العدد الرابع والثلاثون

منار القران
النبأ العظيم في القران
قال تعالى( {قل هو نبا عظيم *انتم عنه معرضون * ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون * ان يوحى الي الا انما انا نذير مبين *اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشراً من طين * فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين *فسجد الملائكة كلهم اجمعون *الا ابليس استكبر وكان من الكافرين * قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين * قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فانك رجيم * وان عليك لعنتي الى يوم الدين * قال رب فانظرني الى يوم يبعثون * قال فانك من المنظرين * الى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين * الا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق اقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين *قل ما اسئلكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين * ان هو الا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين )} سورة ص 67-88 وقال تعالى {(عم يتسائلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون *كلا سيعلمون* ثم كلا سيعلمون) }النبأ1-5
اختلف المفسرون في تفسير( النبأ العظيم ) فقال اكثرهم انه القران لكونه حديث عظيم وهو كلام الله المعجز . ومنهم من قال هو امير المؤمنين (ع) ، وقيل عنه ايضا خبر يوم القيامة وهو خبر عظيم انتم عنه معرضون أي عن الاستعداد لها غافلون وبها مكذبون ، وقيل ايضا ان النبا العظيم هو ما انباتم به من التوحيد والنبوة والبعث والقران ، ومنهم من قال انه المبدا والمعاد وسائر الامور وما الى ذلك من الاراء الاخرى . لو اخذنا المعنى اللغوي للنبا العظيم فهو الخبر العظيم الشان او البالغ الاهمية وقبل الخوض في المعنى الحقيقي للنبا العظيم ،عندما نتامل في قراءة الايات المباركات المارة انفا فيتبين منها ان الناس انقسموا الى اقسام فمنهم ( معرضون ) عن النبا العظيم ومنهم ( مختلفون ) فيه ومهم متسائلون عنه . والاختلاف هنا بالتاكيد فيه معارضة وموافقة ، وهناك امر اخر هو ان سبب انقسام الناس الى (معرضون ومختلفون ومتسائلون )له علاقة مباشرة لما حصل بين ادم (ع) وابليس (لع) . وقد اثبتت العديد من الروايات بان النبا العظيم هو امير المؤمنين (ع) ومن هذه الروايات ما ورد عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (ع) قال ; والله انا النبا العظيم الذي هم فيه مختلفون....)البحار ج36 ص3 ، وعن عيون اخبار الرضا باسناده عن ياسر الخادم عن الرضا (ع) عن ابائه (ع) قال:( قال رسول الله (ص) لعلي :يا علي انت حجة الله وانت باب الله وانت الطريق الى الله وانت النبا العظيم وانت الصراط المستقيم وانت المثل الاعلى .....) البحار ج38 ص111 ، وقد ورد عن ابي حمزة عن الامام الباقر (ع) قال : ( قلت جعلت فداك ان الشيعة يسالونك عن تفسير هذه الاية (عم يتسائلون عن النبا العظيم ) قال : ذلك الي ان شئت اخبرتهم وان شئت لم اخبرهم ثم قال : لكني اخبرك بتفسيرها .قلت :(عم يتسائلون ) قال: فقال (ع) : (هي في امير المؤمنين صلوات الله عليه كان امير المؤمنين (ع) يقول ما لله عز وجل اية هي اكبر مني ولا لله نبا اعظم مني )الكافي ج1 ص207 اصبح من الثابت ان امير المؤمنين (ع) هو النبا العظيم حيث انه (ع) فيه الناس مختلفون وفيه اناس معرضون واخرون متسائلون ، اما من جهة العلاقة المباشرة لامير المؤمنين (ع) ( الذي هو النبا العظيم ) بالذي حصل بين ادم وابليس سوف يتبين في قصة سجود الملائكة لادم وعصيان ابليس لهذا الامر الالهي . ان الله تبارك وتعالى امر الملائكة بالسجود عند اكتمال عملية ( التسوية والنفخ ) فقوله تعالى (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )أي سرعة الاستجابة بالسجود لادم الذي كان في صلبه انوار واشباح افضل خلق الله وهم اصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله وسلامه عليهم ) فقد قال الامام السجاد (ع) حدثني ابي عن ابيه (ع) عن رسول الله (ص) قال : (يا عباد الله ان ادم (ع) لما راى النور ساطعا من صلبه اذ كان الله قد نقل اشباحنا من ذروة العرش الى ظهره ، راى النور ولم يرى الاشباح ، فقال :يا رب ما هذ الانوار ؟فقال عز وجل : انوار واشباح نقلتهم من اشرف بقاع عرشي الى ظهرك ولذلك امرت الملائكة بالسجود لك اذ كنت وعائلتك الاشباح . فقال ادم :يا رب لو بينتها لي . فقال الله عز وجل :انظر يا ادم الى ذروة العرش فانطبع فيه صور انوار اشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فراى اشباحنا فقال: ما هذه الشباح يا رب ؟قال الله :يا ادم هذه اشباح افضل خلائقي وبرياتي هذا محمد (ص) وانا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وانا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وانا فاطر السموات والارض فاطم اعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم اوليائي عما يعيرهم ويشينهم فشققت لها اسما من اسمي وهذا الحسن وهذا الحسين وانا المحسن المجمل شققت اسميهما من اسمي هؤلاء خيار خلقي وكرام بريتي بهم اخذ وبهم اعطي وبهم اعاقب وبهم اثيب فتوسل بهم الي يا ادم اذا دهتك داهية فجعلهم الي شفعائك فاني اليت على نفسي قسما حقا ان لا اخيب بهم املا ولا ارد بهم سائلا . فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعى الله عز وجل بهم فثيب عليه وغفرت له فسجدوا الا ابليس ) ان السبب الرئيسي في عدم امتثال ابليس هو الحسد القاتل الذي دفعه الى الكفر . وقد ورد عن امير المؤمنين (ع) ( ان ابليس اول من كفر وانشا الكفر ) اما قوله تعالى (( استكبرت ام كنت من العالين )) العالين هم اصحاب الكساء الخمسة (صلوات الله وسلامه عليهم ) الذين هم اعلى من الملائكة ، فقال رسول الله (ص) : انا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل خلق الله عز وجل ادم بألفي عام ، فلما خلق الله عز وجل ادم امر الملائكة ان يسجوا له ولم يأمرنا بالسجود  فسجد الملائكة كلهم الا ابليس ، فقال الله تبارك وتعالى (( استكبرت ام كنت من العالين ) من هؤلاء الخمسة المكتوبة اسماؤهم في سرادق العرش).
ما معنى السجود هنا ؟ ان معنى السجود هو الولاية وبالتالي فان الولاية هي الطاعة بدليل قوله تعالى (( اني رايت احد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يوسف 4-أي طائعين ليوسف (ع) ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) قال في طاعة المراة لزوجها : ( لو امرت احد ان يسجد لأحد لأمرت المراة ان تسجد لزوجها ) ولولا سجود الملائكة لأبونا ادم (ع) لما خدمنا احد من الملائكة في كل سكناتنا وحركاتنا . والطاعة هنا هي طاعة الولاية والولاية هي ولاية امير المؤمنين (ع) فقد جاء في الكافي ج1 ص418 عن عبد الله بن كثير عن ابي عبد الله (ع) في قوله (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ))( قال (ع) : النبأ العظيم الولاية ، وسألته عن قوله (( هنالك الولاية الحق )) قال (ع) ولاية امير المؤمنين (ع) ) وقد قال تعالى (( واطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم ) واولي الامر هم الائمة المعصومين (ع) كما ورد في العديد من الروايات المعصومية التي تثبت ذلك . اذن فهنا يصح انطباق النبأ على الائمة (ع) ايضاً ، واليك الدليل على ذلك : ورد في المستدرك ج17 -330 عن محمد بن سلمان عن سدير عن ابي عبد الله (ع) قال : ( سئل ابي عبد الله عن قوله تعالى (( قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون )) قال (ع) : النبأ الائمة ) اذن فيتضح لنا ان من يطيع ابليس لا يتولى ابو الائمة الامام علي (ع) وكذلك فهو لا يتولى بقية الائمة وبالتالي فهو لا ينصر خاتم الائمة الامام المهدي (ع) ، ولذلك فان الله تبارك وتعالى امهل ابليس الى يوم الوقت المعلوم الذي هو يوم المهدي (ع) الذي فيه يُذبح ابليس ، فكل من يحارب الامام المهدي (ع) هو من جنود ابليس الذين اغواهم والذين سيقفون بوجه المخلصين المدافعين عن امر الله الذي سينشره المهدي في كل مكان وان هؤلاء المخلصين سيطيعون الله ويستجيبون لداعي الحق ، أي ان قصة ادم وامتناع ابليس عن الطاعة ستقع ايضاً في اخر الزمان ، ويتمثل حزب ابليس بـ( علماء السوء ) الذين يقفون بوجه الامام المهدي (ع) ومن لف لفهم من الذين يصطفون مع ابليس في قبال حزب الرحمن المتمثل بالمهدي (ع) واصحابه وانصاره ، اذن فالمهدي يمثل امير المؤمنين (ع) في اخر الزمان وهو النبأ العظيم الذي سيكون وهذا ينطبق في قوله تعالى (( كلا سيعلمون ثم كبلا سيعلمون )) فان الاولى (( كلا سيعلمون )) هي في امير المؤمنين (ع) والثانية (( ثم كلا سيعلمون )) هي في المهدي في اخر الزمان ، وقد جاء في بحار الانوار ج53 ص59 عن صالح بن ميثم عن عبايه الاسدي قال : ( سمعت امير المؤمنين (ع) وهو متكيء وانا قائم عليه : لأبنين بمصر منبراً ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه . قال : قلت : يا امير المؤمنين كأنك تخبر انك تحيى بعدما تموت فقال (ع) : هيهات يا عبايه ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني ) والمهدي في اخر الزمان يدعي الى الولاية ومركز حكمه يكون في الكوفة كما كان مركز حكم امير المؤمنين في الكوفة ، والكوفة لها علاقة مترابطة مع ولاية امير المؤمنين (ع) التي جحدها ابليس وابى السجود والطاعة ، ومن ذلك يتضح سبب سجود الملائكة لأدم على ظهر الكوفة حيث جاء في تفسير العياشي مسنداً الى امير المؤمنين (ع) انه قال : ( اول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما امر الله الملائكة ان يسجدوا لأدم سجدوا على ظهر الكوفة ) ، وهناك دليل اخر على ان النبأ العظيم تتحقق ايضاً في القائم المهدي اخر الزمان ما ورد في تفسير البرهان عن ابي حمزة عن ابي جعفر (ع) ان امير المؤمنين (ع) قال في تفسير قوله تعالى (( ولتعلمن نبأه بعد حين)) قال : عند خروج القائم (ع).
ففي هذه الحالة ان كل من يقول ويدعي بأنه النبأ العظيم فيعني هو القائم وعليه ان يثبت انه هو القائم ، والا فهو كذاب ومفتري على الله ورسوله والائمة ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين).

اشكالات قرأنية
الاشكال 
 قال تعالى ( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ) النحل68. 
والتساؤل هنا لماذا يوحي الله تعالى الى النحل وهي من الحشرات وكيف يستقيم ذلك وكما نعلم ان الايحاء لايكون الا لمن ارتضاه الله من عباده الصالحين ؟؟ 
حل الاشكال
لا يمكن حمل كلمة الوحي في الاية الكريمة من سورة النحل على الايحاء من الله أي نزول جبرائيل والملائكة وذلك لان الوحي لا ينزل ولا يكون ذلك لأي انسان فضلاً عن باقي المخلوقات من حيوان وحشرات ويمكن الجواب بأن هناك نظرية قرانية تنص على ان بعض الالفاظ القرانية لها انطباقات متفاوتة أي متعددة فمثلاً ان كلمة الوحي من الممكن ان يراد بها الالهام بدرجاته المتفاوتة وكذلك من الممكن ان يكون المراد من الاية كما يلي ( الهمنا الى النحل ) هذا بالنسبة للنحلة . والنحل اما قول اوحينا الى النحل أي اوحينا الى النحل البشري والمقصود به محمد وال محمد حيث ورد في البحار ج24 ص110 عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) في قوله تعالى (( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون )) قال : ما بلغ النحل ان يوحى اليها بل فينا نزلت فنحن النحل ونحن المقيمون لله في ارضه بأمره والجبال شيعتنا والشجر النساء المؤمنات.
الاشكال الاتي:
قال تعالى (( قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم ان كانوا ينطقون )) الانبياء 63. نسأل هنا كيف قال ابراهيم (ع) بأن الذي كسر الالهة هو كبيرهم ؟ فهل يجوز ان يصدر من ابراهيم (ع) الكذب ام ماذا يكون المراد من قوله ؟

الموعود
سنن المهدي (ع) من الانبياء
سنته من ادم (ع)
1- التسمية:
بينا في الحلقة الاولى من سنن المهدي من الانبياء في العدد السابق من الصحيفة ان للامام المهدي (ع) سنن من الانبياء عليهم السلام وقد صرحت بذلك الاحاديث والروايات الواردة عن النبي (ص) واهل بيته عليهم السلام وفي هذه الحالة سنبدأ بعونه تعالى في سنة الامام المهدي(ع) من ابي البشر ادم عليه السلام وهذا ما اكدته الروايات والاخبار الواردة عنهم عليهم السلام ، فقد جاء في الرواية عن الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) انه قال : ( في القائم سنة من ادم وسنة من نوح وسنة من ابراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من ايوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم اجمعين .....) الاكمال ص314 . والواقع ان للامام المهدي (ع) سنن كثيرة من ادم (ع) فان الامام المهدي (ع) ممثلاً للكثير من الانبياء والرسل وهو وارثهم ووارث علومهم وذخائرهم فقد صرحت الروايات المعصومية الشريفة ان مع الامام المهدي (ع) حينما يخرج عصا موسى (ع) وقميص يوسف وسيف النبي ودرعة وعمامته وما الى ذلك من مواريث الانبياء (ع).ان للامام المهدي (ع) سنن كثيرة من ادم ومن هذه السنن ان له عليه السلام سنة ادم (ع) من حيث الاسم فان المهدي (ع) شابه ادم من حيث التسمية فان اسم ادم اسم مركب من امرين لأن اسماء الانبياء اكثرها اسماء مركبة من معنيين ان الالف في (( ادم )) يدل على الله عز وجل فان حرف الالف فيه اشارة الى الذات المقدسة وهذا ما جاء في الرواية الواردة عن الامام امير المؤمنين (ع) قال : ( ما من حرف الا وهو اسم من اسماء الله عز وجل ثم قال اما الالف فالله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واما الباء فباق بعد فناء خلقه واما التاء فالتواب .....) بحار الانوار ج2 ص319.
فان معنى ادم هو الذي خلق من روح الله والدم وهي اصل خلقته (ع) قال تعالى (( فأذا خلته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))  فان ادم (ع) قد خلق بالمباشرة من المولى تبارك وتعالى فروحه من روح  الله عز وجل ، والدم عبارة عن الماء الذي خلق منه كل شيء حي قال تعالى (( وخلقنا من الماء كل شيء حي ))  الا ان الدم (( ماء ملون )) وذلك بسبب العناصر الكيميائية الموجودة فيه فان الدم يمثل الحالة الظاهرة للخلق والروح تمثل الحالة الباطنية ، ان الدم يمثل على الملك والشهادة والروح تمثل عالم الملكوت لذلك فهي مرتبطة بالمولى سبحانه وتعالى لأن الملكوت بيد الله عز وجل قال تعالى (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون )) يس83 . اما بالنسبة للدم وهو الذي يجري في الودق والجسد فهو الذي يكون محلاً للشيطان حيث ان الشيطان كما دلت الروايات يجري مجرى الدم في العروق فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي عبد الله (ع) قال : ( لما اعطى تبارك وتعالى ابليس ما اعطاه من القوة قال ادم (ع) يا رب سلطت ابليس على ولدي واجريته فيهم مجرى الدم في العروق ....) قصص الانبياء ص38 . وقد تمكن ابليس فعلاً من ابناء ادم (ع) وقد افسدوا في الارض وسفكوا الدماء قال تعالى (( اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون )) والحقيقة ان الخلافة الالهية التي ارادها المولى تبارك وتعالى ليست خلافة ادم (ع) . فان خلافة ادم (ع) في الارض لم تكن الا لمجموعة قليلة من الناس ثم انها قد حصل فيها الكثير من الافساد وسفك الدم وهذا الامر هو الذي اشار اليه الملائكة بقولهم (( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )) اذن فان الخلافة الحقيقية التي اشار لها المولى تبارك وتعالى في قوله (( قال اني اعلم ما لا تعلمون )) هي خلافة الامام المهدي (ع) الذي سيملأ الارض قسطاً وعدلا والتي خفيت على الملائكة انذاك . لان الواقع والحقيقة ان الامام المهدي (ع) هو ادم (ع) في اخر الزمان وهو ادم الحقيقي لان معنى (( ادم )) قد تمثل فيه بكل صوره فان المولى تبارك وتعالى يتجلى في الامام (ع) عند قيامه المقدس وهذا المعنى ظاهر في قوله تعالى (( لينذر بأساً شديداً من لدنه )) والباس الشديد هي حرب الامام المهدي (ع) لأزالة الظلم والجور وهي حرباً لدنية أي انها من المولى تبارك وتعالى مباشرةً حيث يكون المباشر لها هو الله عز وجل عن طريق الامام المهدي (ع) حيث يكون التجلي في اقصى حالات التجلي يومها فان الامام المهدي(ع) يكون قائم في الظاهر ولكن القائم في الباطن هو الله سبحانه وتعالى لذلك فقد سمي يوم خروج الامام (ع) بالقيامة الصغرى.

في ظلال زيارة الناحية المقدسة
السلام على شعيب الذي نصره الله على امته
لم يختلف حال نبي الله تبارك وتعالى شعيب عليه السلام عن حال باقي الانبياء عليهم السلام فقدكُذب واتُهم من قبل قومه فقد كان يدعوهم الى الاستقامة والصلاح وعدم الافساد في الارض ولكنهم كانوا يردون دعوته ويصدونها ولايقبلون قوله وقد استضعفوا شعيب النبي(ع) كثيراً ولكنه لم ينثني في دعوته لهم ولما ايس منهم شعيب سلام الله عليه ايده الله بنصره حيث وقعت بهم الصيحة قال تعالى((ولما جاء امرنا نجينا شعيباً والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين) هود94. وكان شعيب يوصي قومه دائماً ببقية الله عزوجل قال تعالى حكاية عن شعيب ((بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ)) هود86. جاء في التفاسير الواردة عن اهل البيت (ع) في تفسير هذه الاية ان الامام المهدي(ع) هو بقية الله تبارك وتعالى وهو الذي اذا ظهر قرأ هذه الاية المباركة ولكن التسأول هنا هل كان شعيب(ع) يشير الى الامام المهدي(ع)  يا ترى ام ماذا ؟ في الواقع ان شعيب (ع) كان يشير الى المفهوم وليس الى المصداق فقدكان يشير الى مفهوم الهداية والصراط المستقيم والصلاح الذي في الواقع لايكون الا على يد الامام المهدي(ع) في اخر الزمان فان شعيب النبي(عليه السلام) كان يريد من قومه العمل بالهداية والابتعاد عن طريق الغواية والضلال والعمل وفق طريق الحق المستقيم والحقيقة فان هناك علاقة بين هذا النبي المنصور وبين الامام الحسين (ع) فان الامام الحسين (ع) قد قتل من قبل امته وان الامة خذلته ولكن جاء في الروايات المعصومية الشريفة سمي الامام الحسين(ع) بالمنصور فان الله قد نصره على امته حيث انتصر دم الحسين(ع) على سيف يزيد وانتصرت مبادئ الحسين (ع) التي امن بها وقاتل من اجلها على ضلال الامة وانحرافها وهذا ما نراه اليوم واضحاً حيث ان ذكر الحسين(ع) ضل خالداً عبر التاريخ وتناقلته الاجيال جيلاً بعد جيل وانطمس ذكر اؤلئك الملعونين فلم يعودوا يذكرون الا باللعن عليهم . ويكتمل الارتباط بالامام المهدي(ع) وارث ابيه الحسين ووارث الانبياء (عليهم السلام) فان الامام المهدي(ع) هو المصداق الحقيقي المفهوم الذي اشار اليه شعيب (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن الباقر (ع) في حديث له قال:( وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة واجتمع عليه ثلاثمئة وثلاث عشر رجلاً واول ما ينطق به هذه الاية ( بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنون ) ثم يقول انا بقية الله في ارضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم الا قال السلام عليك يا بقية الله في ارضه فاذا اجتمع اليه العقد وهو عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبوداً الا الله عزوجل من صنم وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه ويؤمن به ) اكمال الدين ج2 ص330.. وعن ابي عبد الله (ع) سئله رجل عن القائم يسلم عليه بأمرة المؤمنين ؟ فقال: لا ذلك اسم سمى الله به امير المؤمنين(ع) لم يسم احداً قبله ولا سمي به بعده الا كافر . قلت : جعلت فداك كيف يسلم عليه ؟ قال (ع): يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ) الكافي ج1ص411 .
وعن الامام علي بن محمد الهادي(ع) في حديث له قال :( وعليه تجتمع هذه الامة ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) ثم قال نحن بقية الله ) اكمال الدين ج2ص382.

المهدي يدعو الى اسلام جديد
الداعي من ذرية سيد الموحدين
بعد ان بنا خليل الله ابراهيم (ع) وابنه اسماعيل (ع) بيت الله الحرام وادوا المناسك التي امرهم الله سبحانه وتعالى بها ارتحل النبي ابراهيم (ع) وسكن اسماعيل (ع) وامه في مكة بجنب بيت الله الحرام تزوج اسماعيل (ع) وولد له ابناء وكثرت ذريته وسكنوا تهامه وصاروا سادة العرب حتى جاء عام الفيل وولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم والذي يرجع نسبه الى نبي الله ابراهيم(ع) حتى بلغ محمد (ص) الاربعين من العمر فبعثه الله نبياً وداعياً الى الحق والهدى والدين الجديد (( الاسلام )) فكان الداع من ذرية اول الموحدين ابراهيم الخليل (ع) الذي دعا الى التوحيد الحقيقي ونبذ عبادة الاصنام فقد كان ابراهيم (ع) اول من قام بتحطيم الاصنام وتكسيرها في معبد المشركين . كما ان امير المؤمنين (ع) كان سيد الموحدين واول من قام من المسلمين بتحطيم الاصنام وتكسيرها في قعر قريش ومعبدها كما يعبرون وبناء على هذا ولما كان الداعي الى الاسلام في بداية البعثة النبوية من ذرية ابراهيم الخليل (ع) اول الموحدين ومحطم الاصنام فلا بد ان يكون الداعي الى الاسلام في اخر الزمان من ذرية سيد الموحدين ومحطم اصنام قريش وهو امير المؤمنين علي (ع) اذا فأن صاحب دعوة المهدي (ع) والقائم بها والداعي الى الاسلام الجديد اليماني الموعود من ذرية امير المؤمنين وسيد الموحدين (ع) وهذا ما نراه واضحاً من خلال الاحاديث والروايات الواردة عن رسول الله (ص) واهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والحقيقة ان هناك طائفتين من الروايات طائفة تتحدث عن الامام المهدي (ع) وتذكره بلفظ (( ابن فاطمة )) وتثبت له الشبه بينه وبين جده رسول الله (ص) حتى من ناحية الاسم والكنية  ، وطائفة اخرى تتحدث عن الداعي اليماني وتذكره بلفظ (( من ولد علي )) فالاول وهو الامام المهدي (ع) يعبر عنه بالحسيني في بعض الاخبار والثاني تعبر عنه بالحسني أي انه من ذرية الحسن (ع) من ولد علي (ع) فقد جاء في الحديث عن رسول الله (ص) (( كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الحسني للحسيني فيبايعونه )) بحار الانوار ج52. وقد جاءت الكثير من الروايات التي تدل على ان اليماني من ذرية امير المؤمنين (ع) فان اليماني كما هو معلوم امير جيش الغضب الجيش الخاص بالامام المهدي (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن المسيب بن نجبه قال : وقد جاء رجل الى امير المؤمنين (ع) ومعه رجل يقال له : ابن السوداء ، فقال : يا امير المؤمنين ان هذا الرجل يكذب على الله ورسوله ويستشهدك فقال امير المؤمنين (ع) : لقد اعرض واطول ؟ يقول ماذا ؟ فقال : يذكر جيش الغضب فقال : خل سبيل الرجل اولئك قوم يأتون في اخر الزمان قزع كقزع الخريف ، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة اما والله اني لأعرف اميرهم واسمه ، ومناخ ركابهم ، ثم نهض وهو يقول : باقراً باقراً باقراً ، ثم قال : ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا . غيبة النعماني ص311 . لقد ذكر امير المؤمهنين (ع) في هذه الرواية ان امير جيش الغضب هو من يبقر الحديث وانه من ذريته وهو اليماني كما في الرواية التالية الواردة في كتاب الملاحم والفتن ص27 والتي جاء فيها : ( امير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله انس ولا جان ، بايعوا فلاناً بأسمه ليس من ذي ولا ذا ولكنه خليفة يماني ). قاليماني كما هو واضح من ذرية الامام علي (ع) من ولد الحسن والملاحظ من الروايات الواردة في صفة الامام الحسن السبط (ع) والروايات الواردة في صفة اليماني الحسني تشابه كبير وواضح فالظاهر والله العالم ان السيد اليماني فيه شبه كبير من جده الامام الحسن المجتبى (ع) فقد جاء في صفة الحسن (ع) كما ذكر المؤرخون في صفة وشمائله حيث قالوا : ( كان الحسن بن علي (ع) ابيض مشرب بحمرة دعج العينين سهل الحذين رقيق المشربه كث اللحية ذا وقرة وكأن ونقه ابريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين ربعه من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير ملجاً من احسن الناس وجهاً ) . واذا رجعنا الى صفة اليماني كما في الرواية الواردة عن امير المؤمنين (ع) قال : ( يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض مشرب بحمرة ........) بحار الانوار ج52 . وعن الامام الباقر (ع) قال في صفة اليماني : ( هو شاب مربوع (( ليس بالطويل ولا بالقصير )) حسن الوجه ) غيبة الطوسي وفي كتاب النجم الثاقب في صفة اليماني : ( كفص بان او كقضيب ريحان ليس بالطويل ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة .......) . وعن ابي جعفر (ع) قال : ( عن امير الممنين (ع) قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه.....) غيبة الطوسي . وبهذا يتبين لنا واضحاً ان اليماني الحسني ابيض مشرب حمره وانه مربوع أي ليس بالطويل ولا بالقصير وانه حسن الوجه وانه حسن الشعر وشعره طويل كأنه وفره ولحيته كثة وهذه الاوصاف في الواقع في عينها اوصاف الامام الحسن (ع) وبهذا يتبين ان حفيد الامام الحسن (ع) اليماني الموعود يكون فيه شبه كبير من الحسن (ع) وقد اثبت العلم الحديث اليوم امكانية تكرار الانسان على مر العصور بواسطة اكتشاف الصفات الوراثية عن طريق وجود تركيبات كيمياوية في داخل كل خليه وبالذات في تركيب النواة لخلايا الجسم الانساني فان هذه التراكيب هي نفسها موجودة في ادم (ع) كذلك في شخوص الانبياء والاوصياء (ع) الى يوم القيامة وهذه التركيبات هي التي تسمى بالجينات والتي تحمل صفات جسدية وسلوكية حتى صفة التقوى والايمان بجوانبه المختلفة . فالانسان قابل للتكرار علمياً وعملياً كما ان الروايات قد ذكرت لنا بعض الائمة (ع) ان بينهم شبه كبير فالوارد في الاخبار ان الحسن شبيه رسول الله (ص) وان علي الاكبر كذلك شبيه جده المصطفى (ص) وبهذا فلا مانع ان يكون السيد اليماني شبيه لجده الامام الحسن (ع) وهو المعبر عنه في بعض الاخبار الواردة عن امير اللمؤمنين (ع)بانه ( رجل من ولدي ) او ( رجل من ذريتي ) وان الامام المهدي (ع) هو المعبر عنه في اخبار اخرى ( بأبن فاطمة ) فان نور علي (ع) قد انتقل الى الحسن (ع) ونور فاطمة الذي هو نور محمد (ص) قد انتقل الى الحسين (ع) كما في الحديث المروي عن معاذ بن جبل عن رسول الله (ص) قال : ( ان الله خلقني وعلي وفاطمة والحسن والحسين من قبل ان يخلق الدنيا بسبعة الاف عام قلت : فأين كنتم يا رسول الله ، قال : قدام العرش نسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجده ، قلت : على أي مثال ، قال : اتباع نور حتى اذا اراد الله عز وجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب ادم ثم اخرجنا الى اصلاب الاباء وارحام الامهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ويشقى بنا اخرون فلما صيرنا الى صلب عبد المطلب اخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في ابي طالب ثم اخرج الذي لي الى امنة والنصف الى فاطمة بنت اسد فاخرجتني امنة واخرجت فاطمة علياً ثم اعاد عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ثم اعاد عز وجل الى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن وما كان من نوري صار في ولد الحسين فهو ينتقل في الائمة من ولده الى يوم القيامة ) البحار ج15 ص8.

سياسية عقائدية
امريكا تحول القران من عربي الى لاتيني
ويقول المشروع: 'إنه في إطار المطالبة بتعديل النص العربي الحالي للكتاب المقدس للمسلمين 'القرآن' فإن هناك صعوبة بالغة تصل إلي حد الاستحالة، وأن واحدا من الخبراء العرب المرموقين أكد مرارا أنه من المستحيل أن تجد شخصا في العالم العربي والإسلامي يوافق علي تعديل الكتاب المقدس 'القرآن' باللغة العربية القائمة حاليا، وأن أي جهد دولي في هذا الشأن سيكون لا قيمة له، ولكن الخطوة الأساسية في هذا التعديل تكمن في أن يوافق العرب علي تغيير شكل الكتابة، ثم تبدأ الأشكال الحالية للغة العربية في الاندثار شيئا فشيئا، لتحل محلها الأشكال الجديدة للغة اللاتينية. ويري المشروع أن 'نقل الكتاب المقدس 'القرآن' باللغة والأشكال الجديدة في البداية يجب أن يكون أمينا ودقيقا، لأن هذا الكتاب المقدس 'القرآن' سيكون مراقبا بدقة من العديد من الهيئات الدينية ورجال الدين في الدول العربية والإسلامية وأنه من الأساسيات المهمة أن يتم تبديل وتغيير هذا الكتاب في مراحل لاحقة. ويري المشروع أن 'تغيير الكتاب المقدس 'القرآن' يجب أن يتم بشكل تدريجي وبطيء علي الوجه التالي:
- الخطوة الأولى:أن يتم التعبير عن الآية القرآنية في البداية بفكرة جديدة ولكنها تؤدي ذات المعني.
- الخطوة الثانية: التعبير عن الآية بفكرة قريبة منها.
- الخطوة الثالثة:تغيير فكرة الآية دون اصطدام مع الفكرة الأصلية.
- الخطوة الرابعة:تغيير الفكرة بما يؤدي إلي التشكيك في الفكرة الأصلية.
- الخطوة الخامسة: زيادة الألفاظ والعبارات في ذات الفكرة لزيادة مساحة التشكيك في الفكرة الأصلية.
- الخطوة السادسة: القبول والإقناع بتفسيرات جديدة لهذه الفكرة الأصلية بما يؤدي إلي محو معناها الذي كان قائما لفترات طويلة في أذهان الناس.
- الخطوة السابعة: دراسة ردود الفعل حيال كل الخطوات السابقة من الآخرين ومجابهة المعترضين علي التغيير البطيء.
- الخطوة الثامنة: تغيير الفكرة الأصلية وإحلال الجديدة محلها بشكل نهائي.
- الخطوة التاسعة: دراسة المحتوى العام للآيات السابقة واللاحقة ومدي توافقها مع الفكرة الجديدة من حيث تعديل الألفاظ والعبارات التي تم تعديل الآية تبعا لها.
- الخطوة العاشرة: اتساق محتوي الآيات السابقة واللاحقة مع الآية التي تم تغييرها وذلك من خلال العودة من جديد إلي الخطوة الأولي.
ويري المشروع الأمريكي: 'أنه مع التقدير لاستخدام الأشكال الأساسية والهندسية فإن الكتابة الجديدة لابد أن تكون مختصرة ومؤدية للغرض من أقرب الطرق الممكنة، فإذا كانت أشكال اللغة العربية قد احتوت علي 96 أو 97 شكلا في الكتابة فإن هذا يمثل أحد الاخفاقات المهمة لهذه اللغة في التعبير والتواصل مع الآخرين، في حين أنه من المقترح ألا تزيد الأشكال الأساسية في الكتابة علي سبعة أو ثمانية أشكال. والمدهش وفق هذا المشروع أنهم سيحددون طبيعة التوجهات العدوانية أو المسالمة للعرب من خلال دراسة خطوطهم بأشكال الكتابة الجديدة، ولذلك فإن عددا من خبراء علم النفس اشتركوا في إعداد هذا المشروع رأوا أن تغيير أشكال الحروف العربية سيقلل من حدة العداء والكراهية 'المتأصلة' لدي المواطنين العرب ضد أمريكا والغرب بصفة عامة كما يقولون. ويضرب معدو المشروع أمثلة عملية في ذلك بالقول: إن الذي سيكثر في الكتابة من استخدام شكل الزوايا الحادة فهذا يدل علي أنه عدواني، وعلي هذا الأساس فإن الشخص لابد أن يخضع للمراقبة وكذلك تعديل اتجاهاته لإلغاء هذا السلوك العدواني، أما الشخص السوي فهو الذي سيعتمد علي استخدام الأشكال الجديدة للكتابة من خلال الاعتماد علي شكل الدوائر الموسعة التي ستحل محل الحروف العربية في اللغة الجديدة مثل 'أ' تصبح (a) و'ب' تصبح (B). ووفقا للتحليل النفسي الذي جري الاعتماد عليه في هذا المشروع فإن استخدام الدوائر الواسعة والخط المرتب سيكون دليلا علي الارتياح النفسي لتعامل الأشخاص مع هذه الأشكال الجديدة، وأن هذا الارتياح النفسي لابد أن يعبر عن توافق نفسي مع المفاهيم الأمريكية عن الإصلاح والتحديث ليس في مجال أشكال اللغة العربية فحسب ولكن في كل المجالات الأخري. ويقول المشروع: 'إن الحروف اللاتينية الجديدة التي يعتمد عليها المشروع الأمريكي تعتمد علي عدد من الأشكال الهندسية المحاسبية الجديدة والتي ستقتصر علي 7 أشكال فقط حسبما أكد المشروع. ووفق المعلومات فإن هذه الطريقة ستعني فعليا تغيير فهم الثقافة العربية، كما أنها ستعمل حتي في إطار العرض الأمين للقرآن الكريم علي أن يكون هذا العرض مشوها كما أنه يخالف تماما ويتناقض مع المبدأ السماوي المستقر والثابت 'إنا أنزلناه قرآنا عربيا. وتشير التقديرات إلي أن المشروع وعلي الرغم أنه في طور الدراسة إلا أنه يتوجب أن يواجه بمعارضة قوية وأن هذه المعارضة يجب ألا تقتصر علي رجال الدين والهيئات الدينية فقط بل يجب أن تمتد إلي كافة الجهات المعنية خاصة أن الأمريكيين والأوربيين يتعاونون معهم في تنفيذ البرامج العملية من أجل وضع هذه الأفكار موضع التطبيق العملي، ولذلك فإن الدعوات التي أطلقت قبل ذلك حول تغيير ألفاظ القرآن الكريم أو إلغاء بعض الآيات التي تحض علي الجهاد وكراهية اليهود كانت تمهيدا لهذا المشروع وجس نبض للعرب وعما إذا كانوا مستعدين لتغيير أشكال كتابتهم والقبول بالقضاء علي لغتهم العربية أم لا. ويقول المشروع: 'إنه عندما وجد المخططون أن العرب والمسلمين يرفضون بشدة المساس بالقرآن أو تبديله أو تغيير محتوياته قرروا أن يعتمدوا علي الأسلوب البطيء جدا في التغيير، وأن يكون هذا التغيير من خلال تغيير أشكال اللغة العربية خاصة أنه كتاب جديد أعد باسم 'الفرقان الأمريكي' حاليا. ووفقا لما تسرب عن المشروع الأمريكي السري فإنه تم إعداد حوالي (102) جدول مرفق يبين حروف اللغة العربية مقارنة بالأوضاع الجديدة التي ستكون عليها، وأن هذه الجداول لا تقوم فقط علي فكرة المقابلة بين الحرف العربي وما يناظره لاتينيا بشكل حديث، بل أيضا من خلال إعداد قاموس جديد لتبيان معاني الألفاظ والكلمات التي يراد استبدالها أو القضاء عليها في العربية لتحل محلها ألفاظ جديدة لا تعتمد فقط علي الحروف المقابلة. وهناك مقترح يتضمنه المشروع ويقضي بإلغاء لفظة 'اليهود' علي سبيل المثال من اللغة العربية لتحل محلها في الأشكال الجديدة لفظة 'الساميون' والتبرير المطروح في ذلك أن لفظة 'اليهود' ارتبطت دائما لدي العرب بأشياء بغيضة والزعم بأنهم أناس خانوا رسول المسلمين وقاموا بارتكاب الكثير من الأخطاء في حق العرب، وأن لفظة 'اليهودي' في حد ذاتها لدي العرب تعني القضاء علي أي تعايش مستقبلي بين الشعب اليهودي وشعوب الشرق الأوسط، بل إن العديد من المثقفين والمسئولين العرب عندما يريد أن يقدح 'إسرائيل' بأقوي الشتائم والإدانات فإنهم يؤكدون علي أنهم 'يهود' أي لهم تراث غير جيد ومنفر لكل العرب. ويقول المشروع: 'إنه إذا كان هذا اللفظ يثير مثل هذه التأويلات فإن اللغة الجديدة يجب أن تتخلي عنه ليحل محله لفظ 'الساميون' وهو لفظ مقبول جدا لدي العرب وهو يدل علي السمو والارتفاع بالأخلاق'!! ويعترف المشروع بأنه 'في حال نجاح هذه الخطة الجديدة فإن الكثير من الأفكار الأوربية الجديدة ستدخل إلي الحضارة الإسلامية التي يجب أن تنقي من الشوائب والاختلافات التي كانت سببا في تشجيع الأفكار الإرهابية وضرب المدن الغربية. ويقول المشروع في هذا الإطار: 'إن الحضارة الإسلامية علي صورتها الراهنة تتناقض مع مبادئ الماديات الحديثة أو اللغة الدولية في بناء التواصل الفكري، كما أن هذه الحضارة بطبيعتها متعصبة، وأن هذا التعصب يقود إلي الاصطدام المباشر مع الحضارات الأخري، وأنه قد حان الوقت للقضاء علي هذا التعصب، وذلك بعد أن فشلت البرامج الحوارية أو برامج تبادل الطلبة. المهم أن المشروع الأمريكي عبر عن تفاؤله وطموحه زاعما أن 'الشباب والتلاميذ في المنطقة العربية سيرحبون بهذا المشروع الجديد لأن الدراسات الحديثة أثبتت أنهم أكثر انفتاحا على العالم الغربي والحياة، وأنهم لا يتمسكون باستمرار الصراعات مع إسرائيل والغرب، وأن لديهم طموحا في ترسيخ العلاقات مع الغرب. تلك إذن هي ملامح المشروع التآمري الجديد، وهو يتسق تماما مع خطة استبدال 'الفرقان الأمريكي' بالقرآن الكريم.

مقارنة عجيبة 
بين هولاكو وبوش
مقارنة عجيبة بين مغول هولاكو و مغول بوش:
بعد مراجعة المصادر في غزو التتار لبغداد وجدت تطابق العجب العجاب وشبه تام بين غزو التتار والمغول والغزو الامريكي البريطاني للعراق في الاحداث الرئيسية والتي لم تتعرض العراق وبغداد لاخطر من هذين الغزوين:
امريكا المغول – التتار
1- سبق الامريكان اجتياح افغانستان في طريقهم للعراق سبق للمغول اجتياح مملكة خوارزم في طريقهم لبغدد.
2- تحالف امريكا وبريطانيا في حربها على العراق تحالف المغول والتتار في حربهم على بغداد.
3- حصار بغداد من الشرق والغرب حصار بغداد من الشرق والغرب.
4- بدأ غزو العراق 16 محرم بدأ غزو بغداد – الخلافة 16 محرم سنة 656هـ.
5- دخول بغداد 7 صفر دخول بغداد 7 صفر.
6- انهيار المقاومة ودخول بغداد يوم الاربعاء انهيار المقاومة ودخول بغداد يوم الاربعاء.
7- مدة الغزو 21 يوم حتى سقوط بغداد – العراق مدة الغزو 21 يوم حتى سقوط بغداد- الخلافة.
8- تنازع بين الطوائف ادى لضعف الدولة تنازع بين الشيعة والسنة ادى لضعف الخلافة.
9- استباح الامريكان العراق مع عملاء لهم سلب ونهب وحرق المكتبات والمؤسسات والعلوم والمتاحف وسفك الدماء وقتل الرجال والشيوخ الاطفال والنساء استباح المغول والتتار بغداد مع قوم جائو من عدة انحاء سلبا ونهبا وحرق لمكاتبتها وضياع العلوم وسفك الدماء وقتل الرجال والشيوخ والأطفال والنساء.
10- توقف الناس خوفا من اداء صلاة الجمعة في اول جمعة توقف الناس خوفان اداء صلاة الجمعة في أول جمعة.
11- استولت امريكا على آبار النفط وثروات العراق الطائلة استولى المغول والتتار على أموال طائلة من الخلافة العباسية.
12- تهديد امريكا لسوريا بالغز واصل المغول والتتار زحفهم نحو الشام لغزوها.
13- نحن واثقين في أن الله عز وجل سيضرب امريكا ضربة قاضية ويسلط جنده لاكتساح تفوقها العسكري وهيبتها وافشال مخططاتها في حربها على الاسلام – فمتى تكون عين جالون المعاصرة ... !؟.
بعد سنتين في رمضان سنة 658 هـ خسر المغول والتتار في الشام كل شيء من هيبة وتفوقهم العسكري في معركة عين جالوت في معركة كاسحة على أيدي المسلمين من الجيش المصر وماتبقى من جيش الشام والمتطوعين.

الامام المهدي(ع) ينقذ حُجاج ضلوا في الصحراء
قبل بضع وعشرين سنة .. وما زال بعضهم حيا يرزق..
ثمانية عشر حاجا.. كانوا في سيارة في قافلة برية .. في طريق عودتهم من الحج الى العراق .. أراد السائق أن يسبق السيارات للتخلص من الغبار..
فتاه في الصحراء في منطقة حدود السعودية - البصرة...
عبثا حاولوا أن يجدوا أثرا للطريق .. فلا شئ إلا السماء والصحراء .. حتى نفد منهم البنزين...
وظلوا يومهم الأول ينظرون حواليهم في الصحراء .. قريبا وبعيدا .. فلا يرون أثر لسيارة ولا لأحد !وكاد ينفذ ما عندهم من ماء وزاد .. ولا أمل .. اتجهوا الى ربهم .. وتوسلوا اليه بنبيه وآله الطاهرين...وفي اليوم الثاني .. ساء وضعهم وقل عندهم الماء والزاد...
وفي اليوم الثالث .. صار وضعهم أسوأ .. وأمامهم العطش والجوع والموت..
فقال لهم معلمهم .. تعالوا نحفر قبورنا حتى يدفن من بقي منا من يموت...
ولا تأكلنا حيوانات الصحراء وطيورها...
فحفروا قبورهم .. وجلس بعضهم في قبره .. يبكي ويدعو..
يقول معلمهم .. كانت حالتنا مبكية .. كان كل واحد منا يبكي ويدعو...وبعضهم جلس أو تمدد .. فلا يستطيع الدعاء ولا البكاء.. وخطر في بالي أن أذهب الى ربوة رمل قريبة فوقفت هناك وبدأت .. أخاطب ربي وقلت له إنت تقول( ومن يخرج من بيته مهاجرا ... فيدركه الموت فقد وقع أجره على الله)
ونحن لانريد هذا الأجر .. نريد أن نموت في بيوتنا عند أهلنا.
ثم بدأت أخاطب صاحب الزمان عليه السلام..
قلت (أنت يتوسلون بك في الشدات .. وكلنا توسلنا بك.. فهل يوجد أكبر من هذه الشدة التي نحن فيها..إن لم تنحل مشكلتنا نبدأ اليوم أو غدا بالموت..).
وفجأة رأيت شخصا بدويا يجر وراءه بضعة جمال .. كأنه ولد من الصحراء أمامي..اقترب مني وسلم علي باسمي وقال : هل ضيعتم الطريق ..؟
قلت بلهفة .. نعم .. واقتربت نحوه متوسلا.. فقال : أنا جئت لكي أدلكم على الطريق..
اذهبوا بهذا الاتجاه مستقيما تصلون الى جبلين..فاسلكوا بينهما مستقيما حتى تصلوا الى جبلين آخرين.. فخذوا على يمينكم وذكر علامة .. تصلون الى الطريق الترابي وترون أثر السيارات..
فدنوت منه متوسلا وأخرجت له القرآن قائلاً..إني أراك صالحاً .. أقسمت عليك بهذا القرآن إلا جئت معنا أنت..أخاف أن نضيع مرة أخرى...
فقال : لاتقسم بالقرآن ياشيخ اسماعيل..وأشار الى جماله فأناخت .. وتقدم معي وقال: قل لهم ينهضوا ويركبوا في السيارة...
وما أن أشار بيده وقال قل لهم ينهضوا .. حتى رآنا الحجاج
وقالوا لي فيما بعد إنهم لم يرني واقفا معه مع أننا أمامهم .. ولا رأوا جماله .. بل رأونا فجأة نتجه نحوهم.. عندما رآنا الحجاج شهقوا شهقة الفرح .. وقلت لهم انهضوا واركبوا..
قال الرجل : المقصر الذي سبب ضياعكم هو السائق جمشيد .. فقل للسائق محمود ليصعد هو . ولم يخطر في بال أحد منا من أين عرف أسماءنا وقصتنا ؟.
أو أن سيارتنا خالية من البنزبن والماء!!. 
لقد سلبنا الله التفكير في أمره ، وألقي علينا إطاعته!!.
صعد السائق وصعد هو الى جنبه وأنا الى جنبه .. وأشار بإصبعه الى الأمام وقال لي:
قل له فليحرك .. وحرك محمود فاشتغلت السيارة ..وكنا أدرناها الى الأسفل وعالجناها طويلا أن تتحرك .. فلم نستطع .. لأن البنزين نفذ كليا..
ووصلنا الى الجبلين .. فقال .. هذان الجبلان الأولان .. والآن أول الظهر .. فانزلوا وصلوا..
وأنا أصلي هنا..
وأنتم لاماء عندكم .. فاذهبوا الى ذلك الشوك وأشار بيده الى نبات شوك هناك , تجدوا عنده بئرا فتوضوؤا واملؤوا قربكم وسيارتكم.
وذهبنا فوجدنا بئرا مملوءا ماء عذبا الى شبر من بابه.. فتوضأنا وصلينا .. ورجعنا الى السيارة.. وإذا به أتي وصعد السيارة وقال للسائق حرك .. وأشار بيده..
فسرنا وتحدثنا .. كان أستاذنا المطاع .. ما تحدثنا بشئ إلا وهو خبير به..
وكم أخبرنا من أمورنا التي لايعلمها غيرنا
مثلا ً .. كان يخاطب من خاطب منا باسمه.
وقال لنا .. نذركم بالشكل الذي نذرتم باطل..
وكنا نذرنا إن نجونا من الموت .. أن نعطي كل ما معنا الى الفقراء في أول محلة معمورة نصل اليها..
قال احسبوا ما عندكم .. وإذا رجعتم الى بلدكم أعطيتم مقداره الى الفقراء..
وعندما وصلنا الى القرية قريب المغرب .. حمدنا الله تعالى ونزلنا .. وقلنا له لابد أن تتعشى معنا .. خاصة وأنك ما تغديت .. فقال لي .. لا ، أنا عندي شغل.. ووقفت معه أخاطبه .. وأرجوه أن يقبل دعوتنا ..أو يقبل منا مبلغا..
فقال كلا .. ولو كنت أعرف أنكم بحاجة لأعطيتكم..
كنا واقفين معه .. فإذا به فجأة غاب من أمام أعيننا .. فبهتنا .. ودهشنا .. وأخذ بعضنا يبكي .. وبعضنا يقبل الأرض التي كان واقفا عليها.
هذه القصة حقيقية .. ورواتها ثقاة .. فما هي دلالاتها .. وتفسيرها ..؟.
وهل هذاالشخص من أولياء الله تعالى .. أو ملائكته ؟.
ومن أين له هذا العلم ؟.
ومن أين له هذه القدرة على المعجزة .. ؟
يشير للسيارة فتسير بلا بنزين .. ويشير للصحراء عند نبات الشوك .. فيكون بئرا عذبا .. حيث لاماء ولا بئر ؟

الأزهر يجيز كتابا لجدٍّ مزعوم 
للرئيس بوش يصف الرسول محمد بالدجال
سمح مجمع البحوث الإسلامية الذي يعد أعلى هيئة علمية تابعة للأزهر الشريف في مصر, بنشر كتاب اميركي نسب الى احد اجداد الرئيس الاميركي جورج بوش ويصف فيه النبي محمد بانه "دجال" والاسلام بالـ(هرطقة).
وقالت الصحافة المصرية الحكومية اليوم الجمعة 24-6-2005م "اجاز مجمع البحوث الاسلامية بالازهر الشريف تداول كتاب (حياة محمد, مؤسس الدين الاسلامي والامبراطورية الاسلامية) وهو من تاليف القس جورج بوش الجد الخامس للرئيس الاميركي الحالي جورج بوش الابن. ونفت واشنطن مرتين في 2004 و2005 ان يكون الكاتب القس جورج بوش على علاقة قرابة مع الرئيس الاميركي، وذكرت واشنطن في نفي رسمي نشر في العام 2004 على موقع الانترنت واعيد نشره في العام 2005 "ان جد الرئيس بوش هو السناتور بريسكوت بوش الذي ولد في 1895 وتوفي في 1972). واوضحت واشنطن في الوقت نفسه ان كاتب (حياة محمد, مؤسس الدين الاسلامي والامبراطورية الاسلامية) كان  بعيدا جداعن اجداد الرئيس بوش"، واكدت الادارة الاميركية على موقع الحكومة "ان القس جورج بوش (1796-1859) كتب بالفعل كتابا بعنوان (حياة محمد) في 1830. لكن الكاتب ليس جد الرئيس الحالي ولا احد اجداده المباشرين). والازهر الذي يتولى شؤون نشر وترجمة او بيع كتب تتعلق بالاسلام "اجاز تداول الكتاب لانه مجرد عمل توثيقي يعرض صورا حية لحياة الرسول الكريم (ص) وسيرته الذاتية من حيث النشأة والاصول العربية", حسب ما كتبت صحيفة "الاخبار" نقلا عن مقتطفات من حيثيات طرح الكتاب للتداول. واضافت "اشاد الكتاب باصرار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على اتمام دعوته وعدم احباطه في تبليغها رغم الصعوبات والمكائد التي خطط لها خصومه", دون ان يتضح ما اذا كانت الصيغة المسموح ببيعها هي بالانكليزية او العربية. وكتبت صحيفة "الاخبار" نقلا عن مصدر في معهد الدراسات الاسلامية "ان اجازة الكتاب للتداول لم تأت نتيجة لاي ضغوط من احد لان الازهر وجميع هيئاته لا يقبل اي ضغوط خارجية او داخلية في كل ما يتعلق بالدين واحكامه(, داحضة الكلام عن ضغوط مارستها الادارة الاميركية للسماح بتداول الكتاب، واضاف المصدر "ان اجازة الكتاب للتداول انهت جدلا حوله منذ اول العام الحالي). ومن المفارقة ان الادارة الاميركية تحدثت في بيانها عبر موقعها على الانترنت عن كتاب القس جورج بوش وكأنها تتحدث عن "كتاب تبنى موقفا سلبيا للغاية ضد الاسلام" و"يشبه المسلمين بالجراد). وقالت الادارة الاميركية "انه (الكتاب) يشير الى محمد على انه (دجال) ويصف الاسلام بانه (هرطقة) و(خرافة رهيبة)", مشيرة الى ان الكتاب "يحتفظ مع ذلك باقسى انتقاداته الى الكاثوليكية الرومانية). ولم يتوفر اي مصدر اليوم الجمعة في الازهر للتعليق على هذه المعلومات او توضيح ما اذا كانت الصيغة التي عرضت على الازهر تتضمن مقاطع اعتبرتها الحكومة الاميركية مهينة.وتم وقف بيع الكتاب من 1901 الى 2001. وفي العام 2002 اعادت دار نشر "بوك تري" طباعته لكنها لم تبع منذ ذلك الوقت سوى 50 نسخة منه, كما اوضحت الادارة الاميركية. ويمكن الاطلاع على الكتاب عبر الانترنت حيث يتوفر مجانا

بحوث مستلة
المهدي الموعود(عليه السلام) وغيبته في القرآن الكريم
إنّ أبرز ما تتميز به عقيدة مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في المهدي الموعود هو القول بوجوده بالفعل وغيبته وتحدد هويته بأنّه الإمام الثاني عشر من أئمة العترة النبوية الطاهرة، وأنه قد ولد بالفعل من الحسن العسكري(عليه السلام) سنة (255 هـ ) وتولى مهام الإمامة بعد وفاة أبيه العسكري سنة (260 هـ ) وكانت له غيبتان الاُولى وهي الصغرى استمرت الى سنة (329هـ ) كان الإمام يتصل خلالها بشيعته عبر سفرائه الخاصين، ثم بدأت الغيبة الكبرى المستمرة حتى يومنا هذا والى أن يأذن الله عزّ وجلّ بالظهور لأنجاز مهمته الكبرى في إقامة الدولة الاسلامية العالمية التي يسيطر فيها العدل والقسط على أرجاء الأرض ان شاء الله تعالى.
ويتفق أهل السنة على انتماء المهدي الموعود لأهل البيت(عليهم السلام) وأنه من ولد فاطمة(عليها السلام) وقد اعتقد جمع منهم بولادته لكن بعضهم ذهب الى أنه سيُولد ويظهر في آخر الزمان ليحقق مهمته الموعودة دون أن يستند الى دليل نقلي ولا عقلي في ذلك سوى الاستناد الى الأحاديث المشيرة الى أن ظهوره يكون في آخر الزمان. وليس هذا دليلاً تاماً على أن ولادته ستكون في آخر الزمان أيضاً كما أنه ليس فيه نفي للغيبة; لأنها والظهور لا يكونان في زمن واحد لكي يُقال بأنَّ إثبات الظهور في آخر الزمان يعني نفي الغيبة دفعاً لاجتماع النقيضين المحال عقلاً، فرأي الإمامية هو أن الغيبة تكون قبل الظهور فلا تعارض بينهما.
ومدرسة أهل البيت(عليهم السلام) تقدم الأدلة لإثبات الغيبة بتفصيل في كتبها العقائدية المشهورة.
وقد لاحظنا سابقاً أن البشارات السماوية الواردة في الأديان السابقة بشأن المنقذ العالمي الموعود في آخر الزمان لا تنطبق بالكامل إلاّ على المهدي ابن الحسن العسكري(عليهما السلام) الذي تؤمن به مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، بل وتصرّح بغيبته وهذا أهم ما يميّز رأي الإمامية كما تصرّح بأنه خاتم الأئمة الاثني عشر وتشير الى خصائص لا تنطبق على سواه، الأمر الذي جعل التعرّف على عقيدة الإماميّة في المهدي المنتظر وسيلة ناجحة في حل الاختلاف في تحديد هوية المنقذ العالمي استناداً الى المنهج العلمي في دراسة هذه البشارات.
ونعرض هنا مجموعةً من الآيات الكريمة التي تدل بصورة مباشرة على حتمية أن يكون في كل زمان إمام حق يهدي الناس الى الله ويشهد على أعمالهم ليكون حجة الله عزّ وجلّ على أهل زمانه في الدنيا والآخرة، والتي تحدد له صفات لا تنطبق ـ في عصرنا الحاضر ـ على غير الإمام المهدي الذي تقول مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بوجوده وغيبته. فتكون هذه الآيات دالة على صحة عقيدة الامامية في المهدي المنتظر، وهي في الواقع من الآيات المثبتة لاستحالة خلو الأرض من الإمام الحق في أي زمان، ودلالتها على المقصود واضحة لا تحتاج الى المزيد من التوضيح إلاّ أن الخلافات السياسية التي شهدها التأريخ الإسلامي وانعكاساتها في تشكيل الآراء العقائدية; أدّت الى التغطية على تلك الدلالات الواضحة وصرفها الى تأويلات بعيدة عن ظواهرها البيّنات.
ونكمل هذا البحث بدراسة لدلالات طائفة من الأحاديث الشريفة التي صحّت روايتها عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في الكتب الستة المعتبرة عند أهل السنة وغيرها من الكتب المعتبرة عند جميع فرق المسلمين; فهي تشكل حجة عليهم جميعاً; وهي تكمل دلالات الآيات الكريمة المشار إليها وتشخص المصاديق التي حددت الآيات صفاتها العامة. وتثبت أن المهدي الموعود الذي بشر به رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو الإمام الثاني عشر من أئمة العترة النبوية وهو ابن الحسن العسكري سلام الله عليه.
عدم خلو الزمان من الإمام
قال الله تعالى: (يوم ندعو كل اُناس بإمامهم فمن أُوتي كتابه بيمينه فاُولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً).
وهذا نصٌّ صريح على أن لكل أهل زمان «كل اُناس» إمام يُدعون به يوم القيامة. يكون الاحتجاج به عليهم أو ليكون شاهداً عليهم يوم الحساب وهذا أيضاً يتضمن معنى الاحتجاج عليهم. فَمن هو «الإمام» المقصود في الآية الكريمة الاُولى؟
للاجابة يلزم الرجوع الى المصطلح القرآني نفسه لمعرفة المعاني المرادة منه والاهتداء به لمعرفة المنسجم مع منطوق النص القرآني المتقدم.
لقد اُطلق لفظ «الإمام» في القرآن الكريم على مَن يُقتدى به من الأفراد، وهو على نوعين لا ثالث لهما في الاستخدام القرآني وهما: الإمام المنصوب من قبل الله تبارك وتعالى لهداية الخلق إليه بأمره عزّ وجلّ، كما في قوله عزّ وجلّ: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)، وقوله: (إني جاعلك للناس إماما)، وقوله: (ونُريدُ أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)، وقوله: (واجعلني للمتقين إماماً). فيُلاحظ في جميع هذه الموارد أنها تنسب جعل الإمامة الى الله سبحانه مباشرة.
أما النوع الثاني فهو مَن يُقتدى به للضلال كما في قوله تعالى: (فقاتلوا أئمة الكفر)، وقوله: (وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون). هذا في الأفراد أما في غير الأفراد فقد اُستخدم في معنيين وبصورة المفرد فقط، في حين ورد بالمعاني السابقة بصيغة المفرد وصيغة الجمع، والمعنى الأول هو التوراة كما في قوله تعالى: (ومن قبله كتابُ موسى إماماً ورحمة)، وربما يُستفاد من هذا الاستخدام صدق وصف «الإمام» على الكتب السماوية الاُخرى أو الرئيسة منها على الأقل. أما المعنى الثاني فهو اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى:(وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)
الإمام المقصود في الآية
فمَن هو «الإمام» المقصود في الآية والذي لا يخلو زمان من مصداق له ويُدعى به أهل عصره يوم القيامة؟ هل هو شخصٌ معيّنٌ؟ أم هو أحد الكتب السماوية في كل عصر؟ أم هو اللوح المحفوظ؟
لا يمكن أن يكون المراد هنا الكتب السماوية ولا اللوح المحفوظ لأنّ الآية عامة وصريحة بأن مدلولها ـ وهو عدم خلو أي زمان، وأيّ قوم من إمام ـ يشمل الأولين والآخرين، في حين أن من الثابت قرآنياً وتاريخياً أن أول الكتب السماوية التشريعية هو كتاب نوح(عليه السلام)، فالقول بأن المراد بالإمام في الآية أحدها في كل عصر يعني إخراج الأزمنة التي سبقت نوحاً(عليه السلام) من حكم الآية وهذا خلاف صريح منطوقها بشمولية دلالتها لكل عصر كما يدلّ عليه قوله تعالى (كل اُناس). كما لا يمكن تفسير الإمام في الآية باللوح المحفوظ; لأنه واحدٌ لا يختص بأهل زمان معين دون غيرهم في حين أن الآية الكريمة تصرّح بأن لكل اُناس إماماً. إذن لا يبقى إلاّ القولان الأولان، فالمتعين أن يكون المراد من الإمام في الآية من يأتمّ به أهل كل زمان في سبيل الحق أو الباطل. أو أن يكون المراد فيها إمام الحق خاصة وهو الذي يجتبيه الله سبحانه في كل زمان لهداية الناس بأمره تبارك وتعالى ويكون حجة الله عزّ وجلّ عليهم يدعوهم به يوم القيامة للاحتجاج به عليهم سواءٌ كان نبيّاً كإبراهيم الخليل ومحمد ـ عليهما وآلهما الصلاة والسلام ـ أو غير نبي كأوصياء الأنبياء(عليهم السلام).
ويكون المراد بالدعوة في الآية هو الإحضار، أي إن كل اُناس ـ في كل عصر ـ محضرون بإمام عصرهم، ثم يُؤتى مَن اقتدى بإمام الحق كتابه بيمينه ويظهر عمى مَن عمي عن معرفة الإمام الحق في عصره وأعرض عن إتباعه. وهذا ما يعطيه التدبر في الآيتين الكريمتين مورد البحث كما يقول العلامة الطباطبائي في تفسيرهما، وقد عرض في بحثه لجميع أقوال المفسّرين في تفسير معنى الإمام هنا وبيّن عدم انسجامها مع الاستخدام القرآني وظاهر الآيتين، وهي أقوال واضحة البطلان، ولعل أهمها القول بأنّ المراد من الإمام: النبي العام لكل أمة، كأن يُدعى بأمة إبراهيم أو أمة موسى أو أمة عيسى أو أمة محمد ـ صلوات الله عليهم أجميعن ـ، وهذا القول أيضاً غير منسجم مع ظاهر الآيتين أيضاً لأنه يُخرج من حكمها العام الأمم التي لم يكن فيها نبي، وهذا خلاف ظاهرهما، كما أنه مدحوض بالآيات الاُخرى التي سنتناولها لاحقاً، إن شاء الله تعالى.

لولا العنكبوت لمات البشر جوعا
أوهن البيوت بيته وشبكته التي ينسجها في الهواء لا تحميه من الاغتيال: ومع ذلك صارت مثلاً على التوغل وربما التوحش عندما يقال لقد انتشر انتشاراً عنكبوتياً كما أن سمه وظفة في الطب الشرعي. وإذا كان القرآن الكريم قد ذكر بيت العنكبوت فإن كتب التراث العربي لم تغفل هذا الكائن العجيب في اللغة: قال ابن منظر في موسوعته اللغوية لسان العرب: العنكبوت دويبة تنسج في الهواء وعلى رأس البئر نسجاً رقيقاً مهلهلاً، وهي مؤنثة وربما ذكرت في الشعر. قال: والتأنيث في العنكبوت، وعناكب، وعناكيب. وتصغيرها: عنكيب وعنيكيب وهي بلغة اليمن عنكباه ويقال لها أيضاً: عنكباه وعنبكوه.
وقال ابن الأعرابي: العنكب الذكر منها، والعنكبة الأنثى.
وقيل: العنكب جنس العنكبوت وهو يذكر ويؤنث.
وقال المبرد: العنكبوت أنثى ويذكر.
ويقال لبيت العنكبوت: العُكدبة.
وقال الدميري في حياة الحيوان الكبرى:
العنبكوت: دويبة تنسج في الهواء وكنيته أبو خيثمة، وأبو قشعم، والأنثى أم قشعم وهي قصار الأرجل كبار العيون، للواحد ثمانية أرجل وست عيون.
فإذا أراد صيد الذباب لطى بالأرض وسكن أطرافه وجمع نفسه ثم وثب على الذباب فلا يخطئه.
وقال: قال أفلاطون: أحرص الأشياء الذباب , وأقنع الأشياء العنكبوت فجعل الله رزق اقنع الأشياء في أحرص الأشياء فسبحان اللطيف الخبير.
وقال ابن قتيبة في عيون الأخبار: تنسج من العناكب الأنثى والذكر هو الخدرنق. وولد العنكبوت ينسج ساعة يولد.
وقال الجاحظ في كتاب الحيوان: ولد العنكبوت أعجب من الفروج الذي يخرج على الدنيا كاسباً كاسياً لأن ولد العنكبوت يقوي على النسيج ساعة يولد من غير تلقين ولا تعليم ويبيض وأول ما يولد دوداً صغيراً ثم يتغير ويصير عنكبوتاً وتكتمل صورته عند ثلاثة أيام.
أصناف العنكبوت
وعن أصناف العنكبوت قال القزويني في عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: وللعنكبوت أصناف كثيرة لكل صنف فعل عجيب منها الطويلة الأرجل فإنها لما عرفت ضعف قوائمها وأنها تعجز عن الصيد أعدت للصيد مصائد وحبالاً من الخيوط فعمدت إلى فرجة بين حائطين متقاربين وتلقي لعابها الذي هو خيطها ليلصق به ثم يعدو إلى الجانب الآخر ويحكم الخيط في الطرف الآخر وهكذا ثانياً وثالثاً وهذا هو السدى، ثم يحكم لحمته حتى يتم النسيج، كل ذلك في تناسب هندسي حتى يصبح النسيج ثم يقعد في زاوية مترصداً وقوع الصيد فيها فإذا وقع فيها شيء من الذباب أو البق بادر إلى أخذه.
ويواصل القزويني وصف العنكبوت فيقول:
ومنها صنف آخر قصار الأرجل يسمى الفهد فإنه يصيب الذباب على شبه صيد الفهد وذلك أنه يكمن في زاوية فإذا طارت ذبابة بقربه وثب إليها، وربما مد خيطاً من السقف وعلّق نفسه فيه منكساً فإذا طار ذباب بالقرب منه رمى بنفسه إليه وأخذه.
ومنها صنف آخر يقال له الليث له ست عيون فإذا رأى الذبابة لطى بالأرض، ثم وثب ولم يخطىء وثبته وهو آفة الذباب.
ومنها صنف يقال له الرتيلا إذا مشى على الإنسان يموت الإنسان من لعابه ويسمى عقرب الثعبان لأنه يقتل الثعبان.
ومنها صنف دقيق الصنعة يهيىء نسجه ويصعد بيته فإذا وقعت في مصيدته ذبابة يمشي إليها ويمتص رطوبتها والذباب يطن من الألم إلى أن يموت ويحملها إلى خزانته للذخيرة وأكثر ما يقع في مصيدته في غيبوبة الشمس.
ويقول القزويني: وزعم بعضهم: أن العناكب الإناث هي العوامل والذكور لا تعمل شيئاً، ومنهم من قال: أن السدي من الإناث واللحمة من الذكور لأن اللحمة أقوى من السدي وهما كالشريكين في العمل أو هما كالأستاذ مع تلميذه.
العنكبوت في الأمثال
ونترك القزويني بعجائبه التي تضارع حقائق العلم الحديث، وتصنيفاته التي تدل على العلم الدقيق ونعود إلى الدميري لنرى ما قاله عن العنكبوت في الأمثال حيث قال:
قالوا: أغزل من عنكبوت.
وقالوا: أوهن من بيت العنكبوت.
قال تعالى: )مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم. وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ([العنكبوت: 41 ـ 43).
والعالمون كل من عقل من الله عز وجل وعمل بطاعته وانتهى عن معصيته فهم يعقلون صحة هذه الأمثال وحسنها وفائدتها وكان جهلة قريش يقولون: إن رب محمد يضرب الأمثال بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك وما علموا أن الأمثال تبرز المعاني الخفية في الصور الجلية ( انظر موضوعنا بيت المسلم وبيت العنكبوت).
العنكبوت في العلم الحديث
العنكبون في العلم الحديث من رتبة العناكب، طائفة العنكبوتيات أو العنكبيات، من شعبة مفصلية الأرجل أو المفصليات , من اللافقاريات , من المملكة الحيوانية من الكائنات الحية.
وتشمل رتبة العناكب حيوانات منتشرة في جميع أنحاء العالم يعيش بعضها في الماء العذب أو مياه البحار ولكن يعيش معظمها على الأرض، وهي تتنفس الهواء الجوي وتتغذى على عصارة الحيوانات الصغيرة , ومنها أنواع تعيش متجولة لا تنسج أنسجة كثيرة ومنها أنواع ساكنة تقوم بنسج خيوطها التي تستعملها كمصائد وشرانق تضع فيها البيض.
ويقول منذر عبد الرحمن في مقالة العنكبوت كائن كل العصور في مجلة الخفجي: لو لم تكن هناك عناكب لجاع البشر حتى الموت , فكمية الحشرات الضارة بالزراعة التي تدمرها العناكب في اليوم الواحد تفوق في وزنها وزن سكان العالم حيث يوجد 50 مليوناً من العناكب في كل هكتار خشب في بريطانيا 250 مليوناً في الغابات المدارية فإذا علمنا أن وجبة كل عنكبوت في اليوم الواحد تتراوح ما بين 10 و15 حشرة فسندرك على الفور أهمية العناكب.
ويوجد العنكبوت الذئبي الذي يمشط حقول القطن وفول الصويا مجاناً دون استعمال للمبيدات الحشرية وتوجد عناكب تنظف بساتين التفاح وتحد من انتشار المن وغيرها.
وقال: إن غزل العناكب مليء بالهواء، ولذلك فهو عازل حراري ممتاز وخفيف الوزن جداً ومتنوع في السمك , وهو أكثر مرونة من خيوط الفولاذ وإذا فتلنا 143 خيطاً من خيوط العنكبوت مع بعضها البعض فسنحصل على خيط سمكه ميلمتر واحد وإذا أخذنا منه خيطاً فإنه يلتف حول الأرض مع أن وزنه كيلوجرامان.
وتستخدم العناكب حالياً في الطب الشرعي في تحديد سبب الوفاة ببعض السموم لقلة الكمية التي يمكن الحصول عليها من السم المستخدم في الجريمة ويمكن استثارة العنكبوت بتقديم قطرة متجمدة من دم المسموم للتغذي عليها فينعكس نوع السم على شكل خيط العنكبوت وقد استخدم الكمبيوتر في تحليل نوع السم من تحديد اتجاهات نوع السم المستخدم


مشاركات القراء
خاص للسواق
قال تعالى (( قل هل انبئكم باخسرين اعمالاً × الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يُحسنون صنعاً )) الكهف 103ـ 104 
وعن امير المؤمنين (ع) قال:( العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة ) لقد مارس حكام الجور والضلال من اعداء اهل البيت(ع)، وممن اقتفى اثرهم من حاقدين ونواصب لمنع زيارة قبورهم المقدسة بشتى الاساليب البشعة محاولة منهم ان يطمسوا اثارهم لكن الله يأبى إلا ان يتم نوره , فبدأ من الحكم الاموي والعباسي وما بعدهما من حكومات ظلالة , وابشع جريمة في تلك الحقبة هي جريمة المتوكل العباسي(لع) حيث انه امر سنة 236 هـ بهدم قبر الامام الحسين(ع) وأمربكرب القبر ومحوه واخراب كل ما حوله ثم امران يُبذرو يُزرع ,وكل من جاء زائراً لقبره الشريف قُتل وقد قُتل عدد كبير من زواره , ونودي للناس في تلك الناحية ، من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة ايام حبسناه في المطبق. وتتبع الظلم اثر الظلم وصولاُ الى الحكم البعثي الهمجي فمارس ما مارس وكان اكثر من حمل على عاتقه هذه المهمة هو الطاغية صدام فلا يخفى على احد الممارسات التي مارسها صدام وازلامه ضد محبي وموالي اهل البيت (ع) والمقابر الجماعية لزوار الحسين (ع) شاهداُعلى ذلك . 
ولم ينتهي الظلم بسقوط الطاغية بل اكمله سليل الحقد السفياني الاموي (الزرقاوي وزمرة الكفر والالحاد ) فمارسوا سياستهم البشعة ضد شيعة اهل البيت(ع) لمنع زيارة مراقدهم المقدسة (ع) وكانت ابشع جرائمهم هي احداث عاشوراء في كربلاء والنجف وفاجعة جسر الائمة (ع) وغيرها، ورغم كل هذا وذاك يبقى قبر ابي عبد الله (ع) مناراُ لنا وللعالم اجمع . ان هذه هي صورة واضحة من مقاطع الحقد الظاهري والظلم المباشر من قبل اعداء اهل البيت(ع). اما الصورة الاخرىمن هذا الظلم فهو الظلم غير المباشر والذي لاتقل نتائجه ومترتباته عن تلك الصورة الاولى او تساويه في بعض الاحيان، فعندما تحل مواسم الزيارة كأربعينية المولى ابي عبد الله الحسين(ع) فأن الجهود تتهيأ لاحياء هذه المناسبة بأتم وجه ، فتنتشر المواكب على طول الطرق التي تربط المحافظات بكربلاء لتطعم وتسقي وتأوي زوار ابي عبد الله الحسين(ع) وتخفف عنهم عناء الطريق وتنشر المفارز الطبية لتوفير العلاج والادوية للزوار الكرام وغيرها من الجهود الخيرة التي تبذل ، وكان هذه الاعمال هي مجانية لايريد صاحبها الا وجه الله تعالى وتكون مصداقاً لولائه لآل البيت(ع) ، ولكن عكس هذه الجهود توجد ظاهرة بشعة وهي ظاهرة زيادة اجور السيارات من قبل (السواق) فهم بدلاً من ان يكرسوا جهودهم لخدمة زوار الحسين (ع) تراهم يحدون سيوفهم ليقطعوا من اجسام الزوار ، فبدلاً من التعاطف مع الزوار ومراعاة ضعف الحالة المادية لمعظمهم تراهم يقومون وبلا رادع من دين او ضمير بزيادة اجور السيارات حتى تصل الى الضعف او اكثر ، ويترتب على هذه الحاله إن قسماً كبيراً من الناس لايأتون للزيارة في مواسمها بسبب زيادة الاجور للسيارات ، فهذه هي الصورة الثانية للظلم على شيعة أل محمد (ص) اما اوجه التوافق فيما بين هذه الصورة وبين الصورة السابقة هو انه في كلتا الحالتين تٌمنع ناس من زيارة قبر ابي عبد الله الحسين(ع) وهذه هي النتيجة التي تتحقق من هاتين الصورتين. ومن هنا اوجه ثلاث نداءات:ـ 
الاول:ـ يامعشر السواق اتقوا الله في عباد الله وراعوا حق أهل البيت(ع) في محبيهم وشيعتهم واعلموا ان كل درهم زيادة هو مال مغصوب ، وأعلموا إن ارزاقكم هذه هي ببركة قبور الائمة (ع) ، ولا احد يريد منكم ان تنقلوا الزوار مجاناً ولكن اجعلوا ايام الزيارة كالآيام العادية. 
الثاني: ـ يانقابة النقل اين انتم من هذه التجاوزات ، أولستم امناء على هذه المهنة؟ 
نريد منكم أجراءات صارمة بحق كل متجاوز على الاجرة المحددة.
الثالث: ـ (( العجل العجل يامولاي يا صاحب الزمان حت تملآ الارض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً.....
ابو فاطمة الخزاعي



تمعن جيدا
روي انه قام ابا ذر الغفاري (رض) عند الكعبة فقال انا جندب بن السكن فكتنفه الناس فقال لو ان احدكم اراد السفر لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه . فسفر يوم القيامة اما تزودون فيه ما يصلحكم ؟ فقام اليه رجل فقال : ارشدنا . فقال : صم يوم شديد الحر للنشور ، وحج  حجة لعظائم الامور ، وصل ركعتين في جوف الليل لوحشة القبور ، كلمة خير تقولها وكلمة شر تسكت عنها ، او صدقة منك على مسكين لعلك تنجوا يا مسكين من يوم عسير ، اجعل الدنيا درهمين درهما انفقته على عيالك ودرهم قدمته لاخرتك والثالث يضر ولا ينفع لا ترده اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال وكلمة للاخرة والثالثة تظر ولا تنفع لا تردها . ثم قال : قتلني هم يوم لا ادركه.
احمد اسراج
شمس لن تغيب
تعد نهضة الحسين (ع) الحجر الاساس لثورة الامام المهدي (عج) ، فمأساة كربلاء منذ حدوثها بل وحتى قبل حدوثها لمن كان عالماً بها ، حزن دائم وألم دفين في قلوب المؤمنين ، فما ذكر الحسين (ع) مؤمن الا واستعبر ، وهم يتطلعون بلهفة حزينة ثائرة لأمامهم الغائب يرجون قيامه للاخذ بثار سيد المظلومين وامام الشهداء (ع) فلا يخفى علينا ايها المؤمنون هذا الارتباط الوثيق بين نهضة الحسين (ع) وثورة الامام المهدي (عج) فكلاهما بقيادة امام معصوم ، وعلى خط الله لنصرة دينه واقامة العدل بين الناس ، وقد وردت عدة نصوص يتضح فيها هذا الارتباط ، حيث ان ثورة المهدي (عج) هي امتداد لنهضة سيد الشهداء (ع) فهما جولتان في حرب تاريخية واحدة بين الحق والباطل ، كانت واقعة الطف جولة دامية انتصر فيها الباطل ظاهرياً اما ثورة الامام المهدي (ع) فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل ، ويطبق الدين الالهي في ارجاء المعمورة ، وينتشر العدل في ظلاله ، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري وذلك لأن الرسالة العامة للناس ستعود بنفس صورتها النهائية التي بلغها الرسول (ص) فيكون حلاله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ، بعدما انقلب الوضع تماماً بعد وفاته (ص) لأن الامة لم تطع وسارت منحرفة عما رسم الله لها وزاد ذلك . حتى دخل الانحراف مرحلة خطيرة في زمن معاوية فنهض الحسين (ع) الوصي الثالث للرسول الاعظم (ص) ليؤدي دوره المرسوم ، ويقف في وجه هذا الانحراف بكل صراحة ووضوح فيكشف للناس انحراف حاكمهم وللرعية ضلالهم فجائت نهضته هزة عنيفة ايقضت المسلمين من غفوتهم وارشدتهم الى محاكمهم واوضحت لهم انحراف الدرب الذي يسلكونه مع الامام المهدي (ع) لتكون من مقدمات قيامها ومن دواعي نجاحها وهناك اثار تركتها نهضة الحسين (ع) على قضية الامام المهدي (ع) وثورته نوضحها بايجاز 1- انحراف الحاكم : فقد كشفت ثورة الحسين (ع) للامة الاسلامية انحراف حكامها عن الدين وظلمهم وفسادهم الخ... انما جعل الناس يتطلعون للحاكم الصالح الهادي الى سبيل الرشاد الناشر للعدل والصلاح.2- ائمة المسلمين : كان لثورة الحسين (ع) الاثر البالغ الى ارشاد المسلمين الى ائمة اهل البيت (ع) ورجوعهم اليهم ، فسلوك الامام (ع) في الطف وتطبيقه للاحكام الشرعية واخلاقه العالية مع اعداءه ونصائحه ومواعظه جعل ذلك يصب في قضية التمهيد لثورة الامام المهدي (ع). 3- سقوط الدولة :ان نهضة الحسين (ع) زعزعت اركان الدولة الاموية مما ادى الى سقوطها . فجائت هذه الفرصة لبث التعاليم الدينية ومنها التبشير بالامام الثاني عشر ، وخصوصا من قبل الامامين الباقر والصادق (ع). 4- رفض الظلم: ان تضحية الامام الحسين (ع) حالة من حالات الرفض للظلم والاضطهاد ورغبة في الانتقام من الظالمين واقصائهم عن مسرح الحياة البشرية وهذا الشعور من دعائم ثورة الامام المهدي (ع) القائمة على محاربة الظلم والعاملة على نشر العدل والاصلاح في الارض. 5- الثار : ان صورة كربلاء المفجعة ابكت عيون المؤمنين والهبت صدورهم فتولدت لديهم روح الثار للشرفاء والمظلومين واخذوا يتطلعوم الى من ياخذ معهم الثار ، فاخبرهم الائمة (ع) انه القائم من ال محمد.  6- حفظ الدين : حينما استلم معاوية الحكم ضَمر الدين تدريجيا وتحول الدين الى احكام مهملة فجائت نهضة الحسين وشهادته السامية الى جانب مجالس العزاء فما اصدق القول ( الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) 7- روح الجهاد والتضحية : ومن اثار نهضة الحسين (ع) انها الهبت نفوس المؤمنين روح الجهاد ضد الباطل فكم من ثورة انبثقت عنها حتى غدت تتناقله الاجيال حتى يوم الظهور وستكون صورة يقتدى بها اصحاب الامام المهدي (ع) وانصاره. 8- النصرة :كانت نصرة الاصحاب للحسين (ع) مثالا نادرا في حسن الطاعة والتفاني والاخلاص للقائد وهذا النموذج الرائع من النصرة سيكون مدرسة لاصحاب المهدي (ع)يساهم في اعدادهم الروحي لنصرة امامهم المنتظر يتضح من خلال ذلك مدى الارتباط والعلاقة الوثيقة بين نهضة الحسين (ع) وثورة الامام المهدي (ع) وهناك ملامح ظاهرة لهذا الارتباط نجدها في جوانب مختلفة من عملية الظهور وما سيرافقها من احداث نذكر منها.
1- ان قيام دولة الحق العامة سيكون على يد ابن الامام الحسين(ع) وقد ورد في الاخبار بذلك قبل ولاد ته فعن الرسول (ص) :( لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر امتي رجل من ولد الحسين (ع) يملؤها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
2- سيكون الظهور واعلان ثورة الامام المهدي (عج ) في يوم عاشوراء ، أي العاشر من شهر محرم الحرام ، وفي ذلك مغزى عظيم يكشف عن الارتباط العميق بين نهضة الحسين (ع) وثورة الامام (عج).
3- لكل ثورة شعار يلخص دوافعها وأهدافها وشعار الامام المهدي وانصاره ، هو : ( يا لثارات الحسين (ع)) فهل هناك علاقة اوثق من هذا ؟.
4- قتل ذراري قتلة الامام الحسين (ع) . فعن الصادق (ع) : القائم والله يقتل ذراري قتلة الحسين (ع) في ثورة الامام المهدي (ع) سوف ينهي مأساة كربلاء ، بل سيبقى لها شأنها الخاص:
كذب الموت فالحسين مخلداً
                                 كلما مر الزمان ذكره يتجددا
نرجس
انواع الذنوب
1- الذنوب التي تهتك العصم وهي: 
شرب الخمر ،القمار ، فعل ما يضحك الناس ،اللهو ،ذكر عيوب الناس ، مجالس اهل الحرام
2- الذنوب التي تنزل النقم:
نقض العهد ، ظهور الفاحشة ، شيوع الكذب ، منع الزكاة ،  الحكم بغير ما انزل الله ، تطفيف الكيل
3- الذنوب التي تنزل البلاء:
ترك اعانة الملهوف ، ترك اعانة المظلوم ، تضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
3- الذنوب التي تقطع الرجاء:
الياس من روح الله ، القنوط من رحمة الله ، الثقة بغير الله ، التكذيب بوعيد الله

واحة المرأة
هل تعلم؟!
× هل تعلم ان اعداد الملائكة هم اكثر من اعداد الانس ؟ 
سئل ابي عبد لله (ع) عن الملائكة اكثر ام بنو ادم فقال (ع) والذي نفسي بيده لعدد الملائكة في السموات اكثر من عدد التراب في الارض وما في السماء موضع قدم الا وفيها ملك يسبحه ويقدسه ولا في الارض شجر ولا مدر الا فيها ملك موكل بها ياتي الله كل يوم بعلمها والله اعلم بها وما منهم احد الا ويتقرب كل يوم الى الله بولايتنا اهل البيت ويستغفر لمحبينا ويلعن اعدائنا ويسئل الله ان يرسل عليهم العذاب ارسالا.
وعن ابي عبد الله (ع) قال : ليس خلق اكثر من الملائكة وانه لينزل كل يوم سبعون الف ملك ياتون البيت المعمور فيطوفون به فاذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة فاذا طافوا بها اتوا قبر النبي (ص) فسلموا عليه ثم اتوا قبر امير المؤمنين (ع) فسلموا عليه ثم اتو قبر الحسين (ع)فسلموا عليه ثم عرجوا وينزل مثلهم ابدا الى يوم القيامة.
× هل تعلم ان الملائكة تنام؟
سئل ابي عبد الله (ع) عن نوم الملائكة فقال : ما من حي الا وينام ما خلا الله وحده عز وجل والملائكة ينامون ، فقال سائل : يقول الله عز وجل يسبحون الليل والنهار لا يفترون قال (ع) : انفاسهم تسبيح.
وعنه (ع) قال : ان الملائكة لا ياكلون ولا يشربون ولا ينكحون ، وانما يتعايشون بنسيم العرش وان لله ملائكة ركعا الى يوم القيامة وان لله ملائكة سجدا الى يوم القيامة.
× هل تعلم ان مع كل انسان عشرون ملكاً موكلاً  به؟
سئل النبي (ص) اخبرني عن العبد كم معه من ملك قال (ع) ملك على يمينك على حسناتك وواحد على شمالك ، فاذا عملت حسنة كتب عشرا واذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين اكتب : قال :لا لعله يستغفر الله ويتوب فاذا قال ثلاثا ،قال نعم اكتب اراحنا الله منه ، فبئس الصديق ما اقل مراقبته لله عز وجل واقل استحيائه منا ويقول الله عز وجل (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ) وملكان بين يديه ومن خلفه وملك قابض على ناصيته فاذا تواضعت لله عز وجل رفعك واذا تجبرت على الله وضعك الله وفضحك وملكان على شفتيك ليس يحفضان عليك الا الصلاة على محمد واله وملك على فيك لا يدع ان يدأب -تدخل - الحية في فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة املاك على كل ادمي يعدان ملائكة الليل على ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل ادمي.

الامام المهدي(ع) يشفي امراة سنية من العمى
كتب صاحب كتاب( العبقري الحسان ص1642): لدى توقفي في مدينة النجف الاشرف وقعت هذه الحادثة:
اذ كان في هذه المدينة شخص يسمى محمد سعيد افندي في مدرسة قرب باب وادي السلام ، وكان مدرساً وخطيباً ، كما كان قارئاً للقران لا نظير له.
وقد كان سنياً ، وكتب لي بنفسه هذه الحادثة بالشكل التالي : كانت امرأة من اهل السنة تدعى ( ملكة ) بنت عبد الرحمن ، وكان زوجها يسمى ملا امين ، وقد اصيبت بوجع شديد في رأسها ، وذلك في الليلة الثانية من شهر ربيع الاول عام (1317) هجرية ، ثم انها فقدت بصرها في صباح تلك الليلة . وحينما اطلعت على هذه اواقعة ، اقترحت على زوجها ملا امين ان يأخذها ليلاً الى مرقد امير المؤمنين (ع) وان يجعله شفيعاً الى الله سبحانه وتعالى وواسطة بين زوجته وبين الرب العلي العظيم ، لعله يكرمها بالشفاء ببركة الامام علي (ع).
وفي تلك الليلة التي كانت ليلة الاربعاء قام زوجها بتوديعنا ، ولكن المراة ام تذهب الى المرقد الشريف لشدة ما كانت تعانيه من الام الراس ، حتى استلقت نائمة ، فرأت في منامها زوجها وكانت معه امراة اسمها زينب ، وكأن هذه المراة كانت تعينها على الذهاب لزيارة مرقد الامام علي (ع) وحينما كانوا يسيرون بأتجاه الحرم العلوي صادفهم مسجد كبير مليء بالناس ، فسمعت كأن احدهم يناديها قائلاً : يا ملكة ! لا تخافي ، فان عينيك ستشفيان . قالت ملكة : قلت له : من انت ؟ فقال الرجل العظيم : انا المهدي...
ثم ان المراة استيقظت من منامها ، وكانت سعيدة فرحة . وفي الصباح - صباح يوم الاربعاء - وهو الثالث من شهر ربيع الاول ذهبت مع نساء كثيرات الى مقام الامام المهدي (ع) الكائن قرب النجف الاشرف في وادي السلام ، فدخلت ( ملكة ) الى حيث المحراب في ذلك المقام الشريف . وبدأت بالبكاء والعويل حتى اغمي عليها ، قالت : فرأيت رجلين عظيمين اثناء غيبوبتي ، وكان احدهاما اكبر من الاخر ، اذ كان الاكبر منهما يتقدم في الخطوة . فقال لي : لا تخافي ، ولا تدعي الخوف يستولي عليك.
فسألته : من انت؟
فأجابني : انا علي بن ابي طالب ، وهذا الرجل هو ولدي المهدي.
ثم خاطب المراة التي كانت واقفة على مقربة منا بالقول: يا خديجة ! انهضي وامسحي بيديك على عيني هذه المراة البائسة ، فأمتثلت المراة لما امرت به.
وفي تلك البرهة عادت ( ملكة ) الى وعيها ، وتنبهت الى ان عينيها قد اصبحتا افضل من حالتهما الاولى .. واخذت النسوة اللائي شاهدن هذه المعجزة برفع اصواتهن بالصلوات على النبي واله بشكل سمع اهالي النجف الاشرف اصواتهن من وادي السلام.

الحسين (ع) يعيد للاسلام صفاءه الروحي ... وجلاله القدسي
عندما نتذكر كربلاء نرى قلوبنا تئن من وجعها على مصاب سيد الشهداء فتهزج البطولة الفذة بالماساة الدامية لترسم في خيالنا صورة الجهاد المقدس من اجل رفع راية الاسلام وبقاءه سيداً في هذا الكون ذكرى ساطعة منيرة في وجه الضلم اللئيم المتمثلة بيزيد بن معاوية (لع) هذه الذكرى المريرة والخالدة في ان واحد تشعل فيب نفوسنا جمرة الاحزان ولوعة الالم . ان الامام الحسين (ع) حينما اجج نار الثورة على طغيان يزيد (لع) انما ثار على الضلم والفساد والجبروت واراد لنور الاسلام لاينطفي وللعدالة الاسلامية ان تتحقق ضحى بهذه النفس الزكية وبارورح عائلته واصحابه لتبقى اشراقة الاسلام في القلوب روحاً ، ومحبة واخاء وحرية ، ومساواة وما جاء في زيارة الناحية المقدسة الواردة عن الحجة (عج) حين قال في الزيارة (( وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف )) كان الامام الحسين (ع) اجمل شخصية عرفها التاريخ والزمان لانه اختار نعيم الشهادة في سبيل مبادى رقيقة ومثل سامية وعقائد ومبادى اسلامية فيها السعادة الابدية اما يزيد (لع) فيبقى لطخة سوداء في تاريخ الامة وفي موازين الاخلاق والعدل الاجتماعي .. ان ثورة الامام الحسين (ع) هي امتداد لثورة جده المصطفى (ص) على مشركي قريش مع فارق بسيط هو ان يزيد (لع) واتباعه كانوا يظهرون الاسلام اما قلوبهم ونفوسهم كانت تتغذى على عقائد من قلوب ونفوس اجدادهم الذين ناصبوا رسول الله (ص) العداء واجبروه على الهجرة من مكة الى المدينة ثم حاربوه في بدر وأحد . ولكن لحكمة خفية يعلمها المولى عز وجل يسقط الامام الحسين (ع) شهيداً في ارض كربلاء كما حدث لهابيل وقابيل وللسيد المسيح مع احبار اليهود وللنبي يحيى مع هيردوس ملك اليهود .. الا ما انبل عظمة امامنا الحسين (ع) حين ثار طالباً لرضوان المولى وتثبيت الدين وانصاف المستضعفين واعلاء كلمة الحق .. فنحن اذ نتكلم في استشهاد ابا عبد الله (ع) لانريد ان نعرفع من شأنه فان ذكره يكفي بان يكون قمة في سمو ونور تنحسر دونه الابصار ولكننا نريد التحدث عن مقتله في سبيل الله لان الامم تحي ذكرى ابطالها وخاصة الذين دافعوا عن الحق ضد الباطل في ميدان الجهاد فحق لنا ان نمجد من هو اهل لهذا التخليد والتمجيد ان نكرم ونعظم هؤلاء الابطال الذين سقطو مع امامنا شهداء وتكريمنا لسيدنا ومولانا الحسين (ع) انما هو تكريم للاسلام الذي قدم روحه المقدسة فداء له وتكريم لجده رسول الله (ص) ان المحدثين قالو ان رسول الله (ص) يقول (حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسين وابغض الله من ابغضه ) فيجب ان نضع ثورة الحسين (ع) اسوة حسنة نقتدي بها للقظاء على الظلم ونستلهم من طاقاته المحمدية العلوية روحاً حية تحفزنا للتمسك بالدين وتقوي عزيمتنا للكفاح والتمرد على الضلم والطغيان كما كان نتاج ثورته انهيار الدولة الاموية الباغية في كل زمان ومكان لقول الرسول (ص) ( من راى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) ومن الاقوال النبوية الشريفة التي اوحى بها الرحمن الى نبي الرحمة بقوله ( ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابواهما خير منهما ) وقال ايضاً ( لعلي وفاطمة والحسن والحسين انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ) فاين يكون مستقر من ابغض الامام ومن حاربه حتى صرعة هو واهل بيته واصحابه الميامين حتى ظلت اجسادهم على الثرى ثلاثة ايام بلا غسل او كفن فماتت من قلوب قاتليهم الرحمة والرأفةحتى طالت اطفال الحسين (ع) ويذكر ان حاملي الرأس الشريف الى يزيد (لع) نزلوا ليستريحوا فبينما هم كذلك اذ خرجت عليهم من حائط المكان الذي يجلسون فيه يد ومعها قلم من حديد فكتبت سطراً بالدم : ( اترجوا امة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب ) فنحن اذ نحيي ذكراه الخالدة فاننا نجلله ونضعه مناراً وهدى للبشرية في مشارق الارض ومغاربها ياامامي الحسين ياصرخة الحق قتلوا فيك جدك المرسل نموراً انت منه وهو منك كما نص يانجوم السماء كيف تماسكت يالها من محنة يعربد فيها الشر تعالت من محكم الفرقان الى بني الانسان ونصت كرائم القرأن ولم ترجمي قوى الشيطان حتى يجيء مولى الزمان (عج)

يا سيد اهل بيته
 اسقني الماء...
يا صاحب الزمان...
قال اسماعيل بن علي : دخلت على ابي محمد الحسن بن علي (ع) في المرضة التي مات فيها وانا عنده ، اذ قال لخادمه عقيد - وكان الخادم اسود نوبياً قد خدم من قبله علي بن محمد (ع) وهو ربى الحسن (ع) - فقال له يا عقيد : اغلى لي ماء بمصطكي فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف (عج) ، فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (ع) ، فتركه من يده وقال لعقيد : ادخل البيت فأنك ترى صبياً ساجداً فأئتني به . قال ابو سهل : قال عقيد : فدخلت اتحرى فاذا انا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه ، فأوجز في صلاته ، فقلت : ان سيدي يأمرك بالخروج اليه ، اذ جاءت امه صقيل فأخذت بيده واخرجته الى ابيه الحسن (ع) . قال ابو سهل : فلما مثل الصبي بين يديه سلم واذا هو دري اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلج الاسنان ، فلما رأه الحسن بكى وقال : يا سيد اهل بيته اسقني الماء فأني ذاهب الى ربي ، واخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه ، فلما شربه قال : هيؤوني للصلاة ، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه .
فقال له ابو محمد (ع) : أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان ، وانت المهدي ، وانت حجة الله على ارضه ، وانت ولدي ووصيي ، وانا ولدتك وانت (( م ح م د )) بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب والدك رسول الله (ص) وانت خاتم الائمة الطاهرين وبشر بك رسول الله (ص) وسماك وكناك ، بذلك عهد الي ابي عن ابائك الطاهرين صلى الله على اهل البيت ، ربنا انه حميد مجيد .... 
زينب
الحرب على المرأة
انني أقرأ مقالات كثيرة عن الهجوم على المرأة وحرب الرجل ضدها وبكل اسف انني اجد اتهامات لاذعة للمراة وبدون أي مبرر وكانها العدو الوحيد للرجل.. هذه المغالاة في الحرب على المراة والذي شنه اعداء الاسلام على المراة لكي ينالوا من الاسلام والمراة المسلمة يتبعه الكثير منا مستشهدين بذلك بالاقوال الاجنبية في المراة اي اقوال اعدائنا والتي يصوروا فيها المرأة بانها السبب في كل المصائب والفتن على وجه الارض.. ولم يتطرقوا لقول واحد لراي العرب في المراة.. ربما انني اود التركيز لا على اقوال العرب في المراة بل في اقوال سيد البشرية فيها محمد صلى الله عليه واله وسلم.. فقد قال (ص)(رفقا بالقوارير) ويقصد المراةــــ قارورة!!!من حيث الشكل الجمالي او من حيث النعومة وشدة الحساسية وانكسار الخاطر او من حيث ماتحمل من ماء عذب يرتوي منه الظمآن(العاطفة).
وقال(ص):(احببت في دنياكم الطيب والنساء وقرة عيني الصلاة) فهي الحبيبة الغاليه التي لا زالت وستبقى اثمن جوهرة في عالم الرجل المسلم المؤمن..
وقال: (لا تكرهوهن فانهن المؤنسات الغاليات) ..فمن ذاالذي يواسيني ويؤنس علي وحشتي ان قست علي الايام غيرك يا احن من في الوجود...
اكتفي بهذه الاحاديث لأخاطب المرأة واقول لها ايتها المراة انت من صدق الغرب في ادعائه انه يريد ان يوفرلك الحرية المزعومة..وانت من صدق دعوته لك لتشاركي الرجل في كل امور الدنيا حتى انك عملت ادنى الاعمال واحقرها بادعاء الحريه حتى انك حملت الاسمنت والطوب وانت فرحة بالحرية الغربية وتدافعين عنها بكل حزم وقوة تحت اسم حقوق المرأة والذي يساعدك على ذلك نحن الرجال وندعي بانك سبب الشرور والفتن على الارض...
من اراد ان يجعل هذه الجوهرة الغالية متاعا للكل؟؟ فلبست الثياب العارية وتبرجت بكامل زينتها وخرجت ليكون جسدها وجمالها متاعا رخيصا للكلاب..وكل هذا بسبب من؟ الغرب عدو الاسلام الذي لا يريد ان يمتهن المراة ويحقرها فحسب بل ان هدفه الاول هوالاسلام وانت السلاح الاخطر عليه بدليل قوله (ص)(اتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء)
وهنا علي ان انوه الى ان المقصود بالفتنه ليس الشرور التي يدعيها الغرب في المراة كما يعتقد الكثير ولكن المقصود هو ما حباهاالله بها من جمال وعاطفة لا كما يظن البعض بانها الشر والكيد من قبل المراة ؟ ... والتقوى تكون بتربية هذه الدرة المكنونه منذ الصغر والحفاظ عليها حتىالكبر وتعليمها الادب والدين والخلق وباحترام الزوج لزوجته واحترام رغباتها وعواطفها وعدم الضغط عليها لا بمعاملتها كجارية لديه...فهل فينا نحن الرجال من هو اهل لذلك؟؟ اصلحوا انفسكم واصلحوا نساءكم ومن ثم صلاح المجتمع الاسلامي
علوم
الإعجاز التشريعي في مكافحة الجريمــة
الحلقة الثانية
6- الدور التشريعي :
يتجلى هذا الدور في النصوص التشريعية الواردة في القرآن والسنة، وكذلك فيما اتخذه الخلفاء الراشدون بعد ذلك من قرارات أو ما نطقوا به من أقوال في هذا المجال، ولن نتحدث في الأسلوب الوقائي عن النصوص التي تتناول العقاب نوعا ومقدارا لأن هذا لا ينفذ إلا بعد ارتكاب الجريمة وسنراه في الأسلوب العلاجي، وإنما نتحدث هنا عما وضعته النصوص لمنع وقوع الجريمة ،وذلك هو ما يطلق عليه سد الذرائع، حيث حرم الإسلام بعض السلوكيات لا لذاتها وإنما لما تفضي إليه من جرائم مثل النهي عن سب الكافرين لئلا يؤدي ذلك إلى سب الخالق – عز وجل – ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )، وفي السياق ذاته جاء نهي النبي – صلى الله عليه واله وسلم – للرجل أن يلعن والديه، فلما قالوا : كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب  أباه ويسب أمه ،فالوقاية من سب الأب تبدأ من عدم سب آباء الآخرين، وفي مجال الجريمة نجد نصوصا متعددة تمنع من أمور ليست جرائم في ذاتها ولكن التمادي فيها عادة ما ينتهي إلى جرائم ومن ذلك الأمر بغض البصر، والنهي عن التبرج لأن ذلك غالبا ما يؤدي إلى جريمة الزنى،وهذه الجريمة تؤدي إلى الإجهاض والقتل، ومثال ذلك أيضا النهي عن إشارة الرجل على أخيه بالسلاح لأنها ذريعة إلى الإيذاء، حيث ورد في الحديث : ( لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار وفي هذا المعنى جاء النهي عن تعاطي السيف مسلولا فقد يخطئ المعطي أو الآخذ فيصاب أحدهما أو غيرهما بالأذى ،وفي مناولته في قرابه سد لهذه الذريعة .   وقال الإمام علي لما سئل عن عقوبة شارب الخمر : إنه إذا شرب سكر و إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة . وإذا كان التشريع القرآني قد أخذ بسد الذرائع ورأينا العلة من ذلك فإن التشريعات الحديثة قد سلكت مسلكا غريبا حيث تبيح الفعل وتعاقب على ما ينتج عنه، فهي تبيح الزنا مثلا ثم تعاقب على الإجهاض.
ثانيا : الأسلوب العلاجي 
   و يأتي هذا الأسلوب بعد وقوع الجريمة، و هذا الأسلوب واضح المعالم في الشريعة الإسلامية، فلا غموض فيه و لا اختلاف بشأنه، والهدف منه منع تكرار الجريمة التي وقعت وإصلاح ما خلفته من أضرار، ويتضمن هذا الأسلوب العقاب وبدائله كالدية والصلح والعفو بالإضافة إلى الكفارة.
1- العقـاب :لا خلاف بين المسلمين جميعا حول العقاب، لا في مشروعيته ولا في أنواعه، و هذا بخلاف الأمر اليوم في القوانين الحديثة، التي اختلفت في العقاب  اختلافا كبيرا بين داع إلى إلغائه حتى دعا بعضهم إلي تغيير تسمية قانون العقوبات، ومدافع عن بقائه، وهؤلاء المدافعين  اختلفوا في أنواع العقوبات وخاصة عقوبة الإعدام، كما اختلفوا حتى في العقوبات السالبة للحرية والبدائل المطروحة، أما العقاب في الإسلام فهو من المبادئ التي لا يمكن حتى مجرد التفكير في إلغائها، و يمتاز العقاب في الإسلام عنه في القوانين الوضعية الحديثة  بعدة مميزات، كل منها له دوره الفعال في مكافحة الجريمة، وهده المميزات هي:
  أ- أنه جمع بين العدل و الرحمة، و الجمع بينهما ليس من السهولة بمكان ، ففي الوقت الذي غلبت القوانين الحديثة منطق الرحمة اعتمادا على العبارة المشهورة - العدل فوق القانون و الرحمة فوق العدل – و أصبح اهتمامها منصبا على الجاني وحده فتتحدث عن سلوكه الإجرامي، و طبيعة فعله، فاعل أصلي أم شريك، و ظروفه و أعذاره دون أدنى اهتمام بالمجني عليه، في توجه واضح ضد العدل، و اعتماد مفضوح على الإحساس دون العقل، حتى قال جيرمي بنتام : و إنا لنعجب كل العجب من حال قوم سخفاء العقول يريدون أن يجعلوا من إحساسهم قانونا للناس، و يدعون أنهم من الخطأ معصومون لأن أصلهم الذي ركنوا إليه و سموه وجدانا ليس عقليا بل العقل يأباه كل الإباء . وبالتالي فإن العقاب المطبق لا يعود على المجني عليه أو وليه بأي فائدة و لا بأي إحساس، وهذا ناشئ عن إذابة  حق الفرد في حق الدولة و المجتمع، أما الإسلام فإنه أبقى على حق الفرد وكيانه مستقلا عن الدولة، و أخذ بالعدل و لكنه لم يهمل الرحمة، و العدل يقتضي أن من أجرم يعاقب، وفي هذا رحمة عامة بالمجتمع كله، كما أنه أبقى هامشا للرحمة الخاصة و لكنها في إطار العدل، وذلك حين خير  المجني عليه أو وليه بعقاب المجرم أو التصالح معه أو العفو عنه ورغب في العفو، قال تعالى : ( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف و أداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم و رحمة ). والرحمة التي أقرها الإسلام موزعة بين الجاني والمجني عليه، فأين هذا من العفو الذي يصدره حكام اليوم على القتلة والمجرمين، وحتى لو حكم على القاتل بالإعدام فإن هذه العقوبة لا تكاد تطبق، و يذكر  الدكتور أبو المعاطي أن المحاكم في مصر أصدرت سنة –1971- عقوبة واحدة بالإعدام و كان عدد جنايات القتل في ذلك العام 1611 بين قتل و ضرب أدى إلى الموت، و في عام 1970 لم تصدر المحاكم عقوبات بالإعدام إطلاقا، و كان عدد جرائم القتل 1562 جريمة - ، وفي الجزائر أوقف تنفيذ حكم الإعدام منذ عام 1994، وهناك اليوم دول كثيرة ألغت حكم لإعدام فلا تحكم به إطلاقا مثل دول الاتحاد الأوربي،  وهذا يجعل المجني عليه أو وليه يشعر بالظلم من جهة، و يزيد المجرم عتوا و إجراما من جهة أخرى، و الإفراط في الرحمة بالجاني جعل الجرائم تكثر و تنتشر بشكل رهيب، فرغم الدراسات و المؤتمرات التي تعقد الآن من أجل  مكافحة الجريمة لم تستطع أن تسهم إلا  في زيادتها نظرا للاقتراحات التي تقدمها بشأن مراعاة الإنسانية عند التعامل مع المجرمين الخطرين.
  ب- المساواة بين الناس في العقاب :لا تفرق العقوبات في الشريعة الإسلامية بين حاكم ومحكوم ،ولا بين شريف ووضيع، إذ أن كل الناس أمام العقاب سواء، لا فرق بين رئيس الدولة و أضعف إنسان فيها.
ولا نجد المساواة في القوانين العقابية الحديثة بل إن تمييز بعض المسؤولين أصبح أمرا مقننا تحت ما يسمى بالحصانة، سواء كانت ديبلوماسية أو برلمانية، ومن شأن هذه الحصانة أن تدفع إلى الإجرام لأن المتمتع بها لا يخشى ما يخشاه سائر الناس من خوف من العقاب، وهذا ما لاحظناه  بالنسبة لبعض المتمتعين بالحصانة، فهذا يخرج مسدسه لأتفه سبب ويهدد بالقتل، وذاك أطلق النار على من كان له معه خلاف، وذلك أنقذته من المحاكمة بفرنسا حصانة ديبلوماسية .وكل ما ارتكبه هؤلاء ما كان ليحدث لو كانت هناك مساواة بين كل الناس.
ج- يمتاز العقاب في الإسلام بكونه يحقق الردع، ويجبر خاطر المجني عليه أو وليه، وهذان العنصران ضروريان جدا في العقاب، فأما الردع ويقصد به أن العقوبة عندما توقع على مجرم معين تصرفه عن العودة إلى هذه الجريمة، وهذا هو الردع الخاص، كما تصرف غيره عن فعل مثلها، و هذا هو الردع العام، و كل عقوبة لا تحقق الردع بنوعيه فهي لغو ضررها أكبر من نفعها، و العرب في الجاهلية كانوا يراعون هذا الهدف، فعندما كانوا يقتلون القاتل يقولون : (القتل أنفى للقتل) – فقتله يمنع الثأر وما ينجر عنه، و يمنع باقي الناس من القتل، و الذي يتأمل في العقوبات الشرعية  يلاحظ بوضوح هذه الخاصية، فالذي يسرق مثلا و تقطع يده، فإن مظهر يده المقطوعة أكبر رادع بحيث تذكره هو و تذكر غيره بعقاب السرقة فيتحاشونها، و نفس الشيء يقال عن عقوبة الزنا، و يفهم الردع جيدا في قوله تعالى: (و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) وأما القانون الوضعي فلا يتوفر على هذه الخاصية و دليل ذلك كثرة العود في ارتكاب الجريمة الواحدة نظرا لتفاهة العقوبة، وأما الجبر فيقصد به عمل شيء ما، يرضي الأولياء، ويواسيهم جراء ما وقع عليهم، وله أهمية أوسع وأبلغ من أهمية الردع، ذلك أن الردع قد يمنع المجرم من العود، كما يمنع بعض الناس من الجريمة، أما الجبر فإنه إذا لم يراع فإنه يؤدي بالتأكيد إلى وقوع جرائم أخرى من قبل أولياء المجني عليه أو خصومهم، فهناك غريزة فطرية في الإنسان وهي غريزة الانتقام فلا بد من إخراجها وإفراغها من نفوس الأولياء بشكل منظم وتحت إشراف الدولة، فإن لم نفعل وقع أحد أمرين، فإما أن تخرج بشكل غير منظم بعيدا عن القانون، وقد يكون إخراجها فظيعا، بعيدا عن العدل، ويمكن أن تنجر عنها جرائم جديدة، وإما ألا تخرج وتبقى حبيسة في الباطن تحرق القلب وتعذبه باستمرار، وقد تؤدي إلى اضطرابات نفسية.
والمتأمل في العقوبات التي جاء بها الإسلام يلاحظ لأول وهلة فعاليتها في مكافحة الجريمة، بسبب تحقيقها للردع والزجر والجبر، فالقصاص الذي يطبق في الجرائم العمدية سواء كانت قتلا أو جرحا أو ضربا يمنع الجاني بلا شك من العود كما يمنع غيره من أن يسلك سبيله، فالذي يسعى لقتل غيره يعلم أنه يسعى أيضا إلى قتل نفسه، ولا نجد شخصا سويا يسعى لقتل نفسه أو قطع بعض أطرافه، وهذه العقوبة التي يفعل فيها بالجاني المتعمد مثل ما فعل ما لم يكون تعذيبا من أعدل العقوبات، وأكثرها تحقيقا للردع والزجر والجبر أيضا، وفي هذا يقول الأستاذ عبد القادر عودة : وليس في العالم كله قديمه وحديثه عقوبة تفضل عقوبة القصاص فهي أعدل العقوبات إذ لا يجازى المجرم إلا بمثل فعله، وهي أفضل العقوبات للأمن والنظام لأن المجرم حينما يعلم أنه سيجزى بمثل فعله لا يرتكب الجريمة غالبا والذي يدفع المجرم بصفة عامة إلى القتل والجرح هو تنازع البقاء، وحب التغلب والاستعلاء، فإذا علم المجرم أنه لن يبقى بعد فريسته أبقى على نفسه بإبقائه على فريسته.
وإلى جانب عقوبة القصاص التي تطبق في الجرائم العمدية التي يمكن فيها المماثلة ولم يكن فيها عفو من جانب الأولياء نجد العقاب بالجلد على الجرائم الحدية كما هو الحال في القذف والزنى لغير المحصن والسكر، وهذه العقوبة تنطوي على فوائد متعددة فهي تحقق الردع والزجر كونها تطبق أمام الناس، كما أنها لا تفوت على الجاني المعاقب القيام بمصالحه ومصالح أسرته بخلاف عقوبة السجن المطبقة اليوم التي توفر للجاني فرصة أفضل للتكوين الإجرامي بمخالطته لمجرمين آخرين داخل السجن، إضافة إلى الإهمال الذي يصيب الأسرة ويؤدي بأولاده في غيابه إلى سلوك سبيله، ومن أجل هذه السلبية التي تتصف بها عقوبة السجن تعالت الأصوات في المؤتمرات الدولية تنادي بإلغاء العقوبات السالبة للحرية، وضرورة إيجاد بدائل لها، ومن ذلك المؤتمر السادس لعلم الإجرام الذي انعقد عام 1980 في كرا كاس بفنزويلا الذي نوقشت فيه عيوب العقوبات السالبة للحرية، وأجمعت الآراء على جعل هذه العقوبة استثناء وعدم التوسع فيها . وكما يتحقق الزجر بالعقوبات البدنية التي ذكرنا بعضها لأننا لم نتحدث عن القطع والرجم والتعزير، يتحقق أيضا مع الجبر حين العقاب بالدية في الجرائم التي تعذر فيها تطبيق القصاص سواء في الجرائم الواقعة على النفس أو على الأطراف، وحتى حق العفو الذي منحه الإسلام للمعني بالضرر شخصيا ولم يمنحه للحكام كما هو حال القوانين اليوم يحقق الردع والجبر، فالمجني عليه عندما يشعر أن أمر الجاني متعلق بمشيئته في العقاب أو العفو تستكن نفسه وتطيب، فإذا عفا وهو أعلم بمن يستحق العفو، فإن عفوه يشكل في الحقيقة عقوبة نفسية للجاني الذي عفا عنه على نحو قول المتنبي:
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم      ومن لك بالحر الذي يحفظ اليد
وهذا العفو مقصور على الجرائم التي تمس حق الفرد أو أن حقه فيها هو الغالب أما التي تمس حق المجتمع فلا عفو فيها، ومن الملاحظ اليوم أن عفو الحاكم  عن المجرمين في المناسبات والأعياد أصبح من أسباب انتشار الجريمة، يدل على ذلك موجة الإجرام التي نلاحظها بعد كل إفراج عن المحكوم عليهم. 
2- الكفــارة: الكفارة عقوبة أيضا، ولكنها تختلف عما سبق من عقوبات وهي تتعلق بجرائم القتل لا غير، وتختص بالصيام أو العتق، ووجه اختلافها عما تقدم ذكره من عقوبات أن تنفيذها ذاتي موكول إلى الجاني نفسه فلا القاضي ولا الحاكم يمكنه أن يلزمه بها، ولذلك فهي مرتبطة بإيمان الجاني ليستدرك ما فاته بارتكابه للجريمة، وهذه الكفارة من شأنها أن تمحو الإثم الذي اقترفه، ومشروعيتها فيها ربط واضح للفرد بالإيمان بالله واليوم الآخر وتذكير بذلك بعد النسيان أو الإهمال الذي أصابه أثناء ارتكاب الجريمة. 
ثانيا : قلة تكاليف وسلبيات التشريع القرآني
وقلة هذه التكاليف تدرك جيدا عندما نقارنها بما يقابلها اليوم في التشريعات الحديثة سواء على المستوى العالمي أو الدولي أو حتى المحلي، فعلى المستوى العالمي أنشئت اليوم مؤسسات دولية هدفها مكافحة الجريمة على غرار الشرطة الدولية، ومحاكم الإجرام الدولية، ناهيك عن المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك للغرض ذاته، ولا يمكن تصور ما تحتاج إليه هذه الإجراءات من نفقات، ومقابل ذلك  لا يشعر العالم بأدنى تحسن في مجال مكافحة الجريمة، بل لعل بعض الاقتراحات التي ما فتئ يقدمها بعض المختصين في الإجرام قد ساهمت إلى حد ما في استفحال الظاهرة الإجرامية، ثم إن الكثير من المبادئ لم يحصل بشأنها اتفاق، مثل تعريف الجريمة، والإرهاب وغيرها.
وأما على المستوى الدولي ولنأخذ الجزائر على سبيل المثال لنلاحظ تكاليف مكافحة الجريمة، فماذا نجد ؟ إننا نجد وزارتين على الأقل في خدمة مكافحة الجريمة هما وزارتا السجون والعدل، بالإضافة إلى الهياكل الإدارية التابعة لكل واحدة منهما في مختلف الولايات كالمحاكم والسجون وما فيهما من موظفين ومساجين، ففي سجن يتسع ل650 سجينا نجد 250 من الموظفين أي ما يعادل موظف واحد لكل سجينين أو ثلاثة، وإذا قرأنا الرقم بشكل آخر فنقول بأن هذا السجن يضم في الحقيقة 900 فرد، وإذا حسبنا نفقات صيانة السجن وحاجيات المقيمين فيه من مساجين وحراس، بالإضافة إلى نفقات المحاكم والوزارات وحتى الشعب المختصة بالتشريع نجد أرقاما خيالية، وبتعبير آخر فإن تكاليف مكافحة الجريمة من وقت التشريع إلى وقت التنفيذ مرورا بمرحلة القضاء لا تتناسب بتاتا مع نتائج المكافحة ففي ولاية عنابة على سبيل المثال سجلت مصالح الأمن ارتكاب أكثر من 2500 جريمة خلال ثلاثة أشهر، وهي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2003،  وهذا الرقم يعني أن هناك أكثر من 27 جريمة ترتكب في اليوم، وهذا في فصل الشتاء الذي عادة ما تقل فيه الجرائم.
وأما السلبيات التي تخلفها عملية المكافحة فهي ترتبط بصفة أساسية بعقوبة السجن التي لا يكاد يعرفها الإسلام وهي التي تطبق اليوم على نطاق واسع على الرغم من أن بعض العلماء في مؤتمر كاراكاس  عام 1980 قد نادوا بعدم التوسع فيها، واقترح بعضهم عقوبات بديلة مثل الجلد، وسلبيات هذه العقوبة اليوم نلخصها في النقاط التالية:
1- أن السجن في حد ذاته لا يشكل عقوبة رادعة، لأن منشأ العقوبة الرادعة الألم، وأن تنفذ أمام الناس لكن هل يسبب السجن اليوم ألما؟ لقد قال يوسف عليه السلام- ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)،وقالت امرأة العزيز لزوجها: ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم)مما يدل على أن السجن شيء والألم شيء آخر، في سجون كانت تفتقر بكثير إلى ما هو متوفر فيها اليوم، بل يمكن الجزم أن بعض السجون تتوفر على مرافق لا تتوفر في البيت أو البيئة التي يحيا فيها المجرم، مما يجعل السجن يغوي بالإجرام لا مانعا منه، فقد جاء في التقرير الذي تقدمت به هيئة سجن مصر إلى مؤتمر جنيف عام 1955 ما نصه: " حتى جاءت الثورة المصرية عام 1952، وانقلبت الجمهورية المصرية بأسرها إلى مجموعة من النهضات المتباينة في مختلف الشؤون، نالت السجون المصرية حظا وفيرا منها، إذ تحسن الغذاء والكساء، وأنشئت الكانتينات، وأبيح التدخين، وأدخلت إذاعات الراديو، وعرض الأفلام السينمائية، والألعاب الرياضية، والتمثيل، وسهلت الزيارات، والمراسلات، وأنشئت المكتبات، وألغيت المراقبة الإدارية، وكذلك السابقة الأولى1، ونتيجة هذه الإصلاحات أوجزها كمال دسوقي حين نقل عن صحف الصحاح الصادرة بتاريخ 18/09/1957 قصة السجين الذي تعمد لدى خروجه خنق أول طفل يصادفه وتسليم نفسه ليعود إلى السجن2 . وأما في الجزائر فكثيرا ما يلقى القبض مساء على من أطلق سراحه في الصباح، وكم من متشرد ارتكب جريمة وليس له من غرض إلا الحصول على مأوى.
2- أن عقوبة السجن تفوت على من عوقب بهاالكثير من المصالح، فإذا كان عاملا فقد عمله، وإذا كان طالبا فاتته دراسته، وإذا كان تاجرا كسدت تجارته، ناهيك عن الآثار المتعلقة بأولاده وأسرته، ويفقد العقاب صفة التفريد التي نادى بها علماء الإجرام، فيحرم الأولاد من عاطفة الأبوة وتفقد الزوجة أهم حقوقها الزوجية، وعندما يخرج من السجن يجد أسرته قد شردت وأولاده قد سلكوا سبيله.
3- إن الواقع اليوم يجعل السجن يساهم في الفسادأكثر من الإصلاح، بل يمكن أن يؤدي دور مدرسة في تعليم فنيات الإجرام بسبب الجمع فيه بين فئات مختلفة من المجرمين، وكل واحد يمكن أن يتعلم من غيره، فالسارق البسيط قد يتحول إلى لص محترف، والذي انكشف أثناء ارتكاب الجريمة أو بعدها، يتعلم كيف يخفي آثار إجرامه، هذا بالإضافة إلى أن الحجز في السجن لمدة طويلة يجعل السجين يخرج وهو متخلف حضوريا عن واقع المجتمع، ويكون تأقلمه بعد ذلك صعبا، كما قد يفوت عليه السجن  مصالح كثيرة، فيخرج فيجد نفسه في حالة يأس، ولا يجد وسيلة للحاق بالمجتمع والتعويض عما أصابه إلا بسلوك سبيل الجريمة خصوصا وأن المتابعة الإصلاحية منعدمة بعد الخروج  من السجن، ومن جهة ثالثة فإن السجين عندما يخرج من السجن يجد دون الاندماج في الناس سورا عاليا من التحفظ والاحتياط، فكل الناس يحذرونه وكلهم يحتاطون من التعامل معه، ولن يجد من يطمئن إليه إلا من كان سجينا مثله أو من كان يريد أن يتعلم منه صنعة الإجرام وفي كل الأحوال يؤدي به ذلك إلى سلوك طريق الجريمة.
إن التشريع القرآني قد تفادى جميع هذه السلبيات وغيرها ممن لم نذكره في هذا المقام، والعقوبات التي نص عليها لا تفوت على المعاقب بها حقا ولا واجبا، فإذا عوقب بالجلد أو بالقصاص فيمكنه على إثرها مباشرة أن يلتحق بعمله وبأسرته دونما حاجة إلى بناء يضمه وحرس يقومون على خدمته، وفوق هذا كله فهو عقاب رادع زاجر جابر مكفر عن الإثم الناتج عن الجرم . وهذه الأحكام التي نص عليها القرآن الكريم على سهولتها وبساطتها وقلة تكاليفها قد حققت من النتائج في وقت وجيز ما لم يحققه غيرها بإمكانيات ضخمة في وقت طويل مما يدل على إعجاز القرآن التشريعي في مكافحة الجريمة.

استخدام البراغيث لترميم شرايين القلب التالفة
اكتشف العلماء فى أستراليا، أن البروتين الموجود فى أرجل البراغيث المسؤول عن قوتها المدهشة فى القفز، يساعد فى معالجة وترميم شرايين الدم التالفة. وقام هؤلاء باستخدام المورث الجينى المنظم لإنتاج هذا البروتين المعروف باسم "ريزيلين"، فى تصنيع مبلمر مطاطى شديد القوة يمكن الاستعانة به فى العمليات الجراحية، حيث تم استخلاصه من ذبابات الفاكهة وتكثيره فى مستنبتات خاصة ببكتيريا "اي.كولاي" التى تصنع كميات كبيرة منه عند غرس المورث الجينى الخاص به فيها. وأوضح العلماء فى منظمة البحوث الصناعية والعلمية لأستراليا ودول الكومنولث، أن بالإمكان الاستفادة من مرونة البراغيث فى التوصل إلى علاجات فعالة للأمراض التى تصيب البشر، وقد تم اكتشاف الخصائص الميكانيكية المميزة لبروتين "ريزيلين" قبل أربعين عاما مضت خلال الدراسات التى أجريت حول أنظمة الطيران فى جراد الصحراء وحشرات اليعسوب. وأشار العلماء إلى أن هذا البروتين لا يمكن البراغيث من القفز لمسافات طويلة فقط، بل يمنح حشرات الذباب القدرة على تحريك أجنحتها بسرعة خيالية تصل إلى حوالى 200 مرة فى الثانية، لذا يمكن استغلاله فى إنتاج مبلمر مطاطى عالى الجودة يتميز بقدرته على تحمل التوتر والضغط ويرجع إلى شكله الطبيعى بسرعة. وأظهرت الاختبارات على أشرطة معينة من بروتين الريزيلين الصناعى أنه يملك خصائص مماثلة للنوع الطبيعي، حيث يستطيع التمدد لأكثر من 3 مرات من طوله الأصلى دون تعرضه للكسر أو التمزق أو العطب. ويعتقد الباحثون أن النوع الصناعى من المبلمر يدخل فى الكثير من التطبيقات العلمية وتقنيات الطب والصناعة، ويمكن استخدامه كبديل للمواد المرنة المشابهة فى جدران الشرايين التالفة. وأوضح الباحثون فى دراستهم التى نشرتها مجلة /الطبيعة/ العلمية، أن بروتين الريزيلين يشبه مادة الايلاستين المرنة فى شرايين الإنسان التى تبقى طوال حياة الكائن الحي، مشيرين إلى أن تجديد مرونة الشرايين قد يساعد فى الوقاية من نوعين من أمراض القلب الوعائية هما تصلب الشرايين وتضيقها الذى يؤدى إلى انخفاض تدفق الدم ويسبب الأزمة القلبية، والـ"أنيوريزما" أو تمدد الأوعية الدموية وإصابتها بالضعف. وقال الأطباء أن إصابة الشريان الرئيسى أو الأورطى بالتمزق فيما يعرف بالأنيوريزما الأورطية، يؤدى إلى الوفاة قبل الانتقال إلى طوارئ المستشفى فى 75 فى المائة من الحالات. ويرى العلماء أن بعض العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهاب كالأسبرين، تخفف من تصلب الشرايين ونقصان مرونتها، إلا أن التوصل إلى تقنية بسيطة ترجع المرونة للأوعية الدموية المتصلبة مباشرة يعتبر إنجازا طبيا مهما


المعالجون بالضحك يباشرون مهامهم فى اليابان
سيتعين على "المعالجين بالضحك" الذين تم الترخيص لهم فى الايام القليلة الماضية بالعمل فى اليابان القيام بمهمة جادة وهى مساعدة الناس على تحسين أداء الجهاز المناعى والوقاية من الامرض. وقالت كازوى تاكاياناجى الاستاذ المساعد وطبيبة الاطفال بكلية طب نيهون إن أول 49 "معالجا بالضحك" إجتازوا إختباراتهم بنجاح مؤخرا وحصلوا الان على تراخيص بمزاولة المهنة لتشجيع المرضى على الضحك لتحسين أداء الجهاز المناعى لديهم ومساعدتهم على الوقاية من الامراض بصفة عامة. وتتذكر تاكاياناجى مريضا شخصت حالته على أنه يعانى من ورم وقد انتابه الضحك عندما فتح مظروفا من تاكاياناجى به صورة لها كتب عليها "انك بحاجة للضحك كثيرا". وقال طبيبه إن الضحك جعله متفائلا بالحياة أكثر وعادت إليه ابتسامته كما تراجع شعور بالاكتئاب. وقد تنبهت تاكاياناجى للمرة الاولى لاهمية الضحك لصحة الانسان ودوره فى الوقاية من الامراض الخطيرة عندما كانت تعمل طبيبة فى الكويت. وقالت تاكاياناجى "فى الوضع الامثل يتعين أن يشعر المرضى بالحاجة إلى الضحك من أعماق قلوبهم.. ولكن بعض الناس مثل مرضى الاكتئاب يصعب إضحاكهم." وتؤكد تاكايانجى أن المعالجين بالضحك يحاولون جعل مرضاهم يضحكون لكنهم ليسوا مهرجين وتقول ان "المعالجين بالضحك الذين رخص لهم بالعمل لا يحتاجون أبدا إلى تقديم عروض أو الاستعانة بأدوات أو غناء ".." ولكن لابد أن يكون لديهم فهم عميق لكل مريض من مرضاهم" . ولا يتعين على المعالجين بالضحك مطلقا السخرية من مرضاهم أو ما يعانونه من أمراض كما يجب الا يجرحوا مشاعرهم مهما حدث. ولكن بدلا من ذلك عليهم مساعدة المرضى على الاسترخاء والتخلص من التوتر حتى يمكنهم التغلب على المرض بصورة أفضل. وقالت تاكاياناجى إن المعالجين بالضحك كثيرا ما يتعاملون مع مرضى على شفا الموت لذلك فإنهم درسوا تكوين المخ وعلم النفس وموضوعات طبية أخرى إلى جانب كيفية تعامل الناس مع الموت قبل الحصول على تراخيص العمل. وقالت "إنهم مثل المبشرين تقريبا .. لديهم تصميم قوى على إنجاز مهمتهم بنشر الرغبة فى الضحك بين الجميع ". وأضافت أن الجميع يؤمنون بأهمية الضحك ودوره فى تمتع الافراد بصحة أفضل.
القائم بين السائل والمجيب
اسئلة عامة حول قضية 
الامام المهدي(ع) 
بين السائل والمجيب
س1/ هل يطلق لقب القائم على غير الامام المهدي (ع) ؟
ج- نعم يطلق لقب القائم على غير الامام القائم (ع) كما يطلق عليه ( صلوات الله عليه وعلى ابائه ) وذلك لان هذا اللفظ يطلق على كل من يقوم بالحق و اكد هذا ما جاء عن الصادق (ع) في كتاب الوافي ج2 ص113 قال : ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى امرمضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق ) وفي قول الصادق (ع) : ( وسمي بالقائم لقيامه بالحق دلالة واضحة على المعنى المذكور انفاً ومما يؤكد هذا المعنى ما نقله الشيخ النعماني (رحمه الله ) في غيبته ص283 بسند طويل يصل الى ابي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام ) : ( ان امير المؤمنين (ع) حدث عن اشياء تكون بعده الى قيام القائم ، فقال الحسين : يا امير المؤمنين ، متى يطهر الارض من الظالمين ، فقال امير المؤمنين (ع) لا يطهر الله الارض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام - ثم ذكر امر بني اميه وبني العباس في امر طويل - ثم قال : اذا قام القائم بخراسان وغلب على ارض كوفان والملتان وجاز جزيرة بني كاوان ، وقام منا قائم بجيلان واجابته الابر والديلمان ......) الى اخر كلامه (ع) والذي يظهر فيه واضحاً ان منهم ولهم اكثر من قائم بالحق فقال اولاً :( اذا قام القائم بخراسان ) ومعلوم انه غير الامام المهدي (ع) الذي يقوم من مكة ثم ثال ثانياً : ( وقام منا قائم بجيلان ) وهذا واضح انه ايضاً غير الامام المهدي (ع) ومع ذلك قال امير المؤمنين ( قام منا قائم ) وغير ذلك كثير مما يثبت انهم (عليهم السلام ) استعملوا هذا اللقب في غير الامام المهدي (ع) وسياتي لاحقاً تفصيل ذلك في الاعداد القادمة . بحول الله وقوته.
س2/ ذكرتم في العدد السابق من صحيفتكم الموقرة في هذا الباب شرحاً لقوله (ع) : ( اللهم وصلي على ولي امرك القائم المؤمل ) وقلتم واضح انه ليس الامام المهدي (ع) وذكرتم اسباب ذلك فهل هذا جزم منكم ام هو على نحو الاطروحة . وكيف يستقيم هذا المعنى مع ما هو مرتكز في اذهاننا من اختصاصها بالامام المهدي (ع) ؟
ج- الواقع ان الاجابة كانت على نحو الاطروحة ولكن الجزم كان من المحرر الذي قام بتحرير الاجابات حيث يظهر من سياق الدعاء ان الصلاة على الائمة المعصومين بالصلاة على الخلف القائم المهدي وبدأ بأستئناف دعاء جديد قام فيه بالصلاة على ولي الامر ولعل هذا اللقب ( ولي الامر ) يراد منه الامام (ع) او غيره ولربما  بعض المفردات لا تنطبق على اليماني.
س3/ ورد ان من العلامات الحتمية وقوع الصيحة فيا ترى كيف تكون الصيحة ؟
ج- من الصعب الجزم في كيفية الصيحة ولكن بالرجوع الى الاحاديث والروايات الواردة عن الائمة الطاهرين (ع) وتحليلها ودراستها تكون وفق مقتضيات العلم المعاصر وسيأتي في الاعداد المقبلة انشاء الله بحثاً معاصراً في الصيحة.
س4/ كيف نفهم الروايات التي تؤكد على ان الحسني يقف مع الامام ويطلب منه حمار الرسول وناقته فهل المقصود بالناقة على شكلها المادي ام التعبير بالتأويل ؟ 
ج- يكون ذلك على حسب التأويل وهي علامات خاصة بين الامام المهدي والحسني ولو كانت الناقة على حسب الظاهر فلكان الجواب فيه عدة اشكالات:
1- اذا كانت موجودة عند الامام المهدي (ع) فهل هي عاشت منذ زمان الرسول (ص) الى يوم قيام الامام المهدي (ع) ودخوله الكوفة ؟ واذا هي عاشت فهل غابت طيلة فترة حياة الائمة (ع) والغيبة للامام المهدي (ع) ؟
2- اذا فرضنا عيشها طيلة الفترة الزمنية فلماذا لم تذكر لنا الروايات تناقلها عند الائمة (ع) مثلما ذكرت الروايات تناقل سيف ودرع الرسول وعمامته السحاب .......الخ
3- واذا سلمنا وقلنا انها عاشت الى زمن ظهور الامام المهدي (ع) فكيف ان السيد الحسني يعرف الناقة او الحمار او البغلة بشكلها الحقيقي وعلى انها هي الناقة الحقيقية فكيف هي الناقة الشهباء عند رسول الله (ص) والذي لم يكن قد رأها قبل يوم تسليم الراية للامام المهدي (ع) في الكوفة.
س5/ هل ان علم التوسم هو نفسه علم القيافة واذا لم يكن كذلك فما هو الفرق بينهما ؟ 
ج- ان علم التوسم يختلف اختلافاً كبيراً عن ما يسمى بعلم القيافة حيث ان علم القيافة هو علم يؤخذ من خلال دراسة الظواهر الخارجية وتتبع بعض الملامح وتقاسيم الشكل الخارجي للانسان مثل معرفة سلوك الشخص وبعض خواصه من خلال الاعتماد على شكل صيوان الاذن مثلاً او وضع العينين وغيرها من الملامح واعتماد هذه الاشياء لتحديد بعض الامور المتعلقة بذلك الشخص وقد اعتمدوا في معرفة هذا العلم على متابعة شخصيات القادة والعلماء والملوك ومقارنة بعض ملامحهم بأبعض الاخر فمثلاً قالوا ان صيوان اذن القادة والعظماء تكون بالشكل الفلاني والعلماء والمفكرين تكون رؤوسهم على هيئة كذا وهكذا وضعوا قوانينهم من خلال هذه الطريقة اما علم التوسم فأنه علم يمختلف عن علم القيافة حيث انه علم يجهله العلماء فضلاً عن عوام الناس فهو من العلوم المختصة بأهل البيت (ع) فهو علم قائم على ربط عالم الملك بعالم الملكوت وهو علم تأويلي ويكون من خلاله معرفة الامور الباطنية حيث كما نعلم ان التأويل هو الباطن وان هذا العلم له احكام وضوابط وقواعد متشعبة لا يمكن ان يتحدث فيه الا العارف بتأويل القران الكريم والعالم برموز الحكمة التي اختص بها الانبياء والاوصياء والاولياء (ع) او من خصه الله بذلك حيث ان هناك ترابط بين هذه الاشياء يتم من خلاله التوصل الى هذا العلم.
س6/ هل يوجد قبل القحطاني شخص كشف عن علم التوسم وكتب به وشرح عنه وعرفه ؟
ج- اذا كان من حيث معرفة اسم العلم ومعناه هناك عدد من العلماء عرفوا اسم هذا العلم وقالوا انه علم سوف يستخدمه ويعمل به الامام المهدي (ع) وانصاره ولم يتعدى علمهم سوى ذكر الروايات القائلة بهذا العلم والايات القرانية واقتصروا على ذلك لجهلهم بهذا العلم الالهي . اما من ناحية معرفة حقيقة هذا العلم او ماهيته او قواعده او ضوابطه وباقي التفاصيل المتعلقة به فلم نرى ولم نسمع أي انسان كتب فيه بل ان المتتبع للتوسم يعلم انه لم يتطرق لهذا العلم احد وانهم يجهلون حقيقة هذا العلم تماماً.
س7/ ان من المسلم عند الكثير من الباحثين ان وزير الامام المهدي(ع) هو سيدنا الخضر (ع) بينما نرى ان هناك روايات تؤكد ان وزير الامام المهدي (ع) هو اليماني فكيف حل هذا اللغز ؟
ج- المعنيين صحيحين وكل في مرحلته فان السيد الخضر (ع) هو وزير الامام المهدي (ع) في مرحلة الغيبة بدليل ما جاء في كتاب اثبات الهداة ج3 ص480 عن جعفر بن احمد قال : ( سمعت ابا الحسن علي بن موسى الرضا(ع) يقول : ان الخضر (ع) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه - الى ان قال - وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحشته).
فنشاهد من خلال سياق الرواية ان سيدنا الخضر (ع) يكون مع الامام المهدي (ع) في وقت الغيبة ليستأنس به من وحشة الفراق والوحدة فهو وزيره في غيبته اما في مرحلة الظهور واعداد الانصار للامام المهدي (ع) فيكون وزير الامام المهدي (ع) هو السيد اليماني ومن وراءه ( اي يسدده ) السيد الخضر (ع).
س8/ ما المقصود بأنه اذا قامت راية الحق لعنها اهل المشرق والمغرب كما جاء في الرواية الواردة عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله(ع) انه قال(اذا رفعت راية الحق لعنها اهل الشرق والغرب . قلت له : لم ذاك . قال: مما يلقون من بني هاشم) غيبة النعماني ص160.
ج- ان المقصود من راية الحق هي دعوة الامام المهدي(ع) ولعنها يكون من خلال تكذيب الناس بها واشمئزازهم منها حيث ان ذكر لفظ لعنها اهل المشرق والمغرب يوضح لنا ان اللعن يكون من الشرق والغرب وكما نعلم ان الغالبية العظمى من سكان الشرق هم من المسلمون وكذلك عدد كبير منهم يسكنون الغرب لذلك سيرفضون دعوة الامام(ع) بالتكذيب وباساليب مختلفة وذلك يظهر جلياً من خلال قول السيد الشهيد محمد صادق الصدر في موسوعة الامام المهدي(ع) تاريخ ما بعد الظهور ص122 حيث قال : المقصود من (راية الحق) هي دعوة الامام المهدي (ع) العامة المتمثلة بالاطروحة العادلة الكاملة ونشرها ورفعها واعلانها في العالم كما ان المقصود من لعنها الغضب عليها والاشمئزاز منها من قبل الشرق والغرب وهم اكثر سكان العالم.

بحوث ودراسات
في وحدة المهدي والمسيح
بحث مستل من موسوعة الامام المهدي(عج) للسيد محمد الصدر(قدس)
وهو احتمال نعرضه ونناقشه قبل الدخول في تفاصيل هذه الأخبار لكي نتوفر على التفاصيل، في نتيجة هذه المناقشة:
وينطلق هذا الإحتمال من أطروحة معينة وهي : أنه بعد العلم أن المنقذ العالمي لكل البشرية واحد لايتعدد ، - تكون له الزيادة الأولى إلى الإصلاح العام بشكل لا تعود بعده البشرية إلى الظلم والضياع مرة أخرى. إن هذا المنقذ العالمي الواحد ،هو الذي سماه الإسلام بالمهدي وسماه السابقون :
اليهود والنصارى بالمسيح ،وسماه آخرون بأسماء أخرى .ومعه يتعين أن يكون المسيح والمهدي لفظين أو صفتين لشخص واحد ،هو المنقذ العالمي الواحد الموعود . وحيث كان مقابل هذه الأطروحة احتمالان رئيسيان :هما أن يكون المنقذ العالمي هو المسيح عيسى ابن مريم، او أن يكون هو المهدي الإسلامي مهما كان اسمه ، فينطلق من هذين الإحتمالين احتمالان:
الإحتمال الأول : أن يكون المنقذ العالمي هو المسيح عيسى بن مريم ،ونعبر عنه بأن المهدي هو المسيح عيسى بن مريم .
الإحتمال الثاني : ان يكون المنقذ العالمي هو المهدي الإسلامي ،ونعبر عنه أن المسيح هو المهدي الإسلامي نفسه. ولكل من هذين الإحتمالين مثبتاته التي سنذكرها ،وأما احتمال أن يكون كلا هذين القائدين يمارسان مهمة الإنقاذ العالمي ، فهو مما تنفيه هذه الأطروحة لأنه ينافي الفكرة المؤكدة في وحدة المنقذ العالمي. 
مثبتتات الإحتمال الأول: 
وهو أن يكون المهدي هو المسيح عيسى بن مريم ، بمعنى أن يكون هذا النبي (ع) هو الذي يمارس الإنقاذ العالمي الموعود ،ويطبق العدل الكامل ،وقد سمي في الإسلام  بالمهدي بالمعنى المتضمن لذلك المفهوم. ولهذا الإحتمال عدة مثبتات :
المثبت الأول : أن عيسى بن مريم أو يسوع الناصري (ع) هو المسيح بقول مطلق باعتراف الإنجيل والقرآن وفي التبادر الذهني العام لكل سامع...فإذا قلنا المسيح لم نفهم غيره. والمسيح ليس اسماً شخصياً له وإنما لقب به باعتباره المنقذ العالمي فإن لفظ المسيح مهما كان معناه اللغوي ،لا يراد به في الإصطلاح الديني إلا ذلك. ومن هنا كان يلقب به داود(انظر : صموئيل الثاني : 19/ 21 و23 /1 وغيرها) وشاؤل أيضاً( أنظر صموئيل الأول  : 24 / 6 و26 / /25 وغيرها) تفاؤلا بان يكونوا متخذين لتلك الصفة.  وحين جاء المسيح إلى الدنيا اتخذ هذه الصفة بشكل مطلق وبلا منازع ، وهذا واضح جداً من الإنجيل والقرآن معاً. إذاً فهو المنقذ العالمي المطلق ،باعتراف الإنجيل والقرآن معاً.
المثبت الثاني : ذكرت عدداً من الأناجيل(انظر : متى : 28 / 29 16/ 19 و24/ 2 وغيرهما) بتبشير يسوع الناصري بطول عمر المسيح وبمجيئه في آخر الزمان، ووافقت على ذلك السنة الشريفة في الإسلام ،كما سمعنا من هذه الأخبار وغيرها ،حتى كاد أن يكون ذلك من واضح واضحات الديانتين المسيحية والإسلام.  وقد بشر هو بإسهاب ،كما نطقت بذلك الأناجيل، بقرب مجيء ملكوت الله الذي هو يوم العدل العالمي الموعود، وقد نفهم من ذلك أن الملكوت إنما ينزل إلى حيز التطبيق عند مجيئه في آخر الزمان ،ومعه يكون هو المطبق له.
المثبت الثالث: الخبر الذي سبق ان سمعناه أنه : لا مهدي إلا عيسى بن مريم. فإنه متضمن لمضمون هذا الإحتمال بصراحة ،وأن المتكفل للإنقاذ العالمي الموعود ليس إلا هذا النبي (ع) ،وربما أشعرنا هذا الخبر بان النبي هو المسمى بالمهدي في اصطلاح الإسلام. وأما شأن هذه المثبتات من الصحة فهو ما سنذكره بعد ذلك.
مثبتات الإحتمال الثاني:
هو أن يكون المهدي الإسلامي هو المسيح ،ولا يوجد إلى جنبه أو بعده أو قبله شخص آخر مستحق لهذه الصفة ، بصفتها ممثلة للإنقاذ العالمي الموعود. وإثبات ذلك ينطلق مما قلناه من أن المراد بالمسيح بالإصطلاح الديني :هو هذا المعنى ، فبعد أن يثبت بضرورة الدين الإسلامي أن مهمة الإنقاذ العالمي موكولة إلى المهدي الإسلامي وحده ، إذاً فسوف يكون – بكل وضوح – هو المسيح الموعود. غير أن الصحيح هو عدم صحة كلا هذين الإحتمالين ، بمعنى عدم صحة الأطروحة التي ينطلقان منها ، وهي وحدة المسيح والمهدي .بل هما شخصان منفصلان ، يظهران معاً في آخر الزمان ، أعني عند البدء بالإنقاذ العالمي الموعود ويضطلعان معاً بإنجاز هذه المهمة بقيادة المهدي الإسلامي  وجهود المسيح عيسى بن مريم.
وبهذا الفهم نستطيع أن نناقش مثبتتات كلا الإحتمالين ،ونعرف المناشىء الحقيقية لها.
فالإنقاذ العالمي مهمة مجيدة واحدة ، لا معنى لتعددها ،  بعد البرهنة على عدم الحاجة إلى ذلك ، كما سوف ياتي في الباب الآتي في الكتاب الآتي ،والمنقذ العالمي واحد ،هو المهدي الإسلامي دون غيره. وأما تسمية النبي عيسى (ع) بالمسيح بلا منازع ، فهو لا يدل على استقلاله بهذه المهمة لوجهين:
الوجه الأول: أن تسمية المسيح عيسى بن مريم (ع) بهذا اللقب ،لم يكن مستعملاً في حياته .بل كان يتخذ مدلولاً(إنظر يوحنا : 7/27و43) عاماً،وإنما أكد على ذلك طلابه كتبة الأناجيل الأربعة ، إيحاء بأنه المنقذ المنتظر والمطبق لملكوت الله دون غيره. وأما تلقيب القرآن الكريم به بهذا الوصف ،فهو  باعتبار الشهرة الموجودة في ذلك العصر به ، نتيجة لتركيز المسيحيين على ذلك طيلة عدة قرون. إذاً فهذه الشهرة العالمية لعيسى أو يسوع (ع) ، بهذا اللقب ، ليس  له أي مدلول أكثر من إطلاقه على داود أو شاؤل الذي كان لمجرد مجاملتهما على ما يبدو ، بعد اليقين بان اياً منهما لم يكن هو المنقذ المنتظر.
الوجه الثاني : أنه يكفي – في حدود الفهم الذي عرضناه – لتلقيب عيسى (ع) بالمسيح جهوده الكبرى في بناء اليوم الموعود ،كما سنعرف .إلى حد يصدق من الناحية العلمية نسبة تطبيق العدل الكامل إليه ،وإن كان ذلك في الواقع بقيادة الإمام المهدي الإسلامي (ع) ولعل هذا هو الوجه الذي حدا بالقرآن الكريم إلى الإعتراف بهذه الشهرة لهذا النبي (ع) وعدم إلغائها أو تبديلها، على حين ألغاها بالنسبة إلى غيره كداود. وبهذا يكون المثبت الأول للإحتمال الأول مندفعا. وأما ما تسالمت عليه الديانتان من عوة المسيح  في آخر الزمان، فهو لا يدل بمجرده على استقلاله بتطبيق اليوم الموعود ، بل نحتمل – على الأقل ـ أنه لمجرد المشاركة فيه، لأجل نيل المصالح التي سنعرف طرفاً  منها في ما يأتي. وأما تبشيره بملكوت الله ،فهو تبشير باليوم الموعود نفسه، وإنما أكد عليه المسيح عيسى بن مريم باعتباره الحلقة الأخيرة من التشريعات السابقة على وجود الأطروحة العادلة الكاملة التي ستكون مطبقة في ذلك اليوم. وكل ما يتضمن هذا البشير والتأكيد ،هو أهمية ملكوت الله وتطبيق عدله الكامل ،ولا يعني باي حال استقلال المسيح بتطبيق العدل. ولا تتضمن الأناجيل ولا القرآن الكريم أي إشارة إلى أن المسيح عيسى(ع) هو المطبق الكبر لذلك اليوم، وإنما نسب التطبيق إلى قائد معين أسمته الأناجيل بابن الإنسان ،وهو ليس عيسى أو يسوع على أي حال ،لأن الأناجيل تطلق على يسوع لقب ابن الله ...وابن الإنسان غير ابن الله ، فلا يكون ابن الإنسان إلا القائد الواقعي لليوم الموعود .ويوجد في كلام الأناجيل عدد من القرائن على ذلك، كما سيأتي في الكتاب الخاص بهذا الموضوع من الموسوعة. وبهذا يكون المثبت الثاني للإحتمال الأول مندفعاً.
وأماالمثبت الثالث : وهو الخبر الوارد بهذا الصدد ،فقد ناقشه ناقلوه نقاشاً حامياً .قال ابن حجر في الصواعق: قال الحاكم : أوردته تعجباً لا محتجاً به .وقال البهيقي: تفرد به محمد بن خالد .وقد قال الحاكم :أنه مجهول .واختلف عنه في إسناده ،وصرح النسائي بأنه منكر. وجزم غيره من الحفاظ بأن الأحاديث التي قبله أي الناصة على أن المهدي من ولد فاطمة أصح إسناداً. كما أن هذا الخبر متضمن لبعض المداليل المعلومة الكذب .وهو قوله : لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ،ولا الناس إلا شحاً .فإنه بمدلوله ينفي وجود اليوم الموعود الذي ترتفع فيه الشدائد وتقبل الدنيا بعد إدبارها، ويزول الشح من الناس ويتبدل إلى التعاطف والأخوة على كل المستويات ، ومعه، فالدليل القطعي الدال على وجود اليوم الموعود ، ينفي مدلول هذا الخبر. وإذا وجدت في الخبر فقرة فاسدة أمكن أن تكون فقراته الأخرى فاسدة فيكون ساقطاً عن الإثبات التاريخي. وأما ما ورد في الخبر من أن الساعة لاتقوم إلا على شرار الناس ،فهو ماورد في عدة أخبار سنسمعها ونبحثها في الباب القادم.
وأما ألإحتمال الثاني: وهو تلقيب المهدي الإسلامي بالمسيح بصفته المنقذ المنتظر، فهو أمر معقول وصحيح غير أنه متروك إسلامياً ،باعتبار ما سوف يقع عندئذ من الخلط بين المهدي وعيسى بن مريم. ولكنه على كل تقدير لا يدل على وحدة هذين القائدين ،وإن الذي بشرت به الأناجيل والأخبار بمجيئه ليس إلا المهدي نفسه، دون عيسى بن مريم (ع)، لأن الأناجيل والأخبار لو كانا قد اقتصرا على لقب المسيح لكان هذا الحمل محتملاً،غير أن الأمر ليس كذلك ،فإن الأناجيل بشرت بعودة يسوع على أي حال :وأما الأخبار فقد سمعنا تسميته بصراحة ،  بعيسى بن مريم (ع) ، وليس مجرد كونه مسيحياً ليحتمل انطباقه على المهدي .بل هي – في الأغلب – سمته ولم تلقبه بالمسيح. ومعه، فاحتمال وحدة المسيح و المهدي ،وانهما مفهومان عن شخص واحد ،غير وارد في الإطلاق .بل هما شخصان يظهران معاً ويبذلان جهوداً مشتركة في إنقاذ العالم وتطبيق العدل الكامل، ويتكفل كلاهما قيادة ومهمة واحدة ،وإن كانت القيادة العليا مسندة إلى المهدي (ع) .
وليد الكعبة
(هذه المسرحية تقوم على تعدد المشاهد والشخصيات تؤدي عدة أدوار بصيغ ادائية مختلفة وتتنوع حسب المكان والزمان . هي قريبة من المسرح الملحمي) والمسرح فضاء فسيح تلعب فيه الإضاءة دوراً مهماً في الإيحاء بالمكان والزمان وأهمية الشخصيات المسرحية أيضاً . يدخل المكان مجموعة من الشباب بأزياء معاصرة ثم يرتدون الأزياء المناسبة للأبعاد التاريخية والبيئية ، يبدوا عليهم القلق وهم جميعاً يمثلون أدوار الرواة.
المجموعة :- في زمن الأبواب المغلقة ليس أمامنا خيارات كثيرة.
الراوي الاول :- في زمن البحث عن طريق آمن وسط ظلمة هذه الايام نبحث عن من يقول لنا شيئاً.
الشاب الاول :- قررنا ان نزور
المجموعة :- نزور مَن ؟ قررنا أن نزور الإمام علي (...تتغير الإضاءة لتحي بإنتقاله الى مكان آخر)
الشاب الأول :- سألني ذات مرة أحدهم قال
الفتى بشار :- صف لي علي .... صف لي علي
الشاب الأول :- أيُ علي تقصد ؟
الفتى (مازن) :- علي بن أبي طالب
بشار :- أخاف إنك تقصده ولكن اي جانب منه
الفتى مازن :-أبحث عن حقيقته
الشاب بشار :- اعذرني فأنا لا استطيع أن أعرف حقيقته وقد قال رسول الله مخاطباً علي
صوت (له صدى) معبر وعميق:- يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا
الفتى مازن:- إنه إذن فوق أن يعرف
الشاب بشار :- إنه الف رجل تلخص في رجل واحد
الراوي الثاني :- عن أي جانب من جوانبه تتحدث
الفتى مازن:- عن شجاعته
الراوي الشيخ:- عن تقواه
الشاب الاول :- عن بلاغته
الشاب الاول :-عن بلاغته
 الراوي الاول :- عن كرمه
الراوي المعاصر :-عن ماذا نتحدث ، 
كل جانب من جوانب الإمام علي كتاب
كل جانب من جوانبه حضارة
عن أي جانب نتحدث ؟
لقد بدأ الإمام علي (ع) بالإيمان ، بعضهم يقول إنه أول من آمن ، وأنا أقول وهل كفر حتى يؤمن
الفتى الأول :- لقد ولد علي مؤمناً
الشاب الاول :- ولد في الكعبة ساجداً
الفتى الأول:- كان طفلاً صغيراً وعمره عشر سنوات يقف مع النبي يصلي ويقول له صناديد قريش
الراوي المعاصر :- يا علي ، هل استشرت أباك عندما صليت مع محمد ؟
الفتى الأول :- قال الإمام علي (ع) وهل إستشار الله أبي حينما خلقني حتى استشيره حينما اعبده.
الراوي الشيخ (صوت متهدج ):- ولد في الكعبة
الراوي الثالث:- وقتل في المحراب
الراوي المعاصر :- عبد الله في المسجد
الفتى :- وعبده  في السوق
الراوي الثالث :- وعبده على المنبر
الراوي الأول :- وعبده على كرسي الحكم
الشاب الاول :- وعبده والسيف في يده
الراوي الرابع :- عبده في كل مكان ولم يشذ عن المُثل والقيم الإنسانية
الراوي المعاصر :- أيها الاحباب من منا لا يعرف فضائل علي (ع)
إن الاحاطة بمزايا الإمام ما يخرج عن نطاق البشر وقدرة البيان
الفتى :- لأنه كالبحر لا يدرك طرفاه
الراوي الأول :- ولا يمكن الغوص الى أعماقه
الراوي الثالث :- له في كل علم وفي كل أدب وفي كل جهاد مكان الصدارة.
الراوي المعاصر :-لقد كان الإمام : الهادي الناصح المرشد للخلفاء.
الراوي الشيخ :-في خلافة أبي بكر حين أراد المسلمين غزو الروم رفض بعض المشيرين الفكرة ... ثم إن أبا بكر شاور الإمام علي (ع) فأشار عليه بأن يفعل قائلاً
صوت معبر :- إن فعلت ظفرت
الراوي الثاني :-عندما أراد عمر بن الخطاب غزو الفرس أشار عليه الإمام
الراوي الرابع:- بعدم خروجه بقوات أهل الحرمين بل أن يكتب الى أهل البصرة .. فينقسموا ثلاث فرق فقال عمر....
المجموعة بصوت واحد :- هذا هو الرأي
هذا هو الرأي
المشهد الثاني
الراوي الأول :- وكثيراً ما كان للإمام علي (ع) حلاً وخرجاً في الكبير والصغير من الأمور.
المجموعة :- ( في حركة معبرة تصاحبها موسيقى مناسبة)
سيدي ، سيدي أمير المؤمنين ما هذا الزمان الذي تعيشه أمتك.
الشاب الأول :- من إستبد برأيه هلك
الراوي الثالث :- ومن إستشار الرجال شاركهم في عقولهم.
المجموعة :- سلوا .... سلوا.
الراوي الشيخ :- سلوا عن ما شئتم . كيفما شئتم.
الراوي الثاني :-سل عنه السيوف والمواقع
الراوي المعاصر :- سل عنه الديار والبراقع ... سل عنه أعلام الدار يوم الانذار
المجموعة :- عن فتوة الإمام الكرار.
(أصوات معارك /صهيل خيول / الإضاءة تتغير لتوحي بالأجواء المناسبة)
الراوي الثالث:- سل الراية من حملها فما أخذها منه ولا أسقطها منه معتدي.
الراوي الرابع :-سل بدراً وحنين ... سل الأحزاب وسل احدٍ سل خيبراً.
الشاب الأول :- سل عمر بن عبد ود ... سل مرحباً
(صرخة سقوط)
المشهد الثالث
الراوي المعاصر :- سل عنه أمانته وقد شهد الأعداء بفضله والفضل ما شهدت به العداء.
الراوي الأول :- سل عنه القدس ومسجدها
الشاب:- سل المدينة ومنبرها
الراوي الثاني :- سل عنه مكة 
المجموعة :- سل عنه الكوفة
(الكوفة في أحد أسواقها العامة ، حركة الباعة والناس حيث كان الإمام يطلع على أحوال الرعية)
البائع :- عندي حاجتك يا أمير المؤمنين.
الراوي المعاصر :- سلم الإمام - لكنه ترك المكان.
البائع:-( متعصباً) أمير المؤمنين ترك الدكان .. لماذا .. لماذا.
الراوي المعاصر :- قال الإمام علي (ع)
صوت: لا أشتري منك لأنك عرفتني وسوف تعاملني معاملة خاصة لا أريدها.
الراوي المعاصر : ثم ذهب الإمام الى دكان آخر لا يعرف الإمام العظيم فاشترى ثوباً بدرهمين وثوب بثلاث دراهم فاعطى الثوب الذي باربعة دراهم لخادمه قنبر.
قنبر :- يا أمير المؤمنين خذ هذا أنت.
الراوي المعاصر :-قال الإمام علي
صوت:- لا أنت شاب ولك شرهة الشباب
فنبر:- وأنت يا أمير المؤمنين تصعد على المنبر.
الراوي الأول :- قال الإمام علي (ع)
صوت:- إن الله فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس (تتصاعد آهات معبرة)
المشهد الرابع
الشاب الأول :- السلام عليك يا وليد البيت المعظم.
الراوي الشيخ:- السلام عليك يا وليد الشهر المحرم
الراوي المعاصر :- روى أبو المليح الهُذلي عن أبيه قال : كنا جلوسا عن عمر بن الخطاب دخل عليه رجل من أهل الروم.
الرجل الرومي :- ( مخاطباً عمر) هل أنت من العرب..
الراوي الشيخ:- قال عمر :- نعم.
الرومي :- أسألك عن ثلاثة أشياء إن أخرجت الي منها آمنت بك وصدقت بنبيك محمد.
الراوي الشيخ :-قال عمر بن الخطاب غاضباً :- سل عما بدا لك يا كافر
الرومي :- أخبرني عما لا يعلمه الله وعما ليس لله وعما ليس عند الله.
الراوي المعاصر :- قال عمر : ما أتيت يا كافر إلا كفراً وهنا دخل أخو رسول الله الإمام علي (ع) فقال لعمر
صوت :- أراك مغتماً
الراوي الثاني :- فقال عمر : وكيف لا أغتم يا بن عم رسول الله وهذا الكافر يسألني عما لا يعلمه الله وعما ليس لله وعما ليس عند الله . فهل لك في هذا شيء يا أبا الحسن.
الراوي :- وهنا قال الإمام علي (ع) الفتى :- قال رسول الله (ص)
المجموعة :- أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أحب أن يدخل المدينة فليقرع الباب.
الشاب :- فأجاب الإمام علي بن أبي طالب (ع)
الراوي المعاصر :- أما ما لا يعلمه الله فلا يعلم الله إن له شريكاً ولا وزيراً ولا ولداً
صوت: بسم الله الرحمن الرحيم { أتنبؤن الله بما لا يعلم}
الراوي المعاصر :-أما ما ليس عند الله فليس عنده ظلم للعباد أما ما ليس لله فليس له ضد ولا ند ولا شبيه ولا مثل.
الراوي الثالث :- وهنا وثب عمر وفبّل ما بين عيني علي ثم قال ( يا أبا الحسن منكم أخذنا العلم ... واليكم يعود ولولا علي لهلك عمر)
الراوي المعاصر :- فما برح الرومي النصراني حتى أسلم وحسن إسلامه.
الرومي : أشهد الا اله إلا الله وأشهد أنك الوصي ,انت الولي (يخرج)
(إضاءة ساطعة مع صوت الآذان)
المشهد الخامس
الراوي المعاصر :- قال الإمام علي
المجموعة :- الظلم .. الظلم ... الظلم ثلاث
الراوي الأول :- ظلم لا يغفر
الفتى:- ظلم لا يترك
الراوي الثاني :- ظلم لا يطلب
المجموعة :- ويوم المظلوم على الظالم أشد.
الراوي الشيخ :- سيدي .. سيدي .. سيدي..
المجموعة :- سيدي أمير المؤمنين
الفتى : سيدي إمام المتقين أنقذ أمتك
الراوي الثالث : لقد أصبح الظلم من معالم أمتك يا سيدي الإمام.
الراوي الرابع :- اليس لهذا الظلم من نهاية.
الراوي الأول : لكن سلطان الزمان يضيق صدره بالعدل.
الراوي الشاب : ومن ضاق عليه العدل .. فالجور عليه أضيق..
((في ساحة الكوفة ... حركة الناس))
الشحاذ: لله يا محسنين ... لله يا محسنين
صوت : ما هذا ... ما هذا
الشحاذ : يا أمير المؤمنين أنا رجل نصراني
المجموعة : فقال الإمام العادل علي بن أبي طالب (ع)
الراوي الشيخ : إستعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه.
الفتى : أنفقوا عليه من بيت المال.
الراوي الأول : ثم عين له الإمام راتباً من بيت مال المسلمين...
صوت ... الله أكبر
بسم الله الرحمن الرحيم { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } صدق الله العلي العظيم
الراوي الشيخ : دائماً علي
الشاب : يوم الخندق علي
الفتى : يوم النهروان علي
الراوي المعاصر : يوم بدر علي
الراوي الثاني : يوم أحد علي
الراوي الثالث : يوم الجمل علي
الراوي الرابع : يوم صفين علي
المجموعة : دائماً علي
المشهد السادس
عقيل : يا أبا الحسن اعطني أعطاك الله ... أعطني من بيت مال المسلمين.
الفتى : قال الإمام علي (ع) هات يدك حتى أعطيك يا عقيل.
الراوي المعاصر : فحمى الإمام حديدة وقربها من يد عقيل.
الراوي الثاني : فقال بعد ذلك إمامنا العادل أتأن من أذى ولا تأن من لظى
الراوي الثالث : أتأن من أذى حماها إنسانها للعبه ولا تأن من نار سجرها جبارها لغضبه
الراوي الرابع : فكيف تطلب مني أن أسرق من مال بيت المسلمين.
الراوي المعاصر : هكذا قال الإمام
الراوي الشيخ : فعلم عقيل إن اخاه لن يخون الأمانة
الراوي الأول : فذهب الى من ذهب واخذ العطاء
المشهد السابع
الراوي الشاب : نعم العلي ونعم الإسم واللقب
يامن به يشرف الاصل والنسب
الراوي المعاصر : حين كان الحسنان (ع) يعودان من دفن أبيهما متوجهين نحو البيت تناها الى سمعهما صوت حزين ضعيف من داخل خربة فأسرعا الى الدخول الى تلك الخربة فوجدوا شيخاً طاعناً في السن مقعداً وأعمى وهو يبكي.
الفتى : السلام عليك يا شيخ . كيف حالك.
الشيخ : كما ترى إني مقعد وأعمى وكان أحد رجال الله يزورني يومياً ... يرعاني وينظفني ويبدل ملابسي ويطعمني ومضت ثلاث أيام لم يزرني .. لم أعلم لماذا لماذا لم يزرني ذلك الرجل الجليل.
الفتى : وهنا سأل الحسنان : هل تعرف عنه علامة يا عم
الشيخ : أنا أعمى ولم اشاهده لكني أعلم إنه كان يدخل عليّ... كان لا يفتر عن ذكر الله وتسبيحه ... وأسمع كل شيء سبح بتسبيحه حتى ذرات هذه الخربة..
الفتى : وهنا يا سادة يا كرام . جرت دموع الحسنين وقالا يا رجل إنه كان أبانا علي بن ابي طالب ... ونحن الآن قد رجعنا من دفنه ( آهات حزينة تصاحبها تكبيرات مؤثرة)
الشيخ : ماذا ... ( يصرخ) واعلياه... واعلياه).. ثم يسقط على الأرض .... ومات (أصوات)
صوت : فزت ورب الكعبة
فزت ورب الكعبة
صدى لذلك الصوت العميق
الله أكبر
ثم يدخل الفتى مع تصاعد الآهات الحزينة
الفتى :- حينما تضرج المحراب في الكوفة من دم الإمام ..... إنكسر التاريخ وإنطوى يتيماً مسجد الصلاة والصيام وأطبق الصمت على البيوت كأن الوجود واحة تموت لكن ذا الفقار لم يبرح معلقاً بأهداب النجوم ومرت الأيام والأعوام والقرون قدرنا المحتوم أن تلتف أيدينا على مقبضه أو نسبى اذلة مدى الزمان والمكان لكنه ظل عزيزاً شامخاً بكبرياء يخط في الأفق إن كربلاء ميلادكم إن صدق الولاء
المجموعة : إن كربلاء ميلادكم إن صدق الولاء
(تتصاعد الآهات ... والإضاءة تشكل حزمة شديدة السطوع نحو المتلقي)
وينزل من وسط المسرح سيفاً رائعاً مع أصوات - الله اكبر
إنتهت.
تحقيقات
القرآن والنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)
في اقوال فلاسفة الغرب
1- يقول المستشرق آرثر أربري : عندما استمع الى القرآن يتلى بالعربية فكأنما استمع الى نبضات قلبي.
2- يقول عظيم أمانيا غوته وهو يصف القرآن الكريم بـ ( كتاب الكتب ) : أن اسلوب القرآن محكم  مثير للدهشة وأنا كلما قرأت القرآن شعرت ان روحي تهتز داخل بدني.
3- لكن البروفيسور نيبا آيوب يذهب ابعد من ذلك بقوله : إن القرآن ليس كلام البشر فأذا انكرنا كونه من الله فمعنى هذا اننا اعتبرنا محمد هو الله.
4- ويقول الباحث الامريكي مايكل هارت في كتابه المعروف ( المائة الاوائل ) :لا يوجد في تاريخ السرالات كتاب يفي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن.
5- وفي كتابه قصة الحضارة يقول ول ديورانت: لقد عرف القرآن الدين وحدده تحديداً لا يجد المسيحي واليهودي صحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله.
6- ويحاول المفكر مارسيل بوازار ان يصل الى سر التأثير العجيب للقرآن الكريم فيقول : القرآن يخاطب الانسان بكليته ... أعمق مشاعره ، وعمله اليومي من منظور تستطيع نسبته الى علم النفس التطبيقي.
7- المستشرقة الالمانية آنا ماريا شمل في مقدمتها لكتاب الدكتور مراد هوفمان ( الاسلام كبديل ) تقول : القرآن هوكلمة الله موحاة بلسان عربي مبين وترجمته لم تتجاوز المستوى السطحي فمن ذا الذي يستطيع تصوير جمال كلمة الله باي لغة ؟
 ولولا حرصنا الشديد على اعتماد منهج الايجاز في انجاز هذا الجهد المتواضع لأتينا على الاف الشهادات التي تمثل تلك التي جئنا على ذكرها.
لقد انبرى العديدمن المنصفين من ابناء الحضارة الغربية للدفاع عن الدين الحنيف ( نبياً وكتاباً ) ليس بوصفه رسالة انسانية وبوصف النبي الكريم (ص) المنقذ المأمول:
1- جورج برنادشو ( وهو كاتب وناقد ايرلندي ساخر ) : لقددرست محمدا بأعتباره رجلاً مدهشاً ، فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح بل يجب ان يدعى منقذ الانسانية واوربا في العصر الراهن بدات تعشق عقيدة التوحيد وربما ذهبت لابعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل المشكلات فبهذه الروح يجب ان تفهموا نبؤتي ، الاسلام دين خالد وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة واذا اراد العالم النجاة من شروره فعليه بهذا الدين انه دين السلام والعدل والتعاون انه دين المستقبل...
2- غوته ( شاعر المانيا الاول ) : أننا اهل اروباا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد الى ما وصل اليه محمد .. بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الانسان فوجدته في البني العربي محمد .. الحق أقول ان تسامح المسلم ليس من ضعف ولكن المسلم يتسامح من اعتزازه بدينه وتمسكه بعقيدته .. اذا كان الاسلام يعني الاستسلام لله فكلنا نحيا ونموت على الاسلام.
3- أنطوني كوين ( ممثل عالمي معروف ) : أحسست ان الاسلام قوة غير عادية بعد أن درست حياة عمر المختار فلقد قال المختار قبل اعدامه : لأن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
4- ليوتو ليستوي ( أديب روسي ذائع الصيت ) : يكفينا فخراً ان محمداً قد أهدى امة الى نور الحق وجعلها تجنح للسكينة والسلام وفتح لها طريق الرقي للمدينة سوف تسود شريعة القران لتوافقها وأنسجامها مع العقل والحكمة ، لقد فهمت لقد أدركت كل ما تحتاج اليها البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق وتزهق الباطل ، ستعم الشريعة الاسلامية كل البسيطة لاءتلافها مع العقل وامتزاجها بالحكمة والعدل ، أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد الاحد لتكون اخر الرسالات على يديه وليكن هو ايضاً اخر الانبياء.
5- لامارتين (شاعر فرنسا الشهير) : من ذا الذي يجرأ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد ؟ من هو الرجل الذي ظهر اعظم منه عند النظر الى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الانسان ؟ اعظم حدث في حياتي هو انني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية ادركت ما فيها من عظمة وخلود ، اي رجل ادرك من العظمة الانسانية مثلما ادرك محمد واي انسان بلغ من مراتب الكمال مثما بلغ ؟ لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق .
6- توماس كارليل (صاحب كتاب الابطال - والذي يكنى بالفيلسوف الاكبر): ان الرسالة التي اداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير منذ اثني عشر قرناً وما الرسالة التي حملها الا حق صريح ، وما كلمته الا صوت صادق صادر من العالم المجهول ان محمد قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة فاذا هي شهاباً قد اضاء العالم اجمع .
7- عالم اللاهوت السويسري المعاصر د. هانس كونج يقول : محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة ولايمكننا انكار ان محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة .
8- يقول الفيلسوف الالماني نيتشه في كتابه (هكذا تكلم زرادشت) : ياللمهابة تليق بنذير يهيب بالناس الى مكارم الاخلاق .
9- رئيس وزراء المانيا الاسبق وبطل وحدتها بسمارك يقول : يا محمد أنا متأثر جداً إذ لم أكن معاصراً لك ، إن البشرية رأت قدوة ممتازة مثلك مرة واحدة وانا اعظمك بكمال الاحترام .
10- المؤرخ كريستوفر دارسن في كتابه (قواعد الحركة في تاريخ العالم) يقول : إن الاوضاع العالمية تغيرت تغيراً مفاجئاً بفعل فرد واحد ظهر في التاريخ هو محمد .
11- وان هناك المئات من الشهادات التي ادلى بها غير المسلمين والتي تصب في ذات الغرض خاصة تلك التي نطق بها المؤرخ البريطاني المعروف أرنولد توينبي والفرنسي روجيه غارودي وأميرة سرواك ديانك مود الذين جاهروا بأعتناق الاسلام وقالوا فيه وفي نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) اكثر من ما قاله (توينبي) : الذين يريدون أن يدرسوا السيرة النبوية العطرة يجدون أمامهم من الاسفار مما لايتوفر مثله للباحثين في حياة اي نبي من انبياء الله الكرام انني ادعوا العالم الى الاخذ بمبدأ الاخاء والمساواة الاسلامي وعقيدة التوحيد التي جاء بها الاسلام هي اروع الامثلة على فكرة توحيد العالم وان في بقاء الاسلام املا للعالم كافة .

فيما ورد في شأن الانبياء عليهم السلام
× الرسول الاعظم محمد (ص)
يا احمد : إبغض الدنيا واهلها وأحب الآخرة وأهلها ... قال : يا رب ومن اهل الدنيا واهل الاخرة ؟ قال : أهل الدنيا من كثر ضحكه ونومه وغضبه قليل الرضا لا يعتذر الى من أساء اليه ولا يقبل معذرة من يعتذر اليه ... كسلان عند الطاعة ، شجاع عند المعصية ، امله بعيد واجله قريب ، لا يحاسب نفسه ، قليل المنفعة كثير الكلام ، قليل الخوف كثير الفرح عند الطعام ... وان اهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون انفسهم بما لا يفعلون يدعون بما ليس لهم ويذكرون مساوئ الناس . قال (ص) : يا رب هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا حمد ؟ قال : يا احمد ان عيب اهل الدنيا كثير فيهم الجهل والحمق لا يتواضعون لمن يتعلمون منه وهم عند انفسهم عقلاء ، وعند العارفين حمقى . يا احمد : أن اهل الاخرة رقيقة وجوههم كثير حيائهم قليل حمقهم كثير نفعهم قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة وانفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون محاسبون لأنفسهم يتبعون لها . تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم أعينهم باكية وقلوبهم ذاكرة إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين ، في أول النعمة يحمدون وفي آخرها يشكرون دعائهم عند الله مرفوع وكلامهم مسموع تفرح الملائكة بهم يدور دعائهم تحت الحجب ، يحب الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها  ولا يشتغلون عنه طرفة عين ولا يريدون كثرة الطعام ولا كثرة الكلام ولا كثرة اللباس ، الناس عندهم موتى والله عندهم حي كريم لا يموت ، يدعوا المدبرين كرماً ويزيد المقبلين تلطفاً ، قد صارت الدنيا عندهم واحدة.
× عيسى (عليه السلام)
مر عيسى (ع) بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب فقال : يارب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب قال : فأوحى الله اليه يا روح الله إنه أدرك له ولد فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل إبنه.
× شعيب (عليه السلام)
إن الله عز وجل أوحى الى شعيب النبي إني معذب من قومك مئة الف واربعون الفاً من شرارهم وستن الفاً من خيارهم فقال (ع) : يا رب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار؟ فأوحى الله عز وجل اليه إنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
× آدم (عليه لسلام)
أن آدم (ع) قال : يا رب سلطت عليّ الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فقال: يا آدم جعلت لك إن منّ همّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه ومن همّ بحسنة فإن هو لم يعملها  كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشراً . قال : يا رب زدني . قال : جعلت لك من عمل منهم سيئة ثم إستغفر غفرت له . قال : يا رب زدني . قال : جعلت لهم التوبة وبسطت لهم التوبة حتى تبلغ الانفس هذا . قال : يا رب حسبي.
× داود (عليه السلام)
إن الله تعالى قال لداود: يا داود وعزتي وجلالي لو إن أهل سماواتي وأرضي أملوني فأعطيت كل مؤمن أمله بقدر دنياكم سبعين ضعفاً لم يكن ذلك إلا كما يغمس أحدكم بإبرة في البحر ويرفعها فكيف ينقص شيء أنا قيّمه.
× إبراهيم( عليه السلام)
إن إبراهيم سأل ربه فقال يا رب : ما جزاء من يبل الدمع وجهه من خشيتك ؟ قال : صلواتي ورضواني . قال : فما جزاء من يصبر الحزنى إبتغاء وجهك ؟ قال : أكسوه ثياباً من الايمان يكسب بها ا لجنة ويتقي بها النار قال : فما جزاء من سر الارملة إبتغاء وجهك ؟ قال أقيمه في ظلي وأدخله في جنتي  قال : فما جزاء من تبع الجنازة إبتغاء وجهك ؟ قال : تصلي الملائكة على جسده وتشفع روحه . وروى الشيخ علي بن الحسين المسعودي في كتاب أخبار الزمان . إن الله أوحى لى إبراهيم (ع) إنك لما سلمت مالك للضيفان وولدك للقربان ونفسك للنيران وقلبك للرحمن إتخذتك خليلاً.

الشجرة الطيبة
نبدأ بقوله سبحانه وتعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24. كم هو جميل ومدلولاته واسعة وكم فيها من تهذيب وهداية للناس لو تفكر العبد في ذلك لينظر الانسان الى الارض الطيبة كم هي مثيرة للأنتباه عندما نرى أرضاً مزروعة ونباتها كثير وثمارها ناضجة بحيث تسر النفس فهذه الارض كلها عطاء وعطائها بدون مقابل بحيث تعطيها القليل وتعود عليك بالوفير فهي أيضاً من حالات المثابة لعطاء الله اي يضاعفه أضعافاً ، أيضاً وتنظر الى النخيل كم يهتز الناظر اليها وكم هو لذيذ طعم التمر والدبس الذي يستخرج منها فهي كلها جمال وكم هو شموخها جميل ، السؤال الذي قد يرد هنا أن اهل البيت هم الشجرة الطيبة المقصودة ولا خلاف عليه لكن الذي يعنيه من البحث ان نصنع هذه الشجرة اي النفس الطيبة لأنه اذا لم تكن كذلك سوف يكون مصيرها كالسابقين الذين تركوا الله ولازموا الشيطان اذن لا بد من ان نبدأ بالتفكر كيف اجعل من نفسي شجرة طيبة كالنخلة مثلاً فلا بد ان ابدأ من جذوري اي الارض التي اقف عليها وأنظر الى التراب الذي في داخلي هل ان قلبي مطمئن بالله او هو بيت الله كما يريده سبحانه أنظر في تربتي التي في رأسي وهي عقلي هل ما فيه هو من نبات الله ام من نبات زراعة البشر المعني منه ان الافكار التي في راسي هل هي من النظريات الوضعية والافكار المريضة ان مشابهة الافكار بالادغال الفاشية في التراب فهذه الادغال يجب ازالتها قبل زراعة التربة اي علينا ان نبدأ بأزالة الافكار ( الادغال ) الموجودة في عقولنا وقلبونا وأنفسنا مع ملاحظة ان الادغال مختلفة في تعمقها في التربة فبعضها سطحي ممكن أزالتها بسهولة وهناك من لها جذور متوسطة العمق وغيرها جذورها عميقة يعني ذلك ان بعض المعتقدات الخاطئة التي نحملها وهي التي تمثل الحجب عن الله سبحانه فعندما نقول معتقدات لا نعني عقيدتنا الاسلامية الصحيحة ولكن تمسكنا بالاسباب والابتعاد المسبب لها فمثلاً نعجب بفكر احد المستشرقين ونعتنقه ونطبق ما يرموا اليه على أنفسنا وعوائلنا مع العلم اننا مسلمين اي اننا تماماً ككفار قريش يعتقدون ان الله موجود لكن يعتقدون ان الاصنام وسيلة الى الله ، أيضاً من ضمن المعتقدات حس النساء والاطفال والدرهم والدينار ولا نعني اننا ننفي ما احله الله لنا لكن لا تصل الحال بنا الى حد العبادة اي ان يخشى الانسان من زوجته او أهله اكثر من خشية الله سبحانه وهذا مطابق لصريح الاية {َومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106. اي ان الشرك موجود في دواخلنا ولا نستطيع التخلص منه الا بالتواصل الى حراثة النفس كاملاً اي قلبنا لتربتها والبدء بزراعتها من جديد ، قد يتصلب البعض برأيه ان ما احمله من أفكار هو الصحيح وهو ميراث الاباء والاجداد فنقول نعم ان وجودالادغال على التربة يعطيها الواناً زاهية ولون أخضر براق جميل لكن لا يكون لها ثمر وما الفائدة من أن نشهد بالشهادتين ونعتقد بوحدانية الله سبحانه أي نجعل ألهة حب الذات ( ألانا ) وحب الشهوات حاجزاً لنا عن الله سبحانه ، اذن بهذا الحال لا نريد ان تكون شجرة طيبة لأننا نعتقد اننا شجرة طيبة كما في بني اسرائيل عندما جاءتهم الرسل فهم يعتقدون انهم شعب الله ولا يحق لأحد ان يدعوهم اليه سبحانه فهم اولى به {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى}طه 133. فالدعوة الى الشجرة الطيبة والتي نريد ان نصل اليها في بحثنا انه خير مثل عليها هو ابراهيم عليه السلام قال تعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ }الأنعام76. اي مراجعة انفسنا هل ان الكوكب هو ربي ام ان الشمس هي ربي اي تخليص نفسي من قبل ما تحمله من أفكار خاطئة انا اعتقد بها رباً والكلام عام ولا يخص طائفة دون غيرها فأبراهيم عاماً وليس خاصاً فقال عنه الله سبحانه {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 . ففي مراحعته مع نفسه قام بتحطيم الاصنام الداخلية فيها بعد أن  تبرأ من عبادة قومه ظاهرياً فقال اني بريء مما تعبدون من دون الله الى ان قام بتحطيم أصنامهم فعندما ينتصر الانسان على داخله اي يحطم جميع أصنامه و نبذ كل المعتقدات التي يحملها ما عدا الله سبحانه يكون قادراً على ان التغيير في الخارج فالكلام يقودنا الى التساؤل هل من الصعب ان اكون شجرة طيبة اذن نرجع مرة أخرى الى التشابه ونجعل من انفسنا مزارعين لدينا بذرة نريد ان نزرعها لتخرج نبارتاً طيباً فما نصنع ، الواجب علينا أختيار تربة جيدة لها ظروف مناسبة وماءً عذباً ومدارات خاصة لكي ينبت الجنين ورعاية النبتة وهي صغيرة والمحافظة على سقيها بصورة منتظمة لكي يشتد عودها وتشق طريقها علماً اننا لا نتكلف شيء فهو كله من الله سبحانه ان كان البذور او الماء او التربة او الهواء او ضوء الشمس ، كذلك النفس التي نريد جعلها طيبة فالنور الالهي موجود وعطائه وفير والله سبحانه بين كل شيء وأعطانا كل شيء وكما في قوله{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد 8-10. 
اذن الصلاح متوقف علينا ان شئنا ذلك ام ابينا ، ليعني ذلك ان شريعة الله واضحة والسبل اليه واضحة لكن القضية متوقفة علينا هل نتقدم اليه شبراً حتى يتقدم الينا ذراعاً .

الاخيرة
أطروحة معاصرة حول رجعة المسيح عيسى بن مريم (ع)
حول رجعة عيسى(ع)
ليس خفياً على المسلمين رجوع النبي عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام في اخر الزمان مع الامام المهدي (عليه السلام) فقد اجمعت على ذلك أحاديث وروايات كلا الفريقين السنة والشيعة وليس هناك أدنى شك في ذلك فالكل مجمعون على انه(ع) يخرج في اخر الزمان ويصلي خلف الامام المهدي  كما أن المسيحيين متفقون هم ايضاً على رجعة  عيسى بن مريم التي يسمونها عندهم بالقيام الثاني فهم يعتقدون بأن المسيح عليه السلام قد قتل وانه قام في اليوم الثالث من قتله وأختفى بعد ذلك وأنه يقوم في أخر الزمان كما أن اليهود ايضاً ينتظرون ظهور المسيح الذي وعدهم به موسى (عليه السلام) لانهم لا يعتقدون بأن عيسى بن مريم هو المسيح الموعود وبهذا يتضح ان الديانات السماوية الثلاثة قد اجمعت على ظهور السيد المسيح في أخر الزمان الا ان الاختلاف بينهم حول ظهور السيد المسيح في أخر الزمان يتركز في ثلاث محاور لا رابع لها فالمسلمين يقولون ان عيسى (عليه السلام) لم يقتل بل أن الله عز وجل قد رفعه الى السماء والقى شبهه على أحد تلاميذه سواء أكان التلميذ يهوذا الاسخريوطي الذي سلمه ام غيره وأنه بقي حياً طوال هذه الفترة استناداً الى قوله تعالى {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157. ثم أنهم يقولون ان الله تبارك وتعالى سوف ينزله في أخر الزمان عند بيت المقدس اثناء اقامة الامام المهدي عليه السلام لصلاة الجماعة وعندئذ سوف يصلي خلف المهدي عليه السلام وقد استدلوا بأحاديث وروايات كثيرة في ذلك ففي الحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص) انه قال : (لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم حكماً مقسطاً واماماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض المال) الكنز ج14. وقال رسول الله (ص): (  فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق إماماً هادياً وحكماً عدلاً عليه برنس له مربوع الخلق أصلت سبط الشعر بيده حربه يقتل الدجال ) الكنز ج14 . والروايات في هذا الصدد كثيرة جداً نتركها مراعاة للاختصار أما المسيحيين فأنهم يعتقدون ان عيسى بن مريم (عليهما السلام) قد قتل وصلب ثم قام بعد ثلاثة ايام من ذلك وراه تلاميذه ولم يتطرقوا الى كيفية موته بعد ذلك وأكتفوا بالقول أنه يقوم مرة اخرى في اخر الزمان ويكون خلاص الناس وصلاحهم على يديه فقد ورد في انجيل متى (( 40 فكما بقي يونان ثلاثة أيام بلياليها في بطن الحوت ، كذلك يبقى ابن الانسان ثلاثة ايام بلياليها في جوف الارض )) متى 12. يريد بيونان النبي يونس عليه السلام وأنه سيجري على عيسى ما جرى على يونس  في بطن الحوت .وجاء فيه ايضاً (( ولما مضى السبت وطلع فجر الاحد جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لزيارة القبر . وفجأة وقع زلزال عظيم ، حين نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه . وكان منظره كالبقرة وثوبه ابيض كالثلج . فأرتعب الحرس لما رأوه وصاروا مثل الاموات . فقال الملاك للمراتين : (( لا تخافا انا أعرف انكما تطلبان يسوع المصلوب . ما هو هنا لانه قام كما قال . تقدما وأنظرا المكان الذي كان موضوعاً فيه . وأذهبا في الحال الى تلاميذه وقولا لهم : قام من بين الاموات ، وها هو يسبقكم الى الجليل ، وهناك ترونه . ها انا قلت لكما )) متى 28. وجاء ايضاً : (( أما التلاميذ الاحد عشر ، فذهبوا الى الجليل ، الى الجبل ، مثلما امرهم يسوع ، فلما رأوه سجدوا له ، ولكن بعضهم شكوا . فدنا منهم يسوع وقال لهم : نلت كل سلطان في السماء والارض فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم )) متى 28. وبهذا يتبين لنا امرين مهمين: الامر الاول : هو ان المسيحيين مطلقا يؤمنون بالرجعة اي قيامة الاموات كما يسمونها. الامر الثاني هو ان عيسى بن مريم عليه السلام لابد ان يرجع في اخر الزمان اي يقوم كما يقولون القيام الثاني. أما بالنسبة لليهود فهم ينقسمون الى فئتين فئة تقول بالرجعة اي قيامة الاموات ورجوعهم الى الحياة الدنيا وفئة تنكر ذلك فالذين يقولون بالرجعة وقيامة الاموات هم الفريسيون وأما من ينكرون ذلك فهم الصديقيون.
أذن فالقول في رجعة عيسى بن مريم(عليهما السلام) ينقسم الى قولين : فالمسلمين يقولون ان رجعة عيسى بن مريم ليست بمعنى انه مات ودفن وسيرجع الى الحياة الدنيا بعد الموت لأنهم استدلوا على ذلك بالايات القرآنية التي تنفي القتل والصلب عن النبي عيسى (ع) والاحاديث والروايات التي تشير الى نزول عيسى (ع) من السماء في اخر الزمان مع الامام المهدي (ع) . أما المسيحيين فأنهم يؤمنون برجعة عيسى او قيامته كما يسمونها (( القيام الثاني )) وهي رجعة بعد الموت لأنهم أستدلوا ببعض الايات الواردة في الانجيل التي تشير الى ان عيسى عليه السلام قتل وصلب وأنه قام بعد ثلاثة ايام وسيقوم مرة ثانية في اخر الزمان وهذا الامر في الواقع من أهم نقاط الخلاف بين المسلمين والمسيحيين وأستمر هذا الخلاف منذ فجر الاسلام الاول والى يومنا هذا.
ماهية هذه الاطروحة
نعتقد ان هذه الاطروحة المعاصرة في مسألة رجعة عيسى بن مريم (عليهما السلام)  متكفلة برفع الخلاف بين الديانتين في هذه المسالة والحقيقة ان هذه الاطروحة قد أوردنا على صحتها ادلة عديدة جعلت منها ممكنة الوقوع والصحة والاطروحة الجديدة تقوم على اساس مناقشة الايات القرأنية التي تشير على عدم قتل وصلب النبي عيسى (ع) او ان ذلك لم يقع الا انه عليه السلام قد توفاه الله عزوجل ومعنى ذلك انه ليس كل ما قاله المسلمون صحيحاً فالصحيح ان عيسى بن مريم عليهما السلام لم يقتل ولم يصلب كما اخبر المولى تبارك وتعالى في القرأن { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} الا ان ذلك لا يعني انه حي وانه ينزل في أخر الزمان من السماء بنفس ذلك الجسد الذي عاش فيه قبل اكثر من الفي سنة بل انه مات عليه السلام ورفع الله روحه الى السماء
ابن الله وابن الانسان
 أما بالنسبة لما جاء في الاحاديث والروايات التي ذكرت نزوله في أخر الزمان من السماء في وقت خروج الامام المهدي (ع) فانه سيكون بحسب الرجعة الروحية اي نزول روح عيسى بن مريم عليهما السلام ورجوعها الى هذه الحياة الدنيا لتسدد شخصاً مؤمناً له شبه كبير بعيسى بن مريم من حيث الخَلق والخُلق وسوف يكون ذلك الشخص مولود من أم و اب أدميين لذلك فأنه يدعي (( ابن الانسان )) وبذلك نفهم السر في اطلاق الانجيل لهذا اللقب بكثرة حينما يتحدث عن قيامة عيسى عليه السلام في أخر الزمان بينما كان يطلق ابن الله على عيسى (ع) في ذلك الزمان وقد وقع خلاف كبير ما زال مستمراً الى يومنا هذا حول هذا اللقب فالكثير من المسيحيين يعتقدون ان عيسى (ع) هو ابن الله لأنه لم يولد من اب ، بينما يرفض المسلمون ذلك بشدة ايماناً بان الله سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له صاحبة أو ولد كما ذكرت ذلك الايات القرآنية الكثيرة ، والحقيقة هناك شبهة وقع بها المسيحيين فالحق ان عيسى (ع) ابن الله بالتبني وليس بالمعنى المعهود في الابوة والبنوة اي بالمعنى المادي لانه(ع) لم يكن له اب يرعاه فكان المربي له والمتكفل به بصورة مباشرة هو المولى تبارك وتعالى وذلك من خلال تأييده بالروح القدس ومنذ صغره قال تعالى{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110. وبناءاً على هذا فيكون الكلام مقبولاً ولا اشكال فيه فان الخلق كلهم ابناء الله او على الاقل ان الانبياء هم ابناء الله الا ان هذا اللقب أشتهر به عيسى (ع) لهذا المعنى المذكور أنفاً . اما مسألة ابن الانسان فأننا لو تتبعنا الاناجيل لوجدنا اكثر الايات التي ذكرت ابن الانسان تتحدث عن مجيئه في اخر الزمان وهذا اللقب لا يكون منطبقاً انطباقاً تاماً وكاملاً الا ان يكون الشخص مولود من اب وام عندها يمكن ان نطلق عليه ابن الانسان ويكون الاطلاق حينها مناسباً تماماً نعم يصح ان يطلق هذا اللقب على مولود من ام فقط كما حصل مع عيسى (ع) الا ان اطلاقه كاملاً وتاماً لا يستقيم لو كان المولود لام فقط.  وبهذا يتبين ان ابن الانسان حقيقة الذي هو عيسى اخر الزمان  يكون مولود من اب وام ويكون مسدداً من قبل روح عيسى (ع) ومؤيداً بها ، والواقع ان اطلاق ابن الله على ابن الانسان ليس مقبول تماماً بل ان ابن الله غير ابن الانسان كما تبين ثم انه لا ادري كيف يعتقد المسيحيين وفيهم المثقفين والعلماء والباحثين بأن النبي عيسى هو ابن الله بالمعنى المتعارف عندهم كيف قبلوا ان يكون لله ولد كما كان من شأن خلقه الذين جعلهم يتزاوجون ويولدون . ومما يؤكد ان ابن الانسان الذي يأتي في أخر الزمان هو شخص اخر شبيه لعيسى في الخلق والخلق ويكون مسدداً من روح عيسى (ع) وليس هو عيسى (ع) نفسه ما جاء في رؤيا دانيال حيث جاء فيها ((  كنت أرى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام ، فقربه قدامه )) فأنه رأى مثل ابن الانسان ولم ير ابن الانسان نفسه على فرض ان ابن الانسان هو عيسى فلو كان ابن الانسان عيسى (ع) فمن هو الذي رأه دانيال وقال عنه مثل ابن انسان . وهذا النص الموجود في التوراة يثبت عدم صحة من أعتقد من المسلمين ان ابن الانسان هو الامام المهدي (ع) لأنه جاء فيه (( مثل ابن اانسان جاء الى القديم الايام )) فلو كان ابن الانسان هو الامام المهدي (ع) فمن هو قديم الايام يا ترى ؟! واذا فرضنا ان قديم الايام شخص اخر فكيف يستقيم المعنى ان الامام المهدي (ع) على فرض هو ابن الانسان يأتي ويسلم الى شخص اخر علماً ان عقيدتنا ان الامام المهدي (ع)  هو القائد والمنقذ في اخر الزمان وليس هناك ثمة شخص اعلى مقاماً منه . وللأسف فقد أخطأ الكثير من المسلمين بل من العلماء حينما اعتقدوا ان ابن الانسان هو الامام المهدي (ع) وقد وقع في يدي كتيب أسمه (( المهدي في الانجيل وعقائد اخرى )) وهو من تأليف احد طلبة الحوزة كما ذكر اسمه محمد صقر حيث قال تحت عنوان الوجه الثاني نصوص الانجيل ص24 ما هذا نصه ( وفي النص الانجيلي (( عندئذ يرون ابن الانسان أتياً في السحاب بقوة ومجد عظيم )) - الى ان قال معلقاً على هذا النص - ومن يكون ابن الانسان المذكور في الانجيل غير الامام المهدي عليه السلام . والحقيقة ان هذه الاستنتاج غير صحيح أطلاقاً لأن الامام المهدي (ع) هو قديم الايام كما ذكرنا في رؤيا دانيال وأن ابن الانسان يسلم له . الاغرب والاعجب  من ذلك ان الذي كتب مقدمة الكتاب هو احد العلماء الحوزة  ومما يؤيد ويؤكد ما قلناه ما جاء في الروايات الشريفة التي تحدثت عن كيفية أجتماع اصحاب الامام المهدي (ع) لمبايعته بين الركن والمقام فقد جاء عن المفضل بن عمر قال : (( قال ابو عبد الله عليه السلام : اذا اذن الامام دعا الله بأسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف ، فهم اصحاب الالوية ، منهم من يفقد من فراشة ليلاً فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه . قلت : جعلت فداك ، أيهم أعظم ايماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً ، وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الاية { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً } تفسير العياشي ج1 ، أثبات الهداة ج3 ، بحار الانوار ج52 ، فالذي يتبين من الرواية الشريفة ان الذي يسير في السحاب ليس هو الامام المهدي (ع) بل هو احد اصحابه وممهديه بل هو اعظمهم ايماناً كما قال الصادق (ع) . اذن فهذا الممهد  هو ابن الانسان الوارد ذكره في الانجيل وهو اعظم ممهدي الامام (ع) ايماناً كما قال الصادق (ع) ومن الطرافة اننا ذات يوم كنا نتحدث عن هذه الرواية مع السيد القحطاني وكيفية مسير هذا الشخص في السحاب فقال لربما تكون هناك طائرة يركبها اسمها السحاب ولما احتملنا ذلك قمنا بالبحث في الانترنيت فوجدنا ان هناك طائرة مصنوعة حديثاً اطلقوا عليها اسم (( السحاب )) واما من يقول بأن ذلك معجزة ولا تكون المعجزة في اخر الزمان الا للامام (ع) فاقول  جاء في الرواية عن امير المؤمنين (ع) : ( يركب المهدي الهواء لا بسحر ولا بفتنة عين ، بل بعلم يعرفة من سبقوه ..) المفاجأة  صفحة47 . وبهذا يتبين ان المسير في السحاب يكون عن طريق العلم الحديث .
من هو ابن الانسان اذن ؟
 والظاهر ان الشخص الذي يسير في السحاب هو احد من يقومون بأمر الامام المهدي (ع) فهو ( قائم) وهو شبيه عيسى بن مريم وقد جاء في الرواية الشريفة التي اوردها الحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه اثبات الهداة والتي جاء فيها : (( ان القائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخلقاً وسمتاً وهيبة ...)) وكما هو معلوم ان الامام المهدي (ع)محمد (ص) وليس شبيه عيسى (ع) فقد جاء في الرواية الشريفة عن ابي وائل : نظر امير المؤمنين علي (ع) الى الحسين (ع) فقال : ان ابني هذا سيد كما سماه رسول الله (ص) سيداً وسيخرج من صلبه رجلاً باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق ...) غيبة النعماني . ومعنى هذا ان هذا الممهد الذي يسير في السحاب يكون من ولد علي (ع) وهو شبيه عيسى (ع) لذلك فهو من يطلق عليه عيسى اخر الزمان ويسدد بروحه (ع)ومما يؤكد ذلك ماجاء عن امير المؤمنين (ع) : ( هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله الى الاحياء وسمعه اهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الامين وبيده الكتاب المستبين ثم مواريث النبيين والشهداء والصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ...) ينابيع المودة ج3 . فمن هذه الرواية يتبين لنا ان عيسى (ع) يبايع الامام في مكة المكرمة والمعلوم عندنا والذي دلت عليه الروايات ان الذين يبايعون الامام في مكة هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ومعنى هذا لابد ان يكون عيسى (ع) احدهم وهو افضلهم وان خروجه قد سبق قيام الامام في مكة ومعنى هذا انه احد الممهدين للأمام بل هو افضل الممهدين على الاطالق . ونختم الكلام في هذه الفقرة حول ما جاء في الرواية الواردة عن امير المؤمنين (ع) فقد قال : (( … بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله (ص) ...)) الزام الناصب ج2 . فمن هذه الرواية يتبين ان الذي يلي تجهيز المهدي عند وفاته هو عيسى بن مريم (ع) الا ان هناك روايات تؤكد ان الحسين (ع) هو من يتولى تجهيز المهدي (ع) فقد جاء عن ابي عبد الله : ( ويقبل الحسين (ع) في اصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع قوم موسى بن عمران فيدفع اليه القائم (ع) الخاتم فيكون الحسين (ع) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته ) بحار الانوار ج53 . بينما تؤكد روايات اخرى ان الذي يخلف المهدي (ع) هو وزيره اليماني وهنا لابد من القول بأن عيسى هو نفسه الحسين وهما نفسهما اليماني وزير المهدي (ع) الذي يكون مسدداً بروحيهما كما اثبتنا ذلك سابقاً في مبحث الرجعة الروحية .
الادلة على موت عيسى(ع) في اخر الزمان
 وسنورد الان الادلة التي تؤكد موت النبي عيسى (عليه السلام) وان المرفوع الى السماء هي روحه وليس روحاً وجسدا ًعلماً إننا على يقين تام ومطلق من ان عيسى المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب كما اخبر عن ذلك المولى عز وجل في كتابه وهذا مما لا يحتاج الى نقاش الا اننا نقول ان الايات القرآنية والاحاديث الشريفة نفت عن عيسى عليه السلام القتل والصلب ولكنها لم تنف الموت بل ان المتتبع للآيات القرآنية يظهر له واضحاً ان عيسى عليه السلام ميت وان المرفوع الى السماء هي روحه بعد ان مات وفارقت روحه جسده لا انه حي ومرفوع الى السماء كما لو كان في الارض قال تعالى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55. فمن الاية الشريفة يتبين لنا ان عيسى عليه السلام مات لأن معنى قوله ( متوفيك ) من الاستيفاء وهو قبض الروح ولا يكون ذلك الا عند الموت ومما يؤكد هذا المعنى قوله تعالى { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}فلا يكون الرفع الى الله تبارك وتعالى رفعاً مادياً اي ان المرفوع بدن عيسى وروحه اي انه رفع الى الله او السماء وهو حي لأن الله سبحانه وتعالى لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف فهو لا تحده الحدود بل هو في كل مكان ولا يحل بمكان فلا يصح ان يقال انه في السماء انما اقترن ذكر الله مع السماء للاشارة الى العلو والارتفاع والمعنى وبذلك فمن غير الصحيح ان يكون رفع عيسى كما يفهمه البعض رفعاً مادياً وقد انكر ذلك المفسرون وعلماء الكلام فقد قال صاحب الميزان السيد الطباطبائي في تفسيره ما هذا نصه : ( قوله تعالى { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } الرفع خلاف الوضع ، والطهارة خلاف القذارة ، وقد مر الكلام في معنى الطهارة - وحيث قيد الرفع بقوله : { الي } أفاد ذلك ان المراد بالرفع الرفع المعنوي دون الرفع الصوري اذ لا مكان له تعالى من سنخ الامكنة الجسمانية التي تتعاورها الاجسام والجسمانيات بالحلول والقرب والبعد من قبيل قوله تعالى في ذيل الاية : { ثم الي مرجعكم } وخاصة لو كان المراد بالتوفي هو القبض لظهور ان المراد حينئذ هو رفع الدرجة والقرب من الله سبحانه نظير ما ذكره تعالى في حق المقتولين في سبيل الله { احياء عند ربهم } ال عمران 169 ، وما ذكره في حق ادريس عليه السلام {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }مريم57) انتهى كلام صاحب الميزان. وبهذا يتبين لنا واضحاً ان رفع عيسى (ع)  رفعاً معنوياً اي ان المرفوع الى الله والسماء هي روحه الطاهرة لا جسده الشريف كما يعتقد البعض فمن غير الممكن ان تسري قوانين عالم الملك على عالم الملكوت فعالم الملكوت عالماً معنوياً وروحياً وليس عالماً مادياً جسمانياً وقد حاول بعض المفسرن تفسير الوفاة تفسيراً لغوياً من قبيل المجازات وماشابه لكي يتلائم مع تصورهم بأن عيسى (عليه السلام) حي لم يمت فقالوا ان الوفاة من الاستيفاء اي قبض الشيء واستيفاءه كاملاً من دون نقص فيه وما الى ذلك من المعاني اللغوية للكلمة الا انهم لم يلتفتوا ان المولى عزوجل قرن ذكره للوفاة في القرآن بالموت فكلما ذكر الوفاة اشار الى الموت من قبيل قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42. وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }الأنعام61. وقال تعالى :{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} آل عمران 55.وقوله عزوجل: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} النساء 15.وقوله تعالى {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} السجدة11. وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً}النساء 97.وقوله تعالى {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} النحل 28. وقوله تعالى { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}النحل 32. وقوله تعالى {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} الانفال 50. وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} الحج 5. وقال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} غافر67. وقال تعالى {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} المائدة 117. فهذه هي الايات التي ذكرت الوفاة في القرآن وكلها كما هو واضح تتحدث عن الموت ولم ترد اية واحدة تحدثت عن الوفاة في غير حال الموت وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان المولى عندما يذكر الوفاة ويتحدث عنها انما يريد الموت ليس الا فلا مبرر ولامسوغ للمفسرين في تفسير الوفاة بحسب المعاني اللغوية كأستيفاء الشيء وغيره . ثم اننا وبالرجوع الى نفس الاية يتبين لنا من قوله تعالى {الي مرجعكم} ان المقصود هنا هو الموت لانه اشارة الى القيامة والحساب في (مرجعكم) ولاتكون القيامة والحساب الا بعد الموت .  وبهذا تبين لنا واضحاً ان الايات التي تحدثت عن وفاة النبي عيسى(عليه السلام) كانت تشير الى موته سلام الله عليه اما اذا قيل فما معنى قوله عزوجل ورافعك الي اليس في ذلك دلالة على انه لم يمت ؟ فاقول : ليس في ذلك دلالة على ان عيسى رفع حياً الى السماء بل العكس هو الصحيح والحق ان المرفوع الى السماء روحه دون بدنه (ع) على نحو العروج كما كان في عروج روح النبي محمد (ص) ليلة الاسراء والمعراج وهذا ما جاء في الروايات فقد جاء في الرواية لشريفة الواردة عن ابي أسحاق السبيعي وغيره قال خطب الحسن بن علي (ع) في صبيحة الليلة التي قبض فيها امير المؤمنين (ع) فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله (ص) ثم قال لقد قبض في هذه اليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل ولم يدركه الاخرون بعمل - الى ان قال - ولقد توفي في الليلة التي عرج فها عيسى بن مريم والتي قبض فها يوشع بن نون وصي موسى . بحار الانوار ج43 ، الارشاد ج2 . وفي أثناء هذا العروج قبض الله عز وجل روح نبيه عيسى (ع) بين السماء والارض بينما كان جسده في الارض كما كان من شأن ادريس النبي (ع) حيث قبضت روحه في السماء كما ذكرت ذلك الاخبار واليك ما يؤكد ذلك فعن علي بن الحسن الفضال عن ابيه عن الرضا (ع) انه قال في حديث طويل في وصف الائمة (عليهم السلام) وانهم يقتلون بالسيف او بالسم وساق الحديث الى ان قال (ع) ما شبه امر احد من انبياء الله وحججه عليهم السلام للناس الا امر عيسى ابن مريم وحده لانه رفع من الارض حياً - اشار الى عروج روحه(ع) وهو حي - وقبض روحه بين السماء والارض ثم رفع الى السماء ورد عليه روحه وذلك قوله عزوجل ((اذ قال الله ياعيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا)) وقال عزوجل حكاية لقول عيسى(ع) وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد ). بحار الانوار ج14. اما اذا قيل فما معنى قول الامام الرضا(ع) ((رد عليه روحه)). والصحيح ان معنى (رد عليه روحه) اي اطلقها بعد ان قبضها ملك الموت واعوانه على غرار اطلاق ارواح الانبياء والائمة والاولياء (عليهم لسلام) لتنعم في الجنان التي اعدها الله للانبيائه ورسله وعباده المتقين كما اطلق ارواح الانبياء عليهم السلام من قبل وليس في ذلك دليل على  احياءه بعد موته كما قد يتصور البعض وهو ما لم يقل به احد اطلاقاً وهذا المعنى يظهر واضحاً وجلياً في حديث الاسراء والمعراج حيث عاين النبي محمد (ص) اخوانه من انبياء الله ورسله في السموات وسلم عليهم وسلموا عليه فقد عاين نوح وابراهيم وموسى وعيسى(عليهم السلام). والسؤال الذي يطرح نفسه الان بقوة هو عن معنى وماهية وجود الانبياء المذكورين والذين رائهم الرسول الكريم (ص) في السماء هل ان وجودهم بارواحهم وابدانهم ام بارواحهم فقط ؟ علماً ان الاول مخالف لما عليه عقائد المسلمين ثم ان هؤلاء الانبياء ماعدا عيسى عليه لسلام لانقاش في موتهم ودفن اجسادهم في الارض وبهذا يتعين ان الذين رائهم النبي (ص)في السماء هي ارواح الانبياء عليهم السلام وبهذا يتبين ان النبي محمد(ص) رأى ايضاً روح عيسى عليه السلام لا روحه وبدنه كما عاش في الدنيا لانه اما ان نقول كل الانبياء في السماء احياء بارواحهم وابدانهم كما عاشوا في الدنيا وهذا قد تبين بطلانه اما ان نقول ان جميع من في السماء من الانبياء هم احياء بارواحهم فقط من دون وجود لهذه الابدان لان طبيعة وماهية العوالم التي تمر بها الروح مختلفة وليست هي طبيعية وماهية واحدة . وتلك الحياة على غرار حياة الذين قتلوا في سبيل الله فهم قد دفنت ابدانهم في الارض الا ان المولى تبارك وتعالى عبر عنهم بانهم احياء عند ربهم يرزقون ومعنى ذلك حياتهم بارواحهم في الجنان قال تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169 وبهذا يتبين لنا ان النبي عيسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام حي عند الله يرزق على غرار حياة الانبياء والائمة والاولياء والصالحين والشهداء الذين قتلوا في سبيل ، وقد يسئل سائل لماذا اقترن ذكرعيسى عليه السلام بالحياة  دون باقي المقتولين في سبيل الله ممن ذكر انفاً لو كان الامر كما تقولون ؟ فاقول : خص بذلك لانه سلام الله تعالى عليه لم يقتل بل ان الله توفاه واماته من دون ان يتدخل في ذلك انسان كأن قتله او سمه او ما الى ذلك، فلكي لايتوهم البعض ان عيسى عليه السلام دون غيره من الانبياء في المرتبة وعلو المقام اشعرت بعض الايات والاحاديث والروايات بانه حي لم يمت كما هو الحال في ادريس (ع) فقد توفاه الله وقبض روحه في السماء كما دلت الاحاديث على ذلك وقال الله عزوجل عنه (ورفعناه مكاناً علياً) . اما بالنسبة لمسألة نزوله عليه السلام في اخر الزمان من السماء في عصر الظهور الشريف  فاقول : ان معنى ذلك هو نزول روحه الطاهرة الى الارض لكي تسدد وتؤيد شخص يدعو المسيحين لنصرته بحسب مفهوم الرجعة الروحية التي تقدم الكلام عنها  وقد اثباتنا صحة وقوعها وتحققها .
الخلاصة :-
وأخيراً نورد اقوال بعض العلماء الذين اعتقدوا بموت عيسى بن مريم (ع) فقد قال العالم والعارف ابن العربي ما هذا نصه : (( ولما كان مرجعه الى مقره الاصلي ولم يصل الى الكمال الحقيقي وجب نزوله في آخر الزمان ببدن أخر )) هامش عرائس البيان ج1 . وفي هذا القول اشارة واضحة الى الرجعة الروحية وقال ابن الوردي : (( ان نزول عيسى خروج رجل يشبهه في الفضل والشرف )) فريدة العجائب وفريد الغرائب . وذكر الرازي في تفسير قوله تعالى {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} اي رافعك الى محل كرامتي ، وجعل ذلك رفعاً اليه للتفخيم والتعظيم . وقال تعالى { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75. وهذه الاية نزلت في المسيح وأمه بدون استثناء والمعلوم ان امه (ع) قد ماتت وقال تعالى { وما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144. أليس في ذلك دلالة على موت عيسى (ع) . واما ما جاء في الرواية الواردة والتي تقول (( لا مهدي الا عيسى بن مريم )) والتي حاول البعض التشكيك فيها وردها بدلاً من محاولة فهمها ومعرفتها فنقول ان هناك نقطة أستدلال لجميع البشر في العالم فأن المسلمين ينقسمون الى سنة وشيعة فأمام السنة فأنهم ينتظرون المهدي الحسني الذي يولد في أخر الزمان فهم لا يؤمنون بالامام المهدي (ع) الا عن طريق هذه النقطة اما الشيعة فانهم موعودين منتظرين لليماني الموعود صاحب دعوة الامام والممهد له اما بالنسبة للمسيحيين فأنهم ينتظرون المسيح عيسى بن مريم (ع) اما اليهود فانهم ينتظرون المسيح المنتظر والحقيقة ان نقطة الاستدلال لابد ان تكون واحدة والا لما امكن توحيد الشعوب وايمانهم بقضية المنقذ الالهي الامام المهدي (ع) فلا بد ان يكون المهدي الحسني الذي ينتظره السنة هو نفسه اليماني الذي تنتظره الشيعة وهو نفسه شبيه عيسى بن مريم (ع) والذي يدعو المسيحيين ويؤمن بدعوته الكثير منهم كما أنه هو من يقيم الحجة على اليهود ويثبت لهم انه هو من ينتظرونه وليس ثمة شخص اخر فاذا اجتمعت كلمة الناس وأمنوا بأنه هو من كان ينتظرون عندئذ سوف يقوم بتسليم الامر للامام المهدي (ع) ويجمع الامم تحت رايته وبهذا يتضح ان هناك نقطة استدلال للامام (ع) على الامم والشعوب وهذه النقطة لا بد ان تكون واحدة تستدل بها كل امة على امر المنقذ في اخر الزمان وبهذا يتضح لنا معنى الرواية المتقدمة (( لا مهدي الا عيسى بم مريم )) اي ان المهدي الحسني اليماني هو نفسه عيسى بن مريم في اخر الزمان على حسب مفهوم الرجعة الروحية . ويكون ذلك الشخص حتماً هو ابن الانسان في اخر الزمان لانه مولود من ام واب وله شبه خلقي وخلقي كبير من النبي عيسى(ع) كما سبق ان قلنا وهذا الشخص هو من يتكفل بدعوة المسيحيين في اخر الزمان ويكون مسدداً بروح القدس كما كان عيسى عليه السلام وان كان بنسبة متفاوتة وتكون دعوته للمسيحية الحقة التي دعى لها عيسى بن مريم عليهما السلام من قبل والتي هي في الواقع منبثقة من الاسلام الحقيقي كما قال تعالى :{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}ال عمران52. وقال تعالى{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} المائدة111. وسوف يؤمن البعض من المسيحين بدعوة هذا الشخص بل انهم سوف يعتقدون بانه هو عيسى بن مريم عليه السلام كما يعتقد المسلمين ذلك الا انه سوف يبين لهم حقيقة الامر الذي بات خافياً على الناس طوال هذه العقود من الزمن .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون