العدد الخمسون

منار القران
القحطاني يثبت انتقال النبوة والامامة عن طريق الوراثة
بعد ان اثبتنا في بحث سابق انتقال العصمة من خلال الوراثة ضمن قانون انتقال الكروموسومات الحاملة لجينات الرسالة الوراثية الحاوية على ادق التركيبات الصغيرة والكبيرة الداخلية والخارجية ,المادية والمعنوية, من شخص لاخر حيث ان العصمة شأنها شأن المواصفات الاخرى التي يتمتع بها صاحبها مستندين ومرتكزين في ذلك البحث على آيات قرأنية  كثيرة واحاديث وروايات شريفة أكثر تبين امكانية هذا الانتقال الذي يتوافق مع ماتوصل اليه علماء الوراثة في هذا الخصوص من امكانية الانتقال "الشفرة الوراثية" من شخص لاخر مهما كان الفارق الزمني في تعدد مراحل النسب او العكس من ذلك.
وضمن نفس هذا الاطار سنقوم في هذا البحث بإثبات انتقال النبوة والامامة عن طريق الوراثة ايضاً , ووفق نفس المنهجية التي بينتها اساسيات الهندسة الوراثية التي تتكفل في نقل التفصيلات المتناهية الدقة من شخص لاخر وفق الوضع الطبيعي الذي يعيشه الانسان .
النبوة والامامة
هنالك علاقة قوية ومترابطة بين النبوة والامامة , فهما تهدفان الى هداية الناس وايصالهم الى الله عزوجل, والامامة تتمة النبوة , فهي خلافة الله وخلافة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم),وهي ترجمان النبوة ,كما انها نزول وحي على حسب التأويل, فيكون نزول الوحي التأويلي المتمثل ببقاء " ليلةالقدر" بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ,وبقائها وعدم رفعها يعني بقاء نزول الوحي الالهي على قلب الامام الذي يعقب رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) , فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال لاصحابه : (( أمنوا بليلة القدر انها تكون لعلي بن ابي طالب ولولده الاحد عشر من بعدي))" الكافي ج1 ص533" , وورد ايضاً عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) ان امير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: (( ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة امر السنة وان لذلك الامر ولاة بعد رسول الله(ص) فقال ابن عباس من هم ؟ فقال : انا واحد عشر من صلبي ائمة محدثون)) "الكافي ج1ص532”.
وهناك نقاط تلاقي وتشابه كثيرة بين الانبياء والاوصياء , ويكون ذلك حتى في الارواح الموجودة عندهما , فقد جاء في كتاب الكافي "ج1ص272" عن ابي جعفر (ع) قال: (( سألته عن علم العالم فقال لي ياجابر إن في الانبياء والاوصياء خمسة ارواح : روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة,فبروح القدس ياجابر عرفوا ماتحت العرش إلى ما تحت الثرى , ثم قال ياجابر إن هذه الارواح الاربعة ارواح يصيبها الحدثان الا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب)) أي انهم لديهم روح القدس التي يتميزون بها عن باقي الناس الذين عندهم بقية الارواح الاربعة فقط.
هل تجتمع النبوة والامامة في شخص واحد؟
نعم من الممكن ان تجتمع النبوة والإمامة في شخص واحد , وقد اجتمعت في شخص نبي الله ابراهيم (ع) , فقد اجتمعت الجينات الوراثية الحاملة للنبوة والإمامة في شجرة النبوة المتمثلة بأبراهيم ابو الانبياء (ع) , وهذا واضح في الرواية التي نقلها زيد الشحام,فقد قال : (( سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : " ان الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم (ع) عبداً قبل ان يتخذه نبياً, وان الله اتخذه نبياً قبل ان يتخذه رسولاً, وان الله اتخذه رسولاً قبل ان يتخذه خليلاً وان الله اتخذه خليلاً قبل ان يتخذه اماماً فلما جمع له الاشياء قال :(اني جاعلك للناس اماماً) قال :فمن عظمها في عين ابراهيم (ع): (قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) قال : لايكون السفيه امام التقي). ,تفسير البرهان. والظالمين هم المشركين بالله , بدليل قوله تعالى :  {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13, وقد قال عزوجل في ابراهيم(ع) {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }العنكبوت27,أي ان المولى تبارك وتعالى قد اورث ذرية ابراهيم النبوة والكتاب , وبالطبع ان للكتاب علم وهذا العلم لايعلمه الاالنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) ,فعن بريد بن معاوية قال : (( قلت لابي جعفر (عليه السلام) {قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43, قال ايانا عُني وعلي اولنا وافضلنا وخيرنا بعد النبي(صلى الله عليه واله وسلم) "الكافي ج1ص229”.
وبالتالي فأن النبوة والامامة انتقلت من ابراهيم (ع) الى صلب اسماعيل (ع) ولكنهما لم يظهرا كليهما في اسماعيل(ع) كما كان الامر مع ابراهيم(ع) فبقيا في صلب نبي الله اسماعيل وانتقلتا وفقاً لقانون الجينات الوراثية الطبيعية الى كل من محمد وعلي (عليهما السلام) , ومما يؤكد ذلك ماورد عن الريان بن الصلت ,قال : (( حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو , وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان, فقال المأمون : اخبروني عن معنى هذه الاية {ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فقالت العلماء : اراد الله عزوجل بذلك الامة كلها . فقال المأمون :ماتقول ياأبا الحسن ؟ فقال الرضا(ع) : لااقول كما قالوا ولكني اقول أراد الله عزوجل بذلك العترة الطاهرة ـ الى ان قال ـ فصارت الوراثة للعترة الطاهرةلالغيرهم . فقال المأمون من العترة الطاهرة؟ قال: فقال الرضا(ع) : الذين وصفهم الله تعالى في كتابه جل وعلا :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } ... ثم قال : أما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم . قالوا: اين ياابا الحسن ؟ قال : من قوله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد26, فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين)) " بشارة المصطفى ص228" اذاً فالفاسقون شأنهم شأن الظالمين الذين قال عنهم جل وعلا :{لاينال عهدي الظالمين}.
ائمة الهدى هم شجرة النبوة
بعد أن انتقلت الجينات الوراثية الى محمد وعلي (صلوات الله وسلامه عليهما) المتضمنة للأمر الالهي بمستلزماته المتعددة انتقلت تلك الجينات من محمد (ص) الى فاطمة الزهراء (ع) ولذلك فان رسول الله (ص) يقول ان فاطمة بضعة مني ، والبضعة هي ان تقتطع من الأصل وأن تاخذ من كل شيء  شيء وهي الصورة المصغرة عن الاصل .
فعندما جاء الخطاب الالهي لرسول الله (ص) بأن يتزوج النور من النور أي فاطمة من علي (عليهما السلام) لكونهما أصبحا خازنين لجميع الجينات الوراثية التي اصطفاها الله عز وجل من بيوتات الوحي الالهي ، وهي البيوتات الاربعة التي ذكرها الله تعالى بقوله  {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}آل عمران33،34.
فكانت شجرة النبوة في آل محمد (ص) دون غيرهم ، وامير المؤمنين (ع) يقول : ( إنا اهل البيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم ) الكافي ج1 ص221.
ولو عدنا الى الامم السابقة ، فإننا نجد اثنا عشر سبطاً وإثنا عشر نقيباً واثنا عشر حوارياً ، ولكننا لا نجد اثنا عشر اماماً كما هو الحال في الائمة المعصومين (ع) فهي اختصت فيهم دون غيرهم ، فهم ورثة اولي العزم من الرسل ، وورثة خاتم النبيين محمد (ص).
فقد جاء عن عبد الله بن جندب ان الامام الرضا (ع) قد كتب اليه : ( أما بعد فإن محمداً (ص) كان أمين الله في خلقه فلما قبض (ص) كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في ارضه ـ الى ان قال ـ نحن ورثة أولي العزم من الرسل ...) الكافي ج1 ص223 . وهذا دليل آخر على سريان قانون الوراثة .
ولو عدنا الى أصل النبوة والامامة فهما نوراً خلقهما الله تعالى من نوره وقبل أن يخلق الخلق وخصهما بمحمد (ص) وعلي (ع) ، وبنورهما خلق الله تعالى الخلق ، فقد جاء في معاني الأخبار عن الامام الصادق (ع) قال : ( ان محمد وعلياً (ص) كانا نوراً بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له اصلاً وقد انشعب منه شعاع لامع فقالت إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله عز وجل اليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة فأما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي وأما الامامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي ) بحار الانوار ج15 ص12.
الامام الحسين (ع) خازن الصفات الوراثية
إكتملت الخريطة الجينية للشفرة الوراثية الحاوية لأصل النور وفرعه المتمثل بالنبوة والإمامة ، فكان الامام الحسين (ع) أصلاً لهذه الجينات وناقلاً لها لأبنائه المعصومين (ع) عن طريق قانون الوراثة ، ولذلك فإن رسول الله (ص) يقول : ( الحسين خازن وحيي والحسن معدن علمي ) ولو تتبعنا زيارة وارث التي اختص بها الامام الحسين (ع) دون اخيه الحسن (ع) والتي فيها : ( السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث وصي رسول الله السلام عليك يا وارث الحسن الزكي).
يتبين لنا بأن الامام الحسين (ع) والد الأئمة قد ورث تفاصيل الشفرة الوراثية للانبياء والمرسلين وخصوصاً أولي العزم منهم ، وكذلك قد ورث الامامة من اصلها امير المؤمنين (ع) ، وبذلك يكون حاملاً لعموم الجينات الوراثية وناقلاً لها الى الائمة التسعة المعصومين من ذريته (صلوات الله وسلامه عليهم) حتى تكون الامامة امتداداً للنبوة .
وقد أكد علماء الوراثة هذه الحقيقة من خلال اكتشافاتهم التي برهنت على ان جميع صفات الانسان الجسدية والسلوكية الروحية والاخلاقية تخضع لنظام الجينات الوراثية ، أي ان كل كروموسوم وراثي مسؤول عن صفة معينة من صفات الانسان ، وهو المسؤول عن نقل هذه الصفة عبر الجينات الى المولود ، واثبتوا امكانية انتقال تلك الجينات من شخص لاخر أو من مجموعة أشخاص لشخص محدد ، بل أنهم اكتشفوا أطلساً كاملاً للجينات الوراثية البشرية التي تحمل جميع صفات الانسان ، وقاموا بتجارب عديدة تؤكد ذلك.
وهنالك روايات عديدة تؤكد ان الامام الحسين (ع) وارثاً وخازناً وناقلاً للجينات الوراثية والتي ينقلها الى ابنائه المعصومين (ع) فعن عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي ، قال : ( قلت لأبي عبد الله (ع) جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد ؟ فقال : لا اراكم تاخذون به ، ان جبرائيل (ع) نزل على محمد (ص) وما ولد الحسين بعد (ع) فقال له : يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال يا جبرائيل لا حاجة لي فيه . فخاطبه ثلاثاً ، ثم دعا علياً (ع) فقال له : ان جبرائيل يخبرني عن الله عز وجل انه يولد لك غلاما تقتله امتك من بعدك ، فقال : لا حاجة لي فيه يا رسول الله . فخاطب علياً (ع) ثلاثاً ثم قال : انه يكون فيه وفي ولده الامامة والوراثة والخزانة ...) البحار ج25 ص254 .وقد ورد عن الامام الصادق (ع) انه قال : ( ..... لم يرضع الحسين من فاطمة (ع) ولا من أنثى كان يؤتي به للنبي (ص) فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه ليومين والثلاث فينبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول الله ودمه (ص) ) الكافي ج1 ص464.
الامام المهدي (ع) حامل عموم الجينات الوراثية
بما ان الامام المهدي (ع) هو خاتم الاوصياء وخليفة الله وبقيته في أرضه ، والمكوّن لدولة العدل الالهي ، ومتم نور الله ، ومظهر دينه الحق على الدين كله ولو كره المشركون ، فإنه لا بد ان يكون حاملاً لجميع الجينات الوراثية للانبياء والمرسلين وأوصياء الانبياء وأمير المؤمنين وأبنائه المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ، وهذا ما يؤكده القائم المهدي (مكن) عند قيامه المقدس ، فقد ذكر المفضل بن عمر ان الامام الصادق (ع) قال في كلام طويل عن القائم (ع) : ( .......... وسيدنا القائم (ع) مسند ظهره الى الكعبة ويقول : يا معشر الخلائق ألا من أراد ان ينظر الى آدم وشيث فها أنا آدم وشيث ، ألا ومن أراد أن ينظر الى نوح وولده سام فها أنا ذا نوح وسام ، ألا ومن أراد أن ينظر الى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل ، ألا ومن أراد أن ينظر الى موسى ويوشع فها أنا ذا موسى ويوشع ، ألا ومن أراد أن ينظر الى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون ، ألا ومن اراد أن ينظر الى محمد وامير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليهم) فها أنا ذا محمد (ص) وأمير المؤمنين (ع) ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين (ع) فها أنا ذا الحسن والحسين ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين (ع) فها أنا ذا الأئمة (ع) .... ) بحار الأنوار 52 - ص9.
وهذا الكلام الذي يطلقه القائم المهدي ( مكن الله له في الأرض ) عند قيامه الشريف يوضح بشكل لا لبس فيه إنه يحمل عموم الجينات الوراثية لأنبياء الله ورسله وأوصيائه وخلفائه ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) وبالتالي ومن كل ما تقدم يثبت إنتقال النبوة والإمامة عن طريق الوراثة.
الموعود
ما اشبه اليوم بالامس حاجة المجتمع العراقي الى ( رسول أمي)
لو عدنا بالنظر الى المجتمع الذي عاصر النبي الأكرم خاتم الأنبياء والمرسلين(ص)لوجدناه يمتاز بمجموعة نقاط التي تعتمد على انتشار مفاهيم الجاهلية الأولى ومن هذه النقاط:
1- تبرج النساء وظهار زينتهن ومفاتنهن لاغواء الرجال...
2- تعصب الرجل لابن عشيرته في الحق والباطل...
3- انتشار المنكرات وعدم التناهي عنها...
4- تخطف الناس لبعضهم البعض والتكالب ، كالروم والافرنج وغيرهم على ذلك المجتمع...
5- معيشة الذلة كما أشرت لذلك الزهراء(ع)في خطبتها المعروفة كنتم أذلةً خاسئين يتخطفكم الناس من حولكم...
6- صعوبة العيش وقلة الموارد في أيديهم مع كثرتها في بلادهم كما في قولها عليها السلام ((تقتاتون القد والورق))...
7- تسلط أناس معينين على رقابهم  والاستأثار بخيرات البلاد لأنفسهم  وترك الأمم في ضنك العيش والفاقة.كتسلط سادة قريش وكبرائهم في مكة على أهلها وغير هذه النقاط الكثير مما لا يسعنا ذكره هنا ولو توجه أي منا إلى هذه النقاط وقارنها مع زماننا هذا فهل يجد فيها ما لم يتحقق مثله عندنا بغض النظر عن الاسماء والعناوين وبعض الفوارق الاجتماعية والفكرية.الم ينتشر المنكر وعدم التناهي عنه الم تتبرج النساء ويظهرن زينتهن الم نرى تعصب الناس كلٌ على ابن عشرته أو الجهة التي ينتمي اليها بغض النضر عن الحق.الا يخطفنا الناس من حولنا ام لم نرا صعوبة العيش وضنكه ألا نرى كيف تكالبت علينا الامم هل هناك ذكر وسمعنا فيه عن زمان الرسول ولم يحدث معنا.ماذا فعل النبي الأكرم(ص)وكيف انقذ الناس من تلك المهالك بعد ان اسس القواعد وبنى البناء العقائدي والروحي واغلق ابواب المنكرات والفواحش ووحد الناس على كلمة واحدة توجه الى التقاليد والاعراف فهذ بها واعاد بنائها فجعل الرجل ينهض وينتصر للمظلوم من الظالم بغض النضر عن عشيرته لقدغير مفهوم انصر اخاك ضالماً او مضلوماً بان تنصره على نفسه اذا كان ضالماً فتنصحه بالتوبه والرجوع عن الظلم وان اقتضى الامر تقف في وجهه وتمنعه عن السير في مثل هذا الطريق الاعوج عمل(ص) على فك الروابط بالعشيرة وبدلها بروابط الدين والأيمان فاخرج من المسلمين كل من لم يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وربطهم باواصر الاسلام التي مثلها بالجسد الواحد الذي يتداعي كله اذا اشتكى منه عضواً فمن اين جاء هذا الرسول هل كان من سادة القوم وكبرائهم ام كان من عامة الناس ام هل كان معروفاً عنه انه من علماء مكة لايخفى عدم اتصافه باي من هاذين الوصفين بل كان يعرف عنه خلا فهما في عدم التزعم وبساطة العيش بين الناس وعدم اشتهاره بالعلم بينه.وقيل وصفه بالامي نسبةً الى ام القرى مكة وقيل غير ذلك ونحن نقول مااحوجنا الى رسول من الامام(ع)مخلصا في دعوته لاصلاح الامه مجدا في لم شتاتها وجمع كلمتها على التقوى اىفى انتسا به لام القرىمكة التأويل النجف اوفي انتسابه لام ابيها الزهراء(ع)او امي اذا قيس او قورن مع علماء العصر وطلب علومهم ولكنه ياتي بالحق من الأمام والذي يفوقهم ويفوق ما عندهم شديد على الكفر بالمؤمنين رحيم.اصبح غير خاف على قراءنا الأعزاء ان الامام ممثل الله في الارض فهو خليفته وبقيته وهو وجه وبابه الذي منه يؤتى وهو صاحب امره ومن يتجلا به بعلى وابهى حلات التجلي الالهي اذن لابد يمثل دور الله في ارضه ويقوم بامره ان يجري حسب سنة الله في ارضه في ارسال رسول امي على أي معنى من معاني الامي يقوم بامر الامام ويدعوا اليه ويكون دوره كدور الرسول (ص)في اقامة الدعوة لله ولدينه الحقيقي فيحيي بذلك ما مات من السنن ويميت ماظهر من البدع ويعبد الطريق لولي الله في الارض فينهي بذلك غور الفتن ويلم شتات الامم ويوحد على المحبة والسلام الامة ويقطع دبر الاختلاف والتناقض والفرقة ويقضي على امة النفاق والجور والفتنة بسبب تفرقة الناس وابعادهم عن دين الرحمة كما صرحت بذلك الروايات الكثيرة المتتابعة على انه ((يذبحهم ويجمع الناس على كلمة واحده)) فيا ايها الناس ان دين الله واحد وكتابه واحد ونبيه واحد ولك في هذا الزمان امام واحد حتى في زمان الحسين لم ينهض الحسين مادام الحسن قائماً بأمور الامامه مع ان الحسين اماماً قام او قعد ولكنه لم يفعل تطبيقاً لقوانين الله في الوحدة....
الاغنياء ودورهم في قضية الامام المهدي (ع)
كثير هي الآيات القرآنية التي ذكرت الغنا والاغنياء وأوضحت علاقتهم بالله سبحانه وتعالى ومن هذه الآيات {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}التوبة34 ، وقال تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}الإسراء16 ، وهناك دلالة واضحة المعالم ان الاغنياء لهم مدخلية واضحة في السخط الالهي من خلال الظلم والفسوق الذي يستطيع هؤلاء احداثه من خلال الاموال التي يمتلكونها التي تكون في الواقع وبال عليهم وتدخلهم جهنم هم ومن ركب سفينتهم ، وأيضاً قال تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}الكهف46 ، وكانت في غالبها ذم أصحاب الاموال الذين لا يحسنون علاقتهم بالله من خلال الانفاق في سبيل الله عز وجل ، وصدق المولى تبارك وتعالى حيث ما نراه وخصوصاً في زماننا هذا انطباقاً واقعي للآيات القرآنية حيث نجد انفاق الاغنياء على موارد كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان وهذا الذم ليس مختصراً على الدين  الاسلامي فقط ولكن في الديانات الاخرى فإن نبي الله عيسى بن مريم (ع) يقول : ( الاغنياء لا يرون ملكوت السماوات والارض ) . والاغرب من كل هذا ان الاغنياء يناضلون النضال المر من أجل الحفاظ على هذه الثروة من الضياع او التلف والملاحظ الآن ان الاغنياء يركنون الى مراجع التقليد الذين يأمرون الناس بالسكون والانزواء في الجامع او الحسينية والتعبد وترك الامور الدنيوية والسياسة والتشبث في مبدأ ( لا يرفع سيف في وجه ظالم الا بظهور الامام المهدي (ع) ) وترى التجار والاغنياء يسيرون وراءهم مغمضين العينين وعندما يتضح أن المرجع الفلاني أخذ يسير في الخط الجهادي الثوري تتعالى صيحاتهم (الاغنياء ) وكما هو معروف في علم الباراسيكولوجي ( ان الانسان اذا كره شيء يبدا بإظهار عيوبه ) لأنه يصل الى عدم الاستمرار مع هذا المرجع لأنه أصبح يهدد أمواله لذلك تراهم ينتقلون الى الأكثر أماناً وحفاظاً على هذه الثروة وحتى عندما يعطون من خمس وزكاة أو صدقة أو غيرها تراها غير مباركة عند الله سبحانه وتعالى فمثلاً عند اخراج الخمس يعطيها الى وكيل المرجع وهو يعلم علم اليقين ان هذا الوكيل غني  وغير محتاج ويعلم أيضاً انه سوف يحصل على نصف او ثلث هذا المال والاجدر به أن يوزعها في موردها الصحيح المعروف شرعاً الذي أمره رسول الله (ص) وناهيك عن الصداقات ورد المظالم فإنها تذهب الى غير محتاجيها من خلال سوء التصرف من قبل التجار والاغنياء لذلك ترى الاغنياء لهم دور مهم في صد حركة الامام المهدي (ع) عند بدء دعوته المباركة أو عند قيامه (ع) لأن الامام المهدي (ع) رأس الخط الثوري المجاهد الذي يتخوف منه هؤلاء الاغنياء فكل هذا للحفاظ على أموالهم وثرواتهم التي لا تنفعهم بشيء بل تكون وبال عليهم وتكون سبب في شقاهم وتعاستهم في الاخرة ومهما جمعوا وأكثروا منها بالحلال والحرام فلا بد أنهم مفارقوها والاجدر بهم أن يجعلوا من أمير المؤمنين قدوةً لهم فعلاً لا قولاً فقط عندما قال لها : ( يا صفراء ويا حمراء غري غيري لا حاجة لي بك ) وأن يعوا حجم الدور المهم الذي يجب عليهم أن ينهضوا به من خلال اعداد النصرة للامام المهدي عليه السلام) الذي بات على الابواب من خلال سد حاجات الفقراء والمحتاجين وفتح  المؤسسات الثقافية الهادفة وكذلك فتح المشاريع الخيرية من اجل اعلاء كلمة الله جل وعلا وأخيراً لا ننسى ان نُذكر الاخوة التجار قصة التاجران التي جاء ذكرهم فيها انهم ضمن أصحاب الامام المهدي (ع) الثلاثمائة والثلاثة عشر اللذين كانا قد ذهبا في تجاة لهما مع مجموعة من التجار وسمعا بخبر المهدي (ع) وظهوره وتركا تجارتهما وإلتحقا بالامام المهدي (ع) حتى أصبحا في مقدمة أصحابه فليكونا اسوة حسنة لكل تاجر.....
سنن المهدي من الانبياء 
سنته من موسى (ع)
الاختيار
لا نزال في طور البحث والدراسة حول سنة الامام المهدي (عليه السلام) من نبي الله موسى (عليه السلام) ووصلنا في هذا العدد الى سنته ( الاختيار ) حيث جرت الحكمة الالهية من الباري عز وجل في الاختيار ان لا يختار من هو غني حتى لا تتبعه الناس طمعاً لما عنده من مال وأن لا يختار من هو ذو وجاهة اجتماعية كي لا تتبعه الناس لوجاهته ونفوذه الذي يتمتع به وانما يختاره من عامة الناس من الطبقة الكادحة التي هي قريبة على الله تبارك وتعالى لذلك ترى أغلب الناس معترضين على هذا الاختيار الرباني المبارك والواقع ان الله يعرف كيف يختار وليس من حق أحد الاعتراض على الله سبحانه وتعالى حيث قال المولى عز وجل {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}الحج75 . وهكذا الحال عندما اختار الباري جل وعلا موسى (ع) من دون فرعون وهامان وقارون الذين يملكون المال والجاه الذين يطمع بهما كثير من الناس وخاطبه الله سبحانه وتعالى {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}طه13 . وعند اختيار الله سبحانه وتعالى لنبينا الاكرم محمد (ص) حيث ورد في الحديث الوارد عن رسول الله (ص) : ( إن الله نظر فإختار محمد (ص) ونظر نظرة أخرى فإختار علي (ع) ) بحار الانوار.
ومحمد (ص) سمي مصطفى لأن الله سبحانه قد اصطفاه من بين الناس وسمي مختار لأن الله عز وجل قد اختاره من بين البشر وكذلك علي بن ابي طالب (ع) وبقية الائمة لأن النبوة والامامة مختارة من الله تبارك وتعالى وكان الاعتراض على الله من قبل قريش كبير لأن الاختيار لم يأتي موافق لرغباتهم وأهوائهم وقالوا لو أنزل القرآن على أحد الرجلين من القريتين عظيم وذو جاه ومال كما أخبرنا المولى حيث قال تعالى {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}الزخرف31. وكذا الحال مع الامام المهدي(ع) ووزيره اليماني الموعود فهما مختاران من الله سبحانه وتعالى وهذا الاختيار كما اسلفنا لا يمكن لأحد الاعتراض عليه ولكن ورغم كل ما ورد من الاحاديث والروايات الصادرة المتحققة سابقاً لا بد  من أن تجري هذه السنة على الامام المهدي (ع) وعلى وزيره اليماني التي ذكرته كثير من روايات اهل  البيت حيث انه من المحتوم الذي لا يقع فيه البداء وان الملتوي عليه من أهل النار كما ان هناك روايات صادرة عن اهل بيت العصمة تذكر العلامات الحتمية الخمسة ومن ضمنها اليماني بأنه لا يقع فيه البداء . وبما أن الامام المهدي (ع) مولود وأمر واقع فإن الاعتراض هنا سوف يكون على وزيره اليماني الموعود لأنه من عامة الناس وليس صاحب سلطة أو جاه أو مال فإن الاعتراض يكون لماذا لا يكون اليماني العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني لأنه صاحب جاه وسلطة بإختياره سوف تكتمل الحلقة والعقد وتتهيأ الانصار لنصرة الامام (ع) وهذا خلاف الآية القرآنية التي قال فيها الله سبحانه وتعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}القصص5 ، ولو سلمنا أن اليماني هو العالم الفلاني الذي له أتباع بالملايين فإن الانصار سوف تكون بمئات الآلاف تنزلاً عن الملايين والمعروف والواضح ان الامام المهدي ينتظر الثلاث مائة والثلاثة عشر للقيام بالثورة العالمية وبهذا يكون التناقض واضحاً للقاصي والداني.
واعتراضهم لابد ان يقع لأنها سنة واقعة كما في الرواية الواردة عن رسول الله (ص) : ( لتركبن أمتي سنن من قلبكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) بحار الانوار.

القائم بين السائل والمجيب
اسئلة عامة حول قضية الامام المهدي (عليه السلام)
هذه مجموعة من اسئلة بعض الاخوة القراء حول قضية الامام المهدي (عليه السلام) والتي اجاب عنها مكتب (السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني) 
ولبقية الاخوة القراء الذين لم نجب على اسئلتهم نلتمسهم العذر ونوعدهم باجابتهم في الاعداد القادمة
في الحيرة وأنتظار الفرج
س/ سال الامام الجواد من بعض اصحابه يوماً من الخلف من بعدك ؟ قال (ع)ابني علي ،وأبنا علي -اي ابنه الهادي ثم ولداه : العسكري والحجه (ع) جميعاً ثم اطرق ملياً ثم رفع راسه ثم قال : انها تكون حيرة ؟ فقيل له (ع) : فاذا كان ذلك فالى اين ؟ فسكت ، ثم قال (ع) : لا الى اين ؟ حتى قالها ثلاثا ... فأعيد عليه السؤال فقال (ع) : الى المدينة . فقيل : أي المدن ؟ فقال : مدينتنا هذه ، وهل مدينة غيرها ؟!
الأشكال والسؤال:
- يالصعوبة المهرب عندما يقول (ع) : ( لا إلى أين ) فأين المهرب من الفتن في آخر الزمان لشمول الفتن أطراف الدنيا ، ولقسوتها بحيث لا يراعي القائمون بها ذمةولا يراعون عهداً ولا ميثاقاً ، إذ لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة عندهم ! لعنة الله ورسوله وملائكته عليهم أجمعين.
س/ فما هي هذه المدينة التي يكون المفر لها ولمن يكون هذا المفر ؟
-هل هي مدينة الرسول الاعظم (ص) والمهرب يكون للإمام (مكن) ووزيره المنصور (ع) ؟
- أو هل هي بغداد التي قد يكون يقصدها الامام الجواد (ع) ولربما كان في بغداد (ع) قرب جده الكاظم (ع) حيث يكون مقتل جميع الفتن في بغداد لأنه هناك راية الهدى وبه تجلى الظلم والفتن بعلم الامام (مكن) ويكون الفارين اليها هم اتباعه المحبين له والمهديون الى امامهم (مكن) ومنه الى رب السموات العلى (جل وعلا).
(اللهم وفقه للإجابة وأمنن عليه وسدده بروح  منك).
ج/ نشكر الاخ عمار ابو مصطفى على هذه الاهتمام بالصحيفة وبما تقدمه من مباحث وأطروحات ونسأل الله أن يوفقه وسائر الاخوة والاخوات لمرضاة الله ويجنبهم معاصيه أما الجواب على سؤاله فهو : ( ان المدينة المقصودة في هذا الكلام هي مدينة المهدي (ع) وهي خراسان أي ايران وذلك كما أثبتنا للإخوة القراء أكثر من مورد من موارد الصحيفة وهي بذلك تقابل مدينة الرسول (ص) وتقوم مقامها من هذه الناحية وهناك المزيد من التفاصيل والايضاحات تم ذكرها والتعرض لها في الحلقة الثالثة من موسوعة الامام المهدي والاسلام الجديد التي تم بإعدادها وطبعها من قبل مكتب السيد القحطاني وقد اثبت فيها ان هناك بقاع من الارض يتم نقلها كما نقل وادي السلام الى النجف وعليه تكون هجرة وزير الامام وأنصاره والمؤمنين به الى خراسان وذلك بعد أن يقع الخلاف والتناحر بينهم كما حصل سابقاً في مدينة رسول الله بين الاوس والخزرج لكن هنا يكون بين صنفين منهم ثم تأتي وفودهم بحثاً عن داعي الامام لإعلان بيعتهم له وتعهدهم بتوفير الدعم والعون له ولأتباعه .
س2/ وصلنا من الأخ ابو علي من محافظة بابل مجموعة من الاسئلة نجيب على احدها في العدد ونعتذر منه عن تاجيل باقي الاسئلة وأجوبتها للأعداد المقبلة وذلك لإتاحة الفرصة لباقي قراءنا الاعزاء ، والسؤال هو ذكرتم مؤخراً مبحثاً أو اطروحة أثبتم فيها ان احد رايات الضلالة في عصر الظهور الشريف هي راية الخراساني والجدير بالذكر انكم قدمتم سابقاً وفي نفس صحيفتكم الموقرة ابحاثاً اثبتم فيها ان الخراساني هو احد اسماء والقاب اليماني وهذا الامر أوقعني في نوع من الالتباس فلا أدري أي كلامكم صحيح أو أي معنى تريدون أرجوا ان تجيبوني بوضوح جزاكم الله خيراً ؟
ج/ مع فائق احتراماً للأخ ابو علي نقول له جزاك الله خيراً ثم ان هذه الصحيفة هي صحيفتكم ايضاً وليس صحيفتنا فقط أما الجواب عن سؤالك اخي العزيز ، هو اننا اثبتنا سابقاً وفي اكثر من مقام ان هنالك اسماء وألقاب جاءت في روايات الائمة على نحو الاشتراك أي ان بعض الالقاب اشتراك فيها اكثر من شخص لغايات معينة عند الائمة تدل على ان هناك حكمة في هذا الاسلوب من التلفيق للحقائق وأحاطة شخصيات الظهور بنوع من الغموض ومن الالقاب والاوصاف.
ومن التي استعملت لأكثر من شخص هي (القائم ، المهدي ، وصاحب هذا الامر ، الحسني ، والخراساني) ، وقد تناولنا كل منها في الاعداد السابقة بإيجاز ثم اصدرنا كتباً حولها بتفصيل أكثر وقد تم الاعلان عنها في الصحيفة وفي ما يخص سؤال الاخ الكريم حول شخصية الخراساني وجوابنا هو اننا أثبتنا ان هذا العنوان استعمل لأكثر من شخص وذلك حسب ما اقتضة وتقتضيه المصلحة والحكمة الالهية فهو تارة يطلق على السيد الحسني اليماني الذي يقوم في خراسان فيتضح سبب تسميته بالخراساني لأنه يقوم فيها ثم ينطلق منها داعياً للحق وهادياً له ومعداً وممهداً للسيد الاكبر القائم المؤمل الامام المفترض الطاعة . وكذلك يطلق الخراساني على شخص آخر يخرج في خراسان براية مشتبهة التي سلطنا عليها الضوء في العدد المذكور وهذا الاسلوب ليس غريباً أو مختلفاً عن اسلوبهم (ع) فقد أثبتنا بما لا يقبل الشك وبناءاً على كلام اهل البيت ان هناك رايات سود مشتبهة تحاول التشبه بالرايات السود الحقيقية وتأتي من خراسان ايضاً بقيادة سادة ينتسبون لبني هاشم ، وهناك الكثير من موارد الشبهة والتشابه بين رموز وشخصيات الظهور.
وهناك أسئلة لبعض الاخوة القراء نجيب عليها هنا :
1- من منا يعرف لم قتل الحسين ولم سبيت زينب  وذبح عبدالله الرضيع وقطع كفي ابي الفضل العباس ولم وجدت كربلاء .
2- من منا يعرف لم سجن الامام الكاظم(ع).
3- من منا يعرف لم دفنت الزهراء (ع) سراً وسب امير الموامنين (ع) جهراً.
4- من منا يعرف ان السبب المتصل بين أهل الارض والسماء الامام المهدي أرواحنا له الفداء يسكن البراري والقفار وهو ينتظر من يعد له العقد والحلقة فيظهر بهم ليملأ الارض قسطاً وعدلاً .
5- هذه مجرد أسئلة فما هو الجواب عنها ، هل هو الحق وصراعه مع الباطل في النفوس وفي الخارج .
روي ان الله خلق تمثالاً على هيئة آل محمد وأطلق عليه اسم وقال له أنت الحق والباري عز وجل قال {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} ثم جاء رسول الله مبيناً ان ( علي مع الحق والحق مع علي ) ولما كان أكثرهم للحق كارهون نتج انه بعد رسول الله أكثرهم لعلي كارهون وهكذا يجري الزمان وتتعاقب حقبة واحدة بعد اخرى وفي كل منها يكون للحق أهله ودعاته ويكون أكثر الناس كارهون له ولأهله ودعاته حتى اذا وصل بنا الزمان الى ظهور دعوة صاحب الامر وخروج الداعي الى الحق كما وصفه أهل البيت (عليه السلام) في أكثر من مورد وهو السيد اليماني كما جاء في الرواية الواردة فقد جاء عن أبي بصير عن محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه:( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لان يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم) غيبة النعماني ص264.
6- اذاً بعد أن وصف اليماني على لسان المعصوم انه الداعي الى الحق فماذا ننتظر من الناس سوى صدق النبوة القرآنية وهي أكثرهم له ولدعوته كارهون وبما انه يدعو الى الامام المهدي حقاً اذاً أكثرهم للمهدي وما يأتي به كارهون ، فيرفضون ويصدون ويعانون ويمنعون .
فاذا كان الكارهون لعلي بعد زمن النبي (ص) هم المسلمون وخواص الصحابة من المهاجرين والانصار كما وصفتهم الزهراء (ع) في خطبيتها الصغرى : ( انا زعزعونا عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الامين والطيبين بإمور الدنيا والدين ؟ ! ألا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من ابي الحسن ؟! . نقموا منه والله ـ نكير سيفه ـ وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأة ونكال وقعته وتنمره في ذات الله (عز وجل ) وتاالله لو ماتوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم اليها ولحملهم عليها ولسار بهم سيراً .
فمن يا ترى هم الكارهون في امة المهدي ؟ هل هم المسلمون عامة ام هم خاصة المسلمون أي المؤمنين بولاية علي (ع) قطعاً هم المعنيون هذه المرة لأنهم امة علي وامة المهدي فاذا ارسل لهم اليماني ـ رجلاً منهم يمشي في اسواقهم ويطئ فرشهم تعاد السنة وتصدق النبوة القرآنية فيكون أكثر الشيعة لليماني كارهون وسيكون لهم عجلهم الذي يطيعون وسامريهم الذي يتبعون كما حصل في الحقبة الاولى وانطباقها في امة محمد (ص) فكان فيها سامري اخرج عجلاً ونصبه للناس خليفة ليتبع ويطاع من دون ولي الله (علي (ع)).

اذن كل من لم يعرف الحسين حقاً ولم قتل وزينب ولم سبيت والعباس لم قطع كفيه والرضيع ونحره وكربلاء وما فيها سوى يعاود الكرة ويكون له احد المواقف الشنيعة التي وقفها أناس ذلك العصر فمن لا يعرف دور الحسين مع اليماني ودور العباس ودور زينب وهم الحق واهل الحق سوف يكون كارهاً لهم فاما ان يبرز محارباً بالسيف او بالكلام وما شابه وأما ان يقف متفرجاً كما فعل البعض حينها أو يسد مسامعه ظناً منه انه ينجوا وانه في حل من أمره والواقع ان أكثر الناس هكذا...
فالروايات التي تنص على موقف بعض الشيعة ، كرواية أول ما يبدأ بكذابي الشيعة أو الروايات التي تصف تفرقهم وأتباعهم لأثنا عشر زعامة دينية كل على هواه يحتار فيها العاقل إلا اذا تبين له مسير المهدي والممهدين له ودعوتهم للحق وأحياء السنن وأماتة البدع التي تمثل الحق فهل يقابل ذلك ممن أمات السنن وأحيا البدع الا بالكرة والرفض ومن الذي أمات السنن وأحيا البدع هل هم بسطاء الناس أم زعمائهم ومن تبعهم وأطاعهم في ذلك .
النصرة وعدم النصرة
تعلق الانسان باولاده بين الخذلان والنصرة
في موضوعنا اليوم نناقش مسألة مهمة وهي مسألة النصرة لله سبحانه وتعالى فماذا نقصد بالنصرة لله ، هل نقصد إن الله سبحانه وتعالى يحتاج من الإنسان أن ينصره على عدوه .. بالطبع لا لأن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون والنصرة لله سبحانه ستكون متجسدة بمواضع عديدة منها نصرة الإنسان لدينه فهذه نصرة تعتبر لله وأيضاً نصرة الإنسان لأخيه المؤمن على الكافر أو على الظلم الواقع عليه فإنها أيضاً تعتبر نصرة لله أو إعلاءاً لراية الحق وكلمة الله . وإن الله إذا أراد أن ينزل أمراً على الإنسان يتركه مخيراً لا مسيراً فبذلك ينشق الناس إلى نصفين منهم من يواجه هذا الأمر بسبب مخاوفه الدنيوية ومنهم من يجاهد لإثبات أمر الله فيبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس لنصرة أمر الله سبحانه وتعالى ولكن هناك أمور عديدة تقف عائقاً بوجه المؤمن لنصرة أمر الله وطبعاً فإن هذه العوائق تعتبر تحدي لنفسه فإما أختيار مرضاة الله أو أختيار النتيجة التي لا تحمد عاقبتها ... وهنا نمر على ذكر قصة نبي الله إبراهيم (ع) إذ رأى في المنام إنه يذبح ولده إسماعيل وطبعاً كان هذا أختيار لنبي الله ، فأخبر النبي (ع) ولده بما رأى فكان جواب ولده إسماعيل أن أفعل ما تأمر ، فلم يتوانى النبي عن تنفيذ أمر ربه ولم يهتم إن الذي بين يديه ولده .. فلم تقف علاقة الأب بالأبن عائقاً بوجه أمر الله فكافأهما الله بأن أفتدى النبي إسماعيل بكبش كبير وأيضاً في واقعة الطف المقدسة حيث نرى كرم الإمام الحسين (ع) بالتضحية بالأولاد والعيال نصرة لدين الله سبحانه فلولا دماء اهل البيت والدماء الطاهرة التي سالت في واقعة الطف لم يستقم هذا الدين فالمؤمن لا يهتم ولا يبالي بتقديم أي شيء لنصرة أمر الله تعالى كما جاء في كتاب الله {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111فكان الإمام يجود بأبناءه واحداً تلو الآخر فلم يبقى سوى الطفل الرضيع وهو آخر قربان يقربه الإمام لله فبتقديمه لعبد الله الرضيع الطفل الذي لا حول له ولا قوة يضرب لنا مثلاً واضحاً كالشمس إن ما كان لله سبحانه وتعالى فإنه يعود إليه أيضاً .. وهنا كانت قوة قلب الإمام الحسين  وصبره وتحمله على ما رأته عيناه من سقوط أبناءه واحداً تلو الآخر كانت هذه القوة مستمدة من الله ومن تقوى االقلوب لأن من يريد وجه الله يجب أن يسعى سعياً حثيثاً لنيل مرضاة الله واعظم أمتحان للإنسان هو في أولاده كما قال تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28 فعلينا أن لا ننفتن بأولادنا لأن الأولاد يعتبرون من الأمور التي تثقل االكاهل وتكسر العزيمة وتؤخر من التقدم إلى الله إذا تعلق قلب الإنسان بهم فالإمتحان بهم يكون أمتحان عسير ولا يفلح به إلا من باع الدنيا وأشترى الأخرة وطبعاً إن في واقعة الطف أمثلة كثيرة فنرى موقف المرأة العجوز التي حثت ولدها بعد أن ألبسته لامة الحرب للخروج إلى ساحة المعركة والدفاع عن الإمام الحسين والذود عن حرمته . .... يا أخواني ويا أخواتي إن في كل زمان يجب على العبد المؤمن مناصرة كلمة الله فلنسأل أنفسنا هل إن فينا في وقتنا الحاضر من لديه الإستعداد الكافي لمناصرة الإمام المهدي (ع) والتضحية بنفسه وولده في علو راية الحق ودحض راية الكفر فهل سيعيد التاريخ نفسه كما حدث في واقعة الطف حين نادى الإمام الحسين ألا من ناصر ينصرنا ألا من محامي عن حرمات رسول الله ... ولكن في وقت ظهور الإمام المهدي (ع) بعد إلقاء الحجة لأن الناس قد مرت عليهم أمور كثيرة كان فيها تنبيه عن الذي سيحدث في يوم الفصل المبين ، لذلك علينا أن نعد أنفسنا ونحذرها لصعوبة هذا اليوم ونجعل أعيننا ترى ما يريد الله والتمهيد لذلك يكون بتقوية علاقة الإنسان بربه وانتظار الفرج . لأن المؤمن لا يكفي أن يؤمن بلسانه فقط لأن اللسان قادر على اللقلقة وكما قال أمير المؤمنين (ع) (( ألا إن اللسان بضعة من الإنسان فلا يسعه القول إذا امتنع ولا يهمله النطق إذا اتسع وأعلموا رحمكم الله إنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل) ومما تقدم إن الله لا يريد نصرة باللسان وغنما بالأفعال ولأن الله لا يترك المؤمن لأيمانه بدون أمتحان وأن ينتبه المؤمن إنه حين يدعو لظهور الإمام يقول فداك أمي وأبي وفداك ولدي ونفسي ولكن للاسف ساعة الحقيقة يظهر من كان يدعو بقلبه فحين المقارنة بين القضية المهدوية وبين تضحية الإنسان البسيطة بأولاده فإن الإنسان يكون قد حرم أبسط وسيلة للتقرب إلى الله تعالى وعلينا أن نقتدي باللذين سبقونا من الأخيار كي لا نقول ليتني قدمت لحياتي ولكن ذلك سيكون بعد فوات الأوان . تداركوا أمور دينكم قبل أن يتدارككم الموت ولا تجعلوا من أولادكم كالثقل الذي تعلق بقدم شخص فأعاقه عن التقدم فاتنبه أيها القارئ اللبيب للآخرة التي لا ينفع فيها مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
واحة المرأة
فاطمة بنت اسد عليها السلام اطلالة البدر
الحلقة الثانية
موجز عن أبي طالب
ينحدر أبو طالب من عائلة شريفة ذات نسب عريق، عُرفت باتّباع الحنيفيّة الإبراهيميّة، وبانحدارها من نبيّ الله إبراهيم الخليل عليه السّلام؛ فأبوه " عبدالمطّلب " الذي دانت له قريش بالفضل والسماحة والكرم والسؤدد، وكان لعبد المطّلب عشرة أبناء، منهم أبو طالب ( والد أمير المؤمنين عليه السّلام ) وعبدالله ( والد النبيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله )، وهما لأمّ واحدة تُدعى فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عِمران بن مَخزوم. فلمّا قُبض عبدالمطّلب انتهت الصَّدارة إلى ابنه أبي طالب، فعُرف بشيخ الأبطح، وبشيخ قريش ورئيسها .
وكان لأبي طالب الدَّور الكبير في رعاية النبيّ صلُّى الله عليه وآله وكفالته صغيراً يافعاً، وفي الدفاع عنه ومؤازرته شاباً، وكان يحرسه خِيفةَ أن يغتاله أعداؤه، ويُنيم أبناءه في فراشه، خاصّة في فترة المقاطعة والمحاصرة في شعِب أبي طالب. ويكفي في معرفة دوره الكبير في المحاماة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ أبا طالب لمّا توفّي، هبط جبرئيل عليه السّلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله فأمره بالخروج من مكّة قائلاً: يا محمّد! اخرُج عن مكّة فما لكَ بها ناصر بعد أبي طالب. وقد قال الصادق المصدّق صلّى الله عليه وآله: لَم تَزَل قريشٌ كاعّةً عنّي حتّى تُوفّي أبو طالب .
ومن المؤسف أنّ هذه الشخصيّة العظيمة قد تعرّضت لهجمات ظالمة من قِبل أعداء أمير المؤمنين عليه السّلام الذين وَتَرهم في الدِّين، فأشاع بعضُهم ـ مع صراحةِ أبيات أبي طالب في الإيمان بالنبيّ صلّى الله عليه وآله والإقرار بما جاء به ـ أنّه مات ولم يؤمن .
وقد روي عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنّه سئل عن أبي طالب: أكان مؤمناً ؟ فقال: واعَجَباه! أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد نهاه الله أن يُقرّ مؤمنةً مع كافر في غير آيةٍ من القرآن ؟
ولا يشكّ أحد أنّ ( فاطمة ) بنت أسد من المؤمنات السابقات، وأنّها لم تزلْ زوجةً لأبي طالب حتّى مات أبو طالب رضي الله عنه .
وسنتعرّض ـ بإيجاز ـ لبيان عظمة هذه الشخصيّة الجليلة :
شفاعة أبي طالب
روي عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال: لو شَفَع أبي في كلِّ مُذنبٍ إلى وجه الأرض لَشَفَّعه اللهُ فيهم.
استسقاؤه لأهل مكّة
أصاب أهلَ مكّة جفافٌ وقحط في إحدى السنين قبل البعثة النبويّة، فلجأوا إلى أبي طالب ليستسقي لهم، فتوسّل إلى الله تعالى بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ـ وكان حينذاك صبيّاً يافعاً ـ فسقاهم الله تعالى.
كفالة أبي طالب لرسول الله صلّى الله عليه وآله
كَبِرَت سنُّ عبدالمطّلب جدّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وأحسّ باقتراب أجله، وكان هاجسه وهمّه الذي يشغله أمر كفالة النبيّ صلّى الله عليه وآله ـ وكان يومذاك في الثامنة من عمره الشريف ـ فجمع أبناءه ذات يوم وسألهم: أيّكم يكفل محمّداً بعدي ؟ فردّوا: هو أعلمُ منّا، فليختَر منّا مَن يشاء! فالتفت عبدالمطّلب إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال له: يا محمّد، إنّ جدّك راحلٌ إلى الآخرة عمّا قريب، فاختَرْ مِن أعمامك أو عمّاتِك مَن يَكفُلك ويقومُ بأمرك بعدي. فتطلّع النبيّ صلّى الله عليه وآله إليهم ثمّ أشار إلى أبي طالب، فقال عبدالمطّلب لأبي طالب: يا أبا طالب، لقد عَهِدتُ فيك دِينَك وأمانتك، فاكفُلْ محمّداً كما كفلتُه، وارعَه كما رَعَيتُه .
ثمّ حلّ اليوم الذي فارق فيه عبدالمطّلب الحياة، فأخذ أبو طالب ابن أخيه محمّداً صلّى الله عليه وآله إلى بيته، وكان يرعاه هو وزوجته فاطمة بنت أسد، وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله يناديها بـ " أمّي " (15). وهكذا أنس النبيّ صلّى الله عليه وآله بعمّه أبي طالب، ووجد فيه خير مأوى ومُعين يذكّره بأبيه عبدالله، وكان أبوه عبدالله وعمّه أبو طالب لأمّ واحدة .
دفاع أبي طالب عن رسول الله صلّى الله عليه وآله
لم يدّخر أبو طالب وسعاً في الدفاع عن ابن أخيه النبيّ صلّى الله عليه وآله، حتّى بلغ به الحال أن كان يُنهضه من فراشه ليلاً فيُرقِد ابنَه عليّاً في موضعه خشيةَ أن يغتاله أعداؤه وهو نائم وتحمّل أبو طالب من أجل الدفاع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله المشقّة والمعاناة في شِعب أبي طالب، وكافح عنه بأشعاره المُنبئة عن إيمانه وثباته.
عناية فاطمة بنت أسد بالنبيّ صلّى الله عليه وآله
وكانت فاطمة بنت أسد تُعنى بالنبيّ صلّى الله عليه وآله عناية خاصّة وتُؤثِره على أولادها. وعُرف عنها أنّ أبا طالب لمّا أتاها بالنبيّ صلّى الله عليه وآله بعد وفاة عبدالمطّلب وقال لها:
اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي، وإيّاكِ أن يتعرّض عَلَيه أحدٌ فيما يريد. فتبسّمت فاطمة ( بنت أسد ) من قوله، وكانت تؤثره على سائر أولادها ـ وكان لها عقيل وجعفر ـ فقالت له: توصيني في وَلدي محمّد، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي ؟ ففرح أبو طالب بذلك.
وعلى الرغم من تصريح هذه الرواية بأنّ فاطمة بنت أسد كانت ذات أولاد عند كفالتها للنبيّ صلّى الله عليه وآله، فإنّ بعض الروايات تدلّ على أنّها لم تكن ذات ولد حينذاك، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله رأى رغبتها في الولد، فقال لها:
يا أُمّه، قرِّبي قُرباناً لوجه الله تعالى خالصاً، ولا تُشركي معه أحداً، فإنّه يرضاه منكِ ويتقبّله ويُعطيك طلبتَكِ ويُعجّله، فامتثلتْ فاطمة أمره وقَرَّبتْ قرباناً لله تعالى خالصاً، وسألَتْهُ أن يرزقها ولداً ذَكَراً، فأجاب الله تعالى دعاءها.
ويمكن الجمع بين هاتين الروايتين بأنّ كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله قد تقدّم على زمن كفالة أبي طالب له صلّى الله عليه وآله، وينبغي الالتفات إلى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يَكبُر أميرَ المؤمنين عليه السّلام بثلاثين عاماً، ممّا يستوجب أن يكون عمره مماثلاً لعمر طالب ولد أبي طالب، ولابدّ إذاً أن يكون عقيل وطالب ـ على أقلّ تقدير ـ قد وُلدا في زمن كفالة فاطمة بنت أسد رسولَ الله صلّى الله عليه وآله .
وعلى أيّ حال ـ فقد اعتَنَت فاطمةُ بنت أسد بالنبيّ صلّى الله عليه وآله عناية فائقة، وأولَتْه رعايتها وحبّها، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس. وقد أشار الإمام الصادق عليه السّلام إلى ذلك بقوله: " كانت ( فاطمة بنت أسد ) مِن أبَرِّ الناسِ برسول الله صلّى الله عليه وآله”.
وكانت تغسّله وتدهن شَعره وتُرجّله، وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله يحبّها ولا يناديها إلاّ بـ " أمّي”.
فلمّا جاءه أميرُ المؤمنين عليه السّلام مضطرباً بعد ذلك بسنين، سأله النبيّ صلّى الله عليه وآله عمّا به، فقال: أمّي ماتت. قال: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: وأمّي واللهِ، ثمّ بكى وقال: وا أمّاه.
وينبغي أن لا ننسى أنّ لعلائم النبوّة التي كانت فاطمة بنت أسد تشاهدها في محمّد صلّى الله عليه وآله وهو صبيّ صغير، الأثرَ الكبير في المحبّة الخاصّة التي انطبعت في قلب فاطمة، ممّا جعلها تكثر إكرامه ورعايته. ومن تلك العلامات والكرامات: ما شاهدته في بستان دارها.
قالت: كان في بستان دارنا نَخلات، وكان أوّل إدراك الرُّطَب، وكان أربعون صبيّاً من أتراب محمّد صلّى الله عليه وآله يدخلون علينا كلّ يوم في البستان ويلتقطون ما يسقط، فما رأيت قطّ محمّداً أخذ رُطبةً من يدِ صبيّ سَبَقَ إليها، والآخرون يختلس بعضُهم من بعض. وكنتُ كلّ يوم ألتقط لمحمّد صلّى الله عليه وآله حَفنةً فما فوقَها، وكذلك جاريتي. فاتّفق يوماً أن نَسيتُ أن ألتقط له شيئاً ونَسِيَتْ جاريتي، وكان محمّد صلّى الله عليه وآله نائماً، فدخل الصِّبيان وأخذوا كلّ ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمتُ ووضعتُ الكُمّ على وجهي حياءً من محمّد إذا انتبه .
قالت: فانتبه محمّد ودخل البستان، فلم يَرَ رطبةً على الأرض فانصرف، فقالت له الجارية: إنّا نَسِينا أن نلتقط شيئاً، والصِّبيان دخلوا وأكلوا جميع ما سقط .
قالت: فانصرف محمّد صلّى الله عليه وآله إلى البُستان، وأشار إلى نخلة وقال: أيّتها الشجرة أنا جائع. قالت: فرأيتُ الشجرة قد وَضَعتْ أغصانَها التي عليها الرُّطب حتّى أكل منها محمّد صلّى الله عليه وآله ما أراد، ثمّ ارتفعتْ إلى موضعها.
الحب الالهي 
ومودة اهل البيت (عليهم السلام)
المحبة والمودة التي تصل بنا الى قمة الطاعة وهي كلمة مفعمة بالتجليات القدسية فالحب هو تجلي لصفة الرحمة التي هي من صفات الله سبحانه وتعالى فالمحبة مع الطاعة تتناسب طردياً فكلما زادت محبة العبد لله سبحانه وتعالى ازدادت طاعته لربه . مايؤكد قولنا ما نسب لصادق الامة (ع) .
تعصي الاله وانت تظهر حبه
هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لاطعته
ان المحب لمن يحب مطيع
الحب الالهي لايمكن ان ياتي اعتباطاً بل لابد من عمل واخلاص وترك التعلق بالدنيا وملذاتها والانقطاع اليه سبحانه وتعالى فقد ورد عن ابي عبد الله (ع) قوله (اذا تخلى المؤمن عن الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله وكان عند اهل الدنيا كانه قد خولط وانما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره) وجاء في صحيفة ادريس (طوبى لقوم عبدوني حباً واتخذوني الهاً ورباً وسهروا الليل .. وادوا النهار طلب لوجهي من غير رهبه ولارغبة ولا لنار ولا جنة بل للمحبة الصحيحة والا رادة الصريحة والانقطاع عن الكل لي) . عندما يريد الانسان ان يصل الى هدف معين فلابد ان يسلك طريقاً ما . اذن كيف السبيل الى الله ؟
الطريق الى الله جل وعلا هو التمسك بولاية اهل البيت عليهم السلام فهم ابواب الله ومحال معرفته وهم باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً فحبهم وطاعتهم هي حب وطاعة الله سبحانه وتعالى قال الشافعي
 يااهل بيت رسول الله حبكم 
فرض من الله في القرآن انزله
كفاكم من عظيم الشأن انكم
ان لم يصلي عليكم لاصلاة له
ولقد اوصانا الرسول (ص) بمودة اهل البيت كما ذكر في آية المودة (قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى) فماذا كان رد هذه الامة ؟ حسيناً ذبيحاً على رمضاء كربلا ثلاثاً في العراء . فهلا سألنا انفسنا أهذه المودة في القربى أهكذا يفعل بريحانة رسول الله (ص) هو الامام المفترض الطاعة الذي ضرب اروع الامثلة في العشق الالهي فلسان حاله يقول في ظهيرة يوم عاشوراء
تركت الخلق طراً في هواك 
ويتمت العيال لكي اراك
فلو قطعتني في الحب آربا
لما مال الفؤاد الى سواك
واذا قلنا لاذنب لنا فياليتنا كنا معهم اقول هذه كلمة لم يفتها القطار بعد ...الارض لاتخلو من حجة وها نحن في عصر الظهور وكما اثبت السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني في صحيفتنا الغراء ان روح الامام الحسين (ع) سوف ترجع الى الدنيا لتسدد وتؤيد روح وزير الامام (ع) السيد اليماني فهل نعيد الموازين الى نصابها ام نتركه وحيداً يرددها ثانية (هل من ناصر فينصرنا ) ام اننا نجسد حبنا وولايتنا لاهل البيت ونترك المال والبنين ونهاجر لنصرة الحق . ام سوف نتقهقر متعلقين بحطام هذه الدنيا الفانية .. اللهم بحق صدر الحسين وبحق نحر الحسين عجل ظهور صاحب العصر والزمان واسلك بنا على يديه منهاج الهدى والحجة العظمى والطريقة الوسطى واجعلنا من انصاره واعوانه . اللهم اني سئلك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك احب الي من نفسي واهلي .
((في حب المال والبنين))
قال تعالى ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة )) وعن النبي (ص) : (لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغىاليه ثانيا . ولو كان له ثان لابتغى ثالثا ولايملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من يتوب )) وبذالك اختي المؤمنة يجب ان نستيقض حتى لا تفوتنا الفرصة ونتجه الى الله سبحانه وتعالى مادام باب التوبة مفتوحا امامنا .
اذن هل التوبة لفظ فقط اي اقول اللهم اني تبت اليك ام هي فعل من داخل الانسان بدفعه الى التوبة للخير لنتجه الى الله سبحانه وتعالى ونترك حب الدنيا ولو بنسبة بسيطة . اذا تركنا حب الدنيا والتعلق بها بنسبة 25% يبدأ العد التنازلي في ترك الدنيا حتى نذوب في حب الله سبحانه ونحن لانضرب مثلاً في احد المعصومات لاننا لا نصل البهت اليهن ولكن نضرب مثل ببعض المؤمنات اللواتي تركن الدنيا بما فيها واتجهن باخلاص الى الله تعالى حيث لم يؤثر فيهن مال ولاذهب وتعرضن الى العذاب الجسدي والمعنوي وبقين صامدات لم يهزهن ما قيل عنهن  فعلينا ان نقتدي بهن في حب الله سبحانه وفي التوبة وترك الدنيا والمال والبنين خاصة اننا نعيش عصر الظهور الذي تكلم عنه الرسول واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام) وهو ما امله الانبياء والمرسلون .
وكان للرسول واهل بيته الدور في بيان معالمه وعلاماته التي منها ((اذا ضيعت امتي الصلاة واتبعت الشهوات)) وهو قول رسول الله (بشارة الاسلام) ففي هذا العصر لابد لنا من الانتباه وعدم السير خلف هوى النفس وشهواتها . ولنا في نساء الاسلام في العصر الرسالي الاول اسوة حسنة .
ومن هؤلاء النساء من شاركت الرسول الكريم (ص) في المعارك وابرز مثال على ذلك سمية المازنية التي شاركت في معركة احد يوم لم يبق من الرجال الا القليل فدخلت تلك المراة الصالحة الشجاعة حاملة السيف وتقاتل قتال الابطال وعندما رات ابنها هارب قالت له ويحك انت هارب الى النار فلابد من تذكر موقف هذه المراة والتأسي بها واتخاذها قدوة حسنة في تفانيها وتركها التعلق بالدنيا او ايثار المال والبنون على نصرة الحق فكما ضحت المراة في عصر الرسول (ص) وفي موقعة كربلاء فلابد من تضحيات للنساء في هذا العصر (عصر الظهور) لنصرة الحق واهله ولايكون ذلك الا بالتخلي عن متعلقات الدنيا وبهرجها وزينتها لاسيما المال الذي غالبا ما يجني اهله الا ما رحم الله وخير ما يتمثل به في ذم المال ما قاله ابو قاسم الحريري :
تبا له من خادع مما ذق
            اصفر ذي وجهين كالمنافق
يبدو بوصفين لعين الرامق
            زينة معشوقٍ ولون عاشق
وحبه عند ذوي الحقائق 
        يدعو الى ارتكاب سخط الخالق
لولاه لم تقطع يمين السارق
              ولابدت مظلمة من فاسق
ولا اشمأز باخل من طارق
       ولا اشتكى الممطول مطل العائق
ولا استعيذ من حسود راشق
                 وشر مافيه من الخلائق
ان ليس بغني عنك في المضايق
                     الا اذا فر فرار الايق
الصبر
الصبر هو حبس النفس عن الجزع . وقد ذكر الصبر والصابرون في موارد كثيرة في القرآن باعتبار ان هذه الدنيا هي دار الامتحان وابتلاء لتكون المحصلة اما الفوز بالجنة او الخلود في النار اعاذنا الله واياكم منها .
فتارة يذكر القرآن ضرورة الالتزام بالصبر {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130. 
وتارة يذكر جزاء الصابرين {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل96. فالصبر صفة سامية لايستطيع الانسان ان يبلغها الا بالتمسك بحبل الله المتين فبالالتزام بها يبلغ الانسان مراده .
لاتحسبن المجد تمراً انت اكله 
        لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
روي عن الامام علي (ع) :(ان الصبر صبران .. صبر على ماتحب وصبر على ماتكره) لذلك فان البلاء اما ان يكون من امور ونعم محببة فنصبر لله عليها او امور غير محببة فنتمالك انفسنا بان لانجزع قال تعالى {َنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة}.
سئل الامام الصادق (ع) عن تفسير {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}قال (ع) ان هذه علامات قبل الامام الحجة (ع) تكون من الله عزوجل للمؤمنين قال (بشيء من الخوف) من ملوك بني امية اخذ سلطانهم (والجوع) بغلاء اسعارهم (ونقص من الاموال) فساد التجارة وقلة الفضل (ونقص من الانفس) الموت الذريع (ونقص من الثمرات) بقلة ربح مايزرع (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل خروج القائم(ع).
اذن نفهم من خلال الرواية ان هناك الكثير من الابتلاءات التي يمر بها المجتمع قبل القيام المقدس فيسنطيع المرء من خلال الصبر وقوة التحمل والايمان واليقين التام ان بتجاوز تلك المحن والابتلاءات وهو في عافية من دينه فطريق الحق وعر وصعب يحتاج الى التزود بمزيد من العبر والطاعة وهذا مانلمسه في قصة الخضر وموسى (عليهما السلام) عندما طلب النبي موسى (عليه السلام) من الامام الخضر مرافقته قال له الامام (انك لن تستطيع معي صبرا) . فصعوبات طريق الحق لايتجاوزها الا من امتحن الله قلبه للايمان فيا اخوتي المؤمنات نحن ندرك باننا نعيش عصر الظهور الشريف فلنهيأ انفسنا ولنتوكل على الله ونستعد لاستقبال ولادة امر الله بعد هذا المخاض العسير المتمثل بقيام الامام (ارواحنا لتراب مقدمه الفدا) ولنتخذ من صبر زينب سلام الله عليها اسوة حسنة فزينب (ع) الاخت المضحية باخوها والزوجة المضحية بزوجها والام المضحية بفلذات كبدها في سبيل استقامة الدين المحمدي فلنقتدي بها ونروض انفسنا على الصبر والطاعة والتحمل لحمل اعباء نشر الاسلام الجديد الذي يأتي به صاحب العصر والزمان (عج)
الامامة وصغر السن
في الكافي عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر(ع): أكان عيسى ابن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على اهل زمانه؟ فقال: كان يؤمئذ نبيا حجة الله غير مرسل اما تسمع لقوله حين قال(( اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا واينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا)) ((مريم :31 )) . قلت : فكان يومئذ حجة لله زكريا في تلك الحال وهو في المهد ؟ فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان وكان زكريا الحجة لله عز ول على الناس في ذلك الوقت ثم مات زكريا فورث ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهوصبي صغير . اما تسمع لقوله عز وجل ((يا يحيى خذالكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا )) مريم : 12.فلما بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبؤة والرسالة حيث اوحى الله تعالى اليه فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس اجمعين . وليس تبقى الارض يا ابا خالد يوما واحدا بغير حجة الله على الناس منذ يوم خلق الله ادم واسكنه الارض فقلت : جعلت فداك اكان علي حجة من الله على هذه الامة في حياة رسول الله (ص) ؟فقال :نعم يوم اقامه للناس ونصبه علما ودعاهم الى ولايته وامرهم بطاعته،قلت : فكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة رسول الله   ,وبعد وفاته ؟ فقال:نعم . ولكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (ص) وكانت الطاعة لرسول الله على امته وعلى علي في حياة رسول الله (ص).وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي (ع)بعد وفاة رسول الله(ص) وكان عليا حكيما عليما .   
دراسات
(علماء الفلك يعدون  بلوتو كويكبا و القحطاني يقول انه كوكب و سيقر العلماء بذلك)

صدر مؤخرا قرارا عن الوكالة الامريكية للبحوث الفضائية (NASA) يقضي باعتبار كوكب بلوتو وهو الكوكب التاسع من مجموعتنا الشمسية بانه كويكب و ليس كوكب و ذلك بسبب صغر حجمه بالنسبة لمتوسط حجوم الكواكب وكذلك كيفية دورانه في المجموعة الشمسية … وقد ذكر القرآن هذه المجموعة الشمسية في سورة يوسف: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) 4.
ونلاحظ ان هناك  ارتباطاً بين سورة يوسف والمجموعة الشمسية... وقرار الوكالة الامريكية (NASA) باستبعاد بلوتو من قائمة الكواكب (كواكب المجموعة الشمسية ) او بمعنى آخر اختفاءه يذكرني بقصة يوسف واخوته في فقد يعقوب ابنه بنيامين ثم عودته مع اخيه الى ابيهما .. وسبحان الله هذا الامر حدث الآن مع بلوتو حيث فقد من قائمة الكواكب بعد ما  كان يجري معهم (مع اخوته بقية الكواكب ) و كذلك الحال مع بنيامين فبعدما كان مسافرا مع اخوته في القافلة التي وصلت الى مصر ليكتالو حصتهم من القمح فقدوه هناك واخذه يوسف اليه .. وكأن بلوتو يمثل بنيامين في اخوة يوسف و حتى ان تاويل رؤيا يوسف للكواكب كما تبين في السورة هم اخوته الاحد عشر بقوله تعالى :
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ{99} وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{100}.
و يرى السيد القحطاني ان بلوتو سيعود الى عائلته الكواكب السيارة ككوكب و ان العلماء سيعودون ويعتبرونه كوكبا .. وان آخر كوكب سيكتشفه العلماء في مجموعتنا الشمسية سيكون كوكبا مضيئا (كوكب دري) و الذي سيكون من علامات ظهور الامام المهدي (مكن ) فهو وارث يوسف (ع) ... لذا سيعود كل من (بلوتو و الكوكب المضئ ) الى اسرتهم المجموعة الشمسية كما عاد (بنيامين و يوسف (عليهما السلام)) الى ابويهما و اسرتهما مرة اخرى ولايعني انهما سيعودان في زمن واحد ولكن مجرد طرفة علمية.
حوار مع الكاتب كامل سليمان ويوم الخلاص
أورد الكاتب في فصل الغيبة الصغرى رواية لأمير المؤمنين (ع) يقول فيها : (( أنا سيد الشيب ، وفيّةَ سنة من أيوب ، وسيجمع الله لي اهلي كما جمع ليعقوب شمله وذلك إذا أستدار الفلك ، وقلتم مات أو هلك )) غيبة الطوسي ص261.
رأي الكاتب:
وبزعمي إن الفلك أستدار ، وأصبح مداراً ومسرحاً يقع تحت مقدور كل أنسان ، تنتقل بين كواكبه الطائرات والمركبات الفضائية والأقمار الصناعية والمحطات الجوية ، ونحن نجتاز مسافاته الشاسعة بالوسائل الهائلة بيسر وسهولة ، وبيننا نسبة عالية تحسب أن صاحب الأمر الذي نتكلم عنه قد مات وبليت عظامه منذ مئات السنين بعد أن يسمع مثل هذا القول الغيبي العجيب ... وقال بخصوص ذلك : (( وليبعثن الله رجلاً من ولدي ( في آخر الزمان ) يطالب بدمائنا وليغيبن عنهم تمييزاًلأهل الضلالة ))الإمام المهدي ص80 نقلاً عن البحار
وهنا أود أن أورد بعض الإشكالات المهمة :
أولاً :  لو إلتفت الكاتب إلتفاتة بسيطة إلى الرواية المطهرة لأمير المؤمنين (ع) لوجد إنه (ع) يتحدث عن نفسه بقوله (( أنا سيد الشيب ... وفيّ سنة من أيوب ... ويجمع لي أهلي!!
حينها لقال الكاتب إنها تتحدث عن أمير المؤمنين (ع) ولكنه لم يلتفت إليها .وسنورد تفصيلاً عن هذا الكلام .
ثانياً : لو أخذنا بزعم الكاتب وقلنا إن المقصود في الرواية هو الإمام المهدي (ع) فيا ترى من هم أهله ؟ الذين سيجمعهم الله له في آخر الزمان ونعرف إنه وحيداً فريداً وبقية الله في أرضه (( روحي لتراب مقدمه الفداء ).
ولكنه كما قلت في تعليقك على الرواية (( من يسمع مثل هذا القول الغيبي العجيب ...) كيف لا وقد نطق به باب مدينة العلم ونقطة الوجود وباطن القرآن الا وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فلا بد لنا من الوقوف والتفكر بهذه الرواية المباركة وهذا القول الغيبي العجيب.
كأني بامير المؤمنين (ع) يخرج في آخر الزمان كأنما هو يعيش فيه ويجري عليه الآتي من سنة أيوب وكذلك له سنة من يعقوب حيث يجمع الله له أهله في آخر الزمان . وهنا يتردد إلى الفكر هل يرجع أهل الإمام (ع) كلهم من أجل أن يجمعهم الله له ؟ وأين هو منهم أليس معهم في عليين في الجنة ! فما الحاجة إلى أرجاعهم إليه في ذلك الوقت يا ترى ؟ ... ومن هذه الروايات أمثلة ذكرها أمير المؤمنين (ع) لأن بصيرته (ع) كانت تفوق العقل القاصر ومنها ، ما رواه عباية الأسدي عنه (ع) : (( لأبنين بمصر منبراً ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ... قلت له : كأنك تخبر إنك تحيا بعدما تموت ؟ فقال هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني )) . وفي هذه الرواية دليل على إن الإمام (ع) ينسب تلك الأفعال والحالات إلى نفسه ولكنه في الرواية الأخيرة أستدرك الأمر مع رواية عباية الأسدي ( رض) عندما رآه ذهب في غير مذهب وقال له (ع) بل يفعله رجل مني .... وبالنتيجة نعلم من ذلك كله إن الإمام أمير المؤمنين (ع) لا يخرج في آخر الزمان خروجاً وإن الرواية تخصه فعلاً كما أسلفنا سابقاً في الرأي الأول بل يفعله رجل من ذريته (ع) في آخر الزمان كما أستشهد الكاتب بالرواية الأخيرة له (ع) قائلاً فيها : وليبعثن الله رجلاً من ولدي ( في آخر الزمان ) يطالب بدمائنا وليغيبن عنكم تمييزاً لأهل الضلالة )) . 
نستدل إن هنالك شخصاً يخرج في آخر الزمان وهو كما ذكر الإمام (ع) ( يبعث ) وهذه الكلمة مختصة في ذلك الزمان أي بمعنى ( يولد في آخر الزمان ) وله غيبة في آخر الزمان وليس غيبة سابقة كما هي للإمام المهدي (ع) وسوف يقول المؤمنين عنه : مات أو هلك ولا يثبت بعدها ( أي بعد هذه الفتنة ) (الغيبة ) إلا من أخذ الله ميثاقه في عالم الذر وثبت مع الثابتين . وإن أغلب الروايات التي تحدثت عن هذه الغيبة في آخر الزمان هي للسيد اليماني وهنا هل من الممكن أن يكون المقصود بالرواية هو وزير الإمام المهدي وليس الإمام (ع) وهو دليل على الرجعة الروحية وهنا يتبين لنا إن كلام الإمام أمير المؤمنين (ع) كان اشارة واضحة إلى إن روح الإمام أمير المؤمنين (ع) هي التي تسدد وتؤيد ذلك الرجل أو السيد اليماني لأن أمير المؤمنين (ع) نفا رجوعه أو حياته بعد مماته (ع) لذا فإنه سوف يسدد السيد اليماني في تلك المرحلة وفي تلك الغيبة فله سنة من يوسف (ع) .
ومن هذه الرواية ثبتت لدينا الرجعة الروحية للإمام أمير المؤمنين (ع) ليسدد ولده اليماني وثبت إنها تقصد السيد اليماني بأنه مات أو هلك وله غيبة في آخر الزمان ويمحص فيها الأنصار ولا يثبت إلا الأندر فالأندر . 
وليس كما قال الكاتب كامل سليمان إن المقصود بها الإمام المهدي(ع).
خيارات الزمن الصعب
يقف الإنسان متحيراً متأملاً بافكاره تنتابه الشكوك كيف أن أطراف الزمن تجتمع تحت مظلة واحدة كيف إن الإسلام بدأ غريباً في صحراء الحجاز المحرقة في عالم تسيره الخيل والجمال يقتاتون على القد ويشربون الطرق يعيشون على أمل رحلة الشتاء والصيف يأكلون من أسلاب سيوفهم وقسي سهامهم منغلقين على أنفسهم داخل قضبان الصحراء يؤودون بناتهم ، وعندما يسدل النهار أطرافه يغطي الليل بعباءته المظلمة تلك الصحراء لا يسمعون إلا صراخ الجياع وعويل الأمهات الثكلى يندبن رجالهن الذين قضوا بسيوف الحقد تارة ، والسلب والنهب تارة أخرى ، متفرقين متناحرين لا يجمعهم جامع إلا حرف الضاد تذلهم الأمم الراقية من قياصرة وأكاسرة يصفونهم بالحفاة يطئونهم بخيولهم ويتصدقون عليهم بفتات فضلاتهم وبينما هم كذلك ومن أحد المغارات في جبل ثور ينبثق النور من تلك الجبال ليتصل بعنان السماء وتشتعل جذوة نار خفية تحت نادى أوقدها من قبل عيسى بن مريم وناد أبو سفيان ( محمد في الغار يتعبد لقد سفه آلهتنا وآلهة آبائنا ) (إقتلوه) وتستيقظ عبيد الآلهة بأيديهم الحراب يجوبون شعاب مكة يعذبون كل من صبأ ، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} الحجر94 ،  قالها الملك على قلب محمد فحملها شعلةً وهاجةً وسيفاً قاطعاً حطم بها قيود العبودية واشعل بها جذوة نار التوحيد والتف من حوله فتية غلاظ آمنوا بربهم فلبسوا القلوب على الدروع كإنهم ليوث ضارية ، يجندلون الأبطال يتقدمهم اسد الله الغالب ليث الحجاز كتب الله تحت ظل سيفه الموت يطحنهم في  الحروب طحن الرحا ويسقيهم الموت الزعاف ، وينادي مناد من السماء ( لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار) .
علي فوق الكعبة يحطم الاصنام ، وأبو سفيان يضمر الحقد الدفين ، ويرتفع صوت لا اله الا الله محمد رسول الله بكل زوايا الجزيرة العربية وتسير تلك الشعلة مع ريح  الايمان  بسواعد الرجال لتطأ عرش كسرى وقيصر ، وتربعوا على عرش الملوكية والسيادة بعدما كانوا عبيد ، ولبسوا الحرير والاستبراق بعدما كانوا عراة ، وكسروا الذهب بالفؤوس بعدما كانوا جياع ، وبعدما اصبح ملكهم عظوظ ، شيئاً فشيئاً تنطفأ جذوة الشعلة المحمدية لتعود جمرة تحت ركام الزمن ، ويعودوا من جديد في ظلامهم  القديم متناحرين ، متقاتلين يكفر بعضهم بعضاً ، ويتفل بعضهم في وجه بعض ، تتخطفهم العولمة من كل جانب ، أذلاء عبيد لأسيادهم (الروم) ، يطعمونهم كما شاءوا ويجوعوهم اذا لم يقدموا لهم فروض الطاعة والولاء ، وكأننا موعودون ان نضع اقدامنا بالمواضع القديمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، وكأن طرف الزمن يلتقي مع ذيله في مكان واحد ، ومن تحت عباءة هذه السنة سينبثق محمد (الجديد) ومن حوله فتية شداد قلوبهم كزبر الحديد بأيديهم سيوف حداد على البراذين الشهب ليفرقوا اطراف الزمن ، ويحطموا هبل (الجديد) بلا رجعة .
سوف يعود علي مرة اخرى ليطهر مكة (التأويل) من الاصنام بعد القضاء على عبيدها ويسقي ابا سفيان كأس الموت الابدي ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وتنهض الامة من جديد ، ليتربعوا على عرش الملوكية والسيادة ، وتنحني الدنيا خجلاً من ربها {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}
التحية سلام ام مجرد إعلام
الاسلام هو اسم اشتق من السلام والسلام من اسماء الله تعالى الحسنى وعندما ذكر القرآن كلمة السلام في العديد من الآيات القرآنية الكريمة فأنها تدل على مواضع السلم والتسليم وهذا الاسم يدل على الكثير من معاني الرحمة الالهية التي وهبها الله تعالى لعباده المؤمنين فقد امرنا الله تعالى ان نحيي على بعضنا البعض بأسمه المبارك (السلام) لان اسماءه تبارك وتعالى كريمة على عباده وفيها الخير والرحمة واليمن والبركة وفيها اسرار الله عز وجل فألقاء السلام بيننا يكثر الحسنات ويمحو من السيئات فالتحية بالسلام يخلق المحبة والتسامح والترابط بعلاقات اجتماعية متكاملة بين الاخوة المسلمين وتبعد الكراهية والبغض والتباعد وغيرها من مفردات الضعف والتفرقة التي نهى عنها ديننا الحنيف فلو تأملنا بهذه السمة الالهية الجليلة في عصرنا الحاضر سنجد ان الاهتمام بالسلام بين الاخوة المسلمين بات يقل شيئا فشيئا وستجد من يسلم حسب معرفته بالناس ويترك اللآخرين بحجة عدم معرفتهم من يسلم على الناس يرفع اليد فقط من غير كلام بكلمة السلام مع الآخرين وكذلك ستجد استبدال التحية السلام بعبارات اخرى بتقليد الغرب او كلمات مستعارة في حياتنا اليومية مثلا(اهلا ومرحبا , الله يساعدك...  وغيرها) ولا ادري لما التثاقل عن هذا الامر الالهي والسنة الشريفة هل التحية بكلمة (السلام) لاتكفي ؟   وخاصة عند عدم ذكرها في بداية الكلام , ام هنالك شيئا من نزوات الشيطان في ابعاد المسلم عن هذا الاسم الجليل من الله العلي القدير , وفعلا كلا الامرين صحيح وحسبنا ونحن اهل الاسلام بترك تعاليم الدين الحنيف والذهاب وراء كلمات بديلة من صنع انفسنا ,فلنحذو حذو الرسول الاعظم محمد (ص) (فأذا حييتم بتحية فحيوا بمثلها او ردوها بأحسن منها ). هكذا علمنا الرسول (ص) ان نرد فلا يجوز ان نغير ما اتانا من رحمة للعالمين فلنصلح ذاتنا ولنصحح من سلوكنا بسلوك الاسلام فالاسلام جاءنا صحيح كاملا من دون نقص من رب العالمين (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فتمسكوا يا اخوة الاسلام جميعا بهذه المفردة السامية لنكون من اهل السلم والرضا من الله تعالى ورسوله الاكرم محمد(ص) واهل بيته الطاهرين(ع) ولنكون مرضيين عند امام العصر والزمان (عجل الله ظهوره الشريف)فطوبى لمن سار على نهج الاسلام في زمن غريب على اهل الاسلام كما قال النبي (ص) (بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) ومن هذا القول الشريف سيعود الاسلام من جديد وستموت البدع وتحيا السنن الشريفة على يد بقية الله في ارضه المهدي المنتظر(مكن الله له في الارض) والحمد لله رب العالمين .
علوم ومشاركات 
الوأد التكنولوجي
بحث يكشف عن اختراعات غيبت واخفيت عن البشرية
صدرت منذ عدة سنوات وثيقة موقعة من قبل ألف و سبع مئة فيزيائي و عالم مرموق ، معظمهم حائزين على جوائز نوبل في العلوم ، تقول هذه الوثيقة أنه إذا استمرّ العالم في هذه الطريقة التي يتبعها في استهلاك الوقود سيعيش على الكرة الأرضية من جيل إلى ثلاثة أجيال فقط قبل أن تظهر كارثة بيئية شاملة و محققة يستحيل الإفلات منها !. لكن رغم ذلك كله ، فلازلنا غير مكترثين لهذه التحذيرات و نتابع عيش حياتنا اليومية كما المعتاد ، دون حتى النظر في مدى أهمية القضية المطروحة و درجة خطورتها على حياتنا و مستقبلنا و أولادنا و أحفادنا ... و يبدو أن هذا طبيعي بالنسبة للشعوب . فطالما تجاهلت الجماهير قدوم كوارث محققة رغم التحذيرات المسبقة ، فيبقون على حالهم إلى أن تأتي ساعة الصفر !.. المصير المحتّم الذي يستحيل منه الخلاص ! فتقع الصدمة !... هكذا علمنا التاريخ دوماً .
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المناسبة دائماً هو :
هل يوجد هناك بديل للطاقة التقليدية التي تسبب كل هذه المشاكل البيئية الخطيرة ؟.. هل يوجد تقنيات بديلة تمكّن الإنسان من الحصول على الطاقة ؟.. هل يوجد هناك خيارات تكنولوجية و علمية أخرى مطروحة على الساحة لكننا نجهلها ؟ .
الجواب هو نعم !.. هناك مصادر طاقة هائلة لا تنضب أبداً ! و يمكن استخلاصها بسهولة كبيرة ! و بكلفة أقلّ بكثير ، إن لم نقل كلفة معدومة!.
فلقد تم تطوير تقنيات مذهلة للطاقة البديلة .. تطوّرت جنباً إلى جنب مع تطورات التقنيات الأخرى .. لكن للأسف الشديد ، هذه التقنيات و الوسائل هي مقموعة تماماً ! تم إخمادها بالكامل و من ثم حجبها عن الشعوب ، حيث أنها لم تتمكن من الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية المفتوحة. طبعاً ، و بطبيعة الحال ، أوّل ما تُطرح أمامكم هذه الفكرة سوف تبادرون مباشرة بالقول :
“ إنها عبارة عن خزعبلات !.. هذا مستحيل علمياً !... لو أنه هناك شيئاً من هذا القبيل لأعلن العلماء عنه مباشرة !.. لو أن هذه التقنيات موجودة فعلاً لكانت الحكومات هي أوّل من بادر باستخدامها لاستخلاص الطاقة . فتزيل عن كاهلها عبئاً ثقيلاً ، بالإضافة إلى الخلاص من عقدة النقص في الطاقة التي تعاني منها دائماً...” .
هذا هو الجواب التلقائي على فكرة الطاقة البديلة ، و هكذا سيكون دائماً طالما بقينا جاهلين عن الحقيقة . هذا الجهل الذي يسود حتى بين المثقفين و المتعلمين...!
فهذا الجواب العفوي على فكرة الطاقة البديلة يعتبر صحيحاً فقط من الناحية النظرية ! أي طالما بقينا ننظر إلى مجريات الأحداث بنظرة سطحية خالية من العمق .. فالواقع الحقيقي هو مختلف تماماً !.. و بعد أن تتعرّف على بعض تفاصيله ، سوف تكتشف مدى سطحية تفكيرنا .. و كم نحن بعيدين عن الحقيقة .. و كم هي الحقيقة قاسية و مريرة..!
ربما يكمن الجواب في المقالات المذكورة أدناه ، و التي تتناول مواضيع مختلفة ، قليلاً ما تلفت انتباهنا . هذا المجال الواسع الذي يسمى بتقنية " الطاقة الحرة " FREE ENERGY TECHNOLOGY .
  ملاحظة : الترجمة الحرفية للكلمة هي "الطاقة المجانية " . لكنني أبقيت على اسم " الطاقة الحرة " لأنه يمثل هذا المعنى بكل جوانبه و تفاصيله . فهذه الطاقة الجديدة هي متحررة تماماً من قبضة اقتصاد الطاقة التقليدية (شركات استخراج البترول و الفحم و غيرها .. ) بالإضافة على المخططات التسويقية التي تتبعها في استعباد الشعوب . بالإضافة إلى الحرية التامة التي تمنحها للمستهلك الذي يرتع تحت نظام ضرائبي قاسي هو غير ضروري أساساً !. فهذه الطاقة البديلة تحرره من مصاريف كثيرة غير لازمة ، لكنه ملتزم بها حالياً في سبيل العيش و البقاء .
عالم الطاقة الحرة
بقلم البروفيسور "بيتر لينديمان" Peter Lindemann D.Sc.
في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر كانت الصحف و المجلات المتخصصة في العلوم الكهربائية تتنبأ بظهور ما يعرف بالكهرباء الحرة   Free electricityفي المستقبل القريب . ففي تلك الفترة بدأت الاكتشافات المذهلة حول طبيعة الكهرباء تصبح شائعة و مالوفة و كان نيكولا تيسلا Nikola Tesla  يقوم بعرض الإضاءة اللاسلكية وعجائب أخرى مرتبطة بالتيارات العالية التوتر . لقد كان هناك حماس للمستقبل لا مثيل له من قبل . ففي غضون عشرون سنة سوف يكون هناك سيارات ، طائرات ، أفلام سينمائية ، موسيقى مسجلة ، أجهزة راديو ، كاميرات تصوير ... و غيرها من شواهد تثبت حصول نقلة علمية خاطفة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية . فالعصر الفيكتوري قد مهد الطريق لشيء جديد كليا ، إنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تشجيع العامة على تصور مستقبل مثالي يدغدغ خيال الناس . مستقبل فيه أنظمة مواصلات متطورة بالإضافة إلى وسائل اتصالات تفوق العجب ..... وظائف للجميع ، مساكن و طعام للكل .... أما المرض فيتم السيطرة عليه تماماً ، وكذلك الفقر . بدأت الحياة تتحسن بشكل غير مسبوق ، وهذه المرة يبدو أن الجميع سيحصل على حصته من الغنيمة . لكن .... ماذا حدث ؟.. أين ذهب ذلك التقدم المفاجئ في علوم الطاقة ؟! و ماذا عن الانفجار التكنولوجي و غنائمه الموعودة ؟.
هل كل هذه الإثارة حول الكهرباء الحرة والتي حدثت قبل بداية القرن الماضي كانت جميعها مجرد أفكار غير واقعية ؟ عبارة عن جموح في خيال المنظرين و الباحثين الذين تنبؤا بهذا الواقع القادم من المستقبل ؟ هل هو مجرّد أمنية شعوب متلهفة تتوق للتهرّب من واقعها لكن تم دحض الحلم في آخر الأمر من قبل العلم المنهجي الرسمي الذي اثبت عدم واقعيته ، فعدنا إلى الواقع من جديد .. إلى الحالة السائدة للتكنولوجيا التي نألفها اليوم ؟.
في الحقيقة ، إن الجواب على هذا السؤال هو" لا" ، إن العكس هو الصحيح ، فقد تم تطوير تقنيات مذهلة للطاقة . تطورت جنبا إلى جنب مع التطورات التقنية الأخرى . فمنذ ذلك الوقت تم تطوير أنظمة و وسائل متعددة لإنتاج كميات ضخمة من الطاقة و بأدنى مستويات الكلفة . لكن هذه التقنيات لم تتمكن من الوصول إلى السوق الاستهلاكية المفتوحة ، سوف أقوم بإثبات صحة ذلك لاحقاً .
لكن في البداية أرغب في أن أشرح لكم قائمة صغيرة من تقنيات الطاقة الحرة والتي أنا مطلع عليها الآن و تم إثباتها فوق أي شك منطقي . الميزة العامة التي تربط جميع هذه الاكتشافات هي أنها تستخدم كميات قليلة من الطاقة ( باشكالها المختلفة ) للتحكم أو إطلاق كميات كبيرة من أشكال أخرى من الطاقة . و بعضهم ابتكر وسيلة لاستقاء الطاقة من المجال الأثيري اللامحدود ، بطريقة ما ، هذا المصدر الغامض للطاقة تم تجاهله تماماً من قبل العلم الحديث .
1- ـ الطاقة المشعّة : Radiant Energy  طاقة كامنة في الأثير .
مثل : جهاز نيكولا تيسلا Nicola Tesla المكبر ، أداة هنري موراي T.Henry  Moray  للطاقة الإشعاعية ، محرك إما EMA لصاحبه أدوين غراي Edwin Gray ، وآلة تيستاتيكا Testatika لصاحبه باول باومان Paul Baumann ، جميعها تعمل على الطاقة المنبعثة ، هذه الطاقة الطبيعية التي من الممكن تحصيلها مباشرة من الجو ( الهواء المحيط بنا ) و التي دعيت خطاء بالكهرباء الستاتيكية ( السكونية )  static electricity ، مع أن هذا غير صحيح . كما يمكن  الحصول عليها باستخراجها من الكهرباء العادية بطريقة تدعى ( الفصل الجزيئيFractionation).
فالطاقة المنبعثة تستطيع أن تصنع ذات العجائب التي تؤديها الكهرباء العادية ، لكن بمعدل 1%  من النفقة التقليدية ! أي مجاناً !. لكن هذه الطاقة لا تسلك سلوك الكهرباء التقليدية تماما ، مما ساهم في سوء فهم المجتمع العلمي لها و لخاصياتها . يملك مجتمع المثيرنيثاMethernitha  ( دير رهباني يتبع مذهب مسيحي الخاص )  الموجود في سويسرا خمسة أو ستة نماذج فعالة من الأجهزة الذاتية العمل والتي لا تحتاج إلى الوقود بل إنها تستمد الطاقة مباشرة من الهواء ! و تغذي كامل المكان ( بكافة تجهيزاته الكهربائية ) بالطاقة الكهربائية.
2ـ المغنطيس الدائم:ermanent Magnets.
طور الدكتور روبرت آدمز D.r Robert Adams من نيوزلندا تصميمات لمحركات كهربائية و مولدات وسخانات تعمل جميعها بواسطة المغانط الدائمة . أحد هذه الأجهزة  تتلقى 100 واط كهرباء من المصدر ، وتولد 100واط كهرباء لإعادة شحن المصدر . كما يستطيع إنتاج ما يفوق 140 BTU من الحرارة في خلال ثانيتين فقط!.
أما الدكتور توم بيردن Dr. Tom Bearden من الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد امتلك نموذجين يعملان بواسطة المغانط الدائمة الحركة ، و قامت بإمداد محول كهربائية بالطاقة . هذه الجهاز يستخدم 6 واط 6-watt من الكهرباء التي يتزود بها ليؤثر على المجال المغناطيسي لقطعة مغناطيسية دائمة ، و يقوم بتوجيه الحقل المغناطيسي في داخل قنوات ، بوصلها أولا بوشيعة مخرّجة ، و من ثم إلى وشيعة مخرّجة ثانية ، وبتكرار العملية مرارا بأسلوب كرة الطاولة "Ping - Pong" ، يستطيع الجهاز أن ينتج 96 واط 96-watt   من السعة الكهربائية بدون أجزاء متحركة !. يسمي بيردن Bearden جهازه هذا بمولد الطاقة الكهرومغناطيسية الساكن  "Motionles Electromagnetic Generator" . قام جين لويس نودين  Jean - Louis Naudin  باستخراج نسخة مطابقة من جهاز MEG الذي صممه توم بيردن . و الحقيقة ان التصميم الأساسي لهذا النوع من الاجهزة  يعود لفرانك ريدشردسن Frank Richardson من الولايات المتحدة الأمريكية ، و الذي ابتكره في عام 1978م.
3 ـ السخانات الميكانيكية: Mechanical Heaters 
هناك نوعان من الآلات التي تحول مقدارا صغيرا من الطاقة الميكانيكية إلى كميات كبيرة من الحرارة . أحد أفضل التصميمات الميكانيكية الصرفة هو نظام الأسطوانة الدوارة rotating cylinder system المصمم من قبل فرينيت Frenette و بركنيزPerkins من الولايات المتحدة الأمريكية .
في هذه الآلة نجد إحدى الاسطوانات تدور داخل اسطوانة أخرى بوجود 8 إنشات مسافة حرة بينهما ، هذه المسافة مملؤة بسائل كالماء أو زيت ، و هذا السائل الفعال هو الذي ترتفع درجة حرارته بدوران الاسطوانة الداخلية .
و في نظام آخر يتم استخدام مغانط مركبة على عجلة لتقوم بإنتاج تيارات دائرية موجّهة على صفيحة من الألومينوم مسببة بذلك ارتفاع درجة حرارة الألمنيوم بسرعة . هذه السخانات المغنطيسية تم عرضها من قبل مولر Muller من كندا وآدمز Adams  من نيوزلندا و ريد Reed  من الولايات المتحدة الأمريكية . جميع هذه الأجهزة تستطيع إنتاج ما مقداره عشرة أضعاف معدل الحرارة التقليدية المنتجة من الأنظمة القياسية المستخدمة للمقدار نفسه من الطاقة.
من منكم بلا خطيئة
افضل البدء،بسم الله الرحمن الرحيم ، واشرف الصلاة على محمد على واله الطاهرين اما يكفي غفلة وعدم مبالاة اماحان وقت الجد والتفكير وترك الموبقات وفسافس الأمور..بل حان الوقت لذلك ووجب علينا تهيأت أنفسنا جميعاً للترحيب بضهور الأمام الحجة عليه السلام ومؤازرته ومبايعته بيعه خالصة لوجه الله تعالى وليس كما فعل أسلافنا القدماء عند ما بايعوا مسلم ابن عقيل في ما مضى وعند احتدام الصراع لميجد ناصراً ينصره ذلك لان بيعتهم كانت غير خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى أخواني واعزائي اقول لكم اماان الاوان لتطهير انفسنا وترويضها على مرضات الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم)وتكون تلك الأنفس مطيعة لامر خالقها وال بيت النبوة عليهم السلام خادمةً لهم سائرة على دروبهم بخطى واثقة وقوية وعلينا جميعاً كمسلمين ونعيش في هذا البلد أن نتكاتف ونتآخى وان يحب احدنا الاخر وان لانجعل فرقاً بين (سني وشيعي)بل أمه مسلمة واحدة لأنه مامن مسلم اسلم حقاً وهو يحقد على مسلم ولامن مؤمن امن حقاً وجاره جائع او محتاج حسبما قاله رسول الله(ص)(ما من مؤمن امن بي حقاً وجاره جائع...انضر اخي المسلم الشريف الغيور الى قول النبي(ص)فكيف بنا ندعي الى الاسلام واحدنا يقتل الاخر على الهوية بدون وجه حق..عزيزي القارئ اين ذهبنا عن كلام الله العزيز في محكم كتابه (لافرق بين عربي او اعجمي الابتقوى )ان كان خالق الكون يقول ذلك فكيف بنا ونحن خلق الله اجمعين لانرعوي لمثل هذه الحكم والأقاويل الشريفة لال البيت ولكلام الله جل وعلى وكيف نسمح لانفسنا في محاسبة الغير وان نكون القاضي والجلاد في نفس الوقت لذا يجب ان نحاسب انفسنا قبل محاسبة الغير لأننا جميعاً اثمون في هذا الوقت الا عباد الله المخلصين وان كنت ايها الذي تنصب نفسك قاضيا لاتعرف جرمك ولا اثمك فأقول لك وبكل صراحة أن :
1- السلاح الذي تقتل به أخاك المسلم هو (حواسم) وا ولى به ان يسدد الى المحتل.
2-ان لم يكن هذا السلاح كذلك فهو مسروق وان صاحبه مقتول طبعاً.
3-وان لم يكن هذا وذاك اصبح ان السلاح وصل لك عن طريق التكفيرين وانك تقتل الاسلام والمسلمين من اجل المال اذن سيأكل اهلك واخوانك واطفالك مال حرام علماً ان الرسول (ص)يقول ان كل مسلم حرام علا اخيه المسلم ، دمه ، وماله، وعرضه ، فأينك انت من تنصب نفسك قاضياً وجلاداً في ان واحد وتدعي على الآخرين ادعاءات باطلة وهي أكثرها فيك  واخراً وليس اخيراً اقول لك قول النبي عيسى عليه السلام عندما حكم على (امراءة اثمة) بالرجم فنضر حوله فرأى الحضور والمارة اخذ بر جمها فعرف ان في ذلك نهايتها فصاح بهم من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر فأنفضوا من حوله جميعاً ولم يبقى احدعلينا عزيزي القارئ خطايا وآثم أذن لماذا نحاسب غيرنا أو أخواننا قبل محاسبة أنفسنا وتنضيفها من الآثم والخطايا وتطهيرها وبعد هذه العملية الصعبة ان كنا جاهدنا أنفسنا فعلاً يجب آن نتهيأ عقلياً وقلبياً  لظهور الأمام الحجة (محمد المهدي)عليه الصلاة والسلام واقول آن تهيأنا فعلاً وكوننا مسلمين حقاً علينا آن نقف وقفة واحدة كمسلمين بوجه اي ملة اومذهب يريد تكفيرنا ودفعنا نحو الهاوية اوطريق الا نهاية اويتوقف فوراً عى القتل او التحريض عن السرقة والخطف ولا يكون القاضي والجلاد بل عباد الله المؤمنين واذكركم بقول عيسى عليه السلام(من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر)واتقوا الله ان الله غفور رحيم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلسلة الاعجاز العلمي في طرح القضية المهدوية
التنبؤات العلمية لال البيت (ع)
(( تشب نار في الحطب الجزال في غربي الأرض )) الأمطار الغزيرة . عن امام الصادق (ع) إذا رأيتم ناراً عظيمة من قِبل المشرق تطلع ليالي فعندها فرج الناس وهي قدام القائم بقليل . وقال أيضاً : ( إذا رأيتم عمود من النار من قبل المشرق في شهر رمضان في السماء فأعدوا ما أستطعتم من الطعام فإنها سنة جوع ) . وكذلك ورد عن الإمام الباقر (ع) إنه قال : ( يزجر الناس قبل قيام قائمنا عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء وحمرة تجلجل السماء ...) وكذلك ورد في الإرشاد للشيخ المفيد : ( كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات وخسف ... ورد الشمس عن الزوال إلى اواسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب .. وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ... وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طويلاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها من العجم ووجه وصدر يظهران في عين الشمس .. وطلوع الكوكب المذنب واقتران النجوم ... والآية في رجب قلت وما هي ؟ قال وجه ويد بارزة تطلع في القمر وكف تطلع من السماء ). قال أمير المؤمنين (ع) : ( يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ) . قال الباقر (ع) : ( وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نوراً ) وقال (ع) أيضاً : ( إذا رأيتم ناراً في المشرق يشبه الهروي العظيم ( أي الشيء العظيم الملون بالأصفر المائل إلى الحمرة ) يراها أهل الأرض تقع ثلاثة أيام أو سبعة أيام فتوقعوا فرج آل محمد .
- علامة في السماء من بعدها أختلاف الناس فإذا أدركتها فأكثر من الطعام .
إن العلامات المذكورة أغلبها تشير إلى أنفجار بركان وما يصاحبه من ظروف مناخية قاسية مثل التسخين والأحتباس الحراري وحجب أشعة الشمس وتلوث الهواء والمريب في الأمر إن البراكين النشطة تقع على خط الأستواء وهذا ما أكدته الروايات ( غربي الأرض ) أي مناطق غربي الشمس فإن الرياح الإستوائية تنقل مخلفات البركان إلى أنحاء العالم دون أستثناء بين دولة وأخرى وهذا يعني الحرب الإلهية التي سوف تدمر أولاً اقتصاد الدول المتغطرسة مثل الكارثة التي وقعت قبل ولادة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن تلك الكارثة لم يلحقها تحسن مناخي مثل الكوارث التي سوف تقع قبل ظهور الإمام المهدي (ع) وهذا ما سنحاول إيضاحه في الحلقة القادمة .
(لا تقوم الساعة حتى تسيل وادي من أودية الحجاز بالنار) وهذا دليل على كبر وضخامة الإنفجار البركاني حيث سوف تسيل الحمم البركانية بمناطق بعيدة عن موقع البركان نفسه . أما الأحاديث المروية التي يذكر فيها السماء والنجوم والشمس والقمر فإنها تؤكد وبشكل قطعي التغيرات التي تحدث في المجرة ( مجرة درب التبانة ) فإن النجم الذي يكاد يلتقي طرفاه هو مذنب وعلى ما أعتقد إن مذنب سوف يدخل في المجال المغناطيسي للكرة الأرضية لكنه لا يصطدم بالأرض لقول آل محمد فينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه أي إنه يكمل دورة شبه كاملة حول الكرة الأرضية ولا أدري أحصلت مثل هذه الحالة في الماضي السحيق وهذه رحمة إلهية بحيث يدخل مذنب كبير جداً حسب وصف اهل البيت (ع) ولا يصطدم بالأرض ولو اصطدم لحصلت كارثة أشبه بالكارثة التي حصلت قبل 65 مليون سنة ، فنلاحظ من سياق الحديث إن المذنب سوف يخرج من المجال المغناطيسي للكرة الأرضية ليكمل مسيرته في المجرة وكما نعرف إن المذنب يتكون من نواة وهي جسم صلب يتكون من المعادن وزنها 2 مليون كيلو ، وعند أقترابه من أي كوكب إذا مر بالقرب من مجال مغناطيسي لكوكب فغنه يتوجه إليه . إما إذا حدث تغيير في أحد الكواكب أو أنفجار سوبر نوفا أو نوفا فبالتأكيد سوف تحدث تغيرات على كوكب الأرض ، وهذا أكيد لأن المجموعة الشمسية إذا حدثت بها عواصف مغاطيسية فسوف تؤثر على الكواكب وتسمى هذه العملية بالتحكم عن بعد أما ظاهرة اقتران النجوم ذكرها أهل البيت (ع) وهي ظاهرة علمية تحدث كل فترة من الزمن بحيث تصير الكواكب على خط واحد مستقيم فتزداد الجاذبية بينها مما يحدث تغييرات في مناخ الأرض جداً بسيطة . أما ركود الشمس من الزوال إلى وقت العصر حتى يلاحظ الناس ذلك وظهور رجل يعرف بحسبه ونسبه . ومن الغريب إن بعض الفلكيين من علماء روسيا تنبأ حاليا إن الشمس ستتعرض لمفاجئة غريبة تطلع من المغرب بعد مضي خمس سنوات كما برهنت حسابات ومعلوماته أي إن تلك المفاجئة كان ينبغي أن تكون في سنة 1982.
فضائيات العرب بين الحق والباطل
كثرت القنوات الفضائية العربية في الآونة الاخيرة واصبح اعلامها يروج في اتجاهات عديدة تارة تجدها بالافكار السياسية وتارة اخرى بالمشاريع الاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات العلمية الاخرى المختلفة في ميادين الحياة المتعددة بعدما اصبحت مادة الساتلايت من الاجهزة الملحقة للتلفاز سريعا في تلقي الاحداث من الاخبار العالمية المتنوعة في العصر الحديث ونتيجة لذلك اصبح اكثر الاعلاميين من اتباع العديد من القنوات الفضائية العربية غرضهم مادي تجاري واضح كما في الاخبار السياسية وسرعة تلقفها وزجها بسرعة لانظير لهاوهذا التوجه ينم عن الغرض او الهدف المقصود تجد الفكرة او المادة الاعلامية التي يروج لها سواء فكرة حق ام باطل لاتهمه بقدر الفائدة المادية التي ينالها من اجل تحقيق هدفه الدنيوي الدنيى فباتت تلك وسائل الاعلام تعمل حتى على الدين الاسلامي الحنيف ولايأبه بالامر السيى او ردود الانسانية تجاه ديننا الحنيف وبدلا من  تحسين صورة الامة الاسلامية المظلومة والمليئة بالمآسي نتيجة بعض السياسات الخاطئة والمتعمدة لبعض طغاة العصر وعملاء الغرب المشؤوم   لذا اصبحت فكرتهم الاعلامية ليس في خدمة الاسلام واهله بل سعوا الى الى تهشيم واقصاء الفكر الاسلامي عن الانسان المسلم في العالم بأسره وللأسف الشديد ينسبون انفسهم لهذا الفكر الالهي العظيم(الاسلام), فالثالوث المشؤوم واذنابه من الغرب المتمثل على راسه امريكا الشيطان الاكبر في العالم هم من خطط وهيى لهذا الاعلام الدنيى والمتمثل في بعض القنوات العربية التي لاحياء لها في اثارة الفتن والكراهية والنزاعات وتحطيم ارادة الانسان المسلم في العالم وجعل شعوب العالم الاخرى ساخرة من هذا الانسان المغلوب على امره بالرغم من التداعيات الزائفة لساسة الغرب  في اطلاق ابواقها بأسم الحرية والديموقراطية فأين دور ابن الاسلام في اعطائه تلك المسميات للتعبير عن قدراته وطاقاته لعله يغير من مسار الحياة البشرية وتخليصها من الظلم والارتقاء بالمستوى المعيشي الهنيى في العالم. لذا فيااهل الاعلام الباطل بكافة مستوياته انتم من اعطى الصورة الحسنة للحضارة الغربية الزائفة والبعيدة عن( الاديان السماوية التي طالما وفرت للانسان حقوقه وكرامته )فبدلتها بالقوانين الوضعية الدنيوية وبثتها كالسم لهذا الاعلام المشبوه والمنخدع بالملذات الدنيوية فأصبحت تلك الفضائيات ابواقا للغرب واداة لتمزيق الدين الاسلامي ولا ادري ان هؤلاء المأجورين لايعلنون علنيا انتسابهم لاسيادهم من اهل الغرب او يعلنون برائتهم من الاسلام ,فليعلم هؤلاء ان ارادة السماء آتية لامحالة على المرحلة السوداء المطبقة على العالم نتيجة اعمالهم البعيدة عن اسلام الرحمة للعالمين وعدم حفظ كرامة المؤمن وان القوانين الدجلية للغرب ستندحر ونستشهد بقوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبا ينقلبون والعاقبة للمتقين)فيتمنى احدهم لم يخلق فيقول (ياليتني كنت ترابا) وستطوى صفحة الفضائيات الباطلة على يد بقية الله في ارضه(مكن الله له في الارض) لبسط العدالة والرحمة على العالم.والحمد لله رب العالمين.
مقارنة الاديان
من بين الرسول (ص) ويسوع (ع) والصدر نستلهم العبر
كثيرة هي العبر التي تتلخص منها أسمى المعاني الإنسانية وأحلى صورها واليوم ونحن نعيش عصر الظهور الشريف الذي تنتظره الإنسانية الحقيقية حيث يعود الإسلام جديداً من نبعه العذب الصافي الأصيل نبع أهل بيت النبوة ومخلصي الأمم لا بد لنا من قول الحق ولو على أنفسنا وأهلينا فإن جهاد الجهر بالقول أسمى الجهاد وأشد وقوعاً من صليل السيف فها هو زين العابدين (ع) أحيا ثورة الحسين (ع) بكلماته التي هزت مضاجع الزنادقة والمنافقين وأحيت الدين ونصرت أهله وأماتت النفاق وأهله ومن هذه العبرة والمواقف التي يعجز اللسان عن وصف أهلها والوقوف على مضامينها عندما كما جالسين في أحد الجمع المباركة وكان يأمنا السيد الشهيد الصدر ( قدس) وإذا به يذكر رواية عن أبن عباس قال : ( كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ، ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير وتكلم عن تلك الرواية الشريفة مؤنباً لنا نفسه وقال (قدس) هل هناك شخص هنا اعظم من رسول الله (ص) حتى المراجع حتى السيد الصدر  يرتضي أن يأكل على الأرض أو يجلس على الأرض أو يمسك الشاة ويشدها بيده فهل في الحوزة شخص يقبل أن يقوم بهذه الأمور التي كان يفعلها رسول الله (ص) .
حتى المراجع حتى السيد محمد الصدر ثم قال : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وعاتبوها قبل أن تعاتبوا ...) ومنذ ذلك الحين علمت أن الله فضل رسوله (ص) وأهل بيته (ع) لا بالعلم الذي كانوا يحملوه ولا بالإسلام الذي تبنوا حمل رسالته ، ولكن بتلك الأخلاق والروح السامية التي كانوا يحملوها والآن أين الناس ؟ أين أخلاق أهل البيت (ع) يا ترى ؟! أيمكن أنكم بعتم ظمائركم وأخلاقكم واشتريتم الذلة 
والهوان وأين عقولكم أيها الناس الذين أستعبدوا بعد ما حرركم إسلامكم الحنيف ، وإلى متى تسيرون في درب موحش مع أعوان الشيطان فوالله الذي أشركتم بعبادته لأن عاقبتكم شديدة وموتكم حسرة وجهنم تستعر واليوم آت لا مفر منه ، فلمَ تركتم طريق الحق وأهله ورميتم بأنفسكم إلى الهاوية واتخذتم أولياء الشيطان أرباباً من دون الله غافلين غير منتبهين أو معاندين حاقدين قد أعجبتكم كثرتكم فلا خير فيكم ولا يسمع منكم يوم تقوم الساعة ولا يذر منكم أحد فها هو قادم وأسمع صليل سيوف الحق  لا محالة قادمون و للمنافقين وأتباعهم قاتلون ، واذا بعد أن نأيتم عن ينبوع أهل البيت (ع) الذي لا ينضب وركنتم إلى الظالمين . وما الذي يتحتم على المعلم المربي أن يفعل معكم ؟ لكني يوماً سمعت من معلمي وأنا صغير قصة وبقيت هذه القصة تجول في خاطري كل تلك السنين لأنها أوصلتني إلى ما أريد أن أكون لذا سأذكر لكم القصص لعلكم كما قال المولى تبارك وتعالى ( لعلكم تعقلون ) فحكاية عن الرسول الأعظم (ص) عندما كان في قافلة له وظهرت آثار التعب والأنهاك عليهم بعد أن قطعت القافلة في المسير شوطاً طويلاً ولما وجدت الماء الذي كانت تفتش عنه لتنزل بالقرب منه ألقت عصا الترحال ونزل الصحابة ثم أناخوا مراكبهم المجهدة كمل نزل النبي (ص) مع أصحابه ثم أتجهوا نحو الماء يريدون الصلاة إلا إن النبي (ص) سرعان ما قفل راجعاً إلى ناقته مما أثار عجب الصحابة فظنوا أنه (ص) لم يرتضي هذا المكان منزلاً ويريد أن يأمرهم بالسير فقالوا له : إلى أين تريد يا رسول الله (ص) ؟  فقال (ص) ( أعقل ناقتي ) فردوا عليه : ( نحن نعقلها يا رسول الله ) فقال (ص) : لا يستعن أحدكم بغيره ولو بقضمة من سواك . ومن هذه القصة يتبين لنا أسمى وأورع ما يقدمه لنا المعلم الأول (ص) من تواضع وإنسانية وعدل ورحمة وليس ما أنتم عليه حالياً من أستغلال للناس وأكل لأموالهم وقتل لمبادئ الإسلام التي ما تبرح أن يحيها من جديد المعلم الأخير الإمام المهدي (ع) والذي سيلقنكم درساً وسيعلم الأخرين ما هو الإسلام وكيف يعمل به ويبعثه جديداً كما بعث على معتقل الناقة والشاة الرسول الأعظم (ص) وكذلك فعلها المسيح عيسى بن مريم (ع) مرة وهو جالس مع الحواريين فقال (ع) : لي إليكم حاجة فإن عاهدتموني على أن تقضوها لي قلتها لكم . فقال الحواريون : قضيت حاجتك يا روح الله الأمر منك والطاعة علينا . فقام عيسى (ع) وغسل أقدامهم واحداً واحداً فقالوا : كنا أحق منك بهذا . فقال (ع) : إن أحق الناس بالخدمة العالم ، إنما تواضعت هكذا لكي تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم . ثم قال (ع) : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل يثبت الزرع لا في الجبل ) وماذا عساي أن اقول مع هذا فسلام عليك يا سيدي يوم ولدت ويوم توفاك الله ويوم تبعث حياً .
وجدت الماء الذي كانت تفتش عنه لتنزل بالقرب منه ألقت عصا الترحال ونزل الصحابة ثم أناخوا مراكبهم المجهدة كمل نزل النبي (ص) مع أصحابه ثم أتجهوا نحو الماء يريدون الصلاة إلا إن النبي (ص) سرعان ما قفل راجعاً إلى ناقته مما أثار عجب الصحابة فظنوا أنه (ص) لم يرتضي هذا المكان منزلاً ويريد أن يأمرهم بالسير فقالوا له : إلى أين تريد يا رسول الله (ص) ؟  فقال (ص) ( أعقل ناقتي ) فردوا عليه : ( نحن نعقلها يا رسول الله ) فقال (ص) : لا يستعن أحدكم بغيره ولو بقضمة من سواك . ومن هذه القصة يتبين لنا أسمى وأورع ما يقدمه لنا المعلم الأول (ص) من تواضع وإنسانية وعدل ورحمة وليس ما أنتم عليه حالياً من أستغلال للناس وأكل لأموالهم وقتل لمبادئ الإسلام التي ما تبرح أن يحيها من جديد المعلم الأخير الإمام المهدي (ع) والذي سيلقنكم درساً وسيعلم الأخرين ما هو الإسلام وكيف يعمل به ويبعثه جديداً كما بعث على معتقل الناقة والشاة الرسول الأعظم (ص) وكذلك فعلها المسيح عيسى بن مريم (ع) مرة وهو جالس مع الحواريين فقال (ع) : لي إليكم حاجة فإن عاهدتموني على أن تقضوها لي قلتها لكم . فقال الحواريون : قضيت حاجتك يا روح الله الأمر منك والطاعة علينا . فقام عيسى (ع) وغسل أقدامهم واحداً واحداً فقالوا : كنا أحق منك بهذا . فقال (ع) : إن أحق الناس بالخدمة العالم ، إنما تواضعت هكذا لكي تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم . ثم قال (ع) : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل يثبت الزرع لا في الجبل ) وماذا عساي أن اقول مع هذا فسلام عليك يا سيدي يوم ولدت ويوم توفاك الله ويوم تبعث حياً .
انجيل برنابا حقيقة تاريخية ام وهم تحريفي
لم ينكر المسيحيون وجود بر نابا كشخصية عاصرت السيد المسيح بل لم يجرأ أحد منهم على تجاوز منزلته ونصابه ألرسولي بين حواريي عيسى المسيح باعتباره من ألاثني عشر بل تشير أدبياتهم بان قبول بولس ألرسولي ماكان ليتم لولا وجود برناباالذي بذل قصارى جهده ليؤسس نوع من القناعة في نفوس الحواريين الذين لم يميلوا الى قبول مسيحية بولص واتهامه بميله الى الروح اليهودية وتصرفه فيما بعد في قلب العقيدة اليسوعية وتفريغها من محتواها السامي ليحيلها الى الثالوثية ويدخل الخشبتين المتاقطعتين وليؤسس مذهبا يخلط بين اليهودية والوثنية الرومانية بعد أن وأد البشاره التي تنزل الانجيل من أجلها .. فجاءت جهود برنابا متأخرة في أستنقاذ عقيدته حتى اصبح الجسم الغريب بدلا من بولص الذي تحول من نكرة وشبهة الى المثل الاعلى وروح المسيحية ونبضها الحيوي.
يذكر ان بولص كان يهوديا دخل المسيحانية على يد برنابا حيث لاقى الكثير من الرفض والتشكيك والتهكم من تلامذة المسيح الاثني عشر بل ظل في عزلة ليبدوا جسما مفروضا عليهم حتى تصدى الحواري الامين برنابا لينظر دون هوادة لهذا الوافد الجديد الذي كان متهما بميله الى جوهر التعاليم اليهودية وضعف ايمانه بالمسيحية حتى فسر دخوله لها بانه يخفي دورا تآمريا يراد منه الاطاحة بمصاديق الروح اليسوعية ولعل من اسباب عدم الثقه به كونه كان من اشد اعداء المسيحية الى ان اهتدى ورجع الى اورشليم بعد ان صحب برنابا زمنا طويلا . وتبين لبرنابا بعد فوات الاوان بان بولص هذا قد انفرد بتعاليم جديدة مخالفة لما تعلمه الحواريون من المسيح فكان لابد من الثورة .
لم تكن ثورة بر نابا صيرورة لوقائع مرتبة ضمن سياق حركي كلاسيكي كما يفهم من معنى الثورة انما كانت جهدا فرديا شاقا اخذ على عاتقه الحفاظ على الوديعة اليسوعية وجوهر رسالته ودعوته ومضامين البشارة الكبرى بل حافظ على مصداقية الخطاب الربوبي وسماته المشتركه وهويته الشفافه ونجح في صيانة التعاليم اليسوعية من التصرف الوثني والايدي المشبوهة التي عبثت في جوهر التعاليم الموسوية وافرغتها من محتواها السامي وحولتها الى مسخا وضعيا مشبوها.. ويبدوا أن برنابا أنتبه كثيرا أن لم يكن قد استغرق بالم دامي لما حصل من تخريب واغتيال للحقيقة التوراتية بل كان مدركا وشكوكا لمجرى التحولات العقائدية التي ستصاب بها الروح اليسيوعيه التي تحيط بها الوثنية من كل جانب والمستهدفه اصلا من " السنهدريم " او المجمع اليهودي المتحالف مع الدولة الرومانية وشاعرا بحنكة وخبث اليهود وطول اناتهم في التدبير لعمليات الغسيل العقائدي وطمس جواهرها واصولها السمحاء هؤلاء الذين احتالوا على رسالتهم واغتالوا مثلها العليا واقاموا صرحا وثنيا رخيصا بدلها .. فهل يغفل برنابا لتلك الادوار المشبوهة . اسقط مشروع برنابا السري الحلم اليهودي في اغتيال المسيح روحا لاجسدا فما كان منهم الا ان يحتفظوا بوهم اغتيال الجسد وصعقتهم الفجأة في اكتشاف حقيقتين أولا انهم أخطأوا الجسد وأخطأ رميتهم في اصابتهم للروح فكان برنابا عقدتهم التي ظلوا يطاردونها ابد الدهر وسخروا لها ذيولهم من المرتزقة الجدد فكان حقا علينا ان نسمي معتقدهم  " باليهودية التجديدية " لأن المسيحية وديعة في يمين برنابا تلك الهوية التي اصبحت كما الخضر حقيقة لاتعرف الموت توحد بين الروح والجسد اللامرئي .
أتهم انجيل برنابا بأن مباحثه قد تخللها ضرب من الفلسفة الارسطوطاليه التي شاعت في اوائل القرون الوسطى في أوربا وأن لغته بعيدة عن سمة البساطة التي لايكاد الجسم المجتمعي في عهد المسيح  ان يفهمها . . ونسي القائل بهذا المعنى بأن أدبيات الاناجيل الاربعة وشروحاتها بل كل النتاج الذي كتب في اللاهوتيات اتسم بميوله للفلسفة اليونانية والادبيات اللاتينية , علما ان اللغة الربوبية ماكانت لتتجاوز وعنوانها العدل السلم الاجتماعي الهرمي باي حال من الاحوال , أذ أن الحضور الطاغي لفلسفات ذلك العصر قد ظهرت ملامحه على الادبيات التوراتية التي كانت عرضة لهذه التنظيرات حتى تحولت وبشكل صريح الى الجسم المسيحي الذي تميز بهذه السمة كثيرا وسيرت عجلته الكهنوتية تيارات وولادات متنوعة في مختلف الازمنه التي تلت الرسالة اليسوعية التي تخللها الكثير من هذا التنظير حيث تولت الفلسفة اليونانية عملية احداث التغيير الراجع للجسم الكنسي حتى اذا تقلبت بين متون النتاج الفكري الكنسي لوجدت ملامح هذه الهوية حاضرة بكل ثقلها بجلاء وصراحة غير خجولة .
لهذا ما كان ليسوع ان يتجاوز تلك الاطر الدخيلة والتنظيرات الوثنية دون ان يشملها برعاية مناسبة تتفق مع دوره الرسالي وسمو دعوته بالاضافة الى خطورة الدور التخريبي الذي قد ينال هذه الرسالة فيما بعد ويفرغها من محتواها التوحيدي وموضوعها السامي, حتى أن هذه الحتمية قد وقعت بكل صورها وحولت مسار الرسالة اليسوعية الى فوضى كنسية واستهلاك ملحمي يحمل موضوعه سمات الموضوع العاطفي للاديان غير المنزلة .
 فاللغة الربوبية شمولية يتداعى معها كل اشكال التصنيف الوضعي العرقي والجغرافي واطروحة الاله القومي وهو لايمايز بين المكونات المجتمعية مهما تعقدت ولايلامس فئة دون اخرى بل يمتد ليشمل الجسم البشري برمته وبكل تضاريسه بحكمية هرمية وحسب الاستحقاق الموضوعي للجزء والكل .
علما ان الدائرة المجتمعية التي عاصرها المسيح كانت غاية في التعقيد من حركات وكهانة وموضوع ديني ممتزج بفلسفات مختلفة سيطرت عليه القوى السياسية وسلطويات القهر الروماني فكان لابد للمسيح ان يتولى نسخ الموضوع الديني اليهودي المثقل بالتصرف التحريفي.. فهل سيتعامل المسيح دائما بالامثال البسيطة في محاكاته " للبانتاتيك" او الاسفار الخمسة والهوية الكهنوتية المتعصبة والضالة المستغرقة باطروحاتها ا لعرقية وملحمية الشعب المختار ؟ ترى هل سيخاطبهم بنفس حلة الخطاب الذي يتعامل به مع المزارعون والفعلة والصناع .
لقد استعمل يسوع عدة لغات موضوعية في تعامله مع تلك التركيبة المعقدة التي احتوى ذهنيتها العامة حتى ان تلامذته سألوه لماذا تعاملنا بلغة وتعامل الاخرين بأمثال ؟  فقال لهم : " لأنكم أوتيتم ملكوت الله أما هؤلاء فأكلمهم بأمثال " . . فكان لابد له من تصنيف خطابه باستحقاقات موضوعية, ولو شرحت المجتمع الذي كان يتعامل يسوع معه لادركت هذه الضرورة دون جهد ولتيقنت بأن أنجيل برنابا أبسط بكثير عما احتاجه يسوع من لغة شاملة وموضوع ديني.. لأن السمة الغالبة على هذا الانجيل هي اللغة التوحيدية وهو امر بديهي ولازم لكل الخطاب الالهي والممثليات السابقة للرب ولايستلزم ان تتهم هذه السمة كأدانة تحمل معها لغة شاقة يصعب على العموم التعامل معها وهضمها .
اما الاتهام بالفسلفة الاغريقية وغيرها  فتبقى المعاني التوحيدية والمواضيع اللاهوتية قاصرة في استيعاب موضوع التوحيد بل بعيدة عن طرح سماوي مباشر فهي بصبغتها الرواقية الوثنية الوضعية لايمكن ان تتجانس مع الموضوع الديني الذي اتهموا بر نابا بأنه يهودي تنصر ودخل الاسلام ويحمل تلك الفلسفات فان الموضوع الكلامي الاسلامي كان يترفع ويدين تلك الفلسفات اذا تعلق امرها بالموضوع الديني وربما يهتم بجوانب جمالية واطروحات سياسية وسوسيولوجية ان وجدت في حين اعتز المسلمون بنتاجهم الفكري وبأصالة موضوعهم الديني المستلهم من كتابهم الذي أستحال على الوضاعين مسه بتصرف وهو عكس ماحدث للكتابين الاخرين, وتبقى مصداقية التواصل والحوار بين هذا الثالوث الديني هو التوحيد كلغة شاملة ومشتركة ولهذا ترى الطرح الاسلامي يتوحد مع الموضوع اليهودي والمسيحي في اصله يفترق معهما في حالات التصعيد التي تحتمل الكثير من الغلو التي شوهت الطرح الاصيل لهما.. أذا بأحتفاظ انجيل برنابا لتلك السمات وبنزاهة موضوعه أن يلتقي مع الموضوع الاسلامي بلغة ربوبية واحدة وموضوع لاهوتي واحد .
ومن هنا لاغرابة ان يتهم انجيل برنابا بأنه نتاج فكري اسلامي او عربي الاصل ولعل ذلك أدل على مصداقيته وادعى لقبول مواضيعه لغير المسلمين وخصوصا المسيحيين ان هم تعاملوا مع الموضوع بلا تشنج وترفع قومي او عرقي مصطنع لموضوعهم اللاهوتي .
ويدين القلم المسيحي نفسه بتقييمه لانجيل برنابا, فقد قال الدكتورة سعادة " بأن الحقيقة التي لامراء فيها ان كاتب أنجيل برنابا كان على جانب كبير من الفلسفة وسمو المدارك وقوة الحجة وشدة العارضة وجلاء البيان وأن مباحثه في الجسد والحس والنفس من الوجهة الدينية لمن أسمى ماكتب الباحثون الدينيون           في هذا الموضوع”. ولعل هذه السمات الاصيلة تميز الموضوع الديني في الخطاب السماوي واللغة الربوبية فهي لاتتجاوز حقيقة الاشياء والمخلوقات وحكمية التفاوت الخلقي والتكويني وتحتوي الجزء دون الكل ثم الكل دون الجزء بحكمية لاتليق الا بالهوية السماوية ..  فكيف يتخلف برنابا عن تلك السمات الاصيلة في طرحه للموضوع الديني وهي سمات مشتركة بين المثلت التوحيدي في حالة رفع يد التصرف المشبوه عنهم .
وبأتهام لغة برنابا ببعدها عن سمة البساطة وترفع مواضيعه عن الذهنية المجتمعية السائدة في الجسم اليهودي والجغرافية التي تعامل معها يسوع.. يتحتم علينا أذا تشريح ذلك الجسم وتحليل للأمكانية الذهنية لذلك المجتمع المعقد وبذلك يمكن معها تصنيف الخطاب الانجيلي ولغاته الموضوعية مع تلك البيئة المليئة بالحركات والفئات الاجتماعية والسياسية والكهنوتية سيما وان تلك المكونات كانت تمثل طبيعة التناقضات والصراعات الفكرية التي رسمت وشكلت البيئة اليهودية في تلك الحقبة التي عاشت الكثير من الغليان والاضطراب في الموضوع الديني ذات الصبغة السياسية من جهة في حين اتسم في تحول آخر بالنضالية والكفاح المسلح والرغبة في الخلاص من قهرالمستعمر الروماني بعد أن عجز الموضوع التوراتي في خلق نموذج يأخذ على عاتقه تحريك عملية التغيير والانقلاب على الاستهلاك الكهنوتي ذي النظرة العتيقة والمفاهيم المضطربة ذات الطابع الجامد .
فكان لابد من حالة الغليان لتعقبها عملية انفجار في الطرح الديني والسياسي والحركي وفي الموضوع الاجتماعي لذلك ظهرت مكونات وفئات عقب ذلك حملت موضوعا دينيا انفعاليا تخلص احيانا من لبس الثوب الملحمي في مظهره العام في حين أتخذت مكونات اخرى حالة من الحوار المعتدل مع الدائرة السلطوية حتى شذ عن مبادئه فاتهم بالخيانة وظلت هذه الفئات تطرح مشاريعا متنوعة وردود افعال مختلفة لم تصمد امام قهر السلطوية الوثنية والجلاد الروماني والغائيات الخفية وتفاوت مصداقيات ونوايا تلك المكونات ..  فكان لابد من الموضوع السماوي ان يتدخل في ممثلياته المتمثلة بيوحنا المعمدان ثم يسوع المسيح وسط هذا الغليان والاضطراب وميوعة الطرح الديني وهزال الحضور الكهنوتي النفعي المتعاون مع المحتل الروماني الذي تجاوز كل خطوطه .
اذا هل كان يسوع ليميل الى  اللغه و الموضوع البسيطين ويقصر دعوته ورسالته على مجالس والصناع ويترك ضحالة التركيبة التي شوهت الاخلاقية المجتمعية واستلبت انسانيتها .. اذ لم يكن الشكل الاجتماعي لتلك الحقبة يتألف من الاوساط الشعبية البسيطة التي تستدعي بالضرورة المحاكاة البسيطة لمواضيعها بل عانى يسوع من الاوساط الاشد تأثيرا وتعقيدا والتي لم تكن لتتجاوز اختيار رموزها من الوسط الشعبي البسيط احيانا . لقد ساد المجتمع اليهودي هذه الفئات والمركبات في غياب الممثل السماوي لفترة تداعى معها صبر المجتمع اليهودي ابتداءا من فترة الملوك المكابيين وصراعهم مع الملوك السلوقيين الغرباء الذينا احتلوا فلسطين عام 198 ق.م  لأدخال عناصر ومكونات الحضارة الهيلينية الى هذه الارض .
تحقيقات
العشائر وتطورها الحضاري عبر التأريخ
الحلقة الثانية
هذا ولما كانت دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) الذي هو خلاصة الأنبياء والرسل والأوصياء والائمة والمصلحين, شبيه بدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن دعوته ستكون في أول أمرها إلى عشيرته الاقربين وإلى أهل بيته المتمثلون في هذا الزمان بالسادة العلويين الذين تربطه (عليه السلام) بهم صلة النسب. وبما أن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) غائب فإن الذي يقوم بدعوتهم هو وزيره السيد اليماني الحسني الموعود الذي يقوم بهذه المهمة في دعوتهم إلى الحق وإلى نصرة الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) على اعتبار أنهم عشيرته ورهطه الادنون وهو أحق الناس أن يتبعوه ويعضدوه في تلك الدعوة وأنهم أول الناس الذين يصيبهم الخير الكثير من جراء نصرتهم له .
علما أن السيد اليماني سيكون أخا للإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) ووزيراً كما كان الإمام علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل أنه سيكون مسدداً بروح الإمام علي (عليه السلام) ومتصلاً اتصالاً مباشراً بالإمام المهدي (عليه السلام) فهو منصوص عليه فضلا عن ذلك سيكون السيد اليماني مؤهلا لهذه المهمة الخطيرة والكبيرة ويكون الأقدر عليها دون غيره من الناس وأنه يخوض اختبارات وتجارب يعجز عن أدائها غيره فهو أقرب أهل بيته وعشيرته إليه (مكن الله له في الأرض). الآية الثالثة التي ورد فيها ذكر صريح للعشيرة في القرآن الكريم قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة (24). والمقصود بعشيرتكم هنا أقاربكم . فقد ورد في تفسير هذه الآية أن الإمام علي (عليه السلام) لما أذّن في مكة أن لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام جزعت قريش جزعاً شديداً وقالوا ذهبت تجارتنا وضاعت عيالنا وخربت دورنا فأنزل الله عز وجل هذه الآية . وهنا الباري عز وجل عاب عليهم حبهم لأهلهم وعشائرهم وأموالهم وحرصهم عليها اكثر من حبهم لله وطاعته, وكان الأولى بهم أن تكون محبتهم لله بالدرجة الأولى ولا يقدموا عليه أحداً من أهلهم أو عشائرهم وأنه هو عز وجل من تجب طاعته لا طاعة عشائرهم وأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . أما النوع الآخر من الآيات القرآنية فإنها تشير بصورة غير مباشرة إلى القبيلة والعشيرة وهذا ما صرحت به عدة روايات صدرت عن الأئمة المعصومين (عليه السلام) في تفسير هذه الآيات , وما دلت عليه معانيها في كتب التأريخ واللغة المعروفة عند العرب . الآية الأولى قوله تعالى {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ} هود (50) , الآية الثانية {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الأعراف (73). والآية الثالثة : {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} الأعراف (85) , فقد ورد في التفاسير أن المقصود آل ثمود أخاهم صالحا...الخ المقصود به أخوان النبي صالح أي عشيرته .
فقد ورد في الروايات عند أهل البيت (عليه السلام) أن رجلا من أهل الشام جاء على الإمام السجاد (عليه السلام) فقال: (أنت علي بن الحسين قال : نعم . قال : أبوك الذي قتل المؤمنين . فبكى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم مسح عينيه . فقال : ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين ؟ قال : قوله إخواننا قد بغوا علينا فقتلناهم على بغيهم . فقال : ويلك أما تقرأ القرآن ؟ قال: بلى . قال : فقد قال الرجل : لا بل في عشيرتهم . قال : فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم . قال : فرجت عني فرج الله عنك). وهذا يعني أن عشيرة الرجل هم إخوانه لارتباطه معهم برابطة الدم والنسب سواء القريب منه والبعيد عنه لانحداره من ذات العشيرة أو القبيلة .
الآية الرابعة قوله تعالى : {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ} الحج (42) , والآية الخامسة في بيان موقف مؤمن آل فرعون قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ} غافر (30- 31). والمقصود بالقوم في هذه الآيات الكريمة هم العشيرة, فقد ورد في المعاجم اللغوية أن قوم الرجل هم شيعته وعشيرته. ومأخوذة من الجماعة أي الرجال والنساء جميعا, قيل هي للرجال دون النساء, ورد عن ثعلب أن القوم هم الرهط معناهم الجمع للرجال دون النساء. الآية السادسة قوله تعالى : {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ} المعارج (11- 13) , وفصيلته تعني عشيرته التي تؤويه في الشدائد وتضمه ويأوي إليها في النسب,وهذا ما ورد في كتب اللغة في بيان معنى الفصيلة . فصيلة الرجل عشيرته ورهطه الادنون , أي أقرب عشيرة الإنسان إليه , وفي رواية هم فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم وهي دون القبيلة والفصيلة هي قطعة من أعضاء الجسد , من لحم الفخذ تحديداً, والفصيلة دون القبيلة . الآية السابعة قوله تعالى : {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ *  نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة, فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} العلق (15- 17) . وهذا من باب الوعيد أي فليدع أهل ناديه ومجلسه يعني عشيرته فلينتصر بهم إذا حل عقاب الله به . وناديه من نادي وأندية أي مجلس القوم ما داموا مجتمعون فيه,مما يشير أن الإنسان يستنجد بعشيرته ويلجأ إليها عندما يحتاج ذلك إلا أن هذا الأمر لا ينجيه من عقاب الباري عز وجل إذا ما حل به وأن كل نفس بما كسبت رهينة . الآية الثامنة قوله تعالى : {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} الإسراء (104) , أي مختلطين ألتف بعضكم ببعض لا تتعارفون ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وقيل لفيفا أي جميعا.
زينب الهاشمي ترد على اية الله الشيخ الجناحي(حفظه الله)
مرة اخرى يراهن الشيخ الجناحي (حفظه الله)على سذاجة عقل القارئ , فأستمر في شبهاته التي ان تُركت والحال هذه ,فأنها تتسبب في اضلال بعض المؤمنين من اخواننا اتباع السيد الحسني (دام ظله) عن الحق ومن هنا شرعت بالرد على كلامه ومن ثم مناقشة اراء السيد الحسني نفسه ,لعل الشيخ الجناحي (غفر الله له) يرى الحق فيتبعه بغض النظر عمن هو القائل متخلياً بذلك عن العصبية التي صارت حاجزاً منعه من رؤية الحق .
فقد جمع في القرينة الثالثة عدة روايات نقلها من كتاب الدجال لسماحة السيد الحسني"دام ظله" اشار من خلالها الى ان بعض الروايات ذكرت ان الدجال اعور العين اليمنى وان روايات اخرى ذكرت انه اعور العين اليسرى وان بعض اخر منها ذكر الدجال انه اعور من دون التطرق الى ذكر اي العينين هما . كما ان السيد الحسني "حفظه الله" ذكر في كتابه الدجال في الصفحة(44) ماهذا نصه: {ان بملاحظة جميع ماذكرنا من قرائن ويحصل عندنا الاطمئنان او الترجيح بأن المراد من الاعور ليس عور العين الجارحة بل المراد المعنى الكنائي والمجازي وهو تعاميه من الحق وانحرافه عن الحق , وانه يتظاهر بالدين ويلبس ثياب القديسين والروحانيين لخداع الناس وتظليلهم, وعليه يكون هذا المعنى للعور راجحاً الى المعنى الذي استظهرناه للدجال "للدجل" , ولااقل من كونه يشترك معه في المصداق. وبهذه الاطروحة يمكن الاخذ بجميع الروايات الخاصة بالعور.
أ ـ اعور العين اليمنى :يعني تعاميه وانحرافه عن الحق واهل الحق المتمثلين بأصحاب اليمين كما عبر عنهم القرآن الكريم .
ب ـ اعور العين الشمال: يعني تعاميه وفقدانه للعقل والبصيرة بدخوله في اصحاب الشمال وعمله عملهم المنحرف الضال , وكذلك تعاميه عن الباطل واهل الباطل عندما يتبرأ منهم ومن اعمالهم في الدنيا او في الاخرة كما يتبرأ ابليس من اعمال من وقع في غوايته فهو يبحث عن ذاته وشخصه ومصالحه ومنافعه الخاصة ).
ويرد على هذا الكلام وعلى كلام الشيخ الجناحي"حفظه الله" ثلاث اشكالات:ـ
الاشكال الاول :
يظهر من كلام السيد هذا واضحاً ان الدجال يتظاهر بالاسلام ويلبس ثياب العلماء والعرفاء وكل ذلك لاجل خداع المؤمنين ومن هنا يتبين لنا واضحاً ان الدجال لايمكن حمله على امريكا والغرب لانه لايمكن لهم ان يتظاهروا بالاسلام وما شابه .
الاشكال الثاني :
يرد على قول السيد الحسني (دام ظله) والذي تبعه عليه الشيخ الجناحي والذي قال فيه :{وبهذه الاطروحة يمكن الاخذ بجميع الروايات الخاصة بالعور} ان هذا الكلام واضح البطلان لان معناه ان الدجال يكون اعمى وليس اعور وكان الاولى والاصح لو كان هذا الكلام حق ان يقول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ان الدجال اعمى وليس اعور , لاننا لو اخذنا بعور العين اليمنى واخذنا ايضاً بحسب رأي السيد الحسني(دام ظله) بعور العين اليسرى كانت النتيجة واضحة ان الدجال اعمى وعليه فلايصح ان يقال عنه اعور , وبذلك فان هذا الكلام تكذيب لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهذا ما لانرتضيه لسماحة السيد ولسماحة الشيخ"وفقهما الله" كما اننا لو تنزلنا جدلاً وقبلنا بهذا الكلام لكان استعمال كلمة العور من قبل السيد الحسني والشيخ الجناحي غير صحيح بل كان الاصح ان يقال الدجال الاعمى .
الاشكال الثالث : بخصوص قول السيد الحسني(دام ظله) :{اعور العين اليمنى : يعني تعاميه وانحرافه عن الحق واهل الحق المتمثلين بأصحاب اليمين كما عبر عنهم القرآن الكريم} .
فلو سلمنا مع سماحة السيد وقبلنا هذا القول المبتني على ارتباط العين اليمنى بأصحاب اليمين فمن وُصف بعور العين اليمنى كان مخالفاً ومضاداًلاصحاب اليمين . ولايُخفى يقابل هذا الكلام عور العين الشمال التي تدل على اصحاب الشمال وهم اصحاب الباطل ,ومقتضى هذا التقابل ان يكون الموصوف بعور العين الشمال مهتدياً لان عين الباطل عنده انطفأت عن اصحاب الشمال وعن افعالهم المشؤمة فهو يخالفهم في حالهم هذا ومثل هكذا شخص لايكون الافي الجانب المعاكس لاصحاب الشمال ,اي في جانب الهداية .هذا مقتضى ماذهب اليه السيد الحسني (ايده الله) لانه بنى اطروحته هنا على هذا الاساس في قوله"اعور العين اليمنى: يعني تعاميه وانحرافه عن الحق واهل الحق المتمثلين بأصحاب اليمين كما عبر عنه القرآن..." . وهذا الكلام يقتضي ان يكون اعور العين الشمال : يعني تعاميه وانحرافه عن الباطل واهل الباطل المتمثلين بأصحاب الشمال كما عبر عنهم القرآن .
ولكننا نرى ان سماحة السيد خالف مابنى عليه وجعل اعور العين الشمال يعني تعاميه وفقدانه للعقل والبصيرة بدخوله في اصحاب الشمال وعمله عملهم المنحرف الضال. انتهى كلام السيد ولاادري كيف اختلطت الاوراق هنا ودخل من تعامى عن اصحاب الباطل وانحرف عن افعالهم فيهم واصبح منهم.
ويرد عليه ان مقتضى هذا ان يكون اعور العين اليسرى يعني تعاميه وانحرافه عن الباطل واهل الباطل المتمثلين بأصحاب الشمال كما عبر عنهم القرآن الكريم, لاكما قال السيد الحسني(اعور العين الشمال: يعني تعاميه وفقدانه للعقل والبصيرة بدخوله في اصحاب الشمال وعمله عملهم المنحرف الضال) . فلم قال هناك(في عور العين اليمنى) يعني تعاميه وانحرافه عن الحق واهل الحق المتمثلين باصحاب اليمين وقال هنا(في عور العين الشمال) يعني تعاميه وفقدانه للعقل والبصيرة بدخوله في اصحاب الشمال وكيف قال هنا "بدخوله في اصحاب الشمال" وقال هناك "انحرافه ولم يقل دخوله في اصحاب اليمين” .
ويُرد على القرينة الرابعة : ان كلامنا كان واضحاً لايخفى على احد في ان معنى ربكم ليس باعور اما ان يكون المقصود منه السيد المسيح(عليه السلام) فقد كان يسمى رباً فأن الدجال سوف يدعي انه النبي المسيح الذي وعد بنزوله في اخر الزمان لذلك جاءت الروايات لتسمية المسيح الدجال في قبال مسيح الحق, واما ان يكون المقصود به ان الدجال سوف يدعي انه المهدي المنتظروهو (عليه السلام ) يسمى رباً لانه رب الارض وليس المقصود منه انه الاله الذي يُعبد , انما كان المعنى كقولنا رب الاسرة ورب البيت ورب الحق وكما عبر القرآن عن بعض الملوك بالرب خاصة ,وقد جاء في تفسير قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} الزمر "69". عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ((ان قائمنا اذا قام اشرقت الارض بنور ربها ))"الغيبة للطوسي ص465. وعليه فلا معنى لكلام الشيخ الجناحي في هذه المسألة اصلاً . اما بالنسبة للنقاط التي ذكرتها والتي قلت عنها انها عدة تناقضات فيرد عليها:ــ
النقطة الاولى يرد عليها:ـ ان هذا الكلام لم يرد ذكره في العدد السادس من صحيفة القائم"مكن" .والصحيفة موجودة ومن اراد الحق فليراجع العدد المذكور.
النقطة الثانية يرد عليها:ــ ان كلام السيد القحطاني موافق للاحاديث والروايات بل هو ماصرحت به الاخبار اما بالنسبة الى كلامكم فهو نابع من فهمكم وحملكم للروايات على غير المعنى الظاهر منها , وقد كان توجيه السيد القحطاني للحديث الشريف صحيح جداً فأن المسلمين لم يعقلوا ان الدجال رجل نتيجة ماورد من ان بين يديه جبل من خبز وجبل من نار وماورد بخصوص حماره من ان بين اذنيه سبعين ذراعاً وان خطوته ميل وما الى ذلك من كون الدجال يحي الموتى ويقطع الناس بالمناشير فنتيجة لكل هذه المفاهيم لم يعقلوا ان الدجال رجل فلما علم منهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك حدثهم بحديث واشار لهم بقوله : (( اني خشيت ان لاتعقلوا ان الدجال رجل)) وعليه فأن مااشكل به الشيخ الجناحي غير صحيح ولاسبيل له في اثبات كلامه.  وهو نفس ماخشاه الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) على الحاضرين حينها بشهادة ((اني خشيت ان لاتعقلوا ان الدجال رجل)) نسأل الله ان يعقل اهل هذا الزمان ممن ينظروا هذا الحديث.
النقطة الثالثة: يكفي في رد إشكال الشيخ الجناحي في هذه المسألة ما اورده السيد الحسني (دام ظله) في كتابه الدجال في الصفحة (66) حيث أفرد باباً جعل عنوانه ( أتباع الدجال ) وذكر منهم عدة طوائف وذكر الطائفة الثانية بإسم ( يهود الأمة ) وقد اورد عدة أحاديث تثبت أن أناس من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمون يهوداً وأثبت أنهم من اتباع الدجال ومن أراد التأكد فليراجع كتاب الدجال ولكن لا أدري هل فات سماحة الشيخ الجناحي ذلك أم ان التعصب حجب عنه الحقيقة وكان الأولى بسماحة الشيخ أيده الله أن يتعصب الى الحق ، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله : ( أعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال).
النقطة الرابعة ويرد عليها : قد تم توضيحه ضمن الجواب على القرينة الرابعة فراجع النقطة الاخيرة والتي هي (5) ألا انها وردت برقم (6) سهواً كما يبدو ويرد عليها :
اننا ندعو المؤمنين من أتباع سماحة السيد الحسني (دام ظله) للإطلاع على موضوع الدجال في العدد السادس من صحيفة القائم (مكن) وإطروحة الدجال التي ذكرها السيد الحسني (دام ظله) والمقارنة بينهما ثم الحكم بعد ذلك على الاقرب من الحقيقة ولا نقول اكثر من ذلك والمهم هو الحق بغض النظر عن هذا العنوان او ذاك فإن هناك أناس تركوا العناوين العريضة وذهبوا الى غيرها كل ذلك من اجل الحق ومعرفته .
فالسيد القحطاني كلامه موافق لما صرحت به الاحاديث والروايات في ان الدجال رجل بينما نجد ان كلام السيد الحسني (دام ظله) اطروحة محتملة الوقوع أو عدمه كما ذكر ذلك ايضاً الشيخ الجناحي وهي قائمة على فهم خاص بالسيد نفسه وغير الذي يظهر من الاحاديث والروايات  .
ثم ان كلام السيد  القحطاني في مسألة وقت ومكان خروج الدجال موافقة أيضاً للأحاديث والروايات بينما نجد ان كلام السيد الحسني مخالف ومعارض لما في الأحاديث والروايات حيث ذكرت الأحاديث والروايات ان الدجال يخرج بعد قيام القائم (عليه السلام) وان خروجه من المشرق بل ان البعض منها ذكر ان خروجه من خراسان بينما يكون رأي السيد الحسني خلاف ذلك بحسب ما جاء في اطروحته من أن الدجال هو أمريكا والغرب . فإن أمريكا موجودة قبل قيام القائم (عليه السلام) وهي من المغرب وليست من المشرق . كما ان كلام السيد القحطاني في مسألة عور عين الدجال موافق للاحاديث والروايات أيضاً بينما نجد ان السيد الحسني (دام ظله) يفهم من ذلك خلاف ما يظهر من الاحاديث والروايات . وغير ذلك الكثير. وأخيراً نقول لسماحة الشيخ الجناحي (حفظه الله) لماذا لم ترد على ردنا عليك هل لأنه حق وأنه صحيح لم تستطع أن تواجهه وقد قيل (إن إقرار العقلاء على أنفسهم حجة) أم إن كلامك كان صحيحاً بحسب اعتقادك ولا بد حينها من ان نسمي الدجال كريم العين ؟ ! . ونحن سبق أن وعدنا الاخوة القراء بأن هناك الكثير من الاشكالات بخصوص كتاب الدجال لسماحة السيد الحسني (دام ظله) وسنذكر في هذه العجالة إشكال مهم ومستحكم على السيد (أيده الله) .
الإشكال : ذكر السيد الحسني (دام ظله) في الصفحة (19) من كتابه تحت عنوان (آية وحجة) ما هذا نصه . تشير الروايات الكثيرة بل العديد من الآيات القرآنية وتفسيرها الى ان الدجال آية من آيات الله تعالى ، فبإلاضافة الى القدرة الالهية على إطالة عمره لتحقيق إعجاز إلهي بهذا الخصوص ، فإن النبوءة والاخبار عنه وعن خروجه وعلاماته التي تحقق منها ويتحقق العديد تعتبر آية أيضاً ، ويضاف لذلك ان الحكمة الالهية القدسية اقتضت ان تكون قضية الدجال آية وحجة على جميع أهل العناد والتضليل ممن نصب العداء لله تعالى ولرسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال نصبهم العداء للعترة الطاهرة المطهرة لآل بيت المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم) .  ومن مصاديق النصب والعداء إنكارهم غيبة المعصوم الامام الحجة ابن الحسن (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) وإحتجاجهم بعدم إمكانية وإستحالة إطالة عمره الشريف ، وعدم وجود الحكمة في ذلك وفي غيبته (عليه السلام) ولم يكتفوا بهذا بل شنوا حملات وحملات من التهم والافتراءات والاستهزاءات بخصوص هذه القضية كما في غيرها تجاه مذهب الحق وأتباعه الصادقين المؤمنين .
والجواب واضح وبديهي (خاصة بعد الاطلاع على هذا البحث) فإنه :
أولاً : كما يقال ( إن أدل دليل على الامكان هو الوقوع) ، وإطالة العمر بل والغيبة معها قد حصلت ووقعت بخصوص الدجال ، وبهذا يثبت إمكانها بصورة عامة ، وخصوصاً في قضية الامام المعصوم (عليه السلام) . فالمصادر الاسلامية عموماً ومصادر أهل السنة خصوصاً تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة منذ عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل قبل ذلك ويبقى إلى آخر الزمان حيث يخرج ويقتل بيد الامام (عليه السلام) أو وزيره نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فالدجال بهذه الاطروحة ولهذا الوقت بل وحتى وقت خروجه ومقتله يكون أكبر عمراً وأطول غيبة من الامام قائم آل محمد (عليه السلام)انتهى كلام السيد. ويرد عليه ان كلام السيد واضح وبين في ان الدجال رجل وهو موجود منذ زمن بعيد وان الله أطال عمره وانه حي الى زمن قيام الامام المهدي (عليه السلام) وقد بين سماحة السيد الحسني (دام ظله) ان ذلك آية وحجة على جميع أهل العناد والتضليل الذين يحاولون إنكار غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) واستحالة طول عمره وبقائه حياً . كما ان سماحة السيد الحسني (دام ظله) أكد على ان أدل دليل على الامكان الوقوع ، ولما ثبت ان الدجال طويل العمر وانه حي منذ زمن بعيد ثبت ان ذلك ممكن الوقوع بصورة عامة . فأقول كيف يأتي بعد ذلك السيد الحسني (دام ظله) ليذكر ان الدجال هو أمريكا والغرب الكافر وكيف تبعه على ذلك سماحة الشيخ الجناحي (وفقه الله) فهل فاتهما هذا الكلام أم ماذا ؟ !. ان هذا الكلام لسماحة السيد دليل قاطع على ان الدجال رجل وليس حركة أو دولة وبهذا ثبت ان هذا القول باطل لا دليل له . نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق سماحة السيد الحسني (دام ظله) لنصرة الإسلام والإمام المهدي (عليه السلام) وان يوفق الشيخ الجناحي لمعرفة الحق وأتباعه وقوله كما إننا ندعو المولى تبارك وتعالى ان يوفقنا ويوفق إخواننا من أتباع السيد الحسني الى قول الحق وإتباعه ونصرة المهدي (عليه السلام) .
الاخيرة
السيد القحطاني يناقش السيد الخوئي(قدس) في السنن الالهية
هنالك الكثير من المفاهيم التي يتفق عليها المسلمون ، والتي باتت من المسلمات في الدين الاسلامي . حيث ان لها ما يؤيدها ويثبت صحتها وصحة وقوعها من القرآن والسنة الشريفة ، ومن اهم هذه المفاهيم ، مفهوم السنن الالهية والتي اجمع العلماء من كلا الفريقين سنة وشيعة على  صحة وقوعها وجريانها في الامة الاسلامية كما وقعت في الامم السالفة فقد قال تعالى :{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }الانشقاق19. وجاء في تفسير هذه الاية كما نقل الفيض الكاشاني في تفسيره قال :(في الاكمال عن الصادق (ع) ((لتركبن طبقاً عن طبق أي سير من كان قبلكم )) الصافي ج5ص305. وفيه ايضاً عن الجوامع عن الصادق (ع) انه قال : ((لتركبن سنن من قبلكم من الاولين واحوالهم)) . الصافي ج5ص305.
ونقل البحراني في تفسيره عن زرارة عن ابي جعفر(ع) في قوله لتركبن طبقاً عن طبق قال ((يازرارة اولم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقاً عن طبق في امر فلان وفلان وفلان ))البرهان ج5ص444؛ الكافي ج1ص415.
وعن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي عبد الله(ع) : ((ان للقائم منا غيبة يطول امدها ، فقلت : ولمَ ذاك يابن رسول الله ؟ قال ان الله عز وجل ابى الا ان يجري فيه سنن الانبياء (ع) في غيباتهم وانه لابد له ياسدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله عز وجل {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } أي على سنن من كان قبلكم))البرهان ج5ص444.
الطبرسي عن الصادق (ع) في معنى ذلك (لتركبن طبقاً عن طبق سنن من كان قبلكم من الاولين واحوالهم) البرهان ج5ص444.
الطبرسي في الاحتجاج ، عن امير المؤمنين (ع) قوله [(لتركبن طبقاً عن طبق) أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء]البرهان ج5ص444 ؛ تفسير الميزان ج20ص364.
وقد نقل المفسرون الكثير من احاديث وروايات النبي والائمة الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) في مصنفاتهم في تفسيره هذه الاية وكلها قريبة من المعنى المذكور فاعرضنا عنها مراعاة للاختصار وخوف الاطالة.
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال :(يكون في هذه الامة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) من لايحضره الفقيه ج1ص203.
تفسير العياشي عن ابي جعفر (ع) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لاتخطئون طريقهم ولايخطئكم سنة بني اسرائيل )بحار الانوار ج13ص180.
وعن غياث بن ابراهيم عن الصادق عن ابائه (ع) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل ما كان في الامم السالفة فانه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) كمال الدين.
وعن سلمان ان امير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ((لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى لو دخلوا حجراً لدخلوا فيه معهم ان التوراة والقرآن كتبته يد واحدة في رق واحدة بقلم واحد وجرت الامثال والسنن سواء ) كتاب سليم بن قيس ؛ بحار الانوار ج28ص14.
وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلام له مع ابو عمارة قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [يا ابا عمارة اتعرف الاسباط قال نعم يارسول الله انهم كانوا اثني عشر قال فان فيهم لاوي بن ارحيا قال اعرفه يارسول الله وهو الذي غاب عن بني اسرائيل ستين ثم عاد فاظهر شريعته بعد اندراسها والذي قاتل مع قرسطيا الملك حتى قاتله وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) كائن في امتي ماكان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لايرى ويأتي على امتي زمن لايبقى من الاسلام الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الاسلام ويجدد الدين ...] بحار الانوار ج51ص146. وعن الامام الرضا(ع) انه قال :(قد قال ابو جعفر(ع) هي والله السنن القذة بالقذة مشكاة بمشكاة ولابد ان يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم) بحار الانوار ج52ص110.
وعن الحسن بن الجهم قال قال المأمون للرضا (ع) يا ابا الحسن ماتقول في الرجعة فقال (ع) انها الحق قد كانت في الامم السالفة ونطق بها القرآن وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يكون في هذه الامة كل ماكان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) بحار الانوار ج53ص59.
وعن سليم بن قيس عن سلمان انه قال : (ان القوم ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا من عصمه الله بآل محمد ان الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بمنزلة هارون من موسى وعتيق في سنة السامري ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه فعلي في سنة هارون وعتيق في سنة السامري وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ) الاحتجاج ج1ص86.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :(لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطئون طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يارسول الله قال فمن اعني ) تفسير القمي ج2ص413.
وبعد كل ماتقدم من احاديث وروايات في هذا الصدد و تركنا للكثير منها لاجل الاختصار وعدم الاطالة ، هل يعقل احد ان هذه الاحاديث والروايات لاتفيد علماً او عملاً كما يدعي السيد الخوئي (قدس) في كتابه البيان في تفسير القرآن ص220 بعد ان ناقش مبحثاً ، ذكر فيه هذه الروايات الا انه لم يقبلها قائلاً (والجواب على ذلك : اولاً : ان الروايات المشار اليها اخبار احاد لاتفيد علما ولا عملاً ...) ، واذا كانت كذلك أي انها لاتفيد علماً وعملاً فلماذا تمسك بها سماحة السيد في الصفحة (19) من كتابه البيان في موضوع فضل القرآن حيث قال : (الثالث : ان يكون معناها أن حوادث الامم السابقة تجري بعينها في هذه الامة فهي بمعنى قوله تعالى : (لتركبن طبقاً عن طبق) وبمعنى الحديث المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)((لتركبن سنن من قبلكم)) . فاذا كانت كذلك فلم استدل بها في هذا المورد ياترى ؟! فلو كانت لاتفيد علماً او عملاً كان الاولى والاصح ان لايقبلها فضلاً عن الاستدلال بها.
ثم اننا لو قمنا بعرض هذه الاحاديث والروايات على كتاب الله تبارك وتعالى لوجدناها توافق ما نزله الله عز وجل فيه ، فقد قال تعالى ((لتركبن طبقاً عن طبق)) وقد تبين تفسيرها فيما تقدم من الاحاديث والروايات الكثيرة التي سقناها والتي وردت عن النبي والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ، وقد صرحت الكثير من الاحاديث والروايات الواردة عن النبي واهل بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في مسألة التمييز بين الروايات الصحيحة من الموضوعة واكدت على ضرورة عرض الاحاديث والروايات على كتاب الله عز وجل فما وافق القرآن فقد امرنا النبي بأخذه وما خالفه نهانا (صلى الله عليه وآله وسلم)عن الاخذ به بل امرنا بضربه بعرض الجدار فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والذي جاء فيه : (( اذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه او ردوه علينا)) التهذيب ج7ص275؛ وسائل الشيعة ج20ص463 ، وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في حجة الوداع انه قال : ((قد كثرت على الكذابة وستكثر ، فمن كذب على متعمداً فليثبوا مقعده من النار ، فاذا اتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا بها )) بحار الانوار ج؟؟؟ص225. ولا ادري لم رفض السيد الخوئي كل هذه الروايات وقال انها لاتفيد علماً او عملاً ولماذا لم يقم بعرضها على القرآن والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم  امرونا بعرض احاديثهم على كتاب الله عز وجل ، والسيد الخوئي نفسه ذهب الى ضرورة عرض الاحاديث على كتاب الله عز وجل كما ذهب الى ذلك غيره من العلماء فقد ذكر في الصفحة (233) من كتابه ماهذا نصه :[اقول : اشار المحقق الكركي بكلامه هذا الى مااشرنا اليه - سابقاً - من ان الروايات المتواترة قد دلت على ان الروايات اذا خالفت القرآن لابد من طرحها. فمن تلك الروايات:
مارواه الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بسنده الصحيح عن الصادق (عليه السلام) : ((الوقف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، ان على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ...) الوسائل ج27ص119.
ومارواه الشيخ الجليل سعيد بن هبة الله ((القطب الرواندي)) بسنده الصحيح الى الصادق (عليه السلام): (اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه ..) الوسائل ج27ص118. اقول : فلماذا لم يعرض سماحة السيد الخوئي (طاب ثراه) هذه الاحاديث والروايات على كتاب الله عز وجل بدلاً من ردها ورفضها بعقله ودين الله لايصاب بالعقول كما في المأثور ونحن في الواقع لانتمنى ان يكون السيد الخوئي (رحمه الله) من الذين يردون على الرسول واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لان الراد عليهم كالراد على الله عز وجل ثم ان العجيب ان السيد الخوئي والذي يوصف بانه المحقق يذكر ان هذه الروايات لم يرد لها ذكر في الكتب الاربعة حيث كتب يقول في الصفحة (220) من كتابه : (ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الاربعة) والحقيقة انني وبينما كنت اتصفح كتاب الكافي وجدت هذه الرواية والتي سبق ان ذكرتها والتي جاء فيها عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله (لتركبن طبقاً عن طبق) قال : (يازرارة او لم تركب هذه الامة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) من لايحضره الفقيه ج1ص203. اليس هذين الكتابين من الكتب الاربعة فكيف يقول السيد الخوئي (رحمه الله) (ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الاربعة).
ذكر سماحة السيد الخوئي (قدس) في الصفحة (221) من كتابه البيان في موضوع (شبهات القائلين بالتحريف) ماهذا نصه : (ثالثاً : ان كثيراً من الوقائع التي حدثت في الامم السالفة لم يصدر مثلها في هذه الامة ، كعبادة العجل ، وتيه بني اسرائيل اربعين سنة ، وغرق فرعون واصحابه ، وملك سليمان للانس والجن ورفع عيسى الى السماء وموت هارون وهو وصي موسى قبل موت موسى نفسه ، واتيان موسى بتسع ايات بينات ، وولادة عيسى من غير اب ، ومسخ كثير من السابقين قردة خنازير ، وغير ذلك مما لايسعنا احصاؤه ، وهذا ادل دليل على عدم ارادة الظاهر من تلك الروايات ، فلابد من ارادة المشابهة في بعض الوجوه).
والحقيقة يرد على كلام السيد هذا بعض الاشكالات:
الاشكال الاول : بخصوص قوله ((ان كثيراً من الوقائع التي حدثت في الامم السابقة لم يصدر مثلها في هذه الامة)) وقوله : ((فلا بد من ارادة المشابهة في بعض الوجوه)).
ويرد عليه ان كلام السيد هذا غير دقيق فان الاحاديث والروايات على خلافة وهي كثيرة جداً اذكر منها ما كتبه في الصفحة (220) حيث اورد الرواية الواردة عن غياث بن ابراهيم عن الصادق عن ابائه عليهم السلام قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كل ما كان في الامم السالفة ، فانه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) كمال الدين ص576، فمن هذا الحديث يتبين لنا واضحاً ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد على ان ما وقع في الامم السالفة يقع مثله فكيف يصح ان يقول السيد الخوئي (لم يصدر مثلها) اليس هذا رد لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاخذ بما قطع به عقله وهذا حتماً غير صحيح وغير مقبول . كما ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (مثله) ولم يقل يشبهه ولو كان مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المشابهة لكان الاصح ان يقول شبهة ثم ان كلام السيد هذا نقيض كلامه في الصفحة (19) حيث قال : (الثالث : ان يكون معناها ان حوادث الامم السالفة تجري بعينها في هذه الامة ) وهنا يرد الاشكال فان هذه الحوادث التي وقعت في الامم السابقة اما ان يقع عينها في امة محمد (ص) او شبهها فلماذا هذا التناقض ياترى ؟ حيث يقول السيد مرة انها تقع بعينها ومرة يقول شبهها.
الاشكال الثاني : ان سماحة السيد الخوئي(قدس) كتب في الصفحة (220) يقول : [اولاً :ان الروايات المشار اليها اخبار احاد لاتفيد علماً ولا عملاً ] .ويتضح من كلام الخوئي هذا انه يستند الى هذه الرواية ويبني عليها مطلبه وفكرته مما يدل على انها مقبولة عنده فكيف جاز له ردها سابقاً واعتبارها خبر آحاد لاتفيد علماً ولا عملاً ، ثم يأتي في الصفحة التي تليها أي الصفحة (221) ليقول : [وهذا ادل دليل على عدم ارادة الظاهر من تلك الروايات).
ويرد عليه ان الروايات اما ان تقبل وعندها جاز وصح النقاش فيما هو المقصود منها هل هو الظاهر او معنى اخر ، واما لاتقبل وعندها فلا داعي اصلاً للنقاش فيما هو المقصود منها.
الاشكال الثالث : بخصوص قوله ((ان كثيراً من الوقائع ...كعبادة العجل وتيه بني اسرائيل ) من قال ان هذه الحوادث لم تقع او لن تقع خاصة اذا ما عملنا بقول السيد نفسه (وهذا ادل دليل على عدم ارادة الظاهر من تلك الروايات) فان الصحيح ان الحوادث التي وقعت في الامم السالفة كلها تقع في امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكن بصورة تأويلية وليس بنفس الصورة السابقة فان الزمان اختلف والمكان قد تغير والمجتمع اتسع وتطور فلا يمكن ان تكون المصاديق هي نفسها التي وجدت في الامم السالفة انما تكون المفاهيم هي المتماثلة وهي في الواقع نفس تلك المفاهيم التي وقعت في الامم السالفة وان كانت تختلف من ناحية المصاديق فلا يمكن ان نتوقع من المسلمين ان يعكفوا على عجل يصنعه احدهم من ذهب او فضة او حجارة الا ان هذا لاينفي وجود عجل في امة محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) حيث تقوم اكثر هذه الامة بالسجود له أي طاعته واتباعه فان المراد من السجود كما ورد في المأثور "الطاعة" , فقد وقع هذا في الامة الاسلامية بعد استشهاد  نبيها محمد) (صلى الله عليه وأله وسلم) حينما قام سامري هذه الامة بأضلال المسلمين بعد ان نصب لهم عجلاً وامرهم بالطاعة له, حيث انكرت الامة وصية رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) في علي(عليه السلام) واختاروا غيره بعد ان اضلهم سامري الامة حينما نصب اليهم عجلاً وامرهم بأداء البيعة له وامرهم بطاعته . فكان امير المؤمنين (عليه السلام) مثال هارون في قومه , ومثال غيره مثال العجل والسامري, بل لربما ان اكثر الامة الان تعبد العجل ولكنها لاتشعر بذلك بل انني على يقين من ان الامام المهدي(عليه السلام) اذا ما خرج سوف يقوم بتعريف الناس بالعجل بل انه سوف ينسفه في اليم نسفاً كما فعل موسى (عليه السلام) عندما رجع من غيبته. ومن هنا يتبين لنا واضحاً ان مسألة عبادة العجل وقعت في امة محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) ولكن ليس بنفس الصورة والهيئة السابقة انما بصورة اخرى, الاان المفهوم يبقى واحداً فأن ظاهر العبادة وظاهر العجل نفسه قد اختلف الاان باطن الامر وحقيقته ضلت واحدة.
تيه بني اسرائيل
يعتقد السيد الخوئي (قدس) ان تيه بني اسرائيل لم يقع في امة محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) وبالتالي فأن الاحاديث والروايات التي ذكرت ان كل ما وقع في الامم السالفة يقع في امة محمد(صلى الله عليه وأله وسلم) لايُعتد بها ولايمكن قبولها . الاان الحق ان مسألة التيه قد وقعت ونحن الآن نمر بها ولم نوفق بعد للخروج من هذا التيه الذي لن ينتهي الا بوجود شخص هادي يقود الناس الى الطريق الموصل الى النجاة وهو المهدي (عليه السلام) ,  ان تيه بني اسرائيل كان في الصحراء,حيث استمروا مدة اربعين عاماً في الصحراء لايهتدون سبيلاً ,اما في امة الاسلام كان التيه عام وخاص, فقد وقعت الامة في التيه العام بعد وفاة النبي الخاتم محمد(صلى الله عليه وأله وسلم) ,حيث تاهوا عن السبيل المؤدي الى الله عزوجل الا وهو وصي رسول الله(صلى الله عليه وأله وسلم) امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) . وقد اشار الى ذلك مولى الموحدين ابا الحسن (عليه السلام) في خطبة له جاء فيها: {فدع عنك قريشاً وتركهم في الضلال وتجاولهم في الشقاق وجماحهم في النيه فأنهم قد اجمعوا على حربي كما اجمعوا على حرب رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) قبلي فجزت عني قريشاً الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن عمي} فعلي هو الهادي كما بين المولى تبارك وتعالى في الاية الشريفة{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }  فأذا انحرفت الامة عن سبيل الهداية فأنا لها ذلك وهل هو الا التيه , والتخبط يميناً وشمالاًحيث لاطريق يهتدي به الناس سوى ذلك الطريق الذي حادوا عنه.
اما التيه الخاص : فهو الذي يخص الشيعة حيث دخلوا التيه بعد وقوع غيبة الامام المهدي(عليه السلام) فأن الشيعة ومنذ ذلك الوقت تعيش حالة من التيه فأن سبيل الهداية بات بعيداً عنا بل اننا لانحاول حتى السؤال عنه او الوصول اليه ولم نكلف انفسنا للبحث عنه والاهتداء بهديه , بل لجأنا الى انفسنا وعقولنا واجتهدنا لاجل الوصول الى ذلك الطريق الذي يتكفل بأخراجنا من هذا التيه الطويل الا اننا لم نفلح ولن نفلح اذا بقينا مصرين على نفس الطريقة من دون بحث عن ذلك الشخص الذي نصبه المولى تبارك وتعالى علم هداية ومصباح هداية بل كوكب دري يضيء الدرب لمن اراد الخروج من هذا التيه . وكما هو واضح فالتيه هنا ليس مادياً بل هو امر معنوي.
غرق فرعون واصحابه
نتيجة اختلاف الزمان والمكان وما رافقهما من تغيرات طرأت على وجه الاض واختلاف الانسان وما يتعلق به من ارتقاء مستوى الفهم وسعة الادراك ومارافقهما من تطور هائل احدثه العقل البشري , فلايمكن بحال من الاحوال ان نتصور ان الحقائق الخارجية للاشياء تبقى نفسها مع اختلاف كل هذه الاحوال , الا ان الجوهر والحقيقة الباطنية لاتختلف بل هي متماثلة لااختلاف فيها , فمن غبر الصحيح ان نتصور ولاجل قبول الروايات الدالة على ان كل ماوقع في الامم السالفة يقع في الامة الاسلامية وان يظهر شخص يكون شبيه لفرعون ولديه ملاء وجيش وعدة من الخيول والسيوف ويظهر شخص يشبه موسى ويهرب هذا الاخير هو وقومه سيراً على الأقدام فيلحقهم فرعون وملائه فيضطر شبيه موسى هو وقومه لاجتياز بحر من الماء بعد أن يقطع عليهم الطرق ثم إن فرعون يحاول اجتياز ذلك البحر فيغرقه الله عز وجل فيه ، فهل يعقل أحد ذلك مع كل هذا التطور والتكنولوجيا وتوفر وسائط النقل المختلفة والسريعة جداً ووجود المراكب والسفن والجسور الكثيرة ؟ حتماً لا فإن مقتضى العقل والمثلية أن تكون الحقيقة الباطنية لهذا المفهوم واحدة إلاّ أنهما يختلفان من ناحية الحقيقة الخارجية أو قل المصاديق ولو كان العكس . أي ان المصاديق تكون متماثلة لأقتضى ذلك وجود سليمان وعيسى وموسى (عليهم السلام) والمعلوم ان النبوة ختمت بنبوة النبي الاكرم محمد (ص) . اذن فالحق وجود شخص تجري عليه سنن هؤلاء الانبياء (عليهم السلام) وهو مما لا خلاف فيه وهذا الشخص هو المهدي (ع) ومقتضى ذلك . انه كما تجري سنن الأنبياء على المهدي (ع) فإن سنن أممهم تجري على امة محمد (ص).
ومن كل ما تقدم يتضح لنا ان رد السيد الخوئي على القائلين بالتحريف غير تام بل غير صحيح اطلاقاً .
بل ان رد السيد الخوئي (قدس) أصبح دليل اثبات للقائلين بالتحريف لأن السيد الخوئي 0قدس) أكد الملازمة بين السنن الالهية وبين القول بالتحريف حيث قال : ( ثانياً : ان هذا الدليل لو تم لكان دالاً على وقوع الزيادة في القرآن أيضاً ، كما وقعت في التوراة والانجيل ، ومن الواضح بطلان ذلك).
الا اننا اثبتنا ان السنن الالهية لا بد أن تجري وتقع فأدلتها مما لا شك فيها ومعنى هذا فأن التحريف لابد أن يقع كما وقع في التوراة والانجيل .
ولا يلزم من ذلك ان يكون التحريف مادي أي انه تناول آيات القرآن وسوره ، بعبارة اخرى انه تناول ظاهر القرآن فهذا مما لا سبيل اليه ، الا ان التحريف الذي اصاب القرآن تحريف معنوي فقد أجمع المسلمون على ان القرآن لم يحرف ولم يبدل وأستدلوا بأيات عديدة منها قوله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. وهذا مما لا خلاف فيه بينهم (وان كان للسيد القحطاني نقاش في هذه المسألة مع سماحة السيد الخوئي (قدس) سبق وان طرح في عدد سابق من الصحيفة)، أما مسألة التحريف المعنوي فهي موجودة حتى في القرآن وقد ضاع بسببها الكثير الكثير من حق أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم حيث راح البعض من المسلمين يتأولون الايات القرآنية على غير معانيها التي ارادها المولى تبارك وتعالى .
وهناك الكثير من النصوص القرآنية تدل على التحريف المعنوي ، اذ  إن الكثير من الآيات القرآنية التي نزلت بحق الأئمة المعصومين (ع) قد تم تحريف معناها إلى معاني أخرى بعيدة عنهم . ومن هذه الايات التي حرفت عن معناها الحقيقي قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18. فقد جاء في كتاب الإحتجاج عن أبي حمزة الثمالي قال :( دخل قاض من قضاة الكوفة على علي بن الحسين (ع) فقال له : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل :{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ } قال له : ما يقول الناس فيها قبلكم في العراق ؟ قال : قال يقولون إنها مكة . قال : وهل رأيت السرق في موضع أكثر من مكة ؟ قال فما هو ؟ قال (ع) : إنما عني الرجال . قال :وأين ذلك في كتاب الله ؟ فقال أوما تسمع إلى قوله تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ } وقال : {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ }وقال  {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }فليسأل القرية أو الرجال أو العير قال :وتلى (ع) آيات في هذا المعنى . قال : جعلت فداك فمن هم ؟ قال (ع) نحن هم وقوله {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ } قال : آمنين من الزيغ ) بحار الأنوار ج10 ص214 . ومثال آخر هو آية التطهير فقد ذكرت المصادر المعتبرة من كلا الفريقين بأن قوله تعالى :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33- يخص أصحاب الكساء الخمسة وبقية المعصومين (ع) ، فقد ورد عن سليم عن أمير المؤمنين (ع) في قوله مخاطباً للناس فقال : ( أيها الناس أتعلمون إن الله عز وجل أنزل في كتابه :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }فجمعني وفاطمة وإبني حسنا وحسيناً ثم ألقى علينا كساء ، وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ، ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فقالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله (ص) ؟ فقال : أنت على خير ، إنما نزلت فيّ وفي أخي وفي إبنيّ وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا ، فقالوا كلهم :نشهد إن أم سلمة أبلغتنا بذلك ، فسألنا رسول الله (ص) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة ) بحار الأنوار ج31 ص413 - فحرفوا معنى هذه الآية وقالوا إنها تخص زوجات النبي (ص) فقط ولا تخص غيرهم مع العلم إنهم ينقلون في كتبهم عشرات الأحاديث الصحيحة التي تؤكد المعنى الصحيح الذي ذكرناه ،وقد فصلنا ذلك في العدد (35) من صفحة منار القرآن وهذه التحريفات ما أكثرها وهي حسب الأهواء والأمزجة ، وكذلك ينطبق الأمر على بعض الصحابة الذين ذكرهم القرآن ومدحهم ، فقاموا بتحريف هذا المعنى بحذفهم للمدح وإبقائهم للذم فقط.
ومن هذا يتبين ان التحريف حاصل في القرآن كما حصل في التوراة والانجيل الا انه فيهما قد كان تحريفاً لفظياً ظاهرياً ، اما في القرآن فان التحريف معنوياً باطنياً. وبذلك يتضح ان كل ما جرى في الامم السالفة يجري في امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ومصداقاً لقوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } ومن كل ماتقدم يتبين بطلان  رأي السيد الخوئي (قدس) في هذا الموضوع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون