العدد السابع
منار القران
سورة الانفطار حسب التأويل المعاصر
بسم الله الرحمن الرحيم
(إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا البحار فجرت * وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت * يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بالدين ).
قبل البدء في تأويل الآيات الكريمة يجب الاشارة إلى شيء مهم وهو أن خروج الإمام المهدي (ع) يسمى بالقيامة الصغرى حيث انه سلام الله عليه سيقوم باجتثاث الظالمين والمنافقين وكل من لم يؤمن به (ع) لذا فقد وردت بعض السور القرآنية تتحدث عن ذلك اليوم وهو القيامة الصغرى وما يقع قبله من احداث وعلامات ومن هذه السور سورة الانفطار المباركة قوله تعالى .
( إذا السماء انفطرت ) والمراد منها السماء الدنيا ومعنى انفطارها انفتاحها بصورة بسيطة على أهل الأرض أي نزول بعض الملائكة التي اقل رتبة من الملائكة (الكروبيين ) وذلك عند اقتراب الظهور المقدس للإمام المهدي (ع) مهمتهم نصرة الإمام (ع) وذلك بتسديدهم للممهد للإمام المهدي (ع) وانصاره وتأييد دعوة الإمام المهدي (ع) واكثر من ينزل من الملائكة في هذا الوقت هم ملائكة البشرى وملائكة العلم وملائكة الرؤيا والتحديث .
وقوله تعالى ( وإذا الكواكب انتثرت ) حيث تبدأ الخطوة الثانية في دعوة الإمام المهدي (ع) فان معنى الكواكب هم ممهدي الإمام ونقبائه حيث أن للإمام المهدي (ع) اثنا عشر نقيبا الوزير و أحد عشر نقيبا حيث يكونون كالكواكب وذلك لأنهم يقومون بدعوة الناس لنصرة الإمام فهم بذلك يقومون بهداية الناس فالنقباء مهديون لأنهم يستمدون علمهم من الإمام المهدي (ع) المعبر عنه في الروايات المعصومية بالشمس كما تستمد الكواكب نورها من الشمس وان من العلوم أن جميع الكواكب تدور حول الشمس في مدارات منتظمة لا تخرج منها وكذلك يكون نقباء الإمام (ع) حيث أنهم يكونون مطيعين للإمام (ع) , لا يفترون عن خدمته مسلمين له تسليم وقد ورد أن جميع أصحاب الإمام (ع) يتركون عندما يحدثهم بحديث لا يحتملونه فلا يبقى معه إلا النقباء ومعنى انتثرت أن النقباء سوف ينتشرون في الأرض لدعوة الناس لنصرة الإمام (ع) ومن هؤلاء النقباء يكون وزير الإمام (ع) كالقمر في التأويل فقد ورد أن القمر وزير الشمس وهذا المعنى يشير إلى أن الكوكب رجال ليسوا من عامة الرجال ما ورد في تفسير قوله تعالى ( إذا قال يوسف لابيه با ابت أني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) فقد ورد في تفسيرها أن الكواكب التي رآها يوسف في رؤياه هم اخوته والشمس والقمر ابيه وامه .وقوله تعالى (وإذا البحار فجرت )ومعنى ذلك تأويله هو خروج جيوش وحدوث فتن كما ورد أن قبل قيام الإمام تحدث فتن كثيرة وتخرج جيوش ويقع قتال بين تلك الجيوش فالبحار هي الجيوش وفجرت معناها حدوث الفتن وتفجيرها في المجتمع المسلم حتى يقع القتال بينهما ومن هذه الجيوش جيش السفياني الذي يثير الفتن وجيش اليماني الذي يقاتل السفياني وغيرها من الجيوش الاخرى وقوله تعالى (وإذا القبور بعثرت)ففي تاويلها وجهين :
الوجه الاول : فيه إشارة إلى الرجعة الروحية التي تحدث قبل قيام الإمام (ع) أي خروج ارواح بعض من محض الإيمان محضا كسلمان والمقداد وابان وبعض أصحاب واوصياء الأنبياء واهل الكهف كما ذكرت ذلك الروايات وتسديدهم لاصحاب الإمام وممهديه فقد وردعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال ( يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهتدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصارا وحكام ).
الوجه الثاني : فيه إشارة إلى العلماء السوء المضلين الذين يقفون بوجه دعوة الإمام(ع) فان ممهدي الإمام سيكشفون زيفهم وضلالتهم للناس وانحرافهم عن خط أهل البيت (ع) فان هؤلاء العلماء قد وصفوا بالقبور حيث أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فهم اموات الدين الذين ليس فيهم منفعة وبعثرتهم هو تعريتهم وكشف واقعهم .وقد قال نبي الله عيسى (ع) لعلماء عصره ( الويل لكم يا معلمي الشريعة انتم كالقبور المبيضة ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتى وبكل فساد ).
قوله تعالى ( علمت نفس ما قدمت وأخرت )وتأويله أن الناس سوف تكون على بينة من امرهم فمنهم من ينصر الإمام (ع) ويعد العدة له ويؤخر ما كان أمر الدنيا وسعيها ومنهم من يعلم بخروج الإمام (ع) وظهور دعوته ولكنهم يقدمون طلب الدنيا على نصرة الإمام (ع) أو الأعداد حتى ورد أنهم يقولون له ( لا حاجة لنا في بني فاطمة ) مع علمهم بأنه هو الإمام المهدي (ع) .
وقوله تعالى ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) وتأويله في هذا العصر انه ما غرك بالأمام المهدي (ع) فهو رب الأرض ومربي الناس فقد ورد في تفسير قوله تعالى ( واشرقت الأرض بنور ربها ) قال الإمام الصادق (ع) اشرقت بنور المهدي (ع) وهذا المعنى ورد اطلاقه في كثير من الحالات كرب الإسرة ورب العمل ورب النعمة فقد قال تعالى حكاية عن يوسف ( وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك ) فقد سمي يوسف وهو من انبياء الله عزيز مصر بالرب .وقد اقر ذلك الله سبحانه وتعالى بذكره لهذه الآية الكريمة . و( الكريم ) إشارة إلى رفعة نسبه (ع) وتفرعه من تلك الشجرة المحمدية العلوية الفاطمية والاستفهام الاستنكاري هنا من قبل المولى سبحانه وتعالى هي المسألة عن سبب انحرافهم وتخلفهم عن نصرة الإمام المهدي (ع) .
قوله تعالى (الذي خلقك فسواك فعدلك )أي أن الإنسان افعاله السيئة وانحرافه عن طريق الحق والهدى وتركه للعمل بما أراد الله وانبيائه واوصيائه يكون الإنسانية التي أرادها المولى جل وعلى ولكن عندنا يبدأ وزير الإمام ونقبائه بالتمهيد للإمام (ع) فأنهم بذلك يقومون باصلاح النفوس وتهيئتها لنصرة الإمام (ع) وتعديل الاعوجاج الحاصل في المجتمع وبذلك تحيا النفوس من جديد وتعود لها انسانيتها بعد العودة إلى طريق الحق والهداية والالتحاق بدعوة الإمام المهدي (ع) حيث يكون ذلك كالخلق ولكن بالمعنى المذكور أما (فسواك) فالتسوية هي الاستقامة والرجوع إلى الطريق المستقيم . وأما قوله (فعدلك ) إشارة إلى أن الإنسان سيكون عادلا يعيش حياة العدل .
وقوله تعالى (في أي صورة ما شاء ركبك ). فان أهل البيت (ع) هم اسماء الله الحسنى والأمام المهدي هو اسم الله المصور فقد ورد عن الإمام الجواد (ع) في وراية طويلة (.....نحن والله الأسماء الحسنى –إلى أن قال – فالمصور الحجة ابن الحسن المهدي ) فهو الشاهد علينا كما ورد في الروايات الشريفة وان اعمالنا تعرض عليه كل يوم جمعة فمشيئته من مشيئة المولى سبحانه وتعالى .
وقوله تعالى ( كلا بل تكذبون بالدين ) أي إنكم تكذبون بالأمام المهدي (ع) الذي هو دين القيمة فقد ورد في الرواية عن أبي جعفر (ع) قال ( لو قد خرج قائم آل محمد ......يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ) فان الإمام المهدي (ع) سوف يأتي باحكام جديدة لكن الناس يكذبونه ولا يقبلون بتلك الأحكام .
*************************************************************************************
بعض من حق محمد وال محمد في القران
((وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما إلهه إني أراك وقومك في ظلال مبين *وكذلك نري اربراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين *فلما جن عليه الليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا أحب الافلين * فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين * فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم أني بريء مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ) . سورة الانعام 74.
لا يخفى أن اعجاز الأنبياء وطرحهم بما يناسب اقوامهم آنذاك أي كل منهم جاء بما يقابل ما يمتاز به قومه وبعبارة أخرى أن علماء كل قوم منهم كانوا يمتازون بعلم ما قد أبدعوا فيه واستمالوا قلوب الناس إليهم بواسطة ذلك العلم بل حتى أنهم استمالوا الملوك والجبابرة بتلك العلوم وعليه تكون مهمة المبعوث إليهم بان يطرح ما يفوقهم وما يعجزون عنه , وان اوضح الامثلة على ذلك قصص موسى وعيسى (عليهما السلام ) فمعلوم أن علماء قوم موسى امتازوا بالسحر و ابدعوا فيه فجاء موسى (ع) بما اعجزهم وجعلهم مذعنين رغم أن اكثرهم معاندين وكذا العلماء في زمان عيسى (ع) فقد امتازوا بالطب وابدعوا فيه بما يفوق غيرهم وجاء عيسى (ع) بما يعجزهم فاحيا الموتى وشافى الاعمى باذن الله . وعلى هذا القانون جرت البعثات السماوية قبل موسى (ع) وبعده وكان من بينها إبراهيم (ع)وقومه وما أن تطالع قصة إبراهيم (ع) مع قومه في أي كتاب من كتب قصص الأنبياء تجد أن قومه كانوا يعبدون أصناما تمثل هيئات للكواكب فحقيقة عبادتهم كانت للكواكب على أنها إلهة صنعوا لها أصناما تقربهم لتلك الآلهة زلفى فانتشر بينهم علم التنجيم والنظر في الكواكب وقد بلغ هذا العلم ذروته حتى أن الملوك كانوا يقربون علماء هذا الفن ويميزونهم عن غيرهم ويستشيرونهم في كل أمور الملك والرعية بل وصل الحال في بعضهم أن لا يخطوا خطوة أو يتخذ قرارا ما لم يأخذ مباركة المنجم . وعلم التنجيم الذي يبتني على معرفة الكواكب والنجوم ومواقعها وخصائصها وغير ذلك من مرتكزات هذا العلم وهو وان كان من العلوم الشريفة التي ورد عنها أنها من علوم الأنبياء إلا أنهم حرفوه وادخلوا فيه ما يخالف ما طرحه الأنبياء ,ولذا وبسبب هذا الانحراف ساءت سمعة هذا العلم عند المتشرعة و اصبح يقرن حامله مع السحر في اذهان الناس , وعموما أن لإبراهيم (ع) عما وهو ( آزر) كان احد البارعين في هذا العلم والضالعين في تفرعاته ويذكر أن آزر اشرف على تربية إبراهيم فكان له أبا , ومن ما تعارف عليه عند العرب أنهم يسمون العم أبا أيضا , ففي قصة يعقوب (ع) قال تعالى ( نعبد الهك واله ابائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) البقرة 133 , وهنا سمي إسماعيل أبا وهو كان عما ليعقوب . أما آزر عم إبراهيم فقد كان مقربا عند الملك فعن أبي عبد الله (ع) قال ( كان آزر عم إبراهيم (ع) منجما لنمرود وكان لا يصدر إلا عن رأيه فقال : لقد رأيت في ليلتي عجبا , فقال : ما هو ؟ فقال : أن مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ,فحجب الرجال عن النساء .....) ومن هذه الرواية نستفيد أمرين ينفعاننا في هذا المقام الأول: أن كلام آزر نافذ عند الملك بحيث يرتب عليه أثار مهمة .والثاني : أن هذا العلم فيه نتائج حقيقية ومهمة جدا ويذكر أن إبراهيم (ع) كان يستعمل هذا العلم لذا حكى عنه الله تبارك وتعالى في سورة الصافات قائلا (فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم ) الصافات 88 /89 . وبعد بلوغ إبراهيم (ع) المرحلة المطلوبة شاء الله أن يريه حقيقة الكواكب والنجوم ولا يكون ذلك إلا باطلاعه على ملكوتها (أي غيبها) واسرارها . وقال تعالى ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) الانعام 75 .ما هو اليقين المراد أن يصله إبراهيم (ع) فمعلوم انه قبل هذه المرحلة كان قد كفر بالهتهم أي الكواكب التي يعبدونها من دون الله ولم يكفر بها إلا بعد أن تيقن ببطلان عبادتها وهو على يقين من ربه وذلك مفهوم من أسلوب الآية حيث بعد أن حاول أبيه آزر معترضا على عبادة الأصنام ومؤكدا عل عقيدته ببطلانها ويقينه بتوحيد الله .جاء القران بالاية الاخرى معطوفا على الأولى فبعد أن قال (واذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما الهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ) وبعد هذا عطف آية أراءته الملكوت فقال (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ) فمن هذا العطف نفهم أن ما أراد أن يريه الله في الملكوت هو غير الذي رآه في الآية السابقة و أكد كفرانه به ثم انه اراه ما في الملكوت والملكوت يعني الباطن وقطعا ما في الباطن هو غير هذه الكواكب أذن مرحلة اليقين التي وصل اليها إبراهيم (ع) فوق الشرك وفوق هذا المستوى من الاعتقاد ومن كلام إبراهيم لاحقا لما رأى الكواكب وقال هذا ربي يستدل على أن الحقائق التي رآها هي غير تلك الحقائق التي كفر بها وإلا فما معنى أن يعود لما كفر به في الظاهر بل انه بعد أن تخلص وارتفع عن تلك المرحلة عرفه الله بحق محمد وال محمد وللزيادة في اليقين بعظيم مقامهم عند الله أطلعه على عالم الملكوت وعلى حقائقهم فيه ليكون من الموقنين بحق محمد وال محمد .
وهنا نعود إلى اجواء الآية الشريفة للتأمل في بعض اضاءاتها فأقول قدمنا سابقا الفرق بين الملك والملكوت وذكرنا في الأعداد السابقة أن عالم الملك أو عالم الشهادة وهذا العالم المحسوس الذي نعيشه مع كل ما رايناه وان خلف هذا العالم أو ما وراء هذا العالم عالم أخر وهو عالم الباطن أو عالم الملكوت وذكرنا أيضا أن لكل شيء في الكون ملكوت يرتبط به ويعود إليه وبما أن الموجودات في عالمنا لها ارتباط بما يقابلها في الباطن وبعبارة لها وجودات أخرى ملكوتية . والبعض يدرك أن التاثيرات تبدأ اساسا من الملكوت ثم يظهر في عالمنا فقد يرى شخصا في المنام أنه يصادف حادث معين في حياته ثم بعد فترة من الزمن يقع هذا الحادث فمن أين جاءت الملائكة بتلك الصور عن الحادث لولا انه حصل في الملكوت أولا ثم يظهر لاحقا في الملك أو عالم المادة . ولو عدنا إلى الآية الشريفة وجدناها تحدثت عن الملكوت والغيب ثم جاءت ما بعدها من الآيات لتحدد ما اراه الله لابراهيم في هذا العالم من حقائق لبعض الموجودات في عالمنا وكيف أن تلك الحقائق هي وجود أخر غير هذا الذي نراه وندركه وليس هذا الذي نراه إلا صور تقريبية معبرة عن بعض صفات تلك الحقائق قال تعالى ( فلما جن عليه اليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا أحب الافلين * فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين * فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون ) سورة الانعام 76-78 . وبما أننا قدمنا في الأعداد السابقة أن لكل ايه أو مفردة في القران لها انطباقات في الباطن والتاويل فهي وان انطبقت على حقائق في الظاهر أو التفسير إلا أنها تنطبق في التأويل والباطن على حقائق أخرى وقد كررنا أمثال هذا الكلام لذا صار من المعلوم لدى قرائنا الكرام أن للشمس أو القمر أو الكواكب حقائق أخرى غير التي عرفت بها زمان التنزيل والتفسير فيا ترى هل أن الشمس والقمر والكواكب التي أثبتنا سابقا أنها الحقائق الغيبية لمحمد وعلى وآلهما (صلوات الله عليهم اجمعين ) لها علاقة بما اطلع الله عليه إبراهيم (ع) أو لا ؟ أن الخلائق تمر بمراحل وعوالم متعددة اولها هو عالم النور وبعبارة أخرى أن الموجودات تعود اصلا إلى النور فلو حللنا الموجودات وارجعناها إلى اصولها لوجدنا أن كل شيء في الكون يعود إلى النور وحتى النظريات المادية الحديثة اثبتت أن كل الاجسام فيها نسبة من النور أو الاشعاع حتى المعتمة منها .وقد ورد عن النبي الأكرم (ص) : ( أن أول ما خلق الله نوري وتواترت الأحاديث التي تؤكد أن الله خلق محمد وال محمد (ص) قبل الخلق وانهما انوار بالعرش محدقين ) و أمثال هذه الأحاديث الكثيرة بمكان يجعلها ثابتة .ومثل هذه الأحاديث ما جاء في علل الشرائع للصدوق (رض) من انه ليلة اسري بالنبي (ص) ودخل السماء الأولى فلما رأت ملائكتها نوره خروا سجدا وهم يقولون سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحانك سبقت رحمتك غضبك ظنا منهم انه الله جل جلاله فكبر جبرائيل أربعا لكي ينتبهوا فلما سألوه واخبرهم أن هذا هو الحبيب المصطفى قالوا يا جبرائيل ما أشبه هذا النور بنور ربنا القدوس ثم أن كثيرا منا يعرف حديث الاسراء وما جرى فيه وكيف أن النبي (ص) اخبر انه رأى حقائق الأئمة (ع) النورانية وان قائمهم وسطهم كالكوكب الدري . وليس بعيدا عن هذا المعنى ما جاء في سورة يوسف وهو يقص رؤياه على والده ( إذ قال يوسف لأبيه يا ابت إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) يوسف 4 . فعلى التفسير الكواكب اخوة يوسف وابيه وامه والشمس والقمر وعلى أول وجوه التأويل أن يوسف هو محمد (ص) وان الكواكب هم الأئمة الأحد عشر وان علي والزهراء هم الشمس والقمر وعلى هذا يثبت صحة اطلاق الكوكب على رجل خاص ومحل الشاهد في بحثنا حول آية ( فلما جن عليه الليل رءا كوكبا قال هذا ربي ) فعلى هذا الوجه من التأويل انه رأى المهدي (ع) ورآه كوكبا دريا لان فيه انطبقت مجموعة الكواكب من ولد الحسين (ع) فلما رأى نوره في الملكوت يشع على الخلائق اعتقد انه ربه فأمره الله بالأفول وهو التغيب أو الغيبة ولما شاهد إبراهيم الغيبة وقد كان على معرفة بهذه المرحلة إذ كان هو قد مر في غيبة قبل هذه الحالة التي وصفتها الآيات . فقال لا أحب الغيبة لأنه ادرك ما تمثله الغيبة من ظلمات وما شابه من الضلالة التي مر بها الخلائق لذا جاءه بما يهدي في الظلمات وهو القمر ( فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين ) وهنا رأى أمير المؤمنين على (ع) وحقيقته في ذلك العالم وهي تفوق كل ما راه إبراهيم قبل ذلك فقال هذا ربي تاكيدا على مرحلة القمر قال : لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الظالمين , فأكد على الهداية والضلالة . ثم اراه ما هو اكبر منهما واعظم وهو النبي الأكرم شمس الشموس (ص) فقال ( فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر ..).
الإشكالات القرآنية
طرحنا في العدد السابق إشكالا مفاده :
قال تعالى ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت ابوابها .....) الزمر 71 .
وقال تعالى ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت ابوابها ) الزمر 73 .
التساؤل هنا عن الفرق بين قوله تعالى( فتحت ابوابها) عند ذكر حالة دخول الكافرين إلى جهنم في الآية (71 ) وبين قوله ( وفتحت ابوابها) عند ذكر حالة دخول المتقين إلى الجنة في الآية (73 ) : فلم ذكر حرف الواو في الآية الثانية ولم يذكره في الآية الأولى ؟
حل الإشكال :
أن الفارق بين الصنفين هو حرف الواو حيث لم يذكر هذا الحرف في الآية (71) التي تشير إلى دخول الكافرين إلى جهنم وذكر حرف الواو في الآية (73) التي تشير إلى دخول المتقين إلى الجنة إشارة من المولى سبحانه وتعالى إلى التراخي والتأني والاستئذان لفتح الباب واذن البواب وذلك كله في الجنة , أما جهنم فهي مفتحة الابواب لا يحتاج الدخول اليها إلى أذن .
الإشكال الأتي :
وردت قصة موسى وهارون (ع) في عدة سور فقد قال المولى سبحانه وتعالى ( فالقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون ) وقد ذكر هذه الآية في عدة مواضع عم عدة سور مقدما موسى على هارون (ع) إلا في آية واحدة في سورة طه فقد قال تعالى ( فألقى السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب هارون وموسى ).
فما هو السبب في التقديم والتأخير بين موسى وهارون يا ترى ؟
الموعود
قضية الإمام (ع) وارتباطها بعالم الذر
كثيرة هي العوالم التي أوجدها المولى سبحانه وتعالى والتي مر بها الإنسان في مراحل خلقه ومنها عالم الذر حيث استخدم هذا المصطلح علماء الكلام والتفسير كثيرا فقد عد هذا العالم من المشكلات الكلامية فبين رافض وقابل وناقد ومخطئ . أن عالم الذر لم يرد في كلام الأئمة (ع) بهذا الاسم بل أن الذي ورد في كلامهم كلمة (الذر ) فقط , أن تسمية جاءت من المفسرين والمتكلمين وهذا العالم يسمى أيضا (عالم الالسن ) أو (عالم الروح ) وهو عالم قد عاشه الإنسان حينما كان روحا بلا جسد لفوائد ومصالح جمة لا يدرك كنهها العقل القاصر ,وقد سمي بالذر وذلك لكثرة الخلق آنذاك وليس كما توهم البعض أو زعموا بان الخلق كانوا فيه بمقدار الذرة فهذا غير صحيح لان العالم منزه عن المادة فهو عالم روحاني ليس فيه مادة والذرة من صنف المادة كما لا يخفى وبذلك نبين انه محمول على المجاز لا الحقيقة ومما يؤكد وجود هذا العالم قوله تعالى : (واذ اخذ ربك من ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين ) الاعراف 172 ففي هذه الآية دلالة صريحة كما أننا لو نظرنا لظاهرها لوجدنا أنها تؤكد وجود الارواح قبل خلق الاجساد حيث أن الله اخذ الميثاق الإلهي من الناس اجمعين وهناك آيات عديدة تؤكد وجود هذا العالم تركناها مراعاة للاختصار . وأما ما ورد عن الأئمة الطاهرون (ع) فعن زرارة قال سالت أبا عبد الله (ع) عن قوله تعالى : ( وإذا اخذ ربك من بني ادم ....) قال اخرج الله من ظهر ادم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا وهم كالذر فعرفهم نفسه واراهم نفسه ولولا ذلك ما عرف احد ربه وذلك قوله تعالى( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) .
عالم الذر وعلاقته بالأمام المهدي (ع)ة:
قال تعالى ( واذ اخذ ربك من بني ادم ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين ) فان الظاهر من الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى قد اخذ على خلقه الميثاق وهم في الذر الأول حيث اخذ عليهم الإقرار بالربوبية وكان جوابهم القبول والاقرار بذلك ثم اخذ عليهم الإقرار لمحمد (ص) بالنبوة ولعلي (ع) بالامامة وقد رفض الإقرار بالامامة لعلي (ع) اكثرهم ولم يقبلها إلا القلة فقد ورد عن جابر بن عبد الله عن أبي عبد الله (ع) قال : ( قال رسول الله (ص) لعلي (ع) يا علي أنت الذي احتج الله بك على الخلائق حين اقامهم اشباحا في ابتداعهم فقال لهم الست بربكم ؟قالوا : بلى فقال ومحمد نبيكم ؟قالوا بلى قال : وعلي امامكم قال فأبـــــــــــى الخلائق جميعا عن ولايتك والاقرار بفضلك وعتوا عنها استكبارا إلا قليلا منهم وهم أصحاب اليمين وهم اقل القليل ) ومن هنا يتبين لنا أن الناس سوف ترفض دعوة الإمام المهدي (ع) وتنكره إلا القلة القليلة ممن اخذ الله ميثاقهم في الذر الأول فعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( لو خرج القائم لقد انكره الناس يرجع إليهم شابا موفقا فلا يثبت عليه إلا كل مؤمن اخذ الله ميثاقه في الذر الأول ) , فان أصحاب الإمام (ع) قد اخذ الله ميثاقهم في الذر الأول فخرج منهم العهد بنصرة الإمام(ع) وصحبته وأبى وأنكر أكثر الناس ذلك وبذلك يتبين لنا سر الروايات التي تؤكد على أن أنصار الإمام قلة فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ قال: شيء يسير فقلت : والله من يصف هذا الأمر منهم لكثير فقال : لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير ) وعن أبي الحسن الرضا (ع) : ( والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى فيكم إلا الأندر فالأندر ) وهؤلاء القلة القليلة هم من ورد ذكرهم في القران الكريم فقد سماهم الله بأصحاب اليمين في قوله تعالى ( و أصحاب اليمين ثلة من الاولين وقليل من الاخرين ) وليس المراد من أصحاب اليمين هم عامة المسلمين كما ذهب إليه كثير من مفسري الجمهور حيث أنهم قالوا أن أصحاب اليمين هم المسلمون وان أصحاب الشمال هم الكافرون فقد قال تعالى ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضوب وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة أنا انشأناهن إنشاء فجعلناهن ابكارا اترابا لاصحاب اليمين ) الواقعة . إلا ترى أن هذا الجزء لا يشمل كل من تشهد بالشهادتين لأنه ينافي العدل الإلهي فان في المسلمين من ظلم أولياء الله وقد وعد المولى عز وجل بالعقاب العظيم ومنهم من يرتكب المحرمات وينقض عهد الله وينكر ولاية أمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده (ع) لذا فقد تعين أن يكون اخص من ذلك وهم القلة القليلة من الشيعة بل وليس الشيعة وليس من يدعي التشيع فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( افترق الناس فينا على ثلاث فرق فرقة احبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا فسيحشرهم الله إلى النار وفرقة احبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم نارا يسلط عليهم الجوع والعطش وفرقة احبونا وحفظوا قولنا واطاعوا امرنا ولم يخالفوا فعلنا فاولئك منا ونحن منهم). وقد ذكر في كتاب الامتحان الأخير الصادر عن مركز باء للدراسات التابعة للسيد على الخامنائي في شرح هذه الرواية ما هذا نصه ( وليس خفيا عليك إذا ما امعنت النظر في اوصاف هذه الفرق فانك ستجد أن هذه التقسيمات في نفس المجتمع الذي يدعي التشيع والولاء بل انك ستلتفت إلى أن من اوضح مصاديق هذه الفرق المذكورة وبالاخص الفرقة الثانية وهم من طبقة قد يعدون في نظرة عامة الشيعة خواصا ومقدسين ولا خاصية او قدسية أو غير ذلك لهم بل هم يموهون ويخدعون من يتمكنون من خداعه التمويه عليه بمختلف الأساليب العلمية أو العقلية أو العملية أو العبادية أو غيرها ) وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( لو قام قائمنا بدا بكذابي الشيعة فقتلهم ) وعن الإمام الباقر (ع) : ( لو قد قام قائمنا بدا بالذين ينتحلون حبنا فيضرب اعناقهم ) أذن يتضح من هذه الروايات الصادرة عن أهل البيت (ع) أصحاب اليمين هم من الشيعة وهم بعض الشيعة لا كلهم وهم في أخر الزمان أنصار الإمام المهدي (ع) وأصحابه اليمين وهم أصحاب الإمام (ع) هم من اخذ الله ميثاقهم في عالم الذر وعرفهم المولى سبحانه وتعالى إمامهم فراءوه واقروا له بالامامة وعاهدوا على النصرة وذلك تفسير الرواية الواردة عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق (ع) : ( لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين فمن قال لكم غير هذا فكذبوه ) فانه لا يراه احد(ع) عند ظهوره المقدس إلا وقال انني قد رايته وذلك في عالم الذر عندما اخذ الله الميثاق على الناس.
