العدد السابع والاربعون
منار القران
نظرية المسخ الروحي في القرآن
ذكر المولى عز وجل المسخ والممسوخين في الآيات التالية:
1- قال تعالى :({وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ})البقرة65.
2- قال تعالى :({قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)}المائدة60.
3- قال تعالى :(فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ})الأعراف166.
4- قال تعالى :({وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلَا يَرْجِعُونَ})يس67.
إن هذه الآيات المباركات التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم تبين لنا بشكل واضح الأمم والأقوام التي عتت عن أمر ربها فلعنها وغضب عليها ومسخها بقدرته إلى أنواع متعددة من الحيوانات ويمكننا تقسيم المسخ إلى نوعين هما : المسخ المادي ، المسخ الروحي.
المسخ المادي
وهو تحول جسم الإنسان من اصله الانساني وتحوله إلى جسم حيواني بري أو بحري أو طائر من الطيور أو غير ذلك ولقد ذكرت لنا الأحاديث الشريفة حصول هذا المسخ لأمم وأقوام سابقة بسبب طغيانها وتجبرها فانحدرت وتحولت من خلقتها الطبيعية إلى خلقة أخرى أدنى درجة وأقل منزلة من الإنسان الذي أكرمه الله تعالى ورزقه من الطيبات وفضله على غيره من المخلوقات . قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70 . إن هذا النوع من المسخ لا يحصل بشكل مفاجئ بل هو نتيجة لعدة مراحل متسلسلة يكون آخرها مسخ الخلقة وتحويلها من إنسان إلى حيوان ، وهناك علاقة وطيدة بين أفعال الإنسان الممسوخ ونوعية الحيوان الذي يمسخ إليه .
ولقد حدث المسخ في عدة أقوام وأمم سابقة ذكرها رسول الله (ص) فقد ورد عن حذيفة بن اليمان عنه (ص) أنه قال : ( إن الله تبارك وتعالى مسخ من بني إسرائيل اثني عشر جزءاً فمسخ منهم القردة والخنازير والسهيل والزهرة والعقرب والفيل والجري وهو سمك لا يؤكل والدعموص والدب والضب والعنكبوت والقنفذ.
قال حذيفة بأبي أنت وأمي يا رسول الله فسّر لنا هذا كيف مسخوا ؟ قال (ص) : أما القردة فمسخوا لأنهم اصطادوا الحيتان في السبت على عهد داود النبي (ع) ، وأما الخنازير فمسخوا لأنهم كفروا بالمائدة التي نزلت من السماء على عيسى بن مريم (ع) ، وأما السهيل فمسخ لأنه كان رجلاً عشاراً فمرّ به عابد من عباد ذلك الزمان فقال العشار : دلني على اسم الله الذي يمشى به على وجه الماء ويُصعد به الى السماء فدله على ذلك فقال العشار قد ينبغي لمن عرف هذا الاسم أن لا يكون في الأرض بل يصعد به إلى السماء فمسخه الله فجعله آية للعالمين ، وأما الزهرة فمسخت لأنها هي المرأة التي فتنت هاروت وماروت وأما العقرب فمسخ لأنه كان رجلاً نماماً يسعى بين الناس بالنميمة ويغري بينهم العداوة ، واما الفيل فإنه كان رجلاً جميلاً فمسخ لأنه كان ينكح البهائم البقر والغنم شهوة من دون النساء وأما الجري فمسخ لأنه كان رجلاً من التجار وكان يبخس الناس في المكيال والميزان وأما الدعموص فمسخ لأنه كان رجلاً إذا جامع النساء لم يغتسل من الجنابة ويترك الصلاة فجعل الله قراره في الماء إلى يوم القيامة من جزعه عن البرد وأما الدب فمسخ لأنه كان رجلاً يقطع الطريق لا يرحم غريباً ولا فقيراً إلا صلبه وأما الضب فمسخ لأنه كان رجلاً من الأعراب وكانت خيمته على ظهر الطريق وكان إذا مرّت القافلة تقول له يا عبد الله كيف نأخذ الطريق إلى كذا وكذا فإذا اراد القوم المشرق ردهم إلى المغرب وإذا أرادوا المغرب ردهم إلى المشرق وتركهم يهيمون لم يرشدهم إلى سبيل الخير وأما العنكبوت فإنها مسخت لأنها كانت خائنة للبعل وكانت تمكن فرجها سواه ، وأما القنفذ فإنه كان رجلاً من صناديد العرب فمسخ لأنه إذا نزل به الضيف ردّ الباب في وجهه ويقول لجاريته أخرجي إلى الضيف فقولي له إن مولاي غائب عن المنزل فيبيت الضيف بالباب جوعاً ويبيت أهل البيت شباعاً مخصبين ) بحار الأنوار ج62 ص226 - 227. وفي حديث آخر عن رسول الله (ص) إنه قال : ( يا عباد الله إن قوم عيسى لما سألوه أن ينزل عليهم مائدة من السماء قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحد من العالمين ، فأنزلها عليهم فمن كفر منهم بعد ، مسخه الله إما خنزيراً وإما قرداً وأما دباً وأما هراً وأما على صورة بعض الطيور والدواب التي في البر والبحر حتى مسخوا على أربعمائة نوع من المسخ ) بحار الأنوار ج14 ص13.
المسخ الروحي
وهو تحول روح الإنسان إلى روح حيوان مع بقاء جسمه الإنساني كما هو ، ويمكننا القول بأن هذا النوع من المسخ هو أحد مراحل المسخ الأول (المادي) لكون الإنسان الذي يمسخه الله تعالى مادياً لابد أن تمسخ روحه ابتداء قبل مسخ جسمه وحسب الحيوان الذي يمسخ إليه ، وهذا يعني أن جميع الأقوام التي مُسخت في السابق قد مرّت بمرحلة المسخ الروحي قبل أن يمسخها المولى سبحانه مسخاًَ مادياً . ولكن هل سيحصل المسخ في أمة محمد (ص)؟لقد وردت أحاديث شريفة تؤكد بأن أمة محمد (ص) قد أمنت من المسخ كرامة له (صلوات الله وسلامه عليه) وقد ورد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } أي نعمة عليهم ، قال ابن عباس : ( رحمة للبر والفاجر والمؤمن والكافر فهو رحمة للمؤمن في الدنيا والآخرة ورحمة للكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والمسخ ...) البحار ج16 ص306 ، ولكن هذا الحديث يتعارض مع روايات كثيرة تؤكد وقوع المسخ بعد رسول الله (ص) وقبل قيام القائم (ع) ، فكيف يمكننا أن نوفق بين حديث رسول الله (ص) الذي ينفي فيه حدوث المسخ في أمته وأحاديث عديدة أخرى تؤكد حصول المسخ بعد موته (ص) ، وإن هذا المسخ يكون من العلامات التي تحصل قبل قيام القائم (ع) ؟ إن المقصود من الحديث الشريف الذي يقول بأن المولى نبارك وتعالى قد أمِن أمة محمد (ص) من المسخ كرامة لرسوله ، هو المسخ المادي ،أما المسوخات التي حدثت بعد موت رسول الله (ص) والتي ستحدث قبل قيام القائم (ع) فهي مسوخات روحية وليست مادية ، ولو عرّجنا على الأمم السابقة وما مرت به من أحداث مهمة وخطيرة وبيّنا انعكاس تلك الأحداث على أمة محمد (ص) لتوضح الأمر أكثر ، وقد أكد الرسول الكريم (ص) هذه العلاقة والترابط بين جميع الأحداث التي كانت في الأمم السابقة وبين الذي سيقع في أمة الإسلام ، فقد ورد عن غياث بن إبراهيم عن الصادق (ع) عن آباءه (ع) قال : ( قال رسول الله (ص) كل ما كان في الأمم السابقة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) البحار ج28 ص8 ، ويعني ذلك أن جميع الذي وقع في الأمم السابقة لابد وقوعه في أمة محمد (ص) ، وكلام رسول الله في هذا الحديث وقوله ( فإنه يكون في هذه الأمة ) هو كلام مستقبلي ، فهو أخبار عن المستقبل وما سيقع فيه ، وهنا قد يتسائل البعض : ما هي الكيفية التي سيتم خلالها وقوع كل هذه الأمور التي وقعت في الأمم السابقة على أمتنا بوصف رسول الله (ص) حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ؟ لنتعرض لبعض هذه الأمور المهمة التي وقعت في تلك الأمم السالفة ، ففي أمة نوح (ع) كان طوفان الماء الذي أغرق الأرض وما عليها إلا القلة القليلة من المؤمنين المصدقين بدعوة نبي الله نوح (ع) ، وفي عدة أمم سبقتنا كانت عبادة الأصنام الحجرية ، وقام بني إسرائيل بعبادة العجل بعد غيبة نبيهم موسى (ع) ، وكان التيه أيضاً في هذه الأمة والذي كانت مدته ( 40 سنة) ، وأيضاً ما وقع من إحياء للأموات في بني إسرائيل ، وكذلك ما حدث في أقوام متعددة في بني إسرائيل من مسخهم إلى أنواعاً مختلفة من المسوخ ، وقد يستغرب البعض من هذا التركيز على بني إسرائيل ، ولكن هذا الاستغراب يتلاشى تماماً حينما نطالع هاتين الروايتين:
الرواية الأولى : قال النبي (ص) : ( يكون في هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة) الفقيه ج1 ص203.
الرواية الثانية : ( عن سلمان أن أمير المؤمنين (ع) قال : ( سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباع بباع حتى لو دخلوا جحر لدخلوا فيه معهم . إن التوراة والقرآن كتبته يد واحدة في رق واحد وجرت الأمثال والسنن سواء ) بحار الأنوار ج28 ص14.
لنثبت إبتداءاً إمكانية حصول المسخ في أمة محمد (ص) وبعدها نناقش هذه الأمور المهمة التي وقعت في الأمم السالفة ، فهنالك الكثير من الروايات التي تؤكد حصول المسخ في هذه الأمة.
الأدلة الروائية التي تثبت حصول المسخ في أمة محمد (ص)
هنالك جملة من الأحاديث والروايات التي تذكر حصول المسخ في أمة الإسلام ، والتي سوف نذكر بعضاً منها:
1- قال رسول (ص) : ( لم يجر في بني اسرائيل شيء إلا ويكون في أمتي مثله حتى الخسف والمسخ والقذف ...) بحار الأنوار ج10 ص233.
3- وفي غيبة الطوسي ورد عن ربيعة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( يكون في امتي المسخ والقذف قال قلنا يا رسول الله (ص) : ( سيكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب الخمر والغناء فبينما هم كذلك إذمسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير ) تفسير القمي / بحار الأنوار ج76 ص240.
3- قال رسول الله (ص) : ( يكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب الخمر والغناء فبينما هم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير ) تفسير القمي / بحار الأنوار ج76 ص240.
4- عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : ( سألته عن قول الله عز وجل : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) قال : يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في السماء الأفاق ، انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الافاق ، قلت له : حتى يتبين لهم أنه الحق . قال : خروج القائم هو الحق من عند الله عز وجل يراه الخلق لا بد منه ) الكافي ج8 ص381.
5- عن أبان عن أبي بصير عن الصادق (ع)قال:قلت له : ((ما فضلنا على من خالفنا فوالله إني لارى الرجل منهم ارخى بالاً وانعم عيشاً واحسن حالاًواطمع في الجنة. قال فسكت عني حتى كنا بالابطح من مكة ورأينا الناس يضجون الى الله.قال ما اكثر الضجيج والعجيج واقل الحجيج والذي بعث محمد وعجل بروحه الى الجنةمايتقبل الله إلامنك ومن اصحابك خاصة. قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا اكثر الناس خنازيروحمير وقردة.....)) البحار ج27ـ ص 29 -30 .وهذه الرواية فيها دلالة واضحة على ان المسخ الروحي قد حدث في امة محمد(ص) بعد انحراف الامة عن طريق الحق ,وهي ليست كبقية الروايات التي تؤكد حصول المسخ الذي يسبق قيام القائم (ع).
6- عن سدير الصيرفي قال:سمعت ابا عبد الله (ع)يقول: (ان في صاحب هذا الامر شبهاً من يوسف(ع) قال, قلت له كأنك:تذكر حياته اوغيبته قال .فقال لي : وما ينكر من ذلك هذه الامة اشباه الخنازير إن اخوة يوسف كانوا اسباطاًاولاد الانبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه حتى قال أنا يوسف وهذا اخي , فما تنكرهذه الامة الملعونة ان يفعل الله عزوجل بحجته في وقت من الاوقات كما فعل بيوسف...) الكافي ج1ـ ص336.
7- ورد عن ابي حمزة عن ابي الحسن موسى(ع) في قوله عزوجل: (( سنريهم أياتنا في الافاق وفي انفسهم) قال : الفتن في افاق الارض والمسخ في اعداء الحق)الارشادج51ـ ص62.
8- عن ابن عباس قال: (تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها الناس فيفزعون الى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود وجههم وتزرق أعينهم)الملاحم والفتن لابن طاووس ـ ص143.
وهذا غيض من فيض الروايات الكثيرة التي تؤكد حصول المسخ في أمة النبي المصطفى(ص).
بعد ان تبين امكانية حصول المسخ في امة محمد(ص),يمكننا الان مناقشة الامور المهمة التي حدثت في تلك الامم التي سبقت امة الاسلام.أقول: بما ان الرسول الاعظم محمد(ص) هوخاتم النبيين وان امته اخر الامم , وهو (صلوات الله وسلامه عليه) يؤكد على التأويل من بعده, فقد ورد عنه انه قال: (أنا اقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل) البحارج29ـ ص454. وان زمان القائم (ع)هو اخر الازمان في امة محمد(ص) الذي ذكره بقوله لجابر: (... فأخي سيدالاوصياء وابنائي خير الاسباط وابنتي سيدة النسوان, ومنا المهدي. قلت يارسول الله ومن المهدي؟ قال :تسعة من صلب الحسين ائمة ابراروالتاسع قائمهم يملآ الارض قسطاً وعدلاً يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل)البحارج36ـ ص310. والامم السابقة جاءت بالتنزيل ، فهي ليست كأمة محمد (ص) التي اختصت بالتأويل دون بقية الامم, واذا اقتربت نهاية الشيء يخرج محتواه , إذن فلابد ان يكون الطوفان في امة محمد(ص) طوفان من الدماء ,وان عبادة الاصنام ستكون في هذه الامة عبادة للاصنام البشرية وليست الحجرية ,فمن غير الممكن ان يستجيب احدنا في الوقت الحاضر او المستقبل ليعبد صنماً حجرياً وبذلك، فكان لزاماً على ابليس ان يطوراساليبه ووسائله التي يستخدمها في اضلال بني ادم عن طريق الحق والهدى ودفعهم الى طريق الباطل والضلالة , ولان العقل البشري في تطور مستمرلذا كان استحداث هذه الوسائل الجديدة من الامور الواقعية.وينطبق ذلك على العجل فلابد ان يكون عجلاً تأويلياً وليس مادياً فيكون سبباً في اضلال الناس عن الحق واهله مما يؤدي الى إتباع الباطل واهله ,أما التيه الذي وقع في امة بني اسرائيل فأنه وقع بعد موت رسول الله(ص) عندما تركت الامة علياً(ع) وقدمت غيره عليه, وينطبق ذلك ايضاً في زمن الغيبة , وايضاً ماوقع في احياء الاموات فأنه سيكون في هذه الامة و على نحو الرجعة الروحية وليست المادية وهذا ما اثبتناه في بحوث مستفيضة , وكذلك الامر مع عملية المسخ التي حدثت في بني اسرائيل وغيرهم والذي كان مسخاً مادياً,فأنه سيكون في امة محمد(ص)مسخاً روحياً وليس مادياً.
تعدد أصناف المسخ
ان العلة في تعدد اصناف المسخ تبتني على مشابهة الصفات والافعال بين الانسان الممسوخ وبين نوع الحيوان الذي مسخ اليه , وبما ان المسخ في امة الاسلام سيكون مسخاً روحياً فلابدان يكون المظهر الخارجي حاكياً عن الداخل ، فمثلاً يمسخ بعض الناس خنازير لإتصافهم بأهم صفات الخنزير ,وهي عدم الغيرة ,والعبث بالنعمة التي يعيش فيها ,وأكله للعذرة , وهذا سيكون خاصاً بالناس الذين عليهم مفاهيم هذه الصفات في زمن ظهور الامام المهدي(ع) , وفي صدارة هؤلاء الناس (علماء السوء المضلين)الذين يقومون باضلال الناس عن جادة الصواب, فتجدهم ليس لديهم اي غير ة على الدين وهم يشاهدون الاعتداءات المتواصلة عليه من داخله وخارجه ,وكذلك العبث بالنعمة التي يكون اعتماد بقائهم عليها وهي احكام وتعاليم الاسلام , فالتلاعب بها من قبل (علماء السوء والضلالة)في اخر الزمان هو السبيل الوحيدلبقائهم اطول فترة ممكنة والاستفادة لتحقيق احلامهم المريضة وملذاتهم الرخيصة , وهذا يشابه العبث الذي يقوم به الخنزير في حقول المزارع, وعلماء السوء يأكلون المال الحرام, وهو الذي يمثل النجاسة (العذرة) التي يأكلها الخنزير , وأما المسخ الى القرود فهو خاص بالناس المتقلبين في عقائدهم ومواقفهم , فأنهم لايثبتون على امر واحد ,ويكون سبب التغير السريع في مواقفهم هذه هو الترغيب والترهيب الدنيوي , وعلى هذا المقياس من الاتصاف الذي يتصف بصفات الحيوان تكون باقي انواع المسوخ.وبذلك يثبت حصول المسخ الروحي قبل قيام الامام المهدي (ع) وهو المسخ الذي يكون ظاهراً على التصرفات والسلوك , والجدير بالذكر ان هناك (( مسخ وفسخ ورسخ)) فأما انتقال الروح من انسان الى انسان اخر يسمى (نسخ) اي (التناسخ) وانتقال الروح من انسان الى حيوان يسمى(مسخ) وانتقاله الى النبات يسمى (رسخ) وانتقاله الى الجماد يسمى(فسخ). ومثلما اثبتنا نظرية الاطوار الخلقية في العدد(41) عملية التطور والرقي للانسان , فهنالك ايضاً عملية تسافل وانحدار يمر بها بعض الناس ,فأنتقال الانسان من الانسانية الى الحالة الحيوانية فيكون ممسوخ وانتقاله من الحالة الحيوانية الى الحالة النباتية فيكون مفسوخ, وانتقاله من الحالة النباتية الى الحالة الجمادية فيكون مرسوخ, وهي ادنى مراحل الانحدار والنزول ، فقد قال تعالى : (ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارة)البقرة/74 . ان كل انسان لم يحقق الكمال الانساني الذي فطره الله عليه فهو خارج من الانسانية لذلك وصفهم الله تعالى بقوله: (هم كالانعام بل اضل سبيلاً) والانسانية مع محمد وأل محمد (ص) فالذين يقفون بوجه الامام المهدي(ع) ودعوته المباركة هم كالحيوانات في افعالهم مهما امتلكوا من العلم .قال تعالى: (مثلهم كمثل الحمار يحمل اسفاراً)والامام المهدي(ع)سوف يعودبنا الى الانسانيةالحقيقيةالتي تجعلنانعيش في دولته المباركة متحابين متألفين يحن بعضنا على البعض الآخر في قلوب صافية مطهرة خالية من الامراض والعلل . والحمد لله رب العالمين.
الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من موسى(ع)
النقباء
بعث الله تعالى موسى سلام الله عليه إلى بني إسرائيل نبياً ورسولاً وهادياً ومرشداً لينقذهم من الظلم والجور والطغيان الذي لحق بهم من جراء ما يفعله فرعون وملأه بهم واستضعاف هؤلاء لهم حيث كانوا يسومونهم سوء العذاب قال تعالى : {وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }الأعراف141 ، وقد بشر المولى تبارك وتعالى بني إسرائيل بالخلاص ووقوع الفرج والإنتصار على الظالم وكل ذلك على لسان موسى كليم الله ، وهذا ما أكد عليه المولى تبارك وتعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 ، ومن الأمور المهمة التي قام بها موسى (ع) أنه أختار من بني إسرائيل إثنى عشر رجلاً جعلهم نقباء له أي جعلهم خاصة له وتلاميذ يستشيرهم في حال الثورة ويوكل إليهم بعض الأمور ويبعثهم رسلاً عنه أو يجعلهم نواباً عنه في سفره أو ما شابه وقد وردت الكثير من الأحاديث والروايات في ذكر نقباء موسى (ع) فقد ورد عن ابن مسروق إنه قال : كنا عند ابن مسعود فقال له رجل : ( أحدثكم نبيكم كم يكون بعده خلفاء ؟ فقال نعم وما سألني عنها أحد قبلك فإنك لأحدث القوم سناً ، سمعته (ص) يقول : يكون بعدي عدة نقباء موسى (ع) ) غيبة النعماني ص106 ، وهذا مما يؤكد وجود نقباء لموسى (ع) ولما كان للإمام المهدي ( مكن الله له في الأرض سنة من موسى (ع) وإن الإمام (ع) سيقوم بالكثير من الأعمال التي قام بها النبي موسى (ع) فلا بد أن يكون له نقباء كما كان لموسى وهؤلاء هم خاصته ومن يتشرفون بلقائه قبل قيامه المقدس من مكة ويتحملون الكثير من أعباء دعوة المهدي بل إنهم سوف يشتركون في التمهيد الخاص للمهدي المنتظر (ع) ولكنهم سوف يكذبون من قبل الناس بعد أن يخبروا الناس بلقائهم به (ع) فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : (( لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم )) إثبات الهداة ج3 - إن هؤلاء الأشخاص الذين يجعلهم المهدي (ع) نقباء له هم في الواقع أفضل الأصحاب على الإطلاق وهم من وصلوا عن طريق التمحيص وبالأخص في العمل إلى مراحل عالية من الإعتقاد الذي لا يشوبه شك ، فإن الثلاثمائة وثلاثة عشر أصحاب المهدي رغم الكثير من المدح الوارد عنهم إلا إنهم يتركون الإمام (ع) في موقف من المواقف ويتخلون عنه ولكنهم يرجعون بعد ذلك تآئبين ، إلا إن هؤلاء الإثنى عشر فقط من يبقى معه (ع) ولا يتركوه مهما حصل . فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله الصادق (ع) إنه قال : (( كأني بالقائم (ع) على منبر الكوفة عليه قباء ، فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً من ذهب فيفكه فيقرأه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء ، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجئ حتى يرجعون إليه وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به )) روضة الكافي ح185 . فمن هذه الرواية وغيرها يتبين لنا إن للإمام المهدي (ع) نقباء كما كان لموسى (ع) نقباء وهم خاصته وأولياءه الممحصين.
العجل في عصر الظهور
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ* أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً} طه 88 .
تبين هذه الآية الكريمة كيف أن السامري استطاع أن يضل قوم موسى (ع) بعد غياب موسى ثلاثين ليلة وضعه لهم جسداً على شكل عجل وأغواهم بأن هذا هو إله موسى (ع) الذي كان يعبده ولولا جهلهم وعدم إيمانهم الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وبنبوة موسى (ع) لما استطاع السامري اغوائهم رغم دعوات هارون (ع) بترك عبادة هذا العجل الذي لا يضر ولا ينفع إلا إنهم لم يقيموا وزناً لهارون (ع) والمهم هنا من هذه الفتنة والإبتلاء لبني إسرائيل إنها سوف تجري على أمة محمد (ص) في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بتصريح القرآن الكريم لهذه الآية المباركة في قوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }الانشقاق19 ، وبنص الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) والأئمة المعصومين (ع) كما في هذه الرواية الواردة عن سلمان أن أمير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وشبر بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه معهم).
إن التوراة والقرآن كتبتهما يد واحدة في رق واحد بقلم واحد واجرت الامثال والسنن سواء .. بحار الأنوار ومن صحيح الترمذي عن النبي إنه قال : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ، وزاد رزين : حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى إن كان فيهم من أتى أمه يكون فيكم فلا أدري أتعبدون العجل أم لا !!) إذن من خلال هذه الآيات القرانية والأحاديث الواردة في هذا الخصوص نستشف على إن كل ما يجري في الأمم السابقة يجري على امة المصطفى (ص) فتأتي الأوصاف في هذه الآيات والرؤيات دقيقة بحيث تتمثل بحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة مما يؤكد على إنها واقعة في أمة محمد (ص) لا محال ووقوع هذه الأحداث والوقائع كلها في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بما أن له سنة من الأنبياء فتكون من ضمن سنته من موسى (ع) عبادة العجل وهي في زمن الغيبة كما دلت عليه الرواية الواردة عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال سمعته يقول : ( في القائم (ع) سنة من موسى بن عمران (ع) : وما سنة موسى بن عمران ؟ قال : خفاء مولده وغيبته عن قومه . وقلت كم غاب موسى عن قومه ؟ قال : ثمانية وعشرون سنة . وكيف إنه في زمن موسى (ع) عبدوا العجل ولكن ! الآن ايعقل أن يصنع عجلاً له خوار ويعبد من دون الله وسوف يكون في هذا الزمان !! عبادة العجل ليس على نحو المادة ولكن على نحو المعنى أي على نحو التأويل ومما يدلل على إن الناس يعبدون العجل على نحو تأويلي في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) فهذه الرواية الواردة عن زكريا النقاض عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول : الناس صاروا بعد رسول الله (ص) بمنزلة من أتبعه هارون (ع) ومن أتبع العجل ....) إلى آخر الرواية الشريفة . فالمراد إن الإمام الصادق (ع) شبه الناس بعد وفاة رسول الله(ص) بأولئك الناس في زمن موسى (ع) عندما غاب عن قومه فعبدوا العجل ولكن هذا التشبيه من الباقر (ع) على نحو التأويل أما في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) لا بد من وجود عجل على غرار عجل السامري ولكن كما قلنا على نحو التأويل وإلا فكلام أهل البيت (عليهم السلام) لا يأتي من فراغ في هذا المجال لكي يكون مصداق للروايات عنهم ( عليهم السلام ) وهو موجود فعلاً عند الكثير من الناس الذين يعبدون أشخاصاً من دون الله سبحانه وتعالى حتى إذا كان كلامه مخالف للقرآن والسنة النبوية فهو يأخذ كلامه ويطبقه على اكمل وجه . لذلك عند بدء دعوة المهدي المتمثلة بدعوة وزير الإمام المهدي (ع) يكون حاله حال وزير موسى هارون ( عليهما السلام ) وكيف يلاقي وزير الإمام المهدي (ع) عندما يتصدى للناس لصدهم عن عبادة العجل الذي عبدوه في زمن غياب الإمام المهدي وسوف يعاني معانات صعبة جداً أشد من تلك التي عاناها هارون ( ع) من بني إسرائيل لذلك يجب على كافة الناس مراجعة أنفسهم ومحاسبتها قبل فوات الأوان والتفكر في الايات القرآنية والأحاديث المعصومية الواردة بهذا الخصوص وأخذها على محمل الجد لكي لا يقع الإنسان في عبادة العجل من دون الله سبحانه وتعالى { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.
اليماني لايقع فيه البداء
يدعي أحمد إسماعيل السلمي البصري ومنذ ظهوره أنه رسول الإمام المهدي (عليه السلام) إلا أنه وبعد مضي أكثر من سنتين على دعواه تلك فاجئنا بدعوى جديدة حيث أضاف إلى الألقاب الكثيرة التي أطلقها على نفسه لقباً جديداً ألا وهو اليماني الموعود وراح يصدر البيانات والمنشورات تحت هذا العنوان ، إلا أنه نسي أو جهل أن الله عز وجل بالمرصاد لكل من حاول افتان الناس وإضلالهم ، حيث قام أحمد البصري بإصدار بيان بتاريخ / ربيع الثاني 1426 هـ / يعلن فيه للناس أنه هو اليماني الموعود جاء فيه : ( وأمري أبين من الشمس في رابعة النهار وإني أول المهديين واليماني الموعود ) . إلا أنه قبل سنة ونصف كان قد نشر منشور بتاريخ 5/ شوال / 1424 هـ يؤكد فيه أن اليماني يكون له كيده اليمنى ، ومعنى هذا أن اليماني شخص اخر غيره فقد كتب ما هذا نصه : ( فاعلموا أيها الناس أنه لا يماني إلا من كان كيميني داعي لأمري هادي لصراط الله الذي أسير عليه بإرشاد أبي الإمام المهدي (عليه السلام) محمد بن الحسن (عليه السلام) فإن مال من كان علي يميني في يوم من الأيام يميناً أو شمالاً وقع فيه البداء ) انتهى . ولنا معك هنا عدة وقفات : ( الوقفة الأولى : إنك تدعي أنك معصوم فقد قلت في المنشور الذي صدر عنك بتاريخ 21/ ربيع الثاني / 1426 هـ تحت عنوان (السيد أحمد اليماني الموعود) ما هذا نصه : ( النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً أن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة ) ، ومعلوم أنك تدعي أنك أنت اليماني وهذا معناه تدعي إنك معصوم ولو تنزلنا جدلاً وقبلنا بكونك معصوم فكيف ولماذا تناقضت أقوالك فمرة تدعي أن اليماني كيمينك أي أنه شخص غيرك داعياً لك ومرة تدعي أنك أنت اليماني فأي عصمة هذه فإن المعصوم لا تتناقض أقواله ولا أفعاله . الوقفة الثانية : إنك تدعي أن اليماني يقع فيه البداء كما يظهر ذلك في منشورك الصادر بتاريخ 5/ شوال / 1424 هـ حيث جاء فيه : ( فإن مال من كان على يميني في يوم من الأيام يميناً أو شمالاً وقع فيه البداء ) . وهذا القول في الواقع مخالف لما قلت في كون اليماني منصوص العصمة والذي يظهر من كلامك أن شخصاً كان معك وكنت تعلم أنه هو اليماني لكنه تركك فالواجب حينها نصرته هو والالتحاق به لأنه بناءً على كلامك يكون معصوم منصوص العصمة والمعصوم لا يقع منه الخطأ والواجب عليك إذن وعلى أتباعك التصديق به لا تكذيبه واتهامه بأنه وقع فيه البداء ، كما أن النصوص والروايات بينت أن اليماني من المحتوم الذي لا بداء فيه فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن عمر بن حنظلة قال : (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : قبل قيام القائم خمس علامات محتومات : اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) الإكمال ص609 . وعن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ...) غيبة النعماني ص252 . ومما يدل على أن المحتوم لابد منه ولا يكون فيه بداء ما جاء في الرواية الواردة عن عبد الملك بن أعين قال : ( كنت عند أبي جعفر (ع) فجرى ذكر القائم (ع) فقلت له : ( أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال (ع) : لا والله أنه لمن المحتوم الذي لابد منه ) غيبة النعماني ص301 . وعن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر (ع) قال : ( إن من الأمور أموراً موقوفة وأموراً محتومة ، وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه ) معجم الملاحم والفتن ج3 ص225 . ومن مجموع هذه الروايات الشريفة يتبين لنا بما لا يقبل الشك أن اليماني من المحتوم شأنه شأن السفياني فهو من المحتوم أيضاً ، كما تبين لنا أن المحتوم لا يقع فيه البداء فهو من الأمور التي لابد منها وإن البداء لا يقع في شخص اليماني ، فهل يريدنا أحمد البصري أن نترك كلام الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ونأخذ بأقواله المتناقضة التي تتغير وتتبدل وفقاً لأهواءه ونفسه الأمارة بالسوء . ولو أنه قال : ( لا رسول خاص لي أو نائب لي أو ممثل عني إلا من كان لي كيميني - ثم أردف قائلاً - فإن مال من كان على يميني فقد وقع فيه البداء ) . لكان أفضل له ولأمكن تصديقه عندها لأن كل أحد موصوف بهذه الصفات ممكن وقوع البداء فيه فقد انحرف الكثير من أصحاب الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ونكث الكثير من أتباعهم المقربين بيعتهم وخان الكثير ممن أرسلهم الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) الأمانة التي حملوها واستأثر الكثير من النواب بحقوق من ينوبون عنه وهذا التاريخ يؤكد لنا ذلك ، أما أن يقع البداء في شخص اليماني فهذا مما لا يمكن وقوعه أو تصديقه لأنه مخالف لما قاله أهل البيت (عليهم السلام) . والحمد لله رب العالمين .
المقاومة الفكرية
الحرب الاهلية نذير شؤم آخر وسياسة امريكية ، يهودية ، شرقية وعربية لتمزيق اتباع الدين الواحد
والقضاء على وحدتهم الاسلامية وكل من يجري وراء هذه الزوبعة فالله عزوجل والاسلام منه براء
الغرب وهدم الشخصية والبناء السلبي
إن للغرب إحاطة كاملة بمجريات الأحداث المستقبلية وما سيؤول إليه مصير دولتهم وأعني بدولتهم أي حضارتهم وهم عرفوا من خلال مراحل الإزدهار الحضاري التي مرت بها الأمم التي سبقتهم في السيادة على العالم منذ أيام الرومان والفرس وحتى أيام الدولة الإسلامية وما قامت من دول عالمية خلال العصور التي تلت الإسلام وكيف إنها سيطرت على مقدرات الدول الصغيرة ، وكانت كل تلك الدول تصل إلى مراحل من القوة يبلغ فيها المخطط البياني بشكل تصاعدي إلى أن يصل إلى القمة ، بعد ذلك يبدا التراجع والنزول شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى حد تكون دولة ضعيفة ومستنزفة ويصل بها مدى الضعف إلى أن تلتحق بركب الدولة التي هي أقوى منها وهذا ما جرى في التاريخ القديم والحديث فالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يدرك إن ذلك واقع حتماً ، فكلهم يحاولون أن يسيروا إلى نهايتهم بخطى بطيئة محاولين دراسة كل نقاط ضعف الحضارات التي سبقتهم والتي أدت إلى إنهيار تلك الدول ومحاولة تلافي هذه الهفوات ظناً منهم إنهم سيهربون من القدر الذي لا يرونه فهم بعد دراستهم لتنبؤات نوستر أداموس ودراسة الفلك وغيرها من الأمور أدركوا بما لا يقبل الشك إن نهايتهم لا بد منها وانها ستكون حزينة جداً لأن نهاية الدولة العظمى ستكون على يد دولة المستضعفين ألا وهي دولة الإسلام المتقية والتي يقودها المهدي (ع) ( الملك المدمر) بنظرهم ، فبعد أن أصبحت هذه القناعات مسيطرة على عقولهم وراحوا يفكرون بمنع القدر والسير بأسس علمية معتقدين إنهم قادرين على منع ذلك ، فبدأوا ينظرون إلى الأمة الإسلامية وتعدادها وانتشارها في بقاع العالم ومحاولة الحد من الأنتشار بوسائل عديدة وأيضاً محاولة تغيير هوية المسلمين الذين يعيشون في اوساط دولهم بالخطط التي يمدهم بها سيدهم إبليس اللعين بحيث أصبح متجسداً في قادة الولايات المتحدة الأمريكية ، فهي تحاول جاهدة تفريق المسلمين وزرع الفرقة بشكل واسع بينهم إلى حد القتل والدمار بين الأخوة ولم تكتفي بهذا الأسلوب بل راحت تخطط في جميع المجالات وابتكار أساليب يعجز حتى الشيطان عن الإتيان بها ولا يرقبون في ذلك إلّاً ولا ذمة لأحدولا ينظرون إلا إلى الحفاظ على مصالحهم ورفع شعار الصراع من أجل البقاء ، وجعل الدنيا غابة يأكل القوي فيها الضعيف من غير النظر أو من غير مراعاة لأي حق أو قانون من قوانين حقوق الإنسان علماً أنها ترفع شعار الرفق بالحيوان ، فهي تقاتل على جميع الأصعدة وراحت باتجاهات متخبطة تخبط الشيطان الذي يعلم باقتران نهايته ، فهو فزع محاولاً إبعاد ذلك اليوم ، فلذلك ترى الغرب راح يخطط ويستخدم شتى الأساليب بعد أن علموا بقرب النهاية لإيمانهم بتحقق التنبؤات التي حملتها كتبهم . فبعد أن فرقوا وحدة المسلمين وجعلوهم أعداءً بعد أن كانوا أخوانا ونشروا القتل بينهم ونهب خيراتهم ونشر الثقافات الفاسدة بينهم ، محاولة لتحطيم الدعائم الأساسية للدولة الإسلامية المنقذة للعالم ، لأنهم يأخذون الأمور ضمن اعتباراتهم الدنيوية وقياساتهم الاقتصادية متناسين المدد الإلهي لهذه الدولة التي هي وعد إلهي من الله سبحانه تعالى إلى جميع أنبياءه بأن يظهر دينه على الدين كله ، فراح الغرب الكافر يستخدم يداً خفية بمساعدة أنفس ضعيفة في وضع خطط لهذه الشخصية الإسلامية وسلب الهوية منها بطرق شيطانية من حيث يشعر بها المسلم أو لا يشعر ، أو قد يصل الحال بالمسلمين كما نحن عليه الآن بأن ما نحن عليه من ثقافة وتطور هو الطريق الصحيح ، فامتد التفكير إلى حد بعيد لا يشعر به إلا أولوا الألباب هي هدم الشخصية الإسلامية باعتقادهم لقطع الطريق على تكون الدولة الإسلامية الموحدة (دولة العدل الإلهي) وذلك عن طريق إنبات أبدان المسلمين على أموال حرام لعلمهم أن الإنسان الذي يمتلأ جوفه من الحرام يمنع عن الله ، فسعوا إلى دفع المسلمين بالعراق الذين باعتقادهم أنهم هم النواة الأساسية للإنطلاقة المهدوية ، وعدم تكون أناس مؤمنين مخلصين أو موحدين قادرين على رؤية الحق والإيمان به ونصرته فقاموا بفتح طرق الحرام على العراقيين بعد غزو النظام البائد لإيران وقيام أصحاب النفس المريضة بالسلب والنهب وأيضاً فتح الكويت لكي ينهب الناس منها وتمتلئ بطونهم من المال الحرام وأخيراً فتح العراق من طرق الحرام الواسعة وأخذ أشياء الشعب ينهبون خيراتهم ظانين أن هذه طرق مشروعة فامتلأت البطون من الحرام وأدى ذلك إلى فرقة كبيرة عمت البلاد وحققنا لامريكا تهديم شخصياتنا وجعلنا منها أداة طائعة للشيطان لا تأبه بشيء إلا تحقيق رغباتها ، وأيضاً راحوا يتدخاون أكثر بحجةبناء شخصية جديدة من خلال تدخلهم في كل تفاصيل الحياة ومن أهمها التلاعب بالمناهج العبادية والدراسية والبرامج التلفزيونية وحتى الأمور الحياتية الاجتماعية والاقتصادية.
ما عدا مما بدا
قبل أيام فقط كان الشارع العراقي بشكل عام عن ضرورة خروج قوات الاحتلال وتسليم الملفات الأمنية إلى الجهات المختصة بحكم وطني يرفض التدخل الخارجي في شؤونه, إلا أن ما حصل بعد زيارة المالكي إلى واشنطن أثار حفيظة الشارع وبدأ يثير تساؤلات اكثر جدلاً وخاصة بعد فرض أمريكا والبيت الأسود مؤخرا في زيادة عدد أفراده في بغداد إلى تسعون آلف من جنودها وتمركزهم فيها , لتكون الطامة الكبرى نحو مزيد من سفك الدماء وزيادة العمليات الانتقامية والإرهابية .
ويبدوا ان المصالحة التي دفنت ولا تزال في مهدها , لن تصل الى حلول جذرية لاوضاع العراق ولن تضع حداً للتدخلات من قبل الدول المجاورة. وفي ظل هذه التطورات السلبية يبدوا ان برلمانين العراق في تنازل واضح ورضوخ غير متوقع من خلال جلساتهم الاخيرة المعلنة يلاحظ حالة الاختلاف التي توحي للعراقيين بأن لاوجود للامل الذي ينتظرونه وان تلك الاجتماعات تسبب حالة من الارباك واليأس والفوضى ونتيجة مفادها ان لافائدة من تلك السياسة البرلمانية الفاشلة فالكل يبحث عن لقمة يبتلعها قبل غيره غير أبهين بهذا الشعب المستضعف. وكما كنا نلحظ في اجتماعات ما يسمى مجلس القيادة العفلقي وهكذا من التفاهات التي كانت تستغل الناس بشتى الوسائل . هاهم الساسة الجدد يتخذون من النظام الدكتاتوري السابق المثل الاعلى لهم وينتهجون ذات السياسة التي سار عليها اسلافهم .ولانرى سوى اطلاق الشعارات الرنانة كانهم حفنة ذباب فوق كومة نفايات .فما عدا مما بدا الكذب السياسي ذاته والشعب المظلوم ذاته. فالى اين يامدللى امريكا .
الخليج ودوافعها من صفقات شراء الأسلحة
اصبح السوق العربي سوقا رائجة لتجارة السلاح العالمية وبدأت شركات تصنيع السلاح المختلفة تضعه على راس أولوياتها لما اصبح له من مكانه بين مستهلكي السلاح في العالم ليس التقليدي فقط وانما النووي والبيولوجي أيضا ليدخل بذلك في منافسه شرسة مع عدوه الوجودي إسرائيل في سباق لا نهائي على بناء وتطوير وتضخيم الترسانات الحربية في مواجهة أي مخاطر مستقبلية ,في الوقت ذاته تستخدم إسرائيل أسلحة محرمة دوليا تقع تحت طائلة الشبهة دون أدنى اعتراض دولي ,إلا أن إسرائيل ليست وحدها في هذا المضمار فقد تحفظت الولايات المتحدة على اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خفض الأسلحة النووية للبلدين عندما دعا إلى خفض عدد الرؤوس النووية إلى اقل من 1500 لكل بلد . وفى هذا الإطار نجد واشنطن تؤكد تفهمها لاستخدام أسلحة أمريكية ضد المسلمين ويبدو إن الدول العربية الأوفر حظا في صفقات السلاح في الوطن العربي هي دول الخليج والدول المجاورة لإسرائيل ,حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن سلسلة صفقات لبيع أسلحة هجومية ودفاعية مقترحة إلى السعودية والكويت ومصر تقدر قيمتها بلايين الدولارات بهدف تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للدول الثلاث . وقالت أن الدول الثلاث تقدمت بطلبات شراء لأسلحة تشمل نظم رادار متطورة وصواريخ جو/جو وأسلحة وذخيرة يصل مجموعها إلى اكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي وأن الكويت تقدمت بطلب شراء أنواع مختلفة من الذخيرة وستقوم عدة شركات أمريكية كبرى بتلبية طلبات تصنيع تلك الأنظمة والأسلحة العسكرية فور موافقة الجهات المختصة عليها. ومن الشركات المتوقع حصولها على تلك العقود شركة راثيون لأنظمة الصواريخ وشركة لوكهيد مارتن للطيران التكتيكي ولوكهيد مارتن للإلكترونيات والصواريخ ومجموعة جيل فلان التابعة لشركة آي تي تي لأنظمة الرادار. وقد شهدت سوق الأسلحة الدولية صفقات أسلحة من جميع الفئات تقريبا على الرغم من أن الحظر الصارم على الاتجار بأسلحة الدمار الشامل استمر سنوات غير قليلة أن القذائف من أنواع معينة يمكن أن تحمل أسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيات الكثيرة ذات الاستعمال الثنائي مدرجة أيضا في قوائم الأسلحة المحظورة. ووفقا لتقرير إدارة خدمة البحوث التابعة للكونجرس يمكن ملاحظة أن الطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تزيد حصتها في السوق بالمقارنة بأنواع أخرى من الطائرات ويسلط ذلك التقرير الضوء على انه حدث هبوط عام باستثناء منطقة الشرق الأوسط في عدد الطائرات التي تم شراؤها بخلاف الفترة الأسبق وتشمل صفقات الطائرات بيع الطائرات ووفقا لتقدير رابطة التجارة والصناعة البحرية الفرنسية بلغت السوق السنوية للسفن والأسلحة في العالم باستثناء رابطة الدول المستقلة وجمهورية الصين الشعبية 40 بليون دولار. ووفقا لذلك المصدر بلغت مشتريات الولايات المتحدة 52 في المائة وبلغت مشتريات البلدان الأوروبية حوالي 30 في المائة وتكهنت الرابطة بأنه ستبرم اتفاقات على شراء 480 سفينة حربية جديدة . وبينت الرابطة أن سوق سفن الخفر بحجم الزوارق ستبدأ بعد سنة 2001 بالانكماش وسيقل عددها من 151 إلى 80 سفينة بحلول سنة 2005 وستحل محلها على نحو متزايد السفن المطاردة أو المدمرة التي من المتكهن ان يبلغ عددها 209 خلال تلك الفترة . كما ذكرت مصادر عسكرية كويتية أن الكويت تسلمت أخيرا جزءا من صفقات أسلحة متطورة كانت قد تعاقدت عليها خلال عقد المعرض الفرنسي للأسلحة والذي أقيم في باريس. وأوضحت المصادر في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية صفقة الأسلحة تكلفت إجماليا 16 مليون دينار فيما تتضمن صفقة مماثلة أخرى شراء 10 مدافع بلجيكية الصنع مدفع 90 قيمة الواحد منها 550 ألف دينار وبإجمالي 6 ملايين دينار تقريبا إضافة إلى 12 مدفع هاون صنع مشترك بين جنوب أفريقيا وبريطانيا. وشددت المصادر على أن المدفع البلجيكي يعتبر من أحدث ما تضم الترسانة العسكرية العالمية وأرقى ما توصلت إليه العلوم العسكرية من حيث دقة الأهداف إذ زود بالمناظير وأشعة الليزر وكمبيوترات و سيتم وضعها على سطح مدرعة مجهزة لهذا الغرض مشيرة إلى أن خمس دول فقط تمتلك هذه المدافع من ضمنها بلجيكا والنمسا وتعد الكويت سادس دولة في العالم تقتني هذا النظام من المدافع. ولا يكاد أحد يستمع إلى صوت المنظمات غير الحكومية التي نذرت نفسها للتنديد بتلك التجارة البغيضة التي تنشر الرعب على كل المستويات فإذا كانت أسلحة الدمار الشامل تنشر الرعب بمجرد وجودها قبل استخدامها، فإن أسلحة المدى الوسيط هي أدوات الحروب الإقليمية والحروب ما بين الدول وهي التي تودي بأرواح المئات والآلاف من الأبرياء وأما الأسلحة الصغيرة فهي أدوات الحروب الأهلية وأدوات القمع الداخلي وهي الأسلحة الأكثر انتشارا وهي التي توليها تلك المنظمات العالمية غير الحكومية الأهمية الكبرى. لندرك أن آل سعود ومن لف لفهم الرذيل في خيانتهم للعرب والمسلمين هم من سيقتل العالم الإسلامي بأموالهم المغتصبة العفنة في سبيل حماية كراسيهم ممن صنعوهم هم وأسيادهم من التكفيريين والذين يدعون بإسلامي القاعدة ليكون هؤلاء رضعاء أمريكا واليهود السكين التي تذبح أبناء الإسلام بلا رحمة وهنا يدور التساؤل, هل تلك الصفقات التي عقدت بأرقام خيالية من الدولارات نهبت من المستضعفين ليقتلوا بها الأبرياء فإلى أين يا آل سعود وآل صباح ستصلون برذالتكم؟!!
يقولون!!
× أن التعيين لغير حاملي الشهادات وأصحاب التخصص بوساطة مقدارها كحد أدنى ( خمس مائة دولار أمريكي) فعلى الراغبين الاتجاه فورا إلى أصحاب النفوذ والحمايات الشخصية في دوائر الدولة وكذلك الأقارب... سبحان الله.. مع العلم رفض المتقدمين من الخريجين!
× أن ما يكنى ( مفوضية النزاهة) هي المرادف للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي وراء عمليات الرشاوى في وزارات الدولة واصبح همها الوحيد هو الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف!!.
× نشر تسعون آلف جندي في بغداد فقط وبذلك سينتج سيارات مفخخة وارتفاع نسبة الخطف والاعتقالات مع زيادة في ساعات الحظر باعتباره وسيلة أخرى للحرب على الإرهاب .
× البدء بتفعيل قانون ( الفيزا) بين محافظات العراق , وفق الفيدرالية الكردستانية الأمريكية مع التهيؤ لرفع علم خاص لكل منها تمهيدا لعملية التقسيم النهائي!!.
× العمل بخصخصة محطات الوقود بأنواعه لذوي المناصب والتيارات الدينية والجهات ذات العلاقة ويمنع المواطنين منعا باتا من التزود منها كذلك الكهرباء التي ارتفعت نسبة توريدها إلى العراق حسب التصريحات والظاهر وللأسف أنها تتبخر في الطريق لطول المسافة المنقولة والمتبقي يذهب إلى المحرقة الخضراء .
× لا تزال نقاط التفتيش سواء كانت من الشرطة أو الجيش , تستخدم أسلوب المساومة والاستجداء من المواطنين والتطاول بالألفاظ البذيئة الخ... متجاهلين مهامهم الأساس في القضاء على الإرهاب... لنقول لا عجب أن تحصل التفجيرات!..
واحة المرأة
الجوهرة المكنونة
لو خيل إلى كل متبصر يعقل فن الأمور ودرايتها على مستوى مأمول ، لأدرك بيقين أن الجوهرة الثمينة عندما يعجز الحانقون عن تملكها وبسط يد الغصب عليها ، فإنهم ما يفتؤون يوصمون وصمات العار والشنار على تلك الجوهرة ، وبث عبارات التهكم والسخرية والمبالغة في وصفها بالشكل بشيء من البجاحة وقلة الذوق ، وكيف لا يكون ذلك وقد عجزت الأيادي الممتدة أن تخدش شيئاً من جمالها أو تعكر صفواً من جمالهاً أو تفقدها بريقاً من لمعانها ، وعندما يعجز المرء عن بلوغ المراد يسعى إلى تعزية نفسه بما يكفها عن طلبه إياها وخفت الإلحاح الذي يشتعل في قلبه ويثور في نواصيه .
تلكم هي المرأة ، جوهرة مكنونة ودرة مصونة ، تحتضنها القلوب قبل الأيدي ، وتصونها في خبايا الصدور بمداراة ومحبة ولطف وعناية وحرص واهتمام ، يدرك منه العاقل أنها قيمة كبيرة لها حظوتها في القلب وشروقها الممتد في النفس ، وإشعاعها الغائر في الوجدان ، يستدعي عند حدوث الأمر الجلل القلب بسرعة ليحفظ ويحمي ، فكل حريص على حفظ ما يطلبه ويود إليه ويهتم به بسعي المحب ومبالغة المغتم ، تلك هي المرأة في مجتمع الإسلام ثروة كبيرة لا تقدر بثمن ، مكانتها عالية شامخة كشموخ الجبال الرواسي، وعزتنا تنبع من عزتها وشموخها ، وسعادتنا تكمن في سعادتها وسرورها الذي يشرق في نفوسنا ويشع فيها الراحة والدعة والسكون ، تلك هي المرأة منبع عطائنا ... وسبيل تقدمنا ... ومقومة طريقنا ... ، تلك هي المرأة أمة لوحدها تمضي بحرصها لتشحذ الهمم وتحرك القلوب الساكنة وتشعل العزائم وتأمم النفوس ، تلك هي المرأة بحر من العطاء يسبح لا سواحل لها لا يحدها حدود ، عطاؤها مستمر متواصل لا يتخلله مد أو جزر ، تلك هي المرأة ذات علاقة وطيدة مع أطياف المجتمع ، وصلة محببة ومودة كريمة مع الجميع ، فهي الأم الرؤوم والصدر الحنون والعاطفة المشفقة والمشاعر الحانية ، وهي الزوجة المحبوبة والمحبة الصافية والعلاقة السامية ، وهي الأخت ذات الأخوة الفياضة والسمات البراقة ، وهي الأخت في الدين تحت مظلة رب العالمين ، يجمعنا الدين القويم لكل ما فيه صلاح ورشد مكين ، وهي البنت الجميلة ذات الإشراقة البديعة والقسمات الموصولة بمحبة الأفئدة .
هاهي المرأة في شريعة الإسلام صاحبة رسالة زاهرة ، ومنهجية كاملة باهرة ، فهي منشئة الأجيال ومربية الرجال ومعدة الأبطال ومؤهلة الأمة إلى خير المآل ، تلك هي المرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة تربطنا بهن علاقات الجمال والسمو ، علاقات رعاها الشارع الحكيم في كتابه العظيم وسنة نبيه القويم ، أهلها الإسلام لحمل أعظم مهمة وأركزها همة وأقدرها مكانة ، مهمة إنشاء الأجيال وقد تسلحوا بنور الإيمان واليقين طواعية ومحبة وإخلاصاً لرب العالمين.
فعلام التدافع والنزاع ، وعلام التناقش والخصام في قضية المرأة وإبراز قضية حقوقها، والتي أزبدت منها الأفواه جفاء دون وعي أو إدراك في المطالبة والنداء بإحلالها ، وكأنها وضعت على الرفوف دون دور مناط لها ويتوجب عليها القيام به ، للأسف تصوروا المرأة كما لو كانت في عصور الجاهلية العربية وأزمان أوروبا الوسطى حينما كانت متاعاً من أدوات المنزل لا تجاوزه ، فهمش دورها وباتت البهائم تعيش في حياة خير من حياتها ، ومضت تلك العصور المظلمة المقفرة ، ليشرق النور الدري عن شريعة غراء لم تغفل جانباً من جوانب البشرية إلا وكانت لها حظوة وإشارة ، ولن يقدر أي منصف أن ينكر مدى الاهتمام الجلي والظاهر الذي عناه الإسلام بالمرأة وإخراجها من العزلة القاتمة التي كانت تعيشها إلى نور الحياة ، وتفعيل دورها في الحياة بما يتوافق مع نفسيتها وطاقتها وقدرتها، وهي من الأمور الجمالية والكاملة التي اتسمت بها شريعتنا ، وظلت المرأة تلعب دوراً محورياً تقوم عليه شعوب وأمم تنجب أجيالاً وتناط لها أدوراً هامة تبلغ من العظمة والمكانة ما لم يبلغه الرجال ، وفي حين كانت المسلمة تؤدي تلك الأدوار الجسيمة كانت المرأة الأوروبية تعيش حيال التذلل والانكسار والخنوع والقهر من قبل الرجل ، وما كان دورها يتجاوز المتعة واللهو تلقى بعد ذلك كجيفة من حال البهائم!!
المرأة المسلمة ملكة متوجة على عرشها ، صيحتها تنهض عزائم الرجال ، تحرك وفوج الجيوش والقتال ، وما كان جيش المعتصم يغزو ( عمورية ) إلا استجابة لاستصراخ امرأة مسلمة مزقت سكون الليل المظلم لتبرق الأنوار على مشاهد الرجال ، تلك هي المرأة في الإسلام تبذل لها الأرواح وتمزق الأشلاء وتسحق الجماجم وتخضب الدماء وتتفجر ؛ طلباً لحمياتها وإدراكاً لحظوتها ، وما رأينا أجيال الأمة المحمدية على تلك القوة من الشكيمة والمنعة والعزة إلا وخلفها نسوة سهرن الليالي وقطعن القفار وجهدن في التربية لتصل الأمة إلى ما وصلت إليه من معاني الشموخ والعزة .
وها هي المرأة في الغرب تتحرر _ كما يزعمون _ تحرر الخداع والزيف ، فتخرج إلى الأسواق كاسية عارية ، تدعي مساواتها بالرجل في حين أنها عاشت خدعة لن تطول حتى تدرك مدى الشرك الذي نصبته حول نفسها ، ظنت أن بمزاحمتها للرجال ومخالطته له في العمل هي السبيل نحو تحريرها !! في حين أنها كانت تقود نفسها إلى معتقل الهاوية ، ظنت أن بمساواتها للرجل ستدرك شتاتاً من حقوقها في حين أنها أضاعت أموراً كبيرة من حقوقها ، خيل لها أن دعاوى التحرير والمساواة وتطبيقها يخولها للرقي والصعود ، في حين أنها لم تدرك أنها تدنو من هاوية الضياع .
وحينما توهم الواهمون ، وخفيت عنهم حقائق من شريعة المؤمنين ، تنادوا بهتافات لتحرير المرأة المسلمة !! على غرار التحرير المماثل والذي اتسمت به المرأة الغربية ، تصارخوا وتصايحوا وادعوا بوقاحة الفكر أنهم مثقفون ، وأنهم على مرتبة كبيرة من العلم وعلى نضج من التفكير ، فتعالت صيحاتهم لسفور المرأة وخلع حجابها الطاهر ، ودعوا إلى مساواتها بالرجل وإلى إبطال القوامة ، ونعقوا بطرد فضيلتها التي تصونها وتعنيها وإحلال المجون والتفسخ والانسلاخ من شريعتها بدعوى التحجر والتخلف والرجعية وكبت الرأي وقمع الحرية وفشوا التشددية !! تعالوا باصطلاحات جوفاء بغية نصر فضيحتهم التي ظهرت عياناً للخلائق ، والتي بدأت أوروبا الحديثة تصحو من غفوتها العميقة فتدعو إلى الاحتشام والفصل بين الطلاب والطالبات ، وبل إعداد وسائل نقل خاصة بالنساء ، بعد تفشي حالات التحرش بهن من قبل الرجال ، وكأنما هي صفعة حارة وجهت لهم ليستيقظوا من سباتهم العميق وأحلامهم التي غرقوا في أوحالها.
ذكريات ام مسيحية
الطاعة ! كان هذا موضوعي ومدار الحديث في خلوة السيدات المقبلة .. لكن بدا من الصعب الحصول على معاونة افراد الأسرة معي في أهدافي . فبعد العودة من عطلة الكريسماس كان عليّ إفراغ محتويات حقيبة السفر وغسلها . وكان البيت ممتلئاً بالناس ، والزينات يجب أن تعلق في مكانها ، والكعك يجب أن يخبز ، وكنت مشغولة جداً وبدا أطفالي غير سعداء - حتى الكلب بدا كما لو أنه يحتاج اهتمامي - وعندما بدأت أكتب أول فكر بخاطري عن الطاعة ، وإذ بي أشم رائحة الفطائر تحترق ، وسمعت صوت المياه ينساب من حجرة المغسلة . تركت الفطائر وجريت إلى حجرة المغسلة وإذا بي أرى مواسير المياه قد تجمدت منفجرة . والممياه تنساب في كل مكان . ولقد شاهدني أولادي والكلب وأنا أصرخ "يا رب تتوقع أن أتعلم اي شيء عن الطاعة مع كل هذه الأمور الحادثة لي ؟" . وفي الساعات القليلة التالية تعلم أولادي الكثير عن الطاعة أكثر من كل المواعظ التي قدمتها لهم . لقد شاهدوني وأنا أصارع مع الله لأطيعه حتى في ظروفي هذه . فهل أنا حقاً أؤمن "إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو 8 : 28) : هل أنا حقاً قادرة على الشكر في كل الظروف " اشكروا في كل شيء " (1 تس 5: 1) .تماماً مثل يشوع تماماً . الله أمين فهو يستطيع أن يدربني علي حقائق الطاعة بأسلوب لم أخطط له من قبل . لقد أظهر لي ولأولادي حاجتنا الشديدة له . فمعظم تدريبنا كأمهات يتضمن أن ندرك عدم قدرتنا على تدريب أولادنا وتربيتهم بمفردنا فالله هو مدربنا ايضاً .
أدرك الرسول بولس في نهاية حياته أن التدريب لابد أن يكون جزءً من حياة المؤمن اليومية . إقرأي كلماته . تأملي فيها . وصلي ليساعدك الله على اتخاذ هذا الاتجاه للنمو أكثر في المعرفة كلما تقدمتي في هذه الدراسة . "ليس أني نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أيضاً المسيح يسوع . ايها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أردكت ولكني أفعل شيئاً إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلي ما هو قدام .
سعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا" (فيلبي 3 : 12- 14) . للتأمل الشخصي : هل تردين النمو المستمر ؟ ولماذا نعم ولماذا لا ؟ ما هو الهدف الذي وضعتيه أمامك كأم كما فهمت من هذا القول ؟ هل تريدين أن تنسي كل ما هو وراء (الماضي) ، وتمتدي إلى ما هو قدام (للمستقبل) الذي خططه الله لك ؟ كيف تفعلين ذلك ؟ في نهاية حياة بولس ما زال يشعر بعدم الكفاءة للقيام بالمهمة التي كلفه الله بها ، ولكن مع ذلك كان غرضه أن يصل لأفضل ما يعطيه الله . توضح هذه الدراسة أن عملية النمو عملية مستمرة سوف تستمر حتى تكتمل فيه . وبينما نستمر في هذه الدراسة وتقديم أسباب تدريب الأمهات وكيفية القيام به . أنا أصلي أن تقابلي الله بطريقة جديدة ليدربك في بطريقه .
كيف يقوى إيماننا ؟
سؤال :مع ألأخذ بنظر ألأعتبارألأهمية القصوى للإيمان ،فمانعمل لتقويته ؟ اوكيف يمكننا إن نوقد نورالايمان في قلوبنا؟
الجواب:هناك اساليب متعددة لتقوية ألأيمان نشيرالى بعض منها:
الأول:التعرف على القران
يقوي إيماننا اكثركلما تعرفنا علىالقرآن أكثر،ويضعف إيماننا كلما ابتعدنا عن ينبوع السعادة هذاوقد صرحت بذلك ألآية الثانية من سورة ألأنفال (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)
أيها الأعزة عليكم التعرف على القران أكثر فأكثر فاتلوا القران وراجعو تفسيره وبخاصة إن تفاسيرا جيدة أصبحت في متناول اليد هذا العصر .
يسرني إن أرى بعض المسلمين الذين يعيشون بين الكفار قد حافظوا على دينهم وأيمانهم بل ازدادوا أيمانا بفضل هذا الأسلوب .
الثاني: التدقيق في أسرار الخلق
الدنيا التي نعيشها مفعمة بآيات الله تعالى وإذا سبق وأن قيل في ورقة الشجرة أنها بمثابة كتاب لأولي الألباب يقال فيها اليوم إنها مكتبة لذوي العقول وتكفي الإنسان ليتعرف على الله يمر منها دون تفكر فهي من عجائب الخلق رغم كثرتها وتواجدها في كل مكان من ساحات المنازل والشوارع والأزقه . يقول العلماء إذا وضعنا الورقة تحت مجهر نجدها تتكون من بناء خاص ومسؤوليات خاصة . في الورقة شبكة معقدة وطويلة ومنتظمة من الأنابيب لايمكن للمهندسين تصميم هكذا شبكة لأنابيب المياه في المدينة ولهذا يقا ل كل ورقة مكتبة لمعرفة الخالق .
لبلوغ هذا الهدف يمكن للشباب أن يطالعوا ما دون في علم الأحياء والنبات وكلما دققنا في خلق الله كلما زادت معرفتنا وكانت نتيجة هذه المعرفة وثمرتها حب الله وفاكهة حب الله الصون من الخطأ وارتكاب المعصية .
الثالث : التقوى والورع
ألاجتناب عن ارتكاب الذنوب والسير في طريق الإسلام المستقيم من عوامل تقوية ألايمان وكلما زاد تقوى المؤمن وورعه كلما تنور قلبه بنور ألايمان أكثر فأكثر وكذا العكس أي كلما ضعف تقوى الإنسان كلما ضعف إيمانه .كما أن هناك علاقة متبادلة بين ألايمان والتقوى فكما أن التقوى تقوي ألايمان كذلك ألايمان فهو يقوي التقوى ويزيد فيه .
الرابع :التوسل والدعاء
التوسل بلطف الله والمعصومين (عليهم السلام )من عوامل تقوية الايمان فلا ينبغي الغفلة عنها والمفروض في التوسل والدعاء أن يقترنا بحضور القلب والواقعية وأن ينطلقا من الإحساس بالحاجه حقا فلا ندعوا ولا نتو سل إلا ونعتبر أنفسنا فقراء محتاجين ونخاطب الله ونقول :( لا نأمل شيأ إلا منك ) أو(من لنا غيرك)
لو أحكمنا علاقتنا مع الله تعالى أصلح الله علاقتنا مع باقي المخلوقات .
أتمنى إن نبلغ منازل ألأيمان العليا من خلال العمل بهذه الأوامر وألأساليب وفي نهاية البحث ننقل حديثا جميلا عن الرسول (ص)(أن أعلى منازل ألايمان درجة واحدة من بلغ إليها فقد فاز وظفر وهو أينتهي بسريرته في الصلاح إلى إن لايبالي لها لذا ظهرت وأن لا يخاف عقابها إذا أسترت
رسالة الى المنتظرة
كثيرة هي من ذكرها في التاريخ ، فهي شريكة الرجل في عمارة الأرض وهي نصفه الحلو ، هي سعادته ن خلقها الله لآدم (ع) لتأنس وحشته فكانت له أماً وزوجة وسكن دافئ جميل تنفتح أسارير نفسه إذا نظر إليها وتجلوا عنه كربته .
في كلامي لا أريد أن أتكلم عن المرأة المثال او المرأة المعصومة لأن المؤاخذة علينا إن هذه المرأة معصومة ولا يمكن أن نرقى إليها لأن الله خلقها كذلك ، فلن نتكلم عمن عصمهم الله أو من كن محدثات أو عالمات غير معلمات ن وهن فاطمة الزهراء (ع) وابنتها الحوراء زينب (ع).
لمن لو أخذنا حياة نسوة أخريات آمنّ بالرسالة الإسلامية وضحين وعلى رأسهن خديجة بنت خويلد ، هذه المرأة التي كانت كبيرة بالسن نوعاً ما . كانت السيدة خديجة جليلة القدر في قومها والتي نشأت وترعرعت في بيت من أشرف بيوتات مكة وكانت تعمل بالتجارة وكانت صاحبة أموال وشريفة في قومها ، وقد اعجبت بشخص الرسول (ص) رغم فارق السن الذي بينهما وقررت الزواج منه بعد أن شاركته بالتجارة وعندما بعث آمنت بنبوته رغم أعجابها الشديد بشخصه وسيرته الطيبة في قريش وحتماً كانت مع الرسول في دعوته السرية فآزرته ووقفت معه ووهبت نفسها من أجل ذلك .
وأيضاً من امثلة الأخرى أم عمار بن ياسر التي آمنت بالدعوة الحقة ولم تتراجع عن مبدئها حتى الموت . والآن نتسائل هل في مجتمعنا من لنساء من تسعى لتكون مثل خديجة الكبرى فهي لم تكن معصومة أو محدثة ولكن كانت أمرأة شريفة صاحبة أموال وتجارة أي منشغلة بالدنيا لكنها لم تنسى الآخرة بعد أن عرفت طريقها فلم يكن الوحي قد نزل على محمد حتى تعرفه ,لكن عرفت به طيب الذكر من السيرة (صادق امين) فوهبت نفسها له وآمنته على أموالها وتاجرت معه في سبيل الله .
فكلامي موجه إلى المنتظرة التي ستمتلك الشجاعة لنصرة الحق بعد أن تعرفه وتؤمن به إيماناً لا يشوبه نفاق لكن قد يطرح تسائل هل إن هناك رسول حتى تتزوجه المنتظرة والجواب لا نعني بالزواج بكل ما يحمله من معاني مادية لكن ما أود التوصل إليه هو زواج المبدأ أي علاقة العشق الإلهي التي ستدفعها إلى ذلك بعد أن تقف موقف شجاع أمام الله وتعلن بيعتها له بإيمانها بالغيب القادم وعليها عدم الإلتفات إلى الوراء لأن ما عند الله خير وأبقى وكما قال المولى عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونٍَ }الصف -11- 10 لأن الإنسان بعد أن يعرف الحق يجب أن لا يرى إلا الحق تعالى ولا ينظر إلى ما حوله من تفاهات الدنيا ومن علاقات ( واتكيتات ) زائفة ما أنزل الله بها من سلطان ، فعندما عرفت إن محمد حق وهبت له كل شيء من نفس ومال وكانت عوناً له على المشاق وعانت معه ما عانا وذلك للفوز بالنعيم الأبدي والصحبة في الدنيا والآخرة ولم تتوقف لأنه باعت الدنيا والجاه وكل شيء لتشتري ما هو أعظم فأعطاها سبحانه وضاعف لها ويكفيها فخراً أنها أنجبت الزهراء (ع) وحملتها في بطنها ، !! فأين أنت أيها المنتظرة التي سهرت الليالي وطلبتِ الحق فأنظري إلى نفسك هل ستقدرين على ترك ما حولك وتتزوجين الحق بعد أن عرفتيه أو أنكِ ستبقين بين قدم للأمام وقدم إلى الخلف وأعلمي أن الفرص كما قال أمير المؤمنين (ع) تمر مر السحاب ، ولكِ بمن سبقك من المؤمنات في التاريخ أسوة حسنة .
هل تعلم؟!
- هل تعلم إن من علامات الساعة أن يقتل الرجل أخاه وابن عمه.
فقد جاء عن رسول الله (ص) إنه قال : ( إن بين يدي الساعة لهرجاً قالوا : وما الهرج قال : القتل والكذب . قالوا يا رسول الله قتل أكثر مما يقتل الآن من الكفار ؟ قال : إنه ليس بقتلكم للكفار ولكن يقتل الرجل أخاه وأبن عمه)
- هل تعلم إن أفضل الشهداء الذين لا يلتفتون حتى يقتلوا .
حيث جاء عن رسول الله محمد (ص) إنه قال : ( أفضل الشهداء عند الله الذين يلقون في الصف ، فلا يلتفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلا من الجنة يضحك إليهم ربك ، إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم .
- هل تعلم إن في زمن المهدي (ع) يأمر الله تعالى الفلك باللبوث فتطول الأيام لذلك والسنون .
فقد جاء عن أمير المؤمنين (ع) في تفسير نور الثقلين إنه قال في ذكر علامات المهدي (ع) قال : قلت : جعلت فداك فكيف تطول السنون ؟ قال : يامر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون قال له : إنهم يقولون : إن تغير فسد ؟ قال : ذاك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك قد شق الله القمر لنبيه (ص) ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون .
- هل تعلم إن في آخر الزمان تكون السنة كالشهر ويكون أهله ذو وجوه جميلة وضمائر رديئة .
فقد ورد في ينابيع المودة في كلام أمير المؤمنين (ع) : ( .... وقللوا من الحسنات وعوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر والشهر كالإسبوع والإسبوع كاليوم واليوم كالساعة ويكون لمطر قيظاً والولد غيظاً ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ردية من رآهم أعجبوه ومن عاملهم ظلموه).
دراسات
راية الخراساني راية ضلالة وصاحبها طاغوت
واجه القارئ والباحث في شخصيات عصر الظهور وخاصة الممهدين للإمام المهدي (مكن) مسألة صعبة جداً وهي ندرة الروايات الواردة عن آهل البيت (ع) والتي تتحدث عن الممهدين ، والرمزية التي تتصف بها تلك الروايات ، ونحن ألان بصدد الكشف عن حقيقة الخرساني المذكور في هذه الرواية:
جاء في غيبة النعماني صـ264ــ عن أبى بصير عن أبى جعفر محمد بن علي (ع) انه قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم ، ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لانه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على (الناس) وكل مسلم ، فإذا خرج فأنهض اليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم). ان المتسالم عليه عند المسلمين سنة وشيعة حرمة الالتحاق بالسفياني الملعون والانطواء تحت رايته فقد حذرت الروايات المعصومية بكون رايته راية ضلالة ودعوته دعوة باطلة . فعن الإمام الصادق (ع) قال:(كأني بالسفياني أو صاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره...). كما ورد في الزام الناصب ج2 (لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة .... بغضاً وحنقاً لال محمد (ص)) . وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( آلا وان السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم...). ومن هذه الروايات نستدل على ان السفياني ودعوته باطلة ومعادية لمحمد وال محمد (ص) وهناك روايات كثيرة في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار فضلاً عن كونه ليس بحثنا ولكن اوردناها للإشارة في هذا المقام . آما الأدلة على ان راية الخراساني راية ضلالة فهي مقارنة لما ورد لليماني من صفات ودلالات عنه في الرواية التي ذكرناها في بداية البحث . وسوف نورد الأدلة على شكل نقاط:
1- (ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني) الراية هنا بمعنى الدعوة اما ( ليس) جاءت بمقام النفي اي لايوجد في الرايات اهدى من راية اليماني وربما قائل يقول : بأن ( أهدى ) صيغة مبالغة للهدى وان راية الخراساني راية هدى ولكن راية اليماني أهدى منها ؟ والجواب : ان الإمام (ع) قال بالشطر الذي يلي هذا الشطر (وهي راية هدى) والإمام (ع) هنا في مقام البيان فلو كانت راية الخراساني راية هدى لقالها الإمام (ع)).
2- (وهي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم) فالسبب من كون راية اليماني راية هدى هو الدعوة لصاحبكم والظاهر من الرواية ان راية الخراساني ليس راية هدى وذلك لكونها لم تقل انه يدعو لصاحبكم بل يدعو الى نفسه . وإن عدم بيان الإمام لراية الخراساني هو أقوى دليل على إن رايته كراية السفياني مع العلم إن الإمام بين إن راية السفياني وراية الخراساني رايات ضلالة من خلال الصفات والقرائن الذي إمتازت بها راية اليماني في نفس الرواية.
3- (اذا خرج اليماني فأنهض اليه فإن رايته راية هدى) وهنا امران:
الامر الاول : لو كانت راية الخراساني راية هدى لأمر الامام (ع) بالنهوض إليها ولما أختص النهوض فقط لراية اليماني ، فمن باب الاولى ان يجمع بالامر بالنهوض لكلاهما ، ومن هنا يتضح ان راية الخراساني ليس براية هدى.
الامر الثاني : ( أنهض ) فعل امر أي يجب والظاهر انه وجوب عام وليس خاص أي انه يشمل حتى الخراساني نفسه والخراساني هنا لم ينهض الى اليماني بدليل الرواية تذكر ان له راية مستقلة ، ومن المعلوم ان عدم طاعة الامام (ع) بوجوب النهوض لليماني وهي عدم طاعة الله وعدم طاعة الله ضلالة فيثبت لدينا ان راية الخراساني راية ضلالة .
4- (ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من اهل النار) والالتواء هنا عدم النصرة والانطواء تحت رايته ، وعقوبة عدم الالتحاق باليماني (فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ) وهنا وجهان:-
الوجه الاول : انه لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه وهي خاصة بالسفياني والخراساني لمقارنة ذكرهم في الرواية ولكون كل منهم له راية.
الوجه الثاني : عام لكل مسلم عدم الالتواء على اليماني ووجوب الانطواء تحت رايته ومن المعلوم ان الخراساني لم ينهض لليماني بدليل رفعه راية مستقلة. وهنا وضوح كامل بكون راية الخراساني راية ضلالة قال تعالى :( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه انه من تولاه فانه يضله ويهديه الى عذاب سعير).
5- (لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم) هذا الشطر الاخير من الرواية وهو سبب التحذير من الالتواء على اليماني وذلك لكونه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم وقد قلنا سابقاً ان الامام (ع) هنا في مقام البيان ، فلو كان الخراساني يدعو الى الحق لماذا لم تذكره الرواية. وهذا مما يدل دليل قطعي على كون الخراساني لا يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .
6- (جاء في غيبة النعماني صـ154ـ عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال(سمعت الشيخ - يعني ابا عبد الله (ع) - يقول ... ولترفعن اثنتا عشر رابة مشتبهة لا يدري أي من أي . قال : فبكيت ، ثم قلت له : كيف نصنع ؟ فقال : يا ابا عبد الله - ثم نظر الى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس ؟ فقلت نعم ، فقال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس). والظاهر من الرواية ان جميع هذه الرايات هي رايات ضلالة وذلك لان راية الامام (مكن) ابين من الشمس كما بينت الرواية ذلك . ولكن هناك رواية عن رسول الله (ص) تستطيع ان تفك لنا رموز هذه الرواية وان كان انا لا ارى بها رموز تفك وهذه هي الرواية عن امير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول : تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة سبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي موسى . وتفرقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة واحدة وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي عيسى . وأمتي تفرق على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصيي . قال : ثم ضرب بيده على منكب علي (ع) ثم قال : ثلاث عشر فرقة من الثلاثة وسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وثنتا عشر في النار) . ونترك ذلك لمن يفكر.
7- جاء في اثبات الهداية ج7 ، صـ65ـ (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت) ان الذي فهمته من بعض الروايات ان للامام المهدي (مكن) دعوة واحدة وراية واحدة تسبق ظهوره المقدس وهي دعوة وزيره اليماني الموعود. وهذه الرواية واضحة جداً بكون راية الخراساني راية ضلالة وصاحبها طاغوت وذلك لكون الخراساني قبل القائم . وورد عنهم (ع) : ( الحكم حكمان حكم الله وحكم الطاغوت فمن لم يصب حكم الله حكم بحكم الطاغوت). وهذا يوضح ان امر الله واحد وليس متعدد وراية الحق واحدة قال تعالى : ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالاً بعيداً). وهنا اصبحت لدينا مسألة واضحة وهي ان كل راية قبل قيام القائم فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت . وربما قائل يقول : ان راية اليماني قبل قيام القائم ؟ والجواب على مستويين:
المستوى الاول : - انه ليس للامام (مكن) دعوة ولا راية غير دعوة وراية وزيره اليماني الموعود وهذا ما اثبتته الروايات المعصومية.
المستوى الثاني :- ان بعض الاسماء والصفات هي مفاهيم لها عدة مصاديق ومن هذه المفاهيم مفهوم المهدي والقائم وصاحب هذا الامر. فهذه الاسماء في الحقيقة هي مفاهيم لها اكثر من مصداق فلفظ (القائم) هو لقب ايضاً يطلق على كل من يقوم بالحق او يدعو الى الحق ، واذا اطلقت هذه الالقاب انصرفت الى الامام (مكن) للوهلة الاولى ولكننا لو تأملنا قليلاً وجدنا البعض منها ينصرف الى غيره اذا قامت قرينة تدل على ذلك. كما جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر غفل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لانه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق). فمن هنا يضح ان كل من يقوم بالهداية الى امر خفي او أمر ضل عنه الناس فهو مهدي ولابد ان يكون هذا الامر امراً الهياً متعلقاً بالهداية الى الله وكل من يقوم بالحق سمي قائم ، وهذا بحث طويل تاركين الخوض به وناصحين الرجوع الى تفصيله في كتاب (صاحب هذا الامر) الذي اصدرته مؤسسة القائم (مكن). ولكن هناك جملة من الروايات مدحت الخراساني ورايته والواقع ان المقصود بالخراساني في هذه الروايات هو الحسني اليماني الموعود . فقد ورد في الرواية عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( للقائم خمس علامات ظهور السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) وهذه هي العلامات الحتمية لقيام الإمام (مكن الله له في الأرض ) وقد ورد في الروية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال قلت : (جعلت فداك متى خروج القائم -إلى أن قال - إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) . أنظر عزيزي القارئ إن الإمام الصادق (ع) قد ذكر بهذه الرواية العلامات الحتمية للامام ( مكن) ولم يذكر اليماني علماً إن اليماني من العلامات الحتمية التي صرحت بها الكثير من الروايات ولكن الصحيح إن الإمام الصادق (ع) قد ذكره بلفظ الخراساني والمقصود منه اليماني فإنه سوف يبدأ تحركه العسكري وانطلاقه نحو الكوفة من خراسان لذلك لقب بالخراساني .
إذن تبين لنا من الجمع بين الروايتين إن الخراساني هو اليماني الحسني كما ذهب إليه السيد محمد علي الحلو في كتابه (اليماني راية هدى ) ولقب بالخراساني لأنه سوف يقدم من خراسان ويتوجه الى الكوفة بالرايات السود وقد ورد عن الرسول الأكرم محمد (ص) إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي ) وليس المقصود من خليفة الله المهدي هو الإمام (مكن) لأن خروج الإمام ( مكن) من مكة وكان المراد من الرواية إن الخليفة المقصود هو المهدي اليماني الحسني كما بينا ، وهناك دليل آخر على ذلك كما في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) التي وردت في كتاب الملاحم والفتن حيث جاء فيها ( ... بايعوا فلان باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ) . فعلى ذلك إن المقصود في الرواية التي تحدث عن خروج الرايات السود من خراسان هو اليماني فإن خروجه سيكون من هناك وذلك يتضح للقراء الأعزاء سبب تسمية اليماني بالخراساني . كما إنه ورد في بعض الروايات إن اليماني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان وفي روايات أخرى إن الخراساني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان فقد ورد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ( اليماني والسفياني .. كفرسي رهان ) وجاء عن أبي جعفر في حديث طويل يقول فيه : ( ... حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) ورد في كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن رسول الله(ص) (يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان ، فيغلب السفياني على مايليه والمهدي على مايليه ) وهذا مما يؤكد ما أثبتناه من كون اليماني هو الخراساني وهو مهدي ايضاً وليس الامام المهدي (مكن). وبعد كل ذلك يتضح لدينا بأن راية الخراساني رايتان احدهما هدى والاخرى ضلالة . وما هذا البحث إلا من نسج قلمي ولكن هو غيض من فيض من فكر سيدنا الأستاذ أبو عبد الله الحسين القحطاني(دامت تأيداته) والذي ملئ قلوبنا علماً حتى فاض على أقلامنا ، وأنار الله به طريقنا حتى أصبح لنا نبراساً يقتدى به ، وأصبح لنا كهفاً يلوذ به المتحيرين ، وأصبح لنا نوراً يضيء به دربنا ، نسأل الله أن يحشرنا معه في الدنيا والآخرة .
الأعاصير آيات ونذر
إن ظاهرة الأعاصير من الظواهر التي وقف العلم أمام ردعها موقف الضعيف فلم يسعف العلم أهله في النجاة من هذا السيل من الرياح , وكثير من العلماء يعزي سبب تكون الأعاصير إلى أسباب طبيعية راجعة إلى حالة البحار والمحيطات وما يجري فيها وكأن المسألة في نظرهم من صنع الطبيعة ليس إلا , وقد تناسى هؤلاء القدرة الإلهية والإرادة الربانية وحكمية تلك النذر فالأعاصير في نظرهم ما هي إلا عواصف هوائية دوارة حلزونية عنيفة تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية و تعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية لان الهواء البارد ذي الضغط المرتفع يدور فيها حول مركز ساكن من الهواء الدافئ ذي الضغط المنخفض ثم تندفع هذه العاصفة في اتجاه اليابسة تتحرك بسرعات أكثر من300 كيم في الساعة تقريبا ويصل قطر الدوامة الواحدة الى500 كم وقطر عينها الي40 كم وقد تستمر لعدة أيام او إلى أسبوعين متتاليين. ويتحرك الإعصار في خطوط مستقيمة أو منحنية فيسبب دمارا هائلا على اليابسة بسبب سرعته الكبيرة الخاطفة ومصاحبته بالأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول بالإضافة إلى ظاهرتى البرق والرعد. وهناك أعاصير عملاقة ومثل هذه الأعاصير العملاقة تضرب شواطئ كل من أمريكا الشمالية والجنوبية وإفريقيا الجنوبية وخليج البنغال وبحر الصين وجزر الفلبين واندونيسيا والملايو ويصل طول الواحد منها الي1500 كم وتقدر قوته التدميرية بقوة قنبلة نووية متوسطة الحجم.
كيف يتكون الإعصار
عندما سخن الماء في البحار الاستوائية إلى درجة حرارة تتراوح بين 27 و30 درجة مئوية فانه يعمل على تسخين طبقة الهواء الملاصقة لها وبتسخينها يخف ضغط الهواء فيتمدد يرتفع إلى أعلى ويكون منطقة ضغط منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتهب عليها من كل اتجاه مما يؤدى إلى تبخر الماء بكثرة وارتفاع هذا البخار الخفيف إلى أعلى وسط الهواء البارد فتحمله الرياح وتدفعه ببطء وتؤلف بينها وترفعه إلى أعلى في عملية ركم مستمرة تؤدى إلى زيادة رفعه إلى أعلى وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء.
إن لكل حادث علة توجده , فكل المعجزات والآيات لها أسبابها لكنها خفية عن عقولنا وإدراكاتنا , كما أن الله تعالى أبى إلا أن يجري الأمور بأسبابها فنظام التكوين ليس مقتصرا على الأسباب والمسببات وأن الأسباب والمسببات إنتهاؤها إلى القدرة الإلهية لأن مقتضى القدرة أما أن تكون جارية على الأسباب والمسببات وهو الغالب وأما أن تكون جارية بمجرد القضاء الحتمي في كلمة ( كن فيكون ) بما أن الله تعالى عالم وعلمه أزلي فإن في علمه تعالى بأن الإنسان سوف يخرج عما أراد الرب تعالى له من الهداية فقرر منذ الأزل إرسال النذر إلى بني البشر ومن هذه النذر ما يكون مجاري قضائه تعالى فيها بأسباب طبيعية لأن الطبيعة مسخرة تحت إرادته تعالى وهنا تـأتي متحدة تلك الأسباب الطبيعية مع إرادة الله تعالى لتلك النذر ومن هذه النذر الزلازل والخسوف والكسوف والرياح والأعاصير وغيرها من الآيات(( وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالآْياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَْوَّلُونَ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرْسِلُ بِالآْياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)) ((وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ)) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ أَبَا جَعْفَرٍ(ع) : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جُنُوداً مِنَ الرِّيحِ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ مَلَكٌ مُطَاعٌ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْماً بِعَذَابٍ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهِ فَيَأْمُرُ بِهَا الْمَلَكُ فَتَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ الْعَقِيمَ وَقَالَ تَعَالَى فَأَصابَها إِعْصارٌ من فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ وَمَا ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رِيَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ وَرِيَاحٌ تُهَيِّجُ السَّحَابَ فَتَسُوقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَرِيَاحٌ تَعْصِرُهُ فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَرِيَاحٌ تُفَرِّقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ مِمَّا عَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْكِتَاب...)) لا يحضرهالفقيه ج : 1 ص : 546 و ص : 547.
عالم الميثاق ونصرة المعصوم
قال تعالى ((وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا قال فإشهدوا إنا معكم من الشاهدين )) آل عمران 81.
إن عالم الميثاق أحد العوالم الإلهية والذي أخذ الله تعالى فيه العهود المؤكدة على الناس بالإعتراف بوحدانية الله تعالى والتصديق بالأنبياء ونصرتهم والعمل بما أنزل الله تعالى عليهم وأودع ذلك في الفطرة الإنسانية وهذه أحد أركان عالم الميثاق فهناك ميثاق بين الله تعالى والنبيين , وفي المجمع , والجوامع عن الصادق(ع) في الآية في ما معناه (( وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين كل أمة بتصديق نبيها , والعمل بما جاءهم به , فما وفوا به , وتركوا كثيرا من شرائعهم وحرفوا كثيرا)).
إن الحجب الظلمانية هي المانعة من مشاهدة عالم الميثاق وهذه الحجب تزداد قوة وضعفا حسب التكاملات والتهذيب النفسي ومقدار التخلي عن الذمائم والتحلي بفضائل الأخلاقية وكلما بلغ الإنسان من الكمال درجة كلما قرب من ساحة التجليات الإلهية وأشرقت الفطرة الإنسانية بنور الله تعالى , وهنا يبرز سؤال وهو أن هناك شاهد تاريخي في معركة كربلاء أُناسٌ كانوا قبل قليل من أعداء الحسين عليه السلام ،وكان فيهم ممّن يكنّ أبلغ الحقد والعداء للإمام ، ولم يكونوا من أصحاب الكمالات التي تؤهلهم لبلوغ النصرة الحسينية كما أن هناك أناس مجهولون لم تحرِّكهم إلاّ أنْباء كربلاء ، التي بلغتْهم ، فبلغتْ إلى عقولهم ، وبلغتْ بهم قمم الشهادة والخلود فما الذي دفعهم لنصرة الحسين ؟ وما الذي دفع الحرّ بن يزيد الرياحي(رض) إلى الرجوع إلى الحسين والدخول تحت لوائه بعدما جعجع بالحسين وكان سببا لدخول الحسين إلى كربلاء ؟
إن بناء الشخصية يعتمد على عدة عوامل ومن ضمن هذه العوامل البيئة والوراثة , ولو أردنا أن ندرس الشخصية العربية خلال تلك الفترة الزمنية نجد أن المروثات البيئية والإجتماعية لها الدور الرئسي في إعداد وبناء الشخصية ومن مميزات الشخصية العربية الشجاعة والكرم والغيرة وإغاثة الملهوف وهذه الصفات من الفضائل ويقابلها في الوجود صفات من الرذائل منها الثأر والحقد والحسد والتباغض وحب الأنا وحب الجاه والرئاسة وغيرها من الذمائم التي كان يأمل صاحب الرسالة الإلهية تهذيبها في الناس والوصول بهم لمكارم الخلق ولكن لم يتسنى له ذلك , ونصل بهذا على أن الذين نصروا الحسين(ع) لم يتصفوا بالكمالات التي تمنحهم المكانة العظيمة التي هم عليها والذي أوصلهم إلى هذه المكانة العظيمة هو الميثاق المأخوذ عليهم في عالم الميثاق والذي هو مكنون في الفطرة الإنسانية وهناك عدة عوامل أدت إلى توهج الفطرة وإنبعاث نورانيتها:
الرجولة البيئية ((صفة الغيرة والشجاعة )) :
والرجولة هنا رجولة بيئية موروثة وليست رجولة إلهية التي يتصف بها العرب فنرى عندما ضرب الحسين بيده على لحيته وصاح أما مغيث يغيثنا لوجه الله أ ما من ذاب يذب عن حرم رسول الله وإذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره قد أقبل بفرسه إليه وقال يا ابن رسول الله إني كنت أول من خرج عليك وأنا الآن في حزبك فمرني أن أكون أول مقتول في نصرتك لعلي أنال شفاعة جدك غدا ثم كر على عسكر عمر بن سعد فلم يزل يقاتلهم حتى قتل.وهذا العامل ليس بالعامل المطلوب والذي يكون له تأثير في تأجيج الفطرة الإنسانية والرجوع إلى الميثاق وإنما المفروض أن تكون الرجولة هنا رجولة إلهية , هنالك عامل آخر:
وهو منشأ الرجوع إلى الفطرة وهو معرفتهم بالحسين بن علي(ع) ومكانته عند الله ورسوله(ص) ولطالما أكد رسول الله على حب الحسين ونصرته فالعاطفة التي ألهبت الحر وعابس الشاكري كانت سببا في توهج فطرتهم والرجوع إلى الله تعالى .فهؤلاء الأجلاء لم يكونوا بمستوى من التكاملات النفسية التي ترشحهم لنصرة المعصوم منذ الوهلة الأولى , ويتجلى عالم الميثاق لدى الحر من أول وهلة لخروجه ضد الحسين(ع) أنه قال للحسين(ع) لما وجهني عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي أبشر يا حر بخير فالتفت فلم أر أحدا فقلت و الله ما هذه بشارة و أنا أسير إلى الحسين(ع) و ما أحدث نفسي باتباعك فقال(ع) لقد أصبت أجرا و خيرا. ثم خرج إلى القتال فلم يزل يقاتل إلى أن قتل رحمه الله. فهذا هو نداء الفطرة والميثاق فلقد ساقت الحر نفسه لقتال الحسين إبتدءا لكن الله تعالى أبى له إلا النصرة لأنهم ممن أخذ عليه الميثاق بنصرة الحسين(ع) .
وهنالك شاهد آخر على توهج الفطرة الإنسانية كانت سببا في نصرة الحسين قال العربان بن الهيثم :كان أبي يَتَبدى (يخرج إلى البادية) فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنّا لا نبدو إلاّ وجدنا رجلاً من بني أسَدٍ هناك ، فقال له أبي : أراك ملازماً هذا المكان ؟ قال : بلغني أنَّ حُسَيْناً يُقتلُ هاهنا ، فأنا أخرج إلى هذا المكان ، لعلّي أُصادفه فأُقْتَلَ معه.
قال الراوي : فلّما قُتِلَ الحسين ، قال أبي: (انطلقوا ننظر , هل الأسديُّ في مَنْ قُتِلَ ( فأتينا المعركةَ , وطوّفنا ، فإذا الأسديُّ مقتولٌ) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 7 / 145.من كتاب الحسين سماته وسيرته ص161).
بينما يختلف الحال في نصرة المعصوم من بقية آل محمد الإمام المهدي(ع) في مسألة نصرة أصحابه له فالمسألة لن تتعلق بالرجولة البيئية الموروثة وإنما بالرجولة الإلهية وهي سلسلة البناء التكاملي عبر مراحل التخليق والصناعة الإلهية والتي لا يعلن الظهور إلا أن يكتمل النصاب العددي والأخلاقي لدى أصحاب القائم(ع) بالإضافة إنهم يمرون بعدة أدوار للصياغة الإلهية من مرحلة الإختيار والإجتباء والتمحيص والتمييز والغربلة حتى لا يبقى منهم إلا الأندر قال الصادق(ع) ((لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير )) إصول الكافي . وهذه المراحل من المراحل العسيرة التي تواجه الإمام القائم الذي تعتبر عملية تخليق الصحابة من أكبر المعجزات التي تشهدها القضية الإلهية لأن الصياغة الإلهية تبتدأ في أصحاب القائم من مرحلة شبه عبدة الشمس والقمر إلى الرجل الإلهي , عن أبي عبد الله(ع) قال (( إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر )) قال أبو عبد الله (ع) ما كان قول لوط (ع) لقوله لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ إلا تمنيا لقوة القائم(ع) ولا ذكر إلا شدة أصحابه وإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلا وإن قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز و جل. كمالالدين ج : 2 ص : 674.
علوم ومشاركات
الكثرة لاتعني الحق
نلتقي في هذا المجال بحوار الأمام علي أمير المؤمنين (ع) مع بعض الا شخاص وهو الحارث بن حوط في موضوع حربه مع أهل الجمل في البصرة ،فقد واجه هذا الرجل الأمام (ع) بهذا السؤال:
أتراني أظن أن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ قال الأمام وقد عرف نقطة الضعف في فهمه للأشياء أنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت،أنك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه ،ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه.
فقد كان هذا الرجل خاضعا لفكرة خاطئة تلح على فكره بقوة ،وهي إستبعاد ضلال الناس بمثل هذا العدد الكبير
فخيل إليه أن مجرد الكثرة كاف في رفض فكرة الحكم بالضلال والباطل عليهم .ولكن الأمام أجابه بالتركيز على المقياس الحقيقي ،للتمييز بين الحق والباطل في حياة الناس ،وذلك بمعرفة طبيعة الحق في ملامحه الفكرية ،وطبيعة الباطل في خصائصه الذاتية بعيد عن عنصر الكثرة والقلة ،وبذلك يستقيم له الحكم فترتكز القناعات الفكرية على أساس الرؤية الواضحة المحددة للمباديء
التي تحكم الأشياء لتكون أساسا للتقييم ،في جانب القلة والكثرة لاعلى أساس النظر إلى طبيعة (الكم )لنأخذ منها المباديء التي تحكم الحياة.....
وينطلق القرآن الكريم في مجال آخر ليواجه الحالات النفسية التي يعيشها الناس أمام كثرة الباطل وقلة الحق فينهزمون نفسيا أمام ذلك أو يخيل لهم أن الحق في جانب الكثرة فيحاول أن يربطنا بواقع ألأشياء لتنفذ إلى أعماقها فنتعرف خصائصها لنميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل....
قال تعالى (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولي ألألباب لعلكم تفلحون ) وقد كثرت في القرآن الكريم ألآيات التي تصف ألأكثرية لايعلمون ولايؤمنون ولايشكرون.
لأن الغالب في أية فكرة من ألأفكار أو أي دين من الديانات ، أن لاتستقطب الناس جميعا إلاّبعد زمن طويل فأراد القرآن أن يزيل من نفوس المؤمنين الشعور بالضعف والرهبة والوحشة ،أو ألأستسلام لنوازع الشك والحيرة ، فيما هم عليه إزاء كثرة الباطل وقوته ليعرفوا أن قضية الحق والباطل لاتخضع لحساب ألأرقام في أي مجال من مجالات الحياة.... قال تعالى (ولكن أكثرهم لايعلمون ) ألأعراف130(ولكن أكثر الناس لايؤمنون ) هود 35.
وقد أراد القرآن الكريم في آيات أخرى أن يشير إلى خطأ إعتبار الكثرة عنصرا أساسيا في النصر . قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ..) حتى في أشد المواقف إرتباطا بالكثرة في أذهان الناس وذلك من خلال القصة القرآنية التي حاولت ألإشارة إلى المبدأ في إطار الواقع العملي للمعارك ألإسلامية وغير ألإسلامية ،التي خاضتها الكثرة الكافرة ضد القلة المؤمنة ، فانتصرت القلة المنظمة التي تعتمد التخطيط ، فترتفع في حساب النوعية على الكثرة الموزعة التي تعيش زهو الضخامة العددية ، كأساس لربح المعركة في حساب (الكمية) .وربما كان القرآن الكريم يريد أن يحرك الفكرة في خط الواقع الموضوعي للهزيمة والنصر ، بعيدا عن ألانتماء العقائدي للمنتصرين والمنهزمين ، فقد تنهزم الفئة المؤمنة الكثيرة أمام الفئة الكافرة القليلة في بعض الحالات التي لايواجه فيها المؤمنون المعركة من خلال الشروط الواقعية للنصر ، بينما يعمل آخرون من الكافرين على ألأخذ بها وألأنسجام معها .
وقد ينتصر المؤمنون القليلون عندما يتحول إيمانهم في المعركة إلى قوة جديدة تضاف إلى مالديهم من قوة أخرى في الوقت الذي يفقد فيه ألآخرون ذلك .
وأيضا هذا يلفت إنتباهنا إلى الحقيقة التي تذكر أن أنصار ألإمام المهدي عليه السلام الذين ينطلق بهم هم العقد والحلقة أي ثلاث مائة وثلاثة عشر والعشرة آلاف وذلك لأن الكم ليس مهما كما أوضح ذلك سيد المتكلمين بل المهم هو النوع فلاغرابة من ذلك ....
مع الحسين
أن الكلمات التي تكتب هي دموع القلم على الحسين عليه السلام نعم أن ذكر الحسين عبرة في الصدر ودمعة في العين ورجفة في الجسم لكن القلوب ميتة ولاتحيا إلاّ بذكر الحسين مهما قيل ويقال في الحسين فهو لايكفي ولايكون من حقه بمقدار حبة من خردل ، إن الذي شدني إلى ذكر سيدي ومولاي أبا الشهداء (ع) في هذا الصباح هو تذكر صحيفة القائم فهي في مخيلتي ، فكلما أقرأ من كتاباتها أشعر وكأن الحسين علي السلام واقف بين تلك الجموع موعظا ومحذرا هذا ما أفهمه أنا نفسي وأردت أن أعبر عما بداخلي لكن ليس حتما على غيري.
قد يكون حبي لهذه الصحيفة لأني أرى فيها متنفس حقيقي عن ما أتمنى أن أوصله إلى الناس وأنا لست خيرا منهم لكن خوفي الشديد من أن الحق في الدنيا يمر مر السحاب فالحسين بوقفته يريد أن يفهم الناس أن الله خيرا لكم من دنياكم هذه وما عنده أعظم ، ويحكم لماذا لاتعبدون الله فهو الواحد ألأحد الفرد الصمد ويحكم أتركوا عبادة ألأصنام ويلكم لماذا اتخذتم الدينار والدرهم وحب النساء والملذات أربابا من دون الله فخاطبهم بكلمات تهز الحجر ويقشعر منها الجسم (ياعصبة ألإفك ويانفثة الشيطان ويا محرفي الكلم ويا مطفئي السنن أهؤلاء تنصرون وعنا تتخاذلون)
فالسؤال الذي يلجلج في صدر كل شيعي لماذا ألم يعرفوا الحسين !ألم يشهدهم على نفسه وشهدوا بذلك أذن لماذا قتلوه هذه القتلة !! تساؤلات كثيرة تدور في الذهن أحيانا يتمنى الشيعي ويقول آه آه لوكنت في ذلك الزمان لقتلت الشمر وعمر بن سعد فأقول موجها الكلام إلى نفسي أولاهؤلاء حاربوا الحسين وقتلوه وهم يعرفوه وشهدوا أنه الحسين بن فاطمة بنت رسول الله فكيف نصنع ونحن نقرأ الروايات الواردة عن ألأئمة المعصومين عليهم السلام في القائم (ع) أليس الحق أن نبكي ونلطم الخد ونضع التراب على الرأس ,( ففي الرواية عن ألإمام علي عليه السلام عندما دخل عليه مالك بن ضمرة فقال له ألإمام (ع) كيف بكم يامالك وقد اختلفت الشيعة هكذا وأشبك أصابعه فبكى مالك بن ضمرة وقال يامولاي أو في ذلك الزمان خير قال نعم فأن فيها قائمنا). وفي رواية عندما سأل الناس ألإمام الرضا (ع) يابن رسول الله إن إدعى مدع من أمركم شيء كيف نصنع قال (ع) إسألوه عن عظائم ألأمور فأنه لايجيب فيها إلاّمثله ومنها الرجعة وأشباهها. أيضا في رواية أخرى عنهم (ع) تكون هناك أثنتا عشرة راية مشتبهة لايعرف أي من أي فبكى الشيعة وقالوا كيف يابن رسول ألله فأشار إلى كوة تدخل منها الشمس وقال أمرنا أبين منها ، فكان الحسين بينا وكان ألائمة المعصومين أبين من الشمس ولكن النتيجة ماذا.... أذن كل الكلام أن القضية لاتخلوا من ألافتتان لأن حكمة ألله في خلقه لابد من ألاختبار ليميز الخبيث من الطيب أذن هناك حيرة حيرة ..؟؟؟ وحيرتي ذكرتني بالحسين عليه السلام في هذا الصباح وذرفت الدموع وسألت ألله إن يكفيني هم هذه الحيرة وأن يبلغني مرادي
افريقيا تعيش على حافة العطش
18 دولة افريقية تعاني عجزا مائيا دائما
عندما أطلق الصينيون على الماء "الذهب الأزرق" لم يتجاوزوا بذلك الحقيقة، فهذا الوصف هو نفسه ما ينطبع في ذهن القارئ للتقرير المعروض ضمن فعاليات يوم إفريقيا بالمنتدى العالمي للمياه بالعاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، والمنعقد يوم الأحد 16 مارس 2006، فالماء ببساطة يمنح الإنسان وجوده وبقاءه إذا كان نظيفًا، ويؤدي إلى عكس ذلك إذا ندر وجوده أو كان ملوثًا .
والتقرير تم إعداده بالتعاون بين البنك الإفريقي للتنمية وبنك المياه الإفريقي ومجلس وزراء المياه الأفارقة، ويسرد عدة حقائق من بينها أن هناك ما يقرب من 300 مليون إفريقي لا يجدون المياه النظيفة أو الآمنة، و88 مليون يعانون سوء التغذية، هذا بخلاف 313 مليون مصابون بأمراض سببها الأساسي تلوث المياه.
خطورة المياه الجوفية
ويكشف التقرير عن أن المياه الجوفية تشكل 15% من مصادر المياه الإفريقية، ويعتمد عليها بشكل أساسي 810 ملايين إفريقي، وتأتي ليبيا على رأس قائمة الدول الإفريقية التي تعتمد على هذه المياه، حيث تشكل 95% من مصادر المياه بها، ويليها بتسوانا80%، ثم الجزائر60%، وأخيرًا ناميبيا40%. وتأتي خطورة الاعتماد على ذلك المصدر أنه يرتبط بتساقط الأمطار، ومن ثَم فإن عدم تساقط الأمطار أو قلة سقوطها في أحد المواسم قد يسبب مشاكل كبيرة لتلك الدول.
ويدق التقرير ناقوس الخطر ويحث على ضرورة الإسراع بتنفيذ المشروعات التي تهدف على زيادة المتاح من مصادر المياه، خاصة في ظل وجود نحو 18 دولة إفريقية تعاني عجزًا مائيًّا دائمًا وليس موسميًّا فقط، وهو ما سيلقي بظلاله بالطبع على توفير الغذاء، خاصة مع النمو السكاني المرتفع للقارة الإفريقية والذي وصل تعداد السكان بها حاليًا إلى نحو مليار نسمة فيما يُعَدّ من أعلى المعدلات العالمية .
وتتكامل هذه المشكلة مع أخرى تناولها التقرير... وهي مشكلة التصحر الذي يبتلع 46% من الأراضي بالقارة السمراء، مؤثرًا بذلك على الغذاء، هذا من خلال 11% عرضة بشكل كبير للمشكلة و16% بمعدل متوسط و14% بمعدل أقل .
ولم يغفل التقرير الإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين الماء والصحة والتي تجعل 30 ألف طفل دون الخامسة يوميًّا على مستوى العالم يموتون، علمًا بأن معظمهم من إفريقيا، وترجع أسباب الوفاة إما للجوع الشديد أو لإصابتهم بأمراض الطفولة التي يمكن تجنبها إذا وجد الماء النظيف والغذاء الصحي.
حلول مقترحة
وللبدء في اتخاذ خطوات عملية في حل هذه المشاكل التي أساسها المياه. لخّص التقرير أسباب الأزمة في ثلاثة عناصر وهي ارتفاع عدد السكان، وسوء التصرف في المياه المتاحة، والتلوث الذي يجعل معظم المياه المتاحة غير صالحة للاستخدام، ولم ينسَ التقرير أن يقدم حلولاً مقترحة أساسها قيام الحكومات بتغيير أنظمتها المائية التي تدهور مستواها وابتكار وسائل جديدة تساعد على الاقتصاد في استعمال المياه.
ولتحقيق ذلك أكد التقرير على أن القطاع الخاص لا بد أن يساهم مساهمة عالية في ذلك، عن طريق زيادة الاستثمارات في هذا المجال وتوفير المال اللازم لتمويل مشروعات مائية جديدة من الربح الذي يمكن الحصول عليه من بيع الماء، مع عدم الإخلال بمبدأ توفير الماء المدعم للطبقات الفقيرة.
أزمة تسعير المياه
وإذا كان هذا التقرير بما يحمله من معلومات خطيرة يعتبره البعض الأشد جذبًا للانتباه بين العديد من الأحداث التي شهدها المنتدى منذ افتتاحه يوم 16 مارس الجاري، إلا أن البعض الآخر يرى أن الأحداث التي شهدها المنتدى في يوم افتتاحه هي الأقوى، قاصدًا بذلك الإشارة إلى المظاهرة التي نظمها آلاف المكسيكيين للتنديد بأي اتجاه يسعى إلى تسعير المياه، وقد تزامن ذلك مع تأكيد د/ محمود أبو زيد وزير الري والموارد المائية المصري على رفض مصر التام لأي اتجاه يسعى لإقرار تسعير المياه، وذلك خلال جلسة خصصت لمناقشة قضية الإدارة المتكاملة للمياه، حيث أكد د/ أبو زيد على أن المياه حق للجميع ولا يجب أن تكون سلعة تباع وتشترى، خاصة أن ذلك لا يتلاءم مع ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية.
لماذا الدانمارك؟
ولم يكن ذلك -فقط- هو الحدث الأقوى، فعقب إعلان فوز الدانماركي "توركيك" من مركز الأبحاث الدانماركي للمياه بجائزة الملك الحسن الثامن لأحسن البحوث، في مجال المياه في دورتها الثانية وهي الجائزة التي تمنح كل عامين ضمن فعاليات منتدى المياه، ثار الغالبية العظمى من العرب المشاركين بالمنتدى على ذلك الاختيار، واعتبروه ظلمًا للعديد من العلماء العرب الذي يشغلون مناصب عدة في هيئات دولية معنية بقضية المياه ولهم العديد من الأبحاث التي طورت العمل بتلك الهيئات، ويلمحون إلى أن الحساسية المفرطة بالعالم العربي تجاه كل ما هو دانماركي بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول هي السبب في هذا الموقف، ولو كان باحث من جنسية أخرى غير الدانمارك فاز بالجائزة لما ثار العرب كل هذه الثورة. في مقابل هذا التيار كان يوجد تيار عربي آخر عقلاني وإن كان عدد مؤيديه قليل يتبنى وجهة نظر أن الجائزة لمن يستحقها حتى لو كان دانماركيًّا، ويستند أصحاب هذا التيار لتأييد رأيهم على اختيار الجهة المانحة للجائزة للدكتور أبو زيد للفوز بها ضمن فعاليات المنتدى الثالث الذي استضافته اليابان قبل عامين، وهو ما يعنى أن الجهة المانحة للجائزة لا تتحيز لأحد. ولكن بعيدًا، عن أن يكون دانماركي أو غيره هو الفائزة بالجائزة، فإن هذا الاختيار من قبل الجهة المانحة للجائزة قد فتح مجالاً للمناقشة بين الوفود المشاركة بالمنتدى حول تساؤل هام جدًّا وهو هل يتداخل العلم مع السياسية أم أن العلم يجب أن يكون منعزلاً عنها؟
طريقة جديدة لعلاج الاعصاب المقطوعه
يأمل الجراحون البريطانيون في علاج الشلل عن طريق تطبيق ونجاح أول تجربة توصَّلوا إليها لتحفيز الأعصاب على النمو من جديد، وقد بدأت تجارب لزرع الأعصاب لتشمل مرضى يعانون من تدمير بعض أعصابهم بدءاً من فقدان الإحساس بأحد أعصاب الأطراف، وحتى الشلل الشديد . والعصب يشبه كابل التليفون، وهو مزوَّد بألياف عديدة تحمل الرسائل الحسية وغيرها إلى المخ والجهاز العصبي المركزي، وتقوم الأعصاب بربط الأعضاء بعضها ببعض وبالمخ، والترابط الجديد يساعد على أداء العصب وظائفه بشكل طبيعي، وحينما يصاب عصب أو يتلف عادة من خلال حدوث صدمة تنمو الألياف الصغيرة في نهاية المنطقة المصابة الأقرب للمخ أو النخاع الشوكي كمحاولة لسدّ الفجوة وإصلاح الأمر، وإذا كانت الفجوة صغيرة يمكن للعصب أن ينمو خلالها؛ ليرتبط مع الجزء المقطوع ويساعد بعد ذلك في نمو العصب الجديد، ولكن عادة لا يحدث ذلك، فكلما زاد عرض الفجوة يصعب على العصب إصلاح نفسه. ومن حسن الحظ فقد توصل مؤخرًا الدكتور "جس ماكجروثر" -أستاذ جراحة التجميل والتكميل بالمستشفى الجامعي بلندن مع فريق من المتخصصين في هندسة الأنسجة- إلى علاج فعّال للمشكلة، حيث استخدم أنبوبة تزرع داخل الجسم لتربط نهايتي العصب التالف ليشجعه ذلك على النمو بطول الأنبوبة في المكان الصحيح، ويرجع نجاح فريق العمل إلى حسن اختياره للمواد التي صنعت منها الأنبوبة، وهي بروتينات الدم المأخوذة من دم المريض نفسه، فتلتصق بها خلايا العصب، ويجفّ البروتين تحت ضغط، ثم يتشكَّل بالشكل المرغوب فيه لسد الفجوة، وتهدف التجربة إلى تحفيز نمو الأعصاب؛ لاستعادة الإحساس من جديد في المناطق المشلولة. وتحتاج الحالات المعالَجة أن تكون حديثة الإصابة؛ لأنه بعد مضي شهر أو أكثر تفقد نهايات العصب التالف قدرتها على النمو من جديد. وخلال التجربة.. يتمّ أخذ عينة من الدم من أجسام المرضى قبل إجراء العملية بأسبوعين ليتم استخراج البروتين منها لتشكيل الأنبوبة، ثم يتم بعد ذلك زراعة النسيج ومراقبته لمتابعة نمو العصب وانتقال أي إحساس للمنطقة المصابة. ويؤكد "جس ماكجروثر" أن نجاح هذه التجارب التي تجري على إصلاح الأعصاب سيؤدي إلى حدوث ثورة في مجال إصلاح الأعصاب خلال العشرة أو الخمسة عشر عامًا القادمة
الجنين يصاب .. بالاكتئاب
تشير نتائج أحدث الدراسات المقدمة للمؤتمر الدولي لأبحاث الطفولة، إلى أن الاكتئاب المزمن أثناء فترة الحمل يمكن أن يؤدي إلى ظهور مواليد يعانون من اضطرابات سلوكية غير طبيعية، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الهرمونات في دماء المواليد والأمهات على السواء، والمعروف أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من ارتفاع ملحوظ في مستوى هرمون الكورتيزول (Cortisol) في دمائهم، ومن هذا نرى أن الاكتئاب يمكن أن يصيب المواليد؛ لأن مستوى هذا الهرمون ممكن أن يتركز في دماء الأجنة عبر مشيمة الأم، والتجارب التي أجراها الباحثون تشير إلى أن مستوى الكورتيزول في دماء الأجنة والأطفال حديثي الولادة، يتأثر بمستوى هذا الهرمون في دماء الأمهات، مما يستدعي المتابعة الدقيقة للحالة النفسية للأمهات الحوامل، لكي لا يزيد هذا الهرمون في دماء المواليد . وترى الباحثة – نانس جونز - رئيسة فريق البحث من جامعة أتلانتا بولاية فلوريدا الأمريكية – أن فحص مجموعة من المواليد تصل أعمارهم إلى يومين فقط والذين وُلِدوا لأمهات يعانين من اكتئاب مزمن، أثبت أن نشاط المخ وتحديدًا الجزء الأيمن منه - وهو الجزء المسئول عن المشاعر السلبية - قد زاد بصورة غير عادية مقارنة بغيرهم من الأطفال الطبيعيين، والمثير للدهشة أن نفس النتائج تمَّ الحصول عليها عند فحص أمهات هؤلاء الأطفال بأشعة الكمبيوتر المقطعية . ومن اللافت للنظر أيضًا، أن استجابة هؤلاء المواليد لما يعرف باختبار “Brazetton” كانت بطيئة للغاية – وهو اختبار يجرى على جميع المواليد، وهو تحليل سلوكي يشتمل على تسجيل تعبيرات الوجه، وكذلك الاستجابة للمؤثرات الصوتية، وبإجراء نفس الاختبار بعد عدة شهور كانت النتيجة كما هي. وتشير نانس جونز إلى أن الاضطراب السلوكي لم يكن الشيء الوحيد الظاهر للعيان عند فحص هؤلاء المواليد، بل وُجِدَ أيضًا أنهم يعانون من اضطرابات في النوم، حيث وجد أن هؤلاء الأطفال يعانون من اضطرابات شديدة في مراحل النوم المختلفة مقارنة بالأطفال الذين ولدوا لأمهات لا يعانين من الاكتئاب النفسي، ومن المعروف أن الاضطراب الشديد في التحول أثناء النوم هو أحد العوامل التي تحدد مُعامل الذكاء عند الأطفال (IQ) كما تقول شيفاني فيلر من جامعة Nova Eastwestern الأمريكية، والذي دفع ستيفاني لإجراء دراستها عن تأثير الحمل على الأجنة هو ملاحظة أن معظم الأطفال الذين ولدوا لأمهات يعانين من الاكتئاب كانوا قد ولدوا في الشهر السابع أو الثامن من الحمل(مبتسرين). وبقياس مستوى هرمون الكورتيزول في دماء هؤلاء الحوامل في أثناء الأسبوع الـ 28 من الحمل، يمكن التنبؤ بنسبة 98% ما إذا كان المولود سوف يكون مبتسرًا أم لا، كما تقول ستيفاني فيلر، وترى فيلد أن الوسائل غير الطبية من مساج وممارسة الرياضة يمكن أن تقلل مستوى الكورتيزول في دماء الأمهات، وبالتالي يمكن الحيلولة دون زيادة هذا الهرمون في دماء المواليد، وبالتالي التغلب على مثل هذه الاضطرابات السلوكية في الأطفال. وفي دراسة أخرى متزامنة مع هذه الدراسة، قامت بها ماريا هرناندز – من جامعة ميامي الأمريكية - لمعرفة ما إذا كان المواليد لأمهات يعانين من الاكتئاب المزمن يختلفون في سلوكياتهم عن نظرائهم الذين ولدوا لأمهات طبيعية، وُجِد أن هناك اختلافًا سلوكيًا واضحًا بين هؤلاء الأطفال وغيرهم، حيث وجد أن أطفال الأمهات المكتئبات قد احتاجوا ضعف الوقت لتمييز الأشياء عند عرضها عليهم بصورة متكررة، مقارنة بغيرهم من أطفال الأمهات الطبيعية، كما أن هؤلاء الأطفال يحتاجون وقتًا كبيرًا وجهدًا مضاعفًا لكي يتأقلموا مع البيئة المحيطة كما تقول هرناندز، وهكذا نرى أن الأجنة والتي ما زالت في بطون أمهاتها يمكن أن تعاني من الاكتئاب والذي ينتقل إليها عن طريق الأمهات؛ لذا من الضروري أن يتم متابعة الأم الحامل ليس صحيًّا فقط بل نفسيًّا أيضًا
لا عذر
ثم قال أيضا للجموع . إذا رأيتم ألسحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون إنه يأتي مطر .
فيكون هكذا ،وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون أنه سيكون حر فيكون ،يا مراءون تعرفون أن تميزوا وجه ألأرض والسماء وأما هذا الزمان فكيف لاتميزونه . (لوقا 13)
كم هو جميل كلام ألله ، لأنه كلام يخاطب القلب ونابع من قلب رحيم ودود ،لكن كما فيه رحمة فيه عذاب شديد ، الذي نراه من الكلام مرارة وحرقة تشبه حرقة الحسين مع أهل الكوفة فعندما قال لهم عليه السلام أف لكم ولماتريدون أيتها الجماعة وترحا ، عرفتم كل شيء وآمنتم بالرسول محمد (ص) وكنتم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، فنرى النبي عيسى عليه السلام يقول للناس كنتم تنتظرون مجيء المسيا (المسيح ) كما أخبرت عنه التوراة وكما أخبر عنه أنبياء بني إسرائيل وكانت الولادة ألاعجازية ، والتكلم في المهد صبيا والمعجزات الكثيرة وأحياء الموتى وغيرها كثير ، لكن الناس جهلوا حقه وصدقوا معلمي الشريعة بأن هذا هو ليس المسيح المنتظر بل هو ساحر وكذاب ،ملتمسين لأنفسهم العذر بأنه ليس لنا المقدرة العلمية التي نستطيع أن نحدد فيها هل أن هذا هو المنتظر أم لا ؟ أو أننا محتارين في أمر هذا الرجل فنقف على التل أسلم ، وأحيانا يقولون مؤكد أن الله سبحانه سوف لن ينسانا وانه سيدلنا عليه حتما ، أو أن الحق واضح مثل الشمس ولايضيع علينا ، نعم أن الحق لايضيع على أهله أي طلابه وليس كل الناس طلابه ، وكما عبر عن ذلك سيد المتكلمين أمير المؤمنين في حديثه مع كميل النخعي (يا كميل أن الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ) . فمن ذلك نرى أن المتعلم على سبيل نجاة قد يصل إلى الحقيقة لأن الحقيقة مطلبه ، وأما الآخرين فيقولون نذهب إلى كبرائنا فيدلونا عليه ، وهنا نذكر قولا لعيسى (ع) (لا تجعل ألأعمى يقودك حتىلا تقع أنت وهو في حفرة) فعندما نرجع إلى كلام عيسى (ع) نجده بين للناس أنه لاعذر لكم تلتمسوه حتى يكون لكم به مخرجا أو منجا من عذاب الله ، فهو يقول أن الله سبحانه أعطاكم الكثير من المعرفة من منه وفضله لكي تستدلوا بها على طريق الحق وداعيته .
فبين لهم أنكم لذا رأيتم السحاب تطلع من المغرب فأنتم فورا تقولون سيكون مطرا فيكون الذي قلتم ، وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب قلتم سيكون حر فيكون . فنراه يقول كلمة فيها حرارة كبيرة في تعبير كبير عندما يصفهم يا مراءون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء وأما هذا الزمان لاتميزونه فهو يقول لهم مالكم ألا تسمعون ما أقول ألا ترون ما أفعل ألا يدعوكم ذلك إلى التفكر والنظر في أمري أليس هذا هو الزمان الذي وعدتم فيه مالكم ألا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .؟؟
مقارنة الاديان
أمة قديسي الارض ( اصحاب القائم ) وشخصية المسيح الرئيس (المهدي) في سفر دانيال (ع)
(والقرون العشرة التي من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون بعدهم ويقوم بعدهم آخر وهو يخالف الأولين ويخضع ثلاثة ملوك وينطق بأقوال ضد العلي ويبتلي قديسي العلي ويخال أنه يغير الأزمنة والشريعة وسيدفعون يده زمان وزمانين ونصف زمان . ثم يجلس أهل القضاء فيزال سلطانه ويدمر ويباد على الدوام ويعطى الملك والسلطان وعظمة الملك تحت السماء بأسرها لشعب قديسي الأرض وسيكون ملكه ملكا أبديا ويعبده جميع السلاطين ويطيعونه).
ترى كيف تعرض دانيال للأمة التي سماها " شعب قديسي العلي " وهي الأمة التي سيظهر منها ملك الأرض العتيد الذي سيخضع سلاطين الأرض لعبادة العلي القدير وبتجرد دانيال من المؤثرات الانانية والعرقية فأنه يتعرض لمواصفات هذه الأمة حتى أنه يسمي استحقاقاتها قبل تسميتها فهي أمة قديسة بمواصفات عبادية وروحية وأخلاقية تؤكد بها أهليتها لأن تتولى هذه المسؤولية الجسيمة لتكون اليد التنفيذية لملك العتيد أو المخلص الذي سيخرج في آخر الزمان وستكون بمثابة " برلمان الأرض " لأن قيمومية الرب لاتخلي مسؤوليتها عن رعاية كل أهل الأرض الذي فرض رعايتهم وضمان العدالة بوعد الهي مستمر , فليس عدل الرب عدل مرحلي أو موقوف على أمه دون أخرى لأن ذلك يخالف صفة العدل المطلقة عنده لذلك فمن البديهي أن ينال كل أهل الأرض رعاية الرب فلا فرق بين من ينتسب الى داود عمن ينتسب الى غيره من الانبياء بين يهودي أو مسلم أو مسيحي أو حتى بوذي إلا بتقوى الرب وبر شريعته ورسومه والحفاظ على ناموسه وأنبيائه واحترام ودائعه وسيادة شريعته وقانونه وبهذه المصاديق يتميز الخلق عنده وليس بمنزلة جاهزة وموقوفة خالية من الاستحقاقات العملية لأن كل منازل الأنبياء تحققت بموجب استحقاقات أدوارهم وأدائهم للمهمة النبوية والرسالية فمنهم من كان له عزما ومنهم من لم نجد له عزما بعهد الرب فأستحق كل منزلته وكل دوره .. لذلك فأن معنى قديسي الارض لا يعني بضرورة ملحة شعب الله المختار بل عنى اختيارية ستتطلب مقومات وإمتيازات أخلاقية وعبادية وروحية ونفسية سامية وليس المقوم العرقي ولا تقومه جغرافيا وتضاريس النسب الأنقى والأولى بالرعاية الإلهية وقديسي العلي هم أنصار دينه من كل حدب وصوب وعلى أي ملة كانوا شرط تخطيهم عقدة الناسخ والمنسوخ وتلك هي العقدة والعقبة بعينها التي تلتقي عندها المقاصد مما لا ينفع معها سوى صولجان القوة حتما فهي عقدة دينية تاريخية من أجلها فعلت السماء قضية التغيير في آخر الأزمنة والعاقبة لمن أراد الخلاص .
ويسترسل دانيال في تضمين الحوادث الجسيمة والخطيرة ذات السمة الابوكالبتية في خضم سرده للوقائع المتتالية ذات السياقات التاريخية المختلفة ليتعرض حدث جسيم وغريب لاحتماله أسرارا مستقبلية تتعدى حدود المحدود في استيعابها لهويات الممثليات المندوبة للظهور في الزمن الأتي تلك التي يقع على عاتقها المهمة الإلهية الأخيرة على الأرض وتتعرض الآية [25-27- من الفصل 9] أذ يتعرض لشخصيتين كشف الصراحة عن الأولى وهو يسوع المسيح في حين ذكر الأتي تحت عنوان الرئيس مما يشير معنى ربما سيغضب بني إسرائيل وهو أن الرئيس الثاني يتمتع بمنزله وإمتيازات أخرى تفوق السيد المسيح نفسه ويحمل تفويضا أعم وأشمل مما في يد المسيح وهو أمر لايمكن أن يتقبله المعتنقين للديانتين المسيحية واليهودية نتيجة لعقدة نسب داود حتى أنك تجدهم يميلون في تفسير تلك الآيتين بتحميلها معاني زمنية مختلفة ومتعددة فهم مرة يعتمدون السقف الزمني مابين بعثة المسيح ومعموديته وقيامه ومرة عدد المرات التي أعيد بها مدينة أورشليم بل ويذهبون مذاهب متعددة دون أن يعوا أن الآية إنما تطرح شخصيتين مختلفتين سيشهدان حدث مهول وهو واقعة "هرمجدون" والانقلاب التشريعي الذي سيطال العالم برمته ليتوحد به سكان الأرض واليك الايتين اعلاه :
(فأعلم وأفهم . أنه من صدور الأمر بأعادة بناء أورشليم المسيح الرئيس سبعة أسابيع وأثنان وستون أسبوعا فتعود تبنى السوق والسور في ضيق الأوقات . وبعد الأسابيع الاثنين والستين يقتل المسيح والشعب الذي ينكره لايكون له شعب وشعب رئيس آت يدمر المدينة والقدس وكما بالطوفان يكون انقضاءها انقضاء القتال يكون التخريب المقضي . وفي أسبوع واحد يبت لكثيرين عهدا ثابتا وفي نصف الأسبوع يبطل الذبيح والتقدمة في جناح الهيكل تقوم رجاسة الخراب و الفناء المقضي ينصب غضب الله).
ترى أن الآيات الأولى تتعرض دورين مختلفين أحدهما يمثل كرازة السيد المسيح وعهده وهو المسيح الذي كان يحمل البشارة بإنجيله ومشروع نسخ الشريعة الموسوية وهو الذي يسمى بالمسيح الفادي بآلامه من أجل خلاص الناس فكان مشروعه سلميا تبشيريا وهذه هي الهوية الاولى للشخصية التي تعرضت لها النبوءة أما الشخصية الثانية فهو الذي دعاه " الرئيس " يقود أمة معدة ومغربلة تتولى وفق هذا الاستحقاق تنفيذ أوامر هذا الرئيس في ترسيخ دعائم شريعة الله وتوحيد قانونه فتكون هذه الشخصية متسمة بالصرامة والحسم وستستخدم وسائل القوة المتاحة بتأييد وعون سماوي مستمر لأنحاز الوعد الإلهي وهو أشبه بمسيح حربي يعتمد الخيار العسكري أو خيار القهر والغلبة ليرغم بهما أنوف الجبابرة والمرتدين والمعاندين ولعل أسلوب الردع هو الأسلوب المناسب الذي تتعاطاه هذه الشخصية من أجل هذا دعت حكمية الرب أن يظهر منقذ من طراز حربي أو حاسم خصوصا وأن زمن البشارات قد ذهب وأتمت السماء أنجاز إنذاراتها وأفاضت برسالاتها وبشاراتها فلم يبقى سوى الدينونة والمقاضاة وفرض السيادة والعدالة القيامة الكبرى وأمر كهذا يتطلب مسيحا صارما قاسيا ولكنه عادلا وقائما بالقسط فلا يتفق أن يظهر مسيح بحلة عاطفية بدعوى إنسانيته ورقته لأن المسيح الصارم لايفتقد هذه الصفات بل أن محتومية ظهوره كانت لأجل الإنسان كهدف سامي ونبيل ليضمن له العدالة والرعاية والقيمومية المباشرة من مسيح يمتاز بسلطات واسعة وأدوات متعددة لايمكن التمرد عليه بل لن يبقى عاق أو متمرد على الأرض طوعا أو كرها.
وتلمح الآيات "هرمجدون" ومقتلة عظيمة سيتسبب بها جبابرة الأرض يكون على أثرها دمار عظيم حتى أنه ليطال المدن المقدسة ومنها أورشليم فيتعين على أثرها إعادة ترتيب الحياة بقوام تشريعي جديد وموحد لأعلن هذا المنقذ مشروعه وتأخذ الأمة التي ستظهر معه على عاتقها مباشرة تمثيلها له في أرجاء الدنيا والا فمعنى الشعب هنا لايعني الشعب القديم بل أمه أو مجموعة ستنتقى وفق شروط غربله مر بها أصحاب الرسل والأنبياء في الرسائل السابقة بل ستكون أكثر صعوبة , اقل تسهيلا لضمان الأداء الرفيع وغير القاصر فلا تخضع هذه المجموعة معايير سلفية أو عرقية وعقدية الدين الأولى بالسيادة , فهي ليس أمة ستقوم من جديد بل مجموعة ستولد مع ولادة المنقذ أو مجيئه وستخضع لرعايته وتدريسه مباشرة وهو ما حدث في كل الرسالات السماوية ولن تتخلف عن ذلك هذه المهمة وفق ناموس سببي خالي من الرؤى الأسطورية وكمالية التصوير الخارق فلا يتم وضع معايير شاذة في اختيارهم ولن تتعدى معايير الاصطفاء والاختيار الروحية والأخلاقية والكمالات النفسية التي لا تختلف كثيرا عن الرسالات السابقة وهي وحدها تحدد أهليتهم للدور الموعود والا فأن نظرية النسب والشعب المختار هي نظرية خرافية بالية أبتدعها المحرف لسد النقص والإحباط الحاصل جراء يقينه من استبعاده القديم من أداء الدور المستقبلي .
ولكي يكمل دانيال مضمون نبوءته خلط هنا بين الرؤيا القصصية والصياغة الرؤياوية فيتعرض لهذه الفئة التي ستتولى بما لها من إمتيازات نورانية وإشراقية هداية هذا العالم الضال الغارق في مجونه وتمرده حتى يجعل هذا المخلص مجموعته الخاصة أبرارا شبههم كالكواكب انقضاء الدهر وهؤلاء هم خاصة هذا المنقذ من تلامذته المصنفين وفق شروط الغربلة واستحقاقات المنزلة فيتميزون ضمن سلم هرمي كما حصل في ناموس الأنبياء السابقين كما أسلفنا وقد أنصفهم دانيال كثيرا حين سماهم بالكواكب كما في بداية [الفصل 12 الايات 3-4 ] حين قال:(ويضيء العقلاء كضياء الجلد والذين جعلوا كثيرين أبرارا كالكواكب الدهر والابد وأنت يادنيال أغلق على الاقوال وأختم على الكتاب وقت الانقضاء . أن كثير يتصفحونه ويزداد العلم).
وبهذا يؤكد دانيال قدسية هذه الاسرار بعبارته الشهيرة " وأختم على الكتاب وأغلق على الاقوال وقت الانقضاء " فلو كانت نبوءة دانيال تتعرض لحوادث ومسميات قد حدد زمانها الوسطي لما أعتمد الحل الرؤياوي كثيرا وغلفه بمحاذير غير مألوفة ولفعل كما فعل غيره في معاملته للأسرار التي لا تحتاج وقفة وبصمة تؤكد خطورتها وكأن الحدث الجسيم الذي غطاه هي محطة موقوفة لزمن أبوكالبتي بعيد جسيم ولا يمكن فك لغزه لأنه رهن لحكمية إلهية ومفوضية غير معلنة تستدعي اختبار العقل البشري وتفتنه لتفرز المؤهل لأداء الدور الجسيم بعد أن مهدت السبل السببية لاحقا وفتح باب الدليل الاشراقي وأعطي الدليل المناسب ولكن أراده دانيال لحينه وأوقفه لوقته الموعود فتكون هذه الشخصية وأمته من المصاديق العظيمة لهذا الاختبار ولهذا لازالت الكتب السماوية و المعتنقين لها تظهر وتبسط مقدراتها لتطرح هذا المعطى بلا توقف , ولعل دانيال ثبت هذا المعنى بإشارته للعقلاء ولذة الفهم عندهم وهو وصف لتلك الأمة أو المجموعة أو القوات الخاصة للمخلص , وأليك الآية التي تتعرض للذين يمحصون ويغربلون ليستحقوا أن يصنفوا ضمن هؤلاء العقلاء [ الفصل 12 الآية 10:]
(أن كثيرين يتنقون ويتبيضون ويمحصون والمنافقون ينافقون ولاأحد يفهم أما العقلاء فيفهمون).
تلك هي مضامين كتابهم المحرف التي بقي بعض الحق فيها يأزر بصوت رخيم ليطرح مفاهيما أصلا هي مشاريع إدانة واضحة وجلية كضوء الشمس , فمعايير الاختيار التي ثبتها دانيال إذا هي التمحيص والتنقية والغربلة والتبييض وليس دواعي النسب وعقدية العرق النقي أو الشعب الاولى ولعل شروط الغربلة تلك لن تتوقف بحال قيام القائم بالتغيير الأخير بمهامه وتصنيف المجموعة التي ستظهر معه هؤلاء الذين سيمشون على الماء كما تشير الروايات عند فتحهم للقسطنطينية أذ يعتبر السير على الماء دليل على علو ومكانة الصحابي ودليل على المنة الإلهية لهؤلاء الناس الذين سيقومون بالوظيفة الإلهية لتحقيق العدالة الكونية ولكن بعد أن يتمرحلوا بمراحل الإعداد والصياغة الإلهية التي ستمنحهم هذا المن والفضل الإلهي فهم يتمرحلون من شبه عبدة الشمس والقمر عن أبي عبد الله(ع) قال (( إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)). غيبة النعماني ص332 ح1 باب21 والبحار ج52 ص363 ح137 إلى الرجل الإلهي (( يخرجهم من الظلمات إلى النور )) وخلال ذلك في مرحلة الإعداد ينتقلون من العلم الحصولي المكتسب الذي يكون فيه الإدراك جزئي ضعيف وفيه يكون صراع الإنسان في ذاته قويا لترسيخ الملكات في النفس فلا بد أن تشهد الساحة النفسية للإنسان مثل هذا الصراع حتى تدور رحى الحرب بين الملكوت وبين شيطان النفس الإنسانية وهنا يأتي المد الربوبي حسب ما أخذ في عالم الميثاق من عهود على نصرة المصلح الغيبي فتنبعث إشراقة الفيض الإلهي لمد يد العون لذلك العبد الذي إنغمس في حب الدنيا وملذاتها ولم يعلم بحقيقة نفسه ومكانته فيتوب نادما معتذرا منكسرا فتشرق أنوار فطرته وتتوهج فيظهر له ميثاقه وتطمئن نفسه بعد مروره بمرحلة الإختيار والإصطفاء والتمحيص والتمييز والغربلة حيث قال الصادق(ع) ((لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير )) إصول الكافي.
وبذلك اتفق دانيال النبي بشأن الامة المغربلة او المجموعة المغربلة والممحصة مع مصاديق الحديث الذي ورد عن الصادق (ع) ِفي خُطْبَةٍ لَهُ (( اللَّهُمَّ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَا يَأْرِزُ كُلُّهُ وَلَا يَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ وَأَنَّكَ لَا تُخْلِي أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلَى خَلْقِكَ ظَاهِرٍ لَيْسَ بِالْمُطَاعِ أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ كَيْلَا تَبْطُلَ حُجَجُكَ وَلَا يَضِلَّ أَوْلِيَاؤُكَ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ بَلْ أَيْنَ هُمْ وَكَمْ أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَالْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ قَدْراً الْمُتَّبِعُونَ لِقَادَةِ الدِّينِ الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الَّذِينَ يَتَأَدَّبُونَ بِآدَابِهِمْ وَيَنْهَجُونَ نَهْجَهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْجُمُ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ فَتَسْتَجِيبُ أَرْوَاحُهُمْ لِقَادَةِ الْعِلْمِ وَيَسْتَلِينُونَ مِنْ حَدِيثِهِمْ مَا اسْتَوْعَرَ عَلَى غَيْرِهِمْ وَيَأْنَسُونَ بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْمُكَذِّبُونَ وَأَبَاهُ الْمُسْرِفُونَ...)) الكافي ج : 1 ص : 336
ذلك هم الاصحاب الذين يأنسون بأمامهم ويأنس بهم وهم قديسوا الارض وحكامها وسنامها كما يراهم النبي دانيال في سفره ليتفق مع ماأورده أهل البيت (ع) بهذه الرؤيا وتأزر التوراة والانجيل بتثبيت دور هذه الامة المعدودة ولله الحجة البالغة حتى في التوراة المحرفة والانجيل سيما الامام (ع) سيحاجج اهل التوراة بتوراتهم والانجيل بأنجيلهم بعد أذ غفل المحرف الاول عن الكثير من الحقائق التي لم يدرك بأنها ستضر من مشروعه التخريبي في المستقبل البعيد وظن انها تخدم مشروعه فأنقلبت عليه تأزر بالحق وتنادي أصحابه الاصلاء.
التوراة تحسم هرمجدون ضد بني إسرائيل
يشبه أرميا في الفصل الثامن عشر الشعب اليهودي كأناء من الخزف يفسد في يد صاحبه فيبدله بأناء جديد وهي أشارة غامضة أراد بها أرميا القول بأن أمة أخرى ستتولى عملية نصرة قضية السماء وقد توجه أرميا نحو مساحتين من المستقبل كانت الأولى قد عبرت عن المجيء الاول للمسيح , في حين عبر أرميا في الفصل [4 الآية 19 ] عن ظهور مبيد الأمم الضالة , فكان لابد من الانذار الذي غالبا مالا يجدي مع معانديه ومخالفي شريعته فهددهم أرميا بنار غضب الرب التي قد لاتنطفيء والتي أوقدتها شر أعمالهم ومن ثم شرع بتنفيذ وعيده الذي بدا محسوما لارجعة فيه وهو أستقدام الأمة المؤهلة بدلهم والتي ستنال منهم وتدمرهم وسيخرج فيها ذلك الاسد الغالب الذي سيخرج من عرينه وسماه واطلق عليه أسم مبيد الامم والذي سيزحف ليجعل أرض أورشليم خراب ويجعلها من غير سكان .. وأذ يطمئن أرميا الأمة المتبقية من اليهود قائلا سيكون لكم سلام يبلغ أن سيف الرب قد بلغ النفس ويجب أن يأخذ جزيته , ويشمت أرميا بأورشليم قائلا " طريقك واعمالك جرت عليك هذا هو شرك الذي بلغ قلبك " فذوقي هول الأمة القادمة من بعيد لتعزرك وفي الايه [16] صورة يرسمها أرميا وكأنه شديد اليقين بحتميتها وتتكلم عن زمن بعيد جدا عن أناس سماهم بالمحاصرين يقبلون من أرض بعيدة وقد أطلقوا أصواتهم على مدن يهوذا. [الفصل 4 الايات 4-11 ومن 16- 19]
“ أختتنوا للرب وأزيلوا قلف قلوبكم يارجال يهوذا وسكان أورشليم لئلا يخرج غضبي كالنار فيحرق وليس من مطفيء لأجل شر أعمالكم . أخبروا في يهوذا وأسمعوا في أورشليم . تكلموا وأنفخوا في البوق في الأرض . نادوا بملىء أفواهكم وقولوا أجتمعوا فتدخل المدن الحصينة أرفعوا الراية نحو صهيون واهربوا ولا تقفوا أني جالب شرا من الشمال وحطما عظيما . قد طلع الاسد من عرينه ومهلك الامم زحف وبرز من مكانه ليجعل أرضك خرابا فمدنك تبقى خالية من غير ساكن . لذلك تحزموا وأمسحوا بالمسوح والطموا وولولوا فان شرة غضب الرب لن تنصرف عنا أبدا . في ذلك اليوم يقول الرب يهلك قلب الملك وقلوب الرؤساء ويبهت الكهنة ويتحير الأنبياء . فقلت آه ايها السيد الرب لقد أطغيت هذا الشعب إطفاء وأورشليم قائلا سيكون لكم سلام وها أن السيف قد بلغ النفس . في ذلك الزمان يقال لهذا الشعب ولأورشليم ريح لافحة من روابي البرية نحو طريق أبن شعبي لا للتذرية ولا للتنقية . ريح أشد من هذه تهب لي وحينئذ أنطلق أنا أيضا بأحكامي عليهم . ها أنه يصعد كغمام وعجلاته كالزوبعة وخيله أخف من النسور . ويل لنا أنا قد دمرنا . أغسلي الشر من قلبك ياأورشليم لكي تخلصي . متى تبيت في داخلك أفكارك الاثيمة ... أذكروا للأمم أن قد سمع عن أورشليم أن محاصرين يقبلون من أرض بعيدة وقد أطلقوا أصواتهم على مدن يهوذا . أحاطوا بها كنواطير الحقول لأنها تمردت على قول الرب . طريقك وأعمالك جرت عليك ذلك . هذا هو شرك وهو مر وقد بلغ قلبك”.
وبالرغم من أنك ستجد أن الذين شاركوا أرميا غيابيا في كتابة نبوءته من الكتبة قد رسموا صورا ستجري في أزمان وسطية وقريبة بعهود سنحاريب وسرجون الاكدي أو أسرحدون أو غيرهم الا أن الاسفار غالبا ماتميل الصراحة في ذكر السياقات التاريخية القريبة في الماضي او المستقبل القريب وربما تجزل في تفاصيلها ومسمياتها وتسرد الكثير من وقائعها بحيث تضعف سمة الرمز وتكون أقرب من الصراحة منها الرمز ولذلك ترى أن أشعيا مثلا أنفرد بنبوءات غامضة وغير محددة تاريخيا أو هي غير محددة بخريطة زمنية ثابته بحيث ترسم مساحة رؤياوية بعيدة وقد مال أشعيا كما أسلفنا سمات الأمة التي ستتبع المسيح الحربي أو القائم بالسيف بتغطيه هائل .
ويتعرض حزقيال بصورة بليغة في حسم مصير الأمة الضالة في عهد أخذ الله على نفسه عهدا بعقابها كما في [فصل 5 الآية 5-15] ومورد الحسم ورد أبلغ في صراحته في الآية [9] في نفس الفصل:
“هكذا قال السيد الرب هذه أورشليم قد جعلتها في وسط الأمم ومن حولها الأراضي. فعصت أحكامي بنفاقها أكثر من الامم ورسومي أكثر من الاراضي التي حولها لأنهم نبذوا أحكامي ولم يسلكوا في رسومي. لذلك هكذا قال السيد الرب بما أنكم تذمرتم أكثر من الأمم التي من حولكم ولم تسلكوا في رسومي ولم تعملوا بحسب أحكامي ولا عملتم بحسب أحكام الأمم التي من حولكم. لذلك هكذا قال السيد الرب هاأنذا أجري عليك وسأجري أحكاما في وسطك أمام عيون الأمم . وأفعل بك مالم أفعل ومالاأعود أفعل مثله لأجل أرجاسك فالاباء يأكلون البنين في وسطك والبنون يأكلون آبائهم وأجرى فيك أحكاما واذري جميع بقيتك لكل ريح . حي أنا يقول الرب بما أنك نجست مقدسي بجميع ممقوتاك وجميع أرجاسك فأنا أيضا أقطع ولاترثي عيني ولاأشفق . فثلث من حولك يموتون بالوباء ويفنون بالجوع في وسطك وثلث يسقطون بالسيف من حولك وثلث أذريهم لكل ريح وأستل السيف وراءهم فيتم غضبي وأريح حنقي منهم وأتعزى فيعلمون أني أنا الرب تكلمت في غيرتي حين أتم حنقي فيهم. وأجعلك خرابا وعارا في الأمم التي من حولك على عيني كل عابر . فتكونين عارا ولعنة وعبرة ودهشا للأمم التي من حولك”. لقد أستبعد حزقيال شعب يهوا المختار لنفسه بإرادته وبقراره الأبدي الخاص في أنه الأمة المعنية والتي سيقودها المخلص الأخير الذي أرادوه من نفس الأمة وبهذا الاستبعاد يكون حزقيال قد مهد السبيل لتوجيه أنظار طلاب الخلاص أمة أخرى ومنقذ من غير الوجهة التي احتكروها .
وحزقيال هنا يروي وقائعا في ظاهرها محددة بسياقات زمنية قريبه لحقبته التاريخية أما باطنها فشديد الشبه وأكثر استيعابا لمجريات وحوادث مر بها الشعب العبري في أصقاع الأرض بوعد الهي إذ لم يتم عودة الشعب العبري أورشليم الا عند احتلال القدس وتمام فلسطين عام 1948 - 1967 وحتى اليوم واستقدام اليهود من شتى بقاع العالم مع اليهود الحديثي الاعتناق لهذه الديانة وكأن حزقيال هنا اراد أن يجمعهم ليحقق فيهم نبوءته الواردة في الفصل الخامس من سفره ويؤكد ما جاء بأكثر الأسفار بمضي سيف الله فيهم ومقاضاتهم في مقتله هي أشبه بقيامة صغرى تنتظرهم لأنهم مازالوا خارجين عن قانون السماء وسلطتها بدلالة عدم اتصالهم بالرسالات التي نسخت شريعتهم ومنها رسالة المسيح ورسالة الإسلام التي ينكرها المعتنقين للديانتين المذكورتين بالإضافة على عدم توفر الاستحقاقات الأخلاقية الظاهرية والباطنية في حياة هذا الشعب العاق الذي يحيا على عقيدة الابادة والقتل ودستور ونظريات ضحلة لاتمت الى السماء ولاحتى للانسانية بصلة ولعل البوذيين بقيمهم ومعتقداتهم التي لاترتبط بديانة منزلة من السماء أهون بأخلاقيتهم من هؤلاء وهو ليس تقييما انفعاليا يرد على لسان منشيء مخالف في عقيدته عنهم أنما هو وصف دقيق لأنبيائهم يعطي صورة واضحة ومستديمة لأخلاقيتهم التي يتمثلون فيها بأبشع صورة في هذا العصر فهم أكثر بشاعة من يهود ألامس وأليك ماورد على لسان حزقيال بسبب شذوذهم ونجاستهم حتى أنه يصفهم بالقلوب الزانية كما في: الفصل [6] الايات [ 8-10:] “فيذكرني مفلتوكم بين الامم الذين يسبون اليهم أذ أسحق قلوبهم الزانية التي زاغت عني وعيونهم التي فجرت في أقتفاء أصنامهم فيميتون أنفسهم بسبب الشرور التي صنعوها في جميع أرجاسهم. ويعلمون أني أنا الرب واني لم أتكلم سدا أذ وعدتهم بهذا الشر”. ولن تجد لهذا الوعد الالهي من تساهل طالما بقوا على رجسهم وغيهم وعلوهم على قانون السماء وأهل الأرض ومقدساتهم الحقة غير الوثنية أو لنقل المنزلة أبتداءا من المسيحية حتى الإسلام. [الفصل 7 الآية 11:]
“ قد أرتفع الجور عصا النفاق فلا يبقى منهم ولامن جمهورهم ولامن جلبتهم شيء ولانوح عليهم”. وبالقضاء المبرم على ذلك الشعب المتمرد نصيب للأمم المتهودة أو المستهودة التي ستدخل وترث أورشليم وغيرها من معاقل اليهود بالرغم من أنه عنى فترات وحقب تاريخية قديمة في ظاهره إلا أنه بصراحة وشفافية جلية قد عنى أيضا أورشليم وسكانها في هذا العصر كما نصت عليه الايات الواردة في :
الفصل السابع [22-27] “ وأحول بوجهي عنهم فينجسون سري والمعتنقون يدخلونها وينجسونها . أصنع السلسلة فأن الأرض قد امتلأت من أحكام الدم وامتلأت المدينة جورا . فسأجلب أمما أشرارا فيرثون بيوتهم وأنسخ زهو الأشداء فيملكون مقادسهم . أن الدمار وافد فهم يلتمسون السلام فلا يكون . تأتي داهية على داهية وترد سمعة على سمعه فيلتمسون رؤيا من نبي وتهلك الشريعة عن الكاهن والمشورة عن الشيوخ الملك ينوح والرئيس يتسربل بالدهش وأيدي شعب الأرض ترتجف على مقتضى طريقتهم وأصنع بهم وبحسب أحكامهم أحكم عليهم فيعلمون أني أنا الرب”. وتبدوا أن هناك مدلولات عظيمة أخرى بحتمية المصير الأسود والمقاضاة الالهية التي لارجعة فيها بعد أن أصبحت قدرا محتوما لعقوبة هذه الأمة الضالة بعد أن أكدت مجمل أسفار التوراة على خروجهم من شروط الاصطفاء وتساقطهم من معظم اختبارات السماء بشكل لا تساهل فيه بعد الإنذارات المتكررة والوعيد المستمر فلم يبقى سبيلا للتساهل ولا مسوغا للرحمة بعد هذا الانقلاب المستمر على شريعة الرب وقد بلغ لنا حزقيال هذا في [الفصل 12 الآية 27-28]
“ ياأبن البشر هوذا آل إسرائيل يقولون أن الرؤيا التي هو رائيها هي بعد أيام كثيرة ونبوءته على أزمنة بعيدة . لذلك قل لهم هكذا قال السيد الرب أنه لايؤخر فيما بعد من كلامي شيء والكلمة التي أتكلم بها تتم يقول السيد الرب”.
ولاتحتاج الايتين اعلاه الكثير من التأمل في معرفة موضع يد المحرف فيهما فهي تعبر عن سياق متكرر من حالات الجبر بالخاطر وإشاعة حالة من الاطمئنان عمد اليها المنشيء دائما عقب كل وعيد بالعقوبة والمقاضاة والتقريع من الرب ليعطي لهذا الشعب صكا مفتوحا بالتمرد والعصيان لاتنفع معه أي من العقوبات والتقريعات والانذارات لذلك ترى انه في الايه [28] قد حدد زمنا وسطيا وحرص على توكيده كي لايوحى لأحد بأن هذه العقوبات هي قرار الهي نهائي وحاسم فلا يمده لآخر الأزمنة لأن ذلك سيؤشر حتما استبعاد هذا الشعب من إمتيازات الاختيار والاصطفاء وتثبت أحراج اليهود من نكران بعثة المسيح ويوجب دخولهم للمسيحية حتما لذلك أحتاج المنشيء أن يبقي هذا الشعب على شريعته ويكسبها الكثير من المشروعية ويعطيها الامتياز بأن تأخذ الدور المستقبلي بخروج المخلص والأمة التي سترافقه منهم فعايشوا المسيحية معايشة سلمية في مشروع دغدغة المشاعر الدينية ليخرجوا بأنفسهم من ذلك الإحراج ويتجاوزوا التعقيدات الجدلية التي ستنال من مشروعهم المحرف وفعلا تم لهم ماأرادوا بعد أن توحدوا مع المسيحيين غير الاصلاء في مشروع واحد واشتركوا بهدف موحد فأسقط المسيحيين اللعنه على اليهود في صلواتهم في صك بابوي بعد عدة اجتماعات مسكونية كما يسمونها وصدر هذا الصك بعنوان تبرئة اليهود من دم المسيح.
تحقيقات
احمد(الحسن) البصري راية ضلالة ويدعو الى نفسه
وقد نشر احمد (الحسن) منشوراً بختمه تحت عنوان ( السيد احمد الحسن اليماني الموعود ) الصادر بتاريخ 21/ ربيع الثاني / 1426هـ.ق ويذكر فيه انه هو اليماني ويستدل على ذلك بعدة امور وانه هو المهدي وانه اول الممهدين وانه معصوم وانه امام مفترض الطاعة وقال في نهاية المنشور ( وامري ابين من الشمس في رابعة النهار واني اول الممهدين واليماني الموعود) فاقول اما قولك انك اليماني الموعود الذي عده اهل البيت (ع) من العلامات الحتمية لقيام الامام المهدي(ع) فيرد عليه ان في قولك هذا تناقض واضح مع اقوالك السابقة فقد ذكرت في المنشور الصادر باسمك وختمك بتاريخ 5/ شوال / 1424 هـ.ق ماهذا نصه( فاعلموا ايها الناس انه لا يماني الا من كان لي كيميني داعي لأمري هادي لصراط الله الذي اسير عليه بارشاد ابي الامام المهدي(ع) محمد بن الحسن (ع) اي ان اليماني يكون على يمينك وتحت امرتك ويدعو لك ويهدي الى طريقك الذي تسير عليه كما هو واضح من كلامك . وقلت في منشورك المعنون بعنوان ( السيد احمد الحسن اليماني الموعود) ما هذا نصه ( ثانيا/ انه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم ) وتقصد اليماني- والدعوة الى الحق والى الطريق المستقيم او الصراط المستقيم تعني ان هذا الشخص لا يخطأ فيدخل الناس في باطل او يخرجهم من حق اي انه معصوم منصوص العصمه ...) وقلت ايضاً ( النتيجة مما تقدم في اولاً وثانياً ان اليماني حجة من حجج الله في ارضه ومعصوم منصوص العصمة ) فاقول اذا تنزلنا جدلاً وقلنابعصمة شخص غير الائمة المعصومين الاربعة عشر ، فحتماً لا تكون انت لانك خالفت كلامك بكلامك وتناقضت اقوالك فقد قلت في منشورك ان اليماني كيمينك ويدعوا لك ثم جئت وقلت وادعيت في المنشور الاخر انك انت اليماني وانك معصوم فاما تكون اخطأت او نسيت او سهوت او غفلت وكل هذا لا يكون في المعصوم كما لا يخفى على احد وبهذا يتبين كذب ادعائك وبطلان اقوالك اما قولك ان اليماني منصوص العصمة وتقصد بذلك نفسك فهذا مما هو واضح البطلان ولا يحتاج لاقامة الدليل عليه فان من المتسالم والمتعارف عليه ان المعصومين اربعة عشر لا غير وكلامك هذا كذب وافتراء وهذا وحده دال على انحرافك وبطلان دعوتك ثم انك قلت في نفس منشورك( السيد احمد الحسن اليماني الموعود) ما هذا نصه ( وبهذا يكون اليماني اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الايمن اثر وفي بدايه ظهوره يكون شاباً وفي رأسه حزاز واعلم الناس بالقران وبالتوراة والانجيل بعد الائمة ومقطوع النسب ويلقب بالمهدي وهو امام مفترض الطاعة من الله ) ويرد عليه : اما قولك اسمه احمد ومن البصرة فهذا ادعاء من دون دليل او حجة بل الدليل والحجة على خلافه فقد ورد ان اليماني اسمه حسين او حسن وانه يخرج من اليمن ففي البحار ( ويظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين او حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن ) والمقصود بالرواية اليماني كما لا يخفى وقولك وهو امام مفترض الطاعة من الله . وهذا مالم يقم عليه دليل ايضاً بل الدليل على خلافه حيث ان الائمة اثني عشر اماماً لا غير وهذا ما صرحت به الروايات سواء كانت عن طريق الشيعة او السنة فمن اين اتيت بهذا الكلام يا ترى وكيف تدعي هكذا دعوة ثم انك قلت في المنشور الصادر وبختمك بتاريخ 13/ جمادى الثاني/1425هـ محاولاً الاستدلال بروايات اهل البيت(ع) وتقول انك قد ذكرت من قبل ابائك الائمة في رواياتهم حيث قلت في الفقرة الاولى ما هذا نصه( يا علي انه سيكون بعدي اثنى عشر اماماً ومن بعدهم اثنى عشر مهدياً ) ثم قلت في الفقرة الثانية ( في البحار {.. قلت للصادق جعفر بن محمد(ع) يا بن رسول الله سمعت من ابيك(ع) انه قال يكون من بعد القائم اثنا عشر اماماً ؟ فقال: انما قال اثنى عشر مهدياً ولم يقل اثنى عشر اماماً } ) وبهذا يتبين انك ادعيت باطلاً وافتريت كذباً على الله ورسوله (ص) الذي بين وذكر ان الائمة اثنى عشر اماماً وقد تناقضت اقوالك ايضاً فمرة تقول ان اليماني امام مفترض الطاعة وهو انت كما تزعم المهدي الاول ومرة تخط بيدك وتكتب روايات الائمة التي تنص على ان الائمة اثنا عشر وان الذين يأتون بعد الامام المهدي(ع) هم ممهدين وليسوا ائمة كما هو واضح فاين هي العصمة التي تدعيها . ثم انه ورد في وصف اليماني انه ابيض كالقطن وان في جسمه علامات كما في الرواية نقلاً عن البحار ( ويظهر ملك في صنعاء اليمن ابيض كالقطن..) كما ان اليماني هو المنصور كما لا يخفى وهذا ما تقره في كتاباتك حيث قلت في نفس المنشور السالف الذكر( وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور...الخ) وقد ورد في الرواية عن ابي جعفر (ع) في رواية طويلة يصف فيها السفياني ودخوله للمدينة قال:( ويبعث بعثاً الى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ ال محمد صغيرهم وكبيرهم ) بحار الانوار ج52 - وفي رواية ( يهرب المهدي والمبيض .) وبهذا نتبين ان المنصور هو المبيض ( اي انه ابيض البشرة) فاليماني ابيض وانت يا احمد الحسن اسمر شديد السمرة كما قد رأيناك وهذا مما يعرفه جميع من رأك فكيف تدعي ماليس لك . * قلت في منشورك الصادر باسمك وختمك بتاريخ 13/جمادي الثاني/1425هـ.ق ما هذا نصه( فلقد اوصاكم بابائي الائمة الاثنى عشر (ع) وبي وبأبنائي الاثنا عشر ) وهذا نص منك بان ابنائك المهديين كما تدعي اثنا عشر من ولدك ثم ذكرت في منشورك الصادر باسمك وختمك بتاريخ 21/ربيع الثاني/1426هـ.ق بان المهديين من ولدك احد عشرمهدياً. وهذا تناقض واضح فاين العصمة التي تدعيها ، وهذا نص كلامك في المنشور( عن الصادق انه قال: ان منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين) وعن الصادق ايضاً قال :( ان منا بعد القائم احد عشر مهدي من ولد الحسين ) وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الاول وليس الامام المهدي(ع) لان الامام (ع) بعده اثنا عشر مهدياً) الى هنا انتهى كلامك.
* ورد في الرواية عن الباقر (ع) في ذكر اليماني والتي ذكرتها في منشورك(السيد احمد الحسن اليماني الموعود) (( يدعو الى صاحبكم )) اي اليماني ، وانت تقول انا اليماني علماً انك تدعوا الى نفسك وهذا لا يحتاج الى برهان بل هو واضح للعيان وشاهد ذلك الالقاب التي وضعتها لنفسك حيث قلت : انا( روضة من رياض الجنة اخبر عنها رسول الله (ص) وتسمي نفسك بقية ال محمد والركن الشديد ووصي ورسول الامام المهدي(ع) الى الناس اجمعين المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل والمنصور باسرافيل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) وذكرت في كل ذلك البيان الاول الصادر في 1/شوال /1424هـ.ق وعلى هذا ترد عدة ملاحظات بعضها نذكرها والبعض الاخر لضيق المقام لا نذكرها :-
1- بهذه الالقاب شهادة منك بانك تدعو الى نفسك وليس للامام(ع) وهذا تدركه ابسط الناس.
2- قولك ( بقية ال محمد) ويرد عليه ان الامام المهدي (ع) بقية الله ولم يرد ذكر بقية ال محمد فان كان المقصود بال محمد هم الائمة الاثنا عشر فالامام المهدي(ع) هو البقية منهم وان كان المقصود بني هاشم فهم كثيرون وان كان المقصود الشيعة فهم اكثر.
3- قولك (الركن الشديد) ويرد عليه ما جاء عن الامام الصادق (ع) قال:( قوة القائم، والركن الشديد هم اصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ) تفسير العياشي ج2- وتفسير القمي ج1 -فقد ذكر الامام الصادق (ع) ان الركن الشديد هم اصحاب الامام الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً وليس واحداً منهم دون الباقين والا لقال الامام الصادق (ع) وهو في مقام البيان والتفسير ان الركن الشديد رجل من اصحابه ولم يقل الركن الشديد اصحابه .
4- اما قولك (وصي الامام ) فيرد عليه ان وصي الامام المهدي(ع) هو الحسين (ع) وان الذي جاء بالروايات ان الذي يخرج قبل الامام المهدي(ع) ومعه هو وزيره اليماني فلماذا لم تدعي انك وزير الامام (ع) وهذا لا يخلو من امرين اما انك تعرف وزير الامام (ع) وهو شخص غيرك وهو اليماني الحقيقي الصادق واما انك تجهل ان الذي يخرج قبل الامام ومعه هو وزيره ويرد عليه كيف تدعي انك اعلم الناس بعد الائمة (ع ) تجهل ذلك.
* تدعي انك انت اليماني الموعود وانك ابن الامام (ع) والمهدي(ع) حسيني كما لا يخفى؟! علماً ان الثابت ان اليماني حسني النسب واليك بعض الادلة على ذلك مراعاة للاختصار :-
1- ان اليماني هو الذي يسلم الراية بيد الامام (ع) كما هو ثابت وكما تقر انت في منشوراتك علماً ان الروايه الواردة عن الامام الصادق(ع) ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح -الى ان قال- فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسين) بحار النوار ج53 . وقد قلت في منشور ( السيد احمد الحسن اليماني الموعود) عن الباقر (ع) ( ان لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة اثنى عشر الف بخراسان شعارهم احمد احمد يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء عليه عصابة حمراء كاني انظر اليه عابر الفرات فاذا سمعتم بذلك فسارعوا اليه ولو حبوا على الثلج )، وقلت متابعاً ( احمد هو اسم المهدي الاول ) وتقصد بذلك نفسك علماً ان الامام الصادق (ع) قال: ان كنوز الطالقان تجيب الفتى الحسني واليك الرواية( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الوجه الذي نحو الديلم وقزوين فيصيح بصوت له فصيح يا ال احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح ، فتجيبه كنوز الطالقان واي كنوز ليست من ذهب ولا فضة بل هي رجال كزبر الحديد ..الخ) وبهذا يتضح لنا عدة امور:-
1- ان كنوز الطالقان تجيب الفتى الحسني وهو اليماني الموعود بدليل الرواية التي سقتها اليك وانت تدعي ان كنوز الطالقان تجيبك انت احمد المهدي الاول وانت كما تدعي ابن الامام (ع) اي انك حسيني النسب .
2- المقصود بشعارهم احمد احمد ليس كما تدعي بدليل ان القائد الحسني الذي تجيبه كنوز الطالقان ينادي يا ال احمد اجيبوا الملهوف فلو تنزلنا جدلاً انها تنادي باسم القائد احمد احمد فقد ثبت ان القائد الذي تجيبه هذه الكنوز حسني النسب وليس حسيني كما تدعي ، ولكن الحق ان هذه الكنوز رجال الطالقان شعارهم احمد احمد المقصود منه اما رسول الله (ص) فان اسمه الثاني كما لا يخفى احمد واما ان يكون المقصود اسم الامام المهدي (ع) والذي هو احمد وهو الاسم الثاني لكلاهما وبدليل نداء الحسني يا ال احمد .
* ورد في منشورك المسمى ( نداء رقم واحد الى بقية اعمال الحج ) الصادر بتاريخ 1شوال 1424هـ.ق ( الى السيد محمود الحسني (عليه السلام) والى السيد الحسني الصبيح الوجه من بين جبال الديلم وقزوين والى السادة الستة الكرام المقربين من الامام المهدي(ع) والى السادة التسعة عشر المتصلين بالامام المهدي(ع) عليكم اظهار الطاعة والاعلان عنها والامتثال لوصي الامام المهدي(ع) ومبايعته بشكل علني وعلى رؤوس الاشهاد . وبعكسه تكونون عاصين لامر الامام المهدي محمد بن الحسن(ع) ) فيرد عليه انك وثقت هؤلاء الاشخاص ومدحتهم واقررت باتصالهم بالامام المهدي (ع) وجعلتهم من خاصته والمقربين اليه وعددهم كما ذكرت سبعة وعشرين شخصاً متصلاً بالامام المهدي(ع) وهؤلاء السبعة والعشرين لم يجيبك احد منهم ويعلن ذلك على رؤوس الاشهاد ولم يظهر الطاعة لك بل على العكس من ذلك فان اولهم وافضلهم كما قلت السيد محمود الحسني الذي قلت عنه (عليه السلام) قام بتكذيبك على رؤوس الاشهاد واظهر كذبك ودجلك وذلك في فتوى صدرت عنه رد على استفتاء ورد باسم (مهند شياع ) وقد ذكرتم ذلك في كتابكم الافحام لمكذب رسول الامام وهذا يستلزم العمل بقول السبعة وعشرين المتصلين بالامام وترك قولك لانه ليس حجة على الناس.
* ذكرت في الكثير من منشوراتك قال لي ابي اخبرني ابي امرني ابي وغير ذلك كالمنشورات الصادرة منك بتاريخ 1شوال 1424هـ.ق المسمى البيان الاول ثم ذكرت في المنشور الصادر عنك بتاريخ 20 صفر 1425هـ.ق ما هذا نصه ( وانا العبد الفقير اول من تبرأ منهم بعد جدي الامام المهدي(ع)) فيرد عليك ان هذا تناقض واضح وانت تدعي العصمة فان قلت المقصود بابي معناه جدي استناداً الى الاجداد اباء وان صعدوا اقول : قد ذكرت في منشورك ( اليماني الموعود ) الرواية الواردة عن الصادق (ع) عن ابائه عن رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته( … ثم يكون من بعده اثنى عشر مهدياً فاذا حضرته الوفاة فيسلمها الى ابنه اول المهديين له ثلاثة اسماء اسم كاسمي واسم ابي هو عبد الله واحمد والاسم الثالث المهدي هو اول المؤمنين ) فبعد التسليم جدلاً بصحة الرواية وعدم وجود التصحيف فيها اقول : الرسول(ص) كان في مقام البيان حيث قال يسلمها الى ابنه والمقصود ابنه بالمباشرة والا لو كان من ذريته لقال يسلمها الى رجل من ذريته او احد ابنائه او الى حفيده . ثم يرد على هذه الرواية عدة اشكالات :
1- انها متعارضة بروايات الرجعة وقول الائمة(ع) بان الامام المهدي (ع) يسلمها الى الحسين (ع)ففي تفسير العياشي عن صالح بن سهل عن ابي عبد الله(ع) في رواية طويلة قال:(بذلك جاء الحجة الموت فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وايلاجه حفرته الحسين ولايلي الوصي الا الوصي) وهذا يعني ان الذي يلي بعد الامام المهدي(ع) هو الحسين(ع).
2- ان هذه الرواية معارضة بالروايات التي تقول ان المهدي يبايع بين الركن والمقام وله ثلاثة اسماء احمد وعبد الله والمهدي ومن المسلم عندنا ان الذي يبايع بين الركن والمقام هو الامام المهدي(ع) عن حذيفه بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول - وذكر المهدي- انه يبايع بين الركن والمقام اسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه اسماؤه ثلاثتها . والدليل على ان الذي يبايع بين الركن والمقام هو الامام المهدي(ع) وليس شخصاً غيره وهناك عدة امور :-
أ- ان اليماني هو المنصور وكما تقر بذلك انت فقد ورد في الروايات (يهرب المهدي والمنصور..الخ)وفي ذلك دلالة على ان البيعة للامام المهدي وليست للمنصور .
ب- انك قلت ان اليماني اول الثلاثمائة والثلاثة عشر والمسلم ان الثلاثمائة والثلاثة عشر يبايعون الامام بين الركن والمقام .
ج- فقد ورد عن امير المؤمنين(ع)(ان الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام يطهر الارض ويضع ميزان العدل فلا يظلم احدا احدا).
3- استدل انصارك في كتاب ( النور المبين في اخبار الصادقين) بهذه الرواية وبالاخص اول المؤمنين هو الداعي واليك نص الكلام بعد ذكر الرواية (... وهو اول المؤمنين ) فهو اول من يؤمن بقضية الامام المهدي(ع) ومعلوم ان اول من يؤمن يكون هو الداعي كما كان ذلك في علي بن ابي طالب (ع) ويرد عليه ان الداعي هو رسول الله (ص) وليس امير المؤمنين (ع) فامير المؤمنين اول من امن برسول الله (ص) فاصبح اول المؤمنين ، فهنا صاحبكم اما ان يكون هو الداعي فيكون له شبهاً بالرسول الكريم واما ان يكون اول المؤمنين فيكون له شبه بالامام علي (ع) فلا يمكن ان يكون الداعي هو اول المؤمنين كما لا يخفى على ذي لب . ان معنى اول المؤمنين هو اول من امن بالداعي وبهذا يتضح بطلان كلامكم واستدلالكم .
* الوارد والمعروف ان رسول الله (ص) دعى الى الاسلام والتوحيد وعندما ارسل الى كسرى ملك الفرس كتب له (اسلم تسلم ) ولم يقل له مكني من حكم بلاد فارس كما انه عندما دعا قريش واهل مكة قالوا له( ان كنت تريد مالاً جعلناك اكثرنا مالاً وان كنت تريد سلطاناً وليناك علينا ) لكنه رفض كل ذلك واصر على الدعوة الى الاسلام والوارد ايضاً في الروايات ان اليماني له دعوة كدعوة جده رسول الله (ص) وانه يدعو الى اسلام جديد وانت تدعي انك اليماني واول عمل عملته انك طالبت (السيد علي الخامنئي ) بتسليمك الحكم في ايران والشعب الايراني تمكينك من حكم بلاد ايران كما طلبت من اهل العراق تمكينك من حكم العراق كما طالبت حكومات الدول الاسلامية المتسلطة والمنتخبة وخاطبت شعوب الدول الاسلامية بتسليمك وتمكينك من حكومتها وذلك بمنشورك نداء رقم (2) الصادر بتاريخ 1شوال 1424هـ.ق ومنشورك نداء رقم 3 الصادر بنفس التاريخ ومنشورك الصادر في 15 ذي القعدة 1424هـ
* قلت في المنشور المسمى البيان الاول الصادر باسمك وختمك بتاريخ 1شوال 1424هـ.ق( واول معجزة اظهرها للمسلمين وللناس اجمعين هو اني اعرف موضع قبر فاطمة (ع) بضعة محمد(ص) وجميع المسلمين مجمعين على ان قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه الى الامام المهدي (ع) وهو اخبرني بموضع قبر امي فاطمة (ع) وموضع قبرفاطمة (ع) بجانب قبر الامام الحسن(ع) وملاصق له وكأن الامام الحسن المجتبى (ع) مدفون في حضن فاطمة (ع) ومستعد ان اقسم على ما اقول .
3- ويرد عليه:ان المعجزة لا بد ان تكون ظاهرة للعيان ومحسوسة وهذا الذي تدعيه ليس محسوساً او ظاهراً الا ان تقول بنبش قبر الامام الحسن والتاكد من صدق كلامك وهذا مما لا يجوز شرعاً . واما قولك انك مستعد للقسم علىذلك فاقول لو كان الامر بالقسم لما احتجت الى المعجزة التي تدعيها ولحسم النزاع بالقسم من اول الامر فما هذا التهافت بالكلام يا رجل .
* ذكرت في احد منشوراتك الذي يحمل اسمك وختمك الصادر بتاريخ 13 جمادي الثاني 1425هـ.ق ما هذا نصه( واعلن باسم الامام محمد بن الحسن المهدي(ع) ان كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الامام المهدي(ع) بعد 13 رجب 1425 هـ.ق فهو:
1- خارج من ولاية علي بن ابي طالب (ع) وهو بهذا الى جهنم وبئس الورد المورود - الخ .
2- ان رسول الله محمد بن عبد الله (ص) بريء من كل من ينتسب اليه ولم يدخل في هذه الدعوة ويعلن البيعة... الخ . ويرد عليه : اما بعد ان ثبت لديك ان كل من لم يلتحق بدعوتك خارج عن ولاية امير المؤمنين (ع) وهو من اهل جهنم وان رسول(ص) بريء من كل من لم يدخل في دعوتك فلماذا تدعو الناس من بعد التاريخ الذي ذكرته وهو 13 رجب 1425هـ.ق وتنشر منشوراتك التي تدعو فيها من اعتبرتهم خارجين عن ولاية علي (ع) ومن اهل جهنم وان رسول الله (ص) تبرأ منهم وانت المعصوم الذي يفعل ما يقول كما تدعي وكما يظهر ذلك من منشورك( السيد احمد الحسن اليماني الموعود) الذي صدر بتاريخ 21 ربيع الثاني 1426هـ.ق وبمنشورات اخرى نترك التعرض اليها مراعاة للاختصار .
* قلت بالمنشور الصادر بتاريخ 13 جمادي الثاني 1425 هـ . ق ما هذا نصه( عن الامام الباقر (ع)قال: للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فاما الذي يعلن فاحمد واما الذي يخفى محمد ) وذكرت مصدر الرواية كتاب كمال الدين الجزء الثالث فيرد عليه : انني راجعت الكتاب فوجدت الرواية هكذا ( عن الباقر (ع) عن ابيه عن جده(ع) قال امير المؤمنين(ع) وهو على المنبر( يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض اللون مشرب بالحمرة مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامه على لون جلده وشامه على شبه شامة النبي (ص) له اسمان اسم يخفى واسم يعلن فاما الذي يخفى فاحمدواما الذي يعلن محمد … الخ) كمال الدين ج2 . ومعنى هذا يامعصوم كما تدعي صرت تحرف الكلام وروايات اهل البيت(ع) بل انك رحت تكذب على الله ورسوله والائمة الطاهرين حيث جعلت الاسم الذي يخفى هو محمد والذي يعلن هو احمد لكي يتلائم مع اهواءك ودعواك . ويرد عليك ايضا انك نقلت بعض الرواية وتركت بدايتها التي يذكر فيها الامام وصف القائم حيث قال : ( يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض اللون مشرب بحمرة ...الخ ) الرواية وانت تدعي ان هذا الرواية تنطبق عليك وانت كما قد رأيناك وذكر اصحابك في اصداراتهم انك شديد السمرة وانما بترت وتركت بداية الرواية لانها لاتنطبق عليك حيث ورد ان القائم ابيض مشرب بحمرة وانت يا شيخ اسمر واذا كنت خلاف ذلك فاظهر للناس لكي ترى الحقيقة بعينها وهذا هو التمويه والدجل واضح كما لا يخفى .
2- ذكرت في كتاب النور المبين في اخبار الصادقين احد اصدارات انصاركم الذين هم على شاكلتك كما هو واضح جاء فيه ص25 ( ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ضلماً وجورا) وواصل الكاتب كلامه قائلاً ( ان الحادي عشر من ولد امير المؤمنين (ع) هو الامام المهدي (ع) والذي من الامام المهدي(ع) اي من ذريته هو المهدي الاول فامير المؤمنين(ع) يتفكر في امر المهدي الاول فالذي يقود الحرب هو المهدي الاول(ع) لا كما يعتقد الناس انه الامام (ع) وهو من يملأها عدلاً بامر الامام المهدي(ع) ) انتهى ماجاء في الكتاب . ومعنى كلامه هذا ان المولود الذي يتفكر فيه الامام علي (ع) يخرج من ظهر الامام المهدي لانه هو الحادي عشر من ولد علي . ويرد عليه:
1- بعد مراجعة امهات الكتب وجدت الروايه هكذا( عن الاصبغ بن نباته قال ( اتيت امير المؤمنين علي(ع) ذات يوم - الى ان قال- ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ضلما وجورا) غيبة النعماني ص69 والكافي ج1 بحار الانوار ج51 تقريب العارف ، كفاية الاثر ، كمال الدين ج1.
2- انكم قد تمسكتم بالرواية التي وردت في كتاب الغيبة للطوسي والتي ورد فيها لفظ (من ظهر ) وقد تكون الرواية مصحفة وان الياء سقطت من الكلمة وذلك يحصل بكثرة كما لا يخفى بدليل ان الشيخ الطوسي لم يعلق عليها واوردها في غيبة الامام المهدي(ع) في الكلام عنه (ع) وانكم قد تركتم الكتب التي ذكرتها لكم الان والتي وردت فيها الكلمة بلفظ ( من ظهري) فيكون المقصود الامام المهدي (ع) وليس شخص من ظهره اي تكون العبارة (احد عشر من ظهر علي وتقع الحيرة والغيبة في الحادي عشر ) .
3- اذا اختلفنا نرجع الى الكافي حيث ان ( احمدكم الحسن) قد بعث الينا برسالة ذكر فيها { من اراد الحق فرواية تكفيه ومن لم يرد الحق فالكافي لا يكفيه} وبهذا يقر احمد الحسن بصحة الكافي وما جاء فيه وقد نشرنا رسالته والرد عليها في العدد7 من صحيفتنا القائم وكما نقل عن الامام المهدي (ع)( الكافي كافي لشيعتنا ) وكما قال كبار العلماء المناقشة في سند الكافي حرفة العاجز وكذلك ان الكافي احد الكتب الاربعة التي يعتمد عليها الاخباري والاصولي وجاءت الرواية في الكافي ج1 بلفظ ( من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي)
4- تدعون بان احمد هو الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا علما انكم ناقضتم انفسكم بانفسكم حيث ذكرتم في نفس كتابكم في ص24 نقطة رقم8 ما هذا نصه ( اتاح الله لال محمد برجل منا اهل البيت يسر بالتقى ويعمل بالهدى ولاياخذ في حكمه الرشا والله اني لاعرفه باسمه واسم ابيه .. ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطا وعدلا ) ثم اكمل كاتبكم كلامه قائلا ( وانتبه لمقوله الامام اني لاعرفه باسمه واسم ابيه وهي معرفة الاسم - ميزة للامام ولو قصد الامام الصادق(ع) الامام المهدي(ع) بهذا الحديث لم تكن ميزة مختصة بالامام بل جميع من اطلع على وصية الرسول (ص) عرف اسم الامام المهدي(ع) بل جميع من اراد معرفة اسمه عرفه ). واراد بذلك صاحبكم ان يثبت ان الرجل الذي يسير بالتقى ويعمل بالهدى هو احمد الحسن . ويرد عليه اذا كنتم تعتقدون ان الرجل الاول هو صاحبكم اذا فان الرجل الثاني الذي ورد في ( ثم يأتينا ذوالخال والشامتين ) هو الامام المهدي وهو بنص الرواية الذي يملأها قسطاً وعدلا فكيف تدعون ان احمد الحسن هو الذي يملأها عدلا وهذا تناقض واضح في كلامكم .
* ذكرت يا احمد البصري في منشورك الصادر بتاريخ 13 جمادى2 1425 هـ .ق ما هذا نصه ( عن امير المؤمنين (ع) في خبر طويل فقال الا وان اولهم من البصرة واخرهم من الابدال ) وعن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به اصحاب القائم (ع) ( … ومن البصرة … احمد ...,) انتهى الكلام . حيث انه يعتبر نفسه مصداقا للرواية لان اسمه احمد وانه من البصرة .فيرد عليه بعدة امور:
1- اذا كان من باب الانطباق واولوية الظهور والخروج حيث ان اولهم من البصرة ورد في الروايات ان اول الدجالين من البصرة فقد ورد عن الامام علي(ع) (.. واول الدجالين يظهر من البصرة ) وفي كتاب الملاحم والفتن ( يخرج دجال من دجلة البصرة وليس مني وهو مقدمة الدجالين كلهم اذا لا يمكن الاحتجاج بالاولوية فلو صح ذلك لكان يحتمل ان تكون انت اول الدجالين خاصة وانك من البصرة .
2- اذا كان الامر بالاسماء والالقاب فقد وردت روايات تذكر خروج شخص قبل الامام المهدي(ع) اسمه عوف السلمي وانت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى احوالك هو احمد اسماعيل السلمي فلربما تكون انت المقصود بالرواية فان قلت ان ذلك الشخص اسمه عوف وان اسمي احمد اقول ان اسم ابيك هو اسماعيل وليس المهدي كما تدعي انك ابن الامام المهدي(ع).
3- ان الرواية التي ذكرتها للاستدلال عليك هو انك من الاصحاب ومن البصرة والرواية لم تذكر اسم احمد اول الاصحاب من البصرة حيث تقدم عليه عبد الرحمن بن الاعطف بن سعد وهذا نص الرواية كما في بشارة الاسلام ( ومن البصرة عبد الرحمن بن الاعطف بن سعد واحمد ومليح وحماد بن جابر ) واخيرا اقول قد ثبت بما لا يقبل الشك كذبك وبطلان دعوتك فان ادعيت مكابرة القسم بابي الفضل العباس او المباهلة اقول لك : لقد ذهب معك بعض الناس الذين اختلفوا معك وقسم احدهم امام الجميع وفي ضريح ابي الفضل (ع) بعد ان قلت لهم ان قسم ذلك الشخص سوف لا يخرج من الضريح الا ان يموت او يمسخ وقد كان احد الرجال قد تحداك وقال اقسم وادخل واخرج من باب ابي الفضل سبع مرات وفعلا كان ذلك ولم يصيبه شيء فلاتدعو بعد ذلك الى القسم والمباهلة لانك قد جربت ذلك فلم تنصح ولم تفلح واخيراً اقول عجبا للعلماء لماذا لم يردوا على هذا الكذاب بالادلة والبراهين القطعية واكتفوا بالفتوى فقط .
ولعنة الله والملائكة والرسل والأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين على الظالمين والمفترين والكاذبين المخادعين المضلين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
الاخيرة
احمد (الحسن) البصري يدّعي انه الامام الثالث عشر!!
لقد ابتلى الدين الاسلامي والمسلمون ببعض الذين يحسبون على الاسلام والمسلمين منذ العصور الاولى لانطلاقه وانتشار نوره على الكرة الارضية ، ونتيجة لذلك استغل بعض اعداء الاسلام والذين يتربصون به اولئك المنحرفين الضالين الكاذبين في الطعن بالدين الاسلامي والاستهزاء بالاسلام والمسلمين ولم يختصر هذا الامر على مذهب دون اخر او طائفة دون اخرى بل ان ذلك شمل جميع المذاهب دون بعضها ولم تسلم منه طائفة من الطوائف . فقد ابتلي المذهب الشيعي باولئك المنحرفين المضلين الدجالين الذين اساءوا للمذهب الحق والطائفة الامامية الاثني عشرية وهذا ما اكده العلماء والباحثون في كتبهم التي ذكروا فيها بعض اصحاب الائمة ووكلائهم وثقاتهم فقد ذكروا ان هؤلاء الوكلاء والاصحاب انحرفوا وضلوا وقد تبرأ منهم الائمة في وقتها ، فقد ذكر ذلك السيد الشهيد الصدر في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) ج1 وهذه مقتطفات من كتابه بالنص على اولئك الوكلاء والاصحاب فقد قال السيد في موسوعته ما هذا نصه( اولهم : ابو محمد الشريعي .قال الراوي : اظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب ابي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) ، ثم اصبح من اصحاب الحسن بن علي العسكري(ع) ، ثم انه انحرف وكان اول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له . وكذب على الله تعالى وعلى حجته(ع) وينسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء .فلعنته الشيعه وتبرأت منه ، وخرج توقيع من الامام (ع) بلعنه والبراءة منه . ثانيهم: محمد بن نصير النميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، في الربح المادي والمنفعه الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضد شخص اخر يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهر البراءة منهما . ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 للهجرة وتوفي عام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذي توفي عام 260 هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالها الوكالة عن المهدي، وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنا بالعراق وكتبوا عنه . ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنى المهدي(ع) التحذير منه فكتب الى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد على القاسم بن العلا ، نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكر اسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) . رابعهم : محمد بن علي بن بلال ابو طاهر البلالي ، كان من اصحاب الامام العسكري . خامسهم : محمد بن احمد بن عثمان ابو بكر المعروف بالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيد السفير الاول (ره) .سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمر والباقطاني . ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر او العزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيم العقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح نصبه وكيلاً عنه عند استتاره من المقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهم ومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح . تاسعهم : الحسين بن منصور الحلاج .عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف الكاتب ) . وهناك الكثير غيرهم تركنا التعرض الى ذكرهم مراعاة للاختصار فهناك من اصحاب الرسول قد انحرفوا وكذلك من ولاة واصحاب امير المؤمنين (ع) واصحاب الحسن (ع) وقادة جيشه . اما الشيعة والموالين في زمن الحسين (ع) فموقفهم معروف لا يخفى على احد اضف الى ذلك من المنحرفين قسم من اصحاب الائمة من ذرية الحسين (ع) وقد ذكرت ذلك الكتب المعتبرة ولا حاجة الى الاطالة بذكره ، وبناء على ما ورد عن الرسول (ص) { اذا جاءتكم الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين} ومن اجل بيان قضية الامام المهدي (ع) للناس ورد الشبهات التي تحدث قبل قيامه المقدس(ع) وكشف زيف الدعوات الضاله المضله التي تتسبب في تضليل المؤمنين وانحرافهم والاساءة لرسول الله(ص) واهل بيته الاطهار والمذهب الشيعي والدين الاسلامي الحنيف واظهار بطلان المدعين الكاذبين المضلين الدجالين الذين يحاولون خداع الناس وتظليلهم وتمويههم عن الحق وعن دعاته واهله . ابدأ بسم الله العالم فاقول : ظهر في الاونة الاخيرة شخص يدعى ( احمد الحسن) او البصري وهو من اهالي البصرة واسمه الصريح احمد اسماعيل حسن السلمي يدعي انه رسول للامام المهدي(ع) ووصيه وابنه وانه اليماني الموعود وانه الامام الثالث عشر وانه معصوم منصوص العصمة وانه هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وقد ذكر عدة امور ينسبها الى نفسه ساتناولها من خلال هذا البحث محاولاً الوصول الى الحقيقة .
يذهب أحمد البصري (الحسن) وأتباعه إلى الاعتقاد بأن الأئمة ثلاثة عشر وأنه (أي أحمد البصري) الإمام الثالث عشر ، وحاول إيهام الناس وتضليلهم من خلال التلاعب في بعض الروايات وألفاظها أو تأولها على غير معناها والاعتماد في ذلك على سذاجة الناس البسطاء ، وسوف أثبت بما لا يقبل الشك إنشاء الله تعالى بطلان هذا الاعتقاد الخاطئ المنحرف المخالف لما عليه عقيدة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أنفسهم ولن أستدل إلا بما جاء في الكتب التي ألفها احمد البصري وبعض اتباعه والتي الفوها لتمرير ضلالهم . فقد جاء في كتاب (المهدي والمهديين ) الصادر عنهم والذي يدل على اعتقادهم بأن الأئمة ثلاثة عشر ما قاله الكاتب في الصفحة (90) من كتابه المذكور حيث جاء فيه:
[الأحاديث التي ذكرت أن الأئمة ثلاثة عشر وهي روايات متواترة المعنى] وقد استدلوا بذلك على الرواية الواردة في غيبة الطوسي والتي دونوها في كتابهم ونحن ننقلها نصاً كما في كتابهم في الصفحة (91) وهذا نص ما كتبوه : [ (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم محدثون من ولد رسول الله ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي (ع) هما الوالدان) - ثم قالوا - (خص الإمام الباقر هنا (الاثنى عشر إمام (ع) وهم بأجمعهم من ولد رسول الله (ص) كما سيجيء في الأحاديث المقبلة وهم أيضاً من ولد علي بن أبي طالب (ع) ثم إن الإمام يؤكد هذا في قوله : ( ورسول الله وعلي هما الوالدان ) وهو تأكيد قطعي لا يحتمل اللبس ولا الاشتباه فرسول الله (ص) وعلي (ع) هما أبوا الأئمة الاثنى عشر ٍ] انتهى كلامهم بخصوص هذه الرواية .
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قال الائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحد عشر إماماً هم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أمير المؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومن ولد علي وهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولكم الرواية على غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كون الأئمة اثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجد الكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فما بالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلى ربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حب البعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام في إغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كما ضلّ هو وهوى حيث قال في نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلته في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمة اثنا عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجه عليكم في الرواية نفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليب حينما قال : اثنا عشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) في الجنة أم لا . فإن قلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيان لليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ) فأين هو منزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضح البطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً . والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه مع الأئمة الاثنى عشر فلا حاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً . وأورد الكاتب في الصفحة (92 ) من الكتاب ما هذا نصه :[ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنا عشر آخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ] . فأحمد البصري وشياطينه الذين يشتركون معه في الدجل يوهمون الناس ويضلونهم ويصورون الرواية هكذا : استناداً إلى كلمة من (ولدها ) يعني الاثنى عشر غير أمير المؤمنين فهو ليس من ولد فاطمة واثنا عشر من ولدها مع أمير المؤمنين يكون المجموع ثلاثة عشر ومعنى هذا آخرهم القائم يعني أحمد البصري هكذا يفترون على الله ورسوله وأولياءه ولكي يمرروا ضلالتهم ويخدعوا البسطاء الذين يثقون بكلامهم من دون فحص وتمعن مارسوا الدجل وقاموا بتحريف ذيل الرواية الذي جاء فيه : (ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ) وهو الذي كتبوه وقد أشاروا في هامش الكتاب إلى مصادر هذه الرواية فذكر إن من مصادرها ((شرح أصول الكافي للمازندراني ج7 ص373 ، من لا يحضره الفقيه ج4 ص180 ، كشف الغمة ج3 ، وسائل الشيعة بسندين ج11 ص490 ، ج16 ص242 .)) والحقيقة عندما رجعنا إلى هذه المصادر وجدنا أن ذيل الرواية هكذا : (( ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي )) فهم قد قاموا بتغيير كلمة (أربعة منهم علي) إلى (ثلاثة منهم علي) كل ذلك من أجل ألا ينتبه المؤمنون إذا تركوا الرواية على حالها . إن معنى أربع منهم يعني أن يدخل ضمن الاثنى عشر الإمام علي (ع) إضافة إلى علي بن الحسين زين العابدين وعلي بن موسى الرضا وعلي بن محمد الهادي (ع) )) لذلك قاموا بتغيير الرواية لكي يُخرجون علي من دائرة الاثنى عشر إمام ، ويدخل أحمد البصري الدجال بدلاً عن علي (ع) فيضلون الناس ويوهمونهم أن الاثنى عشر إمام كلهم من أبناء فاطمة وراهنوا في ذلك على سذاجة البعض من الناس وبساطة البعض الآخر وثقة البعض بهم وعدم الفحص خاصة إذا ما وجدوا أن الرواية مذكورة جميع مصادرها ، والحقيقة إننا لم نقف عند هذا الحد فرغم أن المصادر التي ذكروها في هامش الكتاب تذكر ((أربعة منهم علي)) إلا أننا بحثنا عن الرواية في كتب ومصادر أخرى مهمة ومعروفة فوجدنا إن تلك الكتب ذكرت : (( أربعة منهم علي )) وهذه بعض تلك المصادر ، ندعو من وثق بهؤلاء الدجالون مراجعتها والوقوف على الحقيقة بأنفسهم كما إننا ندعو كل من يحتمل في أن دعوة أحمد بن الحسن حق بمراجعة هذه المصادر والتأكد منها وهي : ((كمال الدين ج1 ص269 ؛ بحار الأنوار ج36 ص201 ؛ الإرشاد ج2 ص346 ؛ أعلام الورى ص386 ؛ جامع الأخبار ص17 ؛ عيون أخبار الرضا ج1 ص46 )) ألا لعنة الله على الدجالين الذي يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون .
فما معنى هذا الفعل يا ترى ؟! هل هو عصمة أم أنه الدجل بعينه وهل هذه الراية راية حق أم إنها راية ضلالة كما هو واضح . ولعمري إن هذه الأمر لوحده كافٍ في إثبات بطلان حركة أحمد البصري (الحسن) الذي راح هو وأتباعه يكذبون على الله ورسوله والأئمة الأطهار (عليهم السلام)
فأحمد البصري (الحسن) يدعي أنه الإمام الثالث عشر ويحاول سرد الأدلة التي لا تنطلي إلا على من تلبس به الشيطان أو غيرهم من الناس البسطاء فلو عدنا للصفحات الأولى من هذا الكتاب لوجدنا فيه ما يناقض ما ادعاه أحمد البصري وما ادعاه له أتباعه من الذين يساعدونه في إضلال الناس وإظهار الدجل ، فقد ذكروا في الصفحة (32) ما هذا نصه : [ومن المعلوم إنه ثبت عن طريق حديث رسول الله (ص) وأحاديث الأئمة (ع) إن الحجج على الخلق بعد رسول الله (ص) أربعة وعشرين حجة ، أولهم علي بن أبي طالب (ع) يتبعه أحد عشر إماماً ، ثم من بعدهم اثني عشر مهدياً والحديث في هذا الشأن متواتر ولا يقبل اللبس والاشتباه ] فهو في هذا المكان من الكتاب يذكر الحقيقة المعلومة وهي أن الأئمة اثنا عشر أولهم علي ومن بعده أحد عشر إماماً فكيف تدعي أن الأئمة من ولد علي اثنا عشر إماماً وتذكر إن أحمد البصري هو آخر الأئمة ؟ فما هذا التناقض ، أليس هذا دليلاً على بطلانكم واختلاف أقوالكم ولو كان كلامكم هذا من الله لما اختلفت أقوالكم .كما اخبر المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82.
ثم ذكر في الصفحة (33) : [ عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) : يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك (ع) أنه قال : ((يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً . فقال : إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )) ] سبحان الله ينقلون كلام أهل البيت (ع) في كتبهم ثم يخالفونه في نفس الكتب فهلا كان لديكم شيئاً من الحياء فاستحيتم من الناس ، لا نقول من الله ورسوله والأئمة الأطهار.
وقالوا في الصفحة (34) من كتابهم ما هذا نصه : [ ولو تساءلنا ما هي هذه الوصية التي هي من الأهمية حتى يقول فيها رسول الله (ص) : (لن تضلوا بعدي أبداً )) وما هو هذا الشيء الذي يسلمه أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسن وهو بدوره للإمام الحسين وإلى الإمام المهدي الذي هو بدوره يسلمها إلى أبنه أول الممهدين (ع) ، ولا أظنك تحتار يا قارئ في هذه المسألة فهي قطعاً (خاتم الإمامة) المنزل من الله تعالى الذي ورد فيه الحديث بأن كل كتاب من الله يأتي مفتوح إلا أمر الإمامة فإنه يأتي مغلق وكل إمام يفضه ويعمل بالذي فيه . الذي كان مسدد به أمير المؤمنين عليه السلام - أي روح القدس الأعظم - هو الذي يسدد الممهدين عليهم السلام وإليك عزيزي القارئ ما يزيل اللبس من حديثهم عليهم السلام حيث ورد عن ابن عباس ، قال : نزل جبرئيل (ع) بصحيفة من عند الله على رسول الله (ص) فيها اثنى عشر خاتماً من ذهب ، فقال له : إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيب من أهلك بعدك يفك منها أول الخاتم ويعمل بما فيها ، فإذا مضى دفعها إلى وصيّه بعده ، وكذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحداً بعد واحد ، ففعل النبي (ص) ما أمر به ، ففك علي بن أبي طالب (ع) أولها وعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسن (ع) ففك خاتمه وعمل بما فيها ، ودفعها بعده إلى الحسين (ع) ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين (ع) ، ثم واحداً بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم (ع) ] إلى هنا انتهى كلامهم.
ولي سؤال أود أن يجيبني عليه أحد وهو : لو كان أحمد البصري كما يدعي إمام وهو الإمام الثالث عشر فأين هو الخاتم الذي كان من المفروض أن يأتي به جبرائيل لو كان أحمد البصري إماماً كما يدعي هل نسي جبرئيل حاشاه من ذلك أم ماذا ؟ إنني حينما أناقش هذه الأدلة فذلك كله من أجل المغرر بهم والمنخدعين والمُضلَّلين الذين صدقوا بدعوته وإلا فبطلان هذه الأقوال لا يحتاج للنقاش .
ومما يؤكد كذب أحمد البصري (الحسن) وبطلانه ما ذكروه في الصفحة (69) من الكتاب المذكور ، فقد جاء عنهم هذا النص : [وفي سؤال السيد الحميري للإمام الصادق عن الغيبة وصحتها ؟ فقال له الإمام الصادق : (( ستقع في السادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (ص) ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم عجل الله فرجه بالحق ، وهو بقية الله في أرضه وصاحب الزمان ، والله ليبقى في غيبته ما بقي نوح (ع) في قومه ، ولم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] والحمد لله الذي كان لهم بالمرصاد حيث أوقعهم فيما كتبوه بأيديهم من حيث لا يشعرون .
فهذه واضحة الدلالة على أن الأئمة اثنى عشر لا غير أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم فهذه الرواية كافية في بطلان دعواهم بأن الأئمة ثلاثة عشر وأن أحمد البصري هو الإمام الثالث عشر . ولا يمكن أن يردوها أو يقولون عنها أنها ضعيفة أو ما شابه لأننا أخذناها من كتابهم فهم من أحتج بها . كما أنه يتضح من نفس هذه الرواية أن الإمام محمد بن الحسن المهدي هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا في حين أنهم يدعون أن الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو أحمد البصري (الحسن) وليس الإمام فقد ذكروا في آخر الصفحة (128) ما هذا نصه : [واتضح إن أحمد الحسن هو مهدي آل محمد ، وهو من يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] فهل هذا إلا التناقض بعينه فأين العصمة يا من تدعون العصمة .
ومما يؤكد بطلان دعوى إمامة أحمد البصري وإنه هو الإمام الثالث عشر ما جاء في الصفحة (69) حيث قال ما هذا نصه : [وقد ورد أن قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان المحمدي : (لم يبعث الله رسولاً الا وجعل له اثنا عشر نقيباً قلت : قد عرفت هذا من اهل الكتابين ، قال (ص) : عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة ؟ ثم قال : خلقني الله من نوره ، ومن نوري علياً ، ومن نورينا فاطمة ، ومن انوارنا الحسن والحسين ومن الحسين التسعة الائمة ، قلت : عرفني بهم قال (ص) : سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ، ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الامين على سر الله محمد بن الحسن المهدي الناطق بحق الله ) ] وكتب أيضاً في الصفحة (70) : [وورد عن النبي (ص) أيضاً قوله : (... ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله ) . ومن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً أن الأئمة اثنى عشر وإن آخرهم محمد بن الحسن المهدي عليه السلام).
ومما يؤكد بطلان ادعائهم من ان أحمد البصري (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وليس الإمام المهدي هو ما ذكروه في كتابهم في الصفحة (159) حيث حاولوا الاستدلال على أن أحمد البصري يؤسس دولة قبل قيام الإمام الحجة بن الحسن فأوردوا رواية جاء فيها : [فإذا انقضى ملك بني فلان ، اتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ... ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً] . فهم يقصدون بالشخص الأول أحمد البصري وإن صاحب الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً الإمام الحجة بن الحسن (ع) فهاهم مرة يقولون أن احمد (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ومرة يقولون أن الإمام الحجة بن الحسن هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وهذا هو التلاعب بالروايات وتأويلها بما تهوى نفوسهم الأمارة بالسوء .
ومن وجلهم وكذبهم وتضليلهم وخداعهم للناس وتشويه الحقائق ما نسبوه من روايات معصومية شريفة حيث اوردوا بعض الروايات وقالوا بأن المقصود بها احمد البصري حيث جاء في الصفحة (62 ) من كتابهم المذكور ما هذا نصه : [ ومن تلك الاحاديث ما ورد عن امير المؤمنين (ع) بعد ان سئل عن اسم المهدي (ع) فقال:(أما اسمه فان حبيبي قد عهد الي الا احدث به حتى يبعثه الله عز وجل . فقال اخبرني عن صفاته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر , يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه , بابي ابن خيرة الاماء ) فعلي ابن ابي طالب يقول هنا في تسميتة هذا الشاب ( اما اسمه فان حبيبي قد عهد إلي أن لا أحدث به به حتى يبعثه الله عز وجل ) سبحان الله هل إن اسم الإمام المهدي كان مخفياً في عهد رسول الله (ص) إذن اين هذا من الروايات الكثيرة التي ينقلها الشيعة والسنة في الإمام المهدي والتي ينقلها السعية خاصة في تسمية الإمام المهدي (محمد بن الحسن)]انتهى كلامهم .
واقول : انهم يصرحون بأن أحمد (الحسن) (مربوع القامة ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ) والحقيقة لابد أن تقال ولابد أن يزال الستار لتظهر الحقيقة كما يظهر ضوء النهار لذلك فإني أعلن أمام الله عز وجل وأمام الإمام المهدي (ع) إني سبق وأن رأيت أحمد البصري (الحسن) أكثر من مرة وصفته إنه رجل طويل القامة وليس كما يدعون من أنه مربوع القامة فالمربوع يعني ليس بالطويل وليس بالقصير كما أنه أسمر الوجه شديد السمرة وليس كما يدعون حسن الوجه كما انه جعد الشعر وليس حسن الشعر أو مسترسله كما يدعون أما قوله إن شعره يسيل على منكبيه فهذه هي الطامة الكبرى فإن شعره قصير وإذا تركه يطول فهو لا يكون مسترسلاً بل إنه يكون جعداً لذلك ومن أجل ردّ الباطل والانحراف ودعاة الضلالة ، أقول : لقد جعلتم قسم البراءة من الأدلة على صدق دعواكم فها أنا ذا أقسم قسم براءة فأقول : ( برئت من حول الله وقوته والجأت إلى حولي وقوتي إن كان أحمد إسماعيل البصري (الحسن) هو اليماني وانه مربوع القامة وحسن الوجه وحسن الشعر ويسيل شعره على منكبيه ) .
تعليقات
إرسال تعليق