العدد التاسع والاربعون

منار القران
نظرية رفع القرآن
من الأمور المنطقية إن الشخص القادر على إعطاء شيء ما لقادر على أخذه بنفس الكيفية التي أعطى بها ، ولو كان العكس أي عدم القدرة على الاسترجاع - أخذ الشيء المعطى- فدليل على قصور المعطي لها وقوة الآخذ . ومن البديهيات إنّ ترابط شيئين برباط طردي ، والرباط الطردي يعني إنّ تغير أحد الشيئين لوجب تغير الثاني بنفس النسب والكيفيات ، فهذا يعني إنّ زوال الآخر وذهاب أحدهما يوجب ذهاب الآخر ...وبالتالي رفع أحدهما يعني رفع الآخر . وكذلك التسليم بحتمية رفع القرآن في آخر الزمان يدفعنا إلى التوجه نحو معرفة دور المهديين الإثنى عشر بعد استشهاد الإمام الحجة بن الحسن العسكري (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ، وحال الكون في تلك المرحلة باعتبار زوال هذا الكون ونهايته المحتومة والتي تعني قيام الساعة الكبرى (القيامة الكبرى)وهي من المسلمات لدى الجميع ، تدفع هذا الاعتبار إلى معرفة سبب الزوال إن كان القرآن موجود في تلك المرحلة . إذاً فزوال الكون الذي هو من البديهيات يعود سببه إلى رفع القرآن في مراحل تسبق الزوال الكوني حينها يكون قيام الساعة الكبرى أمر لابد منه.
امكان رفع القرآن :
قبل البحث في الادلة القرآنية يجب معرفة ما هو المقصود بالرفع القرآني ... الرفع يعني حمل الشيء من موضعه السابق ... وتعني ايضاً تحويل او ايصال امر معين الى الجهة الأعلى كان نقول رفعت القضية الى القاضي ... وتعني انهاء حالة ما او محور نقاش وكثيراً ما يستخدم هذا المبدأ في المحاكم بالقول (رُفعت  الجلسة...) رفع القرآن نقصد به زوال القرآن من الوجود ... فهل يعني هذا الزوال ان محو آيات القرآن من الصدور ومن الصحف ( المطبوعات القرآنية ) ، كما ذهب اليه بعض العلماء ام يعني غير ذلك ؟ ذكرت الآيات القرآنية هذا الزوال القرآني ... ومنها ما قال الله تعالى في كتابه :ـ {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً}الإسراء86. وهذه الآية تصريح واضح بإمكانية رفع القرآن {لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يعني ليس بالامر الصعب كما يظن البعض على انه من المستحيل ان يزول ... بل انه يزول ولكن عند زوال سبب وجوده كما سيتبين لنا خلال البحث ... وبمراجعة الاحداث والوقائع التي يتنبأ بحدوثها القرآن في المستقبل . نلاحظ ان  امكانية حدوث امر ما يعني يحدث فعلاً في المستقبل ، وبهذه الدلالة نستدل على ان رفع القرآن ( زواله ) حادث في المستقبل كما تشير اليه روايات محمد وآله الطاهرين  (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين). وكما نعلم اذا ارتبط شيء بشيء الى درجة التلاصق الحقيقي والفعلي بينهما ، يقتضي ذهاب احدهما ذهاب الآخر معه اينما ارتحل ومتى ما يكون... ولو طبقنا الحقيقة السابقة على العلاقة بين  ليلة القدر  والقرآن ... فكما هو معلوم والمسلم لدى الجميع ان ليلة القدر قد نزل فيها القرآن وانها ليلة تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر ، قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} القدر 1-5. وهذا التنزيل  للقرآن والحقائق القرآنية ( الملائكة والروح ) مستمرة من خلق آدم الى اليوم الذي يبدأ فيه مراحل  الرفع القرآني من الوجود … وصريح الروايات اكدت هذه العلاقة ويتبين انه اذا رفعت ليلة القدر يرفع القرآن ، وهذا منطقي لأن ليلة القدر  تعني القرآن والقرآن يعني ليلة القدر ورفع أحدهما يقتضي رفع الآخر . سأل رجل الامام الصادق (عليه السلام)  قال : أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام ، فقال : لو رُفعت ليلة القدر لرُفع القرآن)(الكافي ج4 ص158). هذا الحديث يبين لنا ان ليلة القدر سترفع في آخر الزمان بقوله ( لو رُفعت ) أي حينما ترفع ليلة القدر سيرفع القرآن او بالاحرى ستبدأ مراحل الرفع التدريجي للقرآن وذلك لاننا أثبتنا ان معنى ليلة القدر هو نزول القرآن على قلب معصوم وطاهر وبعد  ذهاب القلب فلا بد من أن ترفع ليلة القدر لأن القرآن لا ينزل بعد هذا الرفع .
الأدلة الروائية لرفع القرآن
الرفع عند أهل السنة
ذكرت قضية رفع القرآن في آخر الزمان في أكثر من مصدر لكتب أهل السنة ، ولكنهم ذهبوا في تفسير معنى الرفع القرآني إلى مذاهب غريبة نوعاً ما حيث قال بعضهم إنّ الله يرفع من قلوب الناس آياته وكأنه يقول ما زال الناس حافظون القرآن وآياته وكلماته غيباً عن ظهور قلوبهم ثم فجأة يأمر الله الناس بأن ينسوا ما حفظوه من الكلمات القرآنية . وذهب آخرون إلى أغرب من ذلك حيث تخيلوا إن رفع القرآن من المصاحف يعني اختفاء الكلمات من أوراق المصاحف . وقبل الإسهاب في آراء المفسرين أهل السنة لنستعرض الروايات المذكورة لديهم بما يخص رفع القرآن في آخر الزمان : 
1- عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : ( ليسرينّ على القرآن ذات ليلة فلا يترك آية في مصحف ، ولا في قلب أحدٍ إلا لترفعن ) أخرجه الدارمي بسند صحيح .
2- عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : ( أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يُرفع ، قالوا : هذه المصاحف ترفع ! فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : يسري عليه ليلاً فيصبحون منه فقراء ، وينسون قول لا إله إلاّ الله ، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم ، وذلك حين يقع عليهم القول). من تلك الأحاديث نستخلص منها قضية رفع القرآن قضية حتمية الوقوع ، وتعتبر بداية الزوال الكوني وقيام الساعة الكبرى . بقي أن نفهم ما معنى أو كيف تتم عملية الرفع القرآنية هل مثل ما ذهب إليه المفسرون بأنه يعني نسيان ما حفظوه من الآيات القرآنية والسور في ليلة وضحاها ، حيث يمسي المرء حافظاً لسورة الإخلاص ويصبح وهو قد نساها كلياً … وإن القرآن ستمحى كلماته من المصاحف فيمسي المرء وقد اشترى بيومه مصحفاً كاملاً بأجزاءه ونفق عليه ثمناً قليلاً ليُصبح وقد مُحيت الكلمات من المصحف نهائياً والأوراق بيضاء ناصعة ومن بين هذه الآراء ، رأي ابن تيمية حيث يقول : ( فإنه يسري به من آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف). قطعاً ...مثل هذا الكلام يكون غير منطقي لسبب بسيط ، هو إن القرآن أعظم وأعمق من كونه حروف من حبر على أوراق معدودة يضمها كتاب ، حيث له بطون وتأويل وتنزيل بصورة تدريجية مفاتيح معرفتها هي هذه الكلمات المكتوبة ، وإن هذه المصاحف المطبوعة ما هي إلا طريقة لحفظ القرآن أو ما نعرفه بعلم الحاسبات - الذاكرة المساعدة- أي لأنني لا أستطيع أن أحفظ القرآن فأستعين بورقة وقلم وأكتبه في دفتر كبير . وليس هذا فقط ، كما هو معروف في أي علم من العلوم الطبيعية كالفيزياء مثلاً عند اكتشاف ظاهرة فيزيائية معينة مثل ظاهرة الجذب الأرضي للأشياء يتم التعبير عنها بصيغة رياضية تُدرج في كتاب .
آيات القرآن كذلك ما هي إلا صيغ رياضية لغوية حرفية للتعبير عن حقائق وجودية لتسهيل فهم الناس عن طريق كتابتها بتلك الصورة في مصاحف ، فإن أراد الله أن يرفع القرآن هل يعمد على مسح هذه الصيغ اللغوية في القرآن ؟ .
فإذا سلمنا بهذه الفكرة فما هو إعجاز القرآن إذاً ؟ وسيكون عبارة عن كتاب يسرد قصص وحكم وأمثال لا غير يقرأ لأجل المتعة وقضاء وقت الفراغ ليس له أي حقيقة خارجية تمثله … لكن الذي يحصل في ذلك الزمان حقيقته بأن الرفع يكون للحقائق القرآنية بذواتها الفعلية والوجودية وليس بصيغها الرياضية والعلمية واللغوية في المصاحف ... أي سيكون هناك إسلام وشرائع دينية ومصاحف مطبوعة وجوامع ولكن بقشرة وجوف فارغ .. باسم للإسلام دون عمل ، برسم لحروف آيات القرآن ولكن دون وجود مصاديق حقائقه في الكون . ودليل ذلك ما روي عن ابن عباس (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث طويل قال:(.... فقالوا : وما الرويبضة ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : يتكلم في الناس مَن لم يكن يتكلم ، وينكر الحق تسعة أعشارهم ، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه وتُحلى المصاحف بالذهب ، ويقسمن ذكور أمتي وتكون المشهورة للإماء ، ويخطب على المنابر الصبيان ، وتكون المخاطبة للنساء ، فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع ، وتطول المنابر وتكثر الصفوف قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمّة...). من سياق هذا الحديث توضيح صريح  على إن هناك في آخر الزمان إسلام وصلاة وقرآن وقرّاء له ، حتى خُطباء وجوامع وصفوف ومنارات ، ولكن إسلام بالاسم فقط ، وقرآن بالرسم فقط وجوامع مزخرفة ومزينة . وهذا لا يعني بالضرورة ان رفع القرآن ، يعني محو الآيات من المصاحف ونسيان الناس لها ، بل إن قراءة القرآن وعدم العمل به (إذا سلمنا إن رفع القرآن يعني المحو) هو يعني رفعٌ للقرآن على ذلك الاعتبار. 
الرفع عند اهل الشيعة :ـ
حديث الثقلين المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اشهر الاحاديث عند الشيعة على الاطلاق واقواها سنداً ورواية... حدثني عبد الله ، عن القاسم بن محمد الاصفهاني ، عن جابر بن يزيد الجعفي عن ابي جعفر (عليه السلام) قال : دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بمنى ، فقال : ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين ما ان  تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (تفسير البرهان ج1 ص59).
ومن هذا الحديث اشارة واضحة على حتمية رفع القرآن حيث وصفها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( حتى يردا علي الحوض ) أي الى ان يأتي اليوم الذي سيعودا الي مرة أخرى وهما القرآن وأهل البيت معاً فهما لا يفترقان ابداً ... فالقرآن لن يفارقهم وهم لن يفارقونه بالحديث المروي عن امير المؤمنين (عليه السلام): عن سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : ان الله تبارك  وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في ارضه وجعلنا وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا ) الكافي ج1 ص191. في هذا الحديث يقوي هذا الارتباط وعدم الافتراق بينهم وبين القرآن ، اذا رفع احدهم يعني رفع القرآن بما ان الامام المهدي (مكن الله له في الارض ) هو الامام الثاني عشر وهو من اهل البيت لذا فعندما يرفع الامام عند استشهاده يبدأ الرفع التدريجي للقرآن .
حديث الثقلين عند أهل السنة
1- تفسير البرهان ج1 /26 : عن مسند أحمد بن حنبل أيضاً يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
2- تفسير البرهان ج1 / 26 : (تفسير الثعالبي) في سورة آل عمران في قوله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً} يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : ( يا أيها الناس : قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، احدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل البيت ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
حديث الثقلين في المصادر الشيعية
1- في تفسير البرهان ج1/ 9 : حدثني عبد الله ، عن القاسم بن محمد الأصفهاني ، عن جابر بن زيد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بمنى فقال : ( أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
وقد ذكرت المصادر الكثير من الروايات التي تبين حديث الثقلين
دلالة حديث الثقلين عن الرفع القرآني
حديث الثقلين من الأحاديث المشهورة والمتفق عليها عند جمهور المسلمين من جميع الطوائف ، كما تبين في الراويات الواردة عند اهل السنة والشيعة ... ولو أردنا أن نقوم بدراسة موضوعية لمجمل الأحاديث المتواترة بما يخص حديث الثقلين نستنتج إن جميع الأحاديث المذكورة عند أهل السنة والشيعة تشترك على إن القرآن وأهل البيت وجهان لحقيقة واحدة مرتبطين بعضهما برباط وثيق وشديد وانهما لن يفترقا حتى يردا على رسول الله . وقد  عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا الترابط بين القرآن وأهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بمعاني مختلفة :ـ
1- (الثقلين ) وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي .
2- (الثقل الأكبر) وهو كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، ( الثقل الأصغر ) وهم العترة أهل البيت (عليهم السلام). نلاحظ في جميع تلك الأحاديث التركيز على كون القرآن هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، فما هو السبب يا ترى على هذا الاهتمام  ، وليس هذا وحسب فقد عبر رسول الله عن هذا الترابط حيث وصفهما بأنهما حبلين أحدهما أكبر من الآخر في الحديث المروي: ما رواه أبي سعيد  الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أيها الناس اني تركت فيكم حبلين ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من  السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. كل هذه الأحاديث تشير إلى مدى التطابق والارتباط  بين القرآن ومحمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) حسناً ربَّ سائل يسأل : إذا كانت هناك علاقة قوية تربط بين القرآن وأهل البيت فما هي طبيعة هذه العلاقة ؟ وما تأثير وفاتهم ( رفعهم ) على مصير وجود القرآن ؟ طبيعة العلاقة بين محمد وآل محمد ( صلى الله عليه وآله سلم ) والقرآن : نستشهد بالحديث المروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله). نرى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبين نوع هذه العلاقة بين القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) وهي أنهم تراجمة كلام الله ، وهذا أمر منطقي باعتبار أنهم من ذرية المصطفى (صلى الله عليه وآله). لذا فلابد أن يكون علمهم من علوم النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جدهم الأكبر ، وهم ورثته وحملته من بعده ولكن ليس بالتنزيل بل بالتأويل والترجمة لمعاني ومفردات القرآن الكريم ، التي تعلموها من علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جدهم الأكبر.
تأثير رفع المعصوم على زوال ( رفع ) القرآن :ـ
أثبتنا بالأدلة الروائية ( في حديث الثقلين ) للشيعة والسنة على تطابق الطرفين ( الحبلين ) كما تطابق وجها العملة إذْ لو رفع أحد وجهيها اقتضى رفع وجهها الآخر كذلك الحال بالنسبة لآل البيت (عليهم السلام). فكما أن محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )  يمثل التنزيل القرآني وأهل البيت ( عليهم السلام ) يمثلون الترجمان للوحي والقرآن ( أي يمثلون التأويل القرآني ) وأن التنزيل القرآني قد تم على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) الجد الأكبر لآل البيت ( عليهم السلام). فلابد إذنْ أن يتم التأويل على يد الإمام محمد بن الحسن المنتظر ( أرواحنا فداه ) بإعتباره الوارث الأعظم لرسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) لذا فعند استشهاده ( رفعه ) ( عليه السلام ) يكون قد تم رفع أحد أوجه العملة وبالتالي سيرفع  تأويل القرآن من الكون لأنه وجهها الآخر .
الحبل القرآني
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وفوق نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه). التنزيل هو ظاهر القرآن والتأويل هو باطن القرآن ، وكما هو معلوم إن الباطن أفضل من الظاهر لأن الباطن هو الذي يعطي الحجم الحقيقي للشيء وليس ظاهره ، لسبب بسيط.. لأن الظاهر محدد ومقيد و أما الباطن فهو غير محدد وغير مقيد لذا فهو أوسع من الظاهر لأنه يمثل المادة الحقيقية والمصداق الوجودي للشيء فكثيراً من الأشياء ظاهرها موجود إلا أنها غير موجودة فعلياً . مثلاً مبدأ السراب فعندما نسير في صحراء نتيجة لظروف طبيعية فيزيائية يخال لك من بعيد وجود ماء وهو ليس بماء ، لأنه سراب لذا في تلك اللحظة ( عند رؤية السراب ) الظاهر ماء والباطن (الحقيقة) سراب (عدم وجود فعلي للماء). فباطن الشيء يعني حقيقته الوجودية الفعلية وهي أفضل من ظاهرة المحدود بشكل قد يشير إلى وجود شيء وقد لا يشير على الرغم من إن الظاهر مرئي والباطن مخفي عن الأنظار. فنستنتج من هذا المثال انه من الممكن أن يكون الظاهر غير موجود ( غير مرئي ) ومن الممكن أيضاً أن يكون مرئي أما الباطن الشيء ( حقيقته ) في كلا الحالتين مرئية ولكن الاستدلال على وجودها هو تأثيرها بالموجودات...
من الخطأ أن نعتبر علوم اللغة والأحكام الفقهية والعلمية والتلاوة والمعاني دليل على إعجاز القرآن ... بل إن حقيقة الباطن القرآني الذي يمثل التأويل القرآني هو يمثل الإعجاز القرآني وإثبات أهليته بألوهيته وكونه المعجزة الكبرى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). حيث ورد عن الفضيل بن يسار قال : ( سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ، ما يعني بقوله لها ظهر وبطن ؟ قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع ، قال الله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} نحن نعلمه). من أقوى التعابير القرآنية والروائية على حقيقة القرآن ، هو كونه حبل الله وكونه ممدود من السماء إلى الأرض ، هذا  التعبير يمثل الصورة الحقيقية لعلامة التنزيل والتأويل (الظاهر والباطن) بالكون والموجودات فيه من ظواهر ومخلوقات وما شابهها... قال تعالى {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}.عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن قول الله تعالى {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} قال : ما يقول الناس فيها ؟ قال:(قلت : يقولون : حبل من الله كتابه وحبل من الناس عهده الذي عهد إليهم . قال : كذبوا ، قلت : فما تقول فيها ؟ قال : فقال لي : حبل من الله كتابه وحبلٌ من الناس علي بن أبي طالب)تفسير فرات الكوفي . {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} عن الباقر (عليه السلام) : ( الحبل من الله كتاب الله والحبل من  الناس علي بن ابي طالب)بحار الانوار ج24 . اذ ثبت لدينا يقيناً من القرآن والسنة وأحاديث أهل البيت بأن القرآن حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وهو حبل الله فضلاً عن الأحاديث ( أحاديث الثقلين ) التي تجتمع بهذا المقطع بكونه حبلٌ  ممدود ، وبعض الأحاديث تذكر بان طرفه عند الله والطرف الآخر عند الناس ولهذا الاعتبار مدلول على ارتباط  الحقائق القرآنية ( التأويل ) بقلب المعصوم  والذي سيتم بيانه لاحقاً .
القرآن حبلٌ ممدود بين السماء والأرض:
الحقيقة العلمية في هذا الموضوع هي إن القرآن في صورته الحقيقية يشترك مع الحبل بالمبدأ ، فلو عدنا إلى مبدأ الحبل ... ما هو الحبل ؟ ... أستطيع أن أعطي تعريفاً عاماً للحبل هو انه عبارة عن حزمة من الألياف الصوفية المتراصة والمفتولة مع بعضها تستعمل للربط بين شيئين ، وان للحبل طرفين . وعند مطابقة هذا المبدأ مع فكرة كون كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض نستنتج أن لكتاب الله صورة أو شكل وجودي يجسد هذا المبدأ ... وهذه الصورة عبارة عن حزمة من أجزاء نسبتها للقرآن كنسبة الألياف الخيطية في  الحبل ... وان لهذه الصورة أو التشكيل الوجودي طرفان .... وإن للقرآن حقائق ملكوتية وجودية تجري بين السماء والأرض ، وبتطبيق مبدأ الحبل يكون المقصود من حبل الله هو انه عبارة عن حزمة من الحقائق الملكوتية الوجودية وهذه الحزمة تكون ممدودة بين السماء والأرض أي إن هذه الحزمة ( حزمة الحقائق الملكوتية ) تهبط  من السماء إلى الأرض … هذا الأمر أشبه بفيض مغناطيسي هابط من السماء إلى الأرض ليستقبله قلب المعصوم الذي يعمل كعمل قطب مغناطيسي ( طرف ثاني للحبل الممدود ) مقابل لقطب مغتاطيسي مقابل من الجهة الأولى ( طرف أول للحبل ) ... وكما هو معلوم إن الفيض المغناطيسي ينطلق من القطب الموجب إلى القطب السالب … لذا يمكن تمثيل طرف الحبل عند الله باعتباره هو الباعث لهذا الفيض الملكوتي فيكون هذا الطرف هو القطب الموجب ، ويمكن تمثيل الطرف الثاني للحبل والذي يمثله قلب المعصوم بالقطب السالب للمغناطيس لذا سيتحرك الفيض المغناطيسي الذي يمثله حزمة الحقائق الملكوتية من القطب  الموجب ( الله سبحانه وتعالى ) إلى القطب  السالب ( قلب المعصوم )...
حقيقة القرآن :ــ
للدخول في  معرفة اكثر عمق عن حقيقة القرآن استشهد بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقيقة القرآن: (ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تتبلى غرائبه). إن حقيقة القرآن  تكمن في كونه حزمة من الحقائق الملكوتية تهبط من العرش الإلهي لتدخل في محيط الكون ليقوم بمدد الموجودات بالنور اللازم لبقائها حية مملوءة بالطاقة أو بمعنى أخص جريانها في الكون دون توقف … وبالتالي تأثيرها المباشر بالأحداث والظواهر الفيزيائية والجودية في الكون ( وينطوي ضمن هذه الأحداث والظواهر الإنسان وأحواله ) فعندما تهبط هذه الحقائق إلى داخل هذا الكون  تجري مع جريان الكواكب والأجرام ... تدور مع دوران الكون حول مركزه… حيث ورد عن الصادق (عليه السلام) : ( إن  القرآن يجري كما تجري الشمس والقمر ) وسائل الشعة ج27. ومع استمرار تدفق هذا الفيض المغناطيسي يجعل من الحقائق مختلفة ومتغيرة بين كل أناء وحين ... رُب سائل يسأل عن استمرار تدفق هذا الكم الهائل من الحقائق الملكوتية ذات الثقل الوجودي في مساحة أو حجم ضئيل بالنسبة لها ألا يؤدي ذلك إلى ضيق الكون بما يحتويه وهذا يعني انفجاره . هذا الكلام صحيح بدون متنفس ... الذي أريد قوله عند دخول دفق حزمة الفيض فإنها تدور حول الكون مسيرة إياه بمجرى معين ومحدثة تغير في كل بقعة يمر به ، وهذا ما يقصد به تأويل القرآن حيث روى الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ( ما من آية إلا ولها ظهر وبطن ). فقال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله ومنه ما قد مضى ومنه ما لم يكن ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كل ما جاء تأويل شيء يكون على الأموات كما يكون على الأحياء قال {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} نحن نعلمه) وسائل الشيعة ج27. لعل هذه الرواية تجسيد للمفهوم السابق إن هذا الدفق الطيفي للحقائق يجري مع جريان الشمس والقمر أي مع الزمن وهو تأويله ... ( منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن ) يعني إن الحقائق متغيرة مع كل يوم وليلة وكل زمان وأوان...
