العدد التاسع والثلاثون
الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من ابراهيم(ع)
الجمع بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية
لم يتسنى لأحد من الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين قبل إبراهيم (ع) إن جميع الساحتين التشريعية والتنفيذية فقد كان إبراهيم (ع) أول من جمع بين هاتين السلطتين فان الله أعطى لجميع الأنبياء (ع) السلطة التشريعية فهم أصحاب الشرائع وإنهم مشرعين من قبل الله تعالى ، إلا إنهم لن ينالوا السلطة التنفيذية فلم يكونوا مبسوطي اليد ولم يمارسوا القضاء والحكم بين الناس وإقامة الحدود وما إلى ذلك إلا إن هاتين السلطتين لم تجتمع إلا في زمن إبراهيم (ع) فقد كثر المؤمنون بدعوة إبراهيم (ع) ونبوته فأمكن أن يقوم بالسلطة التنفيذية ويقيم القضاء والحدود وكان (ع) أول من أسس الجيش فقد أنشأ أول سرية عسكرية عندما أسر الروم نبي الله لوط (ع) فبعث في طلبه تلك السرية فاستنقذته من أيدي الروم وقد أكدت الروايات إن إبراهيم أول من قاتل بالسيف وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ممارسته للسلطة التنفيذية إلا إن هاتين السلطتين لم يجتمعا عند جميع من أتى من الأنبياء والأئمة بعد إبراهيم (ع) فإن الكثير من أئمة الهدى (ع) لم تكن لديهم سلطة تنفيذية وإن كانوا مشرعين بأمر الله عز وجل ولا تجتمع هاتين السلطتين إلا في زمن الإمام المهدي مكن الله له في الأرض حيث سيمارس السلطة التنفيذية على أعلى مستوياتها بحيث لم يتسنى لأحد من الأنبياء والأئمة مثلما يتسنى للإمام (ع) فقد بينت الكثير من الأحاديث والروايات إن الإمام يقيم القضاء والحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويضع السيف في كثير من أهل الأرض من دعاة الضلالة والأعراف والظلم والجور ويملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ولا يكون ذلك ما لم يكن له سنة من جده إبراهيم (ع) الذي أعطاه الله السلطتين التشريعية والتنفيذية . ولما ثبت إن للإمام المهدي (ع) سنة من جده إبراهيم (ع) كما جاء في الرويات الشريفة الواردة عن الإمام علي بن الحسين (ع) إنه قال :( في القائم سنة من سبعة أنبياء من آدم (ع) وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين ) إذن وبناءاً على هذا ولما كان للقائم سنة من إبراهيم(ع) فلا بد أن يمنح الله السلطتين إي يكون مشرعاً ومنفذاً في نفس الوقت كما صرحت بذلك الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن الأئمة الطاهرين (ع) فعن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول : لو قد خرج قائم آل محمد (ع) - إلى أن قال - يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم ) إثبات الهداة ج3 ، والروايات في هذا الصدد كثيرة نتركها مراعات للإختصار وبهذا يتحصل لنا إن المولى تبارك وتعالى سيجمع للامام المهدي (ع) السلطتين التشريعية والتنفيذية.
إن هي إلا أسماء سميتموها
أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان
ما زالت هذه الاية سارية المفعول إلى زماننا هذا ولا زال هناك من يسير على نهج الضلالة والإنحراف الذي سارت عليه الأمم السابقة حينما كانوا يطلقون على أصنام لهم بمسميات شتى ما أنزل الله بها من سلطان ، وللأسف الشديد حيث نجد الأعم الأغلب من الناس يطلقون بعض المسميات والألقاب على بعض علماء الدين علماً إنه لم يقم دليل على هذا الإطلاق فهو غير صحيح فقد تعارف في زماننا هذا إطلاق لقب ( آية الله العظمى ) على علماء الدين من دون دليل أو سلطان يجوّز ذلك . فالمعروف إن آية الله العظمى هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقد ورد في زيارته في يوم ميلاد النبي (ص) المروية عن الشهيد والمفيد والسيد بن طاووس إن الصادق (ع) زار أمير المؤمنين صلوات الله عليه في يوم السابع عشر من ربيع الأول بهذه الزيارة وعلمها الثقة الجليل محمد بن مسلم الثقفي وقد ورد في جملة نصوصها :( السلام عليك يا وصي الأوصياء السلام عليك يا عماد الأتقياء السلام عليك يا ولي الأولياء السلام عليك يا سيد الشهداء السلام عليك يا آية الله العظمى ....) مفاتيح الجنان ص447 . فمن كلام مولانا الصادق (ع) هذا يتبين لنا إن أمير المؤمنين (ع) هو آية الله العظمى ولم يرد إن أحد الأئمة غير الإمام علي (ع) أُطلق عليه هذا اللقب لأنه قد خص به أمير المؤمنين (ع) فلا يجوز إطلاقه على غيره مهما كان وقد أطلق هذا اللقب أمير المؤمنين نتيجة لما يحمله من أسرار ربانية وإلهية عظيمة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء حتى ورد عنه (ع) قوله : ( أي آية أعظم مني ) قصص الأنبياء . ومن هنا ولما علمنا إنه لا بد من إقامة الدليل على كل مدعى فما هو دليل من يطلقون هذا اللقب على العلماء فإنني أتحدى أن يأتي شخص بدليل واحد يجوّز إطلاق هذا اللقب على غير الإمام أمير المؤمنين (ع) ومن هنا فإن كل أمر لا دليل عليه فهو من البدع وهو من الكذب وإدخال ما ليس في الدين فيه، وقد يستغرب البعض كيف توجد البدع وتظهر بهذا الشكل إلا إننا نجيب عن ذلك بأن الإمام المهدي (ع) مميت البدع ومحيي السنن فإذا لم تكن هناك بدع ظاهرة فإي بدع تلك التي يميتها الإمام (ع) ، ثم قد يقول البعض إن هناك علماء أجلاء وعاملين مخلصين كان يطلق عليهم هذا اللقب ، فنقول نعم فإن هناك الكثير من العلماء قد قدموا الكثير لأجل الدين الحق إلا إنهم ليسوا بمعصومين وهم يقرون بأنهم يخطئون وإلا لوكان ما قام به العلماء كله صحيح فلماذا يخرج الإمام المهدي (ع) إذن ؟! وإن قال البعض إن هذا الإطلاق على نحو المجاز وليس على نحو الحقيقة ، فأقول إن المجاز يحتاج إلى قرينة تدل على حرف اللفظ إلى معناه المجازي ولا توجد أي قرائن مقالية أو مقامية أو حالية تحرف هذا اللفظ عن معناه الحقيقي الموضوع له بدليل إن عامة الناس يطلقون هذا اللقب ويريدون منه المعنى الحقيقي فهم يقول إن العلماء آيات عظام . وأخيراً اقول : إن إطلاق هذا اللقب على شخص غير أمير المؤمنين (ع) يعني إمامة ذلك الشخص ووضعه في نفس مقام ودرجة الإمام علي (ع) وهذا غير صحيح اطلاقاً فلا يصل إلى مقام أمير المؤمنين شخص غيره مهما بلغ حتى لو كان أحد الأئمة من ولده سلام الله عليهم والمعلوم ان أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الأئمة وهو نفس النبي في آية المباهلة . فعليه لا يصح إطلاق ذلك اللقب على غير الإمام علي بن أبي طالب (ع) ولو تنزلنا بأنه يمكن إطلاقه على الأئمة عليهم السلام فلا يصح إطلاقه على غيرهم مهما بلغ . ولا تعجب عزيزي القارئ من هذا الكلام فقد أطلقت كلمة الإمام على غير الأئمة الإثنا عشر المعصومين وقد نهى عنها السيد الشهيد محمد صادق الصدر وقال لا يجوز إطلاقه حتى على سيدنا أبا الفضل العباس (ع) فمن باب أولى لا يجوز إطلاقه على العلماء مهما بلغوا علماً إنها كانت مشهورة ومتداول إطلاقها على العلماء إذن فلا يستغرب البعض إن هناك الكثير من الأمور المعروفة والمشهورة والمتداولة هي غير صحيحة .
هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتُلقى
هذه الفقرة الواردة في دعاء الندبة التي يهتز اليها وجدان كل مؤمن ويرتجف لها قلب كل محب ومنتظر ومتطلع لأمر مولانا ومقتدانا الشريد الطريد ساكن البراري والفلوات صاحب العصر والزمان روحي لتراب مقدمه الفداء . وان هذه الفقرة من الدعاء التي تقرح الفؤاد لم تأت اعتباطاً بل جاءت حاكية عن المشاعر المختلجة في صدور المنتظرين والتواقين للوصول الى سبيله ومن ثم التشرف بلقائه عليه السلام ومن هذه الفقرة يتضح لنا معنى مهم جداً وهو ان للأمام المهدي مكن الله له في الارض سبيل وطريق فمن أراد لقائه والوصول الى حضرته والتشرف برؤيته لابد له اولاً ان يصل لهذا السبيل او الطريق الا ان من الواضح ان هذا السبيل ليس موجوداً دائماً او على امتداد غيبته صلوات الله وسلامه عليه بل ان هذا السبيل سوف يظهر في يوماً من الايام قريباً من قيامه المقدس عجل الله تعالى فرجه الشريف فما هو هذا السبيل والطريق يا ترى ؟ الظاهر ان في الغيبة ان يكون السبيل الى الامام المهدي عليه السلام الاخلاص مقروناً بالاستعداد الحقيقي للتضحية في سبيل الله والامام عليه السلام اضف الى ذلك امر مهم جداً بل هو في غاية الاهمية ولا يستطيع احد من الوصول الى ذلك السبيل ما لم يكن متحلياً بهذا الامر وهذا الامر هو اصرار الشخص دائماً على ان يكون من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كأنه احدهم هذا في زمن الغيبة . اما في آخر الزمان وظهور العلامات الدالة عل قرب القيام المقدس وتحققها فأن السبيل الى لقاء ابن النبي المصطفى (ص) اضافة الى تلك الوسائل هو تصاعد المستوى الفكري والتوعوي للفرد وادراكه لما حوله من واقع منحرف وبعيد كل البعد عن روح الاسلام وحقيقته ، وايمانه بوجود جاهلية اخرى يعيشها المجتمع المسلم هذه المرة بما فيها من ملابسات وارهاصات كوجود اصنام راح الناس يعبدونها لتقربهم الى الله زلفى ، وظلم طغى سواده على ضوء النهار فلم يعد المسلمون يرون الحقيقة التي دعا لها الاسلام المحمدي والتي سيدعو لها المهدي (عليه السلام) ، والرفض الذي ينبع من اعتقاد ذلك الفرد بأن كل هذه الامور غيرت وحولت الاسلام الحقيقي الى اسلام صوري وسطحي وظاهري لا يحمل من الدين المحمدي الا الاسم فقط ، اضف الى ذلك دافع حقيقي وقوي لا يتزلزل صاحبه الى احداث التغيير وقلب الواقع المرير الى ما يريد المولى تبار ك وتعالى ويصبو له الامام (ع) وكل الشرفاء والغيورين على الدين اذا وجدت كل هذه الصفات وهذه المباديء في داخل واعماق الفرد المهدوي المنتظر لتفجير كل هذه الامور في أي لحظة عندها سوف يكون سبيل الامام ظاهراً لا محاله لكل من يريد ان يسلكه حتى يصل في نهايته الى حيث لقاء الامام (ع) والفوز بنصرته وبيعته ان هذا السبيل سيكون يومها كضوء الشمس الساطع الذي يشعر بوجوده حتى الاعمى الذي لا يبصر ما حوله كما أخبرنا امامنا الصادق عليه السلام حينما رد على المفضل حيث رآه يبكي فسأله : يا مفضل ما يبكيك ؟ فقال المفضل : كيف لا ابكي وانت تقول أثني عشر راية مشتبهة لا يعلم أي من أي ؟ فقال الصادق : يا مفضل : أترى تلك الكوة ؟ - وكانت في الدار كوة يدخل منها ضوء الشمس - فقال المفضل : نعم يا سيدي ، فقال الصادق (ع) : ان أمرنا ابين من هذه الشمس .هكذا يؤكد الامام المهدي (ع) ان السبيل الى الامام عليه السلام هو امر الامام المهدي عليه السلام وهو امر اهل البيت عليهم السلام وهو سوف يكون ابين من ضوء الشمس ان اراد ان يبصر الحقيقة ويرى النور ان السبيل الى الامام هو ممهديه الذي سيخرجون ويظهرون امر الامام (ع) وذكره ويدعون الناس يومها الى نصرته واتخاذ سبيله حيث لا سبيل الا من خلالهم ويتضح لنا ذلك من كلام مولانا الباقر عليه السلام حيث قال في وصف اليماني (( لانه يدعو الى الحق الى طريق مستقيم )) لذا فأن من سعى الى لقاء الامام (ع) ونصرته لا بد عليه من ان يبحث عن السبيل والطريق المؤدي الى ذلك.
المقاومة الفكرية
ان الهجمة الصهيونية الغربية همها هدم المبادئ الاسلامية وبالتالي جعل افرادها مشتتين
لاهم لهم الا ملذاتهم الرخيصة
الجهاد المعاصر بين الشرعية واللاشرعية
((دراسة معاصرة عن الفكر الجهادي والالتباس الحاصل بين جمهور المسلمين))
لا ريبَ أن الجهاد الشرعي المنبثق من كلام الله تبارك وتعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) والتي تمثلت بقوانين إلهية ثابتة على مر الدهور لا تناقض فيها بل هي يقين لا اشتباه فيه وهذا ما دل عليه صريح القران والسنة الشريفة فقد جاء في محكم كتابه الكريم: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ{39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 39-40. وكذلك قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } البقرة 215. مبينةً لنا أحقية الدفاع عن كرامة الإنسان المسلم وما يمسه من متعلقات إنسانية فالإسلام دين دفاع وذب عن الحرمات لا اعتداء وسفك دماء كما قال تعالى:{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190. والدفاع الذي تعددت مسمياتهِ في مقاومة والتصدي لمعتد أو محتلٍ , طواه الإسلام بشرعية من الله عز وجل تحت مسمى ( الجهاد) وهو ركن شرعي وهذا ما اتفق عليه جمهور المسلمين باختلاف مذاهبهم ومللهم المتناحرة , فما نراه اليوم من تعدي وتجاوز صارخ على حدود المولى عظمت قدرته من تشويه لهذا الركن الأساس لما تشرعه الجهلة بعلومه وحيثياته وأغواره العظيمة , فالأمر تجاوز المنصوص لأولئك المتفقهون من غير علم آيا كان انتسابهم المذهبي فنراهم يحرمون ما احله الله والعكس أيضا وكأن الأمر خرجَ عن قدرة الخالق ليصبح بتصرف المخلوق لذلك نلمس منهم تحريفاً لنصوص القرآن وفق آرائهم العقلية المحدودة والقاصرة أمام قدرة الجليل ليكفروا المسلمين على حسب ما تمليه عليهم الأهواء وهذا ما نراه ونعيشه واقعاً لا مفر منهُ , فمثلاً قوله تعالى : {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }التوبة12. وأيضا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123 . فهذه النصوص الشريفة ذات طابع تحريضي واضح على مقاتلة الكفر ولكن لم نلمس منها أن القتل يكون لمن اسلم وآمن بالله واليوم الآخر واقر بوحدانيته لذلك فان ما انتهجه او ما يطلق عليه اليوم ( المجاهد المعاصر) بحسب ما يحب أن يُطلق على نفسه الأمارة بالسوء من قتل وسفك لدم المسلم وانتهاك للحرمات آخذا مبدأ التحايل والمكر على الله والتحريف من اجل قتل النفسٍ المسلمة بغير وجه حق , نقول أين هو الحق الذي يبغون من وراء ما يفعلون وأين الحق في تكفير مسلم نطق الشهادتين وهل يجوز له الطعن بإسلامه آياً كان مذهبه فهل وَجبَ الله ذلك؟ فقد جاء عن رسول الله(ص) في حرمة المسلم على أخيه المسلم في قوله (ص) : (حرمة المسلم اشد من حرمة الكعبة) وان فسق المسلم أو فَجر معاذ الله وخرج عن المألوف وهو جانب تعتليه الشبهة إلى أن يثبت ارتداده وهذا بحث آخر له تفصيلاته , فألاهم أن طرحنا لهذه السلسلة في دراسة الجهاد و أبواب شرعيته في أمر ما وعدم جوازه في أخر ما هو إلا بيان ما خفي وغاب عن جمهور المسلمين وفق الأدلة القرآنية وسنة رسوله (ص) مع توضيح أدق التفاصيل التي أوصى بها (ص) وبذلك ستؤهلنا في خاتمها إلى استدراك مفهوم ينم عن إحساس المسلم بيقين أركان دينه واللبس الحاصل للمسمين من تضليل وإغواء من اجل محاربة الفكر المشتبه والضال وليعرف القارئ أن ما يقوم به التكفيريين وفوق الموت من قتل وتكفير وتمثيل بكيان المسلم قبل غيره والأطفال والنساء قبل غيرهم بغير وجه حق , كل ذلك سنوجزه تباعا وفق ما ذكرناه انفاً من الاستعانة بالقران وسيرة الرسول (ص) ومن الجهة الأخرى سنبين شرعية مقاومة كل معتدٍ أو محتل وفق ما يسننون بها فتاواهم الضالة والمصادر التي يشرعون منها حلية قتلهم ( لنلزمهم بما ألزموا به أنفسهم ) ولنبين لهم أن لاوجود لما يدعون , آخذين خير الخلق واكرمهم (ص) القدوة والسلف الصالح في النهج الذي سار به منذ بدء دعوته إلى وفاته (ص) سائرين خلفه لنعكس الصورة الحقيقية السامية للإسلام وما جاء به من شرائع ارتضاها الله عز وجل متمسكين بقوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 واضعين بذلك النقاط فوق مواضعها وان الله ما أراد ظلما بالعالمين ولكن كانوا أنفسهم يظلمون محاربين الذين بددوا راية الإسلام المندسين والمحسوبين عليه ليكون كل واحداً منهم متفقها ً مشرعاً بما لا علم لهم فيه , فدافعنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , اخذين قوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه }آل عمران110 وما على العاقل سوى الفهم والتمييز بين الصالح والطالح , ولعل ما هو حاصل اليوم لامر عظيم يندى له الجبين ويشيب له الرضيع ويقطر له القلب دماً لشد هول الصدمة وعظيم الأمر , فكثيراً ما نرى ونشاهد في أيامنا الضنكاء هذه في وسائل الأعلام ما أساء ويسيء إلى الإسلام في كل محتوياته من نحر الرقاب وكان خلق الله الذي كرمه أمسى كشاة تساق من المرعى إلى الجزار والمجزرة فيعاملون الإنسان على انه بهيمة تساق إلى مجزرة الطغيان من غير حساب أو كتاب أو إقامة الحجة على الضحية لتلقى مقطعة الأوصال ممثل بها لدرجة تحدي قدرة خلق الله في مكبات النفايات أو لعله يدفن في مقابر أوجدها هؤلاء من كل الأطراف بلا تسمية لان الكل بات الأمر لا يخفى عليهم , كل منهم ينظر للإسلام على هواه تأخذهم العزة بالإثم ليكونوا من يشرع ويقيم الحد بكل كفر وضلال وفق بدع ابتدعوها لا وفق ما يرتضيه الله متجاهلين المنطق الذي يحكم على المتمرد الذي لا يرضخ لله وشرعه الحنيف ولا يلتزم بالحكمة والخشوع لله في التصرف الذي يبغي إليه فما نحن إلا غرباء على هذه الدنيا نبدأ أولا لنصلح أنفسنا آخذين قول رسول الله :( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) وعلينا الآخذ بدعوته ونبدأ كما بدأ في دعوته داعين إلى الله وحده لا نبدأ أحدا بقتال كما فعل (ص) لنجعل ( المجاهد المعاصر) يعود إلى رشده بالدعوة والوعظ والنصيحة باللغة التي يفهمها ليكون على علم يقين كيف كان الجهاد وكيف سيكون ملمين في دراستنا هذه بالأسلوب العلمي للدعوة المحمدية لما حملته من الموازين الأخلاقية والإنسانية في الحرب قبل السلم واضعين مقارنة سلسة وفق عقلنا القاصر تكون معاصره للجهاد الشرعي واللاشرعي وفق الدليل الصحيح المستنبط من الأحكام الإلهية البحتة , لنحيط بالمحاور آلاتية مرتكزا أساس في دراسة مستفيضة ومنها عدم جواز القتل لسبب غير مشروع وتحريم الاقتتال في الأشهر الحرم وهل يُحسب الجهاد ضمن زاوية الانتقام الشخصي من الخصم لضغينة ما؟! وهل يؤخذ المسلمين باختلاف مذاهبهم بذنب غيرهم أم يحاسب المقصر وفق السلطة الشرعية وتوضيح كيفية الأمر الشرعي بالدقة في معرفة العدو وتحديده وفق الإثبات الذي يؤكد اعتدائه وخصومته والاقتصار بالرد على العدوان بالمثل وهل يطبق ما يسمى اليوم ( المجاهد المعاصر) تعاليم الله تعالى ورسوله (ص) في اتخاذ الأساليب الدعوية واقامة الحجة على الخصم قبل تكفيره وهدر دمه أو الاعتداء عليه بالقتل والتي سنجملها بالأتي ؛ هل يواجه المجاهد المعتدي بالوعظ والإرشاد ودعوته إلى طريق حق سواء كما في قوله تعالى : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15. وكذلك قوله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208. وهل يطبق المذكور مبدأ عدم التعاون مع المحتل ؟ أم انه يعمل على وتيرتين وهذا معروف ويقين لاغلب المسلمين لما تتبناه هذه الجهات. والأمر الادق والأعقد أيعمل المجاهد العصري بالأمور الأخلاقية في الحرب من عدم جواز قتل الأسير والغدر وهل قرأ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنفال70 . وهل ينتهي عن قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء أم أن هؤلاء أيضا من الكفار؟ وهل أجاز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التمثيل في المقتول وتعذيبه قبل قتله أم أن هذا شرع جديد من شرعهم الباطل؟!! وهل يدرك هذا ( المجاهد المعاصر) عدم جواز هدم المساكن وقطع الأرزاق ... كل هذه الجوانب سنأخذ تفصيلاتها لنبين أين تكمن شرعية الجهاد وسوف نتطرق إلى التفصيل والإلمام في الحلقات القادمة ليعرف القارئ الفاضل من المتلاعب بالدين من أولئك المستفيدين لأطماعهم الشيطانية من تسخير فلسفة المجاهد العصري...
محاربة الغزو الفكري
عندما استشعرنا نحن العرب والمسلمين خطورة النية في تسخير تقنية البث المباشر التلفزيوني لإنشاء قنوات بث فضائية تعبر حدودنا وتغزو منازلنا، ركزنا في أواخر الثمانينات الميلادية على التحذير من مخاطر الغزو الفكري الغربي لمجتمعاتنا عبر القنوات الفضائية وتوقع كثيرون أن تستغل الدول الغربية هذه التقنية لإفساد الصالح من مجتمعاتنا عن طريق نشر الإباحية والتنصير وأفكار التحرر من القيم الأخلاقية وترويج ممارسة الجنس بطرق محرمة مبتذلة. وركز الدعاة وخطباء المساجد والواعظون على التحذير من الرياح القادمة من الغرب .
لكن الذي حدث وبكل أسف هو ما لم يكن في حسبان أحد منهم وهو أن التسابق في عالم الإفساد بما فيه إفساد القيم والأخلاق جاء من قنوات عربية صرفة!! قنوات عربية التمويل واللغة والإخراج والممثلين والمخططين .
الغرب بث قنوات فساد وجنس ومجون لكنه كعادته جعلها بمقابل مادي إما بطاقات مدفوعة الثمن أو عن طريق اشتراك أو اتصال هاتفي مكلف ولذا فإن الشريحة المتضررة محدودة جداً ولا تلبث مع أول أو ثاني فاتورة أن تكف وتتراجع .
مشكلتنا بل مصيبتنا جاءت من رجال أعمال عرب لا يهمهم الربح بقدر ما تهمهم الشهرة ويكفيهم مردود الإعلان والاتصالات الهاتفية من البعض ليفسدوا الكل ان استطاعوا فكانت قنوات مجانية متاحة عبر كل الأقمار وبمجرد ضغطة زر الزناد القاتل للقيم والأخلاق .
ما كدنا نحتج ونحذر من قنوات الغناء المبتذل والفيديو كليب الملوث بالعري والجنس الرخيص والإغراء وترويج بضائع الغانيات باسم الغناء حتى فوجئنا بقنوات عربية عجيبة لم يصل حتى الغربيون بكل ما لديهم من انحلال إلى عبقريتها في عالم الإفساد .
تصوروا قناة عربية تبث على مدى 24ساعة يومياً لا تعدو كونها مجموعة كاميرات تصور إقامة مختلطة لمجموعة من النساء وأشباه الرجال في أحد الأوكار وتنقل بالصوت والصورة سلوكهم الرخيص غير الهادف، غير المحكوم بقيم أو أخلاق . تصورهم وهم يأكلون، وهم يرقصون وهم يتبادلون اللهو غير البريء والقبل والأحضان ثم إذا أقبل السحر ركزت الكاميرا على غرف نومهم، وللأمانة فإن النوم غير مختلط، لغرف نوم النساء وهن مستغرقات في نوم حقيقي يتقلبن ذات اليمين وذات الشمال، إحداهن تسعل من فرط التدخين والأخرى ذات نوم غير مستقر "تتبطح" تارة وتارة "تستلقى" وكاميرا لغرف نوم أشباه رجال شبه عراة بلباس داخلي سفلي .
اما الشريط الإخباري اسفل الشاشة فيحمل رسائل غرام لا تقل مجوناً عما تحمله الكاميرا .
هكذا.. شاشة القناة أشبه بشاشة المراقبة في بنك مركزي تنتقل بين الغرف ولا أدري أي عمل فني أو تجاري هذا وما هو مردود ما يصرف على بث فضائي حي مكلف لينقل تقلب وسعال وربما "...." مجموعة من النساء والأشباه وحمداً لله أن البث الفضائي لا ينقل الرائحة وإلا فإن الحساسات ستكون في مواضع مكلفة .
في قادم الأيام سوف أركز على تعرية قنوات الغزو الفضائي المستعربة من عدة جوانب وأرجو أن لا يقول قائل لماذا تتابعها لأنني أرى أن من واجبنا كإعلاميين أن نطلع على أساليب مثل هؤلاء الأعداء لنحاربهم ونعريهم خصوصاً وأننا بإذن الله تخطينا المرحلة التي قد تتأثر بمثل هذا الفحش .
واسمحوا لي بأن أذيل كل زاوية تتناول هذا الموضوع بهذه العبارة وأن أكررها دون أن أمل أو تملوا أنتم "إنني أطالب بأن يتم ايقاف مثل هذه القنوات المشبوهة وإيقاف كل قنوات المجون العربية عن طريق قرار سياسي تتخذه القيادات العربية في اجتماعاتها لأن الأمر خطير ويتعلق بمصلحة أمة وشعوب وله انعكاسات سلبية خطيرة على أجيال قادمة ونحن أمة ذات قيم دينية وحضارة وأخلاق ولنا قضية تستوجب إعداد أجيال وبناء سمعة حسنة نستمد منها احترام العالم لنا وتقديره لقضيتنا ولا يجدر بنا أن ننتظر حتى نؤاخذ بما يفعل السفهاء منا.وليقف الجميع لمحاربة هذا الغزو .
الأصول الفكرية للإرهاب الصهيوني
الإرهاب في العقيدة الصهيونية :
يعتبر ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية من دعاة الإرهاب الصهيوني، فقد شكل فريقاً من الإرهابيين ووزعهم في البداية على روسيا والدول الأوروبية من أجل الانتقام من الدول الأوروبية التي أخذت في اضطهاد اليهود .
وكان هرتزل قد ألقى في المؤتمر الصهيوني الأول مجموعة محاضرات لتعبئة الشعب اليهودي بالحقد على العالم، وجرى التكتم على تلك المحاضرات إلى أن نشرت مقاطع منها مجلة "فرنسا القديمة" ثم جمعتها في كتاب بعنوان "المؤامرة اليهودية" وكان أبرزها في تلك المحاضرات هو وضع المخططات للسيطرة على العالم عن طريق الوسائل الإرهابية التي نشاهد تطبيقها على أرض فلسطين منذ أو وطأت قدم أول يهودي في مطلع القرن حتى اليوم .
ومن بين ما نشرته مجلة "فرنسا القديمة" عن الإرهاب التي نقلتها حرفياً من محاضرات ثيودور هرتزل قوله: ((وعندما تخمد نيران الثورة التي أضرمناها معاً في سائر البلدان وحالما يعلن رسمياً سقوط الحكومات القائمة نحكم بالإعدام على كل جمعية سرية لنضمن نفوذ ما في الدولة الجديدة)) وفي محاضرة أخرى يقوم بتحديد معنى الإرهاب وتطبيقاته عندما يقول ((لقد حكم على الجميع أن يموتوا، ولذلك خير لنا أن نعجل في موت أولئك الذين يتدخلون في شؤوننا من أن نرى أبناءنا أو من أن نرى أنفسنا نموت، ونحن الذين أوجدنا هذه الأنظمة)) .
ويواصل هرتزل في الحديث عن السيطرة على الآخرين فيقول ((ومتى أصبحنا أسياد الناس لا ندع في الوجود سوى ديانتنا التي تنادي بالإله الواحد الذي يتعلق به مصيرنا، لأننا نحن شعب الله المختار ولأن مصيرنا يقرر مصير العالم ولذلك وجب علينا أن نلاشي سائر الأديان إلى أن نتوصل إلى السيادة على سائر الشعوب)) .
ولعل من أبرز ما جاء في محاضرات هرتزل السرية خططته لتهويد الحكام حتى يكونوا عملاء لليهود عندما يقول ((حينئذ يكون عملاء جميع البلدان يهوداً أو من صنائع اليهود، وهنا يبدأ العهد اليهودي العالمي ويبقى كل تنظيم وكل تدبير في أيدي اليهود دون غيرهم، ويكون الخوارج ومأموري تنفيذ ليس إلا)) .
وجاء بعد هرتزل تروتسكي الذي كان يقاوم عمليات اضطهاد اليهود في روسيا القيصرية بارتكاب مختلف أنواع العنف، إلى أن استطاع أن ينضم إلى قيادة الثورة التي كان يقودها لينين. وكان أول قراراتها هو اعتبار اللاسامية واضطهاد اليهود جريمة لا تغتفر في تنظيماتها حتى أنهم سيطروا على قيادتها .
وإذا كان هرتزل نظرياً أكثر منه عملياً أي أنه كان يخطط للقتل ولم يكن يقوم بتنفيذ عمليات القتل بيديه إلا أن تروتسكي كان يختلف عنه نهائياً إذ كان يخطط وينفذ كل عمليات الإرهاب ، فهو صاحب نظرية ((إتلاف كل كهل وشيخ ومشوه وعاجز لا يستطيع أن ينفع نفسه بنفسه كما تتلف جميع الحشرات أو الحيوانات الضارة، والتحرر الكلي من المادية))، وهي النظرية التي يؤكدون بأنها كانت أساس النظرية النازية التي استعان بها هتلر في أفكار اليهودي الصهيوني تروتسكي، وانتهت بأن أصبحت جزءاً من العمليات الإجرامية النازية التي كان أول تطبيق وتنفيذ عملي لتفاصيلها في الشعب اليهودي .
أما النظرية الإرهابية التي تعتبر أكبر بشاعة والتي قام تروتسكي بتنفيذها على مسؤوليته ثم حاول انتزاع قرار بتطبيقها من القيادة الشيوعية، وهي التي تؤكد على ضرورة ((تطهير المجتمع الإنساني بإبادة أكبر عدد ممكن من الجنس البشري ليعيش ما تبقى منه برفاهية ورخاء)) ، وكان أبرز من انضم حول قيادة تروتسكي مجموعة من الإرهابيين الذين أصبح لهم مناصب مهمة في الحركة الصهيونية، ولعل من أشهرهم مناحيم بيغن واسحق شامير .
واحة المراة
لماذا بكاء السجاد(ع)
إن لحقيقة بكاء السجاد عليه السلام واعتباره من البكائين أسباب عديدة ولكن الحقيقة واحدة فهل كان بكاءه من أجل المصيبة التي مرت بعائلته في كربلاء وذبحهم لأبيه الحسين عليه السلام أم من أجل تشريد العوائل وحرق خيمهم أم من أجل سبي العقيلة زينب عليها السلام أم من أجل عطش أبيه وقتل أهل بيته وتركهم في العراء وتقطيعهم لكفوف عمه العباس عليه السلام . كل هذا وإن كان كذلك إلا إن السبب الرئيسي والأهم في قضية بكاء السجاد هي كون بكاءه لله تعالى الواحد الأحد وذلك لأنهم يقتلون الحسين عليه السلام وبقتله حالوا بين قيام دولة العدل الإلهي وما ستمر به هذه الأمة من ويلات لأنهم يعلمون من الله بأن ما فعلوه سيجعلهم كبني إسرائيل يتيهون في الأرض ومرورهم بمصائب ومحن وابتلاءات حتى يرجعون إلى الله بأنفسهم لأنهم بقتلهم للحسين سيكون هنالك قتلاً لأكثر من حسين ولأكثر من زمان وبذلك سيتأخر الوعد الإلهي حتى يظهر صاحب الأمر وقيام دولة الإمام المهدي التي ستمثل إرادة السماء وتحقيق الوعد الإلهي عند قيامه بعدما تسفك دماء كثيرة على هذه الأرض وسيهتضم الحق ويكون الشيطان هو المسيطر عليهم حتى تملئ الأرض ظلماً وجوراً في كل مكان وحتى فترة ظهور الإمام عليه السلام ودعوته المباركة من خلال الممهد الرئيسي المسدد من الله تعالى لتهيئة القاعدة له وفتح الطريق لإستقباله . حينئذ ستنتصر الإرادة الإلهية ويتحقق هذا الوعد الإلهي وهذا ما يدل على إن بكاء السجاد عليه السلام ليس لأسباب دنيوية ولا لأمور مادية فإن أهل البيت أكبر من ذلك وإنهم أناس ربانيون لا تحزنهم أمور الدنيا وهم يعلمون إن الموت حق والشهادة في سبيل الله هي أعلى درجات السمو وهم يعلمون بأن الشهداء هم أحياء عند ربهم وهم الذين يعلمون بأن الأجر على قدر المشقة فكلما مروا بالإبتلاءات فسيكون قربهم إلى الله أكبر ومنازلهم في الآخرة أعلى المنازل وإن هذه الدار الدنيا دار بلاء وفناء جعلنا الله من المستضعفين لنكون مظلومين لا ظالمين حتى ننال منازل طيبة ونكون جنوداً مخلصين بين يدي صاحب الحق ورافع راية الهدى لنصرة دين الله في الأرض وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا السفلى .
الزوجة الصالحة كنز للمؤمن
فعن ابن عباس قال لما نزلت الآية ( والذين يكنزون الذهب والفضة ) انطلق ثوبان فأتى النبي ( ص ) : فقال يا نبي الله انه كبر على اصحابك هذه الآية فقال ( ص ) إلا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا امرها اطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته.
طاعة الزوجة لزوجها سراً وعلانية فرض يقتضيه عهد الزواج ، وما من امرأة نبذت طاعة زوجها الا وحلّ بها الشقاء ، ولحقها البلاء ، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها إزداد الحب والولاء بينهما ، وتوارثه ابناؤهما ، فالأخلاق المألوفة إذا تمكّنت صارت ملكات موروثه يأخذها البنون عن آبائهم ، والبنات عن أمهاتهن ، وقد حثّ النبي ( ص ) المرأة على تلك الطاعة فقال ثلاث لا يمسهم النار المرأة المطيعة لزوجها ، والولد البارّ بوالديه ، والعبد القاضي حق الله وحق مولاه » وقال ( ص ) ايضا : « جهاد المرأة حسن التبعل » والطّاعة بمفردها دون حسن العشرة لا تكفي لأن المرأة ربما اطاعت زوجها وهي لا تحسن عشرته. فتعمل ما يأمرها به ، ولا تبحث ماوراء ذلك ، بينما حسن العشرة أن تطيعه فيما يأمر : وتظهر رغبتها الصادقة في ذلك فترسم على وجهها ابتسامة الرضا ، وتسمعه اعذب الكلمات وتؤدي ، ذلك بحنان ورقّه. والمرأة أن وعت معنى الطاعة وأدّتها بحقّها فإنها تملك قلب زوجها ، وتكسب ثقته ، ودوام حبّه ، فيقابلها باضعاف ما أعطته حتى يصير الأمر كأنه هو الذي يطيعها ، ويلبّي رغباتها. قليل من النساء من يفهم ذلك ، وأقل منهن من تعمل به ، لاشك أن الطاعة تقوّي أواصر المحبة بين الزوجين ، وعندما تحب الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها ، وما ذلك الا صورة عملية واشعار لزوجها بالحب الذي استقر في قلبها ، لهذا يقول رسول الله ( ص ) : « الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا اقسمت عليها ابرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في عرضها ومالها ». انها زوجة صالحة ، محبة ، تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها فلا تقطيب للحاجبين ، ولا نظرات شزرة بل ابتسامات مفعمة بالحب والبشر . من طاعة الزوج أن لا تصوم المرأة نفلاً إلا بإذنه ، ولا تخرج إلا بإذنه ، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ولا تتصرف في ماله إلا بإذنه ، وتقيم مع زوجها في مسكنه ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر . ان المرأة لا تودي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، وأهمها الطاعة قال رسول الله : « ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنه » فذكر منهم المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى .
المرآة والستر
إلى أخواتي المؤمنات ما أحلى المرآة التي تستر جسدها وتكون محتشمة وعلينا أن نحارب الشيطان الذي يزين لنا حب هذه الدنيا الفانية وعلينا إن نستعد إلى الجهاد ونحاسب أنفسنا ماذا فعلنا لأخرتنا وماذا عملنا حتى نستعد لنصرة إمامنا الحجة ابن الحسن (ع) ونحن نسمع من علماء الدين الذين يفتون المنكر والحرام ولا يسيرون على طريق أهل البيت (ع)يقولون أن التصوير بانواعة إمام الأجنبي حلال كيف هذا يصدرمن علماء الدين والمؤسف أن الذين يعبدون هولاء ويؤخذون الفتوى منهم كيف يقبلون هذا الفتوى الفاحشة الأجنبي ينضر إلى المرآة العريانة وعلماء الدين يحللون هذا المنكر وللأسف من غفلتنا.يامن يسمع هذا الكلام استعدوا وابتعدوا من كل هذه الأصنام البشرية التي والله تدخلنا الى جهنم واستعدوا لنصرة إمامكم الذي يخلصكم من الفساد والظلم حتى نكون طاهرين مستعدين لضهور أبن رسول الله (ص)وهذه أمه الزهراء الطاهرة (ع)التي نسمع من روايات أهل البيت (ع) أتى رجل أعمى دق باب الزهراء (ع)وهي من وراء الباب أعطت لهذا الفقير الأعمى ومن يقول أنها فاطمة بنت رسول الله(ص)ولكن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتعلم ونتأسى من الصديقة الطاهرة (ع) وأن نتعلم من أخلاقها وسترها.أنا عندنا ما نقتدي بهذه الجليلة نرى النور الذي يوصلنا إلى طريق النجاة وصدقت الروايات أهل البيت حينما قالوا بأن علماء أخر الزمان علماء السوء والضلالة
عداوة التلفزيون للإمام المهدي (عج)
أن التلفزيون سيف مشهور في وجه الأمام ولتوضيح هذه العداوة:
- أن التلفزيون في معظم برامجه وخاصة برامج الترفيه يعرقل المسيرة البشرية ونمو التكامل الذي بنتظره الأمام من شيعته ليحتملوا أمره ( إن امرنا صعب مستصعب لا يحتمله الاملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالأيمان ). هذا من جانب من جانب آخر تعطيله عن العبادات لان الفرد يقضي كل وقته وأغلبه في مشاهدة الأفلام والمسلسلات ويقضي باقي الوقت في ضرورات حياته وأسرته ولا يبقى وقت يقضيه في تكامله العلوي والديني والروحي.
- ينشر الفساد والانحراف حيث أن ظهور الأمام هو للذين آمنوا وعملوا الصالحات لا للذين أوغلوا في الفساد والمحرمات - الجالس أمام التلفزيون لمشاهدة الأفلام والمسلسلات بما فيها من اللغو والسفه لا يكون نموذجا صالحا لظهور الأمام (عج) حيث قال رسول الله (ص) ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ) فكيف يكون من المنتظرين وهو ملوث بالفساد
ــ الغيرة والتفكك الأسري وعدم الشعور بألمسؤلية تجاه النفس والمجتمع وتحول الكثير منه إلى بهيمة مربوطة همها علفها لا تتحرك غيرتهم على الدين والاسلام فلو ظهر الأمام والمسلمون على هذا الحال لقالوا له اذهب أنت وربك فقاتلا أننا هاهنا قاعدون ـــ إشغال أذهان الشباب بهذه المناظر الفاضحة فبدل من إن يحتفظ بأفكاره ودروسه يحتفظ بصورة تلك المطربة ويحظرها الشيطان إمام عينه في كل لحطه فتشل تفكيره عن أي أمر أخر كما قال احد الكتاب أن مشاهدة حلقه واحدة من مسلسل ما يلوث الفكر لمدة أسبوع كامل ومما بوذي الأمام أيضا يكون حال شبابنا هكذا ــ الموضات التي يبثها التلفاز عندما تخرج امرأة إلى السوق وتزاحم الرجال وترتدي الملابس الضيقة وتوزع الابتسامات على المتعاملين معها دون خجل أو حياء فكيف ستربي جنودا إلى الأمام (عج).
وفي نهاية كلامي أدعوا من الله العزيز الجليل أن يعجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان وأن يجعلنا من انصاره .
البلاء نعمة وحكمة
إن بلاء الله هو نوع من الأحسان والنعم التي يجب الإلتفات إليها والشكر سواء كان البلاء في الجسد والعافية أو في كثرة الصعوبات والمشاكل التي تواجه الإنسان في حياته فنجد سيدنا الإمام زين العابدين (ع) يشير إلى هذا المعنى في دعاءه في المرض والبلاء فيقول ( اللهم لك الحمد على ما أحدثته بي من علة في جسدي ) ثم نجده عندما يذكر العلة يتلوها بوصف النعم في قوله (ع) ( أم وقت العلة التي محصتني بها والنعم التي أتحفتني بها ) فالبلاء وإن كان ظاهره شدة وتعب ولكن في باطنه كرم إلهي طيب فالله تعالى عندما يبتلينا لا يريد بذلك ضررنا حاشا لله وهو الرحيم ذو الرحمة الواسعة ولكنه سبحانه ينعم علينا بالبلاء لعدة حكم منها إنه سبحانه يريد تخفيف ما على ظهورنا من الخطيئات ، أو تطهيراً لنا من السيئات أو يبتلينا لنرجع له ونتوب إليه أو لذكر الله سبحانه ، فالإنسان عندما تبطر معيشته قد تنسيه المادة والدنيا والإقبال عليها ذكر الله ويفتتن بها قال تعالى{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28 -أو يدفعه ذلك إلى الكفر والفسق والجور والعياذ بالله ، وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة على ذلك قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ }إبراهيم28 -والبلاء صيغة لتأديب العبد الذي تشغله الدنيا ويقوده هواه ويغويه الشيطان وينسى ذكر الله .
أمة الله
من سينقل خبر ظهور الإمام المهدي (ع)
من سينقل خبر ظهور الإمام المهدي (ع) ؟ سؤال لطالما تغلغل في رأسي وأنا أدرس الإعلام ونظمه وأبحث في مدى إعتماد محطاتنا ووسائلنا الإعلامية الإسلامية والعربية على وكالات الأخبار الأجنبية لنقل حتى أخبارنا من قلب منطقتنا ! وأرقب ما كتب هنا وهناك على الصفحات الإلكترونية في أول الدنيا وآخرها من مقالات وأخبار تطال العالم الإسلامي .
فكيف سينقل خبر ظهور الإمام المهدي (ع) ؟ وبأي صيغة ؟ وكيف سيحلل ؟ وكيف ستدخل وسائل الإعلام الموضوع بابعاده وتداعياته في معمعة هناك مصدر يقول .. وهناك من يعتقد إن ... ومن المتوقع إنه .. ولماذا في هذا الوقت بالذات .. حضرة الفلاني كيف تقرأ الخبر ؟ وحضرة العلاني هل برأيك إن ؟ ظل السؤال يطاردني إلى أن وجدت نفسي أمام مجموعة من الجرائد والمجلات المعروضة أقرأ العناوين قراءة سريعة ، وإذا بي أرى صحيفة هزيلة وقد سميت القائم (عج) . ومن أين ؟ من النجف الأشرف ! رباه ! هل خطر في بال مهندسي وواضعي ستراتيجيات الحرب الديمقراطية والحرية أن يستيقضوا ويجدوا أنفسهم أمام قنواة وصحف تبث روح الحضارة الأولى في العالم وروح الإسلام وروح الله في الخلق ؟ { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
من هنا بمضمونها وطاقمها المتواضع سيعلم العالم من هو . وابن من هو . بالتفصيل والبحث والأدلة والبراهين و كل موضوع على حدة ، زاوية زاوية ، إلى أن تكتمل الصورة ويتضح المعلم ويأذن الله بخروجه الشريف ( مكن الله له في الأرض) .
بحوث ودراسات
وما يعقلها الا العالمون (( حقيقة الجهل ))
ان حقيقة الجهل كما هو معروف في علم المنطق بأنه (( عدم العلم )) لأنه أمر وجودي ولو كان أمراً عدمياً لما صح نسبة الجنود اليه كما ورد في قول أبي عبد الله (ع) : ( أعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا ) وورد عنه (ع) عن سماعة بن مهران قال : كنت عند ابي عبد الله (ع) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبو عبد الله (ع) : ( أعرفوا عقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا .... قال سماعه : فقلت : جعلت فداك لا نعرف ما عرفتنا ؟ … فقال أبو عبد الله (ع) : ( إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الاوحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له أقبل فأقبل فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقاً عظيماً وكرمتك على جميع خلقي ، ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانياً ، فقال له : أدبر فأدبر ثم قال له : أقبل فلم يُقبل ، فقال له : أستكبرت فلعنه ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً ، فلما رأى الجهل ما كرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة ، فقال الجهل : يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال : نعم فأن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي ، قال قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جنداً .
فكان مما أعطي من الخمسة والسبعين جنداً :
الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل والايمان وضده الكفر ، والتصديق وضده الجحود ، والرجاء وضده القنوط ، والعدل وضده الجور ، والرضا وضده السخط ، والشكر وضده الكفران ، ولطمع وضده اليأس ، والتوكل وضده الحرص ، والرأفة وضدها القسوة ، والرحمة وضدها الغضب ، والعلم وضده الجهل ، والفهم وضده الحمق ، والعفة وضدها التهتك ،والزهد وضده الرغبة ، والرفق وضده الحزن ، والرهبة وضدها الجرأة ، والتواضع وضده الكبر ، والتأني وضدها التسرع ، والحلم وضده السفه ، والصمت وضده الهذر ، والاستسلام وضده الاستكبار ، والتسليم وضده الشك ، والصبر وضده الجزع ، والصفح وضده الانتقام ، والغنى وضده الفقر ، والتذكر وضده السهو ، والحفظ وضده النسيان ، والتعطف وضده القطيعة ، والقنوع وضده الحرص ، والمؤاساة وضدها المنع ، والمودة وضدها العداوة ، والوفاء وضده الغدر ، والطاعة وضدها المعصية ، والخضوع وضده التطاول ، والسلامة وضدها البلاء ، والحب وضده البغض ، والصدق وضده الكذب ، والحق وضده الباطل ، والامانة وضدها الخيانة ، والاخلاص وضده الشوب ، والشهامة وضدها البلادة ، والفهم وضده الغباوة ، والمعرفة وضدها الانكار ، والمداراة وضدها المكاشفة ، وسلامة الغيب وضدها المماكرة ، والكتمان وضده الافشاء ، والصلاة وضدها الاضاعة ، والصوم وضدها الافطار ، والجهاد وضده النكول ، والحج وضده نبذ الميثاق ، وصون الحديث وضده النميمة ، وبر الوالدين وضده العقوق ، والحقيقة وضدها الرياء ، والمعروف وضده المنكر ، والستر وضده التبرج ، والتقية وضدها الاذاعة ، والانصاف وضده الحمية ، والتهيئة وضدها البغي ، والنظافة وضدها القذر ، والحياء وضده الخلع ، والقصد وضده العدوان ، والراحة وضدها التعب ، والسهولة وضدها الصعوبة ، والبركة وضدها المحق ، والعافية وضدها البلاء ، والقوام وضده المكاثرة ، والحكمة وضدها الهواء ، والوقار وضدها الخفة ، والسعادة وضدها الشقاوة ، والتوبة وضدها التهاون ، والدعاء وضده الاستنكاف ، والنشاط وضده الكسل ، والفرح وضده الحزن ، والألفة وضدها الفرقة ، والسخاوة وضدها البخل .
فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل الا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للأيمان وأما سائر ذلك من موالينا فأن أحدهم لا يخلو قلبه من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل ويُنقى من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء وأنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده وفقنا الله واياكم لطاعته ومرضاته ) الكافي للكليني ج1 كتاب العقل والجهل حديث 14 .
في هذه الرواية الشريفة تبين لنا أن الامر الالهي قد صار الى العقل بالادبار والاقبال فأستجاب لذلك الامر وقد بين ذلك قوله عليه السلام : ( فقال له أدبر فأدبر ثم قال له أقبل فأقبل ) أي ان الله سبحانه أمر العقل : (( أنزلت من عندي الى عالم الملك والمادة )) ويخرج الانسان من بطن أمه وهو لا يعلم شيئاً { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً }النحل78.
ثم يأمره الله تعالى بالاقبال والصعود والارتقاء اليه مرة ثانية ولا يكون ذلك الا من خلال تحصيل العلم والعمل الصالح { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }فاطر10 .
فعليه وان كان النزول هذا ليس بأختيارنا الا أننا نرى ان الصعود بأختيارنا وذلك اذا أستخدمنا العقل الذي معه علم وعمل وحياء ودين وعليه نُثاب ، وبالجهل نبقى في اسفل سافلين وعليه نستحق العقاب { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105.
اذاً عانى الانسان بعد ان يعرف حقيقة العقل وجنده والجهل وجنده ان يسعى للحصول على رضا الله سبحانه وتعالى { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } النجم 39 - 42 . وبما إن الله سبحانه سوف يجزي الإنسان على أعماله خيراً كانت أو شراً وإن تأثيرها من فائدة أو مضرة لا يختص في زمن حدوثها وإنه يوقف على حقيقة أعماله يوم البعث فلا بد له من أن يجعل القوة العقلية هي القائد المسيطر على بقية القوى ( الشهوية والغضبية والوهمية ) . ذلك بإكتساب العلم لأن العلم هو بداية التعقل والعلم عد من جنود العقل هذا إذا كان مع العلم عمل فلا علم بلا عمل وبالعكس فقد ورد عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :( العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل ومن عمل علم والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا إرتحل عنه ) الكافي ج1 - وفي حديث آخر لمولانا أمير المؤمنين (ع) يصف فيه هذه الحالة بقوله :( وآخر قد تسمى عالماً وليس به فاقتبس جهائل من جهال وأضاليل من ضلال ونصب للناس أشراكاً حبائل من غرور وقول زور قد حمل الكتاب على آرائه وعطف الحق على هواه يؤمّن الناس من العظائم ويهون كبير الجرائم يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع ويقول أعتزل البدع وبينها أضطجع فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان لا يعرف باب الهدى فيتبعه ولا باب العمى فيصد عنه وذلك ميت الأحياء ) نهج البلاغة - بين لنا الإمام أمير المؤمنين (ع) في حديثه هذا إن العلم ليس معرفة الإصطلاحات فقط بدون عمل والعالم الذي لا يعرف الإصطلاحات ليس بعالم الذي لا يبتغي من العلم إلا أن يجعله من جند الشيطان ليخدع به غيره من الناس لذا فإنه لا يترك وسيلة إلا استخدمها من أجل أن يصل إلى أغراضه الشيطانية فيقوم بتفسير القرآن حسب هواه ومصلحته الشخصية فيغرر بالناس إلي إلي فأنا !!!!؟ وليس بذلك لأنه يجانب العقل في كل تصرفاته حتى يكون إنسانا في الظاهر وحقيقته كالأنعام بل أضل سبيلاً وحينها يستحق الوصف بأنه ميت الأحياء ويقول (ع) في حديث آخر :( رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه ) يتضح لنا من هذا الحديث حكمة عظيمة للمتدبر بأن هذا العلم الغير مقرون بالعمل ولم يكن من جند العقل فهو في حقيقة الأمر جهل لأنه لم يعمل بعلمه وما فائدة العلم بلا عمل . فالآيات التي مر ذكرها أول البحث كلها تدل على إن منطق العقل حجة قطعية بين الله سبحانه وعباده ويحتج الله تعالى به على عباده بعد حجته البالغة وهي الأنبياء والأئمة وهي الحجة الظاهرة أما العقل فهو الحجة الباطنة فمنطق العقل القطعي يعد مقياساً لتمييز الحق عن الباطل وتصحيح ما يعزى إلى منطق الوحي وما لا يعنى إليه . وعن علي (ع) قال :( لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة ) ، فتقرب إلى الله بالعقل وكن به غنياً واجعله القائد لجوانحك ولا ترضى عن نفسك مهما قدمت فيفسد عقلك وتكون كمن لا عقل له لقول أمير المؤمنين (ع) :( رضاك عن نفسك من فساد عقلك ) . إجعل العقل ميزاناً لمعرفة الحق من الباطل واطلب الحقيقة وابتعد عن كل ما يقيدك ويقعدك عن نصرة الحق . أبتعد عن التقليد الأعمى واترك التعصب فعن مولانا الصادق (ع) قال :( من تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه ) أترك العاطفة والهوى واجتنب ملذات الدنيا واحتكم إلى وصية أمير المؤمنين (ع) إذا اشتبه عليك الأمر ( ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيباً قريباً ) تولى الحق وابحث عنه بعقلك كما بحث سلمان المحمدي عن الحق حتى وجده وكان من أنصاره حتى وصل درجة لم يصل إليها غيره درجة ( لا تقولوا سلمان الفارسي بل قولوا سلمان المحمدي ) ) ودرجة ( سلمان منا أهل البيت ) أبحث عن المهدي وعن دعوته وابحث عن قضيته أركب طريق الحق فلمولانا المهدي وزيراً ودعوة سرية قبل ظهوره المقدس . هذا هو الصراط المستقيم فابتعدوا واتركوا الأحزاب وكل العناوين الأخرى وإلا تفرقتم بقول الله تعالى {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 -كونوا أصحاب عقيدة حقة فكل أمة لا بد لها من عقيدة وفكرة تتبناها فكراً وموقفاً وهي المحرك الحقيقي لتلك الأمة نحو مستقبل أفضل خال من السلبيات برقعات من الإنحطاط اللاإنساني إلى أرفع مستوى من الإنسانية بكل صفاتها وهل يكون ذلك إلا في زمن المهدي المنتظر (ع) فأعلموا إنه ورد عن الإمام الباقر (ع) إنه قال :( من لا يعرف الله وما يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالاً ) . أعرفوا إمامكم ونصروه ولا تكونوا كمن خذل سبط الرسول الإمام الحسين (ع) حتى وصفوه بالخارجي ، تحرروا من عبودية الشيطان ومن عبودية الحاكم الظالم ومن عبودية الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم ومصبة الإثم ونفثة الشيطان ومطفئ السنن ، إعرفوا الإمام ووزيره اليماني ودعوته إن كنتم منتظرين لظهور المنقذ الإلهي القوي الصادق الأمين ، وليس نحن فقط نتمنى هذا بل كل إنسان في العالم يرى إنه مظلوم من قبل فراعنة العصر الذين كثروا وأخذوا يدعون الناس لأنفسهم ولإطروحاتهم الباطلة فكلٌ يقول إلي إلي وليس فيهم من يقول الله الله.
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين !!!!؟
كلمة حق يراد بها باطل
في كثير من آيات الكتاب المبين يامر الله سبحانه بإقامة الصلاة والحفاظ عليها لأنها عمود الدين وأول ما يسأل عنه العبد ، ومن هذه الآيات قوله تعالى {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ }العنكبوت45 -وقوله تعالى {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ }إبراهيم31 - وقوله تعالى {وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنعام72 - فالصلاة هي المعنى الحقيقي للعبودية الحقة لله سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 - نعم فحقيقة العبادة هي العبودية لله سبحانه وحده لأنه الخالق ولا يوجد شيء في هذا الوجود إلا وهو عبد لله عز وجل فما زال الموجود إذن فعليه أن يعبد الواجد له والخالق ... بل هي واجب مفروض وليس للعبد خيار في ذلك ويثبت ذلك قوله تعالى { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103 -فإذا إستغنى عن العبادة بأنه لا يحتاج إليها مستنداً بذلك على قول الله سبحانه {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99 - لأنه وصل مرتبة اليقين فقد نفى فقره وعبوديته لله جبار السماوات والأرض وفعله هذا يثبت إنه يدعي الغنى لنفيه الإفتقار لله كما يثبت إدعاء الإلوهية لشعوره بعدم حاجته لعبادة الواحد الأحد ، وإلا كيف يجتمع هذا مع إدعاء الحاجة والعبودية لله سبحانه وينطبق هذا على جماعة المهدوية الذين يدعون إنهم وصلوا مرتبة اليقين وعليه فلا حاجة لهم بالعبادة وتركوا الصلاة ، وينطبق هذا على كل تارك للصلاة وإلا كيف نفسر ذلك .
ولا أدري من أين حصل لهؤلاء الإيمان بأنهم وصلوا لمرتبة اليقين وإن تفسيرهم لهذه لآية هو الصحيح ، وما دليلهم على ذلك وكيف جاز لهم أن يزكوا أنفسهم والله سبحانه في كتابه العزيز يقول {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }النجم32 - أما تفسير هذه الآية لكثير من العلماء المفسرين من الفريقين وأشهرهم لعلامة لطباطبائي في تفسير الميزان يقول (اليقين هنا هو ساعة حلول الأجل ونزول الموت الذي به يتبدل عالم الغيب إلى عالم الشهادة ) أي إننا نسمع عن عالم الغيب ونقرأ عنه ولكننا لم نشهده فبمجرد نزول الموت في الإنسان يتبدل عالم الغيب عنده إلى عالم الشهادة وهذا هو المعنى لليقين والمقصود في هذه الآية أي واعبد ربك حتى ياتيك الموت.
أما فعل هؤلاء وتركهم العبادة الصلاة والعبادة هو خلاف ما نص عليه القرآن في كثير من الآيات التي تأمر العباد بالحفاظ على الصلاة وعدم الإستهانة بها ومن هذه الايات قوله تعالى {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238 -وقوله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }المعارج34 - وقوله تعالى {وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }الأنعام92 . ولا توجد ولو آية واحدة تبرر فعل هؤلاء بتركهم الصلاة إلا آية واحدة وهو قوله تعالى {أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }آل عمران87 . وما جماعة المهدوية إلا جماعة ضالة وتضلل الناس وتحرفهم عن الدين الحنيف الذي يامر بعبادة الله وحده {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }البينة5 . ولو إن أحد جاز له ترك العبادة لوصوله مرتبة اليقين لجاز لرسول الله (ص) ذلك وقد وصل درجة أعلى من درجة اليقين لا يصل إليها غيره وهي درجة قاب قوسين أو أدنى ،÷ والمراتب التي وصل إليها المعصومين (ع) لم يصل إليها أحد قبلهم ولا بعدهم أعبد الخلق لله سبحانه ولم يصلوا إلى هذه لدرجة إلا بطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته ، تلك العبادة التي هي حقاً إنعكاس لمعرفتهم بالله الواحد الأحد باعتباره أكمل ذات ومنزه عن كل نقص ويختص باكمل الصفات ومعرفتهم بصلته بالعالم وهي فيض عطفه وروحانيته التي أبرزت لديهم (عليهم السلام) رد فعل الطاعة لله وعبادته حق العبادة وهذا دليل على إن عبادة الناس تختلف من واحد إلى آخر حسب المعرفة بالله فكلما إزدادت المعرفة بالله زادت العبادة فقد صلى رسول الله محمد (ص) وقام الليل حتى ورمت قدماه ولقب السجاد بهذا اللقب لكثرة سجوده وكذلك باقي الأئمة عليهم السلام كانوا بهذا المقدار من العبودية والصلاة لأنهم اعرف الخلق به سبحانه وأكثر طاعة وبهذا العمل وصلوا إلى تلك المقامات التي تحاول هذه المجموعة الوصول إليها من طريق آخر ما أنزل الله به من سلطان {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }الأنعام153 -وما ترك العبادة إلا دليلاً على التكبر على الله ومعصيته نستجير بالله ، كما هو حال إبليس (لع) امره بالسجود لآدم فعصى أمر ربه فكان من الكافرين لذا ننصح كل من تبع طريق أصحاب البدع في هذا الزمان ... جماعة المهدوية والسلوكية وغيرهم من الضالين المضلين أن يجهدوا أنفسهم بالرجوع إلى الإيمان بالله وذلك من خلال السير بسيرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين فهم من فرض الله طاعتهم فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71 -نعم سيرحمهم الله تعالى لأنهم أطاعوا الله ورسوله والطاهرين من آله ولأنهم مؤمنون يوالي بعضهم الآخر يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحافظون على صلاتهم ولا يطيعون مخلوقاً كائناً من كان في معصية الخالق سبحانه . وأتسائل كيف سولت لهؤلاء أنفسهم طاعة مخلوق يأمرهم بمعصية الله ومنهم من تسمى بأشرف الأسماء ( جماعة المهدوية ) فهل المهدي (ع) يرضى بهذا الفعل وأنا واثق بأن المهدي سيضع السيف في أعناقهم إذا لم يتوبوا فتوبوا قبل فوات الأوان لأننا نعيش عصر الظهور المقدس توبوا إلى الله ولا تطيعوا من يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وانتهوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم لنادمين {قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }الأنعام104 -وأخيراً أذكركم بأحاديث أهل بيت العصمة (ع) بهذا الخصوص ومنها ما روي عن رسول الله (ص) إنه قال :( ليس منا من إستخف بالصلاة ...ل يرد عليّ الحوض لا والله) بحار الأنوار . وعن علي أمير المؤمنين وسيد لموحدين (ع) إنه قال :( الصلاة قربان كل تقي ) نهج البلاغة .وعن مولانا جعفر الصادق (ع) إنه قال :
( كونوا دعاة لنا بغير السنتكم ليروا منكم الورع والإجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعية ) بحار الأنوار .
معلومات عامة ومشاركات
لماذا يتكرر حكم بني أمية وحكم بني العباس
من المسلم به عند كل خلق الله وجميع أصحاب الأديان إن الله حكيم خبير عليم وهو الدائم الذي لا ينقطع والذي لا ينسى ولا يغفل ولا يغيب وهو الحي القيوم الذي لا يموت وهو واجب الوجود ، أما بالنسبة لخلقه أي ممكن الوجود فصفاته تختلف ، لأنه من المستحيل تطابق الخالق مع المخلوق في الأفعال والصفات فعندما خلق الله تعالى آدم (ع) وعلمه الأسماء كلها وخلق معه حواء وسأل عنهم الملائكة مع ملاحظة إن الملائكة لا يخطئون ولا ينسون بقدرة الله تعالى {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32 -فقد جعل العلم لدى آدم { وعلم آدم الأسماء كلها} ثم قَال {يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} وقد حصنه الله بالعلم والعقل وهما أرقى مخلوقات الله تعالى لأن العقل يحمل العلم والعلم يدل العقل فيكون بهما التكامل على المستوى البشري مع ذلك نجد إن آدم (ع) قد أزله الشيطان وفل عزمه وإنه نسي وصية الله له بعدم افقتراب من الشجرة {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115 - إذا من طبيعة الإنسان أن ينسى وإن عليه أن يتذكر دائماً لألى يقع في مهاوي الأخطاء وعليه تذكر أمر الله والإلتزام بعهده وميثاقه ليستقيم أمره ويكون راشداً مهتدياً وكان سبب هبوط آدم وحواء إلى ألارض وما جرى عليهما وذريتهما من أحكام هو بسبب النسيان ومخالفة الامر الالهيوهكذااستمرالناسب التكاثروقد علمهم الله فعل الخير واجتناب الشر والشيطان بالمقابل عصى أمر الله فكان رجيماً مبلساً وهو داعي الشر كله وقد انقسم المجتمع البشري بين فاعل للخير مناوئ للشر وبين تابع للشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء فانشئت الدول والحكومات والأنظمة المختلفة في أقطار الأرض وهي حكومتان حكومة إلهية المتمثلة بحكومة الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وحكومة الجبابرة والطواغيت الظلمة وأتباع الشيطان إلى أن وصل الأمر إلى آخر حكومة إلهية وهي خاتمة الحكومات والممثلة بالإسلام ونبي الإسلام محمد (ص) وقد نظم الله أمر هذه الحكومة والأمة بالوحي الالهي والرسول الأعظم وأوصياء الرسول وخلفاءه الأئمة المعصومين (ع) وجعل لها قوانين تنظم أمرها إلى قيام الساعة وأمر بالسير على تعاليم الدين الحنيف بإتباع الرسول والثقلين المباركين ولكن ما حدث بعد رسول الله (ص) من انشقاق أدى إلى إغتصاب الحق الشرعي وتحويل خلافة الرسول إلى ملكية ووراثة وقد تلقفها بني أمية تلقف الكرة فحكموا البلاد والعباد وجاروا وظلموا وقتلوا أهل البيت وأتباعهم وأهل الحق من أصحاب رسول الله (ص) إلى أن دالت دولتهم وقامت بعدهم دولة بني العباس والتي ادعت أول أمرها إلى الطلب بثارات الحسين وأهل البيت (ع) ثم فعلوا ما فعلوا باهل البيت من الأئمة المعصومين من شيعتهم واتخذوها وراثة لهم وجرى على البلاد والعباد ما جرى على يد الأمويين وأكثر من ذلك ، ثم زالت دولتهم بتسلط هولاكو والتتار وإنهاء الدولة العباسية الجائرة ولم يبق من أهل بيت العصمة سوى إمام معصوم واحد هو الحجة المنتظر (ع) وقد غيبه الله تعالى لحكمة أرادها وحتى لا تكون في عنقه بيعة لأحد إلى أن يؤذن له بالفرج وهذا مرده إلى الله ، ودارت الأيام والسنين على أمة الإسلام وسجل التاريخ ما حدث في زمان هاتين الدولتين وملئت الكتب والأسفار بما عملوا وأحدثواوغيروا وتفننوا في القتل والظلم والإستئثار بمال الله وحق العباد وهذا الأمر موجود في جميع الدول والملل وعلى مر التاريخ ولكن ما يهمنا هو ما دار ويدور في دولة الإسلام والمسلمين وما يخص شيعة أهل البيت خاصة من بعد الإمام علي (ع) إلى يومنا هذا وقد قدر الله أمر تكرار هاتين الدولتين الظالم أهلها وفي عصرنا الحال حيث جرى وحدث الحكم الأموي الثاني أو الحكم المرواني والمتمثل بصدام وأعوانه والذي سار مطابقاً لما حكم به بنوا أمية من ظلم وفساد وهتك للحرمات وقتل تشريد ومحاربة الدين سراً وعلناً وتغيير المفاهيم الإسلامية إلى ما يلائم أهوائهم ويخدم مصالحهم ومصالح اسيادهم الدنيوية وقتلهم العلماء ورجال الفكر وإظهار البدع وإماتة السنن والآن وقد بانت بوادر دولة بني العباس الثانية ففي معجم الملاحم والفتن ( تخرج لبني العباس رايتان إحداهما أولها نصر وآخر ها وزر لا تنصروها لا نصرها الله والأخرى أولها وزر وآخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله وهذا تحذير واضح للناس بان يعتبروا بما جرى ويكونون على حذر لما سيجري من خلال التذكير بعودة الحكمين الأموي والعباسي وأخيراً نستخلص من هذا الطرح أمور وعلامات : أولاً - إن التاريخ يعيد نفسه فيكون فعل الدولة الأموية الثانية والعباسية الثانية كفعل الدولتين الأوليتين حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وهذه تذكرة وتحذير عن الإنسياق وراء سياسات هاتين الدولتين والعمل بترك النصرة لهما وإتباع طريق الحق والهداية . ثانياً - كما قال رسول الله (ص) : المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين . فعلى المؤمن أن يكون على معرفة تامة بما جرى خلال حكم هاتين الدولتين سابقاً وأن لا يكون ظهيراً لهما لاحقاً . ثالثاً - إنها من لعلامات الحتمية من خلال تكرار حكم الدولة الأموية والعباسية والدالة على قرب الظهور المقدس للإمام مكن الله له في الأرض وحتى يكون المؤمنين متهيئين لنصرته وهذا بمثابة جرس الإنذار . رابعاً- يستخلص الناس وخصوصاً المعاصرين إن مصير هاتين الدولتين سيئول إلى ما آل إليه حال سابقاتها . خامساً -ليعرف ويستيقن المؤمنون إن العاقبة تكون للحكومة الإلهية المتمثلة بالإمام الحجة (ع) وأنصاره.
الصحوة من أجل الإسلام
مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر تتعرض إلى أشرس حملة من أعدائها بكل الوسائل الخبيثة التي يحاول الحاقدون من خلال تشتيت المسلمين وجعلهم شيعا وما علينا إلا إن نرى الحروب التي تشتعل بين المسلمين من أجل قضايا بعيدة كل البعد عن الفكر الإسلامي والجوهر الذي يهدف الإسلام إليه وهو طاعة الله وحدة والإقتداء بسيرة محمد واله محمد (ص) وإعلاء كلمت الحق وهنا يبرز دور المسلم الصادق المؤمن الذي لاتغيره الإحداث والظروف حيث إننا اليوم في حالة استنفارأذ يتطلب الأمر منا بذل كل شي وكل مال وفكر وعلم وكلا من موقعه من اجل رضا البارئ عز وجل إلى رضا الله تعالى يوصلنا إلى عين الحق إلا وان الحق كل الحق في محمد وال محمد (ص) واليوم نحن في هذا العصر عصر الظلم والجور أن أعداء الإسلام يستغلون كل صغير وكبير وكل خطا وكل فتور بين المسلمين من اجل تحطيم هذا الدين والإسلام ليس ملكا لنا وإنما هو أمانة الله في أعناقنا فيجب علينا إيصال هذةالامانة إلى الناس أجمعين والله سبحانه وتعالى يقول (ومن أحسن قولا مما دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) فواجبنا اليوم هو تحشيد كل الطاقات والعمل بكل الوسائل بالنصيحة ورفض الكفر والإطلالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد قال رسول الله (الدين النصيحة )والاهم من كل ذلك استشعار العزة الإيمانية والفخر بأننا من المقتدين أنشاء الله تعالى بأهل البيت (ع) والمنتظرين الطلعة البهية إن الأمام المهدي (عج)هو الذي سوف يعيد لنا الفكر والاخلاق التي يريدها الله تعالى فإذا كانت أمريكا والغرب مجتمعا ضدنا فالله سبحانه معنا ولا يحتاج النصر منا إلا إلى تغييرا نفسنا والصلح مع الله ليغير حالنا الى الأفضل والله سبحانه يقول (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأ أنفسهم )
أم كريم ـ من ميسا ن
حركة موسى في القرى كحركة المهدي (ع)
إن غياب القائد في زمن حياة يوسف بن يعقوب بن إبراهيم الخليل (ع) كان بنوا إسرائيل يلتفون حوله بوصفه نبيهم ، وبوصفه السياسي في دولة عزيز مصر ويجدون في ظله المساواة . بيد إنهم بعد وفاة يوسف (ع) عجزوا عن الإحتفاظ بطابعهم الرسالي ذلك فسقطوا في قبضة الإرهاب الفرعوني ، وينقل لنا الشيخ الصدوق وصية يوسف لبني إسرائيل عندما أشرف على الموت فإنه ( لما حضرت يوسف (ع) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجل وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد ( لاوي بن يعقوب ) وهو رجل أسمر طويل ( وهو موسى بن عمران ) ونعته لهم بنعته فتمسكوا بذلك فوقعت الغيبة ( أي وفاة يوسف (ع) ) والشدة على بني إسرائيل وهم منتظرون قيام القائم ( موسى ) أربعمائة سنة . حتى إذا بشروا ورأوا علامات ظهوره واشتدت عليهم البلوى وحمل عليهم بالخشب والحجارة . فبموت يوسف فقدوا مراكزهم وإسنادهم السياسي وتشتت أفكارهم ووحدتهم التي ضمنت لهم الحياة الكريمة ابان حكومته في حين كان عليهم مواصلة السير في الخط الإيماني الذي رسمه لهم والذي كان سبباً في موقفهم الإجتماعي المكافئ سائر الفئات وقد عكس القرآن موقف بني إسرائيل من موسى (ع) وإجراءاته الرسالية وبدأ ينظر إلى المستقبل على أمل ظهور المنقذ موسى بن عمران (ع) الذي طالت غيبته إلى أن أشرق فجر ولادته بعد أربعمائة سنة من وفاة يوسف (ع) . وتحدثنا الروايات عن بني إسرائل إنتظروا موسى طويلاً حتى إن أحدهم كان يسمي ابنه عمران ويسمي الثاني ولده موسى عسى أن يكون هو المنقذ المنتظر ، بل إن بعض الكذابين من بني إسرائيل ادعى إنه موسى بن عمران المنتظر , ومن خلال تتبع أوضاع بني إسرائيل نجد إنهم لم يقوموا بأي دور حيوي .. لمواجهة الطغيان الفرعوني فهم يتذاكرون موسى بن عمران ووقت خروجه ولا يتطلعون إلى القيم الرسالية التي رفعت في عهد يوسف ، فهم ضيعوا الرسالة وعلقوا آمالهم على ظهور موسى ... وحينما جاءهم موسى بالرسالة إصطدم عليه السلام مع طبيعة بني إسرائيل الذليلة التي تأبى أن تتقدم دون ثمن ، ومع الأرث الفرعوني الذي تسرب إلى كيانهم ذلك كله يجعلنا نعتقد إن ترقب بني إسرائيل لموسى لم يكن من اجل رسالة إنما رغبة في النجاة من المصير المؤلم الذي حاكوا خيوطه بأيديهم بإستثناء القلة النادرة التي آمنت إيماناً راسخاً ووقفت إلى جانب موسى وهارون . وهذا ما يشابه حركة الإمام المهدي (ع) وما مرت به أمة محمد (ص) بعد وفاته وعدم التمسك بما وصى به النبي وشخصية موسى تقترن هنا بشخصية المهدي (ع) وصفاته وغيبته ، وهنا تقترن ولادة موسى (ع) بولادة الإمام المهدي (ع) حيث نجد عناية الله تبرز في جميع مراحل ولادتهما بل إن حمل أم موسى وحمل أم المهدي رضوان الله عليهما كان في خفاء ولم يلحظ حرس الطغاة من فرعون وطغاة دولة بني العباس ، مع إنهم كانوا يحرصون على مراقبة كل إمرأة حامل ولكن الله نجاهما من القتل لحمل الرسالة . ففترة التخفي من الظالمين يجعلهم بعيدين عن أنظار الناس وفي فترة ظهور العلامات وتحققها وبدأ الظهور السري والتمهيد لهم فالرجل الذي جاء من أقصى المدينة هو مؤمن آل فرعون والذي ينطبق شخصه مع شخص النفس الزكية التي تقتل على طريق الهداية وطريق المهدي (ع) . إن موسى (ع) تكلم بالتوحيد فحاربوه علماء بني إسرائيل ووقف موسى (ع) بجانب المستضعفين . وكذلك موقف الإمام المهدي (ع) وحركته ستكون ناطقة بالتوحيد ومحاربة للطغيان العالمي من أجل نصرة دين الله في الأرض وإنصاف المستضعفين والقضاء على الإستكبار العالمي المتمثل بفرعون هذه الأمة بوش . نصر الله الإمام المهدي والممهد له وأمدهم بجنود من عنده ونصرنا بهم وثبت أقدامنا معهم.
فاطمة النوبختي
الغذاء هو المصدر الرئيسي لتكوين الجسم الصحيح
غذاء للرياضيين
يفترض بالغذاء المثالي للرياضة أن يرتكز على الأطعمة التي تطلق السكر ببطء في الدورة الدموية مثل الفاكهة والخضار الطازجة ( غير البطاطا ) ، والحبوب الكاملة مثل الأرز البني ، والمعكرونة ، والشوفان والخبز الكامل الحبوب . فهذه الأطعمة تطلق السكر تدريجياً في الدورة الدموية ، وهذا أساسي للتمارين الفعالة إضافة الى كونها مصدراً غنياً للألياف والفيتامينات والمعادن . أما الأطعمة التي تطلق السكر بسرعة أكبر ، مثل البطاطا والأرز الأبيض والمعكرونة غير الكاملة ، فيفضل تناولها مع الكثير من السلطة أو الخضار لأنها تميل الى صدّ معدل إطلاق السكر في الدورة الدموية . أوقات الوجبات قد يكون موعد تناول الطعام مهماً بقدر نوع الطعام . فالعضلات هي الأكثر تقبلاً لاعادة التزويد بالوقود خلال النصف ساعة الأولى أو ما شابه مباشرة بعد التمرين . لذا ، تناول أو إشرب شيئاً غنياً بالكربوهيدرات بسرعة بعد التمرين . والواقع أن الفاكهة وعصيرها الطازج الممزوج بالماء والمشروبات الرياضية المصممة خصيصاً لاعادة التزويد بالغليكوجين مثالية.
السوائل والتمارين
تتألف العضلة بنسبة 75 بالمئة من المياه ويمكن لفقدان نحو 3 بالمئة منها أن يجعل العضلة تخسر 10 بالمئة من قوتها و8 بالمئة من سرعتها . وحين ينفد الماء من الجسم ، يميل الأداء الجسدي الى التقهقر . كما أن الافتقاد الى المياه يمنع الجسم من إنتاج كمية كافية من العرق للتبريد الملائم ، مما يؤدي الى خطر التحمية أكثر مما ينبغي . ويؤثر هذا ايضاً في الأداء الرياضي . لذا ، يجدر بكل شخص أن يشرب ليتراً ونصف على الأقل من المياه الصافية كل يوم . ويتوجب على كل شخص يمارس التمارين المنتظمة أن يشرب المزيد من المياه للتعويض عن السوائل التي خسرها عن طرق التعرق ، خصوصاً وأن الجسم قد يخسر لغاية ليترين من السوائل في كل ساعة عند القيام بتمارين مجهدة لا تنتظر حتى تشعر بالعطش لكي تشرب . فحين تصبح عطشاً ، يعني ذلك أن المياه جفت من جسمك . إعتد على شرب المياه بانتظام خلال النهار وبفرجات منتظمة أثناء التمارين إن كان ذلك ممكناً .
أطعمة للطاقة
هناك أربع فئات أساسية من الأطعمة المهمة للحافظ على إطلاق الطاقة . وقد يعزى ذلك الى نوعية « الوقود » المانح للطاقة الذي توفره هذه الأطعمة بسبب احتوائها على مواد مغذية تؤدي دوراً أساسياً في العمليات الداعمة لانتاج الطاقة ونشاط الجسم . الفاكهة الطازجة توفر الفاكهة مصدراً جيداً للكربوهيدرات للتحول الى طاقة في الجسم إنها غنية بالبوتاسيوم المعدني ، المهم لعمل الأعصاب والعضلات إنها غنية بالمياه التي تؤدي دوراً أساسياً في كل عمليات الجسم تقريباً إنها سهلة الهضم ـ ولا تستنفد بالتالي طاقة من الجسم تطلق السكر عموماً ببطء في الدورة الدموية ، مما يساعد في الحفاظ على استقرار السكر في الدم.
الخضار الطازجة
توفر بعض الخضار ، ولا سيما الخضار الشعرية مثل البطاطا والجزر واللفت ، مصدراً جيداً للكربوهيدرات للتحول فوراً الى طاقة في الجسم . وهناك خضار أخرى ـ مثل الخضار الخضراء ـ غنية بالكلسيوم والمغنزيوم وتؤدي دوراً مهماً في وظائف الأعصاب والعضلات إنها غنية بالبوتاسيوم المعدني الذي يؤدي دوراً أساسياً في وظائف الأعصاب والعضلات إنها غنية بالمياه الضرورية لكل عمليات الجسم إنها سهلة الهضم ـ ولا تستنفد بالتالي طاقة من الجسم تطلق السكر عموماً ببطء في الدورة الدموية ، مما يساعد في الحفاظ على استقرار السكر في الدم بعض الخضار ( خصوصاً الخضار الخضراء ) غنية بالحديد وحمض الفوليك الضروريين لتكوين الخلايا الحمراء في الدم.
أعداء الطاقة
حيث أنه لبعض الأطعمة أثر إيجابي في المستويات العامة للطاقة والحيوية في الجسم ، لا شك أن هناك أطعمة أخرى تؤثر سلباً . فهناك أطعمة مشهورة بقدرتها على امتصاص الطاقة من الجسم ، وأبرزها القهوة والشاي والشوكولاته والمرطبات والسكر . الكافيين
يأتي الكافيين في الغذاء من مجموعة متنوعة من المصادر تشمل القهوة والشاي وبعض المرطبات كما أن الشوكولاته تحتوي على مواد شبيهة بالكافيين لها أثر مماثل في الجسم . صحيح أن مادة الكافيين تحسن مستويات الطاقة في الجسم في الأمد القصير ، إلا أن هذا التحسن يفضي لاحقاً الى فترة من الوهن المتزايد . في الواقع ، يجد شاربو القهوة والشاي والمرطبات أنهم باتوا يعتمدون على مستوى معين من استهلاك الكافيين للحفاظ على مستويات طاقتهم . وقد يؤدي الافراط في استهلاك الكافيين الى مشاكل في خفقان القلب وقلق وأرق . الأطعمة والمشروبات السكرية إن استهلاك الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر ، مثل المربى والبسكويت والحلوى والمرطبات ، يؤثر سلباً في مستويات الطاقة . فهذه الأطعمة ترفع بسرعة مستوى السكر في الدم مما يدفع الجسم الى الافراط في التعويض عن ذلك ، فتنجم لاحقاً مشاكل في انخفاض مستوى السكر في الدم وانخفاض مستوى الطاقة العقلية والجسدية . وعلى المدى الطويل ، قد يتلف السكر المواد المغذية التي تؤدي دوراً أساسياً في توليد الطاقة في الجسم لذا ، خفف من توقك الى الوجبات السكرية من خلال تناول وجبات منتظمة ، وبالتالي تفادى انخفاض مستوى السكر في الدم . وإذا شعرت أنك بحاجة الى وجبة سريعة ، إختر واحدة فيها كميات قليلة من السكر
القائم بين السائل والمجيب
السيد القحطاني يناقش أراء العلماء في قضية الامام المهدي(ع)
القحطاني يناقش السيد علي السبزواري
كثيرون هم الذين كتبوا في قضية الإمام المهدي عليه السلام سواء كانوا من العلماء والباحثين وغيرهم ، إلا إننا في الواقع نجد إن الأعم الأغلب من تلك الكتابات تفتقر إلى المعرفة بالإمام المهدي (ع) وقضيته وأمره سلام الله عليه ، فقد أهمل هؤلاء العلماء والباحثون وللأسف الشديد أمر الإمام المهدي (ع) وقضيته ومعرفته ، واهتموا بعلوم أخرى كالفقه والأصول والمنطق وغيرها ، ونسوا أو تناسوا أو جهلوا إن المعرفة والأعلمية يجب أن تكون في الإمام المهدي (ع) وأمره وقضيته المباركة . لأن في معرفة الإمام الذي هو الحجة علينا معرفة الله تبارك وتعالى فقد ورد في الدعاء ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )إذن فإن معنى هذا إن من لم يعرف الله عز وجل لم يعرف النبي (ص) وإن من لم يعرف النبي لم يعرف الحجة ، ومعنى هذا إن من لا يعرف حجة الله فهو لا يعرف الله تبارك وتعالى وبهذا يتبين لنا إن أفضل المعرفة وأحسن العلم هو المعرفة والعلم بالإمام المهدي (ع) وأمره وقضيته وإلا فما الفائدة من علومنا مهما بلغت درجتنا فيها إن لم نكن نعرف إمامنا صلوات الله وسلامه عليه ، فهو من يكون الفيض الإلهي عن طريقه وهو الوسيلة في ذلك ، ثم إنه قد دلت الأحاديث والروايات الشريفة على إن من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقد جاء في الرواية الواردة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :قال رسول الله (ص) ( من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ) غيبة النعماني ص129 ، وإمامنا في هذا العصر كما هو معلوم الإمام المهدي مكن الله له في الأرض فمن لم يعرفه مات ميتة جاهلية فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن عثمان قال سؤل أبو محمد الحسن بن علي العسكري (ع) عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام إن الأرض لا تخلوا من حجة لله على خلقه وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ فقال : ( هذا حق كما إن النهار حق ، فقيل : يا أبن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : إبني محمد هو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه في نجف الكوفة ) إثبات الهداة . وبهذا يظهر لنا واضحاً إن الأعلم يجب أن يكون أعلم في الإمام وقضيته وأمره فالأعلم أعلم في الأمور العقائدية وأصول الدين لا في فروع الدين كعلم الفقه وعلم الأصول والمنطق وغيرها من العلوم . ونحن في هذا الموضوع سنناقش آراء أحد العلماء الذين كتبوا في قضية الإمام المهدي (ع) وأمره ، وهذا العالم هو سماحة السيد علي السبزواري حيث كتب بحثاً أطلق عليه إسم ( عمر الإمام المهدي ) وصدر هذا البحث عن مركز الدراسات التخصصية للإمام المهدي التابع لسماحة السيد السيستاني وإجابته عليها ، إننا وجدنا بعض الأجوبة التي طرحها السيد لم تكن صحيحة ولم تكن موافقة لاحاديثهم ورواياتهم عليهم السلام ، ونحن إذ نناقش ونرد على ما أورده السيد في هذا البحث لا يعني إننا على خلاف شخصي معه فنحن مع احترامنا له إنما نناقش آراءه ونرد على ما كتبه لأجل بيان الحق وإزالة اللبس والشبهة التي تتسبب بها مثل هذه الآراء التي هي في الواقع تنم عن الجهل بأمر الإمام وقضيته وبيان من هو أولى بالإمام (ع) ومعرفته .
وفيما يلي عرضاً لبعض الأسئلة وأجوبة السيد السبزواري ثم التعليق على الإجابة وبيان الصحيح فيها من الخطأ : فقد جاء في السؤال رقم (6) ما هذا نصه : ( س6 / كيف يمكن التوفيق بين الرواية القائلة بأن من ادعى إنه رأى الإمام كذاب والرواية الأخرى القائلة بأن صاحب النفس الزكية يدعي إنه من قبل الإمام الحجة (ع) ؟) .
وقد أجاب السيد بما هذا نصه : ( ج/ أولاً لم يظهر صاحب النفس الزكية حتى نسأله إنه مأمور من قبل الإمام (ع) أو لا ، ولكن لو إنه ظهر وظهرت عليه علامات الصدق نقبله إن شاء الله ) .
ويرد على جواب السيد ما يلي : كان الأولى أن يجيب السيد وفق ما ذكره أهل البيت (ع) لأننا نضل عاجزين عن الإجابة أو إننا نجيب بآراءنا وعقولنا فلو كان السيد ملتفتاً إلى أحديث وروايات الأئمة الطاهرين (ع) لوجد إن النفس الزكية يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) بخمسة عشر ليلة وهذا معناه إنه يخرج قبل وقوع الصيحة وظهور السفياني الملعون وهذا يعني عدم وجود التعارض بين الروايتين فالرواية الأولى المنسوبة للإمام (ع) تقول ( من إدعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر )حددت هذه الرواية تكذيب المشاهدة قبل خروج السفياني ووقوع الصيحة وهما متقدمان زماناً على خروج النفس الزكية رسول الإمام الذي يقتل بين الركن والمقام ، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن صالح قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :( ليس بين قيام القائم وقتل النفس الزكية إلا خمس عشر ليلة ) غيبة الطوسي أفلم يكن من المولى الإجابة بهذه الرواية بدل الجواب الذي أورده السيد في كتابه ثم إن السيد قال :( لم يظهر صاحب النفس الزكية حتى نساله إنه مأمور من قبل الإمام (ع) أولاً ...) ويرد على هذا الكلام : إن النفس الزكية ما إن يبلغ أهل مكة برسالة الإمام (ع) حتى يقوموا بقتله بين الركن والمقام فمن أين يأتي لك يا سيد أن تسأله هل هو من الإمام أم لا ألا يكفي كونه يظهر هناك ويعلن إنه مرسل من الإمام في صدقه وقد أخبر اهل البيت إنه علامة من العلامات الحتمية الدالة على قرب القيام المقدس للإمام (ع) .
وفي سؤال أخر جاء فيه : ( س7/ بعد وفاة الإمام (ع) من هو المغسل والمصلي عليه ، علماً قد جرت السيرة على هذه القاعدة فهل هي ثابتة أم لا ؟ ) وجاء في جواب السيد على هذا السؤال : ( ج/ القاعدة هي إنه على ما تدل عليه الروايات المتعددة إن الإمام عجل الله فرجه لا يغسله ولا يكفنه إلا إمام مثله أو معصوم مثله ، فلا بد أن نقول بالرجعة وهذه من معتقدات الشيعة إن الإمام عجل الله فرجه بعد إرتحاله من هذه لدنيا سيظهر أمير المؤمنين (ع) ).
ويرد على جواب السيد هذا : أما القاعدة المداعاة فغير ثابتة فلو رجعنا إلى سيرة الأئمة لوجنا انهم قد تولى بعضهم تجهيز البعض إلا إن ذلك ليس على نحو القاعدة الثابتة فلم يرد عليها دليل من حديث او رواية . ثم لو تنزلنا جدلاً وقلنا إن المعصوم لا يغسله ولا يكفنه ولا يدفنه إلا المعصوم فلماذا لا يكون عيسى بن مريم (ع) هو من يقوم بذلك وهو النبي المعصوم أما إذا قلنا بالرجعة المادية وهي رجوع الأئمة سلام الله عليهم باجسامهم ولو فرضنا إن أحد الأئمة هو من يقوم بذلك العمل للزم أيضاً وعلى نفس القاعدة أن يرجع الإمام الآخر ليقوم بتجهيز الإمام الذي تولى تجهيز المهدي (ع) وهكذا يستمر الحال وهذا الأمر يلزم الدور والدور كما هو مقرر باطل . ثم إن السيد أجاب إن أمير المؤمنين (ع) هو الذي يخلف المهدي أي إنه هو الذي يلي تجهيز المهدي (ع) وهو مخالف لما صرحت به الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (ع) إنه قال :( ويقبل الحسين (ع) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع إليه القائم (ع) الخاتم فيكون الحسين (ع) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته ) بحار الأنوار ج53 - فكما هو واضح من الرواية إن الحسين (ع) هو الذي يلي تجهيز الإمام المهدي (ع) ولا توجد رواية تذكر إن الذي يلي تجهيزالإمام هو أمير المؤمنين (ع) ، فلا أدري من أين أتى السيد علي السبزواري بهذه الإجابة . وجاء في سؤال آخر : ( س10 / وهل يحصل البداء في العلامات الكبرى مثل الصيحة ؟) فأجاب السيد قائلاً : ( ج/ نعم هذا ممكن .
لكن يرد على جواب السيد السبزواري إن الصيحة من المحتوم فقد جاء في الرواية الواردة عن عمر بن حنظلة قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول :( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات : اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، والنفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) الإكمال . والمعلوم إن البداء لا يقع في المحتوم فقد جاء في الرواية عن عبد الملك بن اعين قال : كنت عند أبي جعفر (ع) فجرى ذكر القائم (ع) فقلت له : أرجوا أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال : لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه . غيبة النعماني .فمن هذه الرواية وغيرها الكثير يتبين لنا إن الكثير يتبين لنا إن المحتوم لا بد منه ولا يقع فيه البداء فلا أدري كيف أجاب السيد بأنه يمكن أن يقع البداء في الصيحة .
وفي سؤال آخر : ( س11/ مذكور في الروايات خروج 16 ألف فقيه على الإمام عجل الله ، يقول له : يا ابن فاطمة عليها السلام لا حاجة لنا بك ، ما هو سبب هذا التصرف والعداء ؟) . فجاء في جوابه : (ج/ لبعدهم وإنخراطهم في الماديات ، ولبعدهم عن روح الشريعة ، نحن نرى إن كل عالم إذا إنخرط في الماديات إستأنس بها وابتعد عن المعنويات والروحانيات ، والإمام من جملة المعنويات والروحانيات ، هذا شيء طبيعي قبل ظهوره وحتى في زماننا هذا ) .
والملاحظ من إجابة السيد السبزواري إنه يؤيد هذه الرواية ويعترف بخروج ستة عشر ألف فقيه من الكوفة والنجف لذا فعلينا الإنتباه والحذر من علماء وفقهاء الضلالة والسوء في آخر الزمان .
وجاء في سؤال آخر : ( س12 / بعد إنتهاء عصر الغيبة وظهور الإمام عجل الله فرجه هل يبقى باب التوبة مفتوحاً ) فأجاب السيد قائلاً : (ج / نعم مفتوحاً إلى آخر يوم من أيام الدنيا ) .
ويرد على هذه الإجابة : إنها غير دقيقة وغير صحيحة وليست خاضعة لأحاديث وروايات الأئمة الطاهرين (ع) بل إنها مبتنية على آراء عقلية وشخصية وبعيدة كل البعد عن الحق ، فقد دلت الكثير من الأحاديث والرويت الشريفة على إن باب التوبة سوف يغلق ولا توبة عند خروج الإمام (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم (ع) - فقال (ع) : إسمه اسمي قلت : أيسير بسيرة محمد (ص) قال هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته قلت جعلت فداك لِمَ ؟ قال : إن رسول الله (ص) سار في أمته بالمن كان يتآلف الناس ، والقائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً ويل لمن ناواه . غيبة النعماني - وعن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (ع) : يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم . إثبات الهداة ج3 - وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول : لو قد خرج قائم آ محمد (ص) - إلى أن قال - يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحداً ولا تأخذه في الله لومة لائم . بحار الأنوار ج52 - والروايات في هذا الصدد كثيرة جداً نتركها مراعاة للإختصار . ولا أعرف كيف يجيب السيد بأن باب التوبة يبقى مفتوحاً وأهل البيت يقولون إن الإمام إذا خرج لا يستتيب أحداً أي إنه لا يقبل توبة أحد إطلاقاً ، ألا ينم هذا عن جهل صاحب الإجابة بأمر الإمام (ع) وقضيته ؟! .
وجاء في سؤال آخر: ( س19 / هل يعتبر هذا العصر أو هذه الفترة هي عصر الظهور ؟ وما هي العلامات التي تحققت ؟) . فأجاب السيد بما يلي : ( ج/ بعض العرفاء يقولون كما إن للإمام عجل الله فرجه غيبتين غيبة صغرى وغيبة كبرى ، يقول هذا العارف بالله إن للإمام عجل الله فرجه ظهورين ظهور صغير وظهور كبير ، والمراد من الظهور الصغير هو إقبال الناس على متابعة شيرعة جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، أليس الناس الآن مقبلين على زيارة الإمام المعصوم (ع) أقبالهم على أداء خمسه وحقه كاقبالهم على دعاء الندبة في يوم الجمعة وأمثال ذلك لم تكن في السابق .. قبل خمسين عاماً ما كان يقرأ بهذا العدد ، هذه هو الظهور الصغير وسيتبعه ظهور كبير إن شاء الله ) إنتهى جواب السيد .
نعم إن للإمام (ع) ظهوراً صغيراً وظهوراً كبيراً وهذا صحيح إلا إنه يرد على كلامك : إن الظهور الصغير ليس كما عرفته إن الظهور الصغير هو ظهور حركته ودعوته وذكره . والظهور الكبير هو خروجه وقيامه المقدس بين الركن والمقام وليس كما ذكر السيد فإن الناس في هذا الزمان على عكس ما تقول فإنهم إبتعدوا عن شريعة جده المصطفى وانحرفت كثيراً وهذا ما أكدته الأحاديث والروايات وليس العبرة بالكثرة إنما المهم النوعية ولو كان الأمر والظهور معناه كما ذكرت لكان الظهور قد تحقق منذ مئات السنين حيث كان الناس أشد تعلقاً بالدين والإهتمام بأمر الإمام (ع) كما دلت السيرة وأما كلامك حول الخمس فالعمل به ليس جديداً بل إن العمل به منذ عهد الأئمة (ع) ثم إن كلامك مناقض لما في الروايات التي دلت على إن الناس تبتعد عن الدين وتمتلئ الأرض ظلماً وجوراً فكيف يستقيم كلامك مع ما صرحت به تلك الأخبار المتواترة .
وجاء أيضاً : ( س36 / هل هناك تعارض بين رجعة الأئمة (ع) في زمن المهدي (ع) عجل الله فرجه من جانب ووجود أكثر من معصوم متصد للأمر ؟) وأجاب السيد السبزواري قائلاً : ( ج/ عندنا عقيدة إن إمامين لا يجتمعان في زمان واحد ، فإذا رجعوا ولم يكونوا أئمة فما فائدة رجوعهم ، وإن رجعوا وكانوا أئمة مع وجود الإمام المعصوم (ع) فهذا خلاف الأدلة التي عندنا ، فلا بد أن يكون في رجوعهم نفع للمؤمنين ، إنما رجوعهم بالتعارض والتتابع) .
ويرد على جوابه : إن كلامك هذا خلاف ما دلت عليه روايات الرجعة فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (ع) قال :( إن لعلي (ع) في الأرض كرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتى ينتقم له من أمية ومعاوية وآل معاوية ومن شهد حربه ، ثم يبعث الله إليهم بأنصاره ...) بحار الأنوار ج53 ، فهذه الرواية وغيرها تدل على إن أمير المؤمنين (ع) يرجع مع الحسين (ع) فكيف تدعي إن إمامين لا يجتمعان كما إن هناك روايات أكدت إن الحسين يرجع مع الإمام المهدي (ع) وأخيراً أقول يجب على العلماء أن لايهملوا قضية الإمام ويعتبرونه أمراً ثانوياُ ويهتمون بعلوم أخرى فالمعرفة يجب ان تكون بالإمام (ع) لأنه حجة الله علينا وواجب علينا معرفة الحجة معرفة حقيقية لا معرفة سطحية وإن كنا نجهل أمره وقضيته فليس واجب علينا أن نجيب على ما يطرح علينا من أسئلة بهذا الصدد فنكون خاطئين ونتسبب في إضلال الناس والعياذ بالله ، قال تعالى {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36 - والحمد لله رب العالمين .
انتهت
تعليقات
إرسال تعليق