العدد الثالث والاربعون

منار القران
دراسة جديدة تكشف النقاب عن طلوع الشمس من مغربها
قال تعالى :{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258. انطلاقاً من نظرية تجدد القرآن التي أثبتناها في العدد(30) من هذه الصفحة ، واثبتنا فيها ان القرآن حادثاً متجدداً يتجدد في كل عصر وزمان ويتجدد في كل يوم وليلة ويجري كجريان الشمس والقمر ، ولو كان خلاف ذلك لذهب القرآن مع رسول الله(ص) واثبتنا ايضاً بطلان دعوى القائلين بأن القرآن إنما انزل في زمن معين ووقت محدد ، وهو محصور بذلك ، وقولهم بأن الحوادث والوقائع التي ذكرها تخص الاقوام والشخصيات التي يذكرها كتاب الله عزوجل فقط ولايخص غيرها ، وهذا غير صحيح ايضاً ، فهو يتعارض مع الاحاديث والروايات الواردة عن ائمة الهدى(عليهم السلام) والتي تؤكد بأن القرآن باقي الى قيام القيامة وانه متجدد لكل الازمنة وليس لزمان معين ، وان الحوادث التي يذكرها سيتجدد وقوعها ايضاً ، وهذا هو الاعجاز الحقيقي لكتاب الله عزوجل .
ان الاية اعلاه موضوعة البحث تذكر لنا محاججة نبي الله ابراهيم(ع) مع نمرود الذي ادعى الربوبية ، هذه المحاججة التي كانت بعد نجاة ابراهيم (ع) من النار التي أوقدها عبدة الاوثان وأعداء التوحيد ، فجعلها الله تعالى برداً وسلاماً على خليله(ع) الذي قام بتحطيم آلهة قومه وجعلها كالرميم ، فقد ورد عن ابان بن حجر عن ابي عبد الله (ع) قال : (خالف ابراهيم (ع) قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم ، فقال ابراهيم : ربي الذي يحيي ويميت . قال : انا أحيي واميت . قال ابراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين ) تفسير العياشي ، وقد جاء عن علي بن ابراهيم ، قال : (انه لما القى نمرود ابراهيم (ع) في النار ، وجعلها الله عليه برداً وسلاماً . قال نمرود : يا ابراهيم من ربك ؟ قال : (ربي الذي يحيي ويميت) قال له نمرود :(انا احيي واميت) . فقال له ابراهيم (ع) : كيف تحيي وتميت ؟ قال : اعمد الى رجلين ممن قد وجب عليهما القتل فأطلق عن واحد ، واقتل واحداً ، فاكون قد احييت وامت قال ابراهيم (ع) : ان كنت صادقاً فأحيي الذي قتلته ، ثم قال : دع هذا ، فأن ربي يأتي بالشمس من المشرق ، فأت بها من المغرب ، فكان كما قال الله عزوجل : (فبهت الذي كفر) اي انقطع وذلك انه علم ان الشمس أقدم منه) تفسير البرهان ، وقد روي عن الامام الصادق(ع) :(ان ابراهيم(ع) قال له : احيي من قتلته ان كنت صادقاً) تفسير البرهان .
- محاججة الخضر والاعور الدجال -
ان هذه المحاججة بين ابراهيم (ع) والنمرود ستقع في آخر الزمان بين الخضر (ع) والاعور الدجال ، لأن الاعور الدجال يدعي الربوبية كالنمرود ، فيقول : انا رب الارض انا المهدي الذي على الجميع طاعته والتسليم له ، فيحاججه الخضر(ع) الذي يرسله المهدي(ع) لذلك فيقول له : ماهو دليلك على ماتقول ؟ فيقول الاعور الدجال : انا احيي واميت ، وهنا يقصد بقوله مايقوم به من سحر وشعوذة التي يوهم بها الناس بأنه قادر على احياء الموتى ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله :(... ان الدجال من اشد الناس فتنة ، انه يأتي الاعرابي فيقول له : ارايت ان احييت لك ابلك ، الست تعلم اني ربك ؟ فيقول الاعرابي : نعم ، فيتمثل له الشيطان نحو إبله كأحسن ماتكون ضروعاً ، واعظمه اسنمه … ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات ابوه ، فيقول الدجال : ارايت ان احييت لك اباك واحييت لك اخاك ، الست تعلم اني ربك ؟ فيقول الرجل : بلى ، فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو أخيه ...) معجم الطبراني ج24- ص158. 
وفي هذه المحاججة ان الخضر يتكلم عن كلام والاعور الدجال يتكلم عن كلام آخر ، فالخضر بقوله ربي ( المهدي ) يحيي ويميت ليس المقصود من ذلك الحياة المادية والموت المادي اللذين يتكلم عنهما الاعور الدجال ، فالمقصود ان هنالك إحياء للأموات ، وحتى عندما يدعو اسم الله بالعبراني فيقومون معه أموات - كما تذكر الروايات الشريفة - فالذي يقصده الخضر(ع)الحياة الابدية التي يعطيها المهدي للناس الاموات غير الاحياء الذين يسيرون على الارض . قال تعالى :(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النحل21. فالخضر (ع) إنما يحاجج بالمعنى الباطني وان الاخرة هي الحَيَوان ، والاخرة هنا دولة المهدي(ع) ، وليس يوم القيامة ، وكتاب الحياة في عصر المهدي ، فهذا يتكلم في وادي والاخر يتكلم في وادي . قال عزوجل :(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت 64. فأن مايقوم به الاعور الدجال ليس بمعنى الحياة ، بل ان معنى الحياة الابدية التي هي في عصر ودولة المهدي(ع) و(الحيوان) صيغة مبالغة في الحياة . قال تعالى :{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الانعام 122. قوله تعالى : (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) فيقول الخضر(ع) ان ربي تبدأ دعوته في المشرق ، وانت الان في المشرق فأت انت دعوتك وابدأ بها من المغرب أي اذا كنت انت رب الارض وانت المهدي كما تقول فاخرج من المشرق واذهب بدعوتك وابدأها من المغرب ، فبهت الذي كفر ، لانه ليس لديه القدرة على مواجهة واقناع الغرب ، أي ان دعوتنا تبدأ في المشرق وسوف تصل الى المغرب ، ومن ثم تعم الكون كله ، فهل تستطيع ان تخرج انت من المغرب ؟فبهت الذي كفر .
خروج الاعور الدجال من المشرق
 اننا لم نسمع أبداً من خلال الاحاديث والروايات الشريفة بأن الاعور الدجال سوف يخرج من المغرب ، فقد اجمعت هذه الاحاديث والروايات على خروجه من المشرق ، وقد اجمعت المصادر الشيعية والسنية على ذلك ، فقد ورد عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) :( في كلام طويل له في ذكر علامات آخر الزمان - الى ان قال (ص) - وظهور الدجال يخرج من المشرق من سجستان ....) البحار ج51- ص70. ، وقد ورد ايضاً عن رسول الله (ص) قوله :( ليهبطن الدجال بجور وكرمان في ثمانين الفا ، كأن وجوههم مجان مطرقة ، يلبسون الطيالسه ، وينتعلون الشعر) الامالي للطوسي ص265. وجور وكرمان هي من المدن المعروفة في بلاد فارس ، وقدجاء عن رسول الله (ص) قوله : (ان الاعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة ...) موارد الظمآن للهيثمي 469. كما جاء في كتاب (بصائر الدرجات) عن ابي جعفر (ع) قال :(دخل عليه رجل من اهل بلخ فقال له : ياخراساني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال : نعم . قال له : تعرف صدعاً في الوادي من صفته كذا وكذا ؟ قال : نعم . قال من ذلك يخرج الدجال ...) البحار ج52- ص190. وهنالك الكثير من الروايات التي تؤكد على خروجه من المشرق او الشرق دون غيره ، وبأمكانك عزيزي القارئ الكريم مراجعة موضوع الصفحة الاخيرة من العدد السادس من صحيفتنا الذي يحمل عنوان (الكشف عن حقيقة الاعور الدجال) والذي فصّلنا فيه كل مايخص هذه الشخصية الغامضة ، مع العلم اننا حددنا في ذلك البحث الحركة التي تحتضن الاعور الدجال فينطلق منها مدعوماً ، واحتملنا احتمالاً شديداً بأن هذه الشخصية موجودة الآن وهي في طور التهيء والاستعداد ، فيمكنك المراجعة والاستفادة .
الامام المهدي (ع) هو الشمس الطالعة من مغربها 
ذكرت لنا الروايات العديدة بأن الامام المهدي(ع) هو الشمس التي تطلع من المغرب والذي بقيامه لايتقبل توبة أحد ، ومن هذه الروايات ما ورد عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) في قول الله عزوجل (يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفساً ايمانهم لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمنها خيراً قل انتظروا انا منتظرون) قال : (فاذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لاينفعه ايمانه) تفسير القمي . وقد ورد عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبره في خطبة طويلة لأمير المؤمنين (ع) قال فيها : (بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع و((لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً)) ثم قال (ع) لاتسألوني عما يكون بعد ذلك فأنه عهد إلي حبيبي (ص) ان لا اخبر به احد غير عترتي . فقال النزال بن سبره لصعصعه : ما عني امير المؤمنين بهذا القول ؟ فقال صعصعه : يا ابن سبره ان الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام يطهر الارض ويضع ميزان العدل ...) بحار الانوار ج52. ص192-195. وقد أكد رسول الله (ص) بأن القائم المهدي (ع) هو الشمس عندما سئل عن انتفاع الناس بغيبته ، فقد جاء في كتاب إكمال الدين عن جابر الانصاري انه سال رسول الله (ص) هل ينتفع الشيعة بالقائم(ع) في غيبته ؟ فقال (ص) :(اي والذي بعثني بالنبوة انهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته كأنتفاع الناس بالشمس وان جللها السحاب ) . ومعنى الشمس الطالعة من مغربها ، اي لايوجد شرقي يحكم الغرب ابداً غير المهدي(ع) ، وخصوصاً ان الغربيون يتحسسون من الشرقيين ويعتبرون انفسهم أفضل منهم بكثير بل يعتبرون المواطن الشرقي في بعض الاحيان مواطناً من الدرجة العاشرة ، فلا يستطيع احد ان يحكم اولئك الغربيين اصحاب التقاليد المختلفة عن اهل الشرق إلا المهدي (ع) . 
وربما يقول قائل : أنتم الان قد اوّلتم هذه الاية ، اذن فلا وجود لطلوع الشمس من مغربها بالمعنى الفعلي . فنقول : اننا بقولنا هذا لم نلغي امكانية طلوع الشمس من مغربها إطلاقاً ، لكننا قمنا بعملية الربط بين علم التوسم ووقوع الحقيقة ، فطلوع الشمس من مغربها توسمها ان المهدي(ع) سوف يحكم الشرق والغرب ، اي انه يظهر في الغرب كما ظهر في الشرق . اذن فطلوع الشمس من مغربها هو امر فعلي سيتم وقوعه .
الادلة التي تؤكد طلوع الشمس من مغربها فعلياً 
تعددت الاحاديث والروايات التي تؤكد بأن طلوع الشمس من مغربها امر واقع لامحاله وهو من علامات الساعة الكبرى وهي من العلامات اللابدية الوقوع ، فقد ورد عن ابي ذر الغفاري انه قال :(كنت آخذاً بيد النبي (ص) ونحن نتماشا جميعاً فمازلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت يارسول الله أين تغيب ؟ قال : فتخر ساجده فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول : يارب من أين تأمرني أن اطلع أمن مغربي أم مطلعي فذلك قول الله عزوجل :(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) - الى ان قال النبي(ص) - فكأني بها قد حبست مقدار ثلاث ليال ثم لاتكسر ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها ، فذلك قوله عزوجل ( إذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت)..)بحار الانوار ج53.ص39. نقلاً عن المجالس للشيخ الصدوق . وقد جاء في غيبة الشيخ الطوسي عن ابي نصر عن عامر بن واثله عن امير المؤمنين(ع) قال : قال رسول الله (ص) :( عشر قبل الساعة لابد منها السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى (ع) وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر) البحار ج52-ص209. ففي هذا الحديث الشريف اعتبر رسول الله (ص) طلوع الشمس من مغربها علامة من العلامات اللابدية الوقوع . وقد ورد عن ابي حمزة انه قال :( قلت لأبي جعفر(ع) خروج السفياني من المحتوم ؟ قال : نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها محتوم واختلاف بني العباس في الدولة محتوم وقتل النفس الزكية محتوم وخروج القائم من آل محمد محتوم ...) الارشاد ج2-ص371. وهذه الرواية تؤكد ان طلوع الشمس من مغربها من المحتوم المؤكد وقوعه .
الخاتمة 
لذلك فأن هناك ارتباط بين علم التوسم والحوادث التي ستحصل ، وهذه فائدة من فوائد هذا العلم القيم الذي لم يستطع أحد الخوض في أعماق بحوره الزاخرة بل لم يستطع أحد الوقوف على مشارف هذا العلم سوى السيد القحطاني الذي اوضح اركانه المهمة وكثير من إنطباقاته والتي تم طرحها في بحوث الصحيفة بتفصيلات مبسطة للجميع .
وهنا يمكننا القول بأن الوجهين صحيحين ، فالمهدي سوف يظهر في الغرب كما يظهر في الشرق ، والشمس سوف تخرج من المغرب ، لأن الشمس هي رسول الله(ص) والمهدي(ع) هو من ينوب عن رسول الله (ص) في آخر الزمان ، اذن فهناك ارتباط بين المهدي والشمس ، لان المهدي(ع) هو مصدر الهداية للناس والشمس هي مصدر النور لهم . والحمد لله رب العالمين .
الموعود
سنن المهدي من الانبياء
سنته من موسى(ع)
الخوف
قال تعالى :{ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ }القصص18. وقال تعالى : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص21. تحدثت الاية الاولى عن حادثة وقعت مع النبي موسى(عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم) حيث ر في يوم من الايام برجلين يتقاتلان احدهما اسرائيلي من قوم موسى والاخر قبطي من قوم فرعون فاستغاث الاسرائيلي بموسى (ع) فاغاثه موسى وقتل القبطي . ولما سمع فرعون بالخبر بعث في طلب موسى (ع) فاضطر موسى لترك مصر والخروج منها على خوف وترقب كما يخبرنا المولى تبارك وتعالى في القرآن . ولما كانت سنن الانبياء تجري على الامام المهدي مكن الله له في الارض كما اخبرتنا الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة فقدجاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي جعفر الباقر (ع) انه قال : ويبعث بعثاً الى المدينة (اي السفياني) ، فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لايترك منهم احد الا حبس ، ويخرج الجيش في طلب الرجلين يخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة ، ويقبل الجيش حتى اذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم الا مخبر) بحار الانوار ج52. فمن هذه الرواية يتبين لنا ان الامام المهدي (ع) ووزيره اليماني المنصور حينما يدخل جيش السفياني المدينة يخرجان منها الى مكة هاربان ويخرج الامام (ع) خائفاً كما خرج موسى من قبل الى مدين خائفاً يترقب فان الملاحظ من هذه الرواية التي تؤكد على وجود شبه كبير بين دعوة الامام المهدي مكن الله له في الارض وبين دعوة النبي موسى (ع) كما ان الدعوة المهدية تمر بمراحل تشبه الى حد كبير تلك المراحل التي مرت بها دعوة النبي موسى (سلام الله عليه) ومن هنا يتأكد لنا واضحاً ان الدعوات الالهية كدعوات الانبياء والاوصياء والاولياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هي من سنخ واحد ومن مصدر ومعين واحد فهي لاتختلف عن بعضها البعض وان اختلفت الازمان والاحوال والظروف والملابسات . اما مسألة الخوف الذي ثبت في شخص موسى والمهدي عليهما السلام فلا يفسر سلبياً بل ان تفسيره ايجابياً وفيه رفعة وعلو درجات لهذين الشخصين فان خوفهم ليس على حياتهم يريدون حفظهما من اعدائهم بل ان خوفهم ناتج عن عظم الامر والامانة التي يحملونها ويدافعون عنها ويؤمنون بمبادئها وهكذا فهو حتماً ممدوح وليس مذموم فيما ان امر الامة في زمن موسى متوقف عليه لزم منه الحفاظ على نفسه قدر مايستطيع وكذلك بالنسبة للامام فلما كان الظلم والجور لايرتفعان الا بشخصه وان العدل والقسط لايقومان الا به لزم عليه الحفاظ على نفسه لاجل ذلك ومن اجل احياء دين الله واستنفاذ الناس من الضلالة والانحراف والرجوع بهم الى جادة الحق والى الصراط المستقيم واخراجهم من التيه الذي يعيشونه ويمرون به ولهذا السبب والعلة كانت الغيبة واختفاء الامام وابتعاده عن شيعته خاصة وعن المسلمين عامة ومن هنا فان خوف الامام (ع) باقٍ ومستمرٌ لاينتهي حتى يجتمع له اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً وانصاره العشرة الاف كما ذكرت ذلك لنا روايات الائمة الاطهار عليهم السلام فيقيم حكم الله في الارض وينتصر للمظلومين والمستضعفين من الطغاة والمتجبرين ولما كان كذلك بات علينا كمسلمين وكشيعة بالتحديد نصرة ذلك الامام الخائف الوجل على دين الله عزوجل فنكون الدرع الواقي له والترس الذي يحفظه من كيد الكائدين وبغي الباغين فتكون من المنتظرين والناصرين قولاً وفعلاً .
فريضة الحق المعلوم إلى متى تبقى معطلة؟؟
كثيرة هي الفرائض التي عطلت وما زالت معطلة وقد يستغرب البعض من هذا الكلام لكن ذلك الاستغراب حتماً سوف يزول عندما يقرأ ويطالع بعض الأدعية والزيارات للإمام المهدي(مكن الله له في الأرض) وبعض الروايات التي تتحدث عنه (ع) وكيف انه يقوم بإحياء تلك الفرائض المعطلة فقد جاء في الدعاء لصاحب الأمر (ع) الذي أورده الشيخ في المصباح عن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا صلوات الله عليه حيث جاء فيه : (واعز به المؤمنين واحي به سنن المرسلين ودارس حكم النبيين وجدد به ما إمتحى من دينك وبدل من حكمك ) مفاتيح الجنان ص617. ويتبين من هذه الفقرات إن هناك سنناً للرسل قد أميتت وأحكام للانبياء درست وان الذدين قد انمحى اكثره والأحكام الإلهية قد بدلت وان المهدي (ع) سوف يحيي تلك السنن ويظهر أحكام الأنبياء ويظهر الدين ويعيد العمل بالأحكام الإلهية ، وجاء في دعاء العهد المعروف والمروي عن أبي عبد الله الصادق (ع) في بعض فقراته : ( ومجدداً لما عطل من أحكام كتابك ) فهذا دليل واضح على أن البعض من أحكام الكتاب سوف تعطل . وجاء في دعاء الندبة المعروف أيضاً والمروي عن السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر والذي جاء فيه : ( أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن أين المتخير لإعادة الملة والشريعة أين المؤمل لأحياء الكتاب وحدوده أين محيي معالم الدين وأهله ... ) أفبعد كل هذا ألا يتأكد لنا أن هناك الكثير من السنن والفرائض المعطلة والأحكام الميتة ؟ ! . ومن هذه الفرائض والسنن فريضة ( الحق المعلوم ) التي أوجبها المولى تبارك وتعالى في الكتاب قال تعالى {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} . والتي كان المسلمون يعملون بها كما في الرواية التالية : قال أبو عبد الله (ع) لعمار : يا عمار أنت رب مال كثير ؟ قال : نعم جعلت فداك قال :فتؤدي ما افترض عليه من الزكاة ؟ قال : نعم ،قال : فتخرج المعلوم من مالك ؟ قال : نعم ، قال : فتصل قرابتك ؟ قال : نعم ، قال : فتصل إخوانك ؟ قال : نعم .... ) تفسير نور الثقلين ج5 . وهذه الفريضة واضحة في من عنده مال فقد دل على ذلك الآية المتقدمة كما انه قد دلت عليها الكثير من الروايات المعصومية الشريفة فقد جاء في الكافي عن السجاد (ع) : ( الحق المعلوم الشيء يخرجه من ماله ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين وهو الشيء يخرجه من ماله ان شاء لكن وان شاء أقل على قدر ما يملك يصل به رحماً ويقوي به ضعيفاً ويحمل به كلاً ويصل به أخاً له في الله أو لنائبة تنوبه ) تفسير الصافي ج5 . وعن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله (ع) قال إن الله عز وجل فرض للفقراء في مال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهي الزكاة بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين ، ولكن الله عز وجل فرض في أموال الأغنياء حقوقاً غير الزكاة  فقال عز وجل{ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} وهي شيء يفرضه الرجل على نفسه في حالة يجب عليه أن يقرضه على قدر طاقته وسعة ماله فيؤدي الذي فرض على نفسه إن شاء في كل يوم وان شاء في كل جمعة وان شاء في كل شهر )تفسير البرهان ج5.
وعن محمد بن مروان ، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال إني لأطوف بالبيت مع أبي إذ أقبل رجل طوال جعثم متعمم بعمامة فقال السلام عليك يا بن رسول الله ، قال فرد عليه أبي فقال أشياء أردت أن أسالك عنها ما بقي احد يعلمها إلا  رجلاً ورجلان ؟ قال فلما قضى أبي الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين ثم قال ها هنا يا جعفر ثم أقبل الرجل فسأله عن السائل فكان فيما سأله قال فأخبرني عن قوله {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}ما هذا الحق المعلوم ؟ قال هو الشيء يخرجه الرجل من ماله ليسمن الزكاة فيكون للنائبة والصلة قال صدقت فتعجب أبي من قوله صدقت قال ثم قام الرجل فقال أبي علي بالرجل قال فطلبته فلم أجده .... ) تفسير البرهان ج5 . وفي مجمع البيان روى عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( الحق المعلوم ليس الزكاة وهو الشيء تخرجه من مالك إن شئت كل جمعة وان شئت كل يوم).
وفي المجمع في قوله {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌِ} وروي عن أبي عبد الله (ع) انه قال :الحق المعلوم ليس من الزكاة وهو الشيء الذي تخرجه من مالك إن شئت كل جمعة وان شئت كل يوم ولكل ذي فضل فضله . قال : وروي عنه أيضا انه قال : هوان تصل القرابة وتعطي من حرمك وتصدق على من عاداك . أقول وروي هذا المعنى في الكافي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) بعدة طرق في المحاسن عن أبي جعفر (ع) ،الميزان ج20.
ولا ادري لما اهملها العلماء خاصة وصاروا لايعملون بها واصبحت معطلة علماً انها فريضة واجبة افترضها المولى في كتابه القرآن ودلت عليها الكثير من الاحاديث والروايت المعتبرة . ولماذا لايحاولون ان يظهروا هذه الفريضة ويحيونها اليس في ذلك رضى الله عزوجل والامام المهدي (عليه السلام) ؟ لماذا هذا الاهتمام باحكام دون اخرى هل هو الفارق والمنفعة المادية التي يدرها ذلك الحكم دون هذا اما ماذا ؟! اليست هذه الاحكام كلها من الله تبارك وتعالى ؟! فلماذا العمل ببعض دون بعض وقد نهى الله عزوجل عن ذلك في قوله تعالى :((يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض)) ام انه الجهل بامور الدين وفرائض رب العالمين وسنن المرسلين ؟!! وهذه في الحقيقة اقل وطأةٍ من تلك لو كنا مؤمنين . والحمد لله رب العالمين .
دفاعاً عن نبي الله
عيسى بن مريم (ع)
يعتقد بعض المسيحيين ان المسيح يشرب الخمر ولذلك فاننا نجد بعض المسيحيين اليوم اينما وجدوا يشربون الخمر ولقد تعلم البعض من المسيحيين شرب الخمر والادمان عليها نتيجة ما قرأوا وسمعوا من اقوال تنسب للسيد المسيح المنقولة في بعض الاناجيل ولقد انتهز من تسول له نفسه ، هذه الاقوال فقد ورد في انجيل متى.(( جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون : هوذا انسان اكول وشريِّب خمر محب للعشارين والخطاة ))متى 19:11 والحق اقول ان النبي عيسى(ع) لم يشرب الخمر وهناك عدة ادلة على ذلك : فقد كان المسيح اول مولود من امه فهو اول فاتح رحم ((اول بكر)) واول بكر يكون منذوراً لله فقد ورد في الانجيل : (ولما تمت ايام تطهيره حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب : ان كل ذكر فاتح يدعى قدوساًً للرب  ويكون منذوراً لعبادة الرب ((وامر الرب موسى ؟ قل لبني اسرائيل : اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب ، فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا يأكل عنباً رطباً ولا يابساً ، كل ايام نذره لا يأكل من كل ما يعمل من جفنه الخمر من العجم حتى القشر ، كل ايام نذر افترازه لا يمر موسى على راسه الى كمال الايام التي انتذر فيها الرب يكون مقدساَ ويربى خصل شعر رأسه ، كل ايام انتذاره للرب لا يأتي الى جسد ميت ، ابوه وامه واخوه واخته لا يتنجس من اجلهم عند موتهم لان انتذار الهه على راسه ، انه كل ايام انتذاره مقدس للرب )لوقا . ومن هذا يتضح ان المسيح لم يشرب الخمر حيث ان من تجنب الخمر هو القدوس والقدوس طاهر لايلمس النجس فضلاً عن ان يشربه وقد كان النبي يحيى (ع) يسمى قدوساً ولم يكن يشرب الخمر فقد جاء في الانجيل  فقال له الملاك : لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته . لانه يكون عظيماً امام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح)لوقا . فالمسيح كان قدوساً للرب مثل يحيى(ع) والاثنان منذوران لله  . فما يسري على يحيى يسري ايضاً على عيسى ، وبهذا يتضح ان عيسى لا يشرب الخمر والمسكر . ثم ان نسب عيسى يرجع الى هارون النبي من امة القديسة مريم العذراء  فالمسيح من ابناء هارون وابناء هارون كان ممنوعاً عليهم ان يشربوا الخمر كما في شريعة موسى(ع) ومنهم المسيح حيث جاء في الكتاب المقدس ( وقال الرب لهارون :  خمراً ومسكراً لا تشرب انت وبنوك معك ). فهل يخالف المسيح يا ترى الله ؟! ويخالف التعاليم التي يأتي بها ، كما ان ما جاء في رسالة القديس بولس الرسالة الاولى الى ثيموثاوس والتي تحدث فيها عن الشمامسة قال فيها : (( ويجب ان يكون الشمامسة كذلك من اهل الوقار، لا مخادعين ، ولا مدمني خمر ، ولا طامعين بالمكسب الخسيس . وعليهم ان يحافظوا على سر الايمان في ضمير ظاهر . ويجب ان يتم اختبارهم اولاً ، فاذا كانوا بلا لوم اقيموا شمامسة . وعلى النساء كذلك ان يكن من اهل الوقار ، غير نمامات ، يقظات امينات في كل شيء . وعلى الشمامسة ان يكون كل واحد منهم زوج امراة واحدة . وان يحسنوا رعاية اولادهم وبيوتهم فالذين يحسنون الخدمة ينالون مكانة رفيعة وثقة عظيمة في الايمان بالمسيح يسوع )) فاذا كان هذا حال الشمامسة واخلاقهم فما هو حال السيد المسيح واخلاقه ؟! ان عيسى(ع) حتماً يفضل هؤلاء الاشخاص ولا توجد مقارنة بينه وبينهم . ثم ان المسيح ينطق بالحكمة ويأتي بالشريعة من الله عزوجل وهذا لا يتناسب مع السكر مطلقاً فأن الخمر يذهب بالعقل ولا يستطيع من يشرب المسكر والخمر ان ينطق بالحكمة كما انه سوف يخطأ لا محاله في نقل الاحكام والشريعة وهذا لا يتناسب مع كونه نبي اذن فيتبين من ذلك ان المسيح لا يشرب خمراً ولا مسكراً . كما ان المسيح معصوم عن الخطأ ومن الخطأ ان يتناول الخمر ويشرب المسكر وهذه في الحقيقة اهانة للمسيح (ع) فلا يمكن ان نتصور بحال من الاحوال ان يتصرف عيسى او اي نبي اخر كما يتصرف السكارى الذين يصدر منهم ما لا يليق بالشخص العادي فضلاً عن شخصاً مثله (ع) . وقد عرف عنه انه يحيي الموتى ويشفي المرضى ويخرج الشياطيين من اجسام المصابين فقد قهر المسيح بعلمه هذا وبما اتاه الله الاطباء في عصره حتى اعترفوا بفضله وعلمه وبعد هذا العلم كله الذي كان يحمله يسوع الا ينبغي ان يعرف اضرار الخمر وما يسببه من امراض تصيب الانسان كما اثبت العلم الحديث فان العلم والتجربة اثبتتا ان شرب الخمر يتسبب في الاضرار بحالات عديدة تتعلق بالانسان ومن اهم هذه الحالات : الحالة الصحية والحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية .
الحالة الصحية : فقد توصل كبار الاطباء الى ان الخمر من اكبر العوامل المسببة لامراض القلب والكبد والمعدة والبنكرياس . كما ان الخمر تسبب الاكتئاب ، وتتسبب في اشد التغييرات المدمرة في المخ . كما ان الاطفال الذين يولَدون للنساء اللاتي يشربن الخمور يكونن عادة متخلفات عقلياً ولديهم خلل تناسلي وثقوب بالقلب ويكونون اصغر حجماً واخف وزناً من الاطفال العاديين. كما ان ما تعارف من شرب القليل من الخمر يفيد القلب ثبت خطؤه وعلى العكس ان شرب الخمر يتسبب في تصلب الشرايين وضيقها .
. الحالة الاجتماعية :فان بعض الناس يرون ان شرب الخمر امر يقربهم الى المجتمع ويدمجهم فيه وان ذلك من دواعي العصرية والتقدم وهذا الامر غير صحيح اطلاقاً فهل ان ايذاء النفس هو من التقدم يا ترى ام ان من العصرية ان يتفرج الناس على الانسان وهو يسير ويترنح او يتقيأ نتيجة شربه للخمر . كما ان السكر يسلب القدرة للانسان على الحوار والاقناع وفق المنطق وهذه الامور من الاشياء المهمة التي يحتاجها النبي في دعوته واقناعه للناس ومحاججة اعدائه ومكذبيه فلو افتقدها ولو لبعض الوقت لما استطاع ان يواجه احدً سواء اكان ذلك الشخص من الطالبين للحق او من المعاندين والمكذبين فان الخمر تجعل شاربها شخصاً ضعيفاً ليس له القدرة على الجدل والمناظرة بل انه يفقد توازنه وعقله وتتحكم فيه طبيعته البهيمية ويسلك سلوك غير مرضي وغير لائق وتشمئز منه الناس . وهذا مما لا يليق بشخص السيد المسيح اطلاقاً كما ان المعروف ان اغلب حوادث السيارات تكون بسبب سكر سائقيها .وان من اسباب الطلاق واقواها هو شرب الخمر بل ان السكر سبب رئيسي في وقوع بعض حالات الاعتداء الجنسي غير  الشرعي على الام او الاخت او الاقارب كما ان التفكك الاسري الحاصل في كثير من العوائل يكون بسبب شرب الخمر وانشغال رب الاسرة بنفسه عن عائلته مما يتسبب في انحرافهم وتفككهم وضياعهم .
الحالة الاقتصادية: فحدث ولا حرج فيما نشاهد في دول العالم الثالث اليوم من تردي الحالة الاقتصادية عند شعوب هذه الدول بسبب ما تنفقه تلك الشعوب من اموال طائلة من اجل الخمور ولوازمها لخير دليل على ما يسببه الخمر من اضرار اقتصادية للفرد والمجتمع . يذكر المبشر الانجليزي جيمي سواجرت في كتابه (( الخمر )) انه يوجد في امريكا احد عشر مليون مدمن خمر ، واربعة واربعين مليون من المفرطين في شرب الخمر . ولو لاحظنا ما تمر به افريقيا من بؤس وفقر ومجاعة لاندهشنا ونحن نجد ان اكثر الفقراء في افرقيا يصرفون اموالهم من اجل شراء الخمور وتعاطيها . ومن دراسة قام بها الدكتور الفرنسي (( شارل ريشيه )) وهو الحائز عل جائزة نوبل للفسيولوجيا قال فيها :( هناك العديد من القوى المدمرة التي تنتهك وتدمر الامم ، واحد اخبث واخطر هذه القوى في الخمر ، السود في جنوب افريقيا ينفقون الف مليون رانداً سنوياً على الخمر ، ينفق السود مبلغاً مذهلاً سنوياً على الخمر . هذا المبلغ المذهل يبدده افراد شعب من السود الفقراء على الخمر فقط . وتكلف الخمر جنوب افريقيا خمسمائة مليون رانداً سنوياً بسبب الحوادث والاسر المنهارة والانفس الضائعة ). كما اننا لو لاحظنا اصحاب الدخل المحدود والدخل المتوسط من المدمنين على شرب الخمور والمفرطين في شربه لوجدنا ان دخلهم لا يلبي حاجاتهم من الخمر .
وفي الختام اقول للمسيحيين وغيرهم: علينا جميعاً ان نتعض وان لا نسير خلف غرائزنا واهوائنا علينا ان لا نسيء لدين الله بارتكاب الخطايا كشرب الخمر والمسكر الذي نهى الله عنه والذي يسيء الى انبياء الله والنبي عيسى(ع) ( فأذكروا ما قاله النبي عيسى المسيح ، حين قالوا : (( سيجيء في اخر الزمان مستهزئون يتبعون اهوائهم الشريرة)) . هم الذين يسببون الشقاق غرائزيون لا روح لهم . اما انتم ايها الاحباء ، فأبنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس ) يهوذا .
فكفاكم ايها المسيحيون اساءة للنبي عيسى (ع) اذ تنسبون له انه يشرب الخمر حاشاه من ذلك .
المقاومة الفكرية
مايزال الغرب يشن الحرب تلو الاخرى ضد الاسلام ورموزه العظام
ومازال الامريكان يحاولون النيل من المهدي (ع) الا ان الله سوف يأخذهم بغتة من حيث لايشعرون
الشباب والثقافة والانتماء الفكري
مما يميز انسانية الانسان أنه كائن عاقل مفكر يُنمّي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الآخرين، وإن من الغرائز الأساسية الّتي يشترك فيها الانسان والحيوان هي غريزة التجمع، أو غريزة القطيع. فالحيوان والطير والأسماك تتجمّع على شكل جماعات ومجموعات في المراعي والسير والاستراحة والهجرة والبحث عن الطعام والشراب، وقد عبّر المثل العربي عن ذلك بقوله: (الطيور على أشكالها تقع)، فنجد قطيع الغزلان، وتجمعات العصافير والحمام والغربان والأسماك المتماثلة، كما يتجمع النّاس في المجالس والنوادي ومواقع الاجتماعات المتعددة. ومن الواضح أن الطفل ينشأ في بيئة محددة الثقافة، والحضارة، والانتماء الفكري والثقافي، فتساهم تلك البيئة النفسية والثقافية في تكوين شخصيته،ونمط حياته، فمنها يكتسب، وبها يتأثر . والقرآن الكريم يرفض طريقة التبعية غير الواعية، ويهاجمها بشدة، ويطالب بالوعي والتأمل، وتوظيف العقل في محاكمات القضايا وتمحيصها، واختيار الطريق الأسلم، وتحديد الانتماء الفكري والسياسي الانتخابي على وعي وبصيرة. قال تعالى: (قُل هذه سبيلي أدعُو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتُبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين). (يوسف / 108). ولقد استنكر القرآن طريقة الانتماء البيئي غير الواعي أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص ولا تمييز بين الخطأ والصواب في العديد من آياته، منها قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أَوَلو كان آباؤهُم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون). (المائدة / 104). ويحدثنا القرآن الكريم عن معاناة الأنبياء والرسل من تبعية الانتماء البيئي والتحجّر الفكري، والوقوف على الموروث الثقافي المتردّي لدى شعوبهم وأُممهم؛ لذلك وجدناهُ يشخّص تلك الظاهرة المعيقة في طريقة التفكير والانتماء الفكري والسياسي، ويحذّر منها، كما في قوله تعالى: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير الاّ قال مترفُوها انّا وجدنا آباءنا على أُمة وانّا على آثارهم مُقتدون ). (الزخرف / 23). وحذّر الرسول (ص) من تبعية الامَّعة الذي لا يحّدد موقفه وانتماءه عن فهم ووعي وقناعة علمية سليمة؛ بل يعيش مقلداً تابعاً للآخرين، أو لظروف البيئة الّتي ولد فيها، فلا يكلّف نفسه بمناقشة أو تمحيص ما وجد نفسه جزءاً منه؛ من فكر وعقيدة وسلوك وأعراف، ليتمسك بالصواب، ويرفض ما أخطأ السابقون بحمله؛ لتتم الغربلة والتنقيح عبر مسيرة الاجيال، وليتم التخلص من تراكمات الرواسب والأخطاء والممارسات غير السوية. انا نجد تحذير الرسول (ص) دقيقاً من خلال قوله (ص): "لا تكونوا امَّعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا"(36). إنّ من القضايا المتأصّلة في أعماق الانسان هي طبيعته الاجتماعية ـ كما أوضحنا ـ وانتماؤه الشعوري واللاشعوري الى الجماعة، كالانتماء الى عنوان الاُسرة والعشيرة، والى المدينة والاقليم والقومية والوطنية، والى الاُمّة والجماعة على أساس الدّين والمذهب، والى الجمعية والمنظمة والحزب والطبقة المهنية والاجتماعية والنادي، بل والفريق الرياضي وغيرها من أُطر الانتماء أو التجمع والانحياز، وربما التعصب اليها. وحالات الانتماء الجماعي، والتكتل ضمن إطار تجمّع معين، كلّها تنطلق من غريزة حب الاجتماع، أو ما يسميها علماء النفس بغريزة (القطيع) وشعور الفرد بجزئيته من تلك الجماعة والحاجة اليها، فيرى في الجماعة تعبيراً عن (الأنا) الفرد، لذا يدمج (الأنا) في ضمن (الأنات) الاُخرى فيستعمل كلمة (نحن) و (هم) لتمييز (الأنا) الجماعية عن الآخرين . وتقوم اللغة بدور المعّبر عن الحالة تلك. كما يشعر بالقوة والتخلص من الشعور بالضعف والوحدة من خلال الانتماء الى الجماعة . ومن الطبيعي أن الجيل الجديد يشهد تحوّلات اجتماعية، وأوضاعاً فكرية وسياسية جديدة، فالحياة حركة وتحول متواصل، ويختلف حجم وعمق تلك التحولات حسب ظروف المجتمع وأوضاعه، فجيل الشباب الّذي عاصر الدعوة الاسلامية ومرحلة النبوة، مثلاً، كان قد واجه تحولاً فكرياً وحضارياً عظيماً في السعة والعمق والشمول . فكان هو جيل الرسالة، وكان أنصار الاسلام هم من جيل الشباب والناشئين؛ في حين وقف الجيل القديم متعجرفاً عصيّاً على التفاعلات والتحولات الفكرية والاجتماعية الجديدة الّتي حملتها الرسالة الاسلامية . وهكذا تشهد الاحصاءات أن جيل الشباب في عصرنا الحاضر هم حملة الاسلام، لاسيما في الجامعات والمعاهد والمدارس، ذكوراً واناثاً . فالشباب في البلدان الاسلامية مثلاً يمثلون طليعة التغيير والطموح، ويشغل اهتمامهم أوضاع المستقبل، ويتركز لديهم النزوع للتغيير، والثورة على الواقع غير المُرضي، فهم في هذه المرحلة أكثر شعوراً بالتحديات، واحساساً بالقوة الّتي تدفعهم لرد التحدي الدكتاتوري والظلم الاجتماعي . وللجمعيات والمنظمات والنوادي أثر بالغ في تربية الشباب، وتوجيه التفكير وتكوين نمط الشخصية في هذه المرحلة؛ لاسيّما تلك الّتي تملك برامج ونظريات وثقافة مخصوصة تتبناها لتثقيف عناصرها. وجيل الشباب المسلم، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الاسلامي، والانتماء اليه بقوة وحيوية واخلاص متناه، فإنه عرضة للانتماء الى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة، وقد استحوذ الفكر الماركسي والغربي الرأسمالي على مساحة واسعة من جيل الشباب. وتشهد المرحلة الحاضرة تحولات هائلة في عالمنا الاسلامي، تحولات الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي في وقت يشهد فيه العالم تحولاً تقنياً وعلمياً هائلاً. فالحضارة الماركسية انهارت ودرست معالمها بعد أن استطاعت في مرحلة بريقها بعد الحرب العالمية الثانية أن تجتذب تياراً واسعاً من جيل الشباب استهلك في الصراع، كما استهلك الذي تلاه حتّى توارت الماركسية في متاحف التأريخ .وكانت الحضارة الغربية قد غزت العالم الاسلامي بشكل تيار كاسح بعد الحرب العالمية الاُولى، فوجدت فراغاً فكرياً هائلاً لدى جيل الشباب، فإنبهر بها ذلك الجيل للفراغ، ولما صاحبها من تقدم علمي وتقني، واعداد عسكري هائل؛ ولما يعيش فيه المسلمون من قلق ثقافي واقتصادي وعلمي على كلّ المستويات. وكانت المشكلة الكبرى في هذا الانتماء غير الواعي أنه كان منطلقاً من فهم خاطئ، منطلقاً من أن الاسلام هو سبب تأخّر المسلمين، وأن التقدم العلمي والتقني والتطور يتطلب استبدال الاسلام كمنهج ونظام حياة بالحضارة الغربية. وهكذا نجحت موجة الغزو الفكري لجيل الشباب المسلم، وكسبت مساحات واسعة من أبناء المسلمين، فإنضموا الى تلك التيارات، وآمنوا بها، ظناً منهم أنها الطريق الى حل مشاكل التخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الحرية، والقضاء على الأنظمة الارهابية الّتي كانت تحكم العالم الاسلامي، بتوظيف من قادة الحضارة الاوربية الّتي أوهم دعاتها المسلمين بأنها طريق الخلاص . وكانت المدارس والجامعات والأحزاب السياسية العلمانية والأجهزة الاعلامية من سينما وتلفزيون وصحافة وكتب القصص والمسرحيات والشعر والأدب، وغيرها من وسائل النشر، هي الوسائل والأدوات لاحتواء جيل الشباب، واجتذابه الى الحضارة الغربية المادية الّتي استخدمت الجنس والاثارة الجنسية، والتستّر بالدعوة الى الحرية، وحقوق المرأة تارة، والتقدم العلمي والتطور الثقافي تارة أُخرى، مستغلين الظروف السيّئة الّتي يعاني منها المسلمون، وفي طليعتهم جيل الشباب . لم يع جيل الشباب ما انطوى عليه الموقف من خطط سرِّية، وأهداف عدوانية للقضاء على الاسلام، والابقاء على تخلف المسلمين، وغزوهم فكرياً وحضارياً، غير أن عوامل الوعي، ونشاط العاملين للاسلام، وانكشاف زيف الحضارة الغربية لأجيال المسلمين، أوجد حالة واسعة وعميقة من مراجعة الذات، والتأمل في الاندفاع نحو الفكر الغربي . فقد اكتشف جيل الشباب أن سبب مأساة الانسانية، هو الحضارة المادية، والنظام الرأسمالي الامبريالي، وأن الانسان ضحية هذه الحضارة، فهي الّتي تمارس الارهاب وقتل الشعوب ونهب خيراتها، واسناد الدكتاتورية . إنَّ كلّ ذلك أوجد تياراً واسعاً وعميقاً في جيل الشباب، عمّق وصحّح مفهوم الانتماء الى الاسلام، وخلق روح التحدي والمواجهة والثورة على الفكر الغربي . وتمثل الوعي في تشخيص أسباب التخلف والانتماء الفكري والسياسي الكامل للاسلام . وتشكّل الثقافة ركناً أساسياً من أركان شخصية الانسان، وهي احدى معالم هويته الشخصية، والعناصر المميزة له عن غيره. فنوع الثقافة وحجمها يطبع الشخصية بطابع معين. والثقافة هي غير العلوم المادية التجريبية والمهارات التي يكتسبها الفرد، وإن كانت تنمّي ثقافته، وبشكل تقريبي، نستطيع القول أن العلوم الانسانية والأفكار والنظريات والآراء التي تتعلق ببناء شخصيته، من حيث نظرة الانسان الى الوجود والحياة وخطر تفكيره وسلوكه، هي التي نطلق عليها الثقافة، كالثقافة السياسية والأدبية والتأريخية والعقيدية والفلسفية والاجتماعية وأمثالها. ويتأثر بناء المجتمع والدولة والحضارة بلون الثقافة والفكر السائد في المجتمع. فرؤية الفرد وفهمه للحرية ولحقوق الانسان، وللايمان بالله، ولمسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ولفهمه للحياة السياسية وأمثالها، هي احدى المفردات الفكرية والثقافية التي ينبغي أن تكوّن حولها أفكار وآراء ثقافية وحضارية . والمصادر الأساسية للثقافة الانسانية هي الرسالة الالهية، والفلاسفة والكتاب والمفكرون والاُدباء والفنانون والمؤسسات الثقافية والاعلامية . وفي المجتمع الواحد تتصارع عدة أفكار ونظريات وثقافات، يصل التناقض بينها أحياناً الى حدّ الالغاء. وكثيراً ما تجري التحولات الفكرية والثقافية في المجتمع بشكل حادٍّ ومتسارع، في حياة جيل أو جيلين، وفي كل الأحوال يكون جيل الشباب، هو الجيل الذي يعيش في دائرة الصراع، ويواجه الأزمات الفكرية، ويشهد التحولات الثقافية والحضارية . ولا بد للشاب من أن تكون لديه شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم. وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الاسلامية، ولا يعني ذلك أنّ كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية التي تتعلق بالعقيدة أو السيرة أو الأحكام الفقهية، وان كان الاهتمام بتلك المعارف مسألة أساسية في ثقافة الشاب المسلم. انّما نعني بالثقافة الاسلامية، هي وعي الحياة والمعرفة والسلوك والكون والطبيعة من خلال المنهج الاسلامي . فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة، والجنس، والعلاقة مع الله والرسالة والمال والثروة والذات والفكر..الخ من خلال الفهم والمنهج الاسلامي. وذلك يقتضي تكوين قاعدة فكرية، ورؤية اسلامية ينطلق منها، ويؤسس عليها . فالشاب المسلم إذن بحاجة الى فهم العقيدة الاسلامية وأُصول الاحكام الشرعية، والسيرة النبوية، والتفقّه في الدين، ومعرفة القرآن والسنّة المطهرة، وأن يبدأ بتكوين ثقافته من خلال الكتّاب والمفكرين الاسلاميين، الذين يتمتعون بالاصالة والعمق في الفكر، والمنهج العصري في البحث والاُسلوب، ليمتلك الاُسس والقواعد الاسلامية في فهم القضايا، ويكون قادراً على التمييز بين ما هو اسلامي، وما هو غير اسلامي. وكم كان الشاب ضحية الأزمات والصراعات الفكرية التي يعج بها المجتمع البشري، لاسيما في عصرنا الحاضر، عصر نقل المعلومات بواسطة الانترنيت، والتلفزيون العالمي، والاذاعة، والصحافة، والسينما، والكتاب، فلم يعد هناك حاجز يحجز بين الثقافات؛ لذا فإن التفاعل بين الثقافات مسألة يفرضها الأمر الواقع، وينبغي أن نميِّز بين الاستفادة من ثقافات الاُمم، وفق المنهج الاسلامي الملتزم، وبين الذوبان وفقدان الهوية الثقافية، فيلجأ الفرد المسلم الى التقليد الأعمى، والانبهار بما يطرح عليه من الثقافات الأجنبية، لاسيما الثقافة الغربية . وثمة مسألة حيوية، وهي مسؤولية الكُتّاب والمفكرين الاسلاميين في عرض الثقافة الاسلامية عرضاً حياً متطوراً، ضمن منهج الالتزام الفكري، فإن التحجر، وفرض صيغ متخلفة على الفكر الاسلامي تسيء الى الاسلام، وتبعد جيل الشباب عن الفكر الاسلامي . إنّ ما ينبغي العمل عليه، هو تناول مشكلات الانسان الفكرية المعاصرة، كمشكلة الحرية والسلطة وحقوق الانسان والجنس والسلوك والايمان وعلاقة العلم بالحياة، وغيرها من المفردات وبحثها بحثاً علمياً، كما أراد المنهج القرآني ذلك، وبروح العصر ولغته . كما ينبغي تقديم رؤية نقدية للأفكار والنظريات المعادية للاسلام، وحلّ الاشكالات التي يثيرها خصوم الفكر الاسلامي بروح علمية، ليتسلّح الشباب المسلم بالوعي الثقافي، فيمتلكوا الاُسس والقواعد الثقافية الاسلامية، ويكونوا على درجة كافية من فهم نقاط الضعف في الفكر الآخر، كما يكونون قادرين على ردّ الاشكالات والطعون الموجهة للفكر الاسلامي . وفي كل الأحوال فإن تكوين الثقافة الذاتية، هي من مسؤولية الشاب المسلم، وعليه أن يخصص وقتاً من يومه، لتحصيل الثقافة والفكر الاسلاميين.

سياسة امريكا
مازلت السياسة الامريكية في العراق ، تتمادى في كل الاتجاهات ، فهي ترتبط بجهات حيناً وتنفك عن الآخرى حيناً ، وذلك حسب ما تتطلب الخطوط المرسومة لتحقيق اهدافها في العراق وفي المنطقة أيضاً. أننا ندرك ادراكاً حقيقياً ، تلك السياسة وطبيعتها غير النزيهة ، وابرز النشاطات التي تروم اليها ، والآليات والسبل الكفيلة لكل المخططات ، التي تدفع بهذه السياسة في أحاطت العالم تحت هدفها المحدد والمرسوم. ان العالم اليوم مطلوب منه اكثر من السابق ، أن يعي الحقيقة لهذه السياسات والوقوف بشدة ويقظة في مواجهتها , كي لا يقع في الهاوية تلو الاخرى ، واليوم وفي العراق حصراً ، تأتي المخططات بأشكال مختلفة وبصور شتى ، لكنها تصب في معنى واحد وهدف واحد ، وما عملية الانتخابات التي جرت في العراق ، وكتابة الدستور ، ومحاولات الاغتيالات المتكررة للشخصيات والقوى الوطنية العراقية ، الرافضة للاحتلال أو العمليات الطائفية ، فأن كل هذا وغيره .. يقع ضمن دائرة التخطيط الستراتيجي الذي وضعته عدوة الشعوب والانسانية من أجل الاستحواذ على مقدرات شعوب العالم والحيلولة دون تطورها.. والتي تتخذ من اسم الديمقراطية لباساً لها ، كي تتقدم به بين دول العالم ، داعيةً بذلك بانها رمزاً للحرية والديمقراطية ، وداعيةً في نشر السلام . في الوقت الذي هي رمزاً للعبودية والقهر والدمار على كل بقعة من بقاع العالم ، اذا ما دخلت اليها . ناهيك عن ماتدعيه باسم حقوق الانسان ، وحرية المرأة ، ورعاية الطفولة .. وكل ما يتمثل في أشكال المنظمات العالمية ، التي وجدت أكثرها مقراً ، في بلد اللاحرية واللاديمقراطية ، فهي رغم احتضانها لهذه المنظمات ودعمها لها .. الا انها حقائق مزورة لا صحة لها بشئ ، سوى الدعاية الامبريالية الكبرى لتغطية المخطط المرسوم ، واللعب بمشاعر الدول الفقيرة والنامية . أن بلاد العم( توم ) التي ظهرت على حقيقتها وبشكل أكثر وضوح ، أمام الساسة العالميين الاكثر حذاقة في السياسة ذوي الانتماء الوطني الحقيقي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق ، وأنهيار المعسكر الاشتراكي ، عندما وجدتها هذه الشعوب بأنها دولة تروم السيطرة على العالم ، وانها تعتبر ذاتها القوة الآحادية  والتي تنفرد لوحدها في توزيع ما تسميه بالحريات والديمقراطيات على الشعوب المغلوبة من قبل حكامها ، وكأنها تمن على هذه الدول بمكارمها الانسانية التي تدعي بها. ان الولايات المتحدة  الامريكية ، تدرك جيداً ان حقيقة الشعوب الضعيفة في العالم ، لا تميل اليها بل وتمقتها كل المقت ، وهي لا تروم ( هذه الشعوب ) الى مساعدة أي دولة لها ، حتى وان كانت غير أمريكا انما اذا ارادت الشعوب شيئاً في مجال تحقيق الاستقلال الذاتي ، او محاربة عدوان خارجي ، او حرب اهلية داخلية ، فهي تحققها ذاتياً وتدافع عن كيانها ، او في حل مشاكلها الداخلية .. لكن بعض هذه الدول ، لضعفها الاقتصادي والعسكري والسياسي ، يجعلها لقمة سائغة في فم القرش الامريكي ، وعليه تجدها مضطرة لا حول ولا قوة .. فريسة بين الفكين . اننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى ، في ان تتوحد الجهود الوطنية داخل البلاد بصورة خاصة ، والعالم أجمع ، وان تضع كل ما تملك من الازمات الثانوية جانباً، وتبدي صراحتها القوى الوطنية فيما بينها ، بوضع صيغة موحدة تحت خيمة واحدة ، وتحرير أرض البلاد المحتل من الايدي القذرة ، التي دنست اليوم أرض العراق الحر الشريف .. فاليوم هنا ، وغداً ( لا سامح الله ) ربما تكون في أرض عربية أخرى ، اذا ما تيقظت كل القوى الوطنية ، وفتحت الأفق بنظرة ثاقبة ، من خلال توحيد كل  الجهود ، ورسم الاهداف الموحدة بصيغة متفق عليها سياسياً او عسكرياً ، لطرد المحتل ومحاربة الحكومات الفاسدة ربيبة امريكا واعوانها.
احتلال العراق المحتل
شاع مصطلح العراق المحتل بعد 9\4 \2003 وأصبح الكل يتحدث عن احتلال العراق وماجلبه من الدمار والخراب ونشر الخوف والرعب في نفوس العراقيين وممارسة التعذيب والقتل في السجون ورداءة الخدمات العامة وسوء معاملة المواطنين في دوائر الدولة والرشوة والسرقة والفساد المالي والإداري إلى غير ذلك .. وقامت بعض الفضائيات بعرض حال أهل الاهوار في أقصى الجنوب العراقي وقسوة معيشتهم وسوء واقعهم الصحي و البيئي  .....وأمعنت في البحث عن المتسولين وسكنة (الجينكو) وأبيات الصفيح غير إنها لاتحتاج كثير من الوقت في العثور عليهم وبإمكانها أن تضع يدها على من تشاء من مدن وقرى و قصبات العراق لتجد العشرات من هذه العوائل البائسة... وكذلك انطلقت أقلام كتاب لم نقراء لهم حرفا واحدا قبل 9\4 يتحدثون فيه عما كان عليه الواقع العراقي من مأساة إنسانية تنحني لها محرقة الهولوكوست و جميع جرائم الفاشية النازية لهولها وبشاعتها … أقول كل هذا وسؤالي هو متى كان العراق غير محتل ؟؟ ومتى كان حاله أحسن من الحال الذي هو عليه اليوم  ؟؟ فبعد 9\4 احتل العراق الغزو الانكلو-امريكي الهمجي ومن لف لفهم من المرتزقة والمنتفعين وأصحاب المصالح الخاصة , وقبل 9\4 كان العراق محتلا من قبل مجرم سفاح لم يعرف له التاريخ مثيلا وطغمة فاسدة من القتلة والمجرمين من آل مجيد وآل ابراهيم الحسن ومن تبعهم من الخونة والعملاء الذين اتقنوا الدرس ونفذوا السياسة الامريكية كما ارادها دهاقنة البيت الابيض والكنسيت الإسرائيلي سيء الصيت ,وان تضاهروا بخلاف ذلك واظهروا عدائهم لامريكا واعوانها....فلم تشهد المنطقة وعلى مدى تاريخها نظاما خدم المصالح الامريكية كما خدمها ذلك النظام المجرم الذي كان حريصا كل الحرص على افراغ العراق –وطيلة حكمه-من محتواه الديني والقيمي والثقافي لكي يسلمه في نهاية المطاف اداة طيعة بيد الاحتلال يقلبها كيف يشاء  !! ولااعتقد ان ذلك لايزال خافيا على احد ممن يمتلكون ادنى مراتب التفكير. وقبل عام  1968كان العراق محتلا من قبل عبد السلام وأزلامه الذين جاءوا الى سدة الحكم بالقطار الأمريكي وأساليب الغدر والخيانة لكل من هو وطني غيور ....وقبله الاحتلال البريطاني وقبله العثماني ........وهكذا دواليك.... فمتى كان حالنا أحسن من هذا الحال الذي نحن عليه اليوم ؟؟
واحة المرأة
تحرر المرأة بظهور الإسلام
لقد أعتبرت المراة في عصور الجاهلية مخلوقاً قاصراً منحطاً ثم أعتبرت شيطاناً يسول الخطيئة ويوحي بالشر ن ، وقد أعتبرتها الحضارة الرومانية رقيقاً تابعاً للرجل يتحكم فيها كيف يشاء ، ثم غالت في قيمها فحررتها من سلطان الأب والزوج ومنحها الحقوق الملكية وحرية الطلاق وحرية التبذل فكانت الرومانية تتزوج الرجل بعد الآخر دونما خجل وأستحياء ، فقد ذكر القديس جروم 340-420 م عن إن أمرأة تزوجت ثلاثة وعشرون مرة وكانت هي أيضا الحادية والعشرين لبعلها الأخير أي الثالثة والعشرين . وهي في عرف الحضارة الرومانية تباع وتشترى وتعد رجساً من عمل الشيطان واما رؤى التوراة في المراة فقد وضحه سفر الجامعة في الكلمات الآتية : ( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبعث ولأطلب حكمة وعقلاً ولأعرف الشر إنه جهالة والحماقة إنها جنون ، فوجدت أمر من الموت المرأة  التي هي شباك ، وقلبها شراك ، ويداها قيود ) الإصحاح 14 - الفقرة 17 . وقد عقد في فرنسا اجتماع سنة 586 م يبحث شان المرأة وما إذا كانت تعد انساناً أم لا وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل !! أما في المجتمع العربي الجاهلي فقد كانت المرأة تحت سيطرة الرجل يتصرف بها كيف يشاء دون أن تبدي اعتراضاً أو تأييداً وكانت المرأة في الجاهلية يطفف عنها الكيل فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها حتى إنه كان هناك طعام خاص للرجل ومحرم على المرأة وقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد وكانت تصل بهم الحال أحياناً إلى وأدهم بطريقة وحشية فقد يضطر الوالد للسفر وعند عودته تكون المولودة قد كبرت فيأدها وهي تعقل . ولما أطلت علينا (الحضارة الغربية) بأنوارها نالت المرأة حريتها المنشودة وأصبحت تشعر أنها مساوية للرجل في كل الميادين ، وكم كانت مغرورة بهذه المكاسب التي لو أمعنت النظر إليها جيداً لرأت أنها خسائر فادحة فقد أستغلها دعاة الشر دعاة التحرر وأستغلوا أنوثتها في الحقل التجاري لاجتذاب الزبائن وتصريف البضائع مستثيرين كوامن الجنس في نفوسهم  ؟ فما أعظم هذه الحرية !! . فبالرغم مما تعتبر المرأة الأوربية إنما حققته من حريات ومكاسب فإنها تبقى خاسرة بكل ما للكلمة من معنى فقد خسرت أهم شيء تتحلى به المرأة وهو الحياء وأخلاق والكرامة فأصبحت كأي سلعة مبتذلة تباع بأبخس الأثمان . وفي خضم هذه التقلبات انبثق فجر الإسلام وأسقط كل هذه التقاليد والأعراف البالية فكان من إصلاحاته أنه صحح قيم المرأة وأعاد إليها اعتبارها ومنحها حقوقها فتبوأت المرأة المسلمة منزلة رفيعة لن تبلغها نساء العالم ، لقد رسخ الإسلام مساواة المرأة بالرجل في المفاهيم الإنسانية واتحادها معه في المبدأ والمعاد ونيل الجزاء الأخوري عن الأعمال مسقطاً كل زعم للجاهلية بتخلف المرأة عن الرجل في هذه المجالات . ولأذكر هنا بعض الآيات القرآنية التي تبين صحة هذا الكلام قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 - وقوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 - لقد سبق وذكرنا إن بعض الأعراب كان ياد البنات ويقتلهم ظلماً وعدواناً فجاء الإسلام ومنع تلك الجريمة النكراء ومنح البنات الحياة قال تعالى : {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ *بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }التكوير9 -وقوله {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31 - من هنا يتبين لنا إنصاف الإسلام لكل من المرأة والرجل على حد سواء فقد أعطى المرأة حقوقها وأكثر وأكد بأن المجتمع لا يقوم إلا باتحاد المرأة والرجل وأداء كل منهما لدوره دون تعدي أحدهما على دور الآخر.
زينب الأشقر – لبنان
المرأة ذلك المخلوق الفريد
قال الله عزوجل ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وقال رسول الله (ص) ( خير أولادكم البنات ) وورد عن الأمام الصادق (ع) قال ( البنات حسنات , والبنون نعمة فأنما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة ) .. أذن فكيف نربيهن , إن التربية الإسلامية تحث الوالدين على حب البنات وأكراماتها .لتمتلئ نفسها ارتياحا وأطمئنانا ووثوقا, ولتنشأ في ظل أجواء نفسية وتربوية طيبة تعدها وتؤهلها للحياة الاجتماعية المستقبلية وتمكنها من التعامل مع الآخرين وتكون سليمة من الإمراض النفسية , فتكون بذلك ألام الصالحة لتربية أولاد صالحين تخرجهم إلى المجتمع أفرادا نافعين وعناصر خيرين . أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن المرأة والرجل والإنسان والناس والذين آمنوا يقصد بذلك الجنس البشري الواحد . بعنصرية الرجل والمرأة وفي نظره أنهما يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجية العام في عالم الطبيعة والحياة وهو في آيات مباركة كثيرة يعلم عن هذه الحقيقة العلمية الثابتة ومن هذه الآيات قوله تعالى ( خلقكم من نفس واحدة ) والمرآة أدارتها   في البيت وشؤونها مع الزوج والأولاد . وأن تحفظ زوجها في كل الأمور فقد جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال : أني لي زوجة لذا دخلت تلقتني وأذا خرجت شيعتني وأذا رأتني مهموم قالت لي : ما يهمك ؟ , أن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك وأن كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هما , فقال رسول الله (ص) ( إن لله عمالا , وهذه من عماله لها نصف أجر الشهيد ) وبهذا يتبين لنا كيف احترامها وكرامتها للإسلام ومن النظر إليها من خلال مكانتها الكريمة ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلام الحنيف فيها , من عفة وطهارة وأداب ومثل سام ومسؤولية مقدسة كبرى في بناء جيل صالح مؤمن بالله جلت عظمته , وبرسوله وأوصيائه وخلفائه ألائمة ألاثني عشر المعصومين (ع) ولنا نساء يذكرهن التاريخ بسيرتهن العطرة , مثل أم البنين (ع) هذه السيدة التي قدمت أولادها الأربعة لرضا الباري عزوجل ونصرة الأمام الحسين (ع) ومع كل ذلك عندما جاء الناعي ينعى الحسين (ع) تقدمت إليه وسألته عن الحسين (ع) وعندما عرف الناعي أنها أم البنين قال لها عظم الله لكي الأجر وبقي يردد أولادها الأربعة وهي تريد خبر الحسين (ع)إلا نتأمل من منا مثل هذه المرأة الجليلة ونحن في هذا اليوم نفتقر إلى مثل هذه المرأة
الحجاب في خطر
هناك بعض النساء لا يرتدين الحجاب بصورته الشرعية وعندما نقول لهن لما لا تجعلين حجابك شرعيا فتجيب ان الجو حار وأنا لا أطيق الحر , اقول لهن أن حدود الحجاب الاسلامي من المشهورات حيث لا يجوز اظهار ما عدا قرص الوجه والكفين ويدخل في الحجاب شئ منها كالحنك ومفصل الكفين وما خوفكِ من حر الصيف فأنه من تسويلات الشيطان وقد اجابهن القرآن بقوله تعالى (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) وأنتشرت أيضا في ألآونة الأخيرة ظاهرة لبس البنطلون تحت العباءة بحيث تخرج المرأة إلى الأماكن المقدسة أو الشارع وهي ترتدي هذا الزي المسيء للإسلام , وأيضا ظهرت في بداية عام 2000 نوع من الحجاب الذي ترتديه أغلب الفتيات .
وهو أن الفتاة تلبس الحجاب وتلفه على رأسها بحيث تجعله صغيرا جدا يكاد يغطي الرأس علما أنه في الأغلب يظهر جزء من شعر الفتاة وكذلك جزء من صدرها و جزء من رقبتها وهي تكون على علم بهذا الشيء المحرم على الفتاة فعله وهو ما يسمى بالحجاب الفرنسي مع أن صناعته في العراق هناك بعض النساء يقمن بزيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام ويضعن مساحيق التجميل وكحل العين ولبس القلائد وغيرها من الزينة وتدخل الى الصحن الشريف بقصد الزيارة وهذه أعمال لايجوز فعلها ولابد من مراعاة التعاليم الشريفة ومن تفعل ذلك فلا تقبل زيارتها . قال الله تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين ) ومن تفعل هذه القبائح فكيف يتقبل الله منها هذا عملا مثيرا للسخرية ولابد من هذه المرأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تكون متفقهة عارفة بأحكام دينها وان تكون متعضة في نفسها وقدوة لغيرها وفي حديث ألأسراء والمعراج وصف مهول لعقوبة النساء المتبرجات . ونصيحتي لنفسي أولا ولأختي المرأة المسلمة أن ترتدي الحجاب ألإسلامي الصحيح لكي ننال رضا الله ورضا رسوله ورضا ألأئمة ألأطهار (ع) ونفوز بالجنة وفقنا الله وإياكم لطاعة الله.
أختكم فاطمة/ الميسانية
هل تعلم ؟
- هل تعلم إن صاحب هذا الأمر يوحى إليه هذا الأمر ليله ونهاره؟
فقد ورد بإسناده إلى أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر (ع) فجلت فداك أخبرني عن صاحب هذا الأمر قال : يمسي من أخوف الناس ويصبح من آمن الناس ، يوحى إليه هذا الأمر ليله ونهاره . قال : قلت : يوحى إليه يا أبا جعفر ؟ قال : يا أبا الجارود إنه ليس وحي نبوة ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران وإلى أم موسى وإلى النحل يا أبا لجارود إن قائم آل محمد أكرم على الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل.
- هل تعلم إن القائم إذا قام رد الله كل مؤذ للمؤمنين لينتصف منهم؟
فقد جاء عن أبي عبد الله (ع) إنه قال :إذا قام القائم رد الله كل مؤذ للمؤمنين لينتصف منهم للمؤمنون  . إثبات الهداة ج7
- هل تعلم إنه إذا قام القائم سقطت التقية؟
فقد جاء عن أبي عبد الله (ع) : إذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف ولم يؤخذ من الناس ولم يعطهم إلا السيف .
- هل تعلم إنه تذهب العاهة عن أنصار الإمام عند قيامه ؟
فقد ذكر الإمام علي بن الحسين (ع) : إذا قام القائم أذهب الله عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد .
- هل تعلم إن الأيام ثلاثة ؟
قال أبو جعفر (ع) : أيام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة.
- هل تعلم إن أصحاب القائم الثلاثمئة وثلاث عشر هم الأمة المعدودة .
فعن أبي جعفر (ع) أصحاب القائم الثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً هم الأمة المعدودة.
- هل تعلم إن ملوك أهل الجنة هم الضعفاء ؟
جاء في تصنيف غرر الحكم ص 366 قال رسول الله (ص) ألااخبركم بملوك أهل الجنة ؟ قالوا بلى يارسول الله قال كل ضعيف مستضعف أغبر أشعث ذي طمرين لايؤبه به لو اقسم على الله لأبره .
- هل تعلم أن علي سيد العرب ؟
عن  عبدالله بن صالح بن أبي سلمة  قال حدثنا ابو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت كنت عند رسول الله  (ص) فاقبل علي بن أبي طالب (ع) فقال هذا سيد العرب فقلت يارسول الله ألست سيد العرب قال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فقلت وما السيد قال من أفترضت طاعته كما افترضت طاعتي.
- هل تعلم أن آل محمد (ع) هم القرى التي بارك الله فيها ؟
روى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا خدامنا شرار خلق الله فكتب ويحكم ماتقرؤن ماقال الله تعالى (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة ) فنحن والله القرى التي بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة . الغيبة للطوسي ص346.
دراسات 
قول على قول
أليس عدلاً أن يمنحنا الله بسخاء غير مسبوق كل هذه النعم التي مَن بها علينا ولا ندين له بالطاعة التامة في كل شيء : {وان تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }إبراهيم34 -  كذلك فإنه ليس من المنطقي أن نصد عن كل ما دعانا الله إليه وننتظر منه نصراً عزيزاً مؤزراً خاصة وإننا الأمة التي شرفها الله بحمل آخر رسالاته فلم نحسن حملها كخلف سيء لسلف صالح ومع كل ما تقدم فإن الفرصة ما زالت مواتية والخيارات أمامنا تبقى قائمة ومفتوحة إذا ما نحن أعدنا النظر بمجمل سلوكياتنا واتجاهنا إلى الملك القدوس الذي بيده ملكوت كل سيء بنفوس عامرة بالإيمان تقر بوحدانية الله عن وعي مطلق وتؤمن إيماناً لا يرتقي إليه الشك بأن الله هو خالقنا وخالق كل شيء سوانا وهو القادر على كل شيء مع التقيد بالعمل بكل ما أمرنا و الانتهاء عن كل ما نهانا عنه مع الإقتداء بمكارم أخلاق الرسول المصطفى (ص) عند ذلك فإن الله عز وجل سيعزنا بنصره ويثبت على طريق الحق خطانا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7 -ذلك لأن الله سبحانه وتعالى وفي سياق هذه الآية يشترط على عباده الذين يسألونه السداد والرفعة والنصر أن ينصروه هم أولاً ولكي ينصرهم سبحانه ثانياً ونصرة العبد لربه بما له عليه من فضل لا تقف عند حدود الإقرار بوحدانيته تلفظاً وصيام الشهر عزوفاً عن الطعام فحسب وأ قامة الصلاة كعرض للوح خال من الحد الأدنى للخشوع وإيتاء الزكاة تبجحاً ورياء وأداء فريضة الحج طلباً للجاه وقراءة القرآن كما لو كان صحيفة ً فصلية على الرغم من معرفتهم أنه الدستور (غير الوضعي ) الذي يصلح أن يكون بديلاً صحيحاً لدساتير الأرض والمنهج التربوي الذي يقوم أخلاق الأمم {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30 -وفي هذا الصدد نستذكر قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود (رض) : ( إقرأ القرآن كأنه نزل عليك وحدك وفوق هذا كله علينا أن نتذكر أن الله عز وجل لا يهين المؤمنين إلا إذا هم استباحوا أنفسهم وأمعنوا في أهانتها بمعصيته وقد أشترط الله سبحانه وتعالى على الناس أجمعين أن يكونوا بمنأى عن المهانة والحزن مصداقاً لقوله تعالى : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139 -لكي يرتقوا بأنفسهم إلى المراتب التي يتمنونها ونحن لا نريد أن نعطيكم دروساً في الأخلاق الفاضلة بينما ديننا الحنيف قد قام على أرفعها ولا نريد لكم أن تتبنوا قواعد منهج أخلاقي جديد بينما دان الناس في شتى أرجاء الكون حتى من غير المسلمين منهم بمعطيات المنظومة القيمة لنبينا الهادي البشير ممد (ص) {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4  وعندما قرأت شهادات بعض المفكرين ورجالات الأدب والثقافة والفن والذين أشادوا بالأخلاق السامية التي عليها نبينا المصطفى (ص) وإن كانت شهادات هؤلاء وسواهم لاتعطى لرسولنا الكريم وثيقة حسن السلوك لأن هؤلاء أنفسهم يدركون أن محمد رسول (ص) هو النبي الوحيد الذي ولد تحت ضوء الشمس كما جاء على لسان أحد العلماء الغربيين فسيرته (ص) لم تنحتها الأساطير والأوهام . يقول السيد قطب 0رحمه الله ) لا يكفي أن يدين العبد لله في جانب من جوانب حياته بينما هو يدين في جوانب أخرى لغير الله حتى تتحقق صورة الشرك وحقيقته ويمضي بالقول : أن العبد الذي يتوجه إلى الله بالإعتقاد ويدين لله في الوضوء والطهارة والصلاة والصوم والحج وباقي الشعائر بينما هو في الوقت ذاته يدين في حياته الإقتصادية والسياسية والإجتماعية لشرائع من عند غير الله ويدين في أخلاقه وتقاليده وعاداته لأرباب من البشر تفرض عليه الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء فإن هذا العبد يزاول الشرك في أخص حقيقته والذين يضنون أنفسهم في دين الله لأنه يقولون بأفواههم نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدينون لله في الشعائر والزواج والميراث بينما هم يدينون وراء ذلك ويخضعون لشرائع لم يأذن الله بها فهؤلاء إن أرادوا أو لم يريدوا فإنما هم يحققون ما تطلبه منهم الأصنام الجديدة . ولكي نقف على صحة ما ذهبنا إليه في ضرورة موائمة المسلمين بين حسن العبادة وإنسانية التعامل فيما بينهم أو مع سواهم من بني البشر سناتي على بعض ما جاء في آيات بينات من سورة (المؤمنون) وسنرى أن فيها خير دليل على إن مرضاة الله تعالى لا تتحقق بحسن إقامة العبادات فحسب قال تعالى :{ َقدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ{4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }المؤمنون -يغالي بعض المسلمين في العبادات وكأن الإسلام رهبانية قيام وصيام وإذا جاءهم موسم الحج هرعوا إليه فالعبادات فريضة لا شك في ذلك لكنها جزء من الإسلام فأينما ينهض بالمسلمين من علم أو صناعة أوزراعة أو تجارة وما إلى ذلك مما يحفظ عليهم دنيا كريمة ولا يجعلهم فيها أقل نجاحاً من غيرهم كي لا يطمع فيهم طامع ولا يستبيح حماهم عدو فيملك عليهم أمرهم وسيضيّع عليهم دينهم ودنياهم !! إن الإسلام نهر منبعه حراء وعينه إقرأ ومنهله رحمة للإنسانية ومياهه لأولي الألباب الذين يتفكرون ويعقلون ومجراه شعب أختاره الله لحمل رسالة الإسلام للناس كافة .. نحن نعرف الإسلام بني على خمس قواعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، ولكن البيت حينما يبنى على قواعد فليس معنى أن لهذا البيت قواعداً فقط  في مجمله فالإسلام كما يقول الرسول الهادي (ص) ثلاث وسبعون دورٌ أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .. وبالرغم من كل ما تعرضنا له من تداعيات أصابت الأمة الإسلامية ،  نقول وبثقة عالية إننا قادرون على أن نبني دولة الإسلام في نفوسنا وأن نسموا فوق كل جراحاتنا ولنا هنا أن نتذكر الصحابي الجليل سعد بن معاذ (رض) الذي اسلم وعمره ثلاثين عاماً واستشهد بعد سبع سنين من إسلامه لكنه والحق يقال أختصر خلال تلك الفترة الوجيزة كل الزمان ورعاً وتقوى فتمسك بعرى الإسلام الحنيف حتى صار قدوة للمسلمين وقد قال عنه الرسول الأمين محمد (ص) بعد إستشهاده ( مات سعد فاهتز لموته عرش الرحمن ) وإذا كنا نريد الحياة الحرة الكريمة فعلينا أن نحسن صناعة الموت (الشهادة في سبيل الله ) فللشهيد كما يقول المصطفى (ص) عند الله ستة خصال يغفر له عند أول دفقة دم .. ويؤمن من فتنة القبر .. ويؤمن من فزع يوم القيامة ويلبس ثوب الوقار ويشفع في سبعين من أهله ويزوج في إثنين وسبعين من الحور العين (رواه الترمذي ) وقبل ذلك قال الله تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169 وقد أعطى للشهيد منزلة لو أدركها كل ذي بصيرة من المسلمين للبى نداء ربه في مجاهدة أعداء الإسلام ورد كيدهم إلى نحورهم . إن الخوف من الموت وحده هو الذي يمنع المسلمين من طلب الشهادة وحبهم للحياة الفانية وما يعيقهم من نيلها متناسين أن حياة الإنسان بعد موته أبعد مدى وأجمل من حياته الدنيا وإذا كنا لا ندرك هذا الآن نقول هل للطفل أن يدرك الغريزة الجنسية ؟ كلا   لأن الطفل لم يشعر بعد رغم أنه سيدركها في يوم ما أما الإنسان قبل موته فهو كذلك لا يعرف بعد الموت أو ما شِكل حياته بعد موته لأنه لم يرها ولم يحدثه أحد سبقه إليها عنها .. والدنيا كلمة جاءت من معناها (السفلى ) وهذا دليل على أنها دونية وهي غير السمو والارتقاء الذي سيكون عليه في الآخرة إذا ما دخل في مرضاة الله قولاً وعملاً.
ولا بد لنا ان نذكر بعض الشواهد التاريخية التي تؤكد على توق المسلمين الاوائل للشهادة ليبلغوا الاسلام الذي بلغه ذلك الدين الحق:
1- قال رسول الله (ص) : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ،وفي حديث آخر قال الهادي البشير (ص) : من مات ولم يغزو ولم تحدثه نفسه في غزو مات على شعبة من نفاق ، ومما قاله (ص) : الكل يوم القيامة يبعثون عراة إلا الشهداء فهم يبعثون كاسين ورائحتهم المسك
2- في معركة بدر كانت الموازنة العسكرية قلقة بين جيش المسلمين وجيش المشركين ( عدداً وعدة ) فما كان من رسول الله (ص) ولغرض إعادة الموازنة أن يقول : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقاموا وجاء رجل اسمه عمير فقال : بخ بخ أرجوا أن أكون من أهلها فقال له رسول الله (ص) وأنت من أهلها وكان في يد عمير بعض التمرات فرماها من يده وهو يقول : ليس بيني وبين الجنة إلا أن أكل هذه التمرات فرماها وقاتل حتى قتل .
3- أشيع في معركة أحد إن رسول الله (ص) قد مات وقد قال بهذا نفر كثير فرد عليهم الباقون : موتوا على ما مات عليه رسول الله (ص).
4- كان لعبد الله بن حزام تسع بنات ولما نودي للجهاد أراد أن يذهب لقتال المشركين فنافسه في ذلك ولده الذي ليس له ولد غيره فاتفقا على اجراء القرعة بينهما فكسبها الأب فقال له ولده جابر :دعني أذهب مكانك ياا بيتي . فقال له والده : لو كانت غير الجنة لأعطيتك إياها.
5- لم يتقاعس أبو أيوب ألنصاري (رض) عن الإشتراك في معارك الجهاد حتى حينما بلغ عمره الثمانين ولما جاء بعض المسلمين ليقنعوه بفكرة عدم الإشتراك في الجهاد وهو في هذا السن رد عليهم قائلاً : إن الله تعالى قد قال : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً}.
6- في معركة اليرموك بلغ عدد جيش الروم أربعمائة وثمانين ألفاً بينما كان عدد جيش المسلمين أربعة وعشرين ألفاً ومع كل هذا الفارق العددي تحقق للمسلمين النصر الذي أعزهم الله به.
7- أحيط الثائر العربي عمر المختار علماً إن عفواً عاماً سيصدر عنه إذا ما أمر المجاهدين بوضع السلاح على أن يكتب ذلك . فرد عليهم قائلاً : السبابة التي أشهد بها  بوحدانية الله لن أجعلها تكتب وثيقة الإستسلام فنال الشهادة.
8- وما دمنا بصدد الحديث عن الشهادة والشهداء يمكننا القول إن سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي (ع) قد جعل طريق الشهادة مُعَبَداً بالمبادئ والقيم العليا وكان دمه الزكي بواقعة الطف بداية لنهاية الدولة الأموية التي خالف خلفائها ما جاء في شريعة الدين الحنيف ولقد تمثل الحسين بن علي (ع) الأبيات التالية قبل استشهاده كما ورد في تاريخ الطبري:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
                   إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما
وواسى رجالاً صالحين بنفسه
                   وخالف مثبوراً وفارق مجرماً
فان عشت لم أندم وإن مت لم ألم
                      كفا بك ذلاً أن تعيش وترغماس

ضرورة العودة إلى حكم الله لحل مشاكل الأمة
وعلى هذا الأساس فان كل الاعتلالات والاختلالات التي تعتري كيان الأمة إنما مردها تخطيط دقيق من قبل المراكز والدوائر المشبوهة المرتبطة بالاستعمار والاستكبار الذي أرسل ذيله في جميع نواحي العالم، بغية حفظ مصالحه الأنانية وتحقيق أطماعه في البلاد الإسلامية الغنية بالثروات، بمنأى عن أي سدود أو موانع وفي الحق فقد صادف الاستكبار جملة عوامل أعانته على ما هو في صدده، حيث (إن إعراضنا عن الله وعن قوانين الله وعن توحيد المسلمين سبب هذه المشاكل). أما عن العلاج فانه: (لا علاج إلا أن نرجع إلى حكم الله سبحانه وتعالى، لتوحيد المسلمين واقامة حكومة ألف مليون مسلم، لا حدود بينها ولا سدود ولا قيود ولا شروط).هذا ويرسم بعض الباحثين معالم طريق الوحدة باجلى صورة واوضح بيان، حيث يقول: (يجب أن تكون البلاد الإسلامية موحدة، والوحدة الإسلامية لا تتحقق في الواقع الخارجي إلا بعد شعور وحدي في أعماق نفوس المسلمين، فالأمة واحدة والرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد والشريعة الإسلامية قائمة على الكتاب والسنة، وعلينا أن نتبعها حق الاتباع، وليس الإسلام منحصرا في الصلاة والصيام وتعمير المساجد وما أشبه فقط بل هذه أجزاء من الإسلام، وهناك أجزاء أخرى منها توحيد البلاد الإسلامية تحت لواء واحد)ومن ناحية أخرى فلابد من التأكيد على ضرورة نشر وانماء الوعي الإسلامي كمقدمة أساسية لإزالة الحدود الجغرافية واللغوية والقومية في طول البلاد الإسلامية الشاسعة وعرضها حتى نصير إلى وضع لا فرق فيه البتة بين العراقي والإيراني والباكستاني والكويتي، والبنغالي والكشميري، يعني أن تتحقق في وضعنا حاكمية المبدأ القرآني (إن أكرمكم عند الله اتقاكم..) أما كيف ذلك، فمن جملة طرائقه المتيسرة (إننا لو طبعنا ألف مليون كتاب ووزعنا هذه الكتب في كل البلاد الإسلامية فستكون حصة كل فرد مسلم كتابا واحدا، وهذا اقل الواجب فاللازم علينا أن نشمر عن سواعدنا لطبع مثل هذا القدر من الكتب - على اقل تقدير - في سبيل التوعية).هذا على حين إذا نظرنا إلى حال غير المسلمين في هذا الجانب الحيوي الذي لا يقل شأنه عن شأن الخبز الذي به تقيم الشعوب أودها إذ بالعلم والتثقيف تبصر المجتمعات النور وتتخلص من غياهب الجهل وبراثنه، أو قل بواسطته تتعبد الأمم والجوامع البشرية لله سبحانه، وما اكثر ما شدد الإسلام وحثًّ على طلب العلم،بحيث جعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما حذر بنفس الشدة من مغبة الاستسلام للجهل، وقد صدع الرسول الأكرم(ص) بالقول (الجهل رأس كل شر).ولكن مما يبعث على الغصص والتألم أن نرى مجتمعات غير مسلمة توفر مجهودات وميزانيات ضخمة في حقل تأليف ونشر الكتب، فقد (أذاع راديو إسرائيل بان الكتب التي وزعت داخل إسرائيل بلغت ما يقارب الخمسة عشر مليون كتاب في سنة واحدة، ومعنى ذلك أن كل إسرائيلي حصل على ما يقارب الخمسة كتب من الطفل أو الشيخ الكبير، فإسرائيل تعطي لشعبها الفكر المنحرف الظالم، وتكرس الجهود للمزيد من التسميم الفكري والثقافي فلماذا لا نفعل مثل ذلك بالفكر الواعي لاجل ألف مليون مسلم ونحن أصحاب حق ؟).فلابد من الالتفات بقوة إلى حالة الضعف والتأخر الملحوظ في جانب نشر الفكر الإسلامي والوعي القرآني في عالمنا الإسلامي، بنحو يبعث المرء على الشعور بالمسؤولية الجسيمة حيال أمته المكدودة في هذا الجانب، إذ (قبل عدة سنوات كتبت بعض المجلات : إن الاتحاد السوفيتي (سابقا) طبع ووزع في سنة واحدة فقط واحدا وعشرين مليارا من الكتب، وكانت نفوس العالم آنذاك أربع مليارات ولقد ترجم كتاب ماوتسي تونغ (الكتاب الأحمر) إلى أربعمائة لغة رغم عدم مرور حتى نصف قرن على تاريخ انتشار (الماركسية المادية) وفي المقابل نرى أن القرآن الكريم ورغم مرور زهاء خمسة عشر قرنا على نزوله على نبي الإسلام(ص) لم تتجاوز ترجماته الـ(230) ترجمة! كما ذكره بعض المطلعين، فلماذا تركنا التوعية في حين تمسك بها الآخرون؟).غاية القول أن المؤمن مطلبه تحت جنحه، وان من أولى مهامه أن يهتم بشؤون المسلمين، ويبذل غاية جهده في سبيل تصحيح أوضاع المسلمين عبر الوعي الديني من الطرق الكثيرة الميسرة، وان يجتهد خلال حياته التي حباه الله بها، في أداء الأمانة، وممارسة المسؤولية الشرعية، وان لا يخرج من الدنيا حتى يترك بصمة على المشروع الإسلامي العالمي، الذي هو أمل الشعوب المسلمة، وهدف قادتنا وعلمائنا الربانيين.ولعل أقرب سبب إلى النجاحات العملية في إجراء المشروع الإسلامي الكبير هو جهاد القلم وان ننشط بالبيان والتبليغ عبر مختلف النوافذ الإعلامية الواسعة لنشر الكلمة وتنمية الفكر وتجديد الوعي الإسلامي، حتى تنبعث الحضارة الإسلامية القرآنية من جديد ويعود الإسلام كما بدأ عزيزا نابضا بالجدة والحيوية.. يقول الأمام الشيرازي: (وفي سبيل إعطاء الرشد الفكري للمسلمين علينا بالجهاد، الجهاد بالقلم واللسان وبمختلف وسائل الإعلام العصرية المؤثرة، وهذا افضل من الجهاد في المعركة، ولذا نجد الحديث الشريف يقول: (مداد العلماء افضل من دماء الشهداء...).
علوم ومشاركات
أهم وصايا الأمام علي (ع)
قبل لحظات من وفاته
عندما علم علي (ع) من الطبيب بعد ضربة اللعين بن ملجم له ان نهايته فيها ، دعا سلام الله عليه بصحيفة ودواة وكتب وصيته التالية ، بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بانه يشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين أوصيكم يا حسن وجميع ولدي واهل بيتي ومن بلغ كتابي هذا بتقوى الله ربنا ولاتموتن إلا وانتم مسلمون ,واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا فأني سمعت رسول الله (ص)يقول :إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام فأن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ولا حول ولا قوة الابالله ألعلي العظيم انظروا ذوي أرحامكم فصلوها يهون الله عليكم الحساب ، الله الله في الأيتام فلاتغبوا أفواههم بحضرتكم ( وجاء فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا في حضرتكم) , الله الله في جيرانكم فأنها وصية رسول الله وما زال يوصينا بها حتى ظننا أنه سيورثهم , الله الله في القران,فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم ,الله الله في الصلاة فأنها عماد دينكم , الله الله في بيت ربكم فلا يخلوا منكم ما بقيتم فأنه أن خلا منكم لم تنظروا , الله الله في صيام شهر رمضان فأنه جنة من نار, الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم , الله الله في زكاة أموالكم فأنها تطفي غضب ربكم . الله الله في أمة نبيكم , فلا تظلمن بين أظهركم, الله الله في أصحاب نبيكم فأن رسول الله (ص) وصّى بهم, الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم, الله الله فيما ملكت أيمانكم , ثم قال(ع) الصلاة الصلاة , لا تخافوا في  الله لومة لائم فأنه يكفيكم من بغى عليكم وأراد عليكم بسوء , قولوا للناس حسنا كما أمركم الله , لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فيتولى الأمر عليكم غيركم وتدعون فلا يستجاب لكم , عليكم بالتواضع والتبادل والتبادر , وأياكم والتقاطع والتفرق والتدابر, تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان , أتقوا الله إن الله شديد العقاب , حفظكم الله من أهل بيت , وحفظ فيكم نبيه (ص) , وأستودعكم سلام الله ورحمته.
ام كريم – ميسان
الرسول (ص) وجاره اليهودي
كان للرسول (ص) جار يهودي يلقي فضلات بيته وجمر ناره على الرسول عند مروره من بيته وكان يمارس هذا العمل يوميا . وفي يوم مرّ الرسول من بيت اليهودي ولم يواجه الظاهرة اليومية التي كانت تصدر من اليهودي . فسأل الرسول أصحابه ؟ فأجابوه بأنه مريض فذهب الرسول لعيادته , وطرق الباب وكانت أمرأته خلف الباب فسألته عما يريد فأجابها أن الهدف هو العيادة ففتحت له الباب وكان سلام الرسول (ص) وتحياته لليهودي تبدوا وكأن اليهودي لم يكن من المؤذين للرسول يوميا . عندما شاهد اليهودي هذه المعاملة من الرسول سأله عما إذا كانت هذه الأخلاق من صلب الدين الذي يدعوا له ؟ فأجابه بالإيجاب ونجد الكثير من هذه النماذج في سيرة الرسل والائمة . فلنا في رسول الله أسوة حسنة إذا أردنا أن ننشر الدين الإسلامي الحنيف وعلى جميع المستويات من المسلمين ومن عامة الناس أو من علمائهم مقتدين بذلك بقول الأمام الصادق (ع) (شيعتنا كونوا لنا دعاة صامتين ) لانه ألتأثر بالأفعال التي هي تجسيد حي لمبادئ الدين فعندما يرى الآخرين ذلك منا فيتأثرون بنا ويتمنون أنهم لو كانوا مسلمين . أذن فعلى كل مسلم إن يكون محمد (ص) سواء أكان من العامة أو من الخاصة لأن العالم أذا كان متواضعا كما كان محمد وأهل بيته وأصحابه فمن المؤكد أن يكون تأثيره في المجتمع أكثر وبالتالي يؤدي ذلك بعامة الناس إلى الاعتزاز بدينهم والتمسك به إلى حد التضحية في سبيله فأذا أردنا أن ننتصر على أعدائنا علينا إن نقتدي بنبينا محمد (ص) ولنا في الحادثة المذكورة إسوة حسنة فهذا رسول الله يفعل ذلك مع أعدائه فكيف هو مع أصحابه وأبناءه
وفاء العبادي
حوار على الطريق
قال لي صاحبي : هل تعتقد إن المواطن الذي يعاني من الخوف والجوع سيكون مواطناً صالحاً ؟
قلت : لا أعتقد.
قال : الا ترى إن الوضع يتفاقم حتى إن بلدنا سيكون معسكراً منقسم إلى شطرين قاتل ومقتول .
قلت : تفائل يا صاحبي ليس إلى هذه الدرجة .
قال : إذا لم يكن قاتلاً سيكون مقتولاً وذلك لما يحيط به من فقر وتهديد .
قلت : قد يكون له شيء من الحق وذلك للدفاع عن ما بقي له من بيته.
قال : ماذا تقصد بذلك ؟
قلت : إن الأزمات والظروف التي تحيط بكل خائف مترقب تضطره إلى أن ينشب أظفاره بكل ما يرى إنه يهدد كيانه وكيان عائلته فينعكس خوفه على وضعه ومعيشته وحياته .
قال : ولكن لكل أزمة حلولها ومعالجتها بالاعتماد على التجارب التي مر بها شعبنا فإنه سيخرج منها كما خرج من غيرها قوياً معافى.
قلت : لو عرف السبب بطل العجب .
قال : كيف ؟ أوضح لي ذلك .
قلت : ألا ترى تكالب الإرهاب علينا من داخل ضعاف النفوس من الناصبين العداء لشيعة أهل البيت ومن الخارج أبناء الشيطان عبدة الدولار خدمة لليهود ومنفذي مخططاتهم .
قال : وأين الحكومة من ذلك ؟ وأين مليشيات الأحزاب ؟
قلت : كأنك تنظر إلى الأزمة من سطح القمر ! قال : ( محتداً) ماذا تعني بذلك ؟
قلت : ألا ترى أن كل حزب يعلق الأمر بشماعة الحزب الآخر وكل وزير يتهم وزيراً آخر غيره بالسرقة والفساد وكل مليشية تتهم مليشية أخرى والتكفيريون يقطعون الرؤوس ويتهمون الداخلية كل ذلك والدولة تطارد الباعة المتجولين وتقوم بإعادة طلاء الأرصفة .
قال : قد يبدو الأمر صحيحاً بعض الشيء ولكن لِمَ يتهم أحدهم الآخر؟
قلت : ألا ترى إن الكيانات السياسية المختلفة متحاربة ، وتستغل كل ما من شأنه إسقاط الآخر حتى ولو كان ذلك افتعالاً وكذباً .
قال : لكن ذلك مما يضر بالوطن وينخره من الداخل فكيف سيستقيم هذا الأمر مع ادعاء الوطنية والانتصار للمواطن المظلوم .
قلت : إن تلك الأفعال تصب في خانة الدعاية المضادة التي تستغلها هذه الأحزاب والكيانات من أجل إرساء أفكارها وخططها ومشروعها السياسي وطرح مبادئ الديمقراطية جداً .
قال : وهل يعقل أن تفعل ذلك جهة تدعي الوطنية ؟ سيكون ذلك مما يسقطها .
قلت : إن الأمر معقد إذ إني أوليت ثقتي لحزب ما أو كيان معين فكان همه أن يصل إلى كرسي الوزارة ناسياً ما قاسيته للوصول إلى صندوق الإقتراع ولكن وجدته سراباً يحسبه الضمآن ماء .
قال : أظنك خرجت من الموضوع ، المواطن محاصر بالجوع والخوف والأزمات المتفاقمة والديمقراطية .
قلت : كذلك الحكومة فعلت فأنها بديمقراطيتها المعهودة تعطي الوعود وتوزع الخطط الأمنية وتحصي عدد السيارات المفخخة التي انفجرت وترفع الجثث مقطوعة الرؤوس وتخزنها في قاعات مبردة تاركة آبائهم بين نارين نار الحزن وشمس الفقراء وعندها ودعني صاحبي بعد أن مسح دمعة أنسابت على خده بهدوء.
حقائق علمية وطبية في القرآن
ثبت علمياً أن سماع الإنسان للقرآن الكريم يعمل على تنشيط الجهاز المناعي سواء كان هذا الإنسان مسلماً أو غير مسلم كيف كان ذلك؟
للإجابة على هذا السؤال قدم د. احمد القاضي
" رئيس مجلس إدارة معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث في أمريكا وأستاذ القلب المصري " دارسة في مؤتمر طبي عن: “ كيفية تنشيط جهاز المناعة بالجسم للتخلص من اخطر الأمراض المستعصية والمزمنة” ويقول أن (79% ) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها ظهرت عليهم تغيرات وظيفية تدل على تخفيف درجـة التـوتـر العصبي التلقائـي وقـد أمكن تسجيـل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها..ويضيف د. أحمد القاضي: أنه من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص مستوى المناعة في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم أو ربما حدوث ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء ويتسبب ذلك في إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم . ولذلك فإن الأثر القرآني المهدئ للتوتر يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة لمقاومة الأمراض والشفاء منها ولكن ترى ما هي البحوث الإجرائية الدقيقة التي تم إجراؤها ؟ يؤكد د. أحمد القاضي أن ذلك تم على مرحلتين :-
الأولى : كانت من خلال استعمال أجهزة مراقبة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر لقياس أي تغير في النظام الفسيولوجي للجسم وقد استمع المتطوعون لآيات من القرآن الكريم باللغة العربية ثم تليت نفس معاني الآيات باللغة الإنجليزية على عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية وكذلك على عدد من غير المسلمين المتحدثين بالعربية أو غير المتحدثين بها وثبت أن تأثير القرآن الكريم المهدئ للتوتر يرجع إلى افتراضيين. الأول هو صوت تلاوة الآيات القرآنية باللغة العربية بصرف النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أم لا وبصرف النظر عن إيمانه بها أم لا .أما الافتراض الثاني فهو معنى الآيات التي تليت حتى ولو كانت مقتصرة على الترجمة الإنجليزية وليست الآيات القرآنية بالعربية ومن هنا كان من الضروري إجراء المرحلة الثانية والتي تناولت دراسات مقارنة عما إذا كان أثر القرآن المهدئ للتوتر وما يصحبه من تغيرات فسيولوجية ، عائداً فعلاً إلى الآيات القرآنية في حد ذاتها وهي التي تؤثر فسيولوجياً بصرف النظر عما إذا كانت مفهومة لدى السامع أو غير مفهومة . ويقول د. احمد القاضي انه لتنفيذ هذه المرحلة ولضمان الحصول على أدق النتائج استعملت أحدث المعدات الإلكترونية لرصد النتائج وتحليلها فتم استخدام جهاز ( ميداك 2002 ) لقياس ومعالجة التوتر المزود بالكمبيوتر وهو من ابتكار المركز الطبي لجامعة بوسطن الأمريكية وهو يقيس ردود الفعل الدالة على التوتر عن طريق الفحص النفسي المباشر وكذلك قياس التغيرات الفسيولوجية في أعضاء الجسم وتسجيلها بالإضافة إلى كمبيوتر من نوع خاص مزود بقرصين متحركين وشاشة عرض بالإضافة إلى أجهزة المراقبة الإلكترونية . وقد ثبت من خلال النتائج أن التيارات الكهربائية في العضلات تزداد مع التوتر الذي يسبب ازدياد في انقباض العضلات. كما أنه من المعروف أن التوتر يزيد من إفراز العرق وبالتالي زيادة التوصيل الكهربائي وهذه التجارب أجريت (210) مرات على متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم بين (17- 40) سنة ، وكانوا من غير المسلمين وتم ذلك خلال (42) جلسة علاجية تليت خلالها قراءات قرآنية باللغة العربية وقراءات عربية غير قرآنية روعي فيها أن تكون باللغة العربية المطابقة للقراءات القرآنية من حيث الصورة واللفظ والواقع على الأذن ولم يكن في استطاعة المتطوعين أن يميزوا بين القرآن وبين القراءات غير القرآنية وكان الهدف معرفة واثبات ما إذا كان اللفظ القرآني له تأثير فسيولوجي على من لا يفهم معناه أم لا كانت النتائج إيجابية ، فالأثر المهدئ للقرآن الكريم على المتوتر بنسبة (65%) وهذا الأثر المهدئ له تأثير علاجي حيث أنه يرفع كفاءة الجهاز المناعي ويزيد من تكوين الأجسام المضادة في الدم.
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله نسأل الله أن يقبل اقبالنا على القرآن اقبالا صحيحا .
تمتعوا بالصيف بأمان
قبل أن نتحدث عن ذلك دعنا نقف لحظة لنرى كيف يقوم جسم الإنسان بالمحافظة على حرارته ، فكما تعرف فإن الإنسان يعتبر من ذوي الدم الدافئ ، أي أن جسمه يحافظ على درجة جرارة معينة وهي 37 درجة مئوية . وجسمنا يقوم بهذا دون تدخل منا وذلك بعدة طرق نذكر منها عاملين مهمين هما:
1- يقوم الجسم بتغيير كمية الدم المتدفق الى الجلد ففي حالات أرتفاع الحرارة تزداد كمية الدم المتدفق الى الجلد لتساعد على فقدان الحرارة من الدم عبر الجلد. أما في حالات إنخفاض الحرارة فإن الأوعية الدموية في الجلد ستتقلص وتدفع الدم الى الأنسجة العميقة لتحافظ على الحرارة من الإنخفاض .
2- العرق : يفرز من غدد عرقية والهدف من إفرازه هو أنه يقوم بأخذ الحرارة من الجسم لكي يتبخر وبالتالي يؤدي الى إنخفاض الحرارة .
والآن لنرى ماذا يجري للشخص الذي يعمل أو يلعب في جو حار ورطب . تقوم الأوعية الدموية في الجلد بالتوسع ويزداد تدفق الدم الى الجلد مما يؤدي الى نسبة أقل من الدم الى الأنسجة العميقة والعضلات . كذلك يقوم الجسم بأفراز العرق لكن وبما أن الجو المحيط بالشخص مشبع بالماء بسبب إرتفاع الرطوبة لذا لا يتمكن العرق من التبخر ولا تنخفض حرارة الجسم لذا يتم إفراز كميات أكبر من العرق ودون جدوى مما يسبب فقدانه لكميات كبيرة من السوائل والأملاح
تتجسد أعراض أمراض الحر بثلاثة مراحل هي:
1- التقلصات الحرارية : وتحصل بسبب فقدان كميات بسيطة نسبياً من السوائل والأملاح ويشكو فيها المصاب من آلام وتقلصات في عضلاته الهيكلية.
2- الأعياء الحراري : ويحصل بسبب فقدان كميات أكبر من السوائل والأملاح ويشكو فيها المصاب من أعياء شديد وتقلصات عضلية ولكن حرارة جسمة تبقى طبيعية .
3- ضربة الشمس : أو الصدمة الحرارية : وهي حالات متقدمة بسبب فقدان كميات كبيرة جداً من السوائل والأملاح بالإضافة الى إرتفاع حرارة الجسم وهي أخطر الحالات قد تؤدي الى أزمة قلبية أو فشل كلوي أو الجلطة الدماغية وقد تؤدي الى الوفاة مالم يتم علاجها بصورة صحيحة وسريعة . إذاً ماذا يجب علينا أن نفعل لتجنب ضربة الشمس ؟
1- تجنب العمل أو اللعب أو المشي في الجو الحار لفترات طويلة .
2- في حالة الإضطرار، يجب تناول كميات كبيرة من الماء تتناسب مع كمية السوائل المفقودة من جسمنا .
3- في حالة ظهور أعراض التقلصات الحرارية أو الأعياء الحراري ، التوجه فوراً لقسم الطوارئ والحوادث أو طلب الإسعاف إذا كانت الحالة متقدمة.
الخمول والخفاء
الخمول والخفاء من الزهد وهو من الصفات الحسنة للمقربين المؤمنين ومن علامات أهل الجنة الله يحب صاحب هذة الصفة بل يثني عليه . روي عن رسول الله (ص)قولة (أن اليسير من الرياء شرك، وإن الله يحب الأتقياء الاخفياء الذين أن غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، ينجون من كل غبراء مظلمة) وروي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) قوله (كثرة المعارف محنة وكثرة خلطة الناس فتنة) و(تبذل ولاتشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر بعلم واسكت واصمت تسلم ، تسر الابرار وتغيض الفجار). وروي عن الأمام جعفر الصادق (ع) (إن قدرتم إلا تعرفوا فافعلوا، وما عليك أن لم يثني عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا ) نعم أي نعمة أكبر من أن يعرف الإنسان ربه ويقنع بقليل من الدنيا ولا يعرفه أحد
حيدر عبد الواحد
صلوا أرحامكم  تطول أعماركم
قال الله عزوجل ( وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) فذكر سبحانه وتعالى الأرحام بعد أسم الجلالة مباشرة لما لها من الخطورة الجسيمة وهذا تحذير من هذه الخطورة الفائقة .. أن الله تبارك وتعالى الحنان المنان وضع الدساتير وسنن الكمال التي تروم سعادة البشرية جمعاء وجعل الدين الإسلامي خاتم الأديان . دينا أجتماعيا ليس بدين أنزواء ورهبنة دين يريد من الناس أن يقترب بعضهم إلى  بعض بالمعونة والمساعدة والألفة والتحابب والتعاطف . ومن جملة الدساتير والسنن (صلة الرحم) فكل مجتمع مؤلف من عوائل والعائلة مؤلفة من أفراد تربطهم صلة الرحم والقرابة . فلوا كانت العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة متينة على أساس الحب والولاء , سعدت هذه العائلة وبسعادتها تسعد الأمة وبشقائها تشقى لو حث الدين الإسلامي على صلة الرحم وجعله من أفضل القربات. فأن الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نتقيه في قطيعة الأرحام فالتساؤل في قوله (عزوجل) (وأتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام ) سؤال بعض الناس بعضا بالله سبحانه يقول لصاحبه : أسألك بالله أن تفعل كذا وكذا فكما يجب أن تتقي الله تبارك وتعالى في أعمالك كذلك يجب أن تتقي الله في قطيعة الرحم . بأن لا تقطعها وأن تصلها بأنواع الصلات والقربى الحسنة . ومن مواعظ النور للرسول (ص) (صلوا أرحامكم ولو بالسلام عليهم) وقال (ص) من ضمن لي واحدة ضمنت له أربع , يصل رحمه, فيحبه الله ويوسع عليه في رزقه ويزيد في عمره , ويدخله الجنة التي وعده . وقال (ص) (صلة الأرحام, وحسن الجوار, زيادة في الأموال ) وغيرها من الأحاديث الشريفة التي ترقى بالنفس نحوا الكمال المنشود وتبعدها عن التسافل والفجور . وأما في هذا الزمن الغريب والبعيد كل البعد عن الدين . فهناك أناس ومع كل الأسف قست قلوبهم وأصبحت كالحجارة بل أشد قسوة الذين جعلوا بينهم وبين أرحامهم أشد الأعداء  . ومالنا إلا أن ندعوا إلى أمامنا وأملنا الحجة بن الحسن العسكري (عج) ليخلصنا من الظلم والظالمين.
هدى
الشكر لله
الحمد لله على نعمه علينا والحمد لله الذي هدانا .. أن نعمة الله لا تحصى وكثيرة فيجب شكرها وأن شكرنا يزداد . وأزدياد صبرنا فأن الله مع الصابرين فيجب أخي القارئ أن لا ننسى نعمه علينا فأن الله تعالى يقول (أن شكرتم لأزيدنكم) فأنه تعالى يريد من عبده أن يكون دائما شكور وهو الذي بعث لنا محمد وآل محمد وهذه نعمة كبيرة أننا أن تتبعنا وقرأنا حياة أهل البيت (ع) لوجدنا كيف صبروا وشكروا الله تعالى وفي زماننا هذا نرى قليل من يشكر الله وأن شكر شكر بلسانه فقط لا بقلبه وأن الله ينظر إلى قلوبنا أن كنا صادقين أم كاذبين ومن هذا الموضوع لا يسعني الاّ أن أتوجه إلى البارئ عزوجل لأشكره على هذه النعمة وهي صحيفة القائم المشرقة بمحمد وآل محمد وهي التي هدتنا ونيرت عقولنا وأعطتنا ما نريده ونفهمه لأننا كنا غافلين عن الحقيقة والحق والحمد لله والشكر لله على نعمه 
نرجس

حوارات
الرأي والرأي المعاكس
حوار بين باحثين أحدهما يعتقد بان سنن الأنبياء تجري على الإمام المهدي (ع) وليس على غيره 
والآخر يعتقد بأن بعض هذه السنن تجري على اليماني الموعود ولا يمكن أن تجري على الإمام المهدي (ع)
لا يختلف إثنان على إن الإمام المهدي (ع) هو وارث جميع الأنبياء والمرسلين وإن دعوته المباركة هي الخاتمة لجميع الدعوات ، وإن قضيته الكونية لا تخص أمة دون أخرى أو بلد دون آخر أو شعب من الشعوب أو ديانة معينة دون بقية الديانات وإنه (ع) سيقوم بتكوين دولة العدل الإلهي التي وعد الله بها أنبياءه ورسله وعباده الصالحين ، وسبب الترابط الحاصل بين هذه الدعوة وتلك الدعوات كان لا بد من مرور هذه الدعوة المباركة بمراحل الدعوات السابقة للأنبياء (ع) ، ولقد تعددت الأحاديث والروايات الصادرة عن أئمة الهدى (ع) التي تبين جريان هذه السنن ( سنن الأنبياء ) على هذه الدعوة المباركة ، ولكن الإختلاف الذي حصل إن الكثير من الباحثين توقفوا أمام بعض الروايات التي ذكرت انطباق هذه السنن ، واعتبروها مبهمة ولم يستطيعوا فك رموزها وأما الأغلبية الباقية من الناس فيعتبرون إن هذه السنن تجري كلها على الإمام المهدي (ع) ولا تجري على غيره ، لكننا نرى إن بعض هذه السنن من غير الممكن أن تجري على الإمام المهدي (ع) وهي تجري على صاحب دعوته ووزيره اليماني الموعود . وقد استضافت صحيفة القائم ( مكن) الباحث الشيخ علاء عبد الله الزهيري الذي يعتقد بأن سنن الأنبياء (ع) تجري كلها على الإمام المهدي (ع) ولا تجري على غيره ، وكان محاوره الإستاذ الباحث حيدر البغدادي.
الشيخ علاء عبد الله الزهيري : هناك الكثير من الروايات التي تثبت بأن سنن الأنبياء (ع) تجري على الإمام المهدي (ع) ولا يمكننا اطلاقاً أن نؤول هذه الروايات الكثيرة التي تؤكد هذا الأمر ونغيّر المألوف والمتعارف الذي دأبت عليه الشيعة ، وقد ورد عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : إن الله عز وجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء (ع) في غيباتهم وإنه لا بد يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله عز وجل { لتركبن طبقاً عن طبق} أي سنناً على سنن من كان قبلكم ) بحار الأنوار ج52 ص90 -وقد ورد عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال : سمعت الحسن بن علي العسكري (ع) يقول :( إن أبني القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء (ع) بالتعمير والغيبة حتى تقسوا قلوب لطول الأمد ولا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ) بحار الأنوار ج51 ص224.
الباحث حيدر البغدادي : في البدء يا سماحة الشيخ إننا لا ننفي جريان سنن الأنبياء على الإمام المهدي (ع) ولكننا نقول إن بعض هذه السنن التي تنقلها الروايات الأئمة  المعصومين (ع) لا يمكن أنطباقها على الإمام المهدي (ع) وان كلامنا هذا ليس من باب التأويل إطلاقاً بل هو استقراء دقيق وصحيح للروايات المعصومية التي تكون بينّة لجميع الناس شريطة الخروج منطوق ( المألوف والمتعارف ) ، وهناك العديد من الروايات المعصومية التي ذكرت سنن الأنبياء وجريانها في صاحب هذا الأمر ، علماً إننا أثبتنا في صحيفتنا إن صاحب هذا الأمر هو مفهوم لمصداقين فمرة ينطبق على الإمام المهدي (ع) وأخرى ينطبق على اليماني الموعود، فقد جاء في الروايات إن لصاحب هذا الأمر سنناً من الأنبياء وبالأخص من يوسف (ع) ، ومنها ما ورد عن ابي بصير قال :( سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول : في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء ، سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) فقلت : ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب . قلت : وما سنة عيسى ؟ فقال : يقال فيه ما قيل في عيسى . قلت : فما سنته من يوسف ؟قال السجن والغيبة . قلت وما سنة محمد (ص) ؟ قال : إذا قام سار بسيرة رسول الله (ص) إلا إنه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر هرجاً مرجاً حتى يرضى الله ، قلت : فكيف يرضى الله ؟ قال : يلقي في قلبه ألرحمة ) غيبة النعماني ص168 .ففي هذه الرواية يذكر الإمام الباقر (ع) بأن سنته من يوسف هي السجن والغيبة ، وهذا لا ينطبق أبداً على الإمام المهدي (ع) وإلا فكيف نستطيع أن نتصور إن الإمام المهدي (ع) يمكن أن يسجن ؟! ومَن هذا الذي يستطيع أن يسجن الإمام (ع) ؟! وإن كان كذلك فمتى يكون ذلك السجن ، هل وقع قبل الغيبة الصغرى أو أثنائها ؟ أو إنه وقع في الغيبة الكبرى ؟ أو إن ذلك يقع بعد أن يقوم الإمام المهدي (ع) ويقيم دولة الحق ؟!! والواقع إن التاريخ لم يذكر لنا إن الإمام المهدي (ع) قد سجن بعد ولادته ، أي قبل الغيبة الصغرى كما إنه لم يسجن في الغيبة الصغرى ولا يمكن ان نحتمل إنه (ع) يسجن بعد قيامه المبارك وتأسيسه لدولة الحق ، أما أحتمال تعرضه (ع) للسجن أثناء الغيبة الكبرى فهو أمر غير وارد أيضا.
الشيخ علاء عبد الله الزهيري : لا يمكن الجزم بعدم حصول السجن في الغيبة الكبرى ، وإنكان هذا السجن معنوياً ، وأنا أؤيد ما ذهب أليه شيخ الطائفة الطوسي ( أعلى الله مقامه ) حيث قال في كتابه ( الغيبة ) تعليقاً على هذه الرواية التي أوردتموها : ( هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا ، فإن قيل صاحبكم لم يسجن في الحبس ، قلنا لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لأنه بحيث لا يوصل إليه ولا يعرف شخصه على التعين فكأنه مسجون ) وهو الرأي الثابت والصحيح.
الباحث حيدر البغدادي : لو كان المراد من السجن هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي ، لما صح أن يقول الإمام الباقر (ع) في الرواية المذكورة ( السجن والغيبة ) لأن الأئمة المعصومين كما هو معروف هم من أفصح الناس وأبلغهم ، فكان الأصح أن يقول ( الغيبة ) فقط ولا يحتاج إلى ذكر السجن فلو ان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر الشيخ ، ثم إنه من الواضح إن السجن غير الغيبة كما يدل عليه ظاهر اللفظ ن فإن الواو تقتضي المغايرة والإثنينية ، أي إن السجن غير الغيبة وهما أمرين لا أمراً واحداً ، وبالتالي لا يمكن تأويل ظاهر النص الذي هو واضح ويلزم الحجة.
الشيخ علاء الزهيري :بغض النظر عن الخوض في هذه التفاصيل التي ذكرت والتي تخص سنة الإمام المهدي (ع) من يوسف ، فهناك رواية صحيحة السند تؤكد على إن سنة المهدي (ع) من يوسف (ع) تتحقق فيه تماماً ، أي بمعنى آخر لا بد من تحققها ، فقد ورد عن عبد الرحمن بن الحجاج عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال : قال الحسين بن علي (ع) :( في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة ) إكمال الدين.
الباحث حيدر البغدادي : إننا لا نقول إن جميع السنن التي تمر على نبي الله يوسف (ع) هي لا تنطبق على الإمام (ع) ، فلربما هناك سنن من هذا النبي تنطبق أو تجري على الإمام (ع) ، ولكن هناك سنناً أخرى من يوسف (ع) وهي لا تنطبق على الإمام المهدي (ع) بل تنطبق على صاحب دعوته وأمير جيشه السيد اليماني ، أي ان لنبي الله يوسف (ع) أكثر من سنة ، ومن الروايات الأخرى التي تذكر أيضاً سنة من يوسف وسنة من محمد (ص) وأما من موسى فخائف يترقب وأما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى وأما من يوسف السجن والتقية وأما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله ...) بحار الأنوار ج51 ص218 - إن هذه الرواية وأشباهها تذكر لنا إن لصاحب هذا الأمر شبهاً وسنة من يوسف (ع) فمرة يكون الشبه في ان صاحب هذا الأمر يسجن ويغيب ( وهو ما ذكرناه في الرواية الأولى ) ومرة أخرى ( في هذه الرواية ) يسجن ويمارس التقية ، وقد وقف الكثير من العلماء والباحثين متحيرين أما م هذه الروايات ولم يعلقوا عليها أو يحاولوا كشف النقاب عنها إلا القليل  منهم الذين حاولوا تأويلها ولكنهم في الحقيقة لم يفلحوا ، وإلا من غير الممكن أن نتصور بحال من الأحوال إن الإمام المهدي (ع) يسجن في فترة الغيبة أو يسجن ويمارس التقية ، وبذلك يكون من الصعب حمل هذه الروايات على الإمام المهدي (ع) ، فإن الإمام لا يظهر ويقوم حتى يتهيأ له جيش وأنصارٌ وقاعدة شعبية وجماهيرية مهيئة له قبل قيامه المظفر ، فقد جاء في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (ع) قوله : ( ما يخرج إلا في أولي قوة وما يكون أولوا القوة اقل من عشرة آلاف ) بحار الأنوار ج52 ص323  ، وعنه (ع) أيضاً قال :  ( لا يخرج من مكة حتى تكتمل الحلقة ، قال الراوي : وكم الحلقة ؟ فقال (ع) : عشرة آلاف ) كما إنه قد جاء في الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار(عليهم السلام) إن العلة من الغيبة كي لا تكون في عنق الإمام بيعة لأحد ، فلو إننا فرضنا جدلاً إن المهدي (ع) يخرج ويسجن أو يمارس التقية من السجن كان لا بد أن تكون في عنقه بيعة سواء كان لأحد الحكام أو الطغاة ، فعن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : ( يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لأحد ) بحار الأنوار ج51 ص39 ، وعن اسحاق بن يعقوب إنه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : ( وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } إنه ليس أحد من آبائي إلا ووقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ....) بحار الأنوار ج52 ص92 - وغيرها الكثير من الروايات ، ومن هذه الأخبار يتبين إنه لا يمكن سجن الإمام المهدي (ع) وليس بإمكان أحد أن يقوم بذلك ، فهو المعد لإقامة العدل وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً .
وإن قلتم يا سماحة الشيخ بأن السجن والتقية تمثلان  الغيبة قلنا لكم : لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وإن التقية هي الغيبة أيضاً فإن النتيجة تكون هكذا ( الغيبة والغيبة ) وهذا ما لا يصح نسبته إلى الإمام (ع) لأنه من اللغوا في الكلام ، إذا فلا بد من أن يكون المقصود من السجن غير الغيبة كما إن المقصود من التقية غير الغيبة ، والحق إن الكثير من السنن التي وردت إنما تجري على صاحب دعوة الإمام المهدي (ع) والممهد الرئيسي له وهو اليماني الموعود ، فالذي يجري على الوكيل يجري على الأصيل ، فإن قام أحدهم مثلاُ يا سماحة الشيخ بالإساءة لوكيل أحد العلماء مثلاً أو لمبعوث لأحد الرؤساء كانت تلك الإساءة حتماً لذلك العالم أو لذلك الرئيس وكذلك بالنسبة للإساءة لوزير الإمام  والممهد الرئيسي له فهي طبعاً إساءة للإمام (ع) نفسه فسجن وزيره والممهد له هو سجن للإمام كما هو واضح ، وتكذيب قول وزير الإمام ورد دعوته هو تكذيب للإمام ورد أمره ودعوته ، ويمكن يا سماحة الشيخ العودة إلى قصة يوسف والتأمل فيها فإنك ستجد صحة ما ذهبنا إليه حيث إن يوسف (ع) قد غاب عن أهله بعد أن القي في الجب وعاش في مصر وعاش في بيت العزيز حتى كبر وصار شاباً ثم سجن بعد ذلك ، فإنه لم يغب فقط لكي يعبر عن غيبته بالسجن بل إنه مر بالأمرين معاً فقد غاب ثم سجن بعد ذلك ،وأما بالنسبة للتقية التي مارسها يوسف (ع) فقد كانت في السجن حيث إنه سجن من قبل الملك بسبب ما شوهد عليه من إنه على غير دين الملك ، وذلك بعد ما رفض الإستجابة لرغبة زليخا التي راحت تكيد له المكائد حتى أخبرت الملك عن صلاته وعبادته التي تختلف عن عموم المملكة ،ولما تأكد ذلك للملك أودعه السجن ، فما كان من يوسف (ع) إلا أن يمارس التقية في السجن أمام الحراس الذين يراقبون حركاته وسكناته ، فكان يظهر لهم إنه على دينهم ، وإنه ترك معتقده السابق الذي أوصله إلى السجن ،وهذا بعينه سيجري على وزير الإمام المهدي فانه سوف يسجن وعندما يسجن يستخدم التقية لأجل الخروج من السجن ، وبهذا يتبين يا سماحة الشيخ بان السجن غير الغيبة والتقية غير الغيبة  ، وإنها لا تجري على الإمام المهدي (ع) بل تقع على وزيره والممهد له . أرجو أن لا أكون قد ( احتكرت معظم الوقت ) من خلال اسهابي في الشرح والتفصيل ، وما هو إلا لبيان الحقائق وتوضيح اللبس الحاصل يا سماحة الشيخ.
 الشيخ علاء : على العكس من ذلك فإننا قد قضينا وقتاً مفيداً ونافعاً بحواركم.
الباحث حيدر : إني أشكر إتساع صدرك وحسن استماعك.
تحقيقات
افتروا علينا بالسلوكية والوهابية وغدا سيتهموننا بالإرهاب ؟
ومن هنا تبرز اصالة الدليل العقلي الذي يشترط الحيادية بأتجاه فهم العقيدة ومدلولاتها وبذلك تكون الفعالية الفكرية مفتوحة لكل من ثبتت سلامته العقلية وقدرته على مطابقة النتاج الفكري والعقلي على الحقيقة العقائدية فبرز تسهيل الدليل النقلي ليكون ساندا للدليل العقلي ومؤديا الى نتائج وتوفيقات مضمونة. من هنا فأننا ندعوا الى من يرمي باحثينا بالضلالة والشذوذ العقائدي والوانا من الافتراءات القاسية التي لاتمت الى سماحة التعاليم الاسلامية وروحية الاسلام التي تسمو على هذه السلوكيات ندعوا هؤلاء ان يراعوا الذوق الاسلامي الرفيع والاخلاقيات اهل البيت (ع) السامية وبسط الحوار العلمي الجاد وفق الشروط الذوقية السائدة في كل الاوساط المجتمعية كي لايتهمنا الرأي الاخر  بهشاشة ذوقنا الاسلامي وأخلاقياتنا التي رباها وصانها الاسلام الحنيف وصقلتها مكارم اخلاق البيت النبوي الكريم والا فأن المناوشات الكلامية والرجم والمهاترات ستعكس اخلاقية اصحابها وعجزهم عن مجارات حقائق تلك الاطروحات التي اعتمدت الذوق العلمي ومناهج واليات البحث المعتمدة لدى الاوساط البحثية والعلمية وتبنت اليات الدليل النقلي والعناصر المشروعة للدليل العقلي ولم تشذ عن ادبيات اهل البيت (ع ) بل اعتمدت ارثهم وكان نتاجهم الضخم اساسا في بسط المادة الموضوعية وفق المجازات الشرعية والاخلاقية في بناء الاطروحة العلمية . فأذا كان شعور البعض بالمسؤولية الشرعية والعقائدية سببا في  التشكيك بهذه الاطروحات واتهامها بالفلسفة الشخصية فأن ذلك ليس بالسبب الوجيه الذي يكتفي برميها  بما يشبه الهرطقة والسفسطة والتجديف كما كانت الكنيسة تفعل في القرون الوسطى وانما بدل هذه الافتراءات عليه ان يبسط الحوار الذي يتحلى بالذوق المحمدي الرفيع هذا ان اعتمد الحوار العلمي والاسس المنطقية في بسط آليات النقاش البناء الذي سيؤدي بالضرورة الى تمحيص الاطروحة العقائدية وتثبيت مصاديقها من جهة وسيؤدي لاحقا الى تنشيط الفعالية الفكرية والعقلية لدى طلاب الحقيقة والساعين الى تبني العقيدة الحقة بالشروط اليقينية  السليمة وفق التسهيلات السماوية المعروفة لا الغوغاء الفكرية وعقدية تجاوز الحوارية البناءة التي تدعوا الى تمحيص عقائدنا وتثبيت العقيدة الاصيلة المنشأ وتمحيصها من كل الاضافات وعوامل التعرية التقليدية الجامدة والموضوعة . فأذا قلنا أن لاسلطوية للرموز التي أحاطت نفسها بمقادير هائلة من الشهرة على فهم وتبني المادة العقائدية أو عدم الامتثالية العمياء لكل الاطروحات ليست تلك جريرة نرمى ونعاقب بها لأننا لم نشذ عن الحرية التي منحت الينا من فوق سبع سموات بتمحيص عقائدنا ومن ثم تبنيها وفق الشروط العلمية والذوقية والاخلاقية  ولعل استقلالية العقل في ذلك هبة مجانية الهية لاينبغي ان يكفر بها البعض او ينكرها والا لم يكن هناك ضرورة لتأييدنا بهذا العقل ولأقتصر على اناس محددين ليمتثل لهم الجنس البشري كله نقصد غير الانبياء و أهل البيت (ع) والا فأننا بالعقل عرفنا الله وعرفنا حق اهل بيته وبه سنثاب ونعاقب ،  وعليه نحن نرى ان على الرموز ان تقرر ماتقرر من اطروحاتها  ومناهجها اما نحن فلنا الحرية ان نقرر تبني هذه من بين تلك وفق مساحة الحرية الممنوحة لهذا العقل والذي سيكون وحده مسؤولا عن قراراته فكان للأخرين الحق أذا بتمحيص كل تلك الاطروحات بأستخدام نفس التسهيلات التي يستعين بها الرموز كالدليل العقلي والنقلي وباقي عناصر وادوات البحث العلمي ولعل التحكيم في هذه القضية لايتم الا من خلال الطرق المشهورة والقنوات المعروفة بتوسيط المناظرة العلمية والحوار لا الرمي بالشبهات والافتراءات وربما التهديدات التي حصلت فعلا من بعض الافراد تجاه جريدتنا ربما نمت عن سلطوية وتعسف اصحابها واستخدامهم لأسلحة الامتيازات والعناوين والا فأننا غير مستعدين أن نضع أنفسنا في أشكالية مع السماء لاسامح الله ونزج في قعر جهنم نتيجة هذه الامتثالية القاصرة التي لاينفع معها ندم يومئذ  (( ربنا أطعنا ساداتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل )).
اذا يبقى من التعقل ان لايتبنى الجانب الاخر خيار الاتهام والافتراء بالتحريض العقائدي وتهمة اشاعة البلبلة العقائدية فهو خيار وهن  يتخذه الخاسرين عندما تضيق بهم السبل والاسباب والا فأن المناضره العلمية هي السبيل الذوقي في بسط الحقائق للخواص والعوام وهي السبيل السلمي الذي يدعوا اليه ديننا السمح دين العقل  والتوفيقات الالهية الذي لايدعوا الى معالجة الامور من خلال الحثوث العاطفية والخيارات العدوانية الانفعالية التي قد تصل الى التصعيد التصفوي وربما كان على الكثير ان يدرك ان الفعالية البحثية العقائدية ليست حكرا على هوية معينة والا فأن ذلك يعد كفرا بالمساحة الحرة التي وهبها الله لكل العقول بالتساوي . لقد تعرضت صحيفتنا التي أسسها نخبة من المبدعين الفقراء والسائرين ضمن توجهات عبادية وفق منهج اهل البيت (ع) الذي حث دائما على الجوانب الفكرية الابداعية وبتوسيط دور العقل واشراقته التي تعتمد كليا على الخطوط العريضة التي ارساها الاسلام بروحيته السامية وتوظيف الطاقات الفكرية والعقلية السليمة لصيانة هذا الانسان من الانحطاط والوقوع في دائرة الشيطان ومن ثم دفعه وتأييده بكل التسهيلات التي تحافظ على مصاديق عقيدته وتمحيصها من كل المدخلات والمضافات الدخيلة الزائدة عنها من فلسفات موضوعة لاتمت بصلة الى اصالة التعاليم السماوية ومطاليبها .
ومن هذا المنطلق فأن صحيفة (القائم) كانت من السباقين المبادرين في رد كل الدعاوى التي دعت الى انتحال الهوية المهدوية الشريفة وحاربت تخليق رموزها غير الاصلاء بعد ان وضعت في خطتها ومنهجها الاشادة بدور  علمائنا العاملين الاجلاء وتبيان دورهم في مواجهة كل اشكال الفلسفات الشخصية والعبث في مقدرات ومصاديق عقيدتنا السامية كذلك نشرت جريدتنا في مجمل اعدادها ردودا على افكار وفلسفات هؤلاء الشواذ وعمدنا على تحليل مدعياتهم وتفنيدها وفق الضوابط العلمية ومن ثم فضحها للناس اجمعين ونذكر بردنا على فاضل المرسومي والحسن البصري في بحوث وردود مطولة عليهم ورددنا على الكثير غيرهم ومن على شاكلتهم وعلى الوهابية بالخصوص وحرصت الجريدة دائما على فضح كل من تسول له نفسه المريضة بالتعرض الى قضايانا العقائدية المصيرية دون سلطان الادلة والبراهين العقلية والعلمية التي حددتها السماء عن طريق اهل البيت (ع) وبالضوابط التي يتفق على ادواتها اساطين العلم والمختصين ولم تنشر الجريدة الا البحوث الاصيلة التي اعتمدت مناهج البحث العلمي وسياقاته المنهجية المعتمدة في صياغة المادة الموضوعية لدى الاوساط البحثية والعلمية . اما بخصوص الاطروحات التي اختصت بالظهور المقدس والقضية السماوية الكبرى فأننا لانرى موجبا لأتهام مثل هذه البحوث الاصيلة المدعومة والمسندة بأرث هائل من احاديث اهل البيت (ع) والمستلهمة من ارثنا الشيعي الضخم وندعوا من منبرنا هذا كل من يخالفنا الرأي بهذا الصدد الى حوار متعقل عن طريق القنوات التي يرتأيها لتثبيت الوسائل والكتب والمناهل التي أستقيت منها هذه الاحاديث المتفق على صحتها بشهادة علمائنا المجاهدين والمحققين من الاوائل والمتأخرين والا فليس لنا عقدة معاداة العلماء لاسامح الله حين ننشر بحوث تتعلق بأشكالية العلماء مع الامام المهدي (ع) عند ظهوره لأن السقف الزمني المقصود لهذه الواقعه لم يأن أوانه بعد وهي أن عنت فأنها حددت العلماء الذين سيشتكلون مع قيام الامام (ع) بدوره في عملية التغيير ولم نقصد بالتأكيد علمائنا الافذاذ في هذه المرحلة والعياذ بالله فقد حددت الاحاديث التي ضجت بها كتب الحديث ادبا ضخما يتحدث عن هذه الاشكالية التأريخية غير انها وضعت سقفا زمنيا مستقبليا رهينا بظهور الامام المهدي (ع ) ولانعلم  سبب حساسية البعض من هذا الموضوع غير المبتدع والمصدقة بياناته تلك في ادبيات الظهور المقدس . ومن هنا نذكر كل من تعرض الينا بهذه الافتراءات غير المسؤولة كأدراجنا تحت عناوين السلوكية والوهابية بأنه لايمكن تكفير فرقة من الفرق الاسلامية تقر بالشهادتين وتلتزم بضرورات الدين والمذهب ولانعتقد بأننا شذذنا عن اسلامنا او عن موالاتنا لولاية اهل بيت الرحمة (ع) ولم نخرج عن طاعة علمائنا المجاهدين في الفروض والشريعة والذين خصتهم الجريدة ببحوث  رصينة تعاطت منجزاتهم وجهودهم التاريخية  المتتالية في الحفاظ على بيضة الاسلام والمعتقد ولنا في قول رسول الله (ص ) عبرة بقوله عن ابي ذر (انه سمع رسول الله يقول) (( لايرمي رجل رجلا بالفسق او بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك )). فأذا برزت بعض الخلافات الفكرية التي أستندت على المناهج الصحيحة للبحث العلمي السليم بأدواته في بعض الاطروحات الاصيلة فهل سيكون ذلك موجبا لتكفير اصحابها وارتدادهم عن الدين سيما انهم من الموالين والمتمسكين بالشعائر والفرائض ومصاديق الفروع والاصول  وقولهم لااله الا الله عن رسول الله (ص) قال (( كفوا عن أهل لاأله الا الله لاتكفروهم بذنب فمن اكفر اهل لاأله الا الله فهو  الى الكفر اقرب)). ونرى انه من التعقل اطفاء نار الفتنة الوهمية هذه والتشبه بما يأتي به الوهابية من تكفير الناس وتفريقهم شيعا وتزكيتهم للأخرين بما هوى انفسهم دون معايير متزنة متعقلة مستندة الى منشأ اصيل عن السماء كالكتاب والسنة والاحاديث المروية عن اهل بيت النبوة (ع) ولذلك يحذركم الله من الفتنة التي قال تعالى عنها بأنها اشد من القتل ومن الفرقة التي قال تعالى فيها (( ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا                           يعملون )) الانعام 159. والا فأن مغبة رمي الموالين لأهل البيت (ع) بالاتهامات والافتراءات واخراجهم من الملة هي فتنة ستثلج صدور من يتربص بالمسلمين وبالموالين على وجه التحديد ليتهم الرسالة السمحاء بهذه الافرازات الشاذه سيما أن هذا الضرب هو من عمل الوهابية انفسهم كما اسلفنا فكيف نرمي  بعضنا بالوهابية وهل نحذوا حذوهم ونبنى نهجهم التخريبي في تكفير المسلمين والموالين واخراجهم من الملة متى شئنا ومن أين لنا بهذا الامتياز الذي انما ينم عن الجهل بالمصاديق العقائدية والتشريعية التي وضعت شروطا دقيقة وأعذارا هائلة قبل أن تنفذ قرار الاخراج من الملة والتكفير قال تعالى (( اقيموا الدين ولاتتفرقوا )) الشورى 13.
ولعل الحلول السمحاء التي دعى اليها الاسلام قد اتفقت دائما مع وحدة الصف والتمسك بحبل الله المتين والابتعاد عن الظنية والتهمة والتكفير والتفسيق جزافا دون بينة وعلى اسس ظنية قياسية لم ينزل الله بها من سلطان قال (ص) (( اياكم والظن فأن الظن أكذب الحديث )) ونقول ليرجع هؤلاء الى حلبة الصراع الحقيقية مع اعدائنا التاريخيين من الوهابية والنواصب  لامعاداة اخوتهم من المستضعفين والموالين ومن يقولون بكلمة لاأله الا الله محمد رسول لله علي ولي الله حقا وصدقا وبهذا نحن مؤمنون الى انقضاء الدهر .
ونشيد بعلمائنا الاجلاء واصحاب الاقلام الشرفاء النزهاء ان يخلصوا ذمتهم لله في وقف مثل هذه الفتن المقصودة والتي يراد بها قمع العقول في زنزانات الامتثالية والجمود الفكري والجهل المدقع من جهة والفتك في وحدة الصف واشاعة الفوضى بين الملة واحداث الاضطرابات المذهبية والعقائدية الوهمية ونشر العصبيات البغيضة الممزقة لجسم الامة  ونأمل من هؤلاء القادة ان يحبطوا كل مايورث الفتنة والفرقة ويكرس الظنون ويصادروا من هؤلاء الجهلة امتيازاتهم بمقاضاة الناس بغير سلطان أو تفويض مشروع والا فأنها اوراق جديدة تمهد للفتنة والتحريض وقد اعذر من أنذر والله غالب على امره وهو خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
الجعل الخلائفي والسجود الملائكي وسنة القائم
1- الجعل الخلائفي :
قال رسول الله(ص) يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض... ثم إن الله تعالى خلق آدم و أودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز و جل عبودية ولآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه...). إكمال‏الدين ج : 1 ص : 255
يدل هذا الحديث على أن نبوات الأنبياء عليهم السلام، تستمد فيضها من نبوة رسول الله (ص) وخلافته؛ وهم مظاهر ذاته الشريفة؛ وخلافتهم مظاهر خلافته المحيطة. وهو خليفة الله الأعظم وآدم وسائر الأنبياء تحت لوائه ودعوتهم في الحقيقة دعوة إليه وإلى نبوته (ص)،. فمن أول ظهور الملك إلى انقضائه تحت سطوع نور الله، دورة خلافته الظاهرة في الملك . فالخليفة الإلهي ألأول والأخر هو رسول الله(ص) وهو قطب الوجود وموضع تجليات المعبود .
قَاْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُون )). إن أمر الجعل الخلائفي لآدم من قبل الله تعالى له حكمة إلهية بالغة وقد غابت هذه الحكمة عن عقول الملائكة في هذا الجعل , إن دل هذا فيدل على محدودية علم الملائكة بالأشياء وحدوثها , وإن لله تعالى أسرارا في خلقه للوجود وقد غيب هذه الأسرار عن الملائكة قال رسول الله (ص)(( يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلا الله..)). إكمال‏الدين ج : 1 .
ولم تكن فكرة الإعتراض على الجعل الخلائفي من قبل الملائكة إلا لسبب وقد بين لنا الإمام أبي جعفر (ع) هذا السبب فقَالَ (( كَانَ فِي قَوْلِهِمْ هَذَا مِنَّةٌ عَلَى اللَّهِ لِعِبَادَتِهِمْ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ لِمَا عَرَفُوا مِنْ حَالِ مَنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ قَبْلَ آدَمَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ وَخَلَقَ آدَمَ وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قَالَ لَهُمُ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا فَقَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَهُمْ سُجُودٌ مَا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا وَنَحْنُ جِيرَانُهُ وَأَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَيْهِ فَلَمَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ يَعْنِي مَا أَبْدَوْهُ بِقَوْلِهِمْ أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ وَمَا كَتَمُوهُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا مَا ظَنَنَّا أَنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا فَعَلِمُوا أَنَّهُمْ قَدْ وَقَعُوا فِي الْخَطِيئَةِ فَلَاذُوا بِالْعَرْشِ وَطَافُوا حَوْلَهُ يَسْتَرْضُونَ رَبَّهُمْ وَرَضِيَ عَنْهُمْ ....)) مستدرك‏الوسائل ج : 9 ص : 325
وهنا أصبحت مسألة إعتراض الملائكة بعد هذا الحديث الشريف واضحا لا يحتاج معه إلى بيان .إن قول رسول الله (ص) إن الله تعالى خلق آدم و أودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز و جل عبودية ولآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه.دلل لنا على أن حقيقة السجود لآدم لما أودع الله تعالى في صلبه وهم محمد وآل محمد وبقية الله في أرضة هو آخر خليفة إلهي وقد نص رسول الله على خلافته بقوله (ص) : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. إعلام‏الورى ص : 384. وقال رسول الله (ص) : يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا .بحارالأنوار ج : 51 ص : 93. وقال رسول الله (ص) : يقتل عند كنزكم ثلاثة ....... ثم يجي‏ء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي.   بحارالأنوار ج : 51 ص : 98
فالخليفة الذي من أجله كرم آدم هو محمد وآل محمد وآخرهم  المهدي وهو بقية آل محمد الذين هم أصل الخلافة الإلهية فهو أولى الناس بآدم وجميع الأنبياء , قال أبو جعفر(ع) : (( والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه ثم يقول يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم.....)). بحارالأنوار ج : 52 ص : 341
فإذا أردنا أن نعتبر الخلافة الأرضية للمهدي سنة من آدم فحقيقة الخلافة وجوهرها هي للمهدي قبل أن يخلق آدم حيث كان نورا يطوف ويسبح حول العرش قبل أن يخلق الله تعالى آدم(ع).
وحقيقة خلافته (ع) هو أن الله تعالى يجري فيه سنن الأنبياء ويعطيه من العلم ما لم يعطي أحد غيره من الأنبياء والأولياء لضرورة تقتضيها المصلحة الإلهية , لتحقيق إطروحة العدالة الإلهية .ولكن من الذي يعارض هذه الخلافة ولا يقر بها , هنا من الممكن أن نناقش مسألة الإقرار بالخلافة على ضوء ما تقدم وبعد مناقشة البعد الآخر.
2- السجود لآدم(ع) :
قال تعالى في سورة ص (( إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ)).  السجود في اللغة هو الطاعة والخضوع أما في الإصطلاح فهو هو الانحناء ووضع أعضاء السجود على الأرض، بحيث يساوي موضع جبهته موقفه , وللسجود جوهر و مظهر , أما جوهره فهو التذلل والخضوع لله تعالى وترك الكبر والعجب , وأما مظهره فهو وضع أعضاء السجود على الأرض , فحقيقة السجود لآدم(ع) لها سر وباطن ولم يتعلق هذا السر بنفس آدم(ع) وإنما يتجلى حقيقة هذا السر في ما أودع الله تعالى في صلب آدم قال رسول الله (ص) يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض... ثم إن الله تعالى خلق آدم(ع) و أودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز و جل عبودية ولآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه...). إكمال‏الدين ج : 1 ص : 255. وفي قوله تعالى لإبليس (لع) تظهر حقيقة هذا السر المودع وحسد إبليس لهم عليهم السلام ((قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ )) , فحالة الكبر التي ظهرت في إبليس نتيجة طول عبادته واضحة عليه في تفضيل نفسه على جميع الخلق , أما في قوله تعالى (( أم كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ )) , فروي بأن إبليس نظر إلى ساق العرش فوجد مكتوبا عليها أسماء أهل البيت وكان المقصود من الخطاب الإلهي لإبليس (لع)  إمتناعك من السجود لآدم كان بسبب ظنك بإنك من ضمن هؤلاء فإمتنعت لأجل ذلك وكانت نظرة إبليس حسدا منه لأصحاب الكساء على منزلتهم , عن أمير المؤمنين (ع) (.... ثم قال للملائكة اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد فقال الله عز وجل ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).
وقال الصادق (ع) أول من قاس إبليس و استكبر و الاستكبار هو أول معصية عصي الله بها قال فقال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم و أنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و لا نبي مرسل قال الله تبارك و تعالى لا حاجة لي إلى عبادتك إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى أن يسجد فقال الله تبارك و تعالى فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ....).بحارالأنوار ج : 60 ص : 275. قال سيد العابدين علي بن الحسين (ع) يقول (( في القائم منا سنن من سنن الأنبياء (ع) سنة من آدم وسنة من نوح ....... فأما من آدم ومن نوح فطول العمر....)). بحار الأنوار ج : 51 ص : 218. بالإضافة إلى ما ذكر في الحديث الشريف من أن سنة القائم من آدم ونوح عليهما السلام هو طول العمر , فنحن نعلم بأن أول خليفة جعلي لله تعالى على الأرض هو نبي الله آدم (ع) وآخر خليفة إلهي هو القائم (ع) وكل خليفة إلهي له خط عام في قضيته لا يختلف كثيرا عن الخط العام لكل رسول أو نبي فنرى أن ما حصل مع آدم يحصل مع القائم وما حصل مع موسى يحصل مع القائم وكذلك جميع الأنبياء والرسل ففيه تتجسد المسرحية الإلهية وخاتمتها للوجود والوراثة الأرضية وهو الشاهد عليهم وكما جاء عن الإمام الصادق(ع) ((إن للقائم منا غيبة يطول أمدها )) فقلت : ولم ذاك يابن رسول الله ؟قال : (( لأن الله أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام وإنه لا بد له يا سدير من إستيفاء مدد غيباتهم , قال تعالى (( لتركبن طبقا عن طبق )) أي سنن من قبلكم .كمال الدين ص480 باب 44 ح6 ومن ضمن هذه السنن التي جرت مع نبي الله آدم (ع) وستجري مع القائم(ع) نرى من وجة نظرنا ما حدث من الجعل الخلائفي والإعتراض عليه من الملائكة لغيبة المقصودية والحكمية الإلهية عن علمهم ومن السجود والإمتناع الإبليسي له , نرى أنه يحصل بصيغة مشابهة له أو قريبة منه , فكما فسرنا على أن السجود بأمر الله تعالى لآدم هو سجود لله تعالى وهو خضوع وطاعة وتذلل فكذلك الأمر مع القائم حيث نرى أن القسم الأكبر من الناس ورموزها ستمتنع عن الخضوع والطاعة للإمام المعصوم الممثل الإلهي في الأرض وهذا الإمتناع له حقيقتين تتشابه فيهما الوحدة الموضوعية مع ما جرى لآدم (ع) فالإمتناع الذي حصل من قبل الملائكة التي قصر علمها عن درك حقيقة الإرادة الإلهية والسر المودع في آدم قد منعها إبتداءا من تنفيذ الأمر الإلهي , ووجه الشبه في قضية القائم هو إمتناع الرموز الأرضية والتي لم تصل إلى حقيقة السر الإلهي لعدم التكامل الروحي والنفسي والفكري والمقلدون الذين يتبعون رموزهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله (( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)) يكون مانعا من الإعتراف بالشخص المهدوي والجعل الإلهي لشخص القائم(ع) والوقوف ضد حركته المباركة حتى ينص الحديث الشريف (..... إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ولولا السيف في يده لأفتى الفقهاء بقتله ...) بيان الأئمة ج3 حتى أنهم يصل بهؤلاء الحال بالقول على الإمام المنقذ ونعته بالطاغية من قبلهم , قال أبو جعفر(ع)((.. ثم يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلك، قالت قريش اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فوالله أن لو كان محمديا ما فعل،  و لو كان علويا ما فعل، و لو كان فاطميا ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم، فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية)). بحارالأنوار ج : 52 ص : 341. وغرضنا من المقارنة هو أن للإنسان شطرين من الوجود الذاتي ألا وهما الروح والنفس , فالروح التي تتبع عالم الفطرة والتي هي النفخة الإلهية , فتمثل هنا بما قامت به الملائكة والنفس الإنسانية الغير متكاملة والتي جبلت بالقهر كانت محطة لتنفيذ مخططات إبليس في رفض الولاية المهدوية تمثل الشطر الآخر فالصراع قائم على هذا الأساس , ولكن غيبية حقيقة السر عن الرمز والمقلد له وعدم إدراكهم للحقيقة المهدوية , وعدم الإقرار اليقيني بالحكمية الإلهية التي جعلت السر المهدوي مطويا عن عباده هو وجهة قصدنا من الشبه ليس إلا.
عن الإمام الصادق(ع)  يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت ولم جعلت فداك قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر(ع) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى(ع) إلى وقت إفتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى وسر من سر الله وغيب من غيب الله و متى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة و إن كان وجهها غير منكشف )).منتخب‏الأنوار المضيئة ص : 82
كما أن النفس الإنسانية لها من القوة إذا تجبرت وتكبرت لا تحتاج مع فرعنتها أز أبليس ويكون في راحة منها بمجرد الإيماءة لها تنفذ ما يريد منها من أجل إفشال المخطط الإلهي فعندما يظهر لهم بخلاف ما يتوقعون ويعتقدون يرفضون السجود (( الطاعة والخضوع )) له (ع) لظنهم بأنهم أهل الفضل والعلم لا بل يعتقد بعض منهم بوجوب أن يكون منهم القائم(ع) وإليهم , عن أبي عبد الله(ع) قال إذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان. بحار الأنوار ج : 52 ص : 333
 وكما قال السيد المسيح(ع) في إنجيل لوقا (الإصحاح 17 ص82) ((ثم قال لتلاميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا إبن الإنسان ولن تروا ولو يوما واحدا من أيام إبن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم هاهو هناك أو هاهو هنا , فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما أن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من أن يعاني آلاما كثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان إبن الإنسان)) ولو أدرك هؤلاء قسما من الحقيقة الغيبية والسر الإلهي المكنون لما إعترضوا على إختيار الله في الجعل الخلائفي, قال تعالى (( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم إستكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)) ((ولقد آتينا موسى الكتاب فإختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنَهم لفي شك منه مريب )) , عن الباقر (ع) في الآية قال : إختلفوا كما إختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم .الكافي :8 /287,ح432 بقي أن نعرف أن للقائم(ع) أكثر من سنة من كل نبي وما يؤيد قولنا حديث أبي جعفر(ع) قال : (( يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه عليه ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم(ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم , ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود u فيقدمهم فيضرب أعناقهم , ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم(ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم , ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد(ص) فلا ينكرها أحد عليه)). البحار ج52 ص389. وهذه السنة من الأسرار المهدوية التي لا يطلع على كنهها أحد لأنها تمثل الخط الخاص للشخصية المهدوية , والتي لا يمكن لأحد أن يلم بها وإلا لو كان للناس والعارفين أن يصلوا إلى حقيقتها لسقط عن أصحابه الإمتحان الإلهي في تمييزهم وغربلتهم وهم أقرب الناس إليه حيث أن الحديث ينص على أن يقضي بقضاء آدم فينكره بعض أصحابه عليه ممن ضرب قدامه بالسيف فيقدمهم فيضرب أعناقهم وهذا دليل على شدة القضاء الذي يقضي به.
الاخيرة
السيد القحطاني يناقش ارآء الشيخ الكوراني
كثيراً ما نطالع ما يكتبه العلماء والباحثون حول الامام المهدي (مكن الله له في الارض) الا اننا وللأسف الشديد نجد الكثير منهم قد كتب عن الامام عليه السلام وبدلاً من أن يظهر أمر الامام ويُعّرف قضيته للناس ويوضح ما إلتبس عليهم في أمر إمامهم وقائدهم نجدهم قد أبعدوا الناس أكثر مما يقربونهم وجعلوا الامر عليهم ملتبساً خافياً متناقضاً حيث نراهم ينقلون بعض الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة التي ظاهرها التناقض لأول وهلة وغالباً ما يجمعون تلك الاحاديث والروايات في باب واحد بل ربما في صفحة واحدة مما يجعل القاريء في حيرة من أمره وتشتت في فكره فتختلط عليه الاوراق وتختطفه الظنون والاوهام. ومن هؤلاء العلماء الذين كتبوا في قضية الإمام المهدي (ع) هو الشيخ علي الكوراني .
الشيخ الكوراني ومسألة وحشة الامام المهدي(ع)
لقد قام الشيخ الكوراني بنقل بعض الروايات الشريفة التي ظاهرها التناقض في بعض كتبه وأبحاثه فجعل قراء كتبه في حيرة من أمرهم بأي كلام يتمسكون أو يأخذون ولم يحاول الكشف عن سر تلك الروايات ولعله يجهل حلها وعلمها ومن هذه الروايات ما أوردها في كتابه في عصر الظهور فقد ورد في صفحة (191) ما هذا نصه : ( ومن أجل ان نتصور عمله في فترة الظهور الصغرى هذه ، نتعرض باختصار لعمله في غيبته ، فقد ذكرت بعض الروايات انه روحي فداه يسكن المدينة المنورة ، ويلتقي بثلاثين فعن الامام الصادق (ع) قال : ( لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة )بحار الانوار ج52.
وبعد أن أتم هذه الرواية أكمل قائلاً : ( وتدل روايات أخرى على أنه يعيش مع الخضر عليهما السلام فعن الامام الرضا عليه السلام قال : ( ان الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وأنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه وانه ليحضر حين يُذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ،وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف في عرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام ويصل به وحدته ) البحار ج52  . ثم قال : (ويبدو من هذه الرواية المتقدمة وغيرها ان هؤلاء الثلاثين من أصحاب المهدي عليه السلام أبدال يتجددون دائماً ، فكلما توفي منهم واحد حل محله آخر).
والحقيقة ان الشيخ الكوراني بعمله هذا ترك الناس في حيرة من أمرهم بل انه قد وضعهم في دائرة لا يعرفون ولا يهتدون الى الخروج منها فأن الناس صاروا بين أمرين هل ان الامام المهدي عليه السلام معه ثلاثين شخصاً يستأنس بهم في وحشته اثناء غيبته أم انه عليه السلام لا يستأنس الا بالخضر عليه السلام في غيبته ، فلا أدري ألم يرَّ الشيخ الكوراني ما يكتب أم انه لا يتفكر في ما يكتبه ام انه يعتقد ان الناس ساذجين يفوتهم مثل هذا التناقض الواضح ام انه لا يعرف معنى ما يكتبه وكان الأولى له ففي مثل هذا ان لا يكتب شيئاً لا يعرفه لأنه لابد ان يُسئل يوماً عنه ثم ما ذنب الناس البسطاء الذين يثقون بما يكتبه وما يؤلفه من أبحاث ويصدره من كتب فهل يعقل ان أحداً يقول اننا نعمل بهاتين الروايتين وهذا يعني لو حملناهما على الامام المهدي عليه السلام كان هناك تناقضاً في كلام الأئمة الطاهرين عليهم السلام وهذا مما لا يصح نسبته اليهم حاشاهم من التناقض والحقيقة ان من يصنع التناقض هم اولئك الذين يكتبون الكتب ولا يعلمون ما يكتبون ويدعون الحبل على الغارب . والصحيح ان هاتين الروايتين تتحدثان عن شخصين لا شخص واحد فأن الذي يستأنس بالثلاثين رجلاً ليس الامام المهدي(مكن الله له في الارض) بل هو شخص آخر يطلق عليه صاحب هذا الامر وسوف تكون له غيبة كما ان للامام غيبة وانه في غيبته تلك سوف يكون في عزلة من الناس الا عن ثلاثين شخصاً من أصحابه سوف يكونون معه في غيبته يستأنس عن وحشته اما الامام المهدي (ع) فليس معه في غيبته الا الخضر عليه السلام يستانس به في وحشته . ولو تتبعنا مفردات الرواية الاولى لتبين لنا ان صاحب هذا الامر سيغيب عن أهله ووطنه وفي تلك الغيبة عن الاهل والوطن سيمر بمرحلة من العزلة التي تسبب الوحشة له الا ان المولى لن يدعه بهذا الحال بل انه سوف يؤنس وحشته بثلاثين شخصاً من أصحابه . اما الرواية الثانية التي تتحدث عن الخضر عليه السلام فتؤكد ان الإمام المهدي عليه السلام يعيش حالة من الوحدة ونتيجة لتلك الوحدة سيمر بمرحلة من الوحشة الا ان المولى تبارك وتعالى سوف يؤنس وحشته بالخضر (ع) ، ومن هذا المعنى يتضح لنا ان الرواية الثانية تتحدث عن الامام المهدي وتصفه بالوحدة فعليه لا يمكن ان نحمل الرواية الاولى على الامام لأنها لا تدل على الوحدة اطلاقاً بل يؤكد منطوقها على ان معه في غيبته ثلاثين شخصاً فأين هي الوحدة يا ترى ؟ و بهذا فلا يمكن ولا يعقل ان يأتي احد ليحمل الروايتين على شخص الامام المهدي (ع)ثم ان سماحة الشيخ ايده الله يأتي وبعد صفحة واحد فقط من ذكره لهذه الروايات ليذكر رواية اخرى مناقضة للرواية الثانية التي تؤكد على ان الامام يعيش في وحدة ومعزل عن الناس ويحملها ايضاً على الامام عليه السلام فيزداد القارئ بذلك حيرة وتشتت وضياع وابتعاد عن ادراك الحقيقة حيث قال ما هذا نصه : ( وعن الامام الصادق (ع) قال : وما تنكر هذه الامة ان يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ؟ ان يكون في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل ان يعرفهم نفسه ، كما اذن ليوسف حين قال {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي}البحار ج51 ) . ثم ذكر الشيخ معلقاً على هذه الرواية فقال : ( وبناء على هذه الروايات وأمثالها فان حالته (ع) في غيبته تشبه حالة يوسف (ع) ) . انتهى كلام الشيخ -واقول :ساعد الله قلب القارئ فاي الكلام سوف يعمل ويعتقد به هل انه الامام يعيش في وحدة ليس معه الا الخضر (ع) ام انه موجود بيننا ويمشي في اسواقنا ويطأ بسطنا وهذا حتماً مناقضاً لحالة الوحدة التي تكلمت عنها الرواية السابقة لو حملنا هذه الرواية على الامام (ع) ثم اننا لو رجعنا الى قصة يوسف (ع) وانه مر بحالة غيبة الا انه (ع) كان يعيش بين الناس ويمشي في الاسواق ويجلس مع الاخرين على فراشهم فكيف نوجد شبهاً بين يوسف والامام المهدي (عليهما السلام) في هكذا موضوع اللهم الا ان يكون المقصود والمراد من الشخص الذي له شبه من يوسف هو شخص آخر غير الامام عليه السلام ويسمى صاحب هذا الامر وهذا ما لم يتوصل اليه الشيخ لحل تلك الروايات التي جعلها متناقضة فاصبح القارئ ينظر الى كلام المعصومين وكأنه كلام متناقض والعياذ بالله . 
الشيخ الكوراني ومسألة السفارة في اخر الزمان
ولم ينتهي الامر عند هذا الحد فقد تكلم الشيخ علي الكوراني عن السفارة وانقطاعها وتجددها مرة اخرى فقد اورد في الصفحة (190) من كتابه عصر الظهور التوقيع الذي خرج على يد السفير الرابع محمد بن علي السمري والذي جاء فيه : ( وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة الا ومن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) البحار ج51 . وقد ذكر الشيخ تعليقاً على هذا التوقع قال فيه: ( والمقصود بمن يدعي المشاهدة قبل هذين الحدثين من يدعي السفارة لصاحب الامر (ع) ، وليس بمجرد التشرف برؤيته دون ادعاء أو نيابة أو التحدث بذلك فقد استفاضت الروايات برؤيته (ع) من قبل العديد من العلماء والاولياء الثقاة الاصحاء ولعل هذا سبب التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية .ويدل التوقيع الشريف على ان الغيبة التامة الكبرى تنتهي بخروج السفياني والصيحة وان الغيبة بعدها يكون أختفاء شبيها بالغيبة الصغرى مقدمة للظهور وان الامام (ع)يتصل فيها بأنصاره ويتشرف العديد منهم بلقاءه وانه ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين الناس ) . لقد حمل الشيخ الكوراني لفظ المشاهدة في التوقيع السالف على السفارة ولو تنزلنا جدلاً وقبلنا بذلك يبقى هناك اشكالا مستمسكاً لا يمكن حله وهو ما معنى ان ادعاء المشاهدة يكون محلاً للتكذيب الا ان يكون بعد السفياني والصيحة كما ينسب الى الامام المهدي(ع) انه قال بذلك علماً ان السفياني يفترق زماناً عن الصيحة فان خروج السفياني وقيامه العسكري يكون في رجب كما دلت عليه الروايات الشريفة فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المعلى بن خنيس عن ابي عبد الله (ع) قال : ( ان امر السفياني من الامر المحتوم وخروجه في رجب ) بحار الانوار ج52 . وعن خلاد الصائغ عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( السفياني لابد منه ولا يخرج الا في رجب ...) بحار الانوار ج52 . اذن فالسفياني يخرج في رجب بينما تخبرنا الروايات الشريفة ان الصيحة تكون في شهر رمضان وبالضبط في الليلة الثالثة والعشرون منه بعد خروج السفياني فقد جاء في الرواية الواردة عن الحارث بن المغيرة ، عن ابي عبد الله (ع) قال : الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان . بحار الانوار ج52. وجاء ايضاً في الرواية الوارد عن عباية الاسدي عن امير المؤمنين(ع) انه قال : صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها . غيبة النعماني . اذن لما تبين ان خروج السفياني لا يوافق وقوع الصيحة زماناً وان السفياني يكون خروجه قبل وقوع الصيحة بشهرين على اقل التقادير فما معنى ان الامام المهدي (ع) لو سلمنا ان التوقيع صدر منه يعلق مسألة المشاهدة على خروج السفياني والصيحة وهذا الكلام فيه إضطرابا واضحاً لا يمكن نسبته للأمام (ع) فقد كان من الاولى والاجدر ان يقول : ( قبل خروج السفياني ) ويسكت ويكون المعنى تاماً أو انه يقول قبل وقوع الصيحة فيكون المعنى أتم وأكثر وضوحاً وفهماً وبلاغة اما ان الامر يبقى متردداً بين خروج السفياني ووقوع الصيحة فهذا مما لا يرضى فيه اقل موالي للأمام (ع) الذي هو من اهل بيت هم اهل البلاغة والفصاحة اضف الى اننا نعتقد بعصمة الامام (ع) في اقل الامور فكيف في هكذا امر يتوقف عليه مصير الامة بكاملها . ولو كان الامر على هذاالنحو لكان الاولى والاجدر ان يقول : ( قبل السفياني واليماني )فقد صرحت الروايات الشريفة بان خروجهما يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفرمحمدبن علي (عليهما السلام)جاء فيه : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم ) الارشاد . اضف الى كل ذلك فان الشيخ الكوراني قال في كتابه عصر الظهور : ( وانه ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين الناس ) فهل انه (ع) ينصب هؤلاء السفراء بعد وقوع الصيحة ومعنى ذلك ان هؤلاء السفراء لا يستمر عملهم الا لثلاثة اشهر فقط شوال - ذي القعدة - ذي الحجة - وذلك لأن الصيحة كما ذكرنا تكون في العشر الاواخر من شهر رمضان وان قيام الامام المهدي (مكن الله له في الارض) يكون في العشر الاوائل من شهر محرم الحرام كما دلت الاحاديث والروايات فلا أدري هل يعقل ان نتصور ان الامام (ع) ينصب هؤلاء السفراء لهذه المدة القصيرة ولو تنزلنا جدلاً وقبلنا بذلك فما هي الحكمة من ذلك يا ترى ؟ ! ثم ان هناك امراً هو في غاية الاهمية وهو ان افضل هؤلاء السفراء يحتاج الى وقت طويل لكي تثبت سفارته ويصدق الناس انه سفيراً للامام (ع) خاصة انه لا يوجد إمام قد رأه الناس قام بتنصيب هذا السفير ولم يسبقه سفير قد علم الناس وايقنوا انه سفيراً للامام (ع) قام بتنصيب هذا السفير الجديد فلا ادري كيف يقنع الشيخ الكوراني بما يكتب فضلاً عن الاخرين وكيف يستطيع ان يصور لنا هذه الحالة الخاصة والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أكدوا على ظهور رايات مشتبهة فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق (ع) قا سمعته يقول : ( إياكم والتنويه اما والله ليغيبن امامكم سبتاً من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات اوهلك في أي وادٍ سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفؤن كما تكفأ السفن امواج البحر فلا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وايده بروح منه ولترفعن اثنتا عشر راية مشتبهه لا يدري أي من أي ) غيبة النعماني . ولا ينتهي الامر عند هذا الحد بل ان هناك اثنا عشر رجلاً من بني هاشم كلاً يدعو الناس الى نفسه واتباعه فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي خديجة عن ابي عبد الله(ع) انه قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو الى نفسه )الارشاد . ثم ان الشيخ الكوراني وفقه الله حدد في كتاب آخر من يكون سفيراً للإمام (ع) قبل قيامه حيث جاء في كتابه (( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي عج )) في الصفحة (619) منه : ( والمرجح عندنا في الجواب :ان ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الامام المهدي (ع)فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه) .والحقيقة ان هذا هو التناقض بعينه فان الشيخ الكوراني في كتابه هذا يؤكد ان اليماني هو سفير الامام المهدي الخاص بينما ذكرفي كتابه عصر الظهور ان السفارة لا تكون قبل الصيحة والسفياني وان من يدعيها يكون كذاب مفتر ولا ادري هل فات الشيخ ان خروج اليماني يكون سابقاً لوقوع الصيحة كما بينت الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة حيث جاء في الرواية الشريفة والتي سبق ان ذكرناها والتي نقلها الشيخ الكوراني في كتابه المذكور في الصفحة (618) والمروية عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) والتي جاء فيهما : ( السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ...) الارشاد . وقد سبق ان بينا ان خروج السفياني يكون في رجب فاليماني خروجه ايضاً في رجب اذن فانه يسبق وقوع الصيحة التي يكون وقتها كما ذكرت الروايات الشريفة في الليلة الثالثة والعشرين من شهررمضان . وبهذا اصبح التناقض واضحاً وبيناً حيث ادعى سماحة الشيخ ان السفارة لا تكون الا بعد الصيحة ثم قال ان اليماني هو سفير الامام الخاص واليماني كما بينا يخرج قبل وقوع الصيحة فلا أدري كيف يناقض شخصاً وعالماً وباحثاً نفسه مع ادعاءه المعرفة والعلم في امر الامام (ع).
قول الشيخ الكوراني في من يخلف الامام المهدي (ع)
اورد الشيخ الكوراني في كتابه (( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي عج)) في الصفحة (301) فقد اورد عن ابي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد : ( يابن رسول الله ، اني سمعت من ابيك (ع)انه قال يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً ؟ فقال : انما قال اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر اماماً ،ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا ومعرفة حقنا ) كمال الدين ج2 . واورد ايضاً عن النبي (ص) من حديث قال فيه : ( يا علي انه سيكون بعد اثنما عشر اماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فانت يا علي اول الاثني عشر ) مختصر البصائر . واورد عن علي بن الحسين (ع) : ( يقوم القائم من ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً )شرح الاخبار ج3 . ومن هذه الروايات يظهر ان الذي يحكم من بعد الامام المهدي (ع) اثنى عشر رجلاً من الشيعة وهم من الممهدين الذين ينصرون الامام (ع) ويكونون من المؤمنين المخلصين الممحصين الا ان الشيخ اعزه الله لم يقف عند هذا الحد بل انه عاد واورد في الصفحة (913) الرواية عن ابي عبد الله (ع) والتي جاء فيها : ( ويقبل الحسين في اصحابه الذين قتلوا معه ،ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع اليه القائم الخاتم فيكون الحسين (ع) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته ) بحار الانوار ج53 . واورد ايضاً عن ابي عبد الله (ع): ( ان اول من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليهما السلام) ويمكث في الارض اربعين سنة حتى يسقط حاجباه في عينيه ) البرهان ج2 .والذي يظهر من هذه الروايات ان الامام الحسين (ع) هو من يلي بعد الامام المهدي (ع) ويحكم بعده . وبهذا فان القارئ والمتطلع لامر الامام (ع) يقف عاجزاً وحائراً في مثل هذه المسألة فمن هو ياترى الذي يخلف الامام (ع) في الحكم هل هو رجل من الشيعة احد الاثني عشر المهديين ام انه الامام الحسين (ع) والحقيقة ان الشيخ الكوراني قد نقل هذه الروايات وجعل القارئ يعيش حالة من الضياع والحيرة والتخبط  وكان الاولى من الشيخ وهو العارف والعالم بقضية الامام (ع) ان يبين للناس حقيقة هذه المسالة الا اننا على اعتقاد تام بان الشيخ الكوراني لايعرف ولايجد حلاً لتلك المسألة بل انه لايهتدي الى ذلك سبيلاً واعتقادنا هذا نابع من كون امر الرجعة يعد من عظائم الامور التي لايحيط بها ولايعرف علمها الا من كان متصلاً بالله عزوجل والامام المهدي (ع) وذلك لانها كما ذكر الشيخ الكوراني في كتابه المذكور في الصفحة (6-9) من التأويل الذي لايحيط الناس بعلمه وقد استدل الشيخ على هذا الكلام بهذه الرواية الواردة عن حمران قال: (سألت ابا جعفر (ع) عن الامور العظام من الرجعة وغيرها فقال : ان هذا الذي تسألوني عنه لم يأت اوانه ، قال الله : بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) تفسير العياشي ج2. فبناء على كلامك وما جاء في نص الرواية تكون العلم بالرجعة من التأويل الذي لايحيط بعلمه الناس كما قال الشيخ الكوراني وهو مايفهم من الرواية وان العلم بالرجعة لايكون الا في فرق معين وهو قرب زمان وقوعها لذلك لم يتكلم الامام ابو جعفر (ع) عنها حينما ساله حمران احد اصحابه وقال انها لم يات اوانها بعد وبذلك لم يجبه عنها . ومن هنا يتبين ان الرجعة لم تكن معروفة في وقت الامام الباقر(ع) حتى لاقرب اصحابه والامام كان يمتنع عن بيانها والحديث عنها فلا ادري كيف تكلم الشيخ الكوراني وغيره من الباحثين عن الرجعة وافرد الكثير منهم لها فصولاً وابواباً في كتبهم ومن اين جاءهم العلم بها بحيث صورها بانها رجوع بعض الاشخاص الى الحياة الدنيا بعد الموت بارواحهم واجسامهم ويخرجوا من قبورهم مع ان اخص اصحاب الائمة لم يكونوا يعرفون الرجعة ثم ان عامة الناس اليوم لو سألتهم عن الرجعة لقالوا لك رجوع بعض الاموات الى الحياة الدنيا واذا كان هذا هو مفهوم الرجعة فما معنى ان الشيخ الكوراني يدعي انها من التأويل الذي لايعلم به الناس وان الامام الباقر لم يتحدث عنها واكتفى بالجواب ان اوانها لم يأت بعد وهل هذ الا التناقض بعينه ؟! والحقيقة ان مفهوم الرجعة اعظم من ذلك بكثير ولايمكن ان تدركه وتعلمه الناس الا في وقت معين حينما يأتي من له القدرة على كشفه وبيانه وتوضيحه بفيض وتعليم الهي رباني .
قول الكوراني في من يقتل ابليس 
حينما نرجع الى كتب الشيخ الكوراني في هذه المسألة نجده يضع القارئ في حيرة من امره حيث ذكر في كتابه ((المعجم الموضوعي لاحاديث الامام المهدي(عج))) في الصفحة (918) منه هذه الرواية التي وردت عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال :سمعت ابا عبد الله يقول : ن ابليس قال : انظرني الى يوم يبعثون ، فأبى الله ذلك عليه ، فقال : انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، فاذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر ابليس لعنه الله في جميع اشياعه منذ خلق الله ادم الى يوم الوقت المعلوم وهي اخر كرة يكرها - الى ان قال - ورسول الله بيده حربة من نور ، فاذا نظر اليه ابليس رجع القهقري ناكصاً على عقبيه فيقول له اصحابه : اين تريد وقد ظفرت ؟ فيقول : اني ارى مالاترون اني اخاف الله ، فيلحقه النبي (ص) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع اشياعه ....الخ)) الايقاظ - بحار الانوار ج53. واورد ايضاً نقلاً عن تفسير العياشي ج2. عن ابي عبد الله (ع) في قول الله تبارك وتعالى :(قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} قال يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه رسول الله(ص) على الصخرة التي في بيت المقدس)) بحار الانوار ج11. تفسير الصافي ج3. فمن هاتين الروايتين يتبين لنا ان الذي يقتل ابليس هو رسول الله(ص) الا ان الامر لم يقف عند هذا الحد فما ان تبين لنا ذلك حتى ارجعنا الشيخ غفر الله له من اليقين الى الشك حيث اورد في نفس الكتاب وفي الصفحة التالية منه اي (919) نقلاً عن تفسير العياشي عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال : سألت ابا عبد الله(ع) عن قول ابليس : رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فأنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ؟ قال له وهب جعلت فداك اي يوم هو ؟ قال : ياوهب اتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس ؟ ان الله انظره الى يوم يبعث فيه قائمنا ، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول : ياويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم) واورد الشيخ الكوراني ايضاً في دلائل الامامة ((فاذا بعث الله عزوجل قائمنا فيأخذ بناصيته ويضرب عنقه ، وذلك يوم الوقت المعلوم )). ولا اعرف مالذي يريده الشيخ الكوراني حين يذكر هذه الروايات هل يريد ان يجعل عامة الناس لايهتدون الى الحق سبيلاً اما ماذا ؟! واذا كان يعرف معنى هذه الروايات وحقيقة من يقتل ابليس فلماذا لايذكر ذلك ؟! الا انني على اعتقاد تام انه لايعرف من هو الذي يقتل ابليس وكيف يكون ذلك وما معنى الروايات التي تذكر ان قاتله هو رسول الله (ص) والروايات التي تذكر ان قاتله هو الامام المهدي (ع) ولايمكن ان يكون كلام اهل البيت متناقضاً اطلاقاً كما اننا لانستطيع ان نرد تلك الروايات التي نقلها العلماء ودونها في كتبهم وابحاثهم وتلقوها بالقبول الا ان الحق ان هذه الروايات صحيحة وليست متناقضة واما قتل ابليس من قبل الرسول (ص) او من الامام(ع) لايمكن حمله الا على مفهوم الرجعة الروحية فأن الذي يباشر القتل ظهاراً هو الامام المهدي(ع) اما في الباطن فهو رسول الله (ص) الذي يكون مسدداً للامام (ع) .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العدد الثالث عشر

العدد الثالث والثلاثون

العدد الحادي والخمسون