العدد الواحد والاربعون

منار القران
نظرية الاطوار الخلقية في القرآن
تمر مراحل الخلق البشري بخطوات مهمة وأطوار أساسية ، يتم بواسطتها تهيئة وصقل الانسان عبر تدريجات غاية في الدقة أوجدها المولى عز وجل ليجعل من عبده قادراً على مواجة معترك الحياة بمتغيراته الكثيرة ، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الاطوار في كتابه المبين بقوله {((وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً))نوح14 ، وأصل الاطوار هي انتقال الاحوال حالاً بعد حال ، أما المفسرون فقد أجمعوا بأن هذه الاية تخص الدورات السبعة التي تضم مراحل نشأة وتكّون الانسان وولوجه الى عالم الدنيا ، ومع صحة هذا القول لكنه غير تام ويبقى عاجزاً عن سبر أغوار الاصوار الخلقية التي يمر بها الانسان ،والتي تبقى مستمرة ومتجددة بعد ولادته ، وقد تكون هذه الاطوار مختلفة من شخص لآخر في بعض الاحيان مع تشابهها بالمراحل التي قطعتها قبل عملية الولادة .
سنبدأ على بركة الله تعالى في هذا البحث المختصر بطرح نظرية الاطوار الخلقية التي تبين المراحل والاطوار التي تجري على الانسان ، والحقيقة ان هذه النظرية هي تصحيح لنظرية التطور التي طرحها (دارون ) ، والتي اشتبه فيها بقوله : ( ان اصل الانسان هون قرد ) ، والواقع ان نظرية التطور هي صحيحة ولكن ليس مثلما طرحها دارون ، وفي نظريتنا هذه يمكننا تقسيم الاطوار الخلقية الى اربعة اقسام:-
اولاً : الطور الجمادي :
وهو أول طور يمر به الخلق الانساني في مراحل تكوينه الاولية المتأتية أصلاً من التراب ، وقد أثبتنا في العدد السابق من موضوع ( عملية الانبات المتواصلة في الخلق البشري ) ان عملية تخصيب النطفة مع البويضة لا تتم الا بعد اشتراك ذرة التراب معها ، والكلام هنا عن استمرارية نشوء الخلق المتواصلة بعد آدم (ع) ،وبالتالي فأن أصل خلق الانسان هو من التراب والتراب من الجماد كما هو معلوم ، قال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20. 
ثانياً : الطور النباتي :-
تبدأ مرحلة الطور النباتي بعد نجاح عملية التخصيب المتكونة من الحيمن الذكري والبويضة وذرة التراب ( راجع موضوع عملية الانبات المتواصلة في الخلق البشري ) ، فالحالة النباتية لا تتم الا بوجود التراب ، وهناك ترابط بين عملية التخصيب والارض الخصبة التي ينبت فيها النبات ، فعند تمام هذه العلمية ( عملية التخصيب ) تنبت بذرة الجنين في الرحم ، قال تعالى { وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً }نوح17.
ثالثاً : الطور الحيواني :-
ان ولادة الخلية في الجنين هو بداية الحياة فيه ، فأن الخلية تعتبر مصنعاً كيميائياً صغيراً يعمل بدقة متناهية ، حيث يحتوي على مركز تحكم يخبرها بما ينبغي ان تفعل ، ومتى تفعل ذلك ، وهي تحتوي ايضاً على محطات قدرة تقوم بتوليد الطاقة التي يحتاجها الجنين .
رابعاً : الطور الانساني :- 
بعد اكتمال مدة أربعة اشهر وعشرة أيام يكون ولوج الروح الجسد ، فقوله تعالى {مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} الحج 5 ،  أي ان الاولى تامة الخلقة والثانية لم تصل الى طور الخلقة الانسانية بإنبعاث الروح في الجسد ، وعندما يصل الانسان الى مرحلة الطور الانساني وهي مرحلة الاكتمال الخلقي فعند ذلك يطلق عليه قول إنسان فعلياً .
وان هذه النظرية سوف تثبت لنا تحققها حتى بعد الوالادة ، لأن اعضاء الجسم كلها في تطور مستمر ، وهذا الامر نعيشه يومياً في كافة خلايانا المختلفة بل ان العلم الحديث أثبت في آخر اكتشافاته بأن عملية التغيير والتطور تتم في كل لحظة وبكميات هائلة ، فقد توصل العلماء الى ان جسم الانسان يفقد نحو ثلاثة بلايين خلية في كل دقيقة ، وفي نفس الدقيقة التي تموت فيها هذه الخلايا تتولد نحو ثلاثة بلايين خلية جديدة عبر عملية الانقسام الخلوي ، عوضاً عن الخلايا الميتة بواسطة خلايا الاعضاء الداخلية الى خارج الجسم مع الفضلات .
وأثبت العلم المعاصر ايضاً ان عملية التطور المستمرة هذه يتفاوت المدى الزمني فيما بينها فكل خلية من خلايا الجسم تختلف عن الاخرى في دورة حياتها واندثارها ونشوء البديل الذي يحل محلها بإختلاف وظيفتها التي تؤديها ، فخلايا الدم البيضاء ( كريات الدم البيضاء ) مثلاً تعيش لمدة (13)يوماً بينما تعيش خلايا الدم الحمراء لمدة (120) يوماً ، وأن خلايا الكبد تعيش حوالي (18) شهراً ،  والخلايا العصبية فإنها تعيش( 100) سنة . هذا التطور يحصل في الاعضاء والخلايا التي غير واضحة للعيان ، أما التي هي واضحة للعيان وهي ضمن الملموس كمراحل ولادة وتطور واندثار الشعر والاظافر فلا حاجة لشرحها لكونها بينة للجميع .
ويمكننا الجزم بأن كل شيء في جسم الانسان هو في تطور ويكون خاضعاً لنظرية الاطوار الخلقية بشكل أو بآخر ، فجسم الانسان كله في تطور ، وكمال الانسان في تطور ، وروحه في تطور ، ونفسه في تطور ، وعقله في تطور ، فلو أخذنا العقل مثلاً لوجدناه يمر في نفس الاطوار الاربعة التي ذكرناها سلفاً ، فعقل الانسان في البداية يمر بمرحلة الطور الجمادي والطفل في أول نشأته ليس لديه عقل ليميز بين المفيد والمضر بدليل ان الحيوان لا يدخل في النار ، لأن لديه نسبة من العقل الذي يفتقر اليها الطفل في هذه المرحلة ، لانه في مرحلة العقل الجمادي يدخل في النار لعجز عقله عن التتمييز ، ثم يمر العقل في مرحلة الطور النباتي عندما يبدأ بالحبو والمشي شيئاً فشيئاً والذي يستطيع من خلال ذلك اكتشاف الاشياء المحيطة به ومعرفة تأثيرها سلباً وإيجاباً وبشكل تدريجي ، وتستمر هذه المرحلة حتى بلوغ سن التكليف الذي يبدأ فيه مرحلة الطور الانساني ، وتستمر عقليته بالتنمي والرجحان لحين بلوغه سن الاربعين الذي يصل فيه الى مرحلة الطور الانساني وهي شدة العقل بدليل قوله تعالى {َ حتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15 ، وقوله تعالى { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }القصص14.
اذن فعملية التطور والكمال متواصلة في الجسم ولولاها لم يتبدل شيء مما ذكرنا أبداً ، ومن خلال هذه النظرية ايضاً سوف نجد حالات نباتية في جسم الانسان كالشعر مثلاً ، وحالات جمادية كالعظم وغيره ، وايضاً حالات حيوانية وانسانية ، وهي تختلف بالطبع من شخص الى آخر فتتدخل الطباع والاحاسيس بشكل مباشر في بعض الحالات ، فتظغى الحالة الحيوانية مثلاً فيصبح الشخص مفترساً او هائجاً كالحيوان في بعض الاحيان ، أو تطغى عاطفته فيحنوا على من يكونون حوله ،وهي الحالة الانسانية ، وكذلك يمكننا الربط بين اعضاء الجسم والنباتات التي حوله وذلك من خلال نظرية المشابهة بين الداء والدواء ، والتي طرحناها بأسهاب في ( العدد العاشر ، ص8 ) من صحيفتنا ، فيمكنك المراجعة والاستفادة أخي القارئ الكريم .
ومرحلة التطور هذه لها وجود في الخارج وهي متواصلة من بين اطوارها المختلفة كي تتواصل مع بعضها البعض ؛ فجعلها الله تعالى مرتبطة فيما بينها لآجل ان تكون المملكة متصلة فكانت نقطة الترابط بين الجماد والنبات هي المرجان فالمرجان هو جماد كما هو معروف لكن هذا الجماد المتكون من الكتل الضخمة التي تحوي الشعاب المرجانية ما هي الا كتل كلسية صماء من الصخور فيعيش داخل هذا الهيكل الكلسي المرجان المتكون من طحلب وحيدالخلية وله دور أساسي في افراز الهيكل الكلسي للمرجان .وتحتاج هذه الطحالب الى الضوء لتقوم بعملية التركيب الضوئي مما يحدد العمق الذي ينمو فيه كل نوع من المرجان .وبذلك فهو يتصل بالنبات من خلال عملية التركيب الضوئي ، فهو جماد ولكن حالته نباتية ، وقد جمع بين الجماد والنبات ، وجعل النخلة نقطة الترابط بين النبات والحيوان ، فأن فيها الكثير من الصفات الحيوانية التي لا توجد عند غيرها من الاشجار ، فهي الشجرة الوحيدة التي اذا قطعت رأسها تموت، وقد نقل لي أحد الفلاحين بأن النخلة اذا كبرت وتحولت من فسيلة الى نخلة وحان أول حملها ولم تحمل ثمراً يقوم الفلاح بتخويفها وتهديدها حاملاً ( سكينة التكريب ) عليها وتهديدها بالقطع ، فأنها بعد ذلك تحمل الثمر في العام القادم ،وهي بذلك تشترك مع الحيوان في اسلوب التهديد والتخويف ، وما الى ذلك من الامور الاخرى التي تبين بأن النخلة تعيش حالة حيوانية مع انها نبات .
وجعل القرد نقطة الترابط بين الحيوان والانسان ، فالمعلوم ان القرد له حركات وافعال مشابهه تماماً لأفعال وحركات الانسان حيث لا يستطيع اي حيوان آخر غير القرد القيام بها ، وبذلك فأن القرد يعيش حالة انسانية مع كونه حيوان .
وكل هذه الامثلة هي دلالة واضحة على وجود مراحل التطو ونظرية الاطوار في كافة المخلوقات ، ونظرية التطور موجودة في القرآن ، والله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء ومتحكم بكل شيء ،وهو جل وعلا يقول { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }الرحمن29، اي في كل وقت وحين يحدث اموراً ويجدد أحوالاً ، وكذلك يقول { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }ق15. أي ان الخلق يتجدد بصورة مستمرة ، والدورات السبعة أيضاً تدل على التطور ، قال تعالى {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ } الحج 5 ، وذلك يدل على الترتيب فكل مرحلة تختلف عن الاخرى ، فعند قوله ( ثم) يعني مرحلة انتقال من حال الى آخر ، اي ان الانسان يتواصل في الانتقال والتطور حتى يصل الى مرحلة التكامل . وتستطيع أخي المؤمن ان تلاحظ انطباقات عديدة لهذه النظرية الشاملة عند جميع الكائنات ، فإن المولى تبارك وتعالى خلق كل شيء فقدره تقديراً ، فتبارك الله أحسن الخالقين . والحمد لله رب العالمين .

الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من موسى(ع)
أبى الله إلا أن تجري سنن الأنبياء في القائم (ع) هذا الحديث الذي رحنا نجد مصاديقه كلما بحثنا في سنن المهدي من الأنبياء (ع) . وقد سبق أن ذكرنا إن للمهدي (ع) سنناً من الأنبياء والرسل وخاصة أولي العزم وقد تطرقنا إلى سنن المهدي (ع) من آدم ثم نوح ثم إبراهيم عليهم السلام ، وفي هذه المرة سنبحث سنة المهدي من موسى (ع)  ، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن إمامنا ومولانا الإمام زين العابدين (ع)  إنه قال :( في القائم سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين ) الإكمال - وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال : سمعته يقول :( في القائم (ع) سنة من موسى بن عمران (ع) ، فقلت : وما سنة موسى بن عمران ؟ قال : خفاء مولده وغيبته عن قومه فقلت : وكم غاب موسى عن أهله ؟ قال : ثمانية وعشرين سنة ) معجم الملاحم والفتن ج4 - وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر يقول :( في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربع أنبياء : سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له إنه مات ولم يمت وأما من محمد (ص) فالسيف ) غيبة النعماني - والروايات في هذا الصدد كثيرة نتركها مراعاة للاختصار ، ومن الروايات التي ذكرناها يتبين لنا وجود علاقة وشبه بين موسى بن عمران وبين المهدي (ع) وإن للمهدي (ع)سنن من موسى فإن الكثير من الأحداث والوقائع التي جرت مع موسى ومرت عليه ستجري على القائم وتمر عليه وأول ما نبدأ به في هذا البحث هو مسألة:
خفاء الولادة والنسب
كان بنو إسرائيل موعودين بمولود يولد بينهم من ذرية نبي الله يعقوب (ع) فيكون خلاصهم وفرجهم ونجاتهم من فرعون وملأءه على يديه وانتشر هذا الخبر وشاع في بني إسرائيل وضلوا ينتظرونه جيلاً بعد جيل وكانوا يتباشرون به وراحوا ينتظرونه عاماً بعد عام وكانت عندهم علاما ودلالات على العام الذي يولد فيه ذلك المولود المنتظر ولما تحققت تلك العلامات وتأكدوا من إن ولادته باتت قريبة جداً راحوا يتباشرون فيما بينهم حتى وصل الخبر إلى قوم فرعون وسمع فرعون بالخبر ،فأمر عندها بقتل كل مولود يولد في ذلك العام وأمر أيضاً بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل كما إنه أوكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظهن ولما حملت أم موسى لم يظهر حملها إلا عندما وضعته فلما وضعته نظرت إليه واغتمت وقالت يذبح الساعة فعطف الله عز وجل بقلب الموكلة بها عليه فقالت لأم موسى مالك قد أصفر لونك ؟ فقالت : أخاف أن يذبح ولدي فقالت لا تخافي . إلا أن المنجمون ورغم كل ما قام به فرعون من ذبح للأطفال أخبروه بأن المولود قد ولد فأمر بمداهمة وتفتيش البيوت . فأوحى الله عز وجل لأم موسى أن تضعه في تابوت وترميه في البحر وفعلاً قامت بذلك وشاء الله تبارك وتعالى أن تأخذه الأمواج إلى قصر عدوه حيث كانت تجلس إمراة فرعون على ضفاف النهر حينما جلبت الأمواج ذلك التابوت الذي يحمل البشارة لبني إسرائيل والنهاية لفرعون وملاءه فشاءت الإرادة الإلهية أن يعيش موسى (ع) في قصر عدوه ليكون له إبناً بالتبني وهكذا عاش موسى وهو يُعرف بين قومه بابن فرعون ، وهكذا جرت هذه السنة الشريفة على الإمام المهدي (ع) حيث كان فرعون بني العباس قد سمع وعلم أن الشيعة ينتظرون مولود من الحسن العسكري ليكون خلاصهم وفرجهم ونجاتهم على يديه فقام بما قام به فرعون موسى حيث أرسل نساء قصره لمراقبة دار الإمام العسكري ومراقبة جواريه ، إلا إن الله عز وجل حفظ وليه بأن أخفى حمل أمه السيدة نرجس كما أخفى حمل أم موسى فلم تظهر عليها آثار الحمل إلا حينما وضعته حتى إن السيدة الجليلة حكيمة عمة الإمام (ع) تفاجأة حينما أخبرها الإمام (ع) بأن السيدة نرجس ستلد المهدي الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً كل ذلك خوفاً على القضية الإلهية المنوطة بهذا المولود العظيم الذي ظلت الناس تنتظره وتنتظر وقوع الفرج والخلاص من الظالمين على يديه الشريفتين ، فسبحان الذي أجرى السنن والقوانين وأجرى هذه السنة والشبه بين نبيه وكليمه موسى بن عمران وبين وصيه ووليه المهدي المنتظر عليهما السلام
السير خلف رجال الدين مخالف لسيرة الرسول (ص)
قال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21- فقد أمر المولى تبارك وتعالى عباده في هذه الآية الشريفة بوجوب الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن هنا وجب علينا الإطلاع والتعرف على سيرة النبي (ص) وخُلُقه لكي يتسنى لنا العمل بما جاء في هذا النص القرآني أي الإقتداء والتأسي بالرسول الأكرم (ص) والواقع الذي يملي نفسه هنا والمفروض ، إن العلماء هم أدرى الناس بسيرة الرسول (ص) وأعرفهم بذلك وللأسف الشديد نرى بعض العلماء بعيدين عن سيرة  الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وهذا حتماً يرجع إلى أحد سببين لا ثالث لهما ، أما إن هؤلاء العلماء جاهلون بسيرة النبي وسيرة الأئمة الطاهرين (ع)  وهذا حتماً أمراً ليس باليسير بل إنه إن دل على شيء فإنه يدل على إن هؤلاء العلماء لا يحملون من هذا اللقب إلا اللفظ الظاهري وهم في الواقع لا علم لهم . وأما أن يكونوا عالمين بتلك السيرة لكنهم معرضين عنها وعن العمل بها وبالتالي فهم لا يريدون الإقتداء بسيرة النبي الأكرم (ص) وسيرة الأئمة المعصومين (ع) ، وهذا أشد من سابقه ومما دعانا إلى كتابة هذا الموضوع هو وجود بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العلمية وللأسف الشديد . وبصورة أدق وجود بعض العلماء الذين يخالفون سيرة النبي الخاتم (ص) وسيرة أهل بيته (ع) حيث نرى البعض من العلماء حينما يخرجون إلى الشارع يسير خلفهم الكثير من الناس بشكل ملفت للنظر وهذا الأمر في الواقع مخالف لما جاء في سيرة النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده (ع) ثم إن له مردوداً سلبياً على الشخص مهما كان مقامه لأنه يؤدي شيئاً فشيئاً ومن دون أن يشعر ذلك العالم إلى عدة أمراض أخلاقية كالعجب والتكبر وغيرها وقد نهى النبي (ص) في أكثر من مورد عن سير المسلمون خلفه إذ كان أمير المؤمنين (ع) الذي هو نفس النبي (ص) في آية المباهلة {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61 -وقد نهى عن هذا الفعل في أحلك الظروف وأشدها حيث كانت الكوفة تضطرب من الفتن التي كانت تعصف بها يومئذ وقد كثر المتربصون بأمير المؤمنين (ع) الذين كانوا يحاولون قتله وكان أصحاب الإمام (ع) يومها في أشد الألم والحزن ويمرون بأصعب الساعات حينما يخرج الإمام (ع)  ليقضي حوائج المؤمنين ويعض الناس وما إلى ذلك من شدة خوفهم عليه مع ذلك فإن الإمام (ع) كان يرفض أن يسير أحد خلفه فضلاً عن جماعة وهذا الأمر ليس غريباً فقد شهدنا في حياة السيد الشهيد الصدر (قدس) نفس الأمر الذي نراه في وقتنا هذا معه إلا إنه لم يرضى أو يسكت على هذا التصرف بل رفضه بشدة ونهر من كان يسير خلفه من طلبة العلوم الدينية وغيرهم وقد ذكر في وقتها ما قد يصيب المرء من أمراض أخلاقية نتيجة هذا الفعل الذي يخالف السيرة المحمدية العلوية التي ندعي نحن اليوم إننا نسير عليها وملتزمون بها ، في الحقيقة إن على هؤلاء العلماء أن يتركوا هذا الفعل وأن ينهوا من يحاول أن يظهر هذه الأفعال التي تدعوا إلى الجاهلية لا إلى الإسلام كما إن على الناس ان ينتبهوا لأفعالهم هذه وأن يسألوا عن كل صغيرة وكبيرة شاردة أو واردة لأنهم لن ينفعهم هذا العمل الذي يتقرب به من فلان وفلان فهذا لا يرضي الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وليس صحيحاً ما يشاع من قول (ذبهة براس عالم واطلع منها سالم ) فكلنا مسؤولون عن أفعالنا ومأمورون بالتعلم والمعرفة لا الاعتماد على ما يقوله زيد وعمر حتى وإن كان زيد وعمر عالمان لأن العالم كما أكد ذلك العلماء أنفسهم معرض للخطأ والصواب لأنه ليس معصوماً والصواب حتماً من الله عز وجل لأنه حق والحق لا يصدر منه إلا الحق أما الخطأ فهو من الشيطان لأنه باطل والباطل مرده ومرجعه الشيطان فنحن إن أطعنا أحد في خطأ وعملنا على ضوء ذلك فإننا قد أطعنا الشيطان والعياذ بالله.
راية الحق ورايات الضلالة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين أحمده على آلائه وعلى عظيم منه وعطائه الهادي عن الضلال الناهي عن الهوى الآمر باتباع طريقه {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ}الأنعام153  ، في هذا الزمان وكل زمان يستمر صراع الانسان مع أخيه الانسان والصراع لا يكون بين حق وحق وانما بين الحق والباطل او الباطل وباطل اخر  ، فكلٌ يصارع لأجل اثبات نفسه وبشتى الطرق والافكار ليحظى بمجد زائل كالزبد {َأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17 ، بقي عندنا اذن الحق والصواب واهل الحق وعادة ان اهل الحق من أوليات معرفة دعواتهم انهم لا يدعون الى انفسهم وانما تكون دعوتهم خالصة الى الله واتباع هداه والدعوة الى هدف نبيل يدلون عليه ويضعون انفسهم في خانة المدعوين الى نصرة الحق مع ما يحملون من صفات ومؤهلات جعلتهم أهلاً لئن يكونوا دعاةً للحق وأهل الحق . ونحن نعيش اليوم في زمن إضطربت فيه الاهواء وتخلله الباطل من جميع جهاته وكثرت فيه الدعوات المشتبهة والباطلة ، فترى كل من تصدى لدعوة يعتقد انه على الحق ومع الحق وانه اهل ان يقوم بسياستها وترويجها وينسبها الى نفسه ليجمع حوله مغررين لا يعرفون ماهية الأمر فتراهم يتقلبون بين أصاب الدعوات المختلفة.
نحن الآن في عصر الظهور الشريف حيث ذكرت الاخبار والروايات عن الائمة المعصومين عليهم السلام كثرة الفتن والاضطرابات والرايات المشتبهه وقد حذر الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة المعصومين من أتباعها والانجرار وراء تياراتها التي تؤدي الى الهلاك والخسران ، فقد جاء في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر ، قال : ( كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه ومعي غيري ، فقال لنا : إياكم والتنويه - يعني بأسم القائم (ع)- وكنت اراه يريد غيري ، فقال لي : يا أبا عبد الله ، إياكم والتنويه ، والله ليغيبن سبتاً من الدهر ، وليخملن حتى يقال : مات أو هلك بأي واد سلك ؟ ولتفيضن عليه أعين المؤمنين ، وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب الايمان في قلبه ، وأيده بروح منه ، ولرتفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي.
قال المفضل : فبكيت ، فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : جعلت فداك ، كيف لا أبكي وأنت تقول : ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف اي من اي ؟ قال : فنظر الى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه ، فقال : أهذه الشمس مضيئة ؟ قلت : نعم . فقال : والله لأمرنا أضوء منها )  كتاب الغيبة ص153ح9.
ولكن الأمر لا يخلو من دعوات حقة وصحيحة تدعو الى الله والى نصرة وليه الامام الحجة بن الحسن عليه السلام وان هناك ممهدين حقيقيين لدعوة صاحب الامر الامام الحجة عليه السلام والسؤال الذي يبرز هنا هو : كيف لنا ان نميز ونعرف دعوة الحق من الدعوة المشتبهة والباطلة ؟ ، الجواب : ان دعوة الحق تسير وفق مفاهيم خاصة تشير اليها تحديداً ولا تتعداها كدعوة السيد اليمان وزير الامام الحجة عليه السلام فهي دعوة حقة ومنصوص عليها بمواصفاتها وما يكون لها وما يجري عليها كما في الرواية الواردة عن أبي بصير عن ابي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، انه قال : ( ... ثم قال خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فإنهض اليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل فهو من اهل النار لأنه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم ) الغيبة للنعماني ص264.
وهذا يثبت لنا ان دعوة اليماني دعوة حق لورود النص عليها وهذا ما أشرنا اليه بالمفهوم الخاص.
أما الدعوات المشتبهة فهي تسير على مفاهيم عامة تشمل الجميع وتنطبق على الجميع حيث كل احد يستطيع ان يدعو لنفسه من خلال بعض الثقافة والاطلاع على المفاهيم العامة كما قلنا فمثلاً هناك دعوة يقول صاحبها انها تعتمد على الفطرة وبدون نص او دليل او رواية واحدة تثبت ذلك وان الفطرة مفهوم عام وتشمل حتى الحيوانات والبهائم ثم لذلك يجب على الانسان ان يميز الحق من الباطل والصحيح من الخطأ وان لا يسلم الى كل من ادعى فأن لكل شيء اصول واصول دعوة الحق ان يكون صاحبها منصوصاً عليه بالاخبار والروايات وان يكون قادراً على الاحاطة التامة ومن جميع الجوانب بدعوته وان لا يقف امام اي مسألة تطرح عليه وعنده الادلة الكافية الوافية لدعوته حيث ورد ذلك في قول امير المؤمنين (ع) عند ذكره لأمير جيش الغضب ووصفه وهو السيد اليماني بـ ( باقراً بقراً باقراً يبقر الحديث بقرا ) والبقر هو الشق اي استخراج الباطن وبمعنى ادق اظهاره التأويل وكذلك كونه يحمل تأويل القرآن والرؤيا والكون ،وهذا التأويل لا تستطيع أي قوة او ارادة في العالم ان تأتي به بدليل قوله تعالى ( ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) آل عمران 7 ، وقد يقول أحد وكيف نعرف ان هذا التأويل صحيح ونحن لا نعلم التأويل ؟ نعم ان التأويل لا يعلمه كل انسان ولكن هناك شواهد على التأويل وهناك الكثير من الناس يمكنهم تمييز التأويل الصادق حيث ان الشاهد على ذلك ما حصل في قضية يوسف (ع) حيث خاطبهم ملك مصر يا ايها الملأ افتوني في رؤياي .... الخ . واستطاع ذلك الملأ التعرف على صدق تأويل يوسف (ع) لرؤيا الملك ولم يعترض على تأويله احد ،وكما لاحظنا في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فقد كان هناك من يدعي النبوة كذباً ، فوجوده كشخص ممكن ولكنه لا يستطيع ان يأتي بما يأتي به النبي (ص) لأثبات صحة نبوته فكانت حجة داحضة وباطلة واستطاع عامة الناس التعرف عليها ، مثل مسيلمة الكذاب وكذلك اننا جميعاً نعلم ومن خلال مطالعة الروايات التي تذكر لنا عصر الظهور ان راية اليماني تحاول حرف الامة عن الحق وعن الطريق المستقيم وايقاعها بالفتن اكثر واكثر بخلاف دعوة اليماني الذي يكون أمره جلياً من خلال هدايته الى الطريق المستقيم لأيصال الناس الى يدي الامام المهدي (عليه السلام).
وأخيراً نقول قول ربنا جل وعلا.
المقاومة الفكرية
ان جميع الحركات الديمقراطية او غيرها لن تستمر ولن تبقى طويلاً وسيأتي اليوم
الذي تتحطم فيه كل تلك الافكار والقوانين الوضعية على جبل عظيم اسمه الاسلام الجديد
الجهاد المعاصر بين الشرعية و اللاشرعية
دراسة معاصرة عن الفكر الجهادي والالتباس الحاصل بين جمهور المسلمين
تعد قضية حقوق الإنسان من أهم القضايا المعاصرة التي تشغل أذهان المفكرين وأصحاب الأخلاق ، لأنها من أهم الواجبات التي تتطلع إليها البشرية، فهي السند الذي يساهم في تدعيم الحقوق الإنسانية للأفراد والمجتمعات، وفي شتى مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو السياسية، أو في ظروف الحروب والصراعات. ولو فرضنا جدلاً فيما يقع من أحداث عصبية تعصف بالعالم الإسلامي وأننا في حال حرب وهذا ما هو حاصل بالفعل بين عموم المسلمين أو من تسمينا بذلك, فلابد للحرب أن تأخذ في أوزارها مخلفات يعانيها من بعدنا أجيال ربما ستكون لها معرفة بالإسلام أكثر منا فتلك المخلفات مثل الأسير والمقتول وما إلى ذلك التي تخلف ورائها البؤس والفقر والشذوذ عن الطريق وهو أمر طبيعي نتيجة للحروب, وفي  هذا العصر , عصر الجاهلية الثانية أصبحت قضية الأسير وحرمته من الأسس المهمة في العالم وخاصة الإسلامي فمنهم من اخذ الأمر على النحو السليم ومنهم من فتى بغير علم ليفعل ما يشاء من انتهاك لحرمة هذا الأسير من اعتداء جنسي أو تشويه وقتل وتمثيل في خلق الله عز وجل، ونناقش في هذه الحلقة هذا الأمر لأنه جانب حساس ويمس عقيدة المسلم وما يرتبط به من الجانب الأخلاقي السامي للإسلام وهو عدم المس بحرمة الأسير, كذلك الحقوق المنصوص عليها من قبله سبحانه وتعالى والتي أسنها نبيه المصطفى (ص) وكذلك عدم قتل الأبرياء ممن لا يد لهم في حروب الفتنة المعاصرة المبتدعة من قبل ( المجاهد العصري وفرق الموت المظلمة)فهؤلاء الأبرياء من نساءٍ وشيوخ وأطفال لا ذنب لهم البتة فيما أجرم به هؤلاء المبتدعين الجاهلين الجدد لنعلمهم الكيفية الصحيحة المنزلة بكلام الله في محكم كتابه الكريم والأمر ليس خاص بالمسلمين فحسب بل هو كلام موجهة لهم قبل الغير من أصحاب الذمة والكتاب, قال تعالى : {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }آل عمران154.
فمن سجون الاحتلال في أبو غريب وبوكا وغيرها من المعتقلات المرتبطة بالميلشيات وعلى غرارها من الانتهاكات التي حدثت من تعذيب جسدي وجنسي من قبل القوات الغازية إلى قتل الاسارى بالجملة وعلى أساس الهوية الاسمية وليست المدينة من قبل التكفيريين وعمليات الذبح والاعتداء نكون في حيرة من امرنا مما يجعل الإنسان المسلم بحق في موقف المتفرج حتى يصله الدور أما في سجون الاحتلال أو منحور الرأس على يد التكفيريين، ونتساءل هنا أين حرمة المسلم وأين حقوق الإنسان؟ والحقيقة هنا واضحة لا تشوبها شائبة إنها الحرب التي تجعل الإنسان ينسى إنسانيته ومبادئه وأخلاقه،وتجعله يشرع في دينه هذا إذا كان لديه دين يؤمن فيه والإيمان أو الضمير الذي هو العامل الأساس في جعل الإنسان يتحلى بإنسانيته وعقيدته المبنية على التسامح والخلق الرفيع أم أنها النفس الخبيثة الإمارة بالسوء التي تبحث عن الدماء والأشلاء والاعتداء  من دون تمييز.
وفي ظل التخبط الأعمى للسياسة الدولية أصبح الإسلام في هذا الزمن متهماً بعدم العناية بحقوق الإنسان، وتأصيل تلك الحقوق ، وهذا يتطلب بيان تلك الحقوق، وإيضاح موقف الإسلام منها، وبيان سماحته وعدله ورحمته بالبشر، الذي قرر منذ أربعة عشر قرناً منذ بعثة الهداية التي تجلت في شخص الرسول (ص) ونلمس ذلك في قوله تعالى : {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105 ,أن للإنسان حقوقاً ينبغي أن تراعى، كما أن عليه واجبات ينبغي أن تؤدى، وهي في الحقيقة لا يغفلها ولا يتجاهلها كل منصف، وكل باحث عن الحقيقة.
وقبل الخوض في تفاصيل حقوق الأسرى في الإسلام أود أن أشير إلى أن القرآن الكريم حوى الأفكار الأساسية المهمة، وترك تفاصيلها وممارستها وتطبيقاتها للأمة وفق الضوابط والنصوص الإلهية، كما أن حقوق الإنسان في الإسلام تقوم على أساس متين من الحرية والعدالة ، ولأجل ذلك حرم الله الظلم والاعتداء وشنّع على أهله وتوعدهم بالعذاب الأليم, قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165، كما أن العقل والواقع يشهد بأنه لا توجد دولة أو تشريع يعطي حرية مطلقة بحيث يتصرف الإنسان من تلقاء نفسه بلا قيود أو ضوابط، وهذا ما نص عليه كتابنا الكريم لا ما اقره الجاهلين بحدوده، ولأجل ذلك تضع كل دولة أو أمة قيوداً وضوابط لهذه الحرية حسب قانونها الذي تحكم به، أما أمة الإسلام فمصدر حريتهم نابع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم. فوضع الإسلام للحروب نظاماً متميزاً، وتفصيلاً دقيقاً لأسبابها، ووسائلها وغاياتها، ومن ينظر لأحكام الحرب في التشريع الإسلامي يرى أن الإسلام كان له الأسبقية الدقيقة في تنظيم هذه الظاهرة، فلا عجب ولا غرابة من دين اتسم بالرحمة والإنسانية أن يفرض الرحمة والإنسانية في معاملة أسرى الحرب ولننظر قوله عز وجل : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107، في وقت كانت فيه جميع الأمم الأخرى تقتل الأسرى أو تستعبدهم. والأهم من ذلك أن الإسلام أخضع معاملة الأسرى لنظام محكم وتشريع مدون، لا يجوز بأي حال من الأحوال تجاوزه أو التعدي عليه لا سيما تحت ضغط الحالات النفسية المتوترة التي تولدها الحروب والاعتداءات الحاصل .فالأسير هو الحربي الذي أسر أو هم الرجال الذين يقعون في قبضة عدوهم أحياء في حال الحرب،  فسقطوا في أيدي المسلمين المجاهدين الذين يبتغون إعلاء كلمة الله تعالى.وبهذا يدخل كل من يحمل السلاح ضد الإسلام، وهو قادر على الحرب، سواء أكان جندياً ,مرتزقاً، أو جاسوساً فهم يقعون في أيدي أعدائهم كما تقع الغنائم في أيدي المحاربين، ولكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب أن الأصل في الإنسان الحرية، ولأجل ذلك قرر الإسلام بسماحته وعدله أنه لا يجوز أسر كل من تقع عليه أيدي المسلمين من غير المسلمين، وإنما يكون ذلك فقط حيث تكون الحرب وحيث تكون ساحة النزاع. لقد قرر الإسلام بسماحته أنه يجب على المسلمين إطعام الأسير وعدم تجويعه، وأن يكون الطعام مماثلاً في الجودة والكمية لطعام المسلمين، أو أفضل منه إذا كان ذلك ممكناً، استجابة لأمر الله ويروى أنه صلى اله عليه وسلم أطعم بعض الأسرى ورواهم بيده الكريمة، ويقول أبو عزيز بن عمير، وكان أحد أسرى بدر حول معاملته: "كنت في رهط الأنصار حين أقبلوا من بدر، فكانوا قدّموا غذاءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر، لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، فما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها فأستحي فأردها على أحدهم فيردها عليّ وما يمسكها".كما قرر الإسلام بسماحته وعدله ورحمته أنه يجب معاملة الأسير بالحسنى وعدم إهانته أو إذلاله، روى الطبراني عن أبي عزيز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالأسارى خيراً"، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى يهود بني قريضة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، قال مخاطباً المسلمين المكلفين بحراستهم: "لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح، قَيّلوهم حتى يبردوا" ومن هذا المنطلق لا يجوز تعذيب الأسير لأجل الحصول على معلومات عسكرية عن جيش العدو،ومن الواجبات التي قررها الإسلام كسوة الأسير كسوة لائقة به تقيه حر الصيف وبرد الشتاء، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه أنه لما كان يوم بدر أتي بالأسارى، وأتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فوجد قميص عبد الله بن أبي الحارث يقدر عليه فكساه إياه، كما ورد انه (ص) كسا بعض الأسرى من ملابسه.وعند استقراء أحكام الأسرى التي وقعت في غزوات الرسول صلى الله عليه واله وسلم، والسرايا التي قام بها أصحابه نجد أن مصير الأسرى حدد في أمرين، أحدهما العفو والمن، والآخر الفداء كما ورد في الآية الكريمة التي تحكم الوضع الشرعي للأسرى غير المسلمين في دولة الإسلام كما جاء في قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }محمد4 , فمعنى الآية أن على المسلمين عند لقائهم بالكفار في ساحة الوغى أن يعملوا السيف في رقابهم، وبعد إثخانهم بالجراح وإنهاكهم إلى درجة الوهن، عليهم القبض عليهم وتقييدهم والتحفظ عليهم حتى تضع الحرب أوزارها، وعند ذلك يحق للمسلمين المن عليهم بإطلاق سراحهم بدون أي مقابل أو مفاداتهم بمال. العفو عن الأسير وإطلاق سراحه مجاناً دون مقابل، وقد حكم به الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم في كثير من غزواته، كما هو مدون في سيرته (ص)، ولا غلو في ذلك فإن الله سبحانه بدأ بالمن عندما قال: (فإما مناً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها)، ومدح من يتصف بصفة العفو والصفح وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)، وهكذا كان العفو هو الأول لأنه من شيمة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ، كل هذا وذاك يدل دلالة أكيدة ما للعفو من قيمة ومن قدسية، ولأجل ذلك حث الإسلام الناس على تطبيق هذه الصفة، وأعظم التطبيق حين يكون ذلك مع أسرى الحرب. ، وللأسف فإن الإنسانية لم تنتبه حتى يومنا هذا إلى هذا الحكم النبوي الكريم الذي طبقه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام منذ أربعة عشر قرناً، في وقت لم تكن للثقافة قيمة ولا للأسير حاجة، ولا توجد جمعيات دولية أو منظمات تهتم بالأسرى.
أما في زمن ( المجاهد العصري وفرق الموت المظلمة) فالأمر اخذ منحى أخر فالأول بدأ يقلب أحكام القرآن ونصوصه بما يراه ملائماً لخدمته وملذته الشيطانية فمثلاً يأخذ الآيات ليستشف منها ما يبغي وهذا ما هو ملاحظ وعلى النحو الأتي كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65, فما ملاحظ ألان إن أصحاب الفكر التكفيري يستخدمونها في الاستدلال على قتل المسلمين من خلال ما يعرض على شاشات التلفاز متخذين منها حجة لأنفسهم في التحريض على القتل والسلب , فنقول لأولئك كما في كلام الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }لقمان6 , فانظر يا من ادعيت العلم وادعيت الجهاد وأتخذت من قتل المسلمين ألعوبة تشبع بها رغباتك المريضة , أوضعت نفسك عوضاً عن النبي الكريم (ص) لتحرض على هدر دماء المسلمين أكان رسول الله يقبل لهذا؟ واتخذت من القرآن أداة تسيرها بحسب ما تشاء متجاهلا شرع الله وحدوده ألا لعنة الله على القوم الظالمين, {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }الحج8 , فتجاهلوا الحق ورسول الحق ونسوا أن الله ما ترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فنرى هؤلاء انتهكوا الحرمات وسفكوا الدماء وتجاهلوا سيرة الرسول الكريم (ص) والصحابة وال بيته (ع) فانتهكوا حرمة الأسير فأين هم من قول رسول الله (ص) : {استوصوا بالاسارى خيراً} كما ورد عنه أيضا قوله (ص) لما أتاه خبر قتل خالد لأسرى من بني خزيمة فقال: { اللهم إني أبرأ مما صنع خالد, ثم أرسل علياً ومعه مال وأمره أن ينظر فيأمرهم فودى ( أي دفع لهم دية القتلى) لهم النساء والأموال حتى انه ليدي ميلغة الكلب, ففضل معه من المال فضلة فقال لهم أمير المؤمنين (ع) هل بقي لكم مال أو دم لم يؤد؟ قالوا لا, فأخبره فقال له (ص) : أصبت وأحسنت) ومن هذا الخلق الكريم نجد أن الرسول (ص) كان يأمر بالعفو والسماح ويرفض البتة التمثيل في الأسير والقتلى مهما كانت الدوافع والأسباب فقد جاء عنه (ص) قوله :{ إياكم والمثلى ولو بالكلب العقور} وأيضا قوله (ص): { لا تمثلوا بشيء من خلق الله عز وجل فيه روح} وعن بريده عن أبيه قال: ( كان الرسول (ص) إذا بعث سرية قال " لاتمثلوا" ) وفي مسند زيد أيضا عن رسول الله (ص) قال: { ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تظلموا ولا تعتدوا} فأين نحن من هذا الخلق الكريم والحال لا يسري فقط على أولئك التكفيريين بل على الجانب المظلم الأخر الذي يتخذ وسائل وذرائع شتى وأمور وفتاوى مبهمة لا صحة لها والتخفي خلفها لإتمام عملياتهم الحقيرة من السلب و الغدر والقتل وقتل الأبرياء وكأن الأمر بات على مصراعين فأين ما أدرت وجهك تجد من ينتظرك على باب بيتك أو حافة الطريق لينحر عنقك بلا أي ذنب اقترفته سوى انك مسلم أو عراقي , فبات المسلمين سنة وشيعة وغير المسلمين أيضا يكتوون بنار هؤلاء الأطراف الضالة, فأين الإسلام عنكم يا من تدعون الإسلام وهل تركتم المحتل لتتقاتلوا فيما بينكم وتركتموه يستغل الفرصة ليزرع فتنة تحصد جذورها الأجيال من بعدنا ليكون المحتل الأول والأخير الذي يعبث بحرمة الأسير والمسلمين , فأين انتم من ذلك وأين انتم من سجون الاحتلال حيث يقبع إخواننا من سنة وشيعة فالأغلب منهم لم يرتكب جرما إلا انه قال كلا للاحتلال , أم إنكم صرتم مثالاً واقعا لقول شاعرنا : عبيد للأجانب هم ولكن ..... على أبناء جلدتهم اسودُ والبقية معروفة فلماذا لا نكون متبعين لله سبحانه وتعالى ولرسوله وال بيته وصحبة الأطهار لنكون مسلمين حقا رافضين الاعتداء والمعتدين محاربين كل من ينوي أو تسول له نفسه تدنيس وتشويه صورة الإسلام بأفكارهم العصرية الخبيثة التي جاءوا بها ليعيثوا في الأرض فساداً بلا حساب أو عقاب؟!!
الشعارات الزائفة الى اين؟!
المتتبع للتاريخ جيداً يجد أن الشعوب بمختلف أنواعها ومعتقداتها قد مرت بمراحل قاسية جداً وذاقت الويلات تلو الويلات ولم يستقر لها الحال إلا بعد أن قدمت التضحيات وأراقت الدماء لأجل تحريرها ومن ثم تحقيق العزة لأبناءها والعمل على تنمية بلدانها وتحسين مستواها الإجتماعي والإقتصادي بغية تعويض خسائرها خلال فترات الحروب الماضية وهذا هو حال الشعوب قديماً وحديثاً ولو أن الشبه متفاوت فيما بينها ، فنجد إن البعض منها عانت من الظلم والأضطهاد ولفترة من الزمن ثم استقر بها الحال أخيراً ، ومنها على العكس تماماً حيث بقيت تعاني إلى يومنا هذا . أما لوجود عوامل سياسية داخلة فيها فتكون ضعيفة دائماً مما يجعل منها هدفاًَ للأعداء ، أو بسبب وجود أسباب أخرى مثل الخيرات والثروات التي تملكها تلك البلدان أو موقعها المتميز جغرافياً فتكون مستهدفة دائماً وهناك بعض البلدان تكون لها خصوصية تميزها عن غيرها من البلدان فتراها تعيش وضعاً سياسيا صعباً جداً لأنها تكون مغرية للطامعين على مر العصور ، والعراق ياتي ضمن هذه البلدان التي نتحدث عنها فهو في طليعة البلدان ذات المزايا الخاصة إذ إنه يتمتع بموقع ستراتيجي من الناحية الجغرافية وبإمكانه أن يلعب دوراً تجارياً مهماً فضلاً عن كونه بلداً غنياً بالكثير من الثروات التي كانت ولا تزال محط أنظار الطامعين غير إن الأهم من ذلك هو دورها السياسي المهم جداً هذا بصفة خاصة فهو بلد للكثير من القوميات والأديان ومختلف الطوائف والأقليات قياساً بمساحته الصغيرة وهذا طبعاً يكون صعباً بالتعامل مع أبناءه بمختلفهم سياسياً واجتماعياً لأن من الصعوبة إيجاد لغة سياسية يفهمها الجميع على حد سواء فيكون بلداً متزناً سياسياً. وعلى هذا الأساس كان العراق هدفا ًللمستعمرين لوجود هذه الصفة الخاصة بهذا البلد فنلاحظ إن كل المستعمرين الذين وطئوا تراب هذا الوطن كانوا يتخذون من هذه الألون العرقية والطائفية أو الأديان والقوميات المختلفة عادة يحركونها متى شاءوا لتحقيق مأربهم الخاصة ويدفعون بعضهم على بعض وهم يقفون موقف المتفرج الذي ينتظر النتيجة النهائية لصالح من تكون ،وهكذا هو حال العراق حتى انتهى به المطاف إلى الاحتلال الأخطر من نوعه في العالم وهو الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي البريطاني أو ما يسمى بالثالوث المشؤوم باعتبار إن هذه القوات الثلاث هي الأقوى في العالم وهي المسيطرة على جميع بلدان العالم بطريق مباشر أو غير مباشر فلعبت هذه القوى مع هذا الشعب سياسة خاصة تعد من أخبث السياسات من إدخاله في الحروب لأجل إضعافه ومن ثم جعلت حاكمهم الظالم يمارس عليهم أقسى أنواع العذاب وبمختلف الأشكال والهدف من وراء ذلك هو إيصال هذا الشعب العريق صاحب الحضارات وصاحب المبادئ إلى مرحلة مؤلمة ويجب عليه أن يقنع بها ويتعايش معها وهي القبول بالاحتلال مهما كان نوعه ومهما كان هدفه لأجل التخلص من حاكمه الجائر وفعلاً نجحت في ذلك وقبل الاحتلال إلا إنها كانت تتصور إن الشعب سوف يستقبلها بالورود ولكن لم يحصل ذلك لأنه لم يرد منها غير تحقيق غاية معينة وقد حصلت تلك الغاية فما الداعي من بقائها بعد ذلك فأصبح يطالب برحيلها بعد أن كان يستنجد بها لكنه ظن أن رحيلها في الوضع الراهن خصوصاً بعد غياب السلطة وحدوث حالة الانفلات الأمني غير صحيح إلا بعد تشكيل حكومة وطنية قادرة على إعادة النظام وبسط سيطرتها من خلال إحداث الانتخابات وصار يعمل جاهداً من أجل انتخاب قادة سياسيين يمثلون الشعب ويعملون على بناء دولة قوية بسيادة كاملة تعيد له هيبته وتعوضه عما فات من الظلم والاضطهاد والتشريد وراح الكل يهتف ويصفق لممثليه حتى وصل أولئك الساسة إلى الحكم وكلاً حصل على المنصب الذي يريد وتربع على عرشه وما كان منه إلا أن ينظر إلى من حوله من حاشيته ليعطيه نصيباً من الكعكة وأغلق بابه على نفسه ونسي من كان في الشارع وهكذا فعل باقي السياسيين فأنكروا الفضل وأجابوا الإحسان بالإساءة وهؤلاء المساكين لا يزالون في الشارع يهتفون ويصفقون وفجأة بهتوا وتوقفوا عن التصفيق لأن أصحابهم انشغلوا بمصالحهم ونسوا جماهيرهم ، عندها أيقن الجميع إن الشعارات التي أطلقها هؤلاء كانت كلها كاذبة وكانت (هواء في شبك) وتبين إن القضية هي ليست قضية تحرير وتخليص من الظلم وبناء دولة قوية آمنة مستقرة ذات سيادة بل إن القضية أكبر من ذلك فتبين إن هدفهم كان المنصب وليس غيره وإن العملية كانت عبارة عن مقايضة بينهم وبين المحتل ( المنصب مقابل المشروع الأمريكي ) وهو إن أمريكا تدعي إنها تريد نشر العدل والمساواة والحرية والديمقراطية في هذه المنطقة وباقي دول العالم وعليهم أن يسمحوا لها بذلك ولا يعارضوها لأن هذه الدول بنظرهم غير قادرة على نشر السلام وتحقيق الأمن وإن أمريكا الوحيدة القادرة على ذلك بالتالي نصبت نفسها سيدة على العالم أجمع ,هذا هو ظاهر المشروع الأمريكي غير إن الشعب فاق من نومته وأيقن أن المسألة متعلقة بسياسة المستقبل وأنها متوقفة على هذه المنطقة والعراق بالتحديد لأن الدين السائد في العراق والدول المحيطة به هو الإسلام الذي يعتبر في نظرهم مهددا لهم ويمثل  رعبا حقيقيا لبلدانهم ويعارض  سياستهم فكان لابد من القضاء عليه قبل أن يغزوا دولهم وخصوصا في هذه الفترة لانهم يعلمون علم اليقين إن هذا البلد سيشهد حدثا عظيما في يوم من الأيام  لان هذا العصر هو عصر ظهور القائد العظيم والموعود الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين الذي يطلق عليه( الرجل العربي الجبار )الذي يكتسح العالم بأسره وان هذا الرجل هو المهدي الموعود وان انطلاقه لفتح العالم سيكون من العراق ويتخذ منه عاصمة له , فلابد إذا من واد حركته وهي  في مهدها فكانت الخطة المعدة لذلك مدروسة جيدا وتوقيتهم كان دقيقا الا انهم رغم ذلك لن يفلحوا بمخططهم هذا وسوف يأتي اليوم الذي يخشونه ويظهر ذلك القائد المنتظر ليكتسح دولهم وكل العالم ويدمر قوتهم ويقظي على جبروتهم ويسقط عروشهم ويحكم قبضته على العالم ومن ثم ينشر العدل والمساواة ويقيم دولة الحق المنشودة ويمكن المؤمنين من رقاب الكافرين وسيحكمون بلدانهم بدلا من ان يحكموهم فهذا هو وعد الله ( ونريد ان نمن على الذين أستظعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وعنده يكون الدين السائد هو الإسلام الذي أراده الله ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
الأمام المهدي يشفي فتاة مصابة بالصرع
كتب المرحوم الشيخ محمد باقر رشاد قصة المعجزة التالية في كتيب حمل عنوان (البشارة ) قال في أول القصة: لان هذه القصة وقعت على مرأى ومسمع عائلتنا وأقاربنا فقد الزمني ضميري وأيماني وحبي لأهل بيت العصمة (ع) بأن انقلها لمحبي الائمة المعصومين بسرد واضح وبسيط مع الأدلة القاطعة ( تقارير الأطباء وشريط الإشارات الخاص بحالة جمجمة المريضة ) بعد حصول الشفاء بلطف إمام العصر (عج) لكي تكون مصداقا للبشارة القرآنية حيث تقول إن هذه( تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) تفصيل القصة: كانت فتاة تبلغ من العمر ثلاث عشر سنة وأسمها صديقة مقدم ابنة الحاج جعفر مقدم الزنجاني الساكن في العاصمة طهران قد أصيبت بتشنجات عصبية منذ شهر نيسان عام 1970 ميلادية وألي مدة أربعة اشهر تقريبا خضعت لمعالجة الأطباء الكفوئين حتى خضعت الدكتور بجراحة الأعصاب كما خضعت لمعالجات متنوعة حتى كان شهر أيلول 1970 حيث راجعت الدكتور المتخصص بجراحة الدماغ والأعصاب فأعلن إن مرضها هو الصرع. وكذلك قال صادق صبا عضو اللجنة الفرنسية والاتحاد الدولي لمتخصص الأعصاب إذ أكد بشكل قاطع إن مرض هذه الفتاة هو الصرع فخضعت الفتاة إلى المعالجة بالأدوية المضادة لحالة الصرع طبقا للتفاصيل التي ثبتها الدكتور صادق صبا عن المرض وعلائمه مع الأخذ بنظر الاعتبار رأي الطبيب المعالج رضا خاكي. واستمرت المعالجة لمدة شهر تقريبا. فشوهدت علائم لانخفاض نسبة قليلة جدا من الحالة ولاكننا في نهاية المطاف يئسنا من المداواة وإمكانية المعالجة حيث ازدادت الحالة سوءا, ومن المصادف إن الحالة الصحية للفتاة تدهورت بشدة تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك حيث تكثر الدعاء في المسجد وفي تلك الأجواء كانت الفتات تحضر المساجد والمجالس مع الناس بقلب ملئ با لهم والحزن والانكسار حتى يوم الجمعة حيث كان الموضوع في يوم الجمعة عن الأمام المهدي (عج) مما كان يدفع المريضة إلى الاتجاء إلى الأمام المهدي (ع)من صميم قلبها اليائس من أي احتمال إلى الشفاء. وفي تلك الليلة.ليلة السبت رأت والدة الفتاة صديقة ولعدة مرات أنها تجلس على فراشها بعد أن كانت مستلقية وتتكلم وكأنها تقابل شخصا ما.فظنت الأم أن أبنتها قد أصبحت بالجنون. ولكن صديقة قالت لأمها بعد استيقاظها أن أمام الزمان (عج) كان في الغرفة للتو وقد مسح على رأسها وبشرها بأنه قد شفاها وأنها لم تعد مريضة مطلقا ومنذ ذلك الوقت زالت كل أثار المرض والتشنجات المريرة حتى عادة لها صحتها تماما وحينما نقلت هزة القصة إلى الدكتور خاكي وباقي الأطباء المتخصصين أعربوا عن تعجبهم ورغبتهم في أجراء فحوصات جديدة عليها لعلهم يكتشفون سر الشفاء فاصطحبها أبوها لأجراء الفحوصات أعلن متعجبا أن علائم المرض قد غابت بالكلية ولم يعد لها وجود
المراة المثالية
(فى نظر الرسول صلى الله عليه واله وسلم)
سوف تظل المرأة المثالية ضالة الرجل في كل مكان وزمان.. يجدُّ في البحث عنها ..وينشد الطرق التي توصله إليها.. فهي التي تملك أن تجعله في وفاق مع نفسه، ومع الحياة، ومع الكون كله. ولكن من هي تلك المرأة التي يمكنها أن تمنحه: حباً وحناناً وعبقرية ونجاحاً وتواؤماً مع الكون والحياة ؟ إنها المرأة المثالية.. المرأه المثالية كما يراها الرسول- صلى اللّه عليه واله وسلم :-
- النظرة التكاملية إلى المرأة.
- الجمال وحُسن المظهر.
- الموافقة والتوافق.
- روح التدين واستقامة الأخلاق.
- التواد والحب.
- البكارة والإنجاب.
- إجادة تربية الأطفال.
- حُسن التدبير والرعاية.
نلاحظ بصفة عامة أن الإنسان كلما زادت درجة تطورة الفكري والحضاري،فإنه لا ينظر للمرأة من بُعدٍ واحد فقط، كأن ينظر إليها من جهة جمالها أو أخلاقها أو عقلها فقط وهكذا...وإنما ينظر إليها نظرة تكاملية من مختلف زوايا التقييم: العقل، الأخلاق، الروح الدينية... وتظهر تلك التكاملية بوضوح في أحاديث الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)،فعندما سُئل: أيُّ النساء خير ؟ قال التي تسره إذا نظر.. وتطيعه إذا أمر.. ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره. ففي هذا الحديث يقدم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وجهة نظر متكاملة إلى المرأة لا ترجح جانباً على جانب فكل جانب له أهميته وله وزنه. كما قال ( صلى الله عليه واله وسلم) تنكح المرأة لأربع :لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وفي رواية من حديث المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فأخبرالنبي (صلى الله عليه واله وسلم):فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. ومعلوم أن النظر لا يعرف به الخلق أو الدين أو المال،وإنما يعرف به الجمال من القبح، وهذا يؤكد أهمية الجمال وحُسن المظهر كأساس من الأسس التي ترتكز عليها شخصية المرأة المثالية. وعندما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) : إن أعظم النساء بركه :أصبحهن وجوهاً وأقلهن مهراً فهذا يؤكد أن الجمال المحض لا قيمة له إذا غاب الدين وغابت الأخلاق، وإنما يستمد الجمال قيمته بوصفه عنصراً يتآزر مع عناصر أخرى لا تقل أهمية كالدين، والأخلاق، والعقل الناضج، والنفسية المتوازنة. على أنه ينبغي الإشارة إلى أن الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) قد أكد على صفات أخرى في المرأة المثالية غير الصفات السابقة،أذكر من ذلك قوله (صلى الله عليه واله وسلم):عليكم بالولود الودود وقال كذلك (صلى الله عليه واله وسلم):هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ففي هذين الحديثين يضيف ثلاث صفات جدد وهم :القدرة على الإنجاب، والتودد الأنثوي البديع الذي تمارسه المرأه مع زوجها والبكارة. فالبكارة ميزة في الأنثى من وجهة نظر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)،لما يستتبعها من فاعلية أنثوية تتمثل في الملاعبة والمداعبة... ومن الصفات التي عدَّها الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) من صفات المرأة المثالية: العطف على الأطفال وحُسن تربيتهم، وحُسن تدبير ورعاية شئون الزوج المالية وما إليها ..فقال: خير نساء ركبن الإبل، صالحوا نساء قريش، أحناه على ولد في صغره،وأرعاه على زوج في ذات يده. بهذا تكون قد وضحت لنا وجهة نظر الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) في المرأة المثالية، فهو يراها بكراً .. ولوداً.. ودوداً.. حسنة الوجه والمظهر بحيث تسر زوجها عندما ينظر إليها.. موافقة لزوجها ومتوافقة معه .. متدينة .. أمينة .. حافظة لغيبة زوجها في نفسها وماله بما أمر اللّه .. حنونة عطوفة على أطفالها.. تحسن تدبير ورعاية شئون زوجها على جميع المستويات. وتلك الوجهة من النظر إن دلت على شئ فإنما تدل على سعة أفق وعمق رؤية الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) للمرأة المثالية،فهي وجهة نظر كاملة متكاملة،تراعي المنافع العاجلة والآجلة،وتتماشى مع الفطرة الإنسانية في نقائها وأصالتها،ولا تغفل طبيعة توجهاتها. فلماذا يا أختي المسلمة لا تكوني أنت هذه المرأة المثالية، فليس من الصعب أن تتحلي بهذه الصفات البسيطة حتى تصبحي قرة عين زوجك وفخره، وتنالي رضاه ورضا اللّه أولاً وأخيراً
ولادة النور
عن أبي عبد الله المطهري عن السيدة حكيمة بنت الأمام الجواد (ع)عمة الأمام الحسن العسكري (ع)قالت : بعث ألي ابو محمد ــ الإمام الحسن العسكري (ع) خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال ياعمة :أجعلي الليلة افطارك عندي فأن الله عز وجل سيسرك بوليد وحجته على خلقه :خليفتي من بعدي قالت حكيمة فتداخلني لذلك السرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى أنتهيت الى ابي محمد (ع ) وهو جالس في صحن الدار قالت فغفوت غفوة ثم استيقظت فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد (ع)من امر ولي الله (ع) فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة فصليت صلاة الليل حتى بلغت الى الوتر فوقع في قلبي ان الفجر قد قرب فقمت لأنظر فاذا الفجر الاول قد طلع فتداخل قلبي الشك من وعد ابو محمد (ع) فناداني في حجرتي :لاتشكي وكأني في الأمر ساعة قد رأيت ان شاء الله تعالى قالت حكيمة فاستحيت من ابي محمد (ع) ومما وقع في قلبي ورجعت الى البيت وانا خجلة (وفي رواية أخرى)قالت حكيمة فلم ازل اراقبها الى وقت الطلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لاتقلب جنبا حتى أذا كان في آخر الليل وقت طلوعة وثبت فزعه فضممتها الى صدي وسميت عليها فصاح ابو محمد وقال أقرئي عليها (أنا أنزلناه في ليلة القدر ) فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها ما حالك قالت :ظهر الأمر الذي اخبرك به مولاي فأقبلت أقرأعليها كما أمرني مولاي فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلم علي قالت حكيمة ففزعت لما سمعت فصاح ابي محمد (ع)لاتعجبي من أمر الله عز وجل ان الله تبارك وتعالى ينطقها بالحكمة صغارا ويجعلها حجة في ارضه كبارا فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس , فلم اراها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب فغدوت نحو ابي محمد (ع) وانا صارخة فقال لي : أرجعي يا عمة فأنك ستجدينها في مكانها قالت : فرجعت فلم البث أن كشف الحجاب بيني وبينها وأذا أنا بها وعليها من اثر النور ما غشى بصري واذا انا بالصبي (ع) ساجدا على وجهه جاثيا على ركبتيه رافعا سبابته نحو السماء وهو يقول اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن جدي رسول الله (ص) وان ابي امير المؤمنين .... ثم عد الائمة (عليهم السلام )الى أن بلغ نفسه فقال (ع) اللهم انجز لي وعدي وأتمم لي أمري وثبت وطأتي وأملأ الارض بيّ عدلا وقسطا , فصاح أبو محمد الحسن (ع) فقال يا عمة تناوليه فتناولته وأتيت به نحوه فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلم على ابيه فتناوله الحسن (ع) والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له : أحمله وأحفظه ورده الينا في كل اربعين يوما فتناوله الطائر وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير فسمعت ابا محمد يقول :أستودعك الذي استودعته ام موسى فبكت نرجس فقال لها اسكتي فأن الرضاع محرم عليه الأ من ثديك وسيعاد اليك كما رد موسى الى أمه وذلك قوله عزوجل ( فرددناه الى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ) قالت حكيمة : فقلت ما هذا الطائر قال : هذا روح القدس الموكل بالأئمة (ع) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم . قالت حكيمة : فلم أزل ارى ذلك الصبي كل اربعين يوما الى أن رأيته رجلا قبل مضي ابو محمد (ع) بأيام قلائل فلم أعرفه , فقلت لأبي محمد (ع) من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه فقال :أبن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فأسمعي له وأطيعي . قالت حكيمة فمضى ابو محمد (ع) بأيام قلائل وأفترق الناس كما ترى والله اني اراه صباحا ومساءا وأنه لينبئني عما سألوني عنه فأخبركم والله أني لا اريد أن أسأله عن الشئ فيبدأني به هذا وأنه لمراد على الأمر فيخرج منه جواب من ساعته من غير مسألتي هذا هو الحجة أبن الحسن (ع)الذي ينتظره العالم بأكمله عجل الله لنا بالظهور والقيام المبارك
ام كريم – ميسان
ما أحوجنا الى العقيلة زينب
هذا السيدة العالمة الفاضلة التي ترعرعت في أحضان النبوة وبيت الرسالة وما أحوجنا الى مثل هذه المرأة في هذا اليوم أن زينب (ع) بكل ما فيها فتاة وأخت وزوجة ووالدة عندما ما نراها كفتاة أنها كانت لايراها احد حتى إذا أرادة أن تزور والدتها (ع)كان أمير المؤمنين (ع)يضعها في وسطهم لكي لا يرا خيالها وكانت آن ذاك حافظة للقرآن . عفوا سيدتي أنتم أهل القرآن .. وعندما نراها  أنها كانت أخت الحسين (ع) وأنتم تعرفون مااقصد بالحسين (ع) أنها بطلة كربلاء لقد عاشت (ع) المأساة اعمق مأساة في تاريخ البشرية فدموعها الكربلائية تتدفق في كل جيل لأنها تبقى في مشاعرنا وعواطفنا ولابد لهذه الدموع ان تكون نقية لكي تغسل القلب والعقل وقلما نجد في هذا الزمان زينب . كان العنفوان الكبير بداخلها وكانت روح ابيها بين جنبيها وارواح اخوتها في نقلها وروح امها في مواقفها وقبل انطلاق أخيها الحسين (ع) لساحة القتال أوصاها بأن لاتسمح للاعداء أن يشمتوا به فعرفت وهي العارفة الربانية .. فكانت قوية صلبة تمشي كمشية أمها حتى خشع العسكر بكل عنفوان وبكل كبرياء لتتحدى ابن زياد (لع) فتقول له أنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امك يابن مرجانة . ووقفت بكل شجاعة لتحمي حياة الأمام زين العابدين (ع) ولترفض بكاء أهل الكوفة وترفض احسانهم وشفقتهم لانها كانت تريد ان تقول لهم: أن هذه اللغة البكائية هي مظهر ينطلق من عمق العاطفة ... والحقيقة فنحن بحاجة الى زينب (ع) لتزودنا وتغذينا فكريا وروحيا وسياسيا في نصرة الحق ونصرة القضية نحن بحاجة الى العقيلة زينب (ع) التي وقفت مع الحسين (ع) لتقف اليوم وغدا مع الطالب بثأر الحسين (ع) نعم ها هي .. زينب بنت علي بن ابي طالب (عليهما السلام)
نرجس

من انا حتى يعجبني او لا يعجبني
أنا الفضيلة أنا الغيرة الساكنة في قلب مسلم يؤمن بالله واليوم الأخر أنا العقل السليم أنا الحياة الدافئة بأنوار الشريعة أنا الشرف المولود أنا الحياء الموروث أنا ضفتا العفة أنا الخير الذي يشع على كل البلاد أنا الحياة السعيدة وأخيرا أنا الوقار ...., أعرفتم من أكون ؟؟؟
لا أنسى أن أعرفكم من تكون تلك الفتاة التي لا تعجبني أنها فتاة أنها صبية أنها أمراة فكيف لا تعجبني ؟؟؟ أبوح لكم بالجواب هل ما تلبسه كثير من بناتنا ونساؤنا هوا للباس الشرعي الذي ارتضاه الله ورسوله لنا ؟؟
كل يوم تسال عن الموضة فتخلت من أساور الإسلام واستبدلتها بقيود الموضة وسلاسل التبعية أنها فتاة نحرت الحياء _ نحرتني _ ورمت بى بعيدا و خالفت الفطرة التي فطرها الله عليها وقد قالت شاعرة غيورة:
يابنت عمى التي جاءت بملبسها...
 عن مقاييس آذيت المقاييس
آذيت بالملبس المبتور فاطمة...
 بنت النبي كما آذيت بلقيس
إبليس راض وحزب الله في غضب...
 على التي فاخرت في حب إبليس
فالجمال ليس كما تتخيله تلك الفتاة هذه أمور تافهة أعجبها بنفسها ترى نفسها فوق الآخرين لماذا ؟؟ يا لها من غافلة خاسرة ورب الكعبة بحديث النبي صلى الله عليه واله وسلم " صنفان من امتي لم اراهما قط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات” فيا لها من حسرة كم هي ضعيفة العقل لقد اتبعت هواها وغرها طول الأمل فصدق الله العظيم حين قال " أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه وأضله الله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله " تمر الأيام وهي ساهية لاهية جريا وراء الإعلام بأنواعه   فهي  عدوة نفسها ومجتمعها تتبجح عند زميلاتها وربما غيرهم بما رأت عبر الفضائيات من أمور يستحى المرء من وصفها بل وتحثهم على متابعة تلك القنوات فتبوء بإثمهم وإثم كل من رأى بسببها ما رأى نسيت أن كل يوم يمضى نقص من عمرها وكل ساعة تمر تدعوها إلى اجلها وتدنيها من قبرها الذي يناديها كل ليلة وهى لاهية ولابد إن تستجيب شاءت أم أبت وصدق الله العظيم إذ قال فيهم :قال كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم}  { أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} فأنني أقول لتلك الفتاة كما قال رسول الله تصدقن معشر النساء فأنكن أكثر أهل النار " واعلمي إن قبرك ينتظرك فإما حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة وأخشى عليك أن تكوني في قبرك فتقولين رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت ويكون الجواب كلا أنها كلمه هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
هل تعلم؟
- هل تعلم إن الله تعالى يظهر رجال يقيمون الحجة على الناس قبل قيام الإمام (ع)
فقد جاء عن أمير المؤمنين في كتاب ماذا قال علي في آخر الزمان في حديث طويل -إلى أن قال -  حتى يخرج صحابي من مصر يريد القدس ، يمهد للمهدي ، قد سبقه ظهور المهدي على الأفواه برجال علم يُعلمون الناس ما لم يعلموا يظهرون خبئ العلامات لمن جهلوا يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم آذان تسمع وما سمعوا.
-هل تعلم إن الله يقذف في قلب أصحاب الإمام المهدي (ع) العلم فلا يحتاج أحد منهم إلى ما عند أخيه.
فقد جاء في بحار الأنوار ج53 عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل قال :( ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم فيومئذ تأويل هذه الآية {يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ} وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }الخبر.
- هل تعلم إن الأمة تعود كما كانت قبل أن يبعث رسول الله (ص)
فقد ورد في الكافي الجزء الأول عن ابي عبد الله (ع) إن أمير المؤمنين (ع) لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها : ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سبّاقون كانوا قد قصروا وليقصرن سبّاقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة ولقد نبأت بهذا المقام وهذا اليوم.
- هل تعلم إن صاحب هذا الأمر إذا غاب يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له!!
فقد جاء في البحار ج51 وفي الإحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل :( وغاب صاحب هذا الأمر بإيضاح العذر له في ذلك ، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ، ويظهر دين نبيه (ص) على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.
علوم ومشاركات
الرجعة في زيارات النبي (ص) والائمة الاطهار(ع)
وعن موسى بن عبد الله النخعي عن الامام علي التقي (عليه السلام) في زيارة الجامعة إلى أن قال : وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكرّ في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيّامكم وتقرّ عينه غداً برؤيتكم . ماورد في زيارة الجامعة من جمل أخرى حيث قال فيها: ومكنني في دولتكم وأحياني في رجعتكم. فيما جاء في زيارة الأربعين . عن جماعة من أصحابنا عن هارون بن موسى التلعكبري عن محمّد بن علي بن معمر عن علي بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في زيارة الأربعين: وأشهد أنّي بكم مؤمن وبإيّابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي. فيما جاء في زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) روى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ذكر لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران بن جمال عن ابيه عن جده صفوان روى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : لمّا طلب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) قال للإمام الصادق (عليه السلام) علّمني زيارة أزور بها الحسين(عليه السلام) وكيف أزوره فعلمه زيارة الحسين(عليه السلام) المعروفة بزيارة وارث ، وقال في تلك الزيارة: وأشهد الله وملائكه وأنبيائه ورسله أني بكم مؤمن وبإيّابكم موقن بشرايع ديني  وخواتيم عملي. فيما ورد في زيارة أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام) وهي على هذا النهج حيث قال الصادق(عليه السلام) : أني بكم وبإيّابكم من الموقنين. فيما جاء في الزيارة الرجبية الوارد زيارتها في شهر رجب في المشاهد المشرّفة وقد روى هذه الزيارة علي بن طاوس في كتاب مصباح الزائر وفي ساير كتبه ورواها الشيخ الطوسي في كتابه مصباح المتهجد عن إبن العياشي قال: أنّ خير بن عبد الله رواها عن الحسين بن روح قال أينما كنت في شهر رجب في أحدّ المشاهد المشرّفة فزر بهذه الزيارة وفيها قال: ويرجعني من حضرتكم خير مرجع إلى جناب ممرع ، وخفض عيش موسّع ، ودعة مَهَل إلى حين الأجل ، وخير مصير ومحلّ في النعيم الأزل ، والعيش المقتبل ، ودوام الأكل وشرب الرحيق والسلسل وعلّ ونهل لا سأم منه ولا ملل ، ورحمة الله وبركاته وتحياته حيث العود إلى حضرتكم والفوز في رجعتكم . فيما جاء في زيارة الامام القائم (عليه السلام) في السرداب المقدّس . فقد روى علي بن طاوس في مصباح الزائر في زيارة الإمام القائم(عليه السلام) في السرداب المقدّس في سامراء حيث قال فيه: ووفقني ياربِّ للقيام بطاعته والمثوى في خدمته ، والمكث في دولته ، والإجتناب عن معصيته فان توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا ربِّ فيمن يكرّ في رجعته ويملّك في دولته ويتمكّن في أيّامه ويستظل تحت أعلامه ، ويحشر في زمرته ، وتقرّ عينه برؤيته. فيما ورد في بعض زيارات الرسول والائمة (عليهم السلام) روى علي بن طاوس في كتابه مصباح الزائر عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من أراد أن يزور قبر الرسول والائمة (عليهم السلام) فليقل هذه الزيارة إلى أن قال: أني من القائلين بفضلكم مقرّ برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا أزعم إلا ما شاء الله. فيما جاء في بعض زيارات الامام الحسين عن كامل الزيارات روى جعفر بن محمد بن قولولوية في كتاب كامل الزيارات عن الحسين بن محمد بن عامل عن احمد بن اسحاق بن سعد عن سعدان بن مسلم قال ابي بصير روى عن بعض اصحابنا عن الصادق(عليه السلام) انه قال في بعض زيارات الحسين (عليه السلام): ونصرتي لكم معدّة حتى يحكم الله .. فمعكم لا مع عدوكم إني من المؤمنين برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا أكذب له مشيئة ولا ازعم ان ما شاء الله لا يكون. فيما ورد في بعض زيارات الامام الحسين (عليه السلام) ايضاً . روى في كامل الزيارات عن أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسن ومحمد بن الحسن في مكان وفي آخر عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه وعن ابن أبي عمير عن محمد بن مروان عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق (عليه السلام) في زيارة الامام الحسين (عليه السلام) حيث قال فيها: ونصرتي لكم معدّة حتى يحييكم الله بدينه ويبعثكم وأشهد أنكم الحجة وبكم ترجى الرحمة فمعكم معكم لا مع عدوكم أني بكم من المؤمنين لا أنكر لله قدرة ولا أكذب منه مشيته. فيما ورد في بعض زيارات الحجة بن الحسن (عليه السلام) حيث قال : وأن أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسّل بك إلى الله سبحانه أن يصلّي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي كرّةً في ظهورك ورجعة في أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي وأشفي من أعدائك فؤادي. فيما جاء في زيارة السرداب في سامراء للامام الحجّة (عليه السلام) حيث قال فيها : اللهم أرنا وجه الميمون في حياتنا وبعد المنون اللهم أني أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة. فيما جاء في بعض الأدعية الواردة في الأيام المنسوبة للإمام الحجة (عليه السلام) منها : مارواه علي بن طاوس في كتاب اقبال الاعمال والشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ذكروا عن أبي القاسم بن العلاء الهمداني وكيل الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قال كتبوا لنا بهذا المضمون . أن مولانا الحسين (عليه السلام) ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع بهذا الدعاء إلى أن قال : وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرّة المعوض عن قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويأخذوا الثار ويرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار إلى قوله : فنحن عائذون بقبره نشهد أوبته آمين ربّ العالمين.
علل واسباب النسيان
1- عدم التركيز في تثبيت المعلومات في الذهن: عندما تكون صورة الأشياء غير مثبتة بشكل جيد نتيجة لعدم التركيز تكون معرضة للتلف والنسيان تماماً مثل اللوحات المعلقة على الجدران عندما تكون غير مثبتة بالشكل المطلوب فهي معرضة للسقوط بأدنى عارض كالهواء المتحرك مثلاً.
2- كثرة الأعمال والمسؤوليات: الأعمال والمسؤوليات الكثيرة تترك في بعض الأحيان آثاراً سلبية على مسيرة وحركة الإنسان ومنها الإرهاق البدني والفكري المتزايد والإنسان ضعيف بطبعه (خلق الإنسان ضعيفا). ونتيجة لهذا الإرهاق المتزايد يصبح في حالة نسيان مستمر.
3- تزاحم المعلومات في الذهن: يتعرض الإنسان في حالة تزاحم المعلومات في الذهن للنسيان وذلك بسبب تشابك الصور والقرائن فيه وتؤدي إلى أنه عندما يريد أن يستحضر معلومة ما يستحضر غيرها إما للتشابه أو التساقط وذلك لتزاحم المعلومات في الذهن.
4- غياب القرائن المساعدة للاستحضار: إن من ابرز معالم قدرة التفكير في الإنسان هو استطاعته على التوصل للقضايا المجهولة بواسطة المعلومات وهذه تسمى بالقرائن المساعدة لعملية الاستحضار فمثلاً يقال للإنسان أن المكان الفلاني يكون بالضبط بجانب المدرسة الفلانية المعلومة فبواسطة هذه المعلومة المستحضرة يتوصل إلى معرفة المكان المجهول: ولكن متى ما غاب عن ذهنه صورة هذه المعلومة الدالة وهي المدرسة يغيب أيضاً عن الذهن صورة العنوان المطلوب. إذن بمقدار غياب القرائن المساعدة للاستحضار يحصل عند الإنسان النسيان.
5- عدم تثبيت العلم بالكتابة: من المشاكل اليومية لدى مختلف طبقات الناس وفي كل مكان هو عدم تثبيت العلم بالكتابة وهذا بدوره يسبب النسيان (قيدوا العلم بالكتابة) والقرآن الكريم يقول (إذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى... فاكتبوه) ذلك لأن الإنسان معرض للخطأ والاشتباه وبالنتيجة معرض لعدم استحضار الصورة الحقيقية لتلك المعلومة التي يريدها في الوقت المناسب وهذا هو النسيان.
6- الأمراض البدنية: يتعرض الإنسان المريض إلى ضعف بدني واضح مما ينعكس على قوة التفكير وقوة الذاكرة لديه ولذلك قيل (العقل السليم في الجسم السليم) فينشغل المريض بمرضه ويكون في اغلب أوقاته منصرفاً إلى تفاصيل حالته المرضية وهذا الأمر يسبب له ضعفاً واضحاً في المعلومات والتصورات الأخرى في ذهنه وبالنتيجة حصول النسيان لديه.
7- عدم الاهتمام بالروحيات والمناقبيات: عندما لا يهتم الإنسان في بعض الأحيان بالجانب الروحي (الغذاء الروحي) يحصل لديه ضعف واضح في هذا الجانب يؤدي إلى ضعف فكره حيث أن الإنسان بطبعه يتأثر بالجوانب المادية والمعنوية والعلم له جانبان جانب مادي يتمثل بالمعلومات المخزونة في الذهن وجانب معنوي يتمثل بالروحيات والمناقبيات. وقد ورد أن العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء ومصدر هذا النور الروحيات والمناقبيات. فمتى ضعف هذا الجانب اثر بشكل من الأشكال على قوة ذاكرة الإنسان مسبباً لديه النسيان.
8- الفقر وصعوبة العيش: إن المجتمعات الفقيرة متخلفة في جميع الأبعاد. لأن الفقر يترك اثراً سلبياً على نفسية وشخصية الإنسان خصوصاً عندما يتعامل مع مجتمع لا يفهم إلا اللغة المادية ولهذا يشعر الفقير تدريجياً بضعف في شخصيته من الجانب المادي والمعنوي مما يترك اثراً سلبياً على بدنه وبالتالي على قوة تفكيره فقلة الغذاء النوعي والتفكير حول مستلزمات الحياة الدنيا يؤثر روحياً على الإنسان وهذا التأثير يسبب الضعف المباشر في قوة الذاكرة وبالنتيجة ارباكاً واضحاً في استحضار صور الأشياء عند الحاجة وهذا هو عين النسيان.
9- فقدان الأمن والأمان: الذي يتعرض إلى القلق الدائم لغياب الأمن والأمان يعيش حالة غير متوازنة وغير مستقرة في شخصيته مما تؤثر في اضطراب المعلومات والتصورات في ذهنه وبالتالي إلى التصادم والارتباك في طبيعة هذه المعلومات تؤدي بدورها إلى غياب القرائن المساعدة للاستحضار وبالنتيجة غياب المعلومات التي يحتاجها الإنسان في الوقت المناسب وهذا هو النسيان. يفقد الأمن بسبب الحروب والكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والرياح القوية وبسبب ظلم الظالمين كالطواغيت وغير ذلك.
10- غياب الراحة في المنزل ومحل العمل: المنزل هو محطة استراحة الإنسان فمتى ما كانت الفوضى هي الحاكمة فيه يعيش الإنسان حالة من عدم الراحة البدنية والنفسية والفكرية وكذا الحال بالنسبة إلى محل عمله حيث التعب والإرباك والملل والضجر بسبب كثرة الحركة وكثرة الأصوات والصراخ أما من قبل الأطفال والكبار أو من قبل حركة الناس وعدم مراعاتهم لراحة الآخرين. وكذلك ما تصدره الأجهزة المختلفة من أصوات في موقع العمل أو المنزل. هذه الأمور تسبب عدم الراحة وبالنتيجة حصول حالة من الإرباك في استحضار المعلومات الذي هو النسيان.
11- الصدمات الخارجية والداخلية: وهي ناتجة من الحوادث المختلفة التي يتعرض لها الإنسان كحوادث السير والمرور والحروب والمشاكل المتفرقة التي تسبب له هزة داخلية من اثر الصدمة الخارجية وهناك صدمات داخلية مثل السكتة القلبية أو الدماغية التي تترك آثاراً سلبية على طبيعة البدن وعلى قوة ذاكرة الإنسان فينسى الكثير من الأمور والقضايا وقد تبقى مدة طويلة في حياته.
12- العجلة في الأمور: إن الإنسان العجول والسريع في اغلب أموره الصغيرة والكبيرة المهمة وغيرها يتعرض في الغالب إلى النسيان لأن تركيز الذهن على أداء العمل بصورة سريعة يسبب الإرباك في استحضار أوضح الواضحات وهذه قضية وجدانية وميدانية يعرفها الكثير من الناس.
13- الحسد ومراقبة الناس: من المسائل التي تدخل في دائرة إرباك الذاكرة مراقبة الناس والحسد. فالإنسان المبتلى بهذا المرض يعيش حالة غير مستقرة من القلق والإرباك النفسي لكثرة انشغاله بالناس وبالنتيجة التفكير السلبي الذي يؤدي به إلى عدم الالتفات لنفسه ولشخصيته ولمعلوماته الأخرى مما يسبب ارباكاً واضحاً في عملية استحضار المعلومات ولقد ورد أنه (من راقب الناس مات هماً)
14- عامل الزمن والشيخوخة: الزمن وزيادة عمر الإنسان من العوامل الأخرى التي تسبب في غياب الكثير من المعلومات من لوحة الذاكرة (لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً) فالإنسان كلما اخذ منه العمر مأخذاً اتجه نحو الضعف المطلق الشامل لبدنه وروحه وفكره إلا من خرج بالدليل كالأنبياء والأئمة والأوصياء وبعض العلماء. وبطبيعة الحال هذا الضعف يؤدي إلى ضعف الذاكرة والنسيان.
15- عدم المطالعة وطلب العلم: ورد عن الإمام علي(ع) أنه قال (من لم يكن إلى الزيادة فهو إلى النقصان) حيث إن الإنسان بحاجة إلى زيادة معلوماته ليتمكن من الاحاطة بالأمور لأنه في حالة اخذ وعطاء وعندما يعطي دون أن يأخذ فانه يتجه نحو النقص والضعف وهذه العملية تضعف الذاكرة لأن العقل بحاجة إلى غذاء مستمر والذاكرة عندما تضعف يكون النسيان هو الحاكم على الإنسان.
16- تأثير بعض الأكلات: إن الزيادة في تناول المأكولات تسبب غياب الحكمة عن تفكير الإنسان وكذلك تناول بعض المأكولات والإكثار منها يسبب بعض الأمراض مثل السكريات والدهنيات والنشويات التي تزيد نسبة الدهن والسكر في الدم تترك آثاراً سلبية على الذاكرة وقوة التفكير وبالنتيجة حصول النسيان عند الإنسان.
ولقد قيل أن كثرة تناول الجبن أو الجوز لوحده يسبب النسيان ومن هنا ورد (أن الجبن وحده داء والجوز وحده داء وكلاهما معاً دواء).
17- حب الدنيا: الإنسان الذي يتعلق بالدنيا تعلق الخالد فيها يطمع دائماً في استيعابها بكل وجوده وكيانه وذلك يسبب له ارهاقاً فكرياً وجسدياً وروحياً وعملية الإرهاق بحد ذاتها تسبب عرقلة التفكير وبالنتيجة الضعف الواضح في قوة الذاكرة.
18- حركة الشيطان: يريد الشيطان دائماً توريط الإنسان في مسيرة الحياة الدنيا بدائرة واسعة من الجهل والذنوب والآثام ونسيان القيم والمبادئ ورموز الحق والهداية ولقد أشير إلى هذا المعنى من خلال قول الإمام الحسين(ع) لتلك الفئة التي جاءت لقتاله (هؤلاء قوم قد استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله العظيم).
19- الاستخفاف بالأمور: الإنسان الذي لا يعيش الجدية في هذه الحياة الدنيا فانه سيستخف بالأمور ولا يبالي بما يدور حوله وبالتالي فإن الصور المطبوعة في ذهنه لا تكون واضحة المعالم في ذاكرته وعندما يريد أن يستحضر معلومة ما لا تكون جاهزة بكل أبعادها لأن هذا الإنسان منذ البداية لم يتعامل مع المعلومات المكتسبة بالجدية المطلوبة لذا يتعرض للنسيان المستمر.
20- عامل الوراثة: لا شك أن للوراثة تأثيراً واضحاً على قوة التفكير والذكاء عند الإنسان سلباً أو ايجاباً وهذه القضية معروفة اجتماعياً ووجدانياً حيث نلاحظ أن هناك اطفالاً على درجة عالية من النبوغ والذكاء أمثال ابن سينا وغيرهم في التاريخ القديم والمعاصر وهناك العكس من ذلك فلو أحضرت عباقرة العلم لتدريس مجموعة من الذين لم يؤتوا حظاً من الذكاء والفهم ما زادهم ذلك إلا هبوطاً وتراجعاً وهذا يدل على تأثير العامل الوراثي في حياة الإنسان.
صحيفة المؤمن اخذت العدل والحكمة
من أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال رسول الله (ص) انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها:-
أن حب علي (ع) ينبع من قلب المؤمن الذي يرى النور أمامه والحق أمامه , أما إذا كان القلب لم يدخل فيه حب( علي ) وعدل( علي ) فان القلب يكون مظلم بالتأكيد لان القلب الذي لم يدخل له نور فهو مظلم والظلام يكون من أتباع هوا النفس لان النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي لقد عرف عنه (ع) انه كان يحاول الإصلاح الشامل لجميع إدارات الدولة ليحقق العدالة التي تضمن لكل إنسان حقه . فكان يراقب الولات وأجهزتهم ويلح على اختيار الأكفاء في جميع المراكز . لقد كان الأمام علي (ع) يرى إن النظام السياسي السليم لا يقوم ألا على أساس العدل في الرعية ولا يمكن إن يتحقق العدل إلا بإلغاء التفاوت الطبقي والعمل حسب الظروف والأوضاع لمصلحة المعوزين والفئات الفقيرة وكان يعلم إن ذلك سيكلفه الكثير من المتاعب وسيجلب له الخصوم والأعداء وسيمد أعداءه بالقوة . ولكن ذلك لم يكن ليثنيه عن رأيه ففي الأيام الأولى من خلافته وزع الأموال على الجميع بالسوية . وهاهو الشعبي يحدث عنه قائلا دخلت الرحبة بالكوفة وأنا غلام في غلمان معي فإذا أنا بعلي (ع) قائم على جرتين من ذهب وفضة ومعه مخفقة يطرد بها الناس ثم يرجع الى المال فيقسمه بين الناس حتى لم يبقى منه شئ ثم أنصرف ولم يحمل الى بيته قليلا ولا كثيرا . فرجعت إلى أبي وقلت له لقد رأيت اليوم خير الناس أو أحمق الناس . فقال من هو يابني قال : رأيت علي بن أبي طالب (ع) وقصصت عليه ما رأيته منه فبكى وقال بل رأيت خير الناس يا بني  ورد على أمير المؤمنين ضيفان : أب وأبنه فقام اليهما واكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه ثم جاء قنبر بطشت وأبريق خشب ومنديل وجاء ليصب على يد الرجل فأمتنع الرجل وقال : يا أمير المؤمنين . الله يراني وأنت تصب على يدي قال الأمام علي (ع) أغسل فإن الله عزوجل يراك وأخوك الذي لايتميز عنك يخدمك فيزيد بذلك في خدمته في الجنة . فأستوى الرجل ليغسل يديه فناول الأمام علي (ع) الإبريق الى أبنه محمد بن الحنفية وقال : يابني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده . ولكن الله عزوجل يأبى أن يسوي بين أبن وأبيه أذا جمعهما في مكان وقد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن فصب محمد بن الحنفية على يد الابن. روى هذا الحديث الحسن العسكري (ع) ولما أنتهى منه أضاف قائلا فمن أتبع علي (ع) على ذلك فهو الشيعي حقا فهل نرى اليوم أيها الإخوة والأخوات أحد مثل هذا الرجل العظيم وحكمه وعدله كلا والله حتى يأتي أبن علي بن أبي طالب (ع) الذي يملئ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا وهو أملنا الذي يحقق العدل والحق والأمان والحمد لله
هدى
اهمية تهذيب النفس وتزكيتها
إن غالبية الذين تظاهروا بالتدين وتسببوا في انحراف الكثيرين وضلالهم.كانوا من أهل العلم فبعض هؤلاء درسوا في مراكز العلمية الدينية ولكن نرى ألان دراسته لم تكن مقترنة بتهذيب النفس وتزكيتها فلم يطئ على الصراط المستقيم ولم يتمكن من إبعاد نفسه عن الرذائل فكانت عاقبته كل تلك الفضائح فان دراسته وتعلمه لاتجدية نفعا بل تلحق به إضرار ايضأ فالعلم عندما يكون في أرضية غير صالحة سوف ينبت نبتا خبيثا ويصبح شجرة خبيثة تكسرت هزة المفاهيم في القلب المظلم غير المهذب ازدادت الحجب أكثر ذلك أن العلم في النفس التي لم تتهذب يكون حجابا مظلما ((العلم هو الحجاب الأكبر ) ومن هنا كان شر العالم الفاسد بالنسبة للإسلام اخطر وأعظم من كل الشرور وكما إن العلم بقرب الإنسان من الله تعالى الاانه في النفس الطالبة للدنيا يبعث على الابتعاد أكثر عن محض ذي الجلال وألوان شخصا حفظ القران بالقراءات السبعة لغير وجه الله تعالى وتلاها فانه لن يجني سوى الحجاب والابتعاد عن الحق تعالى
وسام أبو حسين
هرمونات الصويا تهدد بجيل عقيم
كشفت نتائج دراسة بحثية جديدة عن الوجبات الغذائية السريعة المحتوية على فول الصويا - سواء بصورة صريحة كما فى زيت وزبد وزبادى وألبان الصويا أو بصورة ضمنية حيث يشكل جزءا من مكونات المنتجات الغذائية كما فى الهامبرجر- تشكل تهديدا صريحا لخصوبة الرجال حيث تؤدى لخفض أعداد الحيوانات المنوية لديهم. وكان مجموعة من الباحثين قد عبروا عن اعتقادهم باحتواء فول الصويا على مادة كيماوية تحاكى فى تأثيرها عمل هرمون الاستروجين الأنثوى عند السيدات. وعلى أثر ذلك قررت الباحثة الدكتورة شينا لويس أستاذ الطب الإنجابي بجامعة الملكة فى بلفاست إجراء دراسات لبحث إمكانية وجود علاقة بين فول الصويا ومستوى الخصوبة عند الرجال. وقد تم الكشف عن نتائج هذا البحث فى إطار دراسة بحثية موسعة قامت بإجرائها الباحثة على المنتجات الغذائية التى يدخل فول الصويا فى تصنيعها، وهى صناعة عالمية كبيرة تقدر استثماراتها بالمليارات. وكشفت الدراسة - التى نشرت نتائجها فى مجلة مراقب الغذاء الشهرية وجاء ملخصها بجريدة الأوبزيرفر الأسبوعية - أن الصويا لم يعد فقط يؤكل بواسطة النباتيون ولكنه يستخدم كبروتين نباتى رخيص يدخل فى معظم الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. كذلك ربطت دراسة بحثية أخرى بين الكيماويات الهرمونية الموجودة فى فول الصويا والإصابة ببعض الأورام السرطانية ومرض المخ واختلال وقصور النمو لدى الرضع وحديثى الولادة. ويوضح الباحث البريطانى لويس أن المواد الكيميائية الموجودة فى الصويا يمكنها أن تخفض من أعداد الحيوانات المنوية لدى الشباب والرجال، مما يعد مصدر قلق كبير يتطلب إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على نطاق أوسع كثيرا لتأكيد أو نفى هذه النتائج المزعجة. وتقول الدكتورة لورين اندرسون وهى أحد أعضاء الفريق البحثى إنه إذا تم تحويل هرمون الاستروجين الذى قد يتعرض له الرجال، فإنه لا يؤثر فقط على جودة الحيوانات المنوية لديهم. ولكن من الممكن أيضا أن يزيد من التشوهات الهيكلية أو الخلقية مثل حدوث حالة الخصية المعلقة التى يمكن أن تؤدى كما تعتقد الدكتورة لورين لمشاكل مستقبلية أخرى فى حياة الرجال مثل سرطان الخصية. ومن ناحية أخرى يقول صناع الأغذية السريعة أنهم لم يشاهدوا أية أدلة مقنعة على أن الصويا يمكن أن يسبب أى ضرر للإنسان أو أى علاقة تبرر الربط بين بروتين فول الصويا والمشاكل الصحية المذكورة. وبالطبع من حق القائمين على الصناعات الغذائية المستخدمة لفول الصويا أن يدافعوا عن أنفسهم، ولكن على الطرف الآخر من حق الباحثين أن يطلعوا المستهلك على النتائج التى توصلوا إليها، وأن يعبروا عن مخاوفهم لمنع تعريض الأجيال القادمة لمخاطر صحية محتملة. وحتى إشعار آخر، يجب أن تكون لوزارات الصحة والباحثين فى مختلف دول العالم كلمتهم فى هذه القضية حتى لا نضع مستقبل أمتنا فى مهب الريح ونفاجئ بجيل كامل من أبنائنا يعانى من العقم، وعندئذ لن ينفع الندم، والأمر لا يزال بأيدينا طالما كنا نحرص على الوقاية التى هى خير من العلاج.
حوارات
الرأي والرأي المعاكس
حوار بين باحثين أحدهما يعتقد بأن الذي يقال عنه مات أو هلك هو الامام المهدي (ع)
والآخر يعتقد انه شخص آخر غير الامام (ع)
ان المتتبع للأحاديث والروايات الشريفة يقف حائراً حينما تواجهه بعض الروايات التي تتحدث عن الامام المهدي (مكن الله له في الارض) ، حيث يرى فيها تناقضاً ظاهراً لم يعلق عليه العلماء والباحثين ولم يتطرقوا الى ذكره في كتبهم ومؤلفاتهم  غير انهم نقلوا كل تلك الروايات من دون حل طلاسمها ومعرفة كنهها او رفضها او على الاقل رفض بعض الاحاديث التي يراها المتطلعون انها متعارضة ومن هذه الروايات التي سلطنا الضوء عليها وحاولنا التعرف على ما تحويه من كنوز وجواهر في قضية المهدي المنتظر عليه السلام في محاولة لفك التناقض الذي يجده القارئ والمتتبع لأمر الامام عليه السلام هي الروايات التي تتحدث عن شخص يقال عنه مات أو هلك ، حيث كان سائداً ومعروفاً عند العلماء والباحثين فضلاً عن باقي الناس ان من يقال عنه ذلك هو الامام المهدي عليه السلام ، الا ان بعض الباحثين من مكتب السيد القحطاني يختلفون مع الباقين في ذلك حيث يقولون ان هناك شخصيتين وليس شخصية واحدة يقال عنها هذا القول ونحن لأجل اثبات حقيقة الامر ومعرفة الصحيح من الخطأ قمنا بإجراء هذا الحوار بين باحثين في قضية الامام عليه السلام أحدهما يبين الرأي السائد وهو السيد علي الموسوي والآخر الباحث عبد الحر الناصري ، فأهلاً وسهلاً بهما وليبدأ الحوار على بركة الله :-
السيد علي الموسوي : - دلت الكثير من الاحاديث والروايات ان الذي يقال عنه مات او هلك هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا المعنى مما لا يختلف فيه اثنان ، أما ما يقوله الاخوة فهو كلام جديد لم يقل به احد من السابقين ثم لا بد من وجود الدليل وان كان بأعتقادي لا دليل عليه اضف الى ذلك كله اجماع العلماء والباحثين بأن  الامام عليه السلام سيقال عنه مات او هلك في اي واد سلك وليس شخصاً آخر .

الباحث عبد الحر الناصري :- ليس كل جديد معناه الخطأ بل ربما العكس هو الصحيح ، وأما قولك يا سيدنا انه لا يوجد دليل على كلامي فهذا غير صحيح فعندي الكثير من الادلة على ما أقول اما اجماع العلماء والباحثين فهو ليس بحجة لأنه لا يوجد منهم من حاول الكشف عن هذه الحقيقة بل انهم تناولوا الروايات مع ما فيها من التناقض الظاهري ووصفها بأنها تتحدث كلها عن الامام عليه السلام وهذا غير صحيح فهل من المعقول ان ينقل احد العلماء من مؤلفاته حول الامام رواية معينة تذكر أمر معين ثم بعدها بقليل من الصفحات يذكر رواية اخرى تناقض ما جاء في الرواية السابقة ، ونقول ان الروايتين تتحدثان عن الامام المهدي (مكن الله له في الارض) ، هذا حتماً غير صحيح وغير مقبول والمفروض في مثل هذه الحالة اما ان نبين سبب هذا التناقض او يطرح كلتا الروايتين او احدهما وهو مما لم يفعله اي عالم من العلماء او باحث في كتبهم ، فإننا نجدهم قد نقلوا جميع الروايات ودونوها في كتبهم وابحاثهم بالقبول . واذا كنت وكما هو معروف تعتقد ان الذي يقال عنه مات او هلك هو الامام المهدي (عليه السلام) فأنا سأطرح عليك إشكالاً ارجوا حله والاشكال هو حول ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر والتي قال فيها : ( سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ان لصاحب هذا الامر غيبتين يرجع في احدهما الى اهله والاخرى يقال مات او هلك في اي وادٍ سلك ، قلت : كيف نصنع اذا كان ذلك ؟ قال : ان ادعى مدع فإسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) الكافي ج1 . ومما لا يخفى وهو المتعارف والمشهور ان للأمام المهدي غيبتين احدهما تدعى الصغرى والاخرى الكبرى والمائز بينهما والاعتبار في تقسيمهاما هو وجود السفارة وانقطاعها كما هو الشائع بين اهل العلم ،  فالغيبة الصغرى سميت بذلك لوجود السفراء والكبرى سميت بذلك لأنقطاع السفارة وليس المائز بين الغيبتين او الاعتبار في تقسيمهما الى صغرى وكبرى هو رجوع الامام الى اهله في نهاية الغيبة الصغرى وعدم رجوعه في الغيبة الكبرى ، وهنا اشكالان :-
الاول : هو ان الغيبة الصغرى استمرت اكثر من 71 سنة ، وقد توفي والده الامام العسكري وتوفيت امه السيدة نرجس وليس له اخوة فما معنى ما جاء في الرواية من انه ( يرجع الى اهله ) . والاشكال الثاني كيف نتصور ان الشيعة المؤمنون بغيبة الامام وقيامة يقولون مات او هلك في وادٍ سلك ؟

السيد علي الموسوي : -ان الرواية التي ذكرتها تتحدث عن الامام المهدي عليه السلام وليس عن شخص اخر فالامام هو الغائب وهو صاحب الغيبة كما يعبر عنه وهو له غيبتين كما هو معروف اما مسألة ( يرجع في أحدهما الى اهله ) فإن المقصود بأهله هم شيعته ومواليه وقد ذكر ذلك الكثير من العلماء والباحثين .

الباحث عبد الحر الناصري :- ليس صحيحاً ما تقوله فلا يصح ان نحمل كلام أهل البيت عليهم السلام على غير معناه ليتلائم مع ما نعتقد او ما نبتغي ولو كان صحيحاً ما تدعيه فلماذا لم يقل الامام الصادق (عليه السلام) : يرجع الى شيعته ، وقال يرجع الى اهله ثم ان احد من العلماء والباحثين والكتاب المعنيين بالشأن المهدوي لم يذكروا ولا قصة واحدة تدل على ان الامام بعد انتهاء الغيبة الصغرى عاد ورجع الى اهله اي رجع الى شيعته كما تدعي ولو تنزلنا جدلاً وقلنا بهذا القول فإنه سيكون مناقضاً للعلة من الغيبة والحكمة منها فلِم غاب الإمام عليه السلام ثم رجع بعد ذلك وظهر إلى شيعته أليس هذا يؤكد إن المقصود بالرواية شخص آخر غير الإمام (ع) وهو يسمى ويلقب بصاحب هذا الأمر إي إنه صاحب أمر إلهي أو إنه صاحب دعوة الإمام (ع) وأمره وإنه أيضاً يغيب غيبتين ولكن ليس كما يتصور البعض إن الغيبتين نفس غيبتي الإمام من ناحية المدة هذا ليس صحيحاً بل إنه يصدق على كل مدة يغيب فيها شخص عن أهله ووطنه إنها غيبة من دون النظر إلى مدتها .

السيد علي الموسوي : - إن هذه الرواية ربما تطرق إليها التأويل وهي لا تكفي كدليل على المدعى بل لا بد من وجود عدة أدلة صريحة وواضحة على ما تقول وليس فيه شك أو احتمال لأنه إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال.

الباحث عبد الحر الناصري :- هناك الكثير من الروايات التي تصلح كدليل ولكن أود أن أقول رداً على ما قاله سماحة السيد إذا أوجد الاحتمال بطل الاستدلال هذا عليك وليس لك فما دام الاحتمال موجوداً في الروايات فأذكر لك بعضاًَ منها فعن أبي الجارود عمن سمع علياً عليه السلام يقول : ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ورسوله ولآهل بيته وذلك تأويل هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }فإذا أشتد القتل قلتم مات أو هلك في أي واد سلك وذلك تأويل هذه الاية {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }) بحار الأنوار ج53 فإن هذه الرواية تدل على إن الذي يقال عنه مات أو هلك هو شخص آخر وليس الإمام (ع) بدليل إن هذا الحديث يسبق قيام الإمام (ع) بل إنه عد من العلامات الدالة على قرب قيام المقدس للإمام عليه السلام وهذا الشخص يقال عنه مات أو بسبب وجود قتال يومها فيعتقد البعض إنه مات ويعتقد آخرون غير ذلك ومما يدل على إن هذا الأمر هو علامة من العلامات وهو ما جاء في الرواية الواردة عن عبد الكريم عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال : ( إنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك ؟ فقلت وما إستدارة الفلك فقال إختلاف الشيعة بينهم ) بحار الأنوار ج52 .
وهذه الرواية كما هو واضح تتحدث عن الإمام وإنه لا يقوم حتى يقع الإختلاف بين الشيعة ويقال مات أو هلك في أي واد سلك وهذا الشخص في الواقع هو الممهد للإمام وصاحب دعوته الذي سوف يقوم بثورة في العراق وبالتحديد في الكوفة ضد بني العباس عندها يختفي الداعي إلى الإمام فيقال عنه مات أو هلك في أي واد سلك ، وعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : (قال لي يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك بأي واد سلك وقال الطالب له أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه وإذا سمعتم به فاتوه ولو حبواً على الثلج ) اثبات الهداة ج3 - فمن هذه الرواية يتبين لنا إن هناك من يطلب شخصاً في تلك المعركة كأن تكون جهة معينة كجهة الخصم فتقول عنه إنه مات في المعركة . والإمام كما لا يخفى لا يقوم إلا من مكة وهذه الرواية التي ذكرتها تتحدث عن قتال يقع قبل قيام الإمام عليه السلام.
دور الغرب في تفتيت البلاد الاسلامية
ان علينا إصلاح شأن المسلمين وتوحيد كلمتهم، ولم شعثهم، لكيما يصيروا كتلة واحدة صلدة تتلاشى فيها الحدود المصطنعة، وتنعدم العصبيات غير الضرورية وكل ما من شأنه تفريق مواقفهم على القضية الواحدة، والهم المشترك، ولا يكون ذلك إلا عبر الاشتغال المتواصل والمتحد في هدم جميع ما بناه الاستعمار وبثه من السموم والآفات في حياة المسلمين التي كانت في أحقاب معروفة مزدهرة رصينة لا مجال فيها للنزعات المنحرفة، والنزاعات الجانبية بسبب الجنس أو اللون أو اللغة، أو ما شاكل سوى أن القانون الإلهي الواضح هو الذي كان يحكم ويصادف رضا وسعة في النفوس.. ولكن - أسفا - حين بدأت النزاعات غير المبررة والعصبيات البغيضة، تمتص طاقات الأمة، وتهدر وقتها، ضعفت حتى صارت أطراف وجهات غريبة تطمع فيها وترسل مخالبها أنى شاءت في كيانها، مصادفة عوامل وارضية مساعدة لتحقيق مآربها الشيطانية، فقد (رأى الغرب أن أهم ما يتمكن به من تمزيق أوصال البلاد الإسلامية، ونهب خيراتها، واستبعاد أهلها، أن يفرقها بالقوميات، والإقليميات، واللغات، وان يضع القانون الوضعي مكان القانون الإلهي وان يوصل إلى الحكم عملاءه الذين يطيعون أوامره في ضرب الإسلام والمسلمين)(13).هذا وينبغي التأكيد على أن المخطط الاستعماري والنزعة التسلطية لدى الغرب، لا تقف عند هذه الحدود، إذ هو يريد السيطرة على جميع مقدرات وإمكانات الأمة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق أذنابه وادواته - كما لا يخفى - وهو ما يزال يمارس ذات النهج، ولكن عبر قنوات وأشكال مغلفة بالخدع والحيل الدبلوماسية - إن صح التعبير - أو عبر اختلاق وابتداع ظواهر جديدة معلومة المقاصد، من قبيل العولمة التي هي ليست آخر ابتكارات الغرب، والتي يريد منها لم أطراف العالم تحت جنحه (!!) واستدرار ثرواته ومقدراته ليس غير...إن أوضاع الأمة - حالياً - مجرد أعراض طارئة لإعتلالات فرضتها عوامل خارجية لاتمتّ إلى جوهر الرسالة الإسلامية السمحاء بأدنى صلة، فهي مجرد توهان فكري مما يترتب عليه القول بأن على الأمة ان تعود إلى شخصيتها التي صاغتها الرسالة المحمدية(ص) وتنهي حالة التصدع والتشتت والخمول، وتعير رسنها إلى قائد كفوء بالمواصفات التي سبق ذكرها، يجمع أمرا وينظم شأنها باتجاه الحكومة الإسلامية الواحدة الشاملة، لكيما يضبط حركة المشروع الإسلامي الحضاري بما يحقق الانسجام والمواءمة مع أهداف الرسالة السمحاء. الأمر الذي يتطلب تركيز العناية وتكريس الاهتمام بجانب نشر الوعي الإسلامي بشكل متحد ومتوازن مع كل مرحلة من مراحل تفعيل وتطوير المشروع الإسلامي العالمي.


تحقيقات
أسماء وألقاب اليماني الموعود
ان اليماني هو أهم وأقرب شخص للامام المهدي (ع) وهو صاحب الدعوة الرئيسية في قضية الامام المهدي (ع) والذي يحمل على عاتقه اعباء التمهيد واعداد الانصار الموحدين المستعدين لنصرة الحق واهله ولعظم المسؤولية التي يتحملها ولأهمية شخصيته وتعدد ادوارها وصف وسمي بأوصاف واسماء متعددة وذلك حسب الدور المرتبط بالمرحلة التي يمثلها  وكذلك لأجل المحافظة على شخصيته وعدم كشفها للاعداء تركت هذه الاسماء والاوصاف المتعددة من غير ترابط ظاهري وكأنها تدل على شخصيات متعددة في الوهلة الاولى مما يجعل الخصم في حيرة من أمره في هذه الشخصيات ويشتبه بينها وبالتالي حصول الاشتباه عند الخصم ومن هذه التسميات التي جائت في الروايات المنقولة عن اهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم :
1- المنصور   ، 2- الحسني    ، 3- القحطاني    ، 4 - المهدي     ،5- القائم    ، 6 - وزير الامام     وغير ذلك من الاسماء والاوصاف والتي يشترك في بعضها مع الامام المهدي (عليه السلام) .
كذلك يكشف لنا ان اليماني يلقب بهذا اللقب (اليماني) نتيجة سكنه لفترة من الزمن في اليمن والظاهر ان ذلك يكون بسبب هربه او اختفائه من حكومة بني العباس او بالاخص من الحاكم العباسي الطاغي وهذا ليس بالغريب فأن رسول الله (ص) اطلق على نفسه لقب اليماني علماً انه لم يولد في اليمن فقد ورد في الحديث الشريف عنه (ص) انه قال :( الايمان يمان وانا أمرئ يماني ) من هذا يتضح لنا ونفهم ان اليماني الموعود الذي ذكره الائمة الطاهرين عليهم السلام ليس مولود في اليمن او انه من اهلها وقضى عمره فيها بل لقب بذلك نتيجة لما ذكرناه من هروبه او اختفائه عن اعدائه . والان نبدأ على بركة الله بتناول الاسماء والالقاب الواحد تلو الاخر بشيء من البيان والتفصيل .
1-  المنصور : وهذا الاسم سمي به نبي الله داود عليه السلام وكذلك هو من أسماء الامام المهدي (عليه السلام) قال تعالى في كتابه العزيز { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }الإسراء33. وفي تفسير العياشي ج2 عن ابي جعفر (ع) قال : ( هو الحسين بن علي قتل مظلوماً ونحن اوليائه والقائم منا اذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال : قد أسرف في القتل وقال : المقتول الحسين عليه السلام ووليه القائم والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله (انه كان منصورا ) فأنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (ص) يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما ) وفي تفسير فرات الكوفي ص240 ح324 : عن ابي جعفر الباقر (ع) في الاية الشريفة قال : ( سمى الله المهدي المنصور كما سمي احمد ومحمد محموداً . وكما سمي عيسى المسيح عليه الصلاة والسلاة ، وفي كامل الزيارات ص63 : عن ابي عبد الله الصادق (ع) في الاية : قال : ( ذلك القائم من آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (ع) فلو قتل اهل الارض لم يكن مسرفاً لم يكن ليصنع شيئاً يكون مسرفاً ؟ وكذلك  سمي به السيد اليماني فقد جاء بالرواية الواردة عن ابي عبد الله عليه السلام في كلام طول جاء فيه : ( ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همه الا آل محمد وشيعتهم فيبعث بعثاً الى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً ويقبل راية من خراسان حتى ينزل ساحل الدجلة ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة ، ويبعث بعثاً الى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لا يترك منهم احداً الا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين . ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة ، فيقبل الجيش حتى اذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات (الهلاك) خسف بهم فلا يفلت منهم الا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ،ومعه وزيره) بحار الانوار ج52 . والمعلوم ان وزير الامام المهدي (ع) هو السيد اليماني وقد صرح بذلك الكثير من العلماء والباحثين ففي الرواية الواردة عن رسول الله (ص) في وصف خروج المهدي قال : ( يخرج المهدي من اليمن من قرية يقال لها كرعة ) بحار الانوار ج52 .وقد ذكر الشيخ الكوراني في ج1 من كتابه معجم احاديث الامام المهدي معلقاً على هذا الحديث حيث قال : ( ....فالاقرب فيه عندنا ان وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة ثم من صنعاء ....) وبهذا يتضح لنا ان المنصور وزير المهدي الذي يخرج معه من المدينة الى مكة هرباً من جيش السفياني هو اليماني الموعود ، كما انه قد ورد في رواية اخرى عن امير المؤمنين عليه السلام وهو يتحدث عن تحرك جيش السفياني بأتجاه المدينة فقال :( … فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة الى مكة فيبعث في طلبها وقد لحقا بحرم الله وأمنه ) معجم احاديث الامام المهدي ج3 . فالذي يتبين لنا من هذه الرواية ان المبيض هو نفسه المنصور في الرواية السابقة .وقد جاء في صفة اليماني انه ابيض الوجه مشرب بحمرة فيظهر لنا ان الشخص المصوف في هذه الرواية هو نفسه السيد اليماني اذن يتبين لنا ان اليماني هو المنصور .
2- الحسني : فهو من ذرية الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقد دلت الروايات على ان اليماني حسني النسب وليس حسيني فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي جعفر (ع) في حديث طويل قال : يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفوا له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب ولا يدري الناس ما يقول من البكاء وهو قول رسول الله (ص) : ( كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الى الحسيني فيبايعونه … ) غيبة الطوسي 281 . فالظاهر من هذه الرواية ان القضية المهدوية تكون بقيادة الحسني والحسيني وهو الامام المهدي (عليه السلام) . الا ان الروايات الصحيحة اكدت لنا ان اهدى الرايات هي راية اليماني وانه وزير الامام المهدي(ع) وصاحب دعوته ومعنى هذا ان يكون هو الشخص الثاني في القضية المهدوية بعد الامام(ع) وهو من يقود الدعوة قبل قيام الامام (ع) وهو من يكون الساعد الايمن للامام في اتمام امره واقامة العدل وعليه فلايكون الحسني الذي يقود الدعوة مع الامام كما في الحديث المروي عن رسول الله (ص) الا السيد اليماني لاغير .  وكما ان للأمام امير المؤمنين (ع) وولديه الحسن والحسين (ع) شبه من نبي الله وخليله ابراهيم (ع) وولديه اسماعيل واسحاق (عليهما السلام ) فقد جعل الله سبحانه وتعالى النبوة في ذرية اسحاق واخرج منه انبياء كثيرين ولم يجعلها في ذرية اسماعيل (ع) حتى بعث الله عز وجل محمداً (ص) نبياً ورسولاً وعوض بذلك اسماعيل (ع) بأن جعل من ذريته نبياً واحداً فقط وجعله خاتم الانبياء والمرسلين خرج في زمن متأخراً عن جده نبي الله اسماعيل (ع) فكذلك جعل الله عزوجل  الامامة في ذرية الحسين (ع) وأخرج منه أئمة وثم يجعلها في ذرية الامام الحسن (ع) وانه سوف يعوضه برجل من ذريته يخرج في آخر الزمان يكون هادياً مهدياً يدعو الناس الى الله والى الحق والى نصرة الامام المهدي (ع) وهو السيد الحسني الذي ورد ذكره في روايات المعصومين عليهم السلام وهو الذي يسلم الراية للأمام المهدي (ع) وهو وزيره والذي يخرج بالرايات السود من خراسان وهذه جملة من الروايات الواردة عن أئمة اهل البيت (ع) والتي يثبت من خلالها ان هناك مهدي حسني اضافة الى الامام المهدي الحسيني الذي هو حجة الله بن الحسن العسكري (عليهما السلام) عن الامام الحسين (عليه السلام) ان النبي (ص) قال لفاطمة (ع) : ( والذي بعثني بالحق منهما - يعني الحسن والحسين - مهدي هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجاً مرجاً وتظاهرت الفتن ) البرهان ص94 ، وعن علي بن هلال عن ابيه قال : دخلت على رسول الله (ص) وهو في الحالة التي قبض فيها فاذا فاطمة عند راسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله (ص) اليها رأسه فقال حبيبتي فاطمة : ( .... الى ان قال .... ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب اهل الجنة وابوهما والذي بعثني بالحق خير منهما يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان منهما مهدي هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجاً مرجاً ) بحار الانوار ج51 . يظهر من هذين الخبرين ان المهدي (ع) يكون من ذرية الحسن والحسين (عليهما السلام) وهذا لا يمكن تفسيره وحمله على شخص واحد لأن الحسن والحسين عليهما السلام هما شخصان لا شخص واحد وان الامام المهدي (مكن) من ذريتة الامام الحسين (ع) كما لا يخفى فأن الحق يقتضي ان يكون مفهوم المهدي ينطبق على مصداقين في آخر الزمان وهما الامام الحجة بن الحسن (ع) وهو من ذرية الامام الحسين(ع) والسيد الحسني اليماني الذي هو من ذرية الامام الحسن (ع) وهو وزير الحجة بن الحسن (ع) وصاحب دعوته والذي يسمى ايضاً بالمهدي .
3- القحطاني : - فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال :( سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً ثم من بعده القحطاني ، والذي بعثني بالحق ما هو دونه ) الفتن . وعن رسول الله (ص) ايضاً انه قال : ( القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه ) الفتن .ومعنى ذلك ان رسول الله (ص) يبين في الحديثين اعلاه ان القحطاني يكون بعد المهدي عليه السلام حاكماً وخليفة له وما هودونه وقد ذكر بعض الباحثين في كتبهم بأن القحطاني هو احد اسماء السيد اليماني ومنهم السيد محمد علي الحلو في كتابه الموسوم ( اليماني راية هدى ) حيث جاء في الصفحة 79 : انه قحطاني ويخلص الى القول ( فاليماني اذن - كما في الاخبار - قرشي هاشمي قحطاني ) . اضف الى ذلك ان الذي يخلف الامام المهدي(ع) ويليه هو وزيره اليماني وهذا مما يؤكد من ان اليماني يلقب بالقحطاني.
4- المهدي :- عن الامام الصادق (ع) انه قال :( اذا قام القائم دعى الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق ) الوافي ج2 ، وعن ابي جعفر (ع) قال : ( انما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس ) دلائل الامامة ص249 . وعن انس بن مالك قال :خرج علينا رسول الله (ص) ذات يوم فرأى علياً (ع) فوضع يده بين كتفيه ثم قال : ( يا علي لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي الى الله عن رجل ويهتدي به العرب كما هديث انت الكفار والمشركين من الضلالة ثم قال : ومكتوب على راحتيه بأيعوه فأن البيعة لله عز وجل ) دلائل الامامة ص250 . من هذه الاخبار نستشف ونعرف السبب من اطلاق لقب المهدي في الخبر الاول لأنه يهدي الى امر مضلول عنه اي ان الشخص الذي يطلق عليه هذا اللقب يقوم بهداية الناس الى امر قد ضل عنه الناس فكل من يفعل ذلك يسمى مهدياً والسبب في اطلاق لقب المهدي كما يظهر من الخبر الثالث ان كل من يهدي الى الله عز وجل فهو مهدي فعلي (ع) الذي قام بهداية المشركين والكفار الى الله هومهدي ايضاً . وعن ابي حمزة عن ابي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) يابن رسول الله (ص) سمعت من ابيك (ع) انه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً ، فقال : انما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر اماماً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا ومعرفة حقنا ) بحار الانوار ج53 . يفهم من هذا الخبر وهوواضح لا يحتاج الى تكلف هناك اثنا عشر مهدياً وهم من الشيعة الذين يدعون الناس الى موالاة اهل البيت الائمة المعصومين (عليهم السلام) ومعرفة حقهم وهؤلاء الاثنا عشر يظهرون بعد الامام(ع) وكذلك قبله فمن الممكن ان هناك عدة ممهدين يقومون بهداية الناس الى طريق الحق وموالاة الائمة الطاهرين (عليهم السلام) ومعرفتهم ومعرفة حقهم ومنهم وهو ابرزهم واهمهم المهدي اليماني . وعن ابن عباس (رض) قال : قال رسول الله (ص) انه لما عرج بي ربي جل جلاله - الى ان قال - قال المولى لنبيه (ص) : وأعطيتك ان اخرج من صلبك ( اي من صلب علي ابن ابي طالب (ع)) احد عشر مهدياً كلهم من ذريتك ) بحار الانوار ج52 . وهذا يدل من الرواية ان كل الائمة المعصومين عليهم السلام هم مهديين وليس الحجة بن الحسن عليه السلام وحده هو المهدي كذلك قال النبي (ص) : قال الله تعالى :وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لولا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقةليواري بها جسده واني اذا كملت ايمانه ابتليته بقصر في ماله ومرض في بدنه فان هو خرج اضعفت عليه وان هو صبر باهيت به ملائكتي واني جعلت علياً علماً للأيمان فمن احبه واتبعه كان هادياً مهدياً ومن ابغضه وتركه كان ضالاً مضلاً ) الارشاد ج2 . اذن يتجلى لنا من هذا الخبر ان كل مؤمن احب علياً (ع) واتبعه وسار بسيرته وعلى منهاجه فهو هادي ومهدي وبذلك يتضح انه من الممكن والذي لا يقبل الشك في لفظة المهدي مفهوم له عدة مصاديق اي ان هناك اكثر من مهدي واحد فعلي مهدي واولاده المعصومين مهديين والحجة بن الحسن مهدي واليماني مهدي وعن رسول الله (ص) انه قال : ( اذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي )المستدرك . وهذا يدل على ان المهدي هو اليماني حيث ان الامام (ع) يكون خروجه من مكة حسب ما هو متواتر من الاخبار والروايات .والذي يأتي بالرايات السود هو اليماني  وواضحاً ان هناك شخصيتين رئيسيتين تظهران في آخر الزمان كما جاء ذكرهما في الاحاديث النبوية الشريفة وروايات اهل البيت المعصومين (عليهم السلام) وان هاتين الشخصيتين هما من تكون على عاتقهما مهمة القيام وقيادة القضية المهدوية واقامة دولة الحق والعدل الالهي وهما السيد الحسني اليماني المهدي وزير الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن (ع) والشخص الثاني هو الامام المهدي (ع) وان المهدي الحسني هو من يعد الانصار ويمهد لأقامة العدل ويسلم الراية الى اخيه وابن عمه وامامه المهدي الحسيني صاحب الزمان مكن الله له في الارض .
5- القائم :- عند سماع ذكر القائم يتبادر الى الذهن الامام الحجة بن الحسن (ع) وهذا امر صحيح وحقيقي لكننا نتسائل هل هناك قائم آخر غير الامام المعصوم الحجة بن الحسن (ع) وللأجابة على هذا السؤال لابد من الرجوع الى روايات اهل البيت (عليهم السلام) ومناقشتها مناقشة موضوعية وتحليلها لغرض الحصول على النتائج الملطوبة ولا بد ان نعرف سبب التسمية واللقب فقد ورد عن الامام الصادق (ع) قال : ( سمي القائم لقيامه بالحق ) وعنه ايضاً : ( سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى امرمضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق ) اذن لما كان السبب في التسمية هو القيام بالحق تبين انه لا مانع من ان يكون هناك اكثر من شخص يسمى بالقائم فمن وجد من يقوم بالحق جاز أن يطلق عليه هذا اللقب وهو القائم فقط وليس الإمام القائم لأنه خاص بالإمام الحجة بن الحسن (ع) والدليل على ذلك ما ورد عن أبي عبد الله الصادق (ع) إن أمير المؤمنين (ع) حدث عن اشياء تكون بعده إلى ايام القائم فقال الحسين : يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين فقال أمير المؤمنين (ع) :(لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل : - قال إذا قام القائم بخراسان وغلب على أهل كوفان والملتان وجاز الجزيرة بني كاوان وقام قائم منا بجيلان وأجابته الأبر والديلمان ظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات وكانوا بين هنات وهنات إذا خربت البصرة وقام أمير الأمرة بمصر . فحكى (ع) حكاية طويلة ثم قال : إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل الكبش والخروف هناك يقوم الآخر ويثور الثائر ويملك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله ) بحار الأنوار ج52 - عند مطالعة الرواية من كلام أمير المؤمنين (ع) يظهر لنا إن هناك أكثر من قائم واحد يقوم مع ملاحظة إن ورود اسم القائم في صدر الحديث كان مجرداً أي القائم فقط وفي آخر الحديث ذكر القائم المأمول والإمام المجهول ليستدل من هذه الكلام إنه ليس قائم واحداً بل أكثر . وعن السيد عبد العظيم الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع) :( إني أرجوا أن تكون القائم من أهل بيت محمد (ص) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ؟ فقال : يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بامر الله عز وجل وهاد إلى دين الله ) بحار الأنوار ج51 - ففي هذه الرواية الشريفة وغيرها من الروايات الكثيرة ما يدل دلالة واضحة على إن من يقوم بأمر الله أكثر من شخص وإن الهادي إلى الله أكثر من شخص كذلك ، وأما هؤلاء القائمين والهادين بأمر الله فإنهم بلا شك ما عدا الأئمة هم الممهدين للإمام الحجة بن الحسن وبالأخص السيد اليماني حيث إنه يقوم بأمر الله أكثر من أي شخص ،  فهو أيضاً قائم ، وقد وردت بعض الروايات التي تنعته بهذا النعت وفيها دلالة واضحة عليه . 
6- وزير الامام :- فهذا منصب ويستحقه السيد اليماني بأعتباره الممهد الرئيسي لدعوة الامام الحجة المنتظر مكن الله له في الارض فهو الذي يقوم بأعداد الانصار وتوجيه الفكر نحو قضية الامام المهدي (ع) وتهيئة الظروف الملائمة لهذه القضية وهي قضية ليست بالسهلة او الطارئة حيث انه يبذل من اجلها جهداً عظيماً وذلك ما يكتنفها من اخطار وملابسات وتحركات واسعة من اجل بلورة وتوضيح الدعوة بصورة جلية وازالة اللبس والغموض حولها كذلك سوف يكون الشخص الثاني بعد الامام (ع) اثناء قيامه المقدس والرفيق اللصيق للامام اثناء حركته المباركة حتى قيام الدولة الالهية الكاملة والحقة .وان هذا المعنى معروف عند الكتاب والباحثين في قضية الامام المهدي (ع) وكما جاء في معجم احاديث الامام المهدي (ع) : ( فالاقرب فيه عندنا ان وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة ) وهذا الكلام للشيخ الكوراني . وكما جاء عن رسول الله (ص) انه قال : (  القحطاني بعد المهدي والذي بعثني ما هو دونه ) الفتن .والقحطاني كما بينا سابقاً انه هو اليماني او وزير الامام الحجة المنتظر (ع) .
دراسات
سيرة المهدي في الإنجيل
(قال لتلميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا ولو يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى فهكذا يكون ابن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من ان يعاني آلاما ًكثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان ابن الانسان ) لوقا 17 ،( وسيقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا فلا تذهبوا وتتبعوهم ) هنا يكشف النص الإنجيلي حقيقة واقعية حدثت وستحدث في المستقبل فالذي ينهي عنه المسيح عدم التقليد في العقائد واتباع الآراء والظنون التي لا تغني عن الحق شيئاً وإنما  طالب السيد المسيح (ع) عدم التقليد في مسألة المصلح الغيبي ، فقوله وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم ... نهي واضح لمعرفته المسبقة بما سيؤول له الحال وما ستجري من أحداث بخصوص القضية الإلهية الكبرى ، وهنا أخبار غيبي مستقبلي يوصي فيه سيدنا المسيح (ع) ويوضح بقوله على إن هناك رموز يقلدها الناس سوف تقول على إن صاحب الأمر هنا ويسمى ويكنى بإسم وكنية كذا فاتبعوه وتنكر هذه الرموز حقيقة الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله (ص) في صفة المهدي (ع) قال : ( وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل قيامه إلا كافر به ) مستدرك الوسائل  ، وهناك رموز آخر يقول هنا وهو الفلاني فاتبعوه فنهى السيد المسيح مسبقاً من اتباع هؤلاء الذين لم يدرسوا الحقيقة المهدوية وإنما حملوا كلام أهل البيت (ع) على ظاهر القول فلم يتفحصوا ولم يجهدوا أنفسهم بالبحث عن الحقيقة الكاملة التي زيفها الأولون وكما قالت سيدة النساء (ع) ( هناك يعرف الآخرون غب ما أسس الأولون ) فلو خرج الإمام لأنكروه وقالوا ما هذا بصاحبنا وكما جاء في الحديث عن أبي عبد الله (ع) : يقول عندي سلاح رسول الله لا أُنازع فيه ثم قال : إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله لكان خيرهم ثم قال : إن هذا الأمر يصير إلى من يلوي إليه الحنك فإذا كانت من الله فيه مشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يداً على رأس رعيته ) الكافي ، وعن أبي عبد الله (ع) : ( إنه سؤل عن القائم فقال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان ) الكافي ، ولنستعرض أحد الأحاديث التي تدلل على تخبط الخلص من صحابة الأئمة وليس العوام في القضية المهدوية فقد أثار قسم من أصحاب الأئمة عدة أسئلة أرادوا أن يتعرفوا من خلالها على الشخصية الإلهية المنتظرة ولم يحصلوا على الجواب الكافي سوى إشارة رمزية تدلل على وجود المهدي (ع) ولكن ما يثير الإستغراب سؤال هؤلاء الخلص عن الرجل المنقذ وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن أهل البيت (ع) مأمورين بأن يبقوا حقيقة الشخصية طي الكتمان وإنها سر من سر الله تعالى وإليك هذا الحديث عن يزيد بن حازم قال خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله (ع) فسلمت عليه فسألني هل صاحبك احد ؟ فقلت : نعم صحبني رجل من المعتزلة . قال : فما كان يقول ؟ قلت : كان يزعم محمد بن عبد الله بن الحسن يرجى هو القائم والدليل على ذلك إن إسمه إسم نبي واسم أبيه اسم أبي النبي . فقلت له الجواب : إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي . فقال لي : إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي وهذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن . فقال  لي أبو عبد الله (ع) : فما رددت عليه . قلت : ما كان عندي شيء أرد عليه . فقال : لو تعلمون إنه أبن سبية يعني القائم (ع) . بحار الأنوار وإلى هنا تبقى حقيقة الرمز اللاهي مخفية ومستورة عن خلقه كما هو عهد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) بعد البوح باسم الإمام ليبقى سراً من سر الله تعالى . عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول سَئل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) فقال أخبرني عن المهدي ما إسمه فقال ما إسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا احدث بإسمه حتى يبعثه الله قال فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بابي ابن خير الإماء . غيبة النعماني  ، البحار  . مع العلم إن نهي السيد المسيح (ع) لم يكن منفرداً في التاريخ أو كما يقولون إنه حديث منفرد وإنما زخر تاريخنا الإسلامي بكثير من الأحاديث التي تتفق وحدتها الموضوعية مع ما قال السيد المسيح في مسألة الرمز الإلهي وإنه سر من أسرار الله تعالى والمسألة الأخرى مسألة التقليد الأعمى في العقيدة واتباع تلك الرموز التي لم تنقي نفسها من الشوائب والتي كان همها تقديس الناس لهم والتبجيل لفخامتهم كما ذكر ذلك السيد المسيح بقوله ( فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس . وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم وتلك أعمال يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأول في المجامع والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي ) ونهى الله تعالى عن اتخاذ الرموز البشرية قدوة والتي لم تكن تلك الرموز تتصف بالصفات الإلهية التي تؤهلهم لقيادة الأمة فقال الله عز وجل {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }وإذا عرض عليهم دليل قالوا ( بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) البقرة 170 . كما إن هؤلاء لو إستجابوا لنداء الفطرة وتركوا الكبرياء لحظة لهداهم الله تعالى على مكنون علمه ولو تدارسوا حديثاً واحداً من الأحاديث التي تشير إلى مكنون القضية المهدوية دون التعصب الأعمى الذي لم يمنح صاحبه إلا الإعتراض على مقدرات الله تعالى في رعاية خلقه لقرب هؤلاء من خط القضية الإلهية لمنحتهم السماء فرصة الإنابة والرجوع لكن هيهات فلقد طبع الله على قلوبهم أن يفقهوه ووضعوا أنفسهم أمام الخط المعارض للممثل الإلهي وهذا ما يثبته التاريخ لنا فقد روى أبا الجارود في حديث طويل إلى أن قال إذا قام قائمنا سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلام فيقولون له أرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى ياتي على آخرهم ثم ياتي الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وجل . أعلام الورى للطبرسي  ،  وكثير من الأحاديث التي تركها لنا الإرث الشيعي مليئة بتساؤلات أصحابها عن حقيقة الهوية المهدوية ، فالغموض والضبابية التي اكتنفت القضية المهدوية وغيب الهوية حدى بالكثيرين إلى ادعاء تلك المنزلة ، فالهوية المهدوية لم تكن ثابتة على شخصية محددة ولو كانت كذلك لما تخبط الكثير من أصحاب الأئمة في استفسارات واسئلة حول صاحب الأمر او المهدي او القائم . فهذا أيوب بن نوح من خلص أصحاب الإمام الرضا (ع) يوجه له استفساراً حول صاحب الأمر ، عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) إنا نرجوا أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليك عفواً بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم بإسمك فقال ما منا أحد أختلف الكتب إليه واشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نفسه . بحار الأنوار ج51 ، وعن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع) : إنا نصف صاحب هذا الأمر بصفة التي ليس بها أحد من الناس فقال : لا والله لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه . غيبة النعماني - بحار الأنوارج 52.
((فكما إن الذي يلمع تحت السماء من أحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود )) وهنا ينوه السيد المسيح (ع) بهذا المثل إلى حقيقة بعث الإمام المهدي (ع) ووصف بُعد الناس عن الحقيقة الكاملة للقضية الإلهية الكبرى المتمثلة بشخص المهدي (ع) فقوله (ع) إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يظن في جهة أخرى لبعد السماء عن عين الناظر فإذا لمع تحتها شيء ظن الناظر إليه إنه في الواقع أخطأ في تقدير مصدر الشيء وهذا ما يراه سيحدث عند ظهور المصلح الغيبي حيث سيأتي بخلاف ما ذهب الناس إليه بظنهم إنه هذا هو ذاك ، وكما يذكر لنا الحديث الشريف عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : لا تزالون تمدون أعناقكم إلى الرجل منا تقولون هو هذا فيذهب الله به حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا ترون ولد أم لم يولد خلق أم لم يخلق . غيبة النعماني ص184 - وعن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) : يقول لا يزال ولا تزالون تمدون أعينكم إلى رجل تقولون هو هذا إلا ذهب حتى يبعث الله من لا ترون خلق بعد أم لم يخلق . غيبة النعماني . والحل الأمثل في هذا الحال هو اتباع ما أمر به المعصوم لأجل عدم الوقوع في الخط المعارض للمصلح الغيبي ، فعن أبي عبد الله (ع) قال : قلت له إنّا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك ؟ قال : تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم . غيبة النعماني - وعن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : يا أبان يصيب العالم سبطة يازر العلم بين المسجدين كما تازر الحية في جحرها قلت وما السبطة ؟ قال : دون الفترة فبينما هم كذلك إذ طلع لهم نجمهم فقلت جعلت فداك فكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك فقال لي : كونوا ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها . غيبة النعماني160. ((لا بد له أولاً من أن يعاني آلاماً )) يصف السيد المسيح (ع) ما ستلقاه دعوة الإمام (ع) من المعانات والأذى والسخرية والإستهزاء من قبل المعارضين لدعوته ويؤيد هذا القول ما جاء عن  الصادق (ع) قال : يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) إن رسول الله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة وخشباً منحوتة وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلون عليه . غيبة النعماني 298 . وعن ابي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثلما لقي رسول الله (ص) وأكثر . غيبة النعماني289. ((وأن يرفضه هذا الجيل )) في هذا القول يختم السيد المسيح (ع) المسألة الخاصة بالقضية الإلهية بأن هذا الجيل سيرفضها وسيقف منها موقف المعاند والراد على السماء في اختيارها لتلك الشخصية الإلهية وان هذا المعاند يفرض على السماء أن تأتي بما يتناسب مع ما يريد ويعتقد لا مع ما تريده السماء لأن الذي ياتي يهدد نظام المصالح الفردية الدنيوية ويحطم الكثير من العروش التي بنيت على أجساد الفقراء والمساكين من أبناء هذه الأرض وقد حكى لنا الله تعالى في القرآن حقيقة هؤلاء فقد قال تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } البقرة 87 - وكما رفض أكابر قريش دعوة رسول الله (ص) لأنها ساوت بين الأسود والأبيض والغني والفقير كذلك ستقابل قضية القائم (ع) بالرفض والدليل على ذلك إنهم يقولون له بعد الإعتراف بحقيقة شخصه والتأكد من إنتسابه لفاطمة الزهراء (ع) : يا أبن فاطمة أرجع لا حاجة لنا بك . فحقاً كان قول الزهراء حينما قالت لوفد من نساء أهل الحجاز في مرضها { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } ، عن ابي جعفر (ع) قال : ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألف من البترية شاكين السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعمهم النفاق وكلهم يقول يا ابن فاطمة أرجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر على العشاء ) بيان الأئمة ج3.
{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب } عن الباقر (ع) في الآية قال : اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم . الكافي ج8.
فترات الزمن المسدد
تمثل غيبة الامام المهدي (ع) عام 329هـ وقفة زمنية بالغة الاهمية وشاخصاً زمنياً يفصل بين مرحلتين تاريخيتين في حياة الامة الاسلامية، بحيث يمكن تصنيف التاريخ الاسلامي بشكل عام وتاريخ مدرسة اهل البيت (ع) بوجه خاص على اساسها بفترة ما قبل الغيبة وفترة ما بعد الغيبة، فهي واحدة من وقفات الزمن النادرة والقليلة التي تمر بها مسيرة الحياة والتاريخ وذلك بالاستناد إلى الحقائق التالية:
اولاً: في فترة ما قبل الغيبة وصولاً إلى بعثة الرسول الاكرم (ص) كان المسلمون يأخذون العقائد والتشريعات والاحكام والتعاليم الاسلامية من الرسول (ص) مباشرة قولاً وفعلاً واقراراً، فسيرته الشريفة (السنة) هي المصدر الثاني للتشريع اضافة إلى القرآن الكريم. وقد استمرت هذه الحالة طوال حياة الرسول التبليغية منذ البعثة وحتى وفاته (ص). وبعد وفاة رسول الله (ص)، كان يمارس مهمة الطرح الاصيل للفكر الاسلامي بمختلف آفاقه وابعاده الائمة من اهل البيت (ع)، حسب ما تحدثت به النصوص النبوية الكثيرة الثاتبة الواردة في كتب الحديث عن طريق السنة والشيعة، لا نريد الخوض بها لانها خارج حدود هذه الدراسة.
وقد استمر هذا الدور الرائد للائمة (ع) طيلة الفترة الزمنية الممتدة من وفاة الرسول (ص) بعد الهجرة بعشر سنوات، إلى غيبة الامام الثاني عشر المهدي سنة 328 هـ أو 329 هـ، على اختلاف في الروايات. بمعنى ان ثلاثة قرون من الزمن كان يمارس فيها ائمة اهل البيت (ع) الدور الريادي الفذ في حفظ اصالة الاسلام ونقائه من التزييف والتشويه والتحريف. وقد ركز الائمة (ع) العقائد والافكار والاحكام الاسلامية في المجتمع الاسلامي رغم صعوبة هذه المهمة. وبذلك ظل الزمن يحتفظ بطابعه المسدد بفضل توجيه ومراقبة وتسديد الائمة الاطهار (ع).
ثانياً: في حياة الرسول الاكرم (ص) كان المسلمون كافة. يتلقون تعاليم الاسلام ويسلمون له بطاعة وانقياد باعتباره صاحب الرسالة الذي لا ينطق عن الهوى بصريح القرآن الكريم، فكان المسلمون يرجعون إليه في كل مسألة أو مشكلة تواجههم في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية.
وبعد وفاة الرسول (ص) لم يعد الخليفة هو مرجع الامة المطلق، حيث اخذ الناس يرجعون إلى الخليفة وغيره، بل ان الخلفاء الثلاث الاوائل كانوا يعترفون في مواقف كثيرة عن عدم قدرتهم على الاجابة على مسائل يطرحها المسلمون عليهم. أو حالات تواجه موقعهم كحكام للمسلمين، مما كان يدفعهم إلى الرجوع إلى الامام علي (ع) لاخذ الحكم الاسلامي منه والعمل بآرائه الفقهية وتوجيهاته الاجتماعية والسياسية.
وكان الامام علي (ع) الشخص الذي اتفق المسلمون على اعلميته واحاطته باحكام الشريعة الاسلامية. وان كان هذا الاتفاق لم يقابله انقياد لامامته وقيادته. حيث خرجت عليه بعض الفئات المتمردة مدفوعة وراء اهوائها، ومصالحها الذاتية الا ان هؤلاء لم يكن بمقدورهم انكار الموقع العلمي والتاريخ الجهادي المتميز للامام علي (ع) وانّه وارث الرسول (ص) وباب مدينة علمه.
بعد استشهاد الامام علي (ع) عام 40 هـ. اصبحت مظاهر الاختلاف واضحة في المجتمع الاسلامي. وكان للسياسة الاموية دورها الفاعل في نمو التيارات المنحرفة. اما بنشاط مباشر منها من قبيل تحريف الحديث النبوي، ووضع الاحاديث المختلفة. أو نتيجة الآثار المترتبة على سياستها وردود الفعل منها، فظهرت عدة اتجاهات منحرفة عن الاسلام. ولم يعد كل المسلمين يرجعون إلى ائمة اهل البيت (ع) لاخذ الفكر والعقيدة والتشريع والموقف السياسي منهم. وان كانوا لا ينكرون فضلهم الكبير وعلمهم الواسع ومقامهم الرفيع ومنزلتهم وقربهم من الرسول (ص) وكيف لا يكونوا كذلك وقد نص اهل التفسير بان قوله تعالى (قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى) قد نزل فيهم لا في غيرهم.
ورغم ان السياسة الاموية ومن بعدها العباسية قد جهدت في تقليل دور الائمة (ع) وفي دعم بعض الاتجاهات الفكرية والفقهية الطارئة كبدائل لموقعهم المتقدم والاصيل في الحياة الاسلامية.
رغم ذلك ظل قطاع كبير من الامة يرتبط بهم عقائدياً وفقهياً وحتى سياسياً. ويأخذ عنهم الاسلام بعقائده وتشريعاته واحكامه.
وقد استمرت هذه العلاقة المباشرة والقوية بين الامة والائمة (ع) حتى غيبة الامام محمد بن الحسن المهدي (ع).
ثالثاً: فرضت الظروف السياسية والتحولات الاجتماعية التي كانت تزداد مرارة وظلاماً في الحياة الاسلامية مع تقدم الزمن على ائمة اهل البيت (ع) ان يمارسوا ادواراً متعددة، لكنها تتجه نحو هدف موحد كما تناولنا ذلك في دراستنا السابقة وقد تمكنوا من خلال ادوارهم المتنوعة من حفظ الاصالة الاسلامية، وابقاء حركة الاسلام التاريخية مؤثرة في امتدادات الزمن، مثل تربية واعداد اجيال من العلماء الرساليين الذين حملوا مهام تبليغ الفكر الاسلامي الاصيل، ونشر تعاليم الرسالة الصافية والتصدي للتيارات والاتجاهات المنحرفة والضالة.
ورغم ان الائمة (ع) كانوا يتعرضون للمضايقة والسجن والقتل، الا انهم ظلوا يباشرون مهام القيادة الاسلامية وان كانوا مبعدين عن جانبها السياسي. واعتمدوا من اجل ذلك عدة اساليب ومناهج، فكانت ادوارهم تختلف بحسب اختلاف الظروف. والنقطة المشتركة في هذه الادوار، هي ان الائمة (ع) كانوا يباشرون المهمة القيادية والتوجيهية، بحضورهم المباشر أو عن طريق تلامذتهم ووكلائهم. اي ان تأثيرهم على حركة الزمن كان مباشراً من خلال وجودهم وعلاقتهم المباشرة مع الامة والاحداث التي تمر بها الحياة الاسلامية.
وقد توقف هذا الدور المباشر عند غيبة الامام المهدي، الا ان امتداداته وآثاره الروحية والفكرية ظلت ممتدة مع حركة الزمن.
رابعاً: قبل غيبة الامام المهدي (ع) عام 329هـ ولمدة تقرب من سبعين سنة مارس الامام مهام القيادة الشرعية عن طريق اربعة وكلاء معروفين بالصلاح والوعي والاستقامة. وهم السفراء الاربعة بالتعاقب، كانوا حلقة الاتصال بين الامام المهدي (ع) وقواعده الجماهيرية وهم: عثمان بن سعيد العمري ومحمد بن عثمان العمري وحسين بن روح النوبختي وعلي بن محمد السمري.
وخلال هذه الفترة، كان الامام (ع) يقدم توجيهاته وارشاداته للامة، ويجيب على اسئلتها ومشاكلها. فكان دور الامامة سارياً بصورته غير المباشرة في حياة المسلمين، وكان تأثير الامام على حركة الزمن ما يزال قائماً، فهو الذي يتولى مهمة حفظ الاسلام الاصيل وقيادة الامة الاسلامية. وبوفاة سفيره الرابع عام 329 هـ لم يعين الامام المهدي سفيراً خاصاً آخر(1). وانما اصبح خط الفقهاء هو الامتداد الطبيعي لخط الامامة في حياة الفرد والامة.

الاخيرة
إحتلال بغداد كما تحدث عنه الإنجيل
تشتمل الكتب السماوية على الكثير من الحقائق والامور التي ظلت خافية لعقود طويلة من الزمن لأنها احيطت بشيء من الرمزية وتحدثت بشيء من الباطن ولولا ذلك لحرفت كما حرف الكثير من النصوص ، الا ان الصعوبة تكمن في القدرة على استخراج تلك الحقائق وبيانها للناس بشكل دقيق مؤيداً بالادلة والبراهين وهذا حتماً لا يحصل الا بتوفيق المولى تبارك وتعالى وتأييد وتسديد منه عز وجل فالعلوم الالهية لا يستطيع ان يقطف ثمارها الا من كان مرضيا عند الله عز وجل وذا صلة معه تبارك وتعالى وفي هذا الموضوع نتحدث عن احتلال بغداد كما ذكر ذلك لنا كتاب العهد الجديد حيث جاء في النص الذي ورد بعنوان ((الزانية العظيمة والوحش)) : ((وَجاءَني أحَدُ الملائِكَةِ السَّبعةِ الذينَ مَعَهُمُ الكُؤوسُ السَّبعُ وقالَ لي: "تَعالَ فَأُريَكَ عِقابَ الزّانِيَةِ العَظيمةِ القائِمَةِ على جانِبِ المِياهِ الكثيرةِ. 2بِها زَنى مُلوكُ الأرضِ، وسكِرَ سُكانُ الأرضِ مِنْ خَمرِ كأْسِ زِناها".3فحَمَلَني بِالرُّوحِ إلى الصَّحراءِ، فرَأَيتُ امرَأةً تَجلِسُ على وَحشٍ قِرمِزيٍّ مُغَطُى بِأَسماءِ التجدِّيفِ، لَه سَبعَةُ رُؤوسٍ وعَشَرَةُ قُرونٍ. 4وكانَتِ المرأَةُ تَلبَسُ الأُرجُوانَ والقِرمزَ وتتَحَلَّى بِالذَّهَبِ والحِجارَةِ الكَريمَةِ واللُؤلُؤِ، وبِيَدِها كأْسٌ مِنْ ذهَبٍ مُمَتِلئَةِ بِرِجسِ زِناها ونَجاسَتِهِ، 5وعلى جَبينِها اَسمٌ يَرمُزُ إلى بابِلَ العَظيمةِ، أُمِّ الزِّنى ودَنَسِ الأرضِ. 6ورأَيتُ المرأَةَ سَكرى مِنْ دَمِ القِدِّيسينَ ومِنْ دَمِ شُهَداءِ يَسوعَ. فلمَّا رأيتُها تَعجََّبتُ كَثيرًا. 7فقالَ لِيَ الملاكُ: "لِماذا تَعَجَّبتَ؟ سأكْشِفُ لكَ سِرَ المرأَةِ والوَحشِ الذي يَحمِلُها، صاحِبِ السَّبعةِ الرُؤوسِ والعَشَرَةِ القُرونِ. 8والوَحشُ الذي رأيتَهُ كانَ وما عادَ كائِنًا. سَيصعَدُ بَعدَ قليلٍ مِنَ الهاوِيَةِ ويَمضي إلى الهلاكِ. وسيَتَعجَّبُ سُكانُ الأرضِ الذينَ أسماؤُهُم غَيرُ مَكتوبَةٍ مُنذُ بَدءِ العالَمِ في كِتابِ الحياةِ عِندَما يَرَوْنَ الوَحشَ، لأنَّهُ كانَ وما عادَ كائِنًا وسيَظهَرُ ثانِيَةً.9وهُنا لا بُدَ مِنَ الحِكمَةِ والفَهمِ: فالرُؤوسُ السَّبعةُ . هِيَ التِّلالُ السَّبعةُ التي تَجلِسُ علَيها المرأَةُ. وهِيَ أيضًا سَبعةُ مُلوكٍ، 10مِنهُم خَمسةِ سَقَطوا، وواحِدٌ لا يَزالُ يَملِكُ، والآخَرُ ما جاءَ بَعدُ. ومتى جاءَ لا يَبقى إلاّ قَليلاً. 11أمّا الوَحشُ الذي كانَ وما عادَ كائِنًا، فهوَ مَلِكٌ ثامِنِ، معَ أنَّهُ مِنَ السَّبعةِ، ويَمضي إلى الهلاكِ".12وهذِهِ القُرونُ العَشَرَةُ التي تَراها هِيَ عَشَرَةُ مُلوكٍ ما مَلَكوا بَعدُ، لكنَّهُم سَيَملِكونَ ساعةً واحِدةً معَ الوَحشِ. 13هَؤُلاءِ اَتَّفَقوا على أنْ يُعطوا الوَحشَ قُوَّتَهُم وسُلطانَهُم. 14وهُمْ سَيُحارِبونَ الحَمَلَ، والحَمَلُ يَغلِبُهُم لأنَّهُ رَبُّ الأربابِ ومَلِكُ المُلوكِ، والذينَ معَهُ هُمُ المَدُعُّوونَ والمُختارُونَ والمُؤمِنونَ".15ثُمَ قالَ لِيَ الملاكُ: "تِلكَ المياهُ التي رأَيتَها ورَأيتَ الزّانِيَةَ قائِمةً علَيها هِيَ شُعوبٌ وأجناسٌ وأُمَمٌ وألسِنةِ. 16وتِلكَ القُرونُ العَشَرَةُ التي رَأيتَها والوَحشُ سَيُبغِضونَ الزّانِيَةَ ويَعزِلونَها ويُعرّونَها مِنْ ثِيابِها ويَأكُلونَ لَحمَها ويَحرقونَها بِالنارِ، 17لأنَّ الله جَعَلَ في قُلوبِهِم أنْ يُنَفِّذوا رأيَهُ وأنْ يَتَّفِقوا على إعطاءِ الوَحشِ سُلطانَ مُلْكِهِمْ إلى أنْ تَتِمَ أقوالُ الله.18وتِلكَ المرأَةُ التي رأَيتَها هِيَ المدينةُ العَظيمَةُ التي تَتَسلَّطُ على مُلوكِ الأرضِ )) رؤيا يوحنا16، 17.
وقبل الخوض في تفسير فقرات هذا النص لابد ان نعرف معنى عنوانه (( الزانية العظيمة والوحش )) فقد عرفنا معنى الوحش ومن هو في العدد السابق من الصحيفة حيث بينا ان الوحش المقصود منه هنا هو الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية جورج بوش . لكن بقي علينا ان نعرف ما المقصود بالزانية العظيمة ولا بد ان نعرف اولاً معنى الزنا ، والزنا لغةً هو الرقي او التسلط على الشيء كما قال صاحب التعاريف .وفي الاصطلاح هو ولوج او دخول الرجل في المرأة بشكل غير مشروع . والمقصود بالزانية العظيمة هي مدينة بغداد وسميت بالزانية لرقي وتسلط المحتلين عليها ودخولهم لها وسيطرتهم عليها بشكل غير مشروع اي احتلالها فهو اذن بمعنى الزنا للمرأة اما ما قيل عنها من انها عظيمة فذلك لعراقتها وحضارتها وجذورها الممتدة في التأريخ ولعلو شأنها ومكانتها من بين المدن فقد كانت بغداد لعقود طويلة من الزمن عاصمة الدولة الاسلامية واكبر المدن في العالم وأهمها على الاطلاق ، كما انها امتداد لبابل تلك المدينة التي كانت موطن الانبياء والتي قامت عليها اول الحضارات واقدمها على الاطلاق . والان نبدأ بشرح فقرات النص فقوله : ( وجاءني احد الملائكة السبعة الذين معهم الكؤوس السبع وقال لي : تعال فأريك عقاب الزانية العظيمة القائمة على جانب المياة الكثيرة ، بها زنى ملوك الارض ، وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) ، بعد ان رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام وتوفاه ايد اصحابه وحواريه وتلامذته بالملائكة والروح القدس فكانوا مسددين ويعملون وفق التأييد الالهي لهم لذا فقد رأى يوحنا هذا الملاك الذي أخبره عن علامات ظهور السيد المسيح وكان منها هذا النص ومما يؤكد ان الزانية العظيمة هي بغداد قوله (( القائمة على جانب المياه الكثيرة )) فبغداد قائمة على ضفاف نهر دجلة ذو المياه الكثيرة وقوله : (( بها زنى ملوك الارض )) اشارة الى كثرة من احتلها من الملوك والدول وتعاقبوا على حكمها . واما قوله : (( وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) أي ان اكثر سكان الارض التابعين لأولئك الملوك وتلك الدول التي قامت باحتلال بغدادوقدسرقوا ثرواتها ونهبوا خيراتها وسلبوا كنوزها فعاشوا في لذة ورفاهية بسبب ما استفادوه وجنوه من خيراتها ونهبوه من ثرواتها . وجاء في الفقرة التالية : (( فحملني بالروح الى الصحراء فرأيت امرأة تجلس على وحش قرمزي مغطى بأسماء التجديف )) المرأة هي بغدادوالوحش هو جورج بوش الرئيس الامريكي الحالي ومعنى انها تجلس عليه اي انها تعتمد عليه في استقرارها وادراتها وما الى ذلك وبمعنى آخر عمالتها او عمالة رؤساءها لهذا الوحش ، ومعنى القرمزي : القرمزي هو اللون الاحمر الداكن الذي يشبه لون الدم ومعنى هذا ان هذا الوحش قائم في سياسته وحكومته على القتل والحرب واما معنى قوله : (( مغطى بأسماء التجديف )) اي انه يعتمد على الكذب والتضليل ولبس الحقائق والدجل فهو يدعي شيئاً ويضمر آخر غيره وهذا ما نراه بوضوح في سياسة جورج بوش الوحش . وقوله : (( كانت المرأة تلبس الارجوان والقرمز وتمتليء بالذهب والاحجار الكريمة واللؤلؤ وبيدها كأس من ذهب ممتلئة برجس زناها ونجاستها )) وهذا فيه اشارة الى جمالها وحسن عمرانها وقوة حضارتها وكثرة تجارتها وخيراتها وثرواتها التي امتلئت منها فلا تكاد تجد ارضاً من اراضيها الا وفيها الكثير من الخيرات والثروات . وأما قوله :(( وعلى جبينها اسم يرمز الى بابل العظيمة ، ام الزنى ودنس الارض )) فهذا مما يؤكد قولنا من ان المرأة هي بغداد والجبين فيه اشارة الى الفكر والحضارة ومعنى ذلك انها مكملة لبابل فحضارتها وفكرها امتدادلحضارة بابل وفكرها وقد وصف بابل بالعظيمة كما وصف المرأة بالعظيمة مما يؤكد ان المقصود بالمرأة هنا هي مدينة بغداد وقوله : (( ام الزنى دنس الارض )) وذلك اشارة الى ملوك بابل الذين حكموا العالم من قبل وقتلوا بني اسرائيل وانبيائهم وقاموا بسبيهم وظلمهم فقد سميت بام الزنى لتعاقب من حكمها واحتلها وسيطر عليها ورقى عرشها بقوة السلاح وليس بصورة شرعية . وقوله : (( ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع )) القديسين هم العراقيون الذين منهم خرج الكثير من الانبياء والاولياء والمؤمنون والمجاهدون الذين قتلوا كلهم من قبل حكام هذه المدينة فهي سكرى من دمهم اي انها لا تهدأ بل لا تسكن وتترنح كحال السكران بين الحين والآخر تقوم فيها الثوارت طلباً لدماء هؤلاء الشهداء واما : (( شهداء يسوع )) فهم من يؤمنون بالسيد المسيح من العراقيين عند خروجه في وقت خروج الامام المهدي (مكن الله له في الارض ) .وقوله : (( وسيتعجب سكان الارض الذين اسماؤهم غير مكتوبة منذ بدء العالم في كتاب الحياة عندما يرون الوحش )) سكان الارض هم الذين لا يوفقون لنصرة الامام المهدي (عليه السلام) والسيد المسيح في آخر الزمان اما الذين اسماؤهم مكتوبة في كتاب الحياة فهم انصار الامام المهدي (مكن الله له في الارض ) والسيد المسيح عليه السلام لأنه وردت النصوص القرآنية والروائية في ذكركتاب مذكورة فيه اسماءهم قال تعالى { كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} المطففين 18 - 21.
فهذا الكتاب مكتوب فيه كل شيء ومن أهم ما كتب فيه اسماء انصار الامام عليه السلام ، وجاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : ( لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال ( الله ) فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيبعث الله قوماً من اطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف ،والله اني لأعرفهم واعرف اسماءهم وقبائلهم واسم اميرهم ، وهم قوم يجمعهم الله كيف شاء .... فيتوافون من الافاق ثلاثمائةوثلاثة عشر رجلاً عدة اهل بدر . وهو قول الله { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً } البقرة 148 ، حتى ان الرجل ليجتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك ) غيبة الطوسي . وأما خطبة البيان التي رويت عن امير المؤمنين عليه السلام والتي يذكر فيها اسماء اصحاب الامام عليه السلام فهي معروفة لدى الجميع .
وقوله :(( وهذه القرون العشرة التي تراها هي عشرة ملوك ما ملكوا بعد لكنهم سيملكون ساعة واحدة مع الوحش )) القرون العشرة كما بينا في العدد السابق هم عشرة جيوش تابعين الى عشرة دول وعشرة رؤساء وحكام وقادة لتلك الدول والجيوش وهؤلاء سيملكون ويحكمون في نفس الوقت الذي يحكم ويملك فيه الوحش . وقوله : (( هؤلاء اتفقوا على ان يعطوا الوحش قوتهم وسلطانهم وهم سيحاربون الحمل )) وهذه الدول والجيوش وقادتها ستتفق مع أمريكا وقواتها ورئيسها الوحش ويدخلون في تحالف عسكري ليقاتلوا الحمل في هرمجدون .وأما قوله : (( ثم قال لي الملاك : تلك المياة التي رأيتها ورأيت الزانية قائمة عليها هي شعوب واجناس وامم والسنة )) ففي هذه الفقرة اشارة الى ان الكثير من الشعوب والامم على اختلاف اجناسها والسنتها سوف تنتفع من بغداد وثرواتها وخيراتها التي عبر عنها بالمياه لأن في الماء اشارة الى الحياة والخير الوفير ، قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الانبياء 30 اي ان المياه هي الدول التي احتلت بغداد والعراق . وقوله : (( وتلك القرون العشرة التي رأيتها والوحش سيبغضون الزانية ويعزلونها ويعرونها من ثيابها ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار )) فأن هذه الدول وقواتها سيدخلون في حرب مع الزانية (مدينة بغداد) ويجعلوها في عزلة وقوله :(( يعرونها )) اي يسلبون خيراتها وثرواتها ومعتقداتها وحضارتها ويجعلونها خراب فتذهب زينتها وجمالها ، وقوله : (( ويحرقونها بالنار )) ففيه دلالة على انها سوف تدمر وتخرب بالاسلحة المختلفة التي يرمز لها بالنار . وقوله :((وتلك المرأة التي رأيتها هي المدينة العظيمة التي تتسلط عليها ملوك الارض )) وهذا ما يؤكد ويدل على ان المقصود بالمرأة هي المدينة وانها وبعد كل ما يجري عليها سوف تتسلط على ملوك الارض اي انها سوف تتسلط على كل الدول والمدن وذلك في زمن دولة الامام المهدي ( مكن الله له في الارض ) حيث سيختار الامام من العراق عاصمة لدولته العالمية الكبرى .
وبهذا يتبين لنا ان هناك حقائق مهمة ذكرها الانجيل دلت على الكثير من الجرائم وبينت ان امريكا تقوم بأحتلال العراق وتنتهك الكثير من الحقوق وان احتلالها للعراق غير شرعي وغير صحيح وهو كالزنا بالنسبة للمرأة وان نتيجة هذا الاحتلال هو خراب بغداد والعراق ونهب ثروات البلد وخيراته وسرقتها ومحاولة سلب عقيدة ابناءه واهله ومحاولة تقسيم البلد الى عدة مناطق وتمزيق ابناء الوطن والمجتمع الواحد .       


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون