العدد الثامن والثلاثون

منار القران
مفهوم الربوبية في القرآن
اطلقت كلمة الرب في مواضع كثيرة من القرآن ، وقد يتبادر الى ذهن القارئ لكتاب الله عز وجل بأن كل كلمة رب أينما حلت فهي تعني الله عز وجل ، الا ان هذا الأمر غير صحيح اطلاقاً لأن مفهوم الربوبية في بعض الآيات يختلف اختلافاً جذرياً عن مفهوم الإلوهية ، فأن الكثير من الآيات القرآنية الشريفة التي ذكرت الرب نجدها تتكلم عن شيء مادي لا ينسجم مع الصفات التي تخص المولى تبارك وتعالى ، وهذه الآيات واضحة تماماً ومعروفة ولا يكون وانطباق هذه الآيات الا على شخص له صفات مادية مثلنا نحن البشر ولكنه حاملاً للصفات الجمالية والجلالية لله سبحانه وتعالى ، وقد ينطبق هذا أيضاً على شخص له صفات مادية كباقي البشر ولا يميزه عن غيره إلا المنصب الذي هو فيه ، وقد تسالم إطلاق كلمة رب على كبير العائلة أو أب العائلة فنقول فلان رب البيت او رب العائلة ، كذلك رب المملكة ورب الدولة ورب الحقل ورب المعمل وهذا متعارف على لسان العرب ولغتهم التي نزل بها القران . وقد سمى القرآن ملك مصر بالرب في قوله تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }يوسف39 ، وقوله {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ }يوسف42 ، وقوله تعالى { فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ }يوسف50 ، ففي هذه الآيات المباركات التي ذكرت الرب من غير الممكن أن تطبق على الله جل وعلا وهي تنطبق كما هو واضح على ملك مصر.
المهدي هو رب الأرض
من المعلوم إن دعوة الإمام المهدي (ع) هي من أهم واكبر الدعوات الإلهية  فهي الخاتمة لجميع الدعوت الإلهية وينتظرها جميع الأنبياء والأوصياء والناس كافة حيث يتحقق اليوم الموعود الذي وعد الله فيه العباد بإقامة العدل في كل مكان والقضاء على الظلم أينما كان ولما كان هذا اليوم هو من أعظم الأيام التي ينتظرها الناس في إتمام نور الله عز وجل على الخلق أجمعين رغم إنوف الكافرين ، ويتم تطهير الأرض كافة من الشرك والنفاق وإظهار دين الله الحق ، فإن الله سبحانه وتعالى سيكون في أشد مراحل التجلي فأنه سوف فيتجلى في الإمام المهدي (ع) أي إنه (ع) سيكون الله في الأرض لأجل معاقبة الظالمين والفاسقين والمنافقين ، لذلك سمي قيامه الشريف بالقيامة الصغرى والساعة الصغرى كما فصلنا ذلك في أعداد سابقة من الصحيفة ، وقد ورد في الحديث القدسي :( ما زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أكون يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعينه التي يرى بها وسمعه الذي يسمع به ) وقد جاء في بيعته عن المفضل عن الإمام الصادق (ع) قال :( ... يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء ويقول هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ }الفتح10 ، فيتبين من هذه الرواية الشريفة إن المبايعين للمهدي هم مبايعين لله تعالى ، وقد ورد في دلائل الإمامة ص250 عن بيعته :( مكتوب على رايته بايعوه فإن البيعة لله ) ، وورد في الملاحم والفتن عن نوف البكالي :( راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله )  وقد ورد في تفسير قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا }الزمر69 ، قال الإمام الصادق (ع) :( أشرقت بنور المهدي (ع) ) إذاً فالمهدي ع) هو رب الأرض أي مربي أهل الأرض. 
ومن الآيات القرآنية الشريفة التي ذكرت كلمة الرب وهي لا تنطبق على المولى عز وجل  قوله تعالى : {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }الفجر22 ، فمن غير الممكن أن يكون إنطباق هذه الآية على الله جل وعلا تقدست الائه لأنه ليس كمثله شيء  ولا يحده شيء ولا يقاس بالجسمانية ولا المكانية ، فهذا الآية تعني الإمام المهدي (ع) ، فقد ورد الكثير من الروايات التي تدل على إن الإمام المهدي (ع)  تحفه الملائكة ، ومن هذه الروايات:-
1- عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : ( كأني بالقائم (ع) على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبريل على يمينه وميكائيل على شماله والمؤمنين بين يديه  وهو يفرق الجنود ) الوافي ج2 ص112.
2- عن ابي حمزة الشمالي قال : سمعت ابا جعفر (ع) يقول : (لو قد خرج قائم ال محمد (ع) لنصره الله بالملاكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبريل أمامه ، وميكائيل على يمينه وإسرافيل عن يساره ...) غيبة النعماني ص234.
3- قال ابو عبد الله (ع) : ( اذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة الاف ، ثلاثة على خيول شهب ، وثلاثة على خيول بُلق ، وثلاثة على خيول حوّ ، قلت : وما الحوّ ؟ قال : هي الحُمر ) غيبة النعماني ص244.
وإليك القول الفصل في ذلك في الرواية التالية :
4- وفي منتخب البصائر ، في خطبة لامير المؤمنين (ع) تسمى المخزون فذكرفيها احوال اخر الزمان وظهور القائم فقال : ( ...... وتخرج لهم الارض كنوزها ويقول القائم كلو هنيئاً بما اسلفتم في الايام الخالية ، فالمسلمون يومئذ اهل الصواب للدين اذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الاية :{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }.....) بحار الانوار ج53 ص86. 
اذن من هنا يتضح لنا انه من الممكن ان يطلق لقب الرب على غير المولى تبارك وتعالى فهو يطلق على صاحب البيت فيدعى رب البيت ، كما انه يطلق على صاحب الاسرة فيسمة رب الاسرة وهكذا ، كما ان صاحب الارض ومالكها يسمى رب الارض كما في قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} الزمر 69. وقد جاء في تأويلها بنور المهدي اي ان المهدي رب الارض .
الرب في التوراة والانجيل
لقد ذكرت كلمة الرب في التوارة والانجيل كثيراً فكان لها نفس الانطباق في القرآن فتارة تذكر كلمة الرب والمقصود بها الله سبحانه وتعالى ، وتارة اخرى تذكر كلمة الرب ، والمقصود بها المسيح (ع) ، فهو المربي لتلاميذه وأنصاره ، وهناك أدلة كثيرة على ذلك ، ولكننا سوف ناخذ مثالاً لكل منهما . فقد جاء في التوراة ( العهد القديم ) : ( وحي من جهة مصر : هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر ، فترتجف أوثان مصر من وجهه ، وتذوب قلب مصر داخلها . واهيج مصريين على مصريين ، فيحاربون كلواحد أخاه وكل واحد صاحبه ...)اشعيا 19 ص753.
انظر اخي القارئ العزيز الى هذا النص ، ان كلمة الرب هنا لا تنطبق على المولى عز وجل فهي تنطبق على شخص معين ، وهو ليس السيد المسيح كما يعتقد النصارى بل هو شخصية اخرى سنبينها انشاء الله تعالى في بحوثنا القادمة
وقد ورد في الانجيل ( العهد الجديد ) في الرب يأتي ويحكم (فيخرج الرب ويحارب تلك الامم ما في يوم حربه ، يوم القتال . وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق ، فينشق جبل الزيتون من وسط نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً جداً .......) زكريا 14 ص1004.
في هذا ايضاً الكلام عن شخص يقاتل ، ولا ينطبق هذا القول على الله تبارك وتعالى .والجدير بالذكر هنا بأمكانية اطلاق لفظة رب على المسيح عيسى بن مريم (ع) فيمكن اطلاق رب الارض عليه وليس رب السماء كما يشتبه اخواننا المسيحيين ، لان اهل السماء يتربون من الله جل وعلا مباشرة . وقد ورد في الدعاء : ( يا رب الارباب ومعتق الرقاب ) فرب الارباب هو الله سبحانه وتعالى .وقول فرعون لموسى : ( أنا ربكم الاعلى ) هو ادعاء لربوبية المولى عز وجل فالرب الاعلى هو الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم . والحمد لله رب العالمين.

التحريف اللفظي والمعنوي في الكتب السماوية
إن التحريف اللفظي يعني التلاعب بالألفاظ من خلال تغييرها أو تبديلها ويظهر التحريف اللفظي من خلال قوله تعالى{ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }النساء46،  ففي هذه الاية الشريفة دلالة وأشارة الى التحريف اللفظي فقد كان بعض اليهود والنصارى يقومون بتغيير أو تبديل بعض النصوص أو الكلمات بنصوص أو كلمات تتلائم مع مصالحهم وأهوائهم وأمانيهم أو لأجل اخفاء أو طمس بعض الحقائق كالتبشير بنبوة النبي محمد (ص) وبعثته . 
أما التحريف المعنوي فهو تغيير المعنى بحسب ما تقتضيه مصلحة المحرّف ومن الايات القرآنية الدالة عليه قوله تعالى{ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ }المائدة41. فأنهم في مثل هذه المسألة يقومون بتحريف المعنى لا اللفظ حيث يقومون بتأويل بعض النصوص لما يوافق أهواءهم وأنفسهم الامارة بالسوء من دون تغيير اللفظ الظاهري لعدم امكان ذلك اما بسبب اشتهار النص او غيره ، والتحريف في التوراة والأنجيل موجود بنوعيه اللفظي والمعنوي ، أما التحريف اللفظي فهو ثابت بقوله تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }الأعراف157-وقوله: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6- فمن الثابت أيضاً إن إسم رسول الله (ص) مذكوراً في التوراة والإنجيل بإسم أحمد وكذلك صفته مذكورة عندهم ، فحرفوها وحذفوها ، وكذلك قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ }الفتح29- فهذه الآية تؤكد بأن رسول الله (ص) والذين معه مذكورين في التوراة والإنجيل ، ولكن تم تحريف ذلك وحذفه من التوراة والإنجيل ، وتجدر الإشارة هنا إلى إن التحريف والحذف لا زال مستمر حيث إنهم بعد كل مناظرة أمام الخصوم الذين يناظرونهم في كتبهم فيسلطون الضوء على الثغرات الكثيرة ونقاط الضعف الموجودة ، فإنهم يقومون بتغييرها وحذفها والشاهد على ذلك النسخ الفريدة الموجود في متاحفهم فهي تتناقض مع نسخ كتبهم الموجودة الآن بل إن كل طبعة تختلف عن الأخرى أما التحريف المعنوي فهو كثير في التوراة والإنجيل في مفاهيم عديدة أهمها مفهوم كلمة الرب ، فهم جعلوا من كلمة الرب الله وعندهم كل كلمة رب تعني الله ، وهذا خلاف الحق كما بينا في البحث أعلاه . وأيضاً حرفوا مفهوم إبن الله فجعلوها بعنوان الإبن المادي وهو خطأ عظيم وقعوا فيه والصحيح إن معنى ابن الله كمعنى قوله تعالى {يد الله فوق أيديهم} . 
إلا اننا نختلف مع الكثير من المسلمين الذين يقولون بتحريف التوراة والانجيل فاننا على يقين من أن التحريف قد اصاب التوراة والانجيل وأخذ منهما مأخذ ، الا ان ذلك لا يعني ان كل ما في التوراة والانجيل محرف فأن للتحريف دواعي واسباب ومقتضيات ولم يأتِ اعتباطاً فانهم حينما حرفوا في التوراة والانجيل فأن ذلك كان اما بسبب المصلحة الشخصية او العنصرية او لأجل اخفاء بعض الحقائق التي لا توافق أهوائهم وانفسهم الامارة فأن في ظهور تلك الحقائق سحب للبساط من تحت أقدامهم وذهاب لعروشهم ومناصبهم وما كسبوه نتيجتها من أموال ورئاسة وسلطان . علماً اننا لو قمنا بأستقراء النصوص الواردة في التوراة والانجيل لوجدنا ان الكثير منها يوافق ما جاء في القرآن وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان تلك النصوص لم تحرف ولم تبدل . 
أما من ينسب التحريف الى القرآن فأننا نقول له قد أجمع المسلمون على ان القرآن لم يحرف ولم يبدل وأستدلوا بأيات عديدة منها قوله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. وهذا مما لا خلاف فيه أما مسألة التحريف المعنوي فهي موجودة حتى في القرآن وقد ضاع بسببها الكثير الكثير من حق أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم حيث راح البعض من المسلمين يتأولون الايات القرآنية على غير معانيها التي ارادها المولى تبارك وتعالى .
وهناك الكثير من النصوص القرآنية تدل على التحريف المعنوي ، حيث إن الكثير من الآيات القرآنية التي نزلت بحق الأئمة المعصومين (ع) قد تم تحريف معناها إلى معاني أخرى بعيدة عنهم . ومن هذه الايات التي حرفت عن معناها الحقيقي قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18. فقد جاء في كتاب الإحتجاج عن أبي حمزة الثمالي قال :( دخل قاض من قضاة الكوفة على علي بن الحسين (ع) فقال له : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل :{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ } قال له : ما يقول الناس فيها قبلكم في العراق ؟ قال : قال يقولون إنها مكة . قال : وهل رأيت السرق في موضع أكثر من مكة ؟ قال فما هو ؟ قال (ع) : إنما عني الرجال . قال :وأين ذلك في كتاب الله ؟ فقال أوما تسمع إلى قوله تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ }الطلاق8 - وقال : {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ }الكهف59 -وقال  {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }يوسف82 -فاليسأل القرية أو الرجال أو العير قال :وتلى (ع) آيات في هذا المعنى . قال : جعلت فداك فمن هم ؟ قال (ع) نحن هم وقوله {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18- قال : آمنين من الزيغ ) بحار الأنوار ج10 ص214 . ومثال آخر هو آية التطهير فقد ذكرت المصادر المعتبرة من كلا الفريقين بأن قوله تعالى :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33- يخص أصحاب الكساء الخمسة وبقية المعصومين (ع) ، فقد ورد عن سليم عن أمير المؤمنين (ع) في قوله مخاطباً للناس فقال : ( أيها الناس أتعلمون إن الله عز وجل أنزل في كتابه :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }فجمعني وفاطمة وإبني حسنا وحسيناً ثم ألقى علينا كساء ، وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ، ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فقالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله (ص) ؟ فقال : أنت على خير ، إنما نزلت فيّ وفي أخي وفي إبنيّ وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا ، فقالوا كلهم :نشهد إن أم سلمة أبلغتنا بذلك ، فسألنا رسول الله (ص) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة ) بحار الأنوار ج31 ص413 - فحرفوا معنى هذه الآية وقالوا إنها تخص زوجات النبي (ص) فقط ولا تخص غيرهم مع العلم إنهم ينقلون في كتبهم عشرات الأحاديث الصحيحة التي تؤكد المعنى الصحيح الذي ذكرناه ،وقد فصلنا ذلك في العدد (35) من صفحة منار القرآن وهذه التحريفات ما أكثرها وهي حسب الأهواء والأمزجة ، وكذلك ينطبق الأمر على بعض الصحابة الذين ذكرهم القرآن ومدحهم ، فقاموا بتحريف هذا المعنى بحذفهم للمدح وإبقائهم للذم فقط ، هذا بالنسبة للتحريف المعنوي ، الا ان الامر لم ينتهِ عند هذا الحد ، فقد وردت روايات عديدة تذكر وجود التحريف اللفظي في القرآن ، ومن هذه الروايات ما ورد في ( بصائر الدرجات ) عن جابر قال : قال أبو جعفر(ع) :( دعا رسول الله (ص) أصحابه بمنى فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال : أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله كتاب الله وعترتي والكعبة والبيت الحرام ثم قال أبو جعفر (ع) : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا وكل ودائع الله فقد تبروا ) بحار الأنوار ج23 ص140 - وقد جاء في كتاب الإختصاص للشيخ المفيد (أعلى الله مقامه) : روي عن جابر الجعفي قال : ( كنت ليلة من بعض الليالي عند ابي جعفر (ع) فقرأت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا غذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} قال فقال : مه يا جابر . كيف قرأت ؟ قال قلت { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} قال : هذا تحريف يا جابر . قلت كيف اقرأ جعلني الله فداك ؟ قال فقال : { يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأمضوا إلى ذكر الله } هكذا نزلت يا جابر، لو كان سعياً لكان عدواً مما كره رسول الله (ص) لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة ....) وغير ذلك من الروايات . ولكن مع وجود هذه الروايات فأننا نقول حسب إستظهارنا لا يوجد تحريف لفظي في القرآن ، وإن كانت قد وردت روايات بهذا الشأن كالتي ذكرناها تدل على وجود التحريف اللفظي الا اننا نترك ذلك لصاحب الأمر والزمان (ع) فهو الوحيد الذي يبين ذلك .
الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من ابراهيم(ع)
الهداية الى صراط مستقيم
ان مسألة الهداية ليست بالمسألة السهلة أو البسيطة بل هي من أعظم الامور اذ لم تكن أعظمها على الاطلاق خاصة اذا كانت في زمن ضلالة وانحراف وابتعاد عن التعاليم السماوية والفطرة الانسانية التي فطر الله الناس عليها لذلك فضل الله النبييين بعضهم على بعض فعلى عظم المسؤولية والمهمة الملقاة على عاتق النبي او الرسول يكون التفضيل وقد ورد في الحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص) انه قال : ( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) لذا فقد كان صلى الله عليه واله وسلم افضل الانبياء والمرسلين على الاطلاق ، ولما اقترنت دعوة النبي ابراهيم عليه السلام بالدعوة الى الصراط المستقيم وكان هو اول من دعى الى ذلك لذا نراه قد أحتل مرتبة ودرجة ومقاماً رفيعاً من المولى تبارك وتعالى فهو خليل الله وهو من جعله الله إماماً وجعل من ذريته أئمة . أذن فمسألة الهداية الى الصراط المستقيم ليست سهلة او يسيرة بل هي من اعقد الامور كما ان الهداية الى الصراط المستقيم لا يمكن ان تكون على اتم وجه الا بالدعوة الى الاسلام لذا نرى ابراهيم عليه السلام هو أول من دعى لذلك لأن دينه هو الحنيفية المنبثقة عن الاسلام قال تعالى  “قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم “ الانعام 161 كان ابراهيم “ع” اول من قام بالهداية الى الصراط المستقيم فان الدين الاسلامي هو الدين الذي تكفل بالهداية الى الصراط المستقيم وهي الفهداية بافضل انواعها نعم فقد قام الانبياء بالهداية وعملوا جاهدين من اجل ذلك لم تكن اديانهم ولاكتبهم كالدين الاسلامي والقران الكريم لقد كانت الرسالة الاسلامية قائمة كل الرسالات وكذلك فان محمد “ص” خاتم الرسل والرقان خاتم الكتب واوصياء محمد”ص” هم فتحت الاوصياء ان الاسلام ذلك الدين الشامل لكل الاديان السماوية كما ان القران مهيمن على كل الكتب السماوية فالهداية الحق والتي افضلها الهداية الى الصراط المستقيم كانت في الدين الاسلامي لذا فان ابراهيم “ع”اول دعى الى الهداية الى صراط مستقيم حيث انه كان حنيفا مسلما وان الاسلام كان بداية من ابراهيم فكان هو اول من يهدي الى الصراط المستقيم فهو ايضا مهدي لانه يهدي الى صراط مستقيم كما ان القائم يلقب بالمهدي لانه يهدي الى الصراط المستقيم الذي ظلت عنه الناس فقد ورد في الرواية “انما سمي المهدي مهديا لانه يهدي الى امر مضلول عنه” لذا فان من يقوم بالهخداية الى  الصراط المستقيم  يسمى بالمهدي لذا فان للقائم سنة من ابراهيم “ع” وهي الهداية الى الصراط المستقيم يسمى بالمهدي لذا فان للقائم سنة من ابراهيم “ع” وهي الهداية الى الصراتط المستقيم لذلك سمي بالمهدي “ع”
مخطوطات نادرة
كثير هو التراث الاسلامي الذي أضحى من ممتلكات الغرب واهله او أضاعه المسلمون فلو قمنا بدراسة في هذا الشأن وبحثنا عن تلك الكنوز التي فقدت لوجدنا المتاحف الغربية ممتلئة منها فالمخطوطات النفيسة والنادرة تملأ متاحفهم ومكتباتهم في حين تفتقر متاحفنا ومكتباتنا الاسلامية لهذه المخطوطات ومن المخطوطات المهمة والنادرة في هذا الشأن هو هذا المخطوط .. وهو من القرن الثالث الهجري وموجود الان في كتابخانة الترك ، لكاتبه ( الحارث بن سلام ) واسم هذا المخطوط هو (( سلم وحرب في آخر زمن الرب )) ويذكر فيه رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومما ذكره في فقرة من هذا المخطوط النادر : ( حرب أخر الزمان حرب كونية ، المرة الثالثة بعد أثنين كبيرين يموت فيهما خلائق كثيرة ، الاولى أشعلها رجل هو الهر الاكبر على بلاد كأس وتاج على رأس ... والثانية أشعلها رجل كنيته السيد الكبير ، وتنادى الدنيا بأسم هتلر ....) ، وهذا مما رواه أبو هريرية وابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفي رواية خاف أن يحدث أبو هريرة ، ولما أحس الموت خاف أن يكتم علماً فقال لمن حوله : ( في نبأ علمته عما هو كائن في حروب آخر الزمن ، فقالوا : أخرنا ولا بأس جزاك الله خيراً فقال : في عقود الهجرة بعد الالف وثلاثمائة وأعقدوا عقوداً يرى ملك الروم أن حرب الدنيا كلها يجب ان تكون ، فأراد الله له حرباً . ولم يذهب طويل زمن عقد وعقد فسُلط رجل من بلاد أسمها ( جرمن ) ، له أسم الهر ، أراد ان يملك الدنيا ، ويحارب الكل في بلاد الثلج وخير ، فأمسى في غضب الله بعد سنوات نار ، أراده قتيلاً سر الروش أو الروس.
وفي عقود الهجرة بعد الالف وثلاثمائة ، عُد خمساً أو ستاً ، يحكم مصر رجل يكنى ( ناصر ) ، يدعوه العرب ( شجاع العرب ) ، وأذله الله في حرب وحرب وما كان منصوراً ويريد الله لمصر نصراً له حقاً في أحب شهوره ، وهو له ، فأرضى مصر ربُّ البيت والعرب ، بأسمر سادا ، أبوه أنور منه ، لكنه صالح لصوص المسجد الاقصى بالبلد الحزين . وفي عراق الشام رجل متجبر ... و ... سفياني ، في أحدى عينيه كسل قليل . وأسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه الدنيا في ( كوت ) صغير دخلها وهو مدهون ولا خير في السفياني الا بالاسلام ، وهو خير وشر . والويل لخائن المهدي الامين.
وفي عقود الهجرة الالف واربعمائة ، واعقد أثنين او ثلاثاً ... يخرج المهدي الامين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا على النفاق في بلاد الاسراء والمعراج ، عند جبل مجدون ، وتخرج له ملكة الدنيا والمكر ، زانية اسها ( أمريكا ) تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر ، ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين ، يملكون كل القدس والمدينة المقدسة . وكل البلاد تأتي من البحر والجو الا بلاد الثلج  الرهيب وبلاد الحر الرهيب ويرى المهدي ان كل الدنيا عليهه بالمكر السيء ، ويرى الله أشد مكراً ، ويرى كل كون الله له ، إليه المرجع والمصير ، وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعاً وجذراً . وفي أرض الاسراء والمعراج حرب كل الدنيا ينذر لها المهدي ان لم يخرج الكفار ، فيجمعون له كفار الدنيا أكبر بأس لم ير مثله ، في أسر قوة ليهود الخزر وبني أسرائيل بقايا لا علم بهم ، ويرى المهدي بأس الله أشد ، وأن وعد الله الحق لا يؤخر ، فيرميهم الله بأكرب رمى ، ويحرق عليهم الارض والبحر والسماء ، وتمطر السماء مطر السوء ، ويلعن اهل الارض كل كفار الارض ، ويأذن الله بزوال كل الكفر في حرب المسيخ الدجال ، وحربه في أرض الشام والسر...))
وفي آل ( هر مجدون ) .. يأمر المهدي جيوشه بموصلة التقدم نحو كل موقع . ويسُد المهدي كل اطرق الأمل لأعدائه في إحراز أي نصر ، فالمعارك الطاحنة كان جنود الاعداء يفرون منها أو يستسلمون..!!
ويكلم المهدي العالم كله في خطاب رائع ، والمعارك على أشدها .. انه لن يرحم أهل كفر كائنا من كانوا .. وان الاسلام هو دين الله الحق بلا منازع .. وان نصر الله آت لا محاله وأنه مُبشر به من ( قديم الايام ) ، وأنه هو الرجل الذي بشر به نبي آخر الزمان محمد (ص) ، وأنبأ به موسى وعيسى أقوامهم في نبؤات آخر الزمان ..!! وأن الزمن هو زمن إسلام الارض كلها لله ، وجيوش المسلمين لن تتوقف عند حدود فلسطين .. ولن تكون البحار حائلاً دون المد الاسلامي القادم ، إنما ستكون هي مدداً مع المد .. وجنداً مع الجند لأنها مخلوقة لله لا تخرج عن طاعته ، وإن  من يسلم لله فقد هُدى ووقى وكُفى ، ومن أراد ان يحتفظ بدينه الكتابي فأنه لا إكراه في الدين ، وله ما للمسلمون وعليه ما عليهم ، والاسلام رحمة من الله ، هدية لخلقه لو كانوا يعلمون ، والله على ما أقول وكيل ، والسلام على من أتبع الهدى.
أين الحقيقة في كلام الكوراني
حول السيد محمود الحسني ؟
ان الدين الاسلامي هو دين الانصاف والصدق وقول الحق والحقيقة وهو قائم على العدل وعدم الظلم ، فلا إفتراء ولا كذب ولا بهتان وما الى ذلك في ديننا الحنيف ، إن مباديء ديننا القيم هو الورع وعدم إساءة الظن بالاخرين والتحقق في ما يرد من الانباء وعدم الاخذ بقول أحد او رد قول أحد حتى وإن كان فاسقاً الا بعد التحقق في النبأ الوارد قال تعالى (( يا أيها الذين أمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالةفتصبحوا على ما فعلتم نادمين)). والحقيقة ام أعلم الناس بهذه الامور هم العلماء وهم من يجب ان تتوفر فيهم هذه الصفات خاصة اذا ما طرح نفسه كمرجع أو او استاذ او مفكراً والا فانه سيكون مصداقاً لقوله تعالى (( يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتاً ان تقولوا ما لا تفعلون)). الا اننا وللأسف الشديد ولا أقول نتفاجئ فقد أعتدنا على هكذا إساءات منذ ان خرج السيد الشهيد الصدر على الساحة الحوزوية حينما عرض نفسه كمرجع للمسلمين ، أقول اننا وللاسف الشديد نجد ان احد العلماء ومن الذين يعتبرون أنفسهم أساتذة ومفكرين وباحثين في قضية الامام المهدي مكن الله له في الارض وهو سماحة الشيخ علي الكوراني حيث تكلم وأساء بشكل واضح ومن دون أي ورع أو تحقق الى السيد محمود الحسني فقد إفترى عليه وجاء ببهتان كبير وللاسف الشديد ونحن هنا لسنا في مقام الدفاع عن شخص السيد محمود الحسني لأننا لسنا تابعين له او تربطنا به قضية شخصية أو غيرها انما نحن في مقام قول الحق والدفاع عن الحقيقة والنهي عن المنكر ورد البهتان والكذب والافتراء فهذه رسالتنا ان شاء الله ولن نحيد عنها ، فقد قال الشيخ الكوراني في كتابه (( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي (عج) )) في الصفحة(1119 ) قال ما هذا نصه : ( وأكثر بؤساً من الجميع شخص كان طالباً عادياً في قم ، وسمع برواية الحسني في أنصار الامام المهدي (عج) التي يطبقها بعضهم على قائد إيران ، وتخيل من بعض رواياتها انه يوجد حسني موعود في العراق ، فبدأ بأدعاء انه سيد هاشمي وانه هو الحسني الموعود ، مع أنه من عشيرة لم يدع أحد منها أنهم من بني هاشم ! جيهات ! وبعد سقوط صدام شكل ( الحسني ) جماعة وانصاراً ودعا الناس الى تقليده لأنه اعلم العلماء ، وزعم انه صدر اليه الامر من الامام المهدي (ع) ان يكون مرجعاً ! وأنه يدعو كبار المراجع والفقهاء الى مناظرته ، لأن العلم ليس بالتعلم ، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء وقد قذفه في قلبه حتى أمتلأ وفاض!. وله قصص وأنصار ، من الجهلة والمشيطنين من الرجال والنساء ، ومن قصصه أنهم طلبوا منه دليلاً ان يجمعهم بالامام المهدي (ع) فقبل وواعدهم ليلاً في الصحراء وذهب معه عشرات الاشخاص ، وانتظروا حتى حان الوقت فلم يروا شيئاً ! فقالوا له : ها قد صارت الساعة الثانية ليلاً وانت وعدتنا الساعة الواحدة ! فقال : ألم تروه ؟ قالوا : لا ، قال : هذا من ذنوبكم ، أما أنا فقد رأيته وكلمته! ومن قصصه التي نقلها كثيرون ولم أتوثق من سندها ، أنه أعلن زواج الامام المهدي (ع) من شقيقته ، ونصب خياماً وذبح ذبائح ، ودعا الناس الى وليمة العرس ! وله مؤلفات ! لعل ِأكبرها كتابه ( الدجال ) وهو يدل على سطحية بالغة ، فأحاديث الدجال عنده كلها صحيحة بما فيها الضد والنقيض ! فهو يقبل دجال تميم الداري المسجون من عهد سليمان (ع) في جزيرة تشبه قبرص وسيبقى محبوسا حتى يخرج ، ويقبل دجال عمر الذي هو عبد الله بن صائد الذي ولد في زمن عمر وسيبقى حياً حتى يخرج ! ويقبل ان الدجال هم بنو امية واعداء اهل البيت(ع) ، ويقبل ان الدجال هو أمريكا واسرائيل ، وهو يركز في كتابه على ان الناس والفقهاء والمراجع هم أنصار الدجال ، لأنهم لم يطيعوه ويقاتلوا الامريكان ، فهم جميعاً أتباع الدجال الامريكي وأعداء الامام المهدي (ع) واعداء سفيره ووكيله الحسني). ولنا على هذا الكلام ردود فأقول : أما قول الشيخ (( كان طالباً عادياً في قم )) فيرد عليه لعمري ان كل العلماء بدأوا كطلبة عاديين فمنهم من ادعى الاجتهاد ومنهم من لم يدع فهذا ليس منقصة . أما قوله (( في قم )) فيرد عليه ان السيد الحسني لم يدرس إطلاقاً في قم فقد دخل الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف في زمن ظهور مرجعية السيد الشهيد الصدر (قدس) وقد كان أحد طلبته ولم يترك العراق ويهاجر الى قم للدراسة إطلاقاً . فكان الاولى والاصح يا شيخ علي أن تتأكد جيداً من معلوماتك خاصة وإنك تدعي أنك رجل دين وعالم من العلماء . أما قولك : (( فبدأ بدعاء انه سيد هاشمي )) فيرد عليه ليس كل من خفي نسبه ثم ظهر النسب الحقيقي له إنه مدعي باطلاً فالكثير من القبائل قد وقعت فيها هذه الامور وليس هو الوحيد وهذا المعنى معروفاً في جميع البلدان العربية وغيرها وقد اشتهر عن السيد المرعشي في ايران انه كان ينظر الى طالب العلم فيخبره بنسبه ففي كثير من الاحيان امر بعض المشايخ بأن ينزعوا العمة البيضاء ويلبسوا السوداء الا انهم سادة وبالعكس ، كما ان المعروف والمشهور ان السادة الحسنيين أصحاب ثورات ضد الحكومات الظالمة من بني العباس وغيرهم فاضطر الكثير منهم لممارسة التقية وإخفاء نسبهم حتى ضاع نسب الكثير من السادة الحسنية . أما قولك: (( ثم ادعى انه يلتقي بالامام المهدي (عج) ويأخذ منه التوجيهات ! وبعد سقوط صدام شكل (( الحسني )) جماعة وأنصاراً . ودعا الناس الى تقليده لأنه اعلم العلماء ، وزعم انه صدر اليه الامر من الامام المهدي (ع) ان يكون مرجعاً .....الخ )) فيرد عليه ان السيد الحسني لم يدع الاتصال بالامام المهدي (ع) وهذا كذب وافتراء عليه ولم يدع انه يأخذ التوجيهات من الامام بل هو يعمل بالاجتهاد وكما هو معروف عنه ، كما إنه خرج وادعى الاجتهاد وظهر له مقلدين قبل سقوط صدام بل انه سجن هو وأصحابه من قبل حكومة الطاغية صدام ثم خرج عند سقوط النظام الطاغي ، واما مسألة اعلانه عن نفسه انه مرجع للتقليد فذلك كان وفق القواعد التي وضعها المجتهدون لا انه بأمر الامام المهدي كما يدعي الكوراني ، وقد دعا العلماء للمناظرة او الرد على ابحاثه كما فعل السيد الصدر . اما قولك يا شيخ : (( وله قصص وانصار ، من الجهلة والمنشيطنين من الرجال والنساء ومن قصصه انهم طلبوا منه دليلاً ان يجمعهم بالامام المهدي (ع) ...الخ كلامه)). فهذا كذب وافتراء واضح وبهتان عظيم ولا أدري كيف يصدر من شخص يدعي انه من العلماء وهذا هو اسلوب التسقيط والاساءة للأخرين الذي استخدموه مه سماحة السيد الشهيد الصدر (قدس) ومع غيره من دعاة الحق فلا أدري الى متى يستمرون في افتراءاتهم هذه ، أما كفاكم طعناتكم التي وجهتموها الى السيد الصدر ؟ . أما قولك : (( ومن قصصه التي نقلها كثيرون ولم أتوثق من سندها ، انه اعلن زواج الامام المهدي من شقيقته ، ....الخ كلامه )) . ويرد عليه اذا كانت هذه القصة غير موثوقة كما تدعي فلماذا تذكرها في كتاب قد يتناوله الكثير من المسلمين الا يدل ذلك على انك تريد الاساءة لهذا الشخص بكل الوسائل والسبل حتى لو كانت افتراء وبهتاناً ثم اعلم يا شيخ انه قد أخبرنا أحد المؤمنين الموثوقين من المقربين لسماحة السيد ان السيد محمود الحسني ليس له الا أخت واحدة وهي متزوجة وقد تزوجت في سنة 1992 ، فلماذا هذا الكذب والافتراء والبهتان واذا كنت لا تخاف الله فلماذا لا تستحي من الناس ومن ظهور الحق والحقيقة يوماً كما قد جاءتك تالان من كفاً هاشمية ليس لها هم الا قول الحق وفضح الباطل أينما كان ومهما كان . ولم يكتف سماحة الشيخ بهذا الباطل بل جره ذلك الى اكثر منه فقد راح يضلل الناس من خلال افكاره واراءه البعيدة عن الحق وعن ما اراد الائمة الطاهرين (ع) بيانه ، فقد قال في نفس الكتاب وفي الصفحة (1118) منه قال : (( دخل علي معمم في الثلاثينات من عمره فرحبت به ، قال : أنا أحمل رسالتين ، واحدة لك والثانية للسيد القائد الخامنئي . سألته ممن ؟ قال من صاحب الزمان (عج) سألته بتعجب : هل أنت متأكد ؟ قال : نعم ، قلت : هل تعرف معنى ما تقول وان معناه انك التقيت بولي الله وخليفته في أرضه صلوات الله عليه ، وأعطاك رسالتين وامرك ان توصلهما الى شخصين ؟ قال : نعم . قلت له : إسمع ، أنا لست حاضراً ان استلم منك هذه الرسالة حتى تأتيني بدليل . قال : وما الدليل الذي تريد ؟ قلت : ما دمت متصلاً بالامام (عج) فهو لا ترد له دعوة ، فقل له ان فلاناً رفض ان يستلم الرسالة حتى تدعو له الله تعالى ان يعيد لون شعر لحيته كما كان قبل الشيب . وشرحت له ان الذي يدعي اللقاء بالامام (عج) وانه كلفه بتبيلغ أي شيء لعامة الناس او لشخص ، فهو يدعي السفارة الخاصة ، ولا يجوز تصديقه الا بمعجزة! وشرحت له ان اليماني الذي تدعي أنك هو ، انما هو وزير الامام المهدي (عج) الذي يحكم اليمن ، ويظهر في رجب ، هذه اليمن امامك فأذهب واحكمها! أما هذا الشرح ومطالبته بدليل ، سكت الرجل فانشغلت بالكتابة ، وبعد مدة قال : هل تقبل بالدليل أن ترى الليلة مناماً ؟ قلت له : ولا عشرين مناماً ! إن ديننا ومذهبنا مبني على ادلة قطعية ، فكيف تريدني ان ابني ديني على منامات ؟! فقام وانصرف))!  حيث يرد على كلامك بغض النظر عن هذا الشخص ومن يكون وما هي حقيقة ادعاءه ؟ يرد على قولك : (( قال :أنا أحمل رسالتين واحدة لك والثانية للسيد الخامنئي ...)) . ربما أننا نصدق انه قال أحمل رسالة الى السيد الخامنئي اما لك فاننا لا نصدق ذلك فما انت وما خطرك ولماذا اختارك من دون كل العلماء فأنت لست مقلداً وهناك الكثير من هم أعلم منك وأفضل وليس لك أي منصب اذا كان الامر بالمناصب . أما قولك (( انا لست حاضراً ان استلم منك هذه الرسالة حتى تأتيني بدليل - الة قوله - فهو لا ترد له دعوة ، فقل له ان فلاناً رفض ان يستلم الرسالة حتى تدعو له الله تعالى ان يعيد لون شعر لحيته كما كان قبل الشيب )) . فيرد عليه ان بقولك هذا تطلب المعجزة وهذا يعني على مفهومك ورأيك انه لو جاءنا اليماني يجب ان نطالبه بالمعجزة الا انه لم يرد على كلامك هذا أي دليل شرعي وأتحداك ان تاتي برواية او حديث واحد ينص على وجوب مطالبة اليماني بالمعجزة ، واذا كنت انت الذي تدعي علماً وفهماً وأختصاصاً في امر الامام المهدي (ع) تطالب بالمعجزة فماذا يقول عامة الناس وماذا يطلبون. وأقول لك أيها الشيخ الكوراني لو كنت حاضراً وموجوداً في زمن الرسول الاكرم محمد (ص) فهل تقف معه حينما قال تعالى حكاية عن نبيه (( وإنما الايات عند الله )) أم انك تقف مع مشركي قريش الذين طلبوا المعجزة لكي يؤمنوا ، إعلم يا شيخ ان النبي نوح (ع) لم يكن له أي معجزة فهل يعني هذا انه لم يكن نبياً وان قلن ان معجزته الطوفان ،فأعلم ان الطوفان كان عذاباً اتى القوم بعد كفرهم وعدم ايمانهم أهلكهم الله بالطوفان ، كما ان هود لم تكن له أي معجزة أيضاً قال تعالى حكاية عن الكافرين (( يا هود ما جئتنا ببينة ))  فهل يعني هذا انه لم يكن نبياً ، وان كنت عالماً حقاً فلماذا لم تطالبه بعظائم الامور كما دلت الرواية الواردة في غيبة النعماني التي تقول : ان أدعاها مدع فأسألوه عن العظائم التي لا يجيب عنها الا من كان مثله . أم انك لا تعرف ان الرجعة وغيرها من عظائم الامور ؟ وهذا السيد الخوئي يقول ولماذا تركت العلم وغيره من مختصات الائمة الطاهرين واوليائهم وذهبت تبحث عن معجزة كشفت عن أهوائك ونفسك التي تملي عليك فالظاهر ان لحيتك قد أذتك وأقضت مضجعك من بياضها فاردت أن يستبدلها لك بأخرى سوداء غيرها ، ونحن نقول لك أصبغ لحيتك سوداء بدل امنياتك هذه.
المقاومة الفكرية
ان الهجمة الصهيونية الغربية تستهدف هدم المبادئ الاخلاقية للأمة 
الاسلامية وبالتالي جعل افرادها مشتتين لاهم لهم الا ملذاتهم الرخيصة
برنامج الماني يكشف ... تغلغل التبشير المسيحي في العراق وأرتباطه المباشر بالرئيس الامريكي جورج بوش

جميع العراقيين يجب ان يصبحوا مسيحيين ، والشرق الاوسط أجمع ، إنها حرب دينية ، نحارب فيها ممالك الظلام ، هكذا بدأ كلامه أحد المبشرين الذين ظهروا في البرنامج الوثائقي الالماني الذائع الصيت ( بانوراما ) والذي يبثه التلفزيون هناك ، ثم يكمل كلامه ليتحدث عن ضرورة الانتصار على المسلمين ، ويظهر مبشراً آخر متنكراً في العراق قائلاً : إننا نتنكر كسائحين ثم نوزع أطناناً من الدعاية التبشيرية المسيحية .
ويذهب البرنامج للتأكيد على وجود كثير من الجماعات التبشيرية الناشطة في العراق وعلى رأسها جماعة ( الطائفة المعمدانية الجنوبية ) ويؤكد أحد أفراد الطائفة وهو في طريقه الى مهمة تبشيرية جديدة ، فيقول : ( انها حرب دينية ، إنهم لا يكرهوننا نحن بل يكرهون ربنا . إن المسلمين يؤمنون بعقيدة كاذبة . وهناك كثير من الالهة الكاذبة ) . وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قال عن هذه الطائفة : ( انكم تمثلون 16 مليون شخص في كافة أنحاء الولايات المتحدة ، إضافة الى الكثيرين من المبشرين البعيدين عن وطننا وكلهم يشعرون انهم مختارون للقيام بتبليغ كلمة الرب والدعوة لمملكة الرب) .
وقد ركزت الحلقة الاخيرة للبرنامج على النشاط التبشيري في العراق والذي إتخذ أشكالاً متعددة منذ الغزو الامريكي للبلاد ، ولم يدّخر المبشرون القادمون من أوربا جهداً في توزيع الدعاية المسيحية على الرغم من الصعاب التي تواجههم .
وقد قال توم وايت من احدى الجماعات المسيحية المتطرفة من داخل مبنى في العراق للبرنامج ذاته :- إننا نتنكر كسائحين ،فأني أضع النظارة على عيني وأصبغ شعري بلون أسود وأستخدم لحية مستعارة ، ثم نوزع أطناناً من الدعاية التبشيرية المسيحية ، هذا وقد المح الفريد روس من ( معهد الدراسات الديمقراطية ) في الولايات المتحدة الى وجود صلة بين الرئيس جورج بوش وبين القناعة المترسخة لدى كثيرين بوجود حرب مقدسة بين المسيحية والاسلام ، وفي هذا الصدد قال روس للبرنامج : ألم يتحدث الرئيس بوش بنفسه عن القيام بحملة صليبية ، ولذلك فأن هناك جماعات كبيرة من المتطرفين اليمينيين في أعلى دوائر الحكومة ، يرون ان الامر كله يتعلق بحرب مقدسة ضد الاسلام ، ومن هؤلاء الجنرال وليام بوشكين .
فقد قال الجنرال ( بوشكين ) أمام الطائفة المعمدانية : ( ان الامر لا يتعلق بأسامة بن لادن بل ان العدو يكمن في المملكة الروحية ، فإلهي أعظم من إلهه ، وإلهه إله زائف بل هو صنم ) وهي نفس الكلمات التي أستخدمها بوش مؤخراً .
وقد بث البرنامج جزءاً من كلمة قسيس في احدى الكنائس التابعة لهذه الطائفة ، والبالغ عددها أكثر من 40 الف كنيسة ، وهو يتحدث لجماعة من المبشرين يفوق عددهم 5 الاف ، قبل سفرهم في كافة انحاء العالم في مهمة جديدة للتبشير ، فقال : ان رئيسنا يحتاج اليكم ، وعسكريونا يحتاجون اليكم . ويعيد البرنامج الى الاذهان ما قاله بوش : ان الحرية ليست هدية أمريكا الى العالم ، إنها هبة من الرب ، وبذلك فأن الحرب على العراق مثلت لهؤلاء المبشرين فرصة لا تعوض للعمل على نشر المسيحية في العالم وتبشير المسلمين حيث تسمح لهم الحكومة الامريكية وتقدم لهم المساعدة والدعم المتواصل لتحقيق أهدافهم وغاياتهم . وقد أستطاعوا أن يدخلوا العراق تحت مسميات إنسانية مختلفة فأنهم يطلقون على أنفسهم أسماء منظمات إنسانية تقوم بتوزيع بعض المساعدات ، ولكنها في الواقع تقوم بعملها الاساسي في التبشير ، وهي كثيرة اليوم في العراق ، وإلا من غير المعقول ان تدخل هذه المنظمات ( الانسانية ) الكثيرة الى العراق المشتعل بنيران الحرب والسيارات المفخخة وعمليات الخطف والقتل والسلب والنهب ليقدموا مساعداتهم الانسانية فقط ، في حين تخرج المنظمات الانسانية الدولية النزيهة وذات السمعة الجيدة بسبب انعدام الامن ، بل ان الامر أنطبق في بداية الغزو على ممثلي الامم المتحدة واللجان الانسانية التابعة لها ، بعد تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد ، وقد قامت بعض الجماعات المسلحة بأختطاف افراداً تابعين لمنظمات أنسانية ، ومن ذلك نفهم ما قاله تود نيلتون في البرنامج المذكور : صحيح ان هذه المهمة قد تفضي الى الموت ولكنها تجارة رابحة ان تفوز بالجنة في السماء بدلاً من النار!! .
من المؤكد ان هذه الافكار المسمومة والمنحرفة التي تم طرحها في هذا البرنامج لا تمثل الخط المستقيم للسيد المسيح (ع) ، وهي لا تعكس بالطبع أفكار المسيحيين عموماً ، فأن هؤلاء قلة قليلة وشرذمة حقيرة تريد تشويه الدين وإستغلال معاناة الاخرين وصولاً الى تحقيق مآرهم الخبيثة .
لا بد من إصلاح أوضاع الامة
لا شك أن التصدعات وعوامل الوهن التي تعتري الأمة الإسلامية، تثير في قلب المراقب المؤمن الهلع، وليس أهون من ذاك تشتت وتفرق المسلمين في النواحي والآفاق طرائق وأيادي، بعد أن كانوا أمة وسطاً، وأصحاب الموقف والكلمة العليا، تهابهم الأمم وتجعلهم في صلب اهتماماتها، لا تملك أن تتجاوزهم في أي شأن أو خطة تتعدى حدودها، إذ كانوا سداً منيعاً ودولة موحدة قوية مترامية الأطراف، وفوق ذلك كانوا أصحاب رسالة عظيمة غطت الخافقين، وانطلقت منها حضارة إنسانية ثرّة، تلقت منها الأمم العلوم والفنون المختلفة، وابصرت بها النور، بعد أن كانت حائزة أسيرة الضياع والضلال، تدور في فراغ حضاري، وليست على شيء يذكر، حتى اغترفت من مناهل الحضارة الإسلامية الغنية ما جعلها تهتدي إلى سبل التطور والنمو الحضاري، والتجارب السالفة والحوادث الكثيرة التي ثبتها التأريخ تدل بوضوح تام على هذه الحقيقة التي لم تجد الأمم الأخرى بداً من الإقرار بها عفوا أو قصدا، الأمر الذي يأخذ بالأعناق إلى حقيقة مفادها أنه عندما كان المسلمون يحملون الإسلام وليس يحملهم هو، كانت الأمة الإسلامية اقوى وامنع الأمم، تنفتح لها الآفاق وتذل أمامها الصعاب، والنجاح حليفها في مسيرها وإرسائها، ذلك لأنها كانت تبنى رسالة سمحاء تضمن سعادة الدارين، فيها الدواء من جميع الأدواء، كما استوعبت تجارب الأقوام والأمم السالفة، وفيها علم ما كان وما لم يكن، إذا ما انقادت لها الأمم سلكت بها مسالك النجاة، وسبل السعادة الدنيوية والأخروية، وهكذا فقد كانت عافية الأمة في أنها اتبعت الرسالة وحملتها مشاعل نور وهداية في الظلام، فأمنت المزالق والمطبات، وتحصنت بها من وساوس المعادين والمعاندين.. ثم ما أن غفلت وتكاسلت عن مواصلة السير في دربها الرسالي، حتى اعتلّت وانتكست وطمعت بها الجهات المتربصة والمتأبطة شرا تجاهها..غاية ما في الأمر أن الحالة الإسلامية الراهنة، حالة تسر الأعداء، ويفترض أن تثير حفيظة المسلمين، وتنبه عقولهم لمواطن الخطر التي تكمن - على الأكثر - فيهم قبل غيرهم، وتستدعي منهم أن يبحثوا عن الدليل الذي يهتدون به إلى سواء السبيل، ويعيدهم إلى هويتهم الأصيلة، ومنابعهم الرسالية الثرّة، ويبصرهم بخطورة الحال والمآل، ويتداركهم في مرحلة التداعي والوهن، وانما نقصد بالدليل القائد الكفء ذا التجربة الميدانية الغنية والدرجات العلمية الرفيعة، التي تؤهله لاستيعاب جميع المتغيرات والعوامل الجمة التي طرأت على أوضاع العالم بصفة عامة، والمسلمين بوجه خاص، ذلك القائد الذي يكون - في الحق - ملاذا لهم إذ قد هجمت عليهم اللوابس وطوقتهم المحن، وصيرتهم فرائس بين أنياب الذل والظفر، حيث مست الحاجة إلى من يجمعون فيه أنفسهم، ويلمون أطرافهم، فيجعلهم على (المحجة البيضاء) التي ليس فيها عوج أو زيغ، يحضهم على الهداية ويمنعهم من الضلال، بما آتاه الله من حكمة وتدبير، وبما توفر على علم كاف بحقائق زمانه، يلتمس لهم أسباب النجاة، ويتدرج بهم في مدارج النور والهداية، حتى يتنبهوا إلى يومهم وغدهم، ويستعيدوا المكانة التي أرادها الله لهم، كأمة وسط، أو حتى ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..) آل عمران 110.
حوارات الأديان ضرورة إنسانية أم مؤامرة عالمية ؟
يُعدّ "حوار الأديان" من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل، ويظهر ذلك في الانقسام الحاد من الموقف تجاه حدوث هذا "الحوار" والذي يتمايز بين اتجاهين متناقضين مؤيد أو معارض، وداعٍ إليه أو متشكك فيه، بل ويمتد الانقسام والتباين إلى داخل كل اتجاه بعينه فتتباين الآراء وتتعدد أيضاً الأهداف و القضايا والخطابات المستخدمة بالفعل ساحة "حوار الأديان" في مفارقة غريبة تجعلنا إزاء حوارات أديان وليس حوارًا واحدًا. حوار الأديان ضرورة إنسانية :
ثبت فشل تنبؤات فلسفات التنوير بانتهاء دور الدين، وسقطت مقولات نيتشه وغيره من فلاسفة عصر التنوير الأوروبي عن موت الإله، حيث اجتاحت العالم الأوربي حمى الدين والتدين، وعلت فيه الدعوات التي تنادي بضرورة عودة فكرة الإله بعدما صار الأمل الوحيد لإنقاذ أوروبا بل والعالم، وتأجيل نهايته، والمفارقة أن هذه الدعوة قد فرضتها واقعية البحث عن منقذ للمجتمعات الغربية من الانهيار. وقد عاشت البشرية في القرن الأخير سلسلة من المآسي والكوارث كلفتها حربين عالميتين فاق الدمار الذي خلفته الثانية منها كل ما لحق بالبشرية من دمار طوال تاريخها. وأدى ذلك إلى أن صارت هناك قناعة -تزداد رسوخًا مع الأيام- أن الدرس الحضاري يقتضي إدراك فكرة وجود (آخر)، وأن هذا "الآخر" له طموحاته وتطلعاته، ولأن الصدام معه لم يعد يُجدي، فإن الحل لن يأتي إلا بالتعايش والإدراك والتفاعل عبر بوابة "الحوار"؛ لذلك لم يكن غريبًا أن يتصدر حوار الأديان رأس الأجندة العالمية، وأن ترصد المنظمات والهيئات العالمية المانحة للتمويل ميزانيات ضخمة من أجل دعم فكرة "حوار الأديان .
حوار الأديان..حوار متحيز لكنه متحرر :
و"حوار الأديان" هو محاولة الفرد المحمل بقيم تقاليد وأفكار وعقائد مسبقة استكشاف الآخر (المختلف دينيًّا)-كما هو- وإدراكه وبلورة رؤية فلسفية غير نمطية إزائه، دون اللجوء إلى إصدار أحكام قيمية متحيزة ضده .
وبذلك يقبل المفهوم فكرة التحيز والذاتية، ولا يحاول ادعاء الموضوعية أو التجرد من الذاتية، أي أن المشاركين في "حوار الأديان" - بعكس ما قد يتبادر للذهن- يجب أن يتحقق فيهم الإيمان المطلق بعقائدهم دون محاولة التجرد من الذات كما يظن كثير من دعاة الحوار أنفسهم .
ويرفع أنصار "حوار الأديان" شعار إخلاص القصد، فهو يفترض التجرد من الشروط أو الأهداف إلا الرغبة في إدراك الآخر ورؤيته معرفيًا، وقد تحدث الاستفادة من هذه الرؤية وتطويقها لأهداف سياسية أو دعوية، أو غيرها من الأهداف الأخرى .
ولا يتنافى هذا المضمون للحوار مبدئياً مع القصة التي أوردها القرآن الكريم في "سورة الكهف"(الآيات 32-42)، عن محاورة بين رجلين أحدهما أتاه الله جنتين من أعناب يحيط بهما النخل وتتوسطها الزروع وتتفجر فيهما الأنهار، وزاده الله عن صاحبه مالاً وولدًا .
وتكشف القصة أن الحوار دار بين الرجلين بلا شرط أو قيد وأورده القرآن بتفاصيله كاملة، رغم أنها تتضمن كفرًا من أحدهما بالله لم يقطع الآخر بسببه الحوار، كما لم يتحرج القرآن من ذكر الأقوال "الكفرية" لأنها في مجملها تستطيع بناء وصياغة رؤية معرفية عن الشخصية الكافرة بالله عز وجل، وقد تكرر ذكر لفظ "حوار" مرتين في هذه القصة من أصل ثلاث مرات في القرآن الكريم كله، وجاءت الثالثة سورة المجادلة .
ويختلف "حوار الأديان" عن "مقارنة الأديان" و"مساجلة الأديان" وإن اختلطت هذه المفاهيم في الأدبيات، فمقارنة الأديان علم يعني دراسة دين مقارنة بآخر على مستوى العقيدة والشريعة والعبادات، وتصوراته عن الإنسان والكون والحياة وغير ذلك، من محاولة افتراض الموضوعية وإمكانية إلغاء التحيز، بينما مساجلة الأديان عملية تهدف إلى إثبات تفوق وتميز دين على آخر، وهو ما لا يهدف إليه بالطبع "حوار الأديان" الذي هو عملية إدراكية فحسب .
حوار المستعمرين..أم المضطهدين: رغم أن التاريخ الإسلامي شهد فترات تمتعت بأجواء مناسبة للحوار الديني ومناخًا للحرية الدينية لم يتكرر كثيرًا في التاريخ الإنساني، إلا أن معظم الأدبيات التي قدمها التراث الإسلامي اختلط فيها مفهوم حوار الأديان بمقارنة أو مساجلة الأديان بالجدل الديني والمذهبي، مما أوحى بعدم تبلور هذا المفهوم في التراث الإسلامي. وقد وجدت بعض الكتابات التي اقتربت من مفهوم حوار الأديان بدرجات متفاوتة، ويعد كتاب (الاعتبار) للشاعر والفارس المعروف أسامة بن منقذ (488-584هـ) من أهم ما ورد في التراث العربي في هذا الصدد؛ إذ حرص كاتبه عند ذكره لعادات أصحاب الديانات المختلفة أن يعرضها كما هي، ويفصل في شرحها وبيانها دون أن يلجأ إلى نقدها أو الهجوم عليها بل كان هدفه معرفيًا بحتًا وهو ما يجعله رائدًا في هذا الباب. ورغم أن "حوار الأديان" وفي العصر الحديث نشأ من خلال فكرة أخلاقية بحتة تولدت من الإحساس بقرب نهاية العالم نتيجة سيطرة الشر عليه، إلا أن تفعيل مفهوم "حوار الأديان" جاء لأسباب وظروف تاريخية. فمن ناحية، أدى تصاعد موجة الاستعمار الغربي وسيطرته على معظم أنحاء العالم القديم، إلى تفعيل فكرة حوار الأديان في محاولة لاكتشاف الآخر- الشعوب المُستعمَرة - والتي كانت موزعة على عدد كبير من الديانات المختلفة لم يكن العالم الغربي على دراية كافية بها، فكان الاتجاه إلى تفعيل الحوار حتى يمكن بناء رؤية معرفية حول هذه الأديان ومعتنقيها .
ويشبه ذلك الموقف - إلى حد كبير- ظروف نشأة علم الانثربولوجيا الذي بدأ كعلم استعماري أنشأته القوى الاستعمارية الغربية محاولة منها لدراسة الشعوب المغلوبة ومعرفتها؛ ومن ثم تحديد الكيفية التي يمكن أن تتعامل بها معها .
وتفسر تلك الرؤية تزايد اتجاه منظمات حوار الأديان العالمية لإشراك الإسلام في منظومة الحوار الديني بعد أن كان مقتصرًا على اليهودية والمسيحية وبعض الديانات الوضعية كالبوذية والهندوسية والشنتو..إلخ، إذ يرتبط ذلك إلى حد كبير بتزايد المد الإسلامي وظهور الحركات الإسلامية التي رأى فيها الغرب تهديدًا للمصالح والمشروعات الغربية في العالم الإسلامي، وهو ما يفسر أيضا اتجاه منظمات الحوار الديني لأن يكون ممثلو الإسلام في الحوار شخصيات إسلامية من خارج المؤسسات الرسمية لضمان اكتشاف مساحات أوسع من الآراء ووجهات النظر خارج الدائرة الرسمية .
ومن ناحية أخرى، مثل مفهوم حوار الأديان انعكاسًا للظروف التاريخية التي عاشت فيها أوروبا حالة من الصراع المذهبي والاضطهاد الديني؛ دفعت ببعض المذاهب الدينية التي عانت من الاضطهاد الديني في أوروبا كالبروتستانتية إلى تبني فكرة "حوار الأديان" بغرض إقرار مبدأ القبول بالآخر؛ حتى يتسنى لها البقاء كأقليات دينية، والحصول على حقوقها في المجتمعات الأوروبية ذات الأغلبية الكاثولوكية .
وساعد على رواج فكرة "حوار الأديان" مؤخرًا - بعد الحرب العالمية الثانية - محاولة بعض الدول الكبرى كاليابان تعريف نفسها ثقافيًّا وحضاريًا للعالم من خلال حوار الأديان (طرح الذات من خلال الآخر) ومؤشرات ذلك تظهر في تصدرها قائمة الدول الممولة لمنظمات حوار الأديان ومؤتمراتها بميزانيات ضخمة، في محاولة منها للوصول إلى الصدارة العالمية، ولكن من بوابة حضارية ثقافية تتناسب وأوضاع النظام الدولي الجديد.

واحة المرأة
هدية خضراء
تزوجت في عام 1988 وكنت مع زوجي نتحرق لأن ينعم علينا بنعمة الولد حتى تكون حياتنا أكثر بركة وحيوية . ولكننا يئسنا بعد انتظار دام سبع سنوات من مراجعة الأطباء قد حملونا على اليأس فلنذهب إلى مسجد جمكران ونتوسل بالإمام الحجة المنتظر (عج)ومنذ ذلك اليوم، كنا نقصد المسجد الشريف في ليالي الأربعاء ونطلب حاجتنا من الأمام (عج)قبل أسبوع من حلول ذكرى ولادة الصديقة فاطمة الزهراء (ع) رأيت في منامي أن زوجي ناداني قائلا:إن هناك سيدا يطلبك.وخيمنا فرجعت رأيت سيدا قال لي:لا تبكي بهذا الشكل واصبري فاء نني سألبي لك حاجتك:قلت وبما ذا أجيب هذا وذالك فكررا لسيد قوله ثلاثا:سألبي لك حاجتك:ثم إننا ذهبنا إلى مسجد جمكران في الليلة التالية فبكيت كثيرا، وحينما غفوت وقت السحر رأيت إمام الزمان (عج)وقد وضع في حجري قطعة قماش خضراء.فقلت ما هذا القماش ؟فقال أفتحيها ففتحتها، فرأيت فيها طفلا جميلا وكان ملفوف فيها فألصقت وجهه بوجهي وأخذت أقبلة وحينما استيقظت من غوفتي علمت إن الأمام (عج)سيستجيب لطلبي وبعد ذلك حيث أصبحت حاملا أخذ بعضهم يوصونني بعدم المخاطرة بالذهاب إلى مسجد جمكران ولكنني لم امتنع عن الذهاب وحينما كان الأسبوع الأربعون حيث وافق ليلة يوم النور وذهبت لزيارة المسجد.
وحينما حانت ولادتي، رأيت إمام الزمان (عج)في منامي

ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فلا تطمئن القلوب ألا بذكر الله ولا تسكن النفوس إلا عند رضاه...
أذن إن ذكر الله هو الاطمئنان الحقيقي فأن الله عندما أمرنا بذكره فان ذكره تشريفا لنا وتفخيما والآية الكريمة تقول (فاذكروني أذكركم )فعندما نذكر الله في الصلاة وتلاوة القران والدعاء نشعر أن هذه الأعمال تحثنا على طريق أهل البيت (عليهم السلام ) لنتأمل قليلا...كيف إن أهل البيت قدتمسكوا بالله وصبروا على الابتلاءات في جنب الله إلا إن ذكروا الله في الشدة والرخاء وشدتنا اليوم هو بعد إمامنا ولو إن الملاحظ حصول الكثير من العلامات وان هذا الزمن الذي نعيش فيه هوزمن الظهور الشريف أنشاء الله.وقال عز من قال (قل ما يعبئوا بكم ربي لولا دعاؤكم )فعندما نتقرب إليه بقلوب صادقه ونفوس مطمئنه وندعو لاطلالة الفجر الصادق لظهور المنقذ الحجة (عج)هذا الرجل الذي يمثل الله في الأرض فا الأمام (عج)هو خليفة الله في أرضه، والشيطان هو عدو الله في أرضه وأن لقيادة الخير حزب وتنظيم وعدة تتمثل بالحركة الخاصة لليماني الموعود كوزير للإمام المهدي (عج) وان حزب الشر بقيادة الشيطان هي أمريكا وإسرائيل فأن النفس إذا كانت مطمئنة بالله وممتلئة باليمن فترى الحق واصحاب الحق بقلب واسع الاانه لاتعمى العيون ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.وهكذا وعندما نقرئ هذه الآية الكريمة (بقية الله خير لكم )الانتأمل إن هزة تحثنا إلى الأمام (عج)وتقول لنا خير لكم إذن الخير كله في الأمام المهدي (مكن الله له في الأرض )وهو بقية الله:إذن يجب أن يدخل بيوتنا وفي أفواه إبائنا وأمهاتنا واولادنا وهو(المهدي)الذي سيكسر جميع الأصنام التي نحتت داخل نفوس أبنائنا ونحن عند ما نقرئ أو نكتب عن الأمام المهدي (عج)الانشعر باطمئنان الاوهورب الأرض فالإمام المهدي هو من يزرع الاطمئنان في نفوسنا وأوسع طريق إلى الله تعالى.
صاحب السيف
أن الله أبتدا الامورفاصطفى لنفسه ما شاء واستخلص منها ما احب فكان مما احب انه ارتضى الأيمان فأشقه من اسمه فخله من احب من خلقه فاختار له سفراء في خلقه يعبرون عنه الى خلقه  وعبادة ديانهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت الامرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه عزوجل وهم الانبياء .وصفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين الناس على مشاركتهم في الخلق والتركيب في شئ من احوالهم مؤيدين عند الحكيم العليم بالحكمة . واختار الله أئمة معصومين هم أهل بيت محمد (ص) وجعل خلقه منهم اولياؤه في سماواته وأرضه أخذ لهم بذلك العهد على جميع عباده فمن تقدم عليهم كفر بالله من فوق عرشه , لان الامامة ميراث الانبياء ومنزلة الاصفياء وخلافة الله وخلافة رسول الله فهي عصمة وولاية وسلطنة وهداية لانها تمام الدين ورجح الموازين , فكانوا هم الاسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية الذرية الزكية والعز الميامين من آل طه ويس وحجج الله على الاولين والاخرين , وأن الله لم يخلق احدا الاّ وأخذ عليع الاقرار بالوحدانية والولاية للذرية الزكية والبراءة من أعدائهم . وان العرش لم يستقر حتى كتب عليه بالنور لااله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله . لقد بين رسول الله (ص) ذلك من خلال روايته ( نحن أهل بيت أختار الله لنا الاخرة على الدنيا وان أهل بيتي سيصيبهم بعدي بلاء وتطريد وتشريد . أن فاجعة كربلاء وشهادة الأمام الحسين (ع) لاتنسى بمرور القرون والاجيال بل تبقى وكأنها حدثت بالامس القريب تحتفظ بحرارتها وأن طال الزمن , أن القائم (عج) وأصحابه يهتفون(يالثارات الحسين) اعلاما بعظمة الفاجعة التي تتجدد بمرور الاعوام وتظهر معالمها وأبعادها كلما ازداد البشر فهما للحوادث . أن هذا الهتاف انذار للانتقام لكل من يشمت بهذه المصيبة التي حلت بآل الرسول الطاهرين .ان الذين ارتكبوا الجرائم في يوم عاشوراء يستحقون اشد العذاب وأقساها وكل من رضي بتلك الجرائم فهو شريك ويستحق العذاب الاليم فعن ابي عبد الله الصادق (ع) اذا قام القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائهم لقد صرحت الاحاديث الشريفة بأن القائم اذا خرج يطلب بدم الحسين (ع) وهو قوله نحن اولياؤكم في الدم والدية . وان القائم يستخدم السيف لاستئصال هؤلاء المعاندين والمتكبرين وقلع جذورهم والقضاء عليهم . اما سنته من رسول الله (ص)فخروجه بالسيف وقتله اعداء الله وأعداء رسول الله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف والرعب ولا ترد له راية . وفي رواية اخرى عن الصادق (ع) في معنى قوله تعالى ( ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر ) فقال : ان الادنى بالقحط والجدب والاكبر خروج القائم بالسيف آخر الزمان فالويل كل الويل لمن خالفة وخالف امره وكان من أعداءه , فيقوم بأمر جديد على العرب شديد ليس شأنه الا القتل ولا يستتيب احدا ولا تأخذه في الله لومة لائم . فقد سأل الأمام الباقر (ع) أنت صاحب السيف ؟ قال : كلنا صاحب السيف ووارث السيف قلت فأنت الذي تقتل اعداء الله ويعز بك اولياء الله ويظهر بك دين الله ؟ قال: كيف اكون انا وقد بلغت الخامسة والاربعين وأن صاحب هذا اقرب عهدا مني وأضف على ظهر الدابة . ان في قائمنا اهل البيت كفاية للمستبصرين وعبرة للمعتبرين ومحنة للمتكبرين لقوله تعالى (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) فهو عذاب على الكافرين وشفاء ورحمة للمؤمنين فاذا ظهر ضرب الناس بسيفه وسوطه حتى يدخلوا في دينه طائعين او كارهين فيجي قوله تعالى ((هوالذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق )) وهو امر الله ورسوله بالولايه لوصية وهي دين الحق ليظهره على الدين كله (وقل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا ايمانهم  ولاهم ينظرون )(انهم يرونه بعيدا ونراه قريب فمهل الكافرين امهلهم رويدا)
الدنيا والآخرة
لانعلم دينا من الأديان السماوية وفق بين مصلحتى الدنيا والاخره وحض على العمل لهما كلتيهما بقدر ما فعل دين الإسلام وكان الشارع (ص) نفسه يراوح بين إعمال الدنيا وأعمال الآخرة فلا تراه مقبلا على عمل من الأعمال أخرته كصيام وقيام حتى تراه قد انصرف عنه إلى عمل أخر من إعمال دنياه كمدافعة الخصوم وإعداد القوة والنظر في مصالح المسلمين العامة , وإغاثة الفقراء وذوى الحاجات وعيادة المرضى وتفقد الأصدقاء إلى غير ذلك فالإسلام بطبيعته يمهد بين يدي إتباعه سبيل التكامل الجسمي والنفسي ويرشدهم إلى استعمال جميع قواهم كي يصلوا إلى مستوى السعادتين سعادة الدنيا وسعادة الاخره فهو لم يجعل للجسد سلطة على الروح حتى تفنى فبه وبصبح الإنسان ماديا محضا ولا  للروح سلطة على الجسد بحيث يفنى فيها ويصبح مخلوقا غريبا عن هذا العالم وإذا تصفحنا التاريخ وتأملنا في أسباب سقوط الأمم واعتلائها وجدنا إن سقوطها لم يكن إلا أثرا من آثار اقتصارها على العمل لأمر دنياها وحده أو أمر أخرتها وحده وان اعتلائها ناتج عن اعتدال الأمرين وتوازن الكتفين والتمتع بكلتا الحسنتين والشواهد على لزوم هذا الاعتدال والتوازن من نصوص الشريعة كثيرة وافرة العدد من ذلك قوله تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) ومن الأحاديث الشريفة الواردة في هذا المعنى قوله ( ص ) ( أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) وأن أول أهل ألجنة دخولا إلى الجنة هم أهل المعروف ( أحرث لدنياك كأنك تعيش أبدا , وأحرث لأخرتك كأنك تموت غدا ) وقد فسروا الحرث هنا بكسب المال وجمعه بدليل ما ورد في بعض روايات هذا الحديث (أحرث المال كأنك تعيش أبدا ) ( أعمل عمل امرئ يظن إن لن يموت أبدا , وأحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا)
هل تعلم؟
- هل تعلم ان من مات وهو عارف لأمامه لم يضره تقدم هذا الامر او تأخر.
عن علي بن نعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) في حديث قال : من مات وهو عارف لأمامه لم يضره تقدم هذا الامر او تأخر ، ومن مات عارفاً بأمامه كان كمن كان مع القائم في فسطاطه.

- هل تعلم ان سيدنا الخضر (ع) يؤنس القائم في وحشته.
عن جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه العياشي عن جعفر بن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول : إن الخضر (ع) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وإنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه الى أن قال : وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحده.

- هل تعلم ان فاطمة (ع) هي الحبة ، والسبع سنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم.
عن المفضل بن محمد الجعفي قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله : حبة أنبتت سبع سنابل قال : الحبة فاطمة ، والسبع سنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم .

- هل تعلم انه اذا قام القائم (ع) لا يبقى أرض الا نودي فيها بشهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله.
عن رفاعة بن موسى قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : وله أسلم من في السموات والارض طوعاً وكرهاً قال : اذا قام القائم (ع) لا يبقى ارض الا نودي فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله.
بحوث ودراسات
الرجعة الروحية
في الانجيل
تكلمنا عن الرجعة الروحية في الاعداد السابقة من الصحيفة وأثبتناها من الكتاب والسنة الشريفة ، وسنحاول في هذه السطور ذكر النصوص الواردة في الاناجيل ، فأن القارئ للأناجيل الاربعة وما تلاها من أعمال الرسل يجد بعض النصوص صرحت بالرجعة الروحية الا ان اعراض المسلمين وللأسف الشديد عن الاناجيل بحجة انها محرفة كان وراء عدم ادراك بعض المفاهيم التي جاء بها القرآن ، ونحن اذ نقول هذا الكلام لا ننفي ان الاناجيل ليست محرفة فقد صرح المولى تبارك وتعالى في القرآن بتحريفها الا اننا نقول ليس كل ما في التوراة محرف فأن للتحريف دواعي وأسباب ومقتضى دعا اهل الكتاب من اليهود والنصارى لذلك التحريف ، ومن الامور المهمة التي ورد ذكرها في الاناجيل هو مسألة الرجعة الروحية فقد ورد : ( وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنا ، وأنفرد بهم على جبل مرتفع وتجلى بمشهد منهم ، فأشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور . وظهر لهم موسى وأيليا يكلمان يسوع ) متى 16- 17 . فهذا ان دل على شيء فأنما يدل على رجوع روحي موسى وأيليا ليسددا المسيح عيسى بن مريم عليهم السلام ، والا ما معنى ظهورهما لعيسى عليه السلام . وقد ورد أيضاً : ( فأذا شئتم ان تصدقوا ، فأعلموا ان يوحنا هو ايليا المنتظر . من كان له أذنان فليسمع ) متى 10 -11 . وجاء عن النبي عيسى (ع) أيضاً في جوابه على سؤال من قال يجب ان ياتي أيليا أولاً ثم يأتي المسيح : ( فسأله التلاميذ : لماذا يقول معلموا الشريعة ان يجيء ايليا أولاً ؟ فأجابهم : نعم يجيء ايليا ويصلح كل شيء . ولكن اقول لكم جاء ايليا فما عرفوه ، بل فعلوا به على هواهم وكذلك ابن الانسان سيتألم على ايديهم . ففهم التلاميذ انه كان يكلمهم عن يوحنا المعمدان ) متى 17 .
ومن المعلوم ان ايليا النبي (ع) ولد وعاش قبل النبي يحيى عليه السلام بكثير وقد قيل انه حي لم يمت لذلك فأن اليهود ينتظرون خروجه قبل خروج المسيح المنتظر ولكن الذي يظهر من هذه النصوص الانجيلية ان يحيى كان مسدداً بروح ايليا النبي عليه السلام  بل ان عيسى سماه بأيليا وهذا على غرار الروايات التي تسمي السيد الحسني الذي يسلم الراية للامام المهدي (ع) بالحسين (ع) . وفي انجيل لوقا ورد النص التالي : ( فقال له الملاك لا تخف يا زكريا ، لأن الله سمع دعاءك وستلد لك أمرأتك اليصابات ابناً تسميه يوحنا . وستفرح به وتبتهج ، ويفرح بمولده كثير من الناس ، لأنه سيكون عظيماً عند الرب ولن يشرب خمراً ولا مسكراً ، ويمتلي من الروح القدس وهو في بطن أمه ، ويهرب كثيرين من بني اسرائيل الى الرب اللههم ، ويسير امام الله بروح ايليا وقوته ، ليصالح الاباء مع الابناء ويرجع العصاة الى حكمة الابرار ، فيهيء للرب شعباً مستعداً له ) لوقا 1 .
فالذي يظهر واضحاً من هذا النص ان النبي يحيى عليه السلام مسدداً بروح النبي ايليا عليه السلام الا ان اليهود لم يعرفوه لأنه كان اسمه يحيى وهو ابن زكريا عليهما السلام وبالتالي فهم لم يؤمنوا بنبوة عيسى المسيح عليه السلام لأنهم وحسب ما صرحت به النبؤات الموجودة في كتبهم ان ايليا يخرج قبل مجيء النبي المسيح ،ولم يعلموا ان المقصود هو النبي يحيى الذي جاء وظهر مسدداً بروح ايليا عليه السلام . ومن هنا فأن هذه النصوص تدل بصورة واضحة على الرجعة الروحية او مبدأ التسديد والتأييد.
الاعتقاد بالإمام المهدي (عليه السلام) فكرة عالمية
إن فكرة ظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان ، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم ، ويحقق العدل والمساواة في دولته ، هي فكرة آمن بها أهل الأديان الثلاثة ، واعتنقتها معظم الشعوب فقد آمن اليهود بها ، كما آمن النصارى بعودة عيسى ( عليه السلام ) ، وإلى جانب هذا نجد التصريح من عباقرة الغرب وفلاسفته ، بأن العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الأمور ، ويوحِّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد ، فمن أولئك العباقرة هو الفيلسوف الإنجليزي ( برتراند راسل ) ، حيث يقول : إن العالم في انتظار مصلح يوحِّد العالم تحت علم واحد وشعار واحد ، ومنهم العالم ( آنشتاين ) ، حيث يقول : إن اليوم الذي يَسُود العالم كله الصلح والصفاء ، ويكون الناس مُتَحَابِّينَ مُتَآخِينَ ليس ببعيد .
والأكثر من هذا كله هو ما جاء به الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو ) ، حيث بشَّر بمجيء المصلح في كتابه (الإنسان والسوبر مان). أما عن المسلمين ، فَهُم على اختلاف مذاهبهم وفِرَقِهِم يعتقدون بظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان على طِبق ما بشَّر به النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله). ولا يختص هذا الاعتقاد بمذهب دون آخر ، ولا فِرقة دون أخرى.
وما أكثر المصرِّحين من علماء العامَّة ابتداءً من القرن الثالث الهجري وإلى اليوم بأن فكرة الظهور محلُّ اتفاقهم ، وبل ومن عقيدتهم أجمع. ويقول ابن خلدون في تاريخه معبِّراً عن عقيدة المسلمين بظهور الإمام المهدي (عليه السلام):
إعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مرِّ الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، يؤيد الدين ، ويُظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويُسمَّى بـ( المهدي).
وقد وافقه على ذلك الأستاذ أحمد أمين الأزهري المصري – على الرغم مما عُرف عنهما من تطرُّف إزاء هذه العقيدة – إذ قال في كتابه ( المهدي والمهدوية ) معبِّراً عن رأي العامَّة بها : فأما أهل السُّنة فقد آمنوا بها أيضاً. ثم ذكر نصَّ ما ذكره ابن خلدون ، ثم قال : وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي ( عليه السلام ) ، فوجدها نحو الخمسين .
فإذن لا فرق بين الشيعة والعامَّة من حيث الإيمان بظهور المنقذ ، ما دام العامَّة قد وجدوا خمسين حديثاً من طرقهم ، وعدُّوا المهدي ( عليه السلام ) من أشراط الساعة ، وأنهم ألَّفوا في الردِّ أو القول بالتواتر كتباً ورسائل . بل لا فرق بين جميع المسلمين وبين غيرهم من أهل الأديان والشعوب الأخرى من حيث الإيمان بأصل الفكرة ، وإن اختلفوا في مصداقها . وقد اتفق المسلمون على أن اسمه ( مُحَمَّد ) كاسم النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقبه عندهم هو (المهدي).
كما أن اعتقاد أهل الكتاب بظهور المنقذ في آخر الزمان لا يبعد أن يكون من تبشير أديانهم بمهدي أهل البيت ( عليهم السلام ) كتبشيرها بنبوَّة نبيِّنا الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، إلا أنهم أخفوا ذلك عِناداً وتكبُّراً ، إلا من آمن منهم بالله واتَّقى.
ويدل على ذلك وجود ما يشير في أسفار التوراة كـ ( سفر أرميا ) ، وإليكم نصُّه:
إصعدي أيتها الخيل وهيِّجي المركبات ، ولتخرج الأبطال : كوش وقوط القابضان المجنّ ، واللوديُّون القابضون القوس ، فهذا اليوم للسيد ربِّ الجنود ، يوم نقمة للانتقام من مبغضيه ، فيأكل السيف ويشبع .. لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات.
وقد تتبَّع أهل الكتاب أخبار الإمام المهدي ( عليه السلام ) كما تتبَّعوا أخبار جدِّه المصطفى (صلى الله عليه وآله). فدلَّت أخبار ( سفر الرؤيا ) إلى امرأة يخرج من صُلبها إثنا عشر رجلاً ، ثم أشار إلى امرأة أخرى (أي التي تلد الرجل الأخير الذي هو من صُلب جدته). فقال السفر : إن هذه المرأة الأخيرة ستحيط بها المخاطر. ورَمَزَ للمخاطر باسم ( التنين ) ، وقال : والتنين وقف أما المرأة العتيدة حتى تلد ليبتلع ولدها ثم ولدت . (سفر الرؤيا : 12 : 3). أي أن السلطة كانت تريد قتل هذا الغلام ، ولكن بعد ولادة الطفل . ويقول ( باركلي ) في تفسيره : عندما هجمت عليها المخاطر اختطف الله ولده وحفظه .
والنص هو : ( واختطف الله ولدها ) . (سفر الرؤيا 12 : 5). أي أن الله غيَّب هذا الطفل كما يقول ( باركلي ). وذكر السفر أن غيبة الغلام ستكون ألفاً ومئتين وستين يوماً ، وهي مدَّة لها رموزها عند أهل الكتاب . هذا وإن لم يصحُّ لمسلم الاحتجاج به ، لِمَا مُنيت به كتب العهدين من تحريف وتبديل . إلا أنه يدل بوضوح على معرفة أهل الكتاب بالإمام المهدي ( عليه السلام ) ، ثم اختلافهم فيما بعد في تشخيصه ، إذ ليس كل ما جاء به الإسلام قد تفرَّد به عن الأديان السابقة . فكثير من الأمور الكلِّية التي جاء بها الإسلام كانت في الشرائع السابقة قبله . فقال الشاطبي المالكي في كتابه ( الموافقات ) : وكثير من الآيات أُخبر فيها بأحكام كلِّية كانت في الشرائع المتقدمة وهي في شريعتنا ، ولا فرق بينهما .
وإذا تقرَّر هذا فلا يضرُّ اعتقاد المسلم بصحة ما بشَّر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من ظهور رجل من أهل بيته ( عليهم السلام ) في آخر الزمان ، بأن يكون هذا المعتقد موجوداً عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، أو عند غيرهم ممَّن سبق الإسلام.
ولا يخرج هذا المعتقد عن إطاره الإسلامي ، بعد أن بشَّر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد الإيمان بأنه ( صلى الله عليه وآله): (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوْحَى ) (النجم : 3 – 4). وأما عن اعتقادات الشعوب المختلفة بأصل هذه الفكرة كما مرَّ فيمكن تفسيرها على أساس أن فكرة ظهور المنقذ لا تتعارض مع فطرة الإنسان ، وطموحاته وتطلُّعاته . ولو فكَّر الإنسان قليلاً في اشتراك معظم الشعوب بأصل الفكرة لأدرك أن وراء هذا الكون حكمة بالغة في التدبير . ويستمدُّ عندئذٍ من خلالها قوَّته في الصمود إزاء ما يرى من انحراف وظلم وطغيان ، ولا يُترك فريسة يأسه دون أن يُزوَّد بخيوط الأمل والرجاء بأن العدل لابد له أن يسود.
وأما عن اختلاف أهل الأديان السابقة والشعوب في تشخيص اسم المنقذ المنتظر ، فلا علاقة له في إنكار ما بشَّر به النبي (صلى الله عليه وآله). وليس هناك ما يدعو إلى بيان فساد تشخيصهم لاسم المنقذ ، ما دام الإسلام قد تصدَّى بنفسه لهذه المهمَّة ، فبيَّن اسمه ، حسبه ، ونسبه ، وأوصافه ، وسيرته ، وعلامات ظهوره ، وطريقة حُكمه ، حتى تواترت بذلك الأخبار ، واستفاضت بكثرة رواتها من طرق الشيعة والعامَّة أيضاً ، كما صرَّح بذلك أعلامهم وحُفَّاظهم وفقهاؤهم ومحدِّثوهم.
وقد رُوي من تلك الأخبار عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما يزيد على خمسين صحابياً . وأما عن اختلاف المسلمين فيما بينهم من حيث تشخيص اسم ( المهدي ) كما هو معلوم بين الشيعة والعامَّة . فليس فيه أدنى حجة للمستشرقين وأذنابهم ، بل هو من الأدلة القاطعة عليه ، وذلك لأنه من قبيل الاختلاف في تفاصيل شيء متحقق الوجود . فإنه كاختلافهم في القرآن الكريم بين القول بِقِدَمِهِ وحُدُوثِهِ من الله تعالى ، مع اتفاقهم على تَكفِير مُنكره . وقِسْ عليه سائر اختلافاتهم الأخرى في تفاصيل بعض العقائد دون أصولها .
السراب
يعرف السراب في اللغة بأنه من مادة سرب , وتعني الحركة والجري من الأعلى نحو الأسفل , ففي العربية مفردات دقيقة , فقد وضع العرب للجَري من أعلى إلى أسفل مفردة غير التي وضعوها للجري من أسفل إلى أعلى أو الجري على الأرض المستوية , أي أنهم كانوا يضعون مفردة مستقلة للحالات المتباينة والمختلفة , فللجري من الأعلى إلى الأسفل وضعوا (سراب ) والذي تورط بالسراب يقال سرب كما قد يطلق سرب على الماء الجاري لأنه يجري ويسيل من الأعلى الى الأسفل دائما , أما علميا فالسراب ليس ماء بل يشبه الماء وينشأ من انكسار الضوء فحرارة سطح الأرض أذا ازدادت سببت ترقيق طبقات الجو القريبة من سطح الأرض , ويبلغ الأنكسار الى مستوى الانعكاس الكامل , فيعكس لون السماء الأزرق فتبدوا طبقات الجو القريبة من سطح الأرض كأنها ماء وهو ما يطلق عليه   (السراب).
فبعد ان عرفنا معنى السراب أصبح من السهل علينا أن نعرف التشبيه الذي قصده الله سبحانه عندما يشبه أعمال المنافقين بأنها كالسراب الذي يحسبه الضمان ماء , فترى هؤلاء يزوقون ألسنتهم بكلمات جميلة من ذكر الله وتراهم يسعون في عمل الخير كما يظنون أو انهم يقومون بنشر بعض الأفكار والمعتقدات ظنا منهم أنها تنفع في انتشار الفضيلة بين الناس لكنهم يفعلون ذلك ليس بقصد الله وأنما بقصد السمعة والرياء , نعم أنهم أحيانا ينقلون الحقيقة إلى الناس لكن من المستحيل أن يعمل الناس بهذه الحقائق مالم يرون صاحبها أو بمعنى آخر الذي نقلها قد عمل بها وطبقها على نفسه وكان مصداقا لقول الصادق عليه السلام ( كونوا لنا دعاة صامتين ) وفي قول آخر ( شيعتنا كونوا لنا زينا ) أي ان نعمل بكل شيء نراه صحيحا ومطابق للقرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته الأطهار عليهم السلام . فهؤلاء تراهم يعملون ليل نهار ظنا منهم انهم في طاعة الله لكن هم يقينا يدركون أنهم يفعلون ذلك ارضائاً لمصالحهم الشخصية وكسب رضا الناس عنهم وليس المهم رضا الله سبحانه , وهؤلاء يكونون متخبطين في أعمالهم وكما عبر عنهم سبحانه{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء }النساء143, فنورد في هذا الموضع الآية الشريفة لتنير لنا الدرب{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39. فهؤلاء تبدوا أعمالهم للناظر عن بعد زاهية خلابة جميلة وبمعنى آخر فهم كالحنظل تراه من بعيد تحسبه ثمر طيب لكن طعمه مر فلونه لا يدل على طعمه , فهؤلاء وللأسف الشديد قد كثرت أمثالهم في مجتمعنا , فيتضح من الآية أن معنى السراب هو عبارة عن الشيء الذي يبدوا جميلا وخلابا من بعيد وهو أجوف في الواقع , وأيضا وردت مفردة قيمة في الآية الشريفة وهذه تعني الصحراء الخالية من الماء والكلأ واختلف في كون هذه الكلمة مفردا أو جمعا والأنصاف أنها مفردة كما هو حال السراب . اذن الذي يريد الله تبيانه أن المهم أن يكون أيمانك راسخا بما تفعله وتظنه أنه في طاعة الله ,انك مرضي وهو الأهم وليس أر ضاءا للآخرين أي أن يكون نور الأيمان وهاجا في قلبك ومن كان نور الأيمان في قلبه كانت أفعاله لله أما اذا كان العكس والعياذ بالله أي نور الأيمان منطفئاً في القلب فأن كل الأعمال الصالحة وعباداته وسجداته ومهما كثرت وأنفاقه مهما كثر وأعاناته للفقراء كلها كسراب في صحراء جرداء خالية من الماء والكلأ , فهؤلاء الناس ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا فمنهم من يستخدم جاهه وسمعته بين الناس في ترسيخ أفكار خاطئة وتعميقها في قلوب الثلة التي تعجب به بعد أن يزوق فمه بمصطلحات فكرية يحسبها الظمآن ماء ونقصد بألظمئآن الناس البسطاء المتعطشين لذكر الله والعمل في طاعته , فيزعم المنافقين انهم يقدمون لآخرتهم لأن هؤلاء زين لهم الشيطان أعمالهم  وهم لايتذكرعبادة ابليس عليه اللعنة التي يقال عنه انه مامن بقعة على الأرض ألا وله سجدة عليها فهؤلاء تصفهم ألاية أنهم فرحين بأعمالهم الكثيرة التي فعلوها في حياتهم فلذلك تصف الآية هذه الأعمال بانها كالسراب بألنسبة للعطشان في صحراء قاحلة أي يصف حالهم سبحانه يوم الحساب أنهم ينظرون الى أعمالهم كهذه النظرة أي نظرة العطشان الى السراب فهو يتنقل بين أعماله التي يراها كأنها الماء لكن عندما يصل اليها لم يجدها شيئا ووجد الله عنده أي يقول له ربه أنك كنت لاتفعلها لوجهي ولكن كانت أرضائاً لنفسك وأرضائاً للآخرين فحبط ما كنت تعمل وما دفع عنك العذاب , فعلينا أن ننتبه الى أنفسنا قبل فوات الأوان لأنه وكما في القول اليوم عمل ولاحساب وغداً حساب ولاعمل أذن فعلينا أن نأخذ العبرة ونصلح حالنا راجين من الله أن يوفقنا الى مرضاته.
معلومات عامة ومشاركات
اختيار الصديق
للصديق أثر بالغ في حياة صديقه وتكيفه فكرياً وأخلاقياً لما هو المعروف من أن الإنسان مطبوع على سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والأصدقاء. فالصديق الصالح رائد خير وداعية يهدي إلى الرشد والصلاح ، كما أن الفاسد رائد شر وداعية ضلال يقود إلى الغي والفساد. وينبغي أن تتوفر في الصديق المثالي مجموعة من الصفات نذكر أهمها:
(الصفة الأولى)
أن يكون عاقلاً ، لبيباً ، مبرءاً من الحمق ، فإن الأحمق ذميم العشرة ، كما وصفه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله:
(أما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه ، وربما أراد منفعتك فضرك ، فموته خير من حياته ، وسكوته خير من نطقه ، وبعده خير من قربه).
(الصفة الثانية)
أن يكون متحلياً بالإيمان ، والصلاح ، وحسن الخلق ، فإن لم يتصف بذلك كان تافهاً منحرفاً يوشك أن يغوي أصدقائه.
قال تعالى : ( يَومَ يَعظُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيه يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيلَتَا لَيتَنِي لَم أَتَّخِذُ فُلاناً خَلِيلاً ) . (الفرقان : 28)
(الصفة الثالثة)
أن تتوفر صفة التجاوب العاطفي وتبادل المحبة بين الصديقين ، لأن ذلك أثبت للمودة وأوثـق لعرى الإخاء. فإن تلاشت في أحدهما نوازع الحب والخلة ، ضعفت علاقة الصداقة. قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
(زُهدُكَ في راغبٍ فيكَ نُقصانُ عَقلٍ ورغبتُكَ في زاهدٍ فيكَ ذُلُّ نفسٍ).
(الصفة الرابعة)
أن يكون الصديق وفياً ، فربما تجد من حولك الكثير من الأصدقاء لكنك لا تجد منهم واحداً يفي لك بحقوق الصداقة ، ويؤدي لك ما هو معتبر فيها.
(امتحان الأصدقاء)
توجد ست موارد يمكن من خلالها امتحان الأصدقاء لإثبات صدقهم ووفائهم:
1- الامتحان الروحي:
فإن التآلف بين الأصدقاء يبدأ من التآلف الروحي بين روحيهما ، والأرواح هي التي تكشف بعضها قبل أن تكشف الأجسام ذلك.
2- الامتحان عند الحاجة:
فعليك أن تجرب صديقك الذي معك عند الحاجة ، وعليك أن تلحظ كيفية تصرفه معك ، فهل سيعطي حاجتك أهمية عند نفسه ويهتم بها كما لو كانت حاجته ، أو أنه سيتخاذل وينسحب ؟. ومن المعروف أن الناس تنقسم قسمين:
الأول:
الذين يقضون حاجات الناس ، ومن دون أن يكونوا مستعدين للتضحية في سبيل ذلك وإنما بمقدار ما تيسر لهم من الأمر.
الثاني:
الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، كما عبّر القرآن الكريم. ونحن لا نطلب من الصديق أن يكون دائماً من النوع الثاني ، وإن كان هو الغاية المنشودة ، لكن إن لم يكن النوع الثاني فلا أقل النوع الأول . والمشكلة تكمن فيما إذا كان الصديق يرفض الوقوف معك عند الحاجة ، فهذا يعني أنه قد فشل في الامتحان.
3- الامتحان في حبه للتقرب إليك:
من الأمور التي يمتحن فيها الصديق ، مسألة حبه للتـقرب من صديقه ، ويمكن معرفة ذلك من خلال الحديث. فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
( صديق المحبة في ثلاثة : يختار كلام حبيبه على كلام غيره ، ويختار مجالسة حبيبه على مجالسة غيره ، ويختار رضى حبيبه على رضى غيره) . فإذا توفرت في صديقك هذه الصفات فهو حقاً صديق المحبة.
4- الامتحان في الشدائد:
فالصديق الجيد هو الذي يكون موقفه منك جيداً حينما تكون في شدة ، ويكون معك حينما يتبرأ منك الآخرون ، ويصدقك حينما يكذبك الآخرون. وجاء في الحديث الشريف: 
(يمتحن الصديق بثلاثة ، فإن كان مؤاتياً فيها فهو الصديق المصافي ، وإلا كان صديق رخاء لا صديق شدة : تبتغي منه مالاً ، أو تأمنه على مال ، أو مشاركة في مكروه).
5- الامتحان في حالة الغضب:
لأن كل إنسان يظهر على حقيقته في حالة الغضب ، فيبدو للآخرين في صورته الواقعية ، ويقول حينئذٍ ما يفكر به ، لا ما يتظاهر به. فقد يكون هناك إنسان يجاملك ويقدم لك المحبة في كل وقت ، فإذا أغضبته قال الحقيقة التي طالما سترها عنك. وجاء في الحديث الشريف:
( إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه ، فإن ثبت لك على المودة فهو أخوك وإلا .. فلا).
6- الامتحان في السفر:
ففي السفر يخلع الإنسان عن نفسه ثياب التكلف ، فيتصرف بطبيعته ويعمل كما يفكر ، ومن هنا فإنك تستطيع أن تمتحنه بسهولة. فجاء في الحديث الشريف:
(لا تسمِّ الرجل صديقاً حتى تختبره بثلاث خصال : حين تغضبه فتنظر غضبه ، أيخرجه من حق إلى باطل ؟ ، وحين تسافر معه ، وحين تختبره بالدينار والدرهم).
خاتمة
ويجدر بنا جميعاً أن نجعل هذه الطرق وسيلتنا للتعرف على الأصدقاء الجيدين ، كما أن علينا عند التعرض للامتحان في أمثالها أن نسعى كي نكون جديرين بأن يصادقنا الآخرون ، ونخرج من الامتحان مرفوعي الرأس عند الله وعند الأصدقاء.
الأسرة بين الحرية والاستبداد
تخضع نفسيات الأفراد في الأسرة إلى وضع حكومة الآباء ، فالأب الذي يتحدث إلى أبنائه بلسان التهديد والعقاب فقط ، وتكون إطاعته له قائمة على أساس الخوف منه ، ينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال ، ولا تظهر استعداداتهم الخفيَّة ، ولا يفكرون في تحصيل الكفاءات لأنفسهم . وبصورة أساسية ، فإن الأطفال في أمثال هذه الأُسَر لا يدركون أنفسهم ، ولا يلتفتون إلى وجودهم بين ظهراني المجتمع . لأنهم لم يسمعوا كلاماً من رب الأسرة حول إظهار شخصياتهم ، لأنه كان يتحدث معهم بِلُغة السوط والعصا فقط . أما في الأسر التي تقوم على أساس الرقي النفسي ، وحُبّ الكمال ، والتي تهدف التربية فيها إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة ، والصلاحية في نفوس الأفراد ، تنعدم لغة التهديد والعقوبة . بل يستند المُربِّي حينئذ إلى شخصية الأطفال ، ويستفيد من غريزة حبهم للكمال في تشجيعهم على العمل المثمر الحُر . إن التربية في ظل النظام الإسلامي تقوم على العدل والحرية ، وتنمية حب الرقي والتكامل في نفوس الأطفال .
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن:
(ولا تكن عَبدَ غيرك وقد جعلك الله حراً) نهج البلاغة الكتاب 31 / 87 من وصاياه لابنه الحسن (عليهما السلام). بهذه الجملة القصيرة يزرع الأب العظيم أعظم ثروة للشخصية في نفس ولده ، ويعوده على الحرية الفكرية . وبالنسبة إلى تَعلُّم الأطفال قال (عليه السلام): (من لم يتعلَّم في الصِّغَر ، لَم يتقدَّم في الكِبَر ) غُرَر الحِكَم ودُرَر الكَلِم 697.
وأخيرا نقول:
إن المربي القدير هو الذي يستفيد من غريزة حب الكمال والرقي عند الطفل ، ويقيم قسماً كبيراً من أساليبه التربوية على هذا الأساس
الثبات على المبادئ
للنظم والمبادئ أهمية كبرى وأثر بالغ في حياة الأمم والشعوب فهي مصدر الإشعاع والتوجيه في الأمة ومظهر رقيها أو تطلعها وكلما سمت مبادئ الأمة ونظمها الإصلاحية كان ذلك برهاناً على تحضرها وإزدهارها وكلما هزلت وسخفت المبادئ كان دليل على جهل ذويها وتخلفهم . وخير المبادئ وأشرفها هو ما ينظم حياة الإنسان والفرد والمجتمع ويصون حريته وكرامته ويحقق  الأمن والرخاء ويوفر له وسائل السعادة والسلام في مجال الدين والدنيا وبديهي إن المبادئ مهما سمت وإزدهرت بحلائل المزايا والحلال فإنها لا تحقق أماني الأمة وآمالها ولا تفضي عليها بالخير المأمول إلا إذا إعتنقها وحرصت على حمايتها وتنفيذها في مختلف مجالات الحياة وإلا كانت عديمة الجدوى والنفع أنظر كيف يمجد الله القرآن الكريم المسلمين الثابتين على المبادئهم الرفيعة المتمسكين بقيم الإيمان والمثل العليا قال تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } فصلت 31-33 ، ولقد كان الرسول (ص) الأعظم وأهل بيته الطاهرين المثل الأعلى في الثبات على هذا المبدأ وحمايته والنصيحة في سبيله بأعز النفوس والأرواح كان (ص) كلما عاصر المحن وتكالبت عليه قوى الكفر والطغيان ازداد صموداً ومضيا ً في نشر رسالته ، ضارباًً في سبيل الله أرفع الأمثال حتى قال (ص) : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه . وبهذا الصمود والشموخ إنهارت قوى الشرك وكان أمير المؤمنين (ع) سائراً على سيرة رسول الله ومثاليته في الثبات على المبادئ السامية ورايته الأصيلة قائلاً لا أطلب الحق بالجور والح عليه نفر من خاصته ومواليه أن يستميل ممن أغوتهم زخارف الأطماع فسموا عدل الإمام ومساواته وإستهوائهم أعزاء معاوية ونواياه الرخيصة يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ومن تخاف عليه من الناس فراره إلى معاوية . فقال (ع) لهم وهو يضرب على ثباته وتمسكه بدستور الإسلام وترفعه عن الوسائل الإستغلالية وآثمة ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور لا والله ما أفعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم والله لو كان مالهم لي لساويت بينهم وكيف وإنما هي أموالهم وهكذا أسرت مثالية الإمام (ع) إلى صفوة المختار من أصحابه وحواريه فكانوا نموذجاً فذا ونمط فريداً في الثبات على المبادئ والتمسك بالحق رغم معاناتهم ضروف الإرهاب والتنكيل . وروي إن معاوية أرسل إلى أبي الأسود الدوئلي هدية منه حلواء يريد بذلك حرفه عن حب علي بن أبي طالب (ع) فدخلت عليه إبنته الصغيرة فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلته في فمها فقال لها أبو الأسود : يا إبنتي القيها فانها سم هذه الحلواء أرسلها إلينا معاوية يخدعنا عن أمير المؤمنين (ع) ويردنا عن محبة أهل البيت فقالت الصبية قبحه الله يخدعنا عن سيد مطهر بالشهد المزعفر تباً للمرسل وآكله فعالجت نفسها حتى تقيئت ما أكلته . ولا ننسا مولانا الحسين (ع) كيف كان في صمود وثبات على المبدأ وكيف كانوا أصحابه ( سلام الله عليهم أجمعين ) وقف الحسين (ع) في يوم عاشوراء وقد أحاط به ثلاثون ألف مقاتل يبغون إذلاله وقتله فصرخ في وجوههم صرخة مدوية وأعلن عن آبائه وشموخه بكلماته الخالدة المجلجلة في مسمع الدهر والتي ما تزال دستوراً حياً يقدسه الأحرار ( ألا وإن الدعي لإبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة يأبى الله ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نوثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ) ويؤكد الحسين (ع) ثباته على المبدأ مؤثرأ في سبيل القتل والفداء على الحياة الخاضعة الذليلة والله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد أني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما . وهكذا أصحاب الحسين (ع) ساروا على نهجه وامتثلوا في الصمود والثبات على المبادئ ومفاداته بالنفوس ، فخطب فيهم الحسين(ع) خطبة مملؤة بالحب وافعجاب ( أما بعد فإني لا أعلم أصحاب أوفى من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من اهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً ألا وإني لا أظن يوما لنا من هؤلاء الأعداء ألا وإني قد آذنت لكم فاطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم لياخذ كل رجل منكم يد رجل من أهل بيتيثم تفرقوا في سوادكم حتى يفرج الله فأن القوم إنما يطلبوني ولو طالبوني للهوا عن طلب غيري ، فقام إليه مسلم بن عوسجة فقال أنحن نخلي عنك وبما نعتذر لله في أداء حقك أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا عيبة رسول الله (ص) فيك والله لو علمت أقتل ثم أحرق ثم أذرى ثم يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقي حمامي دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة العظمى التي لا أنقضاء لها ابداً وقام اليه زهير بن اليقين فقال والله لو أردت اني قتلت ثم انتشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا الف مرة والله وان الله عز وجل  يدفع بذلك القتل عن نفسك ونفوس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك وتكلم جماعة اصحابه بكلام مشابه بعضهم لبعض فقالوا والله لا نفارقك ولكن انفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وايدينا فاذا نحن قتلنا كلنا وفينا وقضينا ما علينا)). وهكذا اطفق اصحاب الحسين (ع) يعربون عن ثباتهم وتفانيهم في ولائه ونصرته والذب عنه بأروع مفاهيم البطولة والفداء وما أحوج المسلمين اليوم ان يستلهموا جهاد أولئك العظماء اثارهم في التمسك بالدين والثبات على المبدا والتفاني في نصرة الحق ليتردوا مجدهم الضائع وعزهم السليب وينقذوا انفسهم من هوان الهزائم الفاضحة والنكسات المتتالية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
من مواعظ الأمام الصادق عليه السلام
قال ابو عبد الله الصادق (ع) : لقي يوسف (ع) رجلا فقال الرجل والله اني لأحبك فقال له يوسف في الحب لقيت ما لقيت احبني أبي فلقيت من أخوتي ما لقيت واحبتني امرأة العزيز فلقيت ما لقيت فلست أريد أن يحبني ألا ربي تبارك وتعالى.
موعظة حول طلب العلم
عن عنوان البصري وكان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة قال :كنت أختلف الى مالك بن أنس سنين فلما حضر جعفر الصادق عليه السلام المدينة أختلفت اليه واحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك ,فقال لي يوما أني رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء اليل والنهار فلا تشغلني عن وردي فخذ عن مالك وأختلف أ ليه كما كنت تختلف اليه فأغتممت من ذلك وخرجت من عنده وقلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف اليه وألاخذ عنه فدخلت مسجد الرسول (ص) وسلمت عليه ثم رجعت من الغد الى الروضة وصليت فيها ركعتين وقلت أسألك يا الله يالله أن تعطف على قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به الى صراطك المستقيم ورجعت الى داري مغتما حزينا ولم أختلف الى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري الى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفرا وكان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره إستأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما حاجتك فقلت السلام على الشريف فقال هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت ألا يسيرا أذ خرج خادم له قال أدخل على بركة الله فدخلت وسلمت عليه فرد عليّ السلام وقال أجلس غفر الله لك فجلست فاطرق مليا ثم رفع رأسه وقال أبو من قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك ووفقك لمرضاته قلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثير اثم  أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال يا أبا عبد الله ما حاجتك قلت سألت الله أن يعطف قلبك علي ويرزقني من علمك وأرجو أن الله تعالى أجابني في ما سألته فقال يا أبا عبد الله ليس ألعلم بالتعلم وأنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يبديه فإن أردت العلم فأطلب أولاً من نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك قال يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية قال ثلاث أشياء أن لا يرى العبد لنفسه في ما خوله الله اليه ملكا لأن العبيد لا يكون لهم  ملك يرون المال مال الله يضعونه  حيث أمرهم الله تعالى به ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا وجملة أشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الأنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه وأذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هانت عليه مصائب الدنيا وأذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما الى ألمراءات والمباهات مع الناس فأذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا وابليس والخلق،  ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا ولا يطلب عند الناس عزا وعلوا ولا يدع أيامه باطل فهذا أول درجة المتقين قال الله تعالى{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83 ، عن أبي عبد الله (ع) قال :ان الله تبارك وتعالى أذا اراد بعبد شرا فأذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الأستغفار ويتمادى بها وهو قول الله عز وجل {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ }الأعراف
أم نرجس


القائم بين السائل والمجيب
أسئلة عامة
حول الامام المهدي(ع)
في مايلي مجموعة من الاسئلة حول مفهوم ابن الانسان الذي جاء ذكره في التوراة والانجيل والذي يعتقد المسلمين فيها عيسى بن مريم المسيح (عليه السلام) بينما يعتقد اغلب المسلمين ان معنى ابن الانسان هو الامام المهدي (عليه السلام) :
س1/ ان المتسالم عليه عند المسلمين في دراساتهم للانجيل ان ابن الانسان هو الامام المهدي(عليه السلام) ولقد صرح بذلك الكثير من العلماء والباحثين في هذا المجال وخاصة سماحة اية الله العظمى السيد محمود الحسني حيث كتب احد طلبته بحثاً تحت العنوان(المهدي في الانجيل وعقائد اخرى) وقد اثبت هذا الباحث ان ابن الانسان هو الامام المهدي(عليه السلام) وقد قدم هذا البحث لسماحة السيد محمود الحسني الاعلم واشاد به حيث قال في المقدمة واصفاً هذا البحث بانه :((اسلوب البحث جيد جداً يتميز بالعمق والوضوح ويدل على المستوى العلمي الجيد والوعي الفكري والنفسي للباحث الذي جعله في موضع المسؤولية امام مولانا واملنا صاحب العصر والزمان (عليه السلام)....) ويظهر من كلام السيد محمود الحسني انه راض عن هذا البحث ومقتنع بما جاء فيه حيث قال انه اسلوب جيد جداً وما الى ذلك .الا انكم فاجئتمونا ببحثكم في العدد(34) في موضوع الصفحة الاخيرة (اطروحة معاصرة حول رجعة المسيح عيسى بن مريم) حيث ذكرتم ان ابن الانسان ليس هو الامام المهدي(عليه السلام) بل هو شخص اخر من ممهدي الامام (عليه السلام) وقد بتنا في حيرة من هذا الامر فياحبذا لو اجبتمونا بشيء من التفصيل لحل هذا الاشكال ؟
ج/ مع احترامنا لاراء الباحثين والعلماء في هذا المجال وللسيد الحسني فاننا نختلف معهم في مسألة ابن الانسان ولا ادري كيف اعتقد السيد الحسني بهذا الكلام فان الاعلم لابد ان يكون اعلم في كل شيء فقد ورد عن مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال :( والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين اهل التوراة بتوراتهم ولنطقت التوراة وقالت صدق علي وما كذب ولحكمت بين اهل الانجيل بانجيلهم ولقال الانجيل صدق علي وما كذب ....) فان هناك الكثير من الادلة التي تؤكد ان ابن الانسان غير الامام المهدي (عليه السلام) فقد وردت الكثير من النصوص في الانجيل بلفظ ابن الانسان الا ان ذلك اللفظ فيه دلالة واضحة واكيدة على انه عيسى (عليه السلام) ولايمكن ان يحمل اللفظ على غيره فقد ورد :(وابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة ، ولكن الويل لمن يُسلَّمُ ابن الانسان اكان خيراً له ان لايولد) مرقس (14) . فهذا النص لايمكن حمله على غير النبي عيسى (عليه السلام) . وقد ورد ايضاً :(فقالوا له من انت ؟ فقال يسوع : اخبرتكم من البدء . عندي اشياء كثيرة اقولها فيكم ، واشياء كثيرة احكم بها عليكم . لكن الذي ارسلني صادق ، وما سمعته اقوله للعالم . فمافهموا انه يحدثهم عن الاب ، فقال لهم : متى رفعتم ابن الانسان عرفتم اني انا هو ) يوحنا 8- فمن هذا النص يتبين لنا واضحاً وبما لايقبل الشك وصريحاً ليس فيه غموض ان ابن الانسان هو نفسه عيسى بن مريم (عليهما السلام) فلماذا يقول الباحثين والعلماء حينما يذكرون ان ابن الانسان هو الامام المهدي خاصة اذا ماسألهم المسلمين عن ذلك . وقد ورد ايضاً :(سيسلم ابن الانسان الى ايدي الناس فيقتلونه ، وفي اليوم الثالث يقوم من بين الاموات) متى17- وهناك الكثير من النصوص التي تؤكد وتدل على لفظ ابن الانسان لايصح حمله على غير عيسى (عليه السلام)نعم فقد وردت بعض النصوص التي لايصح حملها على عيسى عليه السلام الذي عاش في ذلك الزمان الا ان ذلك لايعني ان ابن الانسان هنا هو الامام المهدي (ع) بل هناك ادلة كثيرة تؤكد ان ابن الانسان هو احد ممهدي الامام (ع) وهو اليماني الموعود اشبه الناس بعيسى بن مريم عليهما السلام فقد ورد في التوراة هذا النص:( وبينما كنت ارى ، نصبت عروش ن فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه ابيض كالثلج ، وشعر رأسه كالصوف النقي ، وعرشه لهيب نار ، وتخدمه الوف الوف ، وتقف بين يديه ربوات ربوات فجلس اهل القضاء وفتحت الاسفار . -الى ان قال- ورأيت في منامي ذلك الليل ، فاذا بمثل ابن انسان اتياً على سحاب السماء ، فاسرع الى الشيخ الطاعن في السن فقرب الى امامه ، واعطي سلطاناً ومجداً وملكاً حتى تعبده الشعوب من كل امة ولسان ويكون سلطانه سلطاناً ابدياً لايزول وملكه لايتعداه الزمن ) رؤيا دانيال (6-7) وفي ترجمة اخرى للانجيل ورد بدلاً من الشيخ الطاعن في السن(قديم الايام) فاذا كان ابن الانسان هو الامام المهدي(ع) فمن هذا الشيخ الطاعن في السن او القديم الايام الذي ينصب له عرش ياترى ؟ اليس في هذا الكلام ((الشيخ الطاعن)) او((قديم الايام)) اشارة ودلالة واضحة على الامام المهدي(عليه السلام) والمعلوم ان الامام(ع) ليس فوقه احد حتى ان المسيح يكون تابعاً له فاذا تنزلنا جدلاً وقلنا ان ابن الانسان هو الامام (ع) فكيف يسلم ويأتي ويقدم امام الشيخ الطاعن ومن يكون ذلك الشيخ ياترى حتى يسلم له ابن الانسان ؟ ثم اننا لو تابعنا النص التوراتي المتقدم الذكر لوجدنا له انطباقاً في القرآن فقد قال تعالى ((واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجاء بالنبين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون )) الزمر69 - وقد ورد في تفسير هذه الاية عن ابي عبد الله (ع) انه قال:( ان قائمنا اذا قام اشرقت الارض بنور ربها ...) الغيبة للشيخ الطوسي ، وقد ورد ان الامام يحكم بين اهل التوراة بتوراتهم وبين اهل الانجيل بانجيلهم وبين اهل الزبور بزبورهم وبين اهل القرآن بقرآنهم فيتضح من ذلك ان هذه الاية هي عين ذلك النص الوارد في رؤيا دانيال وبذلك يتضح ان الشيخ الطاعن الذي يجلس على العرش فيحل اهل القضاء وتفتح الاسفار هو الامام المهدي(ع) كما اخبر بذلك الامام الصادق (ع) في تأويل الاية المتقدمة . ثم ان صاحب الكتيب السالف (محمد صقر) ذكر ماهذا نصه في ص24(عندئذ يرون ابن الانسان اتياً في السحاب بقوة ومجد عظيم ..) وهذا النص لايدل على ان ابن الانسان هو الامام المهدي(ع) نعم فهو لاينطبق على عيسى (ع) الا اننا لو عرضنا هذا النص على احاديث وروايات النبي(ص) واهل بيته(ع) لوجدناه مطابقاً لتلك الاحاديث والروايات فقد جاء في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر والتي ذكرها الاخ الكاتب في كتيبه ص36 وهي مروية عن ابي عبد الله (ع) حيث قال :(اذا اذن الامام(ع) دعا الله باسمه العبراني فانتخب له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم اصحاب الالوية منهم من يفقد عن فراشهم ليلاً ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه ...) فهذه الرواية وغيرها كثير من الروايات تؤكد إن اصحاب الإمام (ع) ينتقلون بوسائل نقل منعددة إلا إن منهم شخصاً واحداً يسير في السحاب يعرفة بإسمه وإسم أبيه وحليته ونسبه وإن هذا الشخص كما أشارت الروايات هو أفضلهم أي أفضل الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، إذا فهو وزير الإمام المهدي (ع) وهو صاحب دعوته لذلك يكون معروفاً بإسمه وإسم أبيه ومعروفة أوصافه من قبل الناس ومعروف نسبه لهم وهو كما هو واضح غير الإمام المهدي (ع) ومعنى هذا إن الشخص المذكور في النص الإنجيلي المتقدم هو نفسه هذا الشخص لأن الإثنين يسيران في السحاب كما هو واضح فدل هذا على إنهما شخص واحد لا شخصان فلم تخبرنا الروايات إن الإمام المهدي حينما يخرج في مكة لمكرمة يأتي محمولاً على السحاب بل إن الروايات دلت وأشارت إلى وزيره والذي هو أحد أصحابه يأتي محمولاً على السحاب . 
 وقد ذكر الأخ الكاتب معلقاً على هذا النص في صفحة 28 ( عندئذ يرون إبن الإنسان آتياً في السحاب بقوة ومجد عظيم ) فقال الكاتب :( ما هي القوة التي يأتي بها إبن الإنسان ؟ ظاهر النص يشير إلى إن هذا المخلص يكون مسنداً بقوة وهناك عدة احتمالات لتحديد هذه القوة بل هي محددة يقول الإمام الصادق (ع) (مؤيد بثلاث أجناد ، بالملائكة وبالمؤمنين وبالرعب ...) إلا إننا نقول للأخ محمد صقر إن الصحيح والحق هو إن ابن الإنسان وهو وزير المهدي (ع) يأتي في السحاب بقوة وتسديد من الإمام (ع) فقد دلت على ذلك رواية صريحة في هذا المعنى وليس كالرواية التي ذكرها الأخ الكاتب فهي غير صريحة في هذا المعنى والرواية هي التي ذكرها في صفحة 33 من الكتاب وهي رواية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) حيث جاء فيها ( ما كان قول لوط (ع) لقومه ( لو كان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) إلا تمنياً لقوة القائم المهدي وشدة أصحابه وهم الركن الشديد ......) فالقوة التي تمناها لوط (ع) والتي ذكرها المولى في كتابه والتي بينها الصادق (ع) وهي قوة القائم المهدي (ع) إذا فالقوة في النص الإنجيلي المذكور في قوة القائم المهدي أي إن ابن الإنسان حينما ياتي على السحاب يكون مؤيداً ومسددأ بقوة القائم المهدي (ع) ولهذا يتأكد إن إبن الإنسان غير الإمام المهدي (ع) ولمزيد من البيان نقول إن إبن الإنسان هو عيسى بن مريم (ع) في زمان بعثته والنصوص التي ذكرناها في بداية الجواب والتي قلنا إنه لا يمكن حملها على غير تتحدث عنه أما النصوص التي تحكي عن المستقبل والتي تبشر بمجيئ ابن الإنسان في آخر الزمان فهي تتحدث عن اليماني الموعود والذي يخرج مسدداً ومؤيداً بروح عيسى (ع) وهو من يسير على السحاب كما بينا وبحسب الروايات الشريفة فهو كما دلت الأحاديث والروايات شبيه عيسى بن مريم (ع) فكما كان للمسيح شبيه في زمانه قال تعالى { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } وقد دلت الروايات على إنه ألقى الشبهة على أحد أصحابه ورفع إلى السماء وكذلك سيكون له شبيه في آخر الزمان فقد ورد في الرواية ( إنه أشبه الناس بعيسى بن مريم ) ومن أراد المزيد في معرفة الشبه بين السيد المسيح وبين اليماني الموعود فاليراجع موضوع أشبه الناس بعيسى بن مريم الذي نشر في الأعداد السابقة من صحيفتنا . 

وردتنا من الاخ محمد الناصري رسالة تتضمن مجموعة من الاسئلة حيث يقول فيها:
في العدد الثامن والعشرون وتحت عنوان (الشهيد الصدر يوحنا القرن العشرين) وضمن البحث قلتم ((كما بعث الله يحيى (ع) ممهداً لعيسى ابن مريم ومبشراً بظهوره … جاء السيد الشهيد الصدر(قد) ممهداً للمهدي(عج) ومبشراً بظهوره …  واعطيتم وجه الشبه بين حركة نبي الله يحيى (ع) وتمهيده للسيد المسيح(ع) وحركة السيد الصدر التمهيدية للامام (ع) ولكن حسب البحوث التي نشرتها الصحيفة ان الممهد الرئيسي للامام يكون (وزيره السيد اليماني) .. وهنا توجد بعض الاسئلة...
س1/ هل ان السيد الشهيد (قد) هو اليماني؟
ج/ لا فان السيد الشهيد اعلى الله مقامه احد ممهدي الامام المهدي (ع) بل هو اولهم ولي اليماني .
س2/ اذا لم يكن السيد الصدر هو بشخصه (اليماني) فهل يكون ممهداً للسيد اليماني .، أنبئونا ؟
ج/ نعم فهو ممهداً لمن يأتي بعده من الممهدي وهو ممهداً لليماني الموعود 
س3/ هناك رواية تقول (ومن الاحاديث التي ذكرت خروج القحطاني بعد المهدي(عج) ما اخرجه(الحاكم عن الرسول(ص)) (القحطاني بعد المهدي وماهو دونه) كتاب نهاية العالم واشراط الساعة (ص87). السؤال هو : ماذا يقصد بالقحطاني وهل هو اليماني نفسه ؟
ج/ نعم ان المقصود بالقحطاني في الروايات الشريفة هو اليماني بدليل الرواية نفسها حين قال (ماهو دونه) والمعلوم ان اليماني هو وزير المهدي(ع) وهو الذي يكون مسدد بروح المسيح بل هو المسيح في اخر الزمان والا لو كان النبي عيسى موجوداً فلما قال القحطاني ماهو دونه والمعلوم ان عيسى نبي ويكون افضل من النبي غير النبي والقحطاني ليس نبياً فكيف يقدم على النبي اذا كان النبي عيسى موجوداً حينها بروحه وجسمه .
بحوث ودراسات
الرأي والرأي المعاكس
حوار بين باحثين احدهما يعتقد 
بأن صاحب هذا الامر هو الامام المهدي (ع) ولا ينطبق هذا المفهوم على غيره
والاخر يعتقد أن صاحب هذا الامر ينطبق على الامام المهدي (ع) و اليماني  
لو تتبعنا الاحاديث النبوية الشريفة وروايات الائمة المعصومين (ع) التي تخص قضية الامام المهدي (ع) لوجدنا فيها اشكالات عديدة لا يمكن حلها الا من خلال إستيضاح بعض الامور الخافية والتي يتم أستقرائها بتمعن وحرص حقيقيين ، ومن هذه المفاهيم المهمة في هذه القضية الكونية هو مفهوم ( صاحب هذا الامر ) الذي ذكره ائمة الهدى (ع) في روايات عديدة ، وقد أثبت السيد القحطاني من خلال بحوثه المستفيضة المستندة على روايات العترة الطاهرة (ع) انطباق هذا المفهوم ( صاحب هذا الامر ) على اليماني اضافة الى انطباقه على الامام المهدي (ع) .
فماذا يقول سماحة الشيخ مظفر الخزرجي ؟
من غير الممكن ان ينطبق مفهوم صاحب هذا الامر على غير الامام المهدي (ع) ، فأن هذا المفهوم يخصه فحسب ، ان المهدي والقائم هما من خاصة القاب الامام الذي لا ينازعه فيه أحد ، وهناك روايات تثبت كلامي هذا ( الذي ثبت عند جميع علماء وفقهاء المذهب الجليل ) فقد ورد عن ابي حمزة قال : دخلت على ابي عبد الله (ع) فقلت له : ( أنت صاحب هذا الامر؟ ، فقال : لا ، فقلت : فولدك ؟ فقال لا ، فقلت : فولد ولدك هو ؟ قال : لا ، قلت : من هو ؟ قال : الذي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، على فترة من الائمة ، كما ان رسول الله (ص) بعث على فترة من الرسل ) بحار الانوار ج51 ص39 . هذا بخصوص صاحب هذا الامر ، واما بخصوص تسمية المهدي (ع) فقد جاء في دلائل الامامة ص250 عن النبي (ص) قال : ( ياعلي لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي ، يهدي الى الله عز وجل ويهتدي به العرب كما هديت انت الكفار والمشركين من الضلالة ....) وعن تسمية القائم (ع) قد ورد عن الامام الصادق (ع) قوله : ( .... آخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ ها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) اكمال الدين ص32 . 
المهندس حيدر هادي من مكتب السيد القحطاني :
لنناقش كلام سماحة الشيخ من حيث الامكان وغير الامكان ، نحن الان في  عالم الامكان ، هل الامكان عقلي أم شرعي ؟ وهل الامتناع عقلي أم شرعي ؟ فعقلاً ان ( المهدي) لقب يطلق على كل من يقوم بالهداية ، وهذا واضح في كلام الامام الصادق (ع) فقد قال : ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس ...) دلائل الامامة ص249 . وكذلك الامر بالنسبة الى لفظ ( القائم ) فهو لقب أيضاً يطلق على كل من يقوم بالحق أو يدعو الى الحق . فأذا ما اطلقت هذه الالقاب انصرفت الى الامام المهدي (ع) للوهلة الاولى ، ولكننا لو تأملنا قليلاً وجدنا البعض منها ينصرف الى غيره كوزيره السيد اليماني ، اذا قامت قرينة تدل على ذلك ، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق ) الوافي ج2 ص113 . فمن هنا يتضح ان كل من يقوم بالهداية الى امر خفي أو مخفي أو أمر قد ضلت عنه الناس فهو مهدي ، ولا بد ان يكون هذا الامر أمراً الهياً متعلقاً بالهداية الى الله عزوجل ، وهكذا بالنسبة لصاحب هذا الامر ، فأن من يحمل أمراً الهياً ويقوم به يسمى صاحب هذا الامر فمن يحمل سراً من سر الله وامراً من أمر الله فهو المعبر عنه بصاحب هذا الامر ، وقد تم اطلاق هذا المفهوم على غير الامام المهدي (ع) عدة مرات ، ومنها ما ورد عن ريان بن الصلت قال : ( قلت للرضا (ع) انت صاحب هذا الامر ؟ فقال : أنا صاحب هذا الامر ولكني لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ...) إكمال الدين ص359 . 
اذن فمن الممكن إطلاق ( المهدي والقائم وصاحب هذا الامر ) على غير الامام المهدي (ع)لأن ذلك واقع كما بينا ، ووقوع الشيء ممكن على حصوله.
الشيخ مظفر الخزرجي :
حتى لو سلمنا بأمكانية إطلاق المهدي والقائم وصاحب هذا الامر على غير الامام المهدي (ع) ولكن هذه التسميات او الالقاب خاصة فقط بالائمة المعصومين (ع) ولا يصح اطلاقها على غيرهم.
المهندس حيدر هادي :
لقد تم إطلاق ذلك على غير الائمة المعصومين (ع) في روايات كثيرة ، ومن هذه الروايات ، ما ورد عن ابي حمزة عن ابي بصير قال : ( قلت للصادق جعفر بن محمد (ص) سمعت من أبيك (ع) انه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً فقال : انما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر اماماً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا ومعرفة حقنا ) بحار الانوار ج53 ص145 . الذي يفهم من هذا الخبر وهو واضح تماماً ان هناك اثنا عشر مهدياً وهم من الشيعة الذين يدعون الناس الى موالاة الائمة المعصومين (ع) ومعرفة حقهم وهؤلاء الاثنا عشر يكونون بعد القائم (ع) ، أما قبله فان من الممكن ان يكون هناك ممهدين للأمام المهدي (ع) يقومون بالتمهيد والتهيئة لظهور المأمول المنتظر (ع) . وهناك روايات ذكرت صاحب هذا الامر ولكنها لا تنطبق كلها على الامام المهدي (ع) بل انها تتعارض بعضها مع بعض ، ومن هذه الروايات ، الرواية التي وردت عن عبيد بن زرارة قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ( يفقد الناس امامهم يشهد المواسم فيراهم ولا يرونه ) الكافي ج1 ص377 . وهذا ينطبق تماماً على الامام المهدي (ع) ، ولكن في الرواية التالية يختلف المعنى كلياً ، فقد ورد عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) : ( ان في صاحب هذا الامر سنناً من الانبياء سنة من موسى بن عمران ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) ، فأما سنته من يوسف فالستر ، جعل الله بينه وبين الخلق حجاباً يرونه ولا يعرفونه ....) اثبات الهداة ج3 ص474 الحديث159  .
ففي الرواية الاولى يذكر ان الامام (ع) يرى الناس ولا يرونه ، أما في الرواية الثانية التي ذكرت ( صاحب هذا الامر ) تضمنت ان لصاحب هذا الامر سنة من يوسف ، وهذه السنة هي الستر عن الخلق ، فهم - أي الناس - يرونه ولا يعرفونه ، وهذا ما يؤكد ان الرواية الثانية تنطبق على السيد اليماني وليس على الامام المهدي (ع) ، مع العلم ان كلتا الروايتين صدرتا عن الامام الصادق (ع) ومن مصادر صحيحة السند .
الشيخ مظفر الخزرجي :
لا يوجد اشكال في ذلك ، فالرواية تعني يراهم ولا يرونه أي لا يعرفونه وليس بمعنى لا يرون جسمه ، وبذلك تنسجم الرواية الثانية مع الاولى .
المهندس حيدر هادي :
كلا ان الرواية واضحة المعالم فهي تقول : لا يرون جسمه او شخصه ، وان قلت لربما يرون شخصه في باب التأويل ، فأقول : ان هذا القول يتعارض تماماً على ما ورد عن تكلم ائمة الهدى (ع) مع الخضر (ع) مع العلم انهم يرون ( شخصه ) ، فقد ورد عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت ابا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول : ( ان الخضر (ع) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه ) اثبات الهداة ج3 ص480 الحديث 181. 
واليك هذه الرواية التي تؤكد بأن الامام المهدي (ع) لا يرى جسمه ، فقد ورد عن الريان بن لصلت قال : سئلت الرضا (ع) عن القائم (ع) فقال : لا يرى جسمه ....) إكمال الدين ج51 ص33.
الشيخ مظفر الخزرجي :
لو فرضنا جدلاً ان مفهوم صاحب هذا الامر ينطبق على اليماني كما تزعمون ، فكيف يستقيم ذلك مع الروايات المتواترة التي تؤكد على ان اليماني من علامات ظهور صاحب هذا الامر ( الامام المهدي (ع)) ؟ وبمعنى آخر كيف يكون اليماني علامة لنفسه ؟
وهذه هي الرواية : عن يعقوب بن السراج قال : ( قلت لأبي عبد الله (ع) : متى فرج شيعتكم ؟ قال : ( اذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني واليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الامر من المدينة الى مكة بتراث رسول الله (ص) . قلت وما تراث رسول الله (ص) ؟ فقال : سيفه ودرعه وعمامته وبردته وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه ) غيبة النعماني .
المهندس حيدر هادي :
لقد قدمنا في بداية الحوار بأننا نؤمن بأن صاحب هذا الامر تخص الامام المهدي (ع) وكذلك ( المهدي والقائم ) وهذا القول ليس فيه اختلاف اطلاقاً ، ولكن الذي نؤكده : ان هذه المفاهيم تنطبق على الامام المهدي (ع) في روايات متكاثرة ، ولكنها لا تنطبق عليه في روايات اخرى ، فهي تنطبق على وزيره السيد اليماني ، ولولا هذه النتيجة التي خرجنا بها واثبتناها مبكراً عبر بحوثنا المدعمة بالادلة ، لما يستطيع أي باحث او مفكر او عالم في قضية الامام المهدي (ع) ان يحل هذه الاشكالات او التضارب الذي يظنه المستقرئ لهذه الروايات الشريفة ، فهذه الرواية التي اوردتها  تخص الامام المهدي (ع) وهي واضحة المعالم ، ولكن في روايات كثيرة لا ينطبق مفهوم صاحب هذا الامر على الامام المهدي نهائياً ، ومن هذه الروايات ما جاء عن ابي خالد الكابلي قال : ( لما مضى علي بن الحسين (ع) دخلت على محمد بن علي (ع) فقلت له : جعلت فداك قد عرفت انقطاعي الى ابيك وانسي به ووحشتي من الناس ، قال : صدقت يا ابا خالد ، تريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك لقد وصف لي ابوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده . قال : فتريد ماذا يا ابا خالد ؟ قلت : اريد ان تسميه لي حتى اعرفه بأسمه . فقال : سألتني عن امر ما كنت محدثاً به احد ، ولو كنت محدثاً به أحد لحدثتك ، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة ) غيبة النعماني . من غير الممكن ان تنطبق هذه الرواية على الامام المهدي (ع) فيرد على هذه الرواية ان الامام الباقر (ع) يخبرنا بعدم امكان تسمية صاحب هذا الامر وانه لو كان ذلك من الممكن لكان قد ذكره لأبي خالد . كما يذكر لنا الباقر (ع) ان بني فاطمة لوا عرفوا صاحب هذا الامر بأسمه لقتلوه ولقطعوه بضعة بضعة !! .
وبناءاً على هذه الرواية التي وردت بلفظة صاحب هذا الامر ، أقول : لو كان المقصود بصاحب هذا الامر - في هذه الرواية - هو الامام المهدي (ع) فكيف خفي على رجل كابي خالد الكابلي وهو من قضى في صحبة الامام السجاد (ع) ؟ بل كيف خفي عليه اسم الامام المهدي (ع) ؟؟ ذلك الامام الذي بشرت به الاحاديث والروايات العديدة حتى عرفه اعداء الدين ، ثم ما معنى ان الامام السجاد (ع) يذكر صاحب هذا الامر بصفته ولا يسميه لأقرب أصحابه ، ما الحكمة من ذلك ؟ وعلاوة عليه فأن الامام الباقر (ع) يقول ما كنت محدثاً به احد وانه (ع) لا يحدث به احد اطلاقاً . ثم لماذا يقول الامام الباقر (ع) لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة ؟ أليس اسم الامام المهدي معروفاً لدى القاصي والداني ؟ اذن فكيف ذلك على بني فاطمة ؟
أقول : ان صاحب هذا الامر في هذه الرواية تخص وزير الامام المهدي (ع) السيد اليماني فهو صاحب امر الامام المهدي (ع) وصاحب دعوته والممهد الرئيسي له ، وكيف لا يكون ذلك وقد اوضح الامام الباقر (ع) في حديث عظيم منزلته بقوله : ( الملتوي عليه من أهل النار ) وهذه الكلمة تشمل اقل درجات الالتواء فكيف بالذين يعادونه ويقاتلونه ؟ ولم يصف ائمة الهدى احداً بهذه الصفة نهائياً ، فهو الوحيد الذي امرنا بطاعته واتباعه وعدم الالتواء عليه ، لأنه صاحب اهدى الرايات ، فقد ورد في غيبة النعماني عن الامام الباقر (ع) : (... وليس في الرايات اهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو الى صاحبكم ، فأذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم ) .
الأخيرة
الآيديولوجية المشتركة بين حركة السيد المسيح(ع) وحركة المهدي (ع)
تشترك الدعوات والحركات الالهية بنقاط شبه كثيرة وهناك دائماً ايديولوجية مشتركة تجمعها وذلك بصورة واضحة على ان جميع تلك الدعوات جاءت من مصدر واحد ومن معين عين ماء واحدة خاصة لو أخذنا دعوة النبي عيسى عليه السلام ودعوة النبي محمد (ص) قال تعالى : { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} المائدة82 . ولو أردنا التخصيص اكثر لوجدنا ان الشبه والايديولوجية المشتركة تكون واضحة جداً بين حركة السيد المسيح وبين حركة المهدي (ع) خاصة اذا ما علمنا انهما سوف يشتركان في اقامة دولة العدل الالهي في آخر الزمان واماتت الظلم والجور واحياء دين الله تبارك وتعالى ولو استقرأنا وتتبعنا مسيرة وحركة السيد المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) لوجدنا فيها شبه كبير من حركة المهدي (ع) وقد بينا في أكثر من مرة ان حركة ودعوة المهدي (ع) يقوم بها وزيره اليماني لأن الامام المهدي مكن الله له في الارض لا يظهر الا عند قيامه المقدس في مكة المكرمة اذن فالمأخوذ بالاعتبار في هذا الموضوع حركة السيد المسيح وحركة السيد اليماني فهو الممثل للأمام المهدي (ع) وهو صاحب حركته ودعوته ، لقد بدأ عيسى عليه السلام دعوته وبعثه الله تبارك وتعالى وهو في الثلاثين من عمره الشريف كما أكدت ذلك الروايات والاخبار ، وقد بينت الروايات المعصومية الشريفة ان اليماني حينما يبدأ حركته ودعوته لنصرة الامام المهدي يبدأ وهو في سن الثلاثين أيضاً فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي عبد الله (ع) قال : ( ان ولي الله يعمر عمر ابراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة ) بحار الانوار ج52 .
خفاء النسب
من المعروف والمعلوم عند الجميع ان عيسى بن مريم عليه السلام ولد من غير أب الا انه اشتهر بين بني اسرائيل بأبن يوسف النجار خطيب مريم عليها السلام ، لذلك فأن اليهود انكروا نبوته ولم يقبلوها لأنهم كانوا موعودين وحسب ما ذكرت التوراة ونبؤات الانبياء والسابقين لعيسى (ع) انه يكون المنتظر لأنهم كانوا يدعونه ابن يوسف النجار ويعرفونه بهذا النسب علماً انه لا ينتسب الى يوسف النجار اطلاقاً لأنه ولد من غير اب اما نسبه من امه فيرجع الى داود عليه السلام لذلك ولما كان نسب عيسى (ع) خافياً وليس واضحاً بصورة جلية كُذب عيسى (ع) واُتهم ولم يُصدقوا بدعوته . 
فقد ورد في الكثير من النصوص الانجيلية التي تؤكد وتدل على ان بني اسرائيل كانوا ينسبون عيسى (ع) الى يوسف النجار واليك هذا النص : ( ولما أتم يسوع هذه الامثال ، ذهب من هناك وعاد الى بلده ، واخذ يعلم في مجمعهم ، فتعجبوا وتساءلوا : (من اين لنا هذه الحكمة والقوة ؟ أليس هذا ابن النجار أليس امه تدعى مريم ) متى 13، مرقس 6 ، لوقا 4 . وهذا الامر بعينه سيقع ويجري مع اليماني الموعود وذلك لأن الروايات التي تحدثت عن اليماني تحدثت بشيء من الغموض والرمزية فلا نكاد نجد رواية واحدة تذكر نسب اليماني صراحة ، واما لو قمنا بالبحث والتدقيق في الروايات لتبين لنا ان اليماني هو السيد الحسني الذي يسلم الراية للأمام المهدي (مكن الله له في الارض ) وهو الخراساني لأنه يخرج بجيش من خراسان وهو القحطاني لأن له أصلاً ونسباً في اليمن واليمن كلها من قحطان وهذا ما ذهب اليه الباحث محمد علي الحلو صاحب كتاب (( اليماني راية هدى )) حيث قال في الصفحة 29 منه : ( فلعل اليماني مرة اُطلق عليه الحسني والحسني وصف بالخراساني ومرة على الحسني اُطلق الخراساني ) وقال ايضاً في نفس الصفحة من نفس الكتاب : ( فمثلاً اطلق على اليماني القحطاني في روايات وفي روايات اخرى المنصور وفي غيرها الخليفة اليماني وفي بعضها الملك اليماني ...) . ومن هنا يتبين لنا ان اليماني قحطاني النسب ويرجع بنسبه الى الامام الحسن عليه السلام ، الا ان البعض قد يتبادر الى ذهنه كيف يكون قحطانياً وهو في نفس الوقت سيد حسني والمعلوم ان السادة يرجع نسبهم الى عدنان وقحطان اخو عدنان وهذا الاشكال صحيح للوهلة الاولى الا اننا لو عرفنا المقصود من قحطان الذي ينتسب له اليماني لأزال الاشكال تماماً .
فأن قحطان المقصود هنا هو ابو اليمن الذي تنتسب اليه القبائل اليمنية وليس المراد منه قحطان اخو عدنان ابن يعرب ومن أراد مزيداً من التأكد فليراجع كتب الانساب في هذا الشأن ومن هنا ولما كان نسب اليماني خافياً على الاعم الاغلب من الناس الا الباحثين عن الحق والحقيقة سوف يجري معه ما جرى مع عيسى (ع) حيث سيقولون ان نسبه كذا وكذا وليس هذا النسب هو نسب اليماني . 
الناصري واليماني 
عرف عيسى بن مريم (ع) بالناصري واشتهر بهذا اللقب وهذا اللقب قد ذكره الانبياء السابقين وقد وعدوا أممهم بأن المسيح المنتظر الذي سيكون خلاصهم وغايتهم وهدايتهم على يديه يدعى ناصرياً فقد ورد في النص الانجيلي الاتي : ( واذا اوحي اليه في حُلم ، إنصرف الى نواحي الجليل ، وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء ( انه يدعى ناصرياً ) ) متى 2. فالذي يظهر من هذا النص ان المسيح ابن مريم عليه السلام ذهب الى الناصرة لفترة قصيرة هرباً من الحاكم الروماني الا ان الحكمة الالهية أقتضت ذلك لأجل ان يتحقق ويتم ما ذكره الانبياء عليهم السلام ، وهذا يكشف لنا ان اليماني يلقب أيضاً بهذا اللقب نتيجة سكنه لفترة من الزمن في اليمن والظاهر ان ذلك يكون نتيجة هربه أو اختفاءه من حكومة بني العباس او بالاخص من الحاكم العباسي الطاغي . وهذا ليس غريباً فأن رسول الله (ص) اطلق على نفسه لقب اليماني علماً انه لم يولد في اليمن فقد ورد في الحديث الشريف عنه (ص) انه قال : (( الايمان يمانِ وأنا امرء يماني )) . ومن هنا نفهم ويتضح لنا ان اليماني الموعود الذي ذكره الائمة الطاهرين (عليهم السلام) ليس مولود في اليمن او انه من أهلها وقضى عمره فيها بل لربما لقب بذلك لما ذكرناه والله أعلم بالصواب .
إنطلاق الدعوتين من المؤسسات الدينية 
هكذا هي الدعوات الالهية فأنها دائماً تبدا بكبراء القوم وزعمائهم لأنه اذا عجز الكبار والعلماء عن مجاراتها او ردها فأنها سوف تثبت احقيتها لذا فأننا نرى الانبياء دائماً بدأوا برؤساء القوم وعلمائهم فهذا ابراهيم عليه السلام بدأ دعوته للنمرود في قصره بالتحديد وكذلك موسى وهارون حيث ابتدأوا بفرعون اولاً وكذلك فعل عيسى (ع) ومحمد (ص) من بعده ولو رجعنا الى دعوة النبي عيسى (ع) لوجدنا انها انطلقت في المجتمع الذي هو بين العبادة والعلم عند اليهود فقد ورد : ( وكان يسوع يسير في أنحاء الجليل ، يُعلم في المجاميع ويعلن انجيل الملكوت ويشفي الناس من كل مرض وداء . فأنتشر صيته في سورية كلها ) متى 4-5 ، لوقا 6 . 
ومن هنا نفهم ان حركة اليماني ستبدأ اولاً وتنطلق في المؤسسات الدينية والعلمية لغرض اثبات احقيتها واهليتها في الدعوة الى الامام المهدي (ع) واقامة الحجة على الاخرين بأعتبارها دعوة وحركة الهية فلا بد ان يكون لها شبه بتلك الدعوات الالهية للانبياء عليهم السلام فكما بدأت دعواتهم بين كبار القوم وساداتهم وعلمائهم وداخل المؤسسات الدينية والعلمية .
الاحتلال وانطلاق الدعوة 
كان الاحتلال الروماني قد انتشر في كل البلاد وفرضوا سيطرتهم عليها وراحوا يضطهدون الناس وكان علماء اليهود على علاقة طيبة حينها مع المحتلين وبالاخص مع حكام الرومان وقد انطلقت دعوة وحركة السيد المسيح في هذه الاثناء وتحت هذا الظرف ولطالما استعان اليهود بالحاكم الروماني للقضاء على السيد المسيح (ع) وأتباعه وأنصاره وحركته الا انهم لم يفلحوا في ذلك ومن هنا يتضح لنا ان دعوة وحركة اليماني سوف تظهر في ظرف مشابه فلا بد ان يكون هناك احتلال للمنطقة التي تخرج فيها دعوة اليماني الموعود وحركته المباركة كما ان الظاهر ان علماء السوء المظلين في ذلك الزمان سوف يلجأون الى قوات الاحتلال للقضاء على اليماني وأتباعه وانصاره والمؤمنين بحركته وفكره .
الاتهام المشترك
لقد اتهم اليهود عيسى عليه السلام بشتى الاتهامات وحاولوا قتل شخصيته في اعين الناس وهذا ما وقع مع جميع الانبياء والرسل عليهم اللام حيث اتهموا بالسحر والجنة والجنون والكذب وما الى ذلك الا ان عيسى (ع) انفرد من بينهم بتهمة صعبة للغاية فقد اتهموا امه العذراء الصديقة مريم سلام الله عليها وقالوا عنه انه ابن .... حاشاه من ذلك وحاشا امه الصديقة الطاهرة ، وهذا ما سوف يتهم به ليماني وذلك من اجل الحط منه والنيل من شخصيته في محاولة للقضاء على حركته ودعوته ، فقد ورد في الرواية الشريفة انه يقال فيه ما قيل في عيسى بن مريم عليهما السلام .
بين معلمي الشريعة وعلماء السوء المظلين
لقد تصدى للنبي عيسى (ع) ومنذ بداية دعوته وانطلاق حركته رجالات الدين اليهودي او ما يسمون بمعلمي الشريعة فقد اثبت انحرافهم وكشف زيفهم وبين ظلالتهم ودجلهم وخداعهم لعامة الناس كما بين مدى تلاعبهم بالعشور وهي الاموال التي كانت مفروضة من قبل الله على بني اسرائيل حسب شريعة موسى (ع) والنصوص الانجيلية التي تدل على هذه المعاني كثيرة جداً فقد ورد : ( وخاطب يسوع مجموع تلاميذه ، قال : معلموا الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون ، فأفعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به . ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم ، لأنهم يقولون ولا يفعلون : يحزمون أثقالاً شاقة الحمل ويلقونها على اكتاف الناس ، ولكنهم لا يحركون اصبعاً تعينهم على حملها . وهم لا يعملون عملاً الا ليشاهدهم الناس يجعلون عصائبهم على جباههم وسواعدهم ويطولون أطراف ثيابهم ، ويحبون مقاعد الشرف والولائم ومكان الصدارة في المجاميع والتحيات في الاسواق ، وان يدعوهم الناس يا معلم - الى ان قال - الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس ، فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون . الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون ، تأكلون بيوت الارامل وأنتم تظهرون انكم تطلبون الصلاة ، سينالكم اشد العقاب ) متى 22-23 . وغير هذا الكثير من النصوص التي فضح بها معلمي الشريعة وهكذا يتبين لنا ان اليماني سوف يفعل كما فعل عيسى (ع) حيث سيظهر كذب وافتراء الكثير من علماء السوء المضلين ويبت انحرافهم وبطلان طريقتهم كما انه سوف يتحدث من حقوق اليتامى والارامل والضعفاء كما فعل عيسى وبين نهبهم للخمس كما كان يفعل معلمي الشريعة حينما يقتسمون العشور بينهم . 
أصحاب عيسى وأصحاب اليماني 
المعروف ان اغلب اصحاب وأنصار الانبياء والرسل عليهم السلام من المستضعفين ومن عامة الناس لا من خاصتهم وهذا ما كان مع عيسى عليه السلام حيث نرى ان تلاميذه وحوارييه الاثنا عشر كلهم من عامة الناس فمنهم اربعة صيادي سمك ومنهم من يعمل بالجباية ومنهم من يعمل بأعمال حرة اخرى ولم نجد منهم أحداً من معلمي الشريعة والفريسيون وهذا ما سيكون عليه اصحاب اليماني فلا بد ان يكونوا اذاً من عامة الناس وانهم غير معروفين بأنهم من اهل العلم بل هم مستضعفين بسطاء .
الشبه بين المسيح واليماني
تذكر لنا الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة ان للامام المهدي (ع) شبه من جده رسول الله (ص) حيث وردت الكثير من الاحاديث المروية عن رسول الله (ص) والتي نصت في أغلبها على قول : ( اسمه اسمي وكنيته كنيتي وهو أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً ) وما الى ذلك من الاحاديث والروايات ، أما بشأن اليماني فقد ورد انه أشبه الناس بعيسى بن مريم فقد جاء في الرواية الواردة في اثبات الهداة ج3 نقلها الحر العاملي حيث ورد فيها : ( ان القائم المهدي من ولد علي عليه السلام اشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاَ وسمتاً وهيباً ) . كما ان هناك الكثير من الروايات التي تبين ان اليماني مربوع اي ليس بالطويل ولا بالقصير كما انه ابيض الوجه وشعره يسيل على منكبيه وانه مسترسل الشعر وهذه كلها صفات عيسى بن مريم عليه السلام ، فاليماني هو شبيه عيسى في آخر الزمان ومن اراد المزيد من المعلومات في مسألة الشبه فليراجع موضوع اليماني أشبه الناس بعيسى بن مريم الذي نشر في العدد (27) من الصفحة الثالثة.
وبهذا يتبين لنا الشبه الكبير بين حركة السيد المسيح وحركة المهدي في آخر الزمان .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون