجع الى الحياة الدنيا بعد الموت ويخرج مع الامام المهدي(ع) وانه يعيش ويطول به العمر ويحكم بعد المهدي (ع) فما معنى هذا التشدد من قبل المهدي (ع) في طلب الثار للحسين وينادي يالثارات الحسين (ع)والحسين يكون حينها الى جنبه على فرض التسليم بظاهر الاخبار أليس في ذلك غرابة واضحة الا تسمى هذه القضية على هذا النحو سالبة بأنتفاء الموضوع كما يعبر المناطقة كل هذه التسأؤلات لا يستطيع احد الاجابة عليها الا على القول بالرجعة الروحية اي ان روح الامام الحسين (ع) هي التي ترجع في اخر الزمان لتسدد وتؤيد شخصاً قريباً جداً من الامام المهدي (ع) وهو السيد الحسني الوارد ذكره في الرواية التي نقلها العلامة المجلسي في الجزء الثالث والخمسين من بحاره والمروية عن الامام الصادق (ع) والتي جاء فيها : ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم : يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد اجيبوا الملهوف ، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض ، فيجعلها له معقلاً . فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (ع) ويقولون : يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم يعلم انه المهدي ، وانه ليعرفه ، ولم يرد بذلك الامر الا ليعرف اصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول الحسني فيقول : ان كنت المهدي من آل محمد فاين هراوة جدك رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق . ومصحف امير المؤمنين (ع) فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه . فيقول الحسني : الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني الا اربعين الفاً اصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فانهم يقولون : ما هذا الا سحر عظيم ....) وهذه الرواية في الواقع مطابقة نصاً للراوية المتقدمة الواردة عن بكير ابن اعين عن ابي عبد الله (ع) والتي تتحدث عن الامام الحسين (ع) وتسليمه الراية للأمام المهدي (ع) وفي هذا دليل واضح على ان المقصود في كلا الروايتين هو السيد الحسني اليماني وانه سيكون مسدداً ومؤيداً بروح الامام الحسين (ع) اضف الى ذلك فقد دلت الروايات الشريفة على ان اليماني هو من يخلف المهدي ويتولى تجهيز والصلاة عليه ودفنه الا ان بعض الروايات ذكرت ان الامام الحسين (ع) هو من يتولى تجهيز المهدي (ع) وانه يعقبه في الحكم وجمعاً بين الروايات فيتبين لنا ان اليماني الحسني هو من يقوم بكل ذلك وهو من يلي الامام المهدي (ع) في الحكم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون