العدد الثالث
منار القران
إيران مدينة الرسول على حسب التأويل
أشرنا في العدد السابق بحث حول أثبات أن الكوفة هي مكة المهدي على حسب التأويل , وألان سوف نثبت ونبين بأن خراسان ( إيران ) هي المدينة على حسب التأويل وذلك لعدة أمور :
1 – أن تجمع أنصار رسول الله (ص) في ذلك الزمان كان يثرب وقد هاجر لها رسول الله (ص) ونصره قبيلتي الأوس والخزرج بعد أن كانوا تفقرين متحاربين , كذلك ورد في الروايات أتجمع أنصار قائم ال محمد هي إيران وبالخص ( قم – خراسان- طالقان ) عن الامام الصادق (ع) ورد قوله ( تربة قم المقدسة ....أما وأنهم أنصار قائمنا ودعاة حقهم ) وعن أبي عبد الله (ع) قال ( قال لي أتدري لما سمي قم ؟ الله ورسوله وأنت اعلم . قال : أنما سمي قم بأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد (ص) ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه ) .
وعن خراسان قال أمير المؤمنين(ع) قال ( سمعت رسول الله (ص) قال ....وفي خراسان كنوز لا ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي (ع) في أخر الزمان)فأذن أن أهل إيران هم أنصار المهدي (ع) كما كان أهل يثرب أنصارا لرسول (ص) , لكن هناك عدة ملاحظات وهي :
أ – أن هذا المدح الوارد ليس كلي أو مطلق اي أن كل اهل ايران سوف ينصرون القائم (ع) أو هم أنصار ال محمد (ع) بل على العكس قد يكون منهم ألد أعداء ال محمد (ع) والدليل على ذلك ما ورد عن ابي الحسن ألاول (ع) قال ( قم عش ال محمد ومأوى شيعتهم ولكن سيهلك جماعة من شبابهم في معصية أبائهم والاستخفاف والسخرية لكبرائهم ومشايخهم ومعا ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي وكل سوء ) ,
ب – ان هذا المدح الوارد في الروايات لا تدخل فيه الحكومة الإيرانية , انما المقصود به أهل إيران المستضعفين المتعلقين بالأمام المهدي (ع) لأن الحكومات الإسلامية في هذا الزمان اكثرها اسلامية الظاهر علمانية الباطن تتدخل بها الأحكام الوضعية التي هي بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي والتشريع الالهي وبالتالي يحصل الظلم والله جل تعالى يقول ( لا ينال عهدي الظالمين ) .
ج – لا نسلم أن أنصار قائم ال محمد في إيران هم كلهم إيرانيون بل أن منهم العرب الذين هم خلاصة الأنصار وهذا يكون بعد الهجرة من مكة المهدي (ع) والدليل على ذلك ما ورد في رواية عن الرسول (ص) قال لعلي ( يا علي عز اسمه عرض ولايتك على السماوات ثم سبق اليها قم فزينها بالعرب وفتح اليه بابا من أبواب الجنة ) .
د – أن هؤلاء الايرانيون لا ينصرون القائم حتى يصبحوا فئتين أ حزبين أو اتجاهين متقابلين فيما بينه كألاوس والخزرج حتى كان بينه دماء كثيرة واأتلفوا على يد رسول الله (ص) وببركته وكذلك أهل إيران سوف تكون بينهم فتنة تقع من ورائها دماء كثير من الناس وهذا تفسر ما ورد عن تفسير أهل البيت من علامات ظهور القائم (ع) هي أختلاف صنفين من العجم تكون بينهم دماء ) .
2 – مما يدل على أن خراسان (إيران ) لا خراسان ( مشهد ) هي مدينة الرسول (ص) ما ورد في الروايات من مقرنة بين مكة والمدينة و قبالها الكوفة وقم واليك الروايات .
روي من عد من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله (ع) وقالوا نحن أهل الري . فقال : مرحبا بأخواننا من لأهل قم فقالوا نحن من أهل الري . فأعاد الكلام قالوا ذلك مرارة فأجابهم بمثل ما جاب به أولا فقال : أن لله حرما وهو مكة وأن للرسول حرما وهو المدينة وأن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة وأن لنا حرما وهو بلدة قم وستدفن فيها أمرآة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة . ففي هذه الرواية جعل قم هي حرمهم في مقابل حرم رسول الله الذي هو المدينة فتكون المعدلة عندنا أن مكة هي حرم الله – المدينة هي حرم رسول الله .
وأثبتنا أن الكوفة مكة المهدي حسب التأويل .
وهنا جعل قم في قبال المدينة وقال حرمنا أي مدينة قائم ال محمد الذي هو المهدي وكذلك ما ورد عن أنس بن مالك قال كنت ذات يوم جالسا عند النبي (ص) اذا دخل عليه غلي بن أبي طالب (ع) (فقال: (ص) ألي يا أبا الحسن ثم أعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال : يا علي أن الله عز أسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت أليها السماء السابعة فزينها بالعرش ثم سبقت اليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم سبقت اليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الارضيين فسيقت اليها مكة فزينها بالكعبة ثم سيقت اليها المدينة فزينها بي ثم سبقت اليه الكوفة فزينها بك ثم سبق الها قم فزينها بالعرب ففتح الله باباً من أبواب الجنة ) وهذه الرواية كالسابقة فيها دلالة على أن قم (إيران ) هي مدية المهدي (عج) .
3 – ما ورد في الروايات بأن هناك هجرة تحصل من الكوفة الى خراسان (قم) وهذه الحالة قد جعل للمدينة حينما هاجر اليها االمسلمين في زمان هجرة الرسول (ص) حيث أنفقد العلم والأيمان من مكة ولجأ الى يثرب واليك الرواية الواردة عن الصادق في ذكر الكوفة قال ( ستخلوا كوفة من المؤمنين ويأزر العلم كما تأزر الحية في جفرها ثم يظهر العلم في ببلدة يقال لها قم وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى مستضعفة في الدين حتى المخدرات في الحجال وذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة ولو ذلك ساخت الأرض بأهلها ولم يبقى في الأرض حجة فيفيض العلم منه الى سائر البلاد في المشرق والمغرب فيتم حجة الله ....حتى لا يبقى أحد في الأرض لم يبلغ اليه الدين والعلم ثم يظهر القائم (ع) ويسير سببا لنقمة الله وسخطه على العباد لأن الله لا ينتقم من العباد الا بعد انكار حجته ) وفي هذه الرواية قال (ع) ستخلو الكوفة من المؤمنين علما أن الروايات تقول ما من مؤمن الا أجتمع في الكوفة قبل قيام القائم فكيف لنا الجمع بين هاتين الروايتين . الا أن يقال أنهم يجتمعون في الكوفة وبعد ذلك يهاجروا الى قم ( إيران) بدليل الرواية الواردة ثم سبق اليها قم فزينها بالعرب بالرواية السابقة أنفا ثم هناك روايات تدل على الهجرة مثل ما ورد عن الأمام الصادق (ع) ( أذا أصابتكم بلية وعناء فعليكم بقم فأنه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين وسيأتي زمان ينفر أولياؤنا ومحبونا عنا ويبعدون منا ذلك مصلحا لهم لكيلا يعرفوا بولايتنا .
فلسفة التأويل
ذكرنا في الحلقات السابقة أن للقران تفسير وتأويل وقلنا أن التفسير للظاهر والتأويل للباطن ولابد من الاشارة إلا أن الباطن اكثر وجوها وعمق معنى وهذا مستفاد من قوله تعالى (قل لو كان البحر مددا كلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جاءنا بمثله مددا ) والمعلوم في للغة العرب أن المداد يعني ما يمد القلم بالكتابة حتى يبقى مسمرا (كالحبر ) ,فلو كانت كلمات ربي هي القران وبهذه الكلمات التي فيه لما أحتاج كتابتها الى بحر من الحبر فضلا عن سبعة أبحر تمده بالحبر بل قد يكفي أقل من دلو لكتابة هذه الكلمات القرانية . ولكن ما يستفاد من هذه الآية وكما هو مطابق للروايات أن البحر الاول هو التفسير وهو المتكفل بظاهر القران والسبعة أبحر هي علوم التأويل وهي المتكفلة بباطن القران .
ولا يخفى بأننا لم نجد في موروثنا من التفسير والتأويل الا القليل سواء من بحر التفسير أو التأويل من زمن رسول الله (ص) الى زماننا هذه فيا ترى متى يأتي تأويل القران كما وعدتنا الآية ( يوم يأتي تأويله ) فقد جاء في الروايات عنهم (ع) أن تأويله في يوم القائم (ع) . ولا ندعي أن إبائه (ع) ليس عندهم تأويل بل كلهم وعندهم تأويل لكن ليس كما عنده (عج) .
وهذا يدل أن أبائه عندهم تأويل ولكن كن الواضح أنهم لم يخرجوا مما عندهم ما يعادل بحرا واحدا من التأويل اما القائم فله أن يخرج ما تبقى من التأويل وذلك لعدة أسباب منها :
أ – أنه بقية الله وبقية ال محمد (ص) فله ما أن يؤوله غيره .
ب – النبوة لها التنزيل و الأمامة لها التأويل كما جاء عن رسول الله( ص) مخاطبا أمير المؤمنين (ع) يا علي ستقاتلهم على التأويل كما قاتلتهم على التنزيل .
ج – أن يومه وزمانه هو أخر الزمان وكل شيء يبرز محتواه في أخره فلابد أن يخرج محتوى القران في يوم الأمام المهدي (ع) .
د – أن الأسباب والظروف التي منعت أبائه من أظهار ما عندهم ستزول وذلك لانه (ع) سيصلح الأرض وما عليها ويغير استعدادات الناس فتصبح قابلة لما تظهره .
وهناك أسباب أخرى غير هذه نكتفي بهذا القدر من الأسباب والجدير بالذكر أن أقوى الأدلة التي يظهر بها هو التأميل كما معلوم لدى الباحثين في قضية الأمام (ع) أن له سنن من الأنبياء ومنهم النبي محمد (ص) فالمعلوم أن لمحمد (ص) دعوة سرية وأخرى علنية وكذا للقائم قبل قيامه بالسف محاسبا دعوة علنية وسرية ولابد لصاحب هذه الدعوة من أظهار أدلة على صحة دعوته ومن أهم الأدلة المذكورة هو التأويل لانه لم يذكر أنه (عج) يأتي بالمعجزات الا عندما يلتقي بجيش السيد الحسني ليثبت لهم أنه هو الأمام المفترض الطاعة ومع ذلك لا يصدقه الكثير ويرتد عليه أربعون ألفا كما في بعض الروايات وهؤلاء قد قاتلوا وقدموا وضحوا فكيف بمن كان بعيدا نفسا وقلبيا وعقليا عن الأمام (ع) وقضيته وحركته .
عموما الطلع على الأدلة التي يأتي بها الأمام يرى أن أقواها هي التأويل الذي يأتي به (ع) .......فيترى هل سيقبل منه وهل سيصدقه الناس أم لا ؟
ما ورد عن أبائه أن الناس سيكذبونه ويقاتلوه على التأويل . ويستشف من أمثال هذه الروايات أن الذين يقاتلونه ويكذبونه ليس أناس عاديين لأن هؤلاء لا يفهمون التفسير فضلا عن التأويل بل أن أهل الاختصاص كالعلماء وأتباعهم هم المعنيين بهكذا روايات فسيقارنون ما يظهره بما توصل اليه أبائهم وإخوانهم من العلماء ويضعون الإشكالات والتساؤلات على تأويله (ع) وهذا المعنى موافق للرواية أولا ومطابق للسنن الماضين ثانيا فكما جاء عن الرسول (ص) ( لتركبن سنن الذين من قبلكم طبق على طبق )
لكن رغما على أنوفهم سيظهر الله نوره ولو كره الكافرون بحجة الزمان وسيكون هناك من يستقبل تأويل الأمام وهم البسطاء والمستضعفين أفلا بد أن يكون مثل عمار وياسر وسمية وأبو ذر وغيرهم من المستضعفين الذين رحبوا وأستقبلوا التنزيل فكذا أمثالهم سيرحبون بالتأويل ويقبلوه فرحين مستبشرين من هو أفضل منهم ممن أمن بالغيب ولا يحتاجون ولا يطلبون منه دليلا على دعواهم كما فعلت خديجة(ع)وفعل سلمان وأمثله في هذه المرتبة .
( اللهم وفقنا وخواننا وأخواتنا في عافية من ديننا ) .
الفوائد الروائية
جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أمامنا الصادق المصدق (ص) ( اذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ) يصف الأمام الصادق في هذه الرواية أمر الأمام المهدي (عج) في حال خروجه (ع) فأنه وكما يظهر واضحا أن الكثير من الناس ممن يعرفون بالتدين والأيمان والذين يراهم الناس أنهم من أهل هذا الأمر وأنهم هم من ينصرون الأمام (ع) سيخرجون عن هذا الأمر فلا يوفقون لنصرة الأمام (ع) وما ذلك الا لما انطوت عليه سرائرهم وبواطنهم الغير متفقة مع علانيتهم وظاهرهم الذي تراه الناس فهؤلاء لا ينصرون الأمام المهدي (ع) وأنما ينصره ويدخل في أمره ويهب لخدمته أناس ليس لهم حضا من الدين كما يظهر بل أن ظاهرهم كما عليه الرواية الشريفة شبه عبدة الشمس والقمر أي أن الناس تراهم مشركين وغير مؤمنين فأن هؤلاء الناس وهذه الشريحة سيوفقون لنصرة الأمام (ع) ولعل يكون ذلك بسبب صفاء بواطنهم من الشرك الباطني الذي يكون سببا في أنزلاق العبد عن طريق الحق والعياذ بالله .
الإشكالات القرآنية
حل الأشكال
قال تعالى : ( واذ قلنا أدخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وأخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ) البقرة 58 .
وقال تعالى في سورة الاعراف 161 ما نصه ( واذ قيل لهم أسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وأدخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المسلمين ) .
ففي هذه الآيتين تقديم وتأخير حيث الأولى قدم السجود على حطة وفي الثانية قدم قول حطة على السجود فلا ندري ما كان الأصح هل سجدوا ثم قالوا حطة أم قالوا سجدوا للباب ؟
الحل : ستكون الأجابة على نحويين الأول تفسيري والثاني تأويلي .
اما على حسب التفسير فأن الباب الذي يتحدث عنه القران الكريم لن يكن واحداً أنما للقرية بابان الخارجي و هو باب الدخول و الداخلي و هو باب القرية الخاص بها . و الحل أنهم دخلوا القرية عن طريق بابها الأولي (الخارجي) فأمرهم الله بالسجود ثم قول حطة وحينما وصلوا الباب الثاني (الداخلي) هم في مرحلة قول حطة فلا يحتاج أليهم ألا أن يسجدوا فقط لذلك قال لهم (قولوا حطة وأدخلوا الباب سجداً) وهذا مفهوم من سياق الآية حيث الأولى قال أدخلوا معناها باب الدخول للقرية لكن في الثانية قال ( واذ قيل لهم أسكنوا هذه القرية ) وكذلك نفهم من الناحية الثانية هو قوله ( قلنا ) ينسبها الى نفسه أي موسى (ع) لكن في الثانية ( قيل لهم ) جعله فعل مبني للمجهول و أنما داخل القرية قالوا لهم قولا ثاني مما يدل على تعدد المكان .
وأما على التأويل فقد ورد عن الرسول (ص) ( أن مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل ) أن باب حطة ينطبق على أهل البيت الذين أولهم علي وأخرهم المهدي (عليهم السلام ) والقرية هي الدين والاسلام الحقيقي.
فالآية الاولى تتحدث عن الأمام علي (ع) ومنى السجود للباب هو الطاعة والولاية وقول حطة قد ورده معناه حطط عنا ذنوبنا فلا يكون الأيمان الا عن طريق الولاية التي هي أساس الدين والعمل الصالح أي بعبارة يجب الولاية على المسلمين ثم العمال الصالحة التي تحط الذنوب عنه .
أما الآية الثانية تتحدث عن المهدي (ع) حيث لا تنفع الولاية عنده أنما الاعمال أولا ثم تكتمل بالولاية ثانيا ففي زمانه سوف يدخل الشيعة الذين هم أصحاب الولاية في غربلة وتمحيص وأمتحان حتى يخرج من ولايته أناس كثيرة فلا ينفعهم الا العمل الصالح وتزكية النفس ثم يدرك الولاية الحقيقية وهي ولاية المهدي حتى تكون له الطاعة العمياء وهي مرحلة السجود للباب كما أن وصفهم للروايات (أطوع له من الآمة لسيدها ) وبهذا نعرف أن مرحلة ولاية الأمام (ع) فقط دخول بالأيمان وأن مرحلة ولاية المهدي (ع) هي الرسوخ في الأيمان والسكن لذلك قال تعالى في الأولى( أدخلوا) وفي الثانية ( أسكنوا ) وذلك دليل على المكوث في هذه القرية الطاهرة .
الأشكال الثاني :
ورد في القران الكريم وصف المولى سبحانه وتعالى لأهل الجنة وحليتهم فيها في أربع آيات من أربع سور وهن الآية 31 من سورة الكهف , والآية 53 من سورة الحج والآية 33 من سورة فاطر وهذه الثلاث كلها تقول يحلون بأساور ما عدا الآية الرابعة وهي الآية 21 من سورة الأنسان فقد قال تعالى : ....وحلو أساور من فضة .... ) ذكر فيها أساور من فضة وكما يظهر أن هناك تعارض في آيات الكتاب الحكيم .
نرجو من القراء العزاء حل الأشكال ألقراني والاتصال بنا .
الموعود
سلسلة الأطوار الكونية
ساعة المهدي (ع)
الحلقة الثانية
ذكرت في الحلقة الأولى من العدد السابق واستنادا الى نظرية التطابق الثلاثي بين القران والأنسان والكون أن كل ما في عالمنا عالم الملك والشهادة له حقيقة أخرى ترتبط معه في عالم الغيب والملكوت وكان شرحي البسيط عن يوم المهدي (ع) أما في هذه الحلقة يكون الكلام بعون الله تعالى عن (ساعة المهدي ) (ع) قال تعالى ( أن الساعة أتيه أكاد أخفيها ) وقال ( بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا)....... الى غير ذلك من الآيات الشريفة في هذا الصدد .
وكما قدمت سابقا أن مابين عالم الملك وعالم الملكوت انطباقات للآيات على المعني المضطردة أن صح التعبير وأن أحد وجوه أنطباق تفسير الساعة هو على يوم القيامة وهي الساعة الكبرى والأنطباق الأخر على يوم الأمام (عج) وهو الساعة الصغرى وهناك أنطباق أخر للساعة على الأمام نفسه .
ولكل من هذه الأوجه الثلاث أو الأنطباقات الثلاث للفظ الساعة علامات وأشراط وردت في الروايات والآيات ونتيجة لعسر الفهم أو النقل وضعف الثقافة الصحيحة في قضية الأمام (ع) أختلطت هذه العلامات أو التبست والبحث في العلامات والأشراط سيأتي مستقلا أن شاء الله في وقت أخر أما بحثنا هنا فهو في أن الأمل (ع) ساعة .
فقد جاء عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) : ( أن الليل أثنتا عشر ساعة والنهار أثنتا عشر ساعة والشهور أثنا عشر شهرا والأئمة أثنا عشر أماما و النقباء أثنا عشر نقيبا وأن عليا ساعة من اثنتي عشرة ساعة وهو قول الله عز وجل ( بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) تفسير القمي ج2 ص112 – أثبات الهداة ج1 ص622 – بحار الأنوار ج36 ص 399 .
وعلى هذا يثبت أن الأمام المهدي هو ساعة من الأثنتي عشرة ساعة لأنه أحد الأئمة الأثنى عشر وهو الساعة الأخيرة لأنه أخرهم فكما قلنا سابقا من أن لكل صورة عظيمة صورة صغيرة منها تمهد لها وتكون مقدمة لها فقد ثبت عند أهل التحقيق أن قيام الأمام (ع) هو قيامة صغرى وهي ساعة صغرى ليوم القيامة (الساعة الكبرى ) ثم أنه (ع) يمثل الساعة الأخيرة وهي ساعة العصر الممتدة مما بعد الظهر الى ما قبل المغرب كما ذكرنا في العدد السابق ولذا سمي (ع) صاحب العصر وهو المعني بل القسم في سورة العصر وفي هذا العصر يعصر الناس عصرا ومما ذكر أيضا أن الأعمال تعرض عليه (ع) عصر يوم الجمعة ولذا تعصر الناس في هذا الوقت ولو طرح هنا سؤال عن الساعات الأثنتي عشرة هل هي ساعات الليل أو النهار ؟
وقبل الجواب أقول ذكرنا سابقا الفرق بين الليل والنهار وقلنا الليل يمثل الظلمة وهي تشير الى الظلم والانحراف والتيه والتباس الامور وغير ذلك من المعني وهي منطبقة على عصر غيبته ( عجل الله فرجه الشريف ) أما النهار فيشيرالى الحق وزوال الظلم ينطبق على زمانه ومما يؤكد أن الساعات المعنية في الرواية السابقة هي ساعات النهار ما جاء في إلزام الناصب ج1 ص101 فعن سليمان الدبلمي عن أبي عبد الله الصادق(ع) قال ( ذاك أمير المؤمنين فلا رسول الله فيجلي ظلام الجور والظلمة فحكا الله سبحانه وتعالى عنه ( النهار اذا جلاها يعني به القائم (ع) . قلت الليل اذا يغشاها ) قال : ذاك أئمة الجور الذين أستبدوا بألامور دون ال الرسول(ص) وجلسوا مجلسا كان الرسول أولا به منهم فغشوا دين الله بالأجور والظلم فحكا الله فعلهم وقال ( والليل اذا يغشاها ) .
وجاء أيضا في نفس الصفحة من نفس المصدر عن أبي عبد الله (ع) ( والشمس وضحاها) الشمس أمير المؤمنين وضحاها قيام القائم (ع) لان الله سبحانه قال ( وأن يحشروا الناس ضحى ) , ( والقمر اذا تلاها ) الحسن والحسين (ع) .....( والنهار اذا جلاها ) هو قيام القائم (ع) .....( والليل اذا يغشاها ) الجبت ودولته قد غشا عن الحق .....الخ) .
ومن هذا تبين أن المعنى من الساعات هي ساعات النهار ولا يخفى أن الاختلاف في التأويل المذكور في الروايتين أنطباق الشمس مرة على الرسول ومرة على أمير المؤمنين هو من مقتضيات الأزمنة والوظائف وكما قدمنا من أن وجوه التأويل متعددة بحسب مقتضياتها أما ماجاء في بعض الآيات ( لم يلبثوا الا ساعة من نهار ) ففيها أنها جاءت خاصة في الأمام وساعته وليس في قيامه لأن القيامة ليس فيها نهار ولا ليل ففيها تكون الشمس كورت أنكدرت والنهار من لوازم الشمس كما هو معروف عندما يتعاطون النطق ( كلما طلعت الشمس فالنهار موجود وبما أنهما متلازمان ففي حال عدم طلوع الشمس النهار غير موجود وعليه يتبين لنا أن مضمون الآية السابقة مخصوصا في الأمام المهدي فنهو الساعة الأخيرة الباقية من آياته عليهم السلام فهو أمام العصر وصاحب العصر والزمان .
أما تسميته بصاحب الزمان:
فأقول أن من الواضح و المعلوم أنه يوم خلق الله خلق معه الزمان و هو يجري بجريان الخلق فلما عرفنا أن زمان الأمام المهدي (ع) هو أخر الزمان أي نهاية الزمان فما يفهم أن الشيء في أخره يبدأ بالأنتهاء و القلة أي أنه يتقلص حتى ينتهي ثم يبدأ زمان جديد و بأنتهاء زمان الليل و الظلمة الناتج عن غيبته يبدأ الزمان الجديد و هو زمانه (ع) و هو مختلف عن زماننا هذا ففيه تطول أعمار الناس و تتغير الأرض وما عليها و ذلك مطابق للروايات الواردة عنه (ع) فمنها ما يثبت هذا المعنى و هو قلة و ضعف أعمار الناس و منها ما يستفاد منه المعنيين معا ، فمثلا جاء في بشارة الأسلام ص 197 نقلا عن أعلام الورى عن عبد الكريم الخثعي قال ( قلت لأبي عبد الله (ع) : كم يملك القائم ، قال : سبع سنين ، تطول فيه الأيام و الليالي حتى تكون السنة من سنينه مكان عشرة سنين من سنينكم ، هذا فيكون سني ملكه 70 سنة من سنينكم هذه .... الى أخر الرواية ) و في نفس الصفحة و عن نفس المصدر ( عن أبو بصير عن ابو جعفر(ع) قال : أذا قام القائم سار الى الكوفة وهدم بها أربعة مساجد و لم يبق مسجد على وجه الأرض له شرفة ألا هدمها و جعلها جماء و وسع الطريق الأعظم و كسر كل جناح خارج الطريق و أبطل الكنف و الميازيب و لا يترك بدعة ألا أزالها و لا سنة ألا أقامها و يفتح قسطنطينية و الصين و جبال الديلم و يمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشرة سنين من سنينكم هذا ثم يفعل الله ما يشاء قال ، قلت : جعلت فداك و كيف تطول السنون ؟ قال : يامر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول لذلك الأيام و السنون . قال : قلت أنهم يقولون أن الفلك أذا تغير فسد قال : ذلك قول الزنادقة أما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك فقد شق الله لنبيه القمر و ردت الشمس ليوشع بن نون ....) الى أخر الرواية .
قصص اللقاء بالأمام المهدي (ع) أنها ضربات سيف تعرضت لها في حرب صفين
يذكر هذه الحكاية المرحوم الحاج نوري في كتابه النجم الثاقب نقلا عن محيي الدين أربلي فيقول : كنت جالسا في أحد الأيام عند والدي و كان معنا رجل يهذي بالحديث حتى وقعت عمامته من رأسه فبانت في رأسه أثار ضربات سيف ، فسأله والدي : ما هذه الآثار؟
فقال : أنها ضربات سيف تعرضت لها في حرب صفين !
فقال له والدي : لقد وقعت حرب صفين في عهد أمير المؤمنين (ع) و هنالك فترة زمنية طويلة تفصلنا عنها فكيف تقول أنها أثار سيف تعرضت لها في حرب صفين ؟
فقال الرجل : قبل عدة سنوات ذهبت الى مصر وفي أثناء الطريق ألتقيت برجل من قبيلة غرة وأصبحنا رفيقين في السفر و كنا نتجاذب الحديث في جميع الموضوعات حتى قادنا الى حرب صفين . فقال الرجل : أذا كنت موجوداً في حرب صفين لأشبعت سيفي من دماء علي (ع) و أصحابه ! فقلت له : و لو كنت في حرب صفين لأشبعت سيفي بدماء معاوية و أصحابه و بما أننا من أصحابها فتعال لنتقاتل .
و فعلاً تقاتلنا و سالت منا الدماء الغزيرة حتى وقعت أرضا مضرجاً بدمي و قد فقدت الوعي تماماً و بعد فترة رأيت رجلاً يوقظني برأس رمحه ففتحت عيني فرأيت فارساً قد ترجل من فرسه و مسح بيده الكريمة على جراحاتي فأندملت و شفيت تماماً ثم قال : أبق هنا ثم ذهب . و بعد لحظات رجع و بيده رأس غريمي و بيده الأخرى رمح و قال : خذ هذا رأس عدوك . فقد دافعت عنا ونحن ندافع عنك و نحميك فسألته : و من تكون يا سيدي ؟ فقال : أنا الحجة بن الحسن صاحب الزمان و المهدي المنتظر و من سألك ما هذه الآثار ، قل أنها أثار ضربات سيف في حرب صفين ، ثم غاب عن ناظري .
مـصـر في عـصـر الـظـهور
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلق الله البشير والنذير و على أله و قائمه الى يوم الدين . مـصـر أرض النيل و بلد يوسف (ع) و مبعث الألم في مصاب ربيب أمير المؤمنين (ع) محمد بن ابي بكر (رحمه الله) و مثوى قائد جيوشه مالك الأشتر عليه رحمة الله ، مـصـر لها وقع مهم و مكانة كبيرة في أحداث الظهور المقدس كما كان لها وقعها الخاص في التاريخ الأسلامي ، و لعل المتصفح لأحداث زماننا و الذي جزم عليه كافة العلماء على أنه عصر الظهور ، فنرى تسارع الأحداث هنا وهناك و ترابطها مابين المشرق و المغرب و مابين الشمال و مدن الجنوب لذلك فأن مصر من ضمن مفردات هذه الأحداث و خاصة بعد الأزمات السياسية و الدينية التي تمر بها مصر في هذا الوقت خصوصا من حيث الفتنة و الصراع الديني مابين الأقباط والمسلمين من جهة و مابين التصارع على الرئاسة من جهة أخرى و جانب الحرب المعلنة باسم الإرهاب على المسلمين من أجهزة الأمن المصري و ما يرتبط من متغيرات ستحدث بمشيئة الله تعالى .
وأن كل هذه الأحداث مدونة في روايات أهل البيت (ع) و مايرتبط بها من تغيرات مع باقي الأحداث التي تمر فيها البلدان الداخلة ضمن حركة الظهور المقدس و ترابط تلك الأحداث في مجريات الأمور ومتغيرات أحوال الشعوب . كما جاء على لسان الأمام الصادق (ع) ( يخرج قبل السفياني مصري و يماني ) أو ( و قام بمصر أمير الأمراء و جهزت الجيوش ) أو الثالثة ( و يخرج أهل الغرب الى مصر فأذا دخلوا فتلك امارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد ) و هنا تصريح واضح من أهل البيت (ع) على الترابط مابين مكونات عصر الظهور من دول واشخاص لخارطة الأحداث في المنطقة العربية من حيث حركة السفياني من الشام و وجود المصري في مصر ، وهذا ما يدلل على وجود حركة التمهيد في مصر و وجود الممهد و الأنصار في هذا البلد وأن تسارع الأحداث فيها يكون بالترتيب و التخطيط الألهي ، حيث أن دخول أهل الغرب الى مصر يتمثل بدخول جيوش غربية متحالفة و متحدة إليها ، و هذا ما تشير أليه الرواية لأهل البيت (ع) حيث أن معنى أهل الغرب يشير الى وجود تحالف عسكري بين دول الغرب و هذا ما نشهده اليوم من وجود قوات التحالف في الجزيرة العربية و دخولها العراق و تهديدها لباقي دول المنطقة و ايضاً وجود حلف الناتو فكلها احلاف غربية وليس جيش دولة واحدة مما يدلل على قوة تحقق هذا الأمر في مصر الذي يعد أمارة لخروج السفياني . و قبل هذا الغزو تخبرنا روايات اهل البيت (ع) بان احداث جسام تقع في مصر منها ( غلبة القبط على أطراف مصر) و هذا مانراه جليا في احداث مصر الحالية من وجود الفتنة بين الأقباط المدعومين من جهات خارجية أجنبية غربية و بين المسلمين المستضعفين في بلاد مصر .
وهذا يقودنا الى تصور الأحداث القادمة من تفجر الفتنة و اتساعها الى أن يسيطر الأقباط على أطراف مصر فيسبب ذلك ضعفا في وضع مصر الأمني والأقتصادي . و لعل أوضح تصريح لتلك الفتن ما جاء على لسان ابي ذر الغفاري (رحمه الله) ( ليخرجن من مصر الأمان ، قال خارجة لأبي ذر: فلا امام جامع حين يخرج ؟ قال :لا بل تقطعت اقرانها ) وفي هذا الحديث إشارة الى شدة الفتن الحادثة في مصر ولعله من أهمها ما جاء على لسان اهل البيت (ع) ( وقتل اهل مصر أميرهم ) و بهذا اشارة واضحة الى ان مفتاح الفتن سيكون بمقتل امير مصر (رئيسها) و حاكمها و المتتبع لأحداث مصر الأن يرى عمق الخلاف بين و شدة الفتنة بين الأطراف السياسية في مصر على اعتلاء كرسي الرئاسة .
و في رواية اخرى كما جاء على لسان أهل البيت (ع) ( و قتل أهل مصر ساداتهم و غلبة العبيد على بلاد السادات ) و قد طبقه بعض الناس على قتل أنور السادات ، و لكنه اشتباه لأن كلمة ( السادات) في هذه النصوص بمعنى الرؤساء و ليس اسم علم و من جهة أخرى ان أمير مصر الذي يكون قتله علامة لظهور المهدي (ع) يتبعه كما يذكر الحديث دخول جيش أو أكثر الى مصر و قد يكون هذا التحالف العسكري من الغرب . و جاء في بشارة الأسلام عن قول مختصر لأبن حجر ( قال السادس عشر يقتل قبله ملك الشام و ملك مصر) و الحمد لله رب العالمين .
الأمام المهدي (ع) المُنتظَر و المنتظِر
نسمع و نقرا و نتداول منذ أمد ليس بالقصير حول علامات ظهور الأمام المهدي (ع) و نحللها و نؤولها أن تطلب الأمر بالدلائل العقلية و نجعلها مطابقة للأحداث في ارض الواقع وحسب الأحداث و الأحاديث المذكورة بصدد و لكن هل التداول بالعلامات فقط هو المطلوب من المنتظرين ؟
و الجواب هو لا بل ان هناك أمر لا بد من البحث فيه والعمل على تنميته داخل المجتمعات و خاصة الدينية منها فهناك امرا مهما و هو شروط ظهور الأمام (ع) فلنقارن اولا بين اهميتها و نقول ان الشروط اهم من العلامات و الدليل على هذا بأحد الأمثال حيث عند العرب هيجان الطيور علامة على هطول المطر و شرائطه الأساسية هي وجود الغيوم والطبقة الباردة التي تصطدم بالغيوم فاذا هاجت الطيور ولم يكن هناك غيوم هل يهطل المطر ؟ و أذا وجدت الغيوم و اصطدمت بها الطبقة الباردة و لم تهج الطيور فهل المطر لا يهطل ألا بعد انتظار هيجان الطيور و الجواب هنا معروف ، أذن توفر الشروط اهم من البحث في العلامات ووجودها بالرغم من اشتراكهن بانهما معا مما يجب تحققه قبل ذلك مستلزم لتحقق المشروط قبل وجود شرطه أو الغاية قبل الوسيلة أذن فلابد ان يوجدا معا قبل الظهور و بالرغم من ذلك فان اناطة الظهور بالشرائط أناطة واقعية و اناطته بالعلامات إناطة كشف وإعلام وهذا هو الفرق الأساسي المستفاد من نفس مفهوم اللفظين ، فأن معنى الشرط فلسفيا : ما كان له بالنتيجة علاقة علية و سببية لزومية ، بحيث يستحيل وجوده بدونه و هذا الذي نجده على وجه التعيين في شرائط الظهور فأننا سنرى ان انعدام بعض الشرائط يقتضي أنعدام الظهور اساسا بحيث لا يعقل تحققه و انعدام بعضها الأخر يقتضي فشله ومن ثم عدم أمكان نشر العدل الكامل المستهدف في التخطيط الألهي الكبير أذن فلا بد أولا من أجتماع الشرائط لكي يمكن تحقيق الظهور ونجاحه . أما العلامات فليس لها من دخل سوى الدلالة و الأعلام و الكشف عن وقوع الظهور بعدها وأنه يمكن تصور حدوثه بدونها ، و لا يلزم من تخلفها أنعدام سبب أو مسبب و معه تنبثق ضرورة وجودها قبل الظهور بصفتها دليلا كاشفا عن وقوعه لا بصفتها ذات أرتباط واقعي لزومي كما الحال في شرائط الظهور و ينبغي أن نأخذ بنظر الاعتبار نقطة معينة و هي أن بعض العلامات كوجود الدجال و قتل النفس الزكية مربوطة أرتباطاً عضوياً بالشرائط بمعنى أن هذه العلامات من مسببات و نتائج عصر الفتن والأنحراف الذي هو سبب التمحيص الذي هو سبب أيجاد أحد الشرائط أذن يكون بين هذا القسم من العلامات و بين بعض الشرائط علاقة سببية لزومية و سوف نذكر الشرائط الثلاثة بتفصيلها في الأعداد القادمة .
فلسفة القائم (ع)
عندما يسمع احدنا لفظ القائم يتبادر الى ذهنه الأمام القائم (ع) الحجة بن الحسن وهذا صحيح ولكن السؤال هل ثمة قائم اخر او أكثر من قائم ؟ وللأجابة على هذا السؤال لابد من الرجوع الى روايات اهل البيت (ع) و مناقشتها مناقشة موضوعية لأجل تحصيل النتائج وقبل سرد الروايات لابد من معرفة سبب التسمية او اللقب فقد ورد عن الأمام الصادق (ع) قال ( سمي القائم لقيامه بالحق) وعنه ايضا قال ( سمي القائم مهديا لأنه يهدي الى أمر مضلول عنه و سمي بالقائم لقيامه بالحق ) .
أذاً لما كان السبب في التسمية هو القيام بالحق تبين انه لا مانع من ان يكون هناك اكثر من شخص يسمى بالقائم فأن وجد من يقوم بالحق جاز أن يطلق عليه هذا الاسم وهو القائم فقط وليس الامام القائم فأنه خاص بالحجة بن الحسن وأليك الدليل على ذلك :
فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) ( أن أمير المؤمنين حدث عن أشياء تكون بعده الى قيام القائم فقال الحسين يأمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين , فقال أمير المؤمنين (ع) لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام – ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل – قال ذاذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان والملتان وجاز جزيرة بني كاوان , وقام منا قائم بجيلان وأجابته الآبر والديلمان ظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في بالأقطار و الجنبات و كانوا بين هنات و هنات ، أذا خربت البصرة وقام أمير الأمرة بمصر فحكا عليه السلام حكاية طويلة ، ثم قال أذا جهزت الألوف و صفت الصفوف وقتل الكبش الخروف ، هناك يقوم الآخر و يثور الثائر و يهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول و الأمام المجهول له الشرف والفضل و هو من ولدك يا حسين لا أبن مثله ) .
فأنظر عزيزي القارئ الى كلام أمير المؤمنين حيث ذكر لنا أكثر من قائم يقوم . وعن السيد عبد العظيم قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى (أني لا أرجو أن تكون القائم من بيت ال محمد (ص)الذي يملأ قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . فقال يأبى القاسم ما منا الا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد الى دين الله ) وفي هذه الرواية الشريفة وغيرها من الروايات دلالة واضحة على أن من يقوم بأمر الله أكثر من شخص وأن الهادين الى الله أكثر من شخص وأما هؤلاء القوام والهادين بأمر الله فأنهم بلا شك ما عدا الأئمة هم المهدين للأمام الحجة بن الحسن وبأخص اليماني حيث أنه يقوم بأمر الله والأمام القائم فهو أيضا قائم , وقد وردت بعض الروايات التي تنعته بهذا النعت وفيها دلله واضحة عليه كما أنه يسمى أيضا بالمهدي فقد جاء في الرواية الواردة عن رسول الله (ص) ( يخرج المهدي يقال لها كرعة ) وجاء في معجم أحاديث الأمام المهدي (ع) ( فالأقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة أشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة) وهذا الكلام للشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور ثم أنه ورد في الرواية عن الأمام الباقر (ع) ( وليس في الرايات أهدى من راية اليماني لانه يهدي الى الحق وطريق مستقيم ) فهو كما واضح مهدي ويهدي الى الحق ).
تقارير منوعة
طبيب الصحيفة
العلاج بالغذاء بدل الدواء
الضعف الجنسي :
س: أنا رجل بلغت سن الخمسين وأعاني الأن من ضعف جنسي حيث أني لا استطيع الجماع مع زوجتي بصورة تامة وراجعت الكثير من الأطباء وأجريت الي الفحوصات الطبية لكن لم تجدي لي نفعا والسبب الرئيسي أني أخذ دواء للقلب الذي هو مساعد على ضعف الأعصاب ؟
الجواب: بسم الله المشافي المعافي :
أن الضعف الجنسي له عدة أسباب منها أسباب وراثية وأخرى طارئة وكل من هذين القسمين قد يكون السبب الرئيس نفسي أو عصبي أ جسدي . وسوف نبين معالجة كل منها .
1 – الضعف النفسي :
هناك أسباب نفسية تساعد على قوة الحالة الجنسية وضعفها حيث أن عوامل القلق والتفكير الحاد له دور بالغ في ضعف الحالة الجنسية بلا حتى الخجل يعمل نفس العمل وكذلك هناك أسباب نفسية متولدة من الزوجة (المرأة ) حيث بعض النساء تضعف الحالة الجنسي عن طريق استعمال أساليب نفسية منها عدم زرع الثقة بنفسه – الاستهانة بقدراته الجنسية وقوته العضلية وغيرها من الأساليب النفسية فأن كل هذه الأسباب تؤثر على قوة الرجل النفسية الجنسية فيجب على الزوجين الأبتعاد عن هذه الأمور وزرع الثقة عند الرجل وترك التفكير مطلقا .
2 – الضعف العصبي :
هناك أسباب عصبية تؤثر على ضعف الحالة الجنسية عند الرجل منها العصبية الحادة المستمرة والقلق المستمر والتعب من كثرة العمل والطعام المضعف الأعصاب وأخذ المنشطات الجنسية باستمرار حيث بمرور الزمن تصبح لا تؤثر بالأعصاب لتعودها على المنشط وأخذ بعض أقراص الدوار مثل علاج مرض القلب والسكر وبعض الأمراض المؤثرة على الحالة العصبية , ففي هذه الحالة يتركز العلاج في عدة نقاط .1 – ترك العصبية الحادة والقلق المستمر والأبتعاد عن المحيط المساعد على مثل تلك العوامل وترك التعب الشديد في العمل اليومي .
2 – ترك الطعام المضعف للحالة العصبية مثل الخضروات والألبان ( وأكثرها اللبن) والسمك الطري بانواعه ماعدا ( الشبوط ) وعصير تمر الهند وبعض الحمضيات المضعفة والتقليل من البقوليات وخصوصا العدس .
3 - التركيز على الطعام المنشط والمقوى للحالة العصبية مثل البصل بأنواعه وخاصة الأبيض وهو أن يؤكل صباحا في كل يوم ولمدة أربعين يوم مخلوط بالأبيض المقلي بزيت الزيتون .
4 – شم الرائحة الزكية في كل يوم صباحا ومساءا وخصوصا أثناء الجماع حيث هذه تعتبر منبه ومحرك للأعصاب .
5 – القليل من السمنة المفرطة التي تبلد الإنسان.
الضعف الجسدي :
وله أسباب رئيسية منها الضعف الجسدي الناتج من قلة الطعام أو قلة بعض الفيتامينات أو فقر الدم ولعلاج مثل هذه الحالة هو :
1 – الأكل المركز المؤدي الى زيادة الحديد في الجسم وخصوصا أكل اللحم على هيئة الكباب أي مضروب بالساطور.
2 - الأكثار من العصير المركز ذو النسبة العالية من الحلاوة وخصوصا الموز والتفاح والبرتقال والجزر .
3 – الأكثار من التشريب سواء كان بلحم العجل أو الغنم وأن كان الأولى أن يكون من لحم الغنم حيث هو مساعد على زيادة نسبة الحديد في الجسم المؤدي الى قوة الانتصاب .
4 – التقليل من أكل المضعفات الجسدية مثل السمك بأنواعه ماعدا الشبوط وتقليل الشاي والقهوة وقلة التدخين حيث أن العامل الرئيسي لضعف البشر هو السكائر .
وأخيرا سوف أكتب لك وصفة طبية علاجية معتمدة على الغذاء بدل الدواء :
1 – في كل يوما صباحا البيض مع اللحم المثروم مع البصل الأبيض بدهن الزيت يقلى جيدا ثم يؤكل فهو مساعد على قوة الحالة العصبية الجنسية.
2 – أكل الدجاج وخصوصا الديكة تشتري ديك وتذبحه ثم تقطعه كل في كل يوم تأخذ منه قطعة وتطبخها وتأكلها وكذلك العصافير مع البصل هو مساعد على قوة الباءة .
3 – أكل تشريب العظم وخصوصا تشريب لحم وعظم الغنم .
4 – الأكثار من أكل الفجل والجزر اللذان هم مساعدان على قوة الانتصاب.
5 – الأكثار من أكل اللحوم والتقليل من الخضروات والتقليل من العدس .
6 - من كان يعاني من ضعف شديد عليه ممارسة الجماع وقت نشاط الدورة الدموية ونباهة الأعصاب وهي ساعة الصباح و الأبتعاد عن الجماع في أوقات الليل.
7 - الإكثار من الحلويات والدهنيات المساعدة على الشبع.
الطعام و تأثيره في انعقاد النطفة
هنالك حقائق ثابتة لا يمكن أنكارها وقد صرحت بها أحاديث كثيرة متواترة الرسول الأكرم (ص) لم يكتشفها العلم الحديث ولم تصل اليها الاكتشافات الحديثة بالرغم من أنتشارها وسعتها وبالرغم من وصولها الى الذرة فما فوقها والى الكواكب فما دونها .
فللطعام الذي يأكله الأبوان كل التأثير في توجيه الطفل وتيسيره نحو الخير والشر اذ من ذلك الطعام تتكون النطفة ثم تنتقل من صلب الرجل الى رحم زوجته , وتلتصق بجدار الرحم , وتنمو وتكبر حتى تكتمل جنينا تاما وأكبر مثال على ذلك أن الله سبحانه وتعالى بعث جبرائيل (ع) الى الرسول ليبلغه بأن ينقطع عن خديجة (ع) مدة أربعين يوما أي لا يواقعها حتى أنقضاء هذه المدة وطلب الله سبحانه وتعالى من النبي (ص) أن يأكل العجوة التي أرسلها بيد جبرائيل (ع) قبل ليلة أتصاله بخديجة (ع) اذ كانت تلك الثمرة من ثمار الجنة فأصبحت نطفة في ظهر النبي (ص) فحملت بها خديجة (ع) في ليلة الأربعين حينما جاءها الرسول مشتاق لها بعد انقطاعه منها لهذه الفترة فأنجبت الطهر البتول ولذلك سميت ( الحوراء الإنسية) لأنها أصلا هي ثمرة من ثمار الجنة فاستقرت في رحم السيدة خديجة (ع) بعد أن كانت نطفة في صلب النبي الكريم محمد (ص) .
فكانت الزهراء البتول منيع الرسالة ومنبر العلوم وسر الأسرار الربانية فيا أيها الناس طهروا أبدانكم وبطونكم من أكل الحرام واكل حقوق الآخرين كحق واليتامى في أموالكم وحق الأمام (ع) في أموالكم من الخمس وأجعلوا للفقراء حقا في أموالكم وأجعلوها شراكة بينكم وبينهم واخرجوا من أموالكم صدقة تزكيكم اذ قال الله تعالى : ( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )
حتى لا ننبت في لحومكم فيكون حينئذ من الصعب أزالتها والتخلص منها فطهروا طعامكم تطهر ذراريكم وتكون قد هيئتم الاجيال الصالحون للأمام المهدي (ع) ليثبت الله الحق فيهم ويزيح الظلم ومن هذه الأرض وتصبح ( كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ).
من حكم السيد المسيح
الحكمة الأولى : بين المسيح ومعلمي الشريعة .
معلمو الشريعة على كرسي موسى جالسون ففعلوا كل ما يقولون لكم وعملوا به ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم لانهم يقولون ولا يفعلون يحزمون أحمالا ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على أكتاف الناس ولكنهم لا يحركون أصبعاً تعينهم على حملها وهم لا يعملون عملا ليشاهدهم الناس يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم ويطولون أطراف ثيابهم ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في الجامع والتحيات في الاسواق وأن يدعوهم الناس يا معلم .....ثم يقول .... الويل لكم يا معلمي الشريعة تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون ... الويل لكم يا معلمي الشريعة تأكلون بيوت الأرامل وأنتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة سينالكم أشد العقاب .
..... الويل لكم يا معلمي الشريعة .... تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحد الى ديانتكم فأذا نجحتم جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما أنتم تستحقون . الويل لكم أيها القادة العميان .
..... الويل لكم يا معلمي الشريعة ..... تقطعون العشر من النفع والصعتر والكمون ولكنكم تهملون أهم ما في الشريعة العدل والرحمة ولصدق وهذا ما كان يجب عليكم أن تعملوا به من دون أن تهملوا ذلك أيها القادة العميان تصفون الماء من البعوضة ولكنكم تبتلعون الجمل .
.... الويل لكم يا معلمي الشريعة ... تطهرون ظاهر الكأس والصحن وباطنهما ممتلئ بما حصلتم عليه من النهب والطمع .
.... الويل لكم يا معلمي الشريعة ... أنتم كالقبور المبيضة ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتى وبكل فساد وأنتم كذلك تظهرون للناس صالحين وباطنكم كله رياء وشر .
.... الويل لكم يا معلمي الشريعة ... تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الأتقياء وتقولون لو عشنا في زمن أبائنا لما شاركناهم في سفك دم الأنبياء فتشهدون على أنفسكم بأنكم أبناء الذين قتلوا الأنبياء فتتممون أنتم ما بدأ به أبائكم .
أيها الحيات اولاد الأفاعي كيف تهربون من عقاب جهنم .
علي (ع) وحقوق الإنسان
أن الله تبارك وتعالى أختص لنفسه بعد نبيه محمد (ص) خاصته بتحليته وسماهم الى رتبته وجعلهم أليه أدلا بالرشاد عليه أئمة معصومين كاملين فاضلين وجعلهم الحجج على الورى وشفعاء اليه بأذنه لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يحكمون باحكامه ويستنون بسننه ويقيمون حدوده ويؤدون حقوقه ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيا عن بينة .
فقد بين أئمة ال البيت أن لله على الإنسان حقوقا يتحركها أو سكنة يسكنها بعضها أكبر من بعض وأكبر حقوق الله ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تتفرع ثم أوجبه على الإنسان . فحق الله الأكبر أن يعبده لا يشرك به شيئا فأذا فعل ذلك بإخلاص جعل الله على نفسه أن يكفيه أمر الدنيا والآخرة ويحفظ له ما يحب منها .
ومن بين الحقوق التي بينوها في وصاياهم (ع) حقوق الرعية فقد جاء عن أمير المؤمنين (ع)في عهده الذي بعثه الى مالك الأشتر حين ولاه مصر , حيث أمره بتقوى الله وإيثار طاعته وأتباع ما أمره الله في كتابه من فرائضه وسنته التي لا يسعد احد الا بأتباعها و لا يشقى الا مع جحودها و إضاعتها . لقد بين أمير المؤمنين (ع) لمالك في هذا العهد فقال : ( فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح بالقصد فيما تجمع و ما ترعى به رعيتك فأملك هواك و شح بنفسك عما لا يحل لك فان الشح بالنفس الأنصاف منها فيما أحببت و كرهت و أشعر قلبك الرحمة على الرعية و المحبة لهم واللطف بالأحسان عليهم و لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فأنهم صنفان : أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، و ليكن أحب الأمور أليك أوسطها في الحق و أعماها في العدل و أجمعها للرعية ، و ليكن أبعد رعيتك منك و أشنأهم عندك أطلبهم لعيوب الناس و لا يكونن المحسن و المسيء عندك بمنزلة فأن ذلك تزهيد لأهل الأحسان في الإحسان و تدريب لأهل الإساءة على الإساءة .
لقد أوضح أمير المؤمنين (ع) في هذا العهد أن الرعية على طبقات لا يصلح بعضها ألا ببعض و لا غنى بعضها عن بعض ، و أوصاه بالطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم و المساكين والمحتاجين وذو البأس فأن في هذه الطبقة قانعا معترا فأحفظ الله ما أستحفظك من حقه فيها حيث قال اني سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي ...) .
ثم قال (ع) : أنظر في أمر الأحكام بين الناس بنية صالحة فان الحكم في انصاف المظلوم من الظالم و الاخذ للضعيف من القوي و أقامة حدود الله على سنتها و منهاجها مما يصلح عباد الله و بلاده . فأختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك وأنفسهم للعلم و الحلم و الورع و السخاء مما لا تضيق به الأمور و لا تمحكه الخصوم . و قال : وأن ظنت بك الرعية بك حيفاً فأصحر لهم بعذرك و أعدل عنك ظنونهم بأصحارك فأن تلك رياضة لنفسك و رفق منك برعيتك و أعذار تبلغ فيه حاجتك من تقويمهم على الحق في خفض وأجمال ، ثم أوصاه أياك والدماء و سفكها بغير حلها فأنه ليس شيء ادعى لنقمة و لا أعظم لتبعة و لا أحرى لزوال نعمة و أنقطاع مدة من سفك الدماء فلا تصونن سلطانك بسفك دم حرام فأن ذلك يخلقه و يزيله .
و قال (ع) : أنه قد جمع ما في هذا العهد من صنوف ما لم ألك منبرا رشدا ا ناحب الله ارشادك و توفيقك ان تتذكر ما كان من كل ما شاهدت منها فتكون ولايتك هذه من حكومة عادلة و سنة فاضلة او اثر عز نبيك (ص) أو فريضة في كتاب الله فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به منها .
لقد جاءت الرسالة الأسلامية التي هي رسالة السماء على وجه الأرض فهي تعالج الأنسان من كل نواحيه لقد كان امير المؤمنين (ع) يمثل الرسالة الأسلامية و كان هو الأمين من قبل رسول الله (ص) على الرسالة الأسلامية و استقامتها فقد ربى علي (ع) اصحابه الأهداف لا أصحاب نفسه كان يدعو الى ان الأنسان يجب ان يكون صاحب الحق قبل ان يكون صاحب شخص بعينة . فعلي (ع) هو الذي قال ( أعرف الحق تعرف أهله ) كان يربي اصحابه على انكم اعرفوا الحق ثم احكموا .
ولا شك ان رسول الله (ص) لو كان قد امتد به العمر او كان قد امتدت التجربة الإسلامية على يد خلفاؤه المعصومين من اهل البيت (ع) اذا لقدر لهذه التجربة الأسلامية و التربية ان تؤتي ثمارها بشكل عجيب هذه الثمار التي ستتحقق بظهور القائم (ع) بإنشاء دولة الله العادلة في الأرض حيث يبلغ المجتمع البشري أعلى مستوى من التعاضد و التعاون .
فقد جاءت الروايات عن أهل البيت (ع) ( أذا قام قائم ال محمد حكم بالعدل و ارتفع في ايامه الجور و أمنت به السبل و أخرجت الأرض بركتها ورد كل حق الى أهله ....)
دراسات أسلامية
صـاحـب الـسـيـف
ان الله أبتدأ الأمور فأصطفى لنفسه ما شاء و أستخلص منها ما أحب فكان مما أحب أنه أرتضى الأيمان فأشتقه من أسمه فحله من أحب من خلقه . فأختار له سفراء في خلقه يعبرون عنه الى خلقه و عباده يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم فثبت الأمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه عز وجل وهم الأنبياء و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين الناس على مشاركتهم في الخلق و التركيب في شيء من أحوالهم مؤيدين عند الحكيم العليم بالحكمة .
وأختار الله أئمة معصومين هم أهل بيت محمد (ص) وجعل فيها ما شاء ووجب بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه منهم أولياؤه في سماواته وأرضه أخذ لهم بذلك العهد على جميع عباده فمن تقدم عليهم كفر بالله من فوق عرشه . لأن الأمامة ميراث الأنبياء ومنزلة الأصفياء و خلافة الله و خلافة رسول الله (ص) فهي عصمة و ولاية و سلطنة و هداية لأنها تمام الدين و رجح الموازين . فكانوا هم الأسرار الألهية المودعة في الهياكل البشرية الذرية الزكية و العز الميامين من آل طه و يس و حجج الله على الأولين و الآخرين و أن الله لم يخلق أحداً ألا و اخذ عليه الأقرار بالوحدانية و الولاية للذرية الزكية و البراءة من أعدائهم و أن العرش لم يستقر حتى كتب عليه بالنور لا أله ألا الله محمد رسول الله علي ولي الله .
أن فاجعة كربلاء و شهادة الأمام الحسين (ع) لا تنسى بمرور القرون و الأجيال بل تبقى و كأنها حدثت بالأمس القريب تحتفظ بحرارتها وأن طال الزمن .
أن القائم (عج) وأصحابه يهتفون ( يالثارات الحسين ) أعلاماً بعظمة الفاجعة التي تتجدد بمرور الأعوام و تظهر معالمها و أبعادها كلما زاد البشر فهماً للحوادث . أن هذا الهتاف إنذار للأنتقام من كل من يشمت بهذه المصيبة التي صفت بآل الرسول الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) . أن الذين أرتكبوا الجرائم في يوم عاشوراء يستحقون أشد أنواع العذاب وأقساها و كل من رضي بتلك الجرائم فهو شريك و يستحق العذاب الأليم .
فعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: ( أذا قام القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعال أبائهم ) ، لقد صرحت الأحاديث الشريفة بأن القائم أذا خرج يطلب بدم الحسين (ع) و هو قوله ( نحن أولياؤكم في الدم و الدية) و أن القائم (ع) يستخدم السيف لاستئصال هؤلاء المعاندين و المتكبرين و قلع جذورهم و القضاء عليهم أما سنته من رسول الله (ص) فخروجه بالسيف و قتله أعداء الله و أعداء رسول الله و الجبارين و الطواغيت و أنه ينصر بالسيف و بالرعب و لا ترد له راية .
و في رواية أخرى عن الصادق (ع) في معنى قوله تعالى ( و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) قال أن الأدنى بالقحط و الجدب و الأكبر خروج القائم بالسيف أخر الزمان فالويل كل الويل لمن خافه و خالف أمره وكان من أعدائه .
فيقوم بأمر جديد و سنة جديدة و قضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه ألا القتل و لا يستتيب أحدا و لا تاخذه في الله لومة لائم . فقد سؤل الأمام الباقر (ع) أنت صاحب السيف ؟
قال : كلنا صاحب السيف و وارث السيف قلت فأنت الذي تقتل أعداء الله و يعز بك أولياء الله و يظهر بك دين الله ؟ قال (ع) : كيف أكون أنا و قد بلغت الخامسة و الأربعون وأن صاحب هذا أقرب عهداً مني وأخف على ظهر الدابة أن في قائمنا أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و محنة للمتكبرين لقوله تعالى ( و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) فهو عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين فأذا ظهر ضرب بسيفه و سوطه حتى يدخلوا في دينه طائعين أو كارهين فيجيء قوله تعالى ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ) و هو أمر الله و رسوله بالولاية لوصيه الولاية هي دين الحق ليظهره على الدين كله ( و قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا أيمانهم و لا هم ينظرون ) ( أنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) .
خـشـيـة الـعـلـمـاء
كما نعرف إن الخشية هي مزيج من الخوف و الخجل من الذي تخشاه و يقيناً أن الذي تخشاه تعرفه حق معرفته و ألا لا يعتريك الخوف و الخجل من شخص تجهله ، هذا ما أوقفني على الآية الكريمة ( أنما يخشى الله من عباده العلماء ) و مفهوم هذه الآية الكريمة انه لا يخشى الله من العباد ألا العلماء و لكن من هم الذين أطلقت عليهم صفة العلماء ؟ فهنالك حسب فهمي المتواضع عدة أصناف من العلماء و هم كما يلي :
1 - عـلـماء المادة و هؤلاء الذين تخصصوا بمتعلقات العلم كالفيزياء والكيمياء و الرياضيات و متعلقات العلوم الأخرى وهي صفة وضعية قد وضعها الإنسان غير المتكامل المحتاج الى بعض الناس و أن الآية لا تعنيهم بشيء لأن الكثير منهم كانوا لا يعرفون الله سبحانه و تعالى.
2 - عـلـماء الدين و يقسمون الى قسمين :
أ- العلماء العاملين : وأطلقت هذه التسمية على العلماء العاملين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم و أكثر هؤلاء و لنقل جميعهم كان طريقهم الشهادة وأن درست تاريخهم وجدتهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لأنهم وصلوا مرحلة متقدمة في معرفة الله و لهذا السبب ترى قراراتهم جريئة برغم الضغوطات من السلطات الجائرة و لكن معرفتهم بالله والذوبان في القيادة الإلهية للناس و معرفتهم حقيقة لم يصلها بقية المتصفون بالعلماء ونرى ايضا قيادتهم للناس و مدى تأثيرهم بالمجتمع فنرى انقياد الناس بجميع فئاتهم العمرية و العقلية لكافة الأوامر التي تطلق من قبل هؤلاء العلماء و هم كثيرون لا يسعني هنا ذكر الأسماء فأن اسمائهم معروفة لدى الجميع و الذين هم بحق كانوا يمهدون للثورة العالمية الكبرى و الدولة العادلة الكاملة دولة الأمام صاحب الزمان (ع) من خلال اطروحاتهم الفكرية و الفلسفية و الدينية وأيضا السياسية الأمر الذي دفع بالمتعلقين بحبائل الدنيا الى اسقاطهم اجتماعيا فتارة ينعتوهم بالمخابرات الغربية و تارة اعداء الدين الأمر الذي يذكرني بمحاربة الأمام المهدي (ع) من قبل شخصيات دينية كبيرة وكأنها مقدمات لهذا الأمر المهين و يمكن القول ان كل عارف عالم و لكن لانستطيع القول ان كل عالم عارف .
ب- فـقـهاء الإفـتاء :و هم الذين اهتموا بامر المعاملات الأبتلائية أمثال الحيض و النفاس وقبض الخمس و غير ذلك من الأمور الشرعية . أما الأمور العادلة فهذه و كأنها ليس من أختصاصهم و لا يتطرقون أليها طرفة عين فهؤلاء لا يمكن ان يكونوا مشمولين بالآية الكريمة ( يخشى الله من عباده العلماء) فيجب على العالم أن يخشى الله لا يخشى غيره و الدليل على ذلك قول الرسول (ص) ( من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ) و أذكر إحدى الحوادث التي وقعت في زمن الأمام الصادق (ع) قال : فكان الأمام أذا خشى يتوسط الناس فيمشي فأذا بالقوم الذين أمامه قد وقفوا . فقال ما الخبر ؟ قالوا : أن في الطريق أسد قد قطع الطريق علينا ، فمشى أليه الأمام حتى وقف أمام الأمام منحنياً . فقال الأمام للناس أمشوا و الله لو كان خوفكم من الله كخوفكم من هذا الأسد لخاف منكم الأسد و غيره .
أما العلماء الذين خاطبهم الله عز وجل في هذه الآية الكريمة هم الأئمة (عليهم السلام) الذين يخشون الله في كل أعمالهم و أقوالهم و عبادتهم لأنهم عرفوه حق معرفته فهم الذين ساروا بنهجهم الى يوم الدين ... و الحمد لله رب العالمين .
انتظار الخانعين أم انتظار المتأهبين
هنالك مفاهيم خاطئة لموضوعات غاية في الأهمية أن لم نقل غاية في الخطورة أيضاً لما لها من أنعكاسات سلبية على الأفراد و المجتمع عموما لا سيما المتعلقة منها بالجانب الديني و فهمه كما هو الحال بالنسبة لأنتظار الأمام المهدي (ع) و كيف يفهمه غالبية الناس البسطاء من العوام الذين ذهبوا مذاهب في فهمهم لعملية الأنتظار خافت بكل تأكيد الصواب و حقيقة الانتظار منه فأصبح الركون الى الخنوع و الاستكانة و الأتكالية و قبول الظلم الواقع سمة الكثيرين و دون أن يحركوا ساكنا بحجة أن تحقيق القسط والعدل و قهر الظلم والجور و التغير لا يقوى عليه سوى الأمام (ع) بعد ظهوره و هذا مما لا شك فيه صحيح و لا خلاف عليه مطلقاً فالأمام وحده الذي يستطيع ملء الأرض قسطا و عدلا بعد أن ملئت ظلما و جورا و لكن هل يعني ذلك وجوب تعاطينا وقت الأنتظار بهذه السلبية ؟
و هل أن الله تعالى بقبول الظلم و الوقوف أزائه مستمرين بلا حراك مستكينين ذليلين . كلا بالطبع فالله القوي يحب قوة الحق و العدل و يكره القهر و الظلم ولا يجوز لنا أذن أستهواء ما لا يحبه الله و ألا فأننا سنجد أنفسنا نخالف ما جاءت به أيات القران البينات الصريحات و أحاديث نبي الرحمة (ص) ، و خير ما نستشهد به حديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الأيمان )
فماهية الأنتظار الواجب التعامل وفقها هي العمل بلا هوادة لصالح الدين و المجتمع و الأستعداد العملي وأعداد العدة فقد أمر الله عباده بالعمل الصالح بكل الأزمنة و الأماكن ( و قل أعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنين ) نعم التغيير الشامل الكامل و ملء الأرض عدلا لا نقوى عليه و هو أمر مفروغ من و منوط بظهور الأمام و لكن الذي علينا عمله و تغييره بقدر المستطاع و الباقي على الله و كما يقول عز من قال ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالتغيير يبدأ من النفس أولا ليأذن الله بعدها بظهور صاحب التغيير الشامل الكامل صاحب الزمان المهدي (عج) .
و لم يقتصر الأمر عند هذا الحد في الأعتقاد الخاطئ بكيفية الأنتظار بل أن هناك فريق ذهب أبعد من ذلك في سلبيته التي يعتقد أن الخنوع و الأستسلام و أستضعاف نفسه و قبوله للظلم الواقع عليه و الحيف الذي يلحق به و الوصول الى الأرض التي تملأ ظلما و جور و هو أسهام يؤجر عليه في عملية تسريع الظهور و هذا الذي لم ينزل الله به سلطان .
أن مثل هذه الأطروحات تفتح على الأسلام أبواب ينفذ من خلالها المتربصون بالأسلام و المتشككين و الطاعنين بالرسالة المحمدية و الحقيقة قد أرتفعت مثل هذه الأصوات و أدعت أن موضوع الأمام (ع) ما هو ألا إسرائيليات وضعت لتخدير الشعوب الأسلامية و العودة بها الى الوراء و في أحسن الأحوال تبقي الأمة تراوح في مكانها لا تبارحه و رغم ما نراه من خطورة ظلت هذه المفاهيم المغلوطة تترسخ في أذهان البسطاء و لربما تتجدد دون أن يكون هناك تصدي جدي و لم تأخذ نصيبا كاف من توضيح الخاصة للعامة و لم تحتل حيزا إعلاميا يتناسب مع أهميتها و خطورتها سوى من محاولات خجولة تظهر بين حين و حين لا تلبي الطموح و لا تقوض التفاقم المستفحل الآن .....
و لنكن صريحين أكثر أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق العلماء أولا و أخيرا كما أن مسؤولية المعالجة ملقاة الأن على عاتقهم و عليهم تصحيح المسارات الخاطئة ليبرئوا ساحتهم أمام الله و رسوله و المؤمنين و بأساليب شتى و وسائل عدة و جميعها متاحة لديهم الأن فالناس منصاعون لأوامرهم و توجيهاتهم و أرشاداتهم لمسلك الأمان .
( الـلـهـم أشــــهـــد أنـــي بـــــــــــــــلــــــــــغـــــــــت )
غـريـب طــوس
هو الأمام الثامن من أئمة أهل البيت (ع) الذي و لد في المدينة سنة 148 هجري و من المعلوم أن ولادة الأئمة الأطهار ليست كباقي الولادات و حملهم في الأرحام المطهرة ليس كأي حمل لأنهم الأنوار الألهية في الأصلاب الشامخة يتلألأ بهم الوجود و تزدهر بهم السماء و الأرض ، و قد تجلى لنا الأمام الرضا (ع) بمفهوم الإمامة فأكد أن الأمامة أنها أسمى من الهيمنة الظاهرية على الواقع الاجتماعي فقال (ع) أن الأمامة هي منزلة الأنبياء و الأوصياء و خلافة الله و خلافة الرسول (ص) و مقام أمير المؤمنين و ميراث الحسن والحسين (عليهما السلام) .
أن الأمام زمان الدين ونظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين . أن الإمامة آس الأسلام النامي و فرعه السامي بالأمامة تمام الصلاة و الصيام و الحج و الجهاد الأمام يحل حلال الله و يحرم حرامه و يقيم حدود الله و يذب عن دين الله و يدعو الى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة .
أما الأمامة في شخص الأمام (ع) فهي وجود بهي و هيبة يبلغ القلوب جلالها و يغمر العقول كمالها , كان دور الأمام الرضا (ع) كبير في التربية والتوعية العقائدية و التثقيف الواسع الذي أعطى القاعدة الشعبية دفع للتمسك و الألتحام مع خطه (ع) و أيضاً كان له دور النشاط العلني و الجرأة الفائقة التي كان يتمتع بها الأمام الرضا (ع) ضد الخط العباسي .
و كان للأمام الرضا (ع) دورا مهما وهو دور مشترك للأئمة عليهم السلام يمارسونه في الحياة الأسلامية وهو أيقاف المزيد من الانحراف في الأمة الأسلامية . و الدور الأخر هو رعاية الشيعة بوصفهم الكتلة االمؤمنة بالأمام و الأشراف عليها لا بوصفها المجموعة المرتبطه به و التخطيط لسلوكها و حمايتها و تنمية وعيها و قد بين لشيعته أن الله يبعث قائم من ال محمد في أخر الزمان .
و قد جاء عن دعبل الخزاعي : أنشدت قصيدة للأمام الرضا (ع) أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات
و قبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
قال : قال لي الرضا (ع) : أفلا ألحق البيتين بقصيدتك ، قلت: بلا يابن رسول الله (ص) فقال (ع) :
و قبر بطوس يالها من مصيبة توقد في الأحشاء بالحرقات
الى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم و الكربات
قال دعبل : ثم قرأت ياقي القصيدة عنده فلما أنتهيت الى قولي :
خروج أمام لا محالة واقع يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل و يجزي على النعماء و النقمات
بكى الرضا (ع) : بكاءاً شديدا ثم قال يا دعبل نطق روح القدس بلسانك . أتعرف من هذا الأمام ؟ ومتى يقوم ؟ قلت : لا ألا أنني سمعت خروج أمام منكم يملأ الارض قسطا و عدلا ، فقال : أن الأمام بعدي أبني محمد و بعد محمد أبنه علي و بعد علي أبنه الحسن و بعد الحسن أبنه الحجة القائم و هو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما .
لقد بين أهل البيت (ع) مظلومية الأمام الرضا (ع) و غربته حيث عاش الأمام غريبا في تلك المدينة خراسان كما ذكر الرسول (ص) ( ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ما زارها مكروب ألا نفس الله كربته) ، و عن الباقر (ع)( يخرج من ولدي موسى أسمه أسم أمير المؤمنين عليه السلام فيدفن في خراسان ) ، و كذلك قال الأمام الصادق (ع) ( يقتل حفيدي في خراسان ) ثم قال الأمام الرضا (ع) أن شر ما خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار و بلاد غربة و في هذه البلاد و في تلك البقعة المباركة قال في حقها الأمام (ع) و الله هي روضة من رياض الجنة .
و لعلم الأمام من الله و في هذه الأرض ستبدأ الدعوة المحمدية الجديدة و هي دعوة القائم (ع) حيث بدأ الأسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء و من هذه الأرض ستخرج الرايات السود رايات النصر الكبير بقيادة قائم أل محمد و تزحف الزحف المقدس لأعلاء كلمة الله في الأرض و ستكون القاعدة الكبيرة لنصرة الأمام و أكثر أنصاره من خراسان .
معجزة السيف التي حدثت في الكاظمية
أن زمان معجزات الأنبياء أنتهى حينما ختم الله تعالى أنبياءة و رسله بخاتم الأنبياء حبيبه المصطفى محمد (ص) خير الأنام أجمعين لكن المعجزات الألهية ظلت تظهر بين الحين والأخر صحيح و لربما بكل عصر و عهد يأمر بها الله عز وجل رحمة للناس و تذكيراً لهم و لتعينهم على كبح جماح هذه النفس البشرية الأمارة بالسوء لا سيما في أيامنا الآن التي أختلط بها الحابل و النابل و كأن حرام الأمس تبدل و لم يعد حراما اليوم و لا حلال الأمس بقي ذاته حلال اليوم حيث أمسى وأصبح كل ذلك مرهون بالأجتهاد الشخصي لكل فرد تقريبا و حسب تقلباته المزاجية الخاضعة لتوافق المصالح المنفعية له بالطبع و أن كانت على حساب الأخرين ، و يظل كل ماذكرنا من أوضاع مريبة غريبة نحياها و التي قد تكون أستطاعت زحزحة و أضعاف الأيمان في قلوب البعض يتجسد بالأعجاز الألهي بخيوط سليفونية رقيقة طرزت على شكل سيف الأمام علي بن أبي طالب (ع) امام المتقين و قائد الغر المحجلين حينما عجزت نار مستعرة من حرق أو قطع أحد هذه الخيوط لتقف النيران منحنية أمام هذا الرمز العظيم الشامخ و كأن لسان حاله يقول أن الله حق والأسلام حق و نبي الهدى حق وأل بيت النبوة و عميدهم بعد الرسول أسد الله الغالب علي بن ابي طالب حق وكيف لا و الحديث النبوي يقر بأن علي بن أبي طالب حق فأينما يدور علي يدور الحق معه .
حريق هائل ينشب في أحد أسواق الكاظمية الكبيرة بعد يوم طويل شاق مضني أمضاه الكسبة من الباعة المتجولين وأصحاب المحال التجارية في مدينة الكاظمية المقدسة في أكمال أستعدادهم و ترتيباتهم لأستقبال شهر الفضيلة رمضان و عيد الفطر المبارك و تعد هذه الأيام من كل عام هجري موسما تجاريا تنشط فيه حركات البيع و الشراء لأقبال الناس على التبضع في مثل هذا الوقت كما هي عادة المسلمين في كل أنحاء العالم فقدسية رمضان و العيد لديهم ، لذلك ترى حرص الباعة و أنهماكهم في توفير البضائع اللازمة و بكميات أكبر من المعتاد و خزنها في مخازنهم و محلاتهم فأن القوة الشرائية الكبيرة تتطلب الأحتياط خصوصا في مدينة الكاظمية التي يؤومها الناس من كل حدب و صوب ومثل ما كانت الأستعدادت تجري في كل مكان كذلك كان أصحاب المخازن والمحال التجارية في عمارة النواب في شارع باب المراد و عند الليل غادر الجميع العمارة و التي تضم أكثر من أربعمائة محل تقريبا و على شكل قيصريات و في الساعة الحادية عشر و النصف مساء أندلع حريق في قيصرية منهن تضم أكثر من أثنا عشر محل ومخزن تباين تخصص و تنوع كل منهن في نوع معين من البضائع و لعدم وجود أحد بسبب حدوث الحريق في ساعة متاخرة من الليل إذ تقفل جميع المحال في هذا الوقت وتخلو الشوارع و الأسواق من الباعة ومن الناس السابلة والمتبضعة معا ، فلا يجوب الشوارع سوى الحرس الليلي و الشرطة أو من الذين يقطنون المنطقة ذاتها و بالتالي أخذت النار تأكل وتزحف من مكان الى مكان أخر بسرعة شديدة و بدون رادع يردعها و لم تنفع المحاولات الخجولة الخائفة لنفر قليل شهد الحريق من جانب و لتصاعد ألسنة اللهيب و الدخان من المنافذ التي حالت دون دخول الموجودين لإخماد الحريق من جانب أخر فالذي لم يموت حرقا سيموت بالتأكيد خنقاً ... تأخر وصول سيارة الإطفاء ..... التكملة في عدد قادم .
مريم أمة محمد (ص)
و هي دراسة تحليلية قرانية لسيرة أهل البيت (ع) قائمة على الربط بين الحوراء مريم (ع) و بين سيدة نساء العالمين الأنسية فاطمة الزهراء (ع) و أن هناك نقاط تشابه كثيرة بين مريم (ع) و فاطمة (ع) كما أن الله عز وجل ذكر في كتابه الكريم من صفات مريم (ع) تتطابق و حياة و صفات الزهراء (ع) و كن نتاج هذه الشخصيتين هو الأمام المهدي (ع) الذي ولد من أم هي من نسل حواريي عيسى (ع) وهي نرجس (ع) و هي بنت قيصر الروم و ولد من أب هو من نسل محمد (ص) و هو الأمام العسكري (ع) الأمام الحادي عشر . و أليكم وجه الشبه و الأشتراك بالصفات بين مريم العذراء وفاطمة الزهراء (ع) :
1 – التشابه في صفتها و أسمها (الصديقة) و قد ورد في سبب تسمية مريم (ع) بالصديقة لكثرة صدقها و تصديقها لمر الله وأنبياءه و لا يدخلها شك في ذلك . ومرتبة الصديقين هي في عداد مراتب الأنبياء والشهداء كما قال تعالى في كتابه العزيز ( ما المسيح بن مريم ألا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ) قيل : سميت صديقة لأنها تصدق بآيات ربها و منزلة ولدها بدلالة قوله تعالى : ( و صدقت بكلمات ربها ) و الصديقين هم الذين يعتقدون بالحق و يؤمنون به و يعملون بتلك المعتقدات و هؤلاء عددهم قليل و نادر في كل زمان و مكان و لعل في بعض البلاد لا يوجد صديق واحد و يسهل علينا أن نعرف أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت مرتبة الصديقين و سماها أبوها الرسول محمد (ص) بالصديقة .
و ذات يوم سئل المفضل بن عمر الأمام الصادق (ع) من غسل فاطمة ؟ قال : ذلك أمير المؤمنين . قال : قد كان ذلك جعلت فداك ! قال : لا تضيقاً فأنها صديقة و لا يغسلها ألا صديق , أما علمت أن مريم لم يغسلها ألا عيسى ؟! و قال عنها الصادق (ع) في حديث ( وهي الصديقة الكبرى و على معرفتها دارت القرون الأولى) . بحار الأنوار ج 43 ص 105 .
2 – المباركة : فهي البركة أذا كانت مريم (ع) هي الخير الكثير أذ أنجبت نبي الله عيسى (ع) و هو مبارك .... و كذلك السيدة فاطمة الزهراء (ع) تعني الخير الكثير فلما شمت بالنبي حين مات أحد أولاده و قال : أن محمدا أبتر فان مات ذكره ، فأنزل الله تعالى هذه السورة تسلية له كأنه يقول تعالى : أن كان أبنك مات فأنا اعطيناك فاطمة و هي و أن كانت واحدة وقليلة ، و لكن الله سيجعل فيها الخير الكثير و تصديقا لهذا الكلام ترى في العالم اليوم لا تخلو أرض من ذرية فاطمة (ع) الذين هم ذرية محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) .
3 – المرضية : أذ كانت مريم العذراء (ع) مرضية لزهدها وأنفاقها ما تتمكن عليه و راضية بأمر الله تعالى . و كذلك السيدة فاطمة الزهراء (ع) مرضية عند الله تعالى بسبب أستقامها و أعتدالها .
4 – المحدثـــة : قال الله تعالى ( و أذ قالت الملائكة يامريم أن الله أصطفاك و طهرك وأصطفاك على نساء العالمين يامريم أقنتي لربك وأسجدي و أركعي مع الراكعين ) و بصريح الأية الكريمة أن الملائكة خاطبت مريم (ع) و لا شك أنها كانت تسمع نداءهم و تفهم خطابهم و ألا فما فائدة هذا الخطاب . و قيل : الذي خاطبها هو جبرائيل وحده ، أذ قال تعالى ( فأرسلنا أليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) و قد أجمع المفسرون أن المقصود من روحنا هو جبرائيل (ع) تمثل لها بصورة أدمي فأنتصب بين يديها و جرى بينهما كلام و حوار . و كذلك لا يصعب علينا أن نعرف أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت محدثة أذ ليست سيدة نساء العالمين و بنت سيد الأنبياء و المرسلين بأقل شأناً من مريم بنت عمران و في رواية عن الصادق (ع) يقول : أنما سميت فاطمة (محدثة) لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران . والوحي لا يختص بالأنبياء فهناك الكثير من الآيات القرآنية تبين ذلك فمثلاً قوله تعالى ( و أوحى الى كل سماء أمرها ) ( و أذا أوحينا الى الحواريين أن أمنوا برسولي ) ( و أوحينا الى أم موسى أن أرضعته ) .
5 – البـتـول : و من خصائص مريم العذراء و فاطمة الزهراء (عليهما السلام) لا يطمثن أي لا يصيبهن ما يصيب النساء الأخريات من الطمث و النفاس و الأنقطاع التام الى الله تعالى في العبادة .
6 – العذراء : أي أن مريم كانت عذراء دائماً و قد ورد في أيات القران الكريم ( و قالت أنى يكون لي غلام و لم يمسسني بشر و لم أك بغيا ) ... وقد ورد في احاديث تصرح بأن السيدة الزهراء (ع) خلقت من طعام الجنة و صرح بذلك النبي (ص) بأنها حوراء أنسية و ليس في هذا التعبير مجازاً أو غلو بل هي حقيقة ... سأل رجل الأمام الصادق (ع) و كيف تكون الحوراء بكل ما آتاها زوجها عذراء ، قال (ع) : لأنها خلقت من الطـيـب .
7 – العابـدة : أن عبادة مريم (ع) هي عبادة أنقطاع و كذلك السيدة فاطمة الزهراء (ع) فأنها عابدة لأنها تنقطع في عبادتها الى الرب العظيم أذ قال الرسول (ص) : ( وأما أبنتي فاطمة فأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ...) ( و أما مريم فأنها سيدة نساء عصرها ) لكثرة عبادتهن و أنقطاعهن عن الدنيا لله تعالى .
8 – أختفاء قبر مريم الحقيقي لأنها طلبت من ولدها أن يدفنها في مكان بعيد عن الذين ظلموها و ظلموا ولدها و كذلك فاطمة الزهراء (ع) طلبت من زوجها أمير المؤمنين (ع) أن يخفي قبرها حتى لا يعثر عليه الذين ظلموها و ظلموا زوجها أمير المؤمنين (ع) و اغتصبوا حقها من ميراث الرسول (ص) أبوها و حرفوا سنته من بعده .
9 – و هي أهم نقاط التشابه و التي هي سارية حتى يومنا هذا و حتى قيام الساعة هو نـزول عـيـسى بن مريم (ع) و ظهور الأمام المهدي (ع) أبن فاطمة في أخر الزمان ليقيموا الحق و العدل في كل بقاع الدنيا و تتحرر بلاد العالم و البلاد المقدسة من السيطرة و الهيمنة على أيديهم و نشر دين الحق دين الأسلام الجديد في مشارق الأرض و مغاربها و كما تحدثت الروايات عن النبي (ص) أن عيسى (ع) يقدم أبن فاطمة الزهراء ليأتي به في الصلاة في يوم الجمعة في ذلك اليوم الموعود في الأرض المقدسة كرامة لأعظم نبي عرفته الكرة الأرضية وكل العالم منذ نشأتها الى قيام الساعة فعجل الله ذلك اليوم و جعلنا و إياكم تحت أمرتهم و من الناصرين و المستشهدين بين يديهم .
بعض ما لاقاه النبي وآله من الأئمة في حياته
قال علي بن ابي طالب (ع) : ( مررت يوما برجل (سماه لي) فقال : ما مثل محمد ألا كمثل نخلة نبتت في كباة (المزبلة) فأتيت رسول الله (ص) فذكرت له ذلك فغضب رسول الله (ص) و خرج مغضباً و أتى المنبر ففزعت الأنصار الى السلاح لما رأوا من غضب رسول الله (ص) قال : فما بال أقوام يعيروني بقرابتي و قد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله تعالى إياهم وما أختصهم به من أذهاب الرجس عنهم ة تطهير الله أياهم و قد سمعوا ما قلته في تفضيل أهل بيتي ووصيتي و ما أكرهه الله و خصه و فضله من سبقه الى الأسلام و بلاءه فيه و قرابته مني وأنه مني بمنزلة هارون من موسى ، ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش ؟ ألا أن الله خلق خلقه و فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين و فرق الفرق ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا و خيرها قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل بيتي و عترتي و بني أبي أنا و أخي علي بن أبي طالب نظر الله سبحانه الى أهل الأرض نظرة وأختارني منهم ثم نظر نظرة فأختار عليا أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي من والاه فقد والى الله و من عاداه فقد عادى الله و من أحبه أحب الله و من أبغضه أبغضه الله لا يحبه ألا كل مؤمن و لا يبغضه ألا كافر ، هو زر الأرض بعدي و سكنها ، وهو كلمة التقوى و عروة الله الوثقى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله ألا أن يتم نوره ) التوبة32 . .. يريدون أعداء الله أن يطفئوا نور أخي ويأبى الله ألا أن يتم نوره . أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم أشهد عليهم ثم أن الله نظر نظرة ثالثة فأختار من اهل بيتي بعدي و هم خيار أمتي : أحد عشر أماماً بعد أخي واحداً بعد واحد كلما هلك واحد قام واحد ، مثلهم في أهل بيتي كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم أنهم أئمة هداة مهديون لا يضركم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم بل يضر الله بذلك من كادهم و خذلهم هم حجج الله في أرضه و شهداءه على خلقه من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله هم من القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي و أول الأئمة أخي علي خيرهم ثم أبني الحسن ثم أبني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين .
الوضوء وتأثيره المباشر على الروح والجسد
البقاء على طهارة الوضوء تهنا النفس وتزيل الهم قامت في احد دول أوربا تجارب ودراسات حول الوضوء وأردوا معرفة لماذا المسلمون يقومون بهذه الأعمال وهل هي مطهرة للجسد أم الروح فوجدوا ومن خلال دعوتهم لأحد الاشخاص المسلمين بوضع جهاز يقوم بقياس حيوية أعضاء وأنسجة الجسم قبل وضوء ذلك الشخص المسلم فوجدوا أن الجهاز لن يعمل وبعدها طلبوا من الشخص المسلم القيام بعلية الوضوء وعند ربط الجهاز على جمع أجزاء الجسم بدأ الجهاز يشتغل ويسجل درجات عجيبة من الحركة المنتظمة والسريعة للدورة الدموية وقام الجهاز بقياس درجة حرارة الجسم فوجدها تنتظم بشكل طبيعي جدا وتوازن جميع أعضاء الجسد و الانسجة و اعتدال ضغط الدم أذا شخصا مصابا بارتفاع أو انخفاض عمل الأنسجة الدماغية بصورة تجديد الذاكرة ونشاطها بشكل عجيب فاكتشفوا أن طريقة التدليك التي يقوم بها المتوضئ من الأعلى الى الأسفل ووصول الماء الى كافة أجزاء مناطق الوضوء على تكوين مجال كهرومغناطيسي وتعمل هذه الكهرومغناطيسي على تنشيط الدورة الدموية بشكل عجيب دتل على حكمة الله تعالى وعلمه بما ينفع الأنسان وما يضره فأذا كان الأنسان المتوضئ عنده مرض عضوي والآلام في جسمه عند القيام بعملية الوضوء يشعر الجسم بالهدوء والسكينة .
فلذلك أوصى الرسول الكريم (ص) بالبقاء عل ى الطهارة وأوصى الرجل بالقيام بعملية الوضوء قبل أن يقرب أهله وإذا أصاب احد من الناس الغضب عليه أن يذهب ويتوضأ فأنه يطفي الغضب , وأن أراد الأنسان الى النوم عليه أن يتوضآ قبل أن يذهب الى فراشه فعن أهل البيت (ع) أنه من توضأ قبل نومه فكأنما أحيى الليل قائما لله تعالى . وبالنتيجة فأن طهارة الجسد تؤثر ايجابيا على طهارة الروح ويشعر الانسان مرتبط بالله تعالى فيجعل الروح مطمئنة فرحة فقال الله في كتابه الكريم ( وجعلنا من الماء كل شي حي ) فبأحياء الجسد تحيى الروح .
من قصص الأئمة الأطهار
1 - الأمام الكاظم (ع) و حنيفة ... عن أبي حنيفة أمام المذهب الحنفي قال : أردت أن أسأل جعفر الصادق عن مسألة القضاء و القدر .. فدخلت داره فرأيت موسى بن جعفر الكاظم (ع) و هو صغير السن في دهليز دار بيته فقلت في نفسي : أن هؤلاء يدعون وراثة العلم عن رسول الله (ص) لاختبرنه . فقلت له : أين يحدث الغريب منكم أذا أراد ذلك ( أي قضاء الحاجة ) فنظر ألي ثم قال ( يتوارى خلف الجدار و يتوقى أعين الجار و يتجنب شطوط الأنهار و مساقط الثمار و أفنية الدور و الطرق النافذة و المساجد و لا يستقبل القبلة أو لا يستدبرها و يرفع و يضع بعد ذلك حيث شاء ) فلما سمعت هذا القول الحكيم و البيان الجميل منه نبل في عيني و عظم في قلبي ووجدت فيه ذكاء خارق فقلت له : جعلت فداك فمن المعصية (أي حينما يرتكب الأنسان معصية فمن العامل لها) فقال الأمام الكاظم (ع) : المعصية لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات :
أ – من العبد .
ب – من الله .
ج – أو منهما فأن قلنا من الله تعالى فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده و يأخذه بما لم يفعله و أن كانت المعصية منهما فالله تعالى شريك العبد والله سبحانه أقوى من عبده والقوي أولى بأنصاف الضعيف وأن الله وعد العاصي بالعقوبة وأن كانت المعصية من العبد وحده فعليه جاز أن يصدر الأمر إليه وتوجه النهي له وله حق الثواب والعقاب ووجبت الجنة والنار ..
وبقى أبو حنيفة مبهوتا لهذا الاستدلال والبرهان المنطقي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم , يعني هذه زهرة من شجرة النبوة ورسالة طيبة حيث ينطق بهذه الحكمة .
2 – الأمام الرضا يبين من هو الشيعي : لما كان الإمام الرضا في خراسان جاء الى داره جمع من الشيعة من البلاد البعيدة يريدون زيارته ,فدخل عليه خادمة وقال : أن قوما في الباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي (ع) فقال الامام (ع) : أنا مشغول فصرفهم , فخرج الخادم إليهم وقال لهم أن الامام مشغول أنصرفوا فلما كان اليوم الثاني صرفهم أيضا واستمروا على هذا الحال شهرين حتى يئسوا من الوصل اليه فقالوا للحاجب قال لمولانا أنا شيعة أبيك أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (ع) وقد شمت بنا أعدائنا في احتجابك عنا فنحن ننصرف هذه المرة ونهرب من بلادنا خجلا وأنفة مما لحقنا وعجز عن احتمال مضض ما يلحقنا من شماتة العداء فأبلغ الحاجب كلامهم الى الأمام الرضا (ع) وقال الأمام (ع) أأذن لهم ليدخلوا فدخلوا عليه فسلموا عليهم فلم يريد عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس فبقوا قياما فقالوا : يا بن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب ؟ أي باقية تبقى بعد هذا ؟ فقال الامام (ع) قرءوا الآية 30 من سورة الشورى ( وما أصابكم من مصيبة فما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) ما أقتديت الا بربي عز وجل فيكم , وبرسول الله , وبأمير المؤمنين ومن بعده من أبائي الطاهرين (ع) عتبوا عليكم فتقديت بهم ,قالوا لماذا يا بن رسول الله قال (ع) : لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ( وهذه دعوى كاذبة فهي عليكم ) ويحكم أنما شيعته( أي أمير المؤمنين ) الحسن والحسين وأبو ذر و سلمان والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر الذي لم يخالفوا شيئا من أوامره , فأنما انتم ذا قلتم أنكم شيعة ....وانتم في أكثر أعمالكم مخالفين مقصرون في كثير من الفرائض متهاونون بعظيم حقوق أخوانكم في الله و تتقون حيث لا يجب التقية و تتركون التقية حيث لابد من التقية فلو قلتم أنكم موالوه و محبوه و الموالون لأوليائه و المعادون لأعدائه لم أنكره من قولكم و لكن هذه مرتبة شريفة أدعيتموها أن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم ألا أن تتدارككم رحمة من ربكم . و قالوا يا بن رسول الله فأنا نستغفر الله و نتوب أليه من قولنا بل نقول كما علمنا مولانا : نحن محبوكم و محبوا أوليائكم و معادوا أعدائكم . قال (ع) : فمرحباً بكم يا أخواني و أهل ودي أرتفعوا أرتفعوا أرتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه ثم قال لحاجبه: كم مرة حجبتهم ؟ قال الحاجب : ستين مرة ...قال الأمام لحاجبه : فأختلف أليهم ستين مرة متوالية فسلم عليهم و أقرأهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم بأستغفارهم و توبتهم و أستمتعوا بالكرامة لمحبتهم لنا و موالاتهم و تفقد أمورهم وأمور عيالاتهم فأوسعهم بنفقات و مبرات و صلات و رفع معرات .
3 – الأمام الهادي(ع) و رجل مشعبذ : ورد رجل مشعبذ من ناحية الهند الى المتوكل يلعب بلعب الشعبذة و لم ير مثله . و كان المتوكل يحاول بمختلف الطرق أن يؤذي الأمام الهادي (ع) و يطفئ نوره الوهاج بغيه و يأبى الله ألا ان يتم نوره و لو كره المشركون . فقال المتوكل لذلك الرجل : أن أنت أخجلته يعني الأمام الهادي (ع) أعطيتك ألف دينار زكية . فأمر المتوكل ففعلوا ما أراده المشعبذ وأحضر مائدة عليها انواع الأطعمة و دعي أليها جماعة من الشخصيات فيهم الأمام الهادي (ع) جاءها مضطرا فجلس الحاضرون الى جانب المائدة و جلس المشعبذ الى جانب الأمام و مد الأمام (ع) يده الى الخبز فطيرها و مد يده الى الأخرى فطيرها ، فتضاحك الناس ( فتكرر العمل من المشعبذ عدة مرات فعرف الأمام الهادي (ع) نوايا المتوكل من هذه الحركات فغضب غضباً شديداً و ضرب يده على صورة الأسد التي في المسورة (المتكئ) فقال (ع) : خذ عدو الله . فوثبت تلك الصورة من المسورة فأبتلعت الرجل . و عادت في المسورة كما كانت فاستولى الخوف و الوحشة على المتوكل وأغمي عليه ووقع على الأرض على وجهه و فر الآخرون من المجلس فلما أفاق المتوكل من غشيته ألتمس من الأمام (ع) أن يرد المشعبذ قائلا : سألتك ألا جلست ورددته ، فقال الأمام الهادي (ع) ( و الله لا يرى بعدها أتسلط اعداء الله على أولياء الله و ترك الأمام الهادي (ع) المجلس و خرج من عند المتوكل فلم يرى الرجل بعد ذلك أبدا.
هل تعلم
1 - هل تعلم أنه يخرج قبل القائم أثنى عشر من بني هاشم كل يدعو إلى نفسه؟
عن ابي خديجة قال : قال ابو عبد الله (ع) لا يخرج القائم حتى يخرج أثنى عشر رجلا من بني هاشم كل يدعو الى نفسه .
2 – هل تعلم أن الأمام المهدي (ع) يبني مسجدا في الكوفة له ألف باب ؟
فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( ويبنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ) .
3 – هل تعلم أن راية المهدي تلعن ؟
فقد ورد عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) في حديث ذكر فيه راية القائم (ع) و قال : ( فأذا هو قام نشرها فلم يبق في المشرق و المغرب أحد ألا لعنها ) .
4 – هل تعلم أن القائم يقسم ميراثه و هو حي ؟
ورد في ألزام الناصب ج 1 عن الحسين بن علي (ع) قال : ( قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي و هو صاحب العتبة و هو الذي يقسم ميراثه و هو حي ) .
5 – هل تعلم أن قميص يوسف (ع) مـع القائم ؟
ففي رواية طويلة عن أبي عبد الله(ع) سأله الراوي قائلاً : ( جعلت فداك فإلى من صار هذا القميص ؟ قال : إلى أهله و هو مع قائمنا إذا خرج ) .
ما هي قصة المثل و عند جهينة الخبر اليقين
عن حذيفة بن اليمان عن الرسول (ص) : ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب قال فبينما كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في خور ، ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين ، جيشاً الى المشرق و اخر الى المدينة ، حتى ينزل بأرض بابل المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة الاف (3000) و يفضحون أكثر من (100) أمرأة ويقتلون (300) كبش من بني العباس ثم ينحدرون الى الكوفة فيخرجون ما حولها ثم يخرجون متوجهين الى الشام ، فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق بذلك الجيش فيقتلوهم و لا يفلت منهم رجل و يستنقذون ما في ايديهم من السبي و الغنائم . و يحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها (3)أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين الى مكة حتى اذا كانوا بالبيداء بعث الله عز و جل جبرائيل (ع) فيقول يا جبرائيل أذهب فأبدهم فيضربهم برجله ضربة يخسف الله بهم عندها يفلت منها ألا رجلان من جهينة فلذلك جاء قول ( و عند جهينة الخبر اليقين . و لذلك قال تعالى ( و لو ترى أذ فزعوا ) صدق الله العظيم .
حقائق وتحقيقات
في ظلال موسوعة الأمام المهدي (ع)
للسيد الشهيد الصدر الحلقة الثانية
أخبار التمحيص والامتحان :( القسم الخامس ) (في ظلال موسوعة الشهيد الصدر نظرة السيد الشهيد في اخبار التمحيص والامتحانات )
فأننا بعد أن عرفنا فلسفته واندراجه كعنصر أساسي في التخطيط الإلهي نريد أن يكون منا على عديد من الأخبار الدالة عليه . أخرج أبو داود وأبن ماجة بلفظ مقارب جدا عن رسول الله (ص) : (كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي , يغربل الناس فيه غربلة , وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا ( وشبك بين أصابعه ) .
وروى الصدوق في أكمال الدين والكليني عن أبي عبد الله الصادق (ع) ( أن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد يأس ,ولا والله حتى تميزوا , ولا والله حتى تمحصوا, لا والله لا يأتيكم حتى يشقا من يشق ويسعد من يسعد ) وروى الصدوق عنه (ع) ايضا : ( كيف انتم اذا بقيتم بلا أمام هدى ولا علم يبرا بعضكم من بعض فعند ذلك تمحصون وتميزون وتغربلون ..... الحديث .
وروى النعماني في الغيبة والكليني في الكافي عنه (ع) انه قال ( لابد للناس أن يمحصوا ويميزوا و يغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير ) وروى النعماني أيضا عن الباقر (ع) انه قال ( ....لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح ) وفي الكافي عن أبي عبد الله (ع) ( أن أمير المؤمنين (ع) بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها , ويقول فيها :الا أن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (ص) والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يصر أسفلكم أعلاكم , وليسبقن سابقون كانوا قد قصروا , وليقصرن سباقون كانوا قد سبقوا ) . وروى النعماني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) ( في حديث قال فيه : فو الذي نفس بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض, وحتى يسمي بعضكم كذابا , وحتى لا يبقى (أوقال من شيعتي ) كالكحل في العين أو كالملح في الطعام .وسأضرب لكم مثلا , هو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله . ثم عاد اليه فأذا هو قد أصابه السوس , فأخرجه ونقاه وطيبه , ثم أعاده الى البيت فتركه ما شاء الله ثم عاد اليه فأذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده فلم يزل كذلك حتى بقي منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا . وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم الا عصابة لا يضرها الفتنة شيئا ).
والتمحيص هو التنقية وأبعاد الرديء والغربلة هي النخل بالغربال حتى تخرج الزؤان وهو الحب الغريب عن الحنطة يكون على شكلها وليس منها وغربلة البشر تكو ن بقانون التمحيص الذي عرفناه وغربالهم فيها هي الظروف الصعبة والظلم الذي يعيشه الفرد والمجتمع من ناحية والشهوات والمغريات من ناحية أخرى ( وسيخرج من الغربال خلق كثير ) بمعنى أن أكثر البشر يتبعون الباطل ويتبعون الشهوات والمصالح أو مع الظالمين المنحرفين فيصبحون (حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم ) والمراد بها الدين والالتزام بالإسلام وما تتبعوه من خلق كريم وسلوك مستقيم وتبقى في نتيجة التمحيص الطويل ( عصابة لا تضرها الفتن شيئا) ..لأنهم يمثلون الحق صرفا ,وينتمون الى فسطاط الحق الذي لا كفر فيه كما سبق أن سمعنا من الاخبار وقد عرفنا أن قانون التمحيص عام للبشرية مرافق لها في عمرها الطويل وقد نطق به التنزيل قال تعالى( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) وقال عز من قال ( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه فيجعله في نار جهنم و أولئك هم الخاسرون ) وقال عز من قال ( وليمحصن الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم والصابرين) .
ولكن هذا القانون يكون أشد اذا أقترن الأعداد لليوم الموعود أعدادا يمكن به حمل التبعة والشعور بالمسؤولية أتجاه العالم كله لعلنا نفهم من قوله تعالى ( ولما يعلم الله الذين أمنوا منكم ويعلم الصابرين ) كيفية التمحيص وأسلوبه وذلك أن التمحيص ليس للكشف والإظهار فقط أمام الأخريين أو أمام التاريخ وأن كان هذا جانبه الزاهر المنظور وانما يتضمن قي الحقيق تغيرا حقيقيا وتأثيرا جوهريا في ذات الفرد يعلمه الله تعلى منه بعد وجوده وتحققه ويتضح ذلك من بيان مقدمتين :
المقدمة الأولى :
أن للفرد العاقل المختار اتجاهات ووجهات نظر وله موقف وأراء اتجاه كل حادثة مما يمر به في حياته وهو على الدوام يحدد مواقفه فعلا وأرائه إيجابا وسلبا صادرا تلقائيا عن اتجاهاته ووجهات نظره العقائدية والعقلية الثقافية فتتحدد مواقفه في تحديد اتجاهاته وتتغير بتغيرها لا محال اتجاه كل حادث من حوادث الحياة ويكون للحوادث المتغيرة المتطورة الأثر الكبير وتطوير اتجاهات الفرد فلا عن مواقفه وبذلك يكتسب الصغير خبرة والكبير حنكة والجاهل علما كما هو واضح جدا لكل فرد عاقل يعيش في هذه الحياة , وقد يزداد الأثر في هذا المقدار الاعتيادي فيما إذا كان الحادث أو مجموعة الحوادث ذات صيغة أساسية في حياة الفرد ولكل فرد من الحوادث ما تكون أساسية في حياته فقد تعمق الحوادث اتجاهه وترسخه وقد تضعفه وتضعضعه وقد تخير شكله وطريقه وبتغير الاتجاه تتغير المواقف بالطبع فيكاد يصبح الفرد فردا أخر أو تسبغ على سلوكه تغيرات كبرى أو صغرى تختلف باختلاف أهمية الحوادث فقد يصبح الفرد المنحرف معتدلا والمعتدل واعيا بل قد يصبح الواعي منحرفا والمنحرف واعيا وقد يصبح الجبان شجاعا والشجاع جبانا والبخيل كريما والكريم بخيلا والكذاب صادقا والصادق كاذبا ....وهكذا وهكذا هذا كله في الحوادث الفردية التي يصادفها الناس في الحياة ومتى كانت الحوادث أوسع من الوجود الفردي وأكبر كان أثرها أعمق وأشمل على المجتمع كله فلا عن الفرد , كاتجاه العام في للحاكمين سياسيا أو المتنفذين اقتصاديا أو أجماعيا أو غير ذلك , وكالغزو أو الاستعمار الذي تتعرض له البلاد أو التدهور الاقتصادي التي تمر به فأن كل ذلك يؤثر في الأفراد بل بالشعب كله أثار بليغة قد يبلغ مدى تأثيره واسعا في الزمان والمكان ومن هنا بالذات تنبثق فكرة التمحيص والامتحان فأننا بعد أن نعرف أن لكل واقعة في الاسلام ونعرف أن لكل فرد موقفا معينا أتجاه كل حادثة. أذن فلابد أن ينظر الى مدى تطابق موقف الفرد من حكم الإسلام فأن كان منسجما معه فهو ناجح في التمحيص وأن كان مختلفا معه فهو فاشل وراسب لا محال. والحوادث المتعاقبة قد تصقل من عقيدة الفرد الدينية وقد تضعضعها بشكل متوقع وغير متوقع , فأن لكل فرد اعتيادي نوازعه الخيرة ونوازعه الشريرة واتجاهاته المختلفة وقد تكون هذه الاتجاهات متميزة بسلوك أعتيادي معين , فأذا طرأت حادثة معينة اضطر الى الأستجابة لها بأتخاذ موقف من المواقف لا محال , واضطر الى التفكير في حال نفسه وفيما هو مقتنع به , ومن هنا قد يصل الفرد الى لزوم أتخاذ موقف جديد وأعادت النظر فيما كان مقتنع به من تفكير وما كان يتخذه من مواقف , وليس للاستجابات الأفراد وقراراتهم أتجاه الحوادث ( ضابط معروف ) أو قاعدة عامة معينة ..... لكثر العناصر والأسباب الداخلية والاجتماعية التي تؤثر فيه والتي تختلف بين فرد وأخر في هذا العالم الواسع ومن هنا يكتسب أهميته فأنه قبل حدوث الحادثة ( آية حادثة) تكون حالة الفرد من حيث أتجاهه ورد فعله وما سيتخذه من سلوك مجملة ذاتية وليس لها أي تعين واقعي الحوادث وحدها هي التي تعين واقع أتجاهها الجديد ودرجة عقيدة وأيمانه كما تكشف لنا ولنفسه أيضا هذا الاتجاه الجديد ومقتضياته المتمثلة في سلوكه الجديد الذي يتخذه .
فإذا كان للأفراد اتجاهات على الدوام وكانت الحوادث تحدث باستمرار وكان له أتجاهها ردود فعل وأراء ومواقف إذن يكون التمحيص والامتحان مستمرا باستمرار الحياة البشرية . ومن هنا نرى أن التمحيص كلما أكتسب أهمية أكبر في التخطيط الإلهي كما هو كذلك خلال عصر الغيبة الكبرى شاء الله تعالى أن يعرض الأفراد لحوادث أعقد وأصعب , حتى يكون اتخاذهم للموقف الجديدة حاسما وأكيدا ليتضح ما إذا كانت مواقفهم كمنسجمة مع تعاليم الإسلام أولا .
المقدمة الثانية :
وهي تتعلق بفهم الآية الكريمة وذلك أن هناك فرقا واضحا في علم الله تعالى من حيث متعلقه لا من حيث ذاته بين حال ما قبل وجود الشيء في الخارج و بين ما بعد وجوده . فعلمه عز وجل بالشيء قبل وجوده أنه سيوجد و علمه به بعده أنه قد وجد وتحقيق ذلك بالبرهنة عليه مفصلا موكول الى مباحث الفلسفة الاسلامية .
إذا تمت هاتان المقدمتان استطعنا أن نعلم من الآية الكريمة ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) فأن الفرد – أي فرد – قبل حصول ظروف الجهاد , وقبل تشريعه يكون ناقص التكوين حقيقة لا مجاهدا ولا صابرا وتكون حالته النفسية وأتجاهاته مجملة من حيث كونه سيتخذ موقف الجهاد عن طرد ظروفه وسيصبر على مسؤولياته أولا بمعنى أن له درجة ما قبل الجهاد وهي درجة واقعية لايكون الفرد مستحق فيها ثواب القائمين للجهاد ولا عقاب الخارجين على مسؤوليته ومن ثم قال الله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم المجاهدين منكم ويعلم الصابرين ) وبعد طرد ظروف الجهاد يتحدد الموقف الواقعي للفرد , بأنه مجاهد أو غير مجاهد ذلك الموقف الذي يكسب به درجته الجديدة من التكامل أو التسافل فأنه قد يكون رد فعله أتجاه هذه الظروف منافيا مع تعاليم الاسلام العادلة فيكون فاشلا في التمحيص الإلهي متسافلا عن درجته الايمانية التي كان عليها وقد يكون فعله أتجاه هذه الظروف منسجم مع تلك التعاليم فيكون ناجحا في هذا التمحيص صاعدا فوق ما كان عليه من درجة الأيمان في سلم التكامل فأذا تحدد أتجاهه الجديد بالجهاد والصبر علم الله ذلك منه معلمه بالأشياء بعد وجودها ويكون الفرد ساعتئذ مستحقة لثواب المجاهدين . إذا فليس المراد من نسبة العلم الى الله في الآية مجرد الأنكشاف لأستلزامه نسبة الجهل أليه قبل ذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأنما المراد تغير الواقع المتمثل في تغير وأتجاهات المكلفين ومواقفهم فيلم الله بتجدد الوجود عليه بتجدد الوجود عليها وحصول مرتبة التكامل و التسافل للفرد وهذا العلم هو التحقيق بالنسبة لله تعالى وليس بمستحيل ولا مستلزم جهلا , لأنه عز مجل قبل وجود الشيء عالم بأنه سيوجد وبعده عالم بأنه وجد كما سبق أن عرفنا ,فإذا عرفنا هذه القاعدة العامة في كيفية التمحيص وأثره الواقعي فهمنا ما ذكر في الروايات السالفة كيف يوجب التمحيص أن يسبق سابقون كانوا قد قصروا ويقصر سباقون كانوا قد سبقوا , وعرفنا لماذا يبقى بعد التمحيص حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم بعد أن تسافلوا في مواقفهم وردود فعلهم ويبقى من جهة أخرى عصابة لا تضرهم الفتنة شيئا لأنهم نجحوا في التمحيص وسيطروا على كل المصاعب فلا يستطيع الظالم بكل كبريائه ولا الدنيا في مغرياتها حملهم على الانحراف ورزمة كرزمة الأندر أو كالكحل في العين أو الملح في الطعام عن القلة بالنسبة الى مجموع البشرية بل المسلمين وهذا معنى أن ( يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ) وعرفنا أن سبب التمحيص والغربلة في الغربال الذي يغربل به الأفراد (كما يغربل الزؤان من القمح) هي الحوادث المستجدة على الدوام في ظروف الظلم والأغراء .
أسلحة الإمام المهدي(ع)
وما يجهز به الإمام قواته
أسلحة متطورة تكشف جميع شفرات القوات المعادية و تردها على أعقابها
ملابس واقية تحمي أصحاب الإمام من جميع الأسلحة
مركبات و طائرات و آليات قوات الإمام تفوق حتى الخيال العلمي
كثيرا ما تساءلنا كيف سيحارب الإمام ؟ وما هي الأسلحة التي يستعملها ؟ وهل سيقوم بالسياق المتعارف عليه أم لا ؟ وهل ستتعطل الأسلحة في زمانه وتعود الحرب كما كانت سابقا بالسيوف والرماح والخيل وغير ذلك من الأسئلة , وهذه الأسئلة وغيرها سنحاول الاجابة عنها في بحث مختصر مبسط بما يتلائم مع المقام , فنحتاج الى تمهيد
...تمهيد ..
لا يخفى على أحد خصوصا أهل العراق مكونات الجيوش العسكرية ولو الخطوط العامة لها وأسلحتها ومعداتها ولوازمها فيمكن تقسيم الأسلحة أو الجيوش الى :
1 – سلاح البر أو الجيش البري ويشمل المشاة والدروع والمدفعية بأصنافها وراجمات الصواريخ وهذا لو قورن مع زمن النبي (ص) وباقي الأئمة لوجدنا ما يشابها مع الفارق فالمشاة موجودون والفرسان يقاتلون سواق الدروع أي صنف الدروع خصوصا إذا أضيف لها مكونات بعض الجيوش المتطورة آنذاك كالفيلة أو الجمال وما يوضع عليها من دروع تقيها من أسلحة العدو والمنجنيق يقابل المدفعية وهكذا .
2 – السلاح البحري وهذا أيضا متوفر آنذاك مع الأختلاف الكبير الذي يكاد يكون الشبيه فقط في الاسم فهذه سفن حربية وتلك سفن حربية .
3 – أما سلاح الجو فلم أرى أو أسمع له وجود أكثر من البريد الذي كان يستخدم بواسطة الحمام , واما هذا العرض الاجمالي للأسلحة والادوات كيف يمكن في ذلك الزمان ان يوصف أو ما توصل له العلم في زماننا بل وما سيخرج به الأمام . اذاً ان الذي تفهمه من الروايات أن أسلحته (ع) أكثر مما توصلنا اليه احدث تكنولوجيات العالم فهم الى الان يطلقون على أمثالها خيال علمي ولو بدأنا بأستعراض الروايات الخاصة في هذا المورد لخرجنا بنتائج توصف تلان بالخيال العلمي فمثلا ما ورد من انه (ع) اذا قام فأن السيف بيد احد اصحابه اذا وجهه نحو الجبل شقه نصفين عن أبي عبد الله (ع) (... لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد , لو ضرب احدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله ...) 22 الرواية . والذي يستفاد من هذه الرواية ان هذه السيوف تطلق نوعا من الطاقة المدمرة وأن قوتها التدميرية لا تضاهيها قوة مقارنة بحجمها وحجم ما تشقه اذ أن الجبل يعتبر اقوى شيء في عرفهم ويمكن أن تكون الطاقة نوع من الاشعة أو نوع من الذبذبات أو الموجات الصوتية وبعبارة أخرى طاقة ضوئية أو صوتية . وخير ما كان يعبر به عن هاتين الطاقتين (البرق ) للطاقة الضوئية أو الاشعاعية (والرعد) للطاقة الصوتية أو الموجية . أما الاشعة أو الضوء فأصبح شائعا أستعماله ولو بصورة مبسطة والباقي خيال لحد الان لكن المهم أن الناس عندهم فكرة عن هذا النوع من الطاقة .. أما الطاقة الصوتية أو الموجية فهذا ثابت عند أهل الهندسة حتى المدينة منها فأنهم يدرسون أسباب انهيار بعض الجسور العملاقة في العالم وبعض حوادث تحطم أبنية أو منشآت ضخمة بسبب تسلط حزمة من الذبذبات أو الموجات الصوتية . الغير محسوسة بالحس البشري حتى أنهم أصبحوا يجرون العديد من الابحاث للاستفادة من هكذا نوع من الطاقة بل هناك مراكز متخصصة بذلك هذا فضلا عن الانواع الاخرى من الطاقة سواء المعروفة لدى البشر أم المكنونة في علم اللواتي سيكشفها خليفة الله في الأرض ويمكن الأستفادة في هذا المقام من الرواية التالية في البحار ج52 ص 321 عن أبي جعفر (ع) قال : (أما أن ذا القرنين خير بين السحابين فأختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال قلت وما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه ,أما أنه سيركب السحاب ويرقي في الاسباب أسباب السماوات السبع و الارضين السبع خمس عوامر واثنان خراب ) ومن هذه الرواية يستفاد أنه (ع) تسخر له ثلاث أنواع من مصادر القوة أو الطاقة الاولى هي الرعد وهو الطاقة الصوتية أو الموجية . والثانية هي الطاقة الكهرومغناطيسية المسببة للصعق فمن الثابت عند أهل الفيزياء أن الصواعق هي نواتج تصادم الشحنات الكهربائية ، وسيأتي تفصيل هذه الطاقة في مبحث قادم أن شاء الله حول السد الذي بناه ذو القرنين (ع) وأسرار مثلث برمودا وعلاقته بالأمام (ع) .أما الطاقة الثالثة وهي الطاقة الضوئية أو طاقة الأشعة المشار اليها بالبرق . أما ركوب السحاب وترقيه في الأسباب أسباب السموات السبع .....الخ فسيأتي تفصيله في مبحث غزوات الأمام (ع) للفضاء وسيطرته على الكواكب الأخرى واخضاع الكون كله لدين الله في الأعداد القادمة أن شاء الله تعالى وبما أن الكلام لا زال في القوات البرية فنقول أن قوات الأمام أساسا تنقسم الى :
1 – الأصحاب وعددهم (313 )وهم القادة لأنواع الجيوش والقوات ومنهم النقباء الــ (12 ) والأصحاب المعنيون في الروايات في تقلدهم السيوف ويستفاد من أستعمالهم السيوف بالاضافة الى أن هذه السيوف خاصة بل ومدخرة لهم من القدم وعلى كل واحد منهم اسمه الشخصي الذي يستعمله بالاضافة لهذا فأن المعروف أن القادة لا يستعملون أسلحة باقي الجيش لعدم حاجتهم اليها أولا فنجدهم حتى في الجيوش المعاصرة يستعملون المسدس الشخصي . وثانيا المذكور أن الأمام (ع) يقوم موتورا وكأنه الان قتل الحسين وسبي عيال الرسول (ص) فلا يشفى غليله الا بذبح اعداء الله ولا أظن أن القتل بالرصاص يؤدي الغرض للموتور كما يؤديه السيف .
2 – الجند هؤلاء يستخدمون باقي أنواع الأسلحة كل بحسب مقامه وما تقتضيه مهامه ومرحلته , ولا ننسى الأشارة الى أنه (ع) يخرج بتقنية عالية جدا تصل الى درجة أنه يسيطر على أجهزة الخصم ويرد أسلحتهم عليهم ومما يشهد على هذا الرواية التالية في البحار ج52 ص286 , عن أبان بن تغلب قال أبو عبد الله (ع) (سيأتي في مسجدكم ثلاث مئة وثلاث عشر رجلا الى قوله عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح الف كلمة ) وقطعا لا يراد من هذه السيوف أن تكون للكلام العادي والا لما كانت سيوف وما كانت كلمة تفتح الف كلمة وأيضا الأشارة بألف كلمة الى حجم الشفرات العسكرية التي تستطيع أن تفتحها هذه الأسلحة وليس الألف حصرا بل هو للدلالة على عظم ما يمكنها السيطرة عليه وفتحه ولا يخفى أن أغلب الأسلحة المتطورة الان توجه بواسطة لغات خاصة كأن تكون رقمية أو غير ذلك المهم حتى عند أهل التكنولوجيا توقعات من أنه باقي يوم يستطيع فيه اعدائهم فتح هذه الشفرات وأرجاع توجيه الاسلحة عليهم .والمتتبع لأفلامهم الحربية يلاحظ ذلك بوضوح عموما أقول أن السيطرة والتحكم في الشفرات ولغات التخاطب بين أفراد القوات المعادية سواء كان بينهم كمهاجمين أو مدافعين أو بينهم وبين قواعدهم التي تمدهم بالبيانات والإحداثيات , وبناء على هذه الرواية وما شابهما تعطل أسلحتهم وترد على نحورهم ولا يبقى لهم الا باقي أنواع الاسلحة الاقل تطورا كالتوجيه نحو الحرارة الصادرة من الحركات أو الاطلاق بناء على إحداثيات مسبقة يراعي فيها العوامل والظروف الجوية , وهذا النوع تتكفل به أنواع أخرى من الطاقات التي يستخدمها (ع) كطاقة الرياح وقوانين الفيزياء وقوى ما وراء الطبيعة التي بدأ يظهر منها شيء الأن ولا ننسى المخلوقات الأخرى التي تكون مسخرة للأمام كالملائكة والجن فكما أن له (313 ) أصحاب من الأنس فكذا له (313 ) من الملائكة ومثلهم من الجن وهؤلاء قادة وتحت أمرتهم أتباع وجيوش وخير ما نستفيد منه سليمان (ع) وليس سليمان باعظم مهمة من مهمة الأمام فلم يمكن الله له على كل الكون ولم يظهر على يديه الدين على الدين كله بل ما ثبت عندنا في التأويل والتفسير يثبت أن سليمان كان يمهد للأمام ويعد له ولا ننسى قصة عرش بلقيس والذي كان بامكان عفريت من الجن أحضاره الى سليمان ولكن الذي عنده علم من الكتاب أحضره أسرع هذا لمن عنده علم من الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب فبصريح القرآن قال ( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )الآية 43 الرعد .
وإجماع المفسرين على أن من عنده علم الكتاب هم محمد وأهل بيته و لا يخفى أن الأمام المهدي (ع) هو وارثهم جميعا وهذا يؤكد العديد من الروايات ومما تقدم وتبين لنا مدى التطور الذي يخرج به (ع) ومع هذه الأسلحة والتقنيات هل يستغني أصحابه (ع) عن الملابس الواقية أم لا ؟ الجواب هو أنه ( يزودهم بالألبسة واقية تمنع الأسلحة من اختراقها وهذا ما تبينه الرواية عن الصادق (ع) ( ....لو أنهم وردوا على مابين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوها في ساعة واحدة ,لا يختل فيهم الحديد ) ومن قوله (ع) ( لا يختل فيهم الحديد نفهم أن لهم ما يمنع اختراق الحديد والمعادن بأنواعها لأجسامهم وسواء كان هذا المانع ملابس واقية أو شيء آخر كالاستفادة من بعض القوانين الفيزيائية لتوفير هالة معنية حول جسد الإنسان تمنع أختراق المواد أو الادوات له , هذا تصفح بسيط لهذا الصنف من قواته (ع) أما باقي الأصناف فيستفاد من بعض الروايات أنه يستخدم أنواع من المركبات الأرضية كالدبابات التي لها خراطيم أو ما يسمى بعرفنا هذا ( سبطانه مدفع )فمثلا ما جاء في البحار ج52 ص 325عن أبن تغلب قال : قال أبو عبد الله (ع) (كأني أنظر الى القائم على ظهر النجف فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم ابلق بين عينه شمراخ ثم ينتفض به فرسه فلا يبقى أهل بلدة الا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم ) وما يستفاد منها ان هناك أمام هذه المركبة أو في مقدمها شيء بارز سماه بالشمراخ يستفاد منها سرعة تحركها الفائقة بحيث أن كل بلد يعتقدون أنه معهم وذلك لا يفهم الا بكثرة تواجده في بلدهم وكذا باقي البلدان وهذا يتطلب سرعة فائقة تفوق الخيال كي توفر تواجده (ع) في هذه البدان المتعددة وهناك مزيد من الروايات التي تؤيد وجود مركبات متطورة في هذا المجال , أما سلاح الجو فقد وردت روايات عديدة بمعاني بعضها متفاوتة وأخرى متقاربة ومنها ما جاء فيه أن للقائم خيول ملجمة ومسرجة ذوات أجنحة في السماء متى ما أذن الله انطلقت فقديما كان يفهم العلماء منها أنها خيول مجنحة وهذا حدود فهمهم والإنسان لا يتعدى حدود فهمه كما كان يؤكد الشهيد السيد الصدر (قدس) والتساؤل هنا ما مدى منفعة أحصنة مجنحة أمام هذه الأسلحة المتطورة فبرشقه واحدة من أي سلاح مقاوم للطائرات تمزق هي وأجنحتها فلا بد من التأويل من أن هذه الخيول هي مركبات فضائية وهي جاهزة الأن في الفضاء بدليل قوله ملجمة ومسرجة وبدليل قوله لها أجنحة دلالة على أنها من طراز مجنح وفقط على هذا المعنى أو ما يقترب منه يمكن قبول هكذا روايات مقارنة بالطرح السابق عن الأسلحة التي يظهرها (ع) ولا يشترط من أمثال هذه الرواية أن تكون هذه المراكب هي خاصة بالأمام (ع) بل هناك روايات أكثر غرابة منها وأشد مضمونا على تطور هذه المركبات فمنها مثلا لما ورد عن أبي عبد الله (ع) ( ينزل المهدي وأصحابه الكوفة في سبع قباب من نور ) ومنها يفهم أن هذه القباب هي مراكب خاصة يميزها الضوء الشديد (النور) من قوله (ع) قباب من نور ومن قوله تنزل من السماء دلالة على أنها تطير أما تصميمها على شكل قبة ولم يذكر فيه الأجنحة فلم يتوصل العلم الى الان من صنع طائرة بدون أجنحة للتحكم بها والسيطرة عليها وحتى تجاربهم داخل قاعات فشلت وكانت فيه المركبات المصممة بلا أجنحة ( الصحون الطائرة اليوفو ) كما يعبرون وأنها بدأت تترنح ثم تهوي من دون سيطرة عليها . أما مضمون الرواية والعوامل المجتمعة المشار اليها مثل النور والقباب يطابق فقط ما جاء في الخيال العلمي الذي لا يخرج عن استديوهات صناعة الأفلام وقطعا هذا ليس بالأمر الصعب على من عنده علم الكتاب . أما السلاح البحري فقد جاء الروايات التي تنص على أن الإمام المهدي (ع) يقوم ببناء المراكب وإنشائها لكي يغزو بها العالم فعن أمير المؤمنين (ع) ( ....ثم يأمر المهدي (ع) بأنشاء مراكب فينشئ أربعمائة سفينة على ساحل عكا ) فبهذه السفن يغزو الإمام المهدي (ع) بلاد الغرب عبر البحر المتوسط بعد أن يقضي على دولة إسرائيل ويفتح بيت المقدس وحتما فأن هذه السفن والمراكب تكون متطورة جدا بالنسبة لسفن ومراكب الأعداء وأنها تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية والعسكرية من حيث القدرة على المناورة في البحار والغوص في المياه الى مسافات عميقة لا تستطيع الغواصات الحديثة مهما بلغت من التطور الى الوصول الى تلك الاعماق مما يسهل عملية اختراق العدو والإحاطة به والوصول إلى موانئه .
ألأمام المهدي (ع) يفتح فلسطين ويدمر إسرائيل
بيت المقدس نقطة انطلاق الأمام (ع) لفتح الغرب
لقد جمعت الدراسات المستفيضة التي أجراها الباحثون والمفكرون من شتى أنحاء العالم حول إسرائيل على أنه لو لا العقيدة الدينية لما قامت هذه الدولة من العدم كدولة .
ولولاها لما حقق اليهود أي نصر عسكري مهما توفر لهم من فنون الحرب وآلاتها الحديثة , ولما ظهرت لها تلك النهضة السريعة في السياسة والاقتصاد والعلوم والفنون والأدب ,أن فكرة أنشاء إسرائيل أساسها ديني فعندما اشتد اضطهاد اليهود في أوربا في اوائل القرن العشرين عرضت عليهم كندا أقامة وطن قومي لهم في ارض مستقلة . ثم تقدمت إستراليا بنفس العرض وكذلك البرازيل .ولكن الصهيونية العالمية رفضت كل هذه العروض وظلوا على عنادهم لا يرضون بأرض فلسطين بديلا ...فما السبب يا ترى ؟
لقد تصور البعض واعتقدوا أن أنشاء دولة إسرائيل كان بسبب الأضطهاد الذي لاقاه اليهود في أوربا وهذا الاعتقاد غير صحيح ولو كان هو السبب لكانوا قد قبلوا بعرض كندا أو استراليا والبرازيل .. وقد تصور البعض أن السبب في أنشاء دولتهم في فلسطين يعود الى أطماع أقتصادية فأن من المعلوم أن فلسطين دولة فقيرة لا توجد فيها الثروات التي تستدعي الطمع فيها أو الموارد الاقتصادية التي يطلبها الاستعمار الحديث اليوم .
والحقيقة أن السبب في أنشاء دولتهم على أرض فلسطين نابع من أيمانهم واعتقادهم بفكرة ظهور المخلص الذي يقضي على الظلم و الاضطهاد وينشر السعادة في ربوع المعمورة لقد قال تعالى ( وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين علوا كبيرا , فأذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم وممدناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثير نفيرا أن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وأن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا , عسى ربكم أن يرحمكم وأن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) سورة الإسراء . فقد أجمع المفسرون على أن المقصود بالكتاب هو التوراة وهذا يدل بوضوح وتعين لا تقبل الشك أن أفساد اليهود في الأرض مرتين وعليت المسلمين عليهم مرتين أيضا مرة بعد الافساد الاول والأخرى بعد الفساد والعلو الثاني ومن هذا تبين أن اليهود يعلمون بأنهم متى ما ظهروا على المسلمين وأفسدوا وعلوا في الأرض سيأتي قوم من المسلمين أولي بأس شديد يقضوا عليهم ويدخلوا القدس ويقتلونهم مقتلة عظيمة وهم يعلمون أن ذلك سيجري ويكون على يد المهدي(ع) الذي يظهر في هذه المنطقة من الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام فقد جاء في كتاب( حرب الخليج الأولى و الثانية بداية الحرب الأمريكية ضد المهدي (ع) ) الطبعة الأولى الصادرة عن مؤسسة آل البيت للطباعة والنشر في البحرين لمؤلفه ماجد المهدي ما هذا نصه ( أن اشتغال أحبار اليهود وكهنتهم بالفلسفة والروحانيات ساعدهم في معرفة بعض الأمور التي لا يعرفها عامة اليهود حيث أن لهم كتب سرية منها كتاب ( الكابلا) وهو كتاب لليهود الصوفية لا يطلع عليه إلا كبار الكهنة اليهود يعرفون منه بعض ما سيكون وقد اخبر احد الأحبار أن القضاء عليهم سيكون على يد رجل مسلم من ال محمد سيظهر بعد أن يصل اليهود الى أعلى مراحل القوة والسلطة . ولهذا فأن طائفة من اليهود يرفضون قيام دولة إسرائيل ويقولون أن دمار اليهود سيكون بعد قيام هذه الدولة ) .
وهذا ما يثبت ويؤكد على ان اليهود لديهم معرفة بالأمام المهدي (ع) و أن نهايتهم و استئصالهم سيكون على يديه لذا و من أجل الحفاظ على أنفسهم و معتقداتهم سعوا بكل جهدهم من أجل التعرف على أمر مهدي أل محمد وأين يظهر و ما الذي يفعله وأين تكون وجهته و ما هي أهدافه لذا فقد قاموا بدراسة موسعة في هذا المجال و ما زادهم إصرارا لمعرفة و كشف أمر الأمام المهدي (ع) هو تنبؤات (نوستراداموس) الذي ذكر في كثير منها الأمام المهدي (ع) وأنه سوف يفتح القدس و ينطلق منها الى فتح أوربا و العالم ، فقد جاء في النبوءة الخامسة و الخمسين (في منطقة الجزيرة العربية سيلد حاكم مسلم قوي هذا الحاكم سينهك و يرهق أسبانيا عند فتحه لمدينة غرناطة وايطاليا عن طريق البحر ) و هو يصف هنا ظهور الأمام المهدي في الجزيرة العربية و كيف أن الأمام سوف يفتح اوربا عن طريق البحر بعدما يحرر فلسطين و يفتح بيت المقدس و بعد أن عرفوا أن الأمام المهدي سوف يظهر في الجزيرة العربية و يتخذ من الكوفة و النجف عاصمة لدولته العالمية وأنه ينطلق بأتجاه بيت المقدس ليتجه منه الى أوربا ، سعوا بكل طاقاتهم من أجل أنشاء دولة قوية من النيل الى الفرات و هي المنطقة التي يتوقعون فيها ظهور المهدي (ع) و بذلك يفوتون الفرصة على الأمام في ظنهم من الدخول لهذه المنطقة وبذلك يأمنون كما يعتقدون أو يظنون من خطر استئصالهم أو قتلهم ونهايتهم على يديه الشريفتين ، هذا بالحقيقة هو السبب الحقيقي الذي دعاهم لاختيار فلسطين و بيت المقدس مكانا لهم بالذات و بالتالي يتوسعون في دولتهم حتى تبدأ من مصر و تنتهي بالعراق كما هو مخطط لها و كما يهدفون لذلك . و كان لهذا الأعتقاد أثر في أختيار نجمة داوود ووضعها في علمهم حيث أنهم يمنون أنفسهم في النصر و الأنتصار على مهدي أل محمد الموعود فأن نجمة داوود تعني النصر كما ورد في الأخبار لذلك فقد وضعها بين خطين أشارة الى النصر الذين يأملون تحقيقه في دولتهم الممتدة من النيل الى الفرات فالخطين أشارة الى نهر النيل في مصر ونهر الفرات في العراق .
أن نجمة داوود كما قلنا ترمز للنصر وكان داوود أول من لقب بالمنصور و نجمة داوود في الحقيقة درع داوود الذي كما يعتقد كان على شكل هذه النجمة أو قريب منها و الذي لبسه في الحرب فأنتصر و قتل جالوت و قد جاء في الأخبار ان مواريث الأنبياء ستكون عند الأمام المهدي (ع) وأنه عليه السلام يلقب بالمنصور أيضا قال تعالى ( و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل أنه كان منصورا ) و قد جاء في تفسير الأية كما ورد عن أهل البيت (ع) أن الذي قتل مظلوما هو الأمام الحسين (ع) و أن وليه الأمام المهدي (ع) هو الذي أعطاه الله السلطان و أنه لو قتل جميع أهل الأرض لم يكن مسرفاً و قد كتب له النصر فهو المنصور كما صرحت بذلك الأخبار الواردة عنهم (ع) .
و من الشواهد التي تؤكد أن السبب في مجيء أسرائيل الى المنطقة وأقامتهم لدولة في فلسطين هو الأمام المهدي (ع) من الشواهد كثيرة نذكر منها على سبيل المثال زرعها للعملاء في الحوزة العلمية في النجف الأشرف و المحاولة من خلالهم معرفة كل من يدعي رؤية الأمام (ع) أو يتحدث بأسمه و جميع المعلومات عنه كما سعت من خلال هؤلاء العملاء الذين ألبستهم لباس المتدينين الى دراسة قضية الأمام المهدي (ع) دراسة واقعية عملية من خلال أعتقاد الناس والعلماء وأهل العلم بالأمام عليه السلام و مدى تعلق الشيعة بأمامهم و تضحيتهم في سبيله و الأستعداد له كما أنها و في نفس الأتجاه حاربت أيران وناصبتها العداء لما عرفت من أن أكثر أنصار الأمام المهدي (ع) يكونون من أيران و أن الرايات السود التي تدخل القدس تكون انطلاقتها أيران فقد ورد عن النبي (ص) قال ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بأيليا (القدس) .
لذا فأننا نلاحظ و بكل وضوح حرب إسرائيل الإعلامية وبكل السبل ضد إيران الإسلامية و محاولة تحريك الرأي العام ضدها بما تملكه اسرائيل من القدرة في التلاعب بحكومات الدول الكبرى و تسييرها ضمن ما تخطط له و في نفس النهج ما حصل مع السيد الشهيد الصدر أعلى الله مقامه حيث لم يهدأ لأسرائيل بال حينما رأت السيد الصدر أعتلى منبر الكوفة بردائه الأبيض الذي لم يكن ألا كفنه الذي حمله على عاتقه ، صرخت مذعورة فأطلقت عليه أسم الليث الأبيض ، لقد بحث اليهود الكثير عن المام المهدي (ع) و علموا أن أسمه محمد و أنه سوف يخطب بالكوفة و يقيم فيها صلاة الجمعة لما رأوا كل ذلك حصل مع السيد الشهيد (قدس) اعتقدوا أو ظنوا أنه هو المهدي (ع) و كانت الشعارات التي يطلقها السيد ( كلا كلا أمريكا كلا كلا إسرائيل أثرها البالغ في هذا الاعتقاد فأن من المعلوم عندهم أن الأمام (ع) هو الذي يحاربهم و يقضي على دولتهم و قد كان السيد الصدر (قدس) قد أدرك الأسباب و الدوافع التي كانت تحرك أمريكا للسيطرة على العالم كان قد أدرك إن ذلك من أجل حرصهم على الأمام (ع) فكان يقول في شعاره ( هذا أنكم لن تنتصروا على الأمام المهدي (ع) و لن تستطيعوا القبض عليه مهما بلغت قوتكم ..كلا فأن ذلك لا يكون لكم ) و لكنهم بعد أن رأوا كثرة أنصار السيد و تزايدهم يوما بعد أخر وأنتشار حركته و فكره ليس في العراق فقط بل تعداه الى بلدان أخرى عمدت أسرائيل الى امريكا و أشارت الى رئيسها بالقضاء عليه فأنه الخطر القادم من الشرق الذي يهدد اليهود والمسيحيون على حد سواء مما حدا بأمريكا أن أوعزت لكلابها و عميلها (صـدام ) بأن يقضي على السيد و يخلصهم منه فأنه خطر عليهم و فعلا فعل الطاغية فعلته الجبانة بتحريك من أسياده اليهود و الأمريكان و هكذا تستمر أسرائيل و أمريكا في بحثها عن الأمام المهدي (ع) فهي تحاول القضاء على كل من ينادي باسم الأمام المهدي (ع) كما بينا ذلك في العدد السابق . و لن تتحرر فلسطين ولم تفتح القدس ألا على يد الأمام المهدي (ع) و أنصاره كما وعد الله بذلك ويتم بذلك استئصال اليهود من الأرض ألا من يؤمن منهم بالإسلام وهم قليل كما ورد في الأخبار حتى أن الحجر سينادي يا مسلم خلفي يهودي فتعال و أقتله .
و سوف تنتهي الصهيونية الى الأبد حيث لا رجعة لها و تزول دولة إسرائيل المزعومة الى السراب الذي انطلقت منه و ترجع قبلة المسلمين الأولى الى أهلها فتنطلق الجيوش إلى فتح أوربا و العالم أجمع .
تعليقات
إرسال تعليق