العدد الثامن والاربعون

منار القران
لاول مرة في تاريخ العلوم.. 
القحطاني يثبت ان العصمة تنتقل عن طريق الوراثة
توصل علماء الوراثة إلى أن الجينات هي التي تنقل الرسالة الوراثية من جيل لآخر ، حيث لها الإمكانية على توجيه نشاط كل خلية ، وهذه الخلية عبارة عن جزيئات عملاقة تكوّن ما يشبه الخيوط الرفيعة المجدولة التي يطلق عليها (الحمض النووي المختزل) ، وتحتوي هذه الرسالة الوراثية على كل الصفات الوراثية من لون العينين إلى أدق التركيبات الأخرى في الجسم ، بما في ذلك القدرة والكفاءة ومستوى الذكاء ، وما إلى ذلك من التفصيلات الأخرى.
وتعتبر الهندسة الوراثية البشرية احدى الفروع التطبيقية لعلم الوراثة ، وقد أثار هذا النوع جدلاً كبيراً في الأوساط العلمية والاجتماعية والسياسية ، ويقول علماء الوراثة أن الهندسة الوراثية هي ثورة تقنية جبارة تهدف إلى إضافة جينات جديدة تحمل إلى الكائن الحي صفات لم تكن موجودة من قبل ، لحين تجاوز التراكيب الوراثية الموجودة إلى تراكيب جينية أفضل بقصد إصلاح عيب أو خلل في المادة الوراثية أو تحسين الصفات العامة للأفراد عن طريق إعادة صياغة الخريطة الجينية ، مع العلم أنهم أثبتوا إمكانية انتقال (الشفرة الوراثية) بتفصيلاتها المتناهية الدقة من شخص لآخر وفق الوضع الطبيعي الذي يعيشه الإنسان ، فمن الممكن جداً أن يولد لأي إنسان ولداً يشبه آباءه أو أجداده في الشكل والصورة ، ومن الممكن أيضاً أن يولد مولود يشبه أحد آباءه أو أجداده في الصفات الروحية والمعنوية ، بل من الممكن أيضاً أن يولد مولود تكون له نفس الموصفات الداخلية والخارجية من مضمون داخلي وصورة خارجية لأحد الآباء أو الأجداد ، وكل ذلك وفق قانون الجينات والرسالة الوراثية الذي اكتشفه العلم الحديث ، وبين قابليته على نقل الشفرة الوراثية من جيل إلى جيل وليس من جد إلى ابن فقط ، وهذا ما أكدته الأحاديث الشريفة لرسول الله (ص) وروايات الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)
وقد ذكر المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم الكثير من الآيات المباركات التي تشير إلى وجود قانون الوراثة وسريانه بين الخلق ، ومنها:
1- قال تعالى : {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً}مريم (5-6).
2- وقوله تعالى : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} النمل 16.
3- {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }فاطر32.
4- {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75.
5- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد26. 
6- {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5.
إذن فالقرآن يقر قانون الوراثة والجينات ، ويمكننا تقسيم الصفات الوراثية إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول : وراثة الصفات الجسمانية التي تخص الشكل الخارجي للإنسان .
القسم الثاني : وراثة الصفات الروحية والمعنوية من عقل وذكاء وفطنة ، أو بلادة وغباء ، أي ينطبق الأمر سلباً وإيجاباً ، ويدخل الأمر الإلهي أيضاً في هذا القسم .
القسم الثالث : اجتماع القسمين الأول والثاني في هذا القسم أي انتقال جميع الصفات الجسمانية والروحية والمعنوية في شخص واحد .
إن الجينات الوراثية متواصلة على مرّ العصور وغير منقطعة ويكون اختيار الشفرة الوراثية للإنسان عند دخول النطفة الرحم ، وسلسلة الجينات الوراثية متصلة بيننا وبين آدم (ع) ، والمولى عز وجل يختار بمشيئته ما يلائم هذه النطفة أو ما يريد لها جلت قدرته من جينات وراثية لأي نسب من أسلافه ، وهذا ما ذكره رسول الله (ص) ، فقد جاء عن الرضا عن آباءه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لرجل : (ما ولد لك ؟ قال : يا رسول الله وما عسى أن يكون لي إما غلاماً وإما جارية . قال فمن يشبه ؟ قال : يشبه أمه اوأباه . فقال (ص) : لا تقل هكذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم) بحار الأنوار ج7 ص94.
فمن الممكن أن يكون مولوداً لا يشبه أبوه ولا يشبه أمه ، وقد لا يكون فيه شبه من أخواله أو أعمامه أو أجداده ، فإن النسل الوراثي متواصل كما ذكرنا إلى آدم (ع) ، فقد يكون شبيهاً بأحد أجداده الذي لم يدركه أحد من آباءه ، وكما هو الحال مع أحد الأنصار الذي ولدت زوجته ما لا يشبهه ولا يشبه أخواله أو أجداده فذهب به وبزوجته متحيراً إلى رسول الله (ص) ، فقد جاء في الكافي ج5 ص561 ، عن أبي جعفر (ع) قال : (أتى رجل من الأنصار رسول الله (ص) فقال : هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم إلا خيراً وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعدٍ قططٍ أفطس الأنف لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي . فقال لامرأته ما تقولين ؟ قالت : لا والذي بعثك بالحق نبياً ما أقعدت مقعده مني منذ ملكني أحداً غيره . قال : فنكس رسول الله (ص) برأسه ملياً ثم رفع بصره إلى السماء ثم أقبل على الرجل فقال يا هذا إنه ليس من أحد إلا وبينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك خذ إليك ابنك . فقالت المرأة : فرجت عني يا رسول الله).
انظر أخي القارئ الى القاعدة العلمية الرصينة التي يذكرها رسول الله (ص) مؤكداً وجود علم الجينات وانتقال الوراثة عبر استلام النطفة لتلك الجينات في الوهلة الأولى لدخولها الرحم ، وإن مصادر الجينات هي التسعة والتسعين عرق التي تتحكم في نوعية الجينات الموروثة ، وسيتوصل العلم الحديث في يوم من الأيام إلى اكتشاف هذه القاعدة المهمة . قال تعالى : {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}الإسراء85.
ولكن هل بالإمكان انتقال الأمر الإلهي (العصمة) عبر الانتقال الانسيابي للجينات الوراثية ؟ أقول : تؤكد الأحاديث الشريفة على أن أهل البيت (ع) هم الخمسة أصحاب الكساء الذين خصهم الله تعالى بآية التطهير التي نزلت فيهم وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وفي ذات الوقت هنالك الكثير من الأحاديث والروايات التي تذكر أن أهل البيت والمطهرين هم الأربعة عشر (سلام الله عليهم أجمعين) فما معنى ذلك ؟
الواقع أن الخمسة أصحاب الكساء (ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير هم أهل البيت ، وقد انتقل هذا الامر وراثياً الى الأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليهم السلام) فقد ورثوا التطهير من آبائهم أهل الكساء كما ورثوا أمور أخرى عديدة ، وتدخل هذه المواريث في القسم الثاني من أقسام الوراثات ، وقد يتعجب البعض من هذا الكلام ، إلا أن القرآن قد نطق به وبينته الأحاديث والروايات ، وكذلك أكده العلم الحديث ، وهو لا يخص الأئمة فقط بل هو سار كذلك في الأنبياء (عليهم السلام) ، فلو عدنا لقوله تعالى في سورة فاطر لتبين لنا إمكانية ذلك . قال عز وجل :
{ُثمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }فاطر32 ، وقوله تعالى : {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75 ، وقوله تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد26.
ومن الروايات ما ورد عن عبد الرحمن بم كثير قال : (قلت لأبي عبد الله (ع) : ما عني الله عز وجل بقوله : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} قال : نزلت في النبي (ص) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ثم وقع تأويل هذه الآية : {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ} وكان علي بن الحسين (ع) إماماً ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل) بحار الأنوار ج25 ص355.
وعن الريان بن الصلت ، قال : (حضر الرضا (ع) مجلس المأمون بمروّ ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها . فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (ع) : لا أقول كما قالوا ولكني أقول أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة - إلى أن قال- فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم . فقال المأمون من العترة الطاهرة ؟ قال : فقال الرضا (ع) : الذين وصفهم الله تعالى في كتابه جل وعز : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ...ثم قال : أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم . قالوا : أين يا أبا الحسن ؟ قال : من قوله عز وجل : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين) بشارة المصطفى ص228 . والجدير بالذكر أن الإمام الحسين (ع) الذي فهو والد الأئمة التسعة هو الوحيد الذي اختصه الله بزيارة وارث ولم يختص الإمام الحسن (ع) بهذه الزيارة لكونه حاملاً للجينات الوراثة للانبياء وخصوصاً اولوا العزم منهم ، حتى تكون الامامة امتداد للنبوة .
ويتبين لنا من هذه الآيات القرآنية والروايات الشريفة بأن الإمامة وكل ما يتعلق بها من لوازم تنتقل عن طريق الوراثة إلى ذريتهما من المهتدين والمصطفين ، وقد أكد علماء الوراثة هذه الحقيقة فقد اكتشفوا أطلس كامل للجينات البشرية التي تحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية بحيث أنهم وجدوا لكل صفة من الصفات أحد الجينات المسؤول عن وراثة هذه الصفة إلى المولود ، وبالإمكان تنضيد مجموعة الجينات الوراثية الحاملة للمواصفات المطلوبة لكان المولود متحلياً بنفس تلك المواصفات تماماً .
إن وراثة الأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين (ع) كانت من القسم الثاني من الوراثة ، فهي وراثة روحية ومعنوية ووراثة لأمر الله تبارك وتعالى ، وليست وراثة جسمانية ، فتجد الأئمة (ع) يختلف بعضهم عن بعض من ناحية الشكل ولكنهم نفس المضمون ، وبذلك يتبين بأن أهل البيت (عليهم السلام) ذرية بعضها من بعض وقد شملت الطهارة والأئمة الذين لم يكونوا حينها تحت الكساء ، وقد ذكرت الروايات الشريفة شمولهم بهذه المنزلة عبر الجينات الوراثية ، ومن هذه الروايات ما جاء عن سليم عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : (أيها الناس تعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فجمعني وفاطمة وابني حسناً وحسيناً ثم ألقى علينا الكساء ، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويجرحني ما يجرحهم ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . فقالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله (ص) ؟ فقال : أنت على خير ، إنما نزلت فيّ وفي أخي علي وابنيّ وفي تسعة من ولد الحسين خاصة وليس معنا أحد غيرنا) بحار الأنوار ج31 ص413.
وبذلك فإن أهل البيت المشمولين بآية التطهير هم الأربعة عشر المعصومين (عليه السلام) خمسة منهم أهل الكساء بحسب التنزيل وتسعة منهم من ولد الحسين (ع) بحسب قانون الوراثة والجينات . ومن هذا نفهم معنى قول رسول الله (ص) : (الحسين خازن وحيي والحسن معدن علمي) . فالحسين (ع) هو خازن الجينات الوراثية التي من خلالها تم التواصل لأبنائه المعصومين (ع) من خلال عامل الوراثة .
لقد فرق كتاب الله عز وجل بين الشجرة الملعونة والشجرة المباركة ، فالشجرة الملعونة التي تمثل بني أمية والشجرة الطيبة التي تمثل محمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فالشجرة الملعونة تحمل الجينات الوراثية ذات المواصفات المتدنية ، أما الشجرة الطيبة فهي تحمل الجينات الوراثية الراقية.
وعليه فإن الإمام المهدي (ع) يقتل ذراري قتلة الحسين الذين انتقلت لهم جينات أجدادهم قتلة الحسين (ع) فيكونون كأجدادهم الذين وقفوا بوجه الحسين ، وسيقفون بوجه الإمام المهدي (مكن) وإلا فلا تزر وازرة وزر أخرى ، والإمام المهدي (ع) سيكون حاملاً لكافة الجينات الجسمانية والروحية والمعنوية ، فهو وارث الأنبياء والمرسلين وهو الذي يصفه رسول الله (ص) بأنه أشبه الناس به خلقاً وخلقاً . فقد ورد عن جابر الأنصاري ، قال : (قال رسول الله (ص) : المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب ويملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) بحار الأنوار ج50 ص231.
وينطبق هذا الأمر من وراثة الجينات الجسمانية والروحية والمعنوية على اليماني الموعود أيضاً فهو أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً بعيسى ابن مريم (ع) ، فقد ورد في غيبة النعماني عن عبد الرحمن بن حمزة عن كعب الأحبار أنه قال : ( ...إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيس بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسيماء وهيئة يعطيه الله عز وجل ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضله ...) بحار الأنوار ج52 ص225. وبذلك تنطبق الاية الكريمة في قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33. فمن آل عمران عيسى ومن آل ابراهيم الامام المهدي (ع) وهنا اصبحت ذرية بعضها من بعض والله واسع عليم .
الموعود
رد زينب الهاشمي على الشيخ محمد الجناحي
بعد أن طرح مكتب السيد أبو عبد الله الحسين القحطاني رأيه وناقش كتاب "الدجال" للسيد محمود الحسني بأسلوب علمي ونقاش موضوعي هادف وكان النقاش كما اطلع عليه الأخوة القراء في غاية الأدب وذلك لسببين ، الأول منهما روحية النقاش التي يجب أن تكون وفق الموازين الأخلاقية ، والثاني لحاجة في نفس يعقوب قضاها . وقد كان النقاش مع سماحة السيد من نفس كتابه من دون الاحتجاج بأحاديث أو روايات في كتب أخرى ، ليفاجئنا الشيخ آية الله محمد الجناحي بالرد الخالي من الموضوعية ، فبدلاً من الاعتراف بما أورده مكتب السيد القحطاني من حقائق وأدلة ساقها الكاتب من نفس كتاب "الدجال" كما قلنا ، حاول الشيخ (وفقه الله) وبشيء من المغالطة دفع ما أورده الكاتب من أدلة وحجج دامغة تبين عدم صحة  ما ذهب إليه السيد الحسني (أيده الله) في مسألة الدجال .
وكان سماحة الشيخ (وفقه الله) لا يعلم أن في أتباع السيد محمود الحسني من لا يجامل على حساب الحق ومن له العلم في التمييز بين الصحيح من السقيم ، وكأنه يتعامل مع أناس سذج . وهذا باعتقادي غير صحيح فأهل الحق ودعاة العلم لا يخلو منهم مكان أو زمان وهم بطبيعة الحال عندهم من المعرفة ما يؤهلهم لاختيار الآراء الصحيحة . ولا أدري هل أن الشيخ يمثل سماحة السيد الحسني لكي يكون الرد على هذا الأساس أم أنه يمثل نفسه ويحاول إظهار اسمه خاصة بعد أن حصل على درجة ((الاجتهاد)) ، وإنني بدوري أقول لسماحة الشيخ أننا أحجمنا عن الرد على ما أوردته سابقاً في (آخر الزمان) لأننا على يقين من الدوافع التي دفعت إلى ذلك ، وإذا كنت حقاً تريد الوصول إلى الحقيقة والرأي الصائب فأما أن تكون ممثلاً للسيد الحسني ولنا عندها وقفة معك ، أو لا وحينها نرى ما هو المناسب .
أما لماذا رددت عليك الآن فذلك خدمة لقضية الإمام (عليه السلام) وخدمة لأخواننا من أتباع السيد الحسني الذين نتمنى لهم التوفيق والسداد ومعرفة الحق ، ولكي نزيل اللبس الذي ربما تسبب به كلامك في بعض المؤمنين ، فأقول : أين كنت يا شيخ حينما كتب الكوراني معلقاً على كتاب "الدجال" حيث قال في الصفحة (1120) من كتابه "المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع)" : (وله مؤلفات لعل أكبرها كتابه (الدجال) وهو يدل على سطحية بالغة ، فأحاديث الدجال عنده كلها صحيحة بما فيها الضد والنقيض....الخ).
- ولقد قال سماحة الشيخ الجناحي في معرض رده : (إن الذي يريد أن يعطي أمور قطعية عن القضايا الإسلامية بصورة عامة وعن قضية الإمام المهدي بصورة خاصة عليه أن يتأكد من صحة سند الروايات فإنه ليس كل موجود في بطون كتب الأحاديث صحيحاً ففيها الغث والسمين) . انتهى كلام آية الله .
ويرد عليه أن كلامك هذا كله كان من الأولى أن توجهه إلى سماحة السيد الحسني لأن نقاش مكتب السيد القحطاني معه في كتاب "الدجال" كان في خصوص ما أورده السيد في كتابه ولم يخرج مكتب السيد القحطاني عند حدود الكتاب ، فقولك ((ففيها الغث والسمين)) رداً على السيد الحسني ليس إلا .
ومن أراد التأكد من أن النقاش كان في حدود الكتاب ولم يخرج الكاتب إلى غيره من الكتب مع أن ذلك من حقه .
- لقد قام الشيخ  بحصر طرق معرفة الحديث بطريقين لا ثالث لهما ، ولا أدري من أين جاء بهذه القسمة فالقضية ليست محصورة بهذين الطريقين "السند أو طريق الأطروحات" فهنالك طريق هو الأفضل والأصح وهو طريق عرض الأحاديث على القرآن وهذا هو الطريق الأسلم الذي أوصى به الرسول الكريم (ص) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن النبي وعن الأئمة أنه قال : ( إذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا ) التهذيب ج7 ص275 ؛ وسائل الشيعة ج20 ص463 . وقال رسول الله (ص) في حجة الوداع : ( قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر ، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا بها) بحار الأنوار ج ص225.
فمن هذين الحديثين يتبين لنا طريق مهم وهو الطريق الصحيح في معرفة الخبر وهو طريق العرض أي عرض الحديث على كتاب الله خاصة ، والنبي يخبرنا بكثرة الكذابة عليه بل أنه يخبرنا أنها ستكثر بعده ، وعلى كل حال فأنا لست من أهل الاختصاص في هذا المجال لذا يترك إلى محله ، والمهم هو الآن أن كلام آية الله غير صحيح ، لانه فقد أهم الطرق في معرفة الحديث بل هو الطريق الأسلم الذي أوصى به النبي والأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام).
- ثم أن الذي فاجأني أنك تدعي آية الله والمفروض أن تكون دقيقاً في كلامك ، حيث ادعيت سابقاً أن السيد القحطاني لا يعرف من المنطق إلا معلومة واحدة ، حيث ذكرت في "آخر الزمان" : ( إن هذه القاعدة ليست هي الوحيدة بل أن الكثير الكثير من تلك القواعد تنطبق على التأويل وغيره لأن المنطق يدرس المعرّف والحجة وكليهما يوجد في التأويل ولكن يبدو أن هذه المعلومة الوحيدة التي يعرفها من المنطق فحشرها في بحثه وكتبها بالخط العريض في وسط الصفحة).
ويرد عليه : إنك إما تعرف السيد أو  لا ، وإذا كنت تعرفه فإن كلامك هذا يدخل من باب الكذب وهذا مما لا نعتقده فيك ، وأما إذا كنت لا تعرفه فكيف جاز لك أن تدعي على شخصاً لا تعرفه بأنه لا يعرف من المنطق إلا هذه المعلومة ، والله سبحانه وتعالى يقول : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}الإسراء36 .  ولا أدري كيف تصدر منك هذه المخالفة الصريحة لكتاب الله وأنت تدعي أنك آية الله .
ولكن نحن نعذرك بعض الشيء فلم نرى منك أو من غيرك كتيباً فضلاً عن كتاب في القرآن ، وأتحداك أنت ومن أجاز لك الاجتهاد أن تأتي بكتيب واحد في تفسير القرآن أو تأويله أو نظريات جديدة في القرآن ، ثم أين أنت من علم التوسم فهل تعرف عنه شيء ، وأين أنت من الرجعة وماهيتها وإشكالاتها وأين أنت من نظرية المشابهة بين الداء والدواء في الطب التي تغير مسار الطب من المنهج التجريبي إلى المنهج النظري ، وأقول لك إن الفارق الموضوعي بينكم وبين استاذنا القحطاني هو كالفارق بين علم جعفر الصادق (ع) وغيره من المدارس العلمية في زمانه ، وأحب أن أقول لك ولمن يريد أن يرد بدون اسس علمية على السيد القحطاني تذكر المثل القائل : (إن الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر) . أما بخصوص علم السيد القحطاني بالمنطق فأحب أن أحيطك علماً أن السيد القحطاني ألف كتاباً في المنطق سنة 1998 اسمه ((علم المنطق في القرآن)) وكان كتاباً فريداً من نوعه حيث تناول فيه المنطق في القرآن وارتأينا أن ننشر بحثاً مستلاً منه في هذا العدد لتكون أنت وغيرك على بينة من هذا الأمر .
- لقد ذكر سماحة الشيخ أن السيد الحسني تبنى أسلوب الأطروحة حيث قال : [فالسيد الحسني (دام ظله) طبق الدجال الثالث على نحو الأطروحة على الفكر الغربي أو أمريكا ولوجود بعض القرائن في هذه الرواية ككلمة (أطلس) وكلمة (يأكل عباد الله) فهذه القرائن تشير إلى أن كلمة الرجل يراد منها معنى آخر] . وقد بين سماحة الشيخ القرائن فقال : [القرينة الأولى : إن الشارع أكثر من الاستعمالات الكنائية والمجازية في القرآن الكريم والسنة الشريفة ، فمثلاً استعمل العمى ، والصم ، والبكم للدلالة على الجهل وعدم العقل ...الخ] . ثم قال : [القرينة الثانية : حسب القواعد العامة الشرعية والأخلاقية فإن المولى الشرعي المقدس المربي الأخلاقي بين لنا بالقول والفعل أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأجساد بل ينظر إلى القلوب والنفوس والأرواح ، وقد نهى عن التنابز بالألقاب ...الخ] انتهى .
ويرد عليه : إن الأطروحة أما أن تكون محتملة الوقوع أو جزمية الوقوع ، فعلى الأول ماذا يكون موقف السيد الحسني لو أن الأطروحة لم تثبت ؟ وقد بين وقرر وأكد السيد الحسني أن الأعور الدجال لو كان رجلاً كان ذلك من التنابز بالألقاب وهو مما لا يرتضيه الشارع المقدس والقواعد الأخلاقية وهذا يعني أن الدجال لو ثبت أنه رجل فإن السيد الحسني يكون قد اتهم الرسول الكريم (ص) والأئمة الأطهار (ع) بالتنابز بالألقاب ويكون قد رد حديثهم ولم يقبله ، والراد عليهم كالراد على الله عز وجل وهذا مما لا نتمناه لسماحة السيد إطلاقاً .
وأما أن يكون السيد الحسني جازم بتلك الأطروحة فنحن لا نسلم أن ذلك تنابز بالألقاب وذلك لأمرين ، الأول : أن الآية تتكلم عن المؤمنين ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11.
والمعلوم أن الدجال كافر ، فكما ورد في الحديث الذي نقله سماحة السيد في كتابه "الدجال" في الصفحة (56) ((مكتوب بين عينيه كافر)) إذن فهو غير داخل في الآية لانها تتحدث عن الذين امنوا . وقال السيد الحسني في نفس الصفحة : [فالدجال كافر بجحده لنعم الله تعالى ....وهو كافر بخروجه عن حقيقة المذهب الحق والإسلام ، وهو كافر بخروجه عن حقيقة أهل العدل والتوحيد...].
الأمر الثاني : إن الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع) استخدمت مثل هذا اللفظ بكثرة ، فقد كان الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين يلقب بالحارث الأعور ، وذكر الشيخ الطوسي في رجاله عدة من الرواة يلقب كل واحد منهم بالأعور : (شريك بن الأعور السلمي ، حفص الأعور الكوفي ، فضيل بن عثمان الأعور ، الحكم بن عبد الرحمن الأعور ، حفص الأعور الكناسي ، حفص بن الهيثم الأعور ، حفص بن قرط الأعور ، حفص بن عيسى الأعور ...الخ) وقد ذكر العلامة في رجاله : (أبو محمد الأعور ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ) . كما ذكر أيضاً : (أبو جعفر الأوخص الطحان مولى ثقيف الأعور وجه من أصحابنا بالكوفة ورع فقيه صاحب أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) وروى عنهما وكان من أوثق الناس).
وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) في وصيته لما ضربه ابن ملجم ، حيث قال : [أما هذا الأعور -يعني الأشعث- فإن الله لم يرفع شرفاً إلا حسده ولا أظهر فضلاً إلا عابه وهو يمني نفسه -إلى أن قال- ولو كان شجاعاً لقتله الحق وأما هذا الأكثف عند الجاهلية -يعني جرير بن عبد الله البجلي- فهو يرى كل أحد دونه ...] شرح نهج البلاغة ج20 ص287.
ولو أردنا أن نأتيه بأمثلة لطال بنا المقام ولكن في ذلك كفاية لمن أراد الحق والحقيقة ، هذا وإن البعض ممن ذكروا هنا مؤمنين من أصحاب الأئمة (ع) ومع ذلك ذكروا بهذه الصفة والحقيقة إن النهي عنه هو أن يذكر اللقب ويراد به الآخر أما تكون صفة معروفة للرجل وقد عُرف بها فلا إشكال فيه ، كما نلاحظ مما تقدم وقد عرف الدجال بهذه الصفة فضلاً عن ذلك أنه كافر فلا إشكال في أن يُذكر بصفة العور .
ثم إن سماحة الشيخ الجناحي قال : [السيد الحسني مرة يقبل أن الدجال رجل ومرة يقبل أن الدجال هو الغرب الكافر] , وعلى كلامك - وهو النهي عن التنابز بالألقاب- وإن السيد الحسني يقبل أن الدجال رجل فماذا يقول في الأحاديث والروايات التي ذكرت هذا الدجال الرجل بالأعور وماذا يردّ على النبي والأئمة الأطهار ؟ ما بالك يا شيخ هل تريد أن تسمي عدو الله الكافر الدجال ((كريم العين)) أم ماذا ؟!!!ثم ماتقول في الرواية الواردة عن ابي جعفر (ع) قال :الزم الارض ولاتحرك يداً ولارجلاً حتى ترى علامات اذكرها - الى ان قال- فاول ارض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات ، راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني ) بحار الانوار ج52ص212. وعن جابر الجعفي قال : سالت ابا جعفر الباقر(ع) عن السفياني ، فقال وانى بكم بالسفياني يخرج حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج في ارض كوفان ينبع كما ينبع الماء ..) غيبة النعماني ص302. فهل يعني هذا ان الامام الباقر حينما يقول الاصهب والابقع والشيصباني يتنابز بالالقاب والعياذ بالله !!.
السدنة وأفعال الجاهلية
ان الكثير من الافعال في مجتمعنا اليوم هي من أفعال الجاهلية القديمة ومنها ما يقوم به اولئك الافراد المنتشرين على طول الطرق المحيطة بالمراقد المقدسة طلباً لما بأيدي الزائرين وخصوصاً الذين يأتون من غير المحافظة التي فيها هذا المرقد مستغلين بذلك طيبة وسذاجة هذا الزائر او ذاك ويبادرون له متسارعين بالقول لقد وصل نذرك أتركه لنا ولا ينتهرون اذا نهرهم وانهم لا يتركونه الا بتحقيق مآربهم بالاستحواذ على ذلك النذر وليت الامر ينتهي بهذا الحد حيث يحدث بينهم الصياح والصراخ وخذ العراك من أجل الحصول على هذه الفريسة رغم توزيعهم المناطق على شكل قطع اراضي بينهم أي انه اذا دخل الزائر المنطقة التابعة لفلان لا يجوز للآخر التعرض له وعلى هذا تبدأ النزاعات .
أضف الى ذلك ان لديهم طريقة في الاستفادة من النذر ( الخروف ) لمرات عديدة حيث يعرضونه بعد الاستحواذ عليه للبيع مرة أخرى شارطين على الزائر الذي يروم شرائه كنذر ان يرجعه لهم مقابل تخفيض كبير من سعره وهكذا يبقى هذا ( الخروف ) في حلقة مفرغة الى أن يأتي يوم ذبحه هذا كله في الخراج اما في داخل الحضرة المطهرة فإن الذي يفلت من أيديهم في الخارج يقع في قبضة إخوانهم ونظرائهم في المهنة ( السدنة ) الذين يحرجون اغلب الزوار بالقول والفعل فيراهم يفعلون فعل اخوانهم في الخارج مضافاً اليه إعطاء الزائر ( العلگ ) ويطالبونه بالثمن واذا أخذ ( العلگ ) ولم يعطي الثمن فيبادر السادن بسحبه من يديه والزائر الكريم يعرف جيداً تلك الافعال التي تحدث فلذلك يجب على كل شخص ان يوفي نذره ويتأكد من صرفه في مقامه وما يرضي به الله سبحانه وتعالى وان لا يترك هذا النذر لمثل اولئك الناس الذين لا نعلم في أي مورد يصرفونها والله العالم ان من افعالهم نستطيع ان نعرف اين تصرف ، فعلينا ان لا ندع هؤلاء المعتاشين على جيوب غيرهم من الاستفحال فيجب علينا ان نردعهم عن فعلهم هذا .
وكنا نعتقد ان تلك الافعال واولئك السدنة يذهبون مع الطاغية حيث ذهب الا اننا وللأسف الشديد فؤجئنا ببقائهم الى الان فالظاهر ان  الاحساب والانساب حالة دون ذلك ةبالاخص العلاقات مع العوائل الدينية التي أصبحت اليون ذات تأثير واسع النطاق سواء في المراكز المهمة في الدولة او الوظائف الحكومية او الوظائف الدينية كحماية المراقد والعتبات حيث ان للعلاقات الاجتماعية دوراً بارزاً في قبول هذا ورفض ذاك ولأن النظام البعثي ما زال قائماً ولم يتغير الا صدام  لعنه الله وبعض الرؤوس العفلقية  وعما قريب سيسفر الصبح وتظهر الحقيقة ، فإنتظروا اني معكم من المنتظرين .
وتوجد أيضاً ظاهرة اخرى حقيقة اخلاق اخذه مأخذها وهي إذا نذر أحدهم ذبيحة او وليمة ( عزيمة ) فتراه يدعوا أصحاب رؤوس الاموال والوجهاء والمتنفذين الذين هم أساساً عندهم تخمة من كثرة الاكلات الدسمة وفي نهاية الوليمة يقرأ ( الروتين ) المعتاد الذي بات معروفاً عند أغلب الناس المعتادين لحضور هكذا موائد وأنا أتعجب لأنني لم أعرف أحد من الذين يريدون مرضاة الله ان أقام وليمة ( نذر ) ودعا فيها مجموعة من الفقراء والمساكين والجياع وهم كثر في مجتمعنا هذا وهم أولى من غيرهم بهذا النذر حيث تجد أحدهم لم تدخل بطنه قطعة لحم فترة طويلة فيا أيها الناس انتبهوا لأفعالهم وأعمالكم قبل ان تقفوا بين ايدي الباري عز وجل . قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات13.

سنن المهدي من الانبياء
سنته من موسى(ع)
تيه بني اسرائيل
من الواضح والمعروف ان كل ما يجري على بني اسرائيل يجري على امة محمد (ص) في نص الآية القرآنية حيث قال تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ}الانشقاق19 ، وكذلك في الرواية الواردة عن سلمان المحمدي ان امير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وشبر بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه معهم ) بحار الأنوار .
ومن ضمن هذه السنن سنة ( التيه ) أي انه مثل ما حصل لبني اسرائيل ان تاهوا في الصحراء (40) سنة يتخبطون لا يعرفون شيئاً من امرهم سوف تجري هذه  السنة على امة محمد (ص) حسب تعبير الرواية اعلاه ( حذو النعل بالنعل ) وقبل ان نخوض في تفاصيل ( تيه امة محمد (ص) ) يجب ان نعرف نبذه مختصرة عن معنى وكيفية التيه الذي تاهه بنو اسرائيل من قبل . ان معنى التيه هو التحير والتخبط في عدم معرفة الطريق الصحيح وعدم ايجاد من يدل على طريق الصواب ومعنى الارض التيهاء هي التي لا يهتدى فيها ، واما ( تيه ) بني اسرائيل حينما عصوا الله وعصوا نبيه موسى (ع) فجعلهم الله جل جلاله يتيهون في الارض في حيرة من أمرهم لا يعرفون الطريق الصحيح ولا يعلمون الى أين ينتهي بهم الأمر كما في هذه الآية  {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}المائدة26 ، وكان تيه بني اسرائيل تيه مادي في الارض حيث كانوا كلما استطاعوا ان يجدوا بصيص امل في معرفة الطريق أضاعه الله عليهم .
أما سنة امة محمد (ص) من هذه التيه هو تيه بنوعين من التيه ( العام ) و ( الخاص ) اما العام فإنه كان بعد وفاة رسول الله (ص) حيث ان المسلمين اختلفوا وضلوا السبيل بعدم تنصيب علي بن ابي طالب (ع) وبذلك قد عصوا رسول الله 0ص) في نص حديث الغدير الذي نصب فيه امير المؤمنين (ع) خليفة لرسول الله (ص) ، كما ان الامام امير المؤمنين (ع) أشار الى التيه الذي عاشته الامة بعد رسول الله (ص) حيث قال في خطبة له : ( فدع عنك قريشاً وتركهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق وجماحهم في التيه فإنهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله (ص) قبلي فجزت قريشاً عني الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن عمي ) نهج البلاغة .
وبهذا ايضاً قد عصوا الله جل جلاله وجعلهم يتيهون التيه العام ، أما ( التيه الخاص ) فهو خاص بالشيعة وقد حصل بعد غياب الامام المهدي (ع) بما ان له سنة من موسى (ع) وله شبه منه ، فإن الشيعة قد دخلوا في ( التيه ) كما في بني اسرائيل وكما ذكرنا انه تيه فكري وعقائدي وهذا ليس نحن القائلون به وانما هذا مصداق لروايات اهل البيت (ع) ففي الرواية : ( اذا غضب الله على قوم غيب إمامهم ).
وهذا ما سينكشف للجميع ويظهر جلياً عند ظهور امر الامام المهدي حيث تنتهي فترة التيه الذي كتبه الله سبحانه وتعالى كما انتهت فترة تيه قوم موسى في الاولين ويقول علماء الشيعة هذا الراي مخالف لقاعدة ( اللطف الالهي ) بأن الله جل ثنائه لطيف بالعباد ولا يترك الامة بلا دليل ولا نور يستضيئون به فنقول : أين ( قاعدة اللطف الالهي ) من بني اسرائيل عندما تاهوا اربعين سنة بغضب من الله ونبيبه موسى (ع).
ألم تعمل معهم هذه القاعدة ، وتعمل عند غيرهم والله عز وجل عادل وسيصرف عن عباده في منتهى العدالة الإلهية . فالآن الامة تعيش التيه في شقيه العام والخاص وفي قمة ألقه حيث يعيش الناس في هذا العصر بقوة تمسكهم بضلالتهم وتيههم ولا يدرون أين هو الطريق بحيث تجد الفرد كلما يضع يده على أحد الرموز الدينية ظناً منه انه يهديه الى الطريق الصحيح يكتشف بعد حين ان هذا لم يوصله حقيقةً الى المراد وانما يجعله يتخبط في الاراء والمبتنيات الخاطئة فينسحب عنه في منتصف الطريق وهذا دليل واضح وحي على معنى التيه الذي نعيشه الآن فيجب على هذه الامة ان تدرك وتفهم سننها من بني اسرائيل المتمثلة ( بحذو النعل بالنعل ) وينبغي لنا ان نبحث عن امر الامام المهدي (ع) خصوصاً ونحن نعيش بشهادة اغلب الباحثين والمفكرين عصر الظهور المقدس عسى ان يرحمنا الله سبحانه وتعالى وينقذنا من التيه الذي نعيشه ....
المقاومة الفكرية
صغار ابليس ومحاربتهم التوحيد والعقيدة
ما بين يوم ومثيله يظهر لنا آل وهاب ومن اقترن بضلالهم ببطلان لا رادع له ليشوه المسيرة المحمدية ببدع ما انزل الله بها من سلطان جاعلين من الدين الوسيلة لا الغاية في الوصول إلى تجريد الإسلام من قدسيته ,فينتهجون ما شاءوا من السبل لحقن خبثهم في جسد الإسلام الواحد, يفسرون القرآن على هواهم ويخرجون الحديث والرواية بحسب ما يخدم شيطانهم , ينسجون من الوهن فجورا يغوون من سار خلفهم بدراية أو بغيرها وكأنهم العنكبوت مد خيوطه ليستحوذ على مبدأ التوحيد وفق مشيئته ,مثلهم مثل الذين جعلوا أولياءهم  من دون الله أولياء يرجون نصرها, وهذا ما هو كائن فنراهم لا يتحدثون إلا بذكر أولياء الفجور والضلالة ليكونوا كمثل العنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها, فلم يُغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه, وإن أضعف البيوت لَبيت العنكبوت, لو كانوا يعلمون ذلك ما اتخذوهم أولياء, فهم لا ينفعونهم ولا يضرونهم فهذا ما بينه الرحمن في قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41,فيستندون إلى ضعفهم  بدعم مادي معنوي من فئات خطت قوى الكفر خطوطه الأولى لتشتيت مبدأ العقيدة والوحدانية لله عز وجل, نلحظ أن هذا السند القوي أسس قاعدة لهم ذات متانة إبليسية صعبة الاختراق إلا بالهداية والعقيدة ,فالكثير من جيل الشباب انجرف بسيلهم بلا وجس يصحح الخلل الحاصل في أيمانه ليضل, سوى انه وجد آل وهاب يتقلدون ظاهرا بسيرة سيد الخلق ( صلى الله عليه وآله وسلم) وآخذهم بأسلوب الخطابة المجلجل والمظهر الزائف والتطبيق لبدع صغار الإبليسيين , مستغلين حب هذا الجيل لله - عظمة قدرته-  ولنبيه وأوليائه الصالحين ليدسوا لهم السم في العسل وتحريف ما جاء به القرآن الكريم ويضلوهم ويسيروهم بحسب ما يرغبون , يسوقوهم سوء العذاب بمعصية الله , يجعلون من أجسادهم عبوات ناسفة يسفكون بها دم الأبرياء, يحرضونهم على نحر رقاب الناس وكأنهم من خلق , متطاولون على عدله وحكمته في خلقه , معجلون في قضائه وقدره غافلون صادون ,قال تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21, فله مرجع الأمور وعلمها وكل شيء بقدر معلوم , فخيوط آل وهاب العنكبوتية غطت حقيقة قدرته وجعلت من هذا الجيل أداة مرنة ولقمة مستسيغة يسهل مضغها وطيها وتكوينها حسب الغاية , لتكون حيناً عنكبوتا آخر يجر وراءه الكثير من أولئك البائسين بطرق كل منها يلائم والحاجة المتوفرة لجر فرائس أخرى, وحيناً آخر يُتخذ الدرع الواقي بجعله درعاً بشريا لاستمرار حركة العنكبوت الأعظم , فالأول يستخدموه كما أسلفنا لطرقهم الملتوية بطرائق شنيعة مزخرفة ببدع تغوي الساذجين بسلاسة ولا يتطلب مجهودا في الآخذ بأيديهم إلى حفرة النار, فأموالهم الطائلة التي استنزفت من المستضعفين وحقوق الأرامل والأيتام يعدون الحطب ليحرقوا الشباب المنقاد خلفهم وكأنه بهيمة عمياء .
بتلك الميزانيات الهائلة بثوا عبثهم بفضائيات مرئية ومسموعة وبخدمة معلوماتية عبر الأثير تمثلت بالانترنيت وكذلك الإصدارات والمطبوعات التي امتدت كما يمتد الطاعون الأبيض أو السرطان الخبيث ليأخذوا في سير أقدامهم المزيد من الجيل ويقدموهم قربانا لإبليس , فنلحظ أن الكثير من العناكب الوهابية تظهر عبر وسائلهم الفضائية يستهزئون بالله وكتابه ونبيه ويصنعون أحكاما هي خلاف لأمره تعالى, يكفرون من يردع خبث نواياهم ويقربون من يقودهم لعاهرات الأزقة ويمنعون الماعون وينتهكون الحرمات, يطلقون مسميات ويشرعون الإلحاد ,يزرعون الفتنة بين أوصال الجسد الواحد , نراهم ونسمعهم ونقرأ لهم ونلمس تناقضهم وطغيانهم يبطنون حقدهم البغيض ويظهرون الرياء والنفاق.
أن آل وهاب اليوم بعد أن نشروا الفرقة والفتنة والضلالة بين المسلمين من الشيعة والسنة وغيرها من المذاهب والطوائف وادعوا الجهاد في كل ما هب ودب من ابسط الأمور وأعظمها , واضعين ما يبتدعون من فجور وضلال على كاهل المغرر بهم من المسلمين غير العرب على الأغلب واقصد بهذا ممن يعتنقون الإسلام من الدول التي وصلوا إليها بإسناد الشيطان فهم يخيلون لهم أن الله خلق الدنيا ليصب غضبه عليها لم يقولوا لهم أن الله خلق الخلق ليعبده وحده قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56, فالتناقض عجيب حين يظهر مؤخرا ساسة آل وهاب ممن يسمون أنفسهم أولياء الشيطان بفتاوى لا هدى فيها لتصبح في نقيضين بين نقيض الميال لآل سعود الذي أوجب عدم الجهاد ضد اليهود في الحرب الأخيرة مؤيدا لهم بالفجور والكفر ولاءه لسيدهم الأعظم ( أمريكا) والنقيض الآخر المعارض لحكومة آل سعود لكنه من عناكب آل وهاب وخدمة أوكار الضلالة من التكفيريين ( القاعدة) فتلك قاعدة الشيطان فقد صرح أذنابها بضرورة الجهاد في حرب اليهود ونصرة إخوانهم المسلمين في لبنان سنة وشيعة, وهنا التناقض فتارة يكفر هؤلاء الشيعة بوجه عام في الفضائيات أو الإعلام المقروء و الإنترنت ويسموهم بمسميات معروفة بلا استثناء فهل اختلف مسمى الشيعة في العراق عن مسماه في لبنان وسوريا ؟! وأن كان هؤلاء العصابة الشيطانية لا يحق لهم تفجير أجسادهم إلا  في العراق فلما لا يفجروها في إسرائيل وجنوب لبنان وسوريا أو حتى فلسطين ولماذا لا يقاطعون الغرب في تجارة المخدرات والدعارة التي راجت بسببهم باسم السياحة, وتحت فتوى ولي الشيطان بعنوان ( المسيار) فهل ورد في القرآن  نص يثبت ذلك أو حديث نبوي أو رواية , أم إنها سياسة أخرى يتبعها آل وهاب و آل سعود وقاعدتهم في القضاء على ما أبقوه من الإسلام؟! لتكون ما أفتى به العناكب هو عبارة عن تصفية حسابية فيما بينهم على حساب المسلمين ليخدموا أسيادهم , والمثل يسري مفعوله على كل من انتهج كفرهم واخذ من النفاق والرياء الأساس ليتاجر بالإسلام والمسلمين

يقولون!!
* البدء بمحاكمة الجنود الأربعة الأمريكان المتهمين باغتصاب فتاة عراقية ,وهنا تطرح أسئلة لا تحصى أعدادها؛ هل فقط هؤلاء من سيحاكم ؟! وأين ذهبت حقوق الباقين وهل سترفع الحصانة عن الجيش المحتل أم أنها سياسة لمسرحية جديدة تلهي العالم عما يحدث!!.
* من وراء تجارة المخدرات وما الغاية منها بعد أن كان العراق الأعلى بين الدول من خلوه من تلك السموم, أم إن تجارة ( الترياق , الأفيون, و الخ ) هي تجارة الظرف الرابحة بلا خسائر لأنها بلا رقيب وغير خاضعة للفحص الجمركي !!.
* هل ستقضي الخطة الأمنية على حالة المقابر الجماعية الجديدة؟ التي تبرز كل يوم خاصة في بغداد متخذة أسلوب التصفية الطائفية, وهل سترتفع الأعداد من خمسة عشر يوميا إلى مائة وخمسين بالضعف أم إنها ستتلاشى؟!.
* هل تذكرون قوله تعالى :{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } فإلى الجهات المختصة اتقوا الله وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء فاغلب محافظات العراق تعاني الانقطاع والشحة,  فيا ترى هل فُجرت أنابيب الماء ليُمنع وصولها إلى المواطن في الصيف الحارق؟!.
* من المطالب والمسؤول عن الحقوق والتعويضات عن الخسائر المادية والمعنوية التي تسببها قوات الاحتلال من ( قتل, اغتصاب, الأموال الخاصة والعامة, كذلك سيارات المواطنين وأثاثهم والأموال التي سرقت منهم) أم أن التعويض حبر على ورق فقط؟!.
* يقولون أن عمليات التزوير وراء 60% من العمليات الإرهابية , فمن السهولة الحصول على ما يلزم من أوراق رسمية من سوق كذا وسوق فلانة وهكذا يسهل مرور المفخخات ووصولها للهدف بكل مرونة وشفافية, والصغير قبل الكبير يعلم أين توجد!!.
* الجانب الصحي ممتاز فقد استغنى المواطنون عن الأدوية الكيمائية للغلاء الفاحش  ليستخدموا طب الأعشاب ووصول الفساد الإداري ذروته من تعيين الآلاف فقط على الورق بالعلاقات وترك الأطباء والعاملين في هذا القطاع الحساس بأجور متدنية لا تسد أجرة النقل, فمتى تنتهي هذه اللامبالاة بحياة البشر!!.
* بدلا من حمايتهم لابد من توجيه شكر وتقدير إلى وزارة ؟؟ ومديرية الجوازات والجهات ذات العلاقة لما تبذله من جهد متفان في إتمام الأوراق الرسمية للعلماء والمثقفين والصحافيين والأطباء وغيرهم الكثير الذين سيهاجرون خوف القتل والابتزاز ليصبح البلد دون من يقود قطاعات الحياة!!.
* ويقول تعالى في كتابه الكريم:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر17, وعن الأثر القول المشهور{ اعدى أعداءك نفسك التي بين جنبيك } اللهم بحق محمد وآل محمد جنبنا شرور أنفسنا .
وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ
يعج الفضاء اللبناني والعربي بالمبادارات حول ما يجري على أرض لبنان. مبادرة السنيورة، المبادرة الفرنسية، المبادرة الأمريكية والمبادرة الأوروبية. تختلف هذه المبادرات قليلاً أو كثيراً في تفصيلاتها، وفيم تقدم أو تؤخر؛ ولكنها تتفق جميعاً على جوهر واحد (احتواء المقاومة) أو تقليم الظفر اللبناني، برفق أو بقسوة، بسياسة هادئة أو عنيفة. يبقى الخلاف حول التفصيلات والطرائق أكثر منها حول الحقيقة والجوهر. لبنانيون وعرب ومسلمون يجمعون على أن وقف النار هو المخرج وأن وضع حزب الله تحت السيطرة هو الأساس. وانسياقاً مع السياق يرى المرء نفسه مضطراً أحياناً للمفاضلة بين مبادرة ومبادرة، وترتيب وترتيب، وسابق ولاحق.. ومنغمساً في تفصيلات مثل الحديث عن القوى الدولية: حجمها ترتيبها ، مهاماتها تكوينها أماكن انتشارها.. أو عن معنى أن تفرض الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني سيطرته على الساحة اللبنانية، ومآل هذه السيطرة قبل وكيف تتم؟ وبعد وماذا يكون لو فكر أي متعجرف صهيوني بإدارة هجوم جديد على لبنان لأن ريحاً شمالية هبت على كيانه؟! وهل سيكون دور القوات الدولية أفضل من دورها قي قانا الأولى أو أيام صبرا وشاتيلا أو في سبرنيتشا والتساؤلات تطول. مبادرة وحيدة ماتزال غائبة لا يفكر فيها أحد، ولا يتحدث عنها أحد.. وهي مبادرة المقاومة نفسها. مبادرة المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان بقواها المتواضعة، وبسجالها المتقدم على كل الحروب العربية السابقة,والغائب عن التفكير و الخطاب الاسلامي أن تتجه الأمة (الحكومات والشعوب) إلى تعميق تجربة المقاومة وتوسيع مداها زماناً ومكاناً ووضع استراتيجية للتحرير الكامل على نهج الاستنزاف المتطاول دون أن يغيب عن الذهن تكلفته العالية.سوريا مثلاً صاحبة قضية (الجولان) وهي قضية تحظى بمصداقية ومشروعية دولية، أرض محتلة يرفض الصهاينة إعادتها منذ أربعين سنة. والمقاومة في هذا السياق حق مشروع ليس لأحد أن يعترض عليه. فكيف يدخل محور عربي ثالث على خط المقاومة بمشروعية دولية وإسلامية وعربية في الوقت نفسه. وهنا سيقفز إلى الذهن مباشرة الحديث عن ظروف المعركة، وتكافئ القوى، وغلبة كفة العدو الصهيوني.. للحقيقة يجب أن نوضح أنه إذا كان فينا من يعتقد أننا لا ينبغي أن نخوض حرباً إلا بعد أن نحوز التفوق أو التوازن الاستراتيجي والتكتيكي والتعبوي فهذا يعني أننا لن نخوض حرباً أبداً، ولن نحرر أرضنا إلى الأبد، ولن نطرد المحتلين من بلادنا؛ وهذا هو الذي يراهن عليه أعداؤنا ويبنون استراتيجيتهم على أساسه. تكلفة المعركة من الناحية المدنية والإنسانية عالية جداً كما يحصل أمام أعيننا اليوم في لبنان وهكذا نرضى دائماً من الغنيمة بالإياب. فالدمار والذبح والتشريد الذي يحدث في العالم الاسلامي والعراق فلسطين وفي لبنان هي الخيار الوحيد الذي فرضه النظام العالمي الجديد علينا فإما هو ونتخذ حلا دون وجودنا وعقيدتنا وهويتنا وحضارتنا.. وإما القبول بالذل والتبعية والاحتلال، أو ما يسمى الأمر الواقع الذي يفرضه العدو الصهيوني مباشرة بلا وساطة حتى لما يعرف بالأمم المتحدة. الأمر الواقع اليوم تفرضه دولة الصهاينة وحدها بلا معقب لما تريد , وإن لعبة عض الأصابع التي لعبها عنتر في تاريخنا القديم ستكون الفيصل الأساسي في تقرير نتيجة المعركة وفي دستورنا الخالد {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء104, وما نرجوه من الله لا ينبغي أن يغيب..
دعاة حق ام باطل
كل إنسان مختل التوازن  يسعى بكيانه أن يكون شيئاً وان تتحول شخصيته التوحدية من اللاشيء إلى شيء يُذكر يدركه صاحب الشأن فقط , ليكون ذا واجهة اجتماعية مرموقة حسب ما يوسوس له عقله الباطن المريض بحب الشهوة والنزعة الدنيوية والجري وراء ملذات واهية, هنا يكمن الفيصل في فهم معنى دعاة الحق ودعاة الباطل, فاغلب ما ذكرنا من عديمي الشخصية الذين يتعايشون مع توحدهم وانفصامه المزمن ورهبتهم من الإنسانية والمجتمع المحيط لهم والإحساس النابع من عدم اكتمالهم فكريا ولد لديهم حالة مربكة من التخبط العشوائي الأعمى في بلوغ الهدف المنشود لديهم , فهم اليوم وكل يوم مضى الفيروس المميت الذي يجرد الإنسانية من معالمها من خلال التصرف اللا مسؤول فهم سكارى ولكن واقعهم ظاهرا عكس ما يظهرون , َتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى , بل هم أشبه بمسخ يلهث وراء الجيف راكضين من جيفة لأخرى بحسب التحلل والتفسخ الذي يسد شهوتهم وغريزتهم, لذلك فاجتناب أمثالهم والتجرد عنهم دليل على فكر صحيح لا ريب يشوبه وينم عن مستوى روحاني إلهي مخلوط بثقافة فكرية بغض النظر عن المرتبة الأكاديمية إنما هي ثقافة فطرية أن دق التعبير ليميز بين ما ينفع وما يضر , قال تعالى:{ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17,فتلك الفيروسات ذات التوحد المغرور تبذر أفكارها وسمومها في أوساط المجتمع البسيطة التي تأخذ الأمور بسجاياها على أنها علم حق .لتندرج سياسة دعاة الباطل بشيء من غسل العقول وتفكيكها لبسطاء الناس بأفكار دست على الإسلام بشكل عام فنراهم يتفقهون ويطبلون بأمور لا يعلمون منها حرفا واحد سوى انهم كالقردة والببغاوات التي تقلد ما ترى وتسمع ناشرةً مغالاة وأساطير خرافية لا توصف استمدوها من حضارات الشعوب الوثنية واليهودية ليأتوا على أدمغة الفطرة لتعفين ما سلم من بقاياها ليفرغوه على مر عقود وسنين ليعيدوا ضخ سياسة رهيبة لا يمكن وصفها من الجهل والتخلف الإيماني والعقائدي بطريقة لا يمكن السيطرة عليها إذا ما نمت في مخيلة أولئك المساكين .
إن بعض دعاة اليوم من ردفاء الباطل الذين إرتأوا من هذه الوسيلة الإرهابية بحق الله ودينه لتدمير ما بقي من الإسلام الصحيح ونهجه وإذا بهم هم من يحرض على الكفر والفتنة والقتل بلا أدنى خوف أو وجل من المولى تبارك وتعالى بل اخذوا الناس بمكرهم وخداعهم وعوضا أن يكونوا دعاة حق فضلوا أن ينهقوا بالباطل أينما ولت أوجههم السود وتناسوا متجاهلين حكمة الله ومكره , قال تعالى: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30,ليكونوا دعاة باطل باسم الحق ولا حق فيما يدعون يحملون أسفارهم ناكرين وجود الله وشرائعه ومتسافلين بعظمة عقابه , {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5, يأخذون ببعض ويكفرون بأخر حسب ما يرضى لذته فبئس القوم هؤلاء دعاة الباطل.
هل إسرائيل ستبيد لبنان؟!!
على غرار ما حدث في عام 1982 وأدى إلى خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان؟ قبل ظهر الجمعة الفائت حدثت تطورات دراماتيكية: الجسور الآمنة على طريق بيروت وطرابلس (الكازينو، الفيدار، المدفون) دمرت في الاتجاه الآتي من الشمال باتجاه العاصمة.. الأمر المؤكد ألا سلاح يذهب جنوباً، أي إلى مواقع "حزب الله" وعبر الحدود السورية التي تحلق فوقها طائرات ال"أم. ك" على مدار الساعة، ودون أن يبقى سراً أن إنذاراً وجه إلى دمشق بأن أي أسلحة أو صواريخ تعبر تلك الحدود، فإن الطائرات الإسرائيلية ستضرب في العمق السوري. الإسرائيليون يقولون إن لدى "حزب الله" مستودعات ضخمة في البقاع، وهذه تنقل إلى الشمال ومن هناك إلى بيروت، ومن ثم إلى الجنوب، المشكلة من أين تصل إلى الجنوب ما دامت الطائرات تلاحق حتى الحمير والأبقار التي تنتقل بين القرى. المعلومات تبدو مرتبكة حول المسار الديبلوماسي، فيما بات مؤكداً أن جولة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد والش هي لمراضاة عواصم عربية أظهرت غضبها وصدمتها حيال التجاهل الأميركي الكامل للمساعي التي قامت بها.. لا بل إن هناك من يؤكد في الأوساط الديبلوماسية العربية أن والش يريد استباق أي موقف يتخذه مجلس جامعة الدولة العربية الذي سينعقد الأحد في بيروت، وإن كان واضحاً منذ الآن أن هناك تباينات في وجهات النظر بين العواصم العربية حول القرارات أو التوصيات التي ستتخذ، بحيث يتحول المجلس إلى "سوق عكاظ" للتناوب على الخطب (وعلى قصائد الرثاء أو المديح) في هذه الأيام الكارثية التي يعيشها لبنان. أيام بل ساعات من السباق المحموم بين المسار العسكري والمسار الديبلوماسي. المشهد شائك للغاية. المصالح الدولية والإقليمية تتصادم فوق الأرض اللبنانية، والأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات، إلا إذا تمكن مجلس الأمن من الاتفاق على قرار مركب، أو على مراحل، فالمهم هو وقف النار، وإن كانت حكومة تل أبيب تؤكد أنها ستستمر في العمليات العسكرية إلى أن تنتشر قوات دولية في منطقة عازلة، على أن يستتبع ذلك إطاراً سياسياً معيناً.
حيث الواقع بعيد عن الحلم
مساكين الشعوب العربية تحلم بالديمقراطية وانتخابات حرة وكذلك المستقبل، وذلك لوجود النفط والثروات المعدنية والطبيعية والزراعية بهذه البلاد، فزرعت أمريكا والغرب قادة عرب وقوميات أخرى تابعين لهم مباشرة لنهب هذه الثروات والخيرات وتأمين استمرار النهب بما يسمى مصالحهم، فأين مصلحة هذه الشعوب من هذه الخيرات !. والمخزي والمفضوح اليوم هو إجرام إسرائيل بتأييد أمريكي في حق المسلمين، والقادة لا يحركون ساكن، ومن المؤسف حقا ظهور مبادرة سعودية متآمرة  تتوسل السلام من  العدو ، حيث أن  بالعالم كله, لا يوجد استخفاف واستهتار من هذا النوع، المعلوم هو أن العدو بعد انكساره يأتي بمبادرة سلام مع صاحب الحق.  ثم أن القادة العرب يشترون ببلايين الدولارات سلاحا، لاستعماله أين؟ ولماذا ؟؟  لماذا هذه البلايين لا تصرف على الشعوب بدلا من أن تصرف لسحق الشعوب فيها وتأمين كراسي الحكم أو تستعمل لحروب بعضهم البعض، لأن بعقد شراء هذه الأسلحة - يشترط عليهم بعدم استعمالها ضد إسرائيل ,وان طرد السفراء وغلق السفارات وزيادة العلاقات بين الشعوب الإسلامية ومشاركة الشعوب كلها للغذاء والنفط ، وبعدها نفهم معنى المستقبل ويصبح الحلم حقيقة بإذن الله.
واحة المرأة
ما هو دور المرأة المسلمة في عصر الظهور
عندما توجه الامام الحسين (ع) برحلته المباركة الى ارض كربلاء مر في طريقه بخيمة وسط الصحراء .. فقال السلام عليكم يا أهل هذا الفسطاط .. فخرجت له إمرأة عجوز وقالت له وعليك السلام .. فقال الحسين (ع) اين ولدك وهب النصراني يا أمة الله .. فقالت ذهب يحضر الماء لنا .. فقال الحسين (ع) عندما يعود ان شاء الله قولي له ان الرجل الذي رأيته في المنام قد ذهب متوجهاً الى كربلاء فإلحق به ورفع الامام سيفه عن الارض واذا بعين قد تدفقت من تحته ببركة الحسين (ع) .. وعندما عاد وهب النصراني اخبرته امه بما حصل وسألته عن الرجل فقال لها انه الحسين (ع) ابن بنت الرسول محمد (ص) نبي المسلمين وقد رأيت في المنام عيسى (ع) يأمرني ان أقاتل دونه حتى استشهد لكي اكون بدرجته في الجنة ويجب ان ألحق به .
جمع وهب النصراني امره وتوجه الى كربلاء خلف الامام الحسين (ع) رغم انه كان ما زال جديد عهد بالزواج ولم يمض غير ايام على زواجه .. وعندما خرج ليقاتل في سبيل الحسين (ع) أمسكت زوجته بجواده لكي تمنعه وقالت له ما شأنك وهذا الرجل وانت مسيحي ارجع ولا تذهب فقال لها ويحك ان الفرص تمر مر السحاب ودفعها عن جواده وخرج للقتال .. ولكنه شاهد زوجته تحمل عموداً وتخرج للقتال معه .. فقال لها الان كنت على عكس ذلك ..قالت لقد سمعت صوت الحسين (ع) وهو ينادي طالباً العون والنصرة ( ألا من معين الا من ناصروا وانا أضمن له الجنة ) فخرجت بعد ان هزني صوته ملبية ولأكون معك يا وهب في الجنة .. فقاتل يا وهب دون الطيبين .
هذه امرأة نصرانية شاهدت الحق واضحاً امامها فاختارت في اخر لحظاتها طريق الحق طريق الامام الحسين (ع) رغم انه طريق مليء بالاسشواك والمصاعب وهناك نساء حملن الاعمدة للقتال حين اغضبهن جبن الرجال وتقاعسهم عن اداء واجبهم في المعسكر المقابل فلم يتحملن الصبر والحسين (ع) ينادي هل من ناصر ينصرنا ؟ بالرغم من انهن قدمن اولادهن وازواجهن قرابين بين يدي الامام (ع) .. وهذا بحد ذاته مفهوم مقلوب آخر حيث مارست دوراً مهما في توجيه ازواجهن وحثهم لقتال بني امية ، والنساء المؤمنات في ذلك الظرف لم يكن بوسعهن الاصغاء الى اوامر ازواجهن وقد اصبح الامر مختلفاً جداً .. وهناك نساء قاتلن بالكلمة وحرضن ازواجهن على نصرة الحسين (ع) ومنهن زوج حبيب بن مظاهر الاسدي (رض) فحين طرق بابه رسول الحسين (ع) يدعوه لنصرته (ع) رأت زوجته منه نوراً فقالت له ان لم تذهب لنصرة ابن رسول الله فأذهب انا لكن حبيب بدد شكوكها وقال لها انه لا يمكن ان يرفض هكذا دعوة لكنه يفكر بالطريقة التي يخرج بها من الكوفة لان كل الطرق مقفلة ....
وهذه ايضاً زوج زهير بن القين ( دلهم بنت عمرو ) التي حرضت زوجها على نصرة الحسين (ع) وشدت ازره ... ان هذه النساء تعلم جيداً ما هو ثمن افعالهن هذه انهن رضين طائعات ان يضحين بدنياهن في سبيل الله .
اذن  لا بد ان نكون عند حسن ظن الامام المهدي (ع) وان تكون لنا اسوة حسنة بنساء اهل البيت (ع) واصحابهم الكرام بتقديم اغلى ما يمكن في سبيل نصرة دعوة الامام لأننا لا نقل اهمية عن دور الرجل في هذا الامر المبارك ، وان شاء الله نكون على قدر تلك المسؤوليةالكبيرة التي هي واجب على كل مؤمنة في هذا الزمان في دعم قضية الامام المنتظر (ع).
أحلى من الشهد
من  كلام السيد المسيح
حينئذ جاء إلى يسوع كتبة وفريسيون من أورشليم قائلين .لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ .فأنهم لايغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا .فأجاب وقال لهم وأنتم أيضا لماذا تتعدون وصية ألله بسبب تقليدكم .فأن الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك .ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا .وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه .فقد أبطلتم وصية ألله بسبب تقليدكم .يامراؤون حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا .يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفته وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا .وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس ثم دعا الجمع وقال لهم أسمعوا وأفهموا .ليس مايدخل الفم ينجس ألأنسان بل مايخرج من الفم هذا ينجس ألأنسان .حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له أتعلم أن الفريسيين لما سمعوا القول نفروا.فأجاب وقال كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع أتركوهم هم عميان .وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة .فأجاب بطرس وقال له فسر لنا هذا المثل .فقال يسوع هل أنتم حتى ألآن غير فاهمين .ألا تفهمون بعد أن كل مايدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج .وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر .وذاك ينجس ألأنسان .لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف .هذه هي التي تنجس ألأنسان .وأما ألأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس ألأنسان .
الجمال ومقاييسه في رحاب الرسول الكريم (ص)و القرأن العظيم
قال رسول الله (ص) في جمال البيان : ( صورة المرأة في وجهها .. وصورة الرجل في منطقه .. وفي العقل أي جمال العقل ) الجمال احسن من العقل ويعني للرجل والمرأة . فقد سأل العباس رسول الله (ص) عن جمال الرجل فقال العباس : ما الجمال بالرجل يا رسول الله . قال رسول الله (ص) : ( بصواب القول الحق). وعن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال : ( احسن العقل جمال البواطن والظواهر).
ومن هذه الطائفة الجميلة من الاحاديث الشريفة يمكن ان نستخلص المقاييس التالية للجمال:
1- الجمال العبادي : وهو الذي اشارت اليه الاحاديث الشريفة التي تحدثت عن الورع - الطاعة - العفة - الحجاب - اجتناب العار .
2- الجمال العلمي : وهو الذي ألمحت اليه الاحاديث التي تحدثت عن العلم - نشر العلم - أي لا يكون العلم محفوظاً في الصدور والعقول كما يحفظ المال في الصناديق المقفلة ، ( زكاة العلم ان تعلمه من لا يعلمه ).
3- الجمال الاجتماعي : وهو الذي تحدثت الاحاديث المتعلقة به مثل العلم - الحلم - الحجاب - الوقار - المعروف .
وهناك لفتة مهمة في هذا الاطار لو اخذناها بعين الاعتبار فالله عز وجل .. وهو خالق الجمال وواهب الجمال للنساء وللرجال سوف لا يدخل اشكالنا وجمالنا الظاهري في قائمة حسابنا في يوم القيامة .. ففي الحديث الشريف : ( ان الله لا ينظر يوم القيامة الى وجوهكم او الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم ).
ولو نظرنا الى جمالنا الظاهري فلا يحتاج المعوقون .. والمنغوليون ..والمشوهون .. واصحاب العاهات - فلم يدخل في حسابنا ما لم يدخله الله في حسابنا كما اننا حينما نقرأ الحديث الشريف : ( رحم الله امرأ عمل عملاً فاتقنه ).
فإننا نعرف تمام الشيء واتقانه جمال لا يشذ عن ذلك عملاً معنوياً كان ام مادياً . وهذه هي الحقيقة للبحث ، اذن عن الوجه الآخر للجمال فهو الجمال الحقيقي المعول عليه والذي  يجلب من السرور ما لا يجليه الجمال الصوري .
تأملوا معنا قول الرسول الكريم (ص) : ( اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجه فان قضى حاجتك قضاها بوجه طليق ، وان ردك ردك بوجه طليق ، فرب حسن الوجه دميمة عن طلب الحاجة .. ورب دميم الوجه حسنة عند طلب الحاجة ) صدق رسول الله (ص) .. ألم تصادفكم في الحياة امثال هذه الوجوه الحسنة الشكل القبيحة الفعل .. والدميمة في الشكل الحسنة في الفعل ؟.
ولكن هذا لا يمنع ولا ينافي من ان يكون الفعل احياناً مطابقاً للشكل وزيادة الخير خير .. وزيادة الجمال جمال وزيادة الستر والحجاب خير هذا والحمد لله رب العالمين .
الاختيار الالهي
سئل أبو سهل النوبختي لماذا لم تكن السفارة فيك بعد محمد بن عثمان؟ قال: أنا رجل القى الخصوم فربما ضغطتني الحجة فدللتُ على المكان.
يعني يقول: ربما أنا أتضايق ولا أتحمل أو أعرّض للتعذيب، فربما دللت على المكان، والمكان يعني مكان الامام صلوات الله عليه، فهي قضية خطيرة، أنّني رجل ألقى الخصوم أخاصمهم كثيراً، فربما ضغطتني الحجة فدللت على المكان .
وأمّا أبو القاسم فانه رجل لو كان الحجة تحت ذيله وقرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه.هذا واقع يحتاج إلى جهاد نفس.
وهذا يذكرنا بموقف العبد الصالح علي بن جعفر أعلى الله مقامه الذي هو من علماء أهل البيت سلام الله عليهم ابن الامام الصادق وأخو الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، الذي هو أيضاً كان يسوّي ركاب الامام الجواد سلام الله عليه على شيبته، فكان يسأل أنّه لماذا تصنع به وأنت عم أبيه؟ فقال: كيف لا وقد رأى الله هذا الصبي لهذا الامر أهلاً ولم ير هذه الشيبة لهذا الامر أهلاً .
المسألة ليست مسألة مغالبة ومنافسة على مقام، المسألة مسألة دين وحجة ومن اختاره الله عزوجل.
شهاب الخزعلي
رؤيا وشفاء وبركة
روى العلامة المجلسي رحمه الله في كتابه بحار الانوار ، عمن يثق به هذه القصة التي يبدو انها كانت معروفة بين اهالي النجف الاشرف .
يقول ذلك الشخص:
كان بيتي الذي اسكن فيه الآن - سنة 789 هـ - يعود لشخص يدعى حسين المدلل وهو رجل صالح وفاعل خير ، وكان جدار البيت ملتصقاً بجدار صحن مرقد الامام امير المؤمنين (ع) ، ثم ان اسمه وضع على ممر كان هناك ، وقد كان حسين المدلل ذا عائلة ، فإصيب بسكتة قلبية ضعيفة اقعدته عن الوقوف ، حتى كان اولاده يعينونه على القيام في بعض الاحيان ... واستمر على العيش بهذه الطريقة فاصيب بالفقر وضيق ذاك اليد .. وبعد ان كان يمد يده الى إمرأته وأولاده ، بدأ بطلب المعونة من الناس الذين لم يكونوا يتصدقون عليه رائعاً .
وفي احدى ليالي سنة (720) هـ ، وحين انقضى ربع الليل ، ايقظ زوجته واولاده ، فرأوا فجأة نوراً يعم فضاء البيت الداخلي والخارجي ، حتى ان العين لتعجز عن مداومة النظر اليه .
فسألته زوجته واولاده عن سر ذلك ....
فأجابهم : لقد كان الامام المهدي (ع) هنا منذ قليل ، وقال لي : انهض يا حسين ! فكنت اقول له : سيدي انك ترى عصري ، فأخذ الامام عجل الله فرجه بيدي وأقامني فشعرت بزوال الامي وتحسن حالتي وهي أصبحت جيدة من كل ناحية .
ثم قال لي الامام : انني أعبر من هذا الممر لزيارة جدي ، وعليك ان تقفل بابه في كل ليلة ...
فأعربت له عن طاعتي المطلقة لتنفيذ اوامره ، فنهض الامام انذاك وقصد زيارة الامام امير المؤمنين عليه السلام . فشكرت الله على هذه النعمة التي رزقنيها .
ولا يزال الممر المذكور محط احترام الناس ، وهم يقدمون له النذور ولا يعود أحدهم خائباً منه ، ببركة وجود امام الزمان (عليه السلام)
المنقذ المنتظر في الاسلام والديانات السماوية
المبحث الاول : المنقذ المنتظر في الاسلام
اولاً : المنقذ المنتظر عند الشيعة
تتفق اهل السنة مع اخوانهم الشيعة في إمامة المهدي (عليه السلام) وانه من اهل البيت (عليهم السلام) وانه سيظهر في آخر الزمان ليملأ الارض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجورا ، غير انهم لا يتفقون مع الشيعة في ولادة الامام المهدي (عليه السلام) وبانه ولد سنة 255هـ وهو حي لحد الآن أي له 1172 سنة من العمر ، لإعتقادهم بأن هذا أمر خارج عن الحد المألوف ولا يمكن تصديقه .
وقد أجبنا خلال هذا البحث عن استنكارهم لهذا الامر بالقرآن والسنة النبوية الشريفة والعلم بل حتى التوراة ذكرت عدداً كبيراً من الأنبياء والاعمار الطويلة لبعضهم .
القرآن الكريم
في القرآن آيات تحدثت عن أعمار طويلة في الامم السابقة كقوله تعالى {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}الأنبياء44 ، آية اخرى من القرآن ايضاً تحدثت عن طول العمر بل الخلود الى يوم القيامة وهي قوله تعالى {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الصافات 143. 
وكذا تحدث القرآن عن طول عمر دعوة النبي نوح (ع) في قوله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}العنكبوت14 ، فيكون عمر نوح (ع) ما بعد بعثته وقبل الطوفان (950) سنة ، فلو أضفنا اليه عمره ما قبل البعثة وما بعد الطوفان فإنه يتجاوز ألف سنة ، وتقول بعض الروايات ان عمره (2500) سنة .
السنة النبوية الشريفة 
وردت احاديث كثيرة جداً عن النبي (ص) في ذكر الامام المهدي (ع) وسنذكر هنا بعض هذه الاحاديث :
1- عن سعيد بن المسيب قال كنا عند ام سلمة فتذاكرنا المهدي (ع) فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) . وعنه عنها رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله (ص) يقول : ( المهدي من عترتي ومن ولد فاطمة عليها السلام) ، وعن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة).
2- في الينابيع عن النبي (ص) : ( من أنكر خروج المهدي (ع) فقد كفر بما أُنزل على محمد (ص) ، ومن أنكر نزول عيسى (ع) فقد كفر ،ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر ) ، وقال أيضاً :  ( ان خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعد الإثني عشر اولهم علي وآخرهم ولدي المهدي (ع) فينزل روح الله عيسى بن مريم (ع) فيصلي خلف المهدي (ع) وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).
أحاديث بعض علماء العامة بولادة الحجة
هذا وقد ذكر بعض علماء اهل السنة ولادة الامام المهدي منهم:
1- أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي النصيبي ولا يكاد يوجد منكر من أهل السنة والجماعة لنفسه ولكتابه المسمى ( مطالب السؤول ) قال في كتابه الباب الثاني عشر في ابي القاسم (م ح م د ) ابن الحسن الخالص ابن علي المتوكل ابن محمد القانع ابن علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين الزكي ابن علي المرتضى امير المؤمنين (ع) ابن ابي طالب المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر (عج) ، اذاً حتى بعض علماء السنة قد اعترف بولادة الامام (ع).
2- ابو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي الذي يعبر عنه ابن الصباغ المالكي في كتابه ( الفصول المهمة ) بالامام الحافظ ووثقه ويجله جميع العلما ولا يوجد له معارض في أهل السنة والجماعة ، قال في كتابه ( كفاية الطالب ) بعد ذكر تاريخ ولادة ابي محمد (ع) ووفاته وخلف ابنه وهو الامام المنتظر (ع) ، وفي كتابه البيان بعد ذكر الائمة من ولد امير المؤمنين (ع) ما لفظه وخلف يعني علي الهادي من الولد ابا محمد الحسن ابنه ثم ذكر تاريخ ولادته ووفاته وقال ابنه وهو الحجة الامام المنتظر (ع) ، وكان قد اختفى مولده وستر امره لصعوبة الوقت وخوف السلطان والباب الرابع والعشرون منه في الدلالة على جواز بقاء المهدي (عج) منذ غيبته .
ما ذكره العلم من امكانية البقاء لمئات السنين اذا ما توفرت الظروف الملائمة :
1- يقول البروفيسور ( إتينكر ) أحد المتخصصين بعلم ( الكوتيك ) : ( انجماد بدن الانسان ) اعتقد ان التقدم التكنيكي الذي قمنا به في عملية انجماد بدن الانسان سيمكن البشرية في القرن الواحد والعشرين من أن يعيش الآف السنين.
2- يقول البروفيسور الفرنسي ( تييدس ) في كتابه الأمل بحياة طويلة : يستطيع الانسان  بالاستفادة من مواهبه الطبيعية وقدراته التحدثية ان يعيش حياة أطول وأكثر فاعلية ، ويؤخر الشيخوخة سنوات اخرى .
وأضيف هنا ان التوراة وهو كتاب اليهود المقدس، ذكرت التوراة عددكبير من الانبياء والاعمار الطويلة لبعضهم ، نبي الله آدم (ع) (910 سنة ) ، شيث بن آدم (ع) ( 912 سنة ) ، يارد بن محلائيل (962 سنة) ، متوشالح بن خنوخ (969 سنة) ، نوح بن ملك (ع) (950 سنة).
فاذا اصبح من الممكن ان يعيش الانسان لفترات طويلة اذا ما توفرت بعض الظروف الملائمة وان هذا الأمر مستحيلاً كما يدعي بعض ابناء العامة فالله عز وجل قادر على كل شيء فهو الذي انما يقل للشيء كل فيكون .
ثانياً : عند الشيعة
الشيعة يؤمنون بولادة الامام المهدي (ع) في سنة 255 هـ ، وقد ذكرنا الحديث الذي نص على ولادة الامام المهدي والموجود في بحار الانوار وكتاب تاريخ الامام الثاني عشر ، تاريخ الطبري ص41 .. وغيرها
فالشيعة أصحاب دليل ومنطق وجميع ما يذكرونه عن الامام (ع) من ولادته الميمونة وطول عمره وغيبته وظهوره مسنداً بأحاديث وروايات عن الرسول (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) ، قال رسول الله (ص) : ( اوصيكم بالثقلين او اني تارك فيكم ثقلين لن تضلوا ان اتبعتموهما : كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ) ، الفشيعة تقول ( حول عمر الامام ) ان ها العمر المديد الذي منحه الله تعالى للمنقذ المنتظر قد يبدو غريباً لبعض الناس ولكن!
أوليس الدور التغييري الحاسم الذي اتخذ له هذا المنقذ غريباً ؟ أوليس قد انيط به تغيير العالم ، واعادة بنائه الحضاري من جديد على اساس الحق والعدل ؟
فلماذا نستغرب اذا اتسم التحضير لهذا الدور الكبير ببعض الظواهر الغريبة والخارجة عن المألوف مهما كان شديداً ، لا يفوق بحال غرابة نفس الدور العظيم الذي يجب على اليوم الموعود انجازه ، فاذا كنا نستسيغ ذلك الدور الغريب تاريخياً على الرغم من انه لا يوجد دور مناظر له في تاريخ الانسان ، فلماذا لا نستسيغ ذلك العمر المديد الذي لا نجد عمراً مناظراً له في حياتنا المألوفة .
ولا أدري ! .. هل هي صدفة ان يقوم شخصان فقط بتفريغ الحضارة الانسانيةمن محتواها الفاسد وبنائها من جديد ، فيكون لكل منهما عمر مديد يزيد على اعمارنا الاعتيادية اضعافاً مضاعفة ؟
أحدهما مارس دوره في ماضي البشرية وهو النبي نوح (ع) الذي نص القرآن الكريم على انه مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاماً ، وقدر له من خلال الطوفان ان يبني العالم من جديد .
والآخر يمارس دوره في مستقبل البشرية وهو المهدي (عج) الذي مكث في قومه حتى الآن اكثر من ألف عام وسيقدر له في اليوم الموعود ان يبني العالم من جديد .
فلماذا نقبل نوح (ع) الذي ناهز الف عام على اقل تقدير ولا نقبل المهدي (ع).
دراسات
القاعدة الذهبية في الصناعة الإلهية للصحبة
لم يهاجم السيد المسيح (ع) النظم السياسية والاقتصادية مباشرة ولم يكن يفكر بثورة ضد هذه النظم إبتداءا بل أن جل ما كان يشغل تفكيره (ع) كانت ثورة أعمق من كل الثورات وأبعد أثرا وأطول عمرا فهي ثورة إذا لم تحدث كانت كل الإصلاحات سطحية وسريعة الزوال فإذا أستطاع (ع) أن يطهر قلوب الناس من الأنانية ومن العيوب القلبية وحب التسلط وغيرها من الموبقات والعلقات أستطاع  بهذا الفعل ألتطهيري أن يرفع الأسس  التي قامت كل تلك الثورات عليها  التي نشأت من شره الإنسان وهواه وهذه أن تمت كانت أعمق الثورات إذا ما قورنت بغيرها على مر التاريخ فالثورات كانت تغير تغييرا مؤقتا يضع طبقة سلطوية محل طبقة أخرى وتظل نفس تلك الأنانية والسلطوية في الدائرة المفرغة التي تسيطر مع تغيير الشخوص التي كانت تستغل الضعفاء من بني البشر وبهذا الفعل كان السيد المسيح (ع) من أعظم الذين أحدثوا الانقلابات في التاريخ البشري بعدما كان البناء الذي أعتمده صياغة قانون ضمائري لكل شخص لتحقيق العدالة الإلهية وليس بالقوانين الوضعية السائدة فلقد وضع (ع) الأسس الرئيسية لمباديء الأخلاق المثالية التي تهيئ للقيام بدولة العدل الإلهي عندما يحل موعد ملكوت الله ويجب على بني البشر أن يتخلقوا بمكارم الأخلاق وبتر رذائلها حتى يجدر بهم الدخول إلى هذا الملكوت والوصول إلى تحقيق القاعدة المناسبة لدولة العدل الإلهي . إن كثيراً من تلك المبادىء الأخلاقية التي أشاعها السيد المسيح (ع) التي تجعل من الفرد متصفا بصفات الله تعالى متنورا بنور الهداية الإلهية ومن هذه المبادىء  البسيطة السامية أن يأمر الناس بأن يكونوا كصغار الأطفال في البراءة والتواضع وأن يدير الإنسان خده الآخر لمن يصفعة ويطلب منه أن يصفعه بأخرى ومبدأ التسامح .  وأمر أصحابه أن يتخلوا من جميع العلقات العائلية والاجتماعية ولم تكن هذه القاعدة وقسم من القواعد التي سنها بأمر السماء قاعدة عامة للحياة العادية بل كانت نظاما لمن يريد أن يختاره الله للمملكة المرتقبة التي يتمثل فيها من يحمل أعباء تلك المملكة وقد أثنى (ع) على الذين ( خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات ) أن هذه الأوامر والنواهي  التي وضعت من قبل السماء والرسول العزيز عيسى (ع) لتسير عليها أقلية دينية ورعة فلم توضع لمجتمع العوام فقد كانت مبادىء أخلاقية ترقى بالإنسان في مسيرة التكامل إلى نظام يصل به في نهاية المطاف في مصاف الأولياء والقديسين وكانت تطبيق فكرة الأخوة والقاعدة الذهبية على الأحبة والأقارب  للرسالة العيسوية . والنقطة الأخرى كانت تتطلع إلى زمن لا يعبد فيه الناس الله في الهياكل بل يعبدونه بالروح وبكل عمل خالص لوجه الله أي بالولاية العملية التطبيقية لا بالولاية النظرية التي تشوبها المشاعر والجانب العاطفي دون الجانب ألاعتقادي الصحيح وهذه المبادىء هي مبادئ إلهية وصناعة خاصة كانت تنزل من السماء وهي النقلة الكبرى للمستضعفين والمذنبين والتي هي أسمى الغايات ومنتهاها وترقى بهم إلى المستوى المطلوب من التهذيب والتنقية من الشوائب حتى يضحى الإنسان في حركته إلى الله في قوس الصعود سائرا إلى التكامل وفي هذه النقلة يحصل التعلق والارتباط بالله تعالى واستحضار صفاته في موقع الأحداث والمواجهة وبها يفجر الله تعالى في قلب المؤمن عيونا من المعرفة والعلم يجري على لسانه وينير عقله ويفتح سمعه ويعطيه لذيذ الفهم ويفتح له باب المناجاة والقرب إليه تعالى فيملئه نورا حتى يتحقق قوله تعالى  (( نورهم يسعى بين أيديهم ))  في دار الدنيا في حال التكليف . ونرى أن مثل هذه الصياغة الإلهية الحقة تنطبق على صحابة الإمام القائم لأن الأوامر الصادرة من قبل عيسى (ع) نرى من وجهة نظرنا إنها : 
1-  القاعدة الذهبية في صناعة الرجل الإلهي مستمدة من رسالة المصطفي (ص) وفيها قبس من مكارم الأخلاق وان كان عيسى (ع) سابقا لرسول الله في الوجود الأرضي ألا أن الوجود النوراني للمصطفى (ص) كان أسبق بكثير من عيسى (ع) أن نبوات الأنبياء عليهم السلام، تستمد فيضها من نبوة رسول الله (ص) وخلافته؛ وهم مظاهر ذاته الشريفة؛ وخلافتهم مظاهر خلافته المحيطة. وهو(ص) خليفة الله الأعظم وآدم وسائر الأنبياء تحت لوائه ودعوتهم في الحقيقة دعوة إليه وإلى نبوته (ص)،. فمن أول ظهور الملك إلى انقضائه تحت سطوع نور الله، دورة خلافته الظاهرة في الملك.  حيث كان الكسائيون عليهم السلام أشباحا تلهم الأنبياء والأوصياء  العمل بهذه القاعدة لصياغة الصحابة ولتطوير المجتمع البشري وللسير في التكاملات الروحية والنفسية والفكرية للتهيئة لإقامة دولة العدل الإلهي .
2- أن القاعدة الذهبية لا تنطبق على عامة الناس  بل على الخواص وهم الذين يتحملون أعباء المملكة الإلهية  كما يذكر صاحب الفتوحات وأشارت له الأحاديث الشريفة من عظم المنزلة لصحابة الإمام القائم ((يبايعونه بين الركن والمقام اسعد الناس أهل الكوفة ويقيم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية يخرج على فترة من الدين ومن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله (ص) كان يحكم به وأعداؤه الفقهاء والمقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن شهود وكشف وتعريف الهي وله رجال يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة........ الخ . بشارة ألإسلام : ص : 333.
علم الصحابي وتحرير الطاقة الكامنة
إن النفوس البشرية لها ملكات وهذه معتمدة على المرتبة الوجودية لها فمن هذه الملكات الحسنة والسيئة ولها إدراكات تتدرج من :
1- الإدراك الظاهري بالحواس الخمسة : 
وهو إدراك جزئي ضعيف لأن العلم الناتج منه علم مكتسب حصولي وله عيوبه , ومن عيوبه :
{أنه ناشئ من خلال وسيط( الحواس ) بين النفس والمعلوم وعلى هذا الأساس فأي خلل يعتري الوسيط ( الحاسة ) يؤثر على النتائج كحالة خداع البصر عند رؤية السراب.
عدم ثبوتية الأثر في العلم الحصولي لأن المفاهيم والصور سرعان ما تغيب عن النفس الإنسانية .
إدراك العلم الحصولي يتم عن طريق قوة وسيطة واحدة كالسمع أو النظر فقط .
وكل هذه العوامل تسبب عدم تطابق العلم والعمل}.
2- الإدراك الباطني : 
وهذا النوع من الإدراك له سيره الخاص به وله عدة مراحل معتمدا في تطوره على التحلي بمكارم الأخلاق ونبذ ذمائمها فإذا ما أثرت عليه قوى فيضية فإنها تفجر طاقة الإدراك وترقى به إلى ما فوق الإدراك الحسي وبهذه الإدراكات نلمس العناية واللطف الإلهي التي توهج هذا النوع من الإدراك وتحرر الطاقة الكامنة المودعة في الإنسان وتهبه التجرد من إلتباسه بزي المادية وهيكليتها وتنقله إلى المكنات الملكوتية وقد منحنا الله تعالى كل ما يمكن من الدوافع لتحفيز هذه الطاقة وتحريرها لكي ننتقل بالفعل إلى الظهور للشخصية الخلائفية المعدة لوراثة الأرض .
 إن تحرير هذه الطاقة إلى الظهور تمنحنا العلم الحضوري الذي يمتاز بأنه تشترك فيه كل القوى النفسية , وحضور المعلوم لدى النفس حضور عيني لا بواسطة حاسة فالنفس بتمام قواها تدرك المعلوم , وفي هذا العلم تحدث حتمية الأثر فالعلم بالمعلوم يكون من شؤون النفس لا يغيب عنها ولا ينفك .
وهذا الحال لم يحصل إلا في أخص الخواص من البشر فقد حصل هذا الرقي عند سلمان المحمدي الذي قال فيه الرسول الكريم(ص) ((سلمان منا أهل البيت )) (( لو علم أبا ذر ما في قلب سلمان لقتله )) وأمثال تلك التصريحات النبوية والتي تشير إلى ما وصل إليه سلمان المحمدي من مكنات حتى قيل أنه لديه علم المنايا والبلايا .
لذلك نعتقد أيضا أن قسم من الناس مفتحة لهم أبواب الولوج والوصول إلى ما وصل إليه أمثال سلمان المحمدي , بل قد يصل قسم من الناس إلى أعلى المراحل من الكمال المنشود ولمقتضيات تقتضيها مرحلة الظهور الخلائفي للإنسان ولتحقيق العدالة الإلهية وهذا ما يشير له التاريخ الإمامي  عن محمد بن جعفر بن محمد(ع) عن أبيه(ع) قال (( إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك و اعمل بما فيها قال و يبعث جندا إلى القسطنطينية فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا و مشوا على الماء فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يشاءون )) الغيبة للنعماني ص : 320.
وهنا يعتبر السير على الماء دليل على علو ومكانة الصحابي ودليل على المنة الإلهية لهؤلاء الناس الذين سيقومون بالوظيفة الإلهية لتحقيق العدالة الكونية ولكن بعد أن يتمرحلوا بمراحل الإعداد والصياغة الإلهية التي ستمنحهم هذا المن والفضل الإلهي فهم يتمرحلون من شبه عبدة الشمس والقمر عن أبي عبد الله(ع) قال (( إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)). غيبة النعماني ص332 ح1 باب21 والبحار ج52 ص363 ح137 إلى الرجل الإلهي (( يخرجهم من الظلمات إلى النور )) وخلال ذلك في مرحلة الإعداد ينتقلون من العلم الحصولي المكتسب الذي يكون فيه الإدراك جزئي ضعيف وفيه يكون صراع الإنسان في ذاته قويا لترسيخ الملكات في النفس فلا بد أن تشهد الساحة النفسية للإنسان مثل هذا الصراع حتى تدور رحى الحرب بين الملكوت وبين شيطان النفس الإنسانية وهنا يأتي المد الربوبي حسب ما أخذ في عالم الميثاق من عهود على نصرة المصلح الغيبي فتنبعث إشراقة الفيض الإلهي لمد يد العون لذلك العبد الذي إنغمس في حب الدنيا وملذاتها ولم يعلم بحقيقة نفسه ومكانته فيتوب نادما معتذرا منكسرا فتشرق أنوار فطرته وتتوهج فيظهر له ميثاقه وتطمئن نفسه بعد مروره بمرحلة الإختيار والإصطفاء والتمحيص والتمييز والغربلة حيث قال الصادق (ع) ((لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير )) إصول الكافي .
عجب الأمة مانع من النصر في غزوة حنين
مرت الأمة الإسلامية بكثير من الصعوبات التي كانت مانع من الموانع  أمام تطور الأمة ووصولها إلى ما كان يصبو إليه رسول الله(ص) من البناء الأخلاقي ولو أن الأمة إتبعت فيه أوامر رسولها الكريم لكانت خير أمة أخرجت للناس ولكن ما ورثته الأمة من الصفات التي كانت تتصف بها في جاهليتها من الموروث البيئي والمجتمعي منع الأمة من التواصل مع الرسول الأعظم والنهل من منهله الفيضي المبارك , فلم ترقى الأمة بنفسها إلى المطلوب حتى أن عمل الأمة لم يتعدى سوى الإصلاح الظاهري لقسم من الصفات الذميمة , ولا ننكر أنه قد برز في الأمة أشخاص مجدهم التاريخ وكانوا على درجة من التكاملات نتيجة إتباع ما أمر به الرسول الكريم من مكارم الأخلاق ولكن هذه الحالات كانت منفردة ولم تكن حالة يمتاز بها الغالبية من المجتمع الإسلامي , فالأمة ظلت متصفة بقسم من الصفات الذميمة والتي جعلت الأمة في مواقف عسيرة وأبسط مثال لذلك إختلاف الأمة في مرض رسول الله الذي قبض فيه وقد ظهرت آثار عدم تكامل الأمة في عهد الرسول الأعظم من خلال ما جرى في غزوة حنين حيث ذكر الله تعالى هذه الغزوة في الكتاب الكريم وأشار لذميمة العجب التي أصابت المسلمين في هذه المعركة , قال تعالى ((  لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) التوبة
فهنا في هذه الغزوة أصاب الأمة السرور والإبتهاج وإعجبوا بكثرتهم وكانت هذه الصفة صفة عجب الأمة بنفسها وكثرتها سببا من أسباب خسارة المسلمين وإنهزامهم في بداية المعركة فلم تكن النفوس مملوءة بالإيمان ولم يكن توكلهم على الله بلغ مبلغا من نفوسهم وإنما كانت الفضائل لديهم سطحية لم ترقى هذه الفضائل إلى إستخراج مكنون الطاقة الإلهية المودعة في الإنسان المؤمن ولو إتصفوا بمكارم الأخلاق التي أرادها الرسول الكريم لكان نزول الملائكة بعملية إتحاد إنسي - ملكوتي مع ذواتهم ولا تكون العملية عملية تأييد فقط ولكن هذا يدل على أن دخول الكثيرين لهذه المعركة طمعا وكان طلبا للغنائم التي كانت تقسم على المسلمين فقد قال تعالى (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ)).
وفي بداية المعركة خرج كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم ولم يبق أحد إلا انهزم و بقي أمير المؤمنين(ع) يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمون برسول الله(ص) لا يلوون على شي‏ء وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله(ص) عن يمينه وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره فأقبل رسول الله(ص) ينادي يا معشر الأنصار إلى أين أنا رسول الله فلم يلو أحد عليه وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب وتقول أين تفرون عن الله وعن رسوله ومر بها عمر فقالت له ويلك ما هذا الذي صنعت فقال لها هذا أمر الله فلما رأى رسول الله(ص) الهزيمة ركض نحو علي فرآه قد شهر سيفه فقال يا عباس اصعد هذا الظرب وناد يا أصحاب البقرة ويا أصحاب الشجرة إلى أين تفرون هذا رسول الله ثم رفع رسول الله(ص) يده فقال اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان فنزل جبرئيل فقال يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى حيث فلق له البحر ونجاه من فرعون ثم قال رسول الله(ص) لأبي سفيان بن الحارث ناولني كفا من حصى فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال شاهت الوجوه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون لبيك ومروا برسول الله(ص) واستحيوا أن يرجعوا إليه ولحقوا بالراية فقال رسول الله للعباس من هؤلاء يا أبا الفضل فقال يا رسول الله هؤلاء الأنصار فقال رسول الله(ص) الآن حمي الوطيس ونزل النصر من السماء وانهزمت هوازن وكانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله رسوله أموالهم ونساءهم و ذراريهم وهو قول الله تعالى لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ .بحارالأنوار ج : 21 ص : 151.
إن الله تعالى إستجاب دعاء الرسول الكريم فأنزل ملائكة(( وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها )) لتقوية قلوب المسلمين وتشجيعهم والذين أخذهم الخوف والرعب حتى تركوا صاحب الدعوة الإلهية وأمير المؤمنين مع نفر يسير من المؤمنين وهنا أتى التأييد الملائكي بسبب الضعف الإيماني لدى الأمة من ناحية ومن ناحية أخرى أن الأمة أصابهم العجب بكثرتهم فكان ذلك مانع من موانع النصر في بداية المعركة ودعاء الرسول الكريم كان سببا للتأييد الملائكي وحلول النصر ولم يأتي النصر من الأمة .عن أبي جعفر(ع) في قوله ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وهو القتل وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ قال وقال رجل من بني نضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم أين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فإنما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة قالوا تلك الملائكة . بحارالأنوار ج : 21 ص : 152.
(الحركة الإصلاحية في مسيرة الأنبياء)
مما لاشك فيه إن حركة الأنبياء جاءت لتنتشل البشرية من مستنقع الانحطاط والتردي في أوحال الجريمة والتناحر على حطام الدنيا واستعباد المستضعفين والمقهورين الذين لأحول لهم ولا قوة إما طغيان الإنسان على أخيه الإنسان لترتقي بالبشرية إلى مصاف الآدمية واحترام حقوقه والحفاظ على كرامته لتجعل منه خليفه الله في الارض وتسمو بأفقه الى عالم أرحب يسع الدنيا والاخره وتجعل منه نموذجاً صالحا لعمارة الأرض والإصلاح فيها والتناغم مع الكائنات الأخرى والعيش معها والاستفادة منها وفق منظور العدل وكبح جماح الظلم والتعدي .
وأستطاع الإنسان إن يقيم تجمعات سكانيه صغيرة ويقوم بالكدح في هذه الأرض ليعيش من خيراتها والانتفاع بها ولكن تقاطع المصالح بين الناس وكثره حاجياتهم وروح الطمع المتفشيه في النفس البشريه أفرزت فئتين في هذه المجتمعات فئة الأقوياء (المستكبرين) وفئه الضعفاء (المستضعفين) وبدأ الأقوياء يسخرون الضعفاء لمصالحهم الخاصه وسلب حقوقهم دون رادع من دين او قانون .
ولعلنا ندرك ان المستضعفين هم أللبنه الاولى التي تكونت لنصره الانبياء والمصلحين والتفاعل مع رسالاتهم والأيمان بها والتضحيه من اجلها .
إما المستكبرون وكبار القوم هم الذين يقفون حجر عثره في وجه رسالات الأنبياء ومقاومتها ومحاربتها بكل الامكانيات الماديه والمعنويه .
وقد أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لعبادة الله وردع الإنسان عن ظلم أخيه الإنسان .
ولعلنا نلقي الضوء بهذه العجاله ألمختصره على أربعه محاور سلكها الأنبياء عليهم السلام خلال مسيرتهم الاصلاحيه في مجتمعاتهم المختلفه :
1- محاربة الفساد الاخلاقي .
2- محاربة الفساد الاقتصادي .
3- محاربة الفساد الاداري .
4- محاربة الظلم والتعدي.
إن أحدث قانون سنته بعض الدول الاوربيه التي وصلت إلى أوج تقدمها الصناعي والعلمي هو قانون (الزواج المثلي) بكسر الميم وهو إن يتزوج الرجل برجل آخر حسب الانظمه التي حددها المشرع والذي رفضه الأنبياء وقوانين السماء منذ آلاف السنين واعتبرته خروج على الطبيعه البشرية لما فيه خرق صارح لحفظ النوع البشري (ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشه ما سبقكم بها من احد من العالمين أنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء بل انتم قومٌ مسرفون ) الأعراف 80.
وحرم الله تعالى التعدي على حقوق الآخرين واكل أموالهم بالباطل وحرم أيضا التدليس والخداع والغش والنجش وهناك طرق عديده تختلف باختلاف الزمان والمكان ولعل أحدثها مايحدث اليوم بسوق الأسهم ومايصنعه كبار المضاربين بطلب كميات كبيرة في لوحه الشراء ليوهموا الآخرين بأرتفاع أسهم تلك ألشركه ثم يسحب طلب الشراء ويعلق صغار المستثمرين بأسعار عاليه لتتآكل مدخراتهم يوماً بعد يوم (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً ) النساء 4.
وقد أكد الاسلام على ان من يتبوأ المراكز القياديه في المجتمع إن يكون قوياً وأمينا قوياً في اتخاذ القرار الصائب ولاتأخذه لومة لائم وأمينا على مصالح العباد (قالت احداهما يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
(وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين ) يوسف53.
حاربت الرسالات ألسماويه الظلم بكافة أشكاله , الظلم الاجتماعي والظلم الاقتصادي واعتبرت الظلم جريمة في حق الانسانيه والركون له ومسايرته ظلم أيضاً (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) هود11.
وما يأتي به المهدي (عليه السلام )من تربية لأصحابه تجعلهم يقودون المجتمع والبشرية نحو الشريعة الصالحة وتطبيق الدين الإسلامي الذي لا أعوجاج فيه حتى تتحقق دولة العدل الإلهي الذي وعد  بها الأنبياء والائمة عليهم السلام بأجتثاث كل أنواع الانحراف والمنحرفين  والحمد لله رب العالمين
علوم ومشاركات
القران يشكو اسلام اخر الزمان
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.
ان القرآن هو كتاب الله واعظم مخلوقاته وهو كتاب خاتم الانبياء محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ختم به الله رسالاته وكتبه .
ويبين الله عظمة هذا الكتاب بقوله انه لو انزلناه على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وان القرآن هو كتاب رسول الله خاتم الانبياء والرسل والقرآن خاتم الكتب .
جاهد الرسول وقاتل من اجل ان ينشر القرآن والاسلام في الارض وجاهد مع المسلمين في ذلك جهاداً عظيماً وكذلك فعل بعده امير المؤمنين علي (ع) ومن بعده الائمة الاطهار(ع) وضحوا بانفسهم من اجله …
ولكننا مع الاسف الشديد نلاحظ في هذا الزمان زمان الجاهلية الحديثة الاهمال الواضح والمتعمد للقرآن حيث ان الناس تركت القرآن وابتعدت كثيراً عنه فهم لايقرؤنه ولايسمعونه حتى مع العلم ان في كل بيت مسلم يوجد نسخ عديدة من القرآن الكريم … ولكن هذه المصاحف قد تركت وتراكم عليها الغبار واصبحت جزء من ديكور البيت لاغير وانه نادراً مايفتح هذا الكتاب لقراءة سورة او حتى بضع ايات منه …
وبعض الناس صاروا يستعملون القرآن للاستخارة فقط من اجل الزواج او السفر او التجارة ..الخ
وانك تلاحظ ايضاً وجود القرآن في معظم سيارات المسلمين وقد ترك دون ان يحركه احد تحت اشعة الشمس وتراكم عليه الغبار ونجد صاحب السيارة المسلم يستمع الى كاسيت المطرب او مطربة عدة مرات دون ان يفكر ولو لوهلة في ان يفتح كتاب الله ويقرأ منه اية من ايات …
بل ترك القرآن وكانه ؟؟؟ حماية للسيارة والعياذ بالله …
قال رسول الله(ص) اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلا بعدي ابداً....).
صدق رسول الله في كلامه فان القرآن واهل البيت هم الثقلان فاذا تمسكنا بهما لن نضل ابداً واذا تركنا احدهما فاننا في ضلال لا محالة فما بالك فيمن ترك الثقلين وتمسك بغيرهم واتجه الى الباطل لامحالة فهو في ضلال مبين
فسارع اخي المسلم الى مصالحة القرآن واهل البيت قبل ان يحل عليك غضب الله ونقمته واتجه الى الله بقلب سليم .
المصلح عند اهل البيت
روى أبو وائل قال: نظر علي(عليه السلام)  إلى الحسين فقال: (إن ابني هذا سيد كما سمّاه رسول الله  وسيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم يخرج على حين غفلة من الناس وإماتة الحق وإظهار الجور ويفرح لخروجه أهل السماء وسكّانها وهو رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...إلخ).
وروى الأصبغ بن نباتة عن الإمام أمير المؤمنين  انه قال: (المهدي منا في آخر الزمان لم يكن في أمة من الأمم مهديّ ينتظر غيره).
وجاء دور الإمام الحسن  ليحدّد نسب هذا المصلح ويؤكد ما ذكره جدّه وأبوه بأنّ المهدي هو التاسع من ولد الحسين ، فقال متحدثاً عنه في حديث طويل بعد الصلح مع طاغية زمانه معاوية: (ذلك التاسع من ولد أخي الحسين). ويقول يونس بن عبد الرحمن : دخلت على موسى بن جعفر  فقلت: يا بن رسول الله أنت القائم؟ فقال: (أنا القائم بالحق، ولكن القائم بالحق الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وهو الخامس من ولدي).
وأما الإمام الرضا  فقد ذكر ذلك دعبل بقوله: (يا دعبل ! الإمام من بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته).
وتحّدث الإمام الجواد عن هذا الموضوع فقال: (هو الثالث من ولدي والذي بعث محمداً بالنبوة وخصّنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك  اليوم حتى يخرج فيه).
وروى الصقر بن أبي دلف قال: سمعت علي بن محمد بن علي الرضا  يقول (الإمام بعدي الحسن ابني وبعده القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما).
الحق مر والباطل حلو
قد نتسائل عن معنى الحق والباطل فألأول يعني الحقائق والواقعيات أما الثاني فيعني ألأوهام والخيالات التي لاأساس لها .ولوأجرينا مقارنة بينهما لوجدنا ألأول مفيد بعكس الثاني فهو مضر للبشرية والحق خاضع متواضع أما الباطل فمتكبر ضوضائي وهو موجود عدمي في وهم وخيال تلبس ثوب الحق فأن الباطل لايظهر بثوبه الحقيقي دائما وذلك لأن إتضاح واقعه يعني عدم تمكنه من الخداع بل أنه يظهر بمظهر الحق لكي يغير ويخدع الكثير .ولأمير المؤمنين في ذلك قول (يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهناك يستولي الشيطان على أولياءه ) أي بما أنهم لازمون للباطل المحض لذلك يمزجه أتباعه مع شيء  من الحق ليبدوا وكأنه حق فعندئذ يأتي دور الشيطان ليستولي على أوليائه وأصحابه .لكن يبقى أن نعلم أن أهل المعرفة والبصيرة هم الذين يميزون الباطل من الحق وذلك لما أعطاهم الله من الفرقان فالحق طريق صعب وشائك يحتاج إلى قلوب قوية عازمة متوكلة لاتأخذها في الله لومة لائم تنتهي بالفوز ألأكبر وارضوان وقطع دابر الكافرين (وإذ يعدكم ألله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد ألله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ) ألأنفال . فألأنسان يميل دائما إلى جانب الراحة وألأستقرار حتى ولو على حساب مبادئه وقيمه إلا من رحم ربي ونجاه من هواه وشرور الشيطان مبتعدا عن طريق الحق لما فبه من صعوبة ومجابهة النفس فمرارة الحق كمرارة الدواء فيه شفاء ،وحلاوة الباطل كحلاوة السم القاتل فالحق ثقيل مر لايكون إلا في صالح ألأنسان دائما فقد يضره وقد يكون عكس ماتريد له نفسه وشهواته وقد يتزامن مع لوم ألآخرين فيثقل على ألأنسان تحملها أما الباطل فخفيف وحلو لكنه كالسم القاتل يؤدي إلى ندم يرافق ألأنسان حتى موته وكما قال عنه سيد المرسلين محمد(ص) ( الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو ورب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا).
ورغم هذا كله فللباطل جولة وللحق دولة فالباطل مثل الزبد الرابي سرعان مايذهب وينفضح والحق مع كونه قليل وبطيء لكنه سيكون في نهاية المطاف هو السيد كما قال عنه أمير المؤمنين (ع) (ألا وأن الحق مطايا ذلل ، ركبها أهلها ، وأعطوا ازمتها ، فسارت بهم الهوينا حتى أتت ضلا ضليلا).
فكأن الحق هو المفتاح للوصول فقول الرسول (ص) (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار ) فالكثير من الناس قد سمعوا هذا القول منه (ص) فلماذا تناسوه أليس من مرارته وصعوبته .فما هو الميزان الذي سار عليه أبو ذر وعمار ؟
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتحمل هذا الطريق الصعب وكما يقول عنه الرسول (ص) (إسلكوا طريق الحق وإن قل سالكوه ) .فكيف نربي أنفسنا لنستطيع المسير وكم من الصبر يحتاج لنا لنصل للنهاية وننصر المهدي ونسير تحت لوائه ونحن نقرأ روايات أهل البيت لتميزوا وتمحصوا وتغربلوا فلا يبقى منكم إلا ألأندر فألأندر ، فأن معرفة الحق أسهل من الحفاظ عليه فالقابض على دينه كالقابض على جمرة من النار....
المسيح عيسى بن مريم في القران
نثبت بالإعجاز الرياضي أن المسيح بن مريم هو عيسى عليه السلام وذلك بالأدلّة الرياضية الآتية:
1- ورد لفظ عيسى فقط في القرآن الكريم 9 مرات خلال 9 آيات .
2- ورد لفظ عيسى ابن مريم 13 مرة خلال 13 آية .
3- ورد لفظ المسيح عيسى بن مريم 3 مرات خلال 3 آيات فيكون مجموع لفظ عيسى في القرآن الكريم (9 + 13 + 3 = 25) مرة خلال 25 آية قرآنية وهذا ما أثبتناه في الروابط السابقة وقد وجدنا عدد تكرارات اسم ءادم عليه السلام أيضا هو 25 مرة خلال 25 آية .
ابو عباس
شهر رجب المعظم (المرجب)
وهو من الاشهر العظيمة وهو الفرد من الاشهر الحرم ويسمى رجب الفرد ويسمى الاصب لانه تصب فيه الرحمة والمغفرة من الله سبحانه الى العباد ويسمى بالاصم لعدم سماع صوت القتال فيه (ولكن الناس كفروا بربهم في هذا الزمان وهو شر الازمنة حيث انتهكت فيه حرمة الاسلام فقام الناس يتقاتلون فيما بينهم ولم يرعوا ذمة الاسلام ولا ذمة الرسول الكريم(ص)
اليوم الاول منه : زيارة الحسين (ع)
اليوم الثاني منه : مولد علي الهادي (ع)سنة 212هـ
اليوم الثالث منه : وفاة الامام علي الهادي(ع) سنة 254هـ
اليوم العاشر منه : ولادة الامام محمد الجواد (ع) سنة 195هـ
اليوم الثالث عشر منه : وفاة العباس عم النبي وفيه ولد الامام امير المؤمنين (ع) سنة23قبل الهجرة
اليوم الرابع عشر منه : وفاة السيدة زينب بنت امير المؤمنين (ع) سنة 62هـ
اليوم الخامس عشر منه : زيارة الحسين(ع)
اليوم الثاني والعشرون منه : هلك معاوية بن ابي سفيان لع
اليوم الرابع والعشرين منه : كان فيه فتح خيبر على يد امير المؤمنين (ع)
اليوم الخامس والعشرون منه : وفاة الامام موسى الكاظم (ع) سنة 183هـ
اليوم السادس والعشرون منه : كانت وفاة ابي طالب رحمه الله سنة 3 ق.هـ حسب رواية الكفعمي في المصباح
اليوم السابع والعشرون منه : هو يوم المبعث النبوي الشريف عام 13ق.هـ
الخطبة التطنجية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد له الذي فتق الأجواء وخرق الهواء وأضاء الضياء وأحيى الموتى وأمات الأحياء , احمده حمدا سطع فأرتفع وأينع ولمع وأبتدع فأنفزع وهاع ولاع وشعشع ولمع يتصاعد في السماء ارسالا ويذهب في الجو اعتدالا خلق السماوات بلا دعائم وأقامها بغير قوائم وزينها بالكواكب المضيئات وحبس في الجو سحائب مكفهوات وخلق الجبال والبحار على تلاطم تيار رفيق رتاجها فتغطمطت أمواجها احمده وله الحمد وأشهد إن لااله الا الله وحده لا شريك له وأشهد إن محمدا عبده ورسوله انتخبه من البحبوحه العليا وأرسله في العرب العرباء وأبتعثه هاديا مهديا وحلالا راضيا مرضيا طلسميا, فأقام به الدلائل وختم به الرسائل ونصر به المسلمون وأظهر به الدين صلى الله عليه وآله الطاهرين أيها الناس أنيبوا إلى شيعتي وألتزموا ببيعتي وواظبوا على الدين بحسن اليقين وتمسكوا بحسن نبيكم الذي به نجاتكم وبحبه يوم المحنة منجاتكم فأنا الأمل والمأمول والفاضل ووصي الرسول أنا قاسم الجنة والنار أنا الواقف على التطنجين أنا الناظر في المشرقين والمغربين رأيت والله الفردوس من رأي العين وهو في البحر السابع الذي يجري فيه الفلك في ذخاخيره النجوم والفلك والحبل ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب المقصور وهي في خرق من التطنج الأيمن من الجانب مما يلي المشرق والتطنجان خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين وأنا المتولي دائرتها وما الفردوس وما هم فيه الاّ كالخاتم في الإصبع ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطير المنصوف إلى وكره ولولا اصطكاك رأس الفردوس وأختلاط التطنجين وصرير الفلك لسمع من في السماوات ومن في الأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود في الحين الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق الله مالا يعلمه إلا الله ولقد كّيف لي فعرفت وعلمني ربي فتعلمت , الأ فعوا ولا  تضجوا ولا ترتجوا فلولا خوفي عليكم ان تقولوا جن أو ارتد لأخبرتكم (بماكان وما يكون إلى يوم القيامة وما يلقونه وقت بوقت ويوم بيوم وعصر بعد عصر وعام بعد عام ولقد علمت علم اليقين إلى صاحب شريعتكم هذه ) بما كانوا عليه وأنتم فيه وما تلقونه إلى يوم القيامة علم أوعي الي فعلمت , ولقد ستر علمه عن جميع النبيين الى صاحب شريعتكم هذه (ص) وعلّمني علمه وعلمته علمي الا انّا نحن النذر الاولى ونحن النذر الآخرة ونذر كل وقت وأوان . بنا هلك من هلك وبنا نجا من نجا فلا تستعظموا ذلك فينا ... وألى آخر الخطبة .
تأثير نور القمر على الكائنات
أنا نرى أبدان الحيوانات وقت زيادة نور القمر تكون أقوى وأسخن وبعد الامتلاء تكون أضعف وأبرد، وتكون الأخلاط التي في بدن الإنسان مادام نور القمر زائداً زائدة، ويكون ظاهر البدن أكثر رطوبة وحسناً، فإذا نقص ضوء القمر صارت هذه الأخلاط في غور البدن والعروق وازداد ظاهر الجسد يبساً .
ومنها أيضاً اختلافات الحيوانات وتفاوت أيامها وكل ذلك مبني على ضوء القمر ونقصانه كما هو مذكور في كتب الطب .
ومنها أن شعر الحيوانات فإنه مادام القمر زائداً في ضوئه فإنه يسرع نباته ويغلظ ويكثر فإذا أخذ ضوء القمر في الانتقاص أبطأ نباته ولم يغلظ . وأيضاً يكثر ألبان حيوانات في أول الشهر إلى نصفه مادام القمر زائداً في ضوئه، وإذا نقص نور القمر نقص غزارة ألبانها، وكذلك أدمغة الحيوانات تكون أزيد مما تنعقد في آخر الشهر، بل ذكروا أن هذه الأحوال تختلف باختلاف حال القمر في اليوم الواحد، فإن القمر إذا كان فوق الأرض في الربع الشرقي، فإنه تكثر ألبان الضروع وتزداد أدمغة الحيوانات، وإن حدث في أجواف الطير في ذلك الوقت بيض كان بياضه أرق من بياض البيض الذي يحدث في غير ذلك الوقت من اليوم والليلة، فإذا زال القمر وغاب عنهم نقص نقصاناً ظاهراً، وهذه الاعتبارات تظهر عند الاستقراء ظهوراً بيناً . ومنها إذا قعد إنسان أو نام في ضوء القمر حدث في بدنه استرخاء ويهيج عليه الزكام والصداع، ومنها أن السمك في الذي في البحار والأنهار يخرج أو الشهر إلى امتلائه من احجرتها ومن قعور البحار ويكون سمنها أزيد، وأما بعد الامتلاء إلى الاجتماع فإنها تدخل في قعر البحر وفي احجرتها وينقص سمنها، بل حتى في اليوم والليلة، فمادام القمر مقبلاً من الشرق إلى وسط السماء فإنها تخرج سمينة فإذا زال القمر عادت إلى أحجرتها ولا تكون سمينة للغاية، وكذلك حشرات الأرض تخرج من أحجرتها في النصف الأول من الشهر أكثر من خروجها في النصف الثاني .
ومنها أن الأشجار والغروس إذا غرست والقمر زائد في الضوء مقبل إلى وسط السماء علقت وكبرت ونشت وحملت وأسرعت النبات، وإن كان ناقصاً في الضوء زائلاً عن وسط السماء كان بالضد وكل ما ذكرناه كذلك. ومنها أن القمر من الاجتماع إلى الامتلاء تكون الرياحين والبقول والأعشاب في ذلك الوقت أزيد نشواً أو أكثر نمواً، وفي النصف الآخر من الشهر بالضد من ذلك، والقثاء والقرع والخيار والبطيخ ينمو نمواً بالغاً عند ازدياد الضوء، فأما في وسط الشهر عند حصول الامتلاء فهناك يعظم النمو حتى إنه يظهر التفاوت في الحس في الليلة الواحدة، وكذلك المعادن والينابيع فإنها تزداد في النصف الأول من الشهر وتنقص في النصف الثاني منه وذلك معروف عند أصحاب المعادن .
ومنها أن لدغة العقرب ولسعة الثعبان تكون أشد سماً في النصف الأول من الشهر في حين النصف الثاني تصبح أقل تأثيراً، وكذلك السباع تكون أشد شراسة وافتراساً لطلب الصيد مادام ضوء القمر في ازدياد إلى النصف الثاني من الشهر .
وفي اقتران القمر بالكواكب وحلوله في الأبراج تأثير خاص في حياة الإنسان، وأوضح ذلك الأحاديث الواردة في كراهة السفر والتزويج في محاق الشهر وإذا كان القمر في العقرب وفي وصية أرستطاليس إلى الإسكندر في اختيار الفصد والحجامة قال: إذا أردت يا إسكندر أن تفجر أو تخرج من الدم كثيراً أو قليلاً وأن تقطع عرقاً فلا تحاول شيئاً من ذلك حتى يهل الهلال وحتى يفارق الشمس بثلاث عشرة درجة، و أحذر أن يكون القمر في القوس، وهو الطالع أو في الدلو أو في الجدي أو في الجوزاء، وتحذر من نظر الشمس أو القمر الطالع في التربيع والمقابلة، وكون القمر في الاجتماع أو في بروج مائية . و أحذر أن يكون المريخ في الطالع أو مقابلاً له، وكذلك زحل، وأفضل الأوقات للفصد النصف الآخر من الشهر، ليكون القمر ناقص الضوء ولا يكون في الميزان ولا في العقرب والنحوس إليه غير ناظرة، وأردأ ما يكون إذا كان في ثانية أو ثامِنهِ نحس . فأما الحجامة فإذا كان القمر زائداً في الضوء ولا تنظر إليه النحوس وخاصة المريخ ويكون القمر مع الزهرة أو تنظر الزهرة أو المشتري إليه، وإذا كان موضع الطالع أو القمر له سلطان على ذلك الموضع من الجسد فلا يتعرضه، أي لا يتعرض إليه . ومدار أمرك على إصلاح القمر وتغيبه عن النحوس واتصاله بالسعود والله موفقك ومدبرك برحمته
البصمات من البنان الى الشفاه
بصمة البنان
البنان هو نهاية الإصبع، وقد قال الله -تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ) - القيامة: آية 3،4. وقد توصَّل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر، وبيّن أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات، وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية، تتمادى هذه الخطوط وتتلوَّى وتتفرَّع عنها فروع لتأخذ في النهاية -وفي كل شخص-شكلاً مميزًا، وقد ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة، ويتمّ تكوين البنان في الجنين في الشهر الرابع، وتظل البصمة ثابتة ومميزة له طيلة حياته، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقاربًا ملحوظًا، ولكنهما لا تتطابقان أبدًا؛ ولذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعًا ومميزًا لشخصية الإنسان ومعمولاً به في كل بلاد العالم، ويعتمد عليها القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص. وقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله -تبارك وتعالى- من أجله البنان، وفي ذلك يقول العلماء: "لقد ذكر الله البنان ليلفتنا إلى عظيم قدرته حيث أودع سرًّا عجيبًا في أطراف الأصابع، وهو ما نسميه بالبصمة.
بصمة الرائحة
لكل إنسان بصمة لرائحته المميزة التي ينفرد بها وحده دون سائر البشر أجمعين والآية تدل على ذلك قال الله -تعالى- على لسان يعقوب -عليه السلام-: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ) -يوسف: 94. إننا نجد في هذه الآية تأكيدًا لبصمة رائحة سيدنا يوسف التي تميِّزه عن كل البشر، وقد استغلت هذه الصفة المميزة أو البصمة في تتبع آثار أي شخص معين، وذلك باستغلال }، مثل الكلاب "الوولف" التي تستطيع بعد شمِّ ملابس إنسان معيَّن أن تخرجه من بين آلاف البشر.
بصمة الصوت
يحدث الصوت في الإنسان نتيجة اهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة التي تحيط بها 9 غضاريف صغيرة تشترك جميعها مع الشفاه واللسان والحنجرة لتخرج نبرة صوتية تميز الإنسان عن غيره، وفي الآية الكريمة : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)- النمل: آيه 18. فقد جعل الله بصمة لصوت سيدنا سليمان جعلت النملة تتعرف عليه وتميزه، كذلك جعل الله لكل إنسان نبرة أو بصمة صوته المميزة، وقد استغل البحث الجنائي هذه البصمة في تحقيق شخصية الإنسان المعين، حيث يمكنهم تحديد المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة ويتم ذلك بتحويل رنين صوته إلى ذبذبات مرئية بواسطة جهاز تحليل الصوت "الإسبكتروجراف"، وتستخدمها الآن البنوك في أوروبا حيث يخصص لبعض العملاء خزائن، هذه الخزائن لا تفتح إلا ببصمة الصوت.
بصمة الشفاه
كما أودع الله بالشفاه سر الجمال أودع فيها كذلك بصمة صاحبها، ونقصد بالبصمة هنا تلك العضلات القرمزية التي كثيرًا ما تغنَّى بها الشعراء وشبهها الأدباء بثمار الكريز، وقد ثبت أن بصمة الشفاه صفة مميزة لدرجة أنه لا يتفق فيها اثنان في العالم، وتؤخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر غير مرئي حيث يضغط بالجهاز على شفاه الشخص بعد أن يوضع عليها ورقة من النوع الحساس فتطبع عليها بصمة الشفاه، وقد بلغت الدقة في هذا الخصوص إلى إمكانية أخذ بصمة الشفاه حتى من على عقب السيجارة.
بصمة الأذن
يولد الإنسان وينمو وكل ما فيه يتغير إلا بصمة أذنه، فهي البصمة الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادته وحتى مماته، وتهتم بها بعض الدول .
بصمة العين
للعين بصمة ابتكرتها إحدى الشركات الأمريكية لصناعة الأجهزة الطبية، والشركة تؤكِّد أنه لا يوجد عينان متشابهتان في كل شيء، حيث يتم أخذ بصمة العين عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكية العين، وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة المختزنة في ذاكرة الجهاز، ولا يزيد وقت هذه العملية على ثانية ونصف.
مقارنة الاديان
العلاقة بين الاديان
نحن والمسيح عيسى (عليه السلام)
قال تعالى في كتابه المجيد :{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59. 
ان العالم اليوم نفوسه أكثر من ستة مليارات إنسان الاكثرية منه هم المسيحيون الملتزمون بالدين وغير الملتزمين فلابد من وجود حل لكي نستثمر هذا العدد الكبير لصالح الاسلام وبالذات إسلام اهل البيت(عليهم السلام) فما هو الحل ؟؟؟...
إن علاقة عيسى (عليه السلام) بعد نزوله إلى الارض كما نزل آدم إلى الارض وهنالك تشابه كبير بين عيسى وآدم في الخلقة المعجزة في الماضي والنزول في المستقبل وهذا ما اشارت اليه الايات القرانية كون عيسى مثل ادم . إذن نزول عيسى هو كنزول القرآن من السماء بعد ما اندمج هذا التنزيل بشخص الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فأصبح الرسول مقدس بقدسية القرآن ويكون نزول عيسى اقرب إلى مصطلحات أخرى موجودة في الأديان كالعودة والرجعة قال تعالى :{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ }البروج13. فاذا اندمجت روح عيسى مع الجسد على الارض يكون عيسى قد عاد الينا من السماء ويوجد حديث شريف مروي عن النبي (ص) ((لا مهدي الا عيسى ابن مريم)) وهذا يدل على قوة الارتباط بين المسيحية والاسلام وبالخصوص مع شيعة اهل البيت وهذا هو احد الحلول لاستثمار الوجود المسيحي الكبير في عالم اليوم وتوجد ايضا روايات تدل ان للمهدي الموعود صفات من عيسى(عليه السلام) فهي صفات موروثة كما نقول ان الحسين (عليه السلام) هو وارث عيسى روح الله رغم ان عيسى ليس له ذرية ولا شجرة تلتقي مع الحسين من حيث النسل بل هو وارث الصفات الكثيرة وهذا ممكن من الناحية العلمية لان الجينات الوراثية لجميع البشر تجتمع في ابي البشر ادم (عليه السلام) ثم تنتشر هذه الجينات الى ابناء ادم ونحن بنو ادم نحمل ايضا من هذه الجينات حسب التقدير الالهي ، فلابد من وجود شيء مشترك بين الانبياء والاوصياء والاولياء وان عملية المباهلة الموصوفة في القران في سورة ال عمران هي تبحث في موضوع عيسى (عليه السلام) من حيث الولادة والمصير لوجود الاختلاف في موضوع قتله وصلبه قال تعالى : {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61. فقضية عيسى كونه مخلوق بمعجزة ثم أصبح متوفى وهو حي وكذلك قد صلب شبيهه كما جاء في القرآن فمن هو الشبيه وكيف أصبح عيسى حي ومتوفى وغير مصلوب كما جاء في القرآن وكذلك في موضوع المهدي الموعود فهو مولود بمعجزة وبقي حياً الى الان بمعجزة وسيكون ظهوره مرة اخرى بمعجزة أيضاً ومن التشابه الكبير بين عيسى والامام المهدي هو مجيئهم متزامناً لمهمة واحدة هي هداية الناس الى الحق المبين . قال تعالى :{ بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{*} وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} النساء 158-159. فكيف يكون الان عيسى حياً ومتوفى في نفس الوقت فيكون اللغز في موضوع عيسى مشابه للغز المهدي(عليه السلام).
المسيحيون المؤمنون يتنظرون بفارغ الصبر والالم عودة المسيح (عليه السلام) لكي يخلص العالم من المأزق الذي هو فيه الان وكذلك الحيرة الكبرى التي هو فيها حتى يكون لانقاذ العالم من التيه في الافكار وصراع الحضارات في الاقوال والافعال والاحوال وكذلك لنبذ الحروب المحلية والعالمية التي تهدده خصوصاً التهديد النووي ومايسبقه من هلع وخوف شديدين وحتى يصبح العالم من نساء ورجال انصاراً له على الشر والجهل والفسوق وكذلك ضد الظلم الحكومي والاجتماعي الفردي وبذلك سوف تحل عقدة عدم فهم ما قاله الانبياء إن الله هو الملك الحق المبين وهو الظاهر والباطن .
وفي عالم اليوم هنالك أشخاص يدعون انهم عيسى الراجع اي العائد الى المجتمع بالولادة الجديدة وهذه هي الفتنة في عصرنا الحالي بحيث اصبح حديث الناس ونطق بها اشخاص مشهورون حيث ادعى جورج دبليو . بوش بأن عيسى زاره وبارك له الحرب على صدام فإذا كان يشاهد على الارض فهل هو قد عاد وجاء بعد القطيعة الطويلة ؟؟ وهل هذا هو زمان ظهور المهدي المنتظر مع ظهور عيسى (عليهما السلام) ؟؟
ومن الغريب إن هذا الادعاء أصبح موجوداً عندنا نحن المسلمون وبالتحديد في العراق حيث ادعى اكثر من شخص واحد الرؤيا في عالم اليقظة انه شاهد المهدي الموعود !؟؟
فما هذا التزامن بين المشاهدتين ؟!! اضافة الى ذلك ادعاء من هو اليماني المذكور في الروايات الاسلامية وكذلك الادعاء من هو امام الزمان وصاحب هذا الامر .
ان العالم الغربي اليوم بالخصوص الولايات المتحدة الامريكية تتكلم بالدين اكثر من الماضي وعلى لسان اصحاب الحل والعقد وكذلك اصبح العزوف عن المجون والتحلل واضحاً والميل إلى التحفظ والتقوى والعفة الى درجة كبيرة بحيث اصبحت الدعوى الرسمية الى الرجوع نحو التوراة والانجيل والقرآن هي الصفة الواضحة للمجتمع بالعمق فأصبحوا يلعنون الشيطان ويقدسون الرحمن وهذا دليل آخر على زمن قرب الظهور ، فمن المنطقي ان نستثمر هذه الحالات المعنوية لنشر البشارة الكبرى بقرب الفرج للمظلومين والمحرومين .

اللهم إرنا الطلعة الرشيدة
ان بشارة المسيح (عليه السلام) بمجيء النبي محمد(ص) هي مذكورة بالقرآن ، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6. فهذه البشارة الكبرى تقابلها بشرى من المسلمين إلى المسيحيين بمجيء المنقذ المنجي للعالم كله هو المهدي الموعود(عج) فهي بشارة الاسلام كما ذكر ذلك كتاب (بشارة الاسلام) فالعالم اليوم واقف على شفى حفرة من النار بسبب الذنوب الكبيرة والكثيرة التي تعصف بالمجتمع الى الهاوية وهذا هو السبب الاساسي الذي سوف يؤدي الى نهاية العالم المقصود من نهاية العالم هو وصول الحالة الحالية الى المرحلة الاخيرة من الصراع الحضاري والديني والمذهبي بحيث تأتي بعدها حالة جديدة للعالم بعد وقوع الواقعة وتبلى السرائر ثم تضع الحرب أوزارها والحاصل بعد الواقعة سوف يعيش في عالم جديد من حيث الصفات والعلاقات السامية غير العلاقات التي كانت سائدة قبل الواقعة بل تكون حالة ملكوتية أكثر من كونها ملكية ومادية وحيوانية وسوف يتأسف العالم على ما كان عليه في الاوقات السابقة حيث العلاقات البشعة والسخيفة والفوضى والهرج والمرج والكذب والنفاق والسرقة والاعتداء في السر والعلن . والمثال الاكبر لهذه الحالات الغريبة والعجيبة هو العراق في حاله وتاريخه المعاصر . قال الشاعر :
فلابد لليل ان ينجلي 
             ولابد للقيد ان ينكسر
وان مع العسر يسرا … إن شاء الله تعالى .
التوراة تحسم هرمجدون ضد بني  إسرائيل
وإذا جردت الفصل [16] في سفر حزقيال من العهد الأبدي المزعوم لأورشليم التي تمثل بني إسرائيل التي غالبا  ماتحاكم مدينتهم المقدسة كناية عنهم  ,  فأنك ستجد أن الغضب الإلهي غضب نهائي لارجعة فيه ولايمثل مساحة زمنية وسطية وسترى عبارة يأس الرب مما في أيديهم ووصمهم بالنجس ونعتهم بشتى النعوت الرذيلة ورماهم بكل أنواع الفواحش وأقلها وطأة قتلهم للأنبياء ولعل قراءة الفصل المذكور بعناية ستجعلك تستوثق من اعتزاز الرب بشعبه المنهار وستتأكد بنفسك من أهلية هذا الشعب للمهام المستقبلية[الفصل 16 الايات  متفرقة] ”وكانت  كلمة الرب قائلا . ياأبن البشر أخبر أورشليم بارجاسها  . وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم معدنك ومولدك من أرض الكنعانيين وأبوك أموري ,امك حيثية . أما مولدك فأنت يوم ولدت لم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء تنظيفا ولم تملحي بالملح ولم تلفي بالقمط . لم ترحمك عين فيصنع لك شيء  من ذلك ويشفق عليك بل نبذت على وجه  الصحراء أحقارا لنفسك يوم ولدت .. حتى يقول: واخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي فذبحتهم لها طعاما أفأمر يسير من فواحشك . أنك ذبحت بني وسلمتهم ليجازوا في النار لها . وفي جميع أرجاسك وفواحشك لم تذكري أيام صبائك أذ  كنت عريانة متجردة متلطخة بدمك وكان بعد كل شرك ويل لك يقول الرب.أنك بنيت لك قبة وصنعت لك مستعلى في كل ساحة”.
وقد أسترسل حزقيال في رحلة الاثم الطويلة عبر مساحة زمنية هائلة لم تنته عند حد معين ليعطي الدلالة بأن رحلة العصيان والتمرد لم تتوقف حتى النهاية . ولكي تتأكد من حضور حزقيال فعليك بقراءة عموم الفصل [18] الذي يعبر عن لغة أخلاقية سامية ليس يدانيها أي سمو لتدل على خطاب السماء لأنها تغتزل مايريده الله من بني إسرائيل ومن كل أمة  ويعرض الفصل مفهوم العدل وشروط السلام بين البشر ,استحقاقات هوية المؤمن الحقيقي فترى أن الذي أراده هذا النبي مما عرضه في هذا الفصل لم يتحقق إطلاقا ببني إسرائيل وحتى العبارة أو التهديد المنمق في الآية [31] من الفصل نفسه تلح ولكن بيأس بني إسرائيل بالعدول عن مشروع المعصية والتمرد أذ تقول  "  أنبذوا  عنكم جميع معاصيكم التي عصيتم بها ,اصنعوا لكم قلبا جديدا وروحا جديدا فلمإذا تموتون ياآل إسرائيل " ...  ولعلك تجد في عبارة  " لمإذا تموتون ياآل إسرائيل " يأسا لمصير محتوم بنتيجة  هذه المعاصي   التي لم تتوقف لتجهز على المسيح ومشروعه في المحطة التالية ثم لتستمر في العلو والتكبر على شريعة الرب وناموس السماء. ويتذاكر حزقيال موضع سيف الله على رقاب الإسرائيليين منذ نشأتهم وحتى الأزمنة الاخيرة مرورا بسقوطهم وممالكهم على يد الاشوريين والبابليين والكلدانيين في رحلة المعصية والاثم وأستحقاق العذاب وقد تكرر ذلك السياق في كل صحف التوراة ,  لكن مايدعوا للوقفه والتأمل هى المحطة التي وقف عندها حزقيال في الفصل [12- الايات 25-28]  ,  فرحلة السيف هنا ستنتقل بك عبر أزمان تاريخية معنونة بعناوينها ووقائعها وحوادثها في التاريخ العبري الا أن هوية الزمن الموقوف والذي يتوعد بسيف الهي وهوية سماوية سيؤول اليها الحكم هو مدار جدل ومبحث يدعوا للتقصي والاستغراق في التأمل للوقوف على سره ,  إذ أننا كما أسلفنا سابقا فأن التوراة غالبا  ماترسم هويتين بأتجاهين مختلفين في طريقة الاداء الرسالي أو ظروف مهامهما الزمنية , فهي أما تخبر عن مسيح وسطي مسالم يحمل بيمنه بشارة الخلاص والشريعة الجديدة وأما المسيح الثاني فهو مسيح حربي يؤخذ على نفسه العمل بأدوات الحرب والقوه ليوطد السلام ويفرض قانون السماء وشريعتها الموحدة بالوسائل السببية والإمتيازات الغيبية وقد عبرت عنه الايات: [25-28]من الفصل 12] “ وأنت أيها النجس المنافق رئيس إسرائيل الذي أتى يومه عند بلوغ الاثم غايته , هكذا قال السيد الرب أني أنتزع القمامه وأرفع التاج . هذه الحال لاتبقى بل أعلي السافل وأسفل العالي وأجعل أنقلابا على أنقلاب . هذه الحال لاتكون وذلك  أن يأتي الذي له الحكم فأجعله له “.
وقد ترى بنفسك كيف أن حزقيال  نجح في طرح صور مستقبلية مبهمة ضمن بعد زمني   " أبوكالبتي " أشتغل به ليغطي حدثا مستقبليا لايعني بني إسرائيل ولن يدخلوا ضمن أدواته مما جعل سفره مستهدفا للأيدي المتصرفة أنتقاما منه بدلا من التشفي بجسده كما فعلوا لأشعيا وأرميا وغيرهم كثيرون مع أنهم سخروا سفره ليخدم نظرياتهم المشبوهة لتمييز دمهم الراقي  بعدما تركوا أثارا لايستهان بها تدل على بصمتهم المحرفة ليقعوا  في فخ الحسم  الذي ينتظرهم على يد ملك مجهول كانوا قد أعدوا خريطة غير مناسبة لجعل نسبه يعود الى  داود النبي ومن أبناء يهوا يختلف حتى عن هوية المسيح بن داود لأن المسيحيين واليهود يرجعون نسبه الى  داود من الأم ورغم ذلك نسوا بأنهم أساءوا بوقاحة  أستحقاقات رفعتهم وإمتيازاتهم  المزعومة في حين لاتجد كتابا منزلا وحتى غير المنزل ينكل ويشهر ويندد بأهله أكثر من التوراة  بل لايصمد معها كتاب آخر يرسم هذه الصورة  المتداعية التافهة لأهله ومتبنيه ,  وبالتأكيد فأننا لن نضمن بعد هذا التقييم أن لايمس هذا الكتاب بسوء بعد كل عداوته مع المنقلبين عليه ولن نضمن فيه بلاغات وبشارات ووعود صادقة فأحيل عبث وضعي لم يتخرج من المقاصد التافهة أطلاقا فلا يعقل أن يكتب الله على نفسه العدل والقسط وتقصر لاسمح الله هذه الصفتين عن مقاضاة أمة متخمة بالرذائل والتمرد والعصيان  , وسوف يكون من الاولى ترك أختيار هذه الأمة للمنقذ الموعود في آخر الزمان ليثبت حقائق أخرى تعطي بيانات عن النصابات الحقيقية للمنازل وشرائطها المنصوص عليها من قبل السماء ولاتعول على الرهانات الانفعالية لأن ذلك المنقذ قدر له الرب أن يكون الماسك بصولجان القوة ليقيم الحق ويحق الحقيقة ,  على أننا لن نوقف رحلة البحث والتقصي ونعتمد سبيل الانتظار الذي لن يكون طويلا بمشيئة الرب لأن العامل السببي مطلب ومبتغى سماوي يحدد هوية المتصل بها وجدية أدائه العبادي وقابلياته وإمتيازاته الروحية والاخلاقية . ستجد أن أجمل مايستهويك هي الصياغة النثرية الرائعة التي نجحت في أن تضع الشعب الضال أمام أحتجاج الرب عليهم وأستبعادهم عن وراثة الأرض وأمتياز الاصطفاء وهذه الصياغة نقلها بدقه لنا حزقيال في الفصل [33] الايات 24-30:]. “ ياأبن البشر أن سكان تلك الاخربة  في أرض إسرائيل يتكلمون قائلين كان أبراهيم واحد وورث الأرض ونحن كثيرون فقد أعطيت الأرض لنا ميراثا . لذلك قل لهم هكذا قال السيد الرب أنكم تأكلون بدم وترفعون طرفكم  أصنامكم وتسفكون الدم أفترثون الأرض. أنكم أعتمدتم على سيوفكم وصنعتم الرجس ونجستم كل رجل وأمرأة قريبة أفترثون الأرض . هكذا قال السيد الرب حي أنا أن الذين الخربة يسقطون بالسيف والذي على وجه الصحراء جعلته مأكلا للوحش والذين في الحصون والمغاور يموتون بالوباء . وأجعل الأرض خربة ومستوحشة وأنسخ كبرياء عزتها فتصير جبال إسرائيل مستوحشة لاعابر فيها . فيعلمون أني أنا الرب حين أجعل الأرض خربة ومستوحشة لأجل جميع أرجاسهم التي  صنعوا”. ورغم أن هذه الصورة التي تمثل ألوان العذاب وصنوف التدمير التي تعرض لها الشعب العبري في رحلة عصيانه وتمرده على خالقه ورسومه قد تقلبت بين أزمنة متفاوته الا أن أمتداد سوط العذاب عليهم لم ينته عند زمن محدد حتى الساعة بسبب عدم تجاوزهم لعقدة الانا العرقية وأستمرارهم في التمرد على نداء السماء وليس من أستحقاقات تستدعي تمييزهم وأختيارهم ,  وبما سرده حزقيال لنا فأنه قطع أملهم في رجوع نسبهم  الى إبراهيم كشرط لولاية الأرض وحكمها أو وراثة الأرض  فكان حديثهم كأنه سراب يسحبه الظمآن ماء كما يقال . من هي الامة التي سيحل عليها وعد الخلاص بدل بني اسرائيل وقد أستوفى عوبديا النبي هنا الإعلان عن  قيامة تنتظر الامم في اليوم الموعود وسماه بيوم الرب القريب إذ أن هذه العبارة قد أتصل بها كل الذين سبقوه من الأنبياء على الإطلاق على أنهم غالبا ما يقربون هذه القيامة لأستفزاز أممهم حتى أصبح سياقا مألوفا فيما بعد ليعطي معنى رؤياويا عن مقاضاة تلك الأمم التي ستدان بخروجها عن شريعة الله الموحدة . ومما يدعم رأينا الذي استوفته الآية [15] أعلاه هو الحسم الوارد في مستهل الآية [21] الذي يثبت فيه عودة سيادة الشريعة الالهية على الأرض بتدخل ممثليات إلهية دعاها عوبديا بعبارة " مخلصون " وهاهنا تمت الإشارة لليد الرعوية الظاهرة والصريحة والتي تتعامل مع الرموز السببية أي الممثلية الإلهية لتولي إدارة شؤون الأمم الداخلية في طاعة القانون السماوي وتنفيذه وبلا شك وبعد كل المعطيات التي تعرضنا إليها فأنها في النهاية ستعني الراعي العتيد ومندوبيه  باقي أصقاع الأرض والذين  سيمارسون المهام الرعوية لتطبيق الشريعة الموحدة والقانون الإلهي الاشمل , وألا فأن آل يعقوب وعيسو كهوية للأفراد هي معاني رمزية بلا شك ويشتمل ذلك على بعد المسميات الجغرافية لبعض تخوم الأرض أو أصقاعها المترامية بما فيها الجهات الأربع التي وردت في النص كانت أقوام الجنوب أو الشمال أو أسماء المدن مثل السامرة  والجبال الخ ... فهي رموز غالبا مايوضفها الملهم لتغطي مساحته الرؤياوية ولكن باستحقاق قرب الرمز من الموضوع الملهم والعقلية السائدة في كثير من الأحيان  فلا بأس في كثير من الوقائع المحتومة مثل "هرمجدون"  ومدينة أورشليم والمدن المحيطة بها بعدما أصبحت رموز متداولة تفترق فيها الفرق لحسم النتائج لصالح كل منهم مثال ذلك ما يعتقده اليهود والراديكاليون المتشددون من المسيحيين من أن " هرمجدون" هي قيامة صغرى تقهر بها شعوب الأرض على يد اليهود من أبناء داود في آخر الأزمنة , رغم غياب كل الاستحقاقات التي سيمتاز بها بني إسرائيل  بحيث سيكون من الصعب تصور أنها الأمة المندوبة لأجراء عملية المقاضاة بل أنهم أقرب الأمم المرشحة للدخول في قفص إلا تهام والقضاء بصراحة إدانة وتقريع توراتهم القاسية والمستمرة بلا انقطاع وحتى أخر صحيفة منها بما ينسجم ورذالة أفعالهم ودورهم التخريبي في قيادة لفيف التمرد على الشريعة وقانون السماء والإساءة المستمرة لكل القيم السماوية ومثلها . “ويصعد مخلصون على جبل صهيون ليدينوا جبل عيسو ويكون الملك للرب” وفي هذا إدانة واضحة وإشارة بأن ما فعله عيسو هو سياق طويل من أخلاقية مرتدة ستنحو نحوه وتغدر غدره  وترث فعله وكأن ذلك أشارة  نزعة ضحلة سترافق هذه الشخصية  نهاية الزمان دون رجوعهم  الى فطرتهم رغم كل التسهيلات ولانعلم من هي الأمة المخلصه التي  ستقيم تلك القيامة هل ستظهر من نفس الأمة ؟ أما ميخا فيكون هنا قد غطى موضوعيا مساحة زمنية هائلة ليمتد  الأفاق البعيدة فيلج في عمق المستقبل الأخير بعد أن وضع النصابات الرسالية الحقيقية للأمة المعنية(( الامة المعدودة )) بالتكليف والتدبير ووضع على رأسها القائم بالحكم والماسك بزمام أمور الأرض ومما يبعث للغبطة أن الصورة التي أدلى بها ميخا قد استوفتها الأدبيات الإسلامية الشيعية بقدر هائل مع أختلاف المسميات فقط وخصوصا حالة السلام التي ستعم الأرض بعد قهر الجبابرة وإرغام الخارجين عن شريعة الرب ورسومه للقضاء الإلهي فكان رسم ذلك السلام قد جاء مطابقا تماما لتلك الأدبيات دون اختلاف  وكان موضع الاختلاف في هوية ذلك المنقذ أو الشخصية القيادية وجهته ووجهته ومهما يكن من أمر فأن ورود أسم أورشليم وجبل صهيون لايعني بالضرورة سيادة أهلها في عملية التغيير القادمة سيما وأن أهلها الحقيقيين قد انقرضوا وجيء بلفيف هائل من المتهودين من أرجاء الدنيا مكانهم وقد لا يعني بالضرورة خروج ذلك المخلص من الموضوع الذي سيظهر منه أي أورشليم لقيادة كتائب اللاهوتيين أو الأمة الصغيرة التي ستكون يمينه وقد تكون أورشليم بمثابة الأرض الحرام التي ستحسم فيها "هرمجدون "  ومقاضاة الأمم  وسيجلس فيها القائم بالعدل  لجزاء المارقين وربما قتالهم أن هم أصروا على التمرد على شريعة السماء , لذلك حرص المحرف التوراتي وغيره على الاستحواذ على هذا الدور ولو في النص ليضمن مشروعه الأبدي ويتوهم أدوارا مزيفة للشعب المنهار الاولى بالرعاية الإلهية. [الفصل 4] سفر ميخا
“ لأن فم  رب الجنود قد تكلم , في ذلك اليوم يقول الرب أجمع الطالعة وأضم المدحورة التي عنيتها . وأجعل من الظالعة بقية ومن المقصاة أمة قوية فيملك الرب عليهم في جبل صهيون من الآن  الأبد”.
وبرغم قصر رؤية يوئيل وقلة فصولها ألا أنه غطى مساحة لا يستهان بها ابتدأت من عهده لتستوعب الموضوع الأكثر قداسة وخطورة وهو موضوع صاحب التغيير المستقبلي موضع البحث وقيامته وأبتدأ بالظهور الأول للمسيح وأنتهى بالقيامة الثانية للمخلص الأخير الذي يبدوا أنه طلسم هويته بل تعدى ذلك ليتذاكر ظهور الأمة المعنية بصحبته والتي ستصبح أداته السببية في التعامل مع مجريات الإحداث وضرورات الحسم والقضاء ولذلك عبر يوئيل دائما عن تلك الأمة بعبارة  " عسكر الرب "  أو جيش الرب .
وسيتضح من الفصل الثاني بأن يوئيل رسم خارطة لصيرورة الشعب إسرائيلي في رحلة عصيانه وأنقلابه على شريعته لتستنفذ  كل آماد الإنذارات والمراحم الإلهية ليعلن كفره بالتسهيلات والعون الإلهي على مر كل تلك الدهور السحيقة و غير زمن معين لن يتوقف هذا الشعب عن إعلان تمرده في تحدي سافر لسلطة السماء وممثلياتها وبهذا الخضم يطرح يوئيل مشروعه الرؤياوي بتحليل مروع لحوادث المستقبل ولملامح القضاء الإلهي على يد المسيح الثاني أو المخلص الأخير وتلك الأمة القادمة معه في آخر الزمان والتي سماها يوئيل " عسكر الرب”. بقوله [الفصل 3 الآية 10-11] “ من وجهه تزلزلت الأرض وأرتعدت السموات وأظلمت الشمس والقمر ومنعت الكواكب ضياءها . وجهر الرب بصوته أمام جيشه لأن عسكره كثيرا جدا مقتدر ينفذ كلمته لأن يوم الرب عظيم وهائل من يطيقه”. في حين سيتفاعل أشعيا مع سر قائد الشعوب وسر الأمم التي لم يكن يعرفها فيدعوها للانضواء تحت رايته بحيث سيزداد الغموض في أمه مميزة (( الامة المعدودة ))  تسعى لهذا القائد لم تكن لتعرفه وهي معطيات وشروط ستحقق بوعد مستقبلي على يد شخصية شمولية يصلحها الله ويمنحها النصر وتسعى اليه الأمم لنصرته لم يكن قد تعرف عليها سلفا ليدعوا الأمم التي تغترب عن عقيدته ورسالته الجامعة الشاملة لكل الشرائع والموحدة بقانون الرب ليكون صاحب آخر مشروع  على الأرض   وقد ورد هذا الرمز في الآية [3-5] من الفصل [55] من سفر أشعيا: “هاأنذا جعلته للشعوب شاهدا للشعوب قائدا وموصيا . ها أنك تدعوا  أمة لم تكن تعرفها وإليك تسعى أمة لم تكن تعرفك”.
ويستمر اشعيا في رؤياه الانقلابية على شعب يهوا المدلل في اطار جديد وصورة غريبة يؤكد فيها سيادة أمم أخرى في الأرض ستحتم هذه المرحلة العصيانية بل سيعطي أشعيا وعدا للأمم المنحلة كما في الفصل [56] ودون أستثناء  سواء كانوا غرباء عن أبناء يهوا أو منهم بل سيعطى الامان حتى للخصيان والمارقين ليسيروا وفق وصايا الرب في الازمان الأخيرة  وفي ذلك أشارة لتحقير نوازع الشعب المغرور وإصراره على مخالفة السماء ولم يكتف بذلك بل طرح مشروعا غامضا لأمة سماها  " الغرباء "  بأنها ستدخل  " بيت الله" كما في الآية [6-8]   "  وبنو الغريب المنضمون الى  الرب ليخدموه ويحبوا أسم الرب ويكونوا له عبيدا”. ويتعرض أشعيا في فصل [61]   الايه [9 ]  سمات الذرية التي يتعرف اليها من خلال برها وإمتيازاتها النورانية بحيث أن كل من يراهم من الشعوب سيدرك أنها ذرية باركها الرب كما تقول الآية , ولاندري هل ينطبق ذلك على الشعب الإسرائيلي  البار. ونجد أن من السهل معرفة أن الرؤيا لم تكن تتفقد أبناء صهيون الذين يقطنون أورشليم اليوم لأنها أمة تمتاز بثقافة الجسد وعنصرية الدين وعصرنة المثل التوراتية وفق مشتهيات وضرورات  نفعية بعيدة عن لمسة السماء وشريعتها وبعيدة عن الروح المتصله بروح القانون السماوي بل غريبة عنه تماما فهي ببساطة بعيدة عن المستوى الرؤياوي الذي ينشده النص الابوكالبتي للأمة التي ستدخل بشراكة مناسبة مع الشخصية الموعودة في تحقيق المجد القادم وأقامة دولة السماء وفرض قانونها وشريعتها الموحدة . [61] الايه [9] “وستعرف ذريتهم في الامم وأعقابهم بين الشعوب فكل من رآهم يعرفهم أنهم ذرية باركها الرب”.
وسنتناول في المبحث القادم بصمة التوراة الاكيدة على منقذ سيأتي من الشرق ونتعاطى اغلب الرموز التي اشارت الى هذه الشخصية العتيدة وسنرى انها كلها تنطبق على ايليا اسلامي قادم من الشرق يحمل مشروع الخلاص وأقامة العدل الالهي على الارض  حتى ان تلك الرموز تمثل الامام المهدي (ع)  بقوة وتأكيد سيتفق مع النصوص التي وردت بحقه في معظم الارث الاسلامي  الشيعي  وباقي المذاهب الاسلامية
تحقيقات
مناطقة الحوزة يجهلون الجهل
الجهل واقسامه:
ان الجهل ليس له تعريف قائم بنفسه بل انه يعتمد على بيان العلم حيث ان الجهل عدم العلم ، فالأمر العدمي لا يبين الا بالاضافة الى غيره وكذلك قيوده تكون عرضية من هذا تعرف ان معنى الجهل ( عدم حضور صورة الشيء بالعقل ) ، وكذلك تعرف ان التقابل بينهما تقابل الملكة وعدمها حيث ان الملكة قيودها وجودية وهو ( العلم ) وعدمها قيود عدمية وهو عدم العلم ( الجهل ) من هذا تنبه المناطقة وقسموا الجهل الى اقسام متعددة وذلك لأنه يقابل العلم ويبادله في موارده ولعل سائلاً يسأل كيف يمكن تقسيم الامر العدمي رغم ان القسمة هي ضم القيود ؟ .
نقول ان هذه القسمة بالنظر الى طرف العلم فكلما كان هناك علم يقابله عدم العلم وهو الجهل وبما ان العلم على اقسام لكن الاشكال هنا هو انهم قسموا العلم الى اقسام كثيرة اكثر من الجهل وقسموا الجهل الى اقسام معروفة ( كما سنوضحها).
حيث قسموا الجهل الى تصوري وتصديقي ومن ثم قسموا الجهل التصديقي الى بسيط ومركب اقول ، ألم نقسم العلم الى اقسام كثيرة مثل ( العلم الحسي والخيالي والوهمي ) وكذلك العلم البديهي والنظري فلماذا لم نقسم الجهل اليها كذلك ؟ نعم يجب ان ينقسم الجهل حسب الاقسام المذكورة والدليل على ذلك:-
1- انهم ذكروا الحجة في تقسيم الجهل انه يقابل العلم ويبادله بأقسامه - اذاً لماذا لا يبادله في الاقسام المذكورة واليك نص الحجة في تقسيم الشيخ المظفر للجهل ( والجهل على قسمين كما ان العلم على قسمين لأنه يقابل العلم فيبادله في موارده فتارة يبادل التصور اي يكون في موارده واخرى يبادل التصديقي اي يكون  في موارده):
أ - أقول لماذا أخذنا التقسيم الى التصويري والتصديقي فقط ؟ فهناك قد قسمنا العلم الى حسي وخيالي ووهمي والى نظري وبديهي .
2- انهم ذكروا في بطون الكتب ما مضمونه ان هناك جهلاً بديهياً لكنهم لم يعطوه عنواناً او يعترفوا به كقسم - واليك نص الكلام المنقول من كتاب تحرير القواعد ( الشمسية ) : (  ليس كل واحد من التصور والتصديق بديهياً فانه لو كانت جميع التصورات والتصديقات بديهية لما كان شيء من الاشياء مجهولاً لنا وهو باطل وفيه نظر لجواز ان يكون الشيء بديهياً ومجهولاً لنا فان البديهي وان لم يتوقف حصوله على نظر وكسب لكن يمكن ان يتوقف حصوله على نظر وكسب ، لكن يمكن ان يتوقف حصوله على شيء اخر من توجه العقل اليه - او الاحساس به - او الحدس او التجربة ( وغير ذلك ) انتهى .
اقول انه  يثبت الجهل البديهي بعبارته : ( الجواز ان يكون الشيء بديهياً ومجهولاً لنا ) وكذلك ما قاله الشيخ المظفر (قده) : ( فان  الشيء قد يكون بديهياً ولكن يجهله الانسان لفقد اسباب النفس فلا يجب ان يكون الانسان عالماً بجميع البديهيات ولا يضر ببداهة البديهي ).
ب- اذاً تحصل مما ذكرنا ان  اقسام الجهل كاقسام العلم كلها .
النتيجة :- ينقسم الجهل الى اقسام ، فينقسم بإعتبار انه يقابل ( العلم الحسي والخيالي والوهمي ) الى جهل حسي وجهل خيالي وجهل وهمي :
الجهل الحسي :
وهو عدم العلم الحسي (  الذي نحصل عليه عن طريق الحواس ) وذلك مثل فقدان البصر ( فالاعمى ) يجهل كثيراً من الاشياء الخارجية لكن جهله يسمى جهلاً حسياً لأنه فقد حساً ولعله الى هذا تشير الحكمة ( من فقد حساً فقد علماً ) وكذلك الاصم يجهل كثيراً من الاشياء التي من شأنها ان تدرك عن طريق السامعة مثل الاصوات ويسمى هذا الجهل بالجهل الحسي وكذلك .
الجهل الخيالي :
وهو عدم العلم الخيالي ( الذي نحصل عليه عن طريق قوة الخيال ) وذلك مثل بعض الناس الذين تحصل عندهم بالرأس مما يؤدي الى عطل بالخيال ويؤدي الى عدم ضبط الخيال وليس له  المقدرة على ادراك وتأليف الصور الخارجية او المحفوظة عنده .
الجهل الوهمي :
وهو عدم العلم الوهمي ( الذي نحصل عليه من طريق قوة الوهم ) وذلك مثل كثير من الناس الذين لا يدركون معاني والبغض حيث نرى بعض الناس يحب الآخر لكنهم لا يدركون هذا المعنى ويسمى هذا الجهل ( الجهل الوهمي ) لأن من شأنه ان يدرك بالوهم.
وكذلك ينقسم الجهل الى قسمين بإعتبار انه يقابل ( العلم البديهي والنظري):
1- الجهل البديهي : وهو عدم العلم البديهي الذي من شانه انه يدرك بالبداهة فبعض الناس مثلاً يجهل اموراً بديهية حتى يصل الى مرحلة انه يجهل اسمه او وجوده ( فيقول هل انا موجود ) وذلك يحصل نتيجة فقدان الاشياء التي يحصل بها الانسان على ذلك العلم مثل الحدس والتجربة او الانتباه فاننا اذا لاحظنا مثلاً المعتزلة الذين يقولون بشبهة الحال وهي ان هناك حالة وسطاً بين الوجود والعدم صفة لا هي موجودة ولا هي معدومة فهنا عندهم في هذه المسألة من البديهيات التي تحصل بالبداهة وغيرها من الامور بل حتى تصل الى مرحلة ان بعض الناس لا يعرف ( 1+1 ) كم يساوي .
الجهل النظري :
وهو عدم العلم النظري ( الذي نحصل عليه عن طريق الكسب والمعرفة ) فهذا القسم امثلته كثيره لأنه اكثر سعة واستخداماً من العلوم الاخرى ما عدا (  الحسي ) فمثلاً : اذا سألت احدهم عن مقدار وزن شيء من الاشياء فقال لا اعرف فذلك نظري لأنه من شأن هذه  المسألة ان تدرك بالعلم النظري . ( انتبه ) ان العلم ينقسم الى قسمين الحصولي والحضوري ولما كان الجهل كما قال المناطقة يقابل العلم ويبادله موارده لزم ان ينقسم ايضاً الى قسمين الجهل الحصولي والجهل الحضوري ولما كان العلم الحصولي هو حضور صورة الشيء عند الذهن .
ولما كان العلم الحضوري هو حضور نفس الشيء . اذن الجهل الحضوري : هو عدم حضور نفس الشيء . وقد مثلوا لذلك كعلم النفس بذاتها ، ولما كان كذلك فكيف يوصف الانسان وهو في حالته التخدير العام .  كالانسان في حالة التخدير العام فان نفسه حتماً حاضرة لكنه جاهل بحضورها وهذا القسم من اقسام الجهل لايمكن تصوره او انطباقه على المولى عزوجل لانه لايوصف بذلك اطلاقاً .
الجهل  التصويري والتصديقي :
ان معنى الجهل التصويري وهو عدم ملكة التصور ومعنى الجهل التصديقي هو عدم التصديق قال الله تعالى {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}يوسف44 ، فهنا حصل لهم تصور بالحلم الذي قصه عليهم العزيز لكنهم لم يحكموا ولم يدركوا معناه ولم يحصل عندهم تصديق فلذلك حصل عندهم جهل تصديقي لأن ملكة الحكم لم توجد عندهم .
قال الله تعالى {انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} فنفى الله العلم عنهم وهذه دلالة على انهم يجهلون  {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}يوسف86 ، نسب يعقوب (ع) الى ابنائه الجهل لكن من اي قسم هو ذلك الجهل ؟ ذلك الجهل قسم من الجهل التصويري وذلك لأنهم حتى تصور كثيراً من الامور لا يعرفونها حيث ان هذه الآية تحكي عن يعقوب بأنه يعلم ان يوسف حي وغائب عنه وهم يقولون ان يوسف مات فهم يجهلون  ان يوسف حي .
الجهل اليسيط والمركب :
قد عرفنا ان معنى الجهل هو عدم العلم وكذلك عرفنا انه ينقسم الى اقسام ومنها انقسامه الى بسيط ومركب ومعنى البسيط ( ان يجهل الانسان شيئاً وهو  ملتفت لجهله ) ومعنى المركب ( ان يجهل الانسان شيء وهو غير ملتفت لجهله ) وهذا مما وضحه القرآن في آيات كثيرة فمثلاً بالنسبة الى البسيط قال الله تعالى عن الملائكة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم}البقرة31 - 32 ،  فهنا الملائكة عندهم جهل بأسماء هؤلاء الذين عرضهم آدم ولم يعرفوها لأن الله نفى عنهم العلم بها قال على لسانهم ( لا علم لنا ) فلذلك هذا جهل بسيط لأنهم يجهلون وهم يعلمون بأنفسهم انهم يجهلون بهذه الاسماء وكذلك قصة يوسف ، ذكر الله تعالى هذا النوع من الجهل وهي حكاية عن العزيز حيث رأى الرؤيا وقال {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}يوسف43 ، فقالوا له {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}يوسف44 ، فإعترفوا انهم لا علم لهم بتأويل الاحلام اذاً هذا جهل بسيط وهناك الكثير من الآيات التي تثبت ذلك الا اننا سنكتفي بما ذكر لضيق المقام .
اما الجهل المركب فقد قال الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}البقرة11-12 ، فهنا هم عندهم جهل مركب من جهلين - الأول يجهلون الافساد -  الثاني يجهلون بأنفسهم انهم يجهلون ،  فلذلك قال الله تعالى  {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}البقرة13 ، فهنا ايضاً عندهم جهل مركب لأنهم يجهلون الايمان وقالوا هؤلاء سفهاء وكذلك لا يعلمون {انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} فنفى الله العلم عنهم وهذه دلالة على انهم يجهلون ، وكذلك قوله تعالى حكاية عن الملائكة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون} البقرة 30 ، فهنا كان اعتراض الملائكة عن جهل وجهلهم كان مركباً لأنهم لا يعلمون ما هو مغزى والهدف الرئيس من خلق الانسان وجعل الخليفة وكذلك لا يعلمون انهم جاهلون بهذه القضية فقالوا {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} وهذا ناتج عن وجود جهل لديهم فلذلك قال الله تعالى {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون}.
الجهل الحسي والوهمي الخيالي :
ان معنى الجهل الحسي هو عدم العلم الحسي ومعنى الجهل الوهمي هو عدم العلم الوهمي ومعنى الجهل الخيالي هو عدم العلم الخيالي لأن عدم الملكة هو الجهل فمن شأن بعض الامور ان تدرك الحواس لكن في بعض الاحيان يجهلها الانسان وهناك آية في القرآن تثبت كل انواع الجهل ، قال تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل 78 ، فهنا ثبت الله سبحانه الجهل المطلق الذي يثبت كل انواع الجهل الحسي والوهمي والخيالي وذلك لأن ملكة الحواس غير موجودة وكذلك ملكة الخيال وكذلك ملكة الوهم غير موجودة وفي مرحلة الطفولة حيث يتميز الانسان فيها بجهالة شديدة وتبدا المدارك تتطور عنده شيئاً فشيئاً قال الله تعالى {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}الأحزاب72 ، اي ان الانسان بطبيعته يتميز بالجهل بل انه في بعض الاحيان تكون الحواس موجودة عند الانسان لكنه يجهل كثيراً من الامور دلالة على وجود الجهل الحسي قال الله تعالى {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}الأعراف27 ، فهنا يقر الله سبحانه وتعالى ان الانسان عنده جهل حسي بالشياطين حيث انهم موجودون ولكن لا تراهم وهم يروننا وكذلك قال الله تعالى { سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ}الأعراف116 ، فهنا يكشف الله سبحانه ان بعض السحر هو جهل حسي حيث يؤثر على العين فلا ترى الحقيقة فلذلك قال { سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ} وقال الله تعالى {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}الأعراف198 ، يعني عندهم جهل بالشيء المراد منهم عن طريق النبي رغم ان هذا الشيء يدرك بالحس .
الجهل البديهي والنظري :
معنى الجهل البديهي هو عدم العلم البديهي يعني ملكة العلم البديهي قال الله تعالى {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}يوسف58 ، اننا نعرف بأن معرفة الأخ لا تحتاج الى كسب ونظر وعملية عقلية بل تكون بالبداهة لكن في بعض الاحيان توجد امور توهم الانسان فتمنعه عن المعرفة فيفقد البداهة ويحصل عنده جهل بديهي - وهو عدم العلم البديهي - وهذا له أمثلة كثيرة .
وكذلك قال الله تعالى حكاية لقصة سليمان بن داود (ع) مع بلقيس {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ}النمل41 ، فان معرفة الاشياء الخاصة به معرفة بديهية وخصوصاً العرش المشار اليه لانها كانت تجلس عليه يومياً لكنها حينما نكروا وغيروا لها عرشها لم تعرفه مما يؤكد وجود جهل بديهي لأن ملكة البداهة انتفت فلذلك قال الله تعالى  {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42 ، وكذلك قال الله تعالى {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}النمل44 ، ان بلقيس حينما دخلت الصرح ورأته حسبته لجة - يعني ماء - فهنا معرفة بديهية لا تحتاج الى كسب ونظر ولكن حصل عندها جهل بديهي .
اما الجهل النظري فقد قال  الله تعالى فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}الأنعام76 ، فالنبي ابراهيم (ع) يمر هنا بمرحلة جهل نظري وذلك لأن معرفة الرب معرفة نظرية قائمة على البرهان والدليل الا تراه حينما رأى كوكباً قال جهلاً : هذا ربي فلما افل يعني غاب قال انه ليس ربي وذلك لأن الرب لا يغيب اي ان جهل الافول دليل على انه ليس برب وقال تعالى {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}الأنعام77 ، وكذلك حصل عنده في بداية الامر جهل نظري ومن ثم حينما أفل وغاب القمر اصبح عنده علم نظري {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}الأنعام78 ، وأخيراً أصبح عنده علم نظري بأن ربه الذي فطر السماوات وحصل على ذلك العلم عن طريق الدليل {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}الأنعام79 .
الهداية الى الله في اطارها العام
على مستوى الهداية إلى اللّه تبارك وتعالى في إطارها العام نلتقي بعدد كبير من النصوص المصرحة بخصوصية التوسل بالإمام الحسين (ع ) استهدا به ووصولا للحق,وهي تصرح بان اللّه عز وجل هو الـذي خـصـه بـهذه المكانة وجعله نبراسا للهدى , كما ينص على ذلك الحديث القدسي الذي يرويه صـاحب كامل الزيارات في إن رب العزة خاطب رسوله الأكرم (ص ) بشان الحسين (ع ): (( بورك مـن مـولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني , ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي عـلـى مـن قـتـلـه ونـاصـبـه وناوأه ونازعه إما انه سيد الشهدا من الأولين والآخرين , في الدنيا والآخرة وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين , وأبوه أفضل منه , وبشره بأنه راية الهدى ,ومنار أوليائي , وحفيظي وشهيدي على خلقي , وخازن علمي , وحجتي على أهل السماوات وأهل الارضين والثقلين , الجن والأنس )) ((186)).
وهذا الحديث القدسي صريح في الكشف عن تعلق الإرادة الإلهية بجعل سيد الشهداء حجة إلهية عامة تـشمل الجميع فهو ((راية الهدى )) تشع بالهداية الإلهية للجميع, وتخص الاوليا وخلص المؤمنين بالمزيد من الاضاات تنير لهم درب الوصول إلى زلفى ربهم الكريم , فهو ((منار أوليائي)).
بـل وأكثر من ذلك المحمدية:دين الشريفة بان دور الوسيلة الحسينية لا ينحصرفي الهداية إلى اللّه تـبـارك وتعالى بل يتسع ليشمل الأخذ بأيدي العباد وإنقاذهم من الظلمات ونقلهم إلى النور, فهو ((سفينة النجاة )) إضافة إلى كونه ((مصباح الهدى )), كما ينص على ذلك الحديث الشريف المروي عـن الـرسول الأعظم (ص ) انه قال: (( والذي بعثني بالحق نبيا, إن الحسين بن علي في السماوات أعظم مـمـا فـي الأرض وقد كتب اللّه في يمين العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ))((187)).
التعريف بالشريعة المحمدية:-
وثـمة حديث شريف مشهور مروي في المجاميع الروائية لأهل السنة والشيعة يشتمل على دلالات مـهـمـة بـشان دور الوسيلة الحسينية المقدسة في الهداية إلى اللّه تبارك وتعالى وتمييز الحق عن الـبـاطـل, وهـو قـول الرسول الأعظم (ص ): ((حسين مني وأنا من حسين )) أو ((أنا من حسين وحسين مني ))((188)), والحديث مروي بهاتين الصيغتين في مجاميع أهل السنة والشيعة وللعلماء في مضمون هذا الحديث تفسيرات عديدة غير متعارضة ويمكن إن تصح جميعا ضمن عدة مستويات, فـهـو يـشـتمل على أسرار إلهية عديدة بصدد مكانة القضية الحسينية في الحياة الإسلامية واحدها ما يرتبط بموضوع حديثنا, إذ إن التدبر في مضمون هذا الحديث الشريف يقود إلى إدراك إن نسبة الـرسـول الأعظم (ص ) نفسه القدسية وانتماه إلى سبطه الحسين (ع ) يرتبطان بالدور التضحوي الـخاص الذي نهض به سيد اشهدا وحفظ به رسالة جده الأعظم من التحريف الأموي وتزييف عباد السلطة لحقائقها وقيمها, وكيف لا وهؤلاء كانوا يتميزون غيضا وحنقا من ذكر اسم محمد(ص ) (أو ابـن أبي كبشة حسب وصفهم )خمس مرات كل يوم وليلة جهارا في الأذان, ولما عجزوا عن محو ذكـره عـلـنـا عمدواالى تحريف دينه وطمس معالم شريعته, وفي ذلك قتل له (ص ) من نمط آخر واخـطـربكثير من النمط الأول فدفع سيد الشهدا هذا الخطر عن الوجود المحمدي وأحياه وبعثه ثانية فانطلق الذكر المحمدي الأصيل ((من الحسين )) ثانية وعلى نفس المنهج الرباني الذي انطلق بـه الإمام الحسين ((من محمد(ص ))), فأوقد سيد الشهدا بدمه الزكي وتضحياته المباركة تبراس هـدى حـفـظ الـوجود الإلهي ودحر مؤامرات أعدائه, بمعنى إن اللّه تبارك وتعالى جعل ـبرحمته الـواسـعـة الإمام الـحسين الشهيد مرجعاللمسلمين ـبل لعموم بني الإنسان بلحاظ عالمية الرسالة الـمحمدية يهديهم إلى معرفة الحق المحمدي وتمييزه عن الباطل الأموي بعدما حجبته عن الابصار الـدعايات الأموية المكثفة, الأمر الذي يتضح لكل من درس ألاجوا السياسية والاجتماعية والفكرية التي فرضت على الأمة الإسلامية بعد استشهاد الإمام علي (ع ) والتي اضطرت ابنه الإمام الحسن (ع ) إلى مصالحة معاوية واستمرت ورافقت نهضة الإمام الحسين, فمزقها سيد الشهدا بثورته التضحوية الاستشهادية .
الحماية من ضلالات التحريف:-
لـقد نشطت حركة التحريف منذ وصول معاوية للسلطة بدرجة كبيرة((189)), وعمدت إلى مسخ مختلف القيم الدينية وهوية الخلافة الإسلامية وتحويلها من القيادة الربانية التي تقود المسلمين ـبل وعـمـوم المجتمع الإنساني إلى الكمال ومراتب السعادة الحقيقية, وتقيم العدالة والأحكام الإلهية في جـمـيع نواحي الحياة الإنسانية إلى السلطة الطاغوتية المقتدية بدين قيصر وكسرى لتحكم ـباسم الإسلام وخلافة نبيه الأكرم بالشهوات وتعيث في الأرض فسادا وتظلم العباد وتصدهم عن عبادة اللّه تـبـارك وتـعـالـى وأنوارها إلى عـبادة الطاغوت وظلماتها دون إن يعترضها من ينهاها عن الـمـنكرويامرها بالمعروف, إذ شهرت سيف الطغيان وحراب القتل والعدوان على كل من يعترض عـلـى سياساتها الشيطانية وأهوائها النفسانية, اشار إلى ذلك سيد الشهدا(ع )نفسه في خطبته التي ألقاها على علماء المسلمين الذين جمعهم في مكة المكرمة قبيل بد موسم الحج وأتم عليهم الحجة في وجوب النهضة بوجه يزيد((190)).
إن دراسـة هـذه الـخـطـبة وحدها والتدبر في الصورة التي يرسمها فيها سيد الأباء (ع )لأوضاع الـمسلمين يومذاك وتقاعس علمائهم عن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجابهة التحريف الأموي, تكفي من كان بصيرا لإدراك الصورة القاتمة التي كان سيؤول إليها وضع المسلمين ـلـولا النهضة الحسينية والمصير الذي سيصبح عليه وجه الإسلام, حيث لم يكن سيبقى منه سوى رسمه واسمه إذا بقيا, الأمر الذي كان سيعني إغلاق أبواب معرفة الحق وتمييزه عن الباطل بسبب تقاعس علما المسلمين عن المجاهرة به خشية على أنفسهم من طغيان الحراب الأموية, كماان دراسة هـذه الخطبة تكفي في إدراك عظمة تضحية الإمام الحسين (ع ) بكل شي لفتح أبواب الهداية الإلهية وبـقائه ((مصباح الهدى الإلهي )) إلى الأبد ببركة تضحيته الجسيمة التي لم يكن غيره قادرا عليها في ظل تلك الأوضاع الإرهابية كما يتضح لكل من درس خصوصيات نهضته التضحوية , يقول الشيخ كاشف الغطا: (( وكذلك من أعطى التدبر حقه وأمعن النظر في أسباب انتشار مذهب التشيع وارتفاع رواقـه لـم يجد سببا وسرا جوهريا سوى شهادة أبي عبدا لله صلوات اللّه عليه بذلك الشكل الـغـريـب والـوقـع الـهـائل , ولـولا شـهـادته سلام اللّه عليه لكانت الشريعة أموية ولعادت الملة الحنيفية يزيدية )) ((191)).
الاخيرة
السيد القحطاني يناقش السيد كمال الحيدري في تأويل القرآن
التأويل المطلق ومطلق التأويل
ذهب الاملي وتبعه على ذلك الحيدري الى القول بأن تأويل القران قسمان الأول هو التأويل المطلق وهو حسب زعمهم من مختصات الأنبياء والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , وأسموه التأويل {الكامل التام}. أي القدرة على تاويل القرآن بأكمله. والقسم الثاني وهو مطلق التأويل وهو بحسب رأيهم بأمكان عامة الناس نيله وقطف ثماره والتقاط جواهره ، إلا انه دون الأول في الدرجة ، وهو تأويل جزئي وليس تام كالقسم الأول . فقد أورد السيد الحيدري في الصفحة (160) من كتابه ما هذا نصه : [لابد هنا من الإشارة إلى أن الآملي قد قر عنوان هذه  المسألة في تفسيره المحيط الأعظم ، ...... بالتأويل المطلق أو مطلق التأويل].
لكن يرد على هذا الكلام عدة إشكالات وقبل الشروع في ذكر الإشكالات لابد من بيان أمر مهم ، وهو أن تأويل القرآن ينقسم إلى تأويل مطلق معناه تأويل كل القرآن بلا استثناء لأن معنى الشيء المطلق هو عدم تحققه إلا بتحقق جميع أفراده من دون تخلف ولو فرداً واحداً لأنه لا يسمى عندها شيء مطلق . ومعنى هذا أن من أعطاه الله تبارك وتعالى هذه القدرة عالم ومحيط بتأويل كل القرآن . 
مطلق التأويل ومعناه تأويل بعض آيات القرآن أو سورة ، لأن مطلق الشيء كما قرر المناطقة يتحقق أحد أفراده ولا يهم تخلف الأفراد المتبقية ، وبعبارة أخرى هو ما جعله المولى عز وجل من القدرة على تأويل بعض الآيات الكريمات لا كلها . انظر الشكل التوضيحي رقم (1)
وسنأتي الآن لذكر الإشكالات ، فنقول :
الإشكال الأول : إن نسبة التأويل المطلق للأنبياء أو الأوصياء مما لا دليل عليه وهو يفتقر إلى الدقة بل إنه غير صحيح إطلاقاً والدليل على خلافه إنه ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة ما ينفي كون الأنبياء والأولياء قد أعطاهم الله عز وجل العلم والإحاطة بكل التأويل ، نعم عندهم شيء من التأويل أو بعضه إلا أنه ليس كل التأويل كما يدعي السيد (حيدر الآملي) وتبعه السيد كمال الحيدري في ذلك . وقد دلت الآيات القرآنية على نفي علم الأنبياء والأولياء بكل التأويل والإحاطة به ، فقد قال تعالى : { وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}الأعراف 51 -52 . وقد ورد في تفسير هذه الآية ((يوم يأتي تأويله)) أي يوم المهدي يأتي تأويل القرآن تاماً كاملاً بعبارة أخرى ، إن التأويل المطلق للقرآن لا يأتي إلا عند ظهور المهدي (ع) وهذا يعني إن كل ما موجود من تأويل لا يمثل إلا بعض التأويل وليس كله فقد جاء في الرواية الشريفة التي نقلها صاحب تفسير البرهان في الجزء الثاني ص558 والتي جاء فيها :[((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ)) فهو من الايات التي تأويلها بعد تنزيلها . قال : ذلك في قيام القائم (ع)..] انظر الشكل التوضيحي رقم (2) .
وبهذا المخطط ومن كل ماتقدم  يكون مائزاً موضوعياً بين زمن الامام الخاتم محمد بن الحسن (ع) وبين من سبقه من الأنبياء والاولياء (ع) ، ومصداق لقوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}الأعراف53
 ثم إنا نجد ان الحيدري قد ناقض نفسه بنفسه حيث بين في موضوع اخر من الكتاب ان التأويل التام لا ياتي في زمن المهدي فقد ذكر السيد الحيدري ذلك في كتابه صفحة ( 156 ) حيث كتب يقول: ( ويرى الآملي ان من ادلة اختصاص التأويل باهل البيت عليهم السلام , تاكيد ثبوته لخاتم الأولياء مفيداً ان المهدي المنتظر عليه السلام وافتراض ان عصره هو عصر التأويل على ما هو عليه , وفي أجلى صورة وأوضح معانيه يقول مركزاً على هذه الفكرة . فلو لم يكن مخصوصاً بهم وبتابعيهم , لم يكن الله تعالى يقيد التأويل بالإمام المنتظر منهم المسمى بالمهدي في قوله : (( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{*} هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)) الأعراف 52 -53 فزمان المهدي اذاً يقتضي ظهور التأويل على ما هو عليه , فظهور الشريعة على ما ينبغي , ورفع المذاهب والملل بحيث لا يبقى الا مذهب واحد , كما اشار إليه الحق تعالى في قوله (( يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم ويبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون الذي أرسل رسوله بالهدى ودرين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) التوبة 32- 33  وذكر ايضا في الصفحة (98 ) ما هذا نصه [والقول الثاني ايضاً يشهد بأن التأويل واجب ، لكن يشير الى ان التأويل حق التأويل موقوف على حضور خليفته الذي لايحكم الا بالتاويل وهو المهدي(عليه السلام)] الى هنا انتهى كلامه
* ثم ان الأنبياء جاؤا بالتنزيل وليس بالتأويل وهذا لا يعني اننا ننفي ان يكون عندهم علم بالتأويل يعلمون بعض التأويل لا لقصور فيهم حاشاهم من ذلك بل لان الله عز وجل يعطيهم بحسب ما يحتاجون إليه , فالتأويل متعلق بالزمان والمكان.
فهذا نبي الله موسى عليه السلام يشهد عل نفسه بعدم علمه بالتأويل في قصته مع سيدنا الخضر عليه السلام فانه لم يستطيع ان يصبر على رفقة الخضر بسبب عدم علمه بالتأويل ولو كان عالماً بالتأويل لما اعترض على الخضر عليه السلام ثلاث مرات حتى افترقا.
وهذا عيسى ابن مريم عليهما السلام يؤكد انه لم يأت الا بتنزيل اما التأويل فهو ليس من مختصاته بل ان التأويل يأتي به (الفار قليط ) في اخر الزمان والعجيب ان الحيدري والاملي قد ذكر في هذا الصدد خبر مروي عن رسول الله (ص) عن عيسى ابن مريم عليهما السلام حيث كتب الحيدري في الصفحة 0157 ) من كتابه قوله : ( وقد اشير الى هذا اليوم بخبر منسوب الى رسول الله (ص) يقول فيه  : قال عيسى عليه السلام : نحن نأتيك بالتنزيل , واما التأويل فسيأتي به (الفار قليط ) في اخر الزمان , والفار قليط بلسانهم هو المهدي عليه السلام ) فاذا كان كذلك كيف جاز للسيد الحيدري والسيد الاملي ان يدعيان ان التأويل المطلق والتام من مختصات الأنبياء والأولياء وهذا عيسى ابن مريم عليهما السلام يخبر بأنه لم يأتي بالتأويل بل جاء بالتنزيل , وان التأويل سوف يأتي به الفار قليط الذي هو المهدي عليه السلام.
كما اننا لو تفحصنا التاريخ الإسلامي وبالأخص تاريخ اهل البيت عليهم السلام لم نجد تأويل كاملاً تاماً للقران , ورد عن رسول الله ( ص) او احد الائمة الاطهار عليهم السلام فان غاية ما وجدناه هو تأويل لبعض ايات القران وليس ذلك قصوراً فيهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بل ان ذلك يعزى للزمان والمكان والظروف المحيطة فلم يكن قد اتى اوان التأويل بعد ول يتهيأ الظرف المناسب لذلك كما ان القران والسنة الشريفة يخبران بأن التأويل الكامل التام المطلق لا يأتي الا عند ظهور المهدي عليه السلام اذن فدعوى السيد الحيدري والسيد الاملي بان التأويل التام المطلق من مختصات الانبياء والاولياء مما لا دليل عليها بل ان الدليل بخلافها  هو ان التأويل التام المطلق هو من مختصات الإمام المهدي مكن الله له في الأرض . ومعنى دعواهما في هذا الخصوص رد على القرآن والسنة الشريفة لان القران والسنة أكدا ان التأويل لم يكن يأتي او انه في زمان الأنبياء والأئمة بل بينا ان اوانه عند ظهور المهدي (ع) . 
الآملي والحيدري يخطأن في تفسير القرآن
ذهب الآملي وتبعه على ذلك السيد كمال الحيدري ان معنى قوله تعالى {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}القصص49 ، حيث ذهبا الى القول بأن معنى (منهما) يعني من الكاتبين الافاقي والأنفسي وهذا في الواقع غير صحيح ولا ادري كيف قالا ذلك  علماً ان المفسرين أجمعوا على ان المقصود منهما اي التوراة والقرآن وهو الصحيح .
فعند ذكر السيد كمال الحيدري في كتابه تأويل القرآن في الصفحة (116) يقول : {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}وليس المراد بقوله ((منهما))كما يرى الاملي الا كتابي (الافاق والانفس) المعبر عنهما في لغة اهل الباطن بالعالم الكبير والعالم الصغير. قال في ذيل هذه الاية : ( اشارة الى الكتاب الافاقي والانفسي المعبر عنهما الكتاب الكبير والكتاب الصغير لقولهم :العالم انسان كبير , والانسان عالم صغير ,لا الى التوراة والانجيل او غيرهما من الكتب المفسرين ). وترد في الحقيقة عدة اشكالات على هذا الكلام تؤكد على عدم صحته وبطلانه:-
الاول:ـ ليس هناك اي مناسبة بين ما ذهب اليه وبين الاية القرآنية لقرينة السياق فقد جاء في الاية وماتلاها من ايات ما يؤكد ان المقصود بـ((منهما ))التوراة والقرآن قال تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{49} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{50} وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{51} لَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ{52} وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ{53}فما هو الذي يتلى ياترى اليس هو الكتاب التدويني ومنه هو الذي يتبع اليس هو الكتاب الذي انزله الله عزوجل فيه تبيان لكل شيء فهل يعقل احد ان الذي يتلى ويتبع هو كتاب الافاق او الانفس كما يقول الاملي ويذهب الحيدري.
ثانياً:- ان الاية ظاهرة في ان المولى تبارك وتعالى يأمر نبيه بتحدي اولئك القوم بأن يأتوا بكتابين اهدى من الكتابين المشار اليهما في الاية ولابد حينها ان يكون كل من موسى(ع) ومحمد(ص) اتى بكتاب معين ولايمكن بحال ان نتصور ان يكونا الكتابين هما الافاقي والانفسي لانه لاموسى(ع) ولامحمد (ص) هما من اتيا بهذين الكتابين لان هذين الكتابين(الافاقي والانفسي) موجودان قبل وجود موسى(ع) ومحمد(ص) ولكن كان من الممكن للكافرين الاحتجاج على النبي (ص) وهو في مقام التحدي بأن هذين الكتابين لم تأت بهما انت حتى نصدقك.ولما كانت الاية تتحدث عن موسى (ع)ومحمد(ص)وذلك يتضح من خلال السياق فأن الاية التي سبقتها جاء فيهما{ فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ{48}لزم ان يأتي كل من موسى (ع) ومحمد(ص) بكتابين بعبارة اخرى ان موسى جاء بكتابين ومحمد(ص) جاء بكتابين ومعنى ذلك وجود اربعة كتب لاكتابين كما تشير الاية التي هي موضع النقاش . 
الثالث:ـ لو كان المقصود بكلمة ((منهما)) في الاية الكتاب الافقي والكتاب الانفسي كما يدعي الاملي والحيدري لكان طلب الاتيان بهما من المحال ولم نسمع ان نبياً او ولياً اوعالماً مهما كان اختصاصه قد اتى بالكتاب الافاقي او الانفسي ولو كان الطلب الاتيان بهما لكان من الممكن ان يحتج الكافرون بأن ذلك من المحال ولم يأت احد الانبياء والرسول بما تطلبه.وبهذا يتبين عدم صحة ما قاله السيد حيدر الاملي وذهب اليه السيد كمال الحيدري وبطلان رأيهما في هذه المسألة نسأل الله ان يوفقها اي قول الحق واتباعه. وسيصدر ان شاء الله عزوجل كتاباً يناقش فيه السيد القحطاني السيد كمال الحيدري في تأويل القرآن .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون