العدد الخامس
منار القرآن
سورة التكوير في التأويل المعاصر
1 – إذا الشمس كورت :
أن علم التأويل من العلوم الباطنية القائمة على إرجاع الفرع إلى اصله وهو من آل يؤول أي رجع رجوع وبهذا نعرف أن هذا الرجوع يكون ضمن دلالات وإشارات يعرفها المؤول وكما تعلم بان التأويل له عدة وجوه تتغير حسب تغير الزمان والبطون , حيث ورد أن للقران سبعة بطون فكل بطن يختلف عن الأخر .
والان سوف اطرح تأويل سورة التكوير التي تعد من السور الخاصة بالأمام المهدي وتبين أشراط الساعة لذلك استعمل البارئ جل ذكره أداة الشرط( إذا ) التي هي تدل على الشرطية و بيان هذه الأمور المذكورة أنما هي من اشراط الساعة سواء كانت الكبرى أو الصغرى ومعنى الصغرى هي قيام الإمام المهدي (ع) ومعنى الكبرى هي قيام البارئ جل ذكره , ولا يخفى علكم أن الله تعالى ذكر اداة الشرط في هذه السورة اثنا عشر مرة ولهذا العدد اسرار ودلالات مرتبطة بعالم العقيدة والدين حيث الأئمة اثنا عشر ونقباء المهدي اثنا عشر ودعاة الضلالة اثنا عشر من بني هاشم وغيرها من الأمور .
أذن أن الشمس تكور ومعنى الشمس هو الإمام المهدي(ع) وذلك لورود الروايات الدالة مثل ما ورد عن أهل البيت (ع) ( تنتفعون به في غيبته كالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الناس السحاب .معنى كورت أي تحقق الظهور الصغر للأمام المهدي (ع) حينما يبدأ يكور الأرض أي يتصل بأصحابه عن طريق الرويا والمكاشفة واللقاء ويخبرهم بقرب الظهور الاكبر وقيام الحق مما يؤدي إلى تجمعهم من كل اطراف الأرض فعبر عنها بالتكوير إشارة إلى انه (ع) يتخذ مسارا كروي مكور نظرا لكروية الأرض بالتحرك على أصحابه لكي يجمعهم من كل كورة وكورة .اذا أول اشراط الساعة هو تكوير الشمس وهو الظهور الاصغر لصاحب العصر والزمان .
2 – وإذا النجوم انكدرت :
أن معنى النجوم هي العلماء والابرار الربانيين أو بعبارة ادق هم الابدال , حيث ارباب المعرفة أن الأرض لا تثبت إلا بوجد القطب وهو الإمام (ع) والاوتاد ( اربعة صالحين ) والإبدال ( الذين بعضهم يعدهم ثلاثين ) وانما مثلهم الله سبحانه بالنجوم لان مثلهم في الأرض والسماء كالنجوم فهي معلقة في السماء لتكون زينة وهداية للعباد قال تعالى ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) أو ( هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها ) وهؤلاء كالنجوم لان ارواحهم معلقة بالمحل الاعلى وان كانت أجسادهم مع الناس بل هم يضيئون لأهل الأرض طريقهم ويبينون منهجهم فهم بولايتهم لعلي (ع) واتصالهم به وتعلق ارواحهم بروحه الطاهرة أصبحوا كالمصابيح لان علي هو المصباح الذي ذكره الله تعالى في كتابه في آية النور ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) هو علي كما ورد في المأثور عن أهل البيت (ع) وبذلك سما الابدال مصابيح قال تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين ) فأنكدار النجوم هو موت هؤلاء العلماء الربانيين وهؤلاء يعرفهم من في السماء وينكرهم من في الأرض .اذن ليس المقصود هؤلاء اصحاب الشهرة والرئاسة من علماء السوء المضلين فهم سبب الهداية للناس فلا يظهر القائم حتى يموت هؤلاء , وقد ورد في الحديث ما يعضد ذلك ( موت العلماء الصالحين وبقاء علماء الضلالة والدجل ) وهذا يؤدي إلى نقصان الهداية في الأرض التي هي من العلل الرئسية في ظهور المهدي لذلك ورد في تأويل قوله تعالى ( أنا ناتي الأرض ننقصها من أطرافها أفلا تعقلون ) قال الصادق (ع) هو موت العلماء .
3 – وإذا الجبال سيرت :
ومعنى الجبال هم الرجال وبالاخص هم العلماء وشبههم الله سبحانه وتعالى بجبال لان الجبل له شهرة وقوة وبيان لا يخفى فقد ورد هذا المعنى في تأويل قوله تعالى (وان مكرهم لتزول منه الجبال ) قال تزول منه قلوب الرجال ومعنى تسير هذه الجبال هو حركتها وبالتالي انكشافها لانها كانت ثابتة في مكانها فلا يرى الناس ما تحتها وما خفي من خبث سريرتها حتى إذا جمعت من هذا وذاك تحركت نحوة الدعوة لنفسها والسير مع الفتن وطرح الخدع والأباطيل وقد ورد في الحديث أن من علامات قيام الإمام (ع) ( خروج اثنا عشر من بني هاشم كل يدعو إلى نفسه وبعد فترة من الزمن ينكشف ويظهر باطله وتكون نهايته أن ينسفهم الإمام نسفا ويجعلهم في ادنى مستوى لا ترى لهم سمعة ولا شهرة قال تعالى ( ويسلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها أمتا ولا عوجا ) وبذلك داعي الحق ويجيبه أهل الخير فيقدم لهم طريق مستقيم لا عوج فيه لذلك بعد هذه الآيات اعقبها سبحانه بقوله (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ) .
4 – وإذا العشار عطلت :
المقصود من العشار على حسب التأويل هي الليالي العشرة والأيام العشرة التي هي عشرة أيام من شهر ذي الحجة التي يحج بها الناس وتسمى أيام الحج فقد ورد في الحديث من علامات الإمام (ع) تعطيل الحج ومنع أهل العراق من حج بيت الله والليالي العشرة التي وردت في قوله تعالى ( والفجر وليل عشر ومعنى الفجر هو ظهور الإمام (ع) لان الله سبحانه سماه بالفجر في سورة القدر ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) وأيام عشر هي ليالي عاشورا التي تعتبر عند الشيعة أيام مقدسة حيث في أخرها يظهر صاحب العصر والزمان أي يطلع الفجر عليها كما ورد في الحديث بان ظهور القائم في العاشر من محرم والليالي العشرة من عاشوراء سوف تعطل قبل قيام القائم وذلك لان السفياني عليه اللعنة الذي هو من أعداء آل محمد سوف يقتل كل من يعترف بالحسين أو يبكي عليه فسوف يمنع اقامة العزاء واحياء هذه الشعائر المقدسة .
5 – وإذا الوحش حشرت :
والوحوش هم بعض الناس قبل قيام القائم حيث يكون هؤلاء في حالة من المسخ الروحي المبني على الوحشية حيث يرون خصمائهم يمتون جوعا وهم يأكلون اكلهم ويمنعوهم حقهم ويتصرفون بأموال الطاهر المطهر الإمام المهدي (ع) بصورة وحشية لا يرحمون يتيما ولا يعطون إلى ارملة ولا يعطفون على مسكين فهؤلاء يصبحون كالذئاب كما قال المعصوم (ع) ( يأتي زمان على الناس يصبحون كالذئاب أن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب . ومعنى حشرت يحشرون ويتجمعون لحرب بعضهم بعضا أي تصبح حرب الوحوش أو بعبارة أخرى يسلط الله سبحانه وتعالى الوحوش على الوحوش فيحشرهم جميعا من اجل خلق الفتنة واشعال النار داخل البحار التي هي الجيوش لذلك قال تعالى .
6 – وإذا البحار سجرت :
ومعنى هذه البحار هي الجيوش التي تأتي وتجتمع من اجل الحرب في ساعة الفتنة حيث تشتعل نار الفتن فيها فتصبح كالبحار المتوقدة تحرق كل من دخل فيها لذلك ورد من علامات الإمام (ع) هو ظهور الفتن واي فتن هي فالقاتل والمقتول في النار واحسنهم حالا من ترك هذا وسلك طريق الاعتزال أذن أن معنى سجرت أي احترقت نار الحرب وشبت نار الفتن داخل هذه الجيوش .
7 – أذن النفوس زوجت :
وذلك قبل قيام القائم حيث يبدأ المؤمنون الطيبون على سنة المهدي وذلك عن طريق الاختيار الرباني المسدد فالنفس الطيبة يزوجها نفس طيبة حتى تخرج من هذه النفوس ابناء طيبون طاهرون يكونون حكام في القائم حاملين لواء الحمد في حكومة المهدي وذلك تفسير قوله تعالى الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات ).
8 – وإذا المؤودة سائلت بأي ذنب قتلت :
المؤودة هي النفس الزكية فقد ورد في الحديث من علامات قيام القائم قتل النفس الزكية بين الركن والمقام بلا جرم ولا ذنب وسميت زكية لان قتلها بلا جرم ولا ذنب فذلك قوله تعالى ( أقتلت نفسا زكية بغير نفس ) فلذلك قال تعالى عن المؤودة تسأل بأي جرم أو ذنب تقتل كما هو معلوم أن القتل بمعناه الحقيقي ينطبق على القتل المادي بالسيف وغيره لا على الوؤد قال تعالى ( بأي ذنب قتلت ) فهي النفس الزكية لانها سميت زكية لقتلها بلا ذنب .
9 – وإذا الصحف نشرت :
وهي نشر صحف ربانية وتعاليم دينية اسلامية جديدة صادقة من قبل البارئ جل وعلا سواء كانت على نحو اللهام والتسديد أو على نحو التعليم اللدني وغيرها من الوسائط وهذه الصحف معناها كتب قيمة فهي طاهرة لانها تريد أن تطهر الناس من ظلمات الجهل ونجاسة الشرك وتزكيتهم من شوائب الحسد قال تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) وقال تعالى ( رسولا من الله يتلو عليهم صحفا مطهرة فيها كتب قيمة )
10 – وإذا السماء كشطت :
حيث سوف تكشف عن السماء قبل قيام القائم عن طريق نزول الملائكة التي تعمل الرؤيات الكثير المتكاثرة وتؤدي إلى حصول المكاشفات الربانية حيث من علامات قيام القائم هو حدوث الكشف من كثير من الناس قال تعالى ( ولو فتحنا عليهم باباً من السماء لظلوا فيه يعرجون لقالوا أنما سكرت ابصارنا بال نحن قوم مسحورون ) وكل هذه الرؤيات والمكاشفات من اجل التمهيد لصاحب العصر والزمان .
11 – وإذا الجحيم سعرت :
فالجحيم الجيش وهو يسعر إذا شحن بعقائد وافكار ما كالثارات والانتقام والغضب خصوصا إذا كان الغضب لله فأنه يكون جحيما على الكافرين أعداء الحق . فالمعروف أن الإمام (ع) وأصحابه وخصوصا جيش الغضب الذي يقود باقي جيوش الإمام فهم يخرجون كأنهم الآن وتروا وكأن الحسين قتل الآن وزينب سبيت الآن وهذا الجيش جيش موحدين لا يرون إلا الله يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه فيكونون جحيما على اعداءهم لان ما ستعر في قلوبهم من غضب الله وغضب الإمام لا تقوم له السماوات والأرض ولذا سمي بجيش الغضب وهو عذاب ادنى قبل عذاب الله الاكبر .
12 – وإذا الجنة ازلفت :
والجنة هي الإمام (ع) حيث أن نهاية الأعمال الصالحة الدخول في الجنة ونعيمها لا النار وجحيمها ومعنا ازلفت قد اقتربت وذلك عند قترب ظهوره (ع).
13 – فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس :
وبعد أن تمت شرائط الباري بالخنس وهو الإمام (ع) حينما يخنس أي يختفي ويغيب عن شيعته ومحبيه فقد ورد عن أم هاني قالت سألت أبا جعفر عن هذه الآية فقال (ع) ( الخنس أمام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه عند الناس سنة ستين ومئتين ثم يبدوا كالشهاب الواقد في ظلمة الليل وإذا ادركت زمانه قرت عينك ) إلزام الناصب ج1 ص136 .
والجواري الكنس هي السفن الجارية بسرعة وهم أهل البيت (ع) وبالخص سفينة الامام المهدي (ع) التي تكنس وتزيل كل الاراء والدعوات الباطلة التي تقف في طريقها وهذا المعنى وهو كون أن السفن هم أهل البيت (ع) ما ورد في الصلاة عليهم ( اللهم صلي على محمد وال محمد الفلك الجاري في اللجج الغامرة ) وما ورد عن أهل البيت (ع) ( كلنا سفن نجاة ) فأرد الله من قوله فلا اقسم أي التأكيد من المولى على القسم بال محمد (ع) وبالاخص الكوكب الدري مهدي آل محمد(ع) ثم إشارة إلى جنود الظلام والباطل المنتشرين في زمان غيبته حتى زمن قيامه فشبههم بالأزبال القذرة التي تحتاج إلى الازالة والكنس وقطعا لا يزيلهم إلا الإمام المهدي (ع) .
14 – والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس :
أي والليل إذا اقبل وادبر عند طلوع الشمس والمقصود من الليل هم جنود الباطل واعوان الشيطان الذين يقفون بوجه دعوة الإمام ويحاربونها والذين ينهزمون عند طلوع الصبح وهو قيام الإمام المهدي (ع) فانه يعبر عنه بالصبح الآن الصبح يظهر الحق ويتضح ما كان خفيا في الظلمة كما يظهر الحق وتتضح الأمور بظهوره الشريف والتنفس يكون لأصحابه بعد فراغهم من الباطل وأهله كما هو سائد في استعمال العرب ( تنفس الصعداء ) أي الارتياح بعد التعب أو الغم لذا وعد الله تعالى الناس بالأمام فقال تعالى ( أن موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب ).
فتح مكة بحسب التأويل
قد بينا في الأعداد السابقة من الصحيفة المنطقة التي تظهر فيها دعوة الإمام المهدي (ع) فقد أثبتنا بالادلة أن مكة بحسب التأويل هي الكوفة المقدسة حيث أنها تكون محلا لظهور دعوة الإمام المهدي (ع) وهي العاصمة التي يتخذها مقر لاقامته ومنها ينطلق لفتح العالم كما أننا اثبتنا أن الصفا والمروة تأويلا هي مرقد الإمام علي (ع) ومرقد ولده الحسين (ع) وقد سقنا الأدلة المتعددة على ذلك كما أن المدينة التي تكون الهجرة اليها هي خراسان ومنها يكون انطلاق جيش الفتح فبعد اعلان دعوة الإمام المهدي (ع) ونشرها بين الناس في الكوفة والنجف أي ( مكة بحسب التأويل ) يشتد الأمر بصاحب الدعوة وانصار الإمام (ع) حيث أنهم يكذبون ويتهمون بشتى الاتهامات ويحاربون ويعذبون ويسجنون ويتعرضون للقتل مما يضطرهم ذلك إلى ترك البلاد والهجرة في سبيل الله ونصرة الإمام (ع) وفي بلاد الهجرة يكثر الأنصار وتنتشر الدعوة انتشارا واسعا وسريعا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فأنهم حاولوا اطفاء نور الله والدعوة المهدية لكن الله ابى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون حيث أنهم أرادوا القضاء على دعوة الإمام المهدي (ع) والقضاء على الممهدين للأمام (ع) وهناك في بلاد الهجرة يقوم الداعي إلى نصرة الحق والأمام (ع) بتأسيس جيشا لنصرة الإمام المهدي (ع) ذات مواصفات واخلاق حميدة فهم قوم لا يعرفون إلا الله والأمام المهدي (ع) قوم موحدين طاهرة سرائرهم زاكية اعمالهم نتيحة لما مر عليهم من التمحيص والتميز والغربلة التي اهلتهم للوصول إلى هذا المستوى وبعد أن يكثر عددهم وتجهز عدتهم وتقوى شوكتهم يرفعون راياتهم السود منطلقين إلى الكوفة ( مكة بالتأويل ) وراياتهم بالنصر للأمام المهدي(ع) حتى وردت الروايات الشريفة بمدح تلك الرايات فعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال ( تقبل الرايات السود من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بعثت اليه بالبيعة) . وقد ورد عنهم (ع) إذا اقبلت الرايات السود من خرسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي ) وهنا ما للرايات السود من اهمية في نصرة الإمام (ع) والدعوة إلى الحق والسير من اجل الفتح للأمام (ع) حيث أن أولئك الأنصار الذين يقبلون من خراسان يوطئون للمهدي (ع) سلطانه وعلى ايديهم تفتح الكوفة التي كما قلنا تكون مقراً للأمام (ع) و عاصمة له فقد ورد عن رسول الله (ص) ( يخرج أناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه ) فيفتحون له الكوفة و يبعثون أليه منها البيعة . و قد ورد في روايات أهل البيت (ع) أن للقائم (ع) دعوة كدعوة جده رسول الله (ص) فأن دعوة الإمام (ع) تمر بنفس المراحل التي مرت بها دعوة النبي من حيث سرية الدعوة و الأعلان بها و الهجرة ثم الفتح فقد ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) ( الإسلام بدا غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء ، فقلت : أشرح لي هذا أصلحك الله ؟ فقال: مما يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (ص) ) لذا ومن خلال ماصرحت به الروايات و الأخبار الشريفة لأئمة الهدى (ع) يتبين لنا أن هناك فتحاً يكون حتما بعد الهجرة التي يمر بها أنصار الإمام (ع) و كل ذلك يكون قبل قيام الإمام المقدس فأن من المعلوم لدى أكثر الباحثين أن الهجرة ستكون في زمن إعلان الدعوة المهدية و أن من بعد الهجرة يكون الفتح و العودة إلى الديار ، علما أن دعوة الإمام (ع) تسبق قيامه ، حيث تبين في الروايات أن الإمام (ع) لا يظهر إلا في مكة بين الركن و المقام قائماً بالسيف معلناً للحرب ضد الظالمين فلا مجال يومئذ للدعوة أنما الدعوة تكون على يد أحد ممهديه و هو وزيره اليماني الذي يظهر قبله فعن الإمام الباقر (ع) ( و ليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم و إذا خرج اليماني فأنهض أليه فان رايته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق و إلى طريق مستقيم ) فأنظر عزيزي القارئ كيف يتبين لنا أن صاحب دعوة الإمام (ع) هو اليماني الموعود حيث ورد لفظة (يدعو) في الرواية الشريفة مرتين و ذلك دلالة واضحة على الدعوة كما لا يخفى .
و أن الإمام الباقر (ع) وصف رايته بأهدى الرايات و المقصود من الراية هي الدعوة التي تكون اهدى الدعوات على الأطلاق . إذا فقد تبين لنا جلياً أن الهجرة و الفتح سابق لقيام الإمام فقد ورد عن الإمام الباقر(ع) ( ... أن بعد الغم فتحاً عجيباً ) فان انصار الإمام (ع) و الممهد لهم بعدما يجري عليهم تنكيل و تشريد و تكذيب يصيبهم الغم لما يشاهدونه من رد دعوة الإمام (ع) و عدم نصرة الناس و تصديقهم بدعوته (ع) لكن الله تعالى يعقب غمهم بفتح يكون على ايديهم بعد أن يزحفوا بالجيش من موطن الهجرة (خراسان) باتجاه الكوفــة . فعند ذلك يدخلونها فاتحين و يحررونها من السفياني الذي دخلها قبلهم .
فقد ورد عن أهل البيت (ع) ( اليماني و السفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) . أن أتباع اليماني سيسارعون لدخول الكوفة و فتحها و لكن السفياني و اعوانه يدخلونها قبلهم و قد جاء هذا المعنى في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (ع) ( سنة الفتح ينبثق (ينشق) حتى يدخل في أزقة الكوفة ) و معنى ذلك في التوسم أن الماء هو الجيش الذي يدخل الكوفة بسرعة كما يحدث في الفيضانات و معنى ذلك أن الفتح سيكون في الكوفة في السنة التي يدخل فيها هذا الجيش ازقة الكوفة فأن تلك السنة هي سنة الفتح حيث يقوم هذا الجيش القادم من خراسان و الحامل للرايات السود بالسيطرة على الكوفة المدينة الشيعية الأم و طرد السفياني و أعوانه منها و توطئة أمر الإمام فيها و ثم أرسالهم إلى الإمام (ع) بالبيعة بعد أن يستتب لهم الأمر . فيسهل على الإمام قيامه و تحركه و بعد أن يتحقق فتح مكة و هي الكوفة كما أثبتنا و يعلن أنصار الإمام سيطرتهم عليها يبدأ وزير الإمام بتحطيم الأصنام كما فعل وزير الرسول (ص) و حطم الأصنام وأزالها من الكعبة المشرفة و أزالها و لكن الفرق بين الزمانين أن الأصنام في زمن الرسول (ص) أصنام مصنوعة من الخشب و الحجارة و لكنها في زمن المهدي أصنام بشرية تطاع من دون الله تعالى و هم علماء السوء المضلين الذين يحللون و يحرمون حسب أرائهم و معتقداتهم و أهوائهم و ميولهم فتطيعهم الناس من دون الله . فعن الصادق (ع) قال ( أن القائم يلق في حربه مالم يلق رسول الله (ص) لأن رسول الله أتاهم و هم يعبدون الحجارة المنقورة و الخشب المنحوتة ، و أن القائم يخرجون عليه فيتآولون عليه كتاب الله و يقاتلونه عليه ) فجعل الإمام الصادق (ع) الذين يتاولون الكتاب على المهدي (ع) في قبال الأصنام التي كانت تعبد في زمن الرسول (ص) .
فقد ورد عن أهل البيت (ع) في رواية طويلة تذكر علامات الإمام المهدي (ع) ( ... و قتل الأصلع صبرا في بيعة الأصنام ) حيث جعل هذا الأمر كعلامة من العلامات الدالة على قرب الظهور المقدس ، أي أن فيه دلالة على وجود أصنام في زمن الظهور وأن هذه الأصنام بشرية بدليل قول الإمام (ع) في بيعة الأصنام فأن البيعة لا تؤخذ للأصنام الحجرية أنما البيعة تكون للبشر هذا و غيرة من الروايات التي تؤكد على وجود أصنام بشرية في زمن ظهور الإمام (ع) و التي سوف يقضي عليها عند فتح الكوفة ( مكة الإمام ) عليه السلام .
أشكالات قرآنية
طرحنا في العدد السابق من الصحيف الأشكال التالي قال تعالى ( فأسر بأهلك قطعا من الليل و لايلتفت منكم أحدا ) و الأشكال مفاده أن السير كان ليلا فما معنى أمر الله بعدم الالتفات علما أنه لا يمكن الرؤيا في الليل بصورة واضحة ؟
حل الأشكال :
أن الله أمر لوط و أهله بعدم الالتفات أنما ذلك لكي لا يتعرف على اتجاههم احد من القوم الكافرين فيتبعونهم فقد ثبت في علم الباراسايكولوجي أن قلب الإنسان يعكس ما فيه إلى الدماغ وان الدماغ كما اكتشف في العلم الحديث فيرسل المعاني التي انطبعت فيه من القلب على شكل ذبابات إلى الوجهة التي يلتفت اليها الإنسان وان هذه الذبذبات يلتقطها دماغ الغيرلذلك حذرهم الله من الالتفات لكي لا يلتقط دماغ احد الاعداء تلك الذبذبات فيستدل منها على وجهته .
الأشكال التالي :
قال تعالى ( وما يستوي النهران هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج ) فكيف وصف الله الماء بأنه عذب وانه مالح وهذا كما يظهر فيه التناقض واضحا ؟
الموعود
المهدي الحسيني والمهدي الحسني
جاء في الاخبار والروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع) في معنى تسمية المهدي , في كتاب الملاحم والفتن لبن طاووس قال ( أنما سمي المهدي لانه يهدي إلى أمر قد خفي وعن الإمام الصادق قال ( سمي القائم مهديا لانه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق وفي كتاب الكمال عنه (ع) ( يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا , فقال : أنما قال : اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر أماما ولكن قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى مولاتنا ومعرفة حقنا ) وبعد أن فتحنا كلامنا بخير الكلام وافضله بعد كلام الله ورسوله وهو ما ورد عن أهل البيت (ع) أقول : يتبين من الروايات الشريفة انه لا مانع من أن يطلق لفظ المهدي على غير الإمام المهدي المهم أن الذي يطلق عليه هو أنما شخص قام بالهداية وعرف بها حتى أصبح أطلاق اللقب عليه مرا مقبولا , المهم يبقى امامنا ومقتدنا الحجة بن الحسن مميز عن هؤلاء بأنه ( الإمام المفترض الطاعة والحقيقة أن في زمن ظهور الإمام يكون هناك مهديين وهما المهدي الحسيني وهو الإمام المهدي حيث انه التاسع من ذرية الحسين (ع) والمهدي الحسني الذي يعود نسبه إلى الإمام الحسن السبط (ع) فقد ورد عن رسول الله (ص) الذي قبض فيه حيث دخلته عليه ابنته فاطمة الزهراء (ع) باكيا فقال كلام طويل ( ..... ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين –إلى أن قال – منهما مهدي هذه الامة ) وقد ورد عن رسول الله (ص) (كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الحسني للحسيني ) فكما يتضح من الخبرين أن المهدي هما شخصين وليس شخصا واحدا فمهدي من ذرية الإمام الحسن (ع) ومهدي من ذرية الإمام الحسين (ع) بقرينة قول الرسول في الخبر الثاني فان الحسني هو الممهد الرئسي للأمام المهدي وهو الذي يسلم الأمر للأمام (ع) وهو مهدي أيضا وان في الرأي كون المهدي من الحسن والحسين (ع) ليس جديدا فان في الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين (ع) شبه كبير من ابراهيم وولده اسماعيل واسحاق (ع) فان الله تعالى قد جعل النبوة في ذرية اسحاق فكان الأنبياء منه (ع) أما اسماعيل فلم يخرج من ذريته نبي إلا النبي محمد (ص) و كذلك جعل الله الإمامة في ذرية الأمام الحسين (ع) و لم يكن في ذرية الأمام الحسن (ع) أي أمام لذا فأن الله تعالى قد جعل المهدي الممهد للأمام المهدي (ع) ووزيره من ذرية الإمام الحسن (ع) و مما يؤيد هذا المعنى ما ورد في الرواية عن أهل البيت (ع) ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ) و قد ذكر الشيخ الكوراني في كتابه معجم أحاديث الإمام المهدي في الجزء الأول ( فالأقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة أشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة أو كريمة ...) .
فأنظر عزيزي القارئ الكريم كيف أن أمر تسمية اليماني بالمهدي مما قال به العلماء و الباحثين في قضية الأمام المهدي (ع) فقد ورد أيضا ( ثم يخرج ملك من صنعاء اليمن – إلى أن قال – فهناك يظهر مباركا زكيا و هاديا مهديا و سيدا علويا .... ) و المقصود من هذا الملك السيد اليماني وزير الأمام المهدي (ع) كما هو ظاهر من الرواية . و بهذا يتبين لنا جلياً أن المهديين هم شخصين أحدهما من ولد الحسين (ع) و هو الإمام المهدي (ع) و الآخر من ولد الحسن (ع) و هو أيضا مهدي كما بينا و هو صاحب الدعوة للإمام المهدي (ع) الذي يقوم بالأعداد و التمهيد له (ع) ثم يبايع الإمام و يسلم الراية و الجيش للإمام (ع) و يكون على مقدمة الإمام (ع) و وزيره و ساعده الأيمن و قد ورد في كتب أهل السنة أن المهدي من ذرية الحسن (ع) و أنه يولد في أخر الزمان و هذا صحيح باعتبار ما ذكرناه من أن من ولد الحسن (ع) سيكون مهدي يمهد و يعد و يدعو إلى الحق و الهدى و في ذلك حكمة بالغة من المولى سبحانه و تعالى حيث كان في علمه أن أهل السنة سيذهبون في هذا الاعتقاد لذا فأن من مقتضى رحمته تعالى جعل في ذرية الحسن مهديا يولد في أخر الزمان ليقيم به الحجة على أهل السنة و بعد أن يؤمن به هؤلاء الناس يسلم الأمر للمهدي الحسيني (ع) ..... انتهى
حواريي الإمام المهدي (ع)
أن معنى الحواريين هم الناس الذين طهرت سرائرهم و نقت بواطنهم و خلت قلوبهم من الشك و الرين و قد كان لموسى (ع) أثنى عشر نقيبا كما ورد و هم أقرب الناس أليه كما أن لعيسى (ع) أثنى عشر حواريا هم تلامذته و أنصاره القريبين إلى نفسه و لما كان للإمام المهدي (ع) سنة من موسى و عيسى (عليهما السلام) فأن له أثنى عشر نقيبا كما جاء في الأخبار الواردة عن أهل البيت (ع) و هم الوزير و أحد عشر نقيبا و هم أقرب الناس للإمام المهدي (ع) و انصاره المخلصين الذين لا يشوبهم شك في أمر الله تعالى فقد جاء في الرواية عن الإمام (ع) ( يدخل المهدي إلى الكوفة و الناس حوله فيصعد المنبر و يتحدث بحديث لا يتحملونه فيتفرق عنه أصحابه إلا الوزير و أحد عشر نقيبا ) و من هنا تبرز مكانة هؤلاء النفر و من المحتمل أن يكون هؤلاء النقباء هم حواريي الإمام المهدي (ع) و هؤلاء النقباء هم من يلتقيهم الإمام المهدي (ع) قبل قيامه المقدس و يتشرفون بلقائه (روحي له الفداء) فأنه يرسلهم مبشرين للناس بقرب القيام المقدس له (ع) و ظهور دولة الحق و أقامة العدل في أرجاء الأرض فقد ورد في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الصادق (ع) : ( لا يقوم القائم حتى يقوم أثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم رأوه فيكذبونهم ) و الذي يظهر من الرواية الشريفة أن هؤلاء النفر الأثنا عشر هم من خلص الشيعة الذين يختارهم الإمام (ع) للقائه و التشرف برؤيته و كما هو واضح أن عدد هؤلاء النفر هو أثنا عشر وهذا يؤكد على أن هؤلاء لا يتواطئون على الكذب بل هم أناس مخلصين ممحصين طاهرين ثم أن الناس كما يظهر تكذبهم و لا تصدق بما يأتون به و هو كما يحتمل و يتوقع أنهم يحملون بعض الأخبار من الإمام صاحب الزمان (ع) و إلا ما الفائدة من ذكر لقائهم بالأمام (ع) للناس إذا لم يكن هناك شيء مهم دعاهم إلى أخبار الناس بأنهم رأوا الإمام (ع) و من هنا يتبين لنا ما يلاقيه الإمام المهدي (ع) قبل قيامه و إثناء دعوته من التكذيب و الافتراء و الرد ثم أن في قبال هؤلاء الحواريين يوجد بنفس عددهم أثنى عشر رجلا من بني هاشم يدعون الناس إلى أنفسهم و ما ذلك إلا لحكمة من الله سبحانه و تعالى و حجة من الله على خلقه فقد ورد في الرواية الشريفة عن الإمام (ع) ( لا يقوم القائم حتى يخرج أثنا عشر من بني هاشم كلا يدعو إلى نفسه رجلا) فأن الفرق واضح بين المجموعتين كما يظهر فأحدا المجموعتين تدعوا للإمام المهدي (ع) و لكنها تكذب و تحارب و تضطهد بينما نلاحظ أن المجموعة الأخرى يدعو كلا منهم إلى نفسه و شتان ما بين الثرى و الثريا .
أن حواريي الإمام المهدي (ع) من ضمن الثلاثمائة و الثلاثة عشر رجلا أصحاب الإمام (ع) الذين ذكرتهم الروايات بكثرة ووصفتهم بالصفات الدالة على التقوى و القوة بالله فهم كما صرحت الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع) الركن الشديد الذي تمنى قوتهم لوط النبي (ع) فقد قال تعالى حكاية عن لوط ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) فقد أجمعت التفاسير الواردة عن طريق مذهب أهل البيت (ع) أن الركن الشديد هم الثلاثمائة و الثلاثة عشر رجلا أصحاب الإمام المهدي (ع) و أن من ضمن هؤلاء الحواريين يكون وزير الإمام (ع) فهو افضلهم و اقربهم إلى الإمام (ع) لما حباه الله من الكرامة نتيجة صفاء نفسه و تضحيته في سبيل الله و الإمام (ع) و نصرته و خدمته للأمام (ع) قبل قيامه من حيث التمهيد و الأعداد و الدعوة للإمام (ع) و يتحمل هؤلاء الحواريين مهمات صعبة سواء كان ذلك قبل قيام الإمام (ع) أو بعد قيامه فأنهم على ما أظن يقومون بالأعداد و التمهيد للأمام (ع) قبل قيامه و مواجهة الانحراف و الظلم الموجود في المجتمع بالدعوة إلى نصرة الإمام المهدي (ع) و اعداد النفوس لإستقباله و ظهوره المقدس و نتيجة لما يقدمونه من خدمة للأمام (ع) و صفاء نفوسهم فأن الله يكرمهم و يشرفهم بلقاء الإمام (ع) لقاءاً خاصاً قبل قيامه تطمئن بذلك نفوسهم و تزكى و تطهر أرواحهم فيزدادوا حبا و اندفاعاً في سبيل إحقاق الحق و الدعوة للحق حتى يقوم الإمام (ع) فيجعلهم حواريه و يجعل من بينهم وزيراً له و هؤلاء الحواريين هم ممن تمركز عليهم قضية الإمام (ع) و أمره حيث أنهم يكونون قادة الأصحاب و الأنصار و قطبهم .
المهدي يدعوا إلى الإسلام جديد
الحلقة الأولى
لقد بينا في الحلقة الأولى في العدد السابق كيف أن الإمام المهدي (ع) يدعو الناس إلى اسلام جديد كما أننا قد بينا ما هي دعوة الإمام (ع) ثم ذكرنا الشبه بين دعوة الإمام المهدي (ع) ودعوة جده المصطفى (ص) وذكرنا أن دعوة الإمام (ع) تمر بمراحل كما مرت دعوة رسول الله (ص) وقد بينا أن هذه المراحل هي : الدعوة السرية وقد تناولناها في الحلقة الأولى والدعوة العلنية ثم الهجرة ثم الفتح وهذه المراحل الثلاثة الاخيرة سنحاول بعون الله وتأييده تسليط الضوء عليها شرحا وبيانا ليكون القراء الاعزاء على بينة من امرهم .
الدعوة العلنية :- بعد أن تنتهي دعوة الإمام (ع) من المرحلة السرية تدخل في مرحلة الدعوة العلنية أو الإعلان لذلك فان هذه المرحلة من أقوى المراحل واشدها على الاطلاق حيث تكون المواجهة على اشدها وبمختلف الاساليب من حيث القتل المعنوي ولصاحب الدعوة ورموزها وقادتها أو القتل المادي لاولئك القادة وقد ذكر في العدد السابق ماهية القتل المعنوي ولا بأس بالاشارة إليه وهو قتل الشخصية من باب الصاق التهم بصاحب الدعوة ومبرزيها وتكذيبهم واتهامهم بشتى التهم التي اتهم بها الرسل والأنبياء والصالحين والاولياء والأئمة صلوات الله عليهم اجمعين ولو عدنا إلى أيام الرسول (ص) حيث دعوته المباركة فقد أمر الله نبيه باعلان الدعوة في قريش ومكة والمدن المجاورة لها ففعل رسول الله (ص) ما أمر به واعلن الدعوة عند بيت الله الحرام وقد احاط به أصحابه وحاول رجال قريش صد رسول الله (ص) بقتله هو وأصحابه لكنهم لم يجدوا إلى ذلك سبيل فقاموا باتهام الرسول (ص) بشتى الاتهامات وحاولوا قتل شخصيته لدى الناس حتى لا يؤمن به احد لكن الله تعالى ايده ونصره ونشر دعوته واظهر امره فنشر الخبر في كل انحاء مكة وما حولها من المدن واخذ اصحاب الرسول الكريم (ص) يبشرون القوافل القادمة من مكة للتجارة بالدعوة وهكذا انتشر الدعوة المحمدية انتشارا واسعا سريعا وكثر المعتنقين للدين الجديد الذي وجدوا فيه ضالتهم وهكذا كان حال كل الدعوات الإلهية وأما ما يخص الإمام المهدي (ع) ودعوته فقد اثبتنا بالادلة أن دعوته كدعوة جده رسول الله (ص) وأنها تمر بنفس المراحل التي مرت بها دعوة الرسول (ص) فعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : ( الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء , فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله . فقال : يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (ص) ففي هذه الرواية الشريفة يظهر أن دعوة الإمام المهدي (ع) كدعوة جده رسول الله ولما تبين ذلك وبعد أن يعلن صاحب دعوة الإمام المهدي (ع) بالدعوة المهدية فانه سوق يحارب هو وانصاره وسوف تكذبهم الناس وتتهمهم بالجنون والشعوذة والسحر والجنة والسفاهة وغير ذلك محاولين بذلك تسقيطهم في نظر المجتمع حتى لا يؤمن بدعوته احد ولكن بعد أن يفشل هؤلاء المعاندين للحق ويبدأ داعي الحق وانصار الإمام باظهار ونشر دعوة الإمام فيبدأ المكذبين لهم بمحاربتهم بشتى الاساليب من السجن والتعذيب والقتل كما حصل مع اصحاب الرسول (ص) ويشتد الحال بانصار الإمام مما يضطرهم إلى الهجرة والابتعاد عن وطنهم وبلدهم وذلك للفرار بدعوة الإمام محاولين نشرها في بلدان متعددة كما فعل رسول الله (ص) بعد أن أذته قريش ولم يعد قادرا علة نشر الدعوة في مكة مما دعاه للهجرة إلى المدينة وهكذا يصنع صحاب دعوة الإمام والممهد له حيث أنه يهاجر هو وانصاره إلى بلد أخر مشابه للمدينة المنورة التي هاجر اليها رسول الله (ص) وأنها هذه المرة بحسب التأويل لان رسالة المهدي (ع) رسالة تاويلية فالمدينة التي يهاجر اليها انصار الإمام هي خراسان فهي المدينة بحسب التأويل كما بينا سابقا كما أن الكوفة هي مكة بحسب التأويل واثبتناه بالأدلة .
الهجرة :
يهاجر الأنصار بعد أن تضيق بهم الاوطان إلى خراسان ويهاجر معهم صاحب دعوة الإمام وهناك يقع معهم كما وقع مع الرسول (ص) وأصحابه حيث يستقبلهم أهل خراسان ويكونون انصارا للأمام (ع) وهناك أيضا يبدءون بنشر الدعوة المهدية إلى انحاء متفرقة من العالم كما صنع رسول الله (ص)وأصحابه في المدينة وبعد أن تزداد القاعدة اتساعا وتكثر الأنصار يقوم صاحب الدعوة والممهد للأمام المهدي (ع) بتأسيس جيش ذو عقيدة قوية وايمان صلب يتوجه به حاملا ذلك الجيش بتلك الرايات السود التي ذكرها الأئمة الطاهرين في رواياتهم فأنهم سوف يحملونها قادمين من خراسان متوجهين إلى العراق بفتح مكة الإمام المهدي (ع) والكوفة المقدسة التي هي عاصمة الإمام (ع) .
فتح مكة أو الكوفة بالتأويل :
فقد قام رسول الله (ص) بأعداد جيشا جرارا لفتح مكة إثناء اقامته في المدينة وفعلا حمل ذلك الجيش الرايات وتوجه بقيادة النبي الأكرم (ص) وقد أتم الله لهم ذلك الفتح ودخلوا مكة ورجعوا إلى بلدهم وديارهم غانمين ونصرهم الله على المشركين وهذا ما سوف يجري مع اليماني صاحب دعوة الإمام (ع) وانصاره فأنهم سوف ياتون من الهجرة بجيش جرار فاتحين إلى الكوفة فينصرهم الله ويدخلون للكوفة فاتحين وكان قد سبقهم اليها السفياني وعاث فيها الفساد وسبى النساء وقتل الاولاد وقد ورد في الرواية عن الإمام الباقر (ع) ( اليماني والسفياني يستبقان على الكوفة كفرسي رهان ) وسوف يقوم انصار الإمام بمقاتلة جيش السفياني وطرده من الكوفة وارجاع السبايا ويملكون الكوفة كما ملك النبي وأصحابه مكة وترفع راية الهدى والحق في ذلك البلد الذي اخرجوا منه ولكن الله ارجعهم إليه منتصرين فاتحين .
تحطيم الأصنام :
فقد قام رسول الله(ص) بتحطيم الأصنام وذلك عن طريق وزيره أمير المؤمنين (ع) حيث صعد على كتف النبي وازال الأصنام عن بيت الله الحرام واعلن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعبد به الله وابطل جميع الديانات الأخرى وهذا ما سوف يحصل مع وزير الإمام المهدي (ع) حيث هو من يقوم بتحطيم الأصنام بعد فتح الكوفة والسيطرة عليها والاصنام هذه المرة ليست من خشب أو حجارة بل هي اصنام بشرية تطاع من دون الله وقد وضحنا ذلك في الحلقة الأولى من البحث والتي نشرت في العدد السابق من الصحيفة حيث يقوم داعي الحق والهادي إلى الطريق المستقيم بأزالة هذه الأصنام عن حرم أمير المؤمنين (ع) وهم العلماء المضلين الذين يضلون الناس ويخرجون فيتاولون على الإمام الكتاب كما ورد في الروايات الشريفة ويقولون له ( ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا فيك ) وهم العلماء الذين يخرجون في أخر الزمان ( زمن الظهور المقدس) ويعلن أن دين المهدي الجديد هو عين دين محمد (ص) والذي ابتعد عنه الناس وعن حقيقته وتعاليمه الحق فأنحرفوا وضلوا واضلوا وساروا خلق اراء بعض العلماء المضلين الذين حارفوهم بعيدا عن دين المصطفى (ص) لذا فان دعوة الإمام المهدي (ع) ستكون لتوحيد فان المجتمع آنذاك يعيش في بؤرة من الشرك والعياذ بالله .
تحقيقات
القاسم بن الإمام الكاظم (ع) شبيه موسى بن عمران
قال الإمام الكاظم : لو كانت الإمامة بيدي لجعلتها لولدي القاسم
القاسم بن الإمام موسى بن جعفر (ع) واخو الإمام الرضا (ع) , كان الإمام الكاظم (ع) يحبه حبا شديدا وكان القاسم (ع) سيدا تقيا مؤمنا ورعا عالما يتحلى بارفع الصفات الحميدة والاخلاق الطيبة وقد قال عنه والده الإمام الكاظم (ع) ( لو أن الأمر بيدي بيدي لجعلتها لولدي القاسم ) يعني الإمامة لما كان يتمتع به القاسم (ع) من صفات الكمال والاعتدال عاش في بيت والده الإمام الكاظم (ع) إلى أن اشتد البلاء عليهم من قبل هارون اللارشيد حيث راح يعتقل العلويين ويرمي بهم في السجون حتى يموتوا جوعا أو مرضى أو قتلا بمختلف الاساليب فما كان من السادة إلا أن يبتعدوا عن الاوطان مهاجرين إلى مختلف البلدان فهاجر القاسم (ع) وكان شابا وسيما تظهر عليه سيماء الصالحين لم يكن قد تزوج بعد فساقته الاقدار إلى مدينة الحلة حيث مرقده الآن في ناحية القاسم والتي سميت باسمه اكراما واعظاما له (ع) فكان من قصته انه وصل إلى اطراف قرية كانت هناك عند بئر كان الناس مجتمعين حوله وكان القاسم عطشانا اراد أن يشرب فرأى فتاتين تقفان جانبا تكلم احدحم الاخرى وتقول له لا وحق صاحب بيعة الغدير عند ذلك اطمأن القاسم بأن هاتين الفتاتين شيعيتين فاقترب منهن وأملأ لهن قربهن وسألهن عن رئيس القبيلة اين يسكن فقالت احداهما له أننا سندلك على مسكنه فأتبعنا لاكن الاخلاق المحمدية والصفات العلوية والعفة الفاطمية منعته من السير خلفهن بل اسير امامكن وترشداني إلى الطريق بالقول عن يمنه أو عن شمالك أو امامك فجاء حتى وصل البيت وكان رئيس القبيلة والد الفتاتين فأخبرت الفتاتين والدهما باخلاقه فأعجب به اشد الاعجاب ثم انه في اليوم الثالث طلب من رئيس القبيلة أن يجد له عملا لانه قد قال له انني لا استطيع البقاء عندك بدون عمل فقال له الشيخ بني أن الضيف يبقى عندنا الشهر والشهرين معزز مكرما لكن القاسم (ع) اصر والح على الشيخ أن يجد له عملا ولكن الشيخ قد احبه كثير وتعلق به فلم يكن في فراقه فعرض عليه العمل عنده فـأختار القاسم أن يعمل لدى الشيخ ساقيا للماء وقد سمى نفسه الغريب وكان كلما ساله الشيخ عن نسبه وبلده واهله امتنع عن الاجابة لانه كان يمارس التقية باشد حالتها .
وتمضي الأيام ويزدد الشيخ حبا وتعلقا بالقاسم وفي ذات يوم اخبر الشيخ زوجته انه يريد تزويج هذا الشاب الغريب إحدى ابنتيه فسألها عندئذ عن رايها فيه فمدحته كثيرا لكنه رفضت قبوله كزوج لابنتها لانه غريب لا يعرفون له نسبا لكن الشيخ اصر وعرض ذلك الأمر على رجال القبيلة الذين كانوا أيضا معجبين بشخص القاسم (ع) ولكنهم ترددوا أيضا في القبول لنفس السبب ولكن الشيخ لم يكترث لكلامهم وعرض ذلك على القاسم وقال له اختر لك إحدى الفتاتين فطلب القاسم منه أن يزوجه بالفتات التي قالت حين التقى بها واختها عند البئر واقسمت بحق صاحب بيعة الغدير وهكذا شاء الله أن يتزوج ذلك الشاب العلوي الذي عانى من الغربة ما عنى حيث عاش بعيدا عن أمه واهله غريبا بين اقوم يتشرفون بخدمته لو عرفوه وعندما دخل السيد العلوي في ليلة زفافه على زوجته وجدها باكية ولما سألها عن السبب اخبرته بان نساء القبيلة يستهزئن بها ويعيبنها حيث أنها تزوجت من رجل غريب ليس له حسب أو نسب وهنا يختنق القاسم بعبرته ويشتد به الحزن والالم في ليلة زفافه وعندما تطلب منه زوجته أن يكشف لها عن سره فيسكت القاسم (ع) ولا يجيب على سؤالها .
وتمضي الأيام والقاسم يعاني الم الغربة والفراق ويعيش لحظات الحزن والالم عندما يشتد بزوجته البكاء وعندما يسألها القاسم عن سبب بكائها تجيبه بان الاطفال سوف ينادون بأنه بابن الغريب وهكذا يعيش القاسم (ع) في تلك الأرض التي شهدت معاناته وصبره وألمه وحزنه ويمرض ذلك الشاب العلوي ويشتد به المرض والالم ويحضر عنده الشيخ وهنا يبدأ القاسم بعد أن تيقن أنه قد حضرته الوفاة واقتربت منيته يكشف سره لذلك الرجل الطيب الذي ساعده وأواه وبعد أن الح وطلب منه الشيخ ذلك فقال له القاسم أن كنت تسأل عن المدينة فانا من مدينة رسول الله (ص) وان كنت تسأل عن العشيرة فانا من بني هاشم وان كنت تسأل عن الاهل فانا القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر وبعد أن سمع الشيخ ذلك الكلام الذي نزل عليه كأنه السهام الملتهبه أخذ يصيح ويبكي ويلطم على رأسه لكن القاسم خفف عنه وهون عليه وقال له بقي لي عندك طلب فقال له الشيخ سماعا وطاعة يا ابن رسول الله فطلب منه القاسم يخذ ابنته إلى المدينة حيث تسكن والدته هناك فقال له الشيخ بني قاسم وكيف استطيع أن اصل بالفتاة إلى بيت والدتك قال له القاسم لا عليك ياشيخ فان الفتاة سوف تتعرف على البيت لوحدها أنت فقط اتركها ومشي خلفها , ثم اوصاه بوصاياه وفارق الحياة سلام الله تعالى عليه ولما ذهب الشيخ إلى الحج اخذ معه الفتاة تسير في الطرقات حتى وصلت إلى دار فوقفت في بابها هنيئة ودنت من الباب وخذت تشمها ثم اطرقت الباب فدنى الشيخ لينظر ويستمع لما يجري فجاء صوت من داخل الدار من الطارق فأجابته الفتاة, عند ذلك صرخت امرأة من داخل الدار كانه والله صوت ولدي القاسم ولما فتحت الباب قالت هذه والله شمائل ولدي ري ولدي فقالت يا بينة من تكوني فقالت لها الفتاة أنا بنت ولدك القاسم جائتك يتيمة من غير اب عند ذلك اتضنتها المرأة حتى فارقت الحياة إلا لعنة الله على الظالمين ومن خلال هذه القصة يتبين لنا الشبه الكبير والواضح بين القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر (ع) وبين النبي موسى (ع) فقد جرت نفس هذه القصة تقريبا مع موسى كليم الله وهذه سنة من سنن موسى قدرت على هذا السيد العلوي .
وكما يتبين لكم أيها القراء الكرام بان القاسم (ع) يعد بحق من أهل الذكر حيث أن قصته وذكره تتناقله الاجيال جيل بعد جيل فتدمع عليه العيون وتحزن لاجله القلوب لعظم المصيبة التي جرت عليه في سبيل الله والمذهب الحق ومن هنا أقول لنقتبس من هذا القمر الزاهر نورا يضيء لنا الدرب بمواصلة السير في طريق الحق والهداية والتضحية في سبيل الله ونتعلم منه (ع) قوة التحمل والصبر والايمان راجين من المولى سبحانه وتعالى أن يأخذ بايدينا لنصرة الحق واهله ودعاته ببركة هذا السيد الجليل الذي ورد في فضله الكثير من الروايات الشريفة فقد قال الأمام الرضا (ع) : (من لم يستطع زيارتي لبعد مسافتي فليزر أخي القاسم) .
من الكرامات المخفية قطارة الأمام علي (ع)
وســـط الصـحـراء
بالعودة إلى سيرة الأنبياء و الأوصياء و خاصة الأئمة الأطهار من آل الرسول الأبرار عليهم السلام نجد أن الله حباهم و فضلهم لما ميزهم به من كرامات ظهرت للناس و شاعت بينهم فلم يبقى في الأرض من عدو أو ولي إلا ذكر ذلك و أعترف به و من ذلك ما رواه أهل السيرة و أشتهر الخبر به عند العامة و الخاصة حتى نظمته الشعراء و خطبت به البلغاء و رواه الفقهاء و العلماء من حديث الراهب بأرض كربلاء و الصخرة . و ذلك أن جماعة روت أن أمير المؤمنين (ع) لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطشاً شديداً و نفذ ما كان معهم من الماء فأخذوا يميناً و شمالاً يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثر فعدل بهم أمير المؤمنين عن الجادة و سار قليلاً فلاح لهم دير في وسط البرية فسار بهم نحوه حتى إذا صار في فنائه أمر من ينادي ساكنه بالأطلاع أليهم فنادوه ، فأطلع فقال له أمير المؤمنين (ع) : هل قرب قائمك هذا ماء يتغوث به هؤلاء القوم ، فقال هيهات بيني و بين الماء أكثر من فرسخين و ما بالقرب مني شيئاً من الماء و لولا أنني أؤتى بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشا ، فقال أمير المؤمنين (ع) : أسمعتم ما قال الراهب قالوا نعم ، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أومى أليه لعلنا ندرك الماء و بنا قوة فقال أمير المؤمنين (ع) لا حاجة بكم إلى ذلك و لوى عنق بغلته نحو القبلة و أشار لهم إلى مكان يقرب من الدير فقال : أكشفوا الأرض في هذا المكان فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع فقالوا يا أمير المؤمنين هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي فقال (ع) أن هذه الصخرة على الماء فأن زالت عن موضعها وجدتم الماء . فأجتهدوا في قلبها فأجتمع القوم و أراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا و أستصعبت عليهم فلما رأهم (ع) قد اجتمعوا و بذلوا الجهد في قلع الصخرة فأستصعبت عليهم لوى رجله عن سرجه حتى صار على الأرض ثم حسر عن ذراعيه و وضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده و دحى بها أذراعاً كثيرة فلما زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء فتبادروا أليه و شربوا منه فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم و أبرده و أصفاه ، فقال لهم : تزودوا و أرتووا ففعلوا ذلك ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت وامر أن يعفى اثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره فلما استوفى علم ماجرى يا معشر الناس انزلوني .... انزلوني فأحتالوا في انزاله فوقف بين يدي أمير المؤمنين فقال له ياهذا أنت نبي مرسل ؟ قال لا قال فملك مقرب ؟ قال لا قال فمن أنت قال أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين قال ابسط يدك اسلم لله تبارك وتعالى على يدك فبسط أمير المؤمنين يده وقال له اشهد الشهادتين فقال اشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله واشهد انك وصي رسول الله واحق الناس بالامر من بعده فأخذ أمير المؤمنين (ع) عليه شرائط الإسلام ثم قال له ما الذي دعاك الآن إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف فقال اخبرك يامير المؤمنين أن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها و قد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك و قد رزقني الله عز وجل و أنا نجد في كتاب من كتبنا و أثر عن علمائنا أن في هذا الصقع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها ألا نبي أو وصي نبي و أنه لا بد من ولي لله يدعوا إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة و قدرته على قلعها و أني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحقق ما كنا ننتظره و بلغت الأمنية منه فأنا اليوم مسلم على يدك و مؤمن بحقك و مولاك فلما سمع ذلك أمير المؤمنين (ع) بكى حتى أخضلت لحيته من الدموع ثم قال الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا ثم دعى الناس فقال لهم أسمعوا ما يقول أخوكم هذا المسلم فسمعوا مقالته و كثر حمده لله ، ثم سارع الراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقي أهل الشام و كان الراهب من جملة من أستشهد معه فتولى (ع) الصلاة عليه و دفنه و أكثر من الأستغفار له و كان أذا ذكره يقول ذاك مولاي .
و تمضي الأيام لتكشف لنا عن تلك الكرامة التي حبا الله بها وليه أمير المؤمنين (ع) حيث برزت كرامة أخرى في نفس المكان الأول فكما هو واضح أن الإمام (ع) أعاد الصخرة إلى مكانها بعد أن شربوا من الماء الذي نبع من تحتها حيث يجد الزائر لمقام (قطارة الأمام علي ) في محافظة كربلاء المقدسة أن الماء قد شق الصخرة و راح يقطر منها قطرات متتابعة و لم يجد أهل العلم لحد الآن تفسيرا علميا لها سوى أيمانهم بأنها كرامة من الله تلت تلك الكرامة التي أظهرها الله على يد أمير المؤمنين (ع) و لكن المؤسف حقاً هو أن هذا المقام العظيم الذي أظهر الله فيه الحق ليس ألا مكان متواضع ليس فيه أي عمران و لا ندري لماذا لا يهتم به المعنيين و المشرفين على السياحة الدينية فأن جميع الأمم و الشعوب تعتز بقادتها و تقيم لهم التماثيل والمزارات و غير ذلك الكثير أحيانا لذكراهم و وفائاً لحقهم و نحن مع ما فضلنا الله به على جميع الأمم و حبانا بالأئمة الأطهار و نحن مع الأسف مقصرين بحقهم و أظهار فضلهم فلماذا يا ترى أن وزارة السياحة أي المشرفين على السياحة في كربلاء لما لا يظهرون ما أراد الله له أن يظهر فعلى المشرفين على السياحة الدينية في كربلاء بزيارة هذا المقام و الأطلاع عليه عن كثب لعل الله يوفقهم لبناء هذا المقام و توفير الخدمات للزائرين و أرشادهم أليه لكي يطلع الشيعة على عظم أئمتهم .
بحوث مستلة
الزمن المسدد
تمثلت غيبة الإمام المهدي (ع) عام 329 هـــ وقفة زمنية بالغة الاهمية وشاخصا زمنيا يفصل بين مرحلتين تاريخيين في حياة الامة الإسلامية بحيث يمكن تصنيف التاريخ الإسلامي بشكل عام وتاريخ مدرسة أهل البيت (ع) بوجه خاص على اساسها بفترة ما قبل الغيبة وفترة ما بعد الغيبة فهي واحدة من وقفات الزمن النادر والقليل التي تمر بها مسيرة الحياة والتاريخ وذلك بالاستناد إلى الحقائق التالية :
أولا : في فترة ما قبل الغيبة وصولا إلى بعثة الرسول (ص) كان المسلمون يأخذون العقائد والتشريعات والاحكام والتعاليم الإسلامية من الرسول (ص) مباشرا قولا وفعلا واقرارا فسيرته الشريفة (السنة ) هي المصدر الثاني للتشريع اظافة إلى القران الكريم وقد استمرت هذه الحالة طوال حياة الرسول التبليغية منذ البعثة وحتى وفاته (ص) وبعد وفاة الرسول (ص) كان يمارس مهمة الطرح الاصيل للفكر الإسلامي بمختلف آفاقه وابعاده الأئمة من أهل البيت (ع) , حسب ما تحدثت به النصوص النبوية الكثيرة الثابتة الواردة في كتب الحديث عن طريق السنة والشيعة , لا نريد الخوض بها لانها خارج حدود هذه الدراسة .
وقد استمرت هذه الدور الرائد للائمة (ع) طيلة الفترة الزمنية الممتدة من وفاة الرسول (ص) بعد الهجرة بعشر سنوات . إلى غيبة الإمام الثاني عشر المهدي سنة 328 هــ أو 329 هــ على اختلاف الروايات .بمعنى أن ثلاث قرون من الزمن كان يمارس فيها أئمة أهل البيت (ع) الدور الرباني الفذ في حفظ اصالة الإسلام ونقائه من التزييف والتشويه والتحريف وقد ركز الأئمة (ع) العقائد والافكار والاحكام الإسلامية في المجتمع الإسلامي رغم صعوبة هذه المهمة وبذلك ظل الزمن يحتفظ بطابعه المسدد بفضل توجيه ومراقبة وتسديد الأئمة الاطهار (ع) .
ثانيا : في حياة الرسول (ص) كان المسلمون كافة يتلقون تعاليمهم الإسلامية ويسلمون له بطاعة وانقياد بعتباره صاحب الرسالة الذي لا ينطق عن الهوى بصريح القران الكريم فكان المسلمون يوجهون إليه في كل مسألة أو مشلكة تواجههم في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية , وبعد وفاة الرسول (ص) لم يعد الخليفة هو مرجع الامة المطلق حيث اخذ الناس يرجعون إلى الخليفة وغيرة , بل أن الخلفاء الثلاثة الاوائل كانوا يعترفون في موافق كثير عن عدم قدرتهم على الاجابة على مسائل يطرحها المسلمون عليهم .مما كان يدفعهم إلى الرجوع إلى الإمام علي (ع) لأخذ الأحكام الإسلامية منه والعمل بآرائه الفقيهية وتوجيهاته الاجتماعية والسياسية .
وكان الإمام علي (ع) الشخص الذي اتفق المسلمون على اعلميته واحاطته باحكام الشريعة الإسلامية وان كان هذا الاتفاق لم يقابله انقياد لأمامته وقيادته .حيث خرجت عليه بعض الفئات المتمردة مدفوعة وراء اهوائها ومصالحها الذاتية الآن هؤلاء لم يكن بمقدورهم انكار الموقع العلمي والتاريخ الجهادي المتميز للأمام علي (ع) وباب مدينة علميه .
بعد استشهاد الإمام علي (ع) عام 40 هــ اصبحت مظاهر الاختلاف واضحة في المجتمع الإسلامي , وكان للسياسة الاموية دورها الفاعل في نو التيارات المنحرفة . أما بنشاط مباشر منها من قبل تحريف الحديث النبوي ووضع الاحادتيث المختلفة أو نتيجة الاثار المترتبة على سياستها وردود الفعل منها , فظهرت عدة اتجاهات عن الإسلام ولم يعد كل مسلم يرجع إلى الأئمة أهل البيت (ع) لأخذ الفكر والعقيدة والتشريع والموقف السياسي منهم وان كانوا لا ينكرون فضلهم الكبير وعلمهم الواسع ومقامهم الرفيع ومنزلتهم وقربهم من الرسول (ص) وكيف لا يكونوا كذلك وقد نص أهل التفسير بان قوله تعالى ( قل لا اسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى ) قد نزلت فيهم لا في غيرهم.
ورغم أن السياسة الاموية ومن بعدها العباسية قد جهدت في تقليل دور الأئمة (ع) في دعم بعض الاتجاهات الفكرية والفقهية الطارئة لبدائل لمواقعهم المتقدم والاصيل في الحياة الإسلامية .
رغم ذلك ظل قطاع كبير من الأمة يرتبط بهم عقائديا وفقهيا وحتى سياسيا ويأخذ عنهم الإسلام بعقائد وتشريعاته واحكامه . وقد استمرت هذه العلاقة المباشرة والقوية بين الأمة والأئمة (ع) حتى غيبة الإمام محمد بن الحسن المهدي (ع) .
ثالثا : فرضت الظروف السياسية والتحولات الاجتماعية التي كانت تزداد مرارة وظلاما في الحياة الإسلامية مع تقدم الزمن على أئمة أهل البيت (ع) أن يمارسوا ادوارا متعددة لكنها تتجه نحو هدف موحد كما تناولنا ذلك في الفصل السابق وقد تمكنوا من خلال ادوارهم المتنوعة في حفظ الاصالة الإسلامية وابقاء حركة الإسلام التاريخية مؤثرة في امتدادات الزمن مثل تربية واعداد اجيال من العلماء الرساليين الذين حملوا مهام تبليغ الفكر الإسلامي الاصيل ونشر تعليم الرسالة الصافية والتصدي للتيارات والاتجاهات المنحرفة والضالة .
ورغم أن الأئمة (ع) كانوا يتعرضون للمضايقة والسجن والقتل إلا أنهم ظلوا يباشرون مهام القيادة الإسلامية وان كانوا مبعدين عن جانبها السياسي . واعتمدوا من اجل ذلك عدة اساليب ومناهج فكانت ادوارهم تختلف حسب اختلاف الظروف والنقطة المشتركة في هذه الادوار هي أن الأئمة (ع) كانوا يباشرون المهام القيادية والتوجيهات بحضورهم المباشر أو عن طريق تلاميذهم ووكلائهم .اي أن تأثيرهم على حركة الزمن كان مباشر من خلال وجودهم وعلاقتهم المباشرة مع الأمة والاحداث التي تمر بها الحياة الإسلامية .
وقد توقف هذا الدور المباشر عند غيبة الإمام المهدي (ع) إلا أن امتداداته واثاره الروحية والفكرية ظلت ممتدة مع حركة الزمن ,
رابعا : قبل غيبة الإمام (ع) عام 329 هــ ولمدة تقرب من سبعين سنة مارس الإمام مهام القيادة الشرعية عن طريق اربعة وكلاء معروفين بالصلاح والوعي والاستقامة وهم السفراء الأربعة بالتعاقب كانوا حلقة الصلة بين الإمام المهدي (ع) وقواعده الجماهيرية وهم : عثمان بن سعيد العمري ومحمد بن عثمان العمري وحسين بن الروح النوبختي وعلي بن محمد السمري ,
وخلال هذه الفترة كان الإمام (ع) يقدم توجيهاته وارشاداته للامة ويجيب على اسئلتها ومشاكلها فكان دور الإمامة ساربا بصورة غير المباشرة في حياة المسلمين وكان تأثير الإمام على حركة الزمن ما يزال قائما , فهو الذي يتولى مهمة حفظ الإسلام الاصيل وقيادة الأمة الإسلامية وبوفاة السفير الرابع عام 329 هــ لم يعين الإمام المهدي سفيرا خاصا أخر .
اتفق المسلمون بمختلف مذاهبهم وآرائهم على وجود المصلح (المهدي ) إلا أنهم اختلفوا في تحديد شخصية وموعد ولادته, فالشيعة الامامية يؤمنون بأنه ولد في حياة ابيه الحسن العسكري (ع) في سامراء عام 255 هـــ وانه مغيب ينتظر أما المذاهب الاخرى فأنها ترى أن المصلح (المهدي ) سيولد في فترة من الزمن ويتفق السنة والشيعة على انه أهل البيت (ع) وانما أصبح خط الفقهاء هو الامتداد الطبيعي لخط الامامية في حياة الفرد والامة .
وبذلك بدأت غيبته الكبرى والتي لا تزال حتى يومنا هذا ولم يعد بامكان المسليمن افرادا وجماعات أن يرجعوا للأمام الغائب ليأخذوا عنه الموقف والتعليمات والرأي والتوجيه وانقطعت العلاقة المباشرة بين الإمام والامة وهكذا توقف تأثيره المباشر على حركة الزمن , وانتهت مرحلة الزمن المسدد في حركة الأمة الإسلامية وتاريخها .
على اساس هذه الحقائق يتبين بوضح أن الغيبة منعطف تاريخي كبير في حياة الأمة الإسلامية ووقفة زمنية في مسارها العام لانها فصلت بين مرحلتين كاملتين مرحلة الزمن المسدد (المعصوم )التي كان الرسول (ص) والأئمة من بعده يمارسون دور الطرح الاصيل للفكر والعقيدة وتصحيح مظاهر الانحراف والتضليل وبين مرحلة الزمن العادي الذي فقد صفة التسديد والتوجيه بغياب الإمام المعصوم ولو اردنا أن نتسع في النظرة ونجعلها أكثر شمولية في رؤيتها الزمنية فان الغيبة يمكن أن تكون الفاصل الزمني بين الفترات التارخية التي سبقتها والمتمثلة بخطر الأنبياء الطويل وزمنهم المسدد بالوحي وبين الفترات التي اعقبتها باعتبار أن المرحلة السابقة للغيبة كانت في معظم فتراتها الزمنية خاضعة لدور المعصوم (رسول أو نبي أو أمام وصي ) .
أما المرحلة التي اعقبت الغيبة فان دور المعصوم المباشر لم يعد موجودا في مسارها مما يجعل المسؤولية كبيرة أمام الأمة ويفرض عليها أن تصارع الزمن في نزاع طويل ومرير تتوقف نتائجه على مقدار تمسكها بالقيم الإسلامية فكرا وسلوكا فأما أن تقود حركته بالاتجاه الذي يخدم مسيرتها الحضارية وأما أن تسقط في تفاعلاته وتصبح اسيرة حركته الساحقة فتتحول من موقع التأثير إلى موقع المتأثر ومن مصدر العطاء إلى التلقي ومن دور المهاجم إلى دور المدافع وهي تحولات خطيرة وهائلة على مستوى الخط الحضاري الشامل .
قصص اللقاء بالأمام المهدي (ع)
عن علي ابراهيم مهزيار الاهوازي قال : خرجت في بعض السنين حاجا اذ دخلت المدينة واقامت بها اياما اسئل وابحث عن صاحب الزمان فما عرفت له خبرا ولا وقعت لي عليه عين فاعتمت غما شديد وخشيت أن يفوتني ما املته من طلب صاحب الزمان فخرجت حتى أتيت مكة فقضيت حجتي واعتمرت بها اسبوعا كل ذلك اطلب فبينما أنا افكر إذ انكشف لي باب الكعبة فإذا أنا بانسان كانه غصن بان متزغ ببردة متشح باخرى قد كشف عطف بردته على عاتفه فرتاح قلبي وبادرت لقصده فاثنى الي وقال : من اين الرجال ؟ قلت : من العراق قال :أي عراق : قلت من الاهواز فقال اتعرف الحضيني ؟ قلت نعم قال رحمه الله فما كان اطول ليله واكثر نيله واغرار دمعته قال : فاين مهزيار ؟ قلت أنا هو قال حياك الله بالسلام أبا الحسن ثم صافحني وعانقني ثم قال : ما لذي تريد يا أبا الحسن قلت الإمام المحجوب عن العالم قال :ما هو محجوب عنكم ولكن جنه سوء اعمالكم قم سر إلى رحالك وكن على اهبة من لقائه إذا انحطت الجوزاء وازهرت نجوم السماء فها أنا لك بين الركن والصفا فطابت نفسي وتيقنت أن الله فضلني فما زلت ارقب الوقت حتى حان وخرجت إلى مطيتي واستويت على رحلي واستويت على ظهرها فإذا أنا بصاحبي ينادي يا أبا الحسن فخرجت فلحقت به فحياني بالسلام وقال : سر بنا يا اخ فما زال يهبط واديا ويرقي ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف فقال : يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلاة الليل فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين ..فالركعتين الاوليتين ؟ قال هما من صلاة الليل واوتر فيهما والقنوت وكل صلاة جائزة , وقال : سر بنا يا اخ فلم يزل يهبط واديا ويرقا ذروة جبل حتى اشرفنا على وادي عظيم مثل الكافور فامد عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقد نورا قال هل ترى شيئا ؟ قلت : أرى بيت من الشعر فقال : الامل وانحط في الوادي واتبعت الأمر حتى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلا لها ونزلها عن مطيتي وقال لي دعها قلت : فان تاهت , قال : هذا وادي لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج منه إلا مؤمن ثم سبقني ودخل الخبا وخرج الي مسرعا وقال ابشر فقد أذن لك بالدخول فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور فسلمت عليه بالامامة فقال لي يا أبا الحسن قد كنا نتوقعك ليلا ونهارا فما الذي ابطأ بك علينا ؟ قلت يا سيدي لم اجد من يدلينا إلى الآن قال لي : الم تجد احد يدلك ثم نكت باصبعه إلى الأرض ثم قال : إلا ونكم كثرتم الأموال وتجبرتم على ضعفاء المؤمنين وقطعتم الرحم الذي بينكم فأي عذرا لكم فقلت التوبة التوبة الاقالة الاقالة ثم قال يا ابن المهزيار لولا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة الذين تشبه قلوبهم افعالهم ثم قال با ابن المهزيار ومد يده إلا انبئك الخبر إذا قعد الصبي وتحرك المغربي وسار العماني وبويع السفياني يؤذن لولي الله فاخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا فأجيء إلى الكوفة واهدم مساجدها وابنيه على بنائه الاول واهدم ما حوله من بناء الجبابرة واحج بالناس حج الإسلام واجيء إلى يثرب واهدم الحجر واخرج من بهما وهما طريان فامر بهما تجاه البقيع وامر بخشبتين يصلبان عليهما فتورق من تحتهما فيفتتن الناس بهما اشد من الفتنة الأولى فينادي مناد من السماء يا سماء ابيدي ويا ارض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد اخلص قلبه للأيمان قلت يا سيدي ما يكون بعد ذلك قال :الكرة الكرة الرجعة الرجعة ثم تلى هذه الآية ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) صدق الله العلي العظيم .
الإمام المهدي المنتظر (ع) في حديث الصحابة والتابعين
مر علينا الفصول السابقة احاديث الرسول (ص) والأئمة الاطهار (ع) في الإمام المهدي (ع) ونقدم في هذا الفصل كلمات كبار الصحابة والتابعين (رضوان لله عليهم ) فيه (ع) واجماعهم على ظهوره وتسالمهم على قيامه نورد لكل منهم كلمة واحدة :
1 – قال جابر بن عبد الله الانصاري في الإمام زين العابدين (ع) : ما روي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، و الله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب و أن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً . (بحار الأنوار (19/11) ).
2 – لما دخل سلمان (رض) الكوفة و نظر اليها و ذكر ما يكون من بلائها حتى ذكر ملك بني و الذين من بعدهم . قال : فإذا كان ذلك فألزموا أحلاس بيوتكم حتى يظهر الطاهر ابن الطاهر المطهر ، ذو الغيبة الشريد الطريد . (الغيبة للشيخ الطوسي ص 112) .
3 – قال عمار بن ياسر (رض) : علامة خروج المهدي أنسياب الترك عليكم و أن يموت خليفتكم الذي يجمع لكم الأموال و يستخلف رجلا من بعده ضعيفا يخلع بين سنتين و يخسف بغربي مسجد دمشق ، و خروج ثلاثة نفر بالشام ، و خروج أهل المغرب إلى مصر و تلك أمارة خروج السفياني . (كشف الأستار ص 133) .
4 – قال عبد الله بن العباس بن عبد المطلب : أنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و تأمن البهائم و السباع في زمنه و تلقي الأرض أفلاذ أكبادها – أي مثل الأسطوانة من الذهب و الفضة - . (الصواعق المحرقة ص 99) .
5 – قال كعب الأحبار : أني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار التوراة ما في عمله ظلم و لا عتب . (الملاحم و الفتن ص 82) .
6 – قال صعصعة بن صوحان للنزال بن سبرة : أن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي ، و هو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن و المقام يطهر الأرض و يضع ميزان العدل فلا يظلم أحدا أحدا . ( بحار الأنوار (156/13) .
7 – قال طاووس : وددت أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي يزداد المحسن في أحسانه و يثاب فيه على المسيء. (الملاحم و الفتن 45) .
8 – عن قتادة : قال : قلت لسعيد بن المسيب : المهدي حق هو ؟ قال حق ، قلت : ممن هو ؟ قال : من قريش ، قلت : من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم بني عبد المطلب ، قلت : من أي عبد المطلب ؟ قال : من ولد فاطمة(ع) . (الملاحم و الفتن ص49) .
9 – قال محمد بن سيرين و قد ذكر المهدي (ع) فقال : فقد كان يفضل على الأنبياء . (كشف الأستار ص196) .
10 – قال عمرو بن العاص : علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش في البيداء ، فهو علامة خروج المهدي . (منتخب الأثر ص459) .
11 – قال عمر بن شراحيل الشعبي : أعلم أن رواياتنا نحن و أكثر أهل الإسلام أيضا أن نبينا (ص) قال : لابد من مهدي من ولد فاطمة أبنته ، يظهر فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت من غيره ظلماً و جورا . (غاية المرام ص704) .
12 – قال محمد بن مسلم الزهري : أذا ألتقى السفياني و المهدي للقتال ، يومئذ يسمعون من السماء صوتاً : ألا إن أولياء الله من أصحاب فلان . يعني المهدي . ( منتخب الثر ص481) .
13 – قال أسماعيل بن عبد الرحمن السدي : يجتمع المهدي و عيسى بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسى تقدم ، فيقول عيسى : أنت أولى بالصلاة ، فيصلي عيسى وراءه مأموماً . (تذكرة الخواص ص 277) .
14 – قال مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى (وأنه لعلم للساعة) : أنها نزلت في المهدي . (موسوعة المهدي للصدر 277) .
15 – قال عبد الله بن عمر : إذا خسف بجيش البيداء فهو علامة خروج المهدي . ( الملاحم و الفتن ص50) .
16 - قال زيد بن علي بن الحسين (ع) لأبن بكير : بنا عرف الله و بنا عبد الله و نحن السبيل إلى الله و منا المصطفى و المرتضى ، و منا يكون المهدي قائم هذه الأمة . قلت : يابن رسول الله هل عهد أليكم رسول الله (ص) متى يقوم قائمكم ؟ قال : يابن بكير أنك لن تلحقه و أن هذا الأمر تليه ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما . ( بحار الأنوار 58/11).
17 – قال محمد بن الحنفية لمحمد بن بشير في علامات خروج المهدي : أذا رايت الحاجة قد ظهرت و قال الرجل بت الليلة بغير عشاء ، و حتى يلقاك بوجه أخر ... فعند ذلك تقع الصيحة من قريب .( بحار الأنوار 169/ 13) .
18 – قال علي بن عبد الله بن عباس : ( لا يخرج المهدي حتى تطلع من الشمس آية ) . بحار الأنوار (162/13) .
19 – قال سعيد بن جبير : السنة التي يقوم بها المهدي تمطر أربع و عشرين مطرة يرى أثرها و بركتها . ( الغيبة للطوسي ) .
واحة المرآة
سيكولوجيا ما قبل الولادة
أن ما يستنتج من المشاهدات القيمة لفيليس غريناكر و فرنسواز دولتو ,وان الحالة النفسية للام ذات تأثير على نفسية الطفل في ازمنة متفاوتة إذ يرى فرنسواز دولتو أن المنبهات المتكررة الصادرة عن الام تستطيع أن تولد عند الطفل حتى قبل الولادة حالة من التخربش وفرط النشاط . لذا يمكن القول بان طفلا قد يولد قلقا أو على الاقل مستعد لقلق لان أمه لم تكن راضية عن حملها أو لانها عرفت خلال هذه الفترة صعوبات عائلية أو غير ذلك .
يدعي بعض المحللين النفسيين بانه حينما يصبح الطفل رجلا فهو يبحث بشكل لا شعوري عن خلق جديد للوسط النفسي لما قبل الولادة . وذهب اخرون إلى القول بان الجنين يستطيع أن يعيش بشكل لا شعوري بعض حقبات حياة الأم حتى انه يحتفظ فيما بعد بنوع من الذاكرة المبهمة العاطفية وان نتخذ يوافق مثل هذه التأكيدات الحذقة أو يعاكسها والتي لا تدخل في مضمار البيولوجيا , فاننا نميل للتفكير بأنه من غير الممكن أن لا تتأثر عواطف الطفل بالحالات التي تخضع لها الأم لان تكون الأم التي تحمله فرحا أو حزينا مثلا هادئة أو سريعة الغضب غير مبالية أو ذات حيوية , تنام نوم جيدا أو تتعرض للأرق (فديدورو) على حق إلى حد ما حينما يكتب :
( يشكل الجنين وحده مع أمه ..... فإذا أدى خبر ما إلى احداث غيبوبة عند الأم فاماذا يحدث للجين ؟ وإذا اغضبتها شتيمة ماذا يحدث للجنين وذا غرقها حادث في حزن دائم ماذا يحدث للجنين ؟ ....يكون الطفل خلال تسعة اشهر يكون هذا الطفل خلال تسعة اشهر جزء حزين أو فرحا من جهاز يحزن أو يفرح ) .
وبعد هذه الفترة بقليل لفت نظر الطبيب (ب .ج . كولان ) . في كتابه القيم : ( محاولة لدراسة العلاقات بين جسم الإنسان ونفسه ) 1843 , إلى ( نوع من الحضانة العصبية )التي يخضع لها المجنين داخل الرحم وقد قال : نعلم بان الجنين قبل أن يرى النور يكون قد اكتسب إثناء وجوده في بطن أمه كثيرا من الانطباعات العصبة , التي تؤدي في نفسه إلى سلسلة طويلة من النتائج فهو يكتسب عادات ويظهر ميولا ورغبات ) .
ويشير كابانيس بشكل ادق إلى وجود محرضات صوتية ومذكرات سمعية يتلقاها الجنين فيقول : ( من المحتمل أن يكون الجنين قد اخذ انطباعات عن الصوت كما يحتمل أن يكون قد سمع اصواتا مبهمة على اقل تقدير حتى ليبدو من الصعب أن نتخيل أن هذه الانطباعات لم تتجدد من حين إلى أخر خلال مدة الحمل).
لقد تاكد علم النفس الحديث من أن الجنين يستطيع ادراك بعض الاصوات من الشهر السادس أو السابع فيرتكس حينئذ بصوت منبه السيارة .اذا قام الدكتور توماتيس الأخصائي بالسمع في دراسة طويلة عن العلاقة بين الأذن واللغة واهتم ( بامكانية السمع داخل الرحم ) فقال : ( نفترض انه بالاظافة إلى ضربات القلب يمكن لمختلف اصوات السلسلة الكلامية أن تدخل الرحم وتصل إلى الجهاز السمعي الذي هو قيد التشكل وقد تبين لنا بما يمكن أن يدركه متكلم المستقبل ,وذلك بفضل إخراج تسجيلات من خلال طبقة سائلة . ونقول بحق بان النتائج المتوصل اليها على الشريط المغناطيسي ذات عذوبة رائعة لدى سماعها وهي تذكر كثير بصوت شلال يتخلله رنين تصادم اجسام من كل الانواع المحببة . وما من ريب في أن الطفل الخاضع لسماعها يجد لذة كبيرة فيها , والاطفال الذين يسمعون ولا يتكلمون يجدون فيها احساسات ذات معاني كبيرة تذكرهم بماضي لا يزال قريبا .وان أكثر الواقائع وضوحا هي الحركة الغير طبيعية للوجه الذي يصبح غنيا بالتعابير خاص عند الشفتين اللتين تستطيلان بحركة تشبه حركة الرضاعة . ولذلك لا يستبعد أن يشارك الجنين منذ الحياة الرحمية الصوتية العالم الذي يجهل ذاته لدخوله ) .
لاشك في علماء النفس سيجدون هنا حقلا غنيا قد تصدر عنه تطبيقات غير متوقعة فيما يتعلق بالتربية قبل الولادة . ولابد من أن نذكر في هذا المجال بالأكتشاف الهام الذي تم على يد الدكتور سالك والذي يتعلق بقلب الأم فلجنين يدرك صدمة قلب الأم خلال حياة الرحمية كلها , وحتى قبل أن تكون له ضربات قلب خاصة به , وذلك على شكل تحرير لمسي وحسي عضلي . لذا يمكننا أن نتسائل عما إذا كان الطفل لا يحتفظ بذكرى هذا الادراك الذي قد تكون نتائج تحريضه بعث حالة من الأنتعاش .ولقد اكدت التجربة هذه الفرضية مرة ثانية فإذا اسمعنا المولودين حديثا وبشكل دائم صوتا مضخما لقلب طبيعي(72 )ضربة في الدقيقة ومجدنا عندهم التأثير الحسن المولد للنشوى نتيجة هذا الحمام الصوتي الذي يعيد تكون جو ما قبل الولادة .فاهؤلاء الاطفال ينامون بسهولة أكثر صراخهم اقل ويزداد وزنهم إلى ما قورنوا برضع شهود استبقوا في السكون أو بالذين غذوا بمحرضات سمعية مختلفة وحتى أن الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بنين ستة عشر شهرا وثلاثين شهرا يرتكسون بشكل جيد لسماع اصوات القلب .
ويبدو لي أننا نجد هنا شيئا اخاذا أو يمكن أن أقول امرا شاعريا واعتقد أن رجلا كابول كلوديل يستأثر بذلك وهو الذي يقول بأن أيقاع الأيامب أو بعبارة أخرى تتالي شطرة قصيرة فشطرة طويلة يحسبها ( الراقص الداخلي الذي نحمله في صدورنا ضربة مضخة حياتنا التي هي القلب و الذي يردد إلى اللانهاية :واحد ، واحد، واحد ، بم ، لا شيء ، بم ، لاشيء ، بم ، لا شيء .... ) ألا يدهش ذلك كل فرد منا حينما يعلم بأننا جميعا تشربنا و تطبعنا و تأثرنا قبل ولادتنا بخفقان حي لا تبرح ذكراه أذهاننا ، بماذا نحن مدينون لقلب الأم ؟ بماذا نحن مدينون لهذا القلب ؟ لهذه الأم ؟
نبوءة فاطمة الزهراء (ع) و ما يجري بنا اليوم
قامت فاطمة الزهراء (ع) بعد أن سلبوها حقها و ظلموا زوجها بخطبة لتوعية نساء الذين حرفوا السنة بعد وفاة أبيها الرسول الكريم (ص) إذ قالت : ( و أبشروا بسيف صارم و سطوة معتد غاشم و هرج و مرج شامل ، و أستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً و جمعكم حصيدا ) و بينت الحوادث التي مرت بها الأمة الإسلامية و أخيراً ختمت السيدة فاطمة الزهراء (ع) خطابها للنساء بهذه الكلمات ( فيا حسرة لكم) و هذه الكلمة مأخوذة من قوله تعالى ( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول ألا كانوا به يستهزئون ) يس 30 .
فالمعنى : فأنكم في حسرة و ندامة على ما فاتكم من الخير و الهداية و الأمن و الأمان و الأجر و الثواب في الدنيا و الأخرة . ( و أنى بكم ) أي ما أدري إلى ما يصير أمركم و قد أنحرفتم عن طريق الهداية و وقعتم في موارد الهلكة و الخسران ( و قد عميت عليكم) أي خفيت عليكم الحقائق بسبب قلة تدبركم فيها . (أنلزمكموها و أنتم لها كارهون) هذه الجملة من قوله تعالى ( قال يا قوم أرأيتم أن كنت على بينة من ربي و أتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها و انتم لها كارهون ) أي تريدون مني أن أكرهكم على المعرفة و ألجأكم أليها على كره منكم ؟ فهذا غير مقدور مني و أنما الواجب علي أن أدلكم بالبينة على الطريق و ليس علي أن أضطركم على معرفتها . قطعت السيدة فاطمة (ع) كلامها مع النساء و قامت النساء و خرجن .
أن المستفاد من مجموعة الحوادث أن النساء ما كن يعرفن الألعاب السياسية و ما كن يعرفن اتجاه رجالهن في تلك الفترة العاصفة فحضرن عند السيدة فاطمة الزهراء لعيادتها ، فخطبت فيهن السيدة الزهراء الخطبة و التي مرت و صبت جم غضبها على رجالهن و بعد أنتهاء الخطبة قامت كل أمرآة و كأنها كانت نائمة و أستيقضت أو كانت غافلة فأنتبهت و حصل عندهن شيء من الوعي و الأنتباه و يعلم الله ماجرى بين أزواجهن و تلك و النساء من الصياح و النزاع بعد رجوعهن عن عيادة السيدة فاطمة (ع) بحيث جاء رجالهن إلى دار السيدة فاطمة (ع) معتذرين فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أصحاب الرس قوماً قتلوا رسولهم
روي في علل الشرائع وعلل الاخبار باسناده إلى الهروي عن الرضا (ع) عن ابائه عن الحسين بن علي (ع) قال : سأل أبي قبل مقتله بثلاث أيام رجل من اشراف تميم يقال له عمرو , يا أمير المومنين اخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا . وايت كانت منازله ؟ومن كان ملكهم وهل بعث الله عز وجل إليهم رسولا ؟ فقال (ع) لقد سألت عن حديث ماسألني عنه احد قبلك ولا يحدثك احد بعدي إلا عني وما في كتاب الله عز وجل اية إلا وانا اعرف بتفسيرها وفي أي مكان نزلت من سهل أو جبل وفي أي وقت من الليل أو نهار وان ها هنا لعلما جما واشار إلى صدره ولكن طلابه قليل وعن قليل يندمون لو فقدوني .
كان من قصتهم يا اخا تميم كانوا يعبدون شجرة صنوبر كان يقال لها ( شاهدرخت ) كان ( يافث بن نوح ) غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا اب ) وانما سموا أصحاب الرس لانهم رسوا نبيهم في الأرض وذلك بعد سليمان (ع) وكانت لهم اثنا عشر قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق وبهم سمي النهر ولم يكن يومئذ في الأرض نهر اغزر منه ولا اعذب منه ولا قرى أكثر ولا اعمر منها وذكر (ع) اسمائها وكان اعظم مدائنهم ( اسفندار ) وهي التي ينزلها ملكهم وكان يسمى ( تركوذ بن غابور بن بارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان ( فرعون ابراهيم (ع) وبها العين الصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا أليها نهرا من العين والانهار فلا يشربون منها ولا انعامهم ومن فعل ذلم قتلوه ويقولون هو حياة الهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وانعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة ويشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطح دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجدا يبكون ويتضرعون اليها أن ترضى عنهم فكان الشيطان يجيء فيحرك اغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا وقروا عينا فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعزف فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون . فإذا كان أهل تلك القرى إذا أتى عيد قريتهم العظمى اجتمع إليهم صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا اثنا عشر بابا لأهل قرية منهم ويسجدون لصنوبرة خارجا من السرادق ويقربون لها الذبائح اضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم فيجيء ابليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا ويتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدهم ويمنيهم باكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنا عشر يوما وليليها بعدد اعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره وبعث الله نبيا من بني إسرائيل من ولد يهوذا بن يعقوب فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته فلا يتبعونه فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى قال يا رب أن عبادك ابوا إلا تكذيبي وغدو يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع فأيبس شجرهم اجمع , وأرهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كله فهالهم ذلك فصاروا فرقتين فرقة قالوا : سحر الهتكم هذا الرجل الذي زعم انه رسول رب السماء والأرض اليكم ليصرف وجوهكم عن الهتكم إلى إلهه , وفرقة قالت : لا بل غضبت الهتكم حيث رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجبت حسنها وبهائها لكي تغضبوا لها فتنتصروا منه .
و أجمع رأيهم على قتله فأتخذوا أنابيب طوالا مثل البرابخ و نزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم و ألقموا فيها صخرة عظيمة ثم أخرجوا الأنابيب من الماء و قالوا : نرجو الآن أن ترضا عنا آلهتنا إذ رأت أنا قتلنا من يقع فيها و يصد عن عبادتها و دفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها و نظرتها كما كان فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم (ع) و هو يقول : سيدي قد ترى ضيق مكاني و شدة كربي فأرحم ضعف ركني و قلة حيلتي و عجل بقبض روحي و لا تؤخر أجابة دعوتي حتى مات ، فقال الله جل جلاله لجبرائيل (ع) يظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي و أمنوا مكري و عبدوا غيري و قتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف و أنا المنتقم ممن عصاني و لم يخش عقابي و أني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالا و عبرة للعاملين فلم يرعهم و هم في عيدهم ذلك ألا بريح عاصف شديد الحمرة فتحيروا فيها و ذعروا منها و تضام بعضهم إلى بعض ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء فألقت عليها كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار ، فنعوذ بالله تعالى من غضبه و نزول نقمته و لا حول و لا قوة ألا بالله العلي العظيم .
سيدتي ليكن اهتمامك بحسن السيرة
أشد من اهتمامك بتحسين البشرة
لا يقتصر الجمال الإنساني على الجانب الجسمي بل يشمل كلا الجانبين الجسمي و المعنوي لقد أثر عن الرسول الكريم محمد (ص) أنه حينما كان يقف أمام المرآة كان يقول هذا الدعاء ( اللهم حسن خلقي كما أحسنت خلقي ) وعن أمير المؤمنين (ع) ( زينة البواطن اجمل من زينة الظواهر ) ونحن نعيش في عصرنا هذا ظروفا مؤلمة ذلك أن 35 مليون من البشر يموتون سنويا لنعدام الطعام أو سوء التغذية ورغم الجوع والقحط وقلة الموارد الغذائية فان ثلة من هوات الجمال الظاهري والمبهورين بفتة الحياة وزيفها الذين لم يشموا رائحة الحنان والعطف والرحمة يقفون أمام محلات بيع لوازم الكلاب في الولايات المتحدة الامريكية ليشروا أنواع ادوات التجميل الخاصة بالكلاب بدا بمعجون الاسنان ونتهاءا بماء الكلونية المصنوع خصيخا لها .
اظروا إلى احصايات الانتحار في العالم ولاحظوا نسبة السرقات والاختلاط غير المشروع والأختلاسات والميوع والتحلل وهي تقضي على البشرية في مضجعها وأرجعوا إلى الإسلام الحقيقي الذي يهتم بتهذيب الاخلاق والاعتناء بجمال السيرة بدلا من جمال الصورة إذ لم يمن الخالق عليكم بجمال الجسم ولاطافة المنظر فقط فعليكم اكتساب الحلاوة الناتجة من الحكمة والنشاط المتجلي في سمو الروح هل سمعتم بان الأرض رافت في باطنه بشاب جميل أو فتاة حسناء بعد الموت ؟ أفلم تعمل على تفتيت جسميهما ! هلا تخلت عن ندثار خديهما !؟ وهل ابت عن ضغطة المفاتن الحسنى الجسمانية في الفتاة في ذلك القفص الضيق المسمى بالحد .
اجل فان رسول الله (ص) كان بلاظافة إلى الصفات الخلقية العالية يمتاز بجمال الصورة أيضا بل كان فائق الجمال لكن الله تعالى حين يمتدحه في القران الكريم فأنه يثني على خلقه الكريم قالا ( وأنك لعلى خلق عظيم ) . سيدتي : فبدلا من تبحثي عن مساحيق التبيض لبشرتك ووجهك عليك بصلاة الليل فأنها نور المؤمن ومواضبتك عيها سيجعلك محبوبة بين الناس وستلاحضين هذا الشيء من خلال عجاب كل من يراك فيسألك ماذا جرى لوجهك فأنه يشع نورا ستعرفين حينها حلاوة قيام الليل وما ترينه من كرامات خلال النهار ونشاط يفوق الجبال عظمة وهيبة . وكان جمال سيدتنا وأمنا فاطمة الزهراء بنت الرسول هو خلقها وعلمها بالأضافة الىجمال صورتها . سيدتي : ابحثي عن جمالك الروحي والجسماني في القران الكريم وسيرت أهل بيت النبوة (ع) ولتكن زينب (ع) قدوتك كأخت مجتهدة وأبنة مطيعة وزوجة مثالية .
بركة العطاء من الزهراء(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله الأمين و أله المنتجبين السلام على الزهراء في العالمين ، السلام على الحوراء إلى يوم الدين ، السلام على أم الحسنين ، السلام على أم الأحزان و الأنين ، السلام على أم أبيها و منبع الحنين .
لا أرى في نفسي كلام يستطيع وصف بنت رسول الله (ص) و لا من التعبير عن عظمتها و لا من التصريح التام بفضلها لقصور اللسان و البيان عن ذلك و لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله . و بهذه الأسطر لا أنوي أن أعرف الزهراء (ع) للقارئ الكريم بل بالأحرى أن تعرفنا الزهراء (ع) ليس بهذه الأسطر فحسب بل في حياتنا لله و تكون شافعة لنا مشفعة يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم بحب لأهل البيت (ع) و الوفاء لهم و يكون أعلى مصاديق الوفاء لسيدة نساء العالمين فاطمة (ع) هو الوفاء لولدها المهدي (ع) و نصرته و الرضا منه (ع) . و من هذا النور الإلهي و الحضرة الفاطمية المقدسة نستلهم دروسنا في التربية الأخلاقية على منهج المعصومين (ع) فقد جاء في الرواية حكاية عن رسول الله (ص) مفادها : صلى رسول الله (ص) بالمسلمين ذات يوم فلما فرغ من صلاة جلس في مصلاه والناس حوله , فبينما هم كذلك إذا اقبل إليه شيخ طاعن في السن فقير الحال وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا .فقال يا نبي الله أنا جاع الكبد فأطعمني وعار الجسد فاكسني ,وفقير فأرشني ولم يجد النبي الأكرم (ص) شيء ينفقه عليه فقال :ما اجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كافاعله . يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة .فانطلق الاعرابي مع بلال فوقف على باب فاطمة ونادى بعالى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة .... ثم حكى لها قصته ولم تكن فاطمة ولا زوجها ولا ابوها قد طعموا طعاما خلال ثلاث ليالي .فعمدت الزهراء على ما بها من الجوع أن تستجيب إلى هذا الشيخ الفقير إلى عقد كان في عنقها اهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب (رض) فقطعته من عنقها واعطته إلى الاعرابي فقالت : خذه وبعه عسى الله أن يعوضك ما هو خير منه .فأخذ الاعرابي العقد وانطلق مسرورا إلى مسجد رسول الله (ص) والنبي جالس مع أصحابه فقال : يا رسول الله اعطتني فاطمة هذا العقد وقالت : بعه عسى الله أن يصنع لك .فلما سمع رسول الله (ص) كلام الاعرابي بكى وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد اعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات ادم فعرض الشيخ العقد للبيع فقال عمار بن ياسر (رض) : بكم العقد يا اعرابي ؟ قال الاعرابي : بشبعة من اللحم والخبز وبردة يمانية استر بها عورتي واصلي بها لربي , ودينار يبلغني إلى اهلي .وكان عمار (رض) قد باع سهمه الذي اعطاه رسول الله (ص) من خيبر فقال للأعرابي : لك عشرون دينارا ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك اهلك وشبعك من خبز البر واللحم . ففرح الاعرابي بما سمع بذل عمار (رض) في شراء العقد وشكره على ذلك ثم رخى يده داعيا : ( اللهم اعط فاطمة ما لا عين رات ولا أذن سمعت ) فقال رسول الله (ص) امين . فعمد عمار (رض) إلى العقد وطيبه بالمسك ولفه في بردة يمانية , وكان له عبد اسمه (سهم ) ابتاعه من ذلك السم الذي اصابه بخيبر فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فدفعه إلى رسول الله (ص) وانت له .فأخذ المملوك العقد فاتى به رسول الله(ص) فخبره بقول عمار (رض) فقال النبي (ص) :انطلق إلى فاطمة فأدفع أليها العقد وانت لها .فجاء سهم بالعقد واخبرها بقول رسول الله (ص) فاخذت فاطمة (ع) العقد واعتقت سهما المملوك .فضحك الغلام سهم فقالت فاطمة (ع) : ما يضحك يا غلام ؟فقال سهم : اضحكني عظم بركة هذا العقد , اشبع جائعا وكسا عريانا واغنى فقيرا واعتق عبدا ورجع إلى صاحبه .
والحمد لله رب العالمين على بركة وعطاء الله عز وجل بمولاتنا فاطمة الزهراء (ع) واهل بيتها (ع).
دراسات اسلامية
الرايات السود
لقد اقترن الحزن والسواد كأنهما توامين فلا تكاد ترى حزنا إلا ونجد سوادا حتى انني استطيع القول انهما لفظين مترادفين لمعنى واحد فالحزت يعني السواد والسواد يعني الحزن ولم يولد هذا المعنىى حديثا بل انه كان قديما جدا فقد كان العرب يلبسون السواد في أحزانهم ويرفعون الرايات السود عند المصائب ونحن اليوم في العراق وبعض البلدان الشيعية أو التي يسكنها بعض الشيعة تجدنا عند مجيء ذكرا عاشوراء اليوم الذي استشهد فيه الإمام الحسين (ع) بل في شهر المحرم بصورة ادق تجدنا نرفع الرايات السود والافتات السود معبرين في ذلك عن حزننا على المولى أبي عبد الله الحسين واهل بيته وأصحابه .
فهذا الشيء كان معروف قديما حيث ظهر بعد مقتل الإمام واستمر إلى هذا اليوم ولما ضعفت دولة بني امية وكانت روح الثورة تتأجج كل يوم عند ابناء التشيع والولاء لأهل البيت روح الثورة والثار لدم الحسين ودماء أهل بيته وأصحابه ,استغل بعض الطامعين بالسلطة والحكم وبذكاء أنخدع من جرائه الكثير من الشيعة اضافة الى غفلة الشيعة عن امامهم آنذاك الإمام الصادق (ع) والاندفاع الكبير الذي كان يوجد في النفوس أدى كل ذلك إلى نقل السلطة من الامويين إلى العباسيين حيث اعلن بعض رجالات بني العباس الذي كانوا في خراسان آنذاك الثورة باسم الشيعة في ذلك الرضا من آل محمد وهتافاتهم يا لثارات الحسين وهكذا انطلت المسرحية على محبي أهل البيت فقد خدعوا بهذه الشعارات لقد رفع بني العباس في هذه الثورة الرايات السود وذلك لسببين احداهما أنهم يخدعون الشيعة بذلك حيث أنهم يموهون بان هذه الرايات جزنا على الحسين (ع) وطلبا للثار , وثانيا كي يجعلوا من انفسهم مصداقا كالروايات الواردة عن رسول الله (ص) واهل بيته والتي تتحدث عن الرايات السود التي تدعوا للأمام المهدي (ع) والنصرة له والتي تخرج أيضا من خراسان فقد جاء عن رسول الله (ص) قال (إذا رايتم الرايات السود من قبل خراسان فاستقبلوها مشيا على اقدامكم لان فيها خليفة الله المهدي ). وقد زعموا أن بينهم المهدي واليكم أيها القارئ العزيز حقيقة الرايات السود ....فان الظاهر من الاخبار الواردة عنهم (ع) أن الرايات السود ثلاثة فاثنتان لبني العباس والثالثة لانصار القائم (ع) فأما الرايات السود التي يحملها انصار القائم والتي تخرج من خراسان كما هو حال الرايتين الاوليين فقد صرحت بها الاخبار والروايات الكثيرة كالرواية السابقة الذكر عن رسول الله (ص) وعن أبي جعفر (ع)( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة يبعث أليه بالبيعة ) و عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( أذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة ..) فهذه الرايات الممدوحة من قبل الرسول (ص)و أهل بيته (ع) هي الرايات الممهدة للأمام المهدي (ع) و التي يقودها اليماني و ليس الخراساني على ما أعتقد حيث أن الروايات صرحت بأن أهدى الرايات هي راية اليماني فعن الباقر (ع) ( خروج السفياني و اليماني و الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناوأهم ، و ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ...) و بملاحظة الرواية السابقة الواردة عن رسول الله (ص) ( إذا رأيتم الرايات السود .... فأن فيها خليفة الله المهدي ) و في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ج 1 ص 269 ، ذكر رواية عن رسول الله (ص) جاء فيها ( يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة ) و قد علق الشيخ الكوراني على هذه الرواية في نفس الكتاب حيث قال ( فالأقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة أشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة) لأن من الثابت عندنا أن الإمام (ع) يخرج من مكة و هذه الرواية كما يظهر عبرت عن اليماني بالمهدي أضف إلى ذلك أنه سؤل أحد الأئمة ( لماذا سمي المهدي مهديا؟ فقال : لأنه يهدي إلى أمر قد خفي) و من هنا يتضح أن اليماني يسمى أيضا المهدي و ليس الإمام المهدي (ع) فالنتيجة أن الرايات السود التي تنزل الكوفة و تحارب السفياني و التي تخرج من خراسان و فيها المهدي هي التي تكون بقيادة اليماني المهدي وزير الإمام المهدي (ع) . أما ما يخص رايات بني العباس فقد جاءت الأخبار في ذمها وأليك بعض الأحاديث ( تخرج لبني العباس رايتان أحدهما أولها نصر و أخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله (إشارة إلى دولة بني العباس الأولى حيث أن أولها القضاء على بني أمية قتلة الحسين (ع) و أهل بيته و أخرها قتل الشيعة و تشريدهم و سجنهم ) و الأخرى أولها وزر وأخرها كفر لاتنصروها لا نصرها الله ) حيث أن المعروف عن الراية الأخرى الدولة الثانية لبني العباس التي يكون حكمها قبل قيام الأمام المهدي (ع) و تكون نهايتها على يد السفياني و اليماني فقد جاء عن الأمام الرضا(ع) حينما سأله الحسن بن أبراهيم حيث قال ( أصلحك الله أنهم يتحدثون أن السفياني يقوم و قد ذهب سلطان بني العباس ؟ فقال : كذبوا أنه ليقوم وأن سلطانهم لقائم ) وهذه الرواية فيها دلالة واضحة على أن هناك دولة ثانية لبني العباس حيث أنها تستمر حتى قيام السفياني . وأولها وزر لأن هدفها منذ البداية السيطرة على الحكم في العراق و نهب الأموال و الخيرات ، و أخرها كفر حيث أنها تحارب قضية الإمام المهدي (ع) و تحارب أنصاره .
فأما دولة بني العباس الأولى فقد قامت بعد أسقاط دولة بني أمية و التي قضى عليها فيما بعد هولاكو . و لما تبين لنا ذلك أقول أنه يجب الحذر من دولة بني العباس الثانية لأنها سوف تسير على نفس نهج الدولة الأولى من الظلم و الأستبداد و محاربة الشيعة الحقيقيين الصادقين إلا من ينخرط تحت رايتهم أو ينخدع بشعاراتهم و هذه الرايات كلها تأتي من جهة خراسان (أيران) كما أن جميعها تتحدث عن نصرة أهل البيت (ع) و نصر الشيعة لكن الأولى و الثانية هي لبني العباس و اليوم نحن نعيش زمن نهاية الحكم الأموي الجائر الذي تمثل بالطاغية صدام و أعوانه و جلاوزة نظامه البائد المدحور و قد دخلنا في مرحلة جديدة نتطلع إلى جهة المشرق حيث خراسان و الإمام الرضا (ع) منتظرين النور الذي يضيء لنا درب الإمام المهدي (ع) يخرج من تلك الرايات السود التي تحمل معها بشارات النصر و ظهور الحجة المنتظر (ع) عسى أن نستقبلها و لو حبوا على الثلج فنحظى بنصرة قائم آل محمد عليهم السلام .... انتهى
البيعة لله
و معنى البيعة تأدية الطاعة في جميع الظروف و الاحوال و الأنقياد و التسليم التام لمن تكون البيعة له فقد كانت البيعة متعارفة منذ القدم فأن جميع الدعوات الإلهية كدعوات الأنبياء و الأئمة و الأوصياء كان للبيعة فيها أثر بالغ فلا يوجد نبي من الأنبياء ألا و أخذ البيعة من أنصاره و المؤمنين به و كذلك فعل رسول الله (ص) و أتبعه على ذلك أمير المؤمنين (ع) بل أن الكثير من الخلفاء الغير شرعيين و الذين استحوذوا على الخلافة ظلما و غصباً كانوا يصرون على أخذ البيعة من الناس حتى قتل الإمام الحسين (ع) بسبب البيعة حيث قال الإمام الحسين (ع) ( أن مثلي لا يبايع مثله ) كما أن احد الأسباب التي أدت إلى غيبة الإمام المهدي (ع) هو أن لا تكون في عنقه بيعة لأحد الطواغيت فقد ورد في التوقيع الصادر عنه (ع) أنه ( أنه لم يكن أحد من أبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه و أني لأخرج حينما أخرج و لا بيعة لأحد الطواغيت في عنقي ) و من الروايات الشريفة الواردة من أهل البيت (ع) يتبين لنا عظم أمر البيعة فأن الناس مسئولون عن عهدهم و بيعتهم . لذلك نجد من خلال العودة للتاريخ أن الكثير من الذين أرادوا الخروج على ائمتهم الذين أدوا البيعة لهم يصرون على الإقالة حيث كانوا يطلبون من أئمتهم أن يقيلوهم لسبب أو لأخر و يختلقون الأعذار لذلك حتى ورد أن السفياني يبايع الإمام المهدي (ع) ثم يطلب الإقالة بعد ذلك و بما أن دعوة الإمام المهدي (ع) من اهم وأكبر الدعوات الإلهية و هي الخاتمة لجميع الرسالات الإلهية فان البيعة للإمام (ع) تكون عظيمة بعظمة تلك القضية التي ينتظرها جميع الأنبياء و الأوصياء و الناس كافة حيث يتحقق اليوم الموعود و الذي وعد الله فيه العباد بأقامة العدل و القضاء على الظلم أينما كان و لما كان ذلك اليوم من أعظم الأيام و هو القيامة الصغرى كما ورد لأن الله تعالى سيكون في أشد مراحل التجلي حيث يكون الإمام (ع) ممثلا للمولى جل و علا في الأرض من أجل معاقبة الظالمين و الفاسقين و المنافقين و هذا المعنى قد ورد في الحديث القدسي ( ما زال عبدي يتقرب ألي حتى أكون يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و عينه التي يرى بها و سمعه الذي يسمع به) لذا فأن أعطاء البيعة للإمام هي بيعة لله ، و هذا المعنى يظهر في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر عن الصادق (ع) قال ( ... يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم و يمد يده فترى بيضاء من غير سوء و يقول هذه يد الله و عن الله و بأمر الله ثم يتلو هذه الآية ( أن الذين يبايعونك أنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) كما يظهر من الرواية أنما المبايعين له هم مبايعون لله فقد ورد أنه مكتوب بين راحتي يد القائم بايعوه فأن البيعة لله ، ففي دلائل الإمامة ص 250 ( مكتوب على راحتيه بايعوه فأن البيعة لله عز وجل ) و في كتاب الملاحم و الفتن في رواية قال ( في راية المهدي مكتوب البيعة لله ) . و بذلك نفهم لماذا يرفض الإمام (ع) بيعة أصحابه الثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا الذين يردون إلى مكة من أجل نصرة الإمام (ع) عندما يخرج إلى أصحابه و يرونه يختفي عنهم فيلحقون به إلى المدينة فيختفي عنهم ايضاً فيرجع إلى مكة ثم يرجعون خلفه و هم لا يعلمون لماذا الإمام (ع) لا يواجههم و من المحتمل أن يدرك ذلك وزير الإمام (ع) الذي هو واحد من الأصحاب فيخبرهم أن السبب في ذلك أنهم لا يعرفون ما سوف يقدمون عليه و ماهية البيعة التي يريدون أدائها و بعد أن تبين لهم أن البيعة لابد أن تكون لله يقع اللقاء بينهم وبين الإمام (ع) و يقبل منهم البيعة فقد ورد عنهم (ع) في رواية طويلة ( ... فيطلبونه فيصيبونه في مكة فيقولون له أنت فلان بن فلان ؟ فيقول : لا بل أنا رجل من الأنصار حتى يفلت منهم ، فيصفونه لأهل الخبرة منهم و المعرفة به فيقال هو صاحبكم الذي تطلبونه قد لحق بالمدينة فيطلبونه نبايعك هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا عليهم رجل من جرم ، فيجلس بين الركن و المقام فيمد يده فيبايع له ...) .
أهل العراق
و موقفهم من الإمام المهدي (ع)
كما لا يخفى أن العراق سيكون البلد الأوفر حظاً في دولة الإمام المهدي (ع) حيث أن عاصمة الإمام (ع) ستكون النجف و الكوفة كما صرحت بذلك الروايات الواردة من أهل البيت (ع) و بناءا على ذلك فأن الإمام (ع) سوف يقوم بأصلاحات كبيرة و عديدة و أهم و أول تلك الأصلاحات هي تطهير البلاد من الظلم و الظالمين من قبيل قتل الكافرين و المنافقين و اقامة العدل و نصرة المؤمنين المستضعفين ثم الأصلاحات العمرانية و الاقتصادية و الاجتماعية و غير ذلك الكثير ....
و بما أن السفياني العدو الأكبر للإمام المهدي (ع) سوف يدخل العراق و الكوفة و أنه يقوم بأفساد كبير و أن الكثير من الناس ينحرفون معه في أنحرافه و عدائه القوي لأهل البيت (ع) و الإمام المهدي (ع) بل أن قسم كبير منهم يتبعونه و يبايعونه ، فعن الإمام زين العابدين (ع) قال واصفاً مسيرة المهدي (ع) ( ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية و قد أجتمع الناس بالكوفة و بايعوا السفياني ) بحار الأنوار ج 52 .
و الغريب كيف أن هؤلاء الناس من سكنة الكوفة و هي المدينة الشيعية الأم يبايعون ذلك العدو الملعون ؟!!! أذن فهؤلاء الناس ممن بايعوا السفياني سيقفون بوجه الإمام المهدي (ع) و ثورته و يحاولون إرجاع الإمام المهدي (ع) و ثورته و يحاولون إرجاع الإمام (ع) نفسه و محاربته فلهذا و غيره سيقوم الإمام (ع) بقتل الكثير ممن يتشيعون و يحسبون أنفسهم على الشيعة أما المخالفين لمذهب أهل البيت (ع) و الذين يصرون على البقاء في طريق الباطل و الانحراف فأن مصيرهم القتل لا محالة إلا من آمن و نصر الإمام (ع) و عاد إلى طريق الحق و الهدى و هو مذهب أهل البيت (ع) كما أن الإمام (ع) سيتخذ أسلوب القتل منهجاً يسير عليه عند قيامه و اعلان ثورته المقدسة حتى يستتب له الأمر فقد أخرج النعماني في الغيبة بسنده إلى الحارث الهمداني قال : ( قال أمير المؤمنين (ع) : بأبي أبن خيرة الإماء يسومهم خسفاً و يسقيه بكاس مصبرة و لا يعطيهم إلا السيف هرجا ...) و أخرج أيضا بسنده عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له أصالح من الصالحين سماه لي أريد القائم (ع) فقال : اسمه اسمي فقلت أيسير بسيرة محمد (ص)؟ قال : هيهات هيهات يا زرارة ما بسيرته ، قلت جعلت فداك ، لم ؟ قال : أن رسول الله (ص) سار بأمته باللين كان يتآلف الناس ، و القائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل و لا يستتيب أحدا ويل لمن ناوأه ) و عن أبي بصير قال ك قال أبو جعفر الباقر (ع) ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا ياخذه في الله لومة لائم )وغير ذلك من الروايات الكثيرة التي تؤكد هذا المعنى وظهر من الاخبار والروايات الواردة عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم اجمعين أن الإمام المهدي (ع) سليقي الكثير من الفرق المعادية له في العراق ( النجف والكوفة على وجه التحديد) كما يظهر من هذه الروايات الشريفة أيضا أن أكثر ممن يتشيعون وهم بالحق يسيئون لمذهب الحق وائمة الهدى (ع) سوف يقفون بوجه الإمام (ع) بل أنهم يخرجون عليه ويحاربونه وسوف لن يكون من الإمام المهدي(ع)إلا أن يضع فيهم السيف ويقتلهم ويريح البلاد والعباد منهم ومن نفاقهم فقد خرج الشيخ المفيد في الارشاد عن أبي الجارور عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل انه قال ( إذا قام القائم سار إلى الكوفة يخرج منها بعضة عشر ألف نفس يدعون البترية فيقولون له : ارجع من حيث اتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على اخرهم ,ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل ماقتليها حتى يرضي الله عز وجل) وليس المراد من الكوفة المدينة المعروفة بل المقصود النجف ككل وقد عبرت الروايات بالكوفة بأنه الاسم القديم لتلك البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين (ع) وسكنها شيعة أهل البيت (ع) ومن هنا يتبين أن أولئك الخارجين على الإمام (ع) هم من الشيعة المنحرفين المنافقين كما أنهم يعلمون أنهم يواجهون الإمام المهدي (ع) بقرينة قولهم لا حاجة لنا في بني فاطمة وقد اخرج الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي بصير قال : ( إذا قام القائم – إلى أن قال – ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره ويبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب )عن الإمام الصادق (ع) قال : (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها ويبهرج دماء سبعين قبيلة من القبائل العرب ) غيبة الطوسي . والظاهر أن هذه القبائل الكوفية سوف تخرج على الإمام (ع) وترفض دعوته بل أنها تحاربه إلى جانب السفياني كما مر علينا في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) والي قال فيها : ( ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني ) كما أن هذه القبائل وللأسف الشديد هي من القبائل الشيعية التي تسكن الكوفة وعلى ما اعتقد أن هؤلاء الناس من ذراري قتلة الحسين حيث أن لهم اسوة بابائهم واجدادهم الذين كاتبوا الحسين (ع) فقالوا ( أن اقدم يا بن رسول الله فقد اينعت الثمار واخضر الجناب )ومن ثم خرجوا عليه وقتلوه (ع) وبايعوا يزيد عليه اللعنة وليس غريبا أن يصدر هذا الفعل من هؤلاء الناس فان أهل الكوفة من الذين قتلوا الحسين (ع) كانوا بحسب الظاهر شيعة محبين لأهل البيت (ع) بل أن قادتهم كانوا من تلامذة أمير المؤمنين (ع) وممن حاربوا إلى جنب الحسين (ع) مع ولده أمير المؤمنين (ع) ولكن هذا حال أهل الدنيا وطلابها فان للسوط والدرهم اثرا في سحريا في هكذا نموذج من البشر .ولا ينتهي إلى هذا الحد بل يستمر أهل العراق والكوفة المنحرفين عن جدة الحق ودعوة الإمام المهدي (ع) بالخروج على امامهم المفترض الطاعة فعن أبي يعفور عن الإمام الصادق (ع) قال : ( وانه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تتحملونه . فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم وهي أخر خارجة تكون ) البحار 52 وعن أبي بصير رحمة الله قال : ( ثم لا يلبث إلا قليلا حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة , عشرة الاف شعارهم ( يا عثمان يا عثمان ) فيدعوا رجلا من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم احد ) البحار ج52. والروايتين الشريفتين كما هو واضح تتحدثان عن نفس الوضوع والظاهر أن الإمام (ع) سوف يشير إلى بعض الانحرافات الموجودة وانه يظهر زيف الكثير من قادة المجتمع آنذاك فيتسبب ذلك بخروج أولئك الناس عليه . وأما شعارهم ( يا عثمان يا عثمان ) فالظاهر أنهم ينادون ويهتفون باسم شخص كان يقودهم قبل مجيء المهدي (ع) وكانت سياسة ذلك الشخص تشبه إلى حد كبير سياسة عثمان بن عفان مع الرعية .او أن المراد بذلك أنهم ينادون باسم السفياني فقد ورد أن اسمه عثمان فعن أمير المؤمنين (ع) ( قال يخرج ابن اكلة الاكباد في الوادي اليابس وهو رجل ربعة وخس الوجه ضخم الهامة بوجهه اثر الجدري إذا رايته حسبته اعور اسمه عثمان وابوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي ارض ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها ) البحار ج52 وتستمر الإحداث في الكوفة ويكثر الخارجين على الإمام (ع) فعن الإمام الباقر (ع) قال : ( وبينما صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة , إذ خرجت من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لا صاحبه انطلقوا فيلحقونهم بالتمارين فياتون بهم اسرى فيامر بهم فيذبحون وهي أخر خارجة تخرج على قائم آل محمد (ص)البحار ج52 . والتمارين محلة بالكوفة –وكما هو معلوم أن اغلب سكان العراق هم من العرب وان الكثير من بني هاشم هم من سكنة العراق وقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ) فيتضح من هذه الرواية الشريفة وغيرها من الروايات التي تركناها مراعاة للاختصار أن العرب والسادة من بني هاشم يحاربون الإمام (ع) ويقاتلونه فلا يكون من الإمام المهدي (ع) إلا أن يجعل السيف حكما والقتل منهجا في ردع هؤلاء المنافقين الذين يتشيعون لأهل البيت (ع) واهل البيت (ع) براء منهم ومن افعالهم واعمالهم المخزية التي تؤذي الأئمة الطاهرين (ع) والعلماء الصالحين واولياء الله فليس التشيع بالاقوال وانما التشيع بالافعال والاعمال الصالحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ورسوله (ص) واهل البيت (ع) فعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قال ( لو قد قام قائمنا بدأ بالذين ينتحلون حبنا فيضرب اعناقهم ) معجم احاديث الإمام المهدي ج3 للشيخ علي الكوراني .وهؤلاء حتما هم الذين يمثلون اغلب المجتمع الشيعي اليوم فأنهم يحبون الأئمة (ع) ولكنهم لا يعملون باعمالهم . وعن أبي عبد الله (ع) قال ( لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم ) رجال الكشي .ومن هنا يتبين لنا أن الإمام (ع) لا يقبل إلا المخلصين العاملين الصادقين في ولائهم لأهل البيت (ع) لا مجرد من يقولون بانهم موالين أو شيعة محبين .وعن أبي عبد الله (ع) قال ( افترق الناس فينا على ثلاث فرق فرق احبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا فسيحشرهم الله إلى النار وفرقة احبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا علن فعلنا ليستاكلوا الناس بنا فيملئ الله بطونهم نارا يسلط عليهم الجوع والعطش وفرقة احبونا وحفظوا قولنا واطاعوا امرنا ولم يخالفوا فعلنا فاولئك منا ونحن منهم ) تحف العقول . وقد ذكر في كتاب الامتحان الأخير الصادر عن مركز باء للدراسات تعليقا على هذه الرواية الشريفة ما هذا نصه ( وليس خفيا عليك إذا ما امعنت النظر في اوصاف هذه الفرق فأنك ستجد أن هذه التقسيمات في نفس المجتمع الذي يدعي التشيع والولاء بل انك ستلتفت إلى أن من اوضح مصاديق هذه الفرق المذكورة وبألاخص الفرقة الثانية هم من طبقة يعدون في نظر عامة الشيعة خواصا ومقدسين ولا خاصية أو قدسية أو غير ذلك لهم بل هم يموهون ويخدعون من يتمكنون من خداعه والتمويه عليه بمختلف الاساليب العلمية أو العقلية أو العملية اوالعبادية أو غيرها ) فلذا ومن هنا ادعو اخوتي في الإيمان اخوتي في التشيع والولاء لأهل البيت (ع) من المؤمنين والمؤمنات السير على خط ونهج أهل البيت (ع) قولا وفعلا وعملا وان نكون صادقين في ولائنا لهم وان نكون زينا لهم لا شينا عليهم كما قال الإمام الصادق (ع) ( شيعتنا كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا ) وبذلك نامن من الانحراف والانزلاق في مزالق الشيطان والعياذ بالله ونستعد بنصرة الإمام المهدي (ع) واخيرا لاننسى المواقف الموالية والمناصرة للإمام المهدي (ع) في العراق حيث يظهر من الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع) أن من أهل الكوفة اناس من أصحاب المهدي (ع) وقادة ثورته أي أنهم من الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا والذين عبرت عنهم الروايات باخيار العراق ووصفتهم مع باقي بالاصحاب بانهم ليوث في النهار رهبان في الليل يسيرون على السحاب ونقلون في الهواء أو تطوى لهم الأرض كما انه هناك غيرهم وهم من انصار الإمام وجيشه الذين سمتهم الروايات بعصائب العراق وهؤلاء من يقوم بنصرة الإمام (ع) وهم جماعات متفرقة من انحاء العراق ولكن للاسف الشديد هم قليلون جدا بالنسبة لتعداد الشيعة في العراق بصورة خاصة والمسلمين بصورة عامة فقد ورد عن أبي عبد الله (ع)قال ( ويل لطغاة العرب من شرا قد اقترب , قلت جعلت فداك كم من القائم من العرب ؟ قال شيء يسير فقلت : والله من يصف هذا الأمر منهم لكثير فقال لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير ) غيبة النعماني .
علوم
اسلحة حرب النجوم
الحلقة الأولى
عندما يكون ميدان حرب حقيقية لابد أن تكون اسلحة هذه الحرب من طراز خاص من التكنولوجيا المتطورة وحرب النجوم هذه التي يحسب الكثير أن رحاها تدور في الفضاء لها اجهزتها وحاسباتها الالكترونية ومعداتها التي كتب عن تقنياتها القليلة في حين افاض الاعلام العالمي بالحديث عن جوانبها السياسية مما دعانا إلى التركيز على العناصر الاساسية لتقنيات حرب النجوم في حديثنا هذا :
التصميم : -
تحتوي كل منظومة حربية (دفاعية كانت أو هجومية حربا تقليدية كانت أو حرب نجوم ) على ثلاثة عناصر اساسية:
1 – اجهزة المراقبة والاستكشاف : تكشف التهديد وتحدد موقعه ,
2 – الاسلحة .
3 – الادارة القتالية : وهي التي تحلل المعلومات التي تضخها اجهزة المراقبة والاستكشاف وتستخلص منها قراراتها وتوجيه الاسلحة المناسبة التي هي اعتياديا منظومة حاسبات الكترونية خاضعة لسيطرة الإنسان .
تختلف برامج الدفاع السوقي عن وسائل الدفاع المعرفة حتى اليوم ويختلف هذا النوع من الدفاع من خلال اصطياده للصواريخ المعادية العابرة للقارات بنسبة 100% ويعد الانتقال من الدفاع البسيط عن طريق ضرب اهداف حربية منتقاة إلى منظومة دفاع متعددة المراحل متغيرة غير ثابتة .
وتحاول الدراسات التصميمية الاجابة عن اسئلة المنظومة باحرف كبيرة منها ما هي المنظومات الفرعية والاجزاء الضرورية وما هي القدرات التي تقدمها وما هي الكميات التي ينبغي نصبها وكيف تكون المواصلات التابعة لها وفي أي جزء من اجزاء هذه الشبكة توضع الحاسبات .
):SENSORS المجسات (
اولى مهمات اجهزة المراقبة هي الحماية فقد تنصب منظومة توابع تراقب الأرض في مجال مرئي ومن خلال الاشعة تحت الحمراء فمنظومات الانذار المبكر الامريكية تدور في مدارات على ارتفاع (36000) كيلو متر في حين تدور السوفيتية في مدارات بيضوية وعلى ارتفاعات اعلى بكثير من الامريكية وتستطيع كل هذه المنظومات تمييز الصواريخ المهاجمة من لهب احتراق الوقود تمييزا سهلا نسبيا .
ينبغي على المجسات تمييز الصاروخ الحقيقي بدقة أكثر وملاحقة مداره ويصال المعلومات عن الهدف وشكله وحجمه إذ أن اختيار اسلحة الدفاع تعتمد على المعلومات التي ترسلها هذه الاجهزة وعليها تمييز اجسام التمويه عن الاسلحة الحقيقية . تصدر كل الاجسام شعاعا (كل حسب درجة حرارته ) بالاشعة تحت الحمراء وبينما يمكن معرفة الأهداف من خلال ما تشعه من حرارة في مرحلة الدفع والمرحلة النهاية يزداد سحبها في مرحلتي ما بعد الدفع والمرحلة الوسطية في الفضاء الخارجي البارد فقط ولا يمكن نصب اجهزة المراقبة والاستكشاف للمرحلة الوسطية سوى في المدارات التي هي في اسفل مدارات الصواريخ .وينبغي تبريد هذه اللاجهزة إلى درجة الصفر المطلق تقريبا لكي لا يصيب اشعاعها الحراري نفسها بالاعمى ورغرض اجراء مراقبة ايجابية بالاشعة تحت الحمراء ( من UV LASER المحتمل من خلال المراحل المختلفة السابقة يمكن فضح الاجسام المريبة بواسطة ليزر وقياس الاشعاع المعكوس ( رادار ليزري ) كما تستخدم اشعاعات نيوترونية لتمييز بين الرؤوس الحربية والاجسام الكاذبة من خلال الاشعاع المتناثر كما أن المعرفة المسبقة للصفات الفيزياوية للهداف قد تسهل المهمة بشكل كبير .
أن قدرة اجهزة المراقبة ولاكشاف على إيجاد الحلول كبيرة , فمن على بعد 3000 كيلو متر تبدو الرؤوس حربية في زاوية ليس أكثر من 0.1 الثانية وتتحرك كل ثانية اكثرمن 0.1 من الدرجة ( الضعف ذو العدة الاف ) وتستطيع اسلحة الطاقة الحركية التي لها منظومة مراقبة واستكشاف وتناثر خاصة بها تولي التوجيه الطوعي الدقيق في المرحلة النهائية للطيران .
الاسلحة :-
يدور اغلب نقاش حرب النجوم حول الاسلحة التي سيتم استخدامها إذا ما نشبت الحرب ويسير التوجه الحالي نحو الانظمة التقليدية مثل الصواريخ المعترضة واللزرات الارضية أما الليزر الفضائي وليزر اشعة اكس أو حزمة الجسمات فهي البدائل على المدى البعيد .وتقسم الاسلحة إلى :
)NEW DIRECTED ENERGY WEAPONS 1 – الاسلحة ذات الطاقة المباشرة : ( وهذه الاسلحة تعمل بواسطة الاشعة ذات سرعة الضوء والتي ( أي الاشعة ) تستطيع الوصول إلى الهدف بسرعة لاتتجاوز جزء من الثانية حتى لو كان الهدف على مسافة بعيدة .
ولايزال العلماء يدرسون ويناقشون أنواع الليزر باشكاله المختلفة سوء بطول الموجة اوالاشعاع في الجزيات الحيادية أو المشحونة .
NEW KINETIC ENERGY WEAPONS 2- الاسلحة ذات الطاقة الحركية : ( وهذه الاسلحة تدمر هدفها حسب مبدأ القذيفة الكلاسكية من خلال طاقة حركية لقذيفة وزنها 100 غرام فقط تطير بسرعة 4 كيلو مترات في الثانية تحقق التأثير نفسه لأصطدام سيارة متوسطة الحجم منطلقة بسرعة 140 كيلو متر في الساعة .
ومن الاسلحة ذات الطاقة الحركية (أي الاضافة إلى هذه القذائف ذات السرعة الهائلة ) تأتي الصواريخ ذات المحرك الحاملة للمجسات وحاسبة لتتبع هدفها في المرحلة الاخيرة من طيرانها . يدرس العلماء الآن الاسلحة الاتية : -
)CHEMICAL LASER1 – الليزر الكيمياوي: (
وهو سلاح متطور جدا يعمل بالاطاقة الكيمياويه مستخدما الاشعاع الذي يرسله نوعان نوويان
) عند أتحادهما ليصبحا جزيئة واحدة رمزها F ) و (الفلورH(الهيدروجين
) له مرآة يزيد من تأثير الليزر . RESONATOR) و يتم تضخيم الأشعاع بواسطة مضخم ( HF(
HF و من مساوئ الليزر الكيمياوي أنه يعمل بطول موجة ذات مجال يبلغ في حالة ليزر
على سبيل المثال 2.7 آوم في حين يمتص الغلاف الجوي بشدة الأشعاع في هذا المجال لذا ينبغي نصب الليزرات الكيمياوية في الفضاء مما يزيد من صعوبة نقلها بالأضافة إلى ذلك يتطلب طول الموجة الكبير مرايا عملاقة لتبؤر الأشعاع .
(EXCIMER LASER ) الليزر الثنائي الذرة : 2 -
يعمل بنوعين نوويين يكون بشكل عابر . جزيئة ذات نواتين (ذرتين) تتحطم بدورها ثانية تحت الأشعاع تستخدم غازات نادرة كالكريبتون و الهالوجين و الفلور . تتم أثارة تكون الجزيئة بواسطة تفريغ كهربائي ) تشع الليزرات الثنائية الذرة في EXCITED DIMER( و منها جاء أسم " ثنائي الذرة" الدايمر المثار
مجال قصير الموجة للضوء المرئي في الأشعة فوق البنفسجية القريبة (0.25) أوم و يستطيع أختراق الغلاف الجوي و من ثم يمكن نصبها على الأرض أو بالأحرى على الجبال الشاهقة ، و يوجه أشعاعها من مرآة بحجم 30 متر في مدار 36000 كيلومتر فوق مدار الجدي و السرطان حول الأرض يوجه نحو مرايا قتال أصغر بقطر خمسة أمتار موجودة في مدار أدنى و يوجه الشعاع من هناك نحو الأهداف و يعد وجود محطات على الأرض ضرورة ملحة بسبب حاجة هذه الليزرات إلى طاقة كبيرة و صعبة جدا . تحقق الليزرات الثنائية الذرة التجارية حاليا عملا في مجال 100 واط في حين تتطلب حرب النجوم مجالا مقداره مئة ألف ضعف هذا المجال التجاري .
)FREE ELECTRON LASER ( 3 – الليزر الالكتروني الحر :
يعد هذا الليزر هو المفضل حالياً بسبب الأمكانية العالية لتطويره و ينصب مثل الليزر الثنائي الذرة في محطات ارضية و يوجه نحو الهدف عبر مرآة أرتفاع عالي و منخفض و من مميزات هذه الليزرات تحديد
و قد أستطاع الأمريكيون في السنوات SYSTEM PARAMETER طول الموجة من خلال باراميتر
الماضية من خلال تحقيق نبض موجة متوسطة قدره 80 في طول موجة طويل جدا يصل 8700 في مجال موجة مايكروية على كل حال . و من خلال المعجل يأمل العلماء الوصول إلى مجالات مرئية أو فوق البنفسجية ضمن ½ و بالجهد المطلوب .
)RONKGEN LASER4 – ليزر أشعة أكس (
تجري الأبحاث حاليا و بشكل مكثف على الليزر السيني و يبدو أن مايثير أهتمام انصار حرب النجوم هو أمكانية تزويد الليزر السيني بالطاقة من خلال أنفجار نووي فالليزر يحتاج أن يربط إلى ما يسمى و قد حدث خطأ في أجهزة القياس عندما أعلن عن نجاح POP UP SYSTEM بمنظومة أو مصدر تفجير التجربة الأمريكية لليزر النووي في 23 أذار 1985 .
يمكن لليزر أشعة أكس العمل بقضبان معدنية طويلة تزداد فعالية ذراتها بواسطة الأنفجار النووي و من ثم تقاس كمية تأثير الليزر بطول القضبان التي يتكون الأشعاع فيها على طريقة تزايد الكرة الثلجية لذا فلن يكون هناك وقت للأنعكاس بالمرايا لأن موجة صدمة الأنفجار التالية ستدمر الليزر على الفور .
من مميزات ليزر أشعة أكس كثافة الضوء العالية التي يمكن أن توجه بعنف و لا تبور مما يمكنها شل عدة صواريخ و صواريخ حاملة في الوقت نفسه ألا أنه ينبغي استخدام ليزر أشعة أكس فوق طبقات الجو التي تمتص أشعاعه .
الإمام الصادق (ع) معلم علم الكيمياء
كان علم الكيمياء قسما من أقسام السحر و خصوصا عند الفراعنة في مصر حتى وصل الحال إلى زمن الإمام الصادق (ع) و كان هو أول من اكتشف ذلك العلم و فصله عن السحر و كان (ع) عنده علم بخواص الأشياء منفردة و مركبة و قد درس الكيمياء في مدرسته قبل اثنتي عشر قرناً و نصف القرن و أشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم المتوفي سنة (199) هـ حيث له نظرية في جسمية الأعراض كاللون و الطعم و الرائحة و قد أثبت صحة هذا الرأي النظريات العلمية الحديثة القائلة أن الضوء يتألف من جزيئات في منتهى الصغر تجتاز الفراغ و الأجسام الشفافة وان الرائحة أيضا من زجزيات متبخرة من اجسام تتأثر فيها الغدد الانفية وان المذاق جزيئات صغيرة تتأثر به الحليمات اللسانية ومن تلامذة الإمام الصادق (ع) الذين اشتهروا في هذا العلم هو جابر بن حيان الصوفي الذي دون وآلف خمسمائة رسالة من تقريرات الإمام (ع) في علمي الكيمياء و الطب في ألف ورقة و قد تمكن جابر من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية أهمها تحضير حامض الكبريتيك بتقطيره من الشب و سماه (زيت السراج) كما حضر (حامض النتريك) و (ماء الزئبق) و (الصودا الكاوية) و كان جابر أول من لاحظ ترسب كلوريد الفضة عند أضافة محلول ملح الطعام إلى محلول نترات الفضة و ينسب أليه تحضير مركبات أخرى مثل مركبات البوتاسيوم و كاربونات الصوديوم و غير ذلك مما له أهمية كبرى في صنع المفرقعات و الأصباغ و السماد الصناعي و الصابون و ما إلى ذلك .
و قد أمتد نشاط جابر إلى ناحية أخرى من الكيمياء هي التي يسمونها بالصنعة أي تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة من ذهب و فضة و كانت نظرية تعديل المعادن إلى ذهب و فضة نظرية يونانية قديمة فتن فيها المسلمون من بعدهم فوضع جابر فيها رسائل كثيرة و شرح قواعدها و أصولها في كتب متعددة و يعتقد الدكتور محمد يحيى الهاشمي أن الذي يقصده جابر بالأكاسيد هو( الراديوم ) نفسه أو أحد الأجسام المشعة فيقول ( و ما يزيد أعجابنا أدعاء جابر بأن هذا السر له دخل في جمع الأعمال و أننا أذا أمعنا النظر في الوقت الحاضر لوجدنا أكتشاف الأجسام المشعة التي تؤدي إلى قلب عنصر المادة و تحطيم الذرة لم يكن من نتائجها القنبلة الذرية فحسب بل أيجاد منابع قوة جديدة لم تكن تطرأ على بال الإنسان ).
وصلت نظرية الصنعة ضرباً من ضروب الأحلام بل الأوهام و كان من يشتغل بها يرمى بالعته و الهوس حتى أن الكندي و ابن خلدون نبذا هذه الفكرة و أكدا على عدم أمكان تحويل أي عنصر إلى عنصر أخر غير أن ما حدث في عام 1919 من تحطيم ذرات النتروجين و تحويلها إلى ذرات الأوكسجين و الهيدروجين قد بدل مفهوم هذه الفكرة و أثبت أمكانية تحقيقها بالفعل و قد توالت بعد ذلك تجارب شطر نواة الذرة بأستخدام قذائف من جسيمات( ألفا ) أي نوى الهيليوم و من جسيمات اخف و لكن أكبر أثراً منها و هي البروتونات أي نوى الهيدروجين بعد أطلاقها بسرعة فائقة و أمكن بذلك من شطر نواة الذرة و تحويل عدد من العناصر إلى عناصر أخرى كتحويل الهيدروجين إلى عنصر الهيليوم و تحويل الصوديوم إلى مغنسيوم و الليثيوم و البورون إلى هيليوم فتحقق فعلا أمر تحويل العناصر و تحويل بعضها إلى بعض و ما هذه النظريات التي خرجت من جابر بن حيان كلها ألا من تكلم الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) .
اكتشاف كوكب شبيه بالأرض يدور حول نجم قريب
وكالات : قال علماء فلك أن كوكبا يشبه كوكب الأرض إلا انه أكبر حجما وأكثر سخونة ربما يكون قد رصد و هو يدور في فلك نجم في جوارنا الكوني و قال العلماء في بيان أنه أكثر الكواكب شبها بالأرض من بين 155 جرما يطلق عليها كواكب خارج المجموعة الشمسية التي رصدت و هي تدور في مدارات حول نجوم إلى جانب الشمس ، و من المرجح أن يكون الكوكب الجديد صخريا مثل الأرض و ليس كبيرا و غازيا مثل المشتري و معظم الكواكب خارج المجموعة الشمسية الأخرى التي أكتشفت في العقد الماضي ، و قال عالم الفلك جيفري مارسي من جانب كاليفورنيا في بيركلي ( أستغرق الأمر رصد هذا النجم 150 مرة لأكتشاف وجود هذا الكوكب الشبيه بالأرض هذا سيكون بالتاكيد أحد أجرامنا المفضلة من الآن فصاعدا ) و قال جاك ليسور من مركز أبحاث أميز التابعة لأدارة الطيران و الفضاء الأمريكية أنه ( عالم غريب تماما من المحتمل أن يكون أول كوكب صخري يدور في فلك نجم مثل الشمس) و قال بول باتلر من معهد كارنجي بواشنطن في بيان ( أنه مثل أبن عم أكبر للأرض ) و باتلر عضو في الفريق الذي أكتشف الكوكب ، و الكوكب الجديد هو الأصغر ضمن كواكب خارج المجموعة الشمسية الذي يرصد حتى الآن و يبلغ حجمه نحو سبعة أمثال حجم الكرة الأرضية ، و قبل هذا كانت أصغر كواكب أكتشفت تدور حول نجوم إلى جانب الشمس في حجم الأرض خمسة عشر مرة على الأقل مما يجعلها أكثر شبهاً بكوكب نبتون الجليدي النائم ، و على النقيض فأن سطح هذا الكوكب ساخن جدا إذ يصل إلى ما بين 420 و 317 درجة مئوية .
و بينما تدور الأرض في مدار حول الشمس على مسافة 150 مليون كيلومتر فأن هذا الكوكب يعانق تقريباً نجمه و يدور على بعد 3.2 مليون كيلومتر من نجم جيليس 876 في كوكبة الدلو على بعد 15 سنة ضوئية فقط من المعمورة ، و السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر بالثانية ، و بالحسابات الفلكية فأن 15 سنة ضوئية تعد مسافة قريبة و قال فليكيون أن الكوكب الجديد يدور حول نجمه مرة كل يومين أرضيين أو نحو ذلك و يبلغ قطره نحو مثل مثلي قطر الأرض . و تبلغ كتلة النجم الذي يدور حول الكوكب الجديد نحو ثلث كتلة الأرض و مثل عشرات من كواكب خارج المجموعة الشمسية الأخرى التي رصدت خلال السنوات العشر الماضية فأن هذا الكوكب هو الأول الذي يكتشف بفعل تأرجحه المميز بفعل جاذبيته على نجمه و هو ثالث كوكب يدور حول النجم الصغير .
و الكوكبان الأخران عملاقان غازيان مثل المشتري و يدوران في فلكين بعيدين و قال العلماء أن الفلكيين لا يملكون دليلا دامغاً على أن الكوكب الجديد صخري مثل الأرض لكن كتلته المنخفضة قد تعني أنه على الأرجح ليس كوكبا غازيا عملاقا مثل المشتري . و رصد علماء الفلك ثلاث كواكب صخرية خارج المجموعة الشمسية لكن جميعها تدور حول بقايا منفجر لذا فأن هذا هو الكوكب الوحيد الذي يدور حول نجم عادي و قال مارسي أن فريقا من العلماء كان يعرف بأمر الكوكب الجديد منذ ثلاث سنوات لكنه أراد تاكيد نظريته بأنه كوكب شبيه بالأرض قبل الأعلان عنه .
نصف مليون أمريكي مهدد بالموت جراء الأنفلونزا
وكالات : تنبأ تقرير أمريكي أن يلقى نصف مليون أمريكي حتفه و أن يعاني نحو مليوني شخص من مضاعفات خطيرة في المستشفيات إذا أنتشر وباء أنفلونزا من سلالة متوسطة الشدة و قال التقرير الذي صدر عن هيئة لا تستهدف الربح و تعنى بصحة الأمريكيين أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها سوى 965256 سريراً يخدمه أطقم طبية مدربة و ينضم التقرير لمجموعة من الأصوات التي تحذر من أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لنوبة تفشي واسعة النطاق لأي مرض سواء كان طبيعيا أو جلب من الخارج إثناء الحرب أو كعمليه إرهابية .
وقالت شيلي هيرن المديرة التنفيذية للمؤسسة التي أصدرت التقرير في بيان أمس الجمعة هذا ليس تمريناً أو تدريباً ... "هذا حقيقي" و تقتل الأنفلونزا قرابة 36 ألف أمريكي سنويا و تتسبب في دخول 200 ألف المستشفيات و تنتشر سلالة خطيرة من الفيروس كل بضع سنوات و تظهر سلالة وبائية كل 27 عاماً في المتوسط و قتل وباء الأنفلونزا الذي أنتشر عام 1918 ما لا يقل عن 40 مليون شخص حول العالم ، وأنتشرت موجتان من الوباء عامي 1957 و 1968 .
و يقول خبراء صحة أن العالم ينتظر وباء قريبا و يخشون أن يكون فايروس أنفلونزا الطيور و تقول منظمة الصحة العالمية أن هذا الوباء من سلالة (أتش 5 أن 1) قد يقتل ما لا يقل عن 7.4 مليون شخص حول العالم لأن السكان ليست لديهم مناعة ضده . ويدرك مسئولو الصحة في الولايات المتحدة تلك التحذيرات و يقولون أنهم يعدون خطة عمل و دائما ما يدعي رؤساء و مسئولين في في مراكز مكافحة الأمراض و الوقاية منها و المعاهد الوطنية للصحة و وزارة الصحة و الخدمات الإنسانية لجلسات استماع في الكونجرس بشأن تلك القضية وقال التقرير أن هناك الكثير الذي يتوجب فعله مثل أعداد خطط لتتبع تفشي الوباء و تخزين أدوية مضادة للفيروس و معدات صحية أخرى و أنشاء مراكز اتصال .
علماء أمريكا يصنعون إنسانا آليا يمكنه التكاثر
وكالات : لم يعد الإنسان الألي الروبوت القادر على التكاثر مادة للخيال العلمي فقد تمكن علماء جامعة كورنيل في ايثاكا بنيويورك من صنع جيل جديد قادر على التكاثر و الأستنساخ ، و يتكون كل أنسان ألي من عدة مكعبات طول ضلع كل منها عشرة سنتمترات لها نفس الألية تعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية مما يمكنها من الأتصال و الأنفصال عن بعضها البعض و برنامج كمبيوتر يمكنها من بناء مكعبات أخرى مماثلة . و بأمكان الإنسان الألي الأنحناء و ألتقاط المكعبات الجديدة و ترتيبها .
وقال هود ليبسون في تقرير نشرته مجلة (نيتشر) العلمية أول أمس بالرغم من أن الجيل الذي صنعناه من الإنسان الألي لا يزال بسيطا مقارنة بالتوالد البايلوجي لكنه يبرهن على أن التوالد الميكانيكي ممكن و ليس قاصراً على الأحياء .
و يعتقد هود و فريقه أن الفكرة التي يقوم عليها التصميم يمكن أن تستخدم لتصنيع أنسان ألي طويل الأجل له القدرة على أصلاح نفسه ليستخدم في المواقع الخطرة و في رحلات الفضاء . لا يزال هذا الجيل من الإنسان الألي في مرحلة التجريب و لا يفعل شيئاً سوى التكاثر و الأستنساخ بأستخدام نماذج أضافية موضوعة في مواقع تلقيم خاصة و قال ليبسون أن الإنسان الألي كان قادراً على تكوين نسخة منه خلال 2.5 دقيقة برفع و تجميع المكعبات من مواقع التلقيم .
فلسفات مهدوية
فلسفة المسخ في عصر الظهور
تكرر في القران الكريم وفي مواضع ومناسبات مختلفة الاشارة والحديث عن مسخ الناس إلى مخلوقات أخرى وخصوصا الحيوانات سواء كانت برية أم بحرية .وفي الروايات والاحاديث الواردة عن النبي واله (ص) نجد الكثير منها ويبين ويوضح حوادث المسخ للامم السابقة واقرب كتاب من القراء والذي يعتبر في متناول ايدي الناس وهو قصص الأنبياء حيث فيه العديد من القصص والحوادث من المسخ في الامم السابقة وهذه الأحاديث والمرويات جاءت من كلا الفرقين أي عن طريق الشيعة وعن طريق السنة والجماعة .اما عن امة محمد (ص) فقد سمعنا كثيرا أنها امنة من النسخ اكراما لمحمد(ص) وذلك استنادا إلى بعض المرويات عنهم (ع) ولكن في نفس الوقت هنالك روايات تؤكد حصول المسخ في هذه الأمة سواء كان مسخا روحيا أو ماديا ملومسا فكيف السبيل لمعرفته ؟ قبل الاجابة عن ذلك علينا معرفة كيفية المسخ ومراحلة .اما كيفيته : فهو تحول الإنسان ذكرا كان أم انثى إلى حيوان بري أو مائي و من أشهر المسوخات تحول بعض الناس إلى قردة و بعضهم إلى خنازير و كالفيلة و السحالي و الجري و غير ذلك من المسوخات . أما مراحله فالمسخ على مرحلتين :
الأولى : المسخ الروحي : -
أن تكون روح الإنسان قد تحولت إلى روح حيوان مع بقاء جسده الإنساني و هي متقدمة زمانا على على مرحلة المسخ المادي أو الجسدي ، و هذه الحالة تبدأ بعد توغل الإنسان و اتصافه بصفات الحيوانات و بعض الناس ينقلب روحيا بين أن يكون انسانا مرة و أخرى مسخا من المسوخ بناءا على أفعاله و تصرفاته و بعضهم انتهى من هذه المرحلة و ترسخت الصفات الحيوانية فيه فدخل مرحلة المسخ الروحي التي يعقبها المسخ المادي .
الثانية : المسخ المادي : -
و هو تحول جسد الإنسان إلى أحد أنواع الحيوانات بعد أن تحولت روحه قبل ذلك . و من الروايات التي نصت على ذلك و حدوث المسخ الكامل في هذا الزمان ما جاء عن أبي بصير قال : ( سؤل أبي جعفر الباقر(ع) عن تفسير قوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) فقال : يريهم في أنفسهم المسخ ...) غيبة النعماني ص 269 .
و في نفس المصدر عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) .. قول الله عز وجل (عذاب الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ماهو عذاب الخزي ؟ فقال : وأي خزي أخزى يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته و حجاله ( أي سروره) و على أخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه و صرخوا . فيقول الناس : ما هذا ؟ فيقال مسخ فلان الساعة ، فقلت : قبل قيام القائم (ع) أو بعده ، قال : بل قبله .
و في المستدرك ج4 ص 515 عن رسول الله (ص) قال : ( يبيت قوما من هذه الأمة على طعاما و شرابا و لهوا فيصبحون قد مسخوا خنازير ) و في الملاحم لابن طاووس ص 143 باب 73 قال : عن ابن عباس قال : ( تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها الناس فيفزعون إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة و خنازير تسود وجوههم و تزرق أعينهم ) أما من المصادر السنية في كنز العمال ج 14 ص 276 جاء عن ابن عمر قال ( في أمتي خسف و مسخ و قذف ) و عن سعيد بن راشد قال ( أن في أمتي مسخ و خسف و قذف ) و عن أبي إمامة ( ليبتن أقوام من أمتي على شرابا و طعاما و لهوا فيصبحون قردة و خنازير) . و بعد هذا العرض البسيط لهذين الخطين من الروايات التي لا يمكن إنكارها أو تكذيبها معاذ الله لا يبقى إلا الخروج إلى حالة الوسط و هي أن المسخ حاصل فقط في أخر الزمان كعلامة من علامات الساعة و قد اثبتنا في العدد السابق أن الساعة تعني الإمام المهدي (ع) . أما تعدد أصناف المسخ فمبتني على مشابهة الافعال و الصفات بين الإنسان الممسوخ و بين نوع الحيوان الذي مسخ له كما قدمنا فمثلاً : 1 – يمسخ بعض الناس خنازير و ذلك لأتصافهم بأهم صفات الخنزير و هي عدم الغيرة أولا و العبث في النعمة التي يعيش فيها ثانيا . و هذا يكون خاصا ببعض الناس و ليس كل الشرائح و مسألة عدم الغيرة في زمن الإمام (ع) خاصة بعدم الغيرة على الدين و هذه الصفة معني بها بعض رجال و علماء الدين الذين لا تحركهم غيرتهم على الدين و هم يشاهدون الأعتداء عليه و كذا العبث بالنعمة التي يكون أعتماد بقائهم عليها و هي أحكام الإسلام و تعاليمه فالتلاعب بها من خلال الأفتاء الغير المستند إلى الكتاب و السنة بعد الأستفادة من هذا المقام يشابه العبث الذي يقوم به الخنزيرفي حقول المزارع و هذا مطابق للرواية المذكورة أعلاه .
2 – المسخ إلى قرد : و هذا النوع من المسخ خاص بالناس المتقلبين في عقائدهم و مواقفهم الذين يقفون مع الحق و أهله تارة و مع الباطل وأهله تارة أخرى و سرعان ما يتقلبون في مواقفهم حسب الترغيب و الترهيب الدنيوي و على هذا المقياس من الأتصاف بصفات الحيوان تكون باقي أنواع المسوخ.
أما مرحلة ما قبل القائم (ع) ففيها حالة المسخ الروحي كما قدمنا واثبت ذلك الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بحالة الكشف فنجد الكثير من القصص المتداولة بين الأوساط العلمية مثل أن احدهم ذهب إلى الزيارة فرأى الناس على اشكال و هيئات حيوانية مختلفة إلا قليلا منهم و غير ذلك كثير ثم أن القران استعمل هذه اللغة فشبه الناس الذين يهتمون بطعامهم و باقي غرائزهم أكثر من دينهم ( كالانعام بل اضل سبيلا) وعبر عن المحملين بالعلوم و الأسفار و لا يطبقونها بأفعالهم ( كالحمار يحمل أسفاره) و إلى غير ذلك من الصور التي استعملها القران فأسأل الله أن يوفقنا لمراضيه و يجنبنا معاصيه .
فلسفة صلاح الكون
الحلقة الثانية
بينا في الحلقة الأولى في العدد السابق من الصحيفة الترابط بين أفعال الإنسان وباقي الموجودات وقد أثبتنا ذلك في الروايات الواردة عن أهل البيت ولان سنبين بعد التوكل على الله سبب الفساد والاصلاح وماهيتهما :
فأقول : أن هناك نظرية تقول أن الموجودات تتاثر بافعال البشر أي أن جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات كلها تتأثر سلبا أو ايجابا واقوال البشر فان عمل صالحا أو قال قول طيبا انعكس ذلك على الموجدات وتأثرت به ايجابا كما كان يحصل في زمن ادم (ع) قبل أن يقتل قابيل هابيل حيث كان الاصلاح والعمل الصالح هو السائد والعدل هو القائم ولا وجود للظلم فكانت الحيوانات تعيش فيما بينها بسلام لا يعتدي بعضها على بعض والاطفال يلعبون مع الحيوانات فلا تؤذيهم فان عمل الإنسان عمل باطلا أو قال قولا خبيثا انعكس ذلك على الموجودات فنفرت الحيوانات بعضها من بعض وراحت تفترس الحيوانات بعضها البعض وصارت تؤذي الإنسان وقلة بركة الأرض وقد اثبتت الدراسات الحديثة أن اقوال الإنسان وافعاله لها كم . وان الكلام إذا خرج من الفم يبقى محفوظ تحت طبقات الاوزون حتى ولو مرت عليه الاف السنين وإذا ما استطاع من إيجاد اجهزة متطورة تستطيع تحليل الشحنات الصوتية الموجودة في الجو إلى كلام بصورته الاصلية حينما صدر من قاله فانه بذلك يستطيع اكتشاف الكثر من الحقائق ومعرفة الكثير من الأمور الخافية علينا, ثم أن فعل الإنسان ينقسم إلى قول وعمل وكم القول اخف واقل من كم العمل لذا فهو يصعد بسرعة في الهواء بينما كم العمل يرتفع بالهواء باقل سرعة من القول قال تعلى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فانه كما بينا ينطلق بسرعة في الجو بينما عبر عن العمل الصالح بالرفع وهم الملائكة حيث هم من يقوم بتسجيل الأعمال ورفعها ولكن منوط بالنية فكما ورد ( أنما الأعمال بالنيات ) فالأصل في الرفع هي النية الخالصة لوجهه تعالى وألا فلا قبول ولا رفع كما أن للاقوال والافعال حالة نورانية وأخرى ظلمانية بحسب القول والعمل وصلاحهما أو فسادهما فالأقوال الطيبة والأعمال الصالحة تكون حالتها نورانية أما إذا كانت الاقوال خبيثة والاعمال فاسدة وغير صالحة كانت في حالة ظلمانية ونتيجة لهذه النورانية والظلمانية وبقاء شحنات تلك الأقوال والاعمال في الأرض حيث يكون منها المرتفع وهي الاقوال والاعمال الصالحة و منها ما تقل وكثرت ظلمانية فلا يرتفع بل يبقى في الأرض وهي الأقوال و الأعمال غير الصالحة فيكون تأثر الموجودات بنتيجتها سلبا وبناءاً على ذلك فانه نتيجة الاقوال الخبيثة الغير طيبة كالأعمال غير الصالحة تتأثر الموجودات بها فان ظلم الإنسان وفساده يتناسب تناسبا طرديا مع فساد الكون والموجودات فكلما زاد ظلم الإنسان و انتشر و كثر فساده في البر و البحر زاد فساد الكون و الموجودات و هذا ما أثبته علماء الباراسايكولوجي حيث توصلوا إلى أن النباتات تتاثر بأفعال العباد سلبا و ايجاباً و قد ورد في كلام لمولانا أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة قال فيه ( تخففوا تلحقوا فإنما ما ينتظر بأولكم أخركم اتقوا الله في عباده و بلاده فانتم مسئولون حتى عن البقاع و البهائم و أطيعوا الله و لا تعصوه ) كما أن ما يؤيد ما ذهبنا إليه من صعود الكلم الطيب في الجو وارتفاع العمل الصالح إضافة إلى ما نص القران الكريم عليه هو قول الإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجادية حينما قال (اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة تشحن بها الهواء و تملئ بها الأرض و السماء ) و بعد ما تبين هنا ...
أقول : أن النتيجة التي حصلنا عليها انه إذا صلح العباد صلحت البلاد لذا فان الإمام المهدي (ع) حينما يقوم و يعلن ثورته و ينشر العدل و الأنصاف و يقضي على الجور و الظالمين و لا يبقى إلا المؤمنين الصالحين الذين يعملون الصالحات من الأعمال و لا يقولون إلا الحق تصلح الموجودات سواء كانت حيوانات أو نباتات أو جمادات و يعم الصلاح و ينتشر في كل مكان و ما ذلك إلا نتيجة لصلاح العباد و سيرهم في طريق الحق و الهداية وفق الميزان الإلهي الذي أعاد له التوازن الإمام المهدي (ع) بعد أن أعاد العمل بالتعاليم و المبادئ الإسلامية الصحيحة التي هجرها الناس و تركوها و تركوا العمل بها و أتبعوا اهوائهم و ملذاتهم و ما توحي به أنفسهم الأمارة بالسوء .
فلسفة و فائدة العلامات الحتمية
هناك بعض الأمور و الإحداث التي عدها أهل البيت (ع) علامات دالة على قرب القيام المقدس للإمام المهدي (ع) و هذه العلامات تنقسم إلى عدة اقسام باعتبارات عديدة فمنها من هو لابدي الوقوع أو غيره و منها ما هو حتمي و غير حتمي ، و الحتمية تنقسم إلى شرط و شطر أي (جزء) أي أن من العلامات الحتمية ما يعد شرطا لقضية الإمام المهدي (ع) كالصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء فأن هذه العلامات تعد شرطا في قضية الإمام المهدي و كما هو معلوم أن تخلف الشرط تخلف للمشروط و أما الشطر و الجزء فهو داخل ضمن القضية و ليس منفصلا عنها كاليماني و السفياني و أما بالنسبة للفوائد المتوخاة من تلك العلامات فنأتي على بيانها بعد بيان فلسفة هذه العلامات .
فلسفة العلامات الحتمية :
قلنا أن العلامات الحتمية تنقسم باعتبار القضية علاقتها بالأمام المهدي (ع) إلى علامات تكون شرط للقضية و أخرى تكون شطر في القضية فأما العلامات التي تعد شروط لقضية الإمام المهدي (ع) فهي ( الصيحة أو النداء ، قتل النفس الزكية ، الخسف بالبيداء ) و هذه العلامات كما قلنا تعد شروط لأجل تحقق ظهور و قيام الإمام المهدي (ع) فأن تخلفت تخلف القيام لأنه كما قلنا تخلف الشرط تخلف للمشروط .
الصيحة أو النداء :
و هي شرط كما ذكرنا لقيام الإمام (ع) فان الإمام عند قيامه المقدس سوف يبدأ بمعاقبة الظالمين و المنافقين و المنحرفين و المفسدين الخارجين عن طاعة الله و الإمام المهدي (ع) و سوف يتخذ من منهج القتل و القتال اسلوباً يسير عليه عند قيامه إلى أن يتحقق و يتم له النصر الكامل و أقامة العدل في كل مكان و هذا ما بينته الاخبار و الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (ع) فعن الباقر (ع) قال ( قلت له : صالح من الصالحين سماه لي أريد القائم (ع) فقال : أسمه أسمي فقلت أيسير بسيرة محمد (ص) قال هيهات هيهات يا زرارة ما بسيرته ، قلت جعلت فداك لم ؟ قال : أن رسول الله (ص) سار في امته باللين كان يتآلف الناس و القائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه ، أن يسير بالقتل و لا يستتب أحدا ويل لمن ناوأه ) .
فلما كان قيام الإمام (ع) حربا على هؤلاء الناس المذكورين كان من اللازم أتمام الحجة عليهم قبل وضع السيف فيهم فكانت الصيحة إتماما للحجة بحيث لا تقبل الشك ليحيى من حيا عن بينة و يهلك من هلك على بينه و لكي لا يكون لهم عذراً فيعتذرون فأن الإمام بعد اقامة الحجة لا يقبل التوبة من احد كما ذكرت الروايات الشريفة و الرواية السالفة الذكر و هذا المنهج و هو اقامة الحجة و أتمامها هو مما سار عليه الأنبياء فهذا أمير المؤمنين (ع) في جميع حروبه كان يتقدم بين الجيشين و ينادي و يدعو إلى الحق و الإنابة إليه و ترك الباطل و الرجوع عنه و في بعض الأحيان يقدم فارساً من جيشه يدعو الأعداء إلى ضرورة الرجوع للحق و هكذا فعل الإمام الحسين (ع) في كربلاء فقد تقدم و صاح في القوم و ناداهم و بين لهم اهدافه و نواياه و أقام الحجة عليهم و دعاهم إلى نصرة الحق و ترك الباطل ثم تتابع أصحابه يعظون القوم و يدعونهم إلى أتباع الحق فخرج برير و زهير و غيرهم و ما كان ذلك إلا تأكيداً في أتمام الحجة عليهم .
قتل النفس الزكية : -
و هذه العلامة هي أيضا شرطا لقيام الإمام (ع) فأنه صلوات الله عليه لا يقوم و لا يعلن ثورته المباركة حتى يرسل إلى أهل مكة رسولاً منه يدعوهم و يعرفهم بأمر الإمام (ع) و ثورته و يحذرهم من خذلانه و محاربته لينظر ما هم فاعلين فأن دعاة الله و القادة الألهيين و الأئمة الطاهرين لا يبدأون أعدائهم بقتال أبدا ألا أن يقتل من أصحابهم أحد و هكذا يفعل الإمام المهدي (ع) فأنه لا يبدأ أهل مكة و الناس أجمعين بقتال إلا بعد أن تقتل النفس الزكية رسوله إلى أهل مكة حتى انه ورد حينما يقوم الإمام المهدي (ع) يقول لأهل مكة احاربكم بدم هذا و يقصد النفس الزكية الذي يقتلونه بين الركن و المقام .
الخسف في البيداء : -
فأنه إذا لم يقع الخسف في البيداء في جيش السفياني الذي يأتي إلى المدينة بحثا عن الإمام (ع) فان ذلك الجيش سيكون خطراً على الإمام (ع) و ليس من المستبعد أن يلقوا القبض عليه (روحي له الفداء) و هو في المدينة قبل قيامه و ظهوره في مكة فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) يذكر في رواية كيف أن جيش السفياني يبحث عن الإمام يريد القبض عليه حيث قال (... فعند ذلك يهرب المهدي و المبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما و قد لحقا بحرم الله و أمنه ) و عن أبي رمان عن أمير المؤمنين (ع) قال ( يبعث السفياني بجيش إلى المدينة فياخذون ما قدروا عليه من آل محمد (ص) و يقتل من بني هاشم رجالا و نساءا فعند ذلك هرب المهدي و المستنصر من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما و قد لحقا بحرم الله و أمنه ) لذلك كان الخسف في البيداء في هذا الجيش من قبل الله سبحانه و تعالى حفظاً منه للإمام (ع) و لكي يتحقق قيام الإمام المهدي (ع) لان في تخلف هذا الشرط و هو عدم الخسف بالجيش يعني القضاء على الإمام (ع) و بالتالي عدم تحقق القيام المقدس .
اليماني و السفياني : -
و هي جزء من حركة الإمام المهدي (ع) و قضيته فهما شطران من القضية وتحققهما تحقق لجزء من القضية لان بتحقق أجزاء القضية يتحقق القضية ككل فأنه لا بد أن تظهر دعوة الحق و دعوة الباطل ثم يقع بعد ذلك القتال بين المعسكرين و من المعلوم أن دعوة الحق تتمثل باليماني فهو الذي يدعو إلى الله و الإمام المهدي (ع) و انه يتحرك بتوجيه من الإمام المهدي (ع) كما أن الممثل لدعوة الباطل هو السفياني و الذي يتحرك بتوجيه من الشيطان و على هذا لا بد أن يمتاز المؤمنين من الكافرين و ينحاز كل إلى فريقه و وجهته كما أن من المعلوم أن جميع الثورات فيها جهة موالية و جيشا من المناصرين و جهة معادية و جيشاً من الكافرين و هذا الشيء كما لايخفى جزء و شطر من القضية التي لا تكتمل إلا بتحقق اجزائها .
فائدة العلامات الحتمية : -
للعلامات الحتمية فوائد مشتركة و أخرى خاصة بكل علامة على حدة أما الفائدة المشتركة فهي كون جميع العلامات الخمسة الحتمية إذا تحققت دلت على قرب القيام المقدس للإمام المهدي (ع) و أن كان بفترات متفاوتة . أما بالنسبة لفائدة كل علامة على حدة فهو ما سنتعرض له الآن و نبدأ بالسفياني (لعنه الله) :
فائدة علامة السفياني : -
كما لا يخفى فان السفياني هو العدو الاكبر للإمام المهدي (ع) و انه يخرج قبل قيام الإمام (ع) و يبدأ حركته و يجمع الجيوش لمحاربة مذهب أهل البيت (ع) و مقاتلة انصار الإمام المهدي (ع) كما انه صاحب فتنة كبيرة حيث انه يعيث في الأرض فسادا و ظلما و أما ما تؤول إليه حركته و نتيجتها فأنه سوف يقف بوجه الإمام (ع) حينما يعلن ثورته المقدسة فيخوض بجيشه حرباً ضد الإمام (ع) تكون نتيجتها انتصار الإمام المهدي (ع) و هزيمة السفياني و جيشه و قتله على يد الإمام المهدي (ع) لذا فقد عد علامة من علامات الظهور الحتمية للتنبيه على خطر حركته و بيان انحرافه و لكي يحذر المؤمنين من سطوته أو الوقوع في فتنته أو الانجراف إلى حركته و هذه فائدة مهمة جدا كما يتضح لنا من خلال مناقشة هذه العلامة .
فائدة الصيحة : -
أن ما نستفيده من وقوع الصيحة أو حدوث النداء إضافة إلى ماذكرناه من الأدلة على قرب القيام المقدس فالذي نستفيده هو معرفة جانب الحق و تمييزه عن جانب الباطل فأنه كما ورد تكون صيحتان واحدة من جبرائيل في ليلة الثلاث و العشرين من شهر رمضان عند السحر و الاخرى من الشيطان في عصر ذلك اليوم أما ماشاع بين عامة الناس من أنتظار المهدي (ع) و عدم السير و الالتحاق بأي دعوة كانت حتى لو كانت دعوة اليماني الذي وصفته الروايات الشريفة باهدى الرايات و أنتظار صوت الصيحة و وقوعها و عند ذلك ينصرون الإمام المهدي (ع) .... أقول هذا الكلام غير تام لسببين فأما الاول فهو إذا فرضنا أننا كنا ننتظر حدوث الصيحة و حدثت فعلا فماذا نفعل عند ذلك ؟ اين نذهب ؟ و من يدلنا ؟ على الإمام المهدي (ع) ؟ و هو لم يظهر بعد فأن وقوع الصيحة سابق كما هو معلوم لقيام الإمام المهدي (ع) و الأمر الأخر هو ما مدى صحة عملنا هذا في انتظار الصيحة و تركنا لنصرة الإمام (ع) بعد التحاقنا بدعوة اليماني التي تكون قد سبقت الصيحة في حدوثها علما أن الباقر (ع) يقول أن الملتوي عليه من أهل النار فقد ورد عنه عليه السلام ( و ليس في الرايات اهدى من راية اليماني فهي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم و إذا خرج اليماني فانهض إليه فان رايته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار لانه يدعو الحق و إلى طريق مستقيم ) .
انظر عزيزي القارئ إلى مدى مدح الإمام الباقر (ع) لدعوة اليماني و كيف بين أن الملتوي عليه من أهل النار فكيف بمن ترك نصرته و هو الداعي إلى الحق و إلى الأمام (ع) كما ذكرت ذلك الرواية الشريفة و كيفانه يهدي إلى طريق مستقيم لذا فان من الواجب الالتحاق بدعوته و عدم التخلف عنها لعذر أو لأخر متجاهلين قول الإمام الباقر(ع) عندما يقول ( و إذا خرج اليماني فأنهض إليه) و بعد هذا البيان يتضح أن من ترك و تخلف عن الالتحاق بدعوة اليماني بحجة انتظار الصيحة فهو قد وقع في المحرم المنهي عنه و بذلك يكون من الملتوين عليه المستحقين لعذاب النار و العياذ بالله .
قتل النفس الزكية : -
حيث أننا لا نستفيد من وقوع هذه العلامة إلا للدلالة الأكيدة و القريبة جدا من قيام الإمام المهدي (ع) حيث أن قتل النفس الزكية لا يكون بينه و بين قيام الإمام (ع) أكثر من خمسة عشر ليلة كما ذكرت ذلك الروايات ففي غيبة الطوسي عن صالح قال ( سمعت أبو عبد الله (ع) يقول : ليس بين قيام القائم و بين قتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة ) .
الخسـف بالبيداء : -
و لا نستفيد منه إلا الدلالة والاشارة على أن الإمام قد ظهر و أشرق نوره على المعمورة و طلعت شمسه المضيئة لتكشف لنا دجى الليل المظلم أما اهم العلامات و اكثرها فائدة هي ( ظهور اليماني ) فأننا إضافة إلى ما نستفيده من الدلالة على القيام المقدس نستفيد أيضا فائدة في غاية الأهمية و هي أننا إذا علمنا بظهور اليماني أمكننا الألتحاق به و نصرته فانه هو صاحب دعوة الإمام (ع) و صاحب الدعوة للحق و هو الذي يدلنا و يأخذ بأيدينا إلى نصرة الإمام المهدي (ع) و التشرف بلقائه و خدمته و نصرته و الالتحاق بجيشه فقد ورد في الروايات الشريفة انه يدعو إلى الحق و إلى طريق مستقيم و يدعو إلى الإمام المهدي (ع) و نصرته كما أن دعوته اهدى الدعوات جميعا لانه كما قال الشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور ( أن ثورة اليماني اهدى لأنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي (ع) و تكون جزءاً مباشراً من خطة حركته (ع) و أن اليماني يتشرف بلقائه (ع) و يأخذ توجيهه منه ) .
و مـــن هـــنـــا تــــبــــرز جليا الفائدة الكــــــبــــرى من هـــذه العلامة الحــتـــمـــية .
ثقافة عامة
حكم من الكتاب المقدس
1 – مثل الزارع :
و قصده الناس من كل مدينة فلما تجمع منهم جمهور كبير بمثل قال : ( خرج الزارع ليزرع و بينما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب الطريق فداسته الأقدام و أكلته طيور السماء ، و وقع بعضه على الصخر فلما نبت يبس لأن لا رطوبة له ، و وقع بعضه بين الشوك فطلع الشوك معه و خنقه ، و من ماوقع على ارض طيبة ، فنبت واثمر مئة ضعف ) و صرخ يسوع ( من كان له أذنان تسمعان فليسمع ).
و سأله تلاميذه عن مغزى هذا المثل فأجاب (أنتم أعطيتم معرفة أسرار ملكوت الله و أما غيركم فنكلمهم عليها بالأمثال حتى إذا نظروا لا يبصرون و أذا سمعوا لا يفهمون .
تفسير مثل الزارع :
الزرع هو كلام الله و ما وقع منه على جانب الطريق هم الذين يسمعون كلام الله فيجيء إبليس و ينتزع الكلام من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا . و ماوقع منه على الصخرة هم الذين يسمعون كلام الله و يقبلونه فرحين و لكن لا جذور لهم فيؤمنون إلى حين و عند التجربة يرتدون و ما وقع منه بين الشوك هم الذين يسمعون كلام الله و لكن أنصرافهم إلى هموم الدنيا و خيراتها و ماذاته يخنقه فيهم فلا ينضج لهم ثمر وأما الذي وقع في الأرض الطيبة فهم الذين يسمعون كلام الله و يحفظونه بقلب طيب صالح فيثمروا بثباتهم .
2 – أم يسوع و أخوته : -
وجاء إلى يسوع أمه و اخوته فتعذر عليهم الوصول لكثرة الزحام ، فقال له بعض الناس أمك و اخوتك واقفون في خارج البيت يريدون أن يروك ، فأجابهم " أمي وأخوتي هم الذين يسمعون كلام الله و يعملون به " .
3 – الشجرة و ثمرها : -
الشجرة الجيدة لا تحمل ثمرا رديئا و الشجرة الرديئة لا تحمل ثمرا جيدا كل شجرة يدل عليها ثمرها ، فأنت لا تجني من الشوك تيناً ، و لا تقطف من العليق عنباً ، الإنسان الصالح من الكنز الصالح و الانسن الشرير من الكنز الشرير ، في قلبه يخرج ماهو شرير لأن من فيض القلب ينطق اللسان .
4 – إدانته الآخرين : -
( لا تدينوا , فلا تدانوا , لا تحكموا على احد , فلا يحكم عليكم , اغفروا يغفر لكم , اعطوا تعطوا : كيلا مملوءا مكبوسا مهزوزا فائضا تعطون من احضانكم , لانه بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ) وقال لهم يسوع هذا المثل ( ايقدر اعمى أن يقود اعمى ؟ إلا يقع الاثنان معا في حفرة ؟ ما من تلميذ اعظم من معلمه كل تلميذ أكمل عمله يكون مثل معلمه .
5 – لماذا تنظر إلى القشة في عين اخيك و لا تبالي بالخشبة في عينك ؟وكيف تقدر أن تقول لاخيك : ( يا اخي دعني اخرج القشة من عينك أولا , حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين اخيك .
6 – الصوم : وقال بعضهم ليسوع : ( تلاميذ يوحنا يصومون ويصلون كثيرا ومثلهم تلاميذ الفريسيين , أما تلاميذك فيأكلون ويشربون , فأجابهم يسوع ( أتقدرون أن تجعلوا أهل العريس يصومون , والعريس بينهم ؟ ولكن يجيء وقت يرفع العريس من بينهم , وفي ذلك الوقت يصومون )
7 – السراج : ( ما من احد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء أو يضعه تحت سرير , بل يضعه في مكان مرتفع ليستنير به الداخلون فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس , فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله , لان من له شيء يزاد , ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى يضنه له ) .
8 – مثل الخروف الضائع : ( وكان جباة الضرائب والخاطئون يدنون من يسوع ليسمعوه ,فقال الفريسيون و معلمو الشريعة المتذمرين ( الرجل يرحب ويأكل معهم ! ) فكلمهم بهذا المثل ( من منكم إذا كان له مئة خروف فاضاع واحدا منها , لا يترك التسعة والتسعين في البرية ليبحث عن الخروف الضائع حتى يجده ؟ فإذا وجده حمله على كتفه فرحا ورجع إلى البيت ودعا أصدقائه وجيرانه وقال لهم :افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضائع ! أقول لكم هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون للتوبة ) .
أمير المؤمنين (ع) علي راعي الفضل
أن لفضائل أمير المؤمنين (ع) الأثر البالغ في التربية الإسلامية وبناء المجتمع الإسلامي على الفضائل والقيم السماوية السمحاء , وكيف لا ؟ وان مؤسسها ومعلمها هو علي بن أبي طالب (ع) فكان راعي الفضل في امة محمد (ص) ومؤسس المدرسة الاخلاقية الكاملة لاتباع رسول الله على مدار الزمان واختلاف المكان وتواتر الاجيال فالكل ينهل من منهل أهل البيت (ع) وباب مدينة علم رسول الله عز وجل فكانت من ضمن الفضائل التي صدرت من أبي الفضل والاباء ( علي أمير المؤمنين (ع) سماحته مع معارضيه ... فقد روي أن أمير المؤمنين قال لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلى العمرة : لا والله ما تريدان العمرة وإنما تريدان البصرة , فكان الأمر كما قال وقال (ع) ( في خطبة له في ذي قار مصرحا عن سماحة الإسلام وعظمة سياسته الداعية إلى اتاحة الحريات للاخرين حتى للمعارضة : - وبايعني طلحة والزبير وانا اعرف الغدر في وجهيهما والنكث في عينيهما , ثم استأذنا في العمرة فاعلمتهما أن ليس العمرة يريدان , فسارا إلى مكة واستخفا عائشة وخدعاها وشخص معها من ابناء الطلقاء فقدموا البصرة وقتلوا فيها المسلمين وفعلوا المنكر ويا عجبا لاستقامتهما لابي بكر وعمر وبغيهما علي وهما يعلمان إني لست دون احدهما ولو شئت أن أقول لقلت , ولقد كان معاوية كتب اليهما من الشام كتابا يخدعهما فيه فكتما عني وخرجا يوهما الطغام انهما يطلبان بدم عثمان ) فنرى جليا موقف أمير المؤمنين (ع) من مبغضيه ومعارضيه فلا يسل السيف عليهم أبدا الا بعدما يسلون سيوفهم على الإسلام وبعدما يحاربون الله وشرعه ودينه لا من اجل نفسه حاشاه ولا بسبب غضبه لنفسه إلا وهو القائل يا دنيا طلقتك ثلاث لا رجعة فيك , وهنا نعلم أن غضب علي (ع) كان غضبه لله وان قاتل فهو من أجل الله وان عفى فالله فسبحان الله لحلم أمير المؤمنين (ع) من عارضه وهو يعلم أنهم أخيرا سوف يقاتلونه ولكن لم يبدأهم القتال ولا التصفية بالسيف قبل المعركة رغم معرفته الإلهية بنواياهم وبواطن أنفسهم الشريرة ومع ذلك فقد بينها لهم لتكون عليهم حجة وبرهان وانذار قبل وقوع السيف إلا وهو القائل (ع) لا يكون القصاص قبل الجناية ,ونرى وجه أخر للفضل عند أمير المؤمنين (ع) وسيد الفضل كله وعندما نقرا هذه الرواية ونترك للقارئ اللبيب أن يدرك بنفسه مدى فضل علي (ع) على الدين . ( قد ورد انه بعد واقعة الجمل قالت صفية بنت حارث زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي للإمام علي (ع) يا قاتل الأحبة يا مفرق الجماعة! فقال الإمام علي (ع) إني لا ألومك أن تبغضيني يا صفية وقد قتلت جدك يوم بدر وعمك يوم احد وزوجك الآن , ولو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت , ففتش فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير ) ولا يخفى أن القتل في ميدان الحرب ودفاعا عن المسليمن عند أمير المؤمنين (ع) فنرى انه قد تسامح مع معارضيه رغم أنهم اختبئوا في البيوت القريبة على أمير المؤمنين (ع) ونرى تسامحا أخر لامير المؤمنين (ع) تجاه من يجهل حقه وتجاوز عليه وخصوصا عندما نقرا ونتمعن في رواية صاحب التمر ففيها ( عن أبي مطر البصري : أن أمير المؤمنين (ع) مر بصاحب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال (ع) يا جارية ما يبكيك ؟ فقالت :بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمرا فاتيتهم به فلم يرضوه ,فلما اتيته به ابى أن يقبله ,قال : يا عبد الله أنها خادم وليس لها أمر فاردد اليها درهمها وخذ التمر فقال إليه الرجل فلكزه (هو الدفع بالصدر) فقال الناس هذا أمير المؤمنين !فربى الرجل ( أخذه الربو في الصدر ) واصفر ورد التمر ورد إليها درهمها ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ارض عني , فقال (ع) ما أرضاني عنك أن اصلحت امرك وبهده الاخلاق وهذه الصفات والفضائل وهذه الكرامات الربانية و الكمالات الإلهية لشخص أمير المؤمنين (ع) لهو السبب في دخوله القلوب قبل البيوت وكونه الاب للمؤمنين قبل أن يكون الإمام لهم فهو أبو الايتام واخو الارامل فلم يكن لديه فقط الحسن والحسين (عليهم السلام ) فان كل ايتام المسلمين له ابناء فنرى كرم وجود أمير المؤمنين (ع) في حضرة رسول الله (ص) عندما نقرا هذه الرواية ( ينقل أن رسول الله (ص) اعطى العباس بن مرداس اربعا من الابل فسخطها وانشأ يقول :
اتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة و الاقرع
فما كان حصن ولا حابس يفوقان شيخي في المجمع
وما كنـــــــــــت دون أمـــرئ منــــهما ومن تضــــــع اليــوم لم يــــــرفع
فبلغ النبي (ص) قوله فاستحضره وقال له : أنت القائل :
اتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينه والاقرع ؟ فقال أبو بكر بابي وامي لست بشاعر .فقال وكيف ؟ قال بين عيينة والاقرع . فقال رسول الله (ص) لامير المؤمنين (ع) قم واقطع لسانه ! قال : فقال العباس بن مرداس : والله لهذه الكلمة اشد علي من يوم خثعم حين اتونا في ديارنا فأخذ بيدي علي أن أبي طالب (ع) فانطلق بي ولو ادري أن أحدا يخلصني منه لدعوته . فقلت يا علي انك لقاطع لساني ؟ قال : إني لممض فيك ما امرت . قال : ثم مضى بي , فقلت : يا علي انك لقاطع لساني ؟ قال إني لممض فيك ما امرت . قال فما زال بي حتى أدخلني الحظائر فقال : لي اعقل ما بين اربعة إلى مائة قال: فقلت : بابي أنت وامي وما أكرمك و أحلمك وأعلمك )فهذا هو كرم أمير المؤمنين (ع) وهذه هي فضائل وهذه هي الكلمات القاصرة وفي حضرة أمير المؤمنين (ع) فعذرا لك يا ابتي يا أمير المؤمنين (ع) فلم يستطع اللسان من وصفك ولا الكلمات من احتواء فضلك .
عالم يغسل اقدام طلابه
في الكافي قال عيسى بن مريم (ع) ( يا معشر الحواريين لي اليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح الله فقام وغسل اقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال أن أحق الناس بالخدمة العالم أنما تواضعت هكذا لكي تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال عيسى (ع) بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا بالجبل ).
وهذه القصة تكشف لنا في الحقيقة عن حكمة بالغة وصفة قلما نجدها في العلماء لقد بين لنا نبي الله عيسى (ع) أن العلماء هم أحق الناس بالتواضع لذلك تراه فعل هذا الأمر مع حوارييه ليخبرهم أن عليهم بالتواضع فهم العلماء بعده ثم أن من الأمور التي تتحصل بها الحكمة ويزداد بها العلم هو التواضع لا التكبر أن هذه القصص تكشف لنا عظمة أولئك الرجال الذين كانوا أبطالها وليس عيسى بن مريم (ع) أفضل من محمد واله (ص) فهم قد ضربوا العجائب بأفعالهم التي لا يلحقهم بها احد وما ذلك لنفس الحكمة التي قالها عيسى لحوارييه فأنهم ارادوا العلماء أن يتواضعوا في الناس كما أراد عيسى من الحواريين ذلك والحقيقة يا سادتي يا أهل بيت النبوة أننا وللأسف لا نجد ذلك الشيء الذي اردتموه في رجال الدين والعلماء الذين تصدوا لخدمة الناس في أمر الدين كما يفترض ولا ندري لماذا . الم يامرهم الله بالتأسي بالانبياء والأئمة والصالحين قال تعالى ( ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) وأننا وللأسف الشديد لا يمكننا الدخول إلى مكاتبهم فضلا عن رؤيتهم والتحدث معهم ولا ادري ما السبب في ذلك نحن لا نريد من العلماء أن يغسلوا اقدام طلبتهم كما فعل عيسى وهو افضل منهم ولا مقارنة بينه وبينهم لكي يتعلموا الطلبة منهم أننا نريد منهم فقط أن يشعروا بمعاناتنا ويلبوا رغبتنا نريد أن نرى فيهم عدل علي وسخاء الحسن والحسين و أبائه نريد أن نرى فيهم عبادة السجاد وخشوعه نريد أن نرى فيهم علم الباقر وولده وصدقه نريد أن نرى فيهم صبر الكاظم وعفة الرضا عن المناصب وتقوى الجواد ونقاء الهادي وتمهيد العسكري وثورة المهدي فان قادتنا هم من يسيرون بسيرة أمير المؤمنين والأئمة من ولده فإذا كان ذلك كان حقيق علينا أن نفخر بهم كقادة وسادة .
طرائف علمية
الرقم 13 يعتبر رقما سعيدا ويجلب الحظ في ايطاليا وتتزين الفتيات بطلاسم تبرز هذا الرقم للحماية من الشر وطرده .
يروي أن ديكا باض بيضة سنة 1474 في مدينة بال السويسرية وصارت البيضة حديث الناس ونظرت مسألة الديك وبيضته أمام المحكمة التي صدرت حمكا بإعدام الديك حرقا لانه جاء بعمل مناف للطبيعة ومضاد لها وطبعا أحرقت البيضة كذلك .
في عام 1705 وصل قرد على متن زورق صغير إلى شاطئ وست هارتبول بانجلترا .... فقضت محكمة عسكرية بأعدام شنقا بتهمة التجسس لحساب فرنسا .
لو أحصينا عدد الدجاج على الأرض لتبين أن هناك دجاجتين لكل فرد من سكان الأرض .
السم المميت الذي يفرزه اخطر أنواع قنديل البحر الذي يعيش قرب سواحل استراليا يقتل رجلا خلال مدة لا تتجاوز أربع دقائق ومع ذلك فهذا الحيوان الرخوي البحري تلتهمه السلاحف البحرية التي يشبه فمها المنقار دون أن يلحق بها أي أذى .
هل تعلم
- هل تعلم أن الناس يفترقون عن القائم بعد قيامة ولا يبقى منهم إلا النقباء .
( إثبات الهداة ج3 ص45 ) عن أبي عبد الله (ع) قال : ( كأني بالقائم (ع) على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من جيب قبائه كتابا مختوم بخاتم ذهب فيفكه ويقرأه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبقى إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه واني لأعرف الكلام الذي يتكلم به )
- هل تعلم انه يخرج مع القائم عصابة من السودان ( كتاب إثبات الهداة ج3 ص452 )عن أبي عبد الله (ع)( لا تشتر من السودان أحدا فان كان ولا بد فمن النوبة – إلى أن قال – وسيخرج مع القائم عصابة منهم ) .
- هل تعلم أن ربح المؤمن على المؤمن ربا في زمن الظهور ( إثبات الهداة ج3 ص 455 9 سأل أبا عبد الله (ع) عن الخبر الذي روي أن من كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن فانا منه برئ فقال ( ذلك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت. قلت فالخبر الذي روي عن ربح المؤمن على المؤمن ربا ما هو ؟ فقال : ذلك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت فأما اليوم فلا باس أن يبيع من المؤمن ويربح عليه) .
عجائب وغرائب
الضفادع تشرب بجلدها:
تستطيع الضفادع أن تمتص الماء بجلدها ..وتستطيع أن تمتص الماء من ورق منديل مبللة بالماء .
الدودة :
لديدان الأرض مقدرة على تجديد اجزائها المفقودة ... فإذا قسمت الدودة إلى قسمين أو أكثر إثناء مشيها يستطيع كل جزء أن يعيش مستقلا ..بل وينمو ويعوض الجزء الذي فقد منه .
شهادة ميلاد لكل بقرة :
لكل بقرة في سويسرا شهادة ميلاد وتسجل في دفاتر الحكومة كما يسجل الناس وإذا حدث لها حادث تتولى الحكومة التحقق فيه بالضبط كما يحدث في حالات الأفراد العاديين .
النملة تشم بأرجلها : !!!
نعم .. يؤكد بعض علماء الحشرات أن النملة تستطيع أن تهتدي بأرجلها إلى رائحة المكان الذي سبق أن قصدته وتستطيع أيضا أن تتبين الروائح بمفاصل قرونها ولكن إقامة الدليل على هذه المسألة يحتاج مشاهدة دقيقة .
بوش يدعي التمهيد للسيد المسيح (ع)
لقد عاش أهل الغرب حياة التحلل والانحراف متناسين ومبتعدين عن كل تعاليم الأديان السماوية والفطرة التي غرسها الله في النفس الإنسانية فتراهم قد خرقوا القوانين وجعلوها تتلائم فتراهم قد خرقوا القوانين وجعلوها تتلائم مع اهوائهم وميولهم ونزعاتهم النفسية ونتيجة لذلك فقد فشي الفساد في بلادهم وانتشرت جرائم القتل والزنا واللواط والمحرمات بانواعها وحدث التحلل الاسري وتفكك المجتمع وانهارت القيم في المجتمع الغربي واختلت الموازين وهكذا فاننا نجد بعض رجالات الغرب و البارزين منهم والذين يعتبرهم البعض قادة من الطراز الاول وهم بالفعل دعائم لنشر الفكر المنحل والفساد في المجتمع عن طريق مؤسساتهم السياسية ونفوذهم . ونتناول في هذا البحث رجل من اكبر قادة الغرب كما يحلو للبعض تسميته بالتاريخ المعاصر ( جورج بوش ) الابن رئيس الولايات المتحدة الامريكية فقد كان بوش يعيش حياة التحلل التي استحوذت على معظم الامريكيين حيث كان يرتدي البار كل يوم فقد كان مدمن للخمور واستمر على هذا الحال لسنوات طويلة حتى السابع والعشرين من يوليو 1986 .م حينما احتفل بعيد ميلاده الأربعين مع الاصدقاء والكثير من الخمور في اليوم التالي كان بوش يشعر بدوار شديد من اثر الخمور فاقسم أن يمتنع عن تلك المشروبات وقد ذكر في كتابه ( مقدمة في الاصولية المسيحية في امريكا ...) لمؤلفه عادل المعلم ( تقول زوجته لورا : انه كان متردد في تنفيد هذا القرار لمدة عام ولكنه كان يرتد إلى معاقرة الخمر في احد الأيام وفي نهاية اسبوع طويل من حفلات الشرب الصاخبة استيقظ ثم نظر إلى المرآة إلى القيء الذي يغطي وجهه . جثا على ركبتيه داعيا الرب أن يساعده . أن أمريكا لتحب مثل هذه القصص قصة (عودة الابن الضال ) عند ذلك اقلع بوش عن شرب الخمر وكان الفضل يعود إلى زوجته لورا والى بيلي جراهام المعلم المسيحي صاحب النجم الاكبر فقد قال بوش ( أن جراهام زرع بذور الخردل في قلبي وبدأت أتغير )وبهذا فقد أصبح بوش مسيحيا متدينا وراح يتردد على الكنيسة ويقرا الكتاب المقدس وصار من المتعصبين جدا للديانة المسيحية , لقد صرح بوش ذات مرة لمراسل يهودي : ( أن الذين يؤمنون بالمسيح فقط هم الذين سيذهبون إلى الجنة ) وقد تحدث ذات مرة عن إحدى سفراته وزوجته لورا إلى إسرائيل فقال ( قد قمنا بزيارة الحائط الغربي وكنيسة القيامة المقدسة وذهبنا إلى بحر الجليل ووقفنا على قمة التل حيث ألقى المسيح موعظته من فوق الجبل وكان شعور استحوذ على كل ملكاتي أن أقف في نفس المكان الذي ألقيت منه أشهر موعظة في تاريخ العالم المكان الذي رسم السيد المسيح شخصية وسلوك المؤمن وأعطى الحواريين والعالم الغبطة والقانون الذهبي وصلاة الرب ) ومن هذا الكلام وغيرة يتبين لنا كيف انه من المؤمنين بالديانة المسيحية وبالسيد المسيح (ع) كما انه من المتعصبين لذلك الدين . كما أن أصدقائه المقربين له في الرئاسة الأمريكية هم أيضا من عوائل دينية ولهم ارتباط بالكنيسة ( فقد كان والد كونداليزا رايس واعظا في الاباما ) وكان رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي من اقرب أصدقاء جور بوش وكان هو أيضا سائرا على معتقدات بوش ومؤمنا بها لقد كان يؤمن هؤلاء الثلاثة بان الدين المسيحي يجب أن ينتشر في جميع أنحاء العالم وان السيد المسيح سوف يأتي من جديد ليصلح الأرض وتقام الدولة المسيحية الكبرى . لذا فهم كانوا يتحركون ضمن معتقداتهم و إيمانهم وقد عاب عليهم الكثير من ساسة الغرب تحركاتهم هذه التي لا تتلائم والوضع السياسي الذي يعيشه العالم اليوم فقد قيل عن بوش ( انه أسير لمعتقداته الدينية التي تجعله غير مدرك لتعقيدات الموقف العالمي ) كما قيل عنه ( يبدو جورج بوش جادا بشأن قضيتين إيمانه بعيسى المسيح وإبرازه القوى الامبريالية ) لقد كان بوش يحاول نشر المسيحية في كل العالم ويهدف إلى جعل الناس كلهم مسيحيين فانه يعتقد أن الدين المسيحي هو افضل الأديان على الاطلاق وشريعته هي افضل الشرائع وتعاليمه هي اسمى التعاليم لذا فقد قاموا بالحملات التبشيرية للمسيحية والتبشير للسيد المسيح ومحاولة جعل الناس كلهم مسيحيين وقد ورد في كتاب ( المقدمة الاصولية المسيحية في امريكا ) أن الارساليات الايفانجليكية لم تحقق رغبتها في تحويل المسلمين إلى المسيحية وبناء على ذلك أنهم لم يتوانوا من اجل نشر الدين المسيحي واستقطاب الناس لاعتناق المسيحية كافة بما في ذلك المسلمين وبالمقابل فان امريكا ورجالها ورئيسها بوش يسعون إلى قمع الدين الإسلامي والحيلولة دون انتشاره كما أنهم يحاولون أن يغيروا المسلمين إلى الديانة المسحية كما وانهم يحاولون وبكل قدراتهم تشويه سمعة الإسلام من اجل انجاح مخططاتهم وإلصاق التهم بالإسلام ووصفه بدين الإرهاب ووصف معتنقيه بالارهابين والواجب التعامل معهم بحذر شديد بل بجب تجريدهم من السلاح وتدمير البنى التحتية التي تقوم عليها الدولة الإسلامية وزعزعة الامن في بلاد المسلمين وزرع الفرقة والطائفية بينهم ليكونوا مشغولين فيما بينهم بحروب داخلية فقد قال فرانكين جراهام وهو يعض الكهان : ( أن الإسلام كله دين شرير على نحو استثنائي وبشكل يستحق التوبيخ ) وقال جيري فالويل ( أن محمدا إرهابيا ) بينما قال روبرسون القس صاحب إمبراطورية الدعوة – والذي رشح نفسه للرئاسة في أخر ثمانينات القرن العشرين قال ( محمد لص و قاطع طريق )فانظر عزيزي المسلم إلى أعداء الإسلام كيف يكيلون بمكيالين فمرة يدعون حرية الأديان وان للمسلمين الحرية في ممارسة دينهم و اخرى يحاربون الإسلام والمسلمين ويطلقون التهم على قادة الإسلام و بالأخص على نبي الإسلام محمد (ص) إلا لعنة الله عليهم ونحن للأسف الشديد نتعامل معهم كأنهم أصدقاء لنا وبلادنا بل أننا من دعاهم و للأسف الشديد لدخول البلاد الإسلامية بحجة أو بأخرى و تناسينا قول رب العالمين سبحانه (يا أيها الذين امنوا لا تركنوا إلى الذين كفروا فتمسكم النار ) .
بوش والتمهيد للمسيح (ع) :-
يعتقد الكثير من المتدينين المسيحيين بان المسيح سوف ينزل في أخر الزمان ليقيم لهم الدولة العالمية وهذا ما عليه اعتقاد كافة المسلمين حيث يعتقدون نزول المسح عيسى بن مريم (ع) ولكن لا يقيم الدولة المزعومة كما يقول المسيحيين بل انه يكون وزير للإمام المهدي (ع) وهذا ما صرحت به كتبهم وأعلنه كبار قادتهم فقد ورد في كتاب جورج بوش (مهمة للأداء) لأحقق إرادة خالقي ) قال في الكتاب ( لم أكن استطيع أن أصبح حاكما ما لم أؤمن بخطة إلهية تنسخ كل الخطط البشرية ) يريد بالخط الإلهية التمهيد لنزول عيسى (ع) وقد أعلن جراهام أن البديل الوحيد للشيوعية هو الخطة التي أرادها في الكتاب المقدس وان البشر سينقلون من مشكلة لأخرى حتى يأتي المسيح . وبعد خطاب جراهام قام ريجان في حفل غداء على شرفه حضره كبار مسئولي الولاية كما حضره والت هانسون مدير مكتب جراهام ويحكي هانسون عن الحوار التالي : ريجان : هل تعتقد أن يسوع المسيح سيأتي سريعا وما مؤشرات ذلك أن كان سيحدث ؟ جراهام :المسيح يقف خلف الباب و سيدخل في أي وقت .... وقد نشرت مجلة دير شبيجل الالمانية في 17/2 / 2003 م بقلم هانز هوينج وجيرها رد شبورل جاء فيه : ( بمهاجمة بغداد يسعى الرئيس الامريكي جورج بوش إلى تلبية أمر إلهي في الولايات المتحدة شديدة التدين لم يكن هناك مثل هذا الرابط العميق بين المصلح القومي والأصولية يطالب المسيحيين المتعصبين بحرب صليبية ضد الإسلام ) والمقصود من الأصولية الديانة المسيحية المتعصبة . ومن هنا فان بوش كان يسعى من خلال حروبه في الشرق الأوسط والعراق محاولته غزو سوريا عسكريا من اجل ارض الله كما يقول . والتمهيد للسيد المسيح لكي يخرج ويقود العالم كما يعتقدون . ومن هنا أقول أن هؤلاء الضالين المنحرفين عن طريق الله وعن شريعة السيد المسيح نفسه الذين يدعون بانهم مؤمنين به ويمهدون له وينتظرون خروجه وعودته بينما نحن المسلمين وللأسف الشديد نتناسى أمر الإمام المهدي (ع) ودعوته من الغيبة وظهوره المقدس ونحن كما هو معلوم نؤمن بأفضل الأديان كلها ونعتقد بنبينا انه خاتم النبيين وسيدهم وأشرفهم وأكرمهم على الله نحن الذين نعتقد بظهور الإمام المنصور الذي يقيم العدل وينشر السعادة ويقضي على الظلم ولم نسمع يوما من اجل التمهيد للإمام (ع) والإعداد له والتهيؤ لنصرته سلام الله عليه في حين نجد هؤلاء المجرمين مؤمنين بقضيتهم ودينهم ونحن عن قضايانا وديننا غافلين منشغلين .
تعليقات
إرسال تعليق