العدد الاربعون
منارالقران
نظرية العنصر الخامس في أصل التكوين
طرح آرسطو نظريته الشهيرة في أصل التكوين ، فأثبت حينها ان أصل تكوين الجسم الانساني من أربعة عناصر هي : الماء والتراب والنار والهواء ، ونحن نقول ان هذه النظرية ناقصة وغير تامة ، فهناك عنصر أساسي وهام في عملية تكوين جسم الانسان الا وهو عنصر النور ، بل ان النور هو أصل الخلق قبل كل شيء . قال تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} النور 35.
صحيح ان اصل خلق الانسان متكون من اربعة عناصر ويتجلى ذلك بيناً في قوله تعالى {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }الرحمن14 . فالصلصال هو من الماء والطين أي ماء مصلصل والفخار يتكون من التراب الممزوج بالماء المتصلصل والذي يكّون الطين اضافة الى النار والهواء ، ولكن النور يدخل في أصل تكوين هذه العناصر الاربعة ، وقد اثبت العلم الحديث وجود النور في جميع هذه العناصر ، بل ان كل جسم مادي له نور ، ورسول الله (ص) يقول : ( اول ما خلق الله نوري ) بحار الانوار ج1 ص97.
وورد ايضاً عنه (ص) في جواب عمه العباس عن كيفية الخلق : ( .... فلما أراد الله تعالى ان ينشيء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري افضل من العرش ....) البحار ج37 ص82.
ولكل عنصر من هذه العناصر مدخلية في جسم الانسان ، فالماء له مدخلية في الدم ، والهواء في الشهيق والزفير ، ومدخلية التراب في اللحم ، ومدخلية النار في المعدة والبناء ، فعملية بناء الجسم كعملية الطبخ ، أما النور فمدخليته الرئيسية في البصر اضافة الى وجود النور اصلاً في العناصر الاربعة ، وقد ورد في مناظرة الامام الصادق (ع) مع الطبيب الهندي حيث سأله (ع) عن سبب عدم وجود شعر في جبين الانسان ، فقال : لا ادري ، فأجابه الامام (ع) قائلاً : لأنها تستقبل فيض النور وتوزعه فتعطيه للعين كي تبصر.
ولربما كثير من أجهزة الجسم تعمل بواسطة النور ، وقد أثبت علماء العصر الحديث ان جميع المخلوقات فيها كهرومغناطيسية ، وان جسم الانسان محاط بهالة من الكهرومغناطيسية واكتشف العلم ايضاً ان كل اعصاب الجسم البشري فيها كهربائية ونورانية ، وقد توصل العلماء بعد اكتشاف قانون الاشعاع الى حتمية وجود النورانية في كافة الموجودات أي ان ذلك ينطبق على الاجسام المعتمة ايضاً ، وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه ابتداءاً . وقد ثبت ايضاً ان عملية الحسد تكون بخروج حزمة ضوئية عالية من العين ، ولذلك شاع عند الناس وضع الشذرة الخضراء للأمن من الحسد لأنها تشتت البصر ، وأيضاً يضعون حذوة الفرس لأنها تصد هذه الاشعة الخارجة من الجسد ، والمعروف ان الحاسد بعد الحسد يتعب جسده تماماً ، وامير المؤمنين (ع) يقول : ( سلامة الجسد من ترك الحسد).
وهناك علاقة وطيدة بين القلب والعين ، فالبصيرة من القلب والابصار من العين ، وهناك تناسباً طردياً بينهما ، فكلما ازدادت بصيرة القلب توقد بصر العين ، والعكس بالعكس ، وخير شاهد على ذلك قوله تعالى { َإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46. أما عملياً فيمكننا القول بأن ازدياد نترات الحديد في القلب يؤدي الى ازدياد البصيرة وبالتالي زيادة قوة البصر ، وتكون أقوى حالات البصيرة والابصار عند لحظات الموت ، فأن الله عز وجل يكشف للأنسان قبل موته عن الحجب الموجودة فيرى الامور على حقيقتها ، فتخرج من عينيه حزمة هائلة من النور فيكون عندها حاد البصر وثاقب البصيرة . قال جل وعلا {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22.
ان اصل خلق الملائكة من النور ، وقد ذكرت لنا الاحاديث والروايات الشريفة ان الانسان عندما يوفقه الله تعالى يترقى في بعض الحالات ليكون افضل من الملائكة ، فكيف يكون ذلك لولا وجود النورانية في جسم الانسان ، بل لا يمكننا القول بذلك الا بوجود النور كعنصر اساسي في الجسم البشري ، والا فأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وليس من الممكن للجسم الخالي من النور ان يتفضل ويتقدم على من هومخلوق أصلاً من النور.
الكشف عن عملية الإنبات المتواصلة في الخلق البشري
قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20. تعددت آراء المفسرين في تفسير هذه الآية المباركة ، فقد ذكر صاحب تفسير التبيان في تفسير هذه الاية قال : قال تعالى ( ومن آياته) اي ادلته الواضحة (أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ) يعني انه خلق آدم الذي هو أبوكم واصلكم (ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) من نسله وذريته ، وتتفرقون في أطراف الارض . وقال صاحب تفسير كنز الدقائق : ومن آياته ان خلقكم من تراب ، أي في أصل الإنشاء ، لانه خلق اصلهم منه . ثم اذا انتم بشر تنتشرون : ثم فاجأتم وقت كونكم بشراً منتشرين في الارض . وقال صاحب تفسير مقتنيات الدرر في هذه الاية :( ومن آياته أن خلقكم من تراب) أي خلق آدم الذي هو أبوكم واصلكم من تراب ثم خلقكم منه (ثم اذا انتم) ذرية (بشر تنتشرون) من لحم ودم تنبسطون في الارض وتنصرفون على ظهرها وتتفرقون في اطرافها . اما صاحب تفسير الميزان فقد قال في هذه الاية : المراد بالخلق من تراب انتهاء خلقة الانسان الى الارض فإن مراتب تكوّن الانسان من مضغة او علقة او نطفة او غيرها من مركبات ارضية تنتهي الى العناصر الارضية . ومنهم من جمع بين الرأيين ، فقد ذكر صاحب التفسير الجديد في هذه الاية : ومن آياته ان خلقكم من تراب ، أي من آدم واصله تراب . او المراد انكم مخلقون من النطفة وهي الاغذية الخارجة من الارض . وقد ذهب صاحب تفسير تقريب القرآن الى نفس الرأي فقال :(ومن آياته) اي ادلته الدالة على وجوده وسائر صفاته (ان خلقكم) ايها البشر (من تراب) فالتراب ينقلب نباتاً ، وحيواناً ، يأكلها الانسان ، فيصيران منياً ثم جنيناً انساناً (ثم) بعد ان كنتم تراباً (اذا انتم بشر تنتشرون) في الارض، تسيرون وتتجرون . وهذه خلاصة الآراء التي طرحها المفسرون في تفسير هذه الاية .
لو ناقشنا هذه الاراء بشكل موضوعي لوجدناها بعيدة كل البعد عن الواقع ولاتنسجم مع الاية السالفة الذكر ، فإن الله تبارك وتعالى عندما خلق آدم(ع) فسواه ونفخ فيه من روحه اصبح من دم ولحم . قال تعالى :{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29 فقد تمت الخلقة لآدم (ع) ومن بعده اصبح تكوين الجنين من خلال مباشرة الرجل للمرأة واجتماع النطفة مع البويضة ، فقوله تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } ليس المقصود منه ماذكره المفسرون بانها تخص آدم(ع) فقط ومن ثم انتم من خلاله ذرية تنتشرون ، ولا المقصود منها ايضاً ما قاله بأن معناها يعود الى اصل النطفة التي تعود الى التراب ، فالاية الكريمة تتحدث عن عموم البشر المخلوقين اصلاً من التراب أي انهم الان من دم ولحم وليس الكلام عن اصل خلقة آدم(ع) ، والكلام هنا عن اصل نشوء الخلق بعد آدم أي عن استمرارية نشوء الخلق ، والله سبحانه وتعالى يقول :(والله انبتكم من الارض نباتاً) نوح 17، ومن غير الممكن ان تكون الحالة النباتية بدون وجود التراب ، وفي الاية الت تليها قال :( ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً) نوح 18، أي انكم مخلوقين فأخرجكم منها ، وقوله :(والله انبتكم من الارض نباتاً) يعني الانبات ، والانبات هو اخراج النبات من الارض حالاً بعد حال ، والنبات هو الخارج بالنمو حين بعد حين ، وقوله :{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً }نوح17 أي أنشأكم منها ، فكان الانبات للانشاء واستمرارية نشأة الخلق ، والانبات هو أدل على الحدوث والتكوين من الارض . وقوله (من الارض) هنا اي من بعض الارض . اذن فقوله :( خلقكم من تراب) الروم20، يقصد جميع البشر وليس آدم لوحده وهنا يبرز تساؤلاً مهماً مفاده : اين عملية الانبات التي يتكون منها اصل نشوء الانسان مع العلم انها متواصلة مع استمرارية الخلق ؟؟
لقد قدمنا بأن عملية الإنبات والحالة النباتية لاتتم بدون وجود التراب ، وان تواصل عملية الإنبات في تواصل نشأة وتكوين الاجيال ، ويتم ذلك عن طريق عملية المباشرة بين الرجل والمرأة والتي تكون عند إلتقاء الحيمن والبويضة . أقول : يتم ذلك عن طريق عملية المباشرة التي تجمع الحيمن الذكري مع البويضة ويكون الحيمن الذكري حاملاً لذرة من التراب ، وبأجتماع هذه العناصر الثلاثة تتكون (النبتة) والنبتة هي الجنين ، ويطلق على هذه العملية في العلم الحديث تسمية (عملية التخصيب) وهذه التسمية لها علاقة وطيدة مع الارض ، فالارض الصالحة للزراعة تسمى الارض الخصبة ، وعندها تفتقد هذه العملية الى (ذرة التراب) لا تتم عملية التخصيب وبالتالي لاتحدث عملية الانبات مما يؤدي الى عدم تكوين الجنين ، ومن المؤكد ان العلم الحديث إذا ماتوصل في يوم من الايام الى اكتشاف هذه الحقيقة العلمية المهمة والخافية على الناس سيكون ذلك سبباً رئيسياً في علاج الكثير من حالات العقم التي ليس لها علاج حيث اثبتت الفحوصات الطبية التي اجريت على كثير من المصابين بامراض العقم من الطرفين انهم سالمون من حيث (الحيمن والبويضة) ولا يوجد تبرير منطقي يبين السبب الحقيقي وراء عدم تكوين الجنين ، وهذا الامر الذي توصلنا اليه هو من فيض علوم ائمة الهدى(ع) الذين لم يفوتهم امر لم يذكروه ، ولكن الناس يتمسكون بغيرهم تارة ، او لايفهمون مايقولون تارة اخرى ، فقد نقل عن الامام الصادق (ع) قوله :( هناك ملائكة مكلفين بإلقاء ذرة من تراب مع النطفة والبويضة ).
(علماء السوء المضلين في آخر الزمان) يشترون الضلالة بالهدى
قال تعالى { ُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{16} مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ{17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} البقرة -ذكر المفسرون في تصنيفاتهم أن هذه الآيات تخص الكافرين والمنافقين ، وهذا القول لا ينسجم مع السياق العام لهذه الآيات المباركات ، حيث أن المولى عز وجل يذكر هؤلاء الذين إشتروا الضلالة بالهدى فيمثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنوره . فهم كان عندهم هدى أول الأمر لكن ذلك الهدى ذهب بإستبدالهم الضلالة به ، والدليل على إنهم كذلك ما مثلهم به عز وجل في الآية التي تلتها ، وإلا فإن الذي لا يملك الهدى من المؤكد ليس لديه نور الهداية أصلاً ، أي بمعنى آخر لو كان المقصود من ذلك الكافرين أو المنافقين لما مثلهم الله تعالى بهذا المثل في هذه الآية ، لأن الكافر والمنافق يعيشان في ظلمانية مستمرة ، ولا يمتلكان النور الذي يهتديان به حتى يذهبه الله منهما فيتركهما في الظلمات . إن الكثير من المنحرفين الذين وقفوا بوجه الحق بعد أن أصبحوا جنوداً لإبليس لم يكونوا منحرفين إبتدائاً بل إنهم كانوا مقربين من جهة الحق . وقد ذكر لنا التاريخ الأمثلة العديدة التي تؤكد ذلك ، ولكننا لو أجرينا إحصائية لجميع الشخصيات التي انحرفت بعد أن كانت في طريق الهداية لوجدنا سببين رئيسيين يمثلان الدافع الأساسي لذلك الإنحراف ألا وهما الحسد والطمع . ويتبين من الآية الكريمة أعلاه بأن هؤلاء المنحرفين قاموا بشراء الضلالة بالهدى ، والمشتري هو المقبل على البائع فيكون راغباً في شراء السلعة فإنهم كانوا في طريق الهداية قبل الانحراف وكانوا قد قاموا بدعوة الناس إلى الحق . لكن السؤال هنا : لماذا قال ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم في الآية المذكورة ؟ والجواب : لأن النار تمثل الدعوة إلى الحق ، والنور هو خاص ومتعلق بهم ، وهذا ينطبق على الذين إنقلبوا وتقهقروا على أعقابهم بعد موت رسول الله (ص) . قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 -فهؤلاء الذين كانوا مع رسول الله (ص) مصدّقين لدعوته ومعه في أمره ، انقلبوا بعد وفاته فذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون . فمثلاً كأن شيخاً من الأخيار يأتي إلى قرية أو مدينة معينة فينشر الدين ' ثم يغتر بالمال والجاه فينحرف عن طريق الحق فينحدر في طريق الباطل فيذهب الله بنوره ويتركه متخبطاً في الظلمات . وقد ورد عن إبراهيم عن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن قول الله تعالى {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } فقال :( إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم إنهم لا يرجعون عن الكفر والضلالة منعهم المعاونة واللطف ، وخلّى بينهم وبين إختيارهم) تفسير البرهان . وينطبق ذلك أيضاً على بعض ( علماء السوء المضلين في آخر الزمان ) ونقول بعضهم لأن قسم منهم أصلاً منافقين ودجالين واتخذوا من الدين ستاراً وكما أوضحنا ذلك في بحوث سابقة ، فهؤلاء المنحرفين يشترون الضلالة بالهدى أي أنهم يستحوذ عليهم الشيطان فيكونون من حزبه . قال تعالى : {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المجادلة19 . وقبل أن يشتروا طريق الضلالة بالهدى يمرون بمرحلة صراع نفسي يخيّرون أنفسهم بين هذين الأمرين ، كما فعل الشمر اللعين قبل أن ينخرط في جيش الشيطان ويقاتل الحسين (ع) وهو الذي كان أحد تلامذة أمير المؤمنين (ع) ومقاتلاً تحت لوائه ، وقد فقد عينه في معركة صفين ، ومر الشمر بهذا الصراع النفسي الذي قرر بعده سلوك طريق الباطل ومحاربة الحق فاشترى الضلالة بالهدى ونتيجة للصراع النفسي الذي مر به ذلك اللعين كان تصرفه قوياً وطاغياً في مواجهة الحق ، فلذلك أجرم بالحسين (ع) عند قتله . وبعد أن يختار علماء السوء والضلالة في آخر الزمان طريق محاربة المهدي ودعوته سيكون تصرفهم قوياً في مواجهته بعد تكذيبهم لدعوته فيلبسون الحق بالباطل ويخلطون الأوراق على أتباعهم المصابين بعمى القلب والعين ، وكل ذلك حسدا منهم وطمعاً في الاحتفاظ بمناصبهم الزائلة . قال عز وجل : وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{42} البقرة . ويتجلى رد فعلهم القوي في مواجهة المهدي (ع) فيجيشوا الجيوش لمقاتلته فينتقم منهم شر انتقام ، فقد ورد في كتاب نور الأنوار للمحدث ابو الحسن المرندي : ( فإذا خرج القائم من كربلاء واراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه فيقول الذين من حوله من المنافقين إنه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة خرج منه من باب النخيلة محاذياً قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فقتلهم جميعاً فلا ينجى منهم أحد ) نور الأنوار ج3 ص345.
الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من ابراهيم(ع)
الإمامة
قال تعالى مخاطباً نبيه ابراهيم {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124.
فإبراهيم هو اول من خصه المولى تبارك وتعالى بالامامة بالمعنى الاصطلاحي فقد جعله الله اماماً للناس وذلك في اواخر عمره الشريف ، وان الامامة منصب عظيم لا يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر ولما علم الله من ابراهيم (ع) مدى جده واجتهاده في سبيل نصرة الدين وبذله كل شيء من اجل الله واحياء التوحيد ونبذ الشرك وجهاده ومجاهدته لأجل ذلك كله اختاره الله لذلك المنصب العظيم ، وقد طلب ابراهيم ذلك المنصب لذريته ولكن الله قال { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } فقد جعل الله الامامة في ذرية ابراهيم (ع) وهم الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وعصموا من الخطأ والزلل لذا فأن الامامة كانت في محمد وآل محمد فهم ذرية ابراهيم (ع) وخاتم الائمة هو المهدي (ع) ، فأن الامامة التي بدأت من ابراهيم مروراً برسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع) والائمة واحداً بعد اخر وصلت الى المهدي (ع) فكما هو واضح انها ابتدأت بإبراهيم وختمت بالمهدي.
هكذا تجري السنن الالهية كجريان الليل والنهار ان سنن الانبياء والرسل عليهم السلام والتي مرت بهم وجرت عليهم ستجري كلها مع الامام المهدي (عليه السلام) لأنه هو الممثل الوحيد الباقي عنهم عليهم السلام فهو بقية الله في ارضه وهو بقية الله محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والذي خرج النص عليه من ابيه الحسن العسكري (ع) بل انه خرج من رسول الله (ص) والامام علي بن ابي طالب امير المؤمنين (عليه السلام) وابناءهم البررة حيث تواترت الاحاديث والروايات الشريفة في النص على امامته مكن الله له في الارض اضف الى ذلك كله تصريح المولى عز وجل في كتابه الكريم بأمامته حيث قال عز وجل {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 . وقد جاء في معاني الاخبار للشيخ الصدوق وعن الحسكاني في شواهد التنزيل عن المفضل عن الصادق عليه السلام انه قال : ( ان رسول الله (ص) نظر الى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال : ( انتم المستضعفون بعدي ، فقال المفضل : ما معنى ذلك ) قال عليه السلام : ( معناه انكم الائمة بعدي ، ان الله عز وجل يقول {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } فهذه الاية جارية فينا الى يوم القيامة ) فأن هذه الاية الشريفة كما اكد الامام الصادق عليه السلام نص صريح في امامة الامام المهدي مكن الله له في الارض حيث ذكره المولى في كتابه كما ذكر من قبل جده ابراهيم عليه السلام حينما نصبه للناس اماماً . فأن الله عز وجل سوف يختم الامامة بالمهدي عليه السلام كما افتتحها بأبراهيم سلام الله عليه ان هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه ما هي الا ختم ونهاية للمشروع الالهي العظيم الذي بدأ فعلاً من زمن نبي الله ابراهيم (ع) الذي قاده وسار به حتى وصل الامر الى رسول الله (ص) والائمة من بعده واحداً تلو الاخر وسوف يستمر هذا المشروع العظيم الى اخره لحظة في حياة القائد العظيم الذي يمثل جميع الرسالات والذي هو في الواقع امتداداً لجميع الدعوات التي جاء بها الانبياء عليهم السلام وجاهد من اجلها الاوصياء سلام الله عليهم اجمعين ان الامام المهدي عليه السلام هو خاتم جميع تلك الدعوات وهو المطبق والمنفذ الحقيقي لها حيث ان عصره سوف يكون عبارة عن عصارة جهود مائة واربعة وعشرين الف نبي . سوف يقيم صلوات الله عليه ما لم يستطع ان يقيمه من سبقه من الانبياء والاوصياء عليهم السلام وسوف يكون امام كل الخلائق من دون استثناء وبلا منازع.
الوقوف لرجال الدين في المساجد يخالف القرآن
كثيراً ما أكد المولى تبارك وتعالى في آيات القرآن على ضرورة الاهتمام والتمسك بكلام الله وكتابه والعمل بما فيه وقد حذر سبحانه وتعالى من تركه والابتعاد عنه أو التقدم عليه وجعله وراء ظهورنا . كما ان الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) حث الناس وأوجب عليهم التمسك بالقرآن وقد قرنه بالعترة الطاهرة له صلى الله عليه واله وسلم الذين هم أهل البيت عليهم السلام وقد حذر النبي (ص) من عدم التمسك بالقرآن والابتعاد عنه فقد أعطى النتيجة وبينها مسبقاً الا وهي الضلال والعياذ بالله فقد ورد في الحديث الشريف المتواتر عن الفريقين سنة وشيعة قوله (ص) : ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً ) . أما اذا لم نتمسك بهما أو بواحد منهما فأننا حتماً سوف نضل وننحرف ونبتعد عن الاسلام وحقيقته وجوهره الناصع فهلا انتبهنا الى هذه المسألة وعدنا الى القرآن الثقل الاكبر الذي أوصى به النبي الاكرم (ص) والذي يعد دستوراً يسير عليه كل من يريد خير الدنيا والاخرة . اننا وللأسف الشديد قد أبتعدنا كثيراً عما قاله المولى تبارك وتعالى في كتابه وعما اراده لنا النبي والائمة الطاهرون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكان هذا الابتعاد وتلك الجرأة على الله وعلى كتابه وآياته وللأسف الشديد في محضر رجال الدين وعلماء الحوزة بل انه كان بسببهم وهم مع ذلك فرحين بهذا الابتعاد والانحراف غير أبهين بما يفعله الناس البسطاء الذين لا يقصدون من ذلك الفعل الا رضا الله عز وجل فهم حينما يدخل رجل الدين أو العالم والمرجع الفلاني الى المسجد أو الى مكان عام أو خاص يقومون احتراماً واجلالاً له ويصلون على محمد وآل محمد ابتهاجاً بقدومه وهم مع فعلهم هذا يظنون إنهم يحسنون صنعاً الا انه وللأسف الشديد نجد بالمقابل ان رجل الدين أو العالم يفرح بما يفعلون ويبتهج وتطرب نفسه بذلك ويغض الطرف أو ينسى أو يتناسى قوله تعالى وهو أعرف الناس به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11. ويعرفون جيداً سبب نزول هذه الاية الشريفة لكنهم وللأسف الشديد احبوا الدنيا فغرتهم واسلموا انفسهم لملذاتها فأوقعهم ابليس في شراكه فأهلكوا انفسهم واهلكوا عامة الناس البسطاء الذين لم يطلعوا على هذه الاية وسبب نزولها وتفسيرها انهم وبدلاً من ان يكونوا دعاة وهداة للأخرين صاروا وللأسف الشديد مدعاة للباطل والضلالة ففضلوا انفسهم على كثير من الناس . لماذا يا ترى يهتمون بهذه الافعال الظاهرية والتي نهى عنها الله ورسوله (ص) ولا ينهون الناس عن فعلها والعمل بها ؟ وهم يقرأون تفسير هذه الاية المتقدمة حيث ورد في تفسيرها عن علي بن ابراهيم قال : ( كان رسول الله (ص) اذا دخل المسجد يقوم له الناس فنهاهم الله ان يقوموا له فقال تفسحوا أي وسعوا في المجلس واذا قيل لكم انشزوا فأنشزوا يعني اذا قيل لكم قوموا ، قوموا ) تفسير البرهان ج5 . رسول الله (ص) افضل خلق الله على الاطلاق نهى الله تبارك وتعالى الناس عن القيام له حينما يدخل والناس لا يمكن ان نقرنهم برسول الله (ص) حينما يدخلون الى المسجد أو المكتب (( البراني )) أو مكان عام تقوم لهم واي قيام نقوم لهم بالصلوات فقد زدنا على الناس في زمن الرسول (ص) فقد كانوا يقومون من دون كلام اما نحن فرحنا اضافة الى القيام الذي نهى الله عنه نرفع اصواتنا بالصلوات ولا ادري الى متى يستمر هذا الحال الى متى تبقى هذه الأمور يعمل بها ورجال الدين والعلماء لا ينهون عنها بل نجدهم راضين فرحين مبتهجين بتلك الافعال التي تصدر من العامة أو يحاولون فعلها بطانة وحاشية ذلك العالم أو رجل الدين من اجل امور دنيوية ما انزل الله بها من سلطان . ان هذه البدع التي ظهرت وللأسف الشديد من وسط تلك الاماكن العلمية والتي ما زالت يعمل بها الى يومنا هذا لا تنتهي الا على يد الامام المهدي (عليه السلام) لأنه هو مميت البدع ومحيي السنن . ولكننا نذكرها الان وننبه ونشير اليها انما من باب النهي عن المنكر وخدمة الاسلام وعامة المسلمين من الناس البسطاء الذين لم يقرأوا ولم يطلعوا على تفاسير الائمة الاطهار عليهم السلام ، كما اننا نود ان نقول لابد للناس ان يرجعوا الى كتاب الله عز وجل وان يعملوا بما فيه وكفانا اتعاداً عنه ورمياً له وراء ظهورنا فأننا قد ابتعدنا كثيراً عن الاسلام باعراضنا عن كتاب الله عز وجل علينا ان نتمسك بالقرآن كما ان علينا ان نتمسك بأهل البيت عليهم السلام لكي نهتدي ونصل الى الامام عليه السلام
علماء السوء
كما وصفهم عيسى(ع)في الإنجيل
امر المولى عزوجل موسى بأن يجعل هارون وبنيه كهنة ، ومن ذلك اليوم اصبح اولاد هارون كهنة لله فراحوا بعد موسى وهارون يعلمون الناس الشريعة والاحكام واستمر بهم الحال جيل بعد جيل فأبناء هارون هم الكهنة الا انهم بدأوا بالانحراف شيئاً فشيئاً فكانوا مكذبين ومحاربين لزكريا والانبياء (عليهم السلام) من قبله وكانوا يسرقون قوت الشعب ويميلون الى الرومان من اجل الحفاظ على مناصبهم ولما رزق الله عزوجل زكريا بمولود وسماه يحيى (ع) وكانت زوجة زكريا اليصابات عاقراً لم يؤمنوا ولم يتوقفوا عن عدائهم لزكريا كما انهم لم يصدقوا بنبوة يحيى(ع) الذي كان يبشرهم بمجيء المسيح لكنهم كذبوه وحاولوا ايذائه ولما ظهر عيسى (ع) وقفوا بوجهه واتهموه كما اتهموا والدته القديسة العذراء من قبل وراحوا يحيكون عليه المؤامرات والدسائس لدى الحكام الرومان ويثيرون الشعب ضده لكن عيسى (ع) تصدى لهم وكشف زيفهم وفضح اكاذيبهم وكان يحذر الناس منهم ومن خطرهم ومما قاله المسيح للناس عنهم ما جاء في انجيل مرقس 12 : 38 - 40 ، قال : (( معلموا الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون ، فأفعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به . ولكن لا تعملوا مثل اعمالهم . لأنهم يقولون ولا يفعلون )) .
كما قلنا ان الكهنة هم ابناء هارون وهم معلموا الشريعة الذين جلسوا وقاموا مقام موسى وهارون في ارشاد الناس وهدايتهم وتعليم الشريعة والاحكام فهم بمقامهم هذا يمثلون موسى ويقومون مقامه لذلك فان الناس تحترمهم وترجع اليهم في احكام الشريعة والدين ، فأنهم قد تعلمواودرسوا علوم الشريعة وحفظوها جيداً لذلك فان عيسى (ع) امر الناس بأن يفعلوا ما يقوله اولئك الكهنة ويعملوا به لانه حق وصحيح . ولكنه امرهم في نفس الوقت وحذرهم من ان يعملوا كأعمال اولئك المعلمين لان اعمالهم مخالفة لأقوالهم التي يأمرون الناس بالعمل بها وهم لا يعملون بها فهم قد حفظوا الشريعة والاحكام ولكنهم لا يعلمون بها وهذا ماسوف يقع من رجال الدين وعلماء السوء في اخر الزمان الذين سوف يقومون بتكذيب دعوة الامام المهدي و يقفون بوجهه (ع) فانهم في اقوالهم علماء لكن افعالهم بعيدة كل البعد عن العلم والحق فهم احرص الناس على الدنيا وملذاتها .
وقال :(( يحزمون احمالاً ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على اكتاف الناس ولكنهم لا يحركون اصبعاً تعينهم على حملها )) فان هؤلاء العلماء ينقلون للناس احكاماً وشرائع صعبة وعسيرة ويأمرونهم بالعمل بها . والامتثال لهم في تطبيق هذه الاحكام وتأديتها على الوجه الصحيح من غير ان يبينوا لهم الطريقة الصحيحة في تأدية ذلك العمل فهم بأفعالهم تلك يحملون الناس ما لا يطيقون لقد جعلوا الناس ينفرون من الدين ويشمئزون منه بسبب تلك الشرائع والاحكام التي لا يعرف الناس كيفية الاتيان بها على الوجه الذي اراده الله لقد القوا تلك الاحكام الى الناس من دون بيان وشرح حتى صار الناس عاجزين عن العمل بها فهم لا يحاولون اعانتهم على العمل بالاحكام والتمسك بالشريعة والرجوع الى الله وترك الهوى والاماني والشيطان . فأن الناس يريدون الهداية لكنهم لا يعرفون كيف يهتدون وكلما جاءهم من يريد هدايتهم وارسله الله الى ذلك وقف اولئك المعلمين والكهنة بوجهه وكذبوه وحاربوه واتهموه فلا هم يعلمون الناس ويهدونهم ولا يسمحون لغيرهم ان يفعل ذلك .
ثم قال : (( وهم لا يعلمون عمل الا ليشاهدهم الناس )) فالحقيقة ان هؤلاء العلماء بسبب انحرافهم وزيفهم ليسوا مخلصين في عملهم فهم حينما يعملون ويتعبدون ليس لكي يرضى عنهم الله عزوجل ويغفر لهم خطاياهم ولكن كل هدفهم من ذلك هو ان تراهم الناس لكي يعجبون بهم ويصفونهم بأوصاف جميلة ويطلقون عليهم الالقاب المثيرة فهم بذلك انما يموهون ويخدعون الناس بتلك الافعال . ومن هنا فالواجب علينا ان نلتزم بما جاء في القرآن وما قاله الانبياء والرسل (ع) واوصوا به فنحذر من المزيفين والمنحرفين الذين يضلون الناس ولا يهدونهم ولا يخلصون الى الله في افعالهم بل هم مراءون كاذبون منافقون .
وقال: (( يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم ويطولون اطراف ثيابهم )) لقد امر الله موسى بأن يصنع لباس خاص بالكهنة وراح الكهنة يلبسون هذا اللباس ولكن لما ظهر الانحراف فيهم بدأوا بتغيير ما امر به موسى من لباس فجعلوا العصائب عريضة بعد ان كانت دقيقة ومتواضعة وذلك لكي تراهم الناس وتميزهم عن غيرهم فهم يريدون من الناس ان تحترمهم لا عن طريق افعالهم ولكن عن طريق مناصبهم ولباسهم . كما انهم راحوا يطولون ثيابهم عما تعارف عليه في لباس الكهنة وذلك لنفس الاسباب وهذا هو لباس الشهرة الذي خالفوا به الانبياء والصالحين فقد كان هؤلاء يلبسون ملابس بسيطة ومتواضعة ولم يكن من لا يعرفهم ممن يراهم يميزهم عن غيرهم من الناس ولكن هؤلاء الكهنة تعدوا ما امرهم به الله وخالفوا موسى . وهذا مانراه وللاسف الشديد بين رجال الدين في زماننا هذا حيث يلبسون العمة الكبيرة ويطيلون اللحية ويلبسون بعض الملابس التي تميزهم عن غيرهم حتى ان العالم او من يريد ان يظهر للاخرين انه مجتهد صار يعرف بكبر عمته وطول لحيته وهل هذا الا لباس الشهرة الذي نهى الله عنه .
ثم قال :(( ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في المجامع والتحيات في الاسواق وان يدعوهم الناس يا معلم )). وهذا الخُلّق السيء ما نشاهده في زماننا هذا بكثرة عند الكثير من الاشخاص وخاصة عند رجال الدين فهم يحبون ان يجلسوا دائماً في صدر المجلس والانظار متوجهة اليهم وان تقوم الناس لهم بالخدمة وان الناس تحييهم وتقبل ايديهم وتشير اليهم كما انهم يحبون ان تسميهم الناس مولاي او سيدنا او شيخنا ، اي انهم يريدون من الناس ان تميزهم عن الاشخاص الباقين بأن يخاطبونهم بكيفية خاصة تختلف عن كلام الناس وخطابهم فيما بينهم وهذا ما نشاهده اليوم بكثره ولا اعرف اين نحن اليوم من اخلاق الانبياء والاوصياء (ع) والمؤمنين والصالحين الذي لا يحبون ان يميزهم الناس عن غيرهم ، ويظهر خُلق الانبياء من كلام السيد المسيح في كلامه مع الحواريين حيث قال : (( اما انتم فلا تسمحوا بأن يدعوكم احد يا معلم . لأنكم كلكم اخوة وكلكم معلم واحد )) هكذا يأمر عيسى (ع) اصحابه بأن لا يسمحوا لأحد ان يصفهم بصفات تميزهم عن غيرهم كأن يقولون لهم يا معلم ثم انه بين لهم ان المعلم واحد فقط ولا يجوز ان نطلق هذا اللقب على كل كاهن . كما ان ما يفهم من ذلك ان كلام النبي عيسى(ع) لا يقف عند حدود هذه الكلمة (( يا معلم )) فقط بل يتعداها كما هو واضح الى كل صاحب منصب او جاه بان لا يحب ان تناديه الناس بصفته او لقبه او منصبه .
كما انه قال :(( الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس فلا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون )) وهنا يدعو المسيح على معلمي الشريعة بالويل وهو نوع من انواع العذاب كما ان هؤلاء المعلمين والفريسيين المرائين كلما جاءهم رسول او نبي كذبوه واتهموه وحاربوه وهم بهذا يسدون طريق الله فأن الرسل والانبياء يدعون الى الله وهؤلاء يمنعون الناس من السير في طريق الله فهم لا يريدون مرضاة الله عزوجل ولا يدعون الناس تسعى الى مرضاته عزوجل فهم بأقوالهم وافعالهم يصدون الناس عن الايمان بالرسل والانبياء والدخول في مرضاة الله تبارك وتعالى .
ثم قال :(( تأكلون بيوت الارامل وانتم تظهرون انكم تطيلون الصلاة ، سينالكم اشد العقاب )) . فان هؤلاء المنحرفين من العلماء يأكلون اموال الناس بالباطل ويستحلون اموالهم ويأخذون اموال الارامل واليتامى ويتعدون على حقوقهم فيأكلونها في بطونهم ويتقاسمونها بينهم ولا يعطون المستحقين من اليتامى والارامل ما يكفيهم عيشتهم وسد احتياجاتهم وهم بالرغم من تصرفاتهم هذه فهم يطيلون الصلاة رياء لكي تشاهدهم الناس وتثق بهم فيزداد الناس في اعطائهم للاموال والتبرعات ولكن العاقبة لمثل هؤلاء المنحرفين من العلماء وغيرهم هي العقاب الشديد .
وقال ايضاً:(( الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تُعطون العشر من النعنع والصعتر والكمون ، ولكنكم تهملون اهم ما في الشريعة . العدل والرحمة والصدق وهذا ما كان يجب عليكم ان تعملوا به من دون ان تهملوا ذلك )) . فأن الذي يظهر من كلام المسيح ان هؤلاء المعلمين والفريسيين يعملون ببعض الاحكام ويؤمنون ببعض ما في الشريعة ويتركون البعض الاخر فأنهم قد اخروا واهملوا اموراً اخرى مهمة امُروا بالعمل بها كالعدل والرحمة والصدق واهتموا بتلك الفريضة لأنهم يستفيدون منها فائدة مالية لهم ولأسرهم ولكنهم اهملوا تلك الفائدة التي تعود عليهم من العمل بالعدل والرحمة والصدق ففادة هذه الامور كما لا يخفى فائدة إُخروية تجلب لهم الثواب والحسنات . انهم اُمروا بان يعملوا بكل هذه الامور ولا يهملوا منها شيئاً ابداً فلا ياخذون ما ينفعهم في الدنيا ويتركون ما ينفعهم في الاخرة .
والعشر كما هو معلوم نصف الخمس فقد كان مفروضاً على الناس في زمن عيسى (ع) عشر المال اما في امة محمد (ص) فقد فرض المولى عزوجل خمس المال والخمس ينقسم الى حق السادة من فقرائهم ومساكينهم وابناء سبيلهم والقسم الاخر هو حق الامام (ع) وهو في الواقع يساوي العشر الذي كان يأخذه معلموا الشريعة في ذلك الزمان ، فسبحان الله كيف ان الامور تتشابه وكيف تجري السنن حذو القذة بالقذة كما اخبر النبي (ص) والائمة (ع) وها نحن نرى بعض العلماء يفعل كما فعل معلمي الشريعة حيث يهتمون بالخمس وبالاخص حق الامام(ع) ويتركون الكثير من الفرائض المعطلة وغيرها .
وقال ايضاً :(( تصفون الماء من البعوضة ، ولكنكم تبتلعون الجمل ))
يدققون على ما يشربون وما يأكلون حتى يصفوه من كل شائبة او ضرر ولكنهم اذا تسلطوا على اموال الناس فانهم يبتلعونها مهما كبرت فجعل هذا مقارنة بين البعوضة بصغرها اذا كانت لحوائجهم الخاصة وبين الجمل بحجمه الكبير الذي لا يمكن في الظاهر ابتلاعه ولكنه مثال على عظيم جرمهم وجشعهم .
ثم توعدهم مجدداً الى ان قال :
(( انتم كالقبور المبيضة ، ظاهرها جميل وباطنها ممتليء بعظام الموتى وبكل فساد وانتم كذلك تظهرون للناس صالحين وباطنهم كله رياء وشر ))
وهنا ذكر وصفهم وحالهم الحقيقي الذي يظهر للناس جميل وصالح ولكنه شر ممتليء رياءً فكانوا كالقبور المزينة من الخارج وهي من الداخل نتنة وقبيحة بما تحويه وهذا ماسوف يقوم به علماء السوء المضلين في اخر الزمان .
المقاومة الفكرية
ان جميع الحركات الديمقراطية او غيرها لن تستمر ولن تبقى طويلاً وسيأتي اليوم
الذي تتحطم منه كل تلك الافكار والقوانين الوضعية على جبل عظيم اسمه الاسلام الجديد
الجهاد المعاصر بين الشرعية و اللاشرعية
دراسة معاصرة عن الفكر الجهادي والالتباس الحاصل بين جمهور المسلمين
فرق التكفير والموت
الحلقة الثانية
عُرفت في أيامنا الأخيرة أشياء تثير العجب والذهول وتأخذ في طيات انحرافها وضلالها جوهرة الخلق الإنساني وتذهب بالروح التي اعزها الله تبارك وتعالى لتكون عابدة زاهدة في أظهار عظيم خلقه عز وجل إلى معاندة قدرته لحرمانها من حقها الإلهي في العيش وفق شرعه من دون منازع, فبات الإنسان وكأنه هو من خلقها ليقيم الحد والقصاص بحقها أو ليحرمها حق العيش بكرامة وفق ما ترتئيه أفكاره الابليسية , فتارة تقتل هذا وتُخرج ذاك عن ملة الإسلام وتارة تجعل فلانا وصيا أو غيره من المسميات التي ابتدعوها ليقتص من خلق الله وفق شرعه المنحرف ولينحر الرقاب ويقطع الأرزاق ويضل أصحاب الفطرة من الشباب المسلم ليأخذهم إلى حفرة السعير ليرضي ما في نفسه من جحود ومكر وخداع متجاهلا قوله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }الأنعام123 وقوله تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10, فالمسلم اليوم الماسك على دينه كالماسك على جمرة من نار وبات بين الآمرين , بين أن يشكك في دينه وإيمانه وبين أن ينحر كالشاة أو يلقى جثة هامدة على أرصفة الطرق بلا شيء يميز هويته لكي يعرفه ذويه ليقوموا بأبسط الأمور الربانية (( فإكرام الميت دفنه )) بل يُجرد من كل معالمه الخلقية قبل غيرها ليعذب حتى بعد قتله ولا تجد روحه قبل جسده مكانا ياؤها ليتعفن في حاويات القذارة او في مستشفيات خلت ردهاتها من الشفاء وبات الموت حليفها ولم يبق منها سوى الاسم لخلوها من الرحمة والشفقة وتحول براداتها التي لا تكاد ترى الطاقة الكهربائية إلا بعد أن يأمر مسئولها السارق , فلا نخرج عن صُلب الموضوع بل نعود إليه لنكمل ما بدأناه في الحلقة الماضية لكن كان لابد من مقدمة تسهل الأمر علينا وتواسي ذوي المقتولين لعل الله يتقبلهم برحمته العادلة . فنأخذ اليوم فرقتين هم كانتا سبب هذا الخراب إلا هم ( التكفيريون ) و ( فرق الموت ) وقبل الخوض في غمارهما لابد أن نتعرف عليها ولو بالشيء اليسير , فالتكفيرون وما أطلق عليه ( الفكر التكفيري ) الذي ظهرت سرطنته لتصيب العالم الإسلامي بسرطان الموت والتكفير فظهورها في ما مضى من القرن الأخير بشدة مُدعية الإسلام ظاهرا وليس في الباطن فقد آخذت هذه الجماعات مبدأ التكفير والارتداد والقتل والسبي وفق ما يراه أميرهم مناسباُ لعقله القاصر فهم يلتجئون إلى أميرهم هذا وفق بعض النصوص القرآنية الكريمة ومتجاهلين الأغلبية الباقية متخذين عدم بيان الأمر لمتبوعيهم ليبقوهم في ضلال مبين , فهل بين هذا الجاحد لأمر الله تبارك وتعالى لمن يسير خلفه حقوق الله ورسوله وسيرته الكريمة عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى اله وصحبة , أم انه أخذهم بصوته الجهوري ولباقته العنفوانية في خطاب جاهل رنان ليغوي به الآلاف وربما أكثر من مسلمينا الشباب , فهل بينت أيها ( المجاهد العصري) أسلوب الرسول (ص) في دعوته الطاهرة وكيف كانت خُلقه وخلق صحبه في الحرب وهل فكرت أيها ( المجاهد العصري ) وهل تراك قرأت سيرته أم انك سرت خلف أميرك كالبهيمة لا تدرك شيئا وهل فكرت أن من تسير خلفه هو اله أم انه بشر مثلك يسهو ويخطأ ويضل , قال تعالى : {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25 ,لتكون عاقبتهم أن يحملوا آثامهم كاملة يوم القيامة ويَحْملوا من آثام الذين كذبوا عليهم; ليبعدوهم عن الإسلام من غير نقص من آثامهم. ألا قَبُحَ ما يحملونه من آثام. وهل علمك ذاك أن للمسلم حرمة في دمه وماله وغيرها من حقوق الله وكرامته لان كرامة الإنسان هي لله وليس لك مهما وصلت من العلم والمعرفة , فهل ترى يا من تدعي الإسلام قرأت القرآن الكريم وعملت به أم انك أخذت البعض وتركت الأخر واليك قوله تعالى لتعلم من أي منطلق جاهل انطلقت فيه بلا شعور بأدنى حالات الشعور بأنك مسلم فأنظر قوله تعالى : {ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85 , وكذلك قوله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }النساء150, فأين مسيرك أيها ( المجاهد العصري) خلف سيرة سيد الخلق (ص) , فقد تعارضت أفكارك اليوم مع العقيدة التي أسنها (ص) , فهنا لا نرفض البتة فكرة الجهاد ومقاومة كل من يعتدي على حرماتنا والمساس بعقيدتنا كمسلمين بل نريد من الفكر أن يكون صحيحا لا اعتداء فيه بل نجعله استردادا للمظالم لا لإقامة الظلم فقد أوجزنا ذلك أنفا في حلقتنا السابقة ولنأخذ ما أوحى به تبارك وتعالى محورا للنقاش الذي يقوم عليه فكركم لنصل إلى نتيجة مفادها {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} لكن وفق ما يرتضيه تعالى , وكذلك لنكونن مسلمين لله لا لغيره ومتبعين قوله تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85, لنؤمن ونكون واثقين اشد الثقة بأنه : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 . أذا نستشف من محكم كتابه وسنة نبيه (ص) أن الإسلام دين هدى لا قتل وسفك للدماء ودين قائم بحد ذاته على الدعوة والنصح , فعلى المسلم قبل أن يُصلح الناس عليه أولا أن يُصلح نفسه وان يكون قواما بالحق لا بالرذيلة , ولربما حين تقدم أيها ( المجاهد العصري ) على قتل نفس حرم الله قتلها إلا بالحق تكون قد أوقفت عجلة الكون التي أرادها الخالق تبارك وتعالى فقد يأتي يوم ما تتوب فيه النفس التي أسفكت دمها ويكون فيها صلاحا للأمة لكنك لم تمنحها الفرصة ولم تقيم عليها الحجة بالدليل لتقنعها أين يكمن طريق الهداية . ومثلما نؤمن ببعض علينا أن نؤمن بالكل لنصل الى درجات الحق العلى ونتعظ من قوله تعالى : {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272, وأيضا : {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88, وما علينا كمسلمين طائعين لله وحده إلا تطبيق ما أمرنا به ولنعلم كيف نهدي الإنسانية الى دين السمح والعفو لا دين الانتهاك والاعتداء بدليل قوله تعالى : {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25, أيضا : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125, ومما ورد فهل يجوز تكفير أو قتل أو اتهام المسلم بالارتداد وكيف أذا تجاوز مداه ليصل الى قتل المسلم أيا كان مذهبه وهل وضعت أيها ( المجاهد العصري ) ومن معك من يؤيدك في ما تفعله في المنظار لتطبق الحالة وتعيشها على واقعك أي تمر بمثل ما يمر به الذي تتجاوز على إسلامه لتكفره وتشكك في إسلامه؟!! وهل رأيتم أنفسكم في المرأة قبل الحكم على الناس وقبل تنصيب أنفسكم الحاكم لأخذ القصاص بشرعكم لا بشرع الله ويا ترى هل تنظرون لأنفسكم على أنكم أصحاب قضية عادلة أم أنكم على عمى بصيرة , قال تعالى : {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران20 , فهذا من جانب ومن جانب مرير أخر ما يواجهه المسلمون وفي العراق خاصة ظهور ما يدعى بـ ( فرق الموت ) التي استخدمت سياسية الغدر بين ثناياها لتكمل ما بدأه اقرأنها من التكفيريين قال تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30, لتقضي على المجتمع الإسلامي والعراقي بالخصوص لتتم مشروع الصهيونية الأزلي بالإبادة الجذرية لكل ما ينتمي للمسلم العراقي لتخلوا لها الساحة وكأن الأمر دُرس منذ عصور خلت بهدف تدمير هذا البلد الممتدة جذوره والمتأصلة حضاراته برسالات الرسل والأنبياء , والذي لازال يحتضن بترابه الأصيل أصول الإنسانية والإسلام من الأنبياء والأئمة الطاهرين (ع) لتأتي فرق الموت هذه التي يعرفها الصغير قبل الكبير والى أي جهة تنتمي , فأمريكا التي خلقتها وهي وأراذل السوء المسعورين خلف سياسيتها الرعناء الهادفة للقضاء على الإسلام وجعل أهله يتقاتلون فيما بينهم , ففرق الموت هذه لم تكن وليدة التو واللحظة بل وجدت منذ وقت طويل فطبقت فكرتها في ارض القدس المحتلة وها هي اليوم لدينا , تغدر بإخوتنا باسم الشرعية والديمقراطية المفتعلة من قبل الساسة والمنتفعين من سياستها لخدمة سيدهم العظيم الشيطان الأكبر ( أمريكا ) , فتلك المسماة ( فرق الموت ) وليدة الاحتلال والبعض من المتسيسين من الأحزاب والمنظمات , وهي فرق تخصهم لكن ليس ضمن ستار الدين لكن ضمن حجة توفير الأمن وكذلك تصفية كل من يقف حائلا دون وصولهم الى الفتات الذي اذهب عقولهم ليعدموا ويقتلوا ويعتقلون كل من يصرخ بوجههم بكلمة حق لتلقي بغدرها هي ومن يماثلها الأسلوب العدائي بكفرهما ولعنتهما على الأبرياء من المسلمين قبل غيرهم .
أن تلك الفرق هيئت قبل احتلال العراق وهي لم تكن وليدة ما حصل من الفوارق الطائفية الموجودة اليوم و فكرتها قائمة على جهة معينة تدعمها القوات المحتلة بصورة علنية لتقضي على الفكر الإسلامي الصحيح وكذلك الفكر العلمي والإبداع العراقي لتكون الساحة السياسة فارغة أمامها لتفعل ما تشاء في أي وقت تحب لا تجد من يردعها ويوقفها عند حدها , نلاحظ أيضا أن بعض الدول المجاورة كان لها اليد الطولى في استحداث ( فرق الموت ) الجديدة غير تلك التي أوجدها الشيطان الأكبر وأذنابها من الرذلاء, لتعيث في الأرض فسادا ولتأخذ بثأر باطل حسب نظرها لان هذا وذاك كانوا أول من وقف في وجهها , لعلنا بأشد اليقين نلمس ذلك في الواقع فمن تلك الفرق ما هو معلن بانتمائه ومنها ما هو يعمل بليل ليزرع الفتنة ويجعل حربا بين الابن وأبيه وبين الأخ وأخيه ولا ننسى أن جهات عدة تدس السم في العسل ليراها الناس بأنها الملاك الحارس لكنها المحرض الوحيد على الفتن وإنها المستفيد الوحيد من تقسيم الإسلام قبل العراق ليكون دويلات لكل أقلية دولة على حدة ترفع علما خاصا بها وكأنها استقلت منذ وقت وضعت يدها بيد المحتل , فعلينا أن نعلم نحن معشر المسلمين قبل غيره من الانتماءات أن هؤلاء من كلا الطرفين من ( فرق الموت ) و ( فرق التكفير ) ما أرادات بالإسلام ولا بالإنسانية خيرا بل كل يخدم صاحبه أو بالأحرى سيده لعله يرمي له الفتات فيكون مسعورا لا يعرف كيف يرضي سيده فيقتل ويسبي ويعتدي على الحرمات متناسيا شرع الله سبحانه وتعالى ومتجاهلا سنة نبيه ( ص ) ومتغاضيا عن سيرة آل بيته الأطهار وأصحابه الميامين (ع) , ليلهث خلف سراب وضياع يظن انه في يقين لكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه لراجعون , قال تعالى : {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الجاثية22. بهذا لابد أن نتعظ مما نلمسه من كلا الآمرين فكلاهما استخدم الإسلام على طريقته واستغلوا المسلمين وفق أهوائهم ليضلوهم ويجعلوهم أعداء فيما بينهم بعدما آلف الله بين القلوب وجعلننا أديان ومعتقدات وشعوبا وقبائل ومذاهب وأطياف لنتعايش فيما بيننا بحدود الله عز وجل فمن حق النصراني أن يعيش في ارض المسلم ومن حقه أيضا أن يقتات من أموال المسلمين , قال تعالى : {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82, وكذلك قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69, وكثيرا ما ورد بهذا الجانب .
أما الجانب الأهم الذي على المسلم إدراكه والأخذ به وفق ما يرتئيه الله سبحانه وتعالى هو عدم التعاون مع المحتل والوقوف بوجهه ونصرة المظلومين والدفاع عن الحرمات وهذا حق مشروع لا مناص منه . وعدم السماح له في التدخل في أمر المسلمين والرفض القاطع وبأي شكل من الإشكال نصرة المعتدي والمحتل ضد المسلم الصحيح لا الذي يدعي انه مسلم كما يفعل أولئك أصحاب ( التكفيريين وفرق الموت ) متبعين نهج السلف الصالح من سيرة الرسول محمد ( ص) وآله وصحبه ومن والاه لا نحيد عما ساروا به من رفض الظلم ومحاربة الكفر وحفظ الحرمات ونشر الإسلام بفكره الأصيل الذي لا تشوبه شوائب المضلين .
بواعث الصليبية الجديدة
إن لدعاة المسيحية الصهيونية ما يخفوا من نوايا تجاه أمة ليس لها ذنب غير إنها شهدت ( إن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله ) وهل للإدارة الأمريكية التي درجت على تبني نظرية ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ( أكثر دول العالم تحالفاً معها ) و كان قد قال بعد الحرب العالمية الثانية : ( الحقيقة ثمينة للغاية فيجب حمايتها بالأكاذيب ) حتى صاروا يتعاطون الكذب مع ما يتنفسون من هواء ....! والحمد لله الذي جعل البعض منهم يتطوع للكشف عن أشكال ذلك الكذب فبعد أن إغتنم الأمريكان قول ونستون تشرشل المأثور في ضرورة حماية الحقيقة بالأكاذيب تطوع من تطوع للكشف عن حجم وطبيعة تلك الأكاذيب ولعل كوربيدال الذي يسمى ( ضمير أمريكا) بقوله : ( صحيح إن لنا عشرات بل مئات المحطات الفضائية ولكن الذي يجمع بينها كلها الكذب والتضليل والدعايات الرخيصة )... قد أتى على بعضها وليس كلها مثلما أتى رجل القضاء الأمريكي البروفسور بويل على مئات الحقائق التي تكشف عن الوجه القبيح لساسة البيت الأسود الأمريكي وبعد ان أسقطوا في الوقائع عن وجوه بلطجية الكونغرس الأمريكي اقنعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تقنعوا بها حتى بات بعض الأمريكيين يستحون من بعض الممارسات التي قامت بها كلابها السائبة في سجن أبي غريب وغيره والتي اختصرت هذا العالم كله الطريق إلى فهم كنه هذه العصابه التي ارادت ان تخفي معالم جريمة حقوق الانسان في سجن ابي غريب قبل ان تكشف المجندة الامريكية ليندي انغلاند عن الحقيقة التي حاول دهاقنة البيت الاسود تغليفها بالاكاذيب في معرض دفعها تهمة الاساءة الى سجناء ابي غريب عن نفسها حيث قالت : انني كنت انفذ الاوامر , وقد كان مرادنا في التعرف للكذب والتضليل اللذان يحكمان تصرفات صقور الادارة الامريكية هو دحض ما يسوقونه من إفتراءات يدعون فيها إن الحرب على الإرهاب في افغانستان والتخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية وتصدير الحرية إلى الشعبين العراقي والأفغاني ولو من خلال الدبابات هو جل إهتمامهم واسمى أهدافهم في شن تلك الحرب التي قالوا عنها أو وصفوها بالنظيفة وكأنهم يخجلون من أعلان نواياهم الحقيقية في تأسيس ثمان وعشرين قاعدة في آسيا الوسطى إضافة إلى ما حصلوا عليه من امتيازات في نفط البصرة وكركوك والموصل ورغبتهم بإقامة إمبراطورية الشيطان التي كشفت عن بعض حدودها مستشارة الأمن القومي الأمريكي سابقاً ... إنهم يعتقدون إن دمائهم أنقى من دمائنا وإنهم مفضلون بما لديهم من (أسلحة دمار) علينا ومن بين أهم مضاهر إستهانتهم بنا إنهم قاموا بتعويض ضحايا حربهم من أبناء الشعب الأفغاني بأن دفعوا لذوي كل ضحية مئتي دولار ومثلها فعلوا مع المصريين من ضحايا الطائرة البحرينية بينما طالبوا الحكومة الليبية بتعويض كل ضحية من ضحايا طائرة لوكوربي بعشرين مليون دولار فهل هناك ما هو أذل من هذا على مغالاتهم في وصفنا بالفئران كما جاء على لسان (روبرت بيسك ) جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد ؟ ومن المفارقات العجيبة أن يتبارى إثنان من البريطانيين هما البروفيسور داي وليامز والدكتور دراكو فيتش تطوعاً للكشف عن تأثيرات المواد المشعة التي حملتها أسلحة الدمار الشامل التي القت بها الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان في محاولة منها لتعريف العالم بخرق إدارة الشر في واشنطن بروتوكولات معاهدة جنيف ولم يجد من ياخذ يأيديهما من أصحاب رؤوس الأموال العرب والمسلمين لإنجاز مهمتهما النبيلة في وقت ينفق فيه بعضهم ملايين الدولارات لتحقيق متعة وملذاته الخاصة وفي مواضيع أخرى ذي صلة نقول : معروف إن أحد مواد اتفاقية جنيف تنص على إن اليورانيوم الذي دأبت القوات الأمريكية على إستخدامه في حربها على أفغانستان والعراق هي مواد سامة وثقيلة ومشعة وتندرج في قائمة الأسلحة العشوائية التي تحمل الموت لكل من يقع تحت تأثير أشعتها التي تبقى في الحيز الذي تتواجد فيه لما يزيد عن أربعة ملايين سنة قادمة وبناءاً على ما تقدم فإننا ندعوا إلى مسائلة عصابة الشر في الإدارة الأمريكية لإفراطها في إستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في العراق وأفغانستان والبلقان ومسائلة الصهاينة الذين يقتلون الفلسطينيين بدم بارد بالنيابة عنهم وهم أي الصهاينة (الشرذمة التي كانت شعباً بلا وطن فجاءوا من أصقاع مختلفة بعد أن وعدوها بوطن بلا شعب في فلسطين كذلك ندعوا العالم للتعامل مع أعضاء عصابة الصقور على إنهم مجرموا حرب فلقد ألقت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إثنا عشر طناً من اليورانيوم المشبع وما بين 100 - 200 طناً من المواد الصلبة المشبعة باليورانيوم على منطقة البلقان ناهيك عن مئات القنابل الإختراقية التي ألقت بها على أفغانستان وإن الولايات المتحدة الأمريكية تخفي ذلك بسب ما لها من نفوذ على الامم المتحدة وإمعانا من ادارة الشر في واشنطن في الضحك على الذقون يقول البنتاغون : ( إن بواعث اليورانيوم مضمونة ) ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأن صقور الإدارة الأمريكية قد كانوا وراء إستخدام ستة آلاف نوع من السلاح في الحرب علىأفغانستان منها ما يوازي مئات الأطنان من القنابل المشبعة باليورانيوم أما في حرب الخليج الثانية على العراق عام 1991 م فقد ألقت الطائرات الأمريكية أكثر من ثلاثمائة طن من القنابل المشعة ( وقد أقرت ذلك بصلف معهود ) .. أما في حرب الخليج الثالثة على العراق فحدث ولا حرج ولكن الأقبح من ذلك كله تصريح وزير الدفاع الأمريكي رايمس فيلد في تعليقه لما حدث في العراق من مظاهر سلب ونهب منظم عقب دخول القوات الأمريكية إلى بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 م : ( إنه مظهر من مظاهر الحرية .
واحة المرأة
صفة الرسول الأكرم (ص) في الكتب السماوية
عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمر بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله (ص) في التوراة فقال : أجل والله إنه موصوف في التوراة بصفة القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً }الأحزاب45 - وحرزاً للأميين وأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل لست بفض ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق قال يونس : ولا صخاب في الأسواق ... ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعين عمياء وآذاناً صماء وقلوباً غلفاً . وقال عطاء : لقيت كعباً فسالته : فما اختلف في حرف الا كعب يقول بلغته (اعيناً عميا) واذانا صما وقلوبا غلفا ( قال يونس غلفي) .. مسند احمد ، طبقات بن سعد ، دلائل النبوة . وعن سهل مولى عتبة : انه كان نصرانيا من اهل مريس وانه كان يتيما في حجر امه وعمه وانه كان يقرا الانجيل قال : فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حيث مرت بي ومسستها بيدي قال : فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجد فيها نعت محمد صلى الله عليه واله ، انه لا طويل ولا قصير ابيض ذو ضفيرتين بين كتفيه خاتم الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ، يحتلب الشاة ويلبس قميصاً مرقوعا ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك وهو من ذرية اسماعيل اسمه احمد قال سهل : فلما انتهيت الى هذا من ذكر محمد (ص) جاء عمي فلما راى الورقة ضربني وقال : مالك وفتح هذه الورقة وقراءتها وقلت : فيها نعت النبي (ص) احمد فقال : انه لم يات بعد .حلقة الاولياء ، السيرة النبوية لابن هشام ،دلائل النبوة للبهيقي ، طبقات ابن سعد .
سأل يهودي كان بمكة اهلها : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ قالوا : لا نعلمه ، قال : اخطات والله حيث كنت اكره ، انظروا يا معشر قريش واحفظوا ما اقول لكم ولد الليلة نبي هذه الأمة احمد الاخر فإن اخطاكم فبفلسطين به شامة بين كتفيه سوداء صفراء فيه شعرات متواترات ، فتصدع القوم في مجلسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم فقيل لبعض ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمد فجاء اليهودي واخبروه وذهب معهم الى امنة بنت وهب فاخرجته لهم فراى الشامة في ظهره فغشي على اليهودي ثم افاق فقالوا ويلك مالك قال : ذهبت النبوة من بني اسرائيل وخرج الكتاب من ايديهم وهذا مكتوب يقتلهم ويبز اخبارهم فازت العرب بالنبوة ، افرحتم يا معشر قريش ؟ اما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها في المشرق الى المغرب . المستدرك على الصحيحين ، السيرة النبوية لابن هشام ، السيرة النبوية لابن كثير ، دلائل النبوة ، كنز العمال ، مجمع الروائد .
رابطة الاسوة الصالحة
في احياء ابن ملك الروم
بدعاء رسل عيسى (عليه السلام)
) وقد ذكر في كتاب حياة القلوب احياء رجل بدعاء عيسى بم مريم (عليه السلام) وسنده موثق صحيح روى الصادق (عليه السلام) انه قال : لما أنزل الانجيل على عيسى (عليه السلام) اراد ان يقيم الحجة ويتمها على الناس فبعث رجلاً من أصحابه رسولاً الى سلطان الروم وأعطاه معجزة رفع العمى عن الاكمه ورفع الامراض المزمنة كالبرص ونحوها التي تعجز عن مداولتها الاطباء فانه يشفيها باذن الله تعالى ؛ فلمِّا ورد بلاد الروم شرع بمداوة المرضى فداوى جماعة كثيرة من الناس فانتشر خبره في البلاد ووصل خبره الى السلطان فطلبه وسأله هل انت تعالج الأكمه وأنت قادر على رفع العمى عنه ؟
قال : نعم.
فأمر السلطان بإحضار شخص أكمه أعمى من بطن أمّه قد يبست عيناه ولم يَر شيئاً بعينه أصلاً وأمره بفتح عينيه فأخذ رسول عيسى(عليه السلام) بندقتين من الطين ووضهما في عينيه ومسح عليهما فأبصر الرجل بعينيه فأجلسه السلطان في مجلسه واحترمه وأكرمه وقال لاتذهب عنّي.
فبعث عيسى (عليه السلام) رسولاً آخراً إليهم وعلّمه إسماً يحيي به الأموات فلمّا دخل بلاد الروم فقال لهم أنا أعلم من طبيب السلطان فأخبروا بذلك السلطان فغضب من قوله وامر بقتله فقال الرسول الأوّل لعيسى(عليه السلام) للسلطان لا تسرع بقتله ولا تبادر إلى إعدامه فاطلبه واحضره فان ظهر خطأه فاقتله ليكون لك الحجة عليه فاحضره السلطان .
فقال للسلطان : أني أحي الموتى وكان إبن السلطان قد مات في تلك الأيّام فقام الملك مع وزرائه وحاشيته فركب هو ومن معه وأخذوا ذلك الرجل معهم إلى قبر إبنه.
فقال له : هذا قبر ولدي وقد مات قبل مدة قليلة فأحي لي ولدي فدعى الرسول الثاني لعيسى (عليه السلام) وأمن على دعائه الرسول الأوّل أي قال الرسول الأوّل له امين فانفجر القبر وخرج ابن السلطان من القبر صحيحاً سالماً وذهب إلى عند أبيه وجلس في حضنه.
فقال له السلطان : ياولدي من أحياك ؟
فقال : هذين الرجلين وأشار إلى رسول المسيح الأوّل والثاني ؛ ثمّ قام الرسولان وقالا : انّا نحن رسولان إليك من حضرة المسيح عيسى بن مريم(عليه السلام) وانّنا لو اتينا إليك بغير هذا الطريق وبغير هذا الزي لم تسمع منّا ولعله إذا بعثنا إليك بطريق وبزّي آخر لقتلتنا فلذلك اتيناك بهذا الطريق وبهذا الزي وارسلنا إليك يدعوك إلى الايمان به فعند ذلك امن بشريعة عيسى ودخل في دينه وصار أمر عيسى عظيماً عند أهل الروم ودخلوا في دينه حتّى إعتقد بعض أعداء الله بأنه إبن الله ، ولكن اليهود كذّبوه وأرادوا قتله .
دفاع الأمام الرضا (عليه السلام ) عن الحق
روى محمد ابن سنان (ره) قال :لما جاء الأمام الرضا (ع)إلى خراسان وقرر المامؤن العباسي ان يقعده الى الناس يومي الاثنين و الخميس من كل أسبوع وكان الأمام (ع) يجلس الى يمين المأمون فجيء اليه يوما برجل من الصوفية اتهم بالسرقة فلما نظرأ ليه وجدة متقشفا بين عينيه اثر السجود فقال له اثار جميلة وفعل قبيح اتنساق الى السرقة مع ما ارى من حسن مظهرك ؟قال العابد فعلت ذلك اضطرارا لا ختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفي فقال المأمون واي حق لك في الخمس والفي ء؟قال العابد ان الله عز وجل قسم الخمس ستة اقسام وقال (واعلمو انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان)فعليه لماذا منعتني حقي وانا ابن سبيل تقطعت بي الآسباب ومسكين لا ارجع الى شيء ومن حملة القران فقال له المأ مون :اعطل حدا من حدود الله وحكما من احكامه في السارق من اساطيرك هذه ؟
فقال العابد :ابدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله على غيرك .
فألتفت المأمون هنا الى الأمام الرضا (ع)
ما تقول ؟(اراد بذلك ان يبدي الأمام برأية ) فقال الأمام الرضا (ع) :انة يقول سرقت فسرق. فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للعابد: والله لأقطعنك.(يعنى اقطع يدك جزاء سرقتك) فقال العابد: اتقطعنى وانت عبد لي؟
فقال المأمون: ويلك ومن اين صرت عبدا لك؟ قال العابد لأن امك اشتريت من قبل هارون الرشيد من مال المسلمين فأنت عبد لمن فى المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم اعتقك ثم صادرت الخمس بعد ذلك فلا اعطيت آلأ الرسول حقا ، ولا اعطيتني ونظرائي حقنا .
والا خرى ان الخبيث لا يطهر خبيثا مثله ،انما يطهره طاهر، ومن في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه اما سمعت الله عزوجل يقول: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) فبهت المأمون أمام البراهين القاطعة للعابد فألتفت الى ألأمام الرضا (ع) وقال : ماترى في أمره ؟ فقال ألأمام عليه السلام : أن الله جل جلاله قال لمحمد (ص) (قل فلله الحجة البالغة) .
مَن ينتظر مَن
تنعدم اللحظة التي لا نسأل الله عز وجل فيها تعجيل الفرج للإمام صاحب العصر والزمان ، ونظن إننا ننتظر الإمام وإن الإمام بدوره ينتظر الله وإن الله ينتظر شيئاً ما في زمن ما في مكان ما . في حين إن محمد الصدر يقدم في كتابه اليوم الموعود فلسفة كاملة لهذا اليوم ، ويقدم أيضاً شروطاً عدة لترى هذه الأمة نفسها أمام ذلك اليوم ، ويعتقد السيد الصدر إن أولى شروط اليوم الموعود هو . تعميق الفهم العام للإطروحة العادلة الكاملة في خط تربوي فكري طويل . ويضيف السيد الصدر إن ذلك لا يكون إلا من خلال التدقيق وتفسير الأفكار الإسلامية من جميع النواحي العقائدية والفقهية والأخلاقية ، ويتوصل السيد الصدر بعد الخوض في الحديث عن هذا الشرط إلى نتيجة مفادها ، وهذا من فوائد تأخير التطبيق الإلهي عن نزول الأطروحة الكاملة ، ويعني بالإطروحة الكاملة ما يأتي به الإمام المهدي (ع) لإرساء دولة الحق . وإذا ما قرأ الواحد منا هذا الطرح للسيد الصدر وعلم إن أوان قيام الإمام المهدي (ع) مرتبط بمستوى فهمه العام للإطروحة الكاملة ، فهل سيكمل نهاره بروتينه المعتاد إم إنه سيعمل على ربط سلوكه وحركته في اليوم الذي يقوم فيه الإمام لإقامة دولة الحق ؟ وهل سيبدأ رحلة البحث عن الجزء المناط به من المهمة كخليفة لله عز وجل على الأرض وممثل لرسول الله (ص) ومنتظر لصاحب عصره وزمانه ؟ وهذا الأمر من الواضح إنه متعلق بالقاعدة الشعبية العامة للناس ليكونوا قد وصلوا إلى مرحلة من الفهم الإسلام حتى يتمكنوا من فهم ما يأتي به الإمام صاحب العصر والزمان من علوم ومفاهيم.
ومن هنا يأتي دور الوسائل الإعلامية الإسلامية لنقل ما حوته أمهات الكتب وأبحاث العلماء الأجلاء وتسليط الضوء على كل ما يخرج من أبحاث معاصرة . فيما يتعلق بموضوع الإمام المهدي ( مكن الله له في الأرض ) وما يتعلق بدور الفرد المنتظر حتى لا يكون على الاقل مؤخراً لموعد تطبيق الأطروحة الكاملة التي تحدث عنها السيد الصدر . .
هل تعلم؟
- هل تعلم إن رسول الله (ص) عهد إلى أمير المؤمنين (ع) أن لا يحدث باسم المهدي حتى يبعثه الله .
فقد جاء في اكمال الدين ج2 عن أبي جعفر (ع) قال : سأل عمر أمير المؤمنين (ع) عن المهدي فقال : يابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما أسمه ؟ قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث بإسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو ما استودع الله عز وجل رسوله في علمه.
- هل تعلم إنه من لم يعرف إمام زمانه المهدي مات ميتة جاهلية.
فقد جاء في الكافي ج2 ص648 عن الصادق (ع) عن آباءه عن رسول الله (ص) قال : من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية.
- هل تعلم إن الأحداث التي تقع بعد القائم لا يعلمها إلا النبي محمد (ص) وعلي والحسنان (ع).
فقد ورد عن امير المؤمنين (ع) وقد سأله عبد الله بن الحارث : أخبرني بما يكون من الأحداث بعد قائمكم : قال : يابن الحارث ، >لك شيء >كره موكول إليه وإن رسول الله (ص) عهد إلي أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين.
- هل تعلم إن قبل قيام الإمام تضعف قوى الإحتلال .
فقد جاء عن أمير المؤمنين (ع) في كتاب ما>ا قال علي في آخر الزمان قوله (ع) :( ...... ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إ>ا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة >لك إ>ا ضعف سلطان الروم وضعفت العرب ودبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند >لك تخرج العجم على العرب ويملكون البصرة.
بحوث ودراسات
المهدي (عج) بيان لإحسان الله تعالى المستديم الذي لاينقطع
كان الحجاج بن يوسف الثقفي، يدعي، أنه ضليع في علوم القرآن، وكان في مجالسه كثير التبجح بذلك، ولكنه كان يقول، لا زلت لم أفهم معنى قوله تعالى:(وانْ من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً) النساء، 159.فرد عليه أحد الجالسين قائلاً، أتعطيني الأمان وأهديك معناها؟ قال له الحجاج لك الأمان فهات ما عندك.قال: إن أهل الكتاب (النصارى) سيؤمنون بالمسيح(ع) عند عودته للخروج مع المهدي(عج)، فإن الله سبحانه وتعالى يقول فيما تقدم هذه الآية:(وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) النساء، 158.وإنه(ع) بعد ظهوره يلتحق بالإمام المهدي(عج) ويدعو النصارى للإيمان به فيؤمنون به على دين الله والإسلام.وقد قال الحجاج - وكأنه الفت إلى علم جم - أصبت حقاً ولكن من أين لك هذا.. قال اني علمته من محمد بن علي بن الحسين(ع)، قال لقد أخذته من عينه.
فكرة المهدي وحقيقة المهدي(عج)
ابتدءاً فكرة المهدي المنتظر ليست ابتداع المسلمين فقط أو طائفة منهم بل إنها:عقيدة كل الاديان السماوية.. وحتى إن وجدت في غيرها فإنها اصلاً جاءت من الدين.. والدين عند الله تعالى واحد والخبر الذي يصل من الله تعالى إلى الأنبياء واحد.. ثم إننا على مر تاريخ الإنسان على هذه الأرض لم نجد فكراً على الإطلاق رافق الإنسان كالفكر الديني... وإن كان للإنسان أن ينكر سلطان أية فكرة، فإنه لا يستطيع على الواقع أن ينكر سلطان فكر الدين على الناس.. ذلك لأن العقيدة فطرة الإنسان، تبرز من تكوينه واصل خلقته. ولا تتلبس تماماً إلا مع الدين باعتباره من خالق الإنسان والعالم بخلقته المستجيب لحاجته الحق والمجيب لتساؤلاته الصدق.عقيدة الإيمان بالمهدي(عج) تمثل تجسيداً لسنة كونية هي الإمامة - نشرت في العدد السابق تفاصيل علمية عن معاني السنة الكونية للامامة - حيث الإمام في خلق الناس هو معنى الحسن في خلق الإنسان، ولا يمكن بحال من الأحوال فصل هذا المعنى الحسن عن احسان الله تعالى المحفوظ في كتابه. وذلك ما يشير إليه قول النبي(ص) في حديث الثقلين:عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله(ص): (إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض). وقد ورد الحديث مروياً من قبل خمسة وثلاثين صحابياً وتسعة عشر تابعياً .وقد صححه كثير من العلماء منهم الطبري، الحاكم في المستدرك، الذهبي في تلخيص المستدرك، الهيثمي في مجمع الزوائد، ابن كثير في تفسيره، السيوطي في الجامع الصغير، المناوي، محمد بن اسحاق ففكرة المهدي(عج) وعقيدته هي مصداق لمعاني السنة ومعاني قول النبي الأكرم(ص) في الثقلين وعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض. وإلا فبدون المهدي(عج) كيف نتصور عدم الافتراق!!لا يمكن بيان معاني السنن الكونية والسنن التكوينية بشكل واضح إلا من خلال حقيقة وجود المهدي(عج)، بل لا يمكن فهمها:
سنة الطاعة
مثلما تكون الطاعة صحيحة قائمة على الصدق في زمن الرسول(ص)، باعتباره مصدرها ومشرعها المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وأن كل ما دونها بدعة وضلالة.. كذلك لا تأتي الطاعة بتمام وكمال معناها إلا مع وجود المعصوم الذي لا يصدر عنه الخطل والخطأ.. فأين هو؟
سنة الرحمة
قال تعالى: (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء، 107.إذا كانت رحمة الله تعالى متصلة وغير منقطعة، فقد أرسل سبحانه الرسل تترا رحمة للعالمين منذ آدم(ع) حتى الختم بمحمد(ص). فهل انقطعت الرحمة المتجسدة بارسال الرسل بموت الحبيب(ص) في خيار الله تعالى لعباده!!إن المهدي(عج) هو الرحمة المتجسدة لامتداد الرسل. وهو(عج) كالشمس ينتفع بها وإن حجبتها السحب، فإن عملية التركيب الضوئي التي هي أساس الحياة على الأرض والتي بدونها لا حياة، إنما مصدرها الشمس، وهي تجري لمجرد وجود الشمس وإن حجبها السحاب، وكذا الإمام المهدي(عج) فإن مجرد وجوده وإن احتجب رحمة للعالمين وهداية للخلق.
الحق والعدل
الحق، هو الصدق الثابت المنقول عن الواقع، والعدل هو تجسيد الحق في الواقع أيضا.. وإن الحق معرفة تحتاج إلى رفع القصور عن العقل البشري لتدرك، والعدل فعل يحتاج إلى معرفة الحق ومعرفة في تجسيده في الواقع.قال تعالى في ذلك:(وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الأعراف، 181.(ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الأعراف، 159.فالحق علم والعدل عمل بالحق. وهذا لا يتوفر لكل من كان مع القصورات الذاتية والحيوية والعقلية التي تشمل تكوين الخلقة الإنسانية.. إلا أن الإمام له مهمة ربانية ومنصب عقائدي مؤثر، مصمم بمشيئة الله تعالى لكل زمان ومكان مهمته الهداية بالحق والعدل به وتجسيده.فالمهدي(عج) هو من سلالة اختارها الله تعالى واصطفاها لمشيئته: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) آل عمران، 33.وروي عن النبي المصطفى(ص) في ذلك بأكثر من (300) حديث أشارت إليها كتب الصحاح في مواضعها.
القيامة والآخرة
ينتقل الإنسان من عالم إلى عالم آخر في خلق من بعد خلق باتجاه الكمال والاستقرار والخلود في معاني وجوده، ابتداءً من عالم الذر إلى عالم الاصلاب حيمناً ثم إلى عالم الارحام جنيناً ثم إلى عالم الأرض إنساناً، ثم إلى عالم الموت جنازة ثم إلى عالم البرزخ في القبر ثم إلى عالم النشور والحشر والقيامة والحساب ثم إلى عالم الجزاء إما ثواباً في الجنة أو عقاباً في النار.ذلك هو الانتقال حتم مقضي على كل آدمي لابد منه وان مسيرة الآدمي في تلك النقلات إلى حيث الثواب كما يرغب فيه كل ذي لب، لا يتم إلا من خلال نموذج احسن للكمال، لأن السير في لجج الظلمات ولمام النفاق ومجامع الشرك لا يوصل إلا للعقاب.. فأين هو النموذج الأحسن للكمال الإنساني الأجدر بالاتباع للفوز بثواب الله الحتمي؟! وهل هو إلا الإمام المهدي المعصوم!!إن عدم الإيمان بالإمام المعصوم قيّماً وهادياً يعني الضياع لأنه يعني عدم الاكتراث بمعاني القيامة وما يسبقها وما يعقبها.. وإن صدق الإيمان بالمهدي(عج) ومعاني وجوده وقيامه على الأمر في هذا الزمان يحيي سنة القيامة ومعانيها في النفوس.
سنة البلاء
كل شيء مبتلى ومبتلى به، وكل لحظة من الزمن في عمر الإنسان هي حيز بلاء لابد منه، والصبر هو التزام الدين في حسن البلاء وسوءه، أما صبراً على الطاعة في جنب الله تعالى، أو صبراً عن المعصية لأمر الله تعالى.والناس يختلفون في رؤية البلاء بما عندهم من دين، ثم أن نسبية المصائب عندهم هي التي ترفع الإنسان وتخفضه عند الله تعالى.والله سبحانه وتعالى يمنح عبده ثواباً عظيماً لا حدود له بما يصبر على بلائه، ومن هنا لننظر مقدار الحسن والرحمة في بلاء المهدي(عج) والامة.فلابد للإنسان ذي الدين أن يكون في موقع هم وغم من أمر الأمة وما صارت إليه من تفتت وضياع، وتسلط الصهاينة على مقدساتهم، وكل مظاهر الظلم والجور والفساد التي لا تليق بمعاني الإسلام العظيم، منتظراً لفرج الإمام(عج)، حتى تكون العقيدة الإسلامية، هي مفتاح كل فكرة يحملها في حياته ولا بلاء له سوى دينه، فقد روى الصيرفي قال:دخلت أنا والمفضل بن عمر وابو بصير وابان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق(ع)، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح، - والمسح، الكساء من الشعر - خيبري مطوق بلا جيب مقصّر الكمين وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحرى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وابلى الدمع محجريه وهو يقول:سيدي غيبتك اوصلت مصابي بفجايع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر اعظمها وافظعها وبواقي اشدها وانكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة بسخطك.قال الصيرفي: فاستطارت عقولنا ولهاً وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننا انه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك، من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟قال: فزفر الصادق(ع) زفرة انفتح منها جوفه واشتد عنها خوفه وقال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمداً(ص) والأئمة من بعده، وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وابطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام من اعناقهم التي قال الله تقدس ذكره (وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية. فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان) (كمال الدين: ص354).من خلال هذه القصة نجد أن بلوى الغيبة بلوى عظيمة، وبذلك يصبح لانتظار الفرج معاني الثبات والصبر على الإيمان ومعاني العمل والاستعداد لاستقبال الثائر المصلح العظيم المنتظر في إعداد النفس والمجتمع والامة، وبذلك يكون احب الأعمال إلى الله تعالى انتظار الفرج.قال الإمام(ع): (أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج) (كمال الدين: باب ما اخبر به النبي(ص) ص287).وعن رسول الله(ص): (أفضل أعمال امتي انتظار الفرج من الله عز وجل) (كمال الدين، باب ما روي في ثواب المنتظر للفرج، ص644).وعن أمير المؤمنين(ع) أيضا: (المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله) (كمال الدين، باب المنتظر للفرج، ص645).إن انتظار الفرج في حقيقته هو عبادة الصبر، الذي هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد وهو صك اجتياز البلاء بنجاح إلى حيث رضا الله تعالى.
سنة الإمامة
كيف تبدو هذه السنة في الإنسان؟ وكيف تبرز؟ ومتى تصح؟إن السعي للإمامة والسيادة سنة تكوينية في خلق كل آدمي، تبرز واضحة في طلب السيادة لنفسه ومجتمعه ووطنه، وفي سعيه للانقياد نحو الأحسن منه ولذا فالإمامة لا تصح إلا مع الإمام المعصوم المختار من قبل الله تعالى الذي يمثل امتداداً لمعاني رسالة الرسول في الناس وبكل معاني الحسن الرباني... وهذا المعنى لا يتحقق الآن إلا مع المهدي(عج) وفيه.ولذا فإن حرباً تشن ضد أئمة الحق(ع) منذ استلاب موقع الإمامة في الدين من قبل أشخاص غير مؤهلين لها، بل بالخصوص عند وقوعها في بني امية، فصاروا مصداقاً لقوله تعالى: (أئمة يدعون إلى النار... ) نعم منذ استلام بني امية مواقع الإمامة في الناس بدأ سب الإمام علي(ع) على مدى ستين سنة وعلى عشرات الآلاف من المنابر وفي مساجدهم ومع صلاتهم.. ومن ذلك الحين إلى الآن تشن الاباطيل والأقاويل ضد معاني وجود المهدي الإمام.. وقد ورد على لسان أئمة الحق(ع) بيان هذا الوضع:روى الكليني عن زرارة انه قال: سمعت أبا عبد الله يقول:(إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال: قلت؟ ولم؟ قال يخاف. وأومأ بيده إلى بطنه ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يُشك في ولادته، منهم من يقول مات ابوه بلا خلف، ومنهم من يقول حمل، ومنهم من يقول انه ولد قبل موت ابيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة، قال: قلت: جعلت فداك، إذا أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟ قال: يا زرارة إذا ادركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء:اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعلمني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني)(جمال الأسبوع، ص520، وغيبة الطوسي، ص333).وعن عبد الله بن سنان انه قال: قال أبو عبد الله(ع):(ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يرى، ولا إمام هدى، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) (اعلام الورى، ص432.. ومنتخب الانوار المضيئة، ص80).إن مجرد الإيمان بمعاني امامة المهدي(عج) للعصر، وترقبه وانتظار الفرج على يديه، إنما يضع النفس على مسار سنتها التكوينية الصحيحة في طلب السيادة.. كما أن تأمل وتوقع الإمامة في مضانها الصادقة إنما هو طاعة ورحمة وعدل وحق مع صبرٍ على كل هذه المعاني.
التوحيد
الناس كلهم موحدون بالفطرة طبقاً للخطاب التكويني الرباني في اصل الخلقة الإنسانية، إذ يقول تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) (الأعراف، 172).حتى كلمة الكفر تتضمن معاني الايمان، لأن الكفر معناه اخفاء بواعث الفطرة من الايمان، والشرك هو جعل شريك لمعاني الوحدانية والربوبية. فهم يقولون عن الأصنام: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر، 3).ولذا جاء وصف الشرك بأنه ظلم عظيم (إن الشرك لظلم عظيم) لقمان، 5.إن التوحيد هو صفاء الفطرة في النفس وسلامتها، ليبدو ميثاقها مع خالقها، وإلا فإن انحراف الفطرة وسقمها بامراض المعصية والفساد يبدي الشرك.. ولذا قال تعالى:(وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون)(يوسف، 106).وهذا كله يعني أن خلوص التوحيد لله تعالى لا يبرز إلا من خلال تطابق كامل سعي الإنسان بسننه التكوينية في الطاعة والرحمة والحق والعدل والامامة والصبر على التزام الكتاب والعترة(ع) معاً مع السنن الكونية في تلك المعاني.فلا توحيد خالص مع المعصية ولا توجه خالص مع القسوة والبغض ولا توحيد خالص مع الظلم والباطل ولا توحيد خالص مع عدم الصبر على البلاء ولا توحيد خالص مع الإمامة الظالمة ولا توحيد خالص مع عدم التسمك بالثقلين أو مع التفريق بينهما.ولذا فإن انكار المهدي(عج)، هو خلل في معاني التوحيد الخالص لله تعالى، والمهدي(عج)، هو سيد الموحدين بتمام طاعته لله تعالى مع كونه رحمة للعالمين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، يجسد صدق الإمامة وعظيم البلاء، ويبسط مشيئة الله تعالى فهو مضمون الحسن وبيان الكتاب.
الدعوة للاحسن
حدد النبي الأعظم(ص)، أصول الاستقامة وعدم الضلال من خلال امره العظيم بالتمسك بالثقلين اللذين لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض، وهما كتاب الله العظيم وعترته الاطهار(ع) - وقد مر معنا الحديث -.إن الإمام المهدي(عج) تجسيد واقعي حي لعدم الافتراق هذا بمعاني وجوده وإن كان غائباً وبمعاني عصمته، فلا يصدر عنه الظلم والقبح، إذ هو تجسيد واقعي لمعاني كتاب الله جل وعلا.ولا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يضع بديلاً لمعاني الدعوة للاحسن كسنة كونية تمضي في كل مفردات الوجود، إلا الإمام المهدي المعصوم المنتظر(عج)... ولا يستطيع أحد يدعي الإيمان أن يعطي تفسيراً مجسداً وواقعياً لمعاني اقواله تعالى:(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) (الاسراء، 15).(وإن من أمة إلا وخلا فيها نذير) (فاطر، 4).(سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا... ) (تبارك، 8-9).(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (الرعد، 7).إذن اين النذير في الأمم قديمها وحديثها بعد الختم بمحمد(ص)؟وأين الهادي بمعناه الحجة الرباني بعد المنذر(عج)؟فالارض في كل صقع من اصقاعها وفي كل زمن من دهورها لا تخلو من حجة لله على الناس، وحجة الله تعالى على الخلق إنما يغدو حجة بسلطان من الله سبحانه وتعالى وطهارة في ذاته، وإلا فانه لن يرقى لمعاني النذير والهادي الرباني.ومما تقدم نجد أن الإمام المهدي(عج) هو موضع الإجابة لكل ما تقدم من الأسئلة.
المهدي(عج) تجسيد لمعاني الحسن الرباني
المهدي(عج) هو وريث الأنبياء في مهامهم، وهو(عج) كمال التجسيد لسنن الله تعالى الحسنة في الخلق، طاعة ورحمة وحقاً وعدلاً وصبراً على البلاء ويقيناً وتوحيداً ودعوة صادقة لله تعالى، كلها متداخلة في شخصه الشريف وبلا تكلف أو تصنع.به ومنه(عج) تعرف الطاعة لله تعالى وهو مصدر الرحمة وشيوع الألفة والمحبة وعلى يديه يتحقق العدل والقسط ويملأ الأرض بهما ويمحق الظلم والجور واهلهما وتصلح به(عج) البلاد واحوال العباد... وإن ثورته تستهدف القضاء على الشرك والظلم والجهل، ذلك الثالوث المقيت الذي هو علة آثام الناس كلها، وإن بمقدار تحرّر الإنسان من مؤسسات الشرك والظلم، وتنور قلبه بنور علم آل محمد(ص) يكون قد امتلك حريته وسيادته ومارس رسالته التي خلقه الله تعالى لها على سطح هذا الكوكب.
دولة الإمام المهدي(عج) العالمية
إنها وعد الله تعالى، والله تعالى لا يخلف وعده.. قال الإمام علي(ع) في الجزء الثالث من نهج البلاغة: (لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ثم تلا الآية (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) القصص، 5-6.ويقول ابن أبي الحديد في هذا: ان اصحابنا يقولون انه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك) (الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، محمد كاظم القزويني).وقال الإمام الباقر(ع) في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، إن ذلك وعد الله للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض.وهو أيضا وعد رسوله للمؤمنين، عن ابن عباس عن رسول الله(ص) انه قال: (إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر، أولهم، أخي وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله من أخوك؟ فقال علي بن أبي طالب، قيل ومن ولدك؟ قال المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً والذي بعثني بالحق بشيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) (فرائد السمطين، للجويني، ج2).إذن فهي دولة لامر الله ومشيئته، ومثلما نؤمن بان مشيئة الله تعالى نافذة حتماً، فإننا نؤمن أن مشيئته تعالى محض حسن وخير. ولذا يبدو هذا البيان في غاية الجمال وهو يوضح لنا كيفية سيطرة الإمام(عج) على الأرض، فإن بداية عيسى(ع) بالصلاة خلف المهدي يدعو لاجتماع الاديان في دين واحد ولحيازة ولاء النصارى في الدول الغربية لدولة المهدي(عج)، وبما هو عليه(عج) من نصر الله وتأييده في تجسيد الحق عدلاً وقسطاً يملأ الأرض من بعد جور وظلم. إنما يزيد الالتصاق بسلطانه والالتفاف حول دولته دون غيره من الظلمة والمفسدين... انه(عج) يمثل معاني الحسن متجسدة بما يأتي به من مضمون مشيئة الله تعالى وبهذا، فهو مصدر جاذبية مسرة ومبهجة لكل أبناء عصره.. والحقيقة أن العلم برب واحد خالق للكون والناس.. وجوهر واحد للكيان الإنساني له حقوق واحدة وعليه واجبات متماثلة... واجتماع الكل على بغض الظلم ومقت القبح وطلب العلم وافشاء المحبة والسلام ونبذ السوء بكل اشكاله... وتوحد المصالح فيما أراد الله تعالى بالبشر... كل هذا يبرز من خلال قيادة المهدي(عج) لدولة العدل الإلهي.. فالارض تصبح موطنا لكل إنسان... يقول الإمام الصادق(ع): (إن القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز... إن المؤمن في زمانه(عج) وهو بالمشرق يرى أخاه الذي في المغرب وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق)(الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، السيد محمد كاظم القزويني).انه(عج) يمتلك كل المفاتيح من ربه: النصر والتأييد والمدد الروحي والمادي، تظهر له كنوز الأرض ويتبعه عيسى(ع) الذي يدين له الغرب كله مع ممانعة الحكومات هناك في بداية الأمر.وهناك عوامل حاسمة في قيام دولة المهدي الإلهية على الأرض.إن المهدي(عج) لا يظهر إلا إذا برز في الأرض الظلم والجور، ومعاني الظلم والجور في بيانهما وبروزهما مطلبان، أولهما وجود النفوس العالمة بمواضع الظلم والجور وثانيهما أن تكون تلك النفوس متعطشة للخلاص مستعدة للتلبس بالدعوة الصادقة والثورة الموجهة والعقل التغييري الموجه لتحطيم قوى الظلم والجور وافشاء العدل والقسط.وجدير بالإشارة إلى أن التفاوت والنسبية في معاني الظلم والجور يكون بمقدار الإحساس بهما، وبمقدار الصحة في تشخيص مواقعهما وعلل بروزهما.ففي مثل طريف على ذلك، قال أحدهم لصديقه وهو يناوله لفافة تبغ، أحسنت.. وقال ثالث يراقبهما للمستحسن وهو يعلم أن الطبيب حذره من التدخين.. كيف تصفه بالاحسان وهو يقدم لك سماً؟!المهم، أن وضوح الظلم والجور وبيانهما وتشخيص مواقعهما بدقة ووجود الثلة المهدوية المتعطشة للتلبس بسنن الله تعالى الحسنة فيما يوجه به المعصوم من مضامينها، يضمن الصدق في القضاء على الظلم والجور في الأرض.إن المهدي(عج) يمتلك السلطان كله بما هو العلم والقوة بتأييد الله تعالى وتسديده، بما لا يبقى معه قصور أو خطل في فعل أو توجيه، مع ما عنده من ثلة متلبسة بالحق والصدق متعطشة لمضاء مشيئة الله تعالى.إن الزيغ يولد زيغاً، وإن القسوة تولد قسوة، وان لكل معصية وزراً، وان كل مفسدة إنما تخرج صاحبها من جنته، أما الطاعة لله تعالى حقاً وبقصد القربى إليه خالصة، إنما تولد حسناً جذاباً، وان الرحمة لتشيع المحبة، وإن الصلاح ليولد في الأرض الخصب ويستدر من السماء بركاتها، وإننا برضا الله تعالى عنا نصيب كنوز الأرض وظلل السماء باللطف.وإن قيام دولة المعصوم، بالطاعة لله تعالى وبالرحمة بالناس وتحريرهم من استغلال بعضهم لبعض، وقطع دابر الظلم وقيام العدل، يعني أننا بازاء حالة للارض واهلها لا نستطيع وصفها.عن رسول الله(ص): ابشروا بالمهدي.. ويقسم المال صحاحاً بالسوية ويملأ قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدالة حتى انه يامر منادياً ينادي من له حاجة الي... وتكثر الماشية وتعظم الأمة.. وتزيد المياه في دولته وتمتد الانهار وتضاعف الأرض أكلها(5).وعن الأمان في دولة المهدي(عج)، يقول الإمام الباقر(ع): (وتخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد).
الإمام المهدي(عج) يأتي بأمر جديد
ينكشف إزاء حقيقة المهدي وصدقه زيف المفاهيم التي تدعي الصدق والحق في كل مجالات الحياة. لأن بروز الحق قوياً واضحاً جلياً يقضي على مبررات الخلاف بين الاحزاب والدول.. فالإنسان كيان واحد وفطرته واحدة وأهدافه السامية واحدة وانماط تعلمه واحدة ورسالته واحدة.. وان كل كوارث الإنسانية ومصائبها من باطل اللمة ولمة الباطل، حتى الحق الذي يرفعونه شعاراً لا يراد به الحق، بل الحق الذي يراد به الباطل كما يقول أمير المؤمنين(ع) في وصف شعارات القوم.فإذا برز الحق قوياً واضحاً جلياً، وجاء الذين يحسنون تجسيده عدلاً ينظر ويلمس في الواقع من قبل اتباع الإمام وتلاميذه، عندها يحس الناس بالجمال، بل ويتأسفون للضياع الذي خسروا أعمارهم فيه في لمة الباطل والظلم تحت سلطة الشرك وديجور الجهل، وهم يرون وقت المهدي(عج) مجتمعاً تسوده الحرية والقناعة والصدق والامان والتوحيد بمعانيه المبهجة الجميلة المسرة، ويرون قيادة محبة رحيمة ودودة عادلة تطال الباطل اين ما كان وانى كان وتسحق الظلم والظلمة وتحيي البلاد والعباد بالعدل والقسط والرحمة والمحبة وكل معاني الحسن الرباني.أمام هذا الواقع الرباني المبهج الجذاب الجميل الصادق تختفي كل أيديولوجيات الخطل والكذب والنفاق والشرك والظلم... ويتقدم أصحاب الإمام المهدي(عج) إلى كل الاصقاع وهي منقادة إليهم انقياد محبة واذعان واعتراف بالجميل.وليس من الثابت تماماً كم سيدوم حكم دولة الإمام(عج) العالمية... وهل يستمر؟إن الله سبحانه وتعالى إنما يرسل الرسل وينزل الكتب ويقيم المعجزات رحمة منه ولطفاً، بل حتى خلق الخلق اصلاً، ليس لحاجة منه سبحانه وتعالى إليهم، إنما تفضلاً، واحساناً.. فلطف الله واحسانه سنة في اصل الخلق وبقائه ودوامه واستمراره.. وان قيام دولة المهدي(عج) الربانية، كمثال لدولة الله جل وعلا في اللطف والحسن والرحمة تجسيداً لمضامين مشيئة الله تعالى... وهي في كل الأحوال حجة كحجج الرسل(ع) والكتب والمعجزات على الناس، فإن شاءوا أطاعوا وان شاءوا عصوا.إن بلوغ الإنسان غايته في الاستقرار وتوفر الوقت والجهد والمال والسلطان والجاه لديه يضعه في قمة البلاء وغايته، ويبقى الإنسان ابن آدم... وآدم في الجنة ماذا صنع؟!(يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
معلومات عامة ومشاركات
الرسول وأهل بيته نعمة من نعم الله
قال تعالى { وأما بنعمة ربك فحدث } إن من منن الله علينا ونعمه أن تفضل علينا برسوله الكريم محمد (ص) منذراً ومخلصاً للأمة من الضلال الشرك ومبشراً بالفضل قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً} فخص الله تعالى من آمن بالرسول (ص) بالفضل الكبير من الله بل إنه سبحانه وصف طاعته وطاعة رسوله بالفوز العظيم قال تعالى وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71 وهو(ص) موضع نعمة الله علينا ليكون دليلنا إليه سبحانه في ظلمات وليل الضلال ثم إن أهل بيته (ع) كانوا وصلة وإستمراراً لتلك النعمة الإلهية فأولهم وصيه وأخيه علي (ع) يعسوب الدين وإمام المتقين الذي عبر عنه الرسول الكريم (ص) لولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي . وقد فرض الله طاعته (ع) وقرنها بطاعة الله والرسول لأنه أي علياً كان نفس الرسول قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }النساء59 - وكذلك أولاده الحجج من بعده وبفضل التمسك بهم نبتعد عن الضلال ونهتدي للحق كما بين الرول الكريم في قوله (ص) ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا من بعدي ) فالرسول وأهل بيته عليهم السلام نعمة لأنهم الهادين المهديين إلى الصراط المستقيم لأن كلمات التوسل إلى الله في الشدائد وطلب التوبة تكون بهم حيث توسل بهم عدد من الأنبياء منهم دم (ع) ليتوب الله عليه وهم نعمة لأنهم شفعائنا يوم الدين وأيضاً ببقائهم بقيت الأرض فلو خلت الأرض منهم لساخت بأهلها وهم نعمة على الكون كله لأنه قائم على محبتهم كما جاء في حديث الكساء عن فاطمة الزهراء (ع) في قول الله تعالى ( يا ملائكتي وياسكان ساواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا قمر منيراً ولا شمس مضيئة ولا فلك يدور وبحر يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ) .وهم (ع) نعمة لأننا ننتفع بوجود الثاني عشر منهم في زمن غيبته كما عبر عنه ( كإنتفاعنا بالشمس إذا غيبها السحاب ) فنور يصلنا ويدلنا عليك وفي زمن الخلافة هو نعمة لأنه يظهر الدين ويقتل الكافرين وينصر المؤمنين المستضعفين في دولة العدل الإلهي التي سيخلف الله بها عباده الصالحين . فإن واجبنا هو أن نشكر وإن الشكر لا يكون إلا بالعمل وأن نعمل جاهدين بإتباع أمرهم ونشر سيرتهم والتخلق باخلاقهم وأهم من هذا هو ما يخص إمامنا المنتظر ولدهم وذلك بالثبات في إنتظاره والتهيئ لنصرته والدعاء له بتعجيل فرجه .
السيطرة على الغضب
كل انسان يعرف ما هو الغضب وقد جربه باشكال متعددة سواء كحالة من الاستياء البسيط او كموجة غضب شديدة كما يعرف الغضب بانه "حالة عاطفية تتراوح حدتها بين التوتر الخفيف وموجات الغيظ وثورات الغضب . ككل المشاعر الانسانية الاخرى فان الفشل في ادراك وفهم مشاعر الغضب قد يؤدي الى العديد من المشاكل النفسية والجسدية كارتفاع ضغط الدم وامراض القلب واوجاع الراس والمعدة كما يرفع الغضب نسب افراز الجسد لبعض الهرمونات والادرينالين . وتساهم مجموعة مسببات سواء الخارجية او الداخلية الى شعور الانسان بالغضب وهذه الاسباب قد تكون شخصية او قد تتمثل في ذكرى او حدث معين . ومن اكثر الوسائل الطبيعية للتعبير عن الغضب هي ردات الفعل الاندفاعية حيث يولد هذا الشعور مشاعر قوية تقود الى تصرفات تسمح لنا بالقتال والدفاع عن انفسنا عندما نهاجم ولذلك فان الشعور بالغضب في بعض الاحيان قد يكون ضروريا . الا انه لا يمكننا في الوقت نفسه التعبير عن غضبنا بردات فعل جسدية باتجاه كل شخص يسبب لنا توتر او ازعاج حيث لا بد من بعض قواعد السلوك التي تحد من هذه المشاعر . ووفقا لبعض الدراسات فان "التعبير عن مشاعر الغضب باسلوب غير اندفاعي قد يكون من افضل طرق التعبير عن الغضب من الناحية الصحية . يعتبر كبت الغضب احدى الوسائل المتاحة للسيطرة على هذا الشعور حيث يستطيع الانسان عبر هذه الطريقة السيطرة على الغضب ومنعه من الوصول الى النظام العصبي من خلال التركيز على اي فكرة ايجابية . ويرى استشاريون في ادارة الغضب ان مشكلة كبت هذه المشاعر وعدم اطلاقها تكمن في امكانية ارتدادها على الشخص نفسه مسببة له التوتر وارتفاع ضغط الدم ومن الممكن الوصول الى الاكتئاب . ومن وسائل السيطرة على الغضب ايضا العمل على تهدئة الاعصاب من الداخل ويتم هذا عن طريق السيطرة على التصرفات الخارجية بالاضافة الى ردات الفعل الداخلية . ان "الهدف من ادارة الغضب هو تخفيف المشاعر العاطفية والعوامل النفسية التي يسببها الغضب" الا انه يمكن للانسان تعلم السيطرة على ردات فعله .
الهالة الكهرومغناطيسية.. وسنبلة القمح
لقد أثبت العلم الحديث ومن خلال التصوير بكاميرا كيرليان أن حبة القمح عندما تبدأ بالتنبيت وإخراج برعمها، فإن هالة من الموجات الكهرومغناطيسية تبدأ بالإحاطة بحبة القمح، تماما كما هي الهالة التي تحيط بالإنسان الحي المفعم بالطاقة، وكأن بعث الحياة في هذه الحبة التي أنبتها الله تعالى، قد بعث فيها طاقة عظيمة، استطعنا تصوير جزء منها بتصويرالهالة الكهرومغناطيسية التي تحيط بالقمح المبرعم، أو عشب القمح الحي، والجدير بالذكر أن هذه الهالة غير موجودة حول حبوب القمح العادية المخزنة غير الموجودة في سنبلها، فمن أين تأتي هذه الطاقة؟
من المعروف أن جزيء الماء قطبي، بمعنى أن الإلكترونات (أو ما يُعرف بالسحابة الإلكترونية) تتوزع حول جزيء الماء الذي يتكون من ذرة أوكسجين واحدة، وذرتي هيدروجين، وتتوزع هذه الإلكترونات بشكل غير متجانس بحيث تكون الإلكترونات في مكان ما حول الجزيء بشكل أكبر، وبالتالي تعتبر هذه النقطة القطب السالب، لأنها أكثر نقطة في الجزء تحتوي على إلكترونات، وهذا يكون على حساب نقطة مقابلة في جزيء الماء والتي تفقد هذه الإلكترونات فتكون بذلك القطب الموجب.
الإرادة اول شروط الاقلاع عن العادات الضارة
إن المخاوف والقلق على المدخنين والمدمنين على الكحوليات والمخدرات وما شابهها، هي محط اهتمام الجهات الصحية في العديد من البلدان، ويمكن تفسير ذلك بالنسبة لأولئك المدمنين على كونه صورة من السلوك العدواني نحو الذات، وقد يكون ذلك وراثياً! فقد جاء في نتائج تجربة قام بها علماء من جامعة (كيس وسترن ) الأمريكية، حيث توصلوا مؤخراً إلى أن (المورث ذو العلاقة يشكل عاملاً مهماً في نمو خلايا دماغية معينة تنتج مكوناً كيمياوياً.. يعرف باسم (سيروتونين) وهي مادة مهمة في السيطرة على تقلبات المزاج عند الإنسان).إلا أن البروفسور بيتر ماكغوفن من معهد البحوث النفسية في لندن لديه رأي آخر إذ صرّح: (إنه من الصعب هضم فكرة أن اختباراً جينومياً يمكن أن يكون أفضل وأكثر فعالية من مهارات التشخيص التقليدية التي يتمتع بها الطبيب النفسي).إن عدم سيطرة المدمن (تدخيناً أو كحولياً أو مخدراتياً) الراغب في الإقلاع عن عادته المضرة فيه شيء من تأجيل عدم الأخذ بإرادته كإنسان إذا ما قرر يوماً تسخيرها لصالح الإقلاع عن عادته المعينة، فإنه يكون قد وضع إرادته الشخصية في موضعها الطبيعي فممارسة الإدمان على أي من العادات الآنفة، يكلف المرء كثيراً من صحته وراحته النفسية إضافة لصرف المال اللامبرر لإشباع رغبة الإدمان الكلي أو الجزئي في نفسه التي تكون أحياناً أموال مسحوبة من حقوق أفراد عائلة المدمن.وتشير معطيات ومعلومات حديثة أن جميع المواد المستعملة في الإدمان لها تأثير سلبي على الوظائف العقلية جراء تعاطيها بنسب لا يتحمل الجسم مداها في أحيان كثيرة، وهذا يقود إلى أن يفكر بعض المدمنين على عادات تضر بصحتهم وتقصر من أعمارهم، أن يعيدوا النظر للاندماج أكثر في المجتمع كبديل محتمل عن ممارسة عادة الإدمان الآنفة، ففي الهرب من الواقع مسألة لا تدع المرء إلا أن يكون مراوحاً في مكانه، وتقبل انتقاله إلى الآخرة بأسرع وقت مضحياً بنفسه على لا شيء.وحتى لا تكون مشكلة العلاج من الإدمان المذكور وبكل أنواعه أكبر من عادة الإدمان، فيفضل أن يكون ذلك العلاج بالإرادة الشخصية، الكفيلة بإعطاء شعور بالأمان بعيداً عن وطأة الإدمان.. فبذلك يمكن ضمان عيش أفضل يسترجع فيها المدمنون قواهم الجسدية والنفسية دون منغصات صحية أو مالية.
شروط المهدي (عليه السلام )على أصحابه
جاء في أحد خطب أمير المؤمنين(عليه السلام)حول الشروط التي يمليها المهدي (عليه السلام )على أصحابه (.....فيقول لهم أني لست قاطعا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا، ولكم عليّ ثمان خصال، قالوا قد فعلنا ذلك، فأذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.فيخرجون معه إلى الصفا فيقول:أنا معكم على إن لا تولوا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرما، ولا تأتوا فاحشة، ولا تضربوا أحدا إلا بحقه، ولا تكنزوا ذهبا ولا فضة ولا تبرا ولا شعيرا، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما تعلمون، ولتخربوا مسجدا، ولا تقبحوا مسلما، ولتلعنوا مؤاجرا إلا بحقه، ولا تشربوا مسكرا، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها ربا، ولا تسفكوا دما حراما، ولتغدروا بمستأمن، ولا تبقوا على كافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب على الخدود، وتجاهدون في الله حق جهاده، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر. فأذا فعلتم ذلك فعلي إن لا اتخذ حاجبا ولا البس إلا كما تلبسون ولا اركب إلا كما تركبون، وأرضى بالقليل وأملئ الأرض عدلا كما ملئت جورا وأعبد الله عزّ وجل حق عبادته وأفي لكم وتفوا لي.) من كتاب الجفر الأعظم ص510.
حيدر عبد الواحد
حوار مع ابن عمي البعيد
إلتقينا في مكان ما أنا وأحد أبناء عمومتي الأبعدين وتحاورنا في مواضيع شتى وطال بنا المقام وجرى بيننا نقاشاً طويلاً وجدالاً وكرّاً وفرّاً في الحديث وكان يدور ويحوم حول موضوع ما وأنا أتحاشاه بتغيير المواضيع لكنه نفذ صبره ولم يجد منه بدا ًعن الإفصاح عما بداخله من كوامن أضنها كالجمر تلسع جنبات نفسه وتكوي موضع الفراغ في ذهنه المتشنج كالقوقعة أخيراً لم يصمد بعد أن أفحمته بالحجج والبراهين العقلية والواقعية فيما يخص حوارنا العقائدي فأعطى الحوار منحىً آخر وتفتق ذهنه عن فكرة كان يظن أنها طريقاً ينتصر به على محاوره الهادئ فقال الحمد لله الذي قدم المفضول على الفاضل وجعل الأمر للسياسة . قلت له ما تقصد من وراء كلامك هذا قال : إن الحياة يجب ان تقنن وفق أفكاروقوانين وسياسات يضعها ويقودها أناس قادرون ولهم باع طويل في هذه الأمور قلت له والدين ما نفعل به . قال : الدين لا علاقة له بالأمر إنه عبادة وطقوس تؤدى والسلام قلت له أهذا مفهومك للأمر يعني تفصل الدين عن السياسة . قال : نعم الدين لا علاقة له بالسياسة قلت: له إذن كيف حكم رسول الله (ص) ؟ بالدين أم بالسياسة ؟ قال حكم بالدين .قلت له : هل أخطأ في هذا أم لا ؟ قال : إنه لم يخطئ قال له :إذن أجبت على السؤال من حيث لا تحتسب لأن الدين هو السياسة وقد حكم به الرسول الأعظم (ص) وقام بسياسة الناس بموجب الدين وإمضاء أمور دولة الإسلام ولنعد إلى قولك في الفاضل والمفضول ، سأسألك سؤالاً : لو كان لك أخ وقريب فمن تفضل بالفطرة قال أفضل أخي على الغريب بالفطرة قلت له : إذا كان أخوك أعرف من قريبك وأعلم منه وأشجع وأكثر وفاءً لك ولعائلتك وأحرص على مصلحتك فهل تفضل عليه قريبك قال كلا ، قلت : إذا كان أبوك قد أوصى بأخيك خيراً بالدرجة الأولى وأولاده وأوصاك بالإعتماد عليه في امورك فهل تفضل عليه قريبك قال : بداهة كلا . كيف اترك المنصوص عليه وآخذ بيد من ليس به وصية أو نص عندها قلت له إذا كيف تقول الحمد لله الذي قدم المفضول على الفاضل وقد عرفت صفات الفاضل والمفضول . قال : كلاماً قرأته في كتاب قلت له وإن كان صاحب الكتاب على خطأ أو مبطلاً فلماذا تتمسك بفكرته ألا تمحص في الأمر ألا تفكر بأن الفاضل والمفضول يبقى دونه ثم إن الله حاشاه أن يقدم مفضولاً على فاضل لأن ذلك من الغبن ومخالفة القول للفعل وأنت تعلم إن الله لا يظلم أحداً وإن الله اعلم بخلقه فجعل هذا فاضلاً وهذا مفضولاً ، قال : هكذا وجدنا الأمر . قلت له : لا تكون كمن قالوا هذا ما وجدنا عليه آباؤنا ، إتبع الحق لأنك عاقل ، سأضرب لك مثالاً لو وجدت بيتاً بناؤه جيد ومتين ويحتوي على آثاث جيدة وفيه إنارة وتدفئة وتبريد وبيتاً رث البناء ولا يحتوي ما يحتويه البيت الأول فأين تسكن في هذا أم ذاك . قال بل أسكن البيت الجيد سأجد فيه راحتي وطمأنينتي . قلت له هكذا الأمر مع فاضل ومفضول ولكن المفضول أتاح وأباح لك أمراً هو في نفسك لم يتحه الفاضل لأنه ملتزم بقانون صحيح لا يسمح بالخطأ واتباع الهوى وأنت صاحب هوى ، فاتبعت المفضول وحمدت الله على ذلك . وهذا من جزاف عندها سألت صاحبي ولم يحر جواباً والحمد لله رب العالمين .
.
القائم بين السائل والمجيب
أسئلة عامة
حول الامام المهدي(ع)
وردتنا مجموعة من الاسئلة بعث بها الينا احد القراء من مدينة الكاظمية المقدسة يستفهم عن الكثير من الامور المتعلقة بقضية الامام المهدي (مكن الله له في الارض) وقد جاء في السؤال الاول :
س1/ ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام ان الخراساني والسفياني يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان ، وانتم تدعون ان الخراساني هو اليماني فهل ان معنى الرواية المتقدمة ان الذي يستبق مع السفياني على الكوفة هو اليماني ؟
ج/ نحن لا ننفي ان هناك شخص يدعى الخراساني تحدثت عنه الروايات الشريفة الواردة عن الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم ، الا ان هناك روايات ذكرت الخراساني الا انها لا تقصد ذلك الشخص بل هي تتحدث عن اليماني بدليل ما جاء في الرواية المتقدمة التي ذكرتها في سؤالك وبدليل الرواية الشريفة الواردة عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله (ع) انه قال اليماني والسفياني كفرسي رهان ) بحار الانوار ج52. فأن مقتضى الجمع بين الروايتين ان يكون اليماني هو نفسه الذي يسمى خراساني في الرواية الاخرى ، وذلك لأن الند للسفياني عدو الامام المهدي عليه السلام هو اليماني صاحب دعوة الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف والذي هو صاحب أهدى الرايات ، أما لماذا سمي بالخراساني وذلك لأنه سوف يخرج من خراسان بجيش وعدة وعدد لمواجهة السفياني عند خروجه العسكري حيث سيقوم اليماني بطرد قوات السفياني من الكوفة التي استولوا عليها . وهذا الامر ليس غريباً فأن الكثير من الشخصيات التأريخية والاسلامية لها الكثير من الاسماء والالقاب التي تطلق عليها بحسب المناسبات والظروف التي تمر بها تلك الشخصية .
س2 / هل ان ما تفعله امريكا من التحولات الديمقراطية في الشرق الاوسط هو ما سيؤدي الى النزاعات المذكورة في الروايات قبل الظهور المقدس للأمام (ع) في الشام مثلاً او في الحجاز او في العراق او في مصر على السلطة وفي وقت هذه النزاعات والصراعات تظهر دعوة الامام المهدي(عج) أيضاً ؟
ج/ اجل هذا صحيح قأن ما تقوم به أمريكا الان في منطقة الشرق الاوسط عموماً ومنطقة الظهور الشريف خصوصاً يصب في خدمة وصالح قضية الامام عليه السلام فأن الصراعات السياسية والنزاعات الداخلية وانفلات الامن وعدم هيمنة السلطات او سيطرتها بقوة على المنطقة وبلادها كل ذلك سيؤدي الى خروج العديد من التيارات والفئات والمجموعات والجهات التي تسعى كل واحدة منها الى تحقيق بعض الاهداف التي تصبو لها ، وحتماً فأن هذه الجهات ستكون منها جهة حقة تدعو الى الله ونصرة الامام سيخدمها الظرف في تلك المنطقة لممارسة عملها بشيء من الحرية مما يسهل أمر الامام عليه السلام وظهور حركته ودعوته المباركة وبالتالي يسهل ويساعد في قيامه المقدس في مكة المكرمة فلولا الفراغ الامني والسياسي في مكة كما أشارت الروايات لما أستطاع الامام المهدي (عليه السلام) من الخروج واعلان ثورته المباركة الا انه سلام الله عليه حينما يرى ان الوضع الامني في مكة مختل وكذلك الوضع السياسي والسلطة راح الطامعون يتنازعون عليها يستغل حينها الفرصة والظرف فيعلن عن قيامه المقدس بعد ان يلتف حوله اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً .
س3 / ما هو الدليل على ان اليماني يأخذ توجيهه مباشرة من الامام (عج) ؟
ج/ ورد في الرواية الشريفة عن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) في ذكر اليماني (( يهدي الى الحق والى طريق مستقيم )) والهداية الى الطريق المستقيم لا يمكن ان تكون الا من قبل المعصوم وان اليماني ليس بمعصوم اذن فهو يأخذ توجيهه من المعصوم والا لما استطاع ان يهدي الى الطريق المستقيم كما انه قد ورد في الاخبار التي تصف راية اليماني ( أهدى الرايات ) ولا تكون كذلك ان لم يكن قائدها وصاحبها متصلاً بالامام عليه السلام .
وهذا المعنى قد ذهب اليه الكثير من الباحثين ومنهم الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور حيث صرح ان اليماني يحضى بشرف الاتصال المباشر بالامام ويأخذ توجيهاته من الامام مباشرة . ثم انه قد ورد في الروايات الشريفة ما يؤكد من كون اليماني يلتقي بالامام (ع) حيث جاء في الرواية الشريفة التي تصف حركة السفياني : ( ويبعث بعثاً الى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ....) بحار الانوار ج52 . والمنصور هذا الذي يخرج من المدينة مع الامام المهدي هرباً من جيش السفياني هو اليماني الموعود حيث ورد في الروايات ما يؤكد ذلك فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) حينما وفد عليه أهل اليمن فقال : ( جاءكم اهل اليمن يبسون بسيساً ، منهم المنصور ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسك ) غيبة النعماني . اذن فمعنى ذلك ان المنصور هو اليماني وهو يلتقي بالامام ويأخذ توجيهاته منه عليه السلام .
س4/ جاء في الرواية عن حذلم بن شبر قال : قلت لعلي بن الحسين عليه السلام صف لي خروج المهدي - الى ان قال - فأذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك . غيبة الطوسي ، والسؤال هنا لو كان الذي يختفي عند ظهور السفياني هو اليماني اذن ما معنى ان خروج السفياني واليماني والخراساني في يوم واحد ؟
ج- في الواقع انك قد اصبت الحقيقة فان الذي يختفي اذا ظهر السفياني هو اليماني وليس الامام المهدي (ع) لان الامام كما دلت الاخبار والروايات لايقوم ولايظهر الا في العاشر من محرم في السنة التي يقوم فيها والسفياني متقدم على الامام زماناً بالنسبة لظهوره اما بخصوص ما سألت فان للسفياني ظهور وخروج والمقصود بالخروج هو بداية تحرك قوات السفياني النظامية عسكرياً لمهاجمة العراق ودخول الكوفة واما الظهور فهو مايسبق الخروج العسكري من ظهور حركته ودعوته المنحرفة وفتنته التي سيقع فيها الكثيرون او بالاحرى سيطرته على بلاد الشام وحكمه اياها فان اليماني سوف يختفي انذاك .
س5 / نقرأ في الروايات بعض الجمل ونسئل عن معناها مثل ((رايات بني العباس)) و ((الرايات السود)) فهل ان المقصود بالرايات هي ((العَلَم))؟
ج- ان المقصود بالرايات الدعوات فالراية تشير الى الحركة والدعوة وهذا المعنى ذهب اليه السيد الشهيد الصدر ايضاً في كتابه موسوعة الامام المهدي حيث قال في الجزء الثالث مانصه (والمقصود من (راية الحق) : دعوة المهدي العامة ...) ورايات بني العباس تعني دعوات وحركات بني العباس التي تظهر وتنتشر هنا وهناك . اما (الرايات السود) ففيها اشارة الى بني العباس والى انصار الامام(ع) الذين يخرجون بعد خروج رايات بني العباس .
س6/ جاء في كتاب حركة الشهيد الصدر (قدس) ص82 موضوع الاصنام البشرية ((... فعمد الخبيث الى حجر جزع ابيض فنقره بالحديد حتى صوّر لهم مثال يغوث ، فعظموه اشد مما مضى وبنو عليه بيتاً من حجر وتبايعوا انهم لايفتحوا باب ذلك البيت الا في رأس كل سنة وسميت البيعة يومئذ بأنهم تبايعوا وتعاهدوا عليه فأشتد ذلك على يعوق ..)) وفي ص85-86 من نفس الموضوع يذكر صاحب الكتاب المذكور رواية عن امير المؤمنين(ع) وفيها ((وقتل الاسبغع صبراً في بيعةالاصنام)) ويقول صاحب الكتاب وفي هذه الرواية دلالة على وجود الاصنام والاصنام الحجرية لاتؤخذ لها بيعة انما البيعة تكون للبشر ..) اشعر بان هناك تناقض بين الكلام الاول وبين الكلام الثاني؟
ليس هناك اي تناقض فالرواية الاولى تتحدث عن الناس انهم تبايعوا فيما بينهم وتعاهدوا على ان لايفتحوا ذلك البيت الذي وضع فيه صنم يغوث اما الرواية الاخرى فهي قد صرحت بالبيعة للاصنام حيث جاء فيها ((والاسبغ المقتول صبراً في بيعة الاصنام)). فالرواية هذه تتحدث عن شخص يقتل صبراً في محاولة من القاتل لاخذ البيعة منه للاصنام فليس هناك اي تناقض .
س7/ توجد الكثير من الروايات التي تذكر ((الكوفة فهل هي دائماً تعني الكوفة بعينها ام انها تعني العراق؟
ج- في الواقع ان بعض الروايات التي تذكر الكوفة لربما كان المقصود منها العراق وفي احيان اخرى تطلق الكوفة ويراد منها الكوفة بعينها وقد كانت الكوفة والبصرة تسمى في بعض الاحيان العراقين ولما كانت الكوفة اكبر مدينة في العراق لذا فقد كان يطلق على اسم الكوفة فيراد منه العراق وهذا من باب اطلاق الجزء وارادة الكل .
س8/ هل ان يوم خروج اليماني هو يوم تحول الدعوة من السرية الى العلنية ؟
ج- لا ليس صحيحاً هذا فظهور الدعوة العلنية يسبق اليوم الذي يخرج فيه اليماني لان المقصود بخروج اليماني هو تحركه العسكري مع قواته وانصاره لتخليص العراق من ظلم السفياني وجوره ولطرد قواته التي تكون متواجدة انذاك في الكوفة وبغداد وغيرهما من المدن العراقية .
أراء وانتقادات
السيد القحطاني يناقش آراء العلماء في قضية الامام المهدي(ع)
السيد القحطاني يناقش الشيخ محمد اليعقوبي
سبق وان ذكرنا ان الاعلم هو اعرف الناس بالامام عليه السلام كما ان افضل العلم واحسن المعرفة هي معرفة الامام (ع) وذلك لان هذه المعرفة مترتبة على معرفة المولى تبارك وتعالى ومعرفته بنبيه (ص) لان من لم يعرف الله عزوجل لم يعرف النبي(ص) ومن لم يعرف النبي(ص) لم يعرف الامام والحجة على الناس ومن لم يعرف حجة الله وبقيته في ارضه يضل عن الدين والعياذ بالله فيموت ميتة جاهلية وهذا المعنى يتبين من الدعاء الوارد في زمن الغيبة ((اللهم عرفني نفسك فأنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)) وهذا الامر مما صرح به وذكره الكثير من العلماء حيث اكدوا واثبتوا ان معرفة الامام مرتبطة بمعرفة الله وهي اساس كل شيء فقد ذكر الشيخ اليعقوبي في كتابه شكوى الامام الذي اعده احد طلبته و هو عبارة عن مجموعة من محاضرات القاها الشيخ اليعقوبي حيث قال في الصفحة (14) من الكتاب المذكور وتحت عنوان : ((اول تكليف هو : معرفة إمام الزمان)) وأول تكليف للامة تجاه امامها هو التعرف عليه لان الجهل به يعني اسوا النتائج واخطره الضياع والتشتت والتخبط والتنازع وتفرق الاهواء وكثرة المدعين زورا وبهتانا لهذا الموقع المقدس الذي تطمح اليه النفوس لانه اشرف عنوان واسماه وتنقاد اليه الناس لذا كان من ادعية زمان الغيبة التي علمها الائمة (ع) لشيعتهم :((اللهم عرفني نفسك فإنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني))فمعرفتهم (ع) امتداد لمعرفة الله تبارك وتعالى التي هي اساس الدين قال امير المؤمنين (ع) :(اول الدين معرفته) ونخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة:(من عرفكم فقد عرف الله) (من اراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم) ويبين الدعاء نتيجة عدم المعرفة الحقيقية بحجة الله على خلقه وهو الضلال عن الدين وما اتعسها من عاقبة وهي التي عبر عنها في حديث آخر (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) بكل ماتعنيه الجاهلية من إنحراف وتعاسة وضياع وخواء روحي وعقلي وقلبي وسوء المنقلب والمصير الذي لخصه الله تبارك وتعالى بضنك وضيق العيش في قوله تعالى :{{ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى)} طه24. فقد ورد في الروايات إن الذكر أهل البيت(ع) ويؤيد ذلك السياق القرآني الذي وردت فيه وليس هذا محل تفصيله فالغفلة عنهم (ع) تعني الوقوع في هذه النتائج السيئة.
ثم صرح الشيخ في موضع اخر من الكتاب حول الاعراض عن امر الامام المهدي(ع) والجهل بقضيته حيث قال في الصفحة 17 تحت عنوان ((ماالمراد من معرفة الامام (ع) ))[ فأول شكوى يرفعها الامام المهدي(ع) هي الاعراض عن امره والجهل بقضيته والغفلة عنه، إذ ليس المقصود بالمعرفة المطلوبة هو العلم باسمه فهذا يشترك فيه حتى غير الموالين له بل ان كتب اولئك ذكرت تفاصيل حياته (ع) واخباره المستقبلية اكثر مما كتب عنه موالوه] وهذا الكلام صحيح جداً فان الجهل بقضية الامام (ع) وامره من اسوء ما تمر به الامة خاصة اذا كان الجهل مركباً فان صاحب الجهل البسيط من الممكن ان يتعلم الا ان من لديه جهل مركب لايمكن ان يتعلم لانه يجهل كونه جاهل بقضية الامام (ع) بل يعتقد انه ذا علم ومعرفة بالامام وقضيته وامره . الا اننا ورغم ماقاله الشيخ اليعقوبي والذي ذكرناه انفاً وما اكد عليه من ضرورة معرفة الامام وانه (ع) يشتكي ممن يجهل قضيته وامره نجده وللاسف الشديد يفتقر الى الكثير من العلم والمعرفة في امر الامام (ع) وقضيته نجده يقول في نفس الكتاب المذكور في الصفحة (47) تحت عنوان ((اعمال تقرب من الامام (ع) وتزيد محبته)) جاء في الفقرة رقم(3) ماهذا نصه (( الاعتقاد بان الامام(ع) يظهر رحمة للناس وشفقة عليهم كجده المصطفى (ص) الذي ارسل رحمة للعالمين لذا فهو سينشر دعوته بالاقناع والحوار لا بالسيف خصوصاً وان شعوب العالم ستكون واعية ومثقفة ومدركة لظلم المستكبرين ومرتاحة لدعوة الامام(ع) ومن يعتقد انه (لايبقي ولايذر) فهو واهم بل سيتورط في تنفير الناس من الامام(ع) ونشر بغضه في القلوب - والعياذ بالله - وانما يستعمل السيف في الضرورات القصوى وقد علمنا الطافه ورعايته للبشر وهو غائب لايعرف فكيف ستكون رعايته وهو حاضر وظاهر ثم انه واجداده مظهر الرحمة الالهية وسائر الصفات الحسنى الا ما اختص الله تبارك وتعالى به وهو الغني وقد جربنا وجرب معنا الكثيرون ان ندبه(ع) (يا ابا صالح المهدي ادركني) ييسر الكثير من الامور وتقضي الحوائج اليسيرة والعسيرة .
والحقيقة ان هذا الكلام يَرد عليه الكثير من الاشكالات فقوله (( الاعتقاد بان الامام (ع) يظهر رحمة للناس وشفقة عليهم كجده المصطفى (ص) الذي ارسل رحمة للعالمين)) يرد عليه ان هذا القول مما لادليل عليه فان ادوار الائمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين تختلف من امام الى اخر فكيف بالنسبة لنبي وامام فهذا دور الحسين(ع) يختلف عن الدور الذي قام به ولده الامام زين العابدين (ع) فليس بالضرورة ان تكون الادوار متشابهة فان الظروف تختلف والزمان يتغير من امام الى امام كما ان الدليل على خلاف ماذهب اليه الشيخ اليعقوبي في كلامه حيث ورد في الرواية الشريفة عن عبد الرحيم القصير ، قال : قال لي ابو جعفر (ع) : اما لو قد قام قائمنا - الى ان قال - فكيف اخره الله للقائم(ع)؟ فقال له : ان الله تبارك وتعالى بعث محمداً (ص) رحمة وبعث القائم (ع) نقمة ) بحار الانوار ج52 - علل الشرائع ج2 . وجاء ايضاً في الرواية الشريفة الواردة عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله (ع) قال:(اذا تمنى احدكم القائم فليتمنه في عافية فان الله بعث محمد (ص) رحمة ويبعث القائم نقمة) روضة الكافي .
واما قولك ياشيخ (( لذا فهو سينشر دعوته بالاقناع والحوار لا بالسيف خصوصاً وان شعوب العالم ستكون واعية ومثقفة ومدركة لظلم المستكبرين ومرتاحة لدعوة الامام(ع))) ويرد على هذا الكلام اولاً ليس عيباً في السيف وصاحبه حينما يعمل في رقاب الظالمين ودعاة الجور واهله والمنافقين الذين يريدون فساداً في الارض ، واعوان ابليس واهل الكفر والضلالة والالحاد والانحراف ودعاة الانحلال والديمقراطية الامريكية والاوربية ومن سار بسيرتهم وسلك مسلكهم انما العيب فيهم أنفسهم فليس عيباً في محمد(ص) عندما استعمل السيف في اثبات دعوته واظهارها ونشرها والدفاع عنها ثم ان هذا الكلام مخالف لما جاء في الاحاديث والروايات الشريفة الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) والتي دلت وأكدت على امتلاء الارض ظلماً وجوراً وانتشار الفساد وعلو الظالمين واستكبار المتجبرين فكيف يستقيم كلامك مع هذه الاحاديث والروايات التي تواترت واشتهرت عن طريق الفريقين سنة وشيعة والتي تدل وبوضوح على الظلم والجور وانتشار الفساد مع ما تدعيه من كون الناس وشعوب العالم تكون واعية ومثقفة ومدركة لظلم المستكبرين ومرتاحة لدعوة الامام (ع) . فلا أدري من اين تأتي بهذه الاراء المناقضة لما جاء في الاحاديث والروايات واذا كان الامر كما تدعي فلماذا يكونون انصار الامام (ع) قليلون وان أكثر الناس يكونون اعداءً ومحاربين له ولدعوته المباركة واليك بعض الروايات التي تؤكد ان الناس سوف يرفضون دعوة الامام (ع) وقد نقلها السيد الشهيد الصدر اعلى الله مقامه في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) تاريخ ما بعد الظهور، حيث قال (قدس) القسم الثاني من المواقف السلبية التي يواجهها الامام المهدي (ع) . حيث دلت الروايات على ذلك ، كما يلي :-
أخرج النعماني بسنده عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) - في حديث ذكر فيه راية القائم (ع) وقال : فإذا هو قام نشرها ، فلم يبق في المشرق والمغرب احد الا لعنها .
وأخرج أيضاً بسنده عن ابان بن تغلب ، قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : اذا ظهرت راية الحق لعنها اهل المشرق والمغرب . أتدري لم ذلك ؟ قلت : لا قال : للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه .
وأخرج أيضاً عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع) انه قال : اذا رفعت راية الحق لعنها اهل الشرق والغرب ( المشرق والمغرب) قلت له : لم ذلك . قال : مما يلقون من بني هاشم . وقد ذكر هذه الروايات تعليقاً عليها جاء فيه : ( والمقصود من راية الحق ) : دعوة المهدي (ع) العامة المتمثلة بالاطروحة العادلة الكاملة ، ونشرها أو دفعها : اعلانها في العالم ، كما ان المقصود من لعنها : الغضب عليها والاشمئزاز من قبل اهل الشرق والغرب ،وهم اكثر سكان العالم .... الخ ) . فلا أدري هل يأخذون الناس بكلامك ويتركون كلام السيد الشهيد الذي هو استاذك ورأيه موافق لما جاء في روايات اهل البيت (ع) . بينما رأيك على خلاف كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم فأنت تدعي كما قلت : ( وان شعوب العالم ستكون واعية ومثقفة ومدركة لظلم المستكبرين ومرتاحة لدعوة الامام (ع) ) بينما يقول سيدنا الاستاذ محمد الصدر (قدس) الذي هو استاذ لك وما زلت الى الان تُدرس كتابه (( الموسوعة )) لطلبة العلم: ( كما ان المقصود من لعنها : الغضب عليها والاشمئزاز من قبل اهل الشرق والغرب ،وهم اكثر سكان العالم ) . أما قولك : ( ومن يعتقد انه ( لا يبقي ولا يذر ) أي الامام (ع) كما هو واضح فهو واهم بل سيتورط في تنفير الناس من الامام (ع) ونشر بغضه في القلوب - والعياذ بالله - وانما يستعمل السيف في الضرورات القصوى) .
فيرد عليه ان الاعتقاد يقوم على أساس مبتنٍ من قبيل النصوص الشرعية كأيات الكتاب وأحاديث النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام لا على أراء زيد أو عمر حتى ولو كان زيد عالماً أو فقيهاً ثانياً ان كلامك هذا خلاف ما صرح به النبي (ص) والائمة الاطهار عليهم السلام فقد وردت الكثير من الاحاديث والروايات التي تدل وتؤكد على ان الامام المهدي (مكن الله له في الارض ) له سنة من جده رسول الله (ص) وهي القيام بالسيف وانه سوف يقضي على الظلم والظالمين ودعاة الجور والضلالة والانحراف وعلى المنافقين بالسيف ،والروايات في هذا الصدد كثيرة جداً لا نستطيع ذكرها كلها انما سنذكر البعض منها والتي أوردها السيد الشهيد الصدر (قدس) في كتابه ( الموسوعة ) تاريخ ما بعد الظهور في الصفحات ( 394- 397 ) حيث قال :
أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن الحارث الهمداني . قال : قال امير المؤمنين (ع) :
بأبي ابن خيرة الإماء - يعني : القائم من ولده - يسومهم خسفاً ، ويسقيهم بكأس مصبّرة ، ولا يعطيهم إلا السيف هرجاً .فعند ذلك تتمنى فجرة قريش لو أن لها مفازة مني بالدنيا وما فيها . لاغفر لها . لا نكف عنهم حتى يرضى الله .
وأخرج أيضاً بسنده عن زرارة عن أبي جعفر (ع) : قال: قلت له: صالح من الصالحين سمه لي .أريد القائم (ع). فقال : اسمه اسمي . فقلت : ايسير بسيرة محمد (ص)؟ قال :هيهات هيهات ، يا زرارة ، ما بسيرته .
قلت : جعلت فداك ، لم ؟ قال:
أن رسول الله (ص) سار في أمته باللين (بالمن) ، كان يتألف الناس . والقائم يسير بالقتل ، بذاك أمر في الكتاب الذي معه .أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً . ويل لمن ناواه ..
وأخرج أيضاً عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : أن علياً (ع) قال:
كان لي أن أقتل المولي وأجهز على الجريح . ولكن (ولكني) تركت ذلك للعاقبة من أصحابي أن جرحوا و لم يقتلوا. والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح .
وأخرج أيضاً عن محمد بن مسلم : قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول : لو يعلم الناس ما صنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس .أما أنه لا يبدأ إلا بقريش ، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف . حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم .
وأخرج أيضاً عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) ، أنه قال :
ما تستعجلون بخروج القائم ، فو الله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب . وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف .
وأخرج أيضا بسنده عن بشر بن غالب الأسدي . قال : قال لي الحسين بن علي (ع) :
يا بشر ، ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل ، فضرب أعناقهم . ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً ، ثم خمسمائة فضرب أعناقهم . قال : فقلت له : أصلحك الله ، أيبلغون ذلك ؟ فقال الحسين بن علي (ع) :إن مولى القوم منهم .
وأخرج الشيخ المفيد في الإرشاد عن عبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله (ع) قال : إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله عليهم . أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم . ثم قام خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات . قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا . قال: نعم منهم ومن مواليهم … وأخرجه الطبرسي وفي أعلام الورى .
وأخرج الصدوق في إكمال الدين والطبرسي في الأعلام عن عبد العظيم بن عبد الله الحسيني . قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع) : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد ...إلى أن يقول الإمام (ع) : فإذا اكتمل له القصد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل ، فلا يزال يقتل أعداء الله ، حتى يرضى الله عز وجل . قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي ، وكيف يعلم ان الله عز وجل قد رضي . قال: يلقي في قلبه الرحمة ... الحديث .
وأخرج الشيخ في الغيبة عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر(ع) :( وهو يتحدث عن القائم (ع) :- ويقتل الناس حتى لا يبقى الا دين محمد (ص) ... الخبر .
وأخرج المفيد في الإرشاد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) - في حديث طويل - أنه قال : إذا قام القائم (ع) ، سار إلى الكوفة ، فيخرج منها بضعة عشر ألفاً نفس يدعون البترية (البرية)(ع) .فيقولون له : ارجع من حيث جئت ، فلا حاجة لنا ببني فاطمة . فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم . ثم يدخل الكوفة ، فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها و يقتل مقاتليها ، حتى يرضى الله عز وعلا .
وأخرج المجلسي في البحار عن رفيد مولى ابي هبيرة . قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : جعلت فداك ، يا ابن رسول الله ايسير القائم بسيرة علي بن أبي طالب في أهل السواد فقال : لا يا رفيد ان علي بن ابي طالب(ع) سار في اهل السواد بما في الجفر الأبيض ، وإن القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر . قال : قلت : جعلت فداك ، وما الجفر الأحمر؟ قال : فأمر اصبعه على حلقه. فقال هكذا . يعني الذبح .
واخرج أيضاً مرفوعاً إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) : قال: إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب والفرس إلا السيف . لا يأخذها إلا بالسيف . ولا يعطيها إلا به .
وأخرج النعماني بسنده عن بشير بن أراكة النبال ، عن أبي جعفر (ع)- في حديث - أنه قال : يذبحهم ، والذي نفسي بيده ، كما يذبح القصاب شاته . وأومأ بيده إلى حلقه . قلت : إنهم يقولون : أنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور فلا يهريق محجمة دم . فقال : كلا ، والذي نفسي بيده ، حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق ، وأومأ بيده إلى جبهته .
وفي حديث آخر عن بشير النبال أيضاً ، قال : قلت لأبي جعفر (ع) :أنهم يقولون : إن المهدي (ع) لو قام لأستقامت له الأمور عفواً ، لا يهريق محجمه دم . فقال : كلا ، والذي نفسي بيده ، لو استقامت لأحد عفواً ، لأستقامت لرسول الله (ص) حين أدميت رباعيته وشج في وجهه . كلا ، و الذي نفسي بيده ، حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته .
وأخرج الشيخ في الغيبة بسنده عن أبي بصير ، قال : إذا قام القائم ...إلى أن قال : ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها ، وتكون داره .ويبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب) .
ولا أدري يا شيخ اين كنت من هذه الاخبار حينما قلت كلامك هذا والظاهر وللاسف الشديد ان عندك جهل واضح في قضية الامام وأمره وبناءاً على كلامك الذي ذكرته في كتابك والذي أوردنا في مقدمة هذا الموضع فأن الامام يشتكي منك لأنك تجهل قضيته ونسأل الله عز وجل ان يكون جهلك بسيطاً وليس مركباً ولا يتصور البعض اننا اذ نذكر هذا الكلام انما نريد ان نطعن بشخص الشيخ اليعقوبي فهذا غير صحيح انما هو نقاش علمي بحت كما اننا اذا لم نقل كذلك ولا نقوم ببيان الحقيقة وايضاح اللبس فإن النتيجة ستكون ان الامام المهدي (ع) يشتكي من أبائه الطاهرين عليهم السلام لأن هذه الروايات نقلت عنهم عليهم السلام وهم من ذكرها فهل هم قد تورطوا يا ترى في تنفير الناس عن الامام (ع) او ان الامام يشتكي من اراء السيد الشهيد الصدر (قدس) وكلامه كما هو واضح موافق للسنة الشريفة فهل يكون السيد متورطاً في تنفير الناس عن الامام (ع) يا ترى حينما ايد تلك الروايات ونقلها في كتابه كيف وقد علق على هذه الروايات في نفس الجزء من الكتاب بعد ان انتهى من ذكر تلك الاخبار حيث قال ( فكل من تطرف نتيجة للتمحيص الى طريق الباطل ، يكون الان مقتولاً لامحال . ولذا نسمع من هذه الاخبار انه (ع) يقتل اعداء الله ، ويقتل كل منافق مرتاب وانه لايستتيب احداً وانه يقتل قوماً يرفضون ثورته ويقولون له ارجع لاحاجة لنا ببني فاطمة وكل هؤلاء هم الفاشلون في التمحيص السابق على الظهور . ولاتنفع هذا الفاشل توبته بين يدي المهدي (ع) بل سيقتله المهدي ولايستتيبه اي لا يطلب منه التوبة ولايسمعها منه وقد سبق ان سمعنا عن الامام المهدي (ع) نفسه انه قال فليعمل كل امرئ منك بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فان امرنا بغتة (فجأة) حين لاتنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة في الواقع ان ماقاله الشيخ اليعقوبي وذهب اليه من رأي غير صحيح وانه هو المتورط حينما تكلم بذلك الكلام الغير خاضع للدليل والذي هو في الواقع اجتهاداً في قبال النص والاجتهاد في قبال النص غير جائز وغير صحيح . كما انه بكلامه هذا يكون راداً على المعصوم والراد على المعصوم راد على الله عز وجل ونحن لا نرضى للشيخ اليعقوبي ان يكون كذلك ، أقاله الله من العثرة ، وأخيراً أقول لسماحة الشيخ ماذا تقول في هذه الرواية الشريفة الواردة عن محمد بن مسلم : قال : سمعت ابا جعفر (ع) يقول:
( لو يعلم الناس ما يصنع القائم اذا خرج لأحب أكثرهم الا يروه مما يقتل من الناس . أما انه لا يبدأ الا بقريش ، فلا يأخذ منها الا السيف ولا يعطيها الا السيف حتى يقول اكثر الناس : ليس هذا من آل محمد لو كانت من آل محمد لرحم ) غيبة النعماني .
فما هو موقفك ؟ هل انك سوف تحب ان لا ترى القائم (ع) نتيجة لما يفعله عليه السلام ام انك سوف تقول ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم . هذا ونتمنى للشيخ اليعقوبي ان يتحلى بشيء من الورع ولا يستعجل في اصدار الاحكام فيعتبر الاخرين حينما يقولوا قولاً خاصة اذا كان موافقاً لكلام المعصومين (ع) انهم متورطون . والحمد لله رب العالمين .
الاخيرة
الإنجيل يتحدث عن جورج بوش (الوحش)
اشتمل الإنجيل على الكثير من الحقائق التي يعتقد الغربيون انها لصالحهم وجاءت مؤيدة لهم ولمسيرتهم الا اننا في الواقع وبعد أن كشف لنا النقاب عنها السيد القحطاني وجدناها كاشفة عن حقيقتهم وعظيم جرمهم وشدة وحشيتهم وحربهم ضد عباد الله عز وجل واهل الحق ودعاته فقد ورد في الانجيل وبالتحديد في رؤيا يوحنا تحت عنوان الوحشان ماهذا نصه: { ورايت وحشاً خارجاً من البحر,له سبعة رؤوس وعشرة قرون, على قرونه عشرة تيجان, وعلى رؤوسه اسماء التجديف. وهذا الوحش الذي رأيته كان يشبه النمر, وله قوائم كقوائم الدب وفم كفم الأسد. فأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطاناً واسعاً. وظهر احد رؤوس الوحش كأنه مجروح حتى الموت فشفي من جرحه المميت, فتعجبت الارض كلها وسارت وراء الوحش وسجد الناس للتنين لانه اعطى الوحش سلطانه, وسجدوا للوحش وقالوا : (( من مثل الوحش؟ ومن يقدر أن يحاربه؟)) وأعطي الوحش فما ينطق بكلام الكبرياء والتجديف وأعطي سلطانا أن يعمل مدة اثنين وأربعين شهراً, فاخذ يجدف على الله, فجدف على اسمه ومقامه وعلى الساكنين في السماء. وأعطي القدرة على أن يحارب القديسين ويغلبهم,كما أعطي سلطانا على كل قبيلة وشعب ولسان امة, فيسجد له سكان الأرض كلهم, أولئك الذين أسمائهم غير مكتوبة منذ بدء العالم في كتاب الحياة , كتاب الحمل الذبيح. من كان له إذنان فليسمع! من كتب عليه أن يساق إلى الأسر, فإلى الأسر يساق, ومن كتب عليه أن يقتل بالسيف, فالبسيف يقتل . هنا صبر القديسين وإيمانهم. ثم رأيت وحشاً أخر خارجاً من الأرض, وله قرنان كقرني الخروف, ولكنه ينطق مثل التنين فمارس كل سلطة الوحش الأول بمحضر منه فحمل الأرض وسكانها على السجود للوحش الأول الذي شفي من جرحه المميت, وصنع معجزات عظيمة حتى انه انزل على الأرض ناراً من السماء بمشهد من الناس, وخدع سكان الأرض بهذه المعجزات التي نال القدرة على أن يصنعها بمشهد من الوحش الأول. وأمر سكان الأرض بان يصنعوا صورة للوحش الذي جرحه السيف ومع ذلك عاش, ونال القدرة على إن ينفخ في صورة الوحش روحاً حتى تتكلم, وان يقتل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش, وان يحمل جميع الناس صغاراً وكباراً , أغنياء وفقراء, عبيداً وأحرارا , على أن يضعوا سمة على يدهم اليمنى أو جبهتهم , فلا يقدر احد أن يشتري أو يبيع إلا إذا كان عليه سمة باسم الوحش أو بعدد اسمه }رؤيا يوحنا12و13 . والحقيقة لو تتبعنا فقرات هذا النص فقرة فقرة لتوصلنا واكتشفنا حقائق مهمة جداً فان الفقرة الأولى من النص والتي هي (( ورأيت وحشاً خارجاً من البحر, له سبعة رؤوس وعشرة قرون, على قرونه عشرة تيجان, وعلى رؤوسه أسماء التجديف)) تشير إلى رجل وقائد هو في الواقع يمثل وحشا مفترسا يريد القضاء والفتك بالآخرين وهذا الرجل باعتقادنا هو جورج بوش الأب الرئيس الأمريكي السابق الذي شن الحرب ضد العراق عن طريق البحر حيث سميت الحرب بحرب الخليج وذلك لأنها جاءت عن طريق البحر, فالصواريخ التي قصفت بها المدن العراقية كانت تنطلق من البارجات الحربية الراسية في مياه الخليج والطائرات كانت تطير من حاملات الطائرات التي كانت أيضا راسية في الخليج وبذلك فان الحرب كانت عن طريق البحر لذا فقد وصف الوحش بأنه خارج من البحر كما لا يخفى.
وبهذا يتضح لنا معنى النص (( وحشاً خارجاً من البحر)) أما قوله: (( له سبعة رؤوس الرأس الأول منها هو رأس الوحش الأصلي وفيه تعبير وإشارة إلى فكره وسياسته ومبادئه التي يسير عليها ونظرياته التي يستخدمها في تحقيق أهدافه وأما الرؤوس الستة الأخرى فهي ثانوية وليست أصلية لان مقتضى الخلقة الطبيعية أن يكون في المخلوق رأس واحد فتكون الرؤوس الأخرى أفكار ومبادئ ونظريات وسياسة ستة رؤساء سبقوا هذا الوحش الخارج من البحر استعان بها في إتمام مهمته والسير نحو هدفه فقد كان يستعين بتلك الأفكار والسياسة التي سار عليها من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة. بدليل ما جاء في نص أخر من الإنجيل : (( وهنا لابد من الحكمة والفهم فالرؤوس السبعة هي اتلال السبعة التي تجلس عليها المرأة وهي أيضا سبعة ملوك منهم خمسة سقطوا, وواحد لازال يملك والأخر ما جاء بعد ومتى ما جاء لايبقى إلا قليلاً إما الوحش الذي كان وما عاد كائناً فهو ملك ثامن, مع انه من السبعة ويمضي إلى الهلاك)) رؤيا يوحنا, فالظاهر إن السبعة ملوك كما قلنا هم رؤساء لأمريكا خمسة سقطوا أي انتهى ملكهم (والذي ما زال يملك) فالظاهر أن الرؤية كانت تصّور زمن ذلك الحاكم (والذي ما جاء بعد) هو جورج بوش الأب الذي لم يفلح في الحصول على فترة رئاسة ثانية فملك قليلاً, أما الملك الثامن الذي هو أيضا وحش وانه وان كان ثامناً إلا انه من السبعة وهذا يشير إلى احد احتمالين الأول انه ابناً للملك السابع . فيكون من السبعة مع انه ثامن والاحتمال الثاني انه من نفس جنسية الملوك السابقين ويسير بسيرتهم ويسلك طريقتهم ويتبع سياستهم في مدة ملكه وحكومته. وإما قوله (( وعشرة قرون, على قرونه عشرة تيجان )) فالقرون العشرة هي عشرة جيوش لان القرن يرمز إلى القوة والسلاح أما التيجان ففيها إشارة إلى الرؤساء أو الدول التي تسير تلك الجيوش وتأمرها, أما قوله (( وعلى رؤوسه اسماء التجديف )) ففيه اشارة الى الأعلام الغربي أو بالأخص أعلام تلك الدول العشرة التي تم تسخيره لصالح تلك القوات الغازية وتلك الحرب بدليل ما ورد في فقرة لاحقة, من نفس النص حيث جاء فيها (( وأعطي الوحش فماً ينطق بكلام الكبرياء والتجديف )) وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه (( فأعطي فماً ينطق)) إشارة إلى الإعلام الذي تم تسخيره لصالح ذلك الرجل ومعنى التجديف هو الكذب والافتراء وتلفيق التهم وهذا ما حصل بالفعل.
أما الكبرياء ففيها إشارة الى تبجحهم بما يمتلكون من ترسانة وقوة عسكرية عظمى راحوا من خلالها الاستعلاء والتكبر على شعوب العالم ودوله. أما قوله (( وهذا الوحش الذي رأيته كان يشبه النمر, وله قوام كقوائم الدب وفم كفم الاسد)) ففيه اشارة الى زي القوات الأمريكية الذي يشبه جلد النمر. أما قوائم الدب ففيها إشارة إلى الدبابات التابعة لقوات الوحش فهي كالدببة مقارنة بالإنسان أما فم الأسد فيشير إلى القوة والافتراس وهذا ما نراه بصورة واضحة في القوات الأمريكية, أما قوله (( فأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا واسعاً)) فالتنين هو اللوبي الصهيوني الذي يتدخل بصورة مباشرة ومؤثرة في صنع القرار واتخاذه بل حتى في نجاح المرشح للرئاسة في أمريكا فلا يستطيع احد أن يفوز بالرئاسة الأمريكية ما لم يكن على علاقة وثيقة مع اليهود وما لم يحض بموافقة اللوبي الصهيوني وهذا المعنى معروف عند الساسة والمتابعين للشأن الأمريكي.
وهو وان كان غير ظاهر إلا انه يستخدم في ذلك مجلس الأمن الدولي كأداة طيعة لتنفيذ قراراته وتمريرها وإعطاء الشريعة لها فاللوبي الصهيوني هو من صنع بوش الأب وجعله يفوز في الانتخابات وهو من أعطاه الشرعية والسلطان في حربه ضد العراق من خلال مجلس الأمن. وأما قوله (( وظهر احد رؤوس الوحش وكأنه مجروح حتى الموت فشفي من جرحه المميت فتعجبت الأرض كلها وسارت وراء الوحش وسجد الناس للتنين لأنه أعطي الوحش سلطانه )) إن احد رؤوس الوحش المجروح هو باعتقادنا الرأس الأصلي للوحش والوحش هو بوش الأب حيث جرح جرحاً معنوياً عندما فشل في الحصول على فترة رئاسة ثانية بسبب حربه ضد العراق حيث ورد في فقرة لاحقة من هذا النص: (( وأمر سكان الأرض بأن يضعوا صورة للوحش الذي جرحه السيف ومع ذلك عاش)) فبدليل قوله الذي جرحه السيف أشار إلى انه جرح بسبب الحرب وهذا الجرح كما لا يخفى جرحاً معنوياً وليس مادياً . وما قوله : (( وأعطي سلطاناً أن يعمل مدة اثنين وأربعين شهراً )) فأن اثنين وأربعين شهراً تعني ثلاث سنوات ونصف والمعلوم أن الفترة الرئاسية الواحدة في أمريكا هي اربعة سنوات الا أن أي رئيس لا يمارس عمله فعلياً إلا بعد ستة أشهر من فوزه حيث تكون هذه الفترة فترة انتقالية بين الحكومتين تكون الأمور فيها متشابكة ومختلطة والقرارات غير مستقلة. وأما قوله: (( واعطي القدرة على أن يحارب القديسين ويغلبهم كما اعطي سلطاناً على كل قبيلة وشعب ولسان واحد, فيسجد له سكان الارض كلهم )) حيث حضي الوحش الرئيس الامريكي بوش الاب على تأييد اللوبي الصهيوني من خلال مجلس الامن الدولي في حربه ضد العراق وقد تمت مساندته من قبل الدول الكبرى في العالم الذي اشتركت معه في حرب الخليج ضد العراق فكانت له القدرة على العراقيين الذين هم القديسيين لان بلد العراق بلد الانبياء والاوصياء. وأما السلطان على كل الدول والشعوب فهو ناتج من هيمنة أمريكا بزعامة رئيسها على الاقتصاد وظهورها كقوة عظمى منفردة في الساحة. من خلال سيطرتها على مجلس الامن الدولي وتمرير ما تتأخذه من قرارات بحق الشعوب والدول من خلاله وليس لتلك الدول والشعوب الا السمع والطاعة. فالسجود هنا بمعنى الطاعة أي الناس تطيع هذا الوحش.
أما قوله (( ثم رايت وحشاً اخر خارجاً من الارض)) وله قرنان كقرني الخروف, ولكنه ينطق مثل التنين)) أن هذا الوحش الاخر والثاني هو جورج بوش الابن حيث خاض الحرب ضد العراق عن طريق البر هذه المرة وليس كما فعل ابوه الوحش الاول حيث شنت قواته هجوماً برياً على العراق اسفر عن احتلالهم له وهذا الامر لا يختلف فيه اثنان والقرنان هما القوات الأمريكية والقوات البريطانية وهما اكبر قوتين خاضتا الحرب ضد العراق للاطاحة بالطاغية صدام وبالتالي احتلال البلد والسيطرة عليه فهذين القرنين أو القوتين هما من استعان بهما بوش الابن في حربه ضد العراق وهذا واضح للجميع فهما اكبر قوتين في العراق اليوم وقرني الخروف هما سلاح الخروف في قتاله ومهاجمته للاخرين كما هو واضح. وينطق مثل التنين فكما قلنا أن التنين هو اللوبي الصهيوني وهذا الوحش الاخر سوف يردد ما يريده ويمليه عليه اللوبي الصهيوني وهذا جورج بوش الابن نراه يسعى بصورة واضحة لارضاء اسرائيل وتحقيق اهدافها وله علاقات قوية وحميمة مع قادتها وهو عضو في الحركة الاصولية الصهيونية وهو يفعل كما تفعل اسرائيل واللوبي صهيوني أما قوله: (( فمارس كل سلطة الوحش الاول بمحضر منه )) وهذا أن دل على شيء فانما يدل على ان الوحش الثاني يملك ويحكم في حياة ابيه الوحش الاول وهذا ما نراه جلياً فان بوش الاب ما زال حياً واصبح ولده رئيسا لامريكا فهو يمارس الرئاسة وقيادة أمريكا وسلطانها والتي هي عين سلطة ابوه الوحش الاول بوش الاب, وأما قوله (( وصنع معجزات عظيمة حتى انه انزل على الارض ناراً من السماء بمشهد من الناس )) وفي ذلك إشارة إلى ما قامت به قوات بوش في حربها ضد العراق حيث صبت نيرانها واسلحتها وصواريخها على الاراضي العراقية واصبحت سماء العراق ناراً مشتعلة وكل هذا حصل في مرأى من الناس حيث نقلت المحطات الفضائية العجائب من انواع الاسلحة التي لم يشهدها العالم من قبل ولو تتبعنا جميع فقرات النص المذكور لطال البحث لكننا نختصر الكلام ونختمه بهذه الفقرة التي جاء فيها: (( وان يحمل جميع الناس, صغاراً وكباراً , اغنياء وفقراء, عبيداً واحراراً, على ان يضعوا سمة على يدهم اليمنى أو جبهتهم , فلا يقدر احد أن يشتري أو يبيع الا اذا كان عليه سمة بأسم الوحش أو بعدد اسمه )) وفي هذه الفقرة إشارة بل هي دلالة واضحة على أن هذا الوحش الرئيس الامريكي جورج بوش الابن فقد جعل الناس جميعاً يتعاملون بالدولار الامريكي وهو ما يمسك عادة باليد وهذا المعنى واضح فقد وقع هذا الامر في السنوات الاخيرة فقد فرض الدولار الامريكي نفسه في التعاملات التجارية سواء كانت بسيطة أو كبيرة في بورصات العملة أو الاسواق العالمية أو غيرها من الاسواق بحيث صار البيع والشراء كله بالدولار وجميع التعاملات اليوم تقوم على هذا الاساس وهذا ما نره بشكل واضح في العراق حيث نجد الدولار الامريكي اصبح العملة الرئيسية في التعامل.
وأما قوله: (( سمة باسم الوحش)) ففيه إشارة إلى الورقة النقدية ( مائة دولار) فان فيها صورة جورج واشنطن اول رئيس للولايات المتحدة وهو موافق لاسم الوحش بوش الابن لان اسمه جورج فيتضح لنا أن في هذه الفئة النقدية سمة وعلامة وهي أن يكون اسم الصورة هو نفسه اسم الوحش وهو جورج أما قوله: (( أو جبهتهم )) فالجبهة تشير إلى فكر الشخص ومبداه ومعنى هذا ان العلامة والسمة التي يعرف بها الاخرون بحيث لا يستطيعون أن يبيعون أو يشترون الا أن يكونوا من اصحاب هذا الفكر والمبدأ ويكون عملهم موافق ومنصب في هذا المبدأ الذي هو مبدأ العولمة ومحاربة الارهاب فجميع الدول والشعوب في زماننا هذا والتي لا تؤمن بالعولمة ولا تشارك في الحرب ضد الارهاب أو انها تحتضن الارهاب فانها سوف تحرم من التعاملات التجارية والمساعدات المالية بل انها سوف تقاطع وتحاصر اقتصادياً ويحرم عليها ممارسة حقها في التجارة العالمية بل انه يصار إلى تجميد اموالها في البنوك والمصارف الدولية وبهذا يتبين لنا وبما لايقبل الشك أن جورج بوش الابن هو الوحش الذي ورد ذكره في الانجيل وهو قام باحتلال العراق وهو من سيقوم بمحاربة الحمل الذبيح في هرمجدون حيث ورد في النص: (( وهذه القرون العشرة التي تراها هي عشرة ملوك ما ملكوا بعد سيملكون ساعة واحدة مع الوحش هؤلاء اتفقوا على أن يعطوا الوحش قوتهم وسلطانهم وهم سيحاربون الحمل)) رؤيا يوحنا 16و17 , فأن هذا الوحش جورج بوش الابن سيحارب السيد المسيح (ع) أو الحسين (ع) على ما سوف نبينه في الاعداد المقبلة مع المتحالفين معه من الدول العشرة التي وقفت معه في حربه ضد العراق. وبهذا يتبين صعوبة الامر وخطورة الموقف الذي يقوده الرئيس الامريكي جورج بوش ضد العراق وضد المسلمين جميعا وضد المسيحيين انفسهم حيث انه سيقودهم إلى حرب اخرى في هرمجدون ضد الحمل الذبيح مع القوات المتحالفة معه ضد الاسلام والمسلمين وقياداتهم المتمثلة بالسيد المسيح او الحسين (عليهما السلام) .
تعليقات
إرسال تعليق