الأبحاث المثيرة والأسرار الخطيرة
من هو الذي له سنة من يوسف السجن والتقية
وردت الكثير من الأخبار والراويات المعصومية الشريفة التي تحكي لنا عن صاحب الأمر وكيف أن له سنن من الأنبياء عليهم السلام فقد ورد عن أبي بصير : ( سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول : في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء : سنة من موسى, وسنة من عيسى, وسنة من يوسف, وسنة من محمد (ص) – إلى أن قال – قلت فما سنة من يوسف ؟ قال السجن والغيبة ...) وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر يقول : ( في صاحب الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) وأما من موسى فخائف يترقب وأما من عيسى فيقال بسيرته وتبين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضي الله , قلت وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة ) ومن هاتين الروايتين يتبين لنا أن لصاحب الأمر سنة من يوسف (ع) وهي السجن والغيبة أو السجن والتقية ولكن ألحق أن هذه الروايات يصعب حملها على الإمام المهدي (ع) وذلك لأنه من غير الممكن أن يسجن الإمام (ع) أو أن الإمام يمارس التقية فان الإمام المهدي (ع) كما لا يخفى لا يظهر حتى يكون له جيشا وانصارا وقاعدة معدة قبل ظهوره الشريفة (ع) فهو كما جاء في الروايات ومنها هاتين الروايتين أن للإمام (ع) سنة من جده المصطفى وهي القيام بالسيف فعن الإمام الصادق (ع) : ( ما يخرج إلا في اولي قوة وما يكون اولي القوة اقل من عشرة الاف ) وعنه أيضا ( لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة وقال الراوي وكم الحلقة فقال (ع) عشرة الاف ) . وهذا مما لا يحتاج للاستدلال عليه . كما انه قد جاء في الروايات أن العلة من الغيبة أن لا تكون في عنق الإمام بيعة لأحد فلو أن الإمام (ع) يخرج ويسجن أو يمارس التقية كان لابد أن تكون في عنقه بيعة سواء كان لأحد الحكام والطغاة أو إحدى الدول أو أن هناك من بيعة أو يعاهد فعن إبراهيم بن عمر اليماني قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول : ( لا يقوم القائم ولأحد في عنقه بيعة ) وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع)قال : ( يقوم القائم (ع) وليس لأحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة ) وعن إسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : ( وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول : ( يا أيها الذين امنوا لا تسالوا عن اشياء أن تبد لكم تسؤكم ) انه لم يكن احد من ابائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ....) وأما ما ذهب إليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حيث قال تعليقا على الرواية التي تذكر أن لصاحب الأمر سنة من يوسف وهي السجن والغيبة (هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا – فان قيل – صاحبكم لم يسجن في الحبس –قلنا لم يسجن في الحبس وهي في معنى المسجون لأنه بحيث لا يوصل إليه ولا يعرف شخصه على التعيين فكأنه مسجون )ولكنني أقول لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح أن يقول الإمام (ع) في الرواية السجن والغيبة والأمام (ع) كما لا يخفى من افصح الناس وابلغهم وكان الأصح أن يقول الغيبة فقط ولا يحتاج إلى ذكر السجن لو كان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر الشيخ كما أن من الواضح أن السجن غير الغيبة كما عليه ظاهر اللفظ وان الواو تقتضي المغايرة أي أن السجن غير الغيبة وهما امران لا امرا واحد . وهذا أيضا يجري على الرواية الثانية التي تقول أن لصاحب الأمر سنة من يوسف السجن والتقية وهذه الرواية أن دلت على شيء فأنها تدل على أن التقية هي الغيبة أيضا لكان في الكلام خلل واضح وهو مما لا يجوز في كلام المعصوم (ع) فلا يصح أن يقال أن السجن معناه الغيبة والتقية معناها الغيبة لان النتيجة سوف تكون هكذا الغيبة و الغيبة ) وهذا مما لا يصح نسبته إلى الإمام (ع) كما قلنا لأنه من اللغو في الكلام , أذن فلا بد من أن المقصود من السجن غير الغيبة كما أن المقصود من التقية غير ذلك أيضا . والحق أن الكثير من السنن التي وردت أنها تجري على صاحب هذا الأمر أما ما يجري منها على صاحب دعوة الإمام (ع) والممهد له وهو وزيره اليماني فان الذي يجري على الوكيل يجري على الاصيل كما لا يخفى فلو قام شخص ما بالاساءة لوكيل احد العلماء كانت تلك الاساءة لذلك العالم حتما لا الوكيل يكون ممثلا لذلك العالم كما أن الاساءة لوزير احد رؤساء الدول أنما تعني الاساءة لرئيس تلك الدولة لا محال أذن فسجن وزير الإمام (ع) هو في الواقع سجن للإمام (ع) وتكذيب قول وزير الإمام ورد دعوته هو تكذيب للإمام وعدم قبول امره- وبالعودة لقصة يوسف (ع) والتأمل فيها نجد أن يوسف (ع) قد غاب عن أهله كما انه قد سجن أيضا, فانه لم يغب فقط حتى يعبر عن غيبته بالسجن بل انه قد مر بالامرين فقد عاش وطرا من حياته في مصر غائبا عن أهله ثم بعد ذلك تعرض للسجن بسبب ما شوهد عليه انه (ع) على غير دين الملك فان يوسف (ع) لم يسجن كما يعتقد الكثيرون وذهب إليه المفسرون نتيجة قصته مع زوجة العزيز بل أن سجنه كان بسبب ما قامت به زوجة العزيز من الأخبار عنه وانه يدين لغير دين الملك وذلك تبين من خلال الآيات القرآنية التي تذكر لنا قصة يوسف (ع) بسبب ما جرى من كيد زليخا زوجة العزيز لان التهمة قد أزيلت من يوسف لما شهد الشاهد من اهلها فقد قال تعالى ( فلما رأي قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن أن كيدكن عظيم , يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين )ومن الآيات يتبين أن الخطأ لزم زوجة العزيز وان يوسف قد ثبتت برائته ولكن زليخا زوجة العزيز هددت يوسف بالسجن أن لم يفعل ما تريد ولما رأت منه انه لا يستجيب لها اخبرت الملك بأنه على غير دينه فما كان من الملك إلا أن وضع الجواسيس على يوسف ولما ثبت له ذلك ألقاه في السجن قال تعالى ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجنن حتى حين)فاي آيات تلك التي رأوها فان قيل ما جرى مع زوجة العزيز فليس هناك شاهد على إدانة يوسف (ع) مع زليخا حاشاه من ذلك وانما الآيات كانت شاهد له كقد القميص من الدبر ولكن الحق أن المقصود بالايات هو رؤيتهم لعبادة يوسف (ع) وكيف تختلف عن عبادتهم وحصول الشواهد لديهم بان يوسف على غير دينهم مما حدا بالملك أن يسجنه وهنا يقوم يوسف بالتقية في السجن حيث بدا عندما دخل السجن بالعمل بالتقية وذلك باظهار انه على دين الملك وان ما نسب إليه من انه على غير دين الملك ليس صحيحا . وبهذا يتبين لنا أن التقية التي مارسها يوسف (ع) كانت في السجن وهنا نصل إلى نتيجة أن الذي يسجن هو وزير الإمام المهدي(ع) وليس الإمام (ع) وان وزير الإمام يمارس التقية في السجن حيث انه يسجن نتيجة دعوته للإمام (ع) وفي السجن يظهر لهم انه ترك الأمر حتى يامنوا منه ويثقوا به فيخرج من السجن كما خرج يوسف (ع) وان السجن سوف يكون في إيران وذلك لان يوسف قد سجن في نفس البلد الذي أصبح حاكما له بعد خروجه من السجن وان من الثابت لدينا أن وزير الإمام المهدي (ع) سوف يحكم إيران قبل قيام الإمام (ع) فان الإمام المهدي (ع) لا يحكم قبل أن يتم سيطرته على الكرة الارضية كلها ويكون حاكا لها وخليفة الله فيها ولم يرد أن الإمام (ع) يحكم بلد واحد والدليل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فاتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي ليس الإمام (ع) لان الرايات السود تخرج قبل قيام الإمام (ع) كما لا يخفى أن الإمام (ع) يخرج من مكة لا من خراسان ولكن المقصود هو السيد اليماني حيث انه هو الخليفة الذي يستخلف قبل قيام الإمام (ع) في خراسان ويقود الرايات السود باتجاه الكوفة لفتحها وطرد جيش السفياني منها وقد جاء من ضمن تسميات اليماني انه يلقب بالمهدي أيضا كما جاء في الرواية ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ) وقد ذكر الشيخ الكوراني في كتابه معجم احاديث الإمام المهدي (ع) في الجزء الأول منه ( فالاقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة أشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة ) أذن المهدي المقصود في الرواية هو وزير الإمام المهدي (ع) الذي يدعي اليماني كما جاء في كتاب الملاحم والفتن لا بن طاووس ( أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني وقال أيضا ( انه يماني قريشي وانه أمير الغضب ) فان اليماني بالنظر إلى الرواية الاخيرة خليفة وبالنظر إلى الرواية التي قبلها هو مهدي فعليه تكون النتيجة انه خليفة الله المهدي وقد ورد عن أبي جعفر (ع) قال : ( أن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف بن امة سوداء يصلح الله امره في ليلة ) أي انه بعد أن كان سجينا في تلك الدولة يخرج فيكون حاكما عليها كما حصل ذلك مع نبي الله يوسف (ع) .
واخيرا اختم هذا البحث بما جاء عن أمير المؤمنين (ع) حيث قال : ( يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس – إلى أن قال – ويخرج قبله رجل من أهل بيته باهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس ) فمن هذه الرواية الشريفة الواردة من أمير المؤمنين (ع) يتبين لنا أن هناك شخصا يخرج قبل الإمام المهدي (ع) من أهل بيته أي انه سيدا علويا يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر وبالعودة إلى الرواية التي ذكرناها في بداية البحث الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) التي ورد في أخرها ( وأما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضي الله ) يتضح لنا أن المقصود في الروايتين شخصا واحدا يخرج قبل الإمام المهدي (ع) يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل أعداء الله وتجري عليه سنن الأنبياء منها سنة يوسف السجن والغيبة والتقية وهو وزير الإمام (ع) .
المهدي يدعوا إلى أسلام جديد
شخصية الداعي
الحلقة الرابعة
أن المتتبع لروايات أهل البيت (ع) يجد حقيقة واضحة وهي أن الإمام المهدي (ع) يقوم حينما يقوم بالسيف مقاتلا ولا يقبل بتوبة احد لم يرتضيه في غيبته وانه سلام الله عليه لا يقوم ولا يخرج حتى يجتمع له جيش وأنصار وكل ذلك قد بينته الروايات والاخبار الكثيرة فقد ورد عن المعصوم (ع) أم مع الإمام (ع) عهدا باملاء رسول الله (ص) وخط أمير المؤمنين (ع) مكتوب فيه ( اقتل اقتل ولا تستتيب احد ) ولما كان من الثابت أن للإمام المهدي (ع) دعوة قبل قيامه إلى التوحيد وأتباع الحق والهداية . وان الإمام لا يقوم بتلك الدعوة بنفسه وذلك لاسباب عديدة اهمها أن الإمام (ع) لا يقوم إلا بعدة وعدد ولا يظهر قبل أن يجتمع إليه انصاره وجيشه الذين لا يجتمعون إلا بعد الدعوة إلى نصرة الإمام واتباعه القادة ودعاته وذلك عن طريق احد الدعة كما انه قد ورد عن الإمام المهدي (ع) انه لا يقبل توبة احد وهذا مما يتنافى ويتعارض مع الدعوة فان صاحب الدعوة لابد أن تتوفر فيه صفات كثيرة ومنها قبول العذر وقبول توبة المستتيب وغير ذلك بما يتناسب واخلاق الداعي . فقد ورد عن أبي بصير قال :قال أبو جعفر (ع) ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف ولا يستتيب احد ولا تخذه في الله لومة لائم ) غيبة النعماني . كما أن جميع الدعوات الإلهية كدعوات الأنبياء والاوصياء والصالحين لا تقوم على اساس السيف أو المال فان الداعي لابد أن تتوفر فيه صفتين مهمتين وهما انه لا يدعوا إلا أن يكون مستضعف ليس لديه شوكة أو جيش كما انه لابد أن يكون فقيرا وليس صاحب مال وكل ذلك لأجل أن مريدي الدعوة ومعتنقيها لا يدخلون في تلك الدعوة ويعتنقوها نتيجة لحب المال أو طمعا فيه أوخوفا من السيف والقوة بل لأجل الاعتقاد بصحة الدعوة والايمان بها لا بطمع في مال ولا خوفا من قتل فان الإمام (ع) كما ذكرت الروايات الشريفة الواردة عن أبائه (ع) لا يقوم كما قلنا حتى يكون له جيشا وتقوى شوكته فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) ( ما يخرج إلا في اولي قوة وما يكون اولي القوة اقل من عشرة الاف )وعنه (ع) قال : ( لايخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال (ع) عشرة الاف ) كما أن الأرض تخرج بركاتها وكنوزها للإمام (ع) كما جاء في الروايات عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم ففي الرواية عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ( أن قائمنا إذا قام اشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس –إلى أن قال – وتظهر الأرض كنوزها حتى ترى الناس عن وجهها ....) ثم أن الإمام المهدي (ع) كما جاء في الأخبار والروايات الكثيرة عن أهل البيت العصمة يقوم من مكة المكرمة والدعوة والتمهيد (ع) تبدأ من الكوفة المقدسة كما أثبتنا وبينا ذلك في الأبحاث السابقة , ثم انه قد ورد أن من جملة الاسباب التي ادت إلى الغيبة هو أن لايكون لأحد في عنق الإمام(ع) بيعة فلو خرج (ع) لوحده من دون جيش وبدا بالدعوة على خلاف ما هو المفروض من القيام بالسيف والتحرك العسكري منذ أول اطلالته الشريفة لكان لابد أن تكون في عنقه بيعة لأحد وهذا ما لا يريده الإمام (ع) أن يقع فقد وردعن أبي عبد الله (ع)قال : ( يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لأحد ) وعن صادق العترة الإمام أبي عبد لله (ع) قال : ( يقوم القائم وليس لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا بيعة )وبهذا يتبين لنا أن الإمام (ع)لا يقوم بالدعوة بنفسه وشخصه أنما هناك داعي أخر غير الإمام (ع) هو من يتكفل بهذا الأمر يقوم بهذا المهمة وقبل الخوض في البحث عمن يكون هو الداعي لابد لنا من معرفة الظروف التي تحيط بدعوة الإمام (ع)ة فقد ورد عن أبي عبد الله (ع)قال : ( الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله فقال يستأنف الداعي منا دعاء جديد كما دعا رسول الله (ص) .ومن هذه الرواية الشريفة وغيرها من الروايات التي اعرضنا عنها مراعاة للاختصار والتي سبق أن ذكرناها في الأبحاث الماضية يتبين لنا أن دعوة الإمام المهدي (ع) تكون مشابهة لدعوة جده رسول الله (ص) وقد بينا وجوه الشبه بين الدعوتين من جانب الحق وبقي أن نبين لقرائنا الاعزاء وجه الشبه من الجانب الأخر الباطل والاعداء فان رسول الله (ص) خرج حينما خرج والناس كلها جاهلية قال تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى واقمن الصلاة...) الاحزاب 33.ومن هذه الآية الكريمة يتبين لنا واضحا أن هناك جاهليتين بالنظر إلى قوله تعالى( تبرج الجاهلية الأولى ) فالجاهلية الأولى عند خروج رسول الله (ص) وبعثته حيث كانت الجاهلية قد شملت كل مكان والجاهلية الثانية تكون عند قيام الإمام (ع) فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : ( أن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس اشد مما استقبله رسول الله (ص) من جهال الجاهلية ....) وهنا يعني انه هناك جاهلية اشد من تلك الجاهلية التي كانت في عصر الرسول الكريم (ص) . واضافة إلى ذلك وهو وجود الجاهلية فانه يوجد قومه من قريش وكذبوه واتهموه فقد كانت قريش سادة العرب آنذاك وكبرائهم زفي زمن دعوة الإمام (ع)لابد وان يكونوا امثالا لقريش فأنهم سوف يكذبون بدعوة الإمام (ع)ويتهمونها بمختلف التهم وقد بينا أن هناك مكة بحسب التأويل وهي الكوفة ولابد أن يوجد في الكوفة قريش وهم سادتها وكبراء القوم فيها وهؤلاء هم كما لا يخفى من سلالة الرسول (ص) حيث هم من سلالة قريش أهل مكة الاصليين فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ) وعن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب اكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , أما انه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف ....) وعن بشر غالب الاسدي قال : قال لي الحسين بن علي (ع) : ( يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب اعناقهم صبرا ثم قدم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا , ثم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا , قال : فقلت له : أصلحك الله , ايبلغون ذلك ؟ فقال الحسين بن علي (ع) أن مولى القوم منهم , قال : فقال لي بشير بن غالب اخو بشر بن غالب : اشهد أن الحسين بن علي (ع) عد أخي ست عدات أو قال : ست عدات . على اختلاف الرواية ) ومن هذه الروايات يتاكد جليا ما قلناه . كما أن الداعي لا بد أن يكون اميا كما كان رسول الله (ص) وليس معنى ذلك انه لا يقرا ولا يكتب فان الحال قد تغير كما لا يخفى واصبح الأمي اليوم هو من لا يجيد بعض العلوم كما أن في الغرب اليوم من لا يستطيع العمل على الحاسبات يسمى اميا والظاهر انه يكون من عامة الناس لا من خاصتهم أي أن الداعي لا يكون عالما من العلماء كما أن من دواعي المشابهة بين الدعوتين لابد أن توجد أصناما تعبد كما على عهد الرسول الكريم محمد بن عبد الله (ص) فقد وردت الروايات التي تؤكد ذلك فعن الصادق (ع) ( أن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) لان رسول الله اتهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشب المنحوتة , وان القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه ) حيث أن الإمام الصادق (ع) جعل في مثال تلك الأصنام أولئك العلماء الذين يتاولون القران على الإمام فهم كما يفهم من الرواية كالأصنام حيث أن الناس تطيعهم في كل شيء فيعبدونهم بذلك من حيث لا يشعرون فقد ورد في تفسير قوله تعالى(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ( قال أبا عبد الله (ع) أما والله ما دعوهم لعبادة أنفسهم ولو دعوهم لعبادة أنفسهم ما اجابوهم ولكن لحلوا لهم حرما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) تفسير ج9 . كما انه قد اشتهر في مكة الشعر والشعراء والبلاغة والادب وقد كان ابرز الناس هناك هم شعراء مكة حتى أنهم علقوا قصائدهم على جدار الكعبة حتى عرفت بالمعلقات وكانت القبائل تفتخر بشعرائها وتقتدي بكلامهم وقصائدهم ولابد أن يكون في الكوفة التي هي مكة في التأويل اناس يكونون قادة للمجتمع والناس تتبعهم وتاخذ بكلاهم ولكنهم ليسوا شعراء كما قد يتصور البعض فان الشعر هو الذي كان سائدا آنذاك في مكة لذا فقد تسيد الشعراء آنذاك ولكن بمرور الزمن برزت بعض العلوم كعلم الفقه والاصول واصبح اليوم سادة مكة هم من قد عرفوا واشتهروا بهذه العلوم , فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في قول الله عز وجل ( يتبعهم الغاوون قال ) قال رأيت شاعرا يتبعه احد؟ وانما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلو واضلوا ) .
وعن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) فقال من رأيتم من الشعراء يتبع ؟ أنما عن هؤلاء الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل فهم الشعراء الذين يتبعون ) , وبالعودة إلى الأخبار والروايات الواردة عن سادتنا وائمتنا صلوات لله عيهم يتبين لنا أن صاحب دعوة الإمام (ع) هو السيد اليماني حث اكدت الروايات على أن رايته اهدى الريات وانه يأخذ توجيهاته من الإمام (ع) وقد حث الأئمة على الالتحاق بدعوته وعدم التخلف عنها فقد ورد عن الامام الباقر(ع) قال ( وليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعوا إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس ) وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فان رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم ) فيظهر بوضح أن اليماني هو من يقوم بالدعوة للإمام (ع) وذلك سيتبين من خلال قول الإمام الباقر (ع) في الرواية حيث وردت لفظة ( يدعو ) مرتين حيث قد بين الإمام أبي جعفر (ع) أن اليماني إلى نصرة الامام (ع) حيث قال ( يدعوا إلى صاحبكم ) كما انه قال ( يدعو إلى الحق ) فان اليماني كما واضح يدعو إلى الله قال تعالى ( ذلك بان لله هو الحق وانه يحي الموتى وانه على كل شي قدير)فقال تعالى ( افمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم لا يهدي إلا أن يهدى ) ومن خلال هذه الآية يتبين لنا أن اليماني هو أحق شخص للأتباع وذلك بالعودة إلى كلام الإمام الباقر (ع) وقوله ( يدعو إلى الحق ) فان من يهدي إلى الحق هو أحق بالاتباع ومن الرواية الشريفة للإمام الباقر (ع) يظهر أن اهدى الدعوات هي دعوة اليماني بدليل قول الإمام( وليس اهدى من راية اليماني ) والمقصود بالراية هو الدعوة كما ذهب إلى ذلك السيد الشهيد الصدر ( قده ) في كتابه الموسوعة المهدوية حيث قال(والمقصود من راية الحق دعوة المهدي (ع) العامة ) ومن خلال الرواية يظهر لنا أن الإمام (ع) يوصي ويؤكد على الالتحاق بدعوة اليماني( وذا خرج اليماني فانهض إليه ) وقوله ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعلم فهو من أهل النار .
فانظر عزيزي القارئ كيف يصف الإمام حال من يتخلف عن نصرة اليماني الداعي إلى الحق والى نصرة الامام المهدي(ع) وكل ذلك لان اليماني متصل بالأمام (ع)وانه يتشرف بإلقائه في غيبته فيقوم بالدعوة بتوجيه من الإمام (ع) فقد ذكر الشيخ على الكوراني في كتابه عصر الظهور تعليقا وتحليلا لراية اليماني وكيف أنها أهدى الرايات فقد قال( أن ثورة اليماني أهدى لأنها تحضا بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي (ع) وتكون جزءا مباشرا من خطة حركته (ع)وان اليماني يتشرف بإلقائه ويأخذ توجيهه منه )فان اليماني يهدي إلى طريق مستقيم أي انه يهدي إلى الإسلام أي أسلام إبراهيم (ع) الذي قام على المعرفة الحقيقة ونفي الإمداد الباطنية والظاهرية وتحطيم الأصنام الحجرية والبشرية . لما كان الإمام أمير المؤمنين (ع) يدور مع الحق أيمنا دار كما ورد عن رسول الله (ص) (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه أينما دار ) فان اليماني يهدي إلى الحق أي انه يهدي إلى أسلام علي (ع) القائم على التوحيد وتحطيم الأصنام فان أمير المؤمنين (ع) كما هو معلوم هو من حطم الأصنام وأزالها عن بيت الله في فتح مكة وكذلك يفعل اليماني حيث انه من يحطم الأصنام ويزيلها من مكة المهدي (ع) ( لا يخرج القائم حتى يقرا كتابان كتاب في البصرة وكتاب بالكوفة بالبراءة من علي (ع) من المعلوم أن البلدتين هم من بلاد الشيعة ويسكنها الشيعة ولا يمكن أن نتصور أن أهلها يبرؤن من علي (ع)إلا أن يكون المقصود البراءة ممن يحمل أسلام على (ع) وسيرته وهو داعي الحق اليماني صاحب دعوة الإمام المهدي (ع) .
*******************************************************************
تحقيقات
بشارات التوراة والإنجيل بظهور النبي محمد (ص) ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد
الحلقة الثانية
1 – سفر إشعياء الإصحاح 42 : 10-17
"أغنية جديدة القران الكريم "
"من أقصى الأرض "مكة المكرمة "
"المنحدرون في البحر و.....الحجاج "
"لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار "الديار هي مكة المكرمة
التكوين الإصحاح 25 :13 قيدار من نسل إسماعيل عليه السلام وهو الجد الاعظم لسيدنا محمد (ص)
"سالع "جبل في المدينة المنورة "
"من رؤوس الجبال يصيحون "تلبية الحجاج وتكبيرهم على جبل عرفات
"ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر "
"الآن ذان الرب كالجبار يخرج "
"الجهاد احيانا يقول الله سبحانه وتعالى أنا افعل مع انه اناب بشرا للقيام بالعمل كما في التثنية 32 :41 – 42 .
كما أن "الرب " تعني المعلم كما في يوحنا الإصحاح 1 -38 . وهو محمد (ص)
"واسير العمي في طريق لم يعرفوها " كان العرب في الجاهلية كالعميان لا يميزون الصح من الخطأ إلى أن ارسل الله سبحانه وتعالى لهم محمد (ص) كما وعد في سفر التكوين 21 : 13 .
" اجعل الظلمة إمامهم نورا والمعوجات مستقيمة " نقل الإسلام العرب من ظلمات الجهل إلى الطريق المستقيم .
" يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن الهتنا "كان العرب في الجاهلية يصنعون الأصنام ويعبدونها وقد عاقبهم الله سبحانه وتعالى فحطمها محمد (ص) يوم فتح مكة .
2 – سفر اشيعاء الإصحاح 45 : 1 – 3 .
لقد فتح الله سبحانه وتعالى الدول أمام محمد (ص) واتباعه وان كل مكان في العالم مفتوح أمام الإسلام , أما ملك الفرس كورش فقد كان وثنيا فكيف يكون مسيحا لله ؟ كما أن دولة الفرس اعتنقت الإسلام .
كلمة مسيح تعني تعيين شخص لأداء مهمة كما في صموئيل الثاني الإصحاح 2 : 7 .
3 – سفر اشيعاء الإصحاح 54 :كله
"العاقر " مكة المكرمة لعدم ظهور نبي فيها بعد إسماعيل (ع) .
"بنو المستوحشة "هم أولاد هاجر (ع) كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : 11 : - 12 .
"بنو ذات رجل " هم أولاد سارة (ع) :
"ويرث نسلك امما " الفتوحات الإسلامية .
الجمل من 4 – 16 استمرار الأمن والإسلام في مكة المكرمة .
"كل آلة صورت ضدك لا تنجح " حماية مكة المكرمة كما حدث لأبرهة الاشرم حين غزاها الله سبحانه وتعالى .
4 – سفر اشعياء الإصحاح 60 : 7 .
وجاء مثلها أيضا في سفر حزقيال الإصحاح 27 : 21 .
"كل غنم قيدار تجتمع إليك " انتشار الإسلام بين العرب فهم لم يتأثروا بالمسيحية ابدا وهذا تصديق لوعد الله سبحانه وتعالى لابراهيم (ع) كما في سفر التكوين 17 : 20 .يجعل إسماعيل (ع) السلام امة كبيرة .
"بيت جمالي " هو المسجد الحرام .
5 – سفر اشعياء الإصحاح 65 : 1 – 6 .
"الذين لم يسألوا " العرب .
"الأمة لم تسمي باسمي "عبد العرب الأصنام في الجاهلية .
"شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكار "اليهود والنصارى فقد حرفوا دينهم وكتبوا كتبهم بأيديهم .
6 – ارمياء الإصحاح 28 : 9 .
"تنبأ باسلام "محمد (ص) دعا للاسلام وقد نجحت دعوته وانتشر الإسلام .
6 – سفر دانيال الإصحاح 2 : 34 -45 .
"الحجر الذي قطع "محمد (ص) .
أن كلمة بطرس يونانية تعني صفا كما في يوحنا الإصحاح 1 : 42 وهي كلمة قديمة تعني بالعبرية " إيبن" وبالعربية "حجر "وتدل على شيء أو شخص أما المكان فيدعي "مصفاة "كما في سفر التكوين الإصحاح 31 : 49 – أن "المصطفى " من اسماء سيدنا محمد (ص)
"التمثال " الأصنام
"فصار جيلا كبيرا وملا الأرض كلها "انتشار الإسلام في العالم .
المملكة الأولى سلطنة الكلدانيين .
المملكة الثانية مملكة مادى والفرس كما في سفر دانيال الإصحاح 5 : 30 : - 13 .
المملكة الثالثة الاسكندر المقدوني .
المملكة الرابعة الامراطورية الرومانية
"مملكة لن تنقرض ابدا الإسلام "
تستحق وتفني كل هذه المالك لقد حطم المسلمون الامراطورية الفارسية الروماني واعتنق معظم سكانها الإسلام .
8 - سفر دانيال الإصحاح 7 : كله .
المملكة الأولى : الكلدانية فقد كانت قوية كالنسر المنقض على فريسته .
المملكة الثانية : المادية الفارسية ورمز لها بالدب وقد امتد نفوذها حتى البحر الادرياتيكي واثيوبيا وهكذا فهي تحمل بين أسنانها ضلعا من كل من القارات الثلاث في نصف الكرة الشرقي .
المملكة الثالثة : ورمز لها بالنمر الشرس ذا القفزات السريعة ترمز إلى زحوف الاسكندر الأكبرالظافرة والذي انقسمت مملكته بعد موته إلى أربع ممالك .
المملكة الرابعة : الامبراطورية الرومانية الهائلة ورمز لها بوحش ضخم وشيطان كبير والقرون العشرة هم اباطرتها العشرة الاوئل الذين اضطهدوا المؤمنين من النصارى .
لقد تنافست الأربعة ممالك وانتصر قسطنطين الامبراطور الروماني الحادي عشر عليهم وهو الذي تنطبق عليه "يتكلم بكلام ضد العلي " لقد مثلت الوحوش الأربعة على أنها غير عاقلة .اما القرن الصغير فهو بشر وينطبق على قسطنطين ويعود إليه تحريف شريعة المسيح علية السلام وفرض اراءه وقراراته الخاصة بالتثليث والوهية المسيح عليه السلام بمرسوم امبراطوري صدر في مجمع نيقية "ازمير الآن "سنة 325 م .
" واذ مع سحب السماء "معراج محمد (ص) إلى السماء
"مثل بن الإنسان "محمد (ص) وليس المسيح (ع) فقد جاء قبل قسطنطين .
" والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطي لشعب قديسي العلي " الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في العالم وقد تحقق تلك النبوءة بعد حوالي 2500 عاما ببعثة محمد (ص) من حدوثها .
"ملكوته ملكوت ابدي "بقاء الإسلام إلى الابد باذن الله سبحانه وتعالى .
9 – حبقوق الإصحاح 2 : 3
"لان الرؤيا بعد إلى الميعاد وفي النهاية "
تحقق الرؤيا مستقبلا وجاء ذلك بعد 1250 عاما حين بعث الله سبحانه وتعالى محمد (ص) وهو أخر أنبياء الله سبحانه وتعالى وبعثته في نهاية الزمان .
10 – حبقوق الإصحاح 3 : 3
"الله جاء " أمر الله سبحانه وتعالى أو كلمته
"تيمان " تعني جنوب أي جنوب القدس
"والقدوس "محمد (ص) فهو النبي الوحيد الذي بعث هناك .
" فاران "مكة المكرمة حيث سكن جد محمد (ص) .
إسماعيل عليه السلام كما في التكوين 21 : 21 صيغة الماضي تأكيد لوقوعها
يوشع بن نون (ع) شبيه علي بن أبي طالب (ع) يرجع مع الإمام المهدي (ع)
من هو يوشع بن نون ؟
أن الله تبارك وتعالى جعل لكل نبي وصي ويكون الوصي هو الافضل بعد النبي ويحفظ الوصي كل أسرار النبوة ويقوم بأمر الله بعد موت النبي , وقد قام يوشع بن النون (ع) بالامر بعد موت موسى النبي (ع) ولقد عانى ما عاناه من الطواغيت في زمانه وقد صبر على الضراء والجهد والبلاء حتى مضى ثلاث من الطواغيت , فقوي امره بعد ذلك ثم خرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرة موسى (ع) في مائة رجل فقاتلوا يوشع بن نون فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم الباقين باذن الله تعالى ذكره , واسر صفراء بنت شعيب وقال لها : لقد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقي نبي الله موسى فاشكو ما لقيت منك ومن قومك . فقالت صفراء : واويلاه والله لو ابيحت لي الجنة لا ستحييت أن أرى فيها رسول الله و قد هتكت حجابه وخرجت على وصيه بعده . أن يوشع بن نون (ع) كان اعلم بني إسرائيل واخوفهم من الله واطوعهم له وقد اوصى إليه كليم الله موسى (ع) فحسده بني إسرائيل وسبط موسى خاصة فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا له , وهكذا سنن الامم فلوصي المنصب بأمر الله لا يتبعه لا ابرار الأمة ولا يعاديه إلا فجارها .
وهنا سنبين بعون الله ومنته البعض من اوجه الشبه العديدة بين يوشع بن نون (ع) وصي كليم الله موسى (ع) وبين الإمام علي بن أبي طالب (ع) وصي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص) , ومن هذه الاوجه العديد بين الوصيين هي :
1 – العلمية المتفوقة على الجميع أي صفة الأعلم , فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والمئات من روايات أهل البيت التي تؤكد على علمية سيد الاوصياء الإمام علي (ع) منها قول الرسول (ص) .: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) وقال ( ص) : ( اعلمكم علي ) وغيرها من الأحاديث الكثيرة وقد ورد عن أبي سعيد الخدري عن سلمان المحمدي (رض) قال : ( قلت يا رسول لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فقال (ص) : من وصي موسى ؟ فقلت : يوشع بن نون . قال(ص) : قال لم قلت لأنه كان اعلمهم قال: فوصيي وموضع سري و أخير من اتركه بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (ع) .
2 – صفة السبق إلى الإيمان : فان يوشع بن نون أول من سبق بتصديق دعوة موسى (ع) وان أمير المؤمنين (ع) كما هو معلوم هو أول من امن وصدق بدعوة رسول الله (ص) وقد قال رسول الله (ص) : ( السباق ثلاثة يوشع إلى موسى وصاحب يس إلى عيسى وعلي إلى النبي (ص) . وورد في تفسير قوله تعالى ( السابقون السابقون ) قال الإمام الصادق (ع) هم يوشع بن نون إلى موسى وشمعون بن يوحنا إلى عيسى وعلي بن أبي طالب إلى محمد (ص) .
3 – تسمية الفتى لكليهما (ع) : فعندما انتصر الإمام علي (ع) على عمر بن عبد ود العامري وقتله في معركة الخندق أمر الله جل وعلى جبرائيل أن يصيح مناديا "لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار "وقد بشر جبرائيل (ع) محمد (ص) بذلك .
أما يوشع بن نون فقد ورد في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله ( واذ قال موسى لافتاه )وهو يوشع بن نون .
4 – يوم الغدير : وردعن أهل بيت العصمة (ع) في كتاب الصراط المستقيم : ( في يوم الغدير نصب موسى يوشع وعيسى شمعون وسليمان اصف فامر الله تعالى محمد (ص) أن ينصب فيه عليا (ع) ,
5 – خروج زوجة موسى على يوشع بن نون وخروج زوجة النبي (ص) على الإمام علي (ع) , قال النبي (ص) ( ما جرى في امم الأنبياء قبلي شيء الا ويجري في امتي مثله وذكر خروج الصفراء بن شعيب على يوشع بن نون وصي موسى ثم قال (ص) لأزواجه وان منكن من تخرج على وصي وهي ظالمة ثم قال : يا حميراء لا تكونيها ) ومن المعلوم أن عائشة على أمير المؤمنين وجيشت الجيوش عليه وقد اظفره الله بها وبجيشها ثم اسرها .وقد ذكرنا في البداية كيف قتلت صفراء زوجة موسى (ع) يوشع بن نون ونازعته في الأمر وان انتصر عليها واسرها واحسن اسرها .
6 – أن سيد الوصيين علي (ع) ويوشع بن نون (ع) كلاهما لن يعيشا بعد موت موسى (ع) ومحمد (ص) إلا ثلاثين عاما . سؤل رسول الله (ص) عن وصيه من بعده فاجاب : علي بن أبي طالب قال : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟ قال (ص) : ثلاثين سنة فان يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه الصفراء ينت شعيب زوجة موسى , فقالت : أنا أحق بالامر منك فقاتلها واسرها فاحسن اسرها وان ابنت أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي فيقاتلها فيقتل مقاتليها وياسرها فاحسن اسرها وفيها انزل الله عز وجل : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) يعني صفراء بنت شعيب .
7 – موت كليهما(ع) في نفس الليلة : لقد ذكر الإمام الحسن المجتبى (ع) في خطبة له بعد مقتل أمير المؤمنين : ( أيها الناس في هذه الليلة نزل القران وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون وفي هذه الليلة قتل أبي علي أمير المؤمنين (ع) والله لا يسبق أبي احد كان قبله من الاوصياء إلى الجنة ولا يكون بعده وكان رسول (ص) يبعثه في السرية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره إلى نهاية خطبته (ع) .
8 - التطابق والتشابه بين الوصيين (ع) في الابجد الصغير والابجد الكبير وهي كالاتي :
ع+ل+ ي=علي
10+6 + 10 =26
ي+و+ش+ع= يوشع
10+6 +-+10=26
أما علي في الكبير :
ع+ل+ ي =علي
70+30 +10 =110 بالابجد الكبير
وقد ورد أن يوشع بن نون عاش 110 سنة , وقد ورد في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عن الإمام علي (ع) قال : ( افترقت امة موسى إحدى وسبعون فرقة سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى , وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (ع) وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد (ص) وضرب بيده على صدره ثم قال ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط واثنتا عشر في النار .
وهنا أقول أن هذه الفرقة الناجية( النمط الأوسط ) هي التي تصدق بدعوة الإمام المهدي (ع) وتنصره . أن يوشع بن نون من الذين يكرون مع الإمام المهدي (ع) وتكون روحه مع ارواح أصحاب الإمام (ع) تسدد احد أصحابه فقد ورد عن أبي الجارود عمن سمع عليا (ع) يقول: ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب فقام رجل وقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته وذلك تأويل هذه الآية ( يا أيها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الأخر كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) فإذا اشتد القتل والقتال قلتم مات أو هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الآية ( ثم رددنا عليكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) .
أن هذه الرواية عد علامة من علامات قرب الظهور للإمام (ع) ومن خلال قول أمير المؤمنين (ع) وعجبه من اموات يضربون كل عدو لله ورسوله وهي تدل على أن ارواح تسدد أنصار الإمام الذين يخوضون الحرب كما تصف الرواية . وكما تطرقت صحيفتنا في العدد السابق في موضوع فلسفة الرجعة الروحية حيث ذكرنا أن الرجعة الروحية تعني رجوع اروح الذين محضوا الإيمان محضا وتقوم هذه الارواح بتسديد أصحاب القائم (ع) مثلما ينزل الله سبحانه وتعالى ارواح ملكوتية يؤيد بهم من يشاء ( وايدهم بروح منه ) كذلك تكون اروح من البشر تسدد البشر وأما الدليل على رجعة يوشع بن نون مع الإمام المهدي (ع) ما جاء في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال : ( يخرج مع القائم (ع) من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى (ع) (الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ) وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان و أبو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين ايده أنصارا وحكاما ) والذي يظهر من الرواية أن يوشع بن نون يرجع مع الإمام (ع) هو والمذكورين في الرواية فيبعثهم (ع) في الأقاليم حكاما .
قصة الياس (عليه السلام )
عن ابن عباس (رض) قال : أن يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى (ع) وقسمها بينهم , فصار منهم سبط ببعلبك بأرضها ,وهو السبط الذي منه الياس النبي (ع) فبعثه الله إليهم وعليهم يومئذ ملك ففتنهم بعبادة صنم يقال له بعل , وذلك قوله تعالى : ( أن الياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه إلا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين )) الصافات (123 – 127 ) وكان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضي بين الناس , وكان لها كاتب حكيم قد خلص من يدها ثلاثمائة مؤمن كانت تريد قتلهم , ولم يعلم على وجه الأرض أزنى منها , وقد تزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها .وكان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل وكان له بستان يعيش به إلى جانب قصر الملك , وكان الملك يكرمه , فسافر مرة ,فاغتنمت امراته وقتلت العبد الصالح , واخذت بستانه غصبا من أهله وولده وكان ذلك سبب سخط الله عليهم , فلما قدم زوجها اخبرته الخبر , فقال لها : ما أصبت .
فبعث الله الياس النبي (ع) يدعوهم إلى عبادة الله فكذبوه وطردوه واهانوه واخافوه , وصبر عليهم واحتمل اذاهم , ودعاهم إلى الله تعالى فلم يزدهم إلا طغيانا فآلى الله على نفسه أن يهلك الملك والزانية أن لم يتوبوا إليه , واخبرهما بذلك , فأشتد غضبهم عليه وهموا بتعذيبه وقتله , فهرب منهم , فلحق بأصعب جبل فبقي فيه وحده سبع وسنين يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر , والله يخفي مكانه , فامرض الله ابنا للملك مرضا شديدا حتى يئس منه وكان اعز ولده عليه فاستشفعوا إلى الصنم ليستشفعوا له فلم ينفع فبعثوا الناس إلى حد الجبل الذي فيه الياس (ع) وكانوا يقولون : اهبط ألينا واشفع لنا , فنزل الياس من الجبل وقال أن الله اليكم والى من وراءكم , فاسمعوا رسالة ربكم يقول الله : ارجعوا إلى الملك فقولوا له : أني أنا الله لا اله إلا أنا اله بني إسرائيل الذي خلقهم , وانا الذي ارزقهم واحييهم واميتهم واضرهم وانفعهم , وتطلب الشفاء لابنك من غيري فلما صاروا إلى الملك وقصوا عليه القصة امتلأ غيظا .
فقال ما الذي منعكم أن تبطشوا به ؟ حين لقيتموه وتوثقوه وتأتوني به فانه عدوي , قالوا لما صار معنا قذف في قلوبنا الرعب عنه فندب خمسين من قومه من ذوي البطش واوصاهم بالاحتيال له واطماعه في أنهم امنوا به ليغتر بهم فيمكنهم من نفسه . فانطلقوا حتى ارتقوا ذلك الجبل الذي فيه الياس (ع) ثم تفرقوا فيه وهم ينادونه باعلى صوتهم ويقولون : يا نبي الله ابرز لنا فانا امنا بك , فلما سمع الياس مقالتهم طمع في ايمانهم وكان في مغار , اللهم أن كانوا صادقين فيما يقولون فأذن لي بالنزول إليهم , وان كانوا كاذبين فاكفنيهم وارمهم بنار تحرقهم , فما استتم قوله حتى حصبوا بالنار من فوقهم فاحترقوا.
فبلغ الملك خبرهم , فأشتد غيظه فأنتدب كاتب امرأته المؤمن وبعث معه جماعة إلى الجبل وقال له :قد آن أن اتوب , فانطلق لنا إليه حتى يرجع الينا بأمره وينهانا بما يرضي ربنا وامر قومه فاعتزلوا الأصنام فانطلق كاتبها والفئة الذين انفذهم معه حتى علا إلى الجبل الذي فيه الياس ثم ناداه فعرف الياس صوته فأوحى الله إليه أن ابرز إلى اخيك صالح وصافحه وحيه فقال المؤمن : بعثني إليك هذا الطاغية وقومه وقص عليه ما قالوا : ثم قال: واني لخائف أن رجعت إليه ولست معي أن يقتلني , فأوحى الله تعالى إلى الياس (ع) : أن كان شيء جاءك منهم خداع ليظفروا بك واني اشغله عن هذا المؤمن بان اميت ابنه فلما قدموا عليه شدد الله الوجع على ابنه واخذ الموت يكظمه ورجع الياس سالما إلى مكانه فلما ذهب الجزع عن الملك بعد مدة سأل الكاتب عن الذي جاء به فقال : ليس لي به علم ثم أن الياس (ع) نزل واستخفي عند أم يونس بن متي ستة أشهر ويونس (ع) مولود ثم عاد إلى مكانه فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات ابنها حين فطمته فعظمت مصيبتها وخرجت في طلب الياس ورقت الجبال حتى وجدت الياس فقالت : إني فجعت بموت ابني والهمني الله تعالى عز وجل الأستشفاع بك إليه ليحيي ابني , فاني تركته بحاله ولم ادفنه واخفيت مكانه فـــقال لها : ومتى مات ابنك قالت : اليوم سبعة أيام فانطلق الياس وسار سبعة أيام أخرى حتى انتهى إلى منزلها فرفع يديـه بالدعاء واجتهد حتى احيا الله تعالى جل عظمته بقدرته يونس (ع) , فلما عاش انصرف الياس ولما صار ابن أربعين سنة ارسله الله تعالى إلى قومه , كما قال ( وارسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) ثم أوحى الله تعالى إلى الياس بـعــد سبع سنين من يوم احيى الله يونس (ع) : سلني اعطك , فقال تميتني فتلحقني بابائي فاني قد مملت بني إسرائيل وابغتهم فيك فقال جلت قدرته : ما هذا باليوم الذي اعري منك الأرض واهلها وانما قوامها بك , ولكن سلني اعطيك فقال الياس: فاعطني ثاري من الذين ابغضوني فيك , فلا تمطر عليهم سبع سنين قطرا إلا بشفاعتي فاشتد على بني إسرائيل الجوع والح عليهم البلاء واسرع الموت فيهم وعلموا أن ذلك من دعوة الياس , ففزعوا إليه وقالوا: نحن طوع يدك ’ فهبط الياس معهم ومعه تلميذا له اليسع وجاء إلى الملك فقال :افنيت بني إسرائيل بالقحط فقال : قتلهم الذي اغواهم فقال : ادع ربك يسقهم . فلما جن الليل قام الياس (ع) ودعا الله ثم قال لليسع : انظر في اكناف السماء ماذا ترى ؟ فنظر فقال أرى سحابة فقال : ابشروا بالسقاء , فليحرزوا أنفسهم من الغرق فامطر الله عليهم السماء وانبع عليهم الأرض فقال الياس: بين اظهرهم وهم صالحون ثم ادركهم الطغيان والبطر وجحدوا حقه وتمردوا, فسلط الله تعالى عليهم عدوا قصدهم ولم يشعروا به حتى رهقهم فقتل الملك وزوجته والقاهما في بستان الذي قتلته زوجة الملك , ثم وصى الياس إلى اليسع وانبت الله لألياس الريش والبسه النور ورفعه وايدهه فكان بنو إسرائيل يعظمونه ويهتدون بهداه .
***********************************************************************************************
بحوث مستلة
دولة الإمام المهدي وبدائل العولمة
محاولة لقراءة مشروع الإمام المنتظر على ضوء سلبيات العولمة وهفواتها
بحث مستل من احد مواقع الانترنيت لكاتبه مرتضى معاش .
أن الوضع المأساوي في العالم اليوم من انتهاك لحقوق الإنسان وسلب حريته ونشر الحروب واستهلاك الإنسان كسلعة واحتكار الموارد الارضية وتدمير البيئة وانتشار الظلم والاستعباد في ظل مشروع العولمة كل هذا يدعونا إلى قراءة العدل العالمي في مشروع المنقذ الذي ننتظره .
كانت اهم المشاكل التي تقلق المجتمع البشري على طول التاريخ هو ذلك التنافر الانساني الذي برز في شكل صراعات دامية وحروب استنزافية زرعت امراض مستعصية في عمق الجسد البشري مثل العرقية والعنصرية والقومية ولا شك أن الصراع المستميت على المصالح قد حول الامراض إلى ايديولوجية متأصلة تبحث عن أعداء لها لتبتلعهم رغبة لمصالح منظريها وكانت الحربين العالميتين شاهد مروع على ذلك .
ولان الإنسان كائن اجتماعي بفطرته يميل إلى الانسجام مع اخيه الإنسان ومد وشائج الإنسانية , فان وجود عالم انساني موحد يقوم على السلام والمحبة والوحدة البشرية بدون وجود أي قواطع أو حواجز مادية أو معنوية كان المشروع المثالي الذي حلم به الفلاسفة والمصلحين والمفكرين . لكن كل ذلك كان يصطدم بواقع مر وهو أن الكثير من هذه الدعوات كانت تستغل من قبل السلطات لفرض هيمنتها على الدول الاخرى بداعي التوحيد والاندماج .
أن هذا يقودنا إلى بحث ظاهرة جديدة تطرحها وسائل الاعلام وهي ظاهرة العولمة , هذه الظاهرة الجديد في مصاديقها وليس في مفهومها تهدف في مشروعها الرئيسي إلى دمج العالم البشري في وحدة بلا حواجز جغرافية أو اقتصادية أو سياسية , حيث يدعي منظروها : بان العولمة هي كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد أو دون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد ويعتقد هؤلاء أن السرعة التي نمت بها البشرية في القرن الأخير وخصوصا في العقد التسعيني هو تحول حتمي نحو سيادة العولمة ووجود المجتمع العالمي الواحد حيث أن البشرية تواجه اليوم ما بعد مرحلة عام 2000 عليها أن تعيش لحظة حضارية جديدة مليئة بالتحولات والمستجدات المتلاحقة تدفع في اتجاه انكماش العالم وزيادة ترابط افراده ودوله واقتصاداته , تقارب اجزاء العالم يتم بمعدلات سريعة ويؤثر على السلوكيات والقناعات ويشير إلى بروز وعي عالمي جديد باننا جنس بشري يسكن في قمر صناعي واحد بل أن بعضهم وهو فوكوياما يتجاوز ذلك ويقول أن هذه التحولات هي نهاية للتاريخ بعد أن تسقط كافة المبادئ والمذاهب وتسيطر الرأسمالية اللبرالية وينتهي التاريخ ويقول أخر أن التاريخ ليس سجل لتقدم فحسب بل هو العلم التقدمي فالتاريخ كمسيرة للاحداث تقدم نحو اللبرالية أما التاريخ كسجل لتلك الإحداث فهو تقدم نحو فهم الليبرالية وكلتا العمليتان متلازمتان وتسيران جنبا إلى جنب . أي أن التاريخ حسب رأيهم يسير بشكل حتمي نحو اللبرالية الرأسمالية وهذه حتمية تشبه تلك الحتمية التي كانت يدعيها الماركسيون في منهجها فالماركسية كانت تدعي أن التاريخ في دورته سوف ينتهي إلى سيطرة الشيوعية وايجاد عالم واحد ولكن العالم بقي مشتتا وانتهت الشيوعية قبل أن يحس التاريخ بوجودها .
هل تنجح العولمة في إيجاد المجتمع العالمي الواحد ؟؟
هذا السوال لايمكن الاجابة عليه إلا بعد معرفة الغايات التي وجدت من اجلها والوسائل التي تستخدمها لذلك , فاصحاب هذه النظرية يدعون أن تحول العالم إلى قرية صغيرة ما هو إلا بداية إلى انحسار القوميات والثقافات والاقتصاديات وذوبانها في التيار العالمي الواحد فقد أصبح من غير الممكن أن يعزل الفرد نفسه عن هذا العالم المنكمش ويعيش في داخل وطنه الخاص فقد أصبح التفاعل مباشرة بين الفرد والعالم ويعني ذلك تخطي الحدود بعد أن فقدت خاصيتها في ربط الإنسان القومي بالعالم , وباندثار الحدود القومية أصبح حتميا أن تنحسر حتميتها القومية أيضا فقد اضحت الدولة من المخلفات القديمة التي فقدت جدواها وهي الاخرى في طريقها إلى الزوال ,
وهذا بالتالي يقود العالم إلى توحيد شامل تحت راية الرأسمالية الجديدة المتمثلة بأباطرة المعلومات والتكنولوجيا . العولمة في غايتها ليست نبيلة لأنها لا تهدف من التوحيد العالمي إلى إيجاد اسواق الاستهلاك المفتوحة دون أي قيود كمركية أو موانع اقتصادية أو ثقافية أو سياسية , فهي تشن هجوما كاسحا لتهميش سلطة الدولة القومية من اجل خضوعها لقانون العولمة الذي تقننه نخبت سماسرة البورصات وملوك المعلومات , ذلك أن السمة البارزة من سمات العولمة الاقتصادية اممية رأس المال المنتصرة على اممية الطبقة العاملة وهي اممية صامتة يقبع سدنتها في مكاتب يمثلون نخبة النخبة هؤلاء هم الذين يقودون مجتمع الخمس ( 20 % من سكان العالم ) الذي يستحوذ على( 84,7 %) من الناتج الاجمالي في العالم , وعلى (84,2 % ) من التجارة الدولية ,ويمتلك (85,5 % ) من مدخرات العالم , أي أن (20 % ) من سكان القرية المعولمة سيتمتعون بشغل مستقر ومستوى معيشي محترم أما الباقون فهم فائضون عن الحاجة ينبغي التفكير في الهائهم عبر وسائل ثقافة الاستهلاك وسد رمقهم بمص حلم الاثداء المسكنة .
فليست العولمة إلا مشروع تجاري أخر يهدف إلى استعمار العالم بادوات ثقافية ومعلوماتية تحت غطاء اعلامي وسياسي مبتكر. أن العولمة في ادواتها الاخطبوطية تطرح الديمقراطية وحقوق الإنسان كاهداف نبيلة تسعى إلى نشرها عالميا من تدويل سلطاتها ونشر قيماها الخاصة ولكننا نجد أن اباطرة العولمة يضحون بالديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يتعارض ذلك مع مصالحهم , حيث نلاحظ أن العولمة كيف دقت اسفين الانهيار في دول شرق اسيا عندما ارادت أن تفرض سيطرة المطلقة على هذه البلاد , وهذه الدول التي يعتبرها الغرب مثالا لنجاح انتقال العولمة إلى المجتمعات غير الغربية حث ظلت حكوماتها تسلطية أو شبه تسلطية رغم انصباغها بديمقراطية مزيف ( اندونيسيا وماليزيا مثلا ) وهذا الأمر يدل على حتمية التناقضات في المجتمع الرأسمالي الغربي الحديث في ظروف العولمة , فقد ثبت الواقع أن الافراط الليبرالي الذي لازم العولمة يمثل تعديا على الديمقراطية نفسها لصالح عمالقة المال خاصة حقوق العمال واحوالهم المتدهورة لذلك نرى أن اشخاص مثل بيل جيتس وبرت مردوخ الذين يعيشون تحت نظام ليبرالي مفرط في اعطاء الحريات الشخصية ولو على حساب حريات الاخرين قد تحولوا طغاة مستبدين يفرضون على العالم قيمهم وسلعهم وسلطاتهم على حساب الاخلاق والقيم الإنسانية وعلى حساب الديمقراطية نفسها , أذن العولمة تسير في تناقص مثير مع الديمقراطية يودي إلى سياسة الازدواجية وتطبيق الديمقراطية وفق لمصلحة رأس المال لا مصلحة المبادئ الإنسانية , فالرأسمالية اتجاه مصلحي يتناقض مع الديمقراطية جملة وتفصيلا والليبرالية اتجاه يرسخ انانية الإنسان وفرديته في اتجاه متناقض مع غاية العولمة في بناء مجتمع عالمي متناغم في مسؤولية الاجتماعي,ذلك أن المؤسسات الحرة والديمقراطية الليبرالية ادوات في يد المجتمع التكنولوجي حيث الحديث تستخدم لحد من الحريات وقمع الفردية واخفاء الاستغلال ويخضع المجتمع ليسيطر اقلية ذات مصلحة مباشرة تتحكم في رغباته وحاجياته الزائفة التي تخلقها المؤسسات الرأسمالية العملاقة وما يميز هذه الموسسات أن مصالحها الاستغلالية تحتمي بالقيم السامية للديمقراطية مما يمكنها من تفادي النقد وعدم التاثر بالحركات المناوئة، فالدميقراطية في عالم الرأسمالية والعولمة ليست إلا قناع تحتمي به النخبة لتحقق مصالحها فإذا كانت العولمة كاذبة في ادعاءاتها الديمقراطية والليبرالية فأنها لا تستطيع أن تحقق المجتمع العالمي الواحد لأنها لا تمللك المقومات الإنسانية الاساسية لتحقيق ذلك بل أنها تعتمد بشكل كبير على الوسائل المادية والمصالح الانية وهذا يقودها في اتجاه معاكس نحو الفوضى والحرب والتشرذم .
هفوات العولمة
أن مقومات حقق المجتمع الانساني الواحد يعتمد بشكل على العنصر الانساني المعنوي وليس العنصر المادي أو الادواتي لان المشاركة الإنسانية المتكاملة تنشا من عملية التناغم الثقافي والتفاهم الفكري وليس من عملية التبادل التجاري أو التواصل المعلوماتي فقط ولهذا فاننا نرى أن الانترنت التي هي اداة تواصل معلوماتي مادي من ادوات العولمة لم تحقق ذلك التواصل الثقافي والفكري الهادف بقدر ما كانت اداة لنشر الجريمة والفساد والاباحية وتبادل المعلومات التافه , لذلك يمكن أن نرى هفوات عميقة قد افرزتها العولمة تعمق الشرخ العالمي وتقودها إلى مزيد من الانشقاق والعزلة وهذا هو تعبير واضح عن عناصر تفكك المجتمع البشري وافتقاده لمقومات التوحيد الانسجام ,.
أولا : الاحتكار ..الاستبداد ..!
أن العولمة في ظاهرها شعارات الحرية والديمقراطية والاسواق الحرة وحقوق الإنسان ولكنها فحقيقتها واثارها ليست غير طريق لاحتكار التجارة العالمية ووسائل الاعلام وادوات الانتاج المعلوماتي فالدعوة إلى العولمة دعوة مبطنة بالغاء الدول والثقافات والاقتصاديات من اجل السيطرة المطلقة لاباطرة العولمة والشركات الكبرى التي اصبحت تشكل خطر كبير على الدولة الديمقراطية إذ من خلال التركيز المتزايد للشركات تنشا مقدرة هائلة لسلطة خارجة عن البرلمان والحكومة فالشركات الكبرى تملك مواقع قوية لوضع أهدافها في وجه السياسة والشركات الصغيرة ودائما على نحو واسع تستغل هذه الشركات دعم بحوثها من اموال الدولة وه لا تتقاسم الربح الذي تحصل عليه مع المجتمع .
بل أن شركات العولمة اصبحت لها نفوذا كبيرا في اسقاط الحكومات وافتعال الانقلابات وتحريك الازمات وضرب الاقتصاديات وتحريك الازمات وضرب الاقتصاديات المستقلة وهي تتجه تدريجيا إلى تحويل المجتمع البشري إلى مجتمع مستعبد مدجن بواسطة وسائل الاعلام والدعاية الاعلانية الاستهلاكية فالعولمة تعمل على الاستعباد فتحول دون حصول الأفراد والشعوب الخاسرة على الدنيا من الوفرة .
يبشر دعاة العولمة إلى بداية المجتمع العالمي بلا حدود وذلك لان المعلوماتية وصلت إلى قدرة كبيرة على التوسع والانتشار والسرعة بحيث تكون قادرة على إيجاد التواصل والحوار بين الشعوب ومن ثم وجود المجتمع العالمي ن المعلوماتية فهي أذن لا تمثل إلا السياسة والمصالح والقيم الأمريكية وهذا هو الذي أزعج حلفاء الولايات المتحدة في اوربا ودعاهم للتشكيك في العولمة يرى بريزيجبنسكي أن : لدى امريكا مشروعا كونيا يؤدي إلى تمكنها من تصدير التقنية، ومنظمة ضمن عناصر متمايزة ذات سلطة بنيوية يرافقها اقتصاد استهلاكي وثقافة جماهيرية ذات نزعات حزبية مصممة .
ذلك أن اساس القدرة الأمريكية يعود إلى الغالبية العظمى من الحالات إلى سيطرتها على السوق العالمية للاتصالات , أن ثمانين بالمائة من الكلمات والصور التي تنتشر في العالم تأتي من الولايات المتحدة وهذه السيطرة المطلقة على تيار المعلومات يعطي المبادرة لامريكا في التصدي لقيادة العالم وهو أمر في صميم العقلية السليمة بين القوى المجددة لرجال الأعمال والادارة السياسية لدولة ,أن السيطرة على تقنية المعلومات والاتصال يضيفان على الولايات المتحدة مكانة محورية في النظام الدولي ويشكلان حجر الاساس في سلطتها, أن المعلوماتية الجديدة يمكن أن تشكل جسرا ماديا واسعا للاتصال بين الشعوب ونشر القيم الاستهلاكية والاباحية لكنها سوف تكون عاجزة عن رفع الحواجز التفسية وتعميق الاتصال الثقافي بل أن هذه المعلوماتية سوف توجد الدافع القوي عند الشعوب لتحصين ذاتي محسوس في مواجهة هذا الغزو الجديد أن التصاعد العددي لبعض الجماعات الانتمائية ( ذات البعد الايديولوجي المحسوس ) واستخدامها للوسائل التقنية من اجل الارتقاء بصورتها الخاصة والتعرف بمدى تعبئتها يثيران تساؤلات جديدة في اطار التفكير الدولي فإيجاد قنوات الحوار الجدي يتم عبر رفع الشكوك التي لا زالت تتراكم يوما بعد يوم في اهداف الغرب الساعي وراء مصالحه الخاصة وليس لبناء الحضارة الإنسانية ورفض الكونغرس الامريكي الأخير لحظر التجارب النووية شاهد على تضحية الولايات المتحدة بمقدرات العالم الامنية والحضارية لأجل مصالحها الخاصة ومنفعة مصانع وتجارة الاسلحة .
******************************************************************************************
فتن في عصر الظهور
فتنة اللات والعزى وهي من أعظم الفتن كلها وأشدها
بحث مستل من كتاب فتن في عصر الظهور الشريف لمؤلفه سماحة الشيخ عبد الحليم الغزي
الوقفة الأولى :
أن هذه الفتنة لهي من اشد الفتن واصعب الامتحانات العسيرة ويمكن القول علنها كما يظهر من الأحاديث الشريفة : أنها اهم الفتن وان امتحانها اساس الامتحانات الاخرى المختلفة ولذا فان أول من يباشره الإمام (ع) حين ظهوره الشريف هو ما يتعلق بهذا الاختبار والتمحيص حيث يحدثنا بشير النبال (ره) : ( عن أبي عبد الله (ع) قال : هل تدري أول ما يبدأ به القائم (ع) ؟ قلت : لا قال يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الرياح .....) وفي نفس المعنى الذي يحدثنا به السيد عبد العظيم الحسني صلوات الله عليهم عن إمامنا أبي جعفر الجواد عليه أفضل السلام حين يقول : ( فإذا دخل المدينة اخرج اللات والعزى فاحرقهما ) وليس الأمر أيها المحب الودود يقف عند هذا الحد إذ يحدثنا شيخنا الصدوق (ره) بطريقة : ( عن عبد الرحيم القصير قال : قال لي أبو جعفر (ع) : أما لو قام قائمنا لقد ردت حميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة (ع) منها . قلت جعلت فداك ولم يجلدها الحد ؟ قال : لفريتها على أم إبراهيم قلت : فكيف أخرها الله للقائم ؟ فقال لان الله تبارك وتعالى بعث محمد (ص) رحمة وبعث القائم نقمة وقد ذكر شيخنا المجلسي (ره) في بحاره الشريفة بهذا الخصوص عن السيد الاوصياء صلوات الله عليه وعليهم , إذ قال ( فيما احتج به أمير المؤمنين (ع) على أهل الشورى قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله (ص) : أن إبراهيم ليس منك وانه ابن فلان القطبي , قال يا علي اذهب فاقتله , فقلت : يا رسول الله (ص) إذا بعثتني اكون كالمسمار المحمي في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت فذهبت فلما نظر إلي واستند إلى حايط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على اثره فصعد على نخلة وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بازاره فإذا ليس له مما للرجال فجئت فاخبرت رسول الله (ص) فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت فقالوا : ( اللهم لا فقال اللهم اشهد) ومما يناسب المقام ما جاء في كتاب شيخنا أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (ره) : ( عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) قال .......و أول من يحكم فيهم محسن بن علي (ع) وفي قاتله ثم في قنفذ ,فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع منها على البحر لغلت من مشرقها إلى مغربها , لو وضعت على الجبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا فيضربان بها ثم يجثوا أمير المؤمنين (ع) بين يدي الله للخصومة مع الرابع فيدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم لا يراهم احد ولا يرون أحدا. فيقول الذين كانوا في ولاياتهم ( ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا في الاسفلين )قال الله عز وجل ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم إنكم في العذاب مشتركون ) فعند ذلك ينادون بالويل والثبور ....) .
الوقفة الثانية :
أن من أحاديثنا المعصومية –أيها المحب- التي تحدثت عن شدة هذه الفتنة وخطورتها ما جاء مرويا عن محمد بن أبي عمير (ره) عن المفضل بن عمر عن إمامنا الصادق (ع) عن أبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (ص) حيث يقول (ص) : ( لما اسري بي إلى السماء أوحى الي ربي جل جلاله فقال ....... يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي . ثم اتاني جاحدا لولايتهم ما اسكنته جنتي , ولا اظللته تحت عرشي يا محمد اتحب أن تراهم ؟ قلت نعم يا ربي . فقال عز وجل : ارفع راسك فرفعت راسي فإذا أنا بانوار علي , وفاطمة , والحسن . والحسين , وعلي بن الحسين , ومحمد بن علي , وجعفر بن محمد , وموسى بن جعفر , وعلي بن موسى , ومحمد بن علي , وعلي بن محمد , والحسن بن علي , والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كانه كوكب دري . قلت يا رب من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحلل حلالي ويحرم حرامي وبه انتقم من اعدائي وهو راحة لآوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاهلين والكافرين فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس يومئذ بهما اشد من فتنة العجل والسامري ) والمراد ما فتنة العجل والسامري : أما هي فتنة بني إسرائيل حين ذهب نبي الله موسى (ع) إلى ميقات ربه وكان الذي كان وما ترتب على ذلك من قتل بعضهم بعض , وهذا ما سيكون أيضا من جملة فتن عصر الظهور الشريف وأما يكون المراد من ذلك فتنة السقيفة , والتعبير هنا على نحو الكناية إذ ورد في روايات أهل بيت العصمة (ع) اطلاق لفظ العجل والسامري على قطبي السقيفة المشؤومة وهذا معنى تؤيده الروايات الشريفة , ومنها ما راوه سيدنا الأجل هاشم البحراني (ره) عن علي بن إبراهيم بن مهزيار (رض) وما ذكره من حديث عن أمام زماننا صلوات الله عليه حيث قال .....واجيء إلى يثرب واهدم الحجرة واخرج من بها وهما طريان , فامر بهما تجاه البقيع وامر بخشبتين يصلبان عليهما فتورق من تحتهما , فيفتن الناس بهما اشد من الفتنة الأولى ....) والفتنة الأولى هنا يراد منها فنتة السقيفة كما هو واضح وصريح هذا الحديث الشريف . إلا أن الكارثة المهولة أن الفتنة بهما حين الظهور الشريف اشد من الفتنة السابقة حتى أنها تطال أصحاب زماننا (ع) في أول وهلة ثم ينتبهون من غفلتهم ويعودون إلى رشدهم وهداهم . وذلك ما تبينه الروايات الشريفة : ( عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا قدم القائم (ع) وثب أن يكسر الحائط الذي على القبر فيبعث الله ريحا شديدة وصواعق ورعودا حتى يقول الناس : أنما إذ لذا فيفترق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه احد فيأخذ المعول بيده فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدر سبقهم إليه , فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين طريين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما ويحرقهما , ثم يذريهما في الريح ) . وقد روي نفس هذا الحديث الشريف المحدث الفقيه السيد علي بن عبد الكريم النيلي النجفي (ره) من اعلمنا في القرن التاسع عشر في كتابه المنتخب الأنوار المضيئة ص193 , باختلاف يسير مع إضافة رقمية , اذكر الخبر بتمامه لاجلها لعل فيها فائدة لمن له علم ومعرفة بالعلم الاوفاق والارقام حيث جاء : ( إذا قدم القائم وهم أن يكسر الحائط الذي على الحائط بعث الله ريحا شديدة وصواعق ورعودا حتى يقول الناس : أنما ذا لذا , فيفترق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه احد منهم , فياخذ المعول بيده فيكون أول من يضرب بالمعول ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضربه بالمعول ,فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدر سبقهم إليه فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين طريين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما فيحرقهما ثم يذرهما في الريح ) .
والسر أيها المحب الموالي في فضل أصحاب الإمام المهدي (ع) بعضهم على بعض في ذلك اليوم بقدر سبقهم إليه , هو في مقدار وعمق براءتهم من أعداء آل محمد (ص) فمن كانت براءته اشد عمقا ورسوخا وثباتا يكون هو الاسبق وهكذا فالسابق فالمسبوق , ولا تكون براءة حقيقية من دون والية حقيقة , ولا ولاية حقيقية من براءة حقيقية.
الوقفة الثالثة :
وتحدثنا الروايات الشريفة عن شدة هذه الفتنة وصعوبة هذا الامتحان وعن الذين يتساقطون عن التمحيص وتنساب جموعهم كانسياب الافاعي متتبعين أثار الضلالة القديمة , وساكنين الميامن والمياسر بعد جور عن طريق الهدى ومعالم الحق والرشاد , وانه التيه ولا تيه مثله والعاقبة هي الخسران المبين – اعاذنا الله تعالى واياكم يا موالي صاحب الأمر (ع) من مضلات الفتن , وثبت قلوبنا واقدامنا على نصرة إمامنا (ع) – وهذا إمامنا أبو جعفر الباقر (ع) يحدثنا فيقول : ( ....... ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه على الأرض ثم يخرج الازرق وزريق لعنهما الله غضين طريين يكلمهما فيجيبانه , فيرتاب عند ذلك المبطلون فيقولون : يكلم الموتى فيقل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد , ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرق به عليا وفاطمة والحسن والحسين ......) ولا غرابة في ارتياب المبطلين إذا أن الباطل قد نما في صدورهم ورسخت جذوره في قلوبهم حتى وان تظاهره بما تظاهره به من الصلاح والتدين والفقه فهم كما يصفهم أمير المؤمنين (ع) : ( اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا وأتخذ لهم اشراكا فباض وفرخ في صدورهم ودب ودرج في حجورهم فنظر باعينهم ونطق بالسنتهم , فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه) فقلوبهم مركوزة في الباطل والريب ملأ صدورهم , فهم في ريبهم وفي شكهم يترددون ومن عين الضلالة يرتون , وما قولهم ( يكلم الموتى ) إلا كقول من سبقهم .
ولقد سأل المفضل بن عمر (ره) – على ما في بعض الأحاديث – إمامنا الصادق (ع) عن هذه الفتنة واعاجيبها , فاجابه (ع) اجابة مفصلة حيث يسال المفضل (ره) : ( يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين ؟قال (ع) : إلى مدينة جدي رسول الله (ص) فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين . قال المفضل : يا سيدي ما هو ذاك ؟ قال : يرد إلى قبر جده رسول الله (ص) فيقول : يا معاشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله (ص) فيقول : نعم يا مهدي آل محمد , فيقول : ومن معه في هذا القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول وهو اعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون من أبو بكر وعمر ؟ وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله (ص) ؟ وعسى المدفون غيرهما ؟ فيقول الناس يا مهدي آل محمد (ص) ما ههنا غيرهما انهما دفنا معه لانهما خليفتا رسول الله (ص) وأبوا زوجتيه , فيقول للخلق بعد ثلاث : أخروجهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما , ولم يشحب لونهما , فيقول : هل فيكم من يعرفهما ؟ فيقولون نعرفهم بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما . فيقول : هل فيكم احد يقول غير هذا أو يشك فيهما ؟ فيقولون : لا . فيؤخر أخراجهما ثلاث أيام , ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبرين , ويقول للنقباء ابحثوا عنهما ونبشوهما , فيبحثون بيدهم حتى يصلون اليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما اكفانهما , ويامر برفعهما على دوحة يابسة نخر فيصلبهما عليها فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها . فيقول المرتابون من أهل ولايتهم : هذا والله الشريف حقا , ولقد فزنا بمحبتهما وولايتها , ويخبر من اخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبه من محبتهما وولايتهما , فيحظرونهما ويرونهما ويفتنون بهما , وينادي منادي المهدي (ع) : كل من أحب صاحبي رسول الله (ص) وضجيعيه
فلينفرد جانبا فتتجزأ الخلق جزئين احدهما موال , والاخر متبرئ منهما .فيعرض المهدي (ع) على اوليائهما البرائة منهما , فيقولون : يا مهدي آل رسول الله (ص) نحن لم نتبرأ منهما , ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة, وهذا الذي بدا لنا من فضلهما , انتبرأ الساعة منهما وقد راينا منهما ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما , وحياة الشجرة بهما ؟ بل والله نتبرأ منك وممن امن بك وممن لا يؤمن بهما , ومن صلبهما واخرجهما , وفعل بهما ما فعل , فيامر المهدي (ع) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية . ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله تعالى ويامر الاخلاق بالاجتماع , ثم يقص عليهم قصص فعالهما ....) .
ولا اخفي عليك أيها العزيز فان هذا الحديث لا يخلوا من ارتباك واضح سببه الناقل أو الراوي إلا انه يمكن القول بخصوصه : انه بنحو اجمالي لا يخلو من معانٍ مقبولة موافقة لروايات واحاديث أخرى تسكن النفس اليها تقدم ذكر بعضها قبل قليل . إلا أن امرا مهما بينه هذا الحديث وهو حال المرتابين والمبطلين وحال فئة ثانية وصفهم بهذا الوصف : ( من اخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبه من محبتهما وولايتهما ) وما هذا بشيء عجيب عند من عرف الدنيا واهلها وتقلب احوالها واحوالهم, ويبين أيضا هذا الحديث أيضا : أن النقباء وهم اخص خواص أصحاب أمام زماننا (ع) لا يفرون حين النبش , بل يباشرونه بانفسهم تسليما وطاعة لأمر إمامهم حيث جاء فيه ( ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما فيبحثون بايديهم حتى يصلون إليهم ) اللهم وفقنا بحق ضلع الزهراء المكسور أن نكون منهم , فان لم يكن لنا وفير حظ في الكون منهم فوفقنا أن نكون من خدامهم وخدام خدامهم آمين آمين ,
الوقفة الأخيرة :
وهنا اشير بنحو اجمالي مقتضب إلى اهم الاسباب التي تدفع الإنسان إلى السقوط في مهاوي هذه الفتنة الدامسة الظلمة ولعل من اهمها :
أولا : عدم تحقق معنى البراءة الحقيقية في القلوب والنفوس والضمائر .
ثانيا : عدم توطين النفوس وتربيتها وتلقينها الدائم لمعاني التسليم والخضوع والانقياد لما يريده المعصوم(ع) , وان كان الذي يريده بحسب ظواهر الأمور مما لا يتناسب والامزجة النفسية والاذواق الاجتماعية لاختلاف المشارب التربوية بين الناس من شخص لاخر .
ثالثا : عدم الانقطاع القلبي والتوجه الذهني والاخبات العقلي الواقعي في طريق مودة أمام زماننا (ع) , وفناء خدمته الشريفة, إذ عدم ذلك يودي إلى عدم الاخلاص والخلوص .
رابعا : الجهل باحاديث أهل بيت العصمة (ع) وما بينوه لشيعتهم من شيعتهم من ارشادات وبيانات تشمل على الوقاية الكاملة لمن أراد أن يتوقى , وتتضمن معاني العلاج الناجع لمن فاته إن يتقي .
خامسا: عدم التبصر باحوال الماضين والغابرين من الامم المتقدمة أو ما كان في هذه الأمة من انقسام الناس إلى فريق اعتنق الباطل واشرب حبه , وفريق عرف الحق فتمسك به وضحى دونه , وفريق خلط بين حق وباطل وموهوا بصبغة الحق الكاذبة على الناس , فاضلوهم وهم شياطين هذه الأمة من خلفاء الجور , وحكام الظلم وسلاطين الضلالة ومن علماء الفسق والفجور وطلاب الأموال والسمعة والجاه , ثم انه يا عزيزي أيها المحب الودود المتبرئ من أعداء أئمة (ع) لابد أن تعلم أن أئمة (ع) قد تحدثوا عن هذا الأمر وبينوه منذ السقيفة المشئومة , فهذا إمامنا أمير المؤمنين (ع) يقول لعمر بن الخطاب أيام خلافته : ( يا مغرور , إني أراك في الدنيا قتيلا بجراحة من عبد أم معمر , تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل بذلك الجنة على رغم منك ,وان لك ولصاحبك الذي قمت مقامه صلبا وهتكا , تخرجان من عند رسول الله (ص) فتصلبان على اغصان دوحة يابسة , فتورق فيفتتن بذلك من والاك , فقال عمر : ومن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ فقال قوم قد فرقوا بين السيوف واغمادها , ثم يؤتى بالنار التي اضرمت لابراهيم , ويأتي جرجيس ودانيال وكل نبيا وصديق , ثم يأتي ريح فينسفكما في اليم نسفا ) وأما زكريا ولي أهل البيت المخلص( رض ) يحدثنا فيقول : ( إني لعند الرضا إذ جيء بابي جعفر له وسنه اقل من أربع فضرب بيده إلى الأرض , ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر , فقال الرضا : بنفسي أنت لم طال فكرك ؟ فقال فيما صنع بأمي فاطمة , أم والله لأخرجنهما , ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما , ثم لأنسفهما في اليم نسفا فأستدناه وقبل ما بين عينيه , ثم قال: أنت لها , يعني الإمامة )
وأختم الكلام في هذا المقام بما قال أمير المؤمنين (ع) حين قال : ( العجب , مما اشربت قلوب هذه الأمة من حب هذا الرجل وصاحبه من قبله , والتسليم له في كل شيء احدثه ) !!!
واحة المرأة
الزهراء سليلة النبوة وأم الأئمة (ع)
فاطمة الزهراء (ع) التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها والتي قضت مشيئة الله أن تنحصر بها ذرية النبي محمد (ص) وان يكون اشرف خلق الله وسيد الأنبياء أبا أولادها لقد نشأت الزهراء (ع) بين ابوين ما عرف التاريخ اكرم منهما ولا كان لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الاثار التي غيرت وجه التاريخ ودفعت الإنسانية العربي أشواطا بعيدة إلى الإمام في بضع سنوات معدودات ولا تحدث التاريخ عن أم كأمها أعطت مالها ووهبت كل ما لديها حتى حياتها لزوجها العظيم مقابل ما أعطاها من الهدية والنور حتى أصبحت السيدة الأولى بين نساء المسلمين اللواتي يبلغن ألف الملايين إلى هذا التاريخ . وفي ظل هذين الأبوين ترعرعت فاطمة (ع) واستقبلت منذ طفولتها حدثا جليلا تخطى مكة والمدينة والجزيرة العربية بكاملها والعالم كله عصر بعد عصر وجيلا بعد جيل ,
لقد نشأت في دار ابويها وحيدة يغمرها حنان أبيها الذي فقد بنيه ولم يبقى له من عزاء بعده إلا عبء النبوة الذي تأهب له زمنا ونهض وتحمل في سبيله ما تنوء له الجبال فأين ما أتجه وأين ما ذهب يرى قريش وغلمانها له بالمرصاد وفاطمة على صغر سنها ترى كل ذلك وتساهم مع أمها في التخفيف من وقع ذلك بنفسه فكان تتلو من الالم لما يلقى من فادح الأذى وتتجرع مرارة ما كان يكابده المسلمون الأولون من اضطهاد مرير حتى تكاد تحس لسع الصخور الملتهبة وهو تلقى عليه من حر الصيف وساعات اللهيب المحترقة والم السياط التي كانت قريش تلهب بها ظهور المستضعفين والمعذبين بين اسوار الحصار المنهك عددا من السنين .
وتوالت عليها المشاهد التي كان وقعها اليما على نفسها وقلبها وهي لا تزال في سن الطفولة ترى اباها يتلوى من اجل اولئك المعذبين ولا يستطيع أن يصنع لهم شيئا . أن لسيدة النساء فاطمة (ع) تسعة اسماء ( فاطمة , الصديقة , المباركة , الزكية , المحدثة , الزهراء , البتول , والطاهرة ) وكان يطلق عليها اسم ( أم أبيها) فهو وحدها في بيت أبيها بعد موت أمها تتولى رعايته والسهر عليه ونقل عن رسول الله (ص) انه قال(أنما سميت فاطمة لان الله فطمها وذريتها من النار يوم القيامة ) وكان يقول أيضا (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها اغضبني )وكان إذا سافر صلوات الله عليه كان أخر الناس عهد بفاطمة وإذا رجع من سفره كانت (ع) أول الناس عهدا به حتى روية عن عائشة أنما كانت تقول : أحب الناس من النساء إلى رسول الله (ص) ابنته فاطمة ومن الرجال زوجها علي (ع) وقد قال الرسول الأكرم (ص) يوما هي وعائلتها رافعا يديه إلى السماء ( اللهم إني أشهدك إني محب لمن أحبهم ومبغض لمن ابغضهم وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدو لمن عادهم وولي لمن والاهم ) وذكر عن رسول الله(ص) عندما سأل عن مريم بنت عمران فقال أنها سيدة نساء عالمها و أما ابنتي فاطمة فأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
والأحاديث كثير عن رسول الله (ص) بهذا الخصوص ولكن لا يسعنا المجال إلى ذكرها جميعا . أن السيدة الزهراء (ع) قد فضلها الله على نساء العالمين لا أنها بنت رسول الله (ص) بل لأنها قد عملت بما إرادة الله وأحب وخلصت في عملها كأمها الصديقة الطاهرة الكبرى بما لم تعمله امرأة قبلها من الأولين ولآخرين واختارها الله سبحانه وتعالى لتكون أما لذرية الطاهرة تلك الذرية التي ستكون امتداد لعبارة الرسول (ص) فتتحمل ثقل الكفاح وعبء الجهاد وتنطلق بعزيمة صادقة واستبسال لا نظير له لرفع كلمة الله والمثل العليا التي دعا جدهم أليها وضحى في سبيلها براحته وبكل ما يملك هو والصفوة من انصاره . وعندما كبرت مولاتنا الزهراء (ع) تزوجت من الإمام علي(ع) بأمر من الله لرسوله الكريم وكتب لهذين الاسمين الكريمين أن يكونا مثالا للانسان الكامل الذي تكاملت انسانيته واصبح المثل الاعلى لكل بني الإنسان ذكر وأنثى ولو حاول ابلغ الناس على صياغة الالفاظ وتركيبها أن يجمع الصدق الحق والاخلاص والعدل والطهارة والعفة والفضيلة في كلمة واحدة أو أكثر لما وجد لهذه المفاهيم الفاظا تتناسب معها وتعبر عنها غير هذين الاسمين الكريمين اللذان اتحدا مع تلك المفاهيم وكان علي (ع) خير الناس بعد رسول الله (ص) وأحب الرجال إليه وفاطمة سيدة الناس إليه فقد استجاب الله لنبيه (ص) فخرج منهما النسل الطيب وائمة الهدى خلفاء الله في أرضه وأمناءه على وحيه الذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عن سيرتهم وتعاليمهم ضل وغوى وعاشت الزهراء في بيت الإمام (ع) مع أبيها وزوجها كل ظروف الدعوة من حروب وغزوات إلا أن فتح الله مكة لنبيه على يدي زوجها العظيم حتى ابتليت بعدها بوفاة أبيها وتوالت عليها المصائب من سلب ارثها وكسر ضلعها وحرق بيتها وغصب حق زوجها في الخلافة بعد الرسول (ص) وانقلاب الأمة عليه حتى وصل بهم الأمر إلى منعها من البكاء على أبيها إلى أن عزلوها بعيدا عنهم حتى كانت تقول (ع) عندما تأتي إلى تربة أبيها تشمها :
ماذا على من شم تربة احمد إلا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
وظلت تبكي على أبيها وعلى ما لم بها من ظلم وبزوجها إلى أن اختارها الله إلى جواره وهي غاضبة وساخطة على هؤلاء القوم وأوصت زوجها الإمام علي (ع) بعدة وصايا من ضمنها أن يدفنها ليلا سرا حتى لا يحظر احد من هؤلاء القوم جنازتها وان لا يستدل على قبرها احد ولكن يا مولاتي يا زهراء فقد أن الاوان للانتقام ممن ظلمك وغصب حقك فقد قرب ظهور ولدك القائم المنتقم الذي سيثأر لضلعك المكسور وارثك المغصوب ولولدك المقتول المظلوم .
الملكة الجائعة
عثر علماء التنقيب والاثار يوما على صندوق بالقرب من ساحل النيل وعندما فتحوه وجدوا فيه جثمان محفوظا بالمومياء وسط كمية كبيرة من المجوهرات , وعندما حققوا في الأمر عرفوا انه يعود لملكة من ملكات مصر وقد حنطت بالمومياء بعد موتها وقد عثر علماء الاثار على لوحة بين الجواهر مكتوب عليها: ( هذه وصيتي فليعلم من يجد جنازتي بعد موتي انني كنت ملكة مصر واثناء فترة حكمي حصل جفاف ومجاعة شديدة في البلاد وبلغ الأمر انني – وانا ملكة البلاد – كنت مستعدة لاعطاء كل مجوهراتي لمن يعطيني رغيفا من الخبز اتقوت به لكن ذلك لم يتسن لي كي لا اقع فريسة الموت ولكني لم انجح في ذلك حتى بلغت نهايتي ) .
المرأة في الحضارات
الحلقة الثانية
8 – المرأة في اليابان :
هناك تشابه ملحوظ بين أهل الصين واليابان في كثير من الأحكام فيما يخص الاسرة وغيرها مع اختلاف طفيف , فالزواج عند اليابانيين كصفقة شراء والزوجة لا تملك شيئا من المال , ولا ترث , ومن حق والد البنت أن يبيعها في سوق النخاسة وقت الحاجة كحقه أيضا في بيع ابنائه .
9 – المرأة عند اليونان :
كان الزواج عند اليونانيين يتم عن طريق الشراء ... وقد اتسم نظرهم إلى المرأة بالتهافت والقصور .كما لم يتحرجوا في اعارة نساءهم للأستيلاد كالبهائم ولم يكن هذا الرأي مقتصرا على الناس العاديين بل يشمل حتى مفكريهم أيضا ويقول غوستاف وبون احد ( كان الاغارقة على العموم يعدون النساء من المخلوقات المنحطة التي لا تنفع لغير دوام النسل , وتدبير المنزل . فإذا وضعت المرأة ولدا دميما قضوا عليها ) .
10 – المرأة في الحضارات الرومانية :
كان الرومانيون يشمئزون من ولادة البنت ويكرهونها لغاية أنهم اباحوا قتلها كاليونانيين وكان الاب هو الحاكم المستبد يتصرف بها حسب ما يشاء بيعا أو هبة أو قتلا وكان القانون الروماني يعد المرأة من الاسباب الرئيسية لانعدام الاهلية كالصغر والجنون وفي عدم قبول شهادتها وحرمانها من الارث . وكانت المرأة محجبة ملثمة لا تخرج إلا وفوق حجابها عباءة لا تسمح برؤية شكل قوامهن وبعد ذلك عمد الرومان إلى إخراج نسائهم من خدورهن فأنتشر الفساد والمواخير والحانات واخذت النساء تجول الملاهي والمسابح وغير ذلك وأصبح للمرأة الصوت الأول في تعيين رجال السياسة فلم تبقى دولة الرومان على هذه الحالة حتى جاءها الخراب علي ايدي النساء لأفتتان الرجال بهن . وبعد افاقة الرومانيين من غيهم ظلموا النساء كثيرا .
11 – المرأة عند اليهود :
لم يختلف العبرانيين عن بقية الامم والشعوب الاخرين من حيث احتقار النساء وهضم حقهن وقد اباحت الشريعة اليهودية لرجل المعسر بيع ابنته ليحل عسره وكانت شهادة مائة امرأة تعادل شهادة رجل واحد . وقد حرمت شريعتهم من الزواج بالمطلقة وكذلك حرم اليهود على المرأة من دخول الكهنوت والمشاركة الفعالة في الجمعيات الدينية .
12 – المرأة عند المسحيين :
غلا رجال الكنيسة في أهدار شان المرأة حيث قال اكريستوم ( أن المرأة شر لابد منه واغواء طبيعي وكارثة مرغوب فيها وخطر منزلي وفتنة مهلكة وسر عليه طلاء ) وقد افترق رأي الفرق المسيحية من حيث الطلاق وغيرها من مشاكل المرأة حسب قولهم ..
1 – الفرقة الكاثوليكية : تحرم الطلاق بتاتا حتى في حالة الخيانة الزوجية .
2 – فريق الأرثوذكس والبروتستانت : اباح الطلاق في حالة الخيانة الزوجية لكنهما حرما على الطرفيين أن يتزوجا بعد ذلك. وبقيت المرأة مستغلة غير مستقلة وكذلك من الاباحة للزوج من بيع زوجته وبقي الحال حتى عام 1938 حيث عدلت نصوص القانون الانكليزي لمصلحة المرأة مع بقاء بعض القيود .
13 – المرأة عند العرب :
كانت المرأة العربية مهضومة في كثير من حقوقها وكان العرب كغيرهم من الامم الاخرى يتشائمون من ولادة البنت وكان بعض القبائل يدفنها بالتراب خوف العار أو الفقر وقد كان الزواج في زمن الجاهلية على أربعة اشكال , وعندما بعث الرسول (ص) بالحق هدم نكاح الجاهلية لما به من المساوئ وأبقى على نكاح الناس اليوم من الخطبة و الصداق ثم الزاوج .
وقد عرفت نساء العرب بدليل اشعار واخبار كثيرة , تدل على انتقابهن منها ما نشدته أم عمران ابنت وفدان في تحريض قومها على الثار :
أن انتم لم تطلبوا باخيكم فذروا السلاح ووحشوا بالابرق
وخذوا المكاحل والمجاسد والبسوا نقب النساء فبأس رهط المرهق
ومنها ما جاء في قول الربيع بن زياد العبسي في رثاء مالك بن زهير :
قد كان يخبأن وجوههن تسترا فاليوم حين برزن للأنظار
وغيرها مما يشير إلى وجود الحجاب والبرقع عند نساء العرب وانهم كانوا يعدون ستر الوجه من الحياء لكن هذه العادة لم تكن شاملة لكل نساء العرب بل كان كثير منهن يسفرن الوجوه ويخالطن الرجال وهذه وجدت عند المترفين منهم .
***********************************************************************************************
قصة الحاج علي البغدادي مع الإمام المهدي (ع)
قال الحاج علي البغدادي بعد زيارتي للنجف الاشرف توجهت إلى بغداد ورميت زيارة الامامين الكاظمين (عليهما السلام )بعد ما علي من سهم للإمام (ع) وكان اليوم خميس .وبعد زيارة الامامين قررت أن اغادر الكاظمية فخرجت من المرقد الشريف فاخذت اسلك طريقي إلى بغداد فلما قربت ثلث الطريق إذ أنا بسيد جليل من السادة يعرج علية في طريقه إلى الكاظمية فدنا مني وسلم علي وبسط يده للمصافحة والمعانقة ورحب بي قائلا اهلا وسهلا وضمني إلى صدره وتلاثمنا وكان قد تعمم بعمامة خضراء زاهرة وفي وجهه الشريف شامة كبيرة سوداء فتوقف وقال على خير أيها الحاج على أين المقصد فاجبته قد زرت الإمامين الكاظمين عليهما السلام وانا الآن ماض إلى بغداد فقال لي : عد إلى الكاظمين (ع) فهذه ليلة جمعة قلت : لا يسعني العودة فاجاب ذلك في وسعك ,عد كي اشهد لك بانك من الموالين لجدي أمير المؤمنين (ع) ولنا وليضع لك رقعة اجعلها في كفنك ويشهد لك فيها بانك من الموالين لأهل البيت (ع) فسالته من أين عرفتني وكيف تشهد لي فاجاب وكيف لا يعرف المرء من وافاه حقه ؟ قال الحاج علي ما كنت اعرف صاحبي هذا ولكنه كان قد دعاني باسمي احتملت أن تكون بيننا معرفة سابقة عند ذلك اخذتني الغفالة : ثم قال لي عد إلى زيارة جدي فطاوعته وعدت معه وكنت قابض على يده اليمنى بيدي اليسرى فلما استأنف المسير وجد نهر إلى جانبنا الايمن بماء زلال ووجدت اشجار الليمون والنارنج والعنب والرمان وغيرها تضللنا من فوقنا وكلها مثمرة معا في غير مواسمها فسالته عن النهر والاشجار فقال أنها تصاحب كل موالينا إذا زار جدنا وزارنا فقلت له أريد سؤال قال سل قلت أن الشيخ عبد الرزاق (ره) كان ممن يزاول التدريس وقد وافيته يوما فسمعته يقول : من دأب في حياة على صيام النهار وقيام الليل وحج أربعين حجة واعتمر أربعين عمرة ثم وافته المنون وهو بين الصفا والمروة ولم يكن هو من الموالين لامير المؤمنين ما كان له شيء من الاجر فاجاب نعم والله وما كان له شيء.ثم قلت : سيدنا مسالة ؟ قال سل : قلت يقول خطباء مآتم الحسين (ع) أن سليمان الاعمش أتى رجل يسأله عن زيارة الحسين (ع) أنها بدعة ثم رأى في المنام هودج بين السماء والأرض فسال عن الهودج فاجاب بان فيه فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى عليهم السلام فسال أين تذهبان فأجيب إلى زيارة الحسين (ع) في هذه الليلة وهي ليلة الجمعة وشاهدة رقعا تتساقط على الأرض من ذلك الهودج كتب عليها : امان من النار لزوار الحسين في ليلة الجمعة امان من النار ليوم القيامة فهل هذا صحيح ؟ قال نعم تام صحيح , قلت سيدنا اصحيح ما يقال من أن من زار الحسين ليلة الجمعة كان امنا ؟ قال نعم ودمعت عيناه وبكى , قلت سيدنا مسالة قصيرة شئت أن اسالها , قال سل قلت زيارتي الإمام الرضا (ع) هل هي مقبولة ؟ اجاب مقبولة أن شاء الله , ثم سالته قائلا : سيدنا هل صحيح ما يقال أن هذا البستان أرضه للإمام موسى بن جعفر (ع) ؟ قال : ما شأنك وهذا واعرض عن الجواب ثم بلغنا ساقية مدت من نهر دجلة لري المزارع والبساتين وهي تقاطع الجادة فتتشعب هناك المسلك إلى المدينة شعبتين هما الشارع السلطاني وشارع السادة فتوجه صاحبي إلى شارع السادة فدعوته إلى شارع السلطان فرفض وقال لنسر في شارعنا هذا ما خطونا خطوات إلا ووجدنا انفسنا في الصحن المقدس عند منزع الأحذية من دون أن نمر بسوق أو زقاق فدخلنا الايوان من جانب باب المراد شرقا مما يلي الرجل فلم يمكث صاحبي للأستئذان في دخول الرواق الطاهر وورد من دون استئذان ثم وقف على باب الحرم الشريف فخاطبني وقال زر , قلت إني لا اعرف القراءة قال : فأقرأ لك الزيارة ؟ قلت نعم فقال : اادخل يا الله السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أمير المؤمنين , وسلم على الأئمة واحدا واحدا فواحدا حتى بلغ الإمام العسكري فقال : السلام عليك يا أبا محمد الحسن العسكري .ثم خاطبني قال اتعرف أمام عصرك , اجبت وكيف لا اعرفه قال فسلم عليه فقلت : السلام عليك ياحجة الله ياصاحب الزمان يا ابن الحسن . فتبسم وقال عليك السلام ورحمة الله وبركاته . فدخلنا الحرم الطاهر وانكببنا على الضريح المقدس وقبلناه ثم قال لي زر قلت لا اعرف القراءة قال فاقرأ لك الزيارة ؟ قلت نعم قال : في أي الزيارات ترغب قلت اقرأ علية ما هو أفضل الزيارات فقال : زيارة امين الله هي الفضلى ثم اخذ يزور بها قالا : السلام عليكم يا اميني الله في أرضه وحجته على عباده فشاهدت الدموع تؤثر ضياء في تلك البقعة الشريفة فكانها مشرقة بنور الشمس والشموع تبدو كما لو اججت في وضح النهار هذا وانا ذاهل عن هذه الآيات فلا انتبه أليها . فلما انتهى من الزيارة دار من سمت الرجال إلى خلف القبر الشريف فوقف في الجانب الشرقي وقال : هل تزور جدي الحسين (ع) ؟ قلت :نعم ازوره (ع) فهذه ليلة الجمعة فزاره (ع) بزيارة وارث وانتهى المؤذن حينئذ من اذان المغرب فقال لي صاحبي صل والتحق بالجماعة فاتى المسجد الواقع خلف القبر الشريف وقد اقيمت هناك صلاة الجماعة ووقف هو منفردا إلى يمين الإمام محاذيا له أما أنا فوجدت مكانا في الصف الأول ووقف هناك مصليا مع الجماعة فلما فرغت من الصلاة لم اجد صاحبي فخرجت من المسجد وفتشت عنه الحرم الشريف فلم اجده وكنت انوي أن ابذل له عدة قرانات واستضيفه تلك الليلة وإذا أنا افيق من غفلتي وانتبه فالشخص السيد الذي صحبني فتتوالى في خاطري الآيات والمعجزات التي مرت بي فقد انقادت له نفسي فعدت معه إلى الكاظمين عليهما السلام غير مبال بما كان يصدني عن ذلك من الأمر الهام في بغداد وقد دعاني باسمي ولم أكن قد رأيته من قبل وقد عبر بكلمة الموالين لنا . وقال أيضا أنا اشهد لك وقد ابدى لي النهر الجاري والاشجار المثمرة في غير مواسمها فهذه الشواهد الواضحة وغيرها مما شاهدت تورث لي القطع واليقين بأنه هو الإمام المهدي ( ع) ولا سيما انه سألني هل تعرف أمام زمانك قلت نعم فقال سلم عليه فلما سلمت تبسم ورد هو علي السلام , ثم أتيت حافظ الأحذية (الكشوان ) وسألته عن صاحبي فأجاب قد خرج وسألني أكان هو صاحبك ؟ قلت نعم ثم أويت إلى البيت الذي كنت احل به ضيفا فبت فيه ليلتي فلما أصبح الصباح توجهت إلى حضرة الشيخ محمد حسن وقصصت له قصتي فوضع يده على فيه ونهاني عن إفشاء القصة وقال لي : وفقك الله وكنت اكتمها ولا أنبأ بها أحد .
وبعد شهر من حدوثها شاهدت يوما في الحرم الطاهر سيدا جليلا يدنو مني ويسألني ماذا حدث لك ويلمح إلى القصة فأنكرتها قائلا لم يحدث لي شيء فأعاد علي كلامه فاشتد إنكاري لها ثم غاب عن بصري ولم أره بعد .
**********************************************************************************************
باب تأويل الرؤيا
ورد من الاخت أم دعاء الشمري من النجف الشرف مكالمة هاتفية تسال فيها عن تأويل رويا قد رأتها قبل فترة من الزمن وفحوى الرؤيا ( إني قد رأيت في عالم المنام كأني في حضرة أمير المؤمنين وفي داخل الحضرة توجد غرفة ودخلها كان السيد الشهيد محمد الصدر(قده) جالسا وكان بين يديه منضدة للكتابة وكان خارج الغرفة اناس كثر يريدون الدخول إلى السيد الشهيد وكان على باب تلك الغرفة رجل معقل يلبس ثوب اخضر وهو يقوم بإدخال الناس على السيد فلما وصل دوري للدخول فسح لي المجال وأدخلني على السيد وأعطاني السيد ورقة مكتوب فيها البسملة فقط ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فخرجت وانتهت الرؤيا .
التأويل :
انك قد رأيت نفسك داخل حضرة أمير المؤمنين وذلك لأنك من شيعته ومواليه وبهذه إشارة إلى دخولك ولايته الخاصة التي هي لأصحاب اليمين وأما الرجل المعقل المرتدي الثوب الأخضر فهو الخضر (ع) حيث هو باب الأسرار وصاحب أهل البيت ودخولك على السيد إشارة إلى ولايتك الخاصة مع السيد وهي الاتباع والمعرفة والتطبيق لقوله وأما الورقة التي أعطاها لك وفيها البسملة إشارة إلى بداية الاسرار الإلهية عندك وفيها إشارة إلى فتح باب الحكمة وجريانها على لسانك وفيها إشارة إلى فتح باب المعرفة الإلهية للنفس البشرية والسلام عيكم ورحمة لله وبركاته .
*****************************************************************************************
خواطر
1 – تشعشع النور والناس في ظلام *وأشرقت الشمس والناس نيام * وأخترق ضيائها كل بقعة في البيوت ولكن لم تفتح الابواب * فيا ترى ما السبب أيها النائمون الكرام * فإذا لفتحة خجولة لأحد الابواب * وقال لي بصوت كسول لا تعتب على اسوء الانام * فكلنا في بيوتنا نعيش في ظلام * وذلك لان من يسكن هذه المدينة هم كلهم نيام!!!
2 – ابحرت سفينة تحمل المخلصين *تشق موج البحر كالليث العرين لا تهاب العواصف فشراعها متين * نظرت للبحر فرأيته يفترس سفن الاخرين *تساءلت عما يجري لسفن الغارقين * جائني الجواب بالهام من رب العالمين * تلك هي سفن المنافقين *وانت راكب في سفينة يعسوب الدين *فلا تخشى أحدا أنت ومن معك من الناجين *فقائدها جعلته لكم سيد الموحدين *جسور في الصعاب لا يهاب الظالمين *
3 – قد قالها العباس *لا لبيعة يزيد *الظالم في الاكوان والحسين وحيد عهدي لك يا زينب أن لا يمس خدرك أولاد العبيد * مادمت في الحياة فانا الكفيل العتيد *أصول عليهم صولة حيدرة وأطعمهم باس الحديد* وأنا ساقي عطاشا كربلاء يوم الوعيد*
***********************************************************************************************
دراسات أسلامية
فقهاء السوء شعراء عصر الظهور
من المعروف أن الأنبياء لما بعثهم الله لأقوامهم ايدهم بعلوم تتناسب والعلوم التي كانت سائدة في مجتمعاتهم ليقيم بذلك الحجة على الناس لكي لا تكون الحجة للناس على الله والرسل وليحيى من حيا عن بينة , فقد بعث الله موسى وأيده بالعصا والايات الاخرى فكانت العصا تلقف ما كانوا يسحرون به اعين الناس حيث أن في عصر موسى (ع) اشتهر عند الناس السحر أما في عصر عيسى فقد اشتهر علم الطب حتى أن الاطباء كان لا يصعب عليهم المرض ولا يقف في شفاء أي مريض عائق في وجههم فأيد الله نبيه عيسى بهذا العلم وزيادة حيث كان عيسى يحي الموتى بإذن الله وهذا هو الذي قصم ظهر المكذبين لنبوته ولما جاء عصر الرسالة الخاتمة كان قد ازدهر عند العرب الادب والبلاغة والشعر وكان العرب يعرف بالفصاحة وكانوا يعلقون اشعارهم على جدار الكعبة احتراما واجلالا منهم لشعرائهم فكانت تلك القصائد المعلقات ، فكانت لهم اسواق يقيمون فيها منتدياتهم الادبية حيث كان الشعراء يقصدون تلك الاسواق لقراءة قصائدهم فاخذ فيهم الشعر مأخذا عظيما ولما بعث الله محمد (ص) ايده بالقران وكان القران معجزة الرسول الكريم (ص) من قبل الله عز وجل حيث عجز كبار الشعراء واعلمهم بهذا الفن أن يردوا عليه رغم تحديه لهم مرارا وتكرارا وهكذا هو الحال في كل عصر واوان حيث أن الحجج ما تزال باقية يؤيد بها الله اوليائه وحججه على خلقه ولكن لما ختم الله النبوة بمحمد (ص) وانزل معه القران ولم يعد هناك تنزيل جديد ولما كانت الحاجة مستمرة للبشارة والانذار والهداية فانه لابد من تأييد من قبل المولى عز وجل للائمة الهدى ولابد أن يكون ذلك التأييد لما يتناسب وعصر كل أمام حيث انه تزدهر علوم وتندثر أخرى لذلك استمر القران الكريم مؤيد من الله للائمة الطاهرين وذلك بحسب التأويل حيث أن التنزيل انتهى بوفاة الرسول (ص) ولكن التأويل يأتي على مراحل إلى الأئمة بما يناسب عصر كل أمام فهذا الإمام الصادق المصدق (ع) يأول لنا الآيات الأخيرة من سورة الشعراء من قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون لم ترى أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون ) الشعراء 224- 225 . حيث قال في الرواية الواردة عنه (ع) في قول الله عز وجل ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) فقال : من رأيتم من الشعراء يتبع ؟ أنما عنى هؤلاء الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل فهم الشعراء الذين يتبعون .
وقد ورد أيضا عن الإمام أبي جعفر الباقر في قول الله عز وجل (يتبعهم الغاوون ) قال هل رأيت شعرا يتبعه احد ؟ أنما هم تفقهوه لغير الدين وضلوا واضلوا . وورد أيضا عن أبي عبد الله (ع) في نفس الآية الكريمة حيث قال ( هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا واضلوا .
لقد انزل الله سبحانه وتعالى على نبيه القران ونزل هذه السورة المباركة سورة الشعراء وهذه الآيات الكريمات فقد كان بحسب التنزيل والظاهر أن المقصود في الآية الكريمة الشعراء الذين ينشدون الشعر والذين كانوا سادة القوم في هذا العلم الذي اشتهر بينهم آنذاك ولكن عندما جاء عصر الإمام الباقر والأمام الصادق عليهما السلام وازدهر علم الفقه في ذلك العصر حتى قيل انه قد تتلمذ على يد الإمام جعفر ابن محمد (ع) أربعة الاف طالب فقه كانت هذه الآية بحسب التأويل الباطن تشير إلى الفقهاء أي (الشعراء ) حيث انه من زمن النبي (ص) كادت الناس تتبع الشعراء وتفتخر بهم وتعتبرهم سادة القوم آنذاك ولكن في زمن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام والى يومنا هذا ازدهر واشتهر علم الفقه وكثر الفقهاء ولما كان القران بكل العصور والازمان وانه يتجدد ولا تفنى عجائبه ولما كان سادة القوم هم الفقهاء لا الشعراء الذين ينشدون الشعر بل الشعراء الذين تتبعهم الناس في اخذ احكامهم الشرعية منهم وترجع إليهم في كل صغيرة وكبيرة كان المقصود من الآية أولئك الفقهاء(الشعراء ) الذين قال عنهم الصادق (ع) الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس وقال عنهم الباقر (ع) قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا واضلوا .
والاتباع المقصود هنا هو الميل مع هؤلاء الفقهاء فيما ذهبوا إليه من أرائهم العقلية وفتاويهم ومبانيهم , والغاوون هم القريبين والمقربين من قبل هؤلاء الفقهاء (الشعراء )وهم تلامذتهم وحاشيتهم وبطائنهم وهم من يقوم باغواء الاخرين وايقاعهم في شراك هؤلاء الفقهاء الشعراء حتى يكونوا اتباعا لهم وبالتالي يكون أيضا من الغاوون وقد قال الإمام الصادق (ع) في قوله تعالى ( الم تر أنهم في كل واد يهيمون )قال يهيمون بارائهم العقلية وهوى نفوسهم فتجدهم يتخبطون ويخرجون من واد ويعقون في آخر . وأما قوله تعالى (وانهم يقولون ما لا يفعلون ) فان هنا ثلاث مراحل : -
المرحلة الأولى :
مرحلة الأعراض عن الحق وعن دعاته واهله وبالاخص الأعراض عن دعوة ونصرة القائم (ع) ومثلهم في هذه المرحلة وحقيقتهم الملكوتية كالحمير المتوحشة التي هجم فيها الاسد ففرت منه مذعورة خائفة فقد قال تعالى ( فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ) المدثر 51 – 50 – 49 . والقسورة هو الاسد السبع الضاري وهو تعبير مجازي عن الإمام(ع) .
المرحلة الثانية :
مرحلة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث تجدهم معتزلين عن الناس تاركين للمجتمع أن يتخبط في الظلمات والناس يظلم بعضها بعض وهم مع ذلك ساكتين يرون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه واهل الحق مقهورين مظلومين وهؤلاء الفقهاء العلماء ساكتين لا إلى هذا ولا إلى ذاك ومثلهم في هذه المرحلة كما قال تعالى في سورة الجمعة الآية 5 ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا ) .
المرحلة الثالثة :
وهي اخطر المراحل وأشدها وهي الوقوف بوجه الرسل والأنبياء والاوصياء والاولياء ودعاة الحق وبالاخص الوقوف بوجه دعوة الإمام المهدي (ع) وممهديه والدعاة إليه ومن ثم الوقوف بوجه (ع) وإعلان مناصبته والحرب عليه كما فعل بلعم بن باعوراء العالم الرباني والعارف الإلهي والذي كان عنده اسم الله الاعظم عندما وقف بوجه موسى (ع) ورسالته بعدما استماله فرعون وخدعه إبليس اللعين . وكما فعل علماء اليهود مع عيس (ع) فقد وردت الروايات الكثيرة التي تؤكد على وقوف الكثير من الفقهاء والعلماء بوجه الإمام المهدي (ع) ودعوته المباركة وهؤلاء مثلهم كما قال تعالى في كتابه الكريم (كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) .
فقد قال الإمام الصادق (ع) ( أن الكلب انجس المخلوقات وان الناصب لنا لأنجس من الكلب ) . وهكذا ترى الفقهاء الشعراء يسحرون الناس بالفاظهم وبيانهم وأرائهم العقلية ومبتنياتهم الأصولية كما سحر سحرة فرعون الناس بسحرهم وكما ادهش الاطباء الناس في زمن عيسى (ع) بطبهم وكما هام الناس بالشعر والشعراء في زمن النبي الخاتم (ص) وقد قال رسول الله (ص) ( أن من البيان لسحرا ).
واخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .
***********************************************************************************************
فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف
فرقة المرجئة
تطرقنا في بحث سابق لفرق الضلالة في عصر الظهور وكان بحثنا حول فرقة البترية وتناولنا موضوعها بالتفصيل وخصوصا خروجها من الكوفة التي هي مدينة شيعية ولذلك فأنها من ضمن فرق الضلالة من الشيعة التي ستخرج على حكم الإمام (ع) واخيرا كيف أن الإمام المهدي (ع) سيقضي عليهم جميعا ويصفوا الأمر لله وحده به (ع) . وفي بحثنا هذا سنتطرق لفرقة ضالة أخرى من فرق الضلالة التي سيكون لها موقف الغدر والند للإمام المهدي (ع) في الكوفة إلا وهي فرقة المرجئة كما جاء في الرواية في حديث مفصل يرويه المحدث الثقة عبد الاعلى الحلبي عن إمامنا أبي جعفر الباقر (ع) يقول فيه ( ..... حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح قال : خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة جند مجند قلت جند مجند قال : أي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم في النخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني , فيقول لصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال أبو جعفر (ع) ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر .....) . وفي هذه الرواية الشريفة بيان واسع ومهم يجدر بنا أن نخوض فيه وهو أن هذه الفرقة المرجئة سيكون خروجها من الكوفة والكوفة كما نعلم هي مدينة شيعية ولذلك ستكون هذه الفرقة من الشيعة الذين سيخرجون على حكم الإمام (ع) أنما يكونون مرجئة صفة لافعالهم من حيث تأخير وترجي أمر ظهور الإمام (ع) وتمسكهم برأيهم في اطالة زمن الظهور المقدس وإبعاد تحققه , وقبل البدا في الخوض في الروايات الشريفة الدالة على خروج المرجئة من الكوفة واحوالها وافعالها لابد من تعريف المرجئة . فالمرجئة هي صفة لعمل قوم اتصفوا بها فاصبحت معبرة عن حالهم . فقد قال الشيخ الطريحي (ره) في مجمع البحرين ومطلع النيرين : ( سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله تعالى ارجأ تعذيبهم عن المعاصي أي أخره عنهم .وانه قال : هم الذين يقولون الإيمان قولا بلا عمل لأنهم يقدمون القول وياخرؤن العمل وانما سميت مرجئة لانهم يؤخرون أمر الله فيرتكبون الكبائر) وهنا يتبين لنا معنى المرجئة وأنها صفة لافعال ومعتقدات حامله فهم خرجوا عن أمر الله بإرجائهم وتأخيرهم لأمر الله . ولان وبعد معرفة معنى المرجئة فلنعلم أنهم قد خرجوا في زمن المعصومين سابقا وانتهت بعد ذلك فرقتهم ,فكيف تكون هناك مرجئة في أخر الزمان تخرج على المهدي في أخر الزمان وهي ليست من عامة المسلمين بل هي من الشيعة وفي الكوفة بلذات . وهنا حل واحد لهذا الاستفسار وهو أن مرجئة ذلك الزمان هم كانوا من عامة المسلمين ولكنها خرجت على الأئمة المعصومين وفي أخر الزمان ستخرج طائفة على المهدي(ع) من الكوفة عاصمة التشيع في العالم وسيكونون بسبب اعتقادهم الذي هو تأخير قيام المهدي (ع) ( دين التأخير ) سيسمون مرجئة لتشابه صفاتهم مع المرجئة السابقة , حيث أن وحدة وطبيعة اعمالهم متشابهة في تأخير وترجئ أمر الله تعالى فكما قال أبي عبد الله (ع) ( اشهد أن المرجئة على دين الذين ( قالوا آرجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين ) وفي هذه الرواية تصريح تام من المعصوم على معنى المرجئة وصفتهم وتشابه افعالهم فهم نفس أفعال حاشية فرعون عندما أرادوا المكر مع نبي الله موسى (ع) رغم أنهم عاينوا المعجزات بانفسهم ولكن اتهامهم له (ع) بالساحر ومشورتهم لفرعون في تاخر أمر دين موسى (ع) فان تاخيرهم لأمر موسى بإرجاء الأمر حتى مجيء السحرة من جميع المدائن واختبار موسى لأنهم على دين التأخير وهذا ما سيحدث مع الإمام المهدي (ع) من حيث المعتقد والفعل الذي سيقومون به هؤلاء المرجئة في الكوفة ولذلك سنبين صفات ( مرجئة الكوفة في أخر الزمان ) :
أولا: ( إرجاء أمر الله وتأخيره وارتكاب الكبائر)
وهذا مفهوم جدا حيث أن اهم صفاتهم ترجئ أمر الله وان أمر الله كما نعلم هو الإمام المهدي (ع) فقد جاء عن أبي عبد لله (ع) قال : ( أن أول من يبايع القائم جبرائيل ينزل عليه في صورة طير ابيض فيبايعه . ثم يضع رجلا على البيت الحرام ورجلا على بيت المقدس ثم ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) وعن الإمام الصادق (ع) في الآية الكريمة قال ( ع) هو أمرنا أمر الله عز وجل ) فهذه الشواهد من أهل البيت (ع) هي مايثبت أن أمر الله هو الإمام المهدي (ع) فان أصحاب هذه الفرقة سيرجئون تحقيق أمر الله في الخروج ويقولون انه لا يخرج الآن فالدين بخير بل بعد عدة مئات أو ألاف من السنين ....الخ من هذه الأقاويل . وهذا بحد ذاته سيؤدي إلى اضلال الناس وتقاعسهم عن أمر مولاهم الحق رب العالمين ( المهدي) وبعد فعلهم هذا سيكونون من الخارجين عن رحمة ومن الداخلين في غضبه بسبب مكرهم لأمر الإمام المهدي (ع) وبوقوفهم بوجه دعوة الحق فسيكونون قد اقترفوا اكبر الكبائر بفعلهم هذا لأنه لا يعبر إلا عن إنكارهم لأمر الله وتأخيرهم لدين المهدي (ع)وكما جاء في الرواية أنهم سيدخلون في الكفر ويكونون بأفعالهم من الكافرين فعن أبي جعفر (ع) قال :في قوله عز وجل (فإذا نقر في الناقور) قال الناقور هو النداء من السماء إلا أن وليكم فلان بن فلان القائم بالحق ينادي به جبرائيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم (فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ) يعني بالكافرين المرجئة الذين كفروا بنعمة الله وبولاية علي بن أبي طالب (ع) فكيف لا يكونون من الكافرين وهم الذين سينكرون ولاية قائم آل محمد ويخرجون عليه .
ثانيا :( التقليد الأعمى)
وهذه الصفة هي من اهم مميزات المرجئة حيث أن لكل حركة قيادة ولكل قيادة أتباع وفي ذلك فان المرجئة سيقلدون قياداتهم بشكل اعمى نابع من اعلى درجات الجهل العقائدي والديني وبما أن خروجهم من الكوفة وهي مدينة الفقه في أخر الزمان سيقودون الناس (فقهاء السوء والضلالة) فيقلدهم العوام بلا دليل شرعي ويكون هذا التقليد اعمى لا يمت للدين بصلة سوى الوقوف بوجه المعصوم (ع) بسبب العصبية والانحياز إلى الفقهاء وقيادة السوء غير الشرعية في الكوفة في ذلك الزمان فقد جاء عن الشيخ الكليني (ره) : ( عن محمد بن عبيدة قال : قال لي أبو الحسن (ع) : يا محمد انتم اشد تقليدا أم المرجئة ؟ قال : قلت: قلدنا وقلدوا , فقال : لم أسالك عن هذا , فلم يكن عند أكثر من الجواب الأول ,فقال أبو الحسن (ع) : أن المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته وانتم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ثم لم تقلدوه , فهم اشد منكم تقليدا ). ولهذا نرى أن من قيود هذه الفرقة فقهاء السوء حيث أخر المعصوم (ع) صاحبه أنهم نصبوا من هو ليس أهل للامر حيث أن الأمر للمعصوم وحده فقط وهو للمهدي (ع) في أخر الزمان فقط وليس لمن يستولي على الأمر في الكوفة بدلا عن صاحبه الشرعي وهو الإمام المهدي (ع) . وان العامة سيقلدون فقهائهم ويقفون بوجه الإمام المهدي (ع) في انكار حقه ومحاربه دعوته , وبما أن الكوفة في التأويل هي مكة فان من يسكن مكة هم قريش ومن تصدى لرسول الله (ص) هم كبراء قريش فان من سيسكن الكوفة هم قريش ومن يقف بوجه المهدي (ع) هم فقهاء قريش لأنهم كبراء الكوفة وبذلك نرى أن المهدي (ع) سيأتي محاربا لقريش وفقهائها ويقضي عليهم ودلت الكثير من الروايات على هذا المضمون فقد جاء عن أمير المؤمنين علي (ع) في شرح الآية (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة )قال (ع) :كأنهم حمر وحش فرت من قسورة أي الاسد حين راته وكذلك المرجئة إذا سمعت بفضل آل محمد تعرت عن الحق ,ثم قال الله تعالى (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) قال (ع) : يريد كل رجل من المخالفين أن ينزل عليهم كتابا من السماء ثم قال تعالى (كلا بل لا يخافون الآخرة )قال (ع) : هي دولة القائم حيث نعلم أن هذه الآية وصفت سادة قريش وكبرائهم وهي تنطبق على سادة الكوفة وبذلك نرى بان قيادة المرجئة تكون من كبراء القوم كما في قريش فهم سيكونون من كبراء فقهاء السوء في ذلك العصر وان حالهم قد صوره لنا أمير المؤمنين (ع)في وصف الله تعالى لهم عند هجوم القائم عليهم فكأنهم حمر وحشية فرت من الاسد حيث أن قطيع الحمير الوحشي هو القطيع الوحيد الذي يتفرق اشتاتا في كل مكان عند هجوم الاسد عليه فلا تبقى صلة بين الحمير والقطيع فان الهروب لا يكون جماعي ومنظم بل أن كل فرد من القطيع ينهزم بمفرده تاركين القطيع مشتت وضعيف .فتعسا لهؤلاء القوم الذين سيكونون بهذا الوصف المريع .
ثالثا : (الثقة بالنفس العالية )
وبالأحرى وجود (الأنا ) في النفس والتطبع بالأنانية في الاعتقاد والعمل دون الأخذ من أهل البيت المعرفة الحقيقية وهم أهل البيت (ع) إلا بظاهر القول وعطف أرائهم على أقوال المعصومين وعطف أهوائهم على الدين ويحدثنا الإمام الباقر (ع) عن هذه الصفة بوضوح تام عما جاء من بشير بن أبي اركة النبال –حيث قال : قدمت من المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر (ع) فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب فجلست حيال الدار , فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة واقبل نحوي فقال : ممن الرجل ؟ فقلت : من أهل العراق قال : من أيها ؟ قلت : من أهل الكوفة , فقال من صحبك في هذا الطريق ؟قلت : قوم من المحدثة , فقال : وما المحدثة ؟ قلت : المرجئة , فقال :ويح هذه المرجئة إلى من يلجئون غدا إذا قام قائمنا ؟ قلت أنهم يقولون : لو قد كان ذلك كنا وانتم في العدل سواء ...) ومن هذه الرواية يتبين لنا عظيم (الأنا) في النفس ووثوقهم بنفسهم دون الله عز وجل حيث أنهم يساوون أنفسهم بالائمة المعصومين أو بالاحرى بالأمام المهدي (ع) إذا خرج حيث أن لقولهم السابق الذكر في الرواية ( أي أنهم نفس عدالة وحال أهل البيت (ع) فهم على صواب مثلما أهل البيت (ع) على صواب وكيف لا يحكمون بذلك وهم من يريد تأخير خروج القائم (ع) ولكن نقول أين الثرى من الثريا .
رابعا: (صفة القياس ) فعن علي بن أبي طالب (ع) في حديث الاربعمائة قال : ( علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها ولا تقيسوا الدين فان من الدين ما لا يقاس وسيأتي اقوام يقيسون فهم أعداء الدين واول من قاس ابليس اياكم والجدال فانه يورث الشك ومن تخلف عنا هلك ) وفي هذه الرواية الشريفة بيان هذه الصفة بوضوح حيث أن مسالة القياس تقودنا إلى من يقيسون وهم الفقهاء لان القياس يدخل في المسائل الدينية وهو إشارة إلى استخدام العقل في الدين وهو مما حذر منه الإمام الصادق (ع)حيث قال ( أن دين الله لا يصاب بالعقول ) فهم أذن سيقيسون بعقولهم ومداركهم الشخصية في الدين الحق وهو دين المهدي (ع) فهم لا يصيبونه وبذلك سيكونون من المتصدين لأمر الله (الإمام المهدي ) .
العاقبة :
وبعد أن بينا صفات (مرجئة الكوفة ) فلابد أن نبين عاقبتهم على يد الإمام (ع) فجاء في الرواية نفسها ابن أبي أركة النبال قال : قدمت المدينة ..... حتى، فقال الباقر (ع) من تاب تاب الله عيله ومن اسر نفاقا فلا يبعد الله غير, ومن اظهر شيئا اهرق الله دمه , ثم قال : يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته . وأومأ بيده إلى حلقه قلت : أنهم يقولون : انه إذا كان ذلك استقامت له الأمور فلا يهريق محجمة دم , فقال : كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وانتم العرق بالعلق .وأومأ بيده إلى جبهته) وهذا بيان واضح عن باقر أهل البيت (ع)في بيان عاقبة المخالفين من شريعة (المرجئة ) في الكوفة وكيفية قتلهم بالسيف الذي هو إشارة إلى الحرب الدموية التي سيقودها القائم (ع) ضدهم في الكوفة حتى يختلط العرق بالدم (العلق ) وهذه إشارة واضحة على قوة وجسامة حرب المهدي (ع) معهم حتى يقضي عليهم جميعا والملفت للنظر عزيزي القارئ أن رأي المرجئة في قائم آل محمد (ع) للناس هو انه (ع) سيخرج في استقامة من أمره فلا يريق قطرة دم وهذا توهيم للناس وتشبيه لعقيدتهم بالأمام المهدي (ع) على خلاف الواقع التي تنقله الروايات الشريفة لأهل البيت (ع) ويقولون انه يأتي رحمة ولا يحتاج إلى السيف فيأمن المجتمع من سلطة القائم (ع)وحربه لأنه الرجل الذي سيأتي إلى الكوفة حاملا الود حسب أرائهم وفي قول أخر أن الدين بخير فلا داعي لان يأتي الإمام إلى الكوفة محاربا ونحن نقول لهم( يرونه بعيدا ونراه قريبا )( أن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) .
احاديث الامان في عصر خليفة الرحمن
عبر الآف السنين ومنذ أن قتل قابيل هابيل والى يومنا هذا مازالت البشرية تعاني الم الخوف والاذى ومرارة السلب والنهب والجوع والحرمان وحرارة القتل وغربة التشريد فلا امان يرى ولا عدل ولا سعادة تذوق لذتها الناس فالظلم في كل مكان والقتل والفساد لا تخلوا منه ارض أو بلاد وما زال الإنسان ورغم ما مر علينه من هذه الابتلاءات والمصائب يتطلع بعين ملئها الامل إلى يوم منشود يسود فيه العدل كل مكان ويرتفع الظلم ويقضى على الظالمين ,يتطلع إلى اليوم الموعود الذي يقوم فيه الإمام المهدي (ع) ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فيعم الامان والصلاح والسعادة ربوع الأرض ومن خلال هذه السطور أقدم للقارئ العزيز بعض الروايات الشريفة التي تصور لنا واقع الامان والحياة السعيدة في دولة الإمام المهدي (ع) .
1 – عن النبي محمد (ص) ( إذا نزل عيسى بن مريم وقتل الدجال .....يقول الرجل لغنمه ولدوابه اذهبوا فارعوا في مكان كذا و كذا ويرى الماشية بين الزرعين لا تاكل منه سنبلة ولا تكسر بظلفها عودا ) الملاحم – ابن طاووس ص97.
2 – عن النبي (ص) ( يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى يكون الناس على مثل امرهم الأول لا يوقظ نائما ولا يهرق دما) ابن حماد – الفتن ص99 .
3 – عن ابن عباس ( حتى يأمن الشاه والذئب والبقر والاسد والانسان والحية وحتى لا تقرض الفارة جرابا ) بحار الأنوار ج53 ص61 .
4 – قال أمير المؤمنين (ع) ( ...... ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها واصطلحت السباع والبهائم حتى تمسي المرأة بين العراق والشام ولا يهيجها سبع ولا تخافه ) إثبات الهدى ج3 ص 940 .
5 – عن أمير المؤمنين ( ع) ( ..... ثم أن جيش المهدي (ع) يقتل جيش الأعور الدجال في مدة أربعين يوما من طلوع الشمس إلى غروبها ويطهر الأرض منهم وبعد ذلك يملك المهدي (ع) مشارق الأرض ومغاربها جابرقا إلى جابرسا ويفتح جميع الامصار ويستقيم امره ويعدل بين الناس حتى ترعى الشاه مع الذئب في موضع واحد وتلعب الصبيان والعقرب ولا يضرهم ويذهب الشر ويبقى الخير ) ينابيع المودة ص422 .
6 – عن أبي هريرة ( لا تقوم الساعة حتى ينزل المسيح ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ويكون الاسد في الإبل كأنه عجلها ) الفتن ابن حماد ص162 .
7 – عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ( إذا كان عند خروج القائم ....فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها والحيتان في مجاريها ) بحار الأنوار ج52 ص 304 .
8 – عن أبي امامة الباهلي قال خطبنا رسول الله (ص) ذات يوم خطبة فكان أخر خطبته (......وامام للناس رجل صالح ولا يسعى على الذئب شاة ويرفع الشحناء والتباغض وينتزع حمة كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم الحنش فلا يضره وتلقى الوليد الاسد فلا يضرها ويكون في الابل كانه كلبها ويكون الذئب في الغنم كانه كلبها) الملاحم ابن طاووس 152 – 82 .
9 – عن النبي (ص) ( إذا نزل عيسى بن مريم قتل الدجال .... والحيات والعقارب ظاهرة لا تؤذي احد ) الملاحم – ابن طاووس ص 70 – 93 .
10 – عن النبي (ص) ( يأوي إلى المهدي أمته كما يأوي النحل إلى يعسوبها يملأ الأرض عدلا كما ملأت جورا حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول لا يوقظ نائما ولا يهرق دما )
11 – عن النبي (ص) ( .....حتى تسير المرأتان لا تخشيان جورا.... ) المعجم الكبير ج8 ص 179 .
12 – عنه (ص) ( وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لايخاف إلا الله ...) السنن ج9 ص 180 .
31 – عن أبي جعفر (ع) ( ..... يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيء وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا ينهاها احد) بحار الأنوار ج 52 ص 62 .
14 – عن رجل قلت لابي عبد الله (ع) ( ....ما نتمنى القائم (ع) إذا كان على هذا ؟ فقال لي : سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل و يأمن السبل وينصف المظلوم) إثبات الهداة ج3 ص 557 .
15 – عن بعض أصحاب أبي عبد الله (ع) قال ( دخل عليه أبو حنفية فقال له أبو عبد الله (ع) : اخبرني عن قول الله عز وجل : ( سيروا فيها ليالي واياما امنين ) أين ذلك من الأرض ؟ قال احسبه بين مكة والمدينة , فالتفت أبو عبد الله (ع) إلى أصحابه فقال : ومكة فتؤخذ اموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون ؟ قالوا نعم فقال : فسكت أبو حنيفة فقال (ع) يا أبا حنيفة اخبرني عن قول الله عز وجل ( ومن دخله كان امنا ) أين ذلك من الأرض ؟ قال : الكعبة قال اعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان امنا فيها ؟ قال : فسكت فلما قال أبو بكر الحضرمي : جعلت فداك الجواب في مسألتين ؟فقال يا أبا بكر ( سيروا فيها ليالي واياما امنين ) فقال : مع قائمنا أهل البيت وأما قوله ( ومن دخله كان آمنا ) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمنا .بحار الأنوار ج52 ص 314 .
16 – روى علي بن عقبة عن ابيه قال : ( إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في ايامه الجور وامنت به السبل واخرجت الأرض بركاتها ورد حق إلى أهله ....) بحار الأنوار ج52 ص338 .
17 – قتادة : ( المهدي خير الناس..... ويأمن الأرض حتى أن المرأة لتحج في خمس نسوة وما معهن رجل لا تتقي شيئا ) ابن حماد الفتن ص98 .
18 – عن عدي بن حاتم ( لتخرجن الضعيفة من الحيرة حتى تطوف بهذا البيت لا تخاف إلا الله عز وجل )فردوس الأخبار ج3 ص491.
علوم
نظرية الإمام الصادق بشأن الأرض
أن الإنسان أهتدى إلى الأرض كروية منذ القدم وان جميع البحارة البرتغالين والاسبان الذين بدأت رحلاتهم البحرية من منتصف القرن الخامس عشر إلى نهاية القرن السادس عشر لكشف العالم انطلاقا من هذا المبدأ ( كروية الأرض ) ولابد من الإقرار في هذه المناسبة بان القرن السادس عشر كان زاخرا بالمفاجأت واكتشاف المجهول , ومتى قرأنا اخبار البعثة البرتغالية بقيادة فاسكو دي جاما الذي اكتشف الطريق البحري إلى الهند صغرت في اعيننا رحلة ابولو إلى القمر في القرن العشرين وإذا ما قرأنا عن رحلة (ماجللان ) الرائد البرتغالي ورفاقه ( 268 شخصا ) حول الأرض والتي استغرقت ثلاث سنين , وما عانوا من المتاعب واسباب الحرمان والمخاطر بحيث لم يبقى على قيد الحياة من أعضاء هذه البعثة الضخمة إلا 18 شخصا فقط , لم يعد لقصة رحلات ابولو الفضائية ورحلات الاقمار الصناعية الضخمة لون فتان .
فالبحار فاسكو ديجاما الذي اكتشف الطريق البحري إلى الهند وكرستوف كلومبس الذي اكتشف امريكا وماجلان هو أول من طاف حول الأرض عن طريق البحر كانوا يعلمون أن الأرض كروية ولم يخرج احد منهم في رحلتهم بقصد اكتشاف كروية الأرض بل كانت رحلاتهم باهداف مادية .
فقد بدا فاسكوديكاما وكرستو كلومبس وماجلان رحلاتهم بالبحث للحصول على الاعشاب الطبية التي كانت تباع في اسعار خيالية في اوربا فإذا كان كريستوف كولومبس وماجلان اتخذ وجهة الغرب في رحلتهما تلك لان السفن الاسبانية لم يكن مسموحا لها بان تتجه نحو الشرق بسبب أن البابا قسم العالم إلى جزئين شرقي وغربي واهدى النصف الغربي إلى ملك اسبانيا فكان من نبوغ كريستوف وماجلان أن خططا للوصول إلى القسم الشرقي وجزر الملوك ( وهي منبت الاعشاب الطبية ) بعد اجتياز الجزء من العالم آنذاك فكانت اهداف جميع هؤلاء الرحالة العظام تجارية ومادية بحتة ولم يحفل احد منهم لا بان الأرض كروية ولا بان لها حركة أو أنها تدور حول نفسها .
وليس لدينا ما يثبت بان جاليلو وهو العالم الايطالي الذي كان أول من اكتشف أن الأرض تدور حول الشمس ولوح أن هذا البحث الفيزيائي والمنجم الذي يدين له التقدم العلمي في العالم بفضل القوانين العلمية التي وضعها لاول مرة والذي مات بعد اكتشاف امريكا بقرن ونصف قرن كان يقول بدوران الأرض حول الشمس فقط , وان محكمة التفتيش العقائدية ( انكيزيسيون ) حاكمت جاليلو لمجرد انه قال أن الأرض تدور حول الشمس واكرهته على التوبة والاستغفار . وبدا البحار البريطاني ( فرانسيس دريك ) رحلة حول الأرض سنة 1577 أي بعد ماجلان بخمسة وسبعين سنة , واستمرت رحلته إلى عام 1580 , وكان ذلك بعد أن اشتهرت نظرية كروية الأرض وشاعت في مختلف الاوساط, لكنه لم يكن يعلم بدوره ما إذا كانت الأرض تدور حول نفسها أو لا ؟
ولكي نفهم دوران الأرض حول نفسها كانت من النظريات البعيدة عن الادراك والفهم تتعين الاشارة إلى عالم الرياضيات الفرنسي هندري بوانكاره الذي توفي عام 1912 م عن عمر ناهز السابعة والخمسين وكان يعد المع عالم في الرياضيات في هذا العصر , كان يمزح ويقول : انني غير متأكد من أن الأرض تدور حول نفسها فان صح بان عالما فذا كهنري بوانكاره تشكك , ولو على سبيل الفكاهة في مطلع القرن العشرين بان الأرض تدور حول نفسها فمن اليسير علينا أن ندرك ماذا كان الناس يتصورون أو يقولون بشان هذه النظرية في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي ( النصف الأول من القرن الثاني الهجري ) وذا كان قبول هذه النظرية شبه مستحيل ودوران الأرض حول نفسها لم يثبت عمليا إلا بعد ما وضع الإنسان قدميه على سطح القمر ، وشاهد الكرة الارضية من هناك وسجل حركتها . أما قائدو المكوكات الفضائية فلم يتمكنوا من تسجيل حركة الأرض حول نفسها قبل وصول البشر إلى القمر لان مراكب الفضاء كانت تنطلق بسرعة فائقة وتدور حول الأرض مرة في كل 90 دقيقة , ولم تثبت اقدام رواد الفضاء في نقطة ما ليشاهدوا منها حركة الأرض ولكن هذا تحقق من سطح القمر ومع اجهزة التصوير الدقيق فشاهدوا عندئذ حركة الأرض وصورها أيضا .
وبفضل التقدم العلمي والصناعي والذي تحقق للانسان في القرن العشرين , عرفنا أن كل نجم في مجموعتنا الشمسية يدور حول نفسه وان حركة النجوم في المنظومة الشمسية تخضع لقوانين ميكانيكية دقيقة , وان كرة الشمس التي تدور حولها الكرات الاخرى, والتي تمثل القطب اوالمركز, تدور بدورها حول نفسها وتتصل حركتها حول نفسها في منطقة خط الاستواء فتمتد مرة كل 25 دقيقة يوما , وعندما اخترع جاليلو المنظار الفلكي , استطاع بمساعدته رصد المنظومة الشمسية والاجرام , وأيقن أن هذه الاجرام تدور كذلك حول نفسها ,
صحيح أن جاليلو رأى الكرة الارضية تدور حول الشمس كغيرها من الكواكب ولا يستبعد ابدا أن يكون قد انتهى إلى أن الأرض تدور بدورها حول نفسها , ولكننا لا نقع في مؤلفاته على اثر لهذا الكشف , ولعله هو الذي اضطر – في ما بعد – إلى انكار نظريته في شان دوران الأرض حول الشمس , خوفا من محكمة التفتيش العقائدية قد اثر أن يحجب رأيه المتعلق بدوران الأرض حول نفسها لئلا توقع عليه العقوبات الصارمة والمؤكدة وهي الاحراق بالنار , عرف عنه – بعد تراجعه وتوبته- انه يدعو إلى رأيه جديد هو أن الأرض تدور حول نفسها , وليس في مذكرات جاليلو التي تركها بعد وفاته ما يدل على انه عرف بان الأرض تدور حول نفسها . وفي القرن السادس عشر الميلادي ظهر في الدنمارك عالم فلكي أخر وهو (تيخوبراهة ) أو (تيكوبراهة ) وكان ينتمي إلى طبقة الاشراف المترفة في بلاده على النقيض من كوبر نيكوس البولوني الذي كان رقيق الحال لا يجد ما يسد به جوعه وقد مهدت ابحاث تيخو في علم الفلك طريق الكشف أمام العالم الالماني كبار ,فوضع هذا الأخير قوانينه الفلكية الثلاثة المشهور الخاصة بحركة السيارات –ومنها الكرة الارضية – حول الشمس .ولكن تيخو براهة لم يهتد بدورة إلى أن الأرض تدور حول نفسها وقد كان يعيش في الدنمارك بعيدا عن سلطة محاكم التفتيش ونفوذها , فلو اهتدى إلى هذه النتيجة ,لبادر إلى اعلانها غير متظير من احتمال العقاب شانه في هذا شان كوبر نيكوس البولوني وكبار الالماني كانا يعيشان خارج نفوذ محاكم التفتيش .
والغريب انه في الوقت الذي كانت فيه محاكم التفتيش مشغولة بتعقب القائلين بنظرية دوران الأرض حول الشمس وانزال اشد العقوبات الصارمة بالداعين إلى هذه النظرية , كانت الكتب والملاهي الخليعة واسعة الانتشار ولا تتعرض لها محاكم التفتيش على أي نحو كان . وقد توفي تيخو في سنة 1601 م وتوفي كبلر سنة 1630 م وظلت القوانين الثلاثة التي وضعها كبلر عن حركة السيارات تظفر بإعجاب الاوساط العلمية وفي ذلك الوقت إلى يومنا هذا , وكان مما ذهب إليه في حركة النجوم أن السيارات ومنها الكرة الارضية تدور حول الشمس في مسار بيضاوي الشكل وليس دائريا كما ذهب إليه كوبر نيكوس , ولسنا هنا في مقام التحديد بالتفصيل عن قوانين كبلر الفلسفية فقد اشرنا أليها بالايجاز الذي يقتضيه السياق . وصحيح أن كبلر باكتشافه القوانين الثلاثة وبان الكرة الارضية تدور حول نفسها قد اثبت للعالم نبوغه العلمي .ولكن الإمام جعفر الصادق (ع) اكتشف هذه الحقيقة العلمية قبله باثني عشر قرنا , وقال أن الأرض تدور حول نفسها ,وان تعاقب الليل والنهار ليس سببه حركة الشمس حول الأرض ثم قال أن مثل هذه الحركة مستحيلة مع دوران الشمس في منطقة البروج, وان الليل والنهار ناشئان عن حركة الأرض حول نفسها . فيصبح نصف الكرة الأرضية في نهار مشرق , والنصف الأخر في ليل مظلم , فما الذي جعل الإمام الصادق (ع) يكتشف أن الأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار بسبب ذلك سابقا العلماء جميعا , ومنذ اثني عشر قرنا؟ في حين أن علماء القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين الذين اشرنا إلى أسماء بعضهم قد اهتموا إلى القوانين الميكانيكية للنجوم دون أن يتوصلوا إلى حقيقة دوران الأرض حول نفسها , وفي حين أن الإمام الصادق (ع) يعيش في منطقة بعيدة كل البعد عن عواصم العلوم في روما واليونان فكيف اكتشف هذه الحقيقة ؟ .
لقد كانت هناك عواصم علمية في عصر الإمام الصادق (ع) هي ( انطاكية والقسطنطينية وجنديسابور وبغداد ) ولكنها لم تكن قد برزت بعد , ولا وجد فيها من اكتشف هذه النظرية .
هنا يثور السؤال : هل كان الإمام الصادق (ع) الذي اهتدى إلى هذه الحقيقة العلمية ,على علم بقوانين ميكانيكية النجوم , وهل كان يعرف أن هذه الاجرام تدور حول نفسها وحول الشمس وفقا لقانون الجاذبية بجانبيه الموجب والسالب , الجاذب والطارد , الصادر من القاعدة أو المركز والعائد أليها؟ .
*********************************************************************************************
علم الباراسايكولوجي وارتباطه بالأمام المهدي وأصحابه
الحلقة الثانية
التخاطر في القران الكريم : -
قلنا في ما سبق أن وجود هذه الطاقة عند الإنسان من الممكن استخدامها بالاتجاهين الايجابي والسلبي لمجرد تطوير المهارات الفردية أو استخدام قوة خفية أو استخدام العلوم القديمة هذا من جانب ومن الجانب الأخر والاهم هو علوم آل البيت (ع) . وقد ورد علم التخاطر (الايحاء) في القران بالاتجاهين , قال تعالى ( فأما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا) مريم 26 . فقد نذرت مريم (ع) صوم عن الكلام وبنفس الوقت امرها ربها بان تقول لأي احد من البشر بأنها لا تتكلم نتيجة الصوم عنه لنذر انذرته إذا كيف يتم ذلك الصوم عن الكلام والاخبار عن هذا الصوم؟ ذلك يتم عن طريق (التخاطر الايحائي ) وإذا قال احد معنى ذلك أنها تشير إشارة وليس ايحاء فنقول قد ورد هذا المعنى (فأشارت إليه ) بالتعبير عن الاشارة . هذا في الجانب الايجابي من الايحاء الذي ذكر في القران , أما الايحاء السلبي ما ورد في القران حكاية عن نبيه لوط (ع) ( فاسر باهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم احد ) ما هي الملازمة بين السير بالليل والحذر من الالتفات خوفا من اكتشاف امرهم من قبل القوم , نقول أن للانفعال الوجداني (الفرح , الحزن ) أثره على الدماغ بقوة التركيز فتنبعث منه اشارات ايحائية صادرة من امرأة لوط والتي لها ارتباط وجداني معهم لان (شبيه الشيء منجذب إليه ) فيستلم هذه الإشارات قومها فيكشف أمرهم ولكن الله في سابق علمه استثنى في الآية الكريمة (إلا امرأتك انه مصيبها ما أصابهم ) ولكن بعد فعلها , وبالفعل خالفت الأمر الإلهي فانزل عليها العذاب لان الله متم أمره .
النور والظلمة :-
نستطيع القول على ما تقدم ارساء قاعدة لهذا العلم وهو أن هذه الطاقة موجودة اصلا عند بني ادم ومن الممكن تنشيطها وتطويرها وبالاتجاهين الايجابي والسلبي فبعد عصيان أمر السجود لآدم (ع) طلب ابليس من الله سبحانه وتعالى أن يكون من المنظرين وهو ذو علم وله قدرات عالية وله امكانيات واسعة لكنها شريرة وأعطى الله سبحانه وتعالى ادم علما اوسع واقوى (وعلم ادم الأسماء كلها) فاعطاه من العلوم ما لم تستطيع الملائكة ادراكه بل عجزت عن معرفته ( فقال انبؤني باسماء هؤلاء أن كنتم صادقين ) فاعترفوا بعجزهم (فقالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا ) فكان علم ادم (ع) من (عالم النور) واستحق بذلك سجود الملائكة له وبعد هبوطه إلى الأرض وخروجه وذريته وقتل قابيل هابيل بوسوسة من ابليس الذي تمكن من نفس قابيل بقتل اخاه وبعد التزاوج بين ذرية قابيل وذرية هابيل اصبحت ذريتهم تحمل متضادين النور والظلمة والخير والشر والمعروف والباطل والحق والمنكر و أصبح الإنسان مخير بين الاثنين وكل له أتباع فمتى ما وجدت ثغرة في نفس الإنسان باتجاه العصيان لربه يتمكن الشيطان من الحصول على مساحة واسعة في أفعال وسلوك ذلك الإنسان بنوازع من النفس الشريرة فيكون انجذابها إلى ابليس أقوى وتتأثر بقوى شيطانية ويمدهم يجنده وبالتالي يصبحون مطيعين له فينغمسون في الظلمة فيكونون من جنده من شياطين الانس ولهم طرقهم وعلمهم واستخداماتهم ولسنا بصدد هذا الجانب.
أما الجانب الأخر يكون مصدر النور والميدان هو النفس وقواها فبالطاعة والتقوى تاخذ النفس بالترقي وصولا إلى كمالات حيث أن لهذا النور الأثر الكبير في حياة الإنسان في الدنيا والاخرة ويكون محصننا من كل سوء وهذا النور الذي يسمونه في العلم الحديث الباراسايكولوجي (الهالة ) ولهم اسس في الحصول على هذه الطاقة و انطلاقها وقوتها وهي التفريغ الفكري , الثقة بالنفس , الشعور بالقوة,التركيز , اختيار الموضوع , انطلاق الهالة . أما المؤمنين كلما ازداد قربه إلى الله صلحت سريرته وتجرد فتزداد نورانيته ويتدرج بالرقي ويكون على مراحل :
*الرؤيا الصادقة :
حيث تقوم الملائكة ببث هذه الرؤيا من علم الملكوت وهي اخبارات صادقة كمبشرات ومنذرات حيث ورد في الحديث قول رسول الله (ص) : ذهب الوحي وبقيت المبشرات والمنذرات قيل يا رسول الله وما المبشرات والمنذرات قال : رؤيا المؤمن الصادقة فهي جزء من ستة واربعون جزء من النبوة .
*المكاشفات : فقد ورد في مناجات العارفين طلب المكاشفة وهي أقوى قرب واعلى درجة من الأولى وهي تتم في اليقضة والوعي وهي معرفة أسرار وحقائق الاشياء .
*معرفة المعصوم :ورد في الدعاء (اللهم عرفني نفسك فان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك .اللهم عرفني نبيك فان لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك . اللهم عرفني حجتك فان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) وهذا هو اساس الهداية والمؤمن من عرف المعصوم بالنورانية .
* الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى: فقد ورد هذا المعنى بمناجاة أمير المؤمنين (ع) : ( الهي هب لي كمال الانقطاع إليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها واليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك ).ان بهذه النقاط اعلاه تحصل لدى المؤمن قوى وطاقات غير طبيعية تكون نظيرا لما يسونه بعلم الباراسايكولوجي بل هو يفوق باضعاف مضاعفة كيف لا يكون ذلك وقد يتصل المؤمن بربه وبهذا الاتصال يسخر الموجودات لخدمته وقد اورد ذلك الحديث القدسي ( عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون ) وسيتجسد ذلك عمليا وبشكل ملموس في عصر الظهور الشريف عند الإمام وأصحابه وقد وردت احاديث كثيرة بهذا الصدد ناخذ منها:
*فقد ورد عن المعصوم (ع) : ( أن الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا وان قلبه لاشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولا يكفوا سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل ....)
*عن حمران قال : كان الباقر (ع) يقرا (بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد ) ثم قال هو القائم وأصحابه اولي باس شديد .
* عن ابان بن تغلب قال أبو عبد الله (ع) ( سيأتي في مسجدكم ثلاث مئة وثلاث عشر رجلا- إلى قوله – عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة ) .
* عن الصادق (ع) (..... لو أنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة لا يختل فيهم الحديد) وهذا دليل على القدرات القتالية الغير طبيعية وسرعة الحركة في زمن قصير جدا وهذا ما لم تصل إليه أقوى الاسلحة المتطورة بما في ذلك (علم الظواهر الخارقة ) وقد تستعين أعداء الإمام (شياطين الإنس ) بشياطين الجن ويستنفر إبليس جنوده لان نهايته تكون على يد الإمام المهدي (ع) لان الله سبحانه وتعالى أنظره إلى الوقت المعلوم حيث يطهر الإمام الأرض من شياطين الإنس والجن وقائدهم إبليس (عليه اللعنة ).
ويصل أصحاب الإمام إلى علوم عالية جدا وصولا إلى معرفة أسرار الكون وكنهه وذلك لذوبان ذاتهم بذات الإمام الشريفة الذي هو وجه لله منه يؤتي واليه يتوجه الاولياء اللهم اجعلنا ممن يدرك علومهم ويقاتل بين يديه إقامة ليوم الدين .
***********************************************************************************************
الإمام الباقر (ع) أول من اكتشف العملية الاوكسجينية الهيدروجينية
قد تطلع الإمام الباقر (ع) باكتشاف هذه النظرية قبل العلم الحديث بل قد اكتشف الإمام(ع) هذه العملية قبل اكتشاف الهيدروجين وذلك قد ورد عنه في إحدى الروايات قال : ( أن الماء الذي يطفئ النار يستطيع أن يوقدها بفضل العلم ) وقد حسب بعضهم أن هذا القول ملقى على عواهنه أو انه من قبيل الفكاهة أو خيالات الشعراء ولكن الذي تحقق فعلا منذ القرن الثامن عشر أن الماء يزيد الماء اشتعلا ويولد قوة محرقة اشد بكثير من نار الحطب لان لغاز الهيدروجين ( وهو احد العنصرين الهامين في تركيب الماء ) قوة إحراق إذا اضيفت إلى قوة الاوكسجين بلغت درجة حرارتها OXYDROGENE (6664 ) درجة مئوية ويطلق على هذه العملية اسم العملية الاوكسجينية الهيدروجينية
وهي تستخدم في لحام الحديد والفولاذ أو في تقطيع الفولاذ وتثقيبه . وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
الوشم يسبب الأم خلال الفحص بالرنين المغناطيسي
ذكرت نشرة طبية المانية تحمل اسم "ايه .زد " أن الوشم يمكن أن يسبب الالم للمرضى خلال اجراءهم للفحوص الطبية باستخدام الرنين المغناطيسي الذي يمكن من خلاله فحص وتصوير الاجهزة الداخلية وانسجة الجسم وقال الجراحون في مدينة ماينتس الالمانية أن الوشم يسبب ألما شديدا خلال الفحص بالرنين المغناطيسي ويساور الاطباء الشك أن السبب في ذلك يرجع إلى جسيمات مغناطيسية في صبغات الوشم السوداء والزراقاء والحمراء والتي تبدأ بالتحرك تحت الجلد عندما يخضع المريض للفحص باستخدام هذا النوع المتطور من الاشعة .
******************************************************************************************
فلسفات مهدوية
فلسفة بقية الله
بقية الله خير لكم أن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ
قال تعالى حكاية عن نبيه شعيب (ع) : ( بقية الله خير لكم أن كنتم مؤمنين ) فقد طغى قومه بالميزان وكانوا لا يزنون بالقسط والعدل وكان شعيب (ع) يوصيهم بان يزنوا بالقسط والعدل ويقول لهم : ( بقية الله خير لكم أن كنتم مؤمنين ) أي تمسكوا بالعدل والقسط وعملوا بهما فان ذلك خيرا لكم فان بقية الله ومن يعمل بالقسط والعدل وينشرهما وان من يتمسك به ويعمل بعمله ويتآس به فان له خيرا كثيرا وقد ورد أن الإمام المهدي (ع) يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملأت ظلما وجورا أذن فان المراد من بقية الله هو الإمام المهدي (ع) الذي يعمل بالقسط والعدل ويملأ بها بقاع الأرض وقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في تفسير قوله تعالى (بقية لله خير لكم أن كنتم مؤمنين )ثم يقول أنا بقية الله وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال (السلام عليك يا بقية الله في أرضه ) فإذا اجتمع عليه العقد وهو عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض دون الله عز وجل من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ) .
وكان شعيب (ع) في زمانه على التمسك بالعدل والعمل بالقسط وذلك لما فسدت الموازين واخذوا يطغون في الميزان وعندما يأتي زمن الظهور يكون الناس قد انحرفوا أيضا عن الإسلام الحقيقي والصراط المستقيم وتركوا العمل في الميزان الإلهي والتعاليم الإسلامية الحقة وكل ذلك بسبب إتباعهم وانحرافهم وراء مسميات لا اصل لها من علماء السوء الذين يظهرون آنذاك فيتسببون باضلال الناس لذلك فان داعي الحق والداعي إلى الصراط المستقيم يذكرهم ويحثهم على التمسك بتعاليم أهل البيت (ع) والرجوع إلى الإمام (ع) البقية الباقية فهو خيرا من أولئك الضالين المضلين من علماء السوء وفقهاء الضلالة ومعنى البقية فان من المعلوم أن الله يتجلى لخلقه , فالله قد تجلى في كتابه كما تجلى في انبيائه والله نور ومنى لكتاب والأنبياء نور أيضا فقد قال تعالى ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ) وقد ورد في تفسير هذه الآية المباركة أن المشكاة هو رسول الله (ص) ولله نور فقد صار هذا النور في المشكاة أي في محمد (ص) والمصباح هو أمير المؤمنين (ع) أي أن النور نتقل إلى أبي الحسن (ع)والزجاجة هي فاطمة الزهراء (ع) حيث أن نور رسول الله (ص) قد انشطر إلى نصفين نور علي ونور فاطمة والكوكب الدري هو الإمام المهدي (ع) حيث النور من علي وفاطمة (ع) إلى الأئمة واحدا بعد واحد حتى استقر في الإمام المهدي (ع) فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) في تفسير قوله تعالى( الله نور السموات والأرض ...) فالمشكاة رسول الله (ص) والمصباح الوصي والاوصياء (ع) والزجاجة فاطمة (ع) والشجرة المباركة رسول الله والكوكب الدري القائم المنتظر (ع) الذي يملأ الأرض عدلا ) .
فهو بقية الله في أرضه أي انه نور الله الباقي في الأرض وهذا معنى البقية وبذلك يتبين لنا معنى البيعة لله حيث انه ورد مكتوب على راحتي الإمام المهدي (ع )بايعوه فان البيعة لله ومكتوب على رايته البيعة لله وهذا تفسير الواردة عن الإمام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) حيث قال الإمام الصادق (ع) ( أن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ).
***********************************************************************************************
فلسفة الحرب الخاسرة
لماذا تخوضون حربا خاسرة ؟؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول المسدد والمنصور المؤيد أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الكرام أن للحرب قوانينها وللنصر مستلزماته ولله عاقبة الأمور .
ففي البدء نريد طرح تسأل مهم جدا إلى الغرب وليعقلها أهل اللب في حياتهم وعاقبتهم , ونحن نقول لهم لماذا تخوضون حربا خاسرة أمام رجل منصور ؟ وهذا ما يعرفه الغرب من انه سيأتي رجل منقذ ينقذ العالم من الظلم !
وقبل أن نحصل على الجواب الشافي لابد من طرح الأدلة والإثباتات على اليقين الذي أفردت به مفردات التساؤل من الحرب ونتيجتها الحتمية للغرب في خسارتها لها ومن هو المنصور؟ ومن أين له قدرات النصر ؟
ولكي نحصل على ضالتنا في الإجابة والمعرفة في تحصيل النتائج فلابد من الخوض في آيات القران الكريم والروايات لأهل البيت لأنها المترجم للأطروحة .ولذلك نرى أن قضية المنصور (ع) هي في رعاية الوعد الإلهي الحق في إقامة دولة الحق وإحقاق العدل ونشر التوحيد .
من هو المنصور ؟
قال الله تعالى ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) الاسراء 33 , فعن الباقر (ع) في قوله((ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا )) قال الحسين فلا يسرف في القتل (انه كان منصورا ) قال : سمي الله المهدي المنصور كما سمى احمد محمدا وكما سمي عيسى بالمسيح (ع) وعن الصادق (ع) في ذكر نفس الآية الشريفة قال (ع) ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (ع) فلوا قتل أهل الأرض لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا ثم قال (ع) يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعال ابائهم . وبعد معرفة شخصية المنصور والذي هو المهدي (ع) والقائم بأمر الله والممدود من الله بمعونته نتوجه إلى معرفة أسباب النصر الأكيد والحتمية للإمام المهدي(ع) ونجملها في أمرين : -
الأمر الأول: (وعد الله) قال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعدهم خوفهم امنا ويعبدوني لا يشركون بي شيئا) قال الصادق (ع) ( في معنى الآية (عني به ظهور القائم (ع)، وفي الغيبة للنعماني عن الباقر (ع) قال ( نزلت في القائم وأصحابه ) وقال رسول (ص) ( لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يفتح القسطنطنية والديلم ) . وبهذا تصريح تام من الله تعالى و أهل البيت على أن الأمر في القائم والقائم هو الموعود من الله بصلاح الكون وانتصار الحق كوعد غير مكذوب وبهذا يلزم التسديد التام من الله للإمام المهدي (ع) بالنصر والظفر لا محالة وفتح الغرب له (ع) لأنه المسدد من الله عز وجل .
الأمر الثاني :
(العهد المعهود )وهو ما جاء في الرواية الذي معه هو العهد المعهود إليه من رسول الله باملائه (ص) وخط على (ع) وفيه كما ورد : ( اقتل , ثم اقتل , ولا تستتيب احد) فبعد بيان هذا الأمر يتبين لنا عمق التخطيط الإلهي الخاص من شخص الرسول (ص) لليوم الموعد والقائد المؤمل فكان منهج الحرب موضوعا من قبل رسول الله (ص) وموثقا بعلي (ع) ومحفوظا بايدي الأئمة الاطهار (ع) وصولا بالامر إلى صاحبه الإمام المهدي (ع) فيلزم ذلك وجود التمكين والتسديد من الله لصاحب هذا الأمر مما يؤيد حركته العسكرية باعلى صور القدرة والامكانيات المتطورة للسيطرة على المعارك وكسب الحرب ودحر العدو وفتح العالم , ومن اوجه التفوق للإمام (ع) نوجزها من ناحيتين :
الناحية الأولى (التسديد والقدرة من الغيب ) :
1 – التسديد بالرعب : فعن محمد بن مسلم الثقفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول ( القائم منا منصور بالرعب ومؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ....)فهذا تصريح واضح من أهل البيت (ع) في أن القائم بأمر الله هو المنصور بالرعب لا محالة ومؤيد من الله بالنصر وتسخر له الاشياء كلها لأنه هو الخليفة المعد لقطع دابر الظلمة وتحطيم جبابرة العالم وقتل سلاطين الكفر .
2 – التمكين : ( قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) : نظر موسى بن عمران في السفر الأول إلى ما يعطى قائم آل محمد من التمكين والفضل , فقال موسى رب اجعلني قائم آل محمد فقيل له : أن ذلك من ذرية احمد , ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك , فقال مثله فقيل له مثل ذلك , ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله , فقال مثله , فقيل له مثله )! وهنا يتضح بجلاء ما للقائم من تمكين من الله صرحت به الكتب السماوية وذلك لأنه الموعود في اظهار أمر الله عز وجل حتى أن كليم الله تمنى مقامه لعلو قدره عند الله تعالى ,
3 – صفة أصحاب وجيشه :فالمتصفح للروايات يرى صفات جيش الإمام (ع) ليس لها مثيل في باقي الجيوش وذلك لان مناهج تلك الجيوش هي مناهج عملية فقط وساحات للتدريب البدني أما عند الإمام (ع) فإفراد جيشه يكونون مدربين بالتمحيص والتمييز والغربلة حتى تصدر موافقة انتمائه لجيش الإمام المهدي (ع) من الله وليس من احد . قال تعالى ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) عن حمران قال كان الباقر (ع) يقرأ (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد ) ثم قال هو القائم وأصحابه , أولي باس شديد (يفسير العياش ج2ص281 وقال تعالى : (قال لو أن لي بكم قوة أو اوي إلى ركن شديد ) عن أبي بصير عن الصادق (ع) قال :ما كان قول لوط (ع) لقومه :-( لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد ) إلا تمنيا لقوة القائم (ع) ولا ذكر إلا شدة أصحابه وان الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا .وان قلبه لأشد من زبر الحديد ,ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ,ولا يكفون سيوفهم حتى يرضي الله عز وجل .
4 – الراية الغالبة : وهذه الراية الشريفة هي من تسديد الله عز وجل للإمام المهدي (ع) لا يخرج القائم (ع) حتى يكون تكملة الحلقة قلت وكم تكملة الحلقة ؟قال : عشرة الاف جبريل عن يمينه , وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية ويسير بها .....وهي راية رسول الله (ص) نزل بها جبرائيل يوم بدر ثم قال يا محمد ما هي والله من قطن ولا كتان و لا قز ولا حرير قلت من أي شيء هي ؟ قال من ورق الجنة نشرها رسول الله (ص) يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي (ع) فلم تزل عند علي (ع) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (ع) ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها احد حتى يقو القائم ويسير الرعب قدامها شهر وورائها شهر وعن يمينها شهر وعن يسارها شهر .
الناحية الثانية :
القدرة بالاسباب المادية وتكون على وجهين :
الوجه الأول :طول عمر الإمام (ع) فلو تنزلنا مع الفكر المادي الغربي وطرحنا اطروحتنا في قدرة الإمام على النصر فقط بالنظريات العلمية المادية لا الغيبية نستطيع القول أن طول عمر الإمام (ع) الذي يبلغ ما يقارب 1169 سنة ما يكفي على اكتساب شخصه الشريف اعلى جوانب القدرة والقوة والتكامل كخليفة الله عز وجل حيث كانت الفرصة على مدى عمره الشريف في الاطلاع على مجريات الحروب والخطط العسكرية والأحداث التي مر بها العالم وعاصر إنشاء دول وتحطمها وبزوغ حضارات واندثارها مما يثبت لنا بالدليل على قدرته الفريدة في مضمار الحياة وهو اقدر على كشف مخططات العدو وإستراتيجية عمله ومنهج أدائه وأنواع تسليحه .
الوجه الثاني :الجانب الوراثي , فمن المعلوم أن لعلم الوراثة ونظرياته وتطبيقاته الأثر البالغ في حياة الإنسان عبر الاجيال ولو امعنا النظر في سلالة المهدي (ع) لراينا انه علاوة على امتلاكه جميع صفات المعصومين فهو يمتلك صفات الأنبياء كذلك إضافة لتكامل صفاته كأرقى من باقي الصفات السابقة الذكر وذلك حسب نظرية تكامل الاجيال التي تكلم عنها السيد الشهيد الصدر فنرى انه (ع) يمتلك جميع صفات القائد والخليفة في الأرض فمن هو جده ؟ ومن هم أبائه ؟ ومن هي أمه التي تنحدر من النسل الروم الذي عرفوا بالحرب وشدة القتال وشاهدنا على هذا ما جاء في زيارة الناحية المقدسة (السلام على ادم صفوة الله من خليقته , السلام على نوح نبي الله وخيرته ,.....) وما جاء في زيارة وارث للإمام الحسين (ع) : (.....السلام على وارث محمد حبيب الله , السلام على وارث أمير المؤمنين ولي الله ) وهذا تصريح واضح من أهل البيت (ع) على وراثة الإمام المهدي (ع) من أبائه واجداده من ما يمكنه من اكتساب جميع قدرات الأنبياء واهل البيت (ع) للاستخلاف على الأرض ومن هذا التحليل نصل إلى اهم النتائج أن الغرب يعرفون أكثر من غيرهم أنهم يقاتلون رجلا منصور وهو الذي سيحطم عروش ممالكهم ولكن صبغة الاستكبار التي احترفوها استملكتهم فاصبحوا جنودا للشيطان معلنين الحرب على حزب الله وجنوده الاولياء ولكنها حربا خاسرة بكل المقاييس وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
***********************************************************************************************
فلسفة بكاء السموات والأرض على الحسين (ع)
(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين
عن أبي عبد الله (ع) قال : ( أن الحسين بن علي (ع) بكت لقتله السماء والأرض وأحمرتا ولم تبكيا على احد قط إلا على يحيى بن زكريا ). وعن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى (فما بكت عليهم السماء والأرض ) قال ( لم تبك السماء قبل قتل يحيى بن زكريا وبعده حتى قتل الحسين (ع) فبكت عليه ) وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( كان قاتل الحسين بن علي (ع) ولد زنا وكان قتل يحيى بن زكريا ولد زنا ولم تبك السماء والأرض إلا لهما ) . وقد وردت الأخبار والروايات الكثيرة التي ذكرت بكاء السماء والأرض على أبي عبد الله (ع) وبكاء الكثير من المخلوقات ولكن لما هذا الاختصاص بيحيى والحسين (ع) قال تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا *وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا ) مريم 12-13 . فكما يظهر أن الله خص نبيه يحيى بصفة الحنان اللدني فان الخلق وخاصة المرتبطين بالله جل وعلا تجد فيهم صفات ألهية أي أنهم يتحلون ببعض صفات الخالق وقد خص المولي سبحانه وتعالى يحيى بالحنان اللدني أي بدون واسطة بل هو من المولى إلى وليه مباشرة كما انه قد خص الخضر مثلا بالعلم اللدني ومكة بالرزق اللدني والأمام المهدي (ع) حربا لدنية فان بيعته هي بيعة الله كما ورد وان الحرب ضده هي حرب ضد الله لان الله قد تجلى في وليه الإمام المهدي (ع) . وهذا يجري بعينه مع الإمام الحسين (ع) فان الله قد خصه أيضا بالحنان اللدني فان الحسين (ع) هو يحيى امة محمد والشبه بينه وبين يحيى بن زكريا (ع) لا ينكره احد وهو مما ثبت ولا يحتاج إلى مزيد من البيان وقد تجلى الله في السماوات والأرض قال تعالى ( الله نور السموات والأرض .... ) فمن هذا يتبين لنا كيف بكيت السماء والأرض على يحيى بن زكريا والحسين (ع) فان الله قد خصهم كما قلنا بالحنان اللدني وانه سبحانه وتعالى تجلى في السماوات والأرض لذا فانه قد اشتدت صفة الحنان من قبل السماء والأرض ليحيى بن زكريا والحسين بن علي (ع) ومن هنا ولما كان حنان المولى سبحانه وتعالى حنانا لدني ليحيى والحسين(ع) وان الله قد تجلى في وليه الإمام المهدي (ع) هو بقية الله وهو نور الله في ارضة وكما ورد في تفسير قوله تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) أي نور المهدي (ع) كما ورد عن الإمام الصادق (ع) .
لذا يتبين لنا لماذا يكون شعار ثورة الإمام المهدي (ع) هو ( يا لثارات الحسين ) علما أن أمير المؤمنين (ع) الالاالاختصاص
أفضل من الحسين (ع) وكذا أمه الزهراء (ع) فهي أفضل منه وانه (ع) يبكي على الحسين وان الأئمة كلهم يقيمون العزاء على الإمام الحسين (ع) ويبكون ويأمرون الشيعة بالبكاء عليه وقد ورد عن الإمام المهدي (ع) في زيارة الناحية المقدسة الواردة عنه (ع) حيث جاء عنه (ع) مخاطبا جده الحسين (ع) ( لأندبنك صباحا ومساءا ولأبكين عليك بدل الدموع دما ) وكل ذلك نتيجة للحنان اللدني الذي خص الله تعالى به الإمام الحسين (ع) وقد تجلى الله في وليه الإمام المهدي (ع) لذا فقد اشتدت صفة الحنان من لدن الإمام المهدي (ع) باتجاه الإمام الحسين (ع) لذا فقد جاء في الروايات أن الإمام المهدي (ع) يقتل ذراري قتلة الحسين (ع) ويقوم حينما يقوم مطالبا بثار الحسين (ع) وشعاره كما قلنا ( يا لثارات الحسين ) اللهم صلي على محمد وال محمد واشفي صدر الحسين بظهور الحجة , اللهم ارزقنا الطلب بثار الحسين مع واليه الإمام المهدي (ع) من آل محمد يا رب العالمين .
*********************************************************************************************
ثقافة عامة
هل تعلم
1 – هل تعلم أن الإمام المهدي (ع) يقتل ما بين الكوفة وكربلاء ستة عشر ألف فقيه ؟
ورد في كتاب نور الأنوار ما رواه المحدث الأجل أبو الحسن المرندي (ره) ( فإذا خرج القائم من كربلاء و أراد النجف والناس حوله قتلة بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه فيقول الذين حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة و إلا لرحمهم فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة وخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعا فلا ينجو منهم احد )
2 – هل تعلم أن في زمان القائم (ع) تندرس أسماء القبائل ويقوم الرجل يدعو قبيلته إلى الحق فان أجابوه و إلا ضرب أعناقهم ؟
ورد عن الإمام الصادق (ع) قال ( لا تذهب الدنيا حتى تندرس اسماء القبائل وينسب القبيلة إلى رجل منكم فيقال لها آل فلان :وحتى يقوم الرجل منكم إلى حسبه ونسبه وقبيلته فيدعوهم فان أجابوه و إلا ضرب أعناقهم).
3 – هل تعلم أن القائم إذا قام يستخرج من العلم سبعة وعشرون جزءا ؟
عن أبي عبد الله (ع) قال ( العلم سبعة وعشرون جزءا فجميع ما جاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين فإذا قام القائم اخرج الخمسة والعشرين جزءا فبثها في الناس وضم أليها الجزئين حتى يبثها سبع وعشرين جزءا .
*****************************************************************************************
الأذن اليسرى تميل للغناء دائما
باحثون أميركيون يكتشفون أن الأذن اليمنى تتفاعل أكثر مع الكلام
بينما تميل اليسرى إلى التجاوب مع الغناء
اظهرت دراسة اجراها فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس أن الأذن البشرية تتفاعل بشكل مختلق ازاء الاصوات حسب الأذن اليمنى أو اليسرى إذ تلتقط الأولى الكلمات بشكل أفضل بينما تلتقط الثانية الموسيقى وتشير الدراسة التي اجراها هؤلاء العلماء الذين تابعوا أكثر من ثلاثة الاف من المواليد الجدد أن الفارق في سماع الاصوات التي كانت تنسب حتى الآن إلى اختلاف في الخلايا بين طرفي الدماغ مصدرها في الواقع الأذن نفسها , وقالت ايفون سيننغر التي ترأس فريق الباحثين هذا " كنا نعتقد على الدوام أن الاذنين اليمنى واليسرى تعملان بالطريقة نفسها تماما " واضافت انه منذ التوصل إلى هذه النتيجة التي نشرت في أخر عدد من مجلة"ساينس " يعتبر العلماء قد يكون له عواقب كبرى على تطور النطق وللغة الأفراد وبفضل لواقط مجهرية وضعت على خلايا في الأذن الداخلية , ادخل العلماء مختلف أنواع الاصوات في أذن الاطفال لقياس تغير الذبذبات واثارت الاصوات التي تشبه تلك الصادرة عن النطق ذبذبات كثر في الأذن اليمنى بينما تلك الاقرب إلى الغناء ذبذبات أقوى في الأذن اليسرى .
وأكدت باربارة كون –ويسون من جامعة أريزونا التي شاركت في اعداد الدراسة " أن اكتشافاتنا تظهر أن عملية السمع تبدأ في الأذن قبل أن يلتقطها الدماغ " وأضافت "عند الولادة تتكون الأذن بشكل يخولها التمييز بين مختلف أنواع الأصوات التي ترسلها لاحقا إلى المكان المناسب في الدماغ "
****************************************************************************************
عبادة المخلصين
روي أن نبي الله داود (ع) قال ربي اخبرني قريني ونظيري في منازلي فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن ذلك ( متي أبا يونس ) فأستاذن الله في زيارته فاذن الله له فخرج هو وسليمان ابنه (ع) حتى اتيا موضعه فإذا هما ببيت من سعف فقيل لهما هو في السوق فسالا عنه فقيل لهما اطلباه في الحطابين فسالا عنه فقال لهما جماعة من الناس نحن ننتظر, الآن يأتي فجلسا ينتظرانه ,فإذا هو اقبل وعلى رأسه وقد من حطب فقام ليه الناس فالقى عنه الحطب فحمد الله وقال من يشتري طيبا بطيب فساومه واحد وزاد باخر حتى باعه بعضهم , فسلما عليه (داود وسليمان ) فقال انطلقا بنا إلى المنزل واشترى طعاما بما كان معه ث طحنه وعجنه ثم اجج النار واوقدها ثم جعل العجين في تلك النار وجلس معهما يتحدث وقد نضجت خبيزته فوضعها في الاجانة وفلقها وذر عليها ملحا ووضع إلى جانبه مطهرة ماء وجلس على ركبتيه واخذ لقمة فلما وضعها إلى فيه قال ( بسم الله )فلما بلعها قال (الحمد لله ) ثم فعل ذلك باخرى ثم استمر هكذا ثم اخذ الماء فشرب فذكر (اسم الله) فلما وضعه قال ( الحمد لله يا رب من ذا الذي انعمت عليه واوليته مثل ما اوليتني قد صححت بصري وسمعي ويدي وقويتني حتى ذهبت إلى شجر لم اغرسه ولم اهتم لحفظه جعلته لي رزقا وسقت الي من اشتراه مني فاشتريت بثمنه طعاما لم ازرعه وسخرت لي النار فانضجته وجعلتني اكله بشهوة اقوى به على طاعتك فلك الحمد ثم بكى .قال داود يا بني قم فنصرف بنى فاني لم أر عبدا قط اشكر من هذا .....والحمد لله رب العالمين.
*****************************************************************************************دراجة نارية جديدة تنتج ماء صالح للشرب
مهندسون بريطانيون يصممون دراجة تعمل بالطاقة الهيدروجينية وتسبب ضوضاء قليلة عرض مهندسون بريطانيون دراجة نارية تعمل بطاقة الهيدروجين والعادم الذي ينبعث منها عبارة عن مياه صالح للشرب لكنها تواجه احتمال رفضها من رابطة الدراجات لأنها تسبب ضوضاء بسيطة جدا .ويمكن أن تسير هذه المركبة ذات الانبعاثات غير الضارة في سرعة 80 كيلو متر في الساعة وتسافر لمسافة تزيد عن 150 كيلو متر قبل نفاذ وقودها ويقول الصانعون أنها الأولى من نوعها في العالم والدراجة الجديدة التي ازيح عنها الجدار في متحف التصميمات بلندن في منتصف اذار /مارس هي حقيقة بلا ضوضاء . ومحركها يمكن فصله ويستخدم لتشغيل أي شيء في واقع الأمر بدءا من قارب يعمل بمحرك إلى منزل صغير , ويتوقع أن يلغ تكلفتها نحو 8300 دولار سريعة باكثر منها دراجة بخارية , وقال نيك تالبوت مدير شركة سيموربويل أن "الدراجة الجديدة خفيفة وسريعة وممتعة كما أن الخلوص الارضي (ادنى مسافة خالية بين سطح الطريق وبين اقرب جزء من الهيكل التحتي للدراجة ) جيدة وهناك تناسب جيد بين قوتها ووزنها ".
لكن رابطة الدراجات البخارية وبعض خبراء سلامة الطرق يشعرون بالانزعاج إزاء غياب الصوت المصاحب لصوت الدراجة، وردا على ذلك يدرس المصنعون تركيب آلة يمكن أن تصدر صوتا اقرب لصوت الدراجات الاخرى .
*****************************************************************************************
زيارة الإمام الحسين (ع) سهام مسمومة في قلوب النواصب
لقد انبثقت ثورة الحسين (ع) بالرغم من كل الصعوبات المتمثلة بقلة لناصر وخذلان القريب وتكالب أعداء الإسلام والمدعين له الذين حاولوا ويحاولون اطفاء نوره الوقاد الذي لم ينفك يملأ الأرض والسماء , فقد اعطى أبي عبد الله الحسين كل شيء من اجل هذا الدين القويم واعلاءا لكلمة الحق , فوقف أعداء الله ورسوله بوجه كلمة الحق رغبة منهم لمحو الدين وطمس سنن سيد المرسلين واهل بيته الاكرمين صلوات الله عليهم اجمعين ولكنهم بائوا بالفشل الذريع لأنهم كانوا يتحدون إرادة الله تعالى وأنى لهم ذلك وهو وعد غير مكذوب وبعد أن انحسرت تلك الأيام وثبت بعد طول الزمان بان الحق يعلى ولا يعلى عليه وانهم بقتلهم الحسين (ع) وأصحابه واهل بيته الاطهار انتصارا للدم على السيف وللحق على الباطل وها هم احفاد ابن ملجم ويزيد والحجاج يريدون أن يدركوا ما فات ابائهم واجدادهم باطفاء نور أهل البيت (ع) وذكرهم المبارك وذلك بقطع الطريق على زوار أمير المؤمنين وأبي عبد الله الحسين صلوات الله عليهم والاعتداء عليهم بالضرب والقتل والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس للزائرين وخاصة الزوار الذين تشابه اسمائهم اسماء أهل البيت فاي مسلمين واي أسلام هذا الذي يدعونه وهم يعادون بفعلهم هذا النبي واهل بيته الاطهار وما ذلك إلا دليلا قاطعا على خبثهم ونحرافهم عن الإسلام الحقيقي بل هم ليس من المسلمين اصلا .
فعلينا جميعا أيها الاخوة الوقوف بوجههم وان فاتتنا نصرة مولانا الحسين (ع) والذب عنه في ذلك الزمان فهاهي الفرصة تعود علينا من جديد لنثبت للإمام الحسين (ع) باننا نلبي ندائه الذي اطلقه في كربلاء ( إلا من ناصر ينصرنا ) وكان هذا الصوت يتردد في السماء وتكون تلبيتنا لندائه (ع) في هذا الزمان بتحدي أولاد الشطان النواصب التكفيريون بالذهاب لزيارة الحسين (ع) .وان وقوفنا في حضرته أنما يمثل وقوفنا في ساحة القتال وان كلمات الزيارة التي تتردد من افواهنا أنما هي رميات سهام وضربات سيوف اتجاه الاعداء , فهاهي كربلاء تعود من جديد وهاهو الحسين ينادي من جديد فعلى رجال الدين توعية الناس وحثهم ودفعهم لتحدي الظالمين لزيارة الحسين (ع) ونصرته من خلال هذه الزيارة المقدسة رغم كل شيء وغم كل المخاطر وحتى لو أدى ذلك إلى التضحية بحياتنا فان الحياة كانت لا تساوي شيئا عند أنصار الحسين (ع) ولنا أسوة بموقف الإمام الهادي (ع) حينما اخبره الناس بانهم منعوا من زيارة الحسين (ع) ما لم يدفعوا مائة دينار من الذهب فقال (ع) : ادفعوا المال وزوروا الحسين (ع) وبعد مدة جاءوه واخبروه بان الظالمين منعوا الزيارة إلا بقطع الكف من الساعد فقال (ع) أصبحت الزيارة الآن واجبة . فعلينا أذن عدم التفريط بالزيارة مستفيدين من موقف الإمام الهادي (ع) لكي نثبت لكل العالم أننا لن نترك الحسين (ع) لوحده في ساحة القتال وسنسير على نهجه حتى أخر قطرة دم في اجسامنا ولن نلين ولن نخضع أمام كل تحديات الشيطان و أولاده من النواصب حتى نصبح مع الحسين (ع)في دار الخلد والنعيم .
*****************************************************************************************
الدجاج المعدل جينيا يمكنه انتاج بيض مقاوم للسرطان
أعلن المعهد الذي قام باستنساخ النعجة دولي أول حيوان ثدي مستنسخ أن مشروعا تشترك فيه عدة شركات عالمية بهدف انتاج كميات كبيرة من البروتين المقاوم للسرطان من خلال" دجاج معدل جينيا " ربما يكتب له النجاح قريبا , وتقول هيلين سانج العالمة بمعهد روزلين انستيتيوت القريب من العاصمة الاسكتلندية ادنبرة " لطالما اعتقدنا أن هذا الجهد المشترك سيطور نظاما للطيور يمكنه انتاج نوع من العقاقير الحقيقة فعالة واقتصادية " , وقال الباحثون في مشروع انتاج الطيور المتحولة جينيا وهو مشروع مشترك بين شركة فيراجين انك الأمريكية وشركة اوكسفورد بيوميديكا البريطانية ومعهد روزلين انه أنتاج كميات كبيرة من البروتين المقاوم للسرطان من بياض بيض من دجاجة معدلة وراثيا وتوضح (سانج) أن ذلك يفتح الباب أمام احتمال استغلال ذلك النوع من البيض على المستوى التجاري وهو ما يناقض نتائج سابقة كانت كمية البروتين فيها ضئيلة للغاية مما حال دون استغلالها تجاريا , ويعتقد مؤيدو المشروع انه سيسمح بانتاج العقاقير باسعار منخفضة كثيرا عن العقاقير الحالية واستخدمت معلومات الاستنساخ في معهد روزلين لتربية نسخ متماثلة من الدجاج المعدل وراثيا لانتاج البروتين الذي يعد نسخة من عقار لعلاج سرطان الجلد تنتجه شركة فيراجين ووفرت شركة اوكسفورد بيوميديكا الدجاجة المعدلة جينيا اللازمة في المشروع , وكان الفريق استنسخ في وقت سابق دجاج ينتج لحمه بروتينا خاصا لكن العملية الجديدة تركز البروتين في بياض البيض مما يزيد من كميته , ويقول الآن كينجسمان رئيس شركة اوكسفورد بيوميديكا " فيراجين ليست الشركة الوحيدة التي تحاول استخدام بيض الدجاج كمصنع للعقاقير لكن ما أنجز هنا هو إيجاد هذا البروتين في البيض على مستوى يقترب من المستوى التجاري " ومن جانبه يوضح تشارلز رايس رئيس شركة فيراجين أن عائدات تسويق ذلك العقار الحيوي ستصل إلى 50 مليار دولار بحلول 2010 إضافة إلى 17 مليار دولار اجسام مضادة لمقاومة المرض .وصنعت شركات أخرى بروتينات لأستخدامها في علاج الامراض لكن هذه المشروعات يتعين أن تظهر قدرة تطبيقها على المستوى التجاري حتى تأتي بالعائد المرجو منها .
****************************************************************************************
رسائل القراء الكرام ومقترحاتهم
*ورد من احد اخواننا المؤمنين رسالة تهنئة وشكر وهذا نصها ( شكرا لكم على هذه الصحيفة وجزاكم الله خيرا ) فارس النبيل .
نشكر الاخ الكريم فارس النبيل ونسال الله أن نكون عند حسن ظنه وظن الاخوة المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
*وردت رسالة من الشيخ احمد احد قراء صحيفتنا عند زيادة عدد صفحات الصحيفة إلى اثنا عشر صفحة قال فيها (من اراد الحق فرواية تكفيه ومن لم يرد الحق فالكافي لا يكفيه ) .
ونحن نشكر قارئنا العزيز على هذه الرسالة ونقول له من أراد الحق فرواية لا تكفيه (من اجل التثبت والمعرفة )ومن لم يرد الحق فجميع الكتب لا تكفيه لان الله سبحانه وتعالى ( .....وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين ) وقال تعالى ( ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا )
*ورد من احد قرائنا الاعزاء رسالة هذا نصها ( الحق أقول : أن صحيفة القائم شوكة في عيون النائمين للظهر وفقكم الله ).
ونحن بدورنا نشكر الاخ العزيز الذي لم يذكر اسمه ونقول له أن أنصار صحيفة القائم أن شاء الله اسما على مسمى أي لا يستوي القائم مع النائم.
*****************************************************************************************
حقائق مجهولة
من هو رسول الإمام قبل قيامة بالسيف محاسبا
هناك العديد من التساؤلات حول قضية الإمام المهدي (ع) وشخصياتها ومن هذه التساؤلات :
هل أن الإمام (ع) يبعث رسولا , وهل هذا ممكن أم ممتنع ؟
وهل أن الرسول من قرابة الإمام أم لا ؟
وهل انه رسول خاص أم عام ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها ساحاول الاجابة عنها في بحث مبسط بحول الله وقوته .قدمنا سابقا أن الإمام (ع) هو الساعة الصغرى ,ومعلوم أن الساعة فيها حساب وعقاب وفيها تجزي كل نفس ما كسبت , وقدمنا أيضا انه (ع) قدوس والقدوس لا يجاور الجيف وهو جنة والجنة لا يدخلها إلا المطهرون , وفي فلسفة صلاح الكون الذي سيقوم به (ع) أثبتنا انه لابد أن يجتث الكفر والنفاق واهله ويطهر الأرض وما عليها من الخبث والخبائث ولأجل هذا الصلاح المرجو لابد من ثمن يدفع هذا الثمن هو النقمة والعذاب على الباطل و أهله وهناك مطلب ثابت عند أهل الحكمة أن النقمة نابعة من الرحمة . ولو اخذنا مثلا حال المؤمنين في أخر الزمان وكيف تصفهم الروايات بانهم قلة قليلة جدا وانهم يلاقون ما يلاقون من المجتمعات في هذا الزمان في حين تصف المفسدين أنهم الاكثر والاغلب وكلما ازداد عدد المفسدين ازداد الخراب والدمار في خلق الله وعلى هذا الفرض الذي يصل به الناس إلى مرحلة من الانحطاط والخبث لا يمكن اصلاحها وعلاجها إلا بالاجتثاث من الاصل وهذا لا يكون إلا بعد العذاب والنقمة وذلك لا يكون إلا على يدي خليفة الله في الأرض الموعود بالتمكين واحياء الدين وبعد هذه المقدمة لا نتفاجأ إذا عرض علينا مجموعة من الروايات التي تؤكد أن القائم يبعثه نقمة .
وأنا لا انكر أن هناك اشتباه لدى الناس حول هذه المسالة فأنهم لا يفرقون بين القائم وبين أبائه لأنهم لم يطلعوا على الروايات الكثيرة التي اكدت هذا المعنى ولم يفهموا أن فلسفة حركته ومهمته تختلف عن أبائه (ع) ومهماتهم , ومن هذه الروايات :
1 – في رواية زرارة وهو يحاور الباقر (ع) بعد كلام عن وصف القائم (ع) قال زرارة قلت : ايسير بسيرة محمد (ص) قال : هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته قلت جعلت فداك لم ؟قال أن رسول الله (ص) سار في امته بالمن كان يتآلف الناس, والقائم يسير بالقتل بذلك أمر بالكتاب الذي معه , أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا .
2 – وعن الحسين بن هارون قال : ( كنت عند أبي عبد الله (ع) جالسا فسأله المعلى بن خنيس أيسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي (ع) ؟ قال نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده وان القائم إذ قام سار فيهم بالسيف والسبي وذلك لأنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا )
3 – عن أبي بصير قال : ( قال أبو جعفر (ع) يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف ولا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم ) وعن محمد بن مسلم قال : ( سمعت أبا جعفر (ع)يقول :لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لاحب اكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , أما والله انه لا يبدأ إلا بقريش .... إلى أخر الرواية في موضوع المعقول واللامعقول وهكذا تنتقل في الموضوع إلى حد الرواية (7) فيا ترى هل أن هذه النقمة هي في كل مراحل الإمام (ع) أم في مرحلة معينة ؟ والجواب على هذا السؤال أن ذلك يكون في مرحلة قيامة بالسيف محاسبا وذلك لعدة أمور :
الأمر الأول : أن مهمته تختلف عن مهمة أبائه (ع) جاءوا مبشرين ومنذرين وموضحين ومبينين غير محاسبين ومعاقبين لذا لم يكتب الله لهم أن يظهروا دينه بايديهم على الدين كله ويبسط سيطرتهم على الكون كله بل جعل ذلك كله للمهدي (ع) وخصه به وجعله ساعة وقيامة صغرى حاكية ومعبرة عن القيامة الكبرى ولا يخفى انه إذا قامت قيامة ما يغلق باب التوبة لأنه انتهى باب الاعذار والانذار وحان وقت الحساب والعقاب قال تعالى (أن الساعة اتية لا ريب فيها لتجزي كل نفس بما كسبت ).
الأمر الثاني :بما أن مرحلة قيامه مرحلة حروب وتطهير فلا يمكن التعامل بالرحمة .
الأمر الثالث : انه لو تعامل بالرحمة لما استطاع أن يحقق الانتصارات بالسرعة التي تذكرها الروايات ويحصل معه اشد مما حصل مع أبائه (ع) بل اكدت الروايات على خلاف ذلك .
الأمر الرابع : أن الله اعطاهم من المهلة بحلمه وقتا كافيا حيث أنهم ظلموا (13 ) معصوما ولم يبق لهم عذر وانه آن الاوان للأنتقام والاقتصاص بحق محمد وال محمد فعن أبي عبد الله (ع) ( ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح و أومأ بيده إلى حلقه ).
الأمر الخامس : انه (ع) قيامه وساعة كما قدمنا والقيامة حساب وعقاب وعذاب ونقمة على الكافرين والمعاندين .وهذا ما اكدته الروايات الوارده عنهم (ع) , فعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول : (في صاحب هذا الأمر سنة من أربع أنبياء , سنة من .......الى أن يقول –وأما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله , قلت : وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضا, قال : يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة )وفي التركيز على ذيل الرواية وبالتحديد سنة من جده محمد (ص)يبرز امرين :
الأول :هو انه يسير بسيرته واثاره وهذا سيأتي البحث فيه النصف الثاني من هذا البحث .
الثاني : انه بعد نهاية المهمة وتطهير الأمة ينزل الله الرحمة في قلبه وهذا فيه دلالة واضحة على مرحلة ما قبل نزول الرحمة بأنها مرحلة نقمة وانه (ع) مكلف بغضب الله ونقمته وانه عذاب الله وجحيمه على الكافرين في الدنيا قبل الآخرة ومثل هذه الرواية الواردة عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا تمنى احدكم القائم فليتمنه في عافية فان الله بعث محمد (ص) رحمة ويبعث القائم نقمة )روضة الكافي . وهذا النص واضح لا يحتاج تكلف للدلالة على مطلبنا واعتقد أن هذا المقدار كافٍ لأنه قد اوضحنا ذلك في العدد (6) من قبل احد الزملاء في صفحة الدراسات تحت عنوان المعقول واللامعقول ثم انه بعد أن أثبتنا انه (ع) ساعة ففيها يكون علمه معهم بالعدل لا بالرحمة لأنه لو عاملهم بالرحمة خلف العدل الإلهي لان بينهم اناس قدموا وضحوا وهم ينتظرون الحكم العادل بينهم وبين من كذبهم وخذلهم وعذبهم , فلابد أن يعامل خصمائهم وهم خصماء الله اصلا بالعدل فان عاملهم بالعدل حلت عليهم النقمة .وبعد أن أثبتنا انه (ع) عذاب ونقمة لأنه الساعة ,يبرز هنا سؤال مهم وهو نابع ومبتني على قول الله عز وجل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) والسؤال هو هل يبعث الإمام (ع) رسولا ليتم الحجة والانذار أم لا والجواب عنه : بنعم , انه يرسل رسولا جريا على هذا القانون الذي جاء في الآية المذكورة اعلاه فيا ترى هل أن مسألة ارسال رسول ممتنعة أم ممكنة أم واجبة فان فكرنا في امتناع أن يرسل الإمام رسول قبله , لابد من أن نتسائل هل أن الامتناع المذكر عقلي أم شرعي , فالعقلي مثل مفهوم شريك الباري فانه ممتنع عقلا ومثل أن واحد زائد واحد يساوي سبعة (1 + 1 = 7 ) فالعقل يمنع هكذا نتائج فهل أن مسالة ارسال رسول ممتنعة أيضا ؟ كلا لا يمكن أن يصل العقل إلى منع ذلك فمسالة ارسال رسل غير ممتنعة عقلا . فهل هي ممتنعة شرعا ؟ نستطيع أن نجزم انه لايوجد دليل من الكتاب يمنع ارسال رسول فضلا عن وجود ادلة على عكسه أي امكانية ارسال . وبعد هذا التفكر البسيط نخرج بنتيجة انه لا يمتنع ارسال رسول وان ذلك ممكن . وهنا نقول هل أن رسوله خاص أم عام أم كلاهما ؟ فإذا ثبت انه ارسل رسل خاصين يثبت امكانية ارساله لرسل عاميين يحملون رسالته إلى عموم الناس ومما يثبت انه ارسل رسل خاصين قصة علي بن مهزيار المشهورة بين الشيعة وكيف انه جاءه رسول خاص من الإمام(ع) وطلب منه ما طلب ...فقد ذكر زملائنا ذلك في الأعداد السابقة . ومثل ذلك قصة السيد ابن طاووس مع رسول الإمام (ع) المشهورة أيضا بين الشيعة . وغير ذلك الكثير من القصص والحوادث التي اكدت ارساله (ع) للرسل لمن أراد أن يجري معهم اتصالا ثم لا يخفى أن مسالة (محمد النفس الزكية ) وهي احد العلامات الحتمية فيها يبعثه الإمام (ع) رسولا للناس . وبعد تحقق هذه المسالة وثبوتها في الرسول الخاص تثبت أيضا في امكانية ارسال رسولا عاما لكافة الناس ,فهل أن ارسال رسولا عاما امرا واجب أم ممكن فقط ؟ فأقول :
1 – استنادا إلى الآية (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) يثبت وجوب ارسال رسول قبل العذاب .
2 – من الآية (انه علم للساعة ) التي تؤكد أن النبي (ص) علم للساعة الكبرى أي علامة لها يثبت أن رسول الإمام (ع) علم وعلامة له (ع) لأنه الساعة الصغرى , وبالتالي لابد من أن يقدم قبله رسولا عاما للناس كي لا يبقى على الله للناس حجة والروايات التي جاءت مفسرة لهاتين الايتين اكدت هذا المعنى وهو ضرورة ارسال رسول قبل قيام الإمام (ع) ,قال تعالى (وما من امة إلا خلا فيها نذير ) وقال تعالى (لكي لا تكون للناس على الله حجة )وقد ورد عن الإمام الصادق (ع)قال ( لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم ))وقد قال الشيخ علي الكوراني معلقا على هذه الرواية في كتابه عصر الظهور (ويبدوا أنهم رجال صادقون بقرينة تعبيره (ع) عن اجماعهم على رؤيته وتعجبه من تكذيب الناس لهم أي عامة الناس ) وفي هذه الرواية إشارة واضحة اكيدة على أن الإمام المهدي(ع) يقوم بارسال بعض الرسل قبل قيامة المقدس وهؤلاء الرسل يحملون رسالة عامة وليست خاصة بدليل قولهم قد رأوه فيكذبونهم , فمن هو حامل رسالة الإمام (ع) إلى عامة الناس ؟ ولعل هناك من يتصور انه محمد ذو النفس الزكية ,وهذا التصور غير صحيح من حيث أن ذو النفس الزكية مهمته محدودة ورسالته خاصة وانه سوف يقتل بعدها وهذا ينافي كونه رسولا عاما .
والظاهر من الأدلة التي اثبتناها سابقا في صحيفتنا وفي مواضيع مختلفة أن رسول الإمام (ع) العام وحامل رأيه والقائم بامره هو السيد اليماني حصرا .
وذلك يتضح من نصوص الروايات التي وصفته وبين مهمته مثل (انه يدعو إلى صاحبكم ) و(ويهدي إلى صراط مستقيم ) و( انه يدعو إلى الحق ) و( يخرج من يدعو لآل محمد ) وقد اكد السيد محمد الحلو في بحثه (اليماني راية هدى ) أن خروج رجل قبل السفياني يدعو إلى آل محمد ينطبق على اليماني ,وعلى هذا يثبت أن اليماني هو رسول الإمام (ع) .
فما هي علاقة رسول الإمام اليماني بالأمام (ع) ؟
أثبتنا سابقا من قرابته نسبا وفي موضوع شخصيات عصر الظهور ص 11 من العدد السابق , أثبتنا أن السيد اليماني من اصل حسني أي أن نسبه يعود إلى الإمام الحسن السبط (ع) . وبذلك يكون أخا وابن عم الإمام (ع) كما كان الإمام علي (ع) اخا وابن عم لرسول الله (ص) . روى نعيم بن حماد عن النبي (ص) : ( ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني , يسير بسيرة أخيه المهدي , وعلي يديه تفتح مدينة الروم ) والثابت والمؤكد أن من يفتح الروم هو اليماني , أذن فهو الموصوف بإخوته للمهدي (ع) .وبهذا نقطع الطريق على كل من يدعي انه رسول للإمام (ع) وينسب نفسه انه ابنا للإمام , وقبل أن نختم البحث لابد من الاشارة إلى أن هناك بعض من يخرجون قبل قيام الإمام المهدي (ع) فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قال : ( لا يخرج حتى يخرج قبله أثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعوا إلى نفسه ) فان هؤلاء الدعاة الكاذبين سوف يدعون أنهم ممهدين للإمام المهدي (ع) أو رسلا لهم فيدعون الناس للالتحاق بهم وطاعتهم فيتسببون في اضلال الناس واغوائهم , وعن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله (ع) فقال : ( ..... لترفعن اثنتا عشر راية مشتبه لا يدري أي من أي ) قال فبكين فق : ما يبكيك يا أبا عبد الله (يعني المفضل ) فقلت : جعلت فداك كيف لا ابكي وانت تقول اثنتا عشر راية مشتبهه لا يدري أي من أي ؟ قال : وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال : أبينت هذه قلت نعم قال : أمرنا أبين من هذه الشمس .ومعنى هذه الرواية أن هناك دعوات باطلة مشتبهه بالدعوات الحقة التي تسبق قيم الإمام المهدي (ع) تحاول تظليل المؤمنين وعدم تركهم لكي تلتحقوا بالدعاة الحقيقيين للإمام المهدي (ع) وهؤلاء الكاذبون من حذر منهم أمير المؤمنين (ع) حيث قال( إياكم والدجالين من ولد فاطمة فان من ولد فاطمة دجالين و أول الدجالين يظهر من البصرة ) .والدجال كما هو معلوم يعني الكذاب فهؤلاء الكاذبون سوف يدعون أنهم رسل للإمام المهدي (ع) وممهدين له وداعين إلى نصرته لكنهم كاذبون مفترون على الإمام الكذب لعنهم الله واخزاهم واول هؤلاء المدعين على الإمام كذبا يخرج من البصرة وهو أول الدجالين .
النواصب يهود امة محمد (ص)
أحكام النواصب في الشريعة الإسلامية
لقد حارب اليهود الإسلام منذ انطلاقته الأولى وحاولوا وئد الدين الجديد وقتله وهو في المهد لقد جهدوا من اجل أن لا يخرج نور الإسلام فينتشر على ربوع الأرض لكن الله ابى إلا أن يتم نوره وفشل اليهود في تحقيق امالهم وطموحاتهم وعم نور الهداية والحق كل مكان وارتفعت راية الإسلام عالية فوق الحصون اليهودية ليصبح اليهود كالجرذان التي تسكن في الحفر وتعيش على فضلات الإنسان وفي هذا الزمن ومنذ اعلان محمد عبد الوهاب لحركته ودعوته الضالة عاد ألينا اليهود ولكن بثوب جديد حيث أنهم قد ارتدوا زي الإسلام ظاهرا لكي يستطيعوا النفوذ في جسد الإسلام وفي عمق البلاد الإسلامية فقد ظهرت الحركة الوهابية (النواصب ) الذين نصبوا العداء لآل محمد (ص) وشيعتهم ومواليهم فقد احدث هؤلاء الوهابين النواصب البدع في الدين الإسلامي وقاموا بتغيير الكثير من معالم الإسلامية وتشويه مبادئه الحقة فقد جاءوا بانحرافات كثيرة وخطيرة نسبوها إلى الإسلام والإسلام منهم بريء وانما يعود اصلها وترجع حقيقتها إلى اليهود وفي هذا البحث نحاول بعد طلب العون والتوفيق من المولي سبحانه وتعالى أن نعطي صورة واضحة عن النواصب واثبات أنهم يهود امة محمد (ص) ثم بيان احكامهم في الشريعة الإسلامية فأقول أن النواصب يهود أمه محمد (ص) والادلة على ذلك كثيرة ففي تفسير قوله تعالى : ( وإذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ....) فقال رسول الله (ص) لما نزلت هذه الآية في اليهود : (هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله ,وكذبوا رسل الله , وقتلوا اولياء الله افلا انبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة قالوا بلى يا رسول الله ؟ قال قوم من امتي ينتحلون بانهم من أهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطايب ارومتي ويبدلون شريعتي وسنتي – إلى أن قال – إلا وان الله يلعنهم ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يقتلهم بسيوف اولياءه إلى نار جهنم ) . ومن هذا الحديث الشريف يتبين لنا من هم يهود امة محمد حيث وصفهم رسول الله (ص) ببعض الصفات فقد قال عنهم قوم من امتي ينتحلون بانهم من أهل ملتي أي أنهم يظهرون أنهم مسلمون وانهم يسيرون على سنة رسول الله ويتبعون ملته . وقال عنهم أيضا يقتلون افاضل ذريتي واطايب ارومتي حيث هذا ما نشهده اليوم منهم من قتلهم للسادات والمؤمنين من الشيعة الموالين لأهل بيت النبي (ص) ويبدلون شريعتي وسنتي أي أنهم يحدثون في ديني البدع والفتاوى الضالة المنحرفة عن شريعة رسول الله (ص) وسنته وهذا ما نراه بوضوح حيث أن الوهابية النواصب جاءوا باحكام يسمونها باحكام أسلامية شرعية لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة لامن قريب ولا من بعيد وقد خالفوا جميع المسلمين في اعتقاداتهم واحكامهم الواهية البعيدة عن رضي الله ورسوله بل هي بدع احدثها الكلب الناصبي محمد بن عبد الوهاب (لعنة الله عليه ) وعن الإمام الحسن العسكري (ع) ( وجهوا اللعنتين إلى اليهود الكاتمين نعت محمد وصفته (ص) وذكر علي (ع) وحليته والى النواصب الكاتمين بفضل علي (ع) والدافعين لفضله ) فانظر عزيزي القارئ كيف جعل الإمام العسكري (ع) النواصب في قبال اليهود فهم كما يتضح من كلام الإمام المعصوم كاليهود لا فرق بينهما .وعن الإمام العسكري (ع) أيضا في تفسير قوله تعالى ( ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) قال نزلت في حق اليهود والنواصب ، حيث قرنهم الله مع اليهود في هذه الآية .
وقد جاء عن الإمام الباقر (ع) في تفسير قوله تعالى ( أو كلما عاهدوا الله عهدا نبذه فريقا منهم ) قال الإمام (ع) أن الله في هذه الآية يوبخ هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكر عنادهم وهؤلاء النصاب الذين نكثوا ما اخذ من العهد عليهم فقال- أو كلما عاهدوا عهدا وأوثقوا وعاقدوا ليكونوا لمحمد طائعين ولعلي بعده مؤتمرين والى امره صابرين نبذه، نبذ العهد – فريق منهم وخالفه قال الله –بل أكثرهم –أكثر هؤلاء اليهود النواصب –لا يؤمنون – أي في مستقبل اعمالهم لا يرعون ولا يتوبون مع مشاهدتهم للآيات ومعاينتهم للدلالات ثم قال وما يكفر بها بهذه الآيات والدلالات على تفضيلك وتفضيل علي (ع) بعدك على جميع الورى إلا الفاسقون الخارجون عن دين الله وطاعته من اليهود الكاذبين والنواصب المتسمين بالمسلمين ) . وعن الإمام الصادق (ع) : ( أن الناصب شر من اليهودي فقيل كيف ذلك يا أبن رسول الله قال : لان اليهودي منع لطف النبوة وهي خاصة والناصبي منع لطف الإمامة وهو عام ) وبهذا يتبن لنا من خلال الإمام الصادق المصدق (ع) أن الناصب العداء لأهل البيت شر من اليهودي .وبعد سرد هذه الروايات التي ثبت من خلالها الشبه الكبير بين يهود بني إسرائيل ويهود امة محمد (ص) بل أن الرواية الأخيرة التي وردت عن الإمام الصادق بينت لنا أن الناصب شر من اليهود إليك عزيزي القارئ بعض نقاط الشبه بين اليهود وبين يهود امة محمد (ص) فان اليهود كانوا يطلقون على أنفسهم "شعب الله المختار" وكانوا متعصبين جدا لديانتهم وكانوا يعتبرون دينهم هو الدين الوحيد الذي يرتضيه الله وان من دونهم غير مقبولين وغير مرضين عند الله وهذا ما نجده بعينه عند الوهابين النواصب حيث يعتبرون أنفسهم هم الطائفة الحقة وأن مذهبهم الذي ابتدعوه هو المذهب الحق وانهم هم وحدهم المقبولين عند الله وما عداهم منحرفين بل كافرين ومنحرفين الحق والإسلام .كما أن اليهود كانوا في زمن رسول الله (ص) دخلاء على المنطقة وليسوا من أهلها بل أنهم دخلوا إلى المنطقة واستحوذوا عليها بإمكانيتهم الاقتصادية و رؤوس اموالهم الضخمة وهذا هو نفس السبب الذي سيطر الوهابين النواصب به على المنطقة فهم صنيعة بريطانيا كما أثبتنا في الأعداد السابقة من الصحيفة وهم دخلاء على بلاد المسلمين وهذا ما ثبت عن كبرائهم ومؤسسي هذه الحركة الضالة وقد تمسك اليهود المتعصبين بزيهم ومظهرهم المميز فكانوا يحفون الشوارب ويطلقون اللحى وقد عرفوا بهذه الصفة وكذلك يفعل النواصب اليوم فتراهم يحفون شواربهم ويطلقون تلك اللحى القذرة التي صارت مأوى للشياطين , كما أن عاقبة اليهود النار وبئس المصير فهم المغضوب عليهم كما ذكر ذلك أهل البيت (ع) في تفاسيرهم وكتبهم فهم أهل النار وهم وقود النار وكذلك فان النواصب خلقوا من طينة النار ومصيرهم النار وقد ورد عن أبي عبد الله (ع) ( أن الله خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الناصب من طينة النار ) وهذه بعض وجوه الشبه بين الجهتين وبعد أن تبين للقراء الاعزاء كيف أن الوهابيين النواصب هم يهود أمة محمد (ص) لابد لنا الآن من بيان احكامهم في الشريعة الإسلامية وقبل الخوض في تلك الأحكام لابد من بيان من هم النواصب فعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : ( ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا ابغض محمد وال محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولون وتتبرؤون من عدونا وانكم من شيعتنا ) وعن محمد بن احمد قال : ( كتبت إلى أبي الحسن (ع) اساله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد امامتهما فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب ) وأما الأحكام الشرعية في التعامل مع النواصب فاليك عزيزي القارئ بعض منها :
1 – سؤرة الناصب اشد من سؤرة المشرك : فعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: ( انه كره سؤر ولد الزنا وسؤر اليهودي والنصراني والمشرك وكل ما خالف الإسلام وكان اشد ذلك عنده سؤر الناصب ).
2 – عدم جواز استعمال غسالة الناصب :عن أبي عبد الله (ع) قال: ( لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فان فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة أباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما أن الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وان الناصب اهون على الله من الكلب )
3 – عدم جواز الحج عن الناصب : ( عن علي بن مهزيار قال : كتبت إليه ( أي الإمام المهدي (ع) ) الرجل يحج عن الناصب هل عليه إثم إذا حج عن الناصب وهل ينفع ذلك الناصب أم لا فكتب لا يحج عن الناصب ولا يحج به ).
4 – حرمة تزويج الناصب : عن المفضل بن يسار قال : سالت أبا عبد الله (ع) عن نكاح الناصب فقال : (لا والله ما يحل ,قال فضيل سالته مرة أخرى فقلت جعلت فداك فما تقول في نكاحهم قال والمرأة عارفة قلت عارفة قال أن العارفة لا توضع إلا عند عارف).وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( تزويج اليهودي والنصراني أفضل ,وقال خير من تزويج الناصب والناصبية " سالت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة هل ازوجها الناصب قال لا لان الناصب كافر ).
5 – الناصب شر من تارك الصلاة : عن أبي جعفر (ع) قال : (قلت له أن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى انه ليترك الصلاة عن غيرها فقال سبحانه وتعالى واعظم ذلك إلا أخبركم بما هو شر منه قلت بلى قال الناصب لنا شر منه ).
6 – عدم جواز اغاثة الناصب : عن أبي عبد الله (ع) قال : ( فأما الناصب فلا يرقن قلبك عليه ولا تطعمه ولا تسقه وان مات جوعا أو عطشا ولا تغثه وأن كان غرقا أو حرقا فاستغاث فغطه ولا تغثه فان أبي نعم المحمدي كان يقول من اشبع ناصبا ملأ الله جوفه نارا يوم القيامة معذبا كان أو مغفورا له) .
7 – الناصب شر من ابن الزنا : عن أبي عبد الله (أن نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنا وان الناصب شر من ولد الزنا ).
8 – الناصب كافر : عن زيد النرسي قال قلت لأبي الحسن علي بن موسى (ع) الرجل من مواليكم يكون عارفا يشرب الخمر ويرتكب الموبق من الذنوب نتبرأ منه فقال تبرئوا من فعله لا تتبروا منه احبوه وابغضوا عمله. قلت فيسعنا أن نقول فاسق فاجر فقال لا الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا الناصب لأوليائنا) .
9 – الناصب لا تنفعه عبادته: عن أبي عبد الله (ع) ( لا يبالي الناصب صلى أو زنا وهذه الآية نزلت فيهم ( عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ).
10 – جواز قتل النواصب : عن أبي فرقد قال قلت لأبي عبد الله ( ما تقول في قتل الناصب قال حلال الدم اتقي عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في الماء لكي لا يشهد به عليك فافعل قال فما ترى في ماله قال توه ما قدرت عليه ) . ومن هذه الرواية وغيرها من الروايات عن أهل البيت (ع) نستفيد جواز قتل الناصب والتصرف في ماله .
11 – جواز اخذ مال الناصب : عن أبي عبد الله (ع) قال ( خذ مال الناصب حيث وجدته وابعث ألينا بالخمس ) ومن هذه الرواية أيضا نستفيد جواز اخذ مال الناصب ولكن بشرط إخراج الخمس .
12 – حرمة ذبيحة الناصب : عن إبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ( ذبيحة الناصب لا تحل ) وعن أبي جعفر (ع) قال في النواصب لا تناكحهم ولا تاكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم .
والان وبعد بيان بعض الأحكام الشرعية في التعامل مع النواصب يهود أمة محمد نتطرق إلى ذكر عاقبتهم وذلك بالرجوع إلى بعض الروايات المعصومية الشريفة فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) : ( صنفان من امتي لانصيب لهما في الإسلام الناصب لأهل بيتي حربا وغال في الدين مارق عنه ) ومن هذا الحديث النبوي الشريف يتبين لنا أن النواصب خارجين عن الإسلام بل هم كفارا كما صرحت بذلك بعض الروايات فعن سلام بن المستنير قال ( سمعت أبا جعفر (ع) يحث إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فان دخل فيه بحقيقة والا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة ويشد على وسطه الهميان , ويخرجهم من الأمصار إلى السواد .
الإمام المهدي (ع) يطعم النواصب العذرة فعن معاوية بن عمار قال : ( قلت لأبي عبد الله (ع) عن قول الله ( أن له معيشة ضنكا ) .قال : هي والله النصاب .قال : جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا .قال : ذلك ولله في الرجعة يأكلون العذرة ) وهنا إشارة إلى ما سوف يفعله الإمام المهدي (ع) مع هؤلاء النصاب في زمن الرجعة الروحية التي تكون إثناء قيام الإمام المهدي (ع) . وعن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله (ع) ( مدمن الخمر كعابد الوثن والناصب لآل محمد شر منه قال جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن فقال : أن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوما ما وان الناصب لو شفع أهل السموات والأرض لم يشفعوا ) وعن أبي عبد الله الصادق (ع) ( أن الناصب لنا أهل البيت لا يبالي صام أم صلى زنا أم سرق انه في النار انه في النار ) وبهذا يتبين لنا واضحا أن مصير هؤلاء اليهود الوهابيين النواصب هو جهنم وساءت مصيرا خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) .
وفي نهاية المطاف أقول أن هؤلاء اليهود النواصب كفرة فجرة فسقة لا يجوز التعامل معهم بل يحرم البيع عليهم والشراء منهم أو مساعدتهم بتوفير الغذاء والدواء لهم فهم خارجين عن الإسلام يتربصون بالمسلمين ويكفرون الشيعة الموالين ونحن من باب الأمر بالمعروف ندعو الحكومات الإسلامية إلى تذكر ما قام به هؤلاء اليهود الوهابيين النواصب في الحجاز وكربلاء والنجف من قتلهم المسلمين وتهديم معالمهم الدينية كقبور الأئمة والاولياء . وندعوهم إلى نصرة الإسلام الذي اساء له هؤلاء الوهابيون اليهود النواصب وجعلوا الغرب يسمونه دين الإرهاب وصار المسلمون ارهابيين وندعو جميع الحكومات الإسلامية السائرة على نهج الرسول الكريم محمد (ص) واهل بيتهم المعصومنين وأصحابه المنتجبين إلى اجتثاث هؤلاء الكفرة اليهود ومقاطعتهم وعدم التعامل معهم كالبيع لهم أو الشراء منهم أو تقديم الغذاء والدواء لهم أو مساعدتهم بل المفروض طردهم خارج بلادنا الإسلامية وندعو العلماء الصالحين والمؤمنين السائرين على نهج أئمة الهدى ( صلوات الله عليهم ) التصدي لهذه الزمرة الخبيثة وذلك لكشفهم وتعريتهم وبيان حقيقتهم واظهار زيفهم وانحرافهم فقد اعد الله للعاملين على مواجهه هؤلاء النواصب والمتصدين لهم من الثواب الجزيل والاجر الكثير فقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) (علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي ابليس وعفاريته يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن ستسلط عليهم ابليس وشيعته النواصب إلا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر الف مرة لأنه يدفع عن اديان محبينا وذلك يدفع عن ابدانهم ) وعن الإمام محمد بن علي الجواد (ع) ( من تكفل بايتام إلا محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسرى في ايدي شياطينهم وفي ايدي النواصب من اعدائنا فاستنقذهم منهم واخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين بوساوسهم وقر الناصبين بحجج ربهم ودليل ائمتهم ليفضلون عند الله تعالى على العباد بافضل المواقع باكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء فضلهم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على اخفى كوكب في السماء ) .
تعليقات
إرسال تعليق