العدد الخامس عشر

منار القران

سورة الفجر في التأويل المعاصر

بسم الله الرحمن الرحيم 

والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر * والليل إذا يسر * هل في ذلك قسم لذي حجر * الم تر كيف فعل ربك بعاد * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الاوتاد * الذين طغوا في البلاد * فاكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * أن ربك لبالمرصاد *فأما الإنسان إذا ما أبتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن * و أما إذا ما أبتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهاننٍ * كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاظون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال حبا جما * كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجيئ يومئذِ بجهنم يومئذِ يتذكر الإنسان وأنى له  الذكرى * يقول يا ليتني قدمت لحياتي * فيومئذ لا يعذب عذابه احد * ولا يوثق وثاقه احد * يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ) صدق الله العلي العظيم .

( والفجر ) الفجر هو الإمام المهدي (ع) أي معنى ظهوره (عج) فقد ورد عن جابر الجعفي عن الصادق (ع) ( " والفجر "  هو  القائم (ع) ) والفجر هو انفجار النور مددا للظلام فينفجر نور دعوة الإمام المهدي (ع) إلى الافاق . وكما هو معلوم لدى الجميع فناك فجران هما الفجر الصادق والفجر الكاذب , فالفجر الصادق يكون نوره بشكل افقي وشامل فهو يمثل الدعوة الحقيقة للإمام المهدي (ع) وانطلاق الرايات السود من خراسان بقيادة الإمام المهدي (ع) الذي يعود نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (ع) وهم الذين يدفعون بالأمر إلى الإمام المهدي (ع) والذين أمرنا رسول الله (ص) أي نأتيهم ولو حبوا على الثلج فقد ورد في الملاحم عن عبد عن رسول الله (ص)  قال ( ...... حتى يخرج قوما من ها هنا وأومئ بيده نحو المشرق معهم رايات سوداء يسألون الحق فلا يعطون ويسألون فلا يعطون فيقاتلون ويصبرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه  حتى يدفعونها إلى رجل من بيتي يملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فمن أدركهم فليأتهم ولو حبوا على الثلج . 

أما الفجر الكاذب فيكون نوره بشكل عمودي وجزئي وهو يمثل دول بني العباس الظالمة والمعادية لدعوة الإمام المهدي (ع) والتي تكون قائمة في وقتها فهم أيضا أصحاب رايات سود وينطلقون من المشرق (خراسان ) ويدعون لأهل البيت و الإمام المهدي (ع) كذبا وزورا ويدعون ذلك أن انسابهم تعود لأهل البيت وهي دولة بني العباس الثانية التي تحكم في أخر الزمان وهم ياتون بنعي الإسلام وان رسول الله (ص) ينهانا من السير تحت روائهم والانخراط في صفوفهم ويشدد على ذلك كثيرا بحرمانه من الشفاعة وهو عكس ما أمرنا (ص) في أمر الرايات السود الحقيقية التي فيها نصرة الإمام المهدي (ع) حيث أمرنا في الرواية السابقة أن ناتيهم ولو حبوا على الثلج فقد ورد في الملاحم عن عمر قال : ( سمعت رسول الله (ص) يقول ( إذا اقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاءوا بنعي السلام فمن سار تحت لواءهم لم تنلهم شفاعتي يوم القيامة) . وهنا ستكون مرحلة الابتلاء والاختبار الحقيقي للناس بين الفجر الكاذب والفجر الصادق فلا يعرف الفجر الصادق ويميزه إلا من له خبرة في هذا الأمر وهم المؤذنون الذين يقمون مقام الشاهدين والراعين فهم يقومون بدعوة الناس إلى الإمام المهدي (ع) وهنا ينقسم الناس إلى عدة اقسام : 

القسم الأول : وهم أهل الدنيا النائمون الذين يكونون بعيدين عن الدين فهو لا يصلون فغارقون في النوم فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) ( الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ) فهم ليس لهم نصرة إلى الإمام المهدي (ع).

القسم الثاني : هم الذين ناموا واستيقظوا ورأوا الفجر الصادق وقالوا كلا انه ليس بالفجر الصادق ثم ناموا وهم الشاكين والمترددين ( فهم في ريبهم يترددون . )

القسم الثالث : وهم الذين يسهرون الليل ويصلون النوافل والناس نيام وينتظرون الفجر والاذان وهم الذين يبحثون عن ممهدي دعوة الإمام المهدي (ع) والذين يوفقون للاتصال به والمشاركة في نشر دعوته (ع)  وهم المنتظرين لأمر الإمام والذي يوفقهم الله لنصرة وليه القائد المنتظر .

(وليال عشر) وهي ليالي عاشوراء العشر الأوائل التي يقسم الله جل وعلا ومعنى ذلك قسمه تبارك  وتعالى في مرحلة التهيئة لقيام الإمام المهدي (ع) حيث أن هذه الليالي العشرة تمثل  تلك المرحلة التي تبدأ من واحد محرم ولغاية العاشر من محرم والتي يبدأ فيها الإمام (ع) بالبكاء والنحيب وتذكر أمر الحسين (ع) وواقعة الطف الأليمة استعدادا للقيام المقدس في العاشر من محرم الحرام . ( والشفع والوتر ) الوتر هو وزير الإمام المهدي (ع) والشفع هم النقباء الإمام والذين يكن بضمنهم وزيره أيضا .  

( والليل إذا يسر) هي انقضاء دولة الباطل والظلم ودولة بني العباس والتي تسبب في نشر مستلزمات الظلام . ( هل في ذلك قسم لذي حجر ) هل لكم عبرة بهذه الاقسام ؟ لماذا لا تعتبرون فهي عبرة لكل ذي لب ؟ ( لم ترى ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلهما في البلاد ) ( ارم بغداد )  و ( ذات العماد أن ابنيتها وقصورها محكمة بالعمد وهو ما يعرف حاليا ( بالدبل فاليوم ) و( والتي لم يخلق مثلها في البلاد ) هو قول أهلها ومدحهم لها وما فيها كما ذكرت ذلك الروايات . وقوله ( الم تر كيف فعل ربك بعاد ) هو دلالة على خراب بغداد التي تذكرها روايات هل بيت العصمة ( بالزوراء) وخرابها هو علامة من علامات الظهور المقدس فقد ورد في بحار الأنوار ج53 في ذيل صديق المفضل عن الصادق قال ( .... والله لا يبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال : أنها هي الدنيا وان دورها وقصورها هي الجنة وان بناتها هن الحور العين وان ولدانها هم الولدان وليظن أن الله لم يقسم رزق البلاد إلا بها وليظهرن فيها من الأمراء على الله وعلى رسوله الحكم بغير كتابه ومن شهادات الزور وشرب الخمور وإتيان الفجور واكل السحت وسفك الدماء لا يكون في الدنيا كلها إلا دونها ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الروايات حتى ليمر المار فيقول : ها هنا كانت الزوراء) . ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) ثمود هم قسم من الشيعة والواد هم الوادي المقدس في النجف الاشرف وهم رجال الدين المنحرفين وعلماء السوء ) الذين بنوا بيوتهم بالصخر ويزخرفونها بالمرمر وقد ورد في إلزام الناصب ج1 عن أبي عبد الله (ع) عن ثمود قال: ( ثمود رهط من الشيعة فان الله تعالى يقول ( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون ) فهو السيف إذا قام القائم ) . ( وفرعون ذي الاوتاد) فرعون هم بني العباس أي أن آل فرعون هم بني العباس وان فرعون ذي الاوتاد هو فرعون ذلك الزمان الذي كان يعذب المؤمنين اشد العذاب وذلك بربطهم إلى اشجار النخيل وغرس الاوتاد في أفخاذهم وعضودهم وان حكومة بني العباس بنفس المنهج مع اختلاف الطريقة لتوافق الشد في الجور والتعذيب فقد ورد في دلائل الإمامة عن عبد الله بن مسعود قال ( كنا حول رسول (ص) فاقبلت فتية من بني هاشم فلما نظر إليهم اغرورقت عيناه فقلنا يا رسول الله لا نزال نرى في وجهك شئيا نكرهه  فقال أنا أهل  بيت اختار الله لنا الآخرة وسيلقون بعدي تطريدا تشريدا حتى يجيء قوم من ها هنا ( واشار بيده إلى المشرق ) أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه فاعادها ثلاثا فيقاتلون حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا من ادرك ذلك فليأتهم ولو حبوا ) والمقصود بها دولة بني العباس التي تقوم قبل قيام الإمام المهدي (ع) . ( والذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ) هو طغيان دولة بني العباس وجورهم حيث أنهم يمثلون الوزر والكفر وهم أصحاب مكر وخداع فقد ورد في الملاحم عن عبد الله بن أبي الاشعث ( تخرج لبني العباس رايتان احدهما اولها  نصر واخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله , والاخرى اولها وزر واخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله ) كما ورد في غيبة النعماني عن علي بن أبي حمزة قال ( زاملت أبي الحسن موسى بن أبي جعفر بين مكة والمدينة فقال لي يوما : يا علي لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني قلت له : يا سيدي أمره من المحتوم ؟ قال (ع) : نعم ثم اطرق هنيهة ( أي مكث قليلا ) ثم رفع رأسه وقال : ملك بني العباس مكر وخداع يذهب حتى يقال: لم يبق منه شيء , ثم يتجدد حتى يقال : ما مر به ( منه ) شيء ) . ( فصب ربهم عليك سوط عذاب أن ربك لبالمرصاد ) أما السفياني واليماني اللذان يسلطهم الله تبارك وتعالى على دولة بني العباس الجائرة برغم أن السفياني هو ظالم أيضا فقد ورد في الحديث القدسي ( الظالم سيف أنتقم به وانتقم منه ) فيكون خراب دولتهم على يدي اليماني و السفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب حتى تنتهي وتندثر هذا الدولة الظالمة بعد أمهلهم الله تعالى على طغيانهم وجورهم الفاحش .

( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ) إذا أعطى  الله سبحانه الإنسان قال أن الله أعطاني لكوني مستحق لهذا العطاء . ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن ) فيقول لقد اهانني الله كونه لم يرزقني كما رزق غيري وهو دلالة على الامتحان  الذي يكون قبل قيام الإمام المهدي (ع) . ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) أي أن رجال الدين المنحرفين وعلماء السوء لا يعطون اليتيم إلا القليل القليل من الأموال المتكدسة عندهم فيعطونه فتات لا تسد رمقه يوم واحد وهم يتبجحون كذبا بأنه سائرون على خطى أمير المؤمنين (ع) كذبا وزورا ويتعاملون مع الناس تعاملا جائر تدفعه الهواء والمصالح الشخصية التي لا ترضي الله ورسوله وأهل بيته (ع)  . ( لا تحاظون على طعام المسكين وتحبون المال حبا جما ) أي لا انتم تطعمون المسكين ولا تحثون الاغنياء على اطعامهم وقضاء حوائجهم وهم يتكاثرون يوما بعد أخر متشردون لا مأوى لهم إلا في بعض الحضرات المقدسة والاماكن الأخرى التي لا تمنع عنهم برد أو قيض ) . ( وتاكلون التراث اكلا  لما ) أي تاكلون حق الإمام المهدي (ع) بكل وقاحة وكل صلافة من دون خشية من الله أو الإمام المهدي (ع) ليملئون بطونهم الوسيعة نارا فتطحنها رحى جهنم بعد أن يقطع رؤوسهم المتحجرة الإمام المهدي (ع) فهم يأكلون ميراث الإمام المهدي (ع) وهو حي فقد ورد عن الصدوق في اكمال التدين بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن الحسين (ع) قال ( قائم هذا الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي )  وان حبهم الكبير للمال اعمى بصيرتهم فضلوا واضلوا فقد ورد في المستدرك عن الإمام الصادق (ع) عن أبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال أن في جهنم رحى تطحن خمسا فلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له فما طحنها يا أمير المؤمنين ؟ قال : العلماء الفجرة والقراء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء الكذبة ) . ( كلا إذا دكت  الأرض دكا دكا ) أي أن الأرض تخرب وتنكسر من كثرة الحروب التي تحدث . ( وجاء ربك والملائكة صفا صفا ) وهو مجيء الإمام المهدي (ع) وهو رب الأرض ومربي الناس فقد ورد في تفسير قوله تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها قال الإمام الصادق (ع) : أشرقت بنور المهدي (ع) وهذا المعنى ورد إطلاقه في كثير من الحالات كرب الاسرة ورب العمل ورب النعمة فقد قال تعالى حكاية عن يوسف ( وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك فقد سمى يوسف وهو نبي من أنبياء الله عزيز مصر بالرب وقد اقر ذلك الله سبحانه وتعالى بذكره لهذه الآية الكريمة فان المولى تبارك وتعالى هو رب الارباب وهو رب كل شيء وهنا ننصح الناس أن لا يقعوا في نفس الانحراف الذي وقعة  فيه النصارى بخصوص نبي الله عيسى فلا عبودية ولا الوهية . وان الإمام المهدي (ع) هو صورة النبي محمد (ص) خاتم النبيين حيث أن روحه سترجع مسددة للإمام المهدي (ع)أما الملائكة فهي تصطف صفوف خلف الإمام المهدي (ع) مؤتمرة بأمره ونهيه فقد ورد في الاكمال ص 629 عن الصادق (ع) ( كأني انظر إلى القائم (ع) على ظهر النجف – إلى أن قال – فإذا نشر راية رسول الله (ص) انحط إليه ثلاثة عشر ألف نبي وثلاثة عشر ألف ملكا كلهم ينظرون ( ينتظرون ) إلى القائم وهم الذين كانوا مع نوح  (ع) في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم الخليل حيث القي في النار وكان مع عيسى (ع) حيث رفع واربعة ألاف مسومين ومردفين ثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر واربعة ألاف ملك الذين هبطوا الذين يردون القتال مع الحسين بن علي إلى يوم القيامة وما بين قبر الحسين (ع) إلى السماء مختلف الملائكة ) . 

( وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) بعد مجيء جهنم يتذكر الإنسان والمكذب والمستهزئ بدعوة الإمام المهدي (ع) يتذكر النذير والبشير والداعي إلى الإمام المهدي (ع) وتذكر رفضه وتكذيبه وهو نادم ومتحسد أما(  جهنم) فهو سيف الإمام المهدي (ع) فما ضرب به احد إلا أسقطه في قعر جهنم وبأس المصير وهو يمثل أمر الله تعالى فقد ورد في تفسير قوله تعالى ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) عن أهل بيت العصمة (ع) : ( أمر الله هو الإمام المهدي (ع) ) فتذكر هذا الإنسان المكذب بالداعي إلى المهدي الذي أتاه وذكره بالمهدي (ع) لا فائدة منه فقد انقضت المهلة وانتهى الأمر . ( يقول  يا ليتني قدمت لحياتي ) يا ليتني صدقت داعي الحق وصدقت دعوة الإمام المهدي (ع) وكنت من أنصاره وليس من أعداءه ومكذبي دعوته وهنا لا بد من أعمال تقدمها لنصرة الإمام المهدي (ع) لكي من تنجوا من  جهنم (سيف الإمام) وليس فقط التصديق بالقول من غير الفعل المطلوب لنصرة الإمام ودعوته . 

( فيومئذ لا يعذب عذابه احد ) فلا يعذب احد من الأمم السابقة كعذابه الذي يعذبه الإمام المهدي (ع) . ( ولا يوثق وثاقه احد ) فانه يوثق بالحجج الدامغة  التي أوثقته إضافة إلى العذاب الذي نزله فهو موثق بالحجج والعذاب . ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) أن النفوس ثلاثة وهي : النفس الأمارة واللوامة والمطمئنة , فالنفس الأمارة هي امارة بالسوء والنفس اللوامة هي النفس التي تلوم صاحبها حين المعصية أما النفس المطمئنة فهي التي وصلت إلى درجة الاطمئنان واليقين بأمر المعصوم وهؤلاء هم أصحاب الإمام المهدي (ع) . ( ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) أي ارجعي إلى مربيك الإمام المهدي (ع) حيث أن الإمام يجزي نفوس أصحابه فينالون الجزاء الأوفى .  

*************************************************************************************

إشكالات قرآنية

اعتذار

نعتذر من الله و الإمام المهدي (ع)على حصول الخطأ المطبعي في طرح الإشكال في العدد السابق فقد تم تكرار الآية 38 من سورة المائدة في الآية 2 من سورة النور بعد قوله تعالى( الزانية والزاني ) وقد ورد ذلك سهوا . 

الإشكال :

قال سبحانه وتعالى ( الزاني والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين ) . النور 2 . قال تبارك وتعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) المائدة 38 . قال المولى عز وجل : (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه .....) الممتحنة 12 . لقد قدم الله جل وعلا في الآية الأولى الزانية على الزاني بسبب أن المرأة هي المسبب الأساسي للزنا , وقدم في الآية الثانية السارق على السارقة كون الرجل يقوم بالسرقة أكثر من المرأة للمواصفات البدنية التي يتحلى بها الرجل أكثر من المرأة , أما في الآية الثالثة فقد قدم المولى تقسدت اسمائه السرقة على الزنا مع أن الآية الكريمة تتحدث عن النساء حصرا لقوله تعالى : ( ولا يسرقن ولا يزنين ) وليس العكس خصوصا وان ذلك لا يتناسب مع سياق الايتين الاوليتين وحسب التناسق اللفظي الظاهري .  

حل الإشكال السابق : 

أن الله تبارك وتعالى قدم الزانية على الزاني لان المرأة هي المسبب الرئيسي لفاحشة الزنا وان غالبية الأمر يحدث عند النساء , أما في الآية الثانية فانه جل وعلا قدم السارق على السارقة حيث أن الرجل يتحلى بمواصفات جسمانية لا تتحلى بها المرأة من القوى وما شابه ذلك فتكون السرقة عند الرجال أكثر من النساء . أما في الآية الثالثة فالحال هنا هو في مقام تعداد الأمور التي سوف يبايعن الرسول (ص) عليها والقضية هنا ليست قضية  مفاضلة أو قضية تسلسل عظمة الذنوب أو شدتها بل هي في بيان ذكر الذنوب التي يبايعن على تجنبها وإلا لما أخر المولى عز وجل في الآية الثالثة القتل بعد السرقة والزنا بقوله ( ولا يقتلن أولادهن ) وقتل النفس هو أعظم من الزنا والسرقة .

الإشكال الأتي :

بسم الله الرحمن الرحيم 

( يا أيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم ) التحريم . أن النبي (ص) هو معصوم فكيف يخاطبه المولى جل وعلا في هذه الآية الكريمة بهذا الخطاب فماذا يعني ذلك ؟ وهل في هذا الخطاب دلالة على نفي العصمة مثلا ؟ 

*************************************************************************************

الموعود

قضية المهدي وارتباطها بعالم الحروف

الحلقة الخامسة

نتناول في هذه الحلقة الحروف المقطعة التي تبدأ فيها سورة النمل وهي الآية الأولى من السورة ((  طس تلك آيات القران وكتاب مبين )) . النمل فيه إشارة إلى أهل الدنيا فسورة النمل تتحدث في الكثير من اياتها عن الدنيا والملك فالحرف ( الطاء ) يعني طالوت قال تعالى ( وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال أن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ) البقرة 247 حيث كان ملك طالوت ظاهريا ومبدئيا أي أن بداية الملك كانت بطالوت ولكن الملك الباطني وما آل إليه كان في داود (ع) قال ( فهزمهم بإذن الله وقتل داود جالوت واتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ....) البقرة 151 . وإنما كان الملك لداود عندما لبس درع موسى وكان ملائم له ولم يتلائم مع غيره ثم أن قتل جالوت كان على يد داود (ع) وأما بالنسبة لعلاقة هذه القصة بالإمام المهدي (ع) هو أن المهدي (ع) يمثل طالوت (ع) فان للإمام المهدي (ع) سنن من طالوت (ع) فان هناك شبه خلقي بين المهدي (ع) وطالوت (ع) فطالوت كان طويل القامة وكذلك الإمام (ع) وكان طالوت قويا في بدنه وهذه من صفة المهدي (ع) حتى ورد في الرواية ( انه لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها )كما أن من السنن التي تجري على أصحاب المهدي هو ما جرى على أصحاب طالوت من عدم الشرب من ماء النهر فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي بصير عن الصادق(ع)قال ( أن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى ( مبتليكم بنهر ) وان أصحاب القائم (ع) يبتلون بمثل ذلك ) غيبة النعماني . وهذا يكشف لنا صراحة عن مدى الارتباط بين القضيتين وحرف ( الطاء ) يشمل معنيين , معنى ظاهر وهو طالوت أي الإمام المهدي (ع) , ومعنى باطني هو داود (ع) أي وزير الإمام (ع) وإنما كان ( الطاء ) معبر عن المعنيين لان قضية طالوت وداود وملكهما متداخلة فان بدأ الملك كان بطالوت ومنه كان حكم داود (ع) وملكه فان الملك العظيم هو الإمام المهدي (ع) للعالم اجمع أي انه دولة المهدي (ع) التي تكون أخر الدول والتي يشمل حكمها جميع بقاع المعمورة قال تعالى ( أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما ) النساء 54 فالامام المهدي (ع) هو البقية من آل محمد وال محمد هم آل إبراهيم وهم ذرية إبراهيم (ع) ولم يؤت آل إبراهيم ملك عظيم ولا يكون ذلك إلا في أخر الزمان عندما يقوم الإمام (ع) ويملا الأرض قسطا وعدلا ولكن هناك ملك في ضمن هذا الملك العظيم أي هناك ملك تكون له سلطة وملك وهو اليماني  فقد جاء في الرواية الشريفة نقلا عن بحار الأنوار ( ويظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن ) فاليماني أذن يمثل داود (ع) وملكه . وأما حرف ( السين ) ففيه إشارة إلى سليمان (ع) وملكه وقد كان ملك سليمان أعظم وأوسع واكبر من ملك داود (ع) وإنما مثل سليمان هو المهدي (ع) الذي يملك شرق الأرض وغربها فقد دلت الأخبار والروايات على ان ما سخر لسليمان سوف يسخر للإمام المهدي (ع) . قد ذكرنا علاقة طالوت (ع) بالإمام المهدي (ع)وعلاقة داود (ع) بوزير المهدي (ع) وبقي أن نذكر نقيضهما وعدوهما وهو جالوت فجالوت في عصر الظهور هو السفياني عليه اللعنة الذي يحارب المهدي وأصحابه ولو لحضنا هذه السورة  لوجدنا أنها تتحدث عن الملك بكثرة وفي الكثير من اياتها وما ذلك إلا إشارة لما بيناه والدليل على ذلك أيضا هو قوله تعالى في الآية التالية للاية  الأولى من سورة النمل ( هدى وبشرى للمؤمنين ) فان دولة المهدي (ع) ووزيره وملكهما فيها الهداية والبشارة للمؤمنين المنتظرين في أخر الزمان . 

 *************************************************************************************

المهدي يدعو إلى أسلام جديد

الحلقة الثانية عشر

يهود المدينة في عصر الظهور

بعد أن تبين لنا أن خراسان هي مدينة المهدي (ع) بحسب التأويل وإن الهجرة تكون لها ومنها يخرج الأنصار الذين ينصرون الإمام المهدي (ع) ودعوته وكما أن في خراسان يخرج اليهود الذين يحاولون صد دعوة المهدي (ع) وتكذيبها ومحاربتها وتكذيب الأنصار والاستهزاء بهم ومحاولة إيجاد الفرقة والفتنة بينهم كما أنهم يعملون جاهدين وبحكم علاقاتهم بقريش الذين يخرجون في مكة التأويل بحسب التأويل إلا وهي الكوفة المقدسة يعملون من اجل الاطاحة بهذه الدعوة ووأدها والقضاء عليها فكما حاول اليهود من قبل وهم العارفين والعالمين في مجيء نبي قد بشر به موسى وعيسى (عليهما السلام ) وكان مكتوب في كتبهم بوصفه وصفته فقد كان اليهود من سكان المدينة ( يثرب ) وكان أصحاب رؤوس اموال طائلة ومقاطعات زراعية واسعة علماء حكماء ولكنهم  وحينما دخل رسول الله (ص) إلى المدينة واصلح بين الأنصار الاوس والخزرج واجتمع الناس في المدينة  حوله بعد أن كانت الفرقة والخلافات تعصف بهم بسبب أفعال اليهود وخبثهم حيث كانوا يوقعون بين الأخ وأخيه ثارت ثائرة اليهود وظهرت نواياهم الشريرة فاندفعوا يحاولون القضاء على هذا الدين الجديد الذي يهدد كيانهم وعروشهم ويذهب باحلامهم بعيدا حيث لا رجعة فحاولوا جرف الأنصار وخداعهم وبعد أن فشلوا في ذلك راسلوا قريشا وحاولوا اثارتهم لكي يحاربوا النبي محمد(ص) وأنصاره وعاهدهم أن يكونوا إلى جنبهم ويساعدونهم في ذلك ما استطاعوا واستمروا هكذا إلى حاربهم المسلمون وقضوا عليهم واجبروهم على أعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون . اقـــول كما حاول اليهود في زمن النبي (ص) من القبل في القضاء على الدين الجديد سيحاولون ومن باب أن التاريخ يعيد نفسه وان الأمة يتبع اولها أخرها كما جاء في الرواية الشريفة عن الأئمة صلوات الله عليهم ( أن أخر الأمة يتبع اولها حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ..... ) سيحاولون القضاء على دعوة المهدي (ع) والإسلام الجديد الذي يأتي به الإمام (ع) ويحاولون كذلك في زرع الفرقة والفتنة بين أنصار الإمام المهدي (ع) الذين يخرجون من خراسان فيما بينهم أو بين الأنصار من جهة والمهاجرين الذين جاءوا من العراق مهاجرين إلى خراسان يدعون الناس إلى قضية المهدي (ع) ونصرته ونحن في هذا البحث سنحول بيان من هم اليهود بحسب التأويل الذين يخرجون في أخر الزمان في مدينة المهدي خراسان ويقومون بأداء نفس الدور الذي قام به اليهود في مواجهة دعوة  النبي (ص).

أن هناك بعض الأمور ليست خافية عن الكثير من الناس ومن هذه الأمور هو أن في امة محمد يكون يهود فان من فعل فعل قوم تشبه بهم وسار بنفس سيرتهم وان كان ذلك السير باطنيا لا ظاهريا يكون في كل الأحوال منهم أو على شاكلتهم فقد جاء في الأخبار الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم في وصفهم قاطعي الصلاة قوله (ص) ( سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على يهود أمتي . قيل ومن يهود أمتك يا رسول الله ؟ قال : قاطعي الصلاة فمن الواضح هنا أن النبي (ص) وهو المعصوم والذي لا ينطق عن الهوى عد قاطعي الصلاة من اليهود وعبر عنهم بأنهم يهود امة محمد (ص) وما إلى ذلك إلا للمشابهة  بين الأفعال والأعمال أما ذا لاحظنا الظاهر فان أولئك حتما كانوا يتشهدون الشهادتين وهم بطبيعة الحال مسلمين حيث يعدهم الرسول(ص) من امته وامة الرسول هم المسلمون وهذا الكلام أنما هو مثال لأجل التوضيح فان اليهود في امة محمد (ص) يتقسمون إلى عدة اقسام بحسب فعلهم حيث ورد في الروايات والأحاديث المعصومية الشريفة صرحت تلك الأخبار  بيهود الأمة من هم فعن الرسول(ص) ( من ابغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قال : يا رسول الله وان شهد الشهادتين ؟ قال : نعم ) بحار الأنوار ج 27 وعنه أيضا (ص) قال : ( من ابغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا وان الدجال كان معهم .....) بحار الأنوار ج 27 وعن الصادق (ع) قال ( أن الناصبي شر من اليهود فقيل كيف يا بن رسول الله ؟ قال : لان اليهودي منع لطف النبوة وهو خاص والناصبي منع لطف الإمامة وهو عام ) فمن الأحاديث والروايات يتبين لنا أن النواصب أو ناصبي العداء لآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم يهود امة محمد (ص)بل هم اشر من اليهود وليس الناصبي من أعلن عدائه فقط لآل محمد (ص) بل أن هناك نواصب لا يظهر عدائهم الا في وقت معين وان كانت تعتبرهم الناس علماء أو خواص فقد كان بلعم بن باعوراء عالم رباني وعارفا وكان عنده حرف من اسم الله الأعظم يدعو به فيجاب له في كل شيء ولكنه كذب بموسى (ع) وصار إلى جانب فرعون وقد كان قبل تلك المواجهة يعرف عنه الصلاح  والعبادة ولكنه نصب العداء للنبي موسى (ع) فأخزاه الله ووصفه بالكلب قال تعالى ( مثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ...) وكذلك السامري فقد كان من قوم موسى وأصحابه وخواصه لكنه أنحرف ونصب العداء لهارون وموسى عليهما السلام فاليهود المقصودون هم وبحسب هذا الحال يهود امة محمد علماء السوء المضلين الذين يظهرون في أخر الزمان في خراسان فان هؤلاء العلماء المضلين سوف يكذبون بدعوة الإمام المهدي (ع) حينما يأتي المهاجرين من العراق والكوفة إلى خراسان مهاجرين ويحاربون أنصار الإمام (ع) ويتهمونهم بالكذب والافتراء وبتهم متعددة كما اتهم من قبل الرسول الكريم وأنصاره وأصحابه وسوف يقوم هؤلاء المضلين من الفقهاء بالتأمر مع قريش وهم علماء وفقهاء السوء المضلين في الكوفة من القضاء على دعوة المهدي (ع) وأنصاره ومريديه وذلك عن طريق اصدار الفتاوى الباطلة التي تستهدف الدعوة وأنصارها وقادتها وهؤلاء حتما سوف يتسببون في إضلال الكثير من الناس كما أنهم يقومون بإعطاء الأموال من اجل احتلال الناس واغوائهم فان هؤلاء العلماء بعملهم هذا ينصبون العداء لآل محمد (ص) و الإمام المهدي (ع)فهم بذلك مصداقا واضحا وأكيد للأحاديث والروايات الواردة فهم يهود امة محمد (ص) وهم يهود مدينة المهدي (ع) الذين يحكون المؤامرات والدسائس من اجل القضاء على دعوة المهدي (ع) وسوف يحاربهم أنصار الإمام (ع) ودعاته ممهديه فقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) ( يخرج الحسني – إلى أن قال – ثم يأتي إلى أصفهان ثم إلى قم فيقع بينه وبين أهل قم وقعة عظيمة يقتل فيه خلق كثير فيهزم أهل قم فينهب الحسني اموالهم ويسبي ذراريهم ونسائهم ويخرب دورهم فيفزع أهل قم إلى جبل يقال لها : ( وراردهار) فيقيم الحسني ببلدهم أربعين  يوما ويقتل منهم عشرين رجلا  ويصلب رجلين ثم يرحل عنهم ) بحار الأنوار ج6 وسوف يقوم الإمام (ع) بعد قيامه المقدس بالقضاء على هؤلاء الفقهاء اليهود كما يقضي على قريش فقهاء السوء في الكوفة المقدسة .  

*************************************************************************************

في ظلال زيارة الناحية المقدسة

الحلقة الخامسة

( السلام على هود الممدود من الله بمعونته )

ذكر الله سبحانه وتعالى قصة هود (ع) في القران الكريم وانه بعثه إلى عاد التي كانت تسكن ارض اليمن ولما بعث الله عليهم الريح العقيم واهلكهم  بها اتخذ هود والذين امنوا معه مكة وطناً لهم ولقد كان هود قائم يُنتظر فقد اوصى به نوح وقال عنه بأنه القائم الذي يأتي بعدي ولكنهم لما بعثه الله لم يؤمنوا به إلا القليل . لقد دعا هود قومه ولم يكن له بينة ظاهرية عليهم سوى أن حاججهم بالهتهم التي لا تنفع ولا تضر , نعم لقد كان له بينات باطنية ووجدانية لكن الناس إلى البينات المحسوسة أميل فالإنسان يستأنس بالمحسوسات فعندما دعاهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى ولم تكن لديه آيات أو معاجز قال تعالى ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي ألهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين )  هود 53 لذلك فانه (ع) واجه صعوبة بالغة في نشر دعوته خاصة وان قومه كانوا اشداء اقوياء ولكن الله ايد نبيه برحمته بان جعل الملائكة  اعوانه وعندما دعا هود قومه أول مرة قاموا بضربه حتى اغمي عليه وبعد أن افاق طلب من الله المعونة فاستجاب له الله وامره بان لا يفتر عن دعوتهم وقد ايده الله هذه المرة بالرعب أن جعل ملائكة بالرعب يبثون الرعب في قلوب قوم عاد فلم يجرئوا بعد ذلك على ضرب هود (ع) لقد تجلى الله برحمته في هود فلو تمعنا إلى الآيات الكريمة في القران حيث ما ذكر هود ذكرت الرحمة مع هود (ع) لأنه الممدود بالرحمة قال تعالى( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناه من عذاب غليظ ) هود 58 وقال تعالى ( فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين ) الاعراف 72 .كما أننا لو لاحظنا سورة هود التي سميت باسمه لوجدنا ان كلمة الرحمة تكررت بكثرة في هذه السورة وما ذلك إلا إشارة إلى علاقة الرحمة  بهود (ع) ثم أننا لو لاحظنا سورة الفاتحة وهي من السبع المثاني كما لا يخفى والسبع المثاني هي السور التي تثني السور السبعة الأولى والتي تبدأ بالتوبة ثم يونس وهود ويوسف والرعد وابرهيم والحجر حيث نجد أن البسملة الآية الأولى في الفاتحة تقابل سورة التوبة والتي هي السورة الوحيدة التي وقعت منها البسملة في القران الكريم , ( الحمد لله رب العلمين ) تقابل سورة يونس وهي الثانية في السور المثاني كما وهو واضح وأما الآية الثالثة في سورة الفاتحة والتي هي ( الرحمن الرحيم ) فنراها تقابل السورة الثالثة من المثاني وهي سورة هود وما ذلك إلا تأكيد على اقتران الرحمة بهود (ع) . لقد مد الله نبيه هود بان جمع له بعض المؤمنين الذين آزروه ونصروه وصدقوه وذلك كله برحمة الله  ومنه وفضله ولقد ذكر الإمام المهدي (ع) في هذه الزيارة زيارة جده الحسين (ع) هود (ع) لأنه هناك علاقة وشيجة بين هود والحسين والمهدي( عليهم الصلاة والسلام ) فان القوم الذين قتلوا الإمام تشابه مع قوم عاد الذين كذبوا بهود (ع) بدليل قول الإمام (ع) ( اللهم العنهم لعن عاد وثمود ) بما أن الله قد مد الحسين بمعونته بان انزل أربعة ألاف من الملائكة بان يقتلوا مع الحسين (ع) ويعينوه في قتاله ولكن الحسين (ع)  ما أذن لهم وقد بقي هؤلاء الملائكة عند قبر الحسين (ع)شعث غبر يبكون الحسين (ع) إلى قيام القائم (ع) حيث يقاتلون معه وهذه المعونة والتأييد والإمداد بالرحمة للإمام الحسين والأمام المهدي الذي يمده الله بالرعب والملائكة فان الحسين كما لا يخفى وارث الأنبياء في علومهم ومصائبهم وما لقوه من اعدائهم وقلة أنصارهم وما إلى ذلك وكل ما ورثه الحسين (ع) فهو يصير إلى ولده المهدي (ع) فهو أولى الناس بال محمد (ص) وأولى الناس بآدم والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

*************************************************************************************

فـلـسفـات مـهـدويـة

فلسفة المارقين

المروق هو الخروج والمارقين هم الخارجين عن الدين وسمي الخوارج بالمارقين لخروجهم عن طاعة إمامهم أو لخروجهم على إمامهم وحربهم له وقد جاء في الحديث الشريف المروي عن الرسول (ص) قال ( يخرج خارجة من أمتي ليس صلواتكم إلى صلواتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء  يقرؤون القران يرون انه لهم وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية – إلى أن قال- وأية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس لها ذراع عليها حلمة الثدي عليها شعيرات بيض .... ) لقد كان هذا الرجل من ضمن من خرجوا على الإمام أمير المؤمنين (ع) في النهروان وحاربوه وعن رسول الله (ص) قال ( يخرج في أخر الزمان قوم – إلى أن قال- يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ...) . وبهذا يتضح لنا أن المارقين هم الخارجين عن الدين الإسلامي لقد كان الخوارج المارقين من شيعة علي (ع) أو كانوا من قراء الكوفة وفقهائها وعبادها فقد كانت جباههم سود من العبادة والسجود لقد اجبروا الإمام (ع) على قبول التحكيم بحجة أن القوم دعوا إلى الرجوع إلى كتاب الله جل وعلا ولما صار التحكيم وبانت لهم خدعة عمر بن العاص ومعاوية لعنهم الله ثارت ثائرتهم على الإمام علي (ع) وحملوه نتيجة خطئهم فخرجوا عليه بالنهروان وقد حذرهم الإمام كثيرا ووعظهم كثيرا وهم في هذا الوقت وبين الحين والأخر يقتلون الرجل بعد الأخر من شيعة الإمام ومواليه وقد عرفوا بسبهم للإمام علي(ع) وقد اجمع المسلمون على خروج هذه الفرقة من الدين بخروجهم على إمامهم أمير المؤمنين (ع) وسموا بالمارقين وسيخرج في أخر الزمان وعند قيام الإمام المهدي (ع) فرقة تمرق من الدين وهي من الشيعة الذين يخرجون عن طاعة الإمام المهدي (ع) ويقاتلونه وهم من فقهاء السوء الذين يخرجون من الكوفة فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر (ع) أنه قال ( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة خرج إليه قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم واطراف رماحهم شعارهم يا  642121 يا  247 فيقولون : لا حاجة لنا فيك يا ابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيرا ارجعوا من حيث جئتم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر ) منتخب الأنوار المضيئة للمحدث السيد النيلي . وعن أبي جعفر (ع) انه قال ( .... ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ست عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح قراء القران فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشجروا ثيابهم وعممهم النفاق وكلهم يقول يا ابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء فيقتلهم أسرع من جزر الجزور فلا ينجوا منهم رجل ولا يصاب من أصحابه احد دماءهم قربان إلى الله تعالى ) بيان الأئمة زين العابدين النجفي ج 3 . وعن أبي بصير عن الصادق (ع) قال ( ثم لا يلبث إلا قليلا حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة  عشرة ألاف شعارهم يا عثمان يا عثمان فيدعوا رجلا من الموالي فيقدله سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم احد ) البحار ج52 . ومن هذه الروايات يتبين لنا أن هؤلاء المارقين الخارجين على الإمام المهدي (ع) هم من الكوفة ومن فقهاء السوء وقراء القران وأهل العبادة المزيفة أهل الجباه السود وان بعض من هذه الفرق يهتفون باسم كبير لهم يسمونه بحسب ما جاء في الرواية ( عثمان ) فهم لا  يقبلون إلا من يسير بسيرة عثمان وسوف يخرجون على المهدي (ع) ويحاربونه وهم يعلمون به ويعرفونه جيدا وما يكون ذلك إلا بسبب فتاوى وأباطيل بعض فقهاء السوء في أخر الزمان الذين انشغلوا بالعبادات الظاهرية وتركوا إصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يظهرون للناس ويموهون عليهم بانهم علماء اتقياء قراء للقران زهاد اولياء مقدسين وهم في الحقيقة خلاف ذلك فلا قدسية لهم بل هم مزيفون مبطلون مضلون وسوف يقوم الإمام المهدي (ع) بقتل هؤلاء الفقهاء ومن تبعهم وسار بنهجهم المنحرف فهم بعلمهم هذا مارقين خارجين عن الدين وولاية أمير المؤمنين(ع) وسوف يكون من شأنهم ما كان من شأن الخوارج في زمن أمير المؤمنين (ع) فسوف لن يبقي لهم المهدي (ع) من باقية  فأنهم أئمة مضلون يقرون القران ولا يجاوز تراقيهم  لا يعملون به ولا هم به يأتمرون يسيئون للدين وهم يضنون أنهم يحسنون يرون انفسم أفضل الناس واتقاهم واعبدهم وهم من الإسلام براء والإسلام منهم بريء يعترضون على الإمام (ع) ولا ينصاعون لأحكامه وهم يعلمون انه الإمام المفترض الطاعة كل ذلك لما انطوت عليه سرائرهم من الخبث والحسد والنفاق فهم في ريبهم يترددون يتخبطون يمينا وشمال مذبذبين لا إلى هذا ولا إلى ذاك جعلوا لهم طريقة ابتدعوها ودين ارتضوه لأنفسهم فاعتزلوا واعتكفوا يعبدون أصنامهم البشرية وهم يظنون أنها تقربهم إلى الله زلفى . 

*************************************************************************************

فـلسفة الناكـثيـن

النكث من النكوث ومعناه الرجوع التراجع والنكث هنا هو نقض العهد أو البيعة فهو إذا لا يكون إلا بعد البيعة أو العهد والاتفاق ويذكر لنا التاريخ الكثير من الناكثين سواء كان ذلك  على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي , أما المستوى الفردي وهو رجوع بعض الأشخاص من بيعتهم لشخص معين وخروجهم من دائرة المؤيدين والأنصار إلى دائرة العناد والإنكار بل العداء في اغلب الأحيان كما حصل مع الإمام أمير المؤمنين(ع) عندما بايعه طلحة والزبير ثم نكثا البيعة وحاربا الإمام علي (ع) مع عائشة في معركة الجمل وكما فعل شمر وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج وغيرهم من أهل الكوفة الذين بايعوا الحسين (ع) وكاتبوه وعاهدوه ثم نكثوا وتراجعوا وقاتلوا الإمام (ع)وخرجوا عليه وكما سوف يحصل مع الإمام المهدي (ع) حيث يبايعه الكثير من شيعته ثم ينكثون من بعد ذلك ويخرجون على إمامهم محاربين وهذا ما دلت عليه الأخبار والروايات الواردة عن أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) .اما على المستوى الجماعي فهو نكوث وتراجع بعض الفرق والجماعات والجيوش عن بيعهم أو عهدهم أو افاقهم كما حصل ذلك مع الرسول الكريم (ص) حيث نكثت العهد وأخلت بالاتفاق بعض القبائل العربية بكامل افرادها واتفقوا مع أعداء الإسلام ضد دعوة النبي محمد (ص) وقاتلوا المسلمين آنذاك , وكما حصل في جيش ومعسكر الإمام الحسن (ع) عندما نكث البيعة بعض قواده مع سراياهم وصاروا إلى جانب معاوية وكما حصل مع الحسين (ع) مع يزيد وجيشه وكذلك ما يقع مع القائم (ع) حيث تخرج عليه بعض الفرق من المتشيعين والذين يسمون أنفسهم شيعة موالين من الكوفة وغيرها . ولما كانت البيعة على قسمين فبيعة الإمام المهدي (ع) بالمباشر وبيعة له (ع) بالواسطة أي تكون على يد اليماني الوعود حيث انه يقوم باخذ البيعة للإمام المهدي (ع) قبل قيامه كما كان من شان الحسين (ع) حينما بعث أخيه  وابن عمه مسلم بن عقيل إلى أهل الكوفة لاخذ البيعة فان مسلما (ع) اخذ منهم البيعة للإمام الحسين (ع) وأما بالنسبة للبيعة بالمباشرة فهي البيعة التي يأخذها الإمام (ع) على أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر وجيشه جيش الغضب العشرة ألاف حيث يبايعونه بمكة بين الركن والمقام ويسير ويسيرون معه ويفتحون البلاد . فنكث بيعة الإمام المهدي (ع) تكون على جانبين كما كانت البيعة لان نكث البيعة يدور مدار البيعة فلما كانت البيعة قبل قيام الإمام المهدي (ع) تكون على يد اليماني فنكث البيعة يعني هنا تراجعهم عن اليماني وخروجهم عليه ومحاربتهم له وأما نكث البيعة التي تكون بالمباشرة وعلى يد الإمام المهدي (ع) نفسه فانه رجوع وخروج وحرب للإمام المهدي(ع) نفسه وهكذا نجد أن ما جرى على الأنبياء والأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين سوف يجري على الإمام المهدي (ع) وسوف يكثر الناكثين لبيعة الإمام المهدي (ع) والمعادين له ومما يدل عل ما قلناه من نكث البيعة من قبل بعض الفرق والجماعات وخاصة قبل القيام حيث أن هؤلاء قد أدوا البيعة على يد السيد اليماني الحسني ولكنهم نكثوا بعد ذلك ما جاء في الرواية الواردة في بحار الأنوار ج53 ( ثم يخر الحسني الفتى الصبيح – إلى أن قل – فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (ع) ويقولون يا بن رسول الله (ص) من هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ - إلى أن قال – فيقول الحسني : الله اكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه وسائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا....) . فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن عسكر الحسني الذين كانوا قد بايعوا الإمام المهدي (ع) من قبل على يد وزيره اليماني الحسني الذي كان يعرفه جيدا عندما دعاهم الإمام المهدي (ع) لمبايتعه مباشرة بايعوا إلا أربعين ألفا نكثوا بيعتهم للإمام (ع) على يد وزيره ولم يقبلوا بشخص المهدي قائدا لهم مع ما رأوه من قائدهم الحسني وتسليمه وما رأوه من آيات قد اقامها لهم , فأما بالنسبة إلى من يبيعون الإمام (ع) مباشرا ثم من بعد ذلك ينكثون لقد جاء في الرواية الشريفة عن عبد الله بن أبي يعفور يقول دخلت على أبي عبد الله (ع) وعنده نفر من اصحابه وعنده نفر من أصحابه يابن أبي يعفور هل قرأت القران ؟ قال : قلت : نعم هذه القراءة قال : عنها سألتك ليس عن غيرها قال : فقلت جعلت فداك ولم قال : لان موسى (ع) حدث قوه بحديث لم يحتملوا عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلهم فقتلهم وان عيسى (ع) حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه وخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم وهو قول الله عز وجل ( فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة  فأيدنا الذين امنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) وان أول قائم يقوم منا  أهل  البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكهم وهي أخر خارجة تكون  ) بحار الأنوار. وعن الإمام الباقر (ع) : ( فبينما صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة إذا خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لأصحابه انطلقوا فيلحقونهم بالتمارين فيأتون بهم أسرى فيأمرهم فيذبحونهم ) فمن هذه الروايات الشريفة يتبين لنا واضحا أن هؤلاء المعترضين والخارجين هم ممن بايع الإمام المهدي (ع) وامن وصدق به ولكنهم ونتيجة لما انطوت عليه نفوسهم من الشك والريبة نكثوا العهد والبيعة وخرجوا عن طاعة الإمام المفترضة التي بايعوه(ع) كما كان من أمر طلحة والزبير حيث إنهما بايعا الإمام أمير المؤمنين (ع) وعندما لم يحصلان على رغبتهم نكثا وخرجا عن طاعة الإمام وحارباه في الجمل مع أهل البصرة . يتضح من ذلك أن أهم الأسباب التي تجعل الإنسان ينكث بيعته أن بيعته لم تكن لله بل كانت نابعة عن أهواء وميول نفسية تذهب تلك البيعة وينكث صاحبها عندما يرى أن احلامه واهوائه لم تتحقق لذلك نعرف السر في أن راية الإمام المهدي (ع)  مكتوب عليها البيعة لله أي أنها خالصة لوجه الله ليس يراد من ورائها منصب أو جاه دنيوي أو مال أو ما شابه ذلك . 

*************************************************************************************

واحـة الـمـرأة

سيرة أم البنين

الحلقة الأولى

لازال تاريخ العرب مزدحم بتراجم لنساء عربيات متميزة تصلح بعضها أن تكون نبراسا يضيء سبيل الحياة إمامنا وقدوة صالحة تحتذي بها نساء العالم . ولما بزغ نور الإسلام في الجزيرة العربية اعتبرها المركز الأساسي للحياة والتربية ولذلك كانت الامرأة العربية تشارك الرجل في الحروب ولهن الدور الأساسي في بعضها ومنهم من قدمن أزواجهن وأولادهن للقتال والحرب وكان يفتخرن بذلك هذه أم البنين والخنساء والرباب وزينب التي قالت عند مصرع اخيها اللهم تقبل منا هذا القربان بهذه الروحية  وهذا الصبر وهذه النفسية الشريفة تربت المرأة العربية  على ذلك ودليلنا على أم البنين وصبرها ..... 

من هي أم البنين 

هي فاطمة بنت حزام الكلابية العامرية . كانت ولادتها بعد الهجرة بخمس سنين وكانت وفاتها في الثالث 

عشر من جمادي الثاني يوم الجمعة في عام 64 هـ بعد مقتل الإمام الحسين (ع) . زوجها الإمام علي بن أبي طالب (ع) .  أولادها الأربعة هم : 

1- العباس بن علي بن أبي طالب (ع) المولود في الرابع من شعبان عام 26 هـ الشهيد .2- عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع) كان يوم الطف ابن خمس وعشرين سنة 3- عثمان بن علي بن أبي طالب (ع) كان يوم الطف أبن ثلاث وعشرين سنة 4- جعفر بن علي بن أبي طالب (ع) كان يوم الطف ابن ثلاث وعشرين سنة . لقد تطرق التاريخ القديم والحديث مرارا عن النساء العربيات الاصيلات وعلى رأسهن فاطمة أم البنين الكلابية كانت ولادتها على وجه التقريب بعد الهجرة بخمس سنين وقد فتشت بطون التاريخ فلم اجد شيء غير هذا ولهذا الاسم الطيب هناك اسماء كانت تختارها العرب وأفضل اسم عندهم هو فاطمة ومن هنا كان النبي (ص) يفتخر ويقول أنا أبن الفواطم التي أشار إليهن : 1- فاطمة بنت اسد أم الإمام علي (ع) 2- فاطمة بين حمزة أو بنت ربيعة 3 – فاطمة الزهراء  بنت رسول الله (ص) و زوجة الإمام علي(ع) . 

امهات أم البنين : لقد تطرق أهل التاريخ والنسب أن هناك نساء دعين بهذا الأسم ولكن الفرق بين واحدة واخرى تجعل بروزهن متفاوتا اضف إلى ذلك الظروف والملابسات الخاصة ولا أريد أن اطول الطريق علكيم واختصر الأمهات التي جاء ذكرهن بام البنين وتقدم في القول عن أم البنين أم العباس . أما الثانية : أم البنين أم الإمام الرضا علي بن موسى (ع) واسمها الاصلي (تكتم) لقد قال فيها فيمن قال من الاعيان فضلا عن سائر الناس . أم البنين التي اشتهرت أنها المعروفة بالخوصا الكلابية واسمها فاطمة هي زوجة عقيل بن أبي طالب . 

زواجها من الإمام علي(ع) 

أقبلت فاطمة صباح يوم على أمها ثمالة بنت سهيل الكلابية وهي تقول أماه رأيت حلما جميلا قالت الأم خير رايتي ويخير يكون قالت فاطمة رأيت كان قمرا من السماء وثلاثة كواكب قد صاروا في حجرتي فضممتهم إلى صدري وأنا فرحة مسرورة وانتبهت من نومي فلم أجدهم وحزنت على فقدهم . قالت الأم هلمي لنذهب إلى من يفسر لنا هذه الرؤيا واصطحبت الأم فتاتها الوحيدة بل فتاة القبيلة الفذة في سمو آدابها وحسن سمعتها وسماتها وكان الجواب معبر الرؤيا بشرا ويا لها من بشرى لقد قالت الأم ايتها السيدة أن صدقت رؤيا فتاتك هذه فأنها تتزوج من رجل عظيم تنجب له أربعة بنين يكون بينهم وبين عشيرته كالقمر بين الكواكب والنجوم وهنا التفتت الأم إلى البنت مع بسمة في شيء من الإعجاب والغبطة وبادلتها البنت بسمتها على استحياء ثم ولم تذهب سواء فترة ليست بالطويلة حتى طرق بابها طارق الإمام علي (ع) للخطوبة مرة بين البيوت أو البيوتات الصالحة في تعبير أخر تستعمل العرب في مثل هذه المودة تعبيرا عن القلة وكانت البيوتات الصالحة في ذلك الوقت معروفة  في شخصيات عربية في ربيعة وبني تميم وغطفان وهوزان .... عقيل ابن أبي طالب (ع) اختارها كزوجة لأخيه علي بن أبي طالب(ع) أين أنت عن أم البنين عقيل يقول انه ليس في العرب اشجع من أبائها ولا افرس ولم يغب عن الحديث القائل الخال احد الضجيعين فاختارا أنطفكم وهذا ما قاله عقيل لعلي عندما طلب منه عليا أن يختار له زوجة ...... أخي اختر لي امرأة من ذو البيوت والشجاعة لاتزوجها لعل الله أن يرزقني منها ولدا ..... واي أولاد رزقهم الله سبحانه وتعالى ليوث وأقمار أضاءوا في كربلاء نعم يا أخواتي ها هي أم البنين لنقتبس من سيرتها العطرة كما أزرت الإمام علي (ع) في المحن والشدائد والمصائب وكانت في قمة الطاعة والوفاء فاليوم قادم ألينا ابن فاطمة الإمام الحجة بن الحسن عجل الله فرجه لنهيئ له أزواجنا وأولادنا كما هيئت أم البنين أولادها لنصرة الإمام الحسين (ع) .

سبايا أهل البيت (ع) في ساحة المعركة

حينما أراد جيش عمر بن سعد في اليوم الحادي عشر من محرم اقتياد السبايا إلى الكوفة كان الإمام السجاد من شدة ما ألم به من مرض لا يقوى على ركوب الناقة لذلك قاموا بربط رجليه من أسفل بطن الناقة وعندما اقتيد السبايا في وسط ساحة المعركة رمت النسوة والصبية بأنفسهم على جثث الشهداء أما الإمام السجاد (ع) فلم يستطيع فعل ذلك ويقول في هذا الشأن ( فكادت نفسي تخرج فتبينت ذلك عمتي زينب ) والعقيلة زينب ليس ضمن الأربعة عشر معصوما لكنها صاحبة العصمة الصغرى ومكانةً تأتي بعد مكانة المعصوم سلام الله عليه مباشرة لذلك عندما رأت الإمام السجاد يوشك أن يلفظ أنفاسه تركت جثث الشهداء وتوجهت إليه وذكرت له بعض الأمور والتي هي طبعا هو اعلم بها حتى هدأ قليلا وقد أخبرت العقيلة زينب ابن اخيها بان هذا الحال لا يدوم فسوف يأتي زمان يقيم الناس مجالس عزاء الإمام الحسين (ع) ويحيون ذكراه وهكذا أسكنت لوعة قلبه الشريف قليلا فما هو المطلوب منا نحن الشيعة الموالين ونحن نعرف حق المعرفة قضية الإمام الحسين (ع) وليس الحسين وحده بل كل العترة عليهم السلام ونعرف المظلومية التي وقعت عليهم بالرغم من توصيات الرسول الكريم (ص) فما هو دورنا , ماذا سنقدم لبطلة كربلاء هل أقامت مأتم الحسين فقط وها هو إمامنا ينتظر انصاره والحق يظهر معه وينهض للأخذ بثارات الحسين (ع) فمن هنا يبدأ دورنا كشيعة إلا وهو البحث عن إمامنا ومعرفة طريقة الشريف والاستعداد والتهيئة لقيامه المقدس .

************************************************************************************

أهل البيت (ع) ومنطق الطير

قال عز من قال ( وعلمناه منطق الطير ) أن من الكرامات التي اكرم الله عز وجل بها  نبيه سليمان أن علمه منطق الطير حيث كان يعرف لسان الوحوش والطير والبهائم والسباع وكان (ع) يعرف منطق الهدهد ويخبر سليمان بلسانه عن مواضع الماء تحت الأرض واخبره عن بلقيس بقوله ( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ) وكان مكتوب على جناحه بالسريانية آل محمد خير البرية ومسلم عندنا أن نبينا (ص) أعطي أكثر مما اعطي أنبياء الله المرسلين وكلما أعطي نبينا (ص) فقد ورثه عنه الأئمة (ع) ومنها العلم بمنطق الطيور وقال محمد بن مسلم سمعت أبا جعفر (ع) يقول يا أيها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء أن هذا لهو الفضل المبين )قال أبو حمزة كنت عند علي بن الحسين (ع) وعصافير على الحائط أو على شجرة يصحن فقال ( يا أبا حمزة أتدري ما تقول العصافير تقدس ربها وتسأله قوت يومها ثم قال عملنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء) . عن جابر بن يزيد الجعفي قال خرجت مع أبي جعفر إلى الحج وأنا زميله إذا اقبل ورشان فوقع على عضادتي محملة فهدل وترنم فمددت يدي لأخذه فصاح علي (ع) وقال ( يا جابر مه فانه استجار بنا قلت وما الذي شكا إليك قال شكى انه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين وان حية تأتيه وتأكل فراخه فسألني أن ادعو الله ليقتلها ففعلت . والمفهوم أنهم ورثوا من ابوهم وجدهم أمير المؤمنين جميع ذلك. عن سيد الشهداء قال (ع) كنت مع أبي أمير المؤمنين (ع) يوما على الصفا وإذ هو بدراج على وجه الأرض في الصفا فوقف مولاي بأذانه فقال السلام عليك أيها الدراج فأجابه وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ياأمير المؤمنين فقال يا أيها الدراج ما تصنع في هذا المكان فقال يا أمير المؤمنين أنا في هذا المكان منذ أربعمائة عام أسبح الله واقدسه واحمده وأهلله وأكبره وأعبده حق عبادة فقال(ع) أن هذا الصفا لا مطعم فيه ولا مشرب فمن أين مطعمك ومشربك فقال يا مولاي وحق من بعث ابن عمك بالحق نبيا وجعلك وصيا إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فاشبع وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك وظالميك ومنقصيك فاروي . وهذه أي الدراج احد الطيور التي تلعن مبغضي علي (ع) ومن الطيور التي تلعن مبغضي علي(ع) القنابر كما قال رسول الله (ص) أن لله خلقا لبسوا من ولد ادم يلعنون مبغضي علي بن أبي طلب (ع) قال انس من هم يا رسول الله قال هم القنابر ينادون في الأسحار على رؤوس الأشجار ألا لعنة الله على مبغضي علي (ع) ومن الطيور التي تلعن قتلة الحسين (ع) الحمام الراعبية كما في الكامل عن داود بن فرقد قال كنت جالسا في بيت أبي عبد الله الصادق (ع) فنظرت إلى حمام الراعبي يقرقر طويلا فنظر إلي أبو عبد الله(ع) فقال يا داود أتدري ما يقول هذا الطير قلت لا والله جعلت فداك قال تدعو على قتلة الحسين (ع) فاتخذوه في مئاذنكم . 

*************************************************************************************  سعي في الحوائج

المجتمع الحي هو المجتمع الذي بنى أمره على التعاون والتكاتف فكل فرد منه يعاضد الأخر في حوائجه ويشاركه في أحزانه وأفراحه فترى انه إذا نزلت نازلة على احد هب الجميع على لمنازلتها وعلاجها , وإذا احتاج فرد إلى حاجة سعى الكل لقضائها وإنجاحها . وذلك ما وصانا به الله سبحانه وتعالى ورسوله إذ قال رسول الله (ص) : ( حوائج الناس أليكم من نعم الله إليكم فلا تحولوها فتحول لغيركم ) ومن المعلوم : أن أمر المجتمع قائم على التبادل فمن سعيت له سعى لك, ومن شاركته همومه شاركك همومك وهكذا . وفي الحقيقة أن الذي يهتم بأمور الآخرين أنما يهتم بأموره وكل من ينفر بحوائج نفسه ويتخلى عن الناس فإنما يتخاذل عن نفسه إذ لا يعتبر له احد أي اهتمام ولا يسعى له في حاجة ومن جانب أخر كلما زاد تعاون الأمة زاد رقيها والعكس بالعكس فانه كلما انفصمت الاواصر بينهم كثر الخمول والانحطاط ومن هنا فان الإسلام أمر بالتعاون والتكاتف فقال عز من قال ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) . كما أن التعاون سمة الجماعة الناشطة والتخاذل طابع الأمة الخاملة ففي الحديث أن رسول الله (ص) قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى اداود (ع) : يا داود أن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فاحكمه في الجنة قال داود :  يا رب وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة ؟ قال عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضائها وقضيت له أم لم تقضى وقد أكد الإسلام على السعي الحثيث في قضاء الحاجات ورغب فيه بشدة وجعل لكل قضاء حاجة ثوابا كبيرا وجزءا جميلا . فعن الإمام السجاد (ع) قال : ( من قضى لأخيه حاجته فبحاجة الله بدا وقضى الله له بها مائة حاجة في احدهن الجنة ومن نفس عن أخيه كربه نفس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت ومن اعانه على ظالم له اعانه الله على اجازة الصراط عند دحض الاقدام ومن سعى له في حاجته حتى قضاها فسر بقضائها فكان كإدخال السرور على رسول الله (ص) وسقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن كساه من عري كساه الله من إستبرق وحرير ومن كساه الله من غير عري لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسي من الثوب سلك ومن كفاه بما هو يمتهنه ويكف وجهه ويصل به ولد اخدمه الله الولدان المخلدين ومن حمله من رحله بعثه الله يوم القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة من كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته أمه إلى يوم يموت ومن زوجه زوجة يأنس بها ويسكن أليها انسه الله في قبره بصورة أحب أهله إليه ومن عاده عن مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف وتقول: طبت وطابت لك الجنة , والله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام ) . وقال الإمام الصادق (ع) ما قضاء مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله : علي ثوبك ولا ارض لك بدون الجنة. 

*************************************************************************************

تعطيل فريضة ابن السبيل

أن من الفرائض المهمة التي عطلت من قبل العلماء ورجال الدين هي فريضة ابن السبيل حيث أن الله جل جلاله فرض في القران حق خاص لابن السبيل فجعله صنف من أصناف مستحقي الزكاة إذا لم يكن هاشميا وصنف من أصناف مستحقي الخمس إذا كان هاشميا . ومعنى ابن السبيل هو المسافر الذي نفذت نفقته بحث لا يقدر على الذهاب إلى بلده فيدفع له ما يكفيه لذلك وقد اشترط العلماء المعاصرين بان لا يكون متمكنا من الاقتراض في البلد الذي انقطع به وما نراه اليوم من تعطيل لهذه الفريضة من قبل قوانين مكاتب العلماء ( البرانيات) من مطالبتهم ابن السبيل بالتزكية من شخص معرف يزكيه لهم وهذا بعينه تناقض في الفتوى لأنه لو كان عنده معرف لقدر على الاقتراض منه ولم يكن مستحقا لهذا السهم حيث انه إذا وجد المعرف فان الاستدانة أمر بسيط وذلك لان قيمة السفر قليلة عند غالبية الناس وهذه الشروط والقيود والقوانين التي وضعت أو جعلت في مكاتب العلماء وصدوا بها الفقراء والمساكين ومنعوا بها حق ابناء السبيل هي قوانين لا شرعية بل مخالفة حتى لفتواهم وهذا التعطيل للفريضة أنما يتحمل مسؤوليته الفقهاء ورجال الدين وابناء المجتمع وذلك لان هذا الصنف قد ذكر في القران , ومخالفة القران مخالفة لله جل وعلا قال تعالى ( أنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) التوبة 60 وقال الله تعالى ( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فان الله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل أن كنتم أمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم ألتقى الجمعان والله على كل شيء قدير ) الانفال 41 واعلموا أن هذه المسالة من مسائل تعطيل الفرائض التي ذكرت في الروايات كعلامة من علامات ظهور الإمام المهدي (ع)  فاتقوا الله أن كنتم مؤمنين وأصلحوا وتوبوا إلى الله أن الله هو التواب الرحيم قال تعالى ( ثم أن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا أن ربك من بعدها لغفور رحيم ) النحل 199 . 

علوم

نظرية الصادق (ع) حول اسباب بعض الامراض

ومن النظريات التي قال بها الإمام الصادق (ع) وكشفت عن نبوغه العلمي واحاطته الواسعة بدقائق العلوم . نظريته المتعلقة بانتقال بعض الامراض عن طريق الضوء من المريض إلى السليم . ومؤدى هذه النظرية أن هناك أمراضا ينبعث منها الضوء , فإذا أصاب الضوء احد انتابته العلة . ولابد من ملاحظة أن هذا القول لا ينسحب على العدوى وبطريق الهواء الميكروب , لان هذه الحقيقة لم تكن قد كشفت بعد أيام الإمام الصادق (ع) , وإنما ينصب هذا القول على الضوء – وليس كل ضوء- بل الضوء الذي يشعه المريض فإذا أصاب سليما أمرضه . وقد ذهب علماء الأحياء إلى  هذه النظرية ضرب من الخرافة , اعتقادا منهم بان العامل الرئيسي في انتقال المرض هو الميكروب أو الفيروس الذي ينتقل بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الحشرات أو الماء أو الهواء الملوث . وكان الاعتقاد السائد بين المطببين قبل اكتشاف الميكروب أن الرائحة هي السبب الفعال في انتقال المرض , ولهذا صرفوا اهتمامهم إلى الحيلولة دون انتقال الرائحة من المريض إلى السليم . أما ما ذهب إليه الإمام الصادق (ع) من أن الضوء المشع المنبعث من المريض هو الذي يتسبب في نقل العدوى , فهو نظرية لم يقل بها احد في أي مرحلة من مراحل تاريخ الطب والطويل وظلت هذه النظرية معدودة من الخرافات في رأي العلماء والباحثين إلى أن جاءت التجارب العلمية معززة لها ومثبتة لصدق أراء الصادق (ع) هذه . ففي مدينة (( نوو- وو- سيبيرسك ) الواقعة في الاتحاد السوفيتي مركز من أهم مراكز البحوث في العلوم الكيمائية والطبية . وقد استطاع هذا المركز أن يثبت للمرة الأولى بان هناك من الامراض ما يشع ضوءاً وان هذا الضوء قادر في حد ذاته ودون ميكروب أو فيروس على اصابة الخلايا السليمة وإيقاع المريض بها . أما الأسلوب الذي اتبعه علماء مركز (( نوو –وو- سيبيرسك )) في اجراء تجاربهم فكان على النحو التالي : تخير العلماء مجموعتين من الخلايا الموجودة في  كائن حي , وراعوا فيها أن تكونا من نفس العضو , كخلايا القلب أو الكلى مثلا , ثم اجروا عليهما عملية تجزئة أو تحليل وتابعوا نتيجة ذلك , وقد تبينوا أن الخلية تشع أنواعا من ( الفوتون ), ( ومعروف أن ذرة الضوء تسمى بالفوتون , وهو اصغر جزء منه ) وبفضل التقدم العلمي استطاعت المختبرات العلمية تجزئة الفوتون واجراء تجارب علمية عليه , وبعد إجراء البحوث الدقيقة على هاتين المجموعين من الخلايا المتشبهة والمختلفة في الكائن الحي ادخلوا المرض على مجموعة منها لا يتابعوا تأثير إشعاعه فوجدا أن الفوتون يشع من الخلية المريضة أيضا وان المرض يمنع الخلية من الاشعاع . ثم انتقل العلماء إلى المرحلة الثانية من التجارب فوضعوا الخلايا السليمة في حافظتين احدهما الكوارتز والأخرى من الزجاج ومعروف أن من خواص الكوارتز مقاومته للأشعة فلا تخترقه إلا الأشعة البنفسجية في حين أن خواص الزجاج العادي أن فوتون أنواع الاشعة يخترقه ما عدى الاشعة فوق البنفسجية وقد تبين أن العلماء بعد انقضاء ساعات على الخلايا الموجودة في الحافظتين أمام الخلية المريضة أنما كان منها في حافظة الكوارتز اصيب بالمرض أما الخلايا التي كانت في الحافظة الزجاجية فقد بقيت سالمة وما دام الكوارتز يقاوم جميع أنواع الأشعة ما عدا الأشعة فوق البنفسجية وما دام الزجاج يقاوم الاشعة فوق البنفسجية وحدها فقد تحقق من هذه التجربة أن الخلية المريضة التي تصدر منها أشعة فوق بنفسجية قادرة على نقل المرض إلى الخلايا السليمة من خلال هذه الاشعة أما الخلايا السليمة الموضوعة في الحافظة الزجاجية فلم تصل أليها الاشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الخلية المريضة وبقيت محتفظة بسلامتها في حين أن الخلايا السليمة الموجودة في خلايا الكوارتز إصابتها العلة لان الكوارتز لا يقاوم الاشعة فوق ألبنفسجية الصادرة من الخلايا المريضة . وقد أعيدت هذه التجارب على أمراض مختلفة وعلى خلايا متشابهة ومختلفة طوال ربع قرن وبلغ عدد التجارب التي أجريت خمسة ألاف وذلك لتوصل إلى رأي علمي ثابت بالبرهان العلمي المتكرر وقد تشابهت نتائج هذه التجارب ودلت بصورة قاطعة على أن الخلية المريضة يبعث منها أشعة مختلفة منها الاشعة فوق البنفسجية وان الخلية السليمة إذا ما إصابتها أشعة فوق بنفسجية صادرة عن خلية مريضة  انتقلت أليها نفس علة الخلية المريضة . ولم يحدث في جميع التجارب التي استمرت خمسا وعشرين سنة أن تجاورت الخلايا السليمة والخلايا المريضة بحيث يقال أن عدوى الميكروب أو الفيروس انتقل من هذه إلى تلك بالاحتكاك فثبت للباحثين أن سبب انتقال العدوى هو الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الخلية المريضة . وإذا منعنا هذه الأشعة من الوصول من الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة منعنا المرض من الانتقال من  هذه إلى تلك . ومن خواص المضادات الحيوية تقلل من حدة هذه الأشعة فتشل قدرتها على نقل العدوى من الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة . ويؤخذ من هذه البحوث التي أجريت في هذا المركز العلمي السوفيتي أن خلايا جسم الإنسان تصدر عن كل منها أشعة فوق بنفسجية كما أنها تستقبل هذه الأشعة أي أنها ترسلها وتستقبلها وتنقل العدوى بسببها إذا ما انتقلت من خلية مريضة إلى خلية سليمة أما إذا كانت الخلية سليمة فلا يترتب على انتقال الأشعة ضرر أو مرض . كذلك ثبت أن الخلايا السليمة إذا ما مرضت بفعل التوكسين ( السم) أصبحت بدورها ناقلة للعدوى بفعل الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منها وتوكسين سم تولده عناصر وخلايا موجودة في جسم الإنسان ولكن مفعوله في الجسم يختلف عن مفعول الميكروبات والفيروسات والأكثر من الطعام هو من العوامل الهامة في توليد التوكسي بكميات زائدة في جسم الإنسان عند التقدم في العمر . وقد ثبت من التجارب العلمية التي اجريت وعددها خمسة ألاف تجربة أن الخلايا المريضة تنتقل منها العدوى إلى الخلايا السليمة بفعل الأشعة فوق البنفسجية المنتقلة والمنبعثة من الأولى كما ثبت أن الخلايا المريضة بالتوكسين تنقل المرض بدورها بفعل هذه الأشعة عينها دون انتقال لأي ميكروب أو فيروس من الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة . ولا ريب في أن النتائج التي اسفرت عنها هذه التجارب قد فتحت أمام علماء الأحياء والطب ميدانا جديد يطرقونه لمعالجة الامراض يتمثل في اللجوء إلى أحدى طريقتين : أما الاهتداء إلى وسيلة تمنع انتقال الأشعة فوق البنفسجية من الخلية المريضة إلى الخلية السليمة ( كما هو الحال في انتقال الخلية المصابة بالسرطان إلى غيرها من الخلايا السليمة من طريق الأشعة فوق البنفسجية ) وأما باكتساب الجسم مناعة بحث تستطيع خلايا ه السليمة مقاومة هذه الأشعة الناقلة للعدوى . وقد انعش هذا الكشف العلمي العظيم امالا عريضة في امكان التوسل بهذا الأسلوب في معالجة الأمراض المستعصية كالسرطان وغيره ,ومع أن العلماء يتفائلون دائما بقرب تحقيق المعجزات إلا أننا نفضل انتظار ما تسفر عنه التجارب العلمية المتصل فهي وحداها التي تقطع بالنجاح أو الفشل . وثمة حقيقة لا ريب فيها عززتها طائفة كبيرة من العلماء والباحثين في المراكز العلمية الأخرى مؤداها أن الخلايا المصابة بأمراض مختلفة يشع كل مرض منها نوع خاص من الفوتون يختلف عن غيره من فوتونات الأمراض الأخرى والعلماء عاكفون على اعداد جدول علمي يظم جميع أنواع الفوتونات والرقم الرمزي الخاص بكل نوع منها ولكن إعداده يحتاج إلى وقت طويل بالنظر إلى كثرة عدد الميكروبات والفيروسات وأنواع التوكيسن ( السم ) ومع ذلك فقد استطاعوا قبل الفراغ من هذا الحصر والإحصاء أن يشخصوا الكثير من الأمراض والفوتونات التي تشعها وطريقة علاجها وعلى سبيل المثال نذكر أن العلماء استطاعوا بعد كشف أسباب العدوى بميكروب الأنفلونزا ونوع الفوتون الذي يشعه وكذلك أشعته فوق البنفسجية بمنع سريان هذا المرض إلى الخلايا السلمية الأخرى . وعلى سبيل المثال أن العلماء استطاعوا بعد كشف أسباب العدوى بمكروب الانفلونزا ونوع الفتون الذي يشعه وكذلك اشعته فوق البنفسجية أن يحددوا العلاج الكفيل لمنع سريان هذا المرض إلى الخلايا السليمة الأخرى . وقد اجريت تجارب علمية مماثلة في الولايات المتحدة أمريكا وجاءت نتائجها متفقة مع ما انتهى ليه مركز الأبحاث السوفيتية كما وضع الدكتور جون اوت كاتبا في هذا الموضوع ونشرت المجلات الطبية والعلمية نتائج هذه البحوث .

سقنا هذا العرض لندلل أن العلم الحديث قد جاء مؤكدا لنظرية التي دعا أليها الإمام الصادق (ع) في منتصف القرن الثاني للهجرة وما مؤداها أن الضوء المنبعث من مرضا ما يتسبب في إصابة الغير بالمرض وهي النظرية التي اعتبرت يومها من الخرافات البعيدة عن الواقع فقد اقام العلم الحديث البرهان على أن الأشعة المنبعثة من الخلايا المريضة تسبب في نقل الأمراض إلى الخلايا السليمة أما الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس فهي لا تصيب الإنسان أو الكائنات الحية بالمرض إلا إذا وصلت إلى جسم الإنسان والحيوان دون أن تمر من الهواء أي دون أن يفصل بينهما وبين الكائن الحي عائق مثل طبقة الهواء ولوا هذه الطبقة الهوائية العازلة لهلكت الكائنات الحية . وصفوة القول أن التجارب العلمية قد جاءت مؤكدة لنظري الإمام الصادق (ع) بعد ألف ومائتين وخمسين سنة . على أن موضوع انتقال عدوى بعض الأمراض من الجسم المريض إلى الجسم السليم قد اهتدى إليه الإنسان من قديم فقد جاء في ورقة من أوراق البردي المصرية القديمة التي يرجع تاريخها إلى 15 قرنا قبل الميلاد والتي يحتفظ بها المتحف الفرنسي , أن رجل فراعنة مصر منعوا المسافرين  في سفينة من النزول إلى الساحل لأنهم كانوا مرضا وخيف من نقلهم للعدوى إلى الأصحاء وتثبت هذه الوثيقة التاريخية حقيقتين أولهما أن النقل البحري كان مزدهرا في مصر القديمة بين المدن المتناثرة على ضفتي النيل والبحرين الاحمر والابيض ,وثانيتهما أن الطب كان متقدما في مصر القديمة في هذه الفترة السحيقة التي ترجع إلى 3500 سنة مضت . فقد ثبت عند الناس من قديم أن بعض الأمراض ينتقل من المعتل إلى السليم , أي أن هناك طائفة من الميكروبات التي تنقل العدوى . أما وقد نجح التجريب العلمى في إثبات نظرية الإمام الصادق (ع) من أن الأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من الخلية المريضة تتسبب في اعتلال الخلايا السليمة فهل يمكن قياس فعالية هذه الأشعة ؟ وهل يجوز القول بان الأمراض التي تظهر في ناحية دون أخرى , أو الأمراض التي تقع مرة واحدة أو مصادفة , أنما هي أمراض انتقلت من خلايا مريضة بفعل الأشعة فوق البنفسجية ؟ أن الرد على هذه التساولات بما فيها قياس مفعول الأشعة الناقلة للعدوى , مازال أمرا غير مقطوع به صحيح أن العلم الحديث عرف أن الفيروس لا يكاد يتخذ مكانه في الخلية حتى يشرع في التكاثر والانتشار بسرعة فائقة , وان المضادات الحيوية أو غيرها من العقاقير تساعد على قتل الجراثيم والفيروسات في جسم الإنسان , ولكن العلم الحديث مازال يجهل أشياء كثيرة , منها مثلا سبب إصابة الخلايا بالشيخوخة , ولو عرفت علة هذه الشيخوخة وولجت في الخلايا , لانتفت الشيخوخة من حياة الإنسان . ومن الثابت والمقطوع به لدى العلماء الامريكيين والروس أن الفوتون والموجود في الخلية المريضة – وهو جزء صغير من الضوء – إذا انبعثت منه أشعة فوق بنفسجية ووقعت على خلية أخرى سليمة , لتسببت في إصابتها بالمرض ,

للإيضاح نقــــــــــــول انه تصورنا أن الجرثومة ( الميكروب ) هي في حجم البالون , كان الفيروس في حجم السمسم بالنسبة إليه , ولكن هذه الحبة الصغيرة بالنسبة للميكروب تحمل معها عدوى المرض إلى الخلايا السليمة , وربما كان تعليل ذلك أن الفوتون يحمل معه جرثومة صغيرا جدا من المرض وان هذه الجرثومة تتسبب في اعتلال الخلية السليمة , وربما نجح العلم في القريب في تبيان كيفية انتقال المرض من الخلية المريضة إلى الخلايا السليمة من خلال الأشعة فوق البنفسجية , والعلم الحديث كفيل بكشف الغوامض جميعا , و لا تقتصر النظريات العلمية الكاشفة للإمام الصادق (ع) , و لا سيما في الفيزياء . على ما أوردنا في هذا البحر حتى الآن , بل أن له نظريات هامة أخرى اكدتها التجارب العلمية الحديثة ومن هذه النظريات مثلا قوله لن لكل كائن موجود وجودا ذاتيا كائنا مضادا له , ما عدا الله ولكن الضدين لا يتصادمان ولا يجتمعان ولو اجتمعا أو تصادما لكانت في ذلك نهاية العالم . وهذه النظرية هي بعينها       وقد قطعت هذه النظرية شوطا بعيدا في anti-body) )النظرية الحديثة القائلة أن للمادة نقيضا أو مضادا.    

سبيل اثباتها بالتجريب العلمي . والعلماء في البلدان المتقدمة عاكفون اليوم على البحث في مضادات العناصر المختلفة ونقائضها رغبة في التحقق منها . والفرق بين المادة ومضاد المادة أو  نقيضها يتحمل في أن المادة في العناصر المادية تتركب ذراتها من نواة مركزية موجبة تدور في فلكها الكترونات سالبة, في حين أن ذرات المادة المضادة تتالف من نواة سالبة تدور في فلكها الكترونات موجبة , أي أنها تماثلها ولكن بصورة عكسية تماما . ولم تجر حتى الآن تجربة يراد منها تحقيق مواجهة بين ذرات المادة وذرات مضادها , ولا تعرف بالتالي نتيجة مثل هذه المواجهة , وهل يسفر التصادم بينهما عن انفجار بينهما عن انفجار أو عن أي عواقب أخرى ما زال امرها في طي الغيب . والحديث عن وقوع انفجار نتيجة لهذا التصادم انفجار نتيجة لهذا التصادم لا يعدو أن يكون رأيا شبيها إلى حد كبير بالرأي النظري الذي كان يقول به العلماء حول شطر نواة ذرة عنصر اليورانيوم قبل صيف عام 1944 عندما فجرت أمريكا نواة الذرة للمرة الأولى وحسمت بالقنبلة الذرية الحرب العالمية الثانية , إذ كان العلماء في ذلك الوقت يتحدثون عن امكان حدوث سلسلة من الانفجارات المتصلة والمتعاقبة في عناصر الأرض إذا ما أمكن تفجر نواة الذرة أي إحداث تفجير نووي ولكن التفجير الذي احدثته أمريكا دون أن ينتقل إلى بقية العناصر في الكرة الأرضية . صحيح انه قد اجريت تفجيرات أخرى كثيرة حتى الآن سواء في الولايات المتحدة أو في غيرها ولكن هذه التفجيرات كانت محددة ولم تنتقل إلى سائر العناصر في الكرة الأرضية ولكن التفجير النووي شيء والتفجير الذي يحتمل أن يحدث نتيجة لتصادم المادة ومضادها شيء أخر . فالتفجير النووي أو الهيدروجيني يحول جزءا صغيرا من المادة إلى طاقة ويبقى الجزء الأكبر عاطلا فلا يتحول إلى طاقة ويؤخذ من معادلة اينشتاين الذرية أن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع السرعة إلى ........... إلى فناء العالم فقد استولى القلق والخوف الكبيران على علماء الفيزياء الذين صنعوا القنبلة الذرية الأمريكية وفجروها لاول مرة في عام 1944 خشية أن تحل بالعالم كارثة ماحقة . واليوم يقول علماء الفيزياء الذين يدرسون احتمالات اصطدام المادة بمضادها أن هذا التصادم سينتهي بتحويل الاثنين إلى طاقة خالصة . ويذهب هؤلاء العلماء إلى أن اصطدام كيلو غرام من المادة بكيلو غرام من مضادها كفيل بتوليد طاقة تفني الكرة الأرضية فناءا تاما وتحولها إلى غاز شديد الحرارة ينتشر في المنظومة الشمسية باسرها ولكن البروفسور الفون وهو أستاذ بالفيزياء بجامعة لوند السويدية عارض هذه النظرية قائلا أن الأمر سينتهي بالانسان إلى استغلال الطاقة المتحصلة  من اصطدام المادة بمضادها وتسخيرها في اغراضه الصناعية باعتبارها طاقة لا تنفد . في حين أن الطاقة التي يمكن توليدها من البرق ومن شطر نواة اليورانيوم ومن الهيدروجين ومن مساقط المياه وحركات البحار هي طاقة لا تحل مشكلة الإنسان ويعزز هذا العالم رأيه بقوله أن الطاقة المتولدة من اصطدام مائة كيلو غرام من المادة ومضادها تكفي حاجات البشر من الطاقة في الكرة الأرضية بأسرها في سنة كاملة ولكن كان كل ما يقال عن عواقب اصطدام المادة ومضادها رجما بالغيب لان هذا لم يتحقق بالتجريب العلمي فان البروفسور الفون يرى أن مثل هذا التصادم – أن تحقق- لن يولد لا طاقة خالصة من جميع عناصر التلوث التي تفسد البيئة . وقد أطلق 

 البروفسور الفون على الطاقة الحاصلة من اصطدام العنصرين اسم ( ماترجي )materji 

 وهي الطاقة المولدة من المادة . ويوخذ من الفروض النظرية energy في مقابل ( انيرجي )

لهذا العالم انه لو حدث اصطدام بين 500 غرام من المادة و 500 غرام من مضاد المادة لتولدت من ذلك حرارة قدرها مائة مليار درجة ( أي مائة ألف مليون درجة ) وليس في العالم مصدر يمكنه إعطاء البشرية هذا القدر من الحرارة , علما بان حرارة مركز قرص الشمس لا تزيد عن عشرة ملايين درجة ويقول : البروفسور الفون في الرد على التساؤل : افيستطيع الإنسان إخضاع هذا القدر الهائل من الحرارة وتسخيره في قضاء مطالبه أن هذا ممكن إذا ما استطعنا إحداث تفجير جزئي في عملية تصادم العنصرين تماما كما أن التفجير الذي يحدث في نواة الذرة هو تفجير جزئي أو ناقص وقد تقدم أن جزءا فقط من المادة هو الذي يتناوله التفجير الذري ويحوله إلى طاقة وما القدر الأكبر من المادة فيبقى دون تفجير ويذهب هباء ويذهب البرفسور الفون إلى أن المانع من احدث تفجير بين المادة ومضاد المادة هو مانع اقتصادي لان التجربة الأولى ستكلف ما يتفاوت بين عشرة مليارات وخمسة عشر مليار من الدولارات وهو مبلغ طائل تنوء به ميزانيات الحكومات والمؤسسات ولو تمت هذه التجربة لامكن بسهولة توليد الطاقة من هذا المصدر وإذا كان العلماء اختاروا اليورانيوم من دون العناصر الأخرى في التجارب التي قاموا بها لتفتيت نواة الذرة فأرجح الآراء أن عنصر الهليوم هو الذي سيختار دون سائر العناصر لجراء تجارب اصطدام المادة بمضادها وسبب ذلك أن علماء الفيزياء في الاتحاد السوفيتي قد اكتشفوا مضاد الهليوم ولعلهم يعدون لإحداث مواجهة بين الهليوم وهذا المضاد . 

*************************************************************************************رؤى

رؤيا في كتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم وفقكم الله وايانا لنصرة الإمام المهدي (ع) ارجو تأويل هذه الرؤيا التي رايتها وهي ( كأني حاملة بيدي كتاب والكتاب لا اتذكره جيدا أما القران الكريم وأما مفاتيح الجنان ورأيت شابا وهو من اقاربي ولباسه احمر وشكله شيطاني وظننته من الجن فاراد أن يأخذ مني الكتاب وأنا خفت وركضت وأنا حاملة الكتاب ودخلت في غرفة ورأيت أمي نائمة فأيقظتها من نومها لتنقذني من هذا الشيطان وبعد رأيت هذا الشيطان على طفل وهو أخي وأنا خائفة وحائرة منه والكتاب بيدي والحمد لله لم اعطه الكتاب وانتبهت من نومي .

تأويل الرؤيا : الكتاب يمثل قضية المهدي (ع) أو قضية خاصة بك , أما الرجل الأحمر فيقع نقاش حاد بينك وبينه وهو يريد تشكيكك في القضية ,أما اللباس الاحمر فهو لباس السفياني وهو عمله كعمل السفياني وليس من انصاره وفي النهاية هو لم تغلب عليك لكونك تمتلكين اعتقادا قويا في هذه القضية .

*************************************************************************************

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من الاخت القارئ أم علي من بغداد اشكر جميع العاملين في صحيفة القائم (عج) على تنوير الناس بعلوم أهل بيت الرسول (ص) واسال الله أن ينصركم . وبهذه المناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسين (ع) واخيه أبا الفضل العباس (ع) وولده الإمام السجاد (ع) نهنئ ونبارك للإمام المهدي (ع) ونسال الله أن يوفقنا لنصرته . 

*************************************************************************************

*وردتنا رؤيا من أم نور من محافظة كربلاء تريد تأويلها وهي كالاتي : ( كأنما كنت امشي في كربلاء في السوق وكانوا يوزعون اوراق مكتوب فيها عن السفراء الاربع وفيها صورة شخص لبسه قديم وقد اخذت ورقة من هذه الاوراق ثم مررت بعمارة ضخمة فبدات هذه العمارة بالانقلاب رأسا على عقب وبدات بالدوران ولكنها لم تتهدم وفيها زناجيل وفيها ورود والزناجيل باقيات ثابتات فيها ) واني كنت قبل الرؤيا افكر في الإجابة على سؤال صحيفتكم بين السائل والمجيب وانني كنت افكر في الإمام المهدي (ع) وأنصاره . 

التأويل : أن معنى تفكيرك في الأنصار قبل الرؤيا هو ظهور أمر الإمام المهدي (ع) وأنصاره قريبا أن شاء الله تعالى وهذه الرؤيا لها دلالة على تحقق هذا الأمر مستقبلا والاوراق التي وزعت فلها علاقة بالتمهيد والسفارة . أما معنى الصور فهي تمثل السفراء الأربعة فانه يظهر شخص يمثلهم وهو السفير الخامس على رأي بعض الناس ويعني هو عنصر الاتصال بين الإمام المهدي (ع) والناس أما اللبس القديم فهو الدين القديم دين إبراهيم ودين الرسول محمد (ص) ودين الأئمة الطاهرين وعندما يطرحه للناس فيقولون انه دين قديم ولا يرضونه . أما أخذك لهذه الورقة فهو دلالة على اقتناعك فكريا بهذه العقيدة والعمارة هي الدين ودورانها معناه أن هذا الشخص صاحب الصورة  يقوم بإعادة الدين إلى أصلة القديم ونهجه الصحيح ويرفع جمع البدع والشبهات . أما الزناجيل فهي الأنصار والورود فهن النساء ويمثلون الحلقة التي قال عنها الإمام الصادق : ( لا يقوم القائم حتى يكتمل العقد والحلقة ) وهم لم يتقطعوا من كثرة دوران العمارة لان عندهم أساسيات الدين الحقيقي . 

*************************************************************************************

رؤيا بهذه الصورة

في يوم من الأيام عند الظهيرة سنة 2001 كنت نائمة رأيت رؤيا احمد الله عليها كأنني في صحراء و لا يوجد أي شيء سوء ظهور مجرى ماء لا اعرف من أين والى إلى أين ورأيت فيه رأس يلوح منه البريق فتعجبت ما هذا الرأس العجيب عندما تقرب مني رأيت ذلك الوجه الحسن والشهر متدلي في الماء واللحية جميلة مسدود العينين ويسري مع الماء فقلت بيني وبين نفسي يا الهي من هذا فأتاني صوت لا اعلم من أين إلا تعلمين هذا الرأس لمن هذا الرأس رأس أبا عبد الله الحسين (ع) بعدها نهضت من النوم ..... كيف اعبر عن فرحي فذهبت إلى اقرب من في البيت فقلت له ما حدث ففرحوا وباركوا لي حلمي الجميل وقمت من ساعتها برسم هذا الوجه على قدر المستطاع وفي يوم من الأيام نظرت من شباك غرفتي ورايت شبك غرفة جاري الحاج ( رحيم ) وهو من خدام الإمام  الحسين (ع) فدهشت لما نظرت يوجد على جدار الغرفة نفس الرسم الذي رايته في المنام فتعجبت أكثر فذهبت وسالت بيت الحاج رحيم قالوا هذا رأس الحسين (ع) الذي أتى مع السبايا فرويت لهم ما حدث فهنئوني لذلك والله الموفق . دلال ( أم واثق) / ميسان . 

*************************************************************************************

رؤيتان واحدة في عيسى بن مريم وأخرى في اليماني السفياني

1- وردتنا من الأخ سيد فاضل من الشامية رؤيا يطلب تأويلها وهي : كأني رأيت القمر ظهر في السماء وفي القمر عيسى بن مريم (ع) .

التأويل : أن القمر في التأويل يرمز إلى الوزير ورؤية عيسى بن مريم (ع) في القمر هو دلالة على ظهور عيسى  بن مريم (ع) فان له ظهور روحي وقيام مادي أما دليل وزارته في أمر الإمام المهدي (ع) فهو في هذه الرواية عن رسول الله (ص) في معجم الملاحم والفتن ج3 (يهبط عيسى بن مريم عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي – إلى أن قال – فياتي مجمع المسلمين حيث هم فيجد خلفتهم يصلي بهم فيتاخر المسيح حيث يراه فيقول يا مسيح الله صل بنا , فيقول : بل أنت فصل باصحابك فقد رضي الله عنك فانما بعثت وزيرا ولم ابعث اميرا فيصلي بهم خليفة المهاجرين ركعتين مرة واحدة وابن مريم فيه ) . 

2- وردتنا رؤيا أخرى من الاخ سيد يوسف وهو أيضا من الشامية يطلب تاويلها وهي  : ( كأني بغيمتين كبيرتين في السماء واحدة من المغرب والثاني من المشرق وجاءن ليلتقين فقال شخص : إذا لتقيين سيظهر الإمام المهدي (ع) وعندما التقت الغيمتين كان الناس ينزعون جلودهم فتتحول جلودهم إلى بيضاء واخي نزع جلده وأنا لم انزع جلدي . 

التأويل  : الغيمتين هما اليماني السفياني فهما من  المحتوم وقد ذكرتهما الروايات المتكاثرة عن أهل بيت العصمة فمنها ورد في البحارج52 عن أبي عبد الله (ع) ( خروج الثلاثة الخراساني السفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية أهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق ) وفي غيبة الطوسي عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (ع) قال : ( خمس قبل قيام القائم من العلامات : الصيحة والسفياني والخسف بالبيداء وخروج اليماني وقتل النفس الزكية ) وعند لقائهن يظهر الإمام المهدي (ع) . أما تبديل الجلود يعني هو تبديل جلودهم المثقلة من الذنوب بجلود طاهرة نقية مهيئة لنصرة الإمام المهدي (ع) وأما اخوك الذي يبدل جلده فهذا دلالة على انه يدرك قضية الإمام المهدي (ع) قبلك ويلتحق بالدعوة المحمدية البيضاء التي يدعو لها داعي الحق داعي الإمام المهدي (ع) .

*************************************************************************************

غرور البعوضة

دعا ذات يوم معاوية من الإمام الحسن المجتبى (ع) أن يحضر مجلسه وكذلك دعا العديد من بني أمية لا يأتون إلى هناك ويمدحون بني أمية ويستهزئون بعلي بن أبي طالب (ع) وفي ذلك المجلس اختلق كل من بني امية كذبة عن عائلته حتى وصل الدور إلى ابن عثمان فنهض واستهزئ بامير المؤمنين (ع) بشدة فاجابهم الإمام الحسن (ع) الواحد تلو الأخر حتى قال لابن عثمان : بكل الحماقة والرذالة التي توجد فيك وفي عائلتك لا يحق لك أن تهين الأكبر منك . لان مثلك كالبعوضة التي جلست على نخلة كبيرة وعندما ارادت أن تطير قالت للنخلة : جهزك نفس وقاومي لأني سأطير من عليك فقالت النخلة : لم اعرف متى جلست حتى يكون طيرانك ثقيلا وعظيما علي عندما تطيرين . وبهذا المثل ضمك الحاضرون وطأطأ ابن عثمان رأسه من  الخجل . 

*************************************************************************************

أراء وانتقادات

الرأي والرأي المعاكس

حوار بين بحثين احدهما يعتقد أن النفس الزكية قد قتلت

والأخر يعتقد أن النفس الزكية لم تقتل بعد

هناك شخصيات تذكرها روايات أهل البيت (ع) تخرج قبل وأثناء وبعد قيام الإمام المهدي (ع) وقد اختلف الكثير من الناس في تعين هذه الشخصيات بالذات ويحاول البعض تطبيق مواصفاتها على اشخاص معينين مستفيدين من بعض صفات تلك الشخصيات ويقومون بمقارنة بين الاثنين للربط والوصول إلى الحق ولكن للأسف فان عدم الاحاطة التامة بروايات الأئمة الأطهار أولا , وثانيا العاطفة والتعاطف والتاثر بتلك الشخصيات , وثالثا التبعيض في الروايات حيث يؤخذ جانب منها ويترك جانب أخر ومن  هذه الشخصيات التي اخذ والرد فيها هي( النفس الزكية  ) وسنتناول إيضاحا تاما لهذه الشخصية عن طريق هذا الحوار حيث يعتقد الطرف الأول أن النفس الزكية قد قتلت أما الطرف الثاني فيعتقد بأنها لم تقتل لحد الآن , ونبدا الحوار ببركة الله تعالى :

الأول : أنني على اعتقاد بان النفس الزكية قد قتلت وان النفس الزكية من العلامات المهمة لقيام الإمام المهدي (ع)  . 

الثاني : هناك نفسين زكيتين تقتلان في الكوفة وهما ( نفس زكية هي تدعوا إلى الله و الإمام المهدي بشكل عام والتي بقتلها تبدأ المرحلة الأولى لعصر الظهور المقدس , أما النفس الزكية الأخرى هي التي تدعو لتصديق الإمام المهدي (ع) ووزيره وهي تعلن تصديقه له ولدعوة الإمام المهدي (ع) الذي يعلنها على الملأ ويكون ذلك هو السبب الرئيسي في قتله مع سبعين من الصالحين وهناك ( النفس الزكية ) التي يبعثها الإمام المهدي (ع) إلى أهل مكة ليقرأ البيان الأول للإمام المهدي (ع) والتي يقتلها أهل مكة شر قتلة وعليه فهناك فرق بين لفظ ( نفس زكية ) ولفظ ( النفس الزكية ) فماذا تعني بقتل النفس الزكية من هؤلاء  ؟ 

الأول : أني لم أكن اعلم أن هناك فرق بين نفس زكية والنفس الزكية واللتان يقتلان كلتاهما في الكوفة فهل تستطيع أن تخبرني ما هو الفرق بينهم  .

الثاني : نعم أن لفظ نفس زكية هو لفظ نكرة أي بدون آل التعريف ولها وضع مختلف عن الأخرى والتي هي تحمل آل العريف أي والتي تخرج قبل انبثاق دعوة الإمام المهدي (ع) التي يعلنها اليماني والتي يمثل مقتلها بداية  المرحلة الأولى لظهور الإمام المهدي (ع) وبدأ دعوته ونشرها بين الناس وكذلك  بداية ظهور بعض العلامات الدالة على قرب وقت الظهور المبارك فكما تعلم أن لصاحب دعوة الإمام ظهور وقيام وان قتل هذه النفس يعني بداية لظهور دعوة الإمام المهدي (ع) من خلال وزيره السيد اليماني الحسني الذي يظهر لاعداد العدة والعدد للإمام (ع) وتبليغ الناس بقرب الظهور وحث الناس على نصرة الإمام المهدي (ع) من خلال السير في هذا الطريق المبارك ويعتبر السيد محمد محمد صادق الصدر هو هذه النفس والتي قلنا ( بقتلها تبدأ المرحلة الأولى ببداية عصر الظهور وتظهر دعوة  الإمام المهدي (ع) بعدها )ولكن هذه النفس الزكية ليست هي المذكورة في الروايات والتي تقتل قبل قيام اليماني أو التي تقتل قبل قيام الإمام المهدي (ع) .

الأول : ولكن حسب ما اعرف أن هناك نفس زكية تقتل في ظهر الكوفة ونفس زكية تقتل في مكة فهل النفس الزكية التي ذكرتها والتي بقتله تبدأ المرحلة الأولى لعصر الظهور تختلف عن النفسين الزكيتين التين تقتلان في الكوفة ومكة وما الفائدة منهما ؟ 

الثاني : نعم , أن دور النفسين الزكيتين يختلف عن الأولى ( نفس زكية ) حيث ورد في الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (ع) أن هناك نفس تقتل في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وهي لسيد حسني فقد جاء في بحار الأنوار ج101 ( لقد جاءت الروايات بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (ع) وحودث تكون أمام قيامه وايات ودلالات فمنها خروج السفياني وقتل النفس الحسني واختلاف بني العباس ) أما النفس الزكية الثانية فهي تقتل في مكة بين الركن والمقام وهو حسني النسب فقد جاء في الرواية عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) في رواية طويلة يقول : ( الزم الأرض ولا تركض بيدك ولا رجلك – إلى أن قال – اسمه اسم نبي ما اشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله (ص) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فإذا أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت ) ويكون عمره صغير فقد ورد في غيبة الطوسي عن سفيان بن إبراهيم انه سمع أباه يقول (النفس الزكية غلام من آل محمد – إلى نهاية الرواية) معنا غلام أي صغير السن , أما الفائدة أو الحكمة من هذه العلامة فكما يعلم الجميع أن أهل البيت (ع) لا يبدءون أحدا بقتال حتى يبدأ العدو بقتالهم حيث جاء عن الرسول (ص) ( أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض – إلى أخر الرواية ) 

الأول : هل هناك فوارق بين النفس الزكية التي تقتل في الكوفة والنفس الزكية التي تقتل في مكة ؟

الثاني : نعم أن هناك فوارق منها : أن النفس الزكية التي تقتل في الكوفة يكون قبل قيام وزير الإمام السيد اليماني وسيكون قيامه بعدها , أما الثانية فيكون قيام الإمام المهدي (ع) بعد قتلها بمدة 15 يوما والتي يرسلها الإمام المهدي (ع) إلى أهل مكة  فقد ورد فيه ( يوم الخلاص ) نقلا  عن البحار ج 52 أن القائم يقول لأصحابه ( يا قوم أن أهل مكة لا يردونني ولكنني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجل فيقول لهم : امضي إلى أهل مكة  فقل يا أهل مكة فاني رسول فلان إليكم وهو يقول لكم : أنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد (ص) وسلالة النبيين أنا قد ظلمانا واضطهدنا وقهرنا وابتز حقنا منذ قبض نبينا إلى وقتنا هذا ونحن نستنصركم فانصرونا .... فإذا تكلم بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهو النفس الزكية ) وهناك فارق مهم جدا وهو السبب في قتل السيد الحسني ( النفس الزكية ) هو إعلانه ودعوته وتصديقه بأحد دعاة الإمام (ع) حيث أن هذا السيد سوف ينضم إلى تلك الدعوة وصاحبها ويعلن ذلك  مما يتسبب في قتله من بعض الجهات الحاكمة الظالمة وان خروج السيد الحسني سيكون بأمر من الإمام (ع) لإعلان الحق وإظهاره ومعنى الزكية وهو من ليس له ذنب أو التائب الذي لم يبق له ذنب بعدة التوبة أذن فان السيد الحسني سوف يتأخر بالألتحاق بدعوة الإمام (ع) ويتردد حتى يوفقه الله لقبول الدعوة وحصول الندم وبعد اعلانه لصدق واحقية دعوة الإمام (ع) يقتل ولا ذنب له , أما النفس الزكية الثانية فهي تكون في مكة ويكون عمره كما تذكر الروايات ستة عشر عاما فيقتل ولا ذنب له لأنه قد دخل لتوه في سنة التكليف .

الأول : أن اعتقادي بان النفس الزكية قد قتل مستندا إلى كتاب عصر الظهور للشيخ الكوراني حيث يذكر فيه أن النفس الزكية قد تكون السيد محمد باقر الحكيم فماذا تقول ؟

الثاني: أخي العزيز يجب على كل مسلم عندما يعرض عليه أمر كهذا التمعن فيه والتأكد فيه قبل أن يجزم به فكما نعلم أن قول أي عالم ليس بحجة ولا يجب علينا أن نأخذ به إلا إذا كان مطابقا للرواية والكتاب وكما نعلم أن السيد الحسيني ( النفس الزكية ) يقتل على اثر إعلانه بأنه مرسل من قبل الإمام المهدي (ع) وهذا نص ما ذكر في (حادثة قتل النفس الزكية قبل الظهور بأسبوعين بنحو وحشي بمجرد انه قال أنا رسول المهدي (ع) وبلغ عنه كلمات ) عصر الظهور ص 223 الطبعة الحادية عشر . وكما نعلم أن السيد الحكيم لم يعلن عن شيء من هذا القبيل .أما توقعات الشيخ الكوراني فأنها غريبة ومختلفة حيث قال في كتاب عصر الظهور في طبعة سابقة بان النفس الزكية يتوقع أن تكون محمد باقر الصدر وبعد فترة ثبت خطأ قوله وفي طبعة أخرى من كتابه المذكور ذكر أن النفس الزكية هو محمد باقر الحكيم  وكما هو معروف أن السيد محمد باقر الحكيم حسيني وليس حسني وكما نعلم أن محمد باقر الحكيم قتل معه عدد كبير يفوق عدد سبعين الذي ذكر في الرواية وذا قلت أن السبعين ضمن هذا العدد والباقي غير صالحين فهذا القول غير لائق لان فيه طعن وتشويه وتجرئ على المؤمنين وان الروايات الواردة عن أهل البيت عند تحققها تقع كما ذكروا ولا يحق لنا أن نحاول تطبيقها وفق مصالحنا وأهوائنا وهكذا افكلما قتل شخص في الكوفة بادر الكوراني بتوقعاته الغير مستندة لروايات أهل بيت العصمة (ع) فيسارع الشيخ الكوراني إلى تجديد طبعة أخرى لكتابه عصر الظهور ؟ ! فيجب علينا يا أخي العزيز التمعن والتأكد قبل أن نبني أي اعتقاد وخاصة في مجال قضية الإمام ويجب أن تكون معتقداتنا مبنية على أقوال الأئمة (ع) والقران الكريم وليس على التوقعات والتخمينات التي لا تطابق روايات أهل البيت الطاهرين . 

الأول : يا أخي أسالك من الذي سيقتل النفس الزكية في الكوفة وفي مكة ؟ 

الثاني: أن الذي سيقتل النفس الزكية في الكوفة هو دولة بني العباس والتي تقام قبل قيام الإمام المهدي (ع)   وهم من أعدى أعداء الإمام المهدي (ع) ودعوته حيث سيقفون وقفة قوية بوجه الإمام (ع) ويحاولون اضلال الناس وابعادهم عن نصرة الإمام (ع) بما يمتلكونه من امكانيات وهي دولة قوية تقوم قبل قيام الإمام (ع) ويكون هلاكها على يد السفياني واليماني واليك بعض هذه الروايات حيث ورد في )غيبة النعماني ص 302 عن علي بن أبي حمزة قال زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر بين مكة والمدينة فقال لي يوما ( يا علي لو أن أهل السموات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني وقلت له : يا سيدي أمره من المحتوم قال نعم ثم اطرق هنيئة ثم رفع رأسه – إلى أخر الحديث ) وكذلك رود في البحار ج52 ص 234 عن علي (ع) قال ( إلا اخبركم أخر ملك بني فلان ؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين قال : قتل نفس حرام في بلد حرام عن قوم من قريش , والذي فلق الحبة وبرأ النسمة  مالهم ملك بعده غير خمس عشر ليلة ....) وايضا ورد في غيبة النعماني عن أبي جعفر (ع) قال ( لابد أن يملك بني العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان حتى يكون هلاكهم على ايديهما ) . 

الأول : قد تكون هذه الدولة أي دولة بني العباس المقصود بها الدولة التي اتت بعد دولة بني امية . 

الثاني : لا يا أخي فان هناك رواية صريحة تذكر أن هذه الراية غير تلك وهي دولة ظالمة سوف تحارب الإمام المهدي (ع)   فقد جاء في الملاحم ( تخرج لبني العباس رايتان احدهما : اولها نصر واخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله والاخرى اولها وزر واخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله) . والواضح أن الكفر يتحقق بالوقف بوجه الإمام المهدي (ع)   . 

الأول : أنني اشكرك يا أخي على هذا الايضاح واني ممتن لك جدا ونسال الله التوفيق لنصرة الإمام المهدي (ع)   .

الثاني : نسال الله أن يوفقك وجميع المنتظرين لنصرة الإمام المهدي (ع) بعافية من الدين . 

*************************************************************************************  القائم بين السائل والمجيب

موقف النصارى من الإمام المهدي (ع) بين السائل والمجيب

س1 / هل يوجد أنصار للإمام المهدي (عج) من النصارى أم لا؟

ج/ نعم يوجد أنصار للإمام المهدي (ع) من النصارى كما ورد في الآيات والروايات أن النصارى هم اقرب للاسلام من اليهود وايضا ورد انه يشهد للإمام المهدي (ع) شاهد مسيحي من نجران وفي زماننا لاحظنا كيف تدخل بعض العوائل المسيحية في الدين الإسلامي إثناء وجود السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) . 

س2 / هل يستخدم الإمام المهدي (ع)  الحجج البالغة مع النصارى أم يأخذهم بالسيف ؟

ج/ نعم يستخدم الحجة البالغة مع النصارى أكثر من السيف والشاهد على ذلك حسب ما دلت عليه الروايات أن بعض أصحاب الإمام المهدي (ع) يكتب على قدمه بعض الأسرار ويمشي على الماء إثناء فتح روما وايضا في اقناع المسيح عامة وفي بعض الروايات أن أصحاب المهدي (ع) يفتحون بعض المدن الأوربية بالتكبير وان الناس عندما ترى ذلك تؤمن بهم ويصدقونهم ويقولون هؤلاء أصحابه فكيف به .

س3 / هل يوجد أعداء للإمام المهدي (ع) من النصارى ؟

ج/ المعروف أن الدعوات الإلهية تقابلها أعداء يزيدون عليها عدة وعدد ودعوة الإمام المهدي (ع)   يوجد لها أعداء من اكل اجناس البشر وياخذ رجال الدين المسيح الذين يخشون على مناصبهم ومراتبهم بتضليل عامة الناس عن الإمام المهدي (ع) حتى وان كانوا يعرفون انه الإمام المهدي (ع) الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ومن بين أعداء المسيح بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأشدهم عداء له كما أن أكثر الحكومات الأوربية والأمريكية تحارب الإمام المهدي (ع) وتقاتله وتعاديه وتحاول صده .

س5 / هل يوجد من  النصارى من عنده رؤيات ومكاشفات للسيد المسيح ؟

ج/ نعم يوجد من النصارى من عنده رؤى ومكاشفات بالسيد المسيح ولربما يوجد من خلال هذه الرؤى والمكاشفات أنصار للسيد المسيح وأيضا لربما يكون على استعداد تام لنصرة السيد المسيح حال قيامه وخصوصا أن أغلبية المسيح على قناعة بقرب ظهور السيد المسيح (ع) أن شاء الله . 

س6 / ترى من الأكثر نصرة للإمام المهدي (ع)والسيد المسيح نساء النصارى أم رجالهم ؟ 

ج/ أن النساء أكثر نصرة للإمام المهدي (ع) والسيد المسيح من الرجال فان النساء يمتلكن عاطفة اكبر من الرجال ولديهن تعلق بالدين والسيد المسيح أكثر من الرجال فان النساء عادة ونتيجة ما تعانيه من عدم احترام الحضارة الغربية لها تنظر إلى من يخلصها وينقذها من هذا والوضع الذي تعاني فتجد في المسيح (ع) منقذا ومخلصا .

س7 /  لو ظهر الإمام المهدي (ع) والسيد المسيح (ع) هل تبقى الكنائس على حالها أم تتحول إلى مساجد ؟ 

ج/ الوارد في الروايات عن أهل البيت (ع) إذا قام القائم هدم الكعبة والمسجد النبوي والمساجد الأخرى ويجعلها على حالها القديم الذي تركه رسول الله (ص) وهكذا الحال بالنسبة للكنائس فان الإمام المهدي (ع)   يهدمها ويجعلها مساجد لله ويجعل الدين الذي تدين به الناس هو الدين الإسلامي فقط ولا دين غيره.

س8 / ما هو مقام السيد المسيح (ع) بعد النزول عند الإمام المهدي (ع) ؟ 

ج/ كما هو معروف من الروايات المعروفة عن أهل البيت (ع) يجعله وزيره وله مكانة رفيعة عند الإمام (ع) فقد ورد عن رسول الله (ص) ثم يقول للمؤذن أقم الصلاة ثم يقول الناس : صل بنا فيقول : انطلقوا إلى إمامكم فليصلي بكم فانه نعم الإمام فيصلي بهم إمامهم فيصلي معهم عيسى . 

س9 / ما هي الوسيلة الرئيسية للإمام المهدي (ع) لاقناع النصارى ؟ 

ج/ عند نزول عيسى بن مريم (ع) يأخذ على عاتقة اعداد النصرة للإمام (ع) كما ورد في كنز العمال ( ينزل عيسى بن مريم بثمان مائة رجل وأربعمائة امرأة أخيار من على الأرض واصلحاء من مضى ) حيث انهم يؤمنون بالسيد المسيح وينصرونه .

س10 / هل أن عيسى بن مريم (ع) له دور قبل قيام الإمام المهدي (ع)  ؟ 

ج/ نعم له دور بارز حيث انه يمر بمرحلتين الأولى الظهور والشخصية والمرحلة الثانية ظهور الشخص والشخصية (النزول )ولكلا هاتين المرحلتين خصوصية سواء بالاعداد لنصرة قائم آل محمد أو بالمعارك التي يكون فيها السيد المسيح وزيرا للإمام المهدي (ع) .

*************************************************************************************

أراء المجتمع في قضية

سؤال ( هل من الضرورة أن يكون للإمام المهدي(ع) تنظيم أو منظمة تجمع الأنصار أم لا )؟

(( اللهم ونحن عبيدك التائقون إلى وليك المذكر بك وبنبيك خلقته لنا عصمة وملاذا واقمته لنا قواما ومعاذا وجعلته للمؤمنين منا أماما فبلغه منا تحية وسلاما وزدنا بذلك يا رب إكراما وأجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما  واتمم نعمتك بتقديمك أياه أمامنا حتى توردنا جنانك ومرافقة الشهداء من خلصائك ))

انطلاقا من الروايات الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين التي تتحدث عن علماء أخر الزمان علماء السوء المضلين ) الذين يخدعون ويموهون ويضلون الناس بفتاويهم الباطلة التي يكذبون فيها دعوة الإمام المهدي (ع) ويقودون الناس لحربه (ع) بدلا من نصرته , وانطلاقا من الروايات الواردة عنهم (ع) والتي تثبت لنا أن الإمام المهدي (ع) لا يقوم حتى تكتمل القاعدة من الأنصار والموالين من المؤمنين المنتظرين من هذا وذاك ارتأينا ضرورة إيجاد تنظيم لكل من يحب ويسعى ويريد نصرة الإمام ونصرة الدين ليكون النواة الأولى للقاعدة المرجوة قمنا بهذا الاستطلاع . 

* أبو نور الله / معلم / النجف الاشرف 

نعم بالتاكيد يجب أن تكون قاعدة تنظم جميع الأنصار أو اغلبهم ويكون راي في كل الإحداث التي تحصل في المجتمع ولهم رياضيات روحية خاصة ويجب أن يكون مؤسس تلك القاعدة له اتصال مباشر بالإمام المهدي (ع) حتى تكون القاعدة مسددة .

* السيد حازم الاعرجي / مكتب السيد الشهيد الصدر 

ليس من الضروري تنظيم شامل الضروري تنظم القادة بينهم مع اسمرار التوعية والتثقيف لتهيئة الناس لمسالة يوم الظهور .

* فلاح الخزعلي / رياضي / النجف 

نعم يجب أن يكون له تنظيم علني لانتظار الفرج داخل نظام الدولة وبعلم الدولة مثل حزب الله لبنان وباقي الحركات الإسلامية ولكن داخل نطاق قضية الإمام المهدي (ع)   وردع الشبهات السلفية على المذهب الشيعي . 

* صلاح حسن / النجف 

نعم يجب اتخاذ مثل هذه الخطوة لعدة أسباب ومن اهم هذه الاسباب هو أننا نعيش في أخر الزمان ولابد من تهيئة الأنصار لنصرة الإمام المهدي (ع)  والسبب هو كثرة أعداء أهل البيت وأتباع أهل البيت من النواصب واليهود . 

* الشيخ حسن طعيمة  / مدرسة الخالصة 

نحن نعلم علم اليقين بان الحجة سيظهر قريبا لذلك يجب أن نستعد للظهور جنودا نقاتل ولا تقاتل بينهم هناك حاجة ملحة لتدريب الشباب والرجال والنساء تدريبا فكرا ونفسيا وجهاديا لاستقبال الإمام كما هي الحالة عند استقبال يثرب لنبي (ص) ولا يجب علينا أن نبقى متكهفين  وبالزوايا قامعين ونحن بين بكاء وانين .

* أم زهراء / المسيب

ورد عن المعصوم (ع) ( لا يقوم القائم ومن مكة حتى تكتمل الحقلة قال الراوي وكم الحلقة ؟ فقال (ع) : عشرة ألاف ) وهنا يصبح المعنى واضحا أن الأنصار هم البناء والاساس لتكوين العدة والشرط الاساس لبناء مصدر القوة لخروج الإمام (ع) ومن الضروري أن يكون للإمام تنظيم من الأنصار ذلك أن من شرائط الانتصار لليوم الموعود هو وجود العدد الكافي من الأنصار وكذلك من شرائط ظهور الإمام المهدي (ع)   وهذا الشرط لا يلتفت إليه الأعداء ولا يعتبرونها دالة أصلا عليه ولابد لقضية الإمام (ع) حماية تظمن لها الدفاع عن نفسها أمام الأعمال والعناصر الضارة التي تتحرك عادة للقضاء على حركة الإمام (ع) ووأدها في مهدها والأنصار هم العنصر الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى التي يمكن أن تقوم بهذه المهمة . 

* أبو حسين الساعدي / المسيب 

نعم بكل تأكيد من الضروري أن  يكون للإمام المهدي (ع) تنظيم أو منظمة بل قل حركة تجمع الأنصار للتمهيد لنصرة الإمام (ع) وبناء ارضية متينة لهداية الناس واصلاح مفاهيمهم ومعتقداتهم المنحرفة وتوضيح قضية الإمام المهدي (ع)  بل افهام الناس وتعليمهم الكيفية التي تتم من خلالها نصرة الإمام (ع) لان الإمام (ع) يأتي بأمر جديد وهذا الأمر يتطلب من الناس معرفته والاستعداد الروحي والنفسي لتطبيقه في الحياة علما أن الإمام (ع) هو من ضمن الاشخاص المنظمين لهذه الحركة . 

* كوثر / بغداد

في غيبة الإمام المهدي (ع)  ابتعدت القاعدة الشعبية عن امامها لمدة طويلة فليس من السهل أن يلتحق بهم مباشرتا وقد غيرت الأيام والسنين نفوسهم وافكارهم وتغيرت فطرتهم فاختلط بالناس حب الدنيا وبعضهم والقلة القليلة احبوا مزجوا بين حب الدنيا والاخرة وبعضهم تلوثت نفوسهم وعمت بصائرهم  فكيف تغرب هذه النفوس حتى يبعث الله لهم رسولا هاديا من الناس أنفسهم ليذكرهم بايام الله إلا وهو الإمام المهدي (ع)   ويبلغهم بظهوره القريب فيكون على شكل تنظيم سري حتى يجمعهم الله فبعد هذا وكما نصت الروايات سيكون هذا الهادي الممهد هو حامل الراية للحق ليسلمها مع اصحابها إلى صحاب الرسالة السماوية فيستتب له أمره ويعرف عدوه من صديقه من خلال هذه التنظيمات أو المنظمات الداعية له .

* سيد أبو الغيث عبد الرحمن الحسني / رئيس الهيئة الوطنية المنسقة لمنظمات المجتمع المدني الموحد في العراق .

الذي لا ينصر الإمام (عج) في غيبته لا ينصره في حضرته الأعداد حليا من الضروري لأنها من تقوى القلوب ولاعداد لا يكون إلا على وفق كلما كانت المقدمات سلمية تكون النتائج ناجحة لا محال .

* هاجر / بغداد 

كيف يمد الإمام المهدي (ع)  الأنصار بالتعليمات وكيف يعرفهم نفسه ويعرفونه بانفسهم وهو خطر عليه أن يخرج إلى الدنيا ويلم انصاره بيده وبالرغم من انه قادر على ذلك  بارادة الله لكن هذا من الطبيعي أن الله يجعل الأمور تسير بشكل طبيعي إذ أن جمعهم يحتاج إلى تمحيصهم واختبارهم حتى يبرز الإنسان المناصر الحقيقي من المزيف الذي جاء من اجل طلب دنيا ومنصب مع الإمام (ع) فالامام  في غنى عن مثل هؤلاء الناس فيختار إنسان أو شخص مميز يجد فيه المؤهلات التي تجعله يقود له هؤلاء الأنصار ويمحصهم له ويهيئهم له بعد ذلك يطمئن هذا القائد الممهد الداعي لقضية الإمام بان يوصلهم إلى إمامهم ويعرفهم به كما فعل والد الإمام المهدي (ع) الإمام الحسن العسكري(ع) عندما اختار الخلص من أصحابه للقاء الإمام المهدي (ع) والتعرف عليه .  

* وجدان / طالبة /  جامعة بغداد

من الضروري جدا ولا فكيف يجمع الإمام المهدي (ع)   انصاره وهذا شان كل الرسالات السماوية إذ قبل أن يرسل الله سبحانه وتعالى إلى قوم من  الاقوام رسولا يرسل قبله ممهدهين فيكونوا على شكل منظم يمهدوا الطريق قبل مجيء المرسل السماوي .

* امل الإسلام / بغداد 

كل مرسل سماوي يجب أن يكون له أنصار قبل ظهوره ويجب أن يكون لهؤلاء الأنصار من يجمعهم تحت راية واحدة ليقودهم إلى هذا المرسل نبي كان أو وصي أو رسول فيكونوا على شكل حلقات منظمة ممحصة تمر باختبارات وامتحانات وتدريب نفسي واستعداد كامل روحيا وجسدا وفكريا حتى يكونوا على مستوى يليق بهذا المرسل وبتلك الرسالة ويكون القائد لهذه التنظيمات هو الذي يوصلهم ويعرفهم بامامهم ويكون الوسيلة بين الأنصار وذلك المرسل السماوي لنجاح هذه الرسالة ومنها قضية الإمام المهدي (ع)   فيستتب الأمر له قبل ظهوره (ع) .

* علاء الراجي / بغداد 

أن تنظيم الأنصار المؤيدين للإمام أن وجد لابد أن يتجرد من الأمور الدنيوية أولا وقبل أن يبت في أي شيئا كان لا أن يكون مقارنا بالتنظيمات الأخرى من احزاب ومنظمات سوء كانت دينية أم متسترة بها فان اغلبها تعلم لأجل مصلة شخص واحد ليس لمصلحة الناس اجمع وتتخذ من عملها اذلال الناس وسرقة حقوقهم وتصفيتهم جسديا ,هذا لما سمى بالتنظيمات الدنيوية أما ما نبتغيه وأنا اؤكد على ضرورة تنظيم لأنصار الإمام شريطة أن يبقى باسم لا غير ويحمل على عاتقه النهج السماوي الكوني الإلهي المقدس بالدعوة والتمهيد والاصلاح وحمل هموم الناس على اكتافه وان تطلب الأمر لرفع الظلم عن الناس فواجبه حمل السلاح ليحق الحق . ومن الضروري ولاساس لتنظيم الأنصار أن يتجرد الفرد من العنصرية الدينية والطائفية والقبلية التي تكون المحرض الاساس على الفتن وخراب الأمم التي تدخل الأفراد في المحسوبيات والوسائط والتي بدورها تخلف الرياء والنفاق فمن الاوجب تجرد الإنسان حتى من كبرياء نفسه لينصر الإمام ( أي التواضع لله ) ومن المهم أن يدرك كل مؤمن أن هذا التنظيم ليس للمال أو السلطة أنما هو للحق وحده وللنصرة والله اعلم بباطن الأمور فان اخلاص الإنسان وكان له يقين في يجاد طريق الله يوم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . 

* أبو محمد / كربلاء 

كل مؤمن يتمنى أن يكون من أنصار الإمام (عج) ولا يتم ذلك إلا بتوفق من الله وصدق النية لنصرة الإمام (ع) وفي خضم هذه الإحداث والعلامات الدالة على قرب ظهور الإمام (عج) أرى من الضروري التهيء لتكوين قاعدة من الأنصار لعل الله يرزقنا أن نرى ايامه الغراء .

* عماد الاسدي / كربلاء 

من المؤكد يجب تنظيم يكون للانصار مؤهل لنصرة الإمام المهدي (ع)   ولأجل نشر دعوة الأنبياء (ع) بحيث يكون للإمام دعوة سرية في بداية الأمر وبعدها تكون الدعوة علنية ويجب لهذا الأمر من درس جميع أمور هذه الدعوة وتنظيمها وتهيئة الأنصار الحقيقيين لنصرة الإمام (ع) وفقنا الله لنصرة الإمام المهدي (ع)   ونسالكم الدعاء .

* سيد رائد / كربلاء

إذا كان هذا التنظيم أسم على مسمى أن شاء الله الذي هو مذكورفي الروايات أن الفتن ستاتيكم كقطع الليل المظلم لا ينجوا منها الأ من التحق في خط الأنصار فهذا التنظيم سيكون مبارك من الله عز وجل وذا كان كباقي المنظمات والاحزاب فقط بالاسم فهذا غير مقبول تماما فعن رسول الله (ص) قال ( من علامات أخر الزمان كثرة الاحزاب الباطلة والمنظمات العاطلة ) فهذا يحفزنا على هذا التنظيم لكي نصفي الانفس والاذهان فقط للإمام المهدي (ع)  لا للذين يحاربون الإمام (ع) .

* أبو ريم كربلاء

نعم من الضروري جدا إنشاء قاعدة لأنصار وذلك حسب ما قاله الرسول الاعظم في حديث له (ص) ( أن أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ) ومن هذه الأعمال هو التهيء والتأهب والتنظيم لأمر الإمام (عج) حيث أن قاعدة الإمام (ع) تتكون من القواعد الشعبية والتي تقوم بنصرته ونحن في هذا الوقت وقت الظهور المقدس حسب العلامات التي تحققت فعلى كل مسلم أن يستعد لنصرة الإمام (ع) ولهذا من الأولى أن تكون هناك قاعدة منظمة للانصار أن شاء الله .

* سلام الحسني / كربلاء

نعم من الضروري والواجب على الجهة التي تتبنى التمهيد للإمام المهدي (عج) أن تبادر وبكل عزم على إنشاء هكذا تنظيم لكي يكون هذا التنظيم هو اللبنة الاساسية في بناء كيان لأنصار الإمام المهدي (ع)   وبالتالي تهيئة الجهة الحق في بحر الفتن المتلاطم الذي سيكون في عصر الظهور , وبذلك فان لهذا التنظيم اهمية كبرى في إنشاء وتدعم جهة الحق والتمهيد للإمام المهدي (ع) وذلك من الواجب عمل هكذا تنظيم للمحافظة على خط النصرة الحقيقية لأهل البيت (ع) .

*************************************************************************************

دراسات أسلامية 

المهدي (ع) وأهل السنة 

 في الفتن المتصلة بخروج المهدي عليه السلام 

1- اخرج بن ماجة والحاكم وصححه أبو نعيم عن ثوبان قال : قال رسول الله (ص) : ( يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم بن خليفة ثم لا يصير إلى  واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقتتله قوم ثم يجيء خلفية الله المهدي فإذا سمعتم به فاتوه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدي (ع) .

2- البرهان في علامات مهدي أخر الزمان  ص 110 عن أبي هريرة( رض )قال رسول الله (ص) : ( الفتنة الرابعة ثلاثة عشر عاما ثم تنجلي وقد صرت الفرات عن جبل من ذهب ثم تكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة بسعة ) اخرجة نعيم بن حماد في كتاب الفتن : ( يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع الناس به ساروا إليه فيقول من عنده والله لئن تركنا الناس ياخذون منه ليذهبن به كله فيتقتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون ) رواه احمد بن حنبل ومسلم عن أبي : ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتل عليه الناس ويقتل تسعة اعشارهم ) رواه بن ماجة عن أبي هريرة والطبراني عن أبي ) . ( لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسع وتسعون فيقول  كل رجل منهم : لعلي أن اكون أنا انجو) رواه مسلم عن أبي هريرة . ( يوشك الفرات يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يخذ منه شيئا ) رواه الشيخان وابو داود عن أبي هريرة .

الباب الرابع

خروج السفياني وقتل النفس الزكية والخسف والصيحة واليماني 

1- سنن بن ماجة ج3 في ابواب الفتن  في باب جيش البيداء حدثنا هشام بن عمار حدثنا عمار حدثنا سفيان بن عيين عن امية بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقول :  اخبرتني حفصة عنها سمعت رسول الله (ص) يقول ( ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بواسطهم ويتنادى أولهم اخرهم فيخسف بهم فلا يبقى منهم إلا الشريد الذي يخبر عنهم ) . بن ماجة أيضا في هذا الباب في الخسف حديثا بسنده عن صفية وحديثا بسنده عن أم سلمة والروايات في الخسف وفي السفياني وما يجري بينه  وبين المهدي (ع) وقتل النفس الزكية واليماني والصيحة في كتب الفريقين كثيرا جدا تبلغ حد التواتر .

2- ينابيع المودة ص 427 عن المحجة عن علي كرم الله وجهه في هذه الآية أي آية ( ولو ترى إذا فزعوا فلا فوت ) الآية , قال : قبل قيام قائمنا المهدي يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة أشهر ويأتي المدينة جيشه حتى إذا انتهى إلى البيداء خسف الله به .

3- يبابيع المودة ص 440 لما استشار زيد بن علي اخاه محمد الباقر (رضي الله عنهم في الخروج نهاه وقال ( اخشى أن تكون المصلوب في ظهر الكوفة أما علمت انه لا يخرج احد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلا قتل وبعده يخرج المهدي .

4- البرهان ف علامات أخر الزمان ص 114 عن محمد بن صامت  قال : ( قلت لأبي عبد الله الحسين ابن علي (ع) ( وهذا الكلام فيه زيادة لان  محمد بن الصمت من أصحاب أبي جعفر بن محمد  دون الحسين بن علي عليهما السلام حيث توم المؤلف أن أبي عبد الله الإمام الحسين ) أما عن علامة بين يدي هذا الأمر – يعني ظهور المهدي - ؟ فقال : بلا , قلت وما هي ؟ قال هلاك بني العباس ( هلاك العباسي في سنخ ) وخروج السفياني والخسف بالبيداء قلت جعلت فداك اخاف أن يطول هذا الأمر قال : أنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا ) .

5- البرهان في  علامات مهدي أخر الزمان عن خالد بن سعد قال ( يخرج السفياني وبيده ثلاثة قضبان لا يقرع بها احد إلا مات ) اخرجه الحافظ نعيم بن حماد أيضا . 

6- نفس المصدر ص 115 عن أبي مريم عن اشياخه قال ( يوتى السفياني في منامه فيقال له : قم فاخرج , فيقوم فلا يجد أحدا ثم يؤتى الثانية فيقال له مثل ذلك ثم يقل في الثالة :قم  فاخرج فانظر إلى باب دارك فنحدر في الثالثة إلى باب داره فإذا هو بسبعة نفرا وتسعة معهم لواء فيقولن نحن اصاحبك , فيخرج فيهم فيتبعهم ناس من قريات الوادي اليابس فيخرج إليهم صاحب دمشق فيلقاه فيقاتله فإذا نظر إلى رايته انهزم ) اخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن . 

7- نفس المصدر ص 115 عن كعب الاحبار قال  ( لا  يعبر السفياني الفرات إلا وهو كافر ) اخرجه الإمام ابوعمرو الداني في سننه وكذا الإمام الحسين بن ممحمد بن عبيد الكسائي في قصص الأنبياء (ع) .

8- البرهان في علامات مهدي أخر الزمان ص 115 اخرج ابن أبي شيبة , واحمد وابو داود وابو يعلى, والطبراني عن أم سلمة عن النبي (ص)قال: ( يكون اختلاف عند موت خليفة , فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فايتونه ناس من أهل مكة , فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا أرى الناس ذلك اتاه ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشا رجل من قريش اخو كلب( بنو كلاب ) فيبعث إليهم بعثا , فيظهرون عليهم , وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم (ص) ويلقى الإسلام  بجراته إلى الأرض , يلبث سبع سنين , ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ) .

9- نفس المصدر ص 116 – اخرج البزار , عن انس – رضي الله عنه – (أن النبي (ص)  كان نائما في بيت أم سلمة فانتبه وهو يسترجع قالت : يا رسول الله لم تسترجع ؟ قال : من قبل جيش يجيء من قبل العراق في طلب رجل من أهل الدينة , فيمعنه الله منهم فإذا علوا علو البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا يدرك اعلاهم اسفلهم ولا يدرك اسفلهم اعلاهم إلى يوم القيامة) .

10 – الطبراني في الأوسط والحاكم ج 4 ص 431 عن أم سلمة قالت : قال رسول الله (ص) : ( يبايع رجل بين الركن والمقام وابدال الشام فيغزوه جيش من أهل الشام حتى انتهوا بالبيداء خسف بهم ) . 

11- البرهان في علامات مهدي أخر الزمان- اخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت : قال رسول الله (ص) : ( يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب فيقتله. فيبعث جيشا إلى المدينة فيسبي ناس من أهل المدينة فيعوذ عائذ بالحرم , فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة المتفرقة حتى تجمع إليه ثلاثمائة واربعة عشر , فيهم نسوة فيظهر على كل جبار وابن جبار . ويظهر من العدل ما تمنى له الأحياء امواتهم فيحيى سبع سنين , ثم ما تحت الأرض خير مما فوقها ) .

12- البرهان في علامان أخر الزمان – إخراج الحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : ( يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء . ويقتل الصبيان فيجتمع لهم قيس فيقتلها ) .

13 – نفس المصدر ص 119 – اخرج نعيم عن عمار بن ياسر , قال : علامات المهدي إذا انساب عليكم الترك ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ويستخلف بعده رجل ضعيف , فيخلع بعد سنتين من بيعته ويخسف بغربي ( مسجد ) دمشق , وخروج ثلاثة نفر بالشام وخروج أهل المغرب إلى مصر فتلك امارة السفياني ) . 

*************************************************************************************

بحث حول الابدال

هذا البحث مرسل من الدكتور محمد السلماني وهو احد اساتذة جامعة الكوفة والذي ينقل من خلاله وجهة نظره هو أفي قضية الظهور المقدس وسيكون الرد من فبق الصحيفة على هذا البحث في العدد القادم أن شاء الله 

قال تعالى في كتابه المجيد ( انه هو يبديء ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) سورة البروج ( انه على رجعه لقادر ) سورة الطارق . أن العلم الحديث قد اثبت امكانية تكرار الإنسان على مر العصور بواسطة اكتشاف الصافات الوراثية عن طريق وجود تركيبات  كيماوية في داخل كل خلية وبالذات في تركيب النواة بخلايا الجسم الإنساني حيث  هذه التراكيب هي نفسها موجودة في ادم (ع) وكذلك في شخوص الأنبياء والاوصياء إلى يوم القيامة حيث هذه التركيبات تمسى الجينات تحلم صفات جسدية وسلوكية حتى صفة التقوى والايمان بدرجاته المختلفة فالانسان قابل لتكرار علميا وعمليا وبالرواية والدراية فالانسان يتكرر بأمر الخالق وهو أمر يسير ومذكور في الشراع وفي القران الكريم . فالبدل هو إنسان ثاني للإنسان الذي سبقه بفترة قد تطول أو تقصر . وهكذا في موضع الاشباه في الشكل والصفات على مر التاريخ في اواقات مختلفة أو في نفس الوقت حسب الإمكان العلمي والعملي والشرعي وهكذا في موضوع شبيه عيسى بن مريم (ع) الذي صلبوه قوم بني إسرائيل , أما ارواح الابدال فهي أيضا تتشابه بدرجات حسب درجة التشابه في الجنيات لان الروح هي الجانب الشفاف للجسم وتاخذ شكله وصفاته فعندة الخلقة للإنسان وتدب فيه الروح بحالة تحل فيه مع التفاعل والحركة الجوهرية للجسم يكون الإنسان قد تكامل من حيث الروح والجسد وبذلك تصبح نظرية الفيض الإلهي للروح في طريقة الحلول التي قال بها العارف الحلاج (ره) الذي قتله العباسيون في بغداد 309 هـ واخذ بهذه النظرية العارف المرحوم الإمام روح الله الموسوي الخميني عندما قال إني كالحلاج المنصور قد انتهجت في افكاري قال تعالى ( نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل امثاله وننشأكم في ما لا تعلمون ) الواقعة 61 . فنظرية الحلول والاتحاد ونظرية وحدة الوجود لمحيي الدين بن عربي صحيحة فعلا من ناحية تاريخية العلمية والعملية والشرعية نقلا وعقلا وعدلا حسب ما ذكرناه انفا لان من قال بها مستندا على انه اعرف العارفين من المتقدمين والمتاخرين واستنادا إلى عرفان أمير المؤمنين (ع) في اقوله الماثورة وكذلك القران الكريم والعلماء الذين يؤمنون بالحلول ووحدة الوجود استنادا إلى القران واقوال الإمام علي (ع) .

1- الحسين بن منصور الحلاج . 2- محي الدين بن عربي . 3- محمد الشلمغاني الواسطي . 4 – صدر المتالهين الشيرازي . 5 – أبو علي بن سينا . 6- الإمام روح الله الخميني . 7- السيد الشهيد الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر (ره) مدرسة الصدر عن طريق بعض طالبه وسلوكه العلمي . 

فالذي سيظهر في زمننا هذا على انه عيسى بن مريم هو رجل بديل لعيسى بطريقة العادة أو الرجعة أو الحلول والاتحاد فهو بديل كالاصيل لحما ودما وسلوكا وهكذا بالنسبة للإمام المهدي (ع) موضوعه كاموضوع عيسى وهو معه في الظهور كما جاء في الروايات المتعبرة وهذا يعتقده الشرق والغرب حسب كل الأديان فالسيد المسيح عيسى هو حي ومتوفى في نفس الوقت قال تعالى( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك الي ) آل عمران 55 . فعيسى في السماء حي وهو غير مصلوب على الأرض لأنه شبه لهم ولكن ينزل بالحلول في شخص أخر بديل فيصبح البديل كالاصيل وهكذا في موضوع الإمام المهدي (ع)  فالعلامات كثرة وتكاملت والصيحة على الأبواب والإبدال موجودين وبدل الإمام موجود والعالم على استعداد لسماع الخبر قريبا ومن شاشات التلفزة الفضائية عسى أن يكون لصالحنا نحن شيعة العراق المظلومين المنتظرين بالطلعة الرشيدة , والسلام .

*************************************************************************************

بحوث مستلة

أحكام مهدوية جديدة وتشريعات قائمة مستحدثة

وهذه نماذج اعرضها بين يديك أيها المحب من الأحاديث المعصومية الشريفة التي تناولت طائفة من الأحكام  المهدوية الجديدة المباركة والتشريعات القائمية المستحدثة المقدسة : 

1- ليس لأحد من الناس حق في الاستتابة : 

عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (ع) : يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السف لا ستتيب أحدا ولا ياخذو في الله لومة لائم .

2-حكم النواصب لعنة الله عليهم : 

عن سلام بن المستنير قال : سمعت أبا جعفر (ع) يحدث : إذا قام القائم عرض الإيمان عل كل ناصب فان دخل فيه بحقيقة و إلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة ويشد على  وسطه الهميان ويخرجهم من الامصار إلى السواد . 

3-طعام النواصب لعنة الله عليهم : 

جاء في التفسير الشريف لشيخنا الأجل علي بن إبراهيم القمي رضوان الله تعالى عليه وقوله ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ) أي ضيعة , اخبرنا احمد بن إدريس قال حديثا احمد بن محمد عن عمر بين عبد العزيز إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (ع) عن قول الله ( أن له معيشة ضنكا ) قال : هي والله الناصب قال : جعلت فداك قد رايناهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا . قال : ذلك والله في الرجعة يكائلون العذرة فهيئنا لهم هنيئا وقد تمنى كبيرهم من قبل أن يكون عذرة ولا يكون بشر والناس إلى اشكالها اميل ويصدق من قال : شبيه الشيء منجذب إليه .

وكل شكل لشكله ألف        أما ترى الفيل يألف الفيلا 

4 – حكم المخالفين لأهل البيت (ع) :

رواى شيخنا المجلسي (ره) عن أبي بصير (ره) عن إمامنا الصادق المصدق جاء فيه : أن مسجد السهلة الشريف سيكون منزلا لامام زماننا صلوات الله عليه حين ظهروه الشريف إلى أن قال أبو بصير (ره) قلت فمن نصب لكم عداوة ؟ فقال : لا يا أبا محمد ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب . أن الله قد احل لنا دماءهم عند قيام قائمنا , فاليوم محرم علينا وعليكم ذلك , فلا يغرنك احد إذا  قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين.

5- حكم الكفار لعنة الله عليهم :

عن معاوية الدهني , عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى ( يعرف المجرمون بسيماهم فيوخذ بالنواصي والاقدام ) فقال: يا معاوية ما يقول في هذا ؟ قلت : يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة , فيامرهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم فيدخلون النار . فقال لي : كيف يحتاج الله الجبار تبارك وتعالى إلى معرفةخلق انشاهم وهم خلقه , فقلت جعلت فداك ما ذلك ؟ قال : قائمنا اعطاه الله السيماء فيامر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثم يخبطهم بالسيف خبطا) . 

بيان 

والجدير في هذا الحكم من جهتين :

أ- كون الحكم على واقع الشخص وباطنهم , إذ حتى لو اظهر الإيمان وابطن الكفر ما نفعه ذلك إذ تقول الرواية الشريفة : ( إذا قام قائمنا اعطاه الله السيماء ) .

ب- كيفية القتل بهذا النحو المخصوص كما تقول الرواية الشريفة  : (فيأمر بالكافر فيوخذ بنواصيهم واقدامهم , ثم يخبط بالسيف خبطا ) والماد من الخبط بالسيف هو الضرب الشديد به والذي يكون في غاية الايلام والايذاء , وفي المواضع الحساسة من البدن التي لو ضربت كان الالم اشد . 

6- حكم من لم يتفقه في الدين من الشباب : 

قال شيخنا أبو علي الطبرسي (ره) في كتابه الشريف المعروف : اعلام الورى في دفعه لشبهات المخالفين , في المسالة الرابعة عن لسانهم ( وانتم قد زعمتم أن القائم إذا قام .... وانه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين .... واشباه ذلك مما ورد في اثاركم ) . والمعنى المذكور ربما من مفتعلات المخالفين وربما كان موجدا في كتاب اصحابنا , إلا إني بحسب اطلاعي القاصر والمحدود لا يخطر في بالي حال كتابة هذه الاسطر وجود هذا المعنى في روايتنا الشريفة في كتبنا الشيعية المتوفرة بين أيدينا في زماننا هذا, وربما كان ولم أكن قد التفت إليه , ومع كل ذلك فانه ليس بمستبعد وامامنا أبو جعفر يقول : (لو اتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في  الدين لا وجعته ) , ورواية شريفة أخرى عنه وعن ولده الصادق المصدق صلوات الله عليهم أجمعين : ( لوا اتيت بشاب من شباب الشيعة لادبته )والتاديب با عزيزي هو العقوبة . وقد روى إسحاق بن عمار , فقال ( سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ليت السياط على رؤوس اصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام ) , وجاء عن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال : لوددت أن اصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا ) . هذا كله وغيره يصدر عن الأئمة (ع)في وقت : أولا : كانت الشيعة في غاية القلة والضعف .

ثانيا : لم تكن الاوضاع مناسبة لان يبرز الأئمة (ع) من علومهم ما يريدون ابرزه وبيانه مالو كانت الظروف الزمانية والمكانية والموضعية مناسبة وملائمة بحيث يتمكن الشباب الشيعي من تحصيل العلم والتفقه دون ضغوط شديدة وماخاوف مهولة .

ثالثا : لم تكن الامكانيات الاجتمعاعية , والقدرات السياسية والمالية , والقابليات التقنية , والاوضاع النفسية , والاجواء التربوية في زمان الأئمة (ع) مثلما ستكون في زمان إمامنا صلوات الله وسلامه عليه حين بسطه للعدل ونشره للعلم والفضل , وتفوفيره لك الامكانيات ,وسده لك الاحتياجات , وازالته لكل العقبات التي تقف في طريق من يريد التعلم والتفقه . ومن هنا يحدثنا حمران بن اعين (ره) عن إمامنا الباقر صلوات الله عليه حين يصف زمان دولة إمامنا (ع) فيقول : ( ..... فيعطيكم في السنة عطاءين , ويرزقكم في الشهر رزقين وتوتون الحكمة في زمانه , حتى أن المرأة لقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله (ص) وليس الأمر واقفا عند هذا الحد و بل أننا نجد في رواياتنا الشريفة أن لايبقى مستضعف في الدين قبل ظهوره الشريف , إذ تتم النحجة على الجميع . فكيف بعد ظهوره صلوات الله وسلامه عليه ؟ ! حيث يحثنا المجلسي (ره) , عن إمامنا الصادق (ع) فيقول : ( انه ذكر كوفة وقال: ستخلوا الكوفة من المؤمنين يأزر عنها العلم كما تأزر الحية في حجرها , ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال , وذلك عند قرب ظهور قائمنا , فيجعل الله قم واهله قائمين مقام الحجة , ولولا ذلك لساخت الأرض باهلها , ولم يبق في الأرض حجة , فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب , فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى احد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم . ثم يظهر القائم (ع) ..........) وفوق كل ذلك , فقد جاء في الكافي الشريف : ( عن المفضل بن عمر , قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: عليكم بالتفقه في دين الله , ولا تكونوا اعرابا ,فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة , ولم يزك له عملا) . فمن كان هذا حاله ايستحق في مجتمع تعمره الهداية الحقيقية , وتسوده العدالة الواقية , وتنتشر في اوساطه المعرفة الحقة؟! و لقد قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : 

ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم       على الهدى لمن استهدى دللا 

وقيمة المرأة ما قد كان يحسنه     والجاهل والجاهلون لأهل العلم أعداء 

فقم بعلم ولا تطلب به دبلا          فالناس موتى وهل العلم إحياء 

ولذا اكدت الأحاديث المعصومية الشريفة هذا المعنى وعلى سبيل المثال : ما رواه شيخنا المفيد ( ره) : ( عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن ابائة (ع)  , قال رسول الله (ص) : إذا أراد الله بعبد خير فقهه في الدين ) . وهذا يعني أن من لاخير فيه لن سيعى للتفقه في الدين وما التفقه في الدين معرفة الأحكام من حلال وحرام أنما هذا الشيء من التفقه بل فروعه . إذا الفقه في الدين حقيقة هو معرفة المعصوم صلوات الله وسلامه عليه التي تتفرع عنها سائر المعارف الإلهية الأخرى والعلوم الرسالية التي لا تعد ولا تحصى وهذا شيخنا أبو جفقر الكليني (ره) يحدثنا : ( عن أبي سلمة عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول : نحن الذين فرض الله طاعته لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعرض الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمنن ومن انكرنا كان كافرا ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي فترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فان يموت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ) .فبعد هذه البينات لا يكون مثل هذا الحكم مستبعدا وغريبا بل قد يكون نتييجة منطقية للواضاع والاحوال التي ستكون عليها الدنيا في زمان دولة إمامنا صلوات الله عليه حيث يسيطر العلم الحق والعدل الكامل في آن واحد وهذا ما لم يتحقق منذ أن خلق الله تعالى خليقته وعباده في ذلك لعبرة لاولي الالباب والبصائر .

7- حكم الذي يدور في قلبه ما يدور من نوايا وهواجز لا توفق ما يريده الإمام (ع) ولو كان من اخص خواصه صلوات الله وسلامه عليه : 

روى شيخنا النعماني ( عن أبي عبد الله (ع) انه قال : بينما الرجل على رأس القائم يامره وينهاه إذا قال اديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا بيقى شيء في الخافقين إلا اخافه .

بيان : ما جاء في الرواية المذكورة ( يامره وينهاه ) على مايبدو من سياق الكلام أن الهاء زادة وربما كانت من فعل النساخ والصحيح كما يظهر ( يأمر وينهى ) ويؤيد هذا المعنى ما جاء في الخبر الشريف ( عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) انه قال بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهى إذا أمر بضرب عنقه فلا يبقى بين الخافقين شيء إلا خافه . 

8- حكم المساجد ذات السقوف والمساجد المزينة بالتصاوير : 

أ- المساجد ذات السقوف : ( عن حماد بن عثمان عن الحلبي قال سؤال أبو عبد الله (ع) عن المساجد المضللة ايكره الصلاة فيها ؟ قال (ع) نعم ولكن لايضركم اليوم ولو قد كان العدل لا ريايتم كيف يصنع في ذلك . 

ب- المساجد المزينة بالتصاوير : ( عن عمرو بن جميع قال : سالت أبا جعفر (ع) عن الصلاة في المساجد المصورة فقال : اكره ذلك ولكن لايضركم ذلك اليوم ولو قد قام العدل رأيتم كيف يصنع في ذلك .

9- حكم الطواف في البيت العتيق واستلام الحجر الأسود : 

روى شيخنا أبو جعفر الكليني (ره) : ( عن أبي عبد الله (ع) قال ( أول ما يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف ) .

بيان : المراد من صاحب النافلة هنا هو من كان حجه أو عمرته على سبيل الاستحباب وما صاحب الفريضة فهو من كان حجه واجبا أو كانت عمرته واجبة . وما ذكر الحجر الأسود فيراد استلامه وما الطوف فلربما أريد منه أن يفسح صاحب النافلة المجال لصاحب الفريضة كي يؤدي مناسك طوافه بحيث يأتي صاحب الفريضة بتمام مناسكه دون مزاحمة من صاحب النافلة .

10 – حكم السير في الطرقات : 

عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى (ع) قال : إذا قام قائمنا (ع) قال : يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق يا معشر الرجل سيروا على جنبي الطريق فيما فارس اخذ على جنبي الطريق فاصاب رجل عيب الزمناه الدية وايما رجل اخذ في وسط الطريق فاصابه عيب فلا دية له ) . وقد تقدم فيما سلف من الأحاديث المعصومية الشريفة من أن إمامنا زماننا صوات الله عليه سيامر بتوسعة الطرقات  وازالة الميازيب والكنف عن جانبي الطريق وكل ذلك ضمن نظام مروري دقيق كما تبدو لنا بعض علائمه من هذه الرواية الشريفة وغيرها مما جاء في هذا السياق والمضمون .

11- وجوب الزهد وبذل أقصى غاية الجهد وحرمة النغماس في اللذائذ الدنيوية على خواصه وعماله ومن ينوبون عنه في شؤون دولته المباركة : 

1- عن معمر بن خلاد قال : ذكر القائم عند أبي الحسن الرضا (ع) فقال : انتم اليوم ارخى بالا منكم يومئذ قالوا : وكيف ؟ قال : لو قد خرج قائمنا (ع) لم يكن لا العلق والعرق والنوم على السروج . وما لباس القائم (ع) إلا اللغليظ وما طعامه إلا الجشب ) . 

2- عن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله (ع) في الطواف فنظر الي وقال لي : يا مفضل ما لي أراك مهموما متغير اللون ؟ قال : فقلت له : جعلت فداك نظري إلى بني العباس وما في ايديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت فلو كان ذلك لكم لكنا فيه معكم فقال : يا مفضل أما لو كان ذلك لم يكن إلا سياسة الليل وسباحة النهار واكل الجشب وللبس الخشن شبه أمير المؤمنين (ع) والا فالنار فزوي ذلك عنا فصرنا ناكل ونشرب وهل رأيت ضلامة جعلها الله نعمة مثل هذا ؟ ! ) . وان إمامنا لا يفرض ذلك على أصحابه- أيها المحب- إلا بعد أن يخيرهم ويأخذ البيعة عليهم في كل ذلك ولذا يحدثنا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عن أمام زماننا وما يقوله لأصحابه : ( ..... فيقول : إني لست قاطعا امرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا ولكم عليكم علي ثمان خصال . فقالوا : سمعنا واطعنا فذكر لنا ما أنت ذكرهه يا بن رسول الله فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه فيقول ابايعكم على ..... – إلى أن يقول (ع) : ولا تكنزون ذهبا ولا فضا ولا بر ولا شعيرا....... ولا تلبسون الذهب والا الحرير ولا الديباج ..... ولا تلبسون الخز من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فكم علي أن لا اتخذ صاحبا سواكم ولا البس إلا مثل ما تلبسون ولا اكل إلا مثل ما تاكلون ولا اركب إلا كما تركبون والا اكون إلا  حيث تكونون وامشي حيث تمشون وارضى بالقليل واملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا واوف لكم اوفوا لي . فقالوا رضينا وبايعناك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا ثم انه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع ليه العباد وتنقاد له البلاد ....) وقد روى هذه المعاني والمظامين شيخنا المحديث النوري (ره) في كشف الاستار ص 180 و ص 181 وكذا في منتخب الأثر للعلامة المعاصر الشيخ الصافي ص 469 ح 4 ومن المخالفين محدثهم يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي في عقد الدرر ص 95 و96 و97 , وغيرهم في غيرها . وأما في الكافي الشريف لشيخنا بي جعفر الكليني (ره ) : (  عن حماد بن عثمان قال : ( حضرت أبا عبد الله (ع) وقال له رجل أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب (ع) كان يلبس الخشن , يلبس القميص باربعة دراهم وما اشبه ذلك , ونرى عليك اللباس الجديد . فقال له : أن عليا بن أبي طالب (ع) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به فخير لباس  كل زمان لباس أهله غير أن قائمنا أهل البيت (ع) إذا قام لبس ثباب علي (ع) وسار بسيرة علي (ع) ) . 

12 – حرمة الرهن على المؤمن الاثنا عشري الخالص , وحرمة اخذ الربح عليه حين البيع : 

روى شيخنا أبو جعفر الصدوق (ره) : عن علي بن سالم عن أبيه قال سالت عن أبي عبد الله (ع) عن الخبر الذي روي : ( أن من كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن فانا منه بري ) فقال : ذلك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت . قلت : فالخبر الذي روي : أن ربح المؤمن على المؤمن ربوا ) ما هو ؟ قال : ذلك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت وأما اليوم فلا باس بان يبيع من الخ المؤمن ويربح عليه ) . 

13 – وجوب مواسات المؤمن لاخيه المؤمن : 

روى شيخنا الصدوق (ره) عن إسحاق بن عمار قال كنت عند أبي عبد الله (ع) فذكر مواسات الرجل لاخوانه وما يجب لهم عليه فدخلني من ذلك أمر عظيم عرف ذلك في وجهي فقال : أنما ذلك إذا قام القائم وجب عليهم أن يجهزوا إخوانهم وان يقووهم ) . بل ورد في الروايات المعصومية الشريفة : ( عن بريد العجلي قال قيل لأبي جعفر (ع) أن اصحابنا بالكوفة جماعة كثير فلو امرتهم لاطاعوك واتبعوك فقال : يجيء احدهم إلى كيس أخيه فيخذ منه حاجته ؟ فقال : لا قال : فهم بدمائهم ابخل . ثم قال أن الناس في هدنة نناكحهم ونوارثهم ونقيم عليهم الحدود وانودي امانتهم حتى إذا قام القائم جاءت المزاملة ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فياخذ حاجته لا يمنعه .

14 – حكم وراثة المؤمن لاخيه المؤمن وعدم توريث الاخوان النسبيين من الولادة أن لم يكونوا مؤمنين حقيقيين :

ذكر شيخنا المجلسي (ره) عن عقائد شيخنا الصدوق (ره) : ( وقال الصادق (ع) : أن الله أخا بين الارواح في الاظلة قبل أن يخلق الابدان بالفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورث الاخ الذي أخا بينهم في الاظلة ولم يورث الاخ من الولادة ) . فما هو بعجب إذ يصدع القران العزيز بين اظهرنا ( أنما المؤمنون أخوة ) واصلة الحقيقة في معنى الآية الشريفة تقتضي الاخوة الحقيقة الواقعية ويؤيد ذلك ما ورد في احديثنا المعصومية الشريفة من أن معنى الرحم حقيقة : هو رحم آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .

15 –حكم امانات وودائع أعداء أهل البيت (ع)  والمخالفين لهم لعنة الله عليهم جميعا : 

روى شيخنا الكليني (ره) في كافي الشيعة الشريف : ( عن الحسين الشيباني عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له : رجل من موليك سيتحل مال بني امية ودمائهم وانه وقع لهم عنده وديعة . فقال : ادوا الامانات إلى أهلها وان كانوا مجوسيا فان ذلك لا يكون حتى يقوم قائمنا أهل البيت (ع) فيحل ويحرم ( . 

16 –حكم الزاني المحصن وحكم مانع الزكاة حيث يقتلان من دون بينة : 

في الكافي الشريف : ( عن ابان بن تغلب قال : قال لي أبو عبد الله (ع) دمان في الإسلام حلال  من الله لا يقضي فيهما احد حتى يبعث الله قائمنا أهل البيت فإذا بعث الله عز وجل قائما أهل البيت حكم فيهما بحكم الله لا يريد علهما بينة : الزاني المحصن يرجمه ومانع الزكاة يضرب عنقه . بل روى شيخنا أبا جفعر البرقي (ره) عن إمامنا الصدق (ع) انه قال  : ( من منع الزكاة في حياة طلب الكرة في بعد موته ) ويعني ذلك : أن مانع الزكاة ستكون له رجعة إلى الحياة الدنيوية في زمان دولة إمامنا (ع) كي يقيم الإمام (ع) الحد الإلهي العادل عليه .

بحث مستل من كتاب فتن في عصر الظهور الشريف .

*************************************************************************************

مشاركات القراء

الحيوانات تبكي الإمام الحسين (ع)

من كتاب ( الكلمة الطيبة ) للعلامة النوري نقل العلم الجليل الملة زين العابدين ( اعلى الله مقامه ) فقال عندما رجعنا من زيارة الإمام الرضا (ع) مررنا بجبل الوند القريب من مدينة همدان فنصبنا الخيام وقررنا الاستراحة قليلا لما نظرت حولي رأيت من بعيد رجلا عجوز أبيض اللحية يجلس على صخرة ترتفع وعلى راسمه عمامة صغيرة من حوله عدد أخر من الصخور بحث لا يظهر من جسمه شيئا وكان رأسه هو الوحيد الظاهر للناظر من بعيد عند ذلك توجهت إليه وسلمت عليه وسالته عن احواله فاطئن الي ونزل من مكانه ثم اخربني بأنه راي عجائب كثيرة في هذه البيداء ولما سالته عن بعضها قل : جاءت إلى هذه المنطقة في شهر رجب المرجب فلما مضت علية خمسة أشهر وفي احد الليالي وأثناء ما كنت مشغولا في صلاة المغرب سمعت صادرا قويا وبعض الغناء العجيب فاسرعت في أيداء الصلاة وفرغت منها بسرعة ونظرت حولي في الليل البهيم والبيداء المقفرة فوجد اعدد غفيرة من الحيوانات متجهة نحو المكان الذي اجلس فيه فضطربت وخفت كثيرا وعجبت من اجتماع كل هذه الحيوانات المختلفة والمتظاربة بينها والاسد والغزال والثور الجبلي والنمر والفهد وكلها تصح باصوات مرعبة غريبة ثم وصلت وتجمعت حولي ورفعت جميعا رؤوسها نحوي وهي تصيح وتولول بصوت واحد وفكرت قليلا وقلت في نفسي من غير المحتمل أن تجتمع كل هذه الحيوانات المتعادية فيها بهدف قتلي وتمزيقي واكلي في حين من الممكن أن يفترس بعضها البعض الأخر فلا بد أن هناك أمر هاما جمعها على هذه الصورة ولما فكرت جيدا تذكرت أن الليلة هي ليلة عاشوراء الحسين (ع) وان هذا الاجتماع والصياح والعويل هو حزننا على مقتل الإمام المظلوم أبي عبد الحسين (ع) وعندما اطمئنت نفسي لهذا الخاطر رفعت عمامتي ووضعتها على راسي وبدات ابكي مصبية الإمام الحسين (ع) واردد كلمات تعزية الإمام الحسين (ع) مثلا حسين حسين , شهيد حسين – مظلوم حسين وإذ بالحيوانات البكماء توسع مكاننا لي في وسطها وصنعت من نفسها حلقة تحيط بي وهي تولول وقد خفضت رؤؤسها وبعضها اخذت تتمرغ وتبكي واستمر العزاء الحسني بيني وبين الحيوانات حتى الفجر وعندما تبين الخيط الابيض انفضت الحيوانان من حولي إلى سبيل حالها ومنذ تلك السنة وحتى اليوم وطيلة ( 18 ) عاما تأتي الحيوانات في ليلة عاشوراء وينعقد الماتم والعزاء الحسيني حتى الصباح وفي بعض الاحيان كنت اخطأ في تاريخ عاشوراء لكن ظهور الحيوانات واجتماع تلك الحيوانات يؤكد ويوضح لي التاريخ تماما . إلا بابي أنت وامي يا أبا عبد الله ما عظم يومك البعيد القريب المسدد بالارواح الطاهرة عند قيام ولدك الحجة (عج) للاخذ بدمك الزكي .

************************************************************************************

في فضائل الأيام

اليوم هو الزمان الذي يمتد من شروق الشمس إلى غروب الشمس أما الليل فهو الزمان الذي يقع بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر أما الزمان الذي يقع بين طلوع الفجر وشروق الشمس الظاهر هو ليس من النهار ولا من الليل أو انه يجمع الليل والنهار . ومجموع ساعات الليل والنهار أربع وعشرين ساعة وكلما نقص من الليل زاد في النهار وكلما نقص من النهار زاد في الليل ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) وعن أبي عبد الله (ع) في حديث المفضل : فكر يا مفضل في مقادير الليل والنهاروكيف وقعت على ما فيه صلاح هذا الخلق فصار منتهى كل منهما ذا طال خمس عشر ساعة لا يتجاوز ذلك افرايت لو كان النهار يكون مقداره مائة أو مائتين ساعة الم يكن في ذلك بوار كل ما في الأرض من حيوان ونبات وأما الحيوان فكان لا يهدا ولا يقر طول هذه المدة ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لم دام لها ضوء النهار ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة وكان ذلك ينهكهما اجمع ويؤديها إلى التلف , أما النبات فكان يطول عليه حر النهار ووهج الشمس حتى يجف ويحترق وكذلك الليل لو امتد مقداره هذه المدة كان يعيق اصناف الحيوان عن الحركة في طلب المعاش حتى يموت جوعا وتخمد الحرارة الطبيعية عن النبات حتى يعفن ويفسد كالذي نراه يحدث على النبات إذا كان في موضع لا تطلع عليه الشمس .

وأما ما جاء في فضائل الأيام ومعانيها وخواصها وما يتقى من المحذور منها . فعن رسول الله (ص) يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا الله فيه , ويوم السبت لآل محمد (ع) ويوم الأحد لشيعتهم ويوم الاثنين يوم بني امية ويوم الثلاثاء يوم لين ويوم الاربعاء لبني العباس ويوم الخميس يوما مبارك بورك لامتي في بكورها فيه . وعن أبي عبد الله (ع) : السبت لنا والاحد لشيعتنا والاثنين لاعداءنا والثلاثاء لبني امية والاربعاء يوم شرب الدواء والخميس يقضى فيه الحوائج والجمعة للتنظيف والتطيب وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر والاضحى ويوم الحجة وكان يوم الغدير أفضل الاعياد وهو الثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة وتقوم القيامة يوم الجمعة وما من عمل أفضل في يوم الجمعة من الصلاة على النبي . ورى الصقر بن أبي دلف في خبر طويل قال : قلت لأبي الحسن العسكري (ع) يا سيدي حديث يروى عن النبي (ص) لا اعرف معناه قال : وما هو ؟ قال : قلت قوله : لا تعادو الأيام فتعاديكم ) ما معنى ؟ فقال : نعم , الأيام ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله (ص) والاحد كناية عن أمير المؤمنين (ع) والاثنين الحسن والحسين (ع) والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (ع) والاربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس ابني الحسن  بن علي والجمعة ابن ابني واليه يجتمع عصابة الحق وهو الذي يملئها قسطا وعدلا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا يعادوكم في الآخرة . وعن النبي (ع) قال : لا تسبوا الرياح فأنها مامورة ولا تسبوا الجبال وتسبوا الساعات والا الأيام والا اليالي فتاثموا وترجع عليكم فسال الشامي أمير المؤمنين عن الأيام وما يجوز فيها من العمل يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم ويوم الاربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس ويوم الخميس الدخول على الامراء وقضاء الحوائج ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح .

*************************************************************************************

من هو الذي عنده علم الكتاب

من هو الذي عنده علم الكتاب من يدفع الشك يزيل التهم ويحول الشك إلى يقين ليسالهم الناس يطمئنون إلى صحة كلامهم لان كلامهم حكمة وجوابهم نعمة وقضاءهم فيصلا يفصلوا بين الحق والباطل من هنا رد الرسول (ص) المشككين والمفكرين لنبوته إلى عالم في بالكتاب يقرأ اسرارهم وتغيير افكارهم لكن من هذا الذي استند ليه النبي (ص) في مناقشته معهم ؟ لابد انه علم مهم ومعروف وعالم شهير وموصوف يقرا الكتب التي امنوا بها واذعنوا لاوامرها ونصوصها يحفظهاعن ظهر قلب كما يحفظ كلمة نعم وبلا ويقم الحجج البالغة عليهم من نفس النصوص التي طالما قرئوها وسمعوها فمن هو هذا الرجل العملاق العالم بكتب الأولين والآخرين والذي ندبة لقضاء هام بين النبي (ص) وخصومه ؟ فعن أئمة الهدى (ع) أن الذي عنده علم الكتاب هو الأمام علي (ع) واولاده من بعده . روى يزيد بن معاوية عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ايانا عنى وعلي اولنا وافضلنا وخيرنا بعد النبي (ص) وروي عنه وعبد الله بن كثير أنه وضع يده على صدره ثم قال : عندنا والله علم الكتاب كمل . ويؤيد ذلك ما ورد عن الشعبي انه قال : ما احد اعلم بكتاب الله بعد النبي من علي بن أبي طالب (ع) ومن الصالحين من أولاده . وروى عاصم عن أبي النجود عن عبد الرحمن السلمي قال : ما رأيت أحدا قرأ من علي بن أبي طالب للقران . وعن أبي سعيد الخدري سالت رسول الله (ص) عن قول الله جل ثناؤه : ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) قال : ( ذاك وصي أخي سليمان بن داود فقلت يا رسول الله فقول الله ( قل كفى بالله شيهدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب وعن ابن عباس وروي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر (ع) انه قيل له : زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ؟ قال : لا أن ذلك علي بن أبي طالب . وري انه سائل سيعد بن الجبر ( ومن عنده علم الكتاب ) عبد الله بن سلام قال : لا وكيف وهذه سورة مكية بل ذلك في علي بن أبي (ع) .

*************************************************************************************

الهادي هو الداعي الى الحق

( ويقول الذين كفروا انزل عليه آية من ربه أنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) كلمة هاد تصلح مفهوما لكل داعي إلى الحق ومن هنا اختلفت كلامات المفسيرين فيها فمنهم من قال ( أن المنذر هو محمد(ص) والهادي هو الله تعالى , وقال بعضهم ( ولكل قوم هاد أي نبي لهم يرشدهم ويهديهم وبعضهم قال : الهادي هو الداعي إلى الحق , وأخر قال : الرسول هو  المنذر والهادي ولكن النبي (ص) اوضح هذه المسالة واراحنا في تطبق المفهوم على أفضل مصاديقه . روى صاحب مجمع البيان عن ابن عباس قال : لما نزلت الآية أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي يا علي بك يهتدي المهتدون ) ورى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد النتزيل بالاسناد عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن حكم بن جبير عن أبي بردة الاسلمي قال :دعا رسول الله (ص) بالطهور وعنده علي بن أبي طالب (ع) فاخذ رسول الله بيد علي بعدما تطهر فالزمها بصدره ثم قال: ( أنما أنت منذر ) ثم ردها إلى صدر علي ثم قال ( ولكل قوم هاد ) ثم قال : ( انك منارت الانام وغاية الهدى وامير القرى واشهد على ذلك انك كذلك ) . وفي الدر المنشور اخرج بن جرير وابن مردوية وابو نعيم في المعرفة والديلمي وبن عساكر وبن النجار قال : لما نزلت ( أنا المنذر ) أومأ بيده إلى منكب علي (ع) وقال أنت الهادي يا علي بك يتهتدي المهتدون من بعدي ) . وفي المستدرك عن الحاكم باسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن الحكم بين جرير وقدم أقول : ورواهه بن أبي شهر الشوب عن الحاكم في شواهد التزيل والمرزباني في ما نزل من القران في أمير المؤمنين (ع) . جعلنا الله وياكم من المهتدين بهديه والسائرين بخطاه أن الله نعم المولى ونعم النصير .

*************************************************************************************

حـق الإمام (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد لا اله إلا الله وحده وحده  وحده اللهم صل على محمد وال محمد ىشجرة النبوة وموضع الرسالة اللهم صل على محمد وال محمد الفلك الجاري في الجج الغامر اللهم صل على محمج وال محمد الكهف الحصين وملجأ الهاربين وعصمة المعتصمين اللهم أنت متعال المكان عظم الجبروت شديد المحال غني عن الخلاق عرض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلاء ..... .

قال تعالى ( لا تقربوا مال اليتم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ اشده ) لا يصح التصرف في حق الإمام المهدي (ع) بل يحرم على جميع الفقهاء والمجتمع التصرف فيه سواء أكان انفاقه في وجوه البر أو على أنفسهم وذلك لأنه حق خاص (ملك للإمام المهدي (ع) ) فينما شرع الله الخمس جعله ستة اسهم ( سهم الله , سهم الرسول , سهم ذوي القربى ) وهذه الثلاثة ملك للإمام (ع) ويسمى حق الإمام والثلاثة الباقي هي ( سهم الايتام , والمساكين , وابن السبيل ) تمسى حق السادة فلا اشكال ولا يوجد اختلاف عند علماء المذهب في صرف حق السادة على اصنافه الثلاثة لكن وقع الخلاف في ( حق الإمام  ) فوصلت الاراء إلى أكثر من عشرين راي فبعضهم ذهب إلى الحلية المطلقة وهذا ما ذهب إليه صاحب الحدائق الناظرة والأخر ذهب إلى حفظ وبعضهم دفنه مثل الشيخ المفيد والشيخ الطوسي وأخر ذهب إلى انه مجهول المالك ويتصدق به نيابة عن صاحبه مثل صاحب الجواهر وغيرها من الاراء وأما ما ذهب إليه متاخري العلماء هو أن يتصرفوا به بما يحرز راضى الإمام حيث يقولون : ( لو كان الإمام موجود لفعل كما فعلنا فكل مورد لا يحرز رضا الإمام به لا يصح التصرف به ) وهذا راي باطل ومخدش لعدة مور :

أولا : أن من المسلم به في الدين الإسلامي لا يجوز التصرف في مال الغير إلا بعد الاستأذان منه والأمام حي غير ميت ولا يوجد احد من العلماء قد استئذن منه حيث لا يصح التصرف لأي احد بحق الإمام إلا بعد حصول اذنه (ع)  وهذا ممكن لأنه (ع) حي وقد التقى به جمع من العلماء وان بعث الأول لا يكون حجة على الثاني وذلك لان هذا الأمر ( حصول الأذن من الإمام يتعلق به (ع) وأما ما يدعيه بعضهم بان امكانية اللقاء أو الالتقاء بالإمام المهدي (ع) لايمكن تحصيلها احتجاجا منه بمكاتبة وردت عن السفير الأخير السمري ( ره) : (ألا من ادعى المشاهدة قبل  خروج السفياني والصحية فهو كذاب مفتري ) أقول : أن هذه المكاتبة لا يمكن لأي احد من الفقهاء أن يحتج بها وذلك لأنهم لايعملون بالمراسيل وهذه مرسلة ومعارضة لاخبار صحيحية تؤكد امكانية اللقاء مثل ما رواه الكليني والنعماني والشيخ الطوسي باسانيدهم المعتبرة عن أبي عبد الله (ع) قال : ( لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة وما بثلاثين من وحشة ) وظاهره كما صرح به شراح الأحاديث انه (ع) يستأنس بثلاثين من اولياءه في غيبته ( بشارة الإسلام ) ص 171 المعارضة بوقوع اللقاء مع جمع من العلماء الثقاة أمثال ابن طاووس والسيد بحر العلوم وغيرهم وهذا الكلام ( حرمة التصرف باموال الإمام (ع) مسنود بمكاتبات نقلت عنه (ع) حيث سؤال في الغيبة الصغرى عن طريق السفير أبي جعفر محمد فقال : ( فأما ما سالت من أمر الضياع التي بناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها واداء الخراج وصرف ما يفضل من دخلها إلى الناحية احتسابا للاجر وتقربا اليكم ؟ فلا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير اذنه فكيف يحل ذلك في مالنا فمن فعل ذلك بغير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه ومن اكل من اموالنا شيئا فانما يأكل في بطنه نارا وسيصلى سعيرا ) وكذلك ورد من التوقيعات عن الحسن الاسدي أيضا قال ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (رض) ابتداء لم يتقدمه سؤال عنه نسخة بسم الله الرحمن الرحيم (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من اموالنا درهما . قال أبو الحسن : فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون أن اكل منه دون مستحل له وقلت في نفسي أيضا أن ذلك في جميع من استحل محرما فاي فضل في ذلك للحجة (عج) على غيره ؟ قال : فوالذي بعث محمد نبيا بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجده قد انقلب إلى ماكان في نفس نسخته بسم الله الرحمن الرحيم ( لعنة  الله والملائكة والناس أجمعين على من كل من مالنا درهما حراما ) . 

ثانيا : أن تصرفهم ( أي العلماء ) باموال الإمام على قاعدتهم ( ما يحرز به رضا الإمام) غير تام حتى على مبتنياتهم وذلك لان هناك تصرفات كثير ليس فيها رضا لله ولا لرسوله ولا الأئمة الأطهار من قبيل ( صرف الأموال بالتفاضل) واعطاء جهة دون أخرى أو اعطاء ( حصة لناقل الخمس ) ونشر الرسائل العملية للعلماء بالاموال الطائلة ونشر ( صورهم ) فاي مصلحة واي رضا للإمام بها بل ( ترف ) كثير من رجال الدين باموال الإمام ( وجوع ) كثير من الايتام والارامل والفقراء والمساكين بل شراء دور في إحياء راقية لبعض رجال الدين فاي رضا للإمام بذلك ) .  فقول لكم : لا يحل التصرف بحق الإمام الذي هو ( اليتيم ) المعني في القران وذلك لان معنى اليتم هو الفريد أو لمنقطع النظير الذي لا مثيل له كما جاء في تفسير أهل البيت (ع) إلا بالتي هي أحسن ) وهو حفظ ذلك المال له حتى يبلغ ظهوره حيث نحن الآن نعيش عصر الظهور وكثير من العلامات تحققت فيجب على جميع ابناء المجتمع الشيعي أن يحفظوا هذا المال عندهم ولا يحق بل غير مبرء للذمة ارساله إلى العلماء لما تقدم وما بيني وبين الناس إلا الله وما ارتدت إلا الاصلاح والتبليغ والتوفيق من الله العلي العظيم .

*************************************************************************************

رسائل القراء الكرام ومقترحاتهم

* وردتنا رسالة من احد الاخوة القراء الاعزاء جاء فيها : السلام على الدعاة إلى الله والادلاء على توحيد الله والمستقرين في أمر الله . 

بارك فيك يا أخي الحبيب وبارك الله فيك على هذه الكلمات الرائعة ونسال الله تعالى أن يجعلكم من المقاتلين تحت لواء مولانا صحاب الأمر (ع) ونطلب من الاخ العزيز التواصل معنا .

* جاءتنا رسالة من الاخ العزيز أبو محمد الكريطي جاء فيها : حيا الله ( صحيفة القائم ) مادامت تطهر الالسن بذكر القائم .

نشكر الاخ ابو محمد على هذا الشعور الطيب ونسال الله تعالى أن نكون كما وصفتنا ونساله كذلك أن يمن عليك بالتوفيق لنصرة الإمام المهدي (ع) .

* جائتنا رسالة تعزية من القارئ العزيز أبو كميل من محافظة  كربلاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع)  وجاء فيها :  الله اكبر بالحزن تلطم الشيعة       راحوا ضحايا علجسر وبيا شريعة 

نعزيكم باستشهاد الإمام (ع) وضيوف الشهداء النجباء . 

نشكر الاخ العزيز والصديق الدائم أبو كميل على تواصله الدائم معنا ونشكره أيضا على هذه المواسات لامامنا موسى الكاظم (ع) ونسال الله تعالى أن يعمنا ويشملنا بشفاعة الإمام الكاظم ذو الساق المرضوض بحلق القيود فلعن الله ظلميه من الأولين والآخرين .

* جاءتنا رسالة من القارئ علاء البيضاني يقول فيها ( إلى صوت الحق جريدة القائم (عج) الناطقة نشكر لكم ما تقدمونه من مواضيع الإمام المهدي (ع) سائلين الله عز وجل أن نكون نحن وانتم من خدامه وأنصاره اروحنا لتراب مقدمه الفداء .

امتناننا الكبير لاخينا علاء البياضي على تواصله معنا وسنكون دائما في خدمتكم وخدمة قضية الإمام المهدي (ع) أولا ونسال الله تعالى أن يجعلنا واياك من خدامه  وأنصاره ونرجوا تواصلك معنا . 

***********************************************************************************

معلومات عامة

توظيف الانترنيت لجمع عملاء شباب لخدمة إسرائيل

( عملاء الانترنيت ) يشكلون اهم الركائز الاعلامية للمخابرات الاسرائيلة وقائع غريبة نشرتها قبل فتر جريدة ( لوسوار ) البلجيكية ربما كانت ساتمر مرور الكرام لولا أن مجلة ( لومجازين ديسراييل ) المجلة اليهودية الصادرة من فرنسا نشرت قبل أيام فقط ملفلا عن ( عملاء الانترنيت ) الذين في الحقيقة يشكلون اليوم إحدى اهم الركائز الاعلامية للمخابرات الاسرائيلة والامريكية على حد سواء . أنهم اشخاص لا يعرفون أنهم يفعلون شيئا خطيرا يفتحون الانترنيت وبالتحديد صفاحات الدردشة الفورية لقضاء الساعات في الكلام عن اشياء قد تبدوا من أول وهلة غير مهمة واحيانا تافهة أيضا لكنها تشكل اهم المحاور التي تركز عليها أجهزة استقطاب المعلومات في المخابرات الاسرائيلية والامريكية لأنها ببساطة تساعدها على قرائة السلوك العربي سلوك الفرد وبالخصوص الشباب الذين يشكلون على العموم أكثر من سبعين بالمئة من نبض الأمة العربية لم يقتصر الانترنيت على مجرد مواقع الشات والعلاقات الغريبة التي يعتقد كل طرف انه يحقق من خلالها حريته الشخصية أو ماصر يصطلح عليه ( ديمقراطية ) الفرد في الجماعة وهو المصطلح الذي يعني أن الفرد في النهاية يؤسس بداية تكوين المجموعة  وهو في الحقيق  المعنى التروتسكي القديم الذي أدى في النهاية إلى احدث الخلل في العديد من التركيبات الطبيعية لماهية الحرية نفسها  وماهية الإنسان . ربما في عالم الانترنيت صارت الموشرات الرقمية هي الاهم بحيث لم يعد ممكنن الكلام سواء عن ذلك العالم الكبير الذي حولته الشبكة المعلوماتية والرقمية إلى قرية صغيرة بيد أن عبارة القرية الصغيرة اخترعها ) الغرب لاختزال كل السياسات غير المتساوية والغير العادلة التي ترتكبها الدول القوية  إلى الدول العضيفة التي تشكل أكثر من نصف سكان العلم , القرية الصغير هي الانعكاس الثاني لعالم الانترنيت لكل ما منحه ذلك العالم من ايجابيات حقيقية وسلبيات جمعة لان الشبكة المفتوحة على( الديمقراطية الفردية اغرقت شعوبا كثير في الفقر والمآزق السياسية وقادت الأفراد إلى خيانة اوطانهم أيضا . 

في عام 1998 حين اجتمع ضابط المخابرات الاسرايئلي اهارون ) موشي اهارون ) مع نظيره الأمريكي في مقر وكلة الاستخبارات المركزية الأمريكية لم يكن الأمر يعدو اجتمعا روتيا بل كان الجانب الأمريكي يسعى فيه إلى الحصول على الحقائق الوجستيكية التي من عادة المخابرات الاسرائلية تقديمها للامريكييين عن الدول المتهمة قبلا ( بحوار الشر ) وبالخصوص التي تطلق عليها ادرة البيت الاربيض بالدول ألمارقة لكن الجانب الاسرائيلي كان يبحث عن الدعم الوجستيكية غير المعلوماتي بل المادي لتاسيس مكتب ضل في الحقيقة بمثابة الأمل الكبير ( لوشي اهارون ) الذي كان من ابز الوجوه الاسرائيلية المختصلة في الشؤون الأمنية العرببة كان وراء علميات اغتيال طالت شخصيات فلطسنية في تركية ونيروبي وساحل العاج وتونس ودول أخرى مثل يوغسلافيا سابقا واسبانيا وايطاليا وكانت فكرة المكتب تتاسس على نقاط مضبوطة مسبقا بالتالي تبدو واضحة وسهلة : تاسيسس مكتب مخابراتي ثابت ومتحرك عبر الانترنيت كان الأمر على غرابته أول الأمر يبدو مثيرا لاهتمام بالنسبة الأمريكيين الذي اشترطوا أن يكونوا ضمن الشبكة . ماديا لم تكن إسرائيل قادرة عل ظمان تجربة مخابراتية  عبر الانترنيت من دون مساعدة مريكيا عبر الاقمار الصناعية وعبر المواقع البريدية الامركيا التي تخدم بالخصوص ( الشات ) لكل مجالته والتي يقع القبال عليها من قبل شاب العالم الثالث في القارت الخمس . بتاربخ 1 مايو 2002 تم الكشف لاول مرة في جريدة ( التايمز) عن وجود شبكة مخابراتية تركز اهتماماتها على جمع اكبر عدد من ( العملاء) أولا وبالتالي من المعلومات التي يعرف الكثير من الاختصاصيين النفسانيين المنكبين على المشروع كيفية جمعها وبالتالي كيفية استغلالها لتكون معلومة ( ذات اهمية قصوى ) !كانت العملية اشبه بفيلم هوليودي ذي تاثيرات سينمائية محضة , ومبالغات كتلك التي تتكاثف عليها الافلام الحركية والامريكية , لكن الحقيقية كانت أن مكتب( المخابرات عبر الانترنت ) تاسيس فعلا في سنة 2001 تحت قيادة ضباط من المخابرات الاسرائيلية وكان يتراسه ( موشي اهارون ) نفسه , بمعية ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية , والذي امتد إلى العالم من خلال جملة من المعطيات التي كانت تتركز على نفس الهدف الأول : جيع عملاء شباب لخدمة إسرائيل الكبرى .

كشف الحقائق 

ما نشرته مجلة ( لوماجازين ديسراييل ) الصادرة في فرنسا يبدو مثير الكثير من الدهشة, ربما لأنها نقلت عن ( ملفات سرية ) الكثير من التفاصيل التي استطاعت أن تجمعها عن مصادر موثوقة في إسرائيل بحيث أنها كما تقول المجلة ( اخذت السبق في نشرها) وهو ما أثار في النهاية سخط السفير الاسرائيلي في فرنسا ضد المجلة اليهودية التي اتهمتها الكثير من الجهات اليهودية بأنها ( كشفت أسرار لا يحق لها كشفها للعدو ) وهو ما تراه المجلة نفسها : الحق في المعرفة !.. بين هذا وذاك كانت القضية الاخطر . بالنسبة ألينا لاهمية وخطورة هذه الاشكالية قمنا بدعوة استاذين مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع للتعمق في الموضوع وهما : جير الدنيرو( استاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية ) . وبين الدكتور ( ماري سيغال ) اخصائية اجتماعية مختصة في السلوك البشري في جامعة (لوروا) ببلجيكا. يقول ( جيرالدنيرو) استاذ في كلية (Renseignements Intemet ) * ماذا تعني ( مخبرات الانترنت

علم النفس بجامعة بروفانس الفرنيسة . وصاحب كتاب ( مخاطر الانترنت -  ( هذه المشكلة تم الكشف عنها سنة 2001 وبالتحديد في مايو 2001 وهي عبارة عن مجموعة من شبكات يديرها مختصون نفسانيون اسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم في دول المحور ( محورالصراع العربي الفلسطيني ) من جهة ومن جهة أخرى دول المحور الجنوب امريكي ( فنزويلا, نيكاراغوا ....الخ) .

- المسالة اخذت منذ سنوات هذا المنحنى المخابراتي انطلاقا من جملة من العناصر التي صارت تتحدد عليها شخصية ( العميل ) من حيث كونه في العادة سخصية معادية للنظام القائم , واحيانا شخصية عادية ليست لديها اهتمامات سياسية لكنها تستطيع أن تعطي معلومات جيدة عن المكان والوضع وهذا شيء مهم أيضا .

- يضيف ( جيرالدنيرو) قائلا : في الحقيقة أن كل من له قدرة على استخدام الانترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يعتبر ( عميلا مميزا), لان المواقع التي تثير الشباب هي التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية , ناهيك عن أن استعمال الانترنت يضمن خصوصية معينة, بحيث أن المتكلم يحتفظ عادة بسرية شخصه كأن يستعمل اسما مستعارا , وبالتالي يكون احساسه ( الرمزي) بالحرية أكثر انطلاقا , ناهيك عن أن تركيز الشباب لايكون على الموقع نفسه , بل على من سيلتقيه للحديث معه ( وبالخصوص البحث عن الجنس اللطيف للحوار ) .

- والمسالة تبدو سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثق داخل واقع الدردشة بالخصوص في المناطق الاكثر حساسية في العالم . ولعل اكبر خاصية يمكن اكتشافها في متخدمي الانترنت في العالم الثالث هو الحاجة إلى الحوار فعادة ما يكون مستخدم مواقع ( الشات) شخصا يعاني من البطالة اجتماعيا وفكريا , وبالتالي يسعى إلى سد وقت الفراغ بالبحث عن ( اشخاص اخرين ) يشار كونه افكاره .

- ربما يعتقد بعض مستخدمي الانترنت أن الكلام عن ( الجنس) مثلا ضمان يبعد الشبهة السياسية عن المتكلم , بينما الحقيقة أن الحوار الجنسي هو في الحقيقة وسيلة خطيرة لكشف الاغوار النفسية وبالتالي لكشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى , لهذا يسهل ( تجنيد ) العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا والتي تشمل في العادة غرف النوم والصور الاباحية وما إلى ذلك , بحيث أنها السبيل الاسهل للايقاع بالشخص ودمجه في عالم يعسى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل , أي افيونه الشخصي .!

عملاء جاهزون 

- وترى الدكتورة (ماري سيغال ) شيئا أخر , حيث تقول : عبارة المخابرات الانترنتية                        مصطلح جديد على مسامع الآخرين برغم من حقيقة وجوده    (enseignwments Internet(

إلا أن الأمريكيين اعبروا قبل غزو العراق أنهم ( يسعون إلى قراءة الشخصية العراقية ) من خلال الانترنت أي استقطاب اكبر عدد من العراقيين بمختلف مستوياتهم لدراسة سخصياتهم وكان ذلك المشروع قيد البدا فعلا قيل أن تتسارع الإحداث بغزو العراق بتلك الطريقة . 

- من وجهة لنظر العلمية فان استقطاب المعلومات لم يعد امرا معقدا بل صار اسهل من السباق بكثير , ربما في السنوات العشرين السابقة , كان ( العميل ) شخصا يتوجب تجنيده بشكل مباشر ايجاده على الخط وبالتالي تبادل الاراء معه ونبش أسرار الخاصة احيانا , واسراره العامة بشكل غير مباشر .

- هنالك حادثة غربية نشرها ضابط المخابرات الاسرائيل الأمريكي ( وليام سميث ) الذي اشتغل ابان الحرب الباردة ضمن فرقة ( المخابرات المعلوماتية ) , نشر في جريدة الواشنطن بوست قبل عامين أجزاء من كتابه ( أسرار غير خاصة ) ويحكي عن تجنيد شباب عاطلين عن العمل من أمريكا اللاتينية , كان دورهم في غاية البساطة والخطورة في نفس الوقت عبارة عن كتابة تقرير عن الاوضاع السائدة في بلدانهم.

- في الفصل السادس من الكتاب ذكر ( وليام سميث) أن احد الشباب الناقمين على النظام في إحدى دول جنوب أمريكا ذكر في أحدا اللقاءات على مواقع الحوار ( الشات) لضابطة مخابرات كانت على الخط معه ( عبر الشات) أن ثمة اشاعات مثيرة تدور بين الناس أن سعر الينزين وبعض المواد الغذائية سوف يرتفع في الأيام القادمة . فسالته الضابطة ( وماذا في ذلك ؟ كل يوم ترتفع الاسعار في العالم ) فرد عليها الشاب : أنت تمزحين ,سيثور الناس هذه المرة ويقومون بثورة ضد النظام .

- كانت تلك العلومات البسيطة والمهمة لا تعني أن الاسعار سترتفع بل تسارع جهات من الخارج إلى رفعها والى اثارة الناس بشكل حقيقي عمت الفوضى عبرها , وهو الشيء الذي تم تنظيمه في جمهورية جورجيا حيث تم الكشف عن شبكة تنشط عبر الانترنت قامت بحشد مجموعة من النشطاء الذين استطاعوا أن يقوموا بعلميات كثير ضمن ( الثورة الملونه ) مؤخرا.

* الاحساس بالاحباط 

- ما يهمنا في الحقيقة هو التاكيد أن الانترنت لم يعد نافذة على العالم فحسب , بل صار يشكل وسيلة خطيرة للدخول إلى خصوصيات الآخرين وبالتالي يتم استغلاله لاغراض مخابراتية عسكرية محضة , هذا شيء لا يختلف حوله الناس اليوم أساسا.

- تضيف الدكتورة( ماري شيغال ) : ( نحن نتساءل عمن يستعمل الانترنت عادة ؟ من الصعب الرد على السؤال لان الذين يستعملون الانترنت تتراوح اعمارهم من السادسة إلى الثمانين عاما , ولهذا يصعب تحديد أسباب الاستعمال خارج ما نسميه أساسا بالرغبة في كسر حاجز المسافة أولا وبالتالي في الحوار .

- ما يثير اهتمامنا في المعهد البلجيكي لخدمات الانترنت هو أن نركز على نقطة مهمة وهي : 

لماذا نستعمل الانترنت ؟ هل لتصفح البريد أم لتصفح العالم ؟ في هذه النقطة يجب القول أن العالم لم يعد واسعا طالما الإنسان الجالس في مقعده يمكنه زيارة واشنطن ونيودلهي في لمح البصر , من دون أن يغادرمقعدة .

- هذا شيء عظيم تم انجازه لكن النتائج كانت فادحة , لان استغلال هذه الشبكة الضخمة أدى إلى تعريضه لعوامل خارجية على أساسها تحول الانترنت إلى ( سد فراغ ) أو تسلية سرعان ما انقلبت إلى ماساة حين عجز الإنسان عن فعل شيء سوى الدخول إلى مواقع الدردشة التي لن يخرج منها إلا باحساس انه اضاع وقتا عليه تداركه بالدخول إلى دردشة أخرى من دون أن يسال نفسه عن ماذا يجب أن يتكلم أساسا.! 

- ويتدخل الدكتور ( جيرالدنيرو) معلقا : دعونا نتكلم عن الوضع السائد دوليا , لا يمكننا بأي حال من الاحوال فصله عن الوضع الشخصي للفرد وهو الاحساس بالاحباط والضغط أيضا هذه عوامل خارجية في غاية الخطورة ساهمت فيها العديد من الجهات دوليا واقليما وداخليا , لهذا يعتقد الفرد أن هروبه إلى ( السرية) في الحوار عن كل شيء بمثابة التخفيف عن ضغط حقيقي يصيبه يوميا , والتخفيف يتم في غرف الدردشة التي يوجد فيها من عم هناك لأجل الاستماع! .. كل شخص يحتاج اليوم إلى من يصغي إليه .

 *غرف الدردشة  

- وما  يسمى ( ابواب التعارف عبر الشات) عبارة عن عوالم أعطت للشخص احتياجات كثيرة منها انه مسموع , لاول مرة في حياته يجد من يتحاور معه ويصغى إليه ولهذا فان ادق معلومة تبدو مهمة , بحيث يتم جمع اكبر معلومات عن نفسية الاشخاص المستعملين لتلك الغرف .

- هذا نجد بشكل كامل في كتاب ( غرف الشات المزدوجة) التي يعرض فيها الصحفي ( وضابط المخابرات الاسرائيلي ) ( دان شستاسكي) أن التركيز على فئة من الشباب هي المهمة لان الشباب مندفع في الكلام وبالتالي التعرف على الجنس اللطيف هو في الاساس ما جعل مكتب ( مخابرات الانترنت يلجأ إلى تجنيد ضباط نساء من الشبكة , بحيث أن الطلب عليهن اكبر في العالم الثالث وفي الشرق الأوسط عموما .!

بتاريخ 27 مايو 2002 م نشرت جريدة اللوموند الفرنسية ملفا عن حرب الانترنت , وهي الحرب التي انطلقت فعلا منذ أكثر من عشرين سنة , وتوسعت منذ احداث 11 سبتمبر 2001 م , بحث تحولت من حرب معلوماتية إلى حرب تدميرية كان الهدف الأساسي منها احتكار ( سوق الانترنت) عبر مجموعة من المواقع التي رأت النور بعد ذلك التاريخ الأسود من ايلول 2001 م , بحيث أن أكثر من 58 % من المواقع التي ظهرت كانت في الحقيقة فروعا موكدة من أجهزة الاستخبارات للعديد من الدول , اهمها الولايات الأمريكية واسرائيل , تليهما بريطانيا , 

- لم يكن المغزى من المواقع ( ذات الوجهة الشبابية ) اكتشاف العالم من جديد , ولا اختصار المسافة بين الشمال والجنوب لتقريب الدول والمسافات , بل كان الهدف منها قراءة أخرى لواقع الحرب الجديدة التي تفجرت والتي يسميها أكثر من 90 % بالحرب على الإرهاب . 

- ربما من الصيغة الاحادية المصدر , فان الإرهاب ارتبط للأسف الشديد بجملة من التشويهات الاعلامية التي مورست ضد دول العالم , لا غراقها في الفقر ولالصاق تهمة الإرهاب بها مرتين , مرة لأنها ضعيفة فقيرة ومره لأنها فعلا تحلم رؤى مختلفة عن رؤى الاستغلال الرأسمالي الغربي , ونمط الفكر الغربي الاستهلاكي , لهذا كان الاعلام الأمريكي في السبعينات ينظر إلى دول الجنوب نظرية حربية مازالت مستمرة إلى اليوم وان توسعت لتشمل دولا واعرقا أخرى .

- ما تحقق على مستوى الشبكة المعلوماتية لم تحققه ربما اكبر الحروب المباشرة لقد تغير العالم فعلا . يقول ذلك الكتاب الأمريكي رونالد ماكرو في كتابه ( عشرة اعوام لكسب الرهان ) الذي يتناول فيه وبشكل مباشر الدور الرهيب الذي لعبه الانترنت في الكثير من المواقع الترفيهية التي كانت تخفى وراءها اسماء عسكرية رهيبة .

عشرة ملايين عميل في عام واحد :

- مجلة (لاتريبون) الفرنسية عرضت أن ضابط الاستخبارات الاسرائيلي ( ادون وردان ) المعروف في الوسط المخابراتي داخل وخارج إسرائيل هو نفسه ( دانيال دوميليو) الذي اطلق موقع ( شباب حر) 

 الذي توقف فجاة بعد أن كشفت صحيفة الصنداي شخصية مؤسسه ) كان هذا (jeunesse Iibre) 

من اهم مواقع التعارف والكتابة الحرة التي كان يعبر فيها ملايين الشباب عن ( غضبهم ) من حكوماتهم , 

- وبالتالي كان ثمة ضابط من العديد من الدول الذين ( اعتقدوا ) أنهم يؤدون مهمة انسانية بالكشف عن أسرار عسكرية في غاية الخطورة , منها ضابط من كوت يفوار انشروا وثاق خطيرة من الوضع الامني الذي تم استغلاله من قبل المخابرات الاسرائليية في السنة الماضية لمعاقبة فرنسا على موقفها السلبي من الحرب على العراق , ويقول( دونالد ماكرو) بالحرف الواحد: ( لقد لعب الانترنت المهمة الاخطر على المستوى العسكري إذ أن مجدرالسؤال في حوار عادي عن الوضع السائد في البلد الفلاني لم يعد بريئا , لكن ثمة اخصائيين يجدون طرح الاسئلة بتفادي طرحها بشكل مباشر , ولاجبار الطرف الأخر على طرحها فقد كانت دولة مثل إسرائيل في الستينات والسبعينات تصرف الملايين من الدولارات كرواتب لعملاء تعمل على تدربيهم وبالتالي على تهيئتهم للاعمال المطلوبة منهم , كان عالم الجواسيس دائما محاطا بنفس الهالة الرهيبة والمخاطر التي نجحت السينما الأمريكية في صياغتها .

- الجاسوس أو العميل هو نفسه الخائن في كل اللغات , هو الشخص الذي يعي انه يختار الجهة المضادة لاسباب مادية واحيانا ثأرية وهؤلاء يفعلون ذلك عن مغامرة وعن سقوط ارادي لكن الذي يجري أن ( العميل ) الراهن لا يعرف الدور الذي يقوم به لايعرف انه يخون ويبيع أسرار بلده ,لايعرف انه ضحية حوار غير بريء ولا يعرف أن كل كلمة يقولها تمر على عشرات المحللين النفسانيين وانه هو في الأخير فار تجارب في عالم متناقض ومشبوه .

- لهذا من الصعب جدا تفادي ( كارثة الانترنت ) يقول أكثر من راي : من الصعب تفادي ( كارثة الشات) لأنه يبقى هو العالم المغرية للملايين من الشباب خصوصا من هو دون العشرين سنة , ولهم ثقافة حياتية وفكرية جد محدودة بحيث لا يهمهم سوى الكلام في اشياء ( محظورة ) مع شخص يعتقدونه جنسا لطيفا!يقول ( ما يكل هيجل ) في مجلة (بون) الالمانية : وما يبدو حقيقيا جدا وباعتراف ضابط سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية  مثل ( جون دلتون ) وضابط الاستخبارات البريطانية المتقاعد ( هنري سرلوب) صاحب كتاب ( واجهة شاحبة ) , وضابط الاستخبارات الاسرائيلية (ميخائيل ماتان) ,هؤلاء كتبوا بانفسهم عن الدور الذي لعبوه في استقطاب عملاء بطرق لم يكونوا ليحملوا بها أي بجرهم إلى الحوار عبر الانترنت .

-الغريب في الأمر يقول ( هنري سرلوب ) : أن مواقع التعارف عبر الانترنت هي التي تستقطب الملايين من الناس عبر العالم .

- ركن التارف جلب اطباء وصحافيين مثلما جلب رجال أعمال وموظفين عاديين وعسكريين أيضا لهذا كانت الواقع المعنية بالتعارف ومن أمريكا اللاتينية . 

- الطريقة في غاية السهولة نجدها ببساطة في كتاب ( العميل البريء ) للكاتب الانجليزي ادوارد ريتشارسون حيث يقول : ( العميل المثالي هو الاكثر حنقا على نفسه , هو الكاره لذاته الذي لايحمل أي هدف محدد فتلتقيه في حالة شرود لتقوده إلى عالمك ولتصقل شخصيته كما تشاء , بان تصنع منه عميلا مثاليا( وبريئا ) لمجرد انه لا يعرف انه يقدم لك خدمات كبيرة مقابل أن تكون صديقه ) . 

************************************************************************************

هل تعلم ؟؟

* هل تعلم أن للقائم سنة من عيسى ؟

سمعت أبا جعفر (ع) يقول ( في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) فقلت ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب وما سنة من عيسى ؟ فقال : يقال فيه ما قيل في عيسى . قلت فما سنة من يوسف قال السجن والغيبة ...) .

* هل تعلم أن قيام القائم يكون في وترمن السنين ؟ 

فقد ورد في إثبات الهداة عن أبي عبد الله (ع) قال ( لا يخرج القائم (ع) إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث  أو خمس أو ...أو تسع ) .

* هل تعلم أن القائم (ع) يدعوا إلى نفسه ؟ 

عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا أذن الله عز اسمه للقائم (ع) في الخروج صعد المنبر ودعا الناس إلى نفسه ) .

* هل تعلم إذا قام القائم يكون أصعب من حفظ القران اليوم ؟ 

فقد ورد عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : ( إذا قام آل محمد (ع) ضرب فساطيط  لمن يعلم الناس القران على ما انزل الله جل جلاله فاصعب ما يكون على من حفظ اليوم لأنه يخالف فيه التاليف ) . 

* هل تعلم انه إذا قام القائم جاءت المزاملة ؟ 

عن بريد العجلي عن أبي جعفر (ع) في حديث قال : ( إذا قام القائم (ع) جاءت المزاملة واتى الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ خاصته لا يمنعه ) .

*************************************************************************************

الرجعة الروحية ماهيتها وأدلتها

الحلقة الأولى

أختلف علماء المسلمين في القول بالرجعة فمنهم من يثبتها ومنهم من ينفيها وقد أتفق الشيعة على أن الرجعة تكون في أخر الزمان بعد دولة الأمام المهدي (ع) أي قبل قيام القيامة فقد قالوا يرجع إلى الدنيا كل من محض الأيمان محضا ومحض الكفر محضا واستدلوا على ذلك بعدة أمور لسنا في صدد البحث عنها وهنا حيث أن المقصود بتلك الرجعة رجعة مادية أي أن من محض الأيمان يرجع بدمه وجسده وروحه وكذلك من محض الكفر فقد قالوا أن الحسين و أصحابه يرجعون ويقتلون يزيد وأصحابه كما ذكروا أيضا رجوع الأئمة إلى الدنيا وأنهم يحكمون فيها ويقتلون كل ظالم لهم وقاتل وقد أختلف أقوال العلماء وفتاويهم فيمن ينكر الرجعة ولا يؤمن بها . والحقيقة أننا ممن يقول بالرجعة ويؤمن بها وفي هذا البحث سنتطرق إلى الرجعة الروحية وماهيتها وذكر الأدلة عليها والحقيقة أن القول بالرجعة الروحية لم يتطرق أليه احد من قبل ولم يلتفت إلى ذلك احد فجميع من تناول مسألة الرجعة وكتب فيها حاولوا أثبات الرجعة المادية ولكن في الحقيقة أن هناك رجعة روحية تسبق قيام الأمام المهدي (ع) بل أن قسم منها يكون مقارن لقيام الأمام (ع) .

ماهية الرجعة الروحية :-   

أن المقصود من الرجعة الروحية هي رجوع بعض أرواح من محض الأيمان محضا بل رجوع أرواح بعض الأنبياء والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين تقوم هذه الأرواح بتسديد أصحاب الأمام المهدي (ع) من ممهدين وأنصار كل بحسب رقيه وأيمانه ويقينه وإخلاصه فكلما زاد أيمان الفرد الواحد من أصحاب الأمام كانت الروح التي تسدده لشخص أكثر أيمانا وورعا وتقوى أي بعبارة أخرى ومثال على ذلك  لو قلنا برجوع روح ( سلمان المحمدي ) رضوان الله عليه ورجوع روح أبو ذر لكانت روح سليمان مسددة ومؤيدة لشخص من أصحاب الأمام المهدي (ع) أكثر أيمانا وروعا وتقوى  من شخص أخر من الأصحاب تسدده وتؤيده روح أبو ذر رضوان الله عليه فنحن على أيمان ويقين بمبدأ التأيد والتسديد ويكون ذلك على نحو تأيد الملائكة والأرواح للأنبياء والأوصياء والمؤمنين قال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوأدون من ماد الله ورسوله ولو كانوا إباءهم أو أبنائهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الأيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون )الحشر 22 -  وكما كان يحدث في الكثير من الأحيان فأن مسألة تأييد وتسديد الأرواح والملائكة للمؤمنين لا تخفى على كل باحث أسلامي والشواهد والأدلة عليها كثير ويكون ذلك أي تأييد الروح للمؤمن بخمول روحه الأصلية وهيمنة الروح الراجعة بحيث تكون فوق المؤمن تأييده وتسدده . وليس المقصود بالرجعة الروحية التناسخ أو الحلول فكلاهما باطلاً لا نقول به فضلا عن الاعتقاد بصحته . فالتناسخ معناه انتقال الروح إلى بدن إنسان أخر أي أن التناسخ يعتمد على تعدد البدن وقد ذهب إلى التناسخ بالقول المعتزلة وقال به أيضا أبن القيم الجوزية وغيرهم وهو اعتقاد خاطئ وباطل وهو من الاعتقادات الفاسدة . أما الحلول فمعناه حلول روح أحد الأشخاص في جسد شخص أخر مكان روحه الأصلية وهو أيضا خاطئ وباطل ولكن الصحيح هو ما ذهبنا أليه من أن هناك رجعة لبعض الأرواح تسدد وتأييد بعض المؤمنين لا على سبيل التناسخ أو الحلول بل تكون تلك الروح قريبة من المؤمن وملازمة له .

الأدلة على الرجعة الروحية :- 

قلنا أن ما عليه الشيعة الأمامية القائلين بالرجعة الروحية أن الرجعة تكون مادية أي بالأجساد وأنها تكون قبل الساعة وهذا ما أجمعت عليه الفرقة وليس في ذلك اختلاف ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الأدلة التي تثبت وجود رجعة روحية تسبق قيام الأمام المهدي (ع) أو تكون مقارنة لقيامه المقدس صلوات الله عليه وسلامه .

1-جاء في الرواية الشريفة عن أبي الجار ود عمن سمع عليا (ع) يقول ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب , فقام رجل وقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال ثكلتك أمك وأي عجب من أموات يضربون كل عدو لله  ورسوله ولأهل بيته وذلك تأويل هذه الآية (( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوما ً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور )) فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك في أي واد سلك وذلك تأويل هذه الآية (( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم  أكثر نفيرا )) بحار الأنوار ج53 وقد جاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان ألعبدي فقال له يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تكرره في خطبك كأنك تحب أن تسأل عنه؟قال: ويحك ياصعصعة ما لي لا أعجب من أموات يضربون هامات الإحياء من أعداء الله وأعدائنا  فكأني انظر أليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والضانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهل البيت (ع) قال صعصعة : يا أمير المؤمنين أموات الدين   أم أموات القبور ؟ قال : لا والله يا صعصعة بل أموات القبور يكرون إلى الدنيا معنا لكأني  أنظر أليهم في سكك الكوفة كالسباع الضاربة شعارهم الليل يا لثارات الحسين )نوائب الدهور ج3 فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا أن الذين يرجعون أموات القبور وهذا الحدث والعجب عد من العلامات للأمام المهدي (ع) أي أنه يقع قبل قيام الأمام (ع) وأن من المعلوم أن الرجعة المادية تكون بعد نهاية دولة الأمام المهدي (ع) وليس قبل قيام الأمام (ع) فأن المقصود بالرجعة قبل قيامه (ع) هي الرجعة الروحية وليست المادية حيث أن أنصار الأمام (ع) سيخوضون حربا في الكوفة ضد بني العباس وسترجع أرواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأيدهم .

2- جاء في الكافي عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله (ع) ( ........ ثم يسر بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا أبن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) أخرجوا بنا أليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو يعلم والله أنه المهدي (ع) وأنه ليعرفه وأنه لم يرد بذلك الأمر ألا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه أربعة ألف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي (ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين (ع) إلى عسكر المهدي فيقولون أيها العسكر الجائل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي (ع) هذا مهدي ال محمد (ع) ونحن أنصاره من الجن والأنس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني وبين هذا فيخرج أليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكريين فيقول الحسين (ع) أن كنت مهدي ال محمد فأين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (ع) ..... ثم يقول الحسين (ع) يا بن رسول الله أسألك أن تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله أن ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا أن يرى أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه : ويأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تطل عسكر الحسين(ع) فيقول الحسين (ع) الله أكبر يا أبن رسول الله مد يدك حتى أبايعك فيبايعه الحسين (ع) وسائر  عسكره ألا أربعة ألاف ......) يتبين لنا من هذه الرواية لأول وهلة أن الحسين يكون مطيعاً للأمام المهدي  (ع) ويكون تابعا  وهذا ما لا يقبله الأمام المهدي (ع) لأبيه الحسين (ع) فأن من الثابت عندنا أن الحسين (ع) أفضل من الأمام المهدي (ع) , ثم أن أتباعه أذا كانوا يؤمنون بأن قائدهم هو الحسين (ع) والذي قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الأمام المفترض الطاعة فما معنى أن الحسين (ع) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة أو أن يظهر مواريث الأنبياء فقد كان من الممكن أن الحسين (ع) يخبر أصحابه أن صاحب العسكر المقابل هو المهدي(ع) وأن عليهم بيعته وإتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة إلى البينات التي طلبها الحسين (ع) , ثم أنهم لو كانوا يعتقدون أن قائدهم هو الأمام الحسين بن علي (ع) فكيف يعصي أربعة ألاف شخص أمره بعد أداء البيعة للمهدي (ع) وهم من كان قبل ذلك يأتمرون بأمر الحسين (ع) ولكن الحق وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس هو الأمام الحسين بن علي (ع) بل هو احد ممهدي الأمام المهدي (ع) وهو سيد علوي من ذرية رسول الله (ص) وأنه مسدداً بروح الحسين (ع) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الأمام الحسين (ع) . واليك ما يؤكد ذلك فقد جاء في بحار الأنوار ج53 –( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي هو نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا ال أحمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفى أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (ع) ويقول يا بن  رسول الله من  هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول خرجوا بنا أليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم أنه المهدي وأنه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر ألا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : أن كنت مهدي ال محمد أين هراوة جدك رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم  يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك ألا أن يري أصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله أكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني ألا أربعين ألف .....) فلو لاحظنا هذه الرواية لوجدناها بنفس مضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين علما أن الحسين هو وزير الأمام المهدي (ع) وهذا شخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني وزير المهدي المسدد والمؤيد بروح الأمام الحسين(ع) ولذلك سمي بالحسين في الرواية الأولى وبهذا تتضح لنا أن هناك رجعة روحية  تسبق قيام الأمام المهدي (ع) أو مقارنة لقيامه الشريف (ع) . 

3- روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال ( يخرج مع القائم (ع) من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلا , خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أ هل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة  الأنصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاما ) والملاحظ من الرواية الشريفة أن هؤلاء السبعة والعشرين رجلا يخرجون من ظهر الكوفة كما أنهم يكونوا  حكاما للأمام المهدي(ع) في البلاد ونحن نعلم أن الحكام الذين يبعثهم الأمام المهدي (ع) في الأقاليم هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر . فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال : كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه ) فيلزم من هذا أن يكون السبعة وعشرين رجلا الذين يخرجون مع القائم من ظهر الكوفة والذين وصفتهم الرواية بأن الأمام يبعثهم حكاما هم من الثلاثمائة والثلاثة عشر لان هؤلاء هم حكام الأرض كما ذكرت الرواية الثانية ولكم هناك عدة ملاحظات :- 

أ –لو كانت الرجعة المقصودة من رواية المفضل التي تتحدث عن السبعة وعشرين رجلا رجعة مادية للزم أن لا يترك واحدا من هؤلاء الرجال السبعة والعشرين الأمام المهدي (ع) في أي حال من الأحوال ولا يشكوا بشخصه مطلقا وذلك لمكانتهم ومقامهم الرفيع ومنهم أصحاب الرسول (ص) وأمير المؤمنين (ع) وأوصياء موسى (ع) كما أنهم قد عرفوا حقائق الأمور فكيف يمكن أن نتصور أنهم يتركون الأمام المهدي (ع) ويشكوا فيه (ع) - وفي غيبة النعماني عن أبي حمزة الثمالي قال : ( سمعت أبا جعفر محمد بن علي  (ع)  يقول : ( لو قد خرج قائم ال محمد (ع) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين يكون جبرائيل امامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عن يساره والرعب مسيره عن امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه , أول من يتبعه محمد (ص) وعلي (ع) الثاني ومعه سيف مخترط  يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر ). فمن هذه الرواية يتضح أن جميع أصحاب الأمام المهدي (ع) يتركونه نتيجة كلام لا يتحملونه من الأمام (ع) ألا أثنا عشر رجلا منهم  هو الوزير واحد عشر رجلا وهم النقباء فلو تنزلنا وقلنا أن هؤلاء الاثنا عشر النقباء هم من السبعة والعشرين رجلا الذين يرجعون ويخرجون من  ظهر الكوفة فما بال الباقين منهم وهم على هذا يكونون خمسة عشر رجلا فهل شكوا هم أيضا بالأمام (ع) فلو كان ذلك ما الحكمة من رجعتهم وهل يقبل بذلك عاقل ياترى . فأن الله حينما أرجعهم . أرجعهم لغاية من أجل نصرة الأمام (ع) وطاعته في كل حال فكيف نتصور خلاف ذلك . 

ب- ثم يرد أيضا لو كانت الرجعة المقصودة هنا رجعة مادية فما معنى أنهم يخرجون من ظهر الكوفة فأن أماكن دفنهم متفرقة ويلزم أن يخرج كل منهم من موضع قبره . ولكن الصحيح والذي هو الحق أن الرجعة المقصودة هنا رجعة روحية فأن هؤلاء السبعة وعشرين رجلا الذين يخرجون من ظهر الكوفة هو ممن يوفقون إلى نصرة الأمام (ع) ويكونون مسددين بأرواح سبعة وعشرين رجلا , خمسة من قوم موسى (ع) وسبعة من أهل الكوفة القدماء ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة والمقداد ومالك الاشتر .

ج- وفي غيبة النعماني عن أبي حمزة الثمالي قال : ( سمعت أبا جعفر محمد بن علي  (ع)  يقول : ( لو قد خرج قائم ال محمد (ع) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين يكون جبرائيل امامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عن يساره والرعب مسيره عن امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه , أول من يتبعه محمد (ص) وعلي (ع) الثاني ومعه سيف مخترط  يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر )فمن هذه الرواية الشريفة وروايات أخرى كثيرة في هذا الصدد نتركها مراعاة  للاختصار يظهر  أن أول من يتبع الأمام المهدي (ع) هو محمد (ص) والثاني هو علي (ع) ولا يمكن تصور في أي حال من الاحوال أن رسول الله (ص) أو الأمام علي (ع) يكونان تابعان للأمام المهدي (ع)  وان ذلك يكون بالرجعة المادية , فهذا لا يمكن قبوله مطلقا ولكم الأولى والأصح أن يكون المقصود من  أتباع محمد (ص) وعلي (ع) للمهدي (ع) بالرجعة الروحية فأن روح النبي المصطفى (ص) تكون مع الأمام المهدي (ع) مسددة ومؤيدة وأن روح الأمام علي (ع) تكون مسدد ومؤيدة لوزير المهدي (ع) وهذا شاهد ودليل أخر على الرجعة الروحية .

د- في دلائل الإمامة بإسناد عن المفضل عن عمر قال : ( سمعت أبا عبد الله يقول : ( يكن مع القائم ثلاثة عشر امرأة قلت وما يصنع بهن ؟قال : يداوين   الجرحى ويقيمن على المرضى كما كان مع  رسول الله (ص) قلت فسمهن لي .قال : القنوى بنت رشيد وأم أيمن  وحبابة الوالبية وسمية وأم عمار بن ياسر .........) وفي هذه الرواية دليل على الرجعة الروحية حيث أن الرجعة المادية تكون بعد دولة الأمام المهدي (ع) كما هو ثابت عند الشيعة . 

هـ - في دلائل الإمامة أيضا عن بن عمر قال : قال أبو عبد الله (ع) : ( يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم (ع) أنت على يمين القائم تأمر وتنهى والناس اذ ذاك أطوع لك منهم اليوم )  . وفي هذا دلالة واضحة أيضا على الرجعة الروحية فأن هؤلاء الأربعة والأربعون ومعهم المفضل لا يمكم أن نتصور منهم أن يتركوا الأمام (ع) كما ذكرنا في الفقرة ثالثا ثم أن ذلك خلاف الحكمة التي من أجلها رجعوا أذا كان المقصود رجعتهم  مادية , كما أننا قد بينا أن الرجعة المادية تكون بعد دولة الامام المهدي (ع) وبهذا نختصر البحث بإيراد الادلة التي تثبت الرجعة الروحية فقد توافقت السنة مع القران في أثبات الرجعة الروحية حيث أن الادلة عليها كثيرة جدا  . 

*************************************************************************************

أمام الخالص فاضل المرسومي يدعي باطلا انه الإمام المهدي (ع)

يدعي هذا الشخص بان الإمام المهدي (ع) مجرد فكرة واليماني هو الشهيد محمد الصدر (قدس) والخراساني السيد الخميني (رض) السفياني صدام الملعون ويدعي بأنه معصوم 

عاش أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مظلومين مقهورين حقهم حيث سلب مقامهم كقادة وائمة ,وماتوا سلام الله عليهم كذلك مظلومين وما زالوا إلى يومنا هذا يظلمون , وفي هذا العصر حيث إمامة خاتم الأوصياء والأئمة الحجة بن الحسن المهدي (ع) يرى المؤمنون الحقيقيون المنتظرين لأمر الإمام المهدي (ع)كيف يظلم الإمام (ع) يوميا ويأتي من يدعي مقامه الإمام (ع) بكل وقاحة ومن دون ورع أو تقوى أو حياء من صاحب هذا المقام الشريف الذي امسى يجوب الصحاري ويسكن البوادي واعالي الجبال صابرا على طول المدة وعلى ظلم الأمة غائبا من محبية ومواليه كل ذلك من اجل هذه ألامة التي راحت تتخبط في متاهات ما لها من ناهية  إلا على يديه الشريفتين فبدلا من أن يفكر هؤلاء المدعين  في الإمام وما يجري عليه من الله يراوده نتيجة ما يرى من ظلم المستضفين وعلو المستكبرين في الأرض وقتل الصالحين وجوع الملايين وموت اطفالهم من الجوع بدلا من أن يتفكروا في هذه الأمور وبدلا من اعداد نفوسهم وتهيئتها لنصرة الإمام المهدي (ع) واعداد القاعدة لذلك راحوا يسيئون للإمام (ع) فهذا من يقول أن المهدي (ع) خرافة وأخر يقول انه مات وثالث يقول أن المهدي مجرد فكرة يمكن لكل احد أن يكون مهدي ويملا الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا رافضا لاحاديث النبي (ص) وروايات الأئمة المعصومين أو متناسيا لها أو انه يقول لابد من تأويلها ودفاعا عن أمر سيدي ومولاي الحجة بن الحسن المهدي (ع) وانتصارا لائمة الهدى (ع) ودفعا للظلم الذي لحقهم من هؤلاء الدعاة آليت على نفسي أن اتصدى من خلال البحث والتنقيب لكل من يدعي انه الإمام المهدي (ع) أو انه متصل بالأمام المهدي (ع) تحت أي عنوان كل أو من يدعي انه متصل بالله جل وعلا . محاولا أن اثبت بعون الله و الإمام المهدي (ع) ما اتاني الله من فضله حقيقية كل واحد منهم فا كان احدهم صادقا في دعوته واثبت لنا ذلك من خلال القران والسنة الشريفة بما لا يقبل الشك واللبس كنا في خدمته ودعاة له ولكن لو وجدت أن احدهم يدعي ذلك كذبا وثبت لنا كذبه من خلال الرجوع إلى القران والسنة والمنطق والعقل رددنا عليه ردا علميا خاضع لموازين العلم والادب من دون اساءة أن شاء الله إلى شخصه المدعي ويبقى الرد في حدود دعوة المدعي ولا يتعداها إلى أكثر من ذلك , ومن هؤلاء الدعاة الذين ظهروا اخيرا على الساحة الشيعية السيد فاضل المرسومي الذي اطلق على نفسه لقب ( الإمام الرباني) وقد قمنا بزيارته عدة مرات ومحاورته محاولين التعرف على شخصه ودعوته , وقد خرجنا بنتيجة سنقوم بذكرها في السطور التالية : فاضل المرسومي سيد ولد وعاش في قرية قضاء الخالص في محافظة ديالى ويعمل مدرس للغة العربية  وهو الآن يلبس الزي الحوزوي مرتديا للعمامة السوداء وأما بالنسبة لدعوته فهو يدعي انه أمام رباني قام بتربية نفسه ثم أن الله اجتباه ليكون أمام رباني للناس كافة فهو في قوله جاء ليجعل النور عند كل شخص وكما سالته كيف يكون ذلك؟ قال : ذلك يكون من خلال الرجوع إلى الفطرة فكل إنسان لديه فطرة إذا رجع أليها يدرك النور ويرى الحقيقة ويعرف عندها من أنا وقد انشأ هذا السيد مؤسسة تدعوا إلى اتباعه تسمى (( مؤسسة الداعي )) وقام باصدار منشور يسمى ((صوت الداعي )) وقد علا غلاف المنشور صورة له على شكل قرص الشمس كتب تحتها ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) فسالناه هل أنت المقصود من الآية التي كتبت تحت الصورة ؟ فأجاب قائلا : نعم , أشرقت الأرض بنوري . وهنا حقيقة اتضحت لنا بعض الصورة عن دعوته فان تفسير هذه الآية هو أن الأرض تشرق بنور الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسكري (ع) فهل يعتقد هذا الشخص في نفسه انه الإمام المهدي (ع) يا ترى , فقد جاء عن الإمام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى (((وأشرقت الأرض بنور ربها ))) قال : أشرقت الأرض بنور المهدي ) . وقال في رواية أخرى ( أن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ....الخ ) غيبة الطوسي , الارشاد , دلائل الإمامة تفسير القمي . عند ذلك سالته بعض الاسئلة التي تخص الإمام المهدي (ع) اجاب على بعضها ورفض الإجابة على البعض الأخر فقد قال في معرفة اجابته حول بعض الاسئلة 

* أن الإمام المهدي (ع) أدى مهمة ورفعه الله إليه وهو الآن محتجب وان الله يأتي بخليفة من الناس ليحكم بحكم الله ورد على كلامه هذا :- جاءت الأحاديث والروايات الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) أن الإمام المهدي (ع) ولد وغاب وهو حي موجود على الأرض مختفيا عن الأنظار يخرج في أخر الزمان بين الركن والمقام ليقيم حكم الله على الأرض ويملاها قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا , فقد ورد عن الإمام الحسين (ع) انه قال : ( .......... اخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق يحي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به الدين ويحق الحق على الدين كله ولو كره المشركون , له غيبة يرتد فيها اقوام ويثبت  على الدين فيها آخرون .......) وعن الإمام علي بن محمد الهادي (ع) قال : ( أن الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ) الاكمال ص 366 ومن كلام السيد فاضل المرسومي قال : أن النفس الزكية قتلت فقلنا له من هو ؟ لكنه رفض الإجابة .

* قال أن الخراساني هو السيد الخميني وان اليماني هو السيد محمد صادق الصدر السفياني هو صدام . ثم قال : أن اليماني سلم الراية ويرد عليه أن خروج السفياني والخراساني واليماني وفي يوم واحد وفي شهر واحد وفي سنة  واحدة وهؤلاء المذكورين لم يخرجوا في سنة واحدة فضلا عن شهر واحد أو يوم واحد فقد جاء في الرواية الشريفة  عن أبي عبد الله (ع) قال : ( خروج الثلاثة الخراساني و السفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية باهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق ) .

بحار الأنوار 52 ثم أن اليماني  لا يموت حتى يسلم الراية إلى الإمام المهدي (ع)ويكون وزيره على مقدمته . فكيف يكون السيد الصدر هو اليماني ثم أن اليماني شاب في الثلاثين والسيد رجل كبير السن كما أن في اليماني صفات غير موجودة في السيد الصدر(قدس) ثم أن الوارد في الأخبار أن السفياني يحكم مدة حمل امرأة وصدام حكم لسنوات طويلة كما لا يخفى فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر ....الخ ) بحار الأنوار ج 52 وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( السفياني من المحتوم – إلى أن قال – فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليهما يوما ) البحار ج 52 – كما أن الملاحظ من الروايات أن السفياني يسيطر على بلاد الشام ويحكم فيها وكل هذا لم يقع مع صدام (عليه اللعنة ) . ولما  ناقشت السيد المرسومي بهذه الروايات . قال أن روايات أهل البيت لا يستطيع كل احد أن يعلم تأويلها فان لهذه الروايات تأويل لا تعرفونه . واجبناه بان الرواية إذا كانت ظاهرة المعنى لا يصح تأويلها ولم نجد عند السيد جوابا مقنعنا ثم أن النفس الزكية عد من ضمن العلامات وان النفس الزكية تقتل في سبعين من الصالحين ولم يحدث ذلك اطلاقا فلم نرى شخص ذو نفس زكية قتل في ظهر الكوفة مع سبعين من الصالحين والحقيقة أن هذه العلامة لم تقع بعد كما أن السيد المرسمومي يقول أن الإمام المهدي فكرة ويرد عليه لو كان الإمام المهدي فكرة كما تقول فلماذا لم تكن هذه الفكرة في الأمم السابقة فقد جاء في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) انه قال : ( إلا اخبركم بافضل خلق الله يوم يجمع الرسل؟ : بلى يا أمير المؤمنين , قال : ( أفضل الرسل محمد وان أفضل الخلق بعدهم الأوصياء, وأفضل الأوصياء أنا – إلى أن قال – والمهدي منا في أخر الزمان لم يكن في امة من الأمم مهدي ينتظره غيره ) دلائل الإمامة – شرح الأخبار ج1 – ثم انه قد وردت الأحاديث والروايات الكثيرة التي فاقت التواتر والتي تذكر لنا أن الإمام المهدي الحجة بن الحسن قد ولد وغاب وانه يخرج في أخر الزمان عندما تمتلئ الأرض ظلما وجورا فيخرج ويملاها قسطا وعدلا وهذا لا يحتاج إلى ذكر الأحاديث والروايات ومن شاء فاليراجع كتب المسلمين سنة وشيعة في ذلك . 

* ومن أقوال فاضل المرسومي عن الإمام المهدي (ع)  : ( يقول أن الإمام المهدي أدى دوره وانتهى ) ولا ادري من أين أتى بهذا الكلام وهذه اخبار واحاديث النبي وأهل بيته توكد لنا أن دور المهدي (ع) لم ينتهي وانه حجة على أهل زمانه وانه يكمل دوره بقيامه المقدس ويملا الأرض قسطا وعدلا فقد جاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين (ع) قال: ( اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ظاهراو خاف مغمور لئلا تبطل حجتك وبيناتك ) الاكمال.

* وقد قال السيد المرسومي أيضا ( إذا وجدت النور انتشر في الأرض فلعلي أنا الإمام المهدي (ع). ويرد عليه انه يعتقد كما وهو واضح انه هو الإمام المهدي ولكنه لا يستطيع التصريح بذلك لأنه يعلم يقينا أن الناس سوف ترفضه وتكذب دعواه وانه لا يصرح بذلك إلا بعد أن يكثر انصاره , كما يظهر حيث يقول (( إذا وجدت النور انتشر في الأرض فلعلي أنا الإمام المهدي )) ولا ادري كيف يتجرى ويفكربهذا التفكير فالامام المهدي (ع) هو الحجة بن الحسن العسكري والذي يخرج من مكة بين الركن  والمقام .

* وقال أيضا (( أنا حجة الله على الخلق في هذا الزمان وأنا مصداق الحديث الوارد عن ابائي من مات ولم يعرف أمام زمانه مات ميتة جاهلية فانا أمام الزمان الذي تسئل عنه الناس . 

- ويرد عليه أن الإمام المسئول عن الناس هو الإمام المفترض الطاعة من الله والمنصوص عليه , وهو الإمام المهدي  الحجة بن الحسن العسكري التاسع من ولد الحسين (ع) لاغير فليس المراد من أمام الزمان المسئول عنه الناس شخص أخر كعالم ديني أو مدعي أخر فقد ورد في الرواية الشريفة عن الصادق (ع) عن النبي (ص) ( من انكر القائم من ولدي في زمان غبيته مات ميتة جاهلية ) اكمال الدين واتمام التعمة . وهذه الرواية واضحة الدلالة في انه لايوجد شخص أخر سواء عالما ربانيا أو فقيها مجتهدا أو عارفا غير الإمام إذا انكر الناس ماتوا ميتة جاهلية  .

* كما السيد فاضل المرسومي  يقول أنني أنا القران الناطق . ويرد عليه أن القران الناطق هو الإمام الحجة  بن الحسن لا غيره . 

* كما أن السيد فاضل المرسومي يدعي انه معصوم . ولما سالته وقلنا له نقسم عليك بالله إلا تخطأ أو تنسى اوتغفل قال نعم اخطأ وانسى واغفل فقلنا له كيف تدعي أذن انك معصوم , فلم ياتينا بجواب مقنع .

وهناك الكثير من الادعاءات اعرضنا عن ذكرها مراعاة للاختصار ولان فيما ذكرناه كفاية لمن أراد أن يعرف الحق والحقيقة وان السيد فاضل المرسومي ادعى دعوى باطلة لا تمت إلى الحقيقة بصلة ونحن نعتقد أن ليس قاصدا لذلك ولكنه مشتبه ووقع في شبهة هو وأنصاره وعليه الرجوع إلى احاديث وروايات النبي (ص) وأهل بيته وان لا يتجرا على مقامات الإمام المهدي (ع) ونتمنى له أن أن يكون داعية لنصرة الإمام المهدي (ع) بدلا من القول أو الاعتقاد بهذه الأمور الخاطئة خاصة وقد جاء في الأخبار أن قيام قيام القائم تخرج اثنا عشر رأية مشتبهة , فقد جاء في الرواية الشريفة عن الصادق (ع) قال : ( ولترفعن اثنتا عشر راية مشتبهه لا يعرف أي من أي ...) غيبة النعماني , كما جاء في الرواية عن الصادق (ع) ( يخرج قبل المهدي اثنا عشر رجلا من بني هاشم كلا يدعو الناس إلى نفسه ) غيبة النعماني . فلا بد للناس أن لا ينخرطوا وراء هذا وذاك الابعد التحق والتاكيد وفق القران والسنة فان الدعاة في هذا الزمان كثيرون ولكن أهل الحق ودعاته قليلون وقليلون جدا .