نظرية المدد القرآني :ـ
ما معنى المدد ؟ .... المدد يعني لا إنقطاع ... سيل مستمر من إفاضة معينة عبر الزمن دون توقف ودون انقطاع ... والقرآن هو مجموعة حقائق وجودية ويمثل حبل الله من العرش الالهي الى الأرض ... مشكلاً كما أوضحنا حبلاً ( حزمة ) من الفيض الملكوتي طرفه عند عرش الله وطرفه الاخر في الأرض ... هذا الحبل الالهي يمثل عملية المدد المستمر للموجودات... كما أوضحنا ان للقرآن ظاهر وباطن وأحاديث أهل البيت تنص على ان الباطن عبارة عن سبعة بطون من التأويل فقد ورد عن النبي (ص) انه قال :(ان للقرآن ظهراً وبطناً ولبطنه بطناً الى سبعة بطون ) نص النصوص للاملي ص72.هذه البطون السبعة وصيغت في القرآن بالأبحر السبعة المحيطة او التي تملأ الكون وهذه الأبحر عبارة عن أبحر من الحقائق الوجودية القرآنية وكل بحر يمثل بطن من بطون التأويل فعن ابن عباس (.....وما علمي وعلم أصحاب محمد (ص) في علم علي الا كقطرة في سبعة أبحر) البحار . حبل الله يمثل في هذه الحالة المدد الالهي الهابط من العرش يمد تلك البطون والأبحر السبعة بالجريان والاستمرارية بحقائق جديدة هابطة بعد دورانها السابق في الكون في آخر مرة فكما بينا ان هذه الحقائق عندما تدور بعد هبوطها في الكون وعروجها مرة اخرى للعرش . فإنها تهبط ثانية بحقائق ذات صور وأشكال جديدة وبمباديء ومفاهيم ( سُنة الله ) ثابتة ... متناسبة مع تغير المكان والزمان في كل لحظة ... وقد بين الامام ابي جعفر (عليه السلام) هذه الحقيقة بالحديث المروي عنه :  عن أبي جعفر (عليه السلام)  انه قال : قال الله عز وجل في ليلة القدر {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} يقول فيها كل أمر حكيم - الى أن قال - انه لينزل في ليلة القدر الى ولي الامر سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ... وفي أمر الناس بكذا وانه ليحدث لولي الامر سوى ذلك  اليوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثم قرأ {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الكافي ج1 ص248). ما الذي نستخلصه من هذا الحديث ؟ ... نستخلص ان تأويل الحقائق القرآنية ( التفسير ) يهبط على قلب الامام ( ولي الامر ) المعصوم بصورة مستمرة مع تقادم الزمن في كل لحظة والتي تمثل الاوامر الالهية {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} وكل سنة في ليلة القدر تتم الحقائق ( الاوامر الالهية ) في الوجود لتهبط حقائق ( أوامر ) جديدة على قلب المعصوم تناسب تغيرات المكان والزمان التي تمثل ( علم الله المكنون والعجيب والمخزون...) بقي أن نعرف ما هو مصداق هذا المدد القرآاني في القرآن على إعتبار ان القرآن حوى كل شيء من الوجود بين طياتها ان كانت مصاديق وحقائق ( تأويل القرآن ) أو صيغ لغوية لهذه الحقائق ( تنزيل القرآن ) بقوله تعالى :{مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} اذاً لابد من وجود من السور او مجموعة آيات تعبر التبيان لذلك المدد الملكوتي ولكي نعرف أي من السور التي تطابق المدد يجب ان نشترك مع المدد بالمبدأ ... ما هو مبدأ المدد ؟ مبدا المدد مأخوذ من المد ... مده بالقوة او مده بالغذاء ... الامدادات العسكرية ... الامدادت الغذائية ... وأقرب مثال لمعنى المد الحقيقي هي الام ... فالام هي التي تمد وليدها بالحليب والغذاء والحب والحنان ... أي ان الام هي المدد المادي والروحي للطفل.. ولكي نجد السورة التي تعبر عن المدد الملكوتي لابد ان تتسم بصفة الامومية ... اي تمثل ام القرآن ... فأي من السور التي تمثل ام القرآن يا ترى ؟ ... لنعود اذاً الى القرآن ليتكلم عن نفسه ويعرف لنا من هي امة التي تمده بالملك والملكوت … {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} وكما نعلم ان ام القران هي الفاتحة كما بينتها الروايات التي يتفق عليها الجمهور ... أي ان الفاتحة ستمثل المدد الذي يمد القرآن والوجود ... وهذا يعني ان مصداق كل بطن من بطون القرآن في سورة الفاتحة ... وبطون القرآن سبعة وآيات الفاتحة سبعة ... إذاً فكل آية من آيات الفاتحة تعتبر المدد لأحد البطون السبعة... والبطون متدرجة في الوسع والكبر من البطن الأعمق الأول الذي يكون الأوسع الجميع الى البطن السابع الذي يعتبر الاصغر والاقرب من السماء الدنيا الاولى …
الموعود
اطروحتان للرجعة المادية ونطالب العلماء بالثالثة
اطروحتان للرجعة الروحية ونطالب العلماء بالثالثة :ـ
مفهوم الرجعة :ـ هناك بعض المفاهيم التي اختلف المسلمون حولها فمنهم من رفضها ومنهم من قبلها ، ومنهم من قبل بشيء منها ورفض آخر.
ومن هذه المفاهيم مفهوم الرجعة اي رجعة بعض الاشخاص الى الحياة الدنيا بعد الموت ، والتي تحدث عنها المولى تبارك وتعالى في آيات عديدة من القرآن ، وسنحاول في هذه الاطروحة الحيادية الوصول الى المفهوم الصحيح والعقلي الذي لا يختلف فيه احد لمفهوم الرجعة .
ومن المتفق عليه لدى المذهب الشيعي بوجوب الرجعة وانها لابد من وقوعها وهي خروج الاموات من قبورهم والعودة الى الحياة مثل رجعة الانبياء والرسل ورجعة الحسين وأصحابه ورجعة من محض الشرك محضاً ، كرجعة يزيد وأصحابه . كما ورد في رواية عن ابو عبد الله (ع) : ( أول من تنشق الارض عنه ويرجع الى الدنيا الحسين بن  علي (ع) وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا ومحض الشرك محضاً ) بحار الانوار ج53 ص39.
عن الحسين بن الجهم قال .. قال  المأمون للرضا (ع) يا ابا الحسن ما تقول بالرجعة فقال (ع) انها الحق قد كانت في الامم السالفة ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله (ص) يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (بحار الانوار ج53).
أي ان الرجعة كانت في الامم السابقة وستحدث في عصر الظهور الشريف قبل ظهور الامام او بعد ظهور الامام والروايات في وقت الرجعة .
فمنها يقول بالرجعة قبل الامام واثناء ظهور الامام وبعد ظهور  الامام ، وقد ذكرنا سابقاً في الرواية ان أول من ينشق عنه  القبر الحسين (ع) وأصحابه من بعده . وان رجعة من محض الشرك محضاً هو يزيد وأصحابه. عن رفاعة بن موسى قال : قال أبو عبد الله عليه السلام إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ، ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا”.
وان رجعة الحسين (ع) تقع قبل ظهور الامام (ع) كما جاء في الكافي عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام):(.......ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر أهل الأرض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (عليه السلام) اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (عليه السلام) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله .
فيخرج الحسين (عليه السلام) وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (عليه السلام) حتى ينزل بقرب المهدي(عليه السلام) ، فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) إلى عسكر المهدي فيقولون أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد .
فيقول أصحاب المهدي (عليه السلام) هذا مهدي آل محمد (عليه السلام) ونحن أنصاره من الجن والإنس والملائكة .
ثم يقول الحسين (عليه السلام) خلوا بيني وبين هذا فيخرج إليه المهدي (عليه السلام) فيقفان بين العسكرين ، فيقول الحسين (عليه السلام) : إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام).... ثم يقول الحسين (عليه السلام) يا بن رسول الله أسالك أن تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله أن ينبتها فيه ولا يريد بذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السلام) حتى يطيعوه ويبايعوه : ويأخذ المهدي (عليه السلام) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تطل عسكر الحسين (عليه السلام).
فيقول الحسين (عليه السلام) الله اكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى أبايعك فيبايعه الحسين (عليه السلام) وسائر عسكره إلا أربعة آلاف...).
الاطروحة الاولى : ( الرجعة المادية بالطريق الاعجازي):
لو تنزلنا جدلاً وقبلنا بالرجعة المادية اي رجوع بعض الاموات الى الحياة الدنيا ، بأجسادهم وأرواحهم ، وقد بينت الروايات بأجسادهم من تنشق عنه الارض هو الحسين (ع) وأصحابه فكيف تتصور ذلك الامر فالحسين واصحابه هم (71) واحد وسبعون شخصاً، عن ابي عبد الله (ع) في قوله تعالى :((ثم رددنا لكم الكرة عليهم ))قال : خروج الحسين (ع) في الكرة في سبعين رجلاً من اصحابه الذين قتلوا معه) بحار الانوار ج53ص89. هل سيرجعون الى الحياة بصورة سرية ام علنية امام اعين الناس .... فما هو موقف الناس من رؤية خروج الحسين واصحابه من قبورهم ومراقدهم المطهرة في كربلاء وموقف الزائرين ....
وموقف الناس في السوق من باعة واصحاب محلات وموقف رجال الدين والحوزة العلمية وقوات الامن وما هو موقف اهل كربلاء بصورة واصل العراق بصورة عامة ... وما هو موقف الدول الاسلامية ودول العالم ... بعد ان ينتقل هذا الخبر عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ...
فكيف سيظهر الامام الحسين (ع)  واصحابه وقد سلمت لباسهم في معركة الطف....
ولو تنزلنا جدلاً بأن الله سبحانه وتعالى يجمعهم يكسيهم عن طريق المعجزة .
ثم ان هذه الفئات التي ذكرناها ( الناس ورجال الدين ...وغيرهم )ما هو موقفهم من الحسين واصحابه هل ينصرونهم يا ترى ام يكذبونهم ام يتقسمون فيما بينهم بين مؤيد ورافض ...
الافتراض الاول : تأييد مطلق للحسين وأصحابه (ع)
فكيف اخبر الائمة الاطهار من خلال الكثير من الروايات ان الامام المهدي (ع) يحارب ويكذب من قبل اكثر الناس ،  وان رايته تلعن من أهل الشرق والغرب عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) في حديث ذكر فيه راية القائم فقال : فاذا هو قام نشرها ، فلم يبق في المشرق والمغرب احد الا لعنها ) غيبة النعماني .
وان اكثر رجال الدين يكذبونه ويقتل الكثير منهم ، عن ابي جعفر (ع) قال :(... ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر الف من البترية شاكين في السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين  قد قرعوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمهم النفاق وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع لاحاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر الى العشاء فيقتلهم اسرع من جزر جزور فلا يفوت منهم رجل) دلائل الامام ص241.
الافتراض الثاني : رفض مطلق لهذه الرجعة
فكيف أخبر الائمة عن وقوعها وما الحكمة منها اذا كانت سترفض من كل الناس .
الافتراض الثالث : اذا كان الناس بين مؤيد ورافض ،
فلماذا هؤلاء الناس ينكرون الرجعة وهم من الشيعة والرجعة موجودة في رواياتهم وان رأوا الحسين رأي العين والمفروض ان يكون المؤيدون نصف الناس وعلى اقل التقادير سيكون عددهم بالملايين من اهل العراق .
بينما دلت الروايات على ان انصار الامام قلة قليلة كما ذكروا ثم ان المعلوم ان  الامام زين العابدين عندما دفن الحسين دفن عبد الله الرضيع على صدره فهل ان عبد الله الرضيع سيخرج مع الحسين مباشرة ام ان الحسين سوف يقوم ويدفن عبد الله الرضيع .
ونحن نعيش هذا العصر عصر الظهور في جميع نواحي الحياة ... فما هو السلاح الذي سيقاتل الحسين واصحابه ولو قبلنا بهذه الاطروحة فلا بد ان تكون اسلحته اكثر تطوراً من اسلحة زمان ظهوره .
فكيف يستخدمها واصحابه وهم لم يأتوها سابقاً ولو تنزلنا وقبلنا ذلك عن طريق الاعجاز فهل يجري الله المعجزة على ايدي من محض الشرك كيزيد واصحابه ويخرجوا بأسلحة كأسلحة الحسين ثم اننا كيف لنا ان نتصور خروج يزيد واصحابه هل يخرجون في الكوفة او كربلاء ام ان خروجهم في الشام فاذا كان خروجهم في الشام فاذا خرجوا في الكوفة او في كربلاء فان الناس ستقوم بلعنهم وتقتلهم .
وان خروجهم في الشام ... واكثر اهل الشام من ابناء العامة وهم ممن لا يؤمن بالرجعة وعلى هذا الفرض فانهم سوف يكذبونهم ويقتلونهم ابناء العامة … ولا يتسنى حينها للحسين مقاتلهم واخذ القصاص منهم … وما هو موقف السفياني منهم فهل سوف يدخلهم في جيشه ام سوف يحاربهم .. ام ان يزيد واصحابه يخرجون بالسيف وعلى هذا الفرض يكفي ان نتصور ان حبيب بن مظاهر مثلاً يستطيع ان يقضي على جيش يزيد بقنبلة واحدة فقط دون الحاجة الى باقي الجيش . ثم كيف نتصور الرواية الواردة في الكافي عن بكير بن اعين عن ابي عبد الله التي سبق ذكرها . ان الحسين (ع) سوف يسلم الراية للامام المهدي في ظهر الكوفة .. والرواية قد نصت على ان مع الحسين اربعة الاف رجل فمن اين جاء بالاربعة الاف ونحن قلنا على اقل التقادير بأن يؤيده البعض من الرجعة .... المحايدون اضعاف ذلك بكثير هذا اولاً وثانياً وكيف تتصور ان الحسين (ع) يسلم الراية للمهدي ويكون  خادماً له وهذا مخالف لعقيدتنا من كون الحسين هو افضل واعلى مقام ومرتبة من الامام المهدي (ع). ثالثاً ثم كيف تتصور ان الحسين يطلب الادلة من المهدي لكي يصدق جيش الحسين بأن هذا الشخص هو المهدي الا يكفي لأصحاب الحسين انهم يعلنون انه الحسين بن علي الامام المعصوم المفترض الطاعة... رابعاً ثم ان الرواية تخبرنا بان هناك اربعة الاف سيرتدون ولا يقبلون بتسليمهم الامر للامام المهدي (ع)... فكيف امنوا بالحسين (ع) ولا يؤمنوا بكلامه بان هذا هو الامام المهدي (ع).
الاطروحة الثانية : الرجعة المادية بالاسباب الطبيعية
لو قبلنا بان خروج الحسين واصحابه بالمعجزة .. فمن اين لهم الملابس .. هل ان الناس والزائرين سوف يتصرفون على الحسين واصحابه ويكونهم ام ان الحسين واصحابه سوف يشترون الملابس من الباعة في السوق … ومن اين لهم النقود … وكيف سيسيرون في السوق على وجود هذا الكم من الناس والبائعين وقوات الامن … الا يتعرضون للمسألة … ومن أين يأتون بالاسلحة .. التي يستخدمونها في قتالهم ومن أين تعلموا على استخدامها ، هذا بالنسبة للحسين واصحابه وحسب الروايات ظهور سبعة وعشرين رجل من ظهر الكوفة مع الامام المهدي (ع) قد جاء في الرواية عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:(يخرج مع القائم(عليه السلام)من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً). فكيف تكون رجعتهم وخروجهم من ظهر الكوفة علماً ان اماكن دفنهم متفرقة مثل الجزيرة والعراق وبلاد الشام ومصر وغيرها .. ويمكن لنا ان نجري عليهم جميع تساؤلاتنا السابقة ، فهل يمكن لعاقل وصاحب فكر ومنطق ان يتصور لنا هذه الحال بإسلوب واضح ومعقول ومقبول من قبل الناس وان لا يشكل علينا احد ولا يتهمنا احد بالخرافة وان ديننا دين الاساطير.. واننا ندعوا علمائنا الافاضل ومثقفينا ومفكرينا ان يأتوا بإطروحة وتصور منطقي ومعقول وله الاجر والثواب.
اموال المراقد المقدسة الى اين؟؟
عندما أكمل رسول الله (ص) رسالته الاسلامية السمحاء وأتم نعمته على الناس وأعلن ذلك في خطبته في حجة الوداع الشهيرة لتبدأ بعد ذلك القوانين الاسلامية المحمدية التي وصفها رسول الله (ص) وأعطى تفاصيلها بحيث لم يزل شيئاً الا ووضع له تشريعه المناسب وكذلك أوجد الحلول الناجحة لكل المسائل التي تواجه المسلمين بعد خاتم  المرسلين محمد (ص) وأوكل ذلك لقادة الامة الاسلامية بعده الذين نصت عليهم الآيات والروايات معاً ولا أريد ان أخوض في هذه التفاصيل لأن أغلب الناس بات على علم بما جرى بعد رسول الله (ص) والمهم هنا ان جميع التشريعات التي شرعها الاسلام هي الدستور الذي يمشي على القوي والضعيف وعلى السيد والعبد ومن بين تلك القوانين هو عدم التصرف في حلية ( الكعبة ) الشريفة التي كانت تأتيها من كل فج عميق كما في هذه الرواية الواردة في نهج البلاغة:(وري انه ذكر عمر بن الخطاب في ايامه حليُ الكعبة وكثرته فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر ، وما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهم عمر بذلك وسأل عنه أمير المؤمنين (ع) ، فقال (ع) : ان القرآن  أنزل على النبي (ص) والاموال أربعة : أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض والفيء فقسمه على مستحقيه والخمس فوضعه الله حيث وضعه والصدقات فجعلها الله حيث جعلها .
وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه الله على حاله ولم يتركه نسياناً ولم يخف مكاناً فأقره حيث أقره الله ورسوله فقال له عمر : لولاك لأفتضحنا ) وترك الحلي بحاله...
فهذا علي بن ابي طالب (ع) يوضح لعمر بن الخطاب كيفية  تقسيم الاموال في الشريعة الاسلامية ويذكره بأن الله تبارك وتعالى ترك حلي الكعبة ليس نسياناً ولاخفاء وانما تركها للوقت المعلوم اليوم يأتي فيه رجل من ذرية الامام  علي (ع) وهو الوحيد  الذي يستطيع اخراجه والتصرف به .
فقد ورد في كتاب الفتن : عن طاووس قال : ودع عمر بن الخطاب البيت ، ثم قال : والله ما أراني أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال ، أم أقسمه في سبيل الله ؟ فقال له  علي بن أبي طالب (ع) : أمض فلست بصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان .
والذي اريد ان اصل اليه هو اموال المراقد المقدسة والتي هي بحمد الله كثيرة والاموال فيها طائلة والتصرفات فيها كثيرة ايضاً ومتعددة ومسيطر عليها من قبل فئات وجماعات لا أدري تحت أي عنوان أو أي ذريعة يقوم هؤلاء الجماعات بالتصرف بهذه الاموال ومن أين لهم الاجازة بهكذا امر أما قرأوا ولو لمرة واحدة كتاب نهج البلاغة او بحار الانوار ، أما سمعوا من رجل دين او باحث ان رسول الله (ص) وهو الذي لا ينطق عن الهواء ترك التصرف بحلي الكعبة وأموالها .
العجب كل العجب كيف يجروء المرء على مخالفة رسول الله (ص) ووصيته جهاراً وبأسم الدين والمذهب والله إنها مخالفة واضحة لتغيير الاحكام التي وضعها الاسلام ولا ادري ان كان المتصرف بهذه الاموال متشرع او رجل دين في أي قسم من  الاقسام الاربعة التي ذكرها المولى تبارك وتعالى في كتابه ، هي فيء أم خمس أم اموال ورثة ام صدقات فيجب ان يبين لكي يعرف العامة ام يقولون ان الكعبة شيء وقبر امير المؤمنين والائمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) شيء آخر وهل ان قبر الحسين اقل أهمية عند الله عز وجل من مكة لا والله ان قبر الحسين (ع) لا يقل اهمية عن الكعبة الشريفة اما والله انها  اعذار واهية ان كانوا يعتقدون بها فالاولى والاجدر بهم ترك هذه الاموال على حالها وعدم التصرف بها وليراعوا حدود الله التي وضعها ويتأسوا بعلي بن أبي طالب (ع) وان لا يدخلوا في بطونهم اموال الحرام واي اموال لم يشأ رسول الله (ص) التصرف بها.
سنن المهدي من الانبياء
سنته من موسى (ع)
التمكين
ان اكثر السنن التي تجري على امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الامام المهدي (عليه السلام) هي سنة بني اسرائيل وسنته من موسى (عليه السلام) خاصة ، وان من بين هذه السنن سنة ( التمكين ) ومعنى التمكين هو تهيئة الاسباب والمسببات والمؤهلات لتحصيل النتائج فإن الانسان مهما يبلغ لا يمكن له ان يحصل على نتيجة معينة او هدف منشود ما لم يتبع الاسباب المؤدية الى ذلك او يوجد المقدمات التي تقود لأيجاد ذلك الهدف او النتيجة المتوخاة من عمله .
وهذا الحال ينطبق على كل القضايا سواء كانت دنيوية او اخروية ففي التمكين الالهي لأي من الانبياء والاوصياء لم يكن بدون مقدمات وانما ساروا وعملوا وفق الاسباب والمسببات الطبيعية لتحقيق ذلك الهدف المنشود وان سنة الامام المهدي (عليه السلام) من موسى (ع) هذه السنة المباركة سنة ( التمكين ) وكيف كان فرعون وهامان يستحيون المحرمات ولم يراعوا ابسط قواعد الانسانية حيث كانوا يعاملون بني اسرائيل معاملة تعسفية جائرة كما في قوله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }البقرة49.
ولما احس فرعون عن طريق بعض العارفين والمنجمين ان في هذه الفترة الزمنية سوف يولد مولود يدمر صرح فرعون الذي بناه  طوال سنين حياته فأخذ يقتل كل ذكر يولد في هذه الفترة ورغم كل هذا شأت القدرة الالهية ان يولد هذا المولود ويتربى في بيت فرعون ومن المقربين له .
وبعد هذه المظالم والافسادات التي لحقت ببني اسرائيل مكن الله لموسى (ع) وأصحابه من استلام مقاليد الامور  في ارض بني اسرائيل واستطاعوا ان يؤسسوا دولة مقامة على اساس العدل  الالهي بقيادة نبي الله موسى (ع) بعد الضعف والوهن الذي عاشوا فيه في عهد  فرعون حيث قال الباري عز وجل  {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ }القصص6.
وكذلك بالنسبة للإمام المهدي (ع) فإنه لن يقوم مالم تتوفر الاسباب والمسببات المؤدية الى ذلك وما لم توجد المقدمات الصحيحة التي ينتج عنها قيام دولة العدل  الالهي المنتظرة لإنقاذ الناس من الظلم والجور الواقع عليهم من قبل الحكام والسلاطين  الذين لم يرعوا لله حدود ولا محرمات الذين فعلوا اكثر مما فعل فرعون وهامان ببني اسرائيل وبما ان رسول الله (ص) قال : ( لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وشبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه معهم ) بحار الانوار .
ومن المعروف ان الاعم الاغلب لأنصار الامام المهدي (ع) هم من الفقراء والجياع والمستضعفين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
ولذلك ومن الواضح ان الظالمين عندما يحين وقت ظهور الامام المهدي (ع) وظهور دعوته المباركة لن يبقوا مكتوفي الايدي لا بل سيوضفون كل طاقاتهم وامكانياتهم لمحاربة الامام المهدي (ع) ودعوته المباركة مثل ما فعل فرعون وزمرته .
ولكن وبمقتضى الوعد الالهي بإستخلاف الارض الى الخلفاء الحقيقيين فان الله سبحانه وتعالى سوف يجعل النصر حليف الامام ودعوته لأنها تسير وفق الاسباب والمسببات التي تؤدي الى نيل ذلك الوعد الالهي وسوف يمكن الله سبحانه وتعالى للامام المهدي (ع) في الارض ويجعله واصحابه هم الوارثين لاقامة العدل في الارض والخلاص من الجور والظلم وذلك سيكون قريباً جداً انشاء الله
المقاومة الفكرية
الكثير من حاخامات اليهود يعتقدون أن الحرب على لبنان وفلسطين هي بداية حرب (هرمجدون)
 التي تكون بين قوات الغرب والمهدي المنتظر عند المسلمين . فأعتبروا يا إولي الابصار

ألا تخجل لكونك أمريكيا؟
نشر في موقع "لا للحرب" للكاتب والمحلل السياسي الدكتور بول كريج روبرتس ،مقالا جاء تحت عنوان " .. ألا تخجل لكونك أمريكيا.. " بدأ الكاتب بمجموعة من الأسئلة يوضح فيها كيف أن إسرائيل منشغلة اليوم بتطهير جنوب لبنان عرقيا وذلك بعد أن أمرت سكان قراه بالرحيل لتقوم بتدمير بيوتهم وقتلهم واحتلال أراضيهم مثلما فعلت حين سرقت فلسطين من الفلسطينيين . ولفت الكاتب في مقاله إلى مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي حين أوضح أن ثلث المدنيين اللبنانيين الذين قتلتهم هجمات الاحتلال الإسرائيلي على المناطق السكنية المدنية هم " أطفال" من واقع ما أكده تقرير جان إيجلاند، منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة. وأشار الكاتب في مقاله إلى انتقادات إيجلاند لإسرائيل بعد أن دمرت كل الطرق التي عوقت وصول المساعدات إلى الجرحى والمدفونين تحت الأنقاض . ووصف بول كريج روبرتس أمريكا بالدمية التي تحركها إسرائيل، مشيراً إلى التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل ، فحين تخطئ إسرائيل أهداف حزب الله في أغلب الأحيان وتضرب أهدافا مدنية فهذا لا يحدث إلا بفضل الأقمار والأنظمة الأمريكية لتحديد المواقع عالميا.واسترسل الكاتب في كلامه وتسائل كيف تكون الدمية أقل شرا من سيدها الذي يحركها منتقدا وسائل الإعلام الأمريكية المطبوعة والمرئية والمسموعة لتعمدها تجاهل مثل هذه الأخبار . ويتعجب الكاتب كثيرا من تمسك الرئيس الأمريكي جورج بوش برفض أي محاولة لوقف إطلاق النار وإيقاف ذبح إسرائيل للمدنيين اللبنانيين واستمتاعه بما تقوم به إسرائيل حيث يتمنى لو استطاع القيام بالشيء ذاته في العراق.ويعود الكاتب ليتساءل هل مازلت تفخر بكونك أمريكي حتى إذا علمت أن رئيسك جورج بوش قد أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل حتى تقتل سكان القرى النازحين هربا من القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية في العاصمة بيروت وعلى كل أنحاء لبنان من المستشفيات إلى محطات الطاقة والوقود وإنتاج وتخزين الأغذية، وعلى الموانئ والمطارات المدنية والجسور. في العشرين من يوليو أيد مجلس النواب الأمريكي جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق لبنان ، وجاء التصويت بنحو 418 صوت مؤيد مقابل ثمانية أصوات معارضة.ووجه الكاتب تساؤلا للقراء مفاده هل تعرف من هم أعداء الدولة اليهودية وأجاب روبرتس قائلا إنهم الفلسطينيين الذين سرقت إسرائيل أرضيهم ودمرت بيوتهم وكروم زيتونهم وقتلت أطفالهم وأساءت معاملة نسائهم مشيرا إلى عدة أشكال من المعاناة التي كان يحياها الفلسطينيون الذين حشروا بين الجدران والمستوطنات ، لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم الزراعية أو المستشفيات و المدارس ولا حتى قيادة السيارات على الطرق عبر فلسطين حيث أنشئت للإسرائيليين فقط. أشكال أخرى من المعاناة أوردها الكاتب موضحا أن الفلسطينيين لا يستطيعون السماح لأطفالهم بالخروج من بيوتهم خوفا من قتل المستوطنين لأبنائهم .ولفت الكاتب إلى أنه رغم كل صنوف المعاناة إلا أن الفلسطينيين يتهموا بالإرهاب ، حتى إنه بعد أن فرض بوش انتخابات للفلسطينيين، انتخبوا حركة المقاومة حماس التي لطالما تصدت للدولة اليهودية الأمر الذي جعلها تبدو من وجهة النظر الإسرائيلية حركة مناهضه للسامية مما جعل أمريكا وإسرائيل تطالبان بقطع جميع المساعدات والأموال التي تصرف للحكومة الجديدة . فمن الواضح حسبما قال الكاتب أن الديمقراطية غير مسموح بها إلا إذا أفرزت النتائج التي يريدها كل من بوش وإسرائيل.ثم عاد الكاتب لحديثه عن حزب الله قائلا إن هناك عدوا آخر لإسرائيل وهو حزب الله ووصف الكاتب حزب الله بأنه ميليشيا من المسلمين الشيعة تأسس عام 1982 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان في المرة الأولى، وخلال هذا الاجتياح رتبت الدولة اليهودية لقتل اللاجئين في مخيمات اللاجئين، وكانت نتيجة المذابح التي اقترفتها إسرائيل، تشكيل الحزب الذي حارب الجيش الإسرائيلي وهزمه وأخرجه من لبنان , لافتا إلى أن أعداء إسرائيل هي أي بلد عربي لا يحكمه دمية أمريكية لها علاقات ودية مع إسرائيل ويتطرق الكاتب إلى نقطة أخرى فيقول إذا كنت لا تزال أمريكيا فخورا فلابد أن تعلم أن في 20 يوليو عندما أصدر "مجلس النواب الأمريكي "القرار بتأييد جرائم حرب إسرائيل، سارع أقوى لوبي في واشنطن، لجنة الشؤون العامة، الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) إلى إصدار بيان صحفي يعلن فيه أن الشعب الأمريكي يؤيد بأغلبية كبيرة حرب إسرائيل على الإرهاب ويدرك أن علينا أن نقف إلى جانب أقرب حليف لنا في وقت الأزمة هذه. يؤكد الكاتب أن إسرائيل هي من خلقت الأزمة باجتياح بلد له حكومة موالية لأمريكا، ولان الشعب الأمريكي في الأصل لا يؤيد جرائم حرب إسرائيل،حسبما توضح نتائج استطلاع أجرته كل من شبكة سي إن إن و سي - سبان C-span. وأشار روبرتس إلى أنه رغم التحريف الإسرائيلي للأخبار عبر التغطية الأمريكية فإن أغلبية الأمريكيين لا يوافقون على المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين اللبنانيين. ولفت الكاتب إلى أنه طالما حزب الله موجود في الجنوب اللبناني فلماذا تسقط إسرائيل القنابل على شمال لبنان وعلى بيروت والمطارات المدنية والمدارس والمستشفيات؟ ووصل الكاتب في مقاله إلى نقطه هامة حين قال إنه عندما يصدر مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيان قرارات تؤيد جرائم حرب إسرائيل، وتشجب الذين يقاومون العدوان الإسرائيلي وكشف الكاتب في مقاله إلى أن إسرائيل التي تملك واحداً من أكبر دخول الأفراد في العالم، هي أكبر متلق للمساعدات الأمريكية الخارجية، ويعتقد الكثيرون أن كثيراً من هذه المساعدات تعود إلى منظمة آيباك التي تستخدمها في انتخاب" ممثلينا" في الكونجرس. وكان الأمل في العالم الإسلامي دائماً أن تتدخل أمريكا من أجل التسوية، وتجعل إسرائيل تدرك أنها لا تستطيع سرقة فلسطين وتحويل كل فلسطيني إلى لاجئ. كان هذا هو أمل العالم العربي، ولهذا لم تتم الإطاحة بدمانا، وهذا الأمل هو السبب الذي جعل أمريكا تحظى ببعض المكانة في العالم العربي. وقال روبرتس إن قرار مجلس النواب، الذي اشتري ودفع ثمنه من أموال "آيباك"، هو آخر مسمار في نعش المكانة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو يظهر أن أمريكا، في واقع الأمر، دمية لإسرائيل، ومع موت الأمل والدبلوماسية، فإن أمريكا وإسرائيل لا تملكان سوى الأنياب والمخالب، فالجيش الإسرائيلي لا يستطيع إلحاق الهزيمة بميليشيا في جنوب لبنان، والجيش الأمريكي لا يستطيع أن يهزم المقاومة العشوائية ذات الأسلحة الخفيفة يأتي من أقلية من السكان في العراق، وعلاوة على ذلك، فإن المتمردين مشتبكون أساساً في حرب أهلية ضد الأغلبية الشيعية. وتسائل الكاتب قائلا ماذا ستفعل أمريكا ودميتها ؟ فكل منهما تشعر بطمأنينة مفرطة وجنون الاضطهاد بشكل يمنعهما من الاعتراف بأخطائهما المروعة، فإما أن تقوم إسرائيل وأمريكا بتدمير من الجو، للبنية التحتية للمدن حتى تصبح الحياة المدنية مستحيلة للمسلمين، وإما تستخدم أمريكا وإسرائيل أسلحة نووية لترهيب المسلمين ليذعنوا للرغبات الإسرائيلية. وقال الكاتب إن الإبادة الجماعية للمسلمين، بأي شكل من الأشكال، هو الهدف المعلن للمحافظين الجدد الذين يسيطرون سيطرة كاملة على إدارة بوش، مشيراً إلى أن بعض المحافظين الجدد كنورمان بودوريتز قد دعا إلى حرب عالمية رابعة فحسب تفكير المحافظين الجدد كانت الحرب الباردة هي الحرب العالمية الثالثة للإطاحة بالإسلام في الشرق الأوسط، واستئصال الدين الإسلامي وتحويله إلى طقوس دينية شكلية. وصاغ بنتاجون المحافظين الجدد، برئاسة رامسفيلد مبدأ جديدا للحرب الأمريكية، يسمح بهجوم نووي استباقي على دول غير نووية. ويقول المحافظ الجديد دافيد هوروتيز إنه بذبح المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين فإن "إسرائيل تقوم بعمل بقية العالم المتحضر" وبهذا تساوى مجرمو الحرب مع الناس المتحضرين. ويقول المحافظ الجديد لاري كودلور إن إسرائيل التي تحارب وتقتل اللبنانيين، وهو ادعاء يجب أن يعطي مهلة لمؤيدي إسرائيل ، وتسائل أين يقول المسيح" امضوا قدماً واقتلوا جيرانكم حتى يمكن لكم سرقة أراضيهم"؟وعلى الصعيد ذاته أخذت بعض الصحف الغربية الأخرى في حذو نفس الطريق في التحليل لموجة التصعيد في لبنان فهذه صحيفة " دي بريسه" النمساوية المحافظة التي أكدت على أن الحكومة الأمريكية في واشنطن لا تسمع سوى ما تردده إسرائيل. وعلقت الصحيفة الصادرة أمس على الموقف الأمريكي تجاه الصراع الحالي في الشرق الأوسط بقولها بخلاف تكرار ما يتردد في ادعاءات فإن واشنطن لم تدل بأي تصريحات مستقلة بشأن النزاع القائم في الشرق الأوسط. وحين تتحدث وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن أن الحرب الدائرة في لبنان حاليا هي الآلام التي تسبق ميلاد الشرق الأوسط الجديد فهي لا تدري أن هذه الحرب سيعقبها ميلاد وحش سيصعب الأمور على الولايات المتحدة نفسها.وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة اليوم لا تتورع عن تهديد العالم الإسلامي اجمع, فأنه يشكل الدعامة الأساسية لحركات التصدي والرفض و مقاومة الرأسمالية الأمريكية وإستراتيجياتها في الشرق.

لولا الخبز ما عُبد الله
إذا ما حُرب الإنسان في لقمة العيش التي تمنحه حق الحياة فأنه حتماً سيلجأ إلى وسائل بديلة في الحفاظ على ما يسد رمقه أو يجعله يقضي أيامه البائسة إلى أن يوافيه الله عز وجل وينهي سجاله الدائم في محاربة نفسه ومن حوله في الحصول على لقمة عيشه هو وعياله , لكن ما يلاحظ من الذين يتحكمون بقوت الإنسان والذين يعيثون في الأرض فساداً هم الذين جعلوا سياسة الخبز الآلة الحربية التي تبيد الشعوب وتقضي على حرية الإنسان وكرامته.
ومن الأحداث التي تحدث يستنفر الإنسان قواه  وتتأجج النار في حشاياه جراء ما يعصف به من محاربته في رزق عياله مما يدفع به إلى اللجوء إلى حالات تشذ بتصرفاتها عن المجتمع الأخلاقي.
ونلاحظ أن المتجبرين في التأريخ كانوا يستخدمون الحرب المعاشية (الاقتصادية ) ضد المستضعفين , وهذا التاريخ ينقل لنا كيف ان فرعون قد استكبر في الأرض وحارب بني إسرائيل في مصر ومنع عليهم لقمة العيش والأرزاق واستضعف أهلها ... .  ونلاحظ ان جميع أسباب الحروب الرئيسية في العالم هو الجانب الاقتصادي من (الثروات والأموال والأسواق ..الخ) فتنازعت دول العالم فيما بينها على مدار قرون عديدة حتى تمخضت من تلك الحروب الخريطة السياسية والاقتصادية التي نشهدها في هذا الزمان.
فنرى اليوم دول غنية ومتطورة تسمي نفسها بالدول العظمى قد سيطرت على مقدرات العالم حتى أصبحت شعوب العالم تحت يد تلك الدول تفعل بها ما تشاء على حسب ماتقتضيه مصالحها, ودول فقير ة لا تستطيع الحصول على ما يسد رمق عيش شعوبها وهذا ما نراه في القارة الأفريقية وحتى الأسيوية.
فأصبحت هذه الدول تعج بالأزمات الاقتصادية دون سواها, فعلا انه سلاح فتاك. واليوم قد طبقت دول الاستكبار سياستها على شعبنا سلسلة حروب قد استنزفت طاقاتها وابنائها لعقود طويلة من الزمن حتى جاء الحصار الاقتصادي ليقضي على ما تبقى في العراق واستمر الحصار ما يناهز (13) عام واستمرت الهجرة من العراق حتى وصل عدد المهاجرين إلى أربعة ملايين  عراقي جابوا مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن لقمة العيش. وبعد سقوط الطاغية بدء فصل جديد من الظلم على العراق والعراقيين ولكن هذه المرة مباشرة على يد الشيطان الأكبر الأمريكي,  فزاد الوضع تدهوراً حيث اصبح اغلب الناس عاطلين عن العمل فالوظيفة قد تكون من المحال بسبب العراقيل الموضوعة في  طريق من يطلبها , بل ان حياة العراق الاقتصادية باتت الآن مشلولة  تماماً واصبح البلد يعتمد على الدول المجاور في كل شيء بلا استثناء , فلا صناعة ولا ارض تُزرع ولا مقومات للعيش تُذكر, وبدأ المواطن العراقي يعيش حالة من الإحباط واليأس للوضع المعاشي فاصبح المواطن يعيش بين المطرقة والسندان . ٍبين أطياف الدولة المتناحرة فيما بينها والمتآلفة على مصالح أحزابها , فأصبح البلد يعيش في صراع داخلي في الحكومة دفع المواطن الثمن الباهض بسببه . وهانحن نسمع كل يوم ان احد المسؤولين قد افرغ خزينة دائرته وهرب إلى خارج البلد , فاصبح البلد يشكو من عدم توفر النزاهة . وبدأ التطبيق الخاطئ والمستعجل لبعض دوائر الحكومة بحق أسباب أرزاق الفرد العراقي...الخ. قد سد آخر الأبواب للكسب الحلال عند الناس , ومن جهة أخرى دخول العرق هذا البلد المحطم اقتصادياً والرازح تحت وطأة الاحتلال الصديق إلى ما يسمى بـ(منظمة التجارة العالمية). فاصبح العراق ليس محتلاً عسكرياً بل انه تحت وصاية منظمة التجارة العالمية .
وهكذا تخبط رجال السياسة في توجهاتهم ودفع المواطن البسيط الثمن فأصبح كل شيء يباع في العراق وبأسعار لا تتناسب مع الدخل اليومي للفرد العراقي فكل شيء ارتفع ويرتفع مما يهيئ الظرف إلى انحراف فئات عديدة في المجتمع إلى الرذيلة والانحطاط والفساد والجريمة. ولاسيما العمالة للأعداء والغرب والإرهاب أيضا,فنجد وللآسف الشديد أن عدد من أفراد المجتمع قد ذهب في أحضان الإرهابيين بسبب حفنة من الدولارات , أو انه اتجه ليعمل تحت رحمة المحتل من اجل المال وذلك لعدم تحصيله لفرصة عمل في دوائر الدولة أو القطاع الخاص. أو ما تقوم به بعض النساء اللاتي لا يوجد من يعيلها ولا حتى وجود معونة اجتماعية كافية تلبي احتياجاتها بكرامة إلى التسول في الشوارع وعرض أنفسهن على الأغنياء من اجل تحصيل المال وحتى تعدى الأمر وللأسف  إلى بذل أجسادهن إلى جنود قوات الاحتلال من اجل المال. بل إن الحالة قد تفاقمت إلى مرحلة دخول أصحاب النفوس اليائسة إلى شبكات الجريمة المنظمة وبدءوا يعيثون في الأرض الفساد متناسين بلدهم وإخوانهم  وكل ذلك بسبب السياسة الخاطئة التي تعتمدها الجهات المسؤولة
الدنمقراطية ومآسيها
فهذا الشعب ليس فقط مرشحاً لأن يعاني من مآسي حربٍ أكثر فتكاً وتدميراً من الحربين الماضيتين، ومن حروبٍ أهلية وتقسيماتٍ واقتطاعات إقليمية وكياناتٍ ومذهبية..، وإنما من ظروف احتلالٍ استعماريٍ أمريكيٍ مباشر للأرض والشعب. هذه هي المخاطر التي تهيمن على الحال العراقية الآن. فالولايات المتحدة تهدف إلى: الهيمنةِ الكاملة على العراق ، وتحويلِه إلى القاعدة الأمريكية الرئيسة لتشغيل مولد السيطرة المباشرة على كل دول المنطقة، وهي تعتبر مثل هذا الإنجاز خطوة حاسمة على طريق إحكام سيطرتها على العالم وتطويق منافسيها المستقبليين وإضافة إلى هذه الدوافع الاستراتيجية فحربها العتيدة على العراق تحركها عوامل داخلية أمريكية من أهمها: الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعوِّل الإدارة الأمريكية على حلها عبر تنشيط الحروب والصناعات العسكرية وبالطبع لا يمكننا هنا أن نغفل دور التيار اليميني المتطرف القوي التأثير على الإدارة الحالية، والمنحاز انحيازاً مطلقاً لإسرائيل والذي يعتبر السيطرة العسكرية الأمريكية على العراق أنها يمكن أن توفر حلاً توراتي لقضية الشرق الأوسط , لتغطي الولايات المتحدة أهدافها هذه بذريعتين: ذريعة التخلص من أسلحة التدمير الشامل في العراق التي تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائها؛ وذريعة تحرير شعب العراق من النظام الاستبدادي ومساعدته على بناء نظامه الديمقراطي. بكل بساطة يعلن الحكام الأمريكيون أنفسهم محررين للعراق لا غزاة!! ويحملون "الديمقراطية" للعراقيين وليس فقط صواريخَهم ودباباتِهم وطائراتهم وقنابلهم النووية "التكتيكية"!! هذا سلاح أمريكا الإيديولوجي في هذه الحرب. ومما يدعو إلى الأسف أن هذه الإيديولوجيا لم تبقى أمريكية أو بريطانية فقط، وإنما يروج لها الآن عدد غير قليل من المعارضين العراقيين، وفي مقدمتهم الذين كانوا أكثر التصاقا بالنظام لفترات طويلة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد بالنسبة إلى الديمقراطية الأمريكية المزمع تصديرها لمنطقتنا، فلقد تطوع في حملة تسويقها بعض المثقفين والأكاديميين العرب المعروفين. فهنالك اتجاه الآن يعتقد بأن العرب لن يستطيعوا الانتقال من التخلف إلى الحداثة إلا عبر حملةٍ عسكريةٍ أمريكيةٍ هائلة لا تبقي ولا تذر!! والوضع العراقي الراهن لا يشكل مفارقة في التاريخ، فدوماً حين كان يتعاظمُ استبداد الطبقة الحاكمة ويزداد نهبها الداخلي، وحين كان يتفاقم ضعفُ الدولة ويستبد اليأس بالناس, وفي مثل هذه الأحوال التي تتسم بالبؤس على كل المستويات يمكن أن يتنازل الحاكم ويسلِّم كاملَ أوراقه، ويريق كلَ ماء وجهه، فقط من أجل أن يبقى في السلطة؛ ويمكن أن يرى البعض ممن كانوا يوماً ألصقَ الناس بالحاكم أن مصالحَهم تتفق مع مصالح الغازي المحتل؛ ويمكن لبعضٍ آخر أن لا يجدَ غضاضة في أن يسهمَ في "جرِّ عربة قائد الحملة" إلى ساحة مدينته المغزوَّة، ويمكن لآخرين أن يصدِّ قوا أو أن يتوهموا بأن الغزاةَ محرِرين، ولكن في نهاية المطاف تجد أكثريةُ الشعبِ نفسَها أمامَ تحدي الواقع الذي لا مناصَ من مواجهته، وبغض النظر عن فروق ميزان القوى وبالنسبة إلى مواقف الأنظمة العربية من الحرب المتوقعة على العراق، ففي الواقع هنالك عوامل كثيرة توحد هذه المواقف المتسمة بالخوف والارتباك والتردد وعدم المبادرة وفقدان الفعالية وطغيان اللفظية السياسية عليها واختلاف خطابها المعلن عن خطاب كواليسها. ومن أهم هذه العوامل: افتقاد المجتمعات العربية للحياة السياسية والمجتمع المدني وحصر القرار بالطبقات الحاكمة، وضخامة الفجوة بين الحكام والشعوب، وشمولية الاستبداد والقمع وغياب القانون والصحافة الحرة واستقصاءات الرأي العام؛ إضافة إلى طغيان سياسات النهب وإفقار الشعب المتواصل ، وإذا كان هنالك من فروقٍ بين هذا البلد العربي أو ذاك، فهي طفيفة وعاجزة عن منح النظام العربي أية فعالية إزاء الهجمة الخارجية الراهنة. و شمولية الاحتلالات وأشباه الاحتلالات في الوطن العربي كله، فإلى جانب الاحتلالات المباشرة، فهنالك القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي ، وهنالك المناورات العسكرية الأمريكية السنوية ونصف السنوية، والمعونات العسكرية والمخابراتية إلى معظم الدول العربية لمساعدتها في مكافحة الإرهاب. كذلك خوف الأنظمة العربية من شعوبها أفقدها ظهيرَها الداخلي، وهذا ما جعل خوفها أكبر في هذه الفترة التي تشعر بإمكانية انقلاب ظهيرها الخارجي عليها في أية لحظة إذا اقتضت مصلحته ذلك. وأما فيما يتعلق بالمواقف السياسية الشعبية العربية، فهي لا تتناسب على الإطلاق مع الأخطار المحدقة بعالمنا العربي والإسلامي الآن. وإذا كان افتقار الشعوب العربية للقدرة على صد الأخطار الخارجية، يعود في قسم كبير منه لعوامل ضعف الأنظمة ذاتها، وافتقاد المجتمعات العربية للديموقراطية، فهذا لا يعفي الحركات والأحزاب السياسية العربية من تحمل جزءٍ من المسؤولية عن الوضع العربي الراهن. إذ لم تستطع هذه الحركات والأحزاب السياسية بناءَ معارضات موحدة وقوية في أقطارها ، وبكلمة لم تستطع هذه القوى أن توطد الحياة الديموقراطية في داخلها وفيما بينها، ولم تتمكن تحريك الأنظمة قيد أنملة عما هي فيه من تسلط واستبداد ونهب وفساد. لكن أي تغيير خارجي بالقوة سرعان ما يتنابذ مع عوامل الداخل تحت وطأة الاحتلال
واحة المرأة
فاطمة بنت اسد عليها السلام واطلالة البدر
تقلّد عرب الجاهليّة قبل بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله طوقَ عبوديّة الشيطان، وكانوا يتسابقون في القتل والغارة على بعضهم البعض، ويفتخرون بوأد بناتهم، بل تفاخروا بكثرة أمواتهم في قبورهم. وكان الشيطان يزيّن لهم تلك الأعمال المنكرة، ويحتبل عقولهم بأحابيله، ويضلّهم بأضاليله، ويحجب عن فطرتهم ـ بوساوسه ومكره ـ تلألؤها وصفاءها ونصاعتها، كي لا تدعوهم ـ إذا غدت صافية خالصة ـ إلى عبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا وزير .
وكان ذلك زماناً قبع فيه الإنسان ( خليفة الله ) في قعر الظلمات، وتخبّط في مستنقعات الضلالة بعيداً عن ربّه، لا يُقيم وزناً لعِلمٍ ولا لمعرفة، ولا يستنكف عن تلويث نفسه بأقبح الرذائل والمعاصي.. زماناً وصفه ـ فأحسنَ وَصْفَه ـ أميرُ المؤمنين عليه السّلام، في قوله: "... وأنتم ـ معشرَ العرب ـ على شرِّ دِين، وفي شرّ دار، مُنيخون بين حجارةٍ خُشنٍ، وحيّاتٍ صُمّ، تَشربون الكَدِرَ، وتأكُلون الجَشِب، وتَسفِكون دماءكم، وتَقطعون أرحامَكم؛ الأصنامُ فيكم منصوبة، والآثامُ بكم مَعصوبة”.
وعاش في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ أُناس تصدّوا لسيل الضلالة كالجبل الراسخ المنيع، ولم يلوّثوا فطرتهم التوحيدية السليمة بعبادة أصنام من الحجارة والخشب، ولم يُودعوا قلوبهم غير الله الواحد الأحد، أُناس لم تترك عليهم البيئة صبغتها، إذ أنِفوا لأنفسهم أن يتشرّبوا بآثارها وينطبعوا بنهجها، فبقيت قلوبهم طافحة بحبّ الله تعالى، عامرةً بالإيمان به سبحانه .
وكان من بين هؤلاء الموحّدين فتىً شريف لم ينزّه فطرته عن عبادة الأصنام والتفاخر الباطل والحروب والغارات والآثام فحسب، بل كان ـ فوق ذلك ـ يدعو ربّه الواحد الأحد في خلوته من أجل نجاة قومه من أعمال السفهاء، ويأخذ بأيديهم إلى سبل الهداية والرشاد .
وكان هذا الشاب من أحفاد إبراهيم الخليل عليه السّلام، وكان يقتفي أثر جدّه الخليل، ويجهد نفسه على صعيد الفِكر والعمل في اللَّحاق بخُطى جدّه الكبير .
كان هذا الشاب يُدعى " أسد "، واسم أبيه الجليل " هاشم ". ولم يَغِب عن بال "أسد" بفكره ودرايته أنّ أفضل سُبل طمأنينة الروح والجسد بالنسبة إلى شاب في مُقتبل العُمر هو الزواج، ولذلك اغتنم ذات يوم فرصةً مناسبة فأخبر والديه برغبته في الزواج، فاستحسن أبوه رأيه ووعده أن يساعده على تحقيق ما أراد. وشرع الأبوان يبحثان عن فتاة شريفة من أسرة كريمة تكون زوجة صالحة لابنهما، فعترا على بُغيتهما في فتاة تدعى " فاطمة " تنحدر من نسب عريق أصيل، ويشترك أجدادها من الأب والأم مع أجداد النبيّ صلّى الله عليه وآله في جدّه الأكبر "فِهْر”.
الخِطبة
ثمّ إنّ أبا أسد فاتَحَ أبا فاطمة وخطب منه ابنته فاطمة لابنه أسد، وتزوّج أسد من فاطمة قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يقرب من 60 عاماً، فرُزق منها ابنة وسيمة سمّاها " فاطمة " أيضاً. كان أسد يحب ابنته فاطمة كثيراً على الرغم من أنّ العرب كانوا في ذلك الوقت إذا بُشِّرَ أحدُهُم بالأُنثى ظَلَّ وجهُهُ مُسْوَدّاً وهو كظيم * يَتوارى من القَومِ مِن سُوءِ ما بُشِّرَ به: أيُمْسِكُهُ على هُونٍ أم يَدُسُّهُ في التراب. وكان من العرب من يئد بناته الصغار خوفاً من أن يلحقهم بسببهنّ العار إذا ما سُبين. وكان أوّل من سنّ ذلك فيهم: قبيلة "بنو تميم"، فقد أرسل إليهم النعمان بن المنذر ـ حاكم العراق ـ جيشاً كبيراً فأغار عليهم ونهب أموالهم وسبى نساءهم، فأرسل إليه كبار بني تميم وفداً وسألوه أن يُطلق سراح بناتهم ـ وكان بعضهنّ قد تزوّج في الأسر ـ فخيّرهن النعمان بين العودة أو البقاء، فاختارت ابنة " قيس بن عاصم " أن تبقى مع زوجها، فصدم ذلك هذا الشيخَ الكبير ـ وكان مقدّماً في قومه ـ فعاهد نفسه أن يَئد كلّ فتاة تولَد له بعد ذاك، ثمّ انتشرت هذه السنّة والطريقة بين قبائل العرب الأخرى.
المرأة قبل الإسلام
كانت المرأة يومذاك تُباع وتُشترى، شأنها شأن البضاعة، كائناً محروماً من جميع الحقوق الفرديّة والاجتماعية، حتّى من حقّ الإرث. وكان رجالات العرب يعتبرون المرأة في عداد الحيوانات، ويجعلونها في عداد لوازم المعيشة ومتطلّباتها. وكانت المرأة إذا طلّقها زوجها، لا يحقّ لها الزواج من غيره إلاّ بإذن منه، وإذنه مرهون ـ في الغالب ـ باسترجاعه المهر الذي دفعه إليها. وكانت المرأة ـ فوق ذلك ـ تنتقل وتورث كما يُورث أثات البيت ولوازمه .
وعلى الرغم من هذا الجوّ الحاكم على محيط بلاد الحجاز، خالَفَ أسد ـ مدفوعاً بفطرته وإيمانه وتوحيده ـ هذه الأفكار وهذه الممارسات، وكان يغرس في قلب " فاطمة " الصغير عقائدَ التوحيد، حتّى نشأت امرأة كاملة مؤمنة.. فكانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإيمان، وكانت امرأة طيّبة السيرة، لبيبة عاقلة، بصيرة بأمور آخرتها، ذكيّة، عفيفة، طاهرة. وكانت على ( الحنيفيّة ) دين النبيّ إبراهيم الخليل عليه السّلام، فلم تسجد ـ حتّى قبل الإسلام ـ لصنم قط .
ويدلّنا على توحيدها وسلامة فطرتها مناجاتُها العجيبة عند الكعبة حين ضَرَبها الطَّلْق ـ وكانت حاملاً بأمير المؤمنين عليه السّلام ـ في عصر كان معظم سادة العرب وكبرائهم يعبدون القمر والنجوم والأصنام، ويكفي في جلالة قدرها ما قيل في حقّها :
كانت فاطمة بنت أسد من فُضلَيات الهاشميّات، بَزَغتْ في عصرها شمساً في سماء الكمال تتنقّل في أبراجه. شَرَفُ حَسَبٍ، فكَرَمُ مَحتِدٍ، فمكارمُ أخلاقٍ، فذكاءُ قلبٍ، فرجاحة حِجى، فطهارةُ نفسٍ، فجمالُ ذاتٍ، ففضيلةُ صفات. تلك حِلية هذه السيّدة الجليلة، ولذا اختارها سيّد قريش ولم يستبدل بها سواها مدّة حياته.
الزواج المبارك
مرّت على فاطمة بنت أسد في أحد أيّام مكّة الحارّة لحظات حسّاسة لا تُنسى، لحظات تمرّ بها جميع الفتيات في مثل هذه المرحلة من العمر، فقد تقدّم لخطبتها شابّ مؤمن موحّد يُدعى " أبو طالب "، شاب ينحدر من سلالة كريمة ومَحتِد أصيل، وقيل لها بأنّ جدّه هو " عبدالمطّلب "، ومَن مِن فتيات مكّة ـ فضلاً عن رجالها ـ لم يَقرَع سمعها اسمُ عبدالمطّلب، ومَن منهنّ لم تبلغها جلالة قدره وكرم نسبه .
وجرت مراسم العقد، فدعا أسدٌ الناسَ ليحضروا، فلمّا التأم عقد المجلس نهض فيهم أبو طالب، فالتفت إلى أسد وقال:
“الحمدُ للهِ ربّ العالَمين، ربِّ العرشِ العظيم، والمقامِ الكريم، والمَشْعَرِ والحَطيم، الذي اصطفانا أعلاماً وسَدَنَةً وعُرَفاءَ خُلَصاءَ، وحَجَبةً بَهاليلَ، أطهاراً من الخَنى والرَّيْب، والأذى والعَيْب، وأقام لنا المشاعرَ، وفضَّلنا على العشائر، نُخَبَ آل إبراهيم وصفوته، وزَرعَ إسماعيل... وقد تزوّجتُ فاطمةَ بنت أسد، وسُقْتُ المهر ونفذف الأمر، فاسألوه واشهَدوا، فقال أسد: زوّجناكَ ورَضِينا بك، ثمّ أطعَمَ الناس.
والتأمّل في مضامين هذه الخطبة الغرّاء التي أُلقيت قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يقرب من 60 عاماً يُقرّ في النفس بأنّ قائلها موحّد حكيم لا يُلقي بالاً إلى ما يفتخر به قبائل قومه يومذاك من القتل والغارة والتكاثر بالأموال والأولاد و...
وكان ذلك فضلاً جديداً في حياة فاطمة بنت أسد، فقد انتقلت إلى بيت زوج كريم موحّد هو أبو طالب عليه السّلام. وكان لهذا الزواج المبارك أثره الكبير الذي سيشهده العالم الإسلامي قريباً.
فاطمة الصغرى واهل الكوفة
عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلاء فقالت: الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده واؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل  ولا تراث . اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب عليه السلام المسلوب حقه المقتول من غير ذنب، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله، وبها معشر مسلمة بألسنتهم، تعسا لرؤوسهم! ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك محمود النقيبة، طيب الضريبة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك لومة لائم، ولا عذل عاذل، هديته يا رب للاسلام صغيرا، وحمدت مناقبه كبيرا، ولم يزل ناصحا لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك، زاهدا في الدنيا غير حريص عليها، راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته، وهديته إلى طريق مستقيم .
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته في الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه صلى الله عليه وآله على كثير من خلقه تفضيلا، فكذبتمونا، وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالا، وأموالنا نهبا، كأنا أولاد ترك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم، قرت بذلك عيونكم وفرحت به قلوبكم اجترأ منكم على الله ومكرا مكرتم، والله خير الماكرين، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل  بما اصبتم من دمائنا، ونالت أيدكم من أموالنا، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة، والرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها، أن ذلك على الله يسير، لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور .
تبا لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا، أم بأية رجل مشيتم إلينا، تبغون محاربتنا؟! قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدكتم، وختم على سمعكم وبصركم، وسول لكم الشيطان واملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .
تبا لكم يا أهل الكوفة، كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، وذحوله لديكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار وافتخر بذلك مفتخر فقال :
نحن قتلنا عليا وبني علي
               بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك
                ونطحناهم فأي نطاح
فقالت: بفيك أيها القائل الكثكث ولك الأثلب إفتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم، وأذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع كما أقعى أبوك، وإنما لكل امرئ ما قدمت يداه، حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله
هل تعلم؟!
- هل تعلم إن الامام المهدي (ع) يصب على امريكا العذاب قذفاً وخسفاً فيدمرها تدميرا في مراكب متطورة جداً لا ترى الا كالنور .
فقد ورد في كتاب ماذا قال علي عن آخر الزمان : (وينزل المهدي في بلاد الأمريك من فوق السحاب في بضع قباب من نور الشمس لها نور في الظلام كالقمر والنجوم ويهد الله بلاد الأمريك هداً وخسفاً تأكل الأرض في جوفها والطوفان في أمواهها بلاداً وشعوباً.
- هل تعلم ان العرب قبل قيام المهدي (ع) يكونون فرقاً ممزقة لا يجتمعون على الحق أبداً .
فعن أمير المؤمنين (ع) انه قال : ( ..... في عجباُ ومالي لا أعجب ، من شراذم عرب ، تختلف حججهم حتى في دينهم ، لا يقتفون أثر النبي (ص) ، ولا يعتدون بعمل ولي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب ، المعروف عند حكامهم ما يمسك الحكم ، ولا يسمح عندهم بصدق الكلم ، إلا من  الله رحم ) الجفر .
- هل تعلم انه يسبق المهدي في آخر الزمان رجال علم يظهرون خبيء العلامات المتحققة للظهور ويعلمون الناس ما خفي عنهم من أمر المهدي (ع) وبهم يقيم الله عز وجل الحجة على عباده .
فعن أمير المؤمنين (ع) : ( يخرج صحابي من مصر يريد القدس ، يمهد للمهدي ، قد سبقه ظهور المهدي على الافواه ، برجال علم يعلمون الناس ما لم يعلموا ، يظهرون خبيء العلامات لمن جهلوا يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم آذان وما سمعوا ) الجفر
الزهد من صفات المؤمنين
الزهد هو الاعراض عن متاع الدنيا وطيباتها من الاموال والمناصب وسائر ما يزول بالموت او العدول عن غير الله الى الله وهو من الدرجات العليا التي يستطيع الانسان ترويض نفسه وتأديبها للوصول اليها .
فان الانسان عند  نشوءه وهو طفل صغير يكتشف الاشياء لأول مرة ويتعلم من الأخرين الطبائع والعادات التي يرى الاخرين انه من المفترض ان يعلمها لكي يستطيع ان يستمر بنجاح في حياته هذه ويكون له القدرة على الخوض في غمار المشاق والمتاعب التي من الممكن ان تلاقيه فيها ومن هذه الامور التي اعتدنا ان نراها وبكثرة بقصد او من دون قصد هو تعليم الاطفال ومنذ الصغر ان يحافظوا على أشياءهم وان يحرصوا عليها من الضياع والكسر وغيرها .
ولكن تعليم ذلك للاطفال واستمرارهم على هذا الحال دون تنمية الملكات الحميدة المقابلة التي تعادل هذه المعادلة الخطرة وهو تعليم الطفل على صفات الكرم والزهد ولا كبرت عند البعض منهم حالة البخل والحرص والتمسك  بالاشياء فتملكه الدنيا فيخسر الاخرة ، هذا على مستوى تربية الاولاد اما على مستوى تربية النفس فان الانسان اذا تعلق بالاشياء منعه ذلك من الوصول الى درجات الزهد فعلينا اولاً معرفة اصناف الزهد ودرجاته حتى نصل الى معرفة الملكة وبالتالي معرفة مستوى انفسنا فيها وبالتالي نحاول ان نرتقي بأنفسنا الى درجات اسمى منها فان من درجاته ان يزهد الانسان بالدنيا مع ميله لها ويقم بكف نفسه عنها بالمجاهدة والمشقة وصنف ترك الدنيا طوعاً وسهولة من دون ميل اليها لأحتقاره اياها ورغبته بالاخرة وجزاءها وهذا كالذي ينفق درهم من اجل درهمين ، وصنف ترك الدنيا طوعاً وشوقاً ولا يرى في نفسه انه ترك شيئاً فان الدنيا عنده لا شيء وهو أعلى هذه الدرجات ، وقد مدحت هذه الصفة على لسان النبي واهل بيته صلوات الله عليهم حيث قال النبي (ص) : ( من اراد ان يؤتيه الله علماً بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا).
وقال (ص) : ( من زهد في الدنيا ادخل الله الحكمة قلبه فأنطق بها لسانه وعرفه دار الدنيا ودوائها واخرجه منها سالماً الى دار السلام).
وقال الصادق (ع) : ( الزهد في الدنيا ليس بإضاعة المال ولا تحريم الحلال بل الزهد في الدنيا الا تكون بما في يدك اوثق بما في يد الله عز وجل). وقديماً قالوا : ( ليس الزهد ان لا تملك شيئاً ولكن الزهد ان لا يملك شيء.
من اجلكِ يازينب
الاعتقاد والانقياد
تمهيد:ـ
عظيم هو الاعتقاد والاعظم ان اثمر عنه الانقياد التام للحق حتى حصول السعادة الابدية وحسن العاقبة. ولايخفى ان أي فرد في الحياة لابد ان يكون له هدف والا فهو فرد فوضوي , فمن حق كل انسان ان يقتدي بمن يرغب الاقتداء به ,ولابد لكل شخص ان تكون له دوافعه الحقيقية نحو من يعتقد به اويقتدي به. وان الفرد الذي يؤمن باعتقاده وهدفه ومبدئهِ يبقى له بناء شخصيته هو الاهم حتى يستطيع المسير نحو هدفه , والا فان الاعتقاد لايكون كافياً وحده للوصول للهدف الا بالعمل وفق مبتنيات صحيحة وقوية والا فأن المسير سيكون جُزافاً ولايوصل صاحبه الى الغاية المنشودة . وهذه هي المشكلة الكبرى في ان يكون الاقتداء بلا اعتقاد والاعتقاد بلا عمل , حيث سيدخل الانسان في النفاق من حيث يعلم او لايعلم . او كما نقول في مصطلحات عصررنا الحاظر (الازدواجية).
حيث ان البذرة لسوء العمل ستولد النفاق والذي بدوره سيوجد الازدواجية في الشخصية على مراحل وتدرج حتى تصل الى التطبع النفسي والتقمص الشخصي للنفاق الفعلي والارتداد الارادي . وعذراً لَكُن يااخواتي المؤمنات ان ابتدأتُ كلامي بصياغة فلسفية , ولكن الحق يُقال انها لازمة البشرية على مدار العصور , وبما اننا نعيش دور اخر العصور قبل قيام الامام المهدي (ع) الا وهو عصر الظهور المقدس . فالواجب علينا كنساء ان ننظر بعين البصيرة الى انفسنا كي نصل الىطموح الامام المهدي(ع) لنا ولانكون كما تطمح انفسنا الامارة بالسوء. وخاصة اذا ما نظرنا الى تكامل الاجيال عبر العصور وفرضية العبرة والاعتبار لنا في تجارب الذين سبقونا في الحياة , ورغم كل هذه المعطيات فأن سنن الماضين جارية علينا من حيث لابدية الوقوع. ولا يبقى لنا الا طلب التوفيق من الله عزوجل للوصول الى الاخلاص التام في عملنا وخاصة نحن النساء المؤمنات بظهور الحجة بن الحسن(ع). اذاٍ من منا لاترغب في التمهيد للامام المهدي(ع) ؟
وحتماً الجواب سيكون بالتاكيد كلنا راغبات في التمهيد للامام المهدي(ع).
ولكن علينا واجب مهم الا وهو فهم حياة ودور زينب (ع) , حتى نصل الى الاعتقاد التام بتطبيق مبادئ السيدة العقيلة زينب(ع) وبعد الاعتقاد ان يتم الاقتداء بها(ع), والعمل وفق مبادئ زينب(ع) في نصرة الامام المهدي(ع) ولكن من منا نحن النساء اللاتي عاهدن الله على نصر الامام المهدي(ع) من انفسهن, تستطيع تطبيق حياة زينب(ع) ؟ او الاقتداء بها؟ او اخذ مبادئها في الحياة؟ والجواب للاسف لانستطيع في الوقت الحاضر. فمن كانت تعتقد بزينب (ع) كأم فلماذا تعصي البنت امها؟ والتي تعتقد ان زينب هي السيدة ,وانها الخادمة لها وتطلق على نفسها (خادمة السيدة زينب) فهل يجوز ان تعصي الخادمة سيدتها؟!!. الكلام كثير ولكن الاهم دو المفهوم, والاخطر ان نكون في مصاديق لاتمت الى الحق شيئاً , ونكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة قال تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }النحل92.
هذا هو الداء يااخواتي المؤمنات , كل منا تحب زينب(ع ) والله , وكل منا ترغب في ان تقتدي بزينب(ع) وتكون مصداقاً للطاعة في سبيل الله عزوجل والرضا من ال محمد(ص). ولكن الرغبة شيء والعمل شيء اخر , والتمني شيء والاعتقاد شيء اخر، والارتداد شيء والانقياد والطاعة شيء اخر , والتقاعس شيء والاقتداء شيء اخر. اذاً اختلفت عندنا اوجه الحقيقة بأختلاف النتائج التي اعتمدت على اسباب مختلفة , ولكن الحقيقة الثابتة التي لاتتغير هي الحقيقة الالهية التي لانصلها الا بالاخلاص في النية والعمل. اذاً الطاعة هي الطاعة ولا شيء سواها في ميزان الله تعالى واهل بيته(ع).
فأذا اردنا ان نتأسى بزينب(ع) ونجعلها القدوة في حياتنا فهل نُجوز عصيان الله في موارد ونطيعه في موارد اخرى؟ فنصبح كالتي تعبد الله على حرف والعياذ بالله تعالى. فهل كانت زينب تعيش مع الله هكذا؟ حاشاها من ذلك,الا وهي الطاهرة المطهرة العالمة غير المُعلَمة . وهكذا هو حالنا يااخواتي , اننا نعيش بالرغبة لا بالاعتقاد وبالتمني لابالعمل , فمن اين يأتي السداد لنا ولعوائلنا. حيث اننا بحالنا هذا قد ندخل باحة النفاق من حيث لانعلم ونكون كأهل الكوفة مع الامام الحسين(ع) فكانت قلوبهم معه وسيوفهم عليه , فلا تكون قلوبنا مع زينب (ع) وايدينا تشارك في حرق الخيام عليها (ع) كما فعل جيش يزيد(لعنه الله)اذاً كل منا تتمنى ان تقتدي بزينب(ع) ولكن من منا تستطيع ان تكون صادقة في اعتقادها؟ واستودعكن الله تعالى في حلقة قادمة نشارك فيها جميعاً حتى نطبق الاعتقاد الحقيقي والانقياد في كافة مراحل حياتنا (كأم وبنت وزوجة وأخت وعمة وخالة) مع حياة زينب(ع)
دراسات 
المهدي سر من اسرار الله
إن إنتقاش سر المهدوية تم بإرادة ومشيئة الله تعالى بل الفعل والأمر فعل الله وأمره , إن علل ومقتضيات السر المهدوي منتقشة في اللوح والفائض منه على الملائكة العلوية والسفلية وإن هذا الإنتقاش يكون في الأمر المطلق في مجمل السر المهدوي وليس بالخصوصيات بحسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية البالغة الكاملة من الإفاضة في ذلك الوقت ويتأخر الأمر المبين إلى وقت تقتضي الحكمة الإلهية إفاضته على الوجود وعبر عنه المولى المقدس الإمام الصادق(ع)الصادق جعفر بن محمد(ع) يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد ان يرتاب فيها كل مبطل فقلت و لم جعلت فداك قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر(ع) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى(ع) إلى وقت افتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى و سر من سر الله وغيب من غيب الله و متى علمنا أنه عز و جل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة و إن كان وجهها غير منكشف )).منتخب‏الأنوار المضيئة ص : 82.
أحيطت القضية الكبرى المهدوية بالكثير من الضبابية والغموض منذ البشارات الأولى في الكتب المقدسة فنرى عدم تحديد هوية الشخصية المهدوية جليا فقد جاء في إنجيل لوقا (الإصحاح 17 ص82) (( ثم قال لتلاميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا إبن الإنسان ولن تروا ولو يوما واحدا من أيام إبن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم هاهو هناك أو هاهو هنا , فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما أن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من أن يعاني آلاما كثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان إبن الإنسان)).
في هذا القول( وأن يرفضه هذا الجيل ) يختم السيد المسيح(ع) المسألة الخاصة بالقضية الإلهية بأن هذا الجيل سيرفضها وسيقف منها موقف المعاند والراد على السماء في إختيارها لتلك الشخصية الإلهية وكأن هذا المعاند يفرض على  السماء أن تأتي بما يتناسب مع ما يريد ويعتقد لا مع ما تريده السماء لأن الذي يأتي يهدد نظام المصالح الفردية الدنيوية ويحطم كثير من العروش التي بنيت على أجساد الفقراء والمساكين من أبناء هذه الأرض وقد حكى لنا الله تعالى في القرآن حقيقة هؤلاء فقد قال تعالى (( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم إستكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )) البقرة 87, وكما رفض أكابر قريش دعوة رسول الله(ص) لأنها ساوت بين الأسود والأبيض والغني والفقير  كذلك ستقابل قضية القائم(ع) بالرفض والدليل على ذلك أنهم يقولون له بعد الإعتراف بحقيقة شخصه والتأكد من إنتسابه لفاطمة الزهراء عليها السلام يا إبن فاطمة إرجع لا حاجة لنا فحقا كان قول الزهراء عندما قالت لوفد من نساء أهل الحجاز في مرضها ( أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ). عن أبي عبد الله(ع) في قوله عز و جل(إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ).
قال : يعني تكذيبه بالقائم(ع) إذ يقول له لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة عليها السلام كما قال المشركون لمحمد(ص) 
تأويل‏الآيات‏الظاهرة ص :749.
عن أبي جعفر(ع) قال :((.. ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعممهم النفاق وكلهم يقول يا إبن فاطمة إرجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر إلى العشاء.))بيان الأئمة ج3.
((ولقد آتينا موسى الكتاب فإختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنَهم لفي شك منه مريب )) , عن الباقر(ع) في الآية قال : إختلفوا كما إختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم . الكافي :8 /287,ح432 والحكومة العالمية للإمام المهدي في القرآن والسنة ص61
أما بخصوص الشذرات المضيئة والإشعاعات الفيضية التي جرت على لسان أهل البيت عليهم السلام فقد كانت طبيعة الكلام الصادر يحمل في طياته كتمان الأسرار الإلهية لهذه الشخصية حيث قال أمير المؤمنين(ع) :(كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَّا إِخْفَاءَهُ هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَكْنُونٌ...الكافي ج : 1 ص : 300.
وعن الباقر(ع) :  " أن الله أراد بنا أشياء ..  وأراد منا أشياء فما أراده منا أظهره لنا فما لنا نشتغل بما أراده لنا ونترك ما أراده منا”
وكانت طبيعة الكلام هو الخوض في الخط العام للشخصية دون الخط الخاص في تحديدها في شخص معين أو في من يكون الإمام المهدي (ع) من أهل البيت فعن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(ع) قال : ((.....وَالْمَهْدِيُّ(ع) َجْعَلُهُ اللَّهُ مَنْ شَاءَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً ). فنرى هنا عدم تحديد الهوية واضحا لا غبار عليه والمعروف لدينا أن حديث أهل البيت عليهم السلام له أوجه وبواطن قال الصادق(ع) :" حديثنا أهل البيت على خمسة وجوه ":1.مقامي  2.أقناعي 3.حسب عقلية السامع   4.من باب التقية 5.وقتي متغير”.
فنرى أن هناك حكمة وسر في عدم التحديد  (( المهدي سر من سر الله وغيب من غيب الله )) والغرض من الحديث في هذا الأمر في الخط العام هو تثبيت الفكرة المهدوية إبتداءا لكي لا ينكرها الناس .
كانت هذه الأحاديث التي تخص الخط المهدوي العام هي من لوازم إختيارات ودفاعات أهل البيت لحكمة إلهية كانت توجب إخفاء السر الإلهي للشخصية المهدوية, قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(ع) إِنَّ أَمْرَنَا هَذَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ بِالمِيثَاقِ مَنْ هَتَكَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ. مستدرك‏الوسائل ج : 12 ص : 296
أما ما يظهر من لمعات نورانية وإشراقات فيضية تشير إلى طرف خفي من حقيقة السر الإلهي فهو من باب اللطف والمن الإلهي لهذه الأمة والتي توجب علينا البحث والتدقيق فيها من أجل الوصول يقينا إلى حقيقة هذا السر الإلهي العظيم . البحار عن مشارق البرسي عن أمير المؤمنين(ع) قال : يا طارق الإمام كلمة الله وحجة الله ونور الله وحجاب الله وآية الله يختاره ويجعل فيه ما يشاء , ويوجب بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه ......إلى أن قال ( والإمام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر إلهي وروح قدسي ومقام عليّ ونور جلي ّ وسر خفيّ فهو ملكي ّ الذات إلهي الصفات زائد الحسنات عالم بالمغيبات مدحضا من ربَ العالمين ونصا من الصادق الأمين جبرائيل وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك لأنهم معدن التنزيل ومعنى التأويل وخاصة الرب الجليل ومهبط الأمين جبرائيل , صفوة الله وسره وكلمته .... خلقهم الله من نور عظمته وولاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأولياءه المقربون وأمرهم بين الكاف والنون لا بل هم الكاف والنون إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون ,علم الأنبياء في علمهم وسر الأوصياء في سرهم وعز الأولياء في عزهم كالقطرة في البحر والذرة في القطر....)).
اليأس من دولة الحق
بعد مجيىء الاسلام رحمة للعالمين والمنزل على خير خلق الله محمد(ص) ترك لنا اثرا الهيا واضحا في النفس البشرية يتمثل بسمات الكمال والطهارة وتهذيب النفس والارتقاء بروح سامية وصفاء اخلاقي لامثيل له بمكارم اسلامية سمحاء. وروحية الاسلام بقيت اكثر من 1400 سنة تنير لاهل الحق السبيل وتدفع عنهم الظلمات وهذه الرسالة السماوية الاسلام حررت الانسانية من الذل والعبودية التي طالما صادرت كرامات الانسان الضعيف نتيجة التسلط البشري القاهر فجاء معجزة الاسلام (القرآن) تتحدى تلك الضلالات البشرية بقوله تعالى ((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات)) فلو تحولنا وفكرنا بعالم اليوم وما نعيشه مع تلك المفردات الانسانية التي اشاد بها الاسلام سنجد البعد واضحا بيننا وبينها ونتيجة لذلك الانحراف وعدم التمسك بأخلاق الاسلام الذي هو رحمة للبشرية جمعاء اصبحنا الآن لانأبه لعواقب الدهر وما يصيب الامة الاسلامية من اختلاف وابتعاد عن كلمة الحق وقلة اهل الحق وهذا الحال يولد انعكاس في جعل اعداء بين اظهرنا كثيرين فيصعب علينا جعلهم نصب اعيننا لمعالجة الامر السيىء وبدلا من ان نصبح امة اسلامية واحدة لتقهر اهل النفاق ولتضعف شوكتهم التي بقيت طيلة سنوات الاسلام بارزة في مواجهتنا لكي يتربصوا بنا في أي زمان ومكان مع ان القرآن حث على الوحدة لانها قوة اهل الحق بوجه الباطل كما في قوله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) فتركنا كتاب الله تعالى ووصل بنا الامر الى اليأس من اصلاح ذات البين وسد ثغرات الامة الاسلامية الواضحة في هذا الزمان الغريب والذي دأب اهل الباطل من دول الاستكبار العالمي لقرون عديدة في خلق فكرة انشغال الفرد المسلم بذاته والاهتمام بمحيطه الاسري والمعيشي وعدم اعطائه الفرصة والوقت اللازم للتفكير بحال الاسلام وما يتعرض له من قضايا العالم المادي ولشديد الاسف نجد من ليس له الفكرة في اعطاء كلمة الحق في ميادين اهل الباطل فقامت التيارات المنحرفة  بجعل الفكر الاسلامي عائقا في مسار الحياة الصعبة ولا ادري أ للاسلام المنزل من لدن اللطيف الخبير زلل؟   وهل للقرآن المنزل على الرسول محمد (ص)  فيه ريب؟ ام نتيجة الحياة وما نعاني منها ، هي بسبب انفسنا نحن البشر؟  لكن حاشا لله تعالى ولكلامه العزيز من الاسهاب والتقصير فهذا الامر واضحا لان القرآن هو علم من لدن حكيم خبير وانه رحمة للعالمين اما البشر فبه التقصير والزلل وخير دليل قوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) وبعد ان عرفنا قوله تعالى انه ليس بظلام للعبيد فلنعمل على توحيد انفسنا ليلا ونهارا وعدم الانجرار وراء مخططات بلاد الكفر والالحاد والبعيدة عن الحق الالهي وعدم اليأس من دولة الحق الالهية لان العديد من فئات الامة الاسلامية في مختلف المذاهب الدينية تناسوا دولة العدل الالهي الموعودة بالحق وابتعدوا عن الفكر الاسلامي المتمثل بالقرآن والسنة النبوية الشريفة وروايات ائمة المعصومين بينما هنالك دلائل كثيرة تثبت قيام دولة الامام المهدي (ع) قوله تعالى(( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)) فالمستضعفين هم ابناء دولة الامام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) والائمة هم قادة ورؤساء تلك الدولة الالهية العالمية المؤيدة من الله تبارك وتعالى وهؤلاء هم الذين يرثون الحق من الرسل والانبياء والاولياء الصالحين فيسيرون على سننهم فتصبح دولة الحق حينئذ اما الاحاديث النبوية فكثيرة في ذكر هذا الامر قال الرسول الاكرم محمد (ص) (المهدي من ولدي من انكره فقد انكرني) كذلك قال في دولة الحق الالهية التي سيقيمها (ع) على الارض (يملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) لذا فهذه من الحقائق النبوية التي لايمكن انكارها في ظهور الحق في آخر الزمان لذا من واجب كل انسان مسلم ان يؤمن بهذه القضية الالهية لانها من الامور السماوية وتعتبر من اركان الاسلام الاساسية في حياة الامة الاسلامية بل هي قضية عالمية لها مصير بكافة بلاد العالم فقد اكدت عليها مختلف المذاهب والفرق الاسلامية لهذه القضية المستقبلية لذا يجب ان يتحلى الانسان بروحية عالية ويقين قلبي خالص ليصبح من المنتظرين لأن الانتظار من افضل العبادات حيث ورد عن النبي الاكرم محمد(ص) (ان من افضل العبادات انتظار الفرج) فالامام المهدي عليه السلام هو الامام المبشر من الله تعالى ومن الرسول محمد(ص) واهل بيته المعصومين (عليهم السلام) ومن الواجب الصبر في هذا الزمان العصيب لأن البلاء والامتحان والشدائد كثرت وان الله تعالى سيمحص الخلق فمن صبر وابتعد عن اليأس سينال درجة من درجات الايمان وعندها الفوز برضا الله تعالى بالجنة والنعيم والنجاة من النار ومن كثرت عليه علامات اليأس وعدم الاهتمام بقضية الامام المنتظر (مكن الله له في الارض) سيحبط عمل ذلك الانسان الغافل عن امام زمانه الذي ادخره الله تعالى لليوم الموعود في اصلاح الارض بعد ما عاث بها اشرار الخلق من الجور والظلم والفساد وسيصبح من الخاسرين نسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اصحاب اليقين وممن ينتصر به لدينه وان هذه القضية الالهية لامناص منها مهما تغيرت الازمان وغربت الدهور سينبثق النور الالهي بأمام الحق الموعود في كتب الله تعالى من التوراة والانجيل والزبور والقرآن الكريم والحمد لله رب العالمين .
الإمام عليه السلام يأتي بغته
((وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده. وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان. لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويُزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك. ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. كذلك يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان. حينئذ يكون اثنان في الحقل. يؤخذ الواحد ويُترك الآخر. اثنتان تطحنان على الرحى. تؤخذ الواحدة وتُترك الأُخرى)).
((وكما كانت أيام نوح كذلك الخ)) 
يظهر لنا من النص الإنجيلي إن مجي إبن الإنسان وظهوره(ع) كما كان الحال مع نبي الله نوح(ع) حيث أنكره الناس وسخروا منه وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيوقفه على رأس نوح(ع) فيقول يا بني إن بقيت بعدي فلا تطيعن هذا المجنون , وكان نوح(ع) يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا وكان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكانوا يثورون إلى نوح(ع) فيضربونه حتى تسيل مسامعه دما وحتى لا يعقل شيئا مما صنع به فيحمل فيرمى في بيت أو على باب داره مغشيا عليه فأوحى الله تعالى إليه أن لن يؤمن قومك إلا من آمن . كذلك القائم بأمر الله إذا أتى سوف ترفضه الأمة وسيلقى منهم أشد مما لاقى نوح ومما لاقى جده رسول الله(ص) والأمر الذي حصل مع نوح حيث حذرهم من غضب الله تعالى بالطوفان فإذا هم به يستهزؤن وفي الليلة التي فار فيها التنور حيث الناس يأكلون ويتزوجون ويلهون أتى أمر الله وهم غافلون كذلك أمر القائم(ع) فعن أمير المؤمنين قال في الإمام المهدي :( ....يخرج على حين غفلة من الناس ...) النعماني 251الغيبة للطوسي 191.
عن زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر(ع) عن قول الله عز و جل (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً )) قال هي ساعة القائم تأتيهم بغتة .تأويل‏الآيات‏الظاهرة ص : 553.
(( حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويُترك الآخر)) لقد جاء الطوفان فأخذ به الأحياء على الأرض ولم يُترك إلا نوح ومن معه لوراثة الأرض كما سوف لا يُترك على قيد الحياة بعد ظهور القائم إلا الذين يريد الله تعالى أن يمن عليهم ويجعلهم الوارثين لهذه الأرض .
((اسهروا إذًا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم. واعلموا هذا أنه لو عرف رب البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته يُنقب. لذلك كونوا أنتم أيضًا مُستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان))(عدد 42-44).
قال رسول الله (ص):
((....يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما)) جاء في إنجيل لوقا ( الإصحاح 12 ص63 ) (( لأن إبن الإنسان سيعود في ساعة لا تتوقعونها))
قال الصادق(ع) :((أما والله ليغيبّن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما للّه في آل محمد حاجة , ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما))
كمال الدين ج2ص376,ح22,الباب الأول/ بشارة الإسلام ص164/ مكتبة هيئة الأمين
قال أبو عبد الله(ع) ((يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد يأس , ولا والله لا يأتيكم حتى تميّزوا , لا والله لا يأتيكم حتّى تمحصوا , ولا والله لا يأتيكم حتّى يشقى من شقى , ويسعد من سعد )).كمال الدين ج2ص380,ح32,الباب الأول الكافي ج1 ص302 ح3 باب التمحيص .
عن أمير المؤمنين قال في الإمام المهدي :( ...يخرج على حين غفلة من الناس ...) النعماني 251الغيبة للطوسي 191.

علوم ومشاركات
دعاء وسؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آله الطاهرين
إذا كان تاسع الأئمة المعصومين الإمام محمد الجواد (ع) يدعو ربه سبحانه وتعالى بهذا الأسلوب الشريف الرفيع ، إذا كان تاسع الأئمة المعصومين يتذلل بهذا الأسلوب ويناجي الخالق بهذه المناجاة فكيف حالنا نحن الذين لا نملك من العلم إلا ما نقرأه عنهم ، فإن ما نقرأه عنهم وبهذا الأسلوب أي أسلوبهم في الدعاء وهم العترة الشرفاء المعصومين ، إذن بأي شيء وبأي كلام نسترحم الباري عز وجل إن كان آل بيت النبي (ص) يدعون بمثل هذه الأدعية وهم الأبرياء ، إذن بماذا ندعو نحن الخطائون المغرورون (السيئون) الذين في كل يوم يمر علينا نزداد سوءً وذنوباً بتصرفاتنا وبمسيرتنا وبعملنا وحتى بتعاملنا مع أهلنا وذريتنا أسأل الله جل جلاله أن يصلح حالنا وأحوالنا وبالأخص حكامنا وعليه نتوكل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ومن يتوكل على الله فهو حسبه . إليك عزيزي القارئ دعاء الإمام الجواد في الاستقاله (عن مهج الدعوات ص259): ((اللهم إن الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ورفقك شجعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب واستحققت باجترامها مبير العقاب وخفت تعويقها لأجابتني وردها إياي عن قضاء حاجتي بإبطالها لطلبتي وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها وبهضني من الاستقلال بحملها ثم تراجعت ربي إلى حلمك عن الخاطئين وعفوك عن المذنبين ورحمتك للعاصين فأقبلت بثقتي متوكلاً عليك طارحاً نفسي بين يديك شاكياً بثّي إليك سائلاً ما لا أستوجبه من تفريج الهم ولا أستحقه من تنفيس الغم مستقيلاً لك إياي واثقاً مولاي بك ، اللهم فامنن عليّ بالفرج وتطول بسهولة المخرج وأدللني برأفتك على سمت المنهج وأزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج وخلصني من سجن الكرب بإقالتك واطلق أسري برحمتك وطل عليّ برضوانك وجد عليّ بإحسانك وأقلني عثرتي وفرج كربتي وارحم عبرتي ولا تحجب دعوتي واشدد بالإقالة أزري وقوي بها ظهري واصلح بها أمري وأطل بها عمري وارحمني يوم حشري ووقت نشري ، إنك جواد كريم غفور رحيم)).
إذن عزيزي القارئ إن كان هذا دعاء الإمام فبماذا تدعو وفي هذا الوقت وقت الخطايا والمساوئ ، وبأي دعاء سيرفع الله عنا وعن هذا البلد العذاب عليه أقول لكم أخواني الأعزاء ما موجود في دستورنا {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وعليه فقد حان وقت التوبة والاستغفار وترك الرذيلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلاّ فعلينا وعلى بلدنا السلام .
المصائب والاحزان
شـأت الاقدار ان تلتقي بالحوراء (عليها السلام) في أحضان المصائب والاحزان منذ الطفولة الى اخر يوم في حياتها فمن يقف على سيرتها يجد سلسلة من حلقات متصلة من الام منذ البداية حتى النهاية واي انسان خلت وتخلو حياته من الهموم والاكدار حتى اصحاب السلطان واصحاب الجاه والثراء لا منجا لهم من ضربات الزمان وطوارق الحدثان وقد قيل اذا انصفك الدهر فيومان يوم لك ويوم عليك ومن الذي حقق جميع رغباته ولم يفقد قريباً من اقربائه وعزيزاً من اعزائه ولكن من غير المألوف والمعروف ان يعيش انسان في خضم من المحن كما عاشت زينب(عليها السلام) التي انهالت عليها الشدائد من كل جانب الواحدة تلو الاخرى حتى سميت ام المصائب واصبحت هذه الكنية علماً خاصاً بها فقد شاهدت وفاة جدها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وتأثيرها على المسلمين عامة وعلى أمها وأبيها وأهل بيتها خاصة كما أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان قد حدث أهل بيته بكل ما يجري عليهم من بعده وكرره أكثر من مرة على مسامعهم تصريحاً وتلويحاً حتى ساعة الوفاة كان ينظر إلى وجوههم ويبكي ولمّا سئل قال أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي شاهدت زينب ( عليها السلام ) وفاء جدها وما تركه من آثار وشاهدت محنة أمها الزهراء ( عليها السلام ) وندبها لأبيها في بيت الأحزان ودخول من دخل إلى خدرها وانتهاك حرمته واغتصاب حقها ومنع إرثها وكسر جنبها وإسقاط جنينها وسمعتها وهي تنادي فلا تجاب وتستغيث ولا تغاث وكلنا يعلم علاقة البنت بالام تطلعها اليها وتأثيرها بها تلقائياً وبدون شعور وشاهدت قتل ابيها امير المؤمنين (عليه السلام) واثر الضربة في راسه وسريان السم في جسده الشريف ودموعه الطاهرة الزكية تفيض على خديه وهو يقلب طرفه بالنظر اليها والى اخويها الحسنين (عليهما السلام) وشاهدت اخاها الحسن (عليه السلام) اصفر اللون يجود بنفسه ويلفظ كبده قطعاً من اثر السم  اما ماشاهدته في كربلاء وحين مسيرها الى الكوفة والشام مع العليل والنساء والاطفال فيفوق الوصف هكذا كانت حياة الحوراء زينب (عليها السلام) من يومها الاول الى اخر يوم حياة مشبعة بالاحزان متخمة بالالم لاتجد منها مفراً ولا لها مخرجاً وبعد هذه الاشارة نقف قليلاً لنرى كيف قابلت الحوراء هذه الصدمة والاحداث الجسام هل اصابها مايصيب النساء في مثل هذا الحال من الاضطراب واختلال الاعصاب هل هيمنت عليها العاطفة العمياء التي لايبقى معها اثر لعقل ولادين وبالتالي هل خرجت عن حدود الإتزان والإحتشام ؟ حاشا لبنت المصطفى وفاطمة وعلي وأخت الحسنين وحفيدة أبي طالب ( عليهم السلام ) أن تهزم أمام النكبات وتستسلم للضربات حاشا النفس الكبيرة أن تمكن منها العواطف أو تزعزعها ، فلقد تحولت تلك المحن والمصائب باكملها إلى عقل وصبر وثقة بالله عز وجل وكشف كل نازلة نزلت بها عن معنى من أسمى معاني الكمال والجلال وعن سر من أسرار الإيمان النبوي المحمدي إن اعتصامها بالله وإيمانها به تماماً كإيمان جدها رسول الله (ص) وليس في كلامي هذا أي شائبة من مغالاة ما دمت أقصد الإيمان الصحيح الكامل الذي لاينحرف بصاحبه عن طاعة الله ومرضاته مهما تكن الدوافع والملابسات وأي شيء ، وأدل على هذه الحقيقة من قيامها بين يدي الله ( عز وجل ) للصلاة ليلة الحادي عشر من محرم الحرام ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض تسفي عليهم الرياح من حولها النساء والاطفال من صياح وبكاء ودهشة وذهول وجيش العدو يحيط بها من كل جانب ، إن صلاتها في مثل هذه الساعة تماماً كصلاة جدها رسول الله (ص) عندما كان يصلي بين المشركين وهم من حوله يرشقونه بالحجاره وهو ساجد لله (عز وجل)وكصلاة ابيها امير المؤمنين (عليه السلام) في قلب المعركه بصفين وصلاة اخيها سيد الشهداء(ع) يوم العاشروالسهام تنهال عليه كالسيل ان الصلاة زينب (ع) ليلة الحادي عشر من المحرم كانت شكراً لله ( عز وجل ) على ما أنعم وإنها كانت نتظر إلى تلك الأحداث على إنها نعمة خص الله بها أهل بيت النبوة من دون الناس اجمعين وإنه لولاها لما كانت لديهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس ، ولا يشك المؤمن بأن أهل البيت لو سالوا الله سبحانه وتعالى لدفع الظلم عنهم وألحوا عليه في هلاك الظالمين لأجابهم ما سألوه كما لا يشك مسلم بأن رسول الله (ص) لو دعا على مشركي قريش لاستجاب دعائه ولكنهم لو دعوا واستجاب لم تكن لهم هذه الكرامة التي نالوها بالرضا والجهاد والقتل والإستشهاد وفي هذا نجد تفسير قول الحسين (ع) رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلاءه ويوفينا أجور الصابرين وقول أبيه أمير المؤمنين لا تعدوه في إيمانها ولا في نظرها إلى طريق الخلود والكرامة ولذا لم تترك الصلاة شكراً لله حتى ليلة الحادي عشر من المحرم ، وحين مسيرها مسبية إلى الكوفة والشام وحمدت الله وهي أسيرة في مجلس يزيد على ختم الله للإولى من أهل البيت بالسعادة وللآخر بالشهادة والرحمة ومن الخير أن ننقل كلمة لأبيها أمير المؤمنين (ع) تتصل بموضوع ونسلط عليه الضوء من انوار الحكمة كالهداية قال : ( إن أشد الناس بلاءاً النبيون ثم الصديقن ثم الأمثل الأمثل وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض . يا يسدتي يا زينب سلام الله عليك يا أم المصائب والأحزان سوف تستبدل أحزانك ومصائبكِ إلى مسرة بخروج قائمكم  ( عجل الله له في الأرض ) آل محمد كما خرج المختار الثقفي ، ولكن خروج قائمكم سيدوم في فرحتكم ويداوي جراحكم وجراحنا وجراح محبيكم ومواليكم التي دامت طويلاً دون أن يشعر بأضطهاد أحد غيره وسوف يزيل الأقنعة الزائفة التي على الوجوه لينظر إلى حقائق أعمالهم ووجوههم القبيحة وسوف يأخذ بثأركم وثأرنا من ظالميكم.
الصداع وآلام الرأس
ألم الرأس أو الصداع من الأمراض كثيرة الحدوث بيننا جميعًا، فمن منا لم يشك منه في وقت من الأوقات؟! ولكنه قد يكون شديدًا مؤلمًا وخفيًا.. وقد يلازم مكاناً بعينه في الرأس كل مرة أو يكون متنقلاً. كما قد يكون مؤلمًا لفترة قصيرة أو يدوم أيامًا وأسابيع طويلة . وقد يظهر في أوقات معينة من اليوم أو الشهر، ويخبو في أوقات، مما يثير التساؤل عن أسبابه وعلاجه . معرفة السبب لا شك يبعد القلق وييسر العلاج، فالصداع عَرَض وإعلان عن مرض وليس مرضًا بذاته.
آلام الرأس
قد تكون آلام الرأس كعصابة تحزم الرأس تلازم المريض أيامًا وليالي، وتزداد شدة آخر اليوم، ولا تستجيب بسهولة للمسكنات. ومثل هذا النوع نراه في المشكلات النفسية، كالاكتئاب وحالات القلق والتوتر. وهذا النوع من الصداع هو أكثر الأنواع انتشارًا .
ارتفاع ضغط الدم
هناك نوع آخر من الصداع الحادّ الذي يكون مثل دقّ المطارق، ويصفه المريض عادة كأن رأسه سوف تنفجر من شدة الألم، وهو ما يصاحب نوبات ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع الحرارة
يوجد نوع من الصداع يعانيه المريض نتيجة وجود حمى وارتفاع في درجة الحرارة مثل الأنفلونزا أو التيفود. وارتفاع الحرارة يميز هذا النوع ببساطة. كما أن عسر الهضم والإمساك من الأسباب البسيطة لآلام الرأس التي يسهل علاجها لو تذكرها الذي يشكو منها .
اختلال الإبصار
كما توجد أنواع من الصداع تأتي على هيئة تسميع من الأجهزة الموجودة في الرأس فمعظمنا يعرف أن اختلال الإبصار المعروف بـ "إستجماتيزم" يؤدي إلى ألم في مؤخرة الرأس، وكذلك حالات الجلوكوما الحادة، وهي ارتفاع الضغط داخل العين أو المياه الزرقاء تؤدي إلى صداع شديد، بالإضافة إلى احمرار العين والدموع وتدهور الإبصار .
التهاب الجيوب الأنفية
التهاب الجيوب الأنفية (عبارة عن كهوف هوائية موجودة داخل عظام الرأس في مقدمة الجبهة وقاع الجمجمة وعظام الوجه) عبارة عن التهاب الغشاء المخاطي بها، مما يؤدي إلى تجمع صديدي بداخلها، واختلال ضغط الهواء بها، مما يؤدي إلى آلام شديدة مستمرة بالدماغ بأكملها. وقد لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة إذا كانت من النوع المزمن، ويلزم لتشخيصها إجراء الإشاعات والفحوص المناسبة لكل جيب مشتبه فيه .
التهاب الفك السفلي
التهاب الفك السفلي على جانب الرأس أمام الأذن مباشرة قد يسبب ألمًا عند التهابه بأي نوع من الالتهابات التي لا تؤدّي فقط إلى ألم عند المضغ، بل إلى صداع شديد على جانبي الرأس .
التهاب شرياني الوجه
على جانبي الرأس يوجد شريانان قد يصيبهما التهاب، وخصوصًا عند كبار السن، ويظهران وينفران مع ظهور نبضات شديدة بهما، ويكونان سببًا في الصداع وآلام الرأس عند نبضهما في نوبات حادة. وتكون منطقة الصدغ شديدة الحساسية ومتوترة لا تقبل اللمس أو الضغط عليها .
التهاب الأعصاب
آلام الأعصاب والتهاباتها تكون مثل لسع النار أو وميض الكهرباء في شدتها. فالعصب المخي الخامس يغذي بثلاث شعب أو فروع منطقة الجبهة والفك العلوي والسفلي. وكلها أو أحدها قد يكون مصدرًا لآلام حرجة قد تحدث بدون إثارة، أو تحدث عقب الكلام أو محاولات المضغ أو غسل الأسنان أو حتى لمس الوجه أو حلاقة الذقن. وبالمثل الأمر في النصف الخلفي من الرأس تغذيه أعصاب من النخاع الشوكي العنقي، وقد تكون -هي الأخرى- مصدرًا للآلام العصبية العنقية، ويكون مسار العصب في فروة الرأس حساسًا عند لمسه .
التهاب الفقرات العنقية
التهاب الفقرات العنقية يسبب آلامًا بالرقبة، مع تيبس وتقلص بعضلات الرقبة، وتنتشر الآلام للاكتئاب ولكنها أيضًا تنتشر بمؤخرة الرأس من الخلف، وقد تكون مصدرًا لصداع مزمن بدون ألم في الأكتاف .
الصداع الوعائي
وإذا انتقلنا إلى أوعية وشرايين المخ فنجدها تسبب هي الأخرى نوعًا من آلام الرأس يعرف بالصداع الوعائي، والذي غالباً ما يحدث في أحد جانبي الرأس، ويعرف بالصداع النصفي، وقد يصاحب هذا النوع القيء والميل إلى السكون التام وإظلام المكان، وقد يصاحبه في حالات معينة تنميل في أحد جانبي الجسم؛ نتيجة اختلال في انتظام كهرباء المخ .
أورام المخ
الصداع الذي ينشأ عن وجود أورام أو تجمعات دموية أو التهابية مزمنة داخل المخ قد يكون شديدًا أو بسيطًا، وقد تصاحبه نوبات قيء شديدة، وقد يوقظ صاحبه من النوم، وقد تصاحبه أيضًا نوبات زغللة في الأبصار نتيجة ارتشاح في قاع العين أو خلل في عضلات تحريك مقلة العين .
اختلال الموجات الكهربية للمخ
هناك نوع من الصداع ينشأ من اختلال الموجات الكهربية للمخ وعدم انتظامها. ولا يمكن تشخيصه أو إثباته إكلينيكيًا إلا بمساعدة رسم المخ الكهربي .
وهكذا نجد أننا بعد معرفتنا لأنواع الصداع المختلفة نجد أنه من السهل تشخيصه أو التعامل معه بالمنزل، ولكن هناك أنواعًا يجب الإسراع فيها باستشارة الطبيب، ونتيجة لآخر الإحصائيات العلمية.. تبيَّن أن نسبة قليلة من مرضى الصداع هم الذين يعانون من أمراض تستدعي العلاج السريع، وأن معظم أمراض الصداع يمكن التعامل معها دون إزعاج بعد إجراء الفحوص المناسبة
نبات الطماطس
العنوان ليس فيه خطأ مطبعي.. وإنما هو مسمَّى لنبات جديد.. حيث يجري معهد الأبحاث بولاية "ميتشجان" الأمريكية تجارب لإنتاج نبات جديد يُطلق عليه اسم "طماطس"؛ لأنه يجمع بين صفات الطماطم والبطاطس! ومن الناحية النظرية.. يسعى العلماء إلى دمج الصفات الوراثية التي تحملها كل من خلايا الطماطم وخلايا البطاطس لإنتاج النبات الجديد، الذي يمكن من خلاله إنتاج محصولين في وقت واحد، وفي أرض واحدة، وعلى نفس المساحة من الأرض، ولا يستهلك من المياه إلا القدر الذي يستهلكه محصول واحد .



مقارنة الاديان
بني اسرائيل يشرعون قتل انبيائهم الذين يكشفون عن خروج اليهود من الاصطفاء والاختيار وبناء 
المستقبل مع المخلص
ولا يستبعد أن يكون الفصلين [13-14] اللذان يطرحان مشروعا لمقاضاة الأنبياء ومحاكمتهم وعزلهم بسبب عدم أتفاق نبوءاتهم مع أهوائهم لاسيما أن هؤلاء الأنبياء يطرحون مشاريعا لاستبعاد بني إسرائيل من امتياز المختارية والاصطفاء فكان ذلك سببا في في تبرير مقاضاتهم وقتلهم لهؤلاء الممثليات السماوية سيما وأن السماء لا تختار أنبياءها ورسلها دون توفر الاستحقاقات فيهم ان كانت تكوينية أو سببية بما في ذلك طيب مولدهم ونزاهتهم وكمالاتهم النفسية والروحية فكيف للسماء أن تشرع قتل أحد أنبياءها أو تجريده من تكليفه  ليتولى تزكيتهم الكهنة وعامة الناس فيوردوا هلاكهم أو بقائهم في المهمة النبوية ولعل ذلك يدل على وضاعة هذه السنة الوضعية المشبوهة التي تخفي وراءها مشاريع مضمونة لطمس معالم الحقائق اللاهوتية او السماوية التي تدين بني إسرائيل وتجردهم من إمتيازاتهم المشروطة لتدفع بها  مستحقيها في حكمية الهية تستوجب الكثير من التأمل والاستغراق في تحليل أسبابها. [الفصل13الايات1-10]
“ وكانت الي  كلمة الرب قائلا . ياأبن البشر تنبأ على أنبياء إسرائيل الذين يتنبأون  وقل للمتنبئين من عند أنفسهم أسمعوا كلمة الرب . هكذا قال السيد الرب ويل للأنبياء الحمقى الذين يتبعون روحهم ولم يروا شيئا . أنبياؤك ياإسرائيل كالثعالب في  الاخربة . لم تصمدوا  الثلمة ولم تبنوا جدار البيت ياإسرائيل لتقفوا في القتال في يوم الرب . إنما رؤياهم الباطل والعرافة الكاذبة . قالوا يقول الرب والرب لم يرسلهم وأطمعوا في تمام كلمتهم . ألم تروا رؤيا باطلة وتنطقوا بعرافة كاذبة وأنتم تقولون يقول الرب وأنا لم أتكلم . لذلك هكذا قال السيد الرب إذ  قد تكلمتم بالباطل ورأيتم كذبا لذلك هاأنذا إليكم  يقول الرب . فتكون يدي على الأنبياء الذين تكون رؤياهم بالباطل وعرافتهم الكذب فلا يكونون في جماعة شعبي ولا يكتبون في كتاب بني إسرائيل ولا يدخلون أرض إسرائيل فتعلمون أني أنا السيد الرب”. فبالإضافة التعبد بإبادة النبي وقتله  فأنهم يلمحون بأن النبي قد يكون سببا مباشرا في غوايتهم لذلك  فأنهم يعتقدون بأن بني إسرائيل لا يستحقون العذاب ولا  المقاضاة بسبب هذه الغواية التي تسبب بها الأنبياء لهم ويلمحون بأن كل الأنبياء من خارج بني إسرائيل من الذين لاتنسجم نبوءاتهم مع عقد التساهل ومنح صك الإثم والعصيان ومجازاتهم بالمكافآت الأبدية  وهم قد يلمحون  لنبي الإسلام  والسيد المسيح نفسه مع أغلب أنبيائهم.[الفصل14الايات 9-12]
“ وإذا أغوي النبي وتكلم بكلام فأكون أنا الرب قد أغويت ذلك النبي وسأمد يدي عليه وأبيده من بين شعب إسرائيل وهم يحملون أثمهم ويكون أثم النبي كأثم السائل . لكي لايضل عني آل إسرائيل من بعد ولا يتنجسوا من بعد بجميع معاصيهم بل يكونوا لي شعبا واكون لهم ألها يقول السيد الرب”.
وهكذا تجد بأن دولاب التصرف والتحريف لم يهدأ  في الوقوف بوجه نبوءات اللعنات والتقريعات وحتمية العقاب النهائي بل عمدوا  تسخيرها لخدمة موضوعهم المحرف. وإذا جردت الفصل [16] من العهد الأبدي المزعوم لأورشليم التي تمثل بني إسرائيل التي غالبا  ماتحاكم مدينتهم المقدسة كناية عنهم  ,  فأنك ستجد أن الغضب الإلهي غضب نهائي لارجعة فيه ولايمثل مساحة زمنية وسطية وسترى عبارة يأس الرب مما في أيديهم ووصمهم بالنجس ونعتهم بشتى النعوت الرذيلة ورماهم بكل أنواع الفواحش وأقلها وطأة قتلهم للأنبياء ولعل قراءة الفصل المذكور بعناية ستجعلك تستوثق من اعتزاز الرب بشعبه المنهار وستتأكد بنفسك من أهلية هذا الشعب للمهام المستقبلية... [الفصل16الايات  متفرقة]
“وكانت  كلمة الرب قائلا . ياأبن البشر أخبر أورشليم بارجاسها  . وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم معدنك ومولدك من أرض الكنعانيين وأبوك أموري ,امك حيثية . أما مولدك فأنت يوم ولدت لم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء تنظيفا ولم تملحي بالملح ولم تلفي بالقمط . لم ترحمك عين فيصنع لك شيء  من ذلك ويشفق عليك بل نبذت على وجه  الصحراء أحقارا لنفسك يوم ولدت .. حتى يقول: واخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي فذبحتهم لها طعاما أفأمر يسير من فواحشك . أنك ذبحت بني وسلمتهم ليجازوا في النار لها . وفي جميع أرجاسك وفواحشك لم تذكري أيام صبائك أذ  كنت عريانة متجردة متلطخة بدمك وكان بعد كل شرك ويل لك يقول الرب.أنك بنيت لك قبة وصنعت لك مستعلى في كل ساحة”.
وقد أسترسل حزقيال في رحلة الاثم الطويلة عبر مساحة زمنية هائلة لم تنتهي عند حد معين ليعطي الدلالة بأن رحلة العصيان والتمرد لم تتوقف حتى النهاية . ولكي تتأكد من حضور حزقيال فعليك بقراءة عموم الفصل [18] الذي يعبر عن لغة أخلاقية سامية ليس يدانيها أي سمو لتدل على خطاب السماء لأنها تغتزل مايريده الله من بني إسرائيل ومن كل أمة  ويعرض الفصل مفهوم العدل وشروط السلام بين البشر ,استحقاقات هوية المؤمن الحقيقي فترى أن الذي أراده هذا النبي مما عرضه في هذا الفصل لم يتحقق إطلاقا ببني إسرائيل وحتى العبارة أو التهديد المنمق في الآية [31] من الفصل نفسه تلح ولكن بيأس بني إسرائيل بالعدول عن مشروع المعصية والتمرد أذ تقول  "  أنبذوا  عنكم جميع معاصيكم التي عصيتم بها ,اصنعوا لكم قلبا جديدا وروحا جديدا فلمإذا تموتون ياآل إسرائيل " ...  ولعلك تجد في عبارة  " لمإذا تموتون ياآل إسرائيل " يأسا لمصير محتوم بنتيجة  هذه المعاصي   التي لم تتوقف لتجهز على المسيح ومشروعه في المحطة التالية ثم لتستمر في العلو والتكبر على شريعة الرب وناموس السماء ويتذاكر حزقيال موضع سيف الله على رقاب الإسرائيليين منذ نشأتهم وحتى الأزمنة الاخيرة مرورا بسقوطهم وممالكهم على يد الاشوريين والبابليين والكلدانيين في رحلة المعصية والاثم وأستحقاق العذاب وقد تكرر ذلك السياق في كل صحف التوراة ,  لكن مايدعوا للوقفه والتأمل هى المحطة التي وقف عندها حزقيال في الفصل [12- الايات 25-28] , فرحلة السيف هنا ستنتقل بك عبر أزمان تاريخية معنونة بعناوينها ووقائعها وحوادثها في التاريخ العبري الا أن هوية الزمن الموقوف والذي يتوعد بسيف الهي وهوية سماوية سيؤول اليها الحكم هو مدار جدل ومبحث يدعوا للتقصي والاستغراق في التأمل للوقوف على سره ,  إذ أننا كما أسلفنا سابقا فأن التوراة غالبا  ماترسم هويتين بأتجاهين مختلفين في طريقة الاداء الرسالي أو ظروف مهامهما الزمنية , فهي أما تخبر عن مسيح وسطي مسالم يحمل بيمنه بشارة الخلاص والشريعة الجديدة وأما المسيح الثاني فهو مسيح حربي يأخذ على نفسه العمل بأدوات الحرب والقوه ليوطد السلام ويفرض قانون السماء وشريعتها الموحدة بالوسائل السببية والإمتيازات الغيبية وقد عبرت عنه الايات :[25-28من الفصل12]
“ وأنت أيها النجس المنافق رئيس إسرائيل الذي أتى يومه عند بلوغ الاثم غايته , هكذا قال السيد الرب أني أنتزع القمامه وأرفع التاج . هذه الحال لاتبقى بل أعلي السافل وأسفل العالي وأجعل أنقلابا على أنقلاب . هذه الحال لاتكون وذلك  أن يأتي الذي له الحكم فأجعله له”.
وقد ترى بنفسك كيف أن حزقيال  نجح في طرح صور مستقبلية مبهمة ضمن بعد زمني   " أبوكالبتي " أشتغل به ليغطي حدثا مستقبليا لايعني بني إسرائيل ولن يدخلوا ضمن أدواته مما جعل سفره مستهدفا للأيدي المتصرفة أنتقاما منه بدلا من التشفي بجسده كما فعلوا لأشعيا وأرميا وغيرهم كثيرون مع أنهم سخروا سفره ليخدم نظرياتهم المشبوهة لتمييز دمهم الراقي  بعدما تركوا أثارا لايستهان بها تدل على بصمتهم المحرفة ليقعوا  في فخ الحسم  الذي ينتظرهم على يد ملك مجهول كانوا قد أعدوا خريطة غير مناسبة لجعل نسبه يعود  لداود النبي ومن أبناء يهوا يختلف حتى عن هوية المسيح بن داود لأن المسيحيين واليهود يرجعون نسبه  داود من الأم ورغم ذلك نسوا بأنهم أساءوا بوقاحة للاستحقاقات التي رفعتهم وإمتيازاتهم  المزعومة في حين لاتجد كتابا منزلا وحتى غير المنزل ينكل ويشهر ويندد بأهله أكثر من التوراة  بل لايصمد معها كتاب آخر يرسم هذه الصورة  المتداعية التافهة لأهله ومتبنيه ,  وبالتأكيد فأننا لن نضمن بعد هذا التقييم أن لايمس هذا الكتاب بالسوء بعد كل عداوته مع المنقلبين عليه ولن نضمن فيه بلاغات وبشارات ووعود صادقة فأحيل  عبث وضعي لم يتخرج من المقاصد التافهة أطلاقا فلا يعقل أن يكتب الله على نفسه العدل والقسط وتقصر لاسمح الله هذه الصفتين عن مقاضاة أمة متخمة بالرذائل والتمرد والعصيان  , وسوف يكون من الاولى ترك أختيار هذه الأمة للمنقذ الموعود في آخر الزمان ليثبت حقائق أخرى تعطي بيانات عن النصابات الحقيقية للمنازل وشرائطها المنصوص عليها من قبل السماء ولاتعول على الرهانات الانفعالية لأن ذلك المنقذ قدر له الرب أن يكون الماسك بصولجان القوة ليقيم الحق ويحق الحقيقة ,  على أننا لن نوقف رحلة البحث والتقصي ونعتمد سبيل الانتظار الذي لن يكون طويلا بمشيئة الرب لأن العامل السببي مطلب ومبتغى سماوي يحدد هوية المتصل بها وجدية أدائه العبادي وقابلياته وإمتيازاته الروحية والاخلاقية . ستجد أن أجمل مايستهويك هي الصياغة النثرية الرائعة التي نجحت في أن تضع الشعب الضال أمام أحتجاج الرب عليهم وأستبعادهم عن وراثة الأرض وأمتياز الاصطفاء وهذه الصياغة نقلها بدقه لنا حزقيال في الفصل [33] الايات 24-30]
“ياأبن البشر أن سكان تلك الاخربة  في أرض إسرائيل يتكلمون قائلين كان أبراهيم واحد وورث الأرض ونحن كثيرون فقد أعطيت الأرض لنا ميراثا . لذلك قل لهم هكذا قال السيد الرب أنكم تأكلون بدم وترفعون طرفكم  أصنامكم وتسفكون الدم أفترثون الأرض. أنكم أعتمدتم على سيوفكم وصنعتم الرجس ونجستم كل رجل وأمرأة قريبة أفترثون الأرض . هكذا قال السيد الرب حي أنا أن الذين الخربة يسقطون بالسيف والذي على وجه الصحراء جعلته مأكلا للوحش والذين في الحصون والمغاور يموتون بالوباء . وأجعل الأرض خربة ومستوحشة وأنسخ كبرياء عزتها فتصير جبال إسرائيل مستوحشة لاعابر فيها . فيعلمون أني أنا الرب حين أجعل الأرض خربة ومستوحشة لأجل جميع أرجاسهم التي  صنعوا”. ورغم أن هذه الصورة التي تمثل ألوان العذاب وصنوف التدمير التي تعرض لها الشعب العبري في رحلة عصيانه وتمرده على خالقه ورسومه قد تقلبت بين أزمنة متفاوته الا أن أمتداد سوط العذاب عليهم لم ينته عند زمن محدد حتى الساعة بسبب عدم تجاوزهم لعقدة الانا العرقية وأستمرارهم في التمرد على نداء السماء وليس من أستحقاقات تستدعي تمييزهم وأختيارهم ,  وبما سرده حزقيال لنا فأنه قطع أملهم في رجوع نسبهم الى أبراهيم  أو داود كشرط لولاية الأرض وحكمها أو وراثة الأرض  فكان حديثهم كأنه سراب يحسبه الظمآن ماء كما يقال .
سيرة الامام القائم (ع) سيرة ام مسيرة
سيكون من العسير لأي مؤرخ أو منشيء أو حتى طالب حقيقة ان يلج الى سيرة لشخصية غيبية احاطتها طلسمية تأريخية هائلة وافترقت الفرق في تثبيت بطاقته الشخصية وأكتنف الغموض كل مفاصل سيرته من تاريخ ميلاده وعمره الى صحة نسبه الى ابيه العسكري (ع) وامكانية رجوعه الى معصوم آخر  فأحتارت الباب اساطين العلم والباحثين وطلاب الحقيقة في التوحد برسم شخصية ذلك المنقذ الغيبي وتحديد هويته بيقين يرقى الى حالة الاطمئنان والا فقد أحاط الغيب كل سيرته اللهم ماخلا الاشارات الوارده في الاحاديث عن وقائع ومجريات سيأتي بها واحاط الغموض بعضا من مشروعه الاصلاحي والتغييري الذي تعامل مع الرموز والطلاسم وتقصد الافصاح عن البعض الاخر ويعود ذلك لموجبات حكمية فرضتها السماء كشرط فرضي للوصول الى حل الرموز المقدسة لواقع  هويته وسيرته ومسيرته  ومشروعه المقدس في اصلاح الارض بمن عليها وصادقت السماء على حقيقة  ان كل تلك الرموز والطلاسم رهينة بأيمان ويقين وسلامة فطرة الساعي للوصول الى سر الامام وحقيقة هويته وشخصه (( أن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله الا نبي مرسل او ملك مقرب أو عبد امتحن الله قلبه للأيمان ))  فلم تترك السماء هؤلاء السعاة دون عناية وسند فأبلغت من خلال موفديها منذ البشارات الاولى حتى اخرها وهو الاسلام الذي احاط هذه القضية بصراحة اكثر وتعاطى في قاموسه المشرق ادبا ضخما عن شخصه وسيرته ولكنها ظلت محاطة بحكمية الهية طلسمت من خلال الافاضه في استخدام الرموز الدالة على شخصه وفعلت شبه النقيض في طرحها لبيانات تاريخية مبهمة ووقائع واحداث تمثلت في احداث وفتن ملحمية ومقاتل مهولة وانقلابات كونية كارثية وصياغات جديدة لروح الشريعة نوهت بأنها ستكون شديدة على العرب رغم كونها لاتفترق عن القرآن والسنة ورغم مصادقة القران عليها الا انها موقوفات تشريعية لم تأخذ لها مجالا تطبيقيا على ارض الواقع في حينها ليفقد الرجال عقولهم فيما بعد بسببها ولعل الخطورة تكمن في كون القضية محسوبة يقينا على مبدأ اصول الدين دون فروعه والا لهان تسوية الكثير من العقد الجسيمة التي وأن ظلت معلقة فانها لن تحمل سمة الخطورة والوصمة ولكن والحال تعلق باصل مباشر فستظل هذه القضية تعيب كل الذين تشيعوا لمذهب اهل البيت (ع) خصوصا اذا صدقت اشكالية المواجهة بين صاحب هذه القضية (ع) وبين خصومه الذين سيكونون من الشيعة انفسهم بواقع المصاديق التي طرحتها لنا الاحاديث الصحيحة (( لايخرج حتى يخرج قبله أثني عشر من بني هاشم كلهم يدعوا الى نفسه )) وقد سجل التاريخ هذا الحدث ضمن حكايات تناقلتها الادبيات الشيعية تحقق البعض منها وسيحين أجل البعض الاخر فلو كانت مصاديق هوية وسيرة الامام (ع) لم ترمزها السماء بحكمياتها التي ستخبر عنها مصاديق الاحاديث التي سنوردها فلماذا اذا يحدث انتحال هويته من قبل الكثير من المدعين ويحتار فيها اهل زمانها لو لم توجد السماء معاييرا حكيمة  للأختبار والافتتان ووضعت شروطا لحيازة هذا السر العظيم ونصرته ثم النجاة بالانضواء تحت رايته الشريفه (ع) ثم لو كانت الصراحة المجانية في الكشف عن سره دون الشروط الاختبارية والافتتانية (( احسب الناس أن يتركوا ان يقولو امنا وهم لايفتنون ))  فلماذا هذه المواجهة معه (ع)  ومم ؟  من ارباب التشيع وتابعيهم والمتفقهين بسره وعلانيته (( أشد اعدائه الفقهاء ومقلدة الفقهاء )) ثم هل سيكون جزاء ذلك الذي يريد ان يملىء الارض قسطا وعدلا  وينتصف لآدمية المظلومين الذين أستلب كيانهم الانسي واحيلوا الى مشروع مأساوي بأمتثاليتهم الى تعسف وقهر سلطويات قهرمانية استبدت الارض طويلا وصيرتها الى ظلامية قبع اهلها تحتها قرونا واجيالا هل يكون جزاءه ان يقوم عليه هؤلاء فيخاصمونه بل يقاتلونه بالسيف لو لا ان السيف بيده والذي يعني بالضرورة ان الحسم والقوة والغلبة سيكونان له  (( لو لا السيف بيده لأفتى العلماء بقتله)).
وأذا كان لنا أن نتذاكر سيرته فأننا  سنجد شبها ملحميا يتجه الى جده رسول الله (ص) وذلك في الكثير من المواقف والانتقالات التي مر بها الرسول الكريم (ص) مع قريش بل لن تفترق عنها في الكثير من المجريات التأريخية  (( أن لصحاب هذا الامر سنة من أربع انبياء سنة ... وأما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع السيف  على عاتقه ثمانية اشهر ولايزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله قلت : وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي قال : يلقى الله في قلبه الرحمة )) وستتزاحم الادلة والبيانات التي ستؤكد بعض هذا التشابه في المسيرة الرسالية والسيرة الشخصية للرسول الاعظم (ص)  والامام (ع) من خلال التشابه في الاحوال الرسالية وأشكاليات الصراع المرير مع من ارتضوا لأنفسهم بمناوءة مشروعهما الرسالي والانقلاب على روح الشريعة ومصاديق الرسالة السماوية السامية ونكران اصل من اصولها من خلال الخروج عليه والصدام معه (ع) والاحتجاج عليه بما هو ابدى به واعلم بما ارتضى له الله من قيمومية على اسرار كتابه وسننه وبما استحفضه على مواريث نبيه من اسرار اصول دينه وفروعه ومع هذا الاختصاص السماوي والامتياز التكليفي سيرموه بالابتداع وهو مُتبَع قد صادق القرآن على احكامه وذلك بسند ووعد الهي قديم لأنه (( عدل القرآن)) وهم لاينطقون عن الهوى الذي هو عن انفسهم منفي والسهو في أحكامهم مجلي والا فأن العجب وتداعي الكمالات العقلية والقلبية والنفسية هي التي لجمت هؤلاء وأوقعتهم في محنة العداء ودفعتهم الى هاوية الصدام مع امام الزمان (( أن القائم يلقى في حربه مالم يلقى رسول الله (ص) لأن الرسول (ص) اتاهم وهم يعبدون الحجارة المنحوته والخشب ، وان القائم يخرجون عليه فيتأولن كتاب الله ويقاتلونه عليه )) ولاندري مامدى سعة مدارك تلك العقول التي تجاوز بها مستواها الى مجهولية استحضار بياناتها اليقينية و ترتيب موضوعها اللاهوتي الذي يكفل لها الوقوع على سر هذه الشخصية ونصرتها بدلا من مناوئتها وقتالها وفي أي مكان سنضع سببية هذه الاشكالية وهل هو قرار واعي صدر عن أرادة مسؤولة و متيقنة بخيارها في مواجهة الامام (ع) فأذا صدق هذا الحال كان هؤلاء خارجين عن قانون السماء  والا فأن القصور العقلي وتداعي المقدرات الفطروية وخواء النفوس التي مالت الى ظلامية مطاليبها الوهمية بذريعة الذود عن دين الله والاستحواذ على امتيازات الحفاظ على الامانات الالهية من القرآن والسنة ومواريث البيت النبوي الشريف كل ذلك لايأخذ مشروعية الخروج على صاحب امتياز ذلك التكليفي والمكين على روح الشريعة  ورعايتها واقامة عدل الله في احكامها وقانونها السامي  والا لو لا القصور اليقيني واختلاط المفاهيم وتردي النشاط الاشراقي للعقل وقساوة القلب وحصول الشبهة في الارادات الحقيقية في اصل المواجهة هي العناوين الاكيدة في اسباب الخروج على الامام (ع) والا فأن المعادلة تقتضي أن يحتج هو عليهم بكتاب الله حتى أن المعايير الذوقية لاتتفق أن يتأول هؤلاء القاصرين ويحتجون هم عليه بالقرآن ،  وذلك وسط هذه الشبهات واختلاط المفاهيم في الضوابط التشريعية واختلاف الرؤى الموحدة في أستنباط الحقائق اليقينية في الاستدلال على أصل من الاصول الاكيدة والذي يسقط الخلل به ونكرانه صاحبه من الايمان في كل الاصول من العدل والتوحيد الى النبوة والمعاد ولذلك فأن الاسلام سيعود غريبا وستضج مفاهيمه السامية بالكثير من المفارقات المشبوهة للمفاهيم الثابتة ومنها معرفة  صاحب زمان هذه الامة والتغيير الشامل ((الاسلام بدا غريبا وسعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ،  فقلت أشرح لي هذا فقال : يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (ص). وبتحليل البنية المجتمعية وطبقاتها في زمن الرسول (ص) نرى أن الد أعدائه كان السادة ومواليهم احيانا والطبقة النفعية من التجار والقبائل التي تدين بالامتثالية لساداتها واعرافها فيكون الحال واحدا مع المهدي (ع) أذ سيواجه مركبا طبقيا لايختلف كثيرا عن تلك الاصناف غير انه اكثر عنادا لأن الذين سيواجههم (ع) في حربه هم من الذين توهموا عروجهم نحو مصاديق العقيدة الحقيقية غير المزيفة والا فأن وقوعهم في مأزق المواجهة تساندهم في ذلك التركة الجاهلة الذين التفوا حولهم انما يدل على شرخ هائل في فطرتهم وأن استخدموا الوسائل المتعارفة في الاستدلال على الحقيقة من الادواة العقلية والنقلية وغيرها لكنهم سيكونون اسرى لضجيج النداءات الخفية الملحة من اعماق النفس والرغبة التي أفسدت بصيرتهم وأبعدتهم عن اشراقة الدليل اليقيني الذي كان رهينا بسلامة فطرتهم ان هم نزعوا نحو الحقيقة بصدق والا فأن مورد احتجاجهم سيتعاطى ايضا حقيقة ان (( العقائد لاتأخذ الا عين يقين )) وبالتالي فأنهم سيحتجوا بأن العقيدة الجديدة لم تنطبق كليا على الواقع ولم تستوفي شروط المصادقة عليها وبهذا سيشتد الجهال على ابن بنت الرسول (ص)  (( أذا قام قائمنا استقبل من جهل الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية )) هؤلاء الذين لم يتفحصوا عقيتهم بحيادية تؤهلهم من استحصال الاجوبة اليقينية المدعومة بسلامة الفطرة ... فمن ياترى هؤلاء الجهال هل هم اناس فقدوا السبب والوسيلة للتقصي والبحث والتمحيص ام هؤلاء هم الذين أرتضوا لأنفسم الاتكالية القاصرة على اناس خلقوا منهم قيمين على الارث العقائدي بكل اماناته ؟ الرؤيا المنطقية تتجه الى  الطبقة الثانية في عالم سادت فيه المناهج المعرفية والطرق العلمية وتوفرت فيه كل المستلزمات الضرورية للرقي المعرفي لكن المعضلة هي ذاتها لم ترتبط بعقدة الازمان بل بعقدة العقول وتمرد هذا الانسان على فطرته الذي أدى الى نتيجة حتمية وهي اضمحلال يقينه وتداعي مشروعه في نيل الكمالات النفسية فأعتمد اليات وأدواة مستهلكة وسبلا تقليدية ارجعته الى جاهلية مركبة اعقد بكثير من تلك الجاهلية الاولى سيما بعد ان تبين الرشد من الغي والا فأن العقيدة التي أرادوها لن تنطبق ابدا على الحقيقة ولن تلامس الواقع لفساد فطرتهم فكان المؤدى ان تنطبق عقيدتهم على الوهم دون العقيدة رغم استخدامهم لنفس المعايير السببية في البحث والتقصي الا انهم صيرواها بمقتضى رغباتهم الخفية وغواية ارادات النفس الضالة أذا فأي جهل سيواجه هذا المصلح العتيد (ع). لهذا ستكون سيرة الامام قائمة على اساس تصفوي للمتمردين على القانون السماوي كما حصل مع جده (ص) لأنتفاء كل الشروط الجدلية والتسهيلات الحوارية مع هؤلاء المعاندين الذين صمموا على مواجهته وقمع المشروع المهدوي الذي سيؤتى عليهم ويجهز على امنيتهم الخائبة ذلك المشروع الذي استوفى الموقوفات التشريعية الموقوفة من زمن رسول الله حتى يومنا هذا والذي سيطرح مشاريعا ستضيق الخناق على كل الذين تضررت فطرتهم والذين سخروا الشريعة لخدمة مصالحهم وعاملوا المصاديق المرتبطة بها بنفعية رخيصة فصدق ان يقال فيهم (( لو يعلم الناس مايصنع القائم اذا خرج لأحب اكثرهم ان لايروه مما يقتل الناس ،  أما انه لايبدأ الا بقريش فلا يأخذ منها الا السيف ولايعطيها الا السيف ))  فما هي المفردات التشريعية التي سيضعها (ع) غير تكسير الاصنام التي تعشعش في خبايا النفس البشرية فيقف حائلا بينها وبين مطاليبها ويوقف غذائها الفاسد بعد ان يضع موازينا جديدة تعود بالانسان الى فطرته الصحيحة لذلك لن يلائم ذلك هؤلاء الذين تعاقدوا مع الشيطان ووالوه وجندوا له انفسهم مطية يركبها متى شاء لتستقبل نزغه متى اراد فيتمردون على المشروع المهدوي لشدة ردعه وجديته في مواجهة  الشيطان العدو الازلي للنفس البشرية وفضح خباياها. السر أذا في توكيد الاشارة على مواجهته (ع) للعرب أو قريش فيكون الامر سيان فهو اشارة مباشرة للمسلمين كافة وللشيعة خاصة والا فأن هؤلاء هم من سينكرون عليه مشروعه التغييري الذي سيضرر مصالحهم ويخالف مذهبهم ويشكك بمشروعهم العبادي فأذا كانت الفضيحة خرجوا عليه فيقاتلهم حتى يرضى الله عن ابي عبدالله (ع) (( مابقي بيننا وبين العرب الا الذبح وأومأ بيده الى حلقه )) فيكون قيامه (ع) نقمة عليهم لا رحمة وعن ابي عبدالله (ع) (( أن الله بعث محمد (ص) رحمة وسيبعث القائم نقمة )) فاذا جاء القائم اتهموه بالامية كما قيل عن رسول الله بانه رجل امي والمورد هنا ان القائم بما سيجيء به من سنن موقوفة وتشريعات لم يعمل بها سيتهموه بانه امي ليس له من التشريع والفقهه او القضاء من شيء بل هو مدعي ومبتدع فأذا احتج عليهم بكتاب الله لم يصدقوه فيفشي فيهم السيف (( عن بشر بن غالب الاسدي قال : قال لي الحسين بن علي (ع) يابشر مابقاء قريش اذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب اعناقهم صبرا ثم قدم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا ثم قدم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا  قال فقلت : اصلحك الله ايبلغون ذلك ؟ فقال الحسين بن علي (ع) ان مولى القوم منهم...)). ولذلك فان المهدي سيتهم بأنه يتبنى عقيدة الحرب والدمار في حين ان هذه الاحصائيات مغلفة برموز تترفع على النسبة والتناسب في الخسائر البشرية انما هي اشارات رمزية اراد الخبر بها ان يلفت الناس الى موضوع اشكالية المواجهة والصدام مع الممثل السماوي (ع) والا فأن هكذا خسائر لن تشهدها لا القسطنطينية (روما) ولاغيرها من الفتوحات بل حتى هذه الخسائر لن تكون بالهول الذي تظهره الادبيات الرمزية فالحرب التصفوية هي قرار الهي وليس من ابتداع القائم (ع) رغم ان القرآن يصادق على قرارات العدل الشريف له فهو عدل الكتاب والناطق بأسمه والوكيل السماوي القيم على الارض ومن عليها ، ومن هنا فأن سيرة القائم (ع) ستتفق مع بعض المجريات والوقائع والاحداث التي مر بها جده (ص) غير أن مسيرته غير سيرته فربما اتجه ضمن خط شروع اخر رسمته له السماء بمقتضى حكمياتها واهدافها لينحى منحنا اخر في معاملته للخروقات واصحابها المتمردين فلا يعفوا بعد عن احد منهم (( اذا قام القائم يجهز على الجريح ويقتل الشيخ الزاني )) فيتعاطى (ع) عللا تشريعية ستقابل بالاستغراب من هؤلاء الذين بنوا عقائدهم على بيانات تنقصها الصحة والتمحيص وهي معضلة تضاف الى معضلات الخواء الروحي والنفسي وفقر الماده اللاهوتية اليقينية  التي تناولت القضية المهدوية في حين نجد هناك موثقات هائلة  دخيلة على هذه القضية ومصاديقها وتأويلات اشبه بميثولوجيا اليونانيين في تعاطيها للآحداث والوقائع وصيرورة هذا الارث الاخباري وموضوعه الذي صيره منشائه غير الاصلاء الى ماهو اشبه بالملحميات الاسطورية ففقد محتواه اليقيني الحقيقي بل ابتعد عن معرفة رموزه دهورا فأدى ذلك  بالتالي الى نكران صاحبه الذي سيكون الوقوف على سره وكأنه معجز خارق لأي من هؤلاء الذين صيروه الى اسطورة ولن يقفوا على حل رمزه بعد ان طلسموه ونسوا اشفاره. ان حالة الصدام مع جهال العصرستكون اعقد بكثير من صدام الرسول (ص) مع سادة قريش لأن هؤلاء هم صنيعة بناء طويل ومتمرحل من عمليات الضخ العقائدي التقليدي الذي اعتمد في اساسه على أدواة بالية مستهلكة من القوالب الجاهزة التي لاتعترف بأي مشكل وانما توهمت عصمة موروثها المعرفي وان شكك في اصالته ومصدره فقوالب الحلول التعسفية الفكرية فرضية كما الاحكام الشرعية الواجبه والا فمناقشة هذه الحلول يعد خرقا فاضحا لحرمة الشريعة مع ان الكثير من المعطيات القديمة والموروثة عاد نفس المختصين القيمين عرفا عليها عادوا لينفوا بعضها ويغيروا مفاهيمها وحقائقها أبتدأت من مسالة جمع اموال المسلمين ليستخدمه الامام (ع) الى موضوع سرداب الغيبة الاسطوري وربما أرتضى البعض ان تبقى بعض أدبيات العجائز سائدة فعالة في الارث الشعبي الموروث ليبقوا هؤلاء الجهال منومين تنويما مغناطيسيا يحد من نمو مداركهم في تمحيص الحقيقة الغيبية وتبنيها بيقين مناسب ومسؤول في حين تجد ان هناك مسائلل غير ملحة تضج بها المساجد وحلقاتها وشيوخها كالعقيقة وأشكالات السهو وغيرها لم تتعب هؤلاء في المضي بتبيانها ووضع الحلول والاجابات لها ... ولاندري لماذا لم تلق بعض الموروثات والقوالب التقليدية للفكر القديم والوسطي فيما يختص بهذه المسالة نفس الاهتمام وجدية خطورة كونها اصلا من الاصول الذي لايصح مع نكرانه كل الاصول الباقية ؟ لذلك نعود الى لنؤكد على ان اعادة تمحيص كل الاشارات الاخبارية التي تعاطاها الارث الشيعي منذ عصر وفاة الامام العسكري (ع) وحتى اليوم هي مسألة متعلقة بكل معتقد لمذهب اهل البيت (ع) وليس حكرا على مراتب او نصابات تدعي قيموميتها على هذا الارث الغيبي لأن هذا الارث نفسه أستبعد الكثير ممن أدعوا صيانته من الشراكة في بناء دولة المهدي(ع) والادبيات تضج بذلك وهذا يدعوا الى تأسيس نية مستقيمة تنزع الى الله لطلب عونه وسنده في تمحيص ودراسة كل أدبيات الظهور المقدس بأعتبار ممثله (ع) اصلا من اصول الدين يلزم من آمن به تمحيصه ودراسته ثم تبنيه والاستيقان به عن دراية مدعومة بفطرة سليمة اودعها في كل الناس( كون دراة ولاتكونوا رواة ، حديث تعرفون فقهه خير من الف تروونه )  والا لن يدعي احد تغيير تلك الادبيات أو العبث بمقدراتها بقدر الاستيقان وتمحيص هذه المصاديق والوقوف على شواذها التي لاتنطبق على الحقيقة الغيبية من مسألة الحمل بالجنب الى سجود المولود عند الولادة الى طمث بنات الانبياء من عدمه الى ضرورة المعجز والكرامة وملائمتها للظرف الرسالي والغيبي الى التكلم اثناء الولادة والكثير من المفاهيم التي تتنافى مع مصاديق القرآن ولاتتفق مع حقائقه حتى انها ادخلت وأسيء استعمالها لتثبيت الكثير من البيانات التي تسيء الى ادبيات الظهور المقدس وتثبيت هوية الامام (ع) ... كل ذلك الموروث قد تضمنهته عقول جهال هذا العصر والعصور التي سبقته ليبتلى الامام (ع) بتركة هائلة من اللامصاديق العقائدية التي ستكون عاملا مباشرا في القيام عليه ومواجهته وأتهامه بأصناف الاتهامات كما حدث مع جده (ص) حين اتهموه بالجنون تارة وبالسحر تارة اخرى اما المهدي (ع) سيتهم بالامية والانتحال لهوية سماوية ..




تحقيقات
العشائر وتطورها الحضاري عبر التأريخ
الحلقة الاولى
القبائل (العشائر) ماهيتها ومصادقها
القبلية والعشيرة لغة واصطلاحاً:-
1- لغةً :
القبيلة لغة مأخوذة من الفعل قُبل, قبيل والجمع قبائل وهي الجماعة من الناس من أب واحد وأم واحدة , وذلك كقبائل العرب وسائر الناس.(لسان العرب ج11,ص541). وقال الجوهري وغيره أن القبيلة الواحدة من قبائل الرأس وهي القطع المشعب بعضها إلى بعض وتتصل بها شؤونها , وبها سميت قبائل العرب الواحدة قبيلة , أي أن القبيلة الواحدة تتكون من عدة جماعات وأصناف , وهي بذلك تشبه قبيلة الرأس التي تتكون من عدة أطباق أو من عدة فلقات كما تعبر عنها المصادر والتي تكون متصلة ومتقابلة فيما بينها . وعليه تكون القبيلة مأخوذة من الاجتماع والمقابلة بين مجموعة معينة من الناس , حيث ورد هذا المعنى عند ثعلب بقوله: (( أخذت قبائل العرب من قبائل الرأس لاجتماعها وجماعتها...)) . وبطبيعة الحال أن هذه الجماعة تربطهم علاقة النسب من أب واحد كما هو مبين  أنفاً , فهي ليست جماعة مجتمعة بشكل عرضي أو عابر . أما العشيرة فمأخوذة لغة من الفعل عاشر معاشرة والعشرة المخالطة والعشيرة جمع عشائر وعشيرة الرجل بنو أبيه الادنون . فيقال عاشرته معاشرة , والقوم أعتشروا وتعاشروا أي تخالطوا ومن ذلك قول طرفة بن العبد :
ولئن شطت نواها مرة        لعلى عهد حبيب معتشر
ولهذا سميت عشيرة الرجل بالعشيرة وذلك لمخالطة ومعاشرة بعضهم البعض , وذلك بحكم صلة القرابة القريبة جدا فيما بينهم . وقال أبن شميل في نفس هذا المعنى أن العشيرة من العشير والمعاشر , والعشير هو القريب والصديق والجمع عشراء. ومن ذلك القول بأن معشر الرجل هم أهله وجماعته المخالطين معه , وذلك قول ذو الإصبع العدواني :
وأنتم معشر زيد على مائة    فأجمعوا أمركم طراً فكيدوني
بمعنى أن معشر الرجل أي أهله وأقربائه يكونون بمجموعهم عشيرة لتعاشرهم وتخالطهم سوية . وعلى هذا الأساس تكون عشيرة الرجل وأفرادها وأقرب وأخص إليه من أفراد قبيلته, وذلك بسبب كثرة اندماجه واختلاطه معهم فهو بهم أعرف وأخبر , فيقال للشخص أنت أطول به عشرة وأبطن أي أعرف به خبرة , ومن ذلك قول زهير:
لعمرك والخطوب مغيرات     وفي طول المعاشرة التقالي
فإذن  يتبين لنا مما تقدم كله أن القبيلة لغة مأخوذة من الاجتماع والتقابل , أما العشيرة لغة فمأخوذة من العشرة والمخالطة .
2- اصطلاحا :
أما حول المعنى الاصطلاحي للقبيلة والعشيرة فهو معنى مترادف ومكمل للأخر , فنحن نعلم أن البشرية جمعاء أو المجتمع البشري بشكل عامك متكون من مجاميع هائلة من الناس , وكل مجموعة من هذه المجاميع يطلق عليها لفظ معين بحسب طبيعة ذلك المجتمع وذلك من قبيل تسمية شعب وسبط مثلا والذي سيأتينا لاحقا . وبطبيعة الحال أن الذي يهمنا كعرب هو المجتمع العربي ومكوناته , حيث أن المجتمع العربي عموما متكون من مجموعة من القبائل . والقبيلة الواحدة متكونة من مجموعة كبيرة من الناس يتصلون بنسب واحد من حيث الأب الأعلى لهم جميعا, وذلك يقال قبيلة ربيعة مثلا والمراد بها كل الأفراد الذين ينتسبون للأب أو الجد الأعلى للقبيلة وهو ربيعة بن عدنان . ثم أن كل قبيلة من قبائل العرب تتكون من مجموعة من العشائر والعشيرة واحدة بدورها تتكون من مجموعة معينة ومحددة من الأفراد يرجعون إلى أب معينا والذي ينتسب بدوره إلى الأب الأعلى للقبيلة , حيث يقال أن عشيرة الرجل هم قومه ورهطه وبنو أبيه الأدنون إلى الأب الذي ينتمي إليه بنو تميم والذي بدوره ينتسب إلى مضر بن عدنان الأب الأعلى للقبائل مضر . أو كان يقال عشيرة بني تميم أي الذي يعودون إلى تميم الذي ينسب هو الأخر إلى الأب أو الجد الأعلى لقبيلته العامة , حيث أن بني تميم وحدهم يعتبرون عشيرة عامة على حد تعبير ابن شميل . هذا وقد قسم علماء النساب واللغة كأبن الكلبي والجوهري تفرعات وأقسام العشيرة الواحدة , حيث تتكون من البطون ثم من الفخذ . والبطن هو الحي العظيم من الناس وهو أقل من القبيلة وأقل من العشيرة وأكثر من الفخذ والجمع بطون. وقد ورد ذلك في المعنى في حديث للإمام علي (عليه السلام) حيث كتب على كل بطن مقدار ما تعرفه العاقلة أي الدية وهي الغرامة الواجب دفعها لولي المقتول وقد تضمن الحديث أبيات شعرية (عليه السلام) تتضمن هذا المعنى بقوله :
وأن كلابا هذه عشرة أبطن 
                  وأنت بريء من قبائلها العشر
حيث أن الإمام علي (عليه السلام) بين أن بني كلاب عشرة أبطن. أما الفخذ فهو النفر من الحي والذين يكونون أقرب الناس من عشيرة الرجل إليه , ويكون أقل من البطن والجمع أفخاذ . وبخصوص السياسة العامة المتبعة في القبيلة وإدارة أمورها فهي تعود لرئيس القبيلة , الذي يقوم بإدارة شؤون القبيلة وبوضع بعض الضوابط والأنظمة التي تسير عليها أفرادها والتي تحكمهم في معاملتهم سواء الداخلية مع بعضهم البعض من قبيل الدية والأحكام التي توجب النفي من العشيرة مثلا . أو الخارجية منها والمتعلقة بمعاملتهم مع القبائل الأخرى من قبيل أحكام المجاورة وعدم العداء الذي يستلزم عقد الأحلاف فيما بين القبيلة وأخرى أو مجموعة قبائل . هذا وقد كان لكل قبيلة عريف وهو القيم بأمور جماعة من الناس داخل القبيلة فيقوم بتولي أمورهم حيث يكون مسؤولا عم معرفة أسماءهم وعددهم فضلا عن مهمته في إيصال العطاء لهم , هذا فضلا عن مسئوليته في التعرف على أحوال القبائل الأخرى ولا سيما الأشخاص البارزين فيها كشعراء مثلا , ومن ذلك قول الشاعر :
أوكلما وردت عكاظ قبيلة  
             ثم بعثوا إلى عريفهم يتوسم
ويكون تعيين هذا العريف من قبل رئيس القبيلة ولا سيما في عصر ما قبل الإسلام. أما بعد الإسلام فيتم تعيينه من قبل والي أو أمير أحد الأمصار , وذلك على اعتبار أن القبائل أصبحت تابعة سياسيا إلى دولة عكس ما هو حال ما قبل الإسلام . أما في الوقت الحاضر فأيضا كما هو الحال في السابق لكل قبيلة من القبائل رئيس أو شيخ يدير شؤونها. وهذا الرئيس بدوره يكون تحت سيطرته وإدارته مجموعة من العشائر والتي يكون لكل عشيرة منها رئيس أيضا, وداخل كل عشيرة يوجد رؤساء صغار على كل فخذ أفخاذ العشيرة الواحدة والذين يكونون تابعين إلى رئيس أو شيخ العشيرة . وعليه تكون القبيلة الواحدة مكونة من مجموعة عشائر والعشيرة الواحدة متكونة من عدة بطون , والبطن الواحد متكون من عدة أفخاذ ولكل واحد من هذه المجاميع رئيس تابع لمرؤوس أكبر منه بالتدريج ابتداء من رئيس القبيلة وانتهاء برئيس الفخذ .
القبائل (العشائر) في القرآن الكريم
بما أن هذا البحث يدور حول القبائل والعشائر والتي تمثل ركائز أو أركان المجتمع الإنساني فإننا سوف نتتبع ما ذكر عن القبائل والعشائر في القرآن لبيان أهميتها , وما أعطاها الباري عز وجل من المكانة لما لها من صلة ماسة بالإنسان وهو أكرم مخلوق وموجود على سطح الأرض بل في هذا الكون بأجمعه والمعد لإقامة الخلافة الإلهية والحكم الإلهي في هذه الأرض. إن المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أنه ورد في بعض الآيات القرآنية لفظ القبائل والعشائر, وفي عدة مواضع , بصورة صحيحة ومباشرة , وهنالك بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها هذا المعنى عن القبائل والعشائر ولكن بصورة ضمنية أو غير مباشرة , بل يلتمس ذلك الأمر عن طريق متابعة الروايات الواردة عن أهل البيت ( عليهم السلام) في بيان وتفسير هذه الآيات الشريفة . فضلا عما ورد عنها في كتب اللغة والتأريخ , أما النوع الأول الذي ذكرت فيه القبائل والعشائر بصورة مباشرة فهو كالآتي :
الآية الأولى هي قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات,13وهذه الآية الكريمة تشير بوضوح أن الله سبحانه وتعالى هو من خلق الناس ذكراً وإناثا ومن ثم جعلهم شعوبا وقبائل . أي أنه عز وجل هو من قرر هذا التقسيم أو النسق لنبي البشر وأنه لم يكن ملخص صدفة أو تجربة قام بها الإنسان , المتواجد على سطح هذا الكوكب وعبر مراحل التطور الحضاري التي مر بها, وهذا ما صرحت به عدة روايات واردة عن أهل البيت ( عليهم السلام). فقد ورد عن أبن عباس عن رسول ( ص) أنه قال: (( أن الله خلق الخلائق قسمين فجعلني في خيرها ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله تعالى :{ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ}, فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله عز وجل :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33,فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب)). وفي رواية عن علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال عند تفسير قوله تعالى :{ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ :( الشعوب من العجم والقبائل من العرب...). نستشف مما تقدم أن الله تعالى ذكره هو من جعل الناس شعوبا وقبائل والهدف من ذلك كما أشارت الآية الكريمة , ليتعارفوا فيما بينهم ويتواصل بعضهم بالبعض الآخر ولا سيما أن الإنسان بطبيعته التي جُبل عليها يحب الاستطلاع والتعرف على الأشياء , وهذا التنوع في الشعوب والقبائل يثير لديه حب الاستطلاع والتعرف على الطرف الآخر وهو ما أرادته السماء من هذا التنوع لما فيه من خير وصلاح للبشرية ويساعد على تبادل العلوم والمعارف والثقافات وإثرائها وتنميتها بما يتلاءم والتعاليم السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل من عند الله عز وجل لتحقيق وحدانيته وعبوديته الحق . ولهذه العلة أشار الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وجوب معرفة الإنسان بصاحبه ونسبه وعشيرته وإلا كانت من الحماقة أن تنشأ بين الاثنين أخوة وصداقة دون معرفة هذه الأشياء مما يجعل العلاقة بينهما متينة وأكثر اتزانا ووضوحا . كما تبين مما تقدم من رواية الإمام الصادق (عليه السلام) إلى أن لفظة القبائل مختصة بالعرب يقابلها عند غيرهم من العجم من الأجناس الأخرى التي لا تتكلم العربية الشعوب أي أن مرادفة كلمة القبائل عند العرب هي الشعوب عند العجم . الآية الثانية هي قوله عز وجل : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214, وفي هذه الآية ورد لفظ ( عشيرة) بصورة صريحة ومباشرة والمقصود به رهط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرابته وخاصته من بني عبد المطلب الأقرب منهم فالأقرب خاصة دون غيرهم من قريش عامة . وقد ورد من طرق أهل البيت (عليه السلام) أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند نزول هذه الآية دعا الإمام علي (عليه السلام) وأمره أن يجمع له بني عبد المطلب ليعلمهم بما أمره الله عز وجل, فدعاهم وهم يومئذ أربعون رجلا , فهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب وأعد لهم طعاما وشرابا وقال لهم أنه لو أخبرهم أن وراء الجبل جيشا يريد أن يغير عليهم , أكنتم تصدقوني فقالوا نعم لأنك الأمين الصادق فقال لهم أني نذير لكم من الله جل وعز وأني آتيتكم بما لم يأت به أحد من العرب فأن تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا فوحدوا الله الجبار واعبدوه وحده بالإخلاص واخلعوا الأنداد الأنجاس وأقروا وأشهدوا بأني رسول الله إليكم وإلى الخلق فإني قد جئتكم بعز الدنيا والآخرة . فأعترض أبو لهب على كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنتهره ثم قاموا وانصرفوا كلهم. فلما كان من الغد دعاهم ثانية على مثل الطعام والشراب وأعاد عليهم أنه نذير إليهم من لدن العزيز الجبار. وأخبرهم - أي بني عبد المطلب- أن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له أخا ووزيراً ووصيا ووارثا , فقال وأنزل علي وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين وقدر الله سماه لي ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم وأعرض عليكم لئلا يكون لكم حجة فيما بعد وأنتم عشيرتي وخالص رهطي فآيكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله ويؤازرني في الله جل وعز ويكون لي يداً على جميع من خالفني فأتخذه وصيا ووليا ووزيراً ويؤدي عني ويبلغ رسالتي ويقضي ديني من بعدي مع أشياء أشتراطها فلم يجبه إلى ذلك أحد . وكان قد أعادها عليهم ثلاث مرات فيسكتون ويثب الإمام علي (عليه السلام) فيها ويقول أنا يا رسول الله, فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المرة الثالثة أنت وقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام . وفي رواية أخرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته من عصبته وأمرني أن أوصي فقلت إلى من يا رب فقال أوص يا محمد ابن عمك علي بن أبي طالب فأني قد أثبت في الكتب السالفة وكتبت فيها أنه وصيك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي وأخذت مواثيقهم بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية . وقد عرف ذلك اليوم بـ ( بيعة العشيرة) لأنها بيعة وجهت إلى عشيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهله الخاصين منهم دون غيرهم من قبيلة قريش وبطونها , فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : (( بعثت إلى أهل بيتي خاصة وإلى الناس عامة)). وهو اليوم الذي جعل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخاه ووزيره وصيه وخليفته من بعده وفي ذلك قال الشاعر:
وقيل له أنذر عشيرتك الأولى
             وهم في شباب أربعين وشيب
فقال لهم إني رسول إليكم 
               ولست أراني عندكم بكذوب
وقد جئتكم من عند رب مهيمن
                جزيل العطايا للجزيل وهوب
فآيكم يقفي مقالي وأمسكوا 
                  فقال آلا من ناطق ومجيب
ففاز لها منهم علي وسادهم 
                 وما ذاك من عاداته بغريب
وقال الشاعر أيضا :
ويوم قال لهم جبريل قد علموا 
                أنذر عشيرتك الأدنين إن نذروا
فقام يدعوهم من دون أمته 
                      فما تخلف عنه منهم بشر
من هنا يتبين أن عشيرة الرجل هو رهطه وأهله وعشيرته الأقربين هم خاصة رهطه أي أهل بيته وأبناء أبيه وعمومته. وأن أصحاب الرسالات الإلهية غالبا ما يكون لهم أوصياء ويكونون من قوم أولئك الأنبياء وأحيانا من أهل بيتهم كما هو حال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). وأن النبي عندما يقوم بدعوته فإنه يقوم بدعوته وأول من يدعوهم عشيرته بل أقرب عشيرته إليه نسبا لأنهم أهله والإنسان إنما يحتضنه أهله ويشدوا من أزره ويدفعون عنه الضيم , وإذا جاء بخير فهم أسبق إليه من غيرهم لأنهم خاصته وذووا رحمه والاقربون أولى بالمعروف . لذلك يكون دعواه لهم هو إلقاء للحجة عليهم لئلا يتهم بأنه عدل بغيرهم عنهم هذا من جانب , الجانب الأخر أن استجابوا له وقدر عليهم يكون على غيرهم من الناس أقدر على اعتبار أن عشيرته والاقربون منهم له سيكون له سنداً وظهراً يتكأ عليه فيما يستقبل من أيام الناس وحالاتهم وقاعدة يستند عليها لينشر منها وعن طريق دعوته وتكون منطلقا له وفي الوقت نفسه حصنا آمنا له . ومن هنا يتضح أثر العشيرة وأهميتها في مساندة الإنسان ودعمه مما يعطيه قوة وعزما على العكس من ذلك إذا خذلته فإنه يذهب منه قوة لا يستهان بها والله المستعان على ما يصفون .
العبودية الجسدية والعبودية الفكرية
ان كل مخلوق على وجه الأرض هو عبد لله بحكم منه عليه في كل شيء ، ولا تجوز العبودية لغير الله مطلقاً ، ومع ذلك يأبى بعض الناس ان يكونوا عباداً أعزاء لله ، ويكونوا عبيداً أذلاء لبشراً مثلهم ، كما في الجهة التابعة للعبودية الفكرية بسبب الجهل ،  وتنقسم العبودية البشرية الى قسمين:
1- العبودية الجسدية:
وكانت سائدة في الجاهلية الاولى ما قبل الاسلام ، وكانت هناك أسواق خاصة لبيع وشراء العبيد ، حيث يستخدمهم أسيادهم  لقضاء حاجاتهم وخدماتهم في البيوت والمزارع وأماكن العمل الاخرى مقابل أكل بطونهم ومنامهم لا غير ، وهؤلاء العبيد ليس لهم ذنب في عبوديتهم سوى انهم ضعفاء ارادوا العيش فلم يكن أمامهم خيار بسبب التسلط من قبل الطغاة أنذاك والذين حالوا بينهم وبين حيرتهم وجعلوا امر عبوديتهم موروث ثابت لا يستطيعون تغييره او التخلص منه ، الا انهم لم يكونوا متعلقين بأمرعبوديتهم هذه بقدر ما يشعرون بالاضطهاد  والهيمنة ويتطلعون دائماً الى حياة أفضل لأنهم يشعرون لا فقر بينهم وبين الاخرين سوى التسلط والسيطرة التي فقدت منهم مما ساعد هذا الأمر على بناء قوة كبيرة داخل نفوس الكثير منهم تضاهي قوتهم  الجسدية تختضنها عزيمة وطموح وسرعان ما تتفجرهذه القوة معلنة عن غضبها واستنكارها للواقع عند حصول الفرحة المناسبة ، فبهذه الحال كانت هذه الطبقة المستضعفة لها مواقف ايجابية من الدعوات التي جاء بها رسل السماء وأنبيائها (عليهم السلام) لقلب الواقع المتخلف الفاسد ، وخير دليل على ذلك موقف بلال الحبشي من دعوة الرسول المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث أعلن اسلامه وسط التعذيب الجسدي دون تردد وحارب الطغاة المشركين مع المسلمين في معارك كثيرة وهذا شاهد من شواهد كثيرة يذكرها التاريخ.
من هنا نستطيع القول بأن هؤلاء العبيد أقل خطراً على الدعوات السماوية لأنهم دائماً يمثلون الجانب المستضعف وبما ان هذه الدعوات جاءت بالمساواة بين الناس فلا فرق بينهم الا بالتقوى فتجدهم ينصرونها على العكس من اسيادهم المتكبرين قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}القصص5 ، ولو لم يكونوا هؤلاء العبيد أحراراً في أفكارهم رغم عبوديتهم الجسدية لما نصروا رسل الله وانبيائه (عليهم السلام).
2- العبودية الفكرية :
ان هذا القسم من العبودية اكثر خطراً من الأول على أصحابه بصورة خاصة وعلى المجتمع بصورة عامة وذلك لأن منهم اعتاد على فكر خاطيء لم يحاولوا تصحيحه ومنهم من تركوا عقولهم وساروا بفكر غيرهم بصورة عمياء وكلتا الحالتين تناولها قوله تعالى {قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} وتكون على عبادتين:-
عبادة الاصنام الحجرية :ـ
ازدهرت هذه العبادة في عصر الجاهلية الاولى ما قبل الاسلام ، فقد استحدثها الشيطان وروج لها وادخلها في قلوب وعقول الناس مستخدماً (لعنه الله) وسائل بسيطة تتناسب وعقول اصحاب تلك المرحلة لما تمتاز به من المحدودية والبساطة ، فهيأ لهم ان يصنعوا من  الحجارة والخشب والعيدان ... تماثيل تكون بمثابة الآلهة لهم يعبدونها من دون الله ويقدمون لها النذور والقرابين في الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى ويضنون بأنها تقيهم من المخاطر وتشفيهم من  الامراض ، وكان ارتباطهم بها وراثي أعمى ، وكانوا متعلقين بهذه العبادة مما حدى بهم للوقوف بوجه الدعوات السماوية موقفاً سلبياً ومنها دعوة نبي الله ابراهيم (عليه السلام)  الذي حاججهم على بطلان عبادتهم فكانوا كالبهائم لا يفقهون شيئاً سوى التمسك بما هم عليه من الضلالة والانحراف ، فقام بتكسير اصنامهم ، وكذلك كان موقفهم من الدعوة الاسلامية بقيادة الرسول محمد (ص) فقد وقفوا موقفاً سلبياً حيث لاقى منهم أشد العناد والرفض له ولدعوته فحاربوها بكل قوة ، فقام رسول الله (ص) بتكسير أصنامهم كما فعل أبيه نبي الله ابراهيم (ع) من قبل .
عبادة الاصنام البشرية :ـ
ظهرت هذه العبادة في الجاهلية الثانية وستبلغ ذروتها عند  الظهور المقدس للإمام المهدي (مكن) فقد استحدث الشيطان لهذه العبادة آليات جديدة تتناسب وتطور العقل البشري والحياة في هذه المرحلة وتتمثل بعلماء السوء المضلين في آخر الزمان الذين تعرضت لهم روايات أهل البيت (ع) بالذم والحذر من الالتحاق بهم . حيث ان أخطر القيود هي القيود الفكرية فعندما يصبح الانسان اسير فكريا لجهة معينة لا يستطيع التطلع الى فكر الجهات الاخرى بل غالباً ما يرفضه دون التعرف او حتى المحاولة للتعرف بسبب التعصب للجهة التابع لها حتى تصل الحال بالناس من هذا النوع ان تحارب الحق دون علم وعندها تكون خسارة الدنيا والآخرة . وأود الاشارة الى ان العبودية الجسدية لا يشترط ان تكون فكرية الا ان العبودية الفكرية غالباً ما تكون عبودية فكرية وجسدية في آن واحد مما حدى بالدول الغربية قديماً وحديثاً الى الاهتمام بالاحتلال الفكري قبل احتلال الارض للدول التي  ترغب باحتلالها لا سيما ان هذا الاحتلال الفكري غالباً ما يكون على المستوى ( الديني - والسياسي ) وذلك لتسخير كل القوى الجسدية والفكرية لخدمتها مما يسهل عليها عملية احتلال الارض للبد المرشح للإحتلال ، وهذا ما حصل مع العراق قبل دخول قوات الاحتلال بسنين  حتى دخولها ولحد الآن وأكبر دليل على الاعتقاد الكامل لدى الغرب بنجاحهم بالاحتلال الفكري بنوعيه للعراق كممهد لإحتلال ارضه هو قولهم بأن:(العراقيين سوف يستقبلونهم بالورود). ولكن لم يحصل هذا بصورة مباشرة من قبل الشعب العراقي والتي عاشت بعيدة عن الطبقة المحسوبة على الشعب العراقي والتي عاشت بعيدة عن معاناته واحزانه والموت الذي مر به وجاءت لتكمل عيشها الرغيد على حساب حياة الضعفاء من جديد وفعلاً نجحت بكسب الاصوات من خلال الانتخابات التي أجلستهم على كراسي الحكم دون تحقيق لأي من الشعارات المزيفة التي رفعوها . ان الكثير من الناس يتصور بأنه داخل في مرضاة الله وسائر على طريق مستقيم وبعيد على الانحدار نحو خدمة الغرب والصهيونية الا انه كان عميلاً مجنداً دون ان يدري وكل ذلك بسب التبعية الفكرية اذن فلا بد من التحذر الفكري لأن الاضرار في كل العصور هم انصار الحق ومن الله التوفيق
الاخيرة
السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني لمن لم يعرفه
* السيد أبو عبد الله الحسين القحطاني 
* ولد في الكاظمية سنة 1976م ، أي إن عمره الآن ثلاثون سنة .
* تلقى علومه الدينية أولاً في قم المقدسة ثم إنتقل الى النجف الأشرف الا انه لم يكمل الدراسة نتيجة لعدة ظروف أجبرته على تركها .
* نسبه : قحطاني وهو سيد علوي من ذرية الامام الحسن السبط (عليه السلام) ومعنى انه قحطاني ليس المقصود منه قحطان أخو عدنان ولدي يعرب ، لأن المعلوم ان السادة ينتسبون الى عدنان دون قحطان ، إلا إن قحطان هذا الذي يرجع اليه السيد أبو عبد الله هو قحطان أبو اليمن وإليه يرجع أهل اليمن (الى قحطان).
* سافر الى عدة بلدان إسلامية وعربية وأسيوية وكل ذلك في خدمة الامام المهدي (عليه السلام) مثل لبنان وسوريا واليمن وإيران والهند وقد إلتقى بعدة جماعات تعمل لخدمة الامام المهدي (عليه السلام) وله معها علاقات طيبة .
* طُورد من قبل قوات الأمن التابعة للنظام البعثي الصدامي ، وكانوا يبحثون عنه بالاسم الا أنه استطاع الافلات منهم أكثر من مرة ولم يسجن في حياته قط الا من أجل قضية الامام المهدي (عليه السلام) حيث سجن وعُذب ولكن الله عز وجل فرج عنه ببركة الامام صاحب الزمان (عليه السلام) أكثر من مرة ولم يثنه ذلك عن مواصلة السير في الطريق الذي إختاره والذي وفقه الله تبارك وتعالى وإجتباه له ، وقد تعرض لعدة محاولات إغتيال كلها باءت بالفشل ولله الحمد .
* أثره العلمي : رغم صغر سنه ان من عرفه وجده بحراً من العلم وله رؤية خاصة ونظريات علمية في الكثير من العلوم كالطب والفلسفة والمنطق وعلوم القرآن وأهل البيت (عليهم السلام) وأكثر إهتمامه في الامام المهدي (عليه السلام) والقرآن . وله باع في تأويل الرؤيا والاحاديث والقرآن وعلم التوسم وله الكثير من المخطوطات التي لم يتمكن من نشرها في حينها حتى تلف البعض منها وضاع فعمد الى إعطائها على شكل محاضرات لتلاميذه ودعاهم الى الكتابة والتأليف فصدر في الأونة الأخيرة الكثير منها وما زال هناك الكثير قيد التأليف والطبع ومن أهم هذه المؤلفات :-
1- كتاب نظرية تجزئة القرآن : وهذه النظرية جديدة ومعاصرة تغير مسار التفسير من زمن الغيبة والى زماننا هذا وقد اثبت فيها السيد القحطاني خطأ وبطلان الكثير من التفاسير ، وأثبت صحتها من الكتاب والسنة الشريفة . ان هذه النظرية لم يسبق لأحد ان تكلم بها وهي غاية  في الاهمية وفيها بيان للقواعد الاساسية في تفسير القرآن .
2- كتاب الرجعة الروحية : وقد أثبت فيه القحطاني ان الرجعة روحية وليست مادية وهذا الرأي لم يسبق لأحد من العلماء ان قاله او ذهب اليه والسيد القحطاني هو الشخص الوحيد الذي طرحه وأثبت صحته بالأدلة والبراهين في حين وقف العلماء والباحثون عاجزين أمام مسألة الرجعة بين ضرورة الاعتقاد بها وعدم امكان رفضها وبين الكثير من الروايات التي إتصفت بالرمزية والتي لم يستطيع العلماء فكها ومعرفة أسرارها وتأويلها وحملها البعض منهم على ظاهرها فصار هذا الأمر مدعاة للسخرية والإتهام بأن ديننا دين خرافة واساطير .
3- كتاب علم التوسم : وهو الأول من نوعه حيث لا يوجد في المكتبة الاسلامية والتأريخ الاسلامي كتاب يتحدث عن هذا الموضوع بل انه لا يوجد شخص عالماً من العلماء أو باحثاً أو مثقفاً له معرفة وإطلاع بهذا العلم الذي هو من مختصات الأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السلام) بل هو العلم الذي يعرف به الامام المهدي (عليه السلام) وخاصة أصحابه كما بينت الأحاديث والروايات الشريفة .
4- كتاب صاحب هذا الأمر : وهو كتاب قائم على فهم أحاديث وروايات النبي والأئمة الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ودراستها وفهمها ، وحل التناقض الذي يراه القارئ للوهلة الاولى وتمييز ما يخص الامام المهدي منها مما يتحدث عن ممهديه واستخلاص نتائج في غاية الأهمية .
5- موسوعة المهدي والاسلام الجديد : وتتكون من اثنى عشر جزءاً تتكفل ببيان قضية الامام المهدي بإسلوب تأريخي روائي لم يسبق لأحد الإشارة له وهي قائمة على اثبات الشبه بين دعوة المهدي المنتظر ودعوة جده رسول الله (ص).
6- كتاب نظرية المشابهة بين الداء والدواء : وهي نظرية جديدة في الطب يثبت من خلالها السيد القحطاني خطأ النظرية التجريبية التي ما زال الطب قائماً عليها في صناعة الدواء وتتكفل هذه النظرية بإيجاد الدواء لكل داء وخاصة الامراض المستعصية التي لم يتوصل العلماء حتى زماننا هذا في إيجاد الدواء لها .
7- نظرية رفع القرآن : وهو كتاب يتكفل بإيضاح مسألة رفع القرآن في آخر الزمان ومدى إرتباط ذلك بإستشهاد الامام المهدي (ع) وليلة القدر ورد الشبهات في هذه المسألة ، وإبداء القول الفصل فيها .
8- كتاب اليماني أهدى الرايات : كتاب يتكفل ببيان دعوة اليماني وزمان ومكان ظهورها وشخصية اليماني الموعود ودعوته وهو كتاب لم يسبق لأحد ان كتب حول هذه الشخصية بمثل هذا البيان والسعة .
9- كتاب نظرية تجدد القرآن : يثبت السيد القحطاني من خلال هذا الكتاب ان القرآن حادث متجدد لا يخص زمان أو أمة معينة بل هو لكل الأزمان والامم والاجيال يجري كما يجري الشمس والقمر .
10- وله عدة نقاشات مع بعض العلماء والمراجع في مسألة الامام المهدي (ع) والقرآن نشرت في اعداد مختلفة من صحيفة القائم (مكن) وله كتاب يناقش فيه الشيخ علي الكوراني في الامام المهدي (ع) ، كما انه له كتاب يناقش فيه السيد كمال الحيدري في تأويل القرآن . وكتاب يناقش فيه السيد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن.
ومما كتب أيضاً من فكر السيد القحطاني :-
11- أطروحة دابة الارض في آخر الزمان .
12- اطروحة رجعة الحسين (ع).
13- اطروحة رجعة المسيح عيسى بن مريم (ع).
14- فرق الضلالة في عصر الظهور الشريف .
15- علم الأبجدية .
16- المهدي يدعو إلى اسلام جديد.
17- النفس الزكية .
18- مائة وعشرون علامة متحققة .
19- حركة الشهيد الصدر الحركة الصغرى للامام المهدي (ع).
20- الشهيد الصدريوحنا القرن العشرين .
21- سلسلة التأويل المعاصر .
22- العشائر ودورها في قضية الامام المهدي (ع).
23- المرأة ودورها في قضية الامام المهدي (ع).
24- اطروحة الدجال .
25- الامام المهدي ارهابي في نظر أمريكا .
26- نظرية تأويل القرآن .
27- ويسئلونك عن الرجعة .
28- ويسئلونك عن القائم .
29- الصيحة في مفهومها العلمي .
30- الخسف في البيداء .
31- الشيصباني طاغية بني العباس .
32- السفياني .
33- الاصنام البشرية .
34- الحسد في مفهومه العلمي .
35- المعقول واللا معقول في سيرة المهدي المنتظر .
36- الأوس والخزرج في عصر الظهور الشريف .
37- الصفا والمروة في عصر الظهور الشريف .
38- السيد القحطاني يناقش السيد الخوئي .
39- عصر الجاهلية الثانية .
40- قريش في عصر الظهور .